Professional Documents
Culture Documents
Al-Istiqbaal A Huwa Syartun Aw Ruknun
Al-Istiqbaal A Huwa Syartun Aw Ruknun
وقد حاول بعضهم عبارة فارقة بين الشرط والركن في الصلاة؛ فقال:
والركن :ما لا يتقدم عليها ،ولو تركه عمدا ً بطلت صلاته ،ولو تركه سهوا ً لزمه العود إليه ،ولا
وقال الرافعي :إنه يرد على هذا ترك الكلام والفعل الكثير ،وسائر المفسدات؛ فإنها لا تتقدم على
الصلاة ،وهي معدودة من الشروط دون الأركان .وظن أن هذا لا جواب عنه؛ فقال :ولك أن
الأركان :المفروضات اللاحقة التي أولها التكبير ،وآخرها التسليم ،ولا يلزم التروك؛ فإنها دائمة
قلت :وهذا يخرج استقبال القبلة عن أن يكون شرطا ً؛ لأنه لا يعتبر في كل ما هو واجب في
الصلاة؛ فإنه إنما يعتبر في حال القيام والقعود دون الركوع والسجود؛ فإنه حينئذ يكون مستقبلا ً
موضع ركوعه وسجوده ،وإن كانت جثته على هيئة مخصوصة يستقبل بها القبلة ،لكنه غير
وما ذكره من أن ترك الكلام ونحوه شرط وهو لا يتقدم الصلاة فيه مساهلة ،والحق أن
والغزالي ناقشه في عده ذلك ركنا ً مع أنه أصولي ،واعتذر عنه بأنه في ذلك اتبع الفوراني.
وقد يقال :ما كان وجوده مانعا ً كان عدمه شرطا ً ،وإليه صار سيف الدين الآمدي -رحمه الله-
وقد ادعى البندنيجي أن بين شروط الصلاة وأركانها [خصوصا ً وعموما ً]؛ فقال :كل ركن فيها
شرط ،وليس كل شرط ركنا ً ،وهي طريقة حكاها الرافعي وقال :إن الأكثرين على أنهما يفترقان
«استقبالالقبلةشرط في صحة الصلاة إلا في حالين في شدة الخوف وفي النافلة في السفر والأصل
[البقرة»]144:
والركن :ما لا يتقدم عليها ،ولو تركه عمدا ً بطلت صلاته ،ولو تركه سهوا ً لزمه العود إليه ،ولا
تتقدم الصلاة ،وهي خمس متفق عليها ،والسادسة مختلف فيها .فأما الخمس المتفق عليها :فهي:
الطهارة عن حدث ،وستر العورة ،والطهارة عن النجس :في الثوب ،والبدن ،والمكان ،والعلم
وكل ركن شرط؛ لأن الصلاة لا تصح إلا به .وليس كل شرط ركنًا؛ لأن الشرائط ما وجبت
خارج الصلاة.