You are on page 1of 4

‫«كفاية النبيه في شرح التنبيه» (‪:)251 /3‬‬

‫وقد حاول بعضهم عبارة فارقة بين الشرط والركن في الصلاة؛ فقال‪:‬‬

‫الشرط‪ :‬ما يتقدم عليها‪ ،‬ويجب استدامته إلى آخرها‪،‬‬

‫والركن‪ :‬ما لا يتقدم عليها ‪ ،‬ولو تركه عمدا ً بطلت صلاته‪ ،‬ولو تركه سهوا ً لزمه العود إليه‪ ،‬ولا‬

‫ينجبر بالسجود‪ ،‬وإليه‬

‫وقال الرافعي‪ :‬إنه يرد على هذا ترك الكلام والفعل الكثير‪ ،‬وسائر المفسدات؛ فإنها لا تتقدم على‬

‫الصلاة‪ ،‬وهي معدودة من الشروط دون الأركان‪ .‬وظن أن هذا لا جواب عنه؛ فقال‪ :‬ولك أن‬

‫تفرق بين الركن والشرط بعبارتين‪:‬‬

‫إحداهنا‪ :‬أن تقول‪:‬‬

‫الأركان‪ :‬المفروضات اللاحقة التي أولها التكبير‪ ،‬وآخرها التسليم‪ ،‬ولا يلزم التروك؛ فإنها دائمة‬

‫لاتلحق ولا تلحق‪،‬‬

‫والشروط‪ :‬ما عداها من المفروضات‪.‬‬

‫والثانية‪ :‬أن تقول‪:‬‬

‫الشرط ‪ :‬ما يعتبر في الصلاة؛ بحيث يقارن كل معتبر سواه‪،‬‬

‫والركن ‪ :‬ما يعتبر لا على هذا الوجه‬


‫مثاله ‪ :‬الطهارة‪ :‬تعتبر مقارنتها الركوع والسجود‪ ،‬وكل أمر معتبر ركنا ً كان‪ ،‬أو شرطاً‪ ،‬والركوع‬

‫معتبر‪ ،‬لا على هذا الوجه‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬وهذا يخرج استقبال القبلة عن أن يكون شرطا ً؛ لأنه لا يعتبر في كل ما هو واجب في‬

‫الصلاة؛ فإنه إنما يعتبر في حال القيام والقعود دون الركوع والسجود؛ فإنه حينئذ يكون مستقبلا ً‬

‫موضع ركوعه وسجوده‪ ،‬وإن كانت جثته على هيئة مخصوصة يستقبل بها القبلة‪ ،‬لكنه غير‬

‫الاستقبال في القيام والقعود‬

‫والمشهور‪ :‬أنه شرط؛ كما قال الشيخ‪.‬‬

‫وما ذكره من أن ترك الكلام ونحوه شرط وهو لا يتقدم الصلاة فيه مساهلة‪ ،‬والحق أن‬

‫وجود ذلك مانع؛ كما هو مقرر في الأصول‪.‬‬

‫والغزالي ناقشه في عده ذلك ركنا ً مع أنه أصولي‪ ،‬واعتذر عنه بأنه في ذلك اتبع الفوراني‪.‬‬

‫وقد يقال‪ :‬ما كان وجوده مانعا ً كان عدمه شرطا ً‪ ،‬وإليه صار سيف الدين الآمدي‪ -‬رحمه الله‪-‬‬

‫لكنا لا نسلم [أن] ما كان وجوده مانعا ً كان عدمه شرطاً‪.‬‬

‫وقد ادعى البندنيجي أن بين شروط الصلاة وأركانها [خصوصا ً وعموما ً]؛ فقال‪ :‬كل ركن فيها‬

‫شرط‪ ،‬وليس كل شرط ركنا ً‪ ،‬وهي طريقة حكاها الرافعي وقال‪ :‬إن الأكثرين على أنهما يفترقان‬

‫افتراق العام و الخاص‬


‫«المهذب في فقة الإمام الشافعي للشيرازي» (‪:)129 /1‬‬

‫«‌استقبال‌القبلة‌شرط في صحة الصلاة إلا في حالين في شدة الخوف وفي النافلة في السفر والأصل‬

‫كن ْتُم ْ ف َو َُل ّوا وُجُوهَك ُ ْم َ‬


‫شطْرَه ُ}‬ ‫حي ْثُ م َا ُ‬
‫جدِ الْحَرَا ِم و َ َ‬
‫س ِ‬
‫شطْر َ الْم َ ْ‬
‫ك َ‬
‫ل و َجْ ه َ َ‬
‫فيه قوله عز وجل‪{ :‬ف َو َ ّ ِ‬

‫[البقرة‪»]144:‬‬

‫«كفاية النبيه في شرح التنبيه» (‪:)251 /3‬‬

‫الشرط‪ :‬ما يتقدم عليها‪ ،‬ويجب استدامته إلى آخرها‪،‬‬

‫‪Istiqbal qiblat di i’tibar mulai sebelum takbir‬‬

‫والركن‪ :‬ما لا يتقدم عليها‪ ،‬ولو تركه عمدا ً بطلت صلاته‪ ،‬ولو تركه سهوا ً لزمه العود إليه‪ ،‬ولا‬

‫ينجبر بالسجود‪ ،‬وإليه‬

‫‪Istiqbal qiblat di i’tibar mulai takbir‬‬

‫«البيان في مذهب الإمام الشافعي» (‪:)258 /2‬‬


‫«إذا ثبت ما ذكرناه‪ :‬فالصلاة تشتمل على أركان‪ ،‬ومسنونات‪ ،‬وهيئات‪ ،‬وشرائط‪ .‬فالشرائط‪ :‬ما‬

‫تتقدم الصلاة‪ ،‬وهي خمس متفق عليها‪ ،‬والسادسة مختلف فيها‪ .‬فأما الخمس المتفق عليها‪ :‬فهي‪:‬‬

‫الطهارة عن حدث‪ ،‬وستر العورة‪ ،‬والطهارة عن النجس‪ :‬في الثوب‪ ،‬والبدن‪ ،‬والمكان‪ ،‬والعلم‬

‫بدخول الوقت بيقين‪ ،‬أو غلبة الظن‪ ،‬واستقبال القبلة‪.‬‬

‫والسادسة‪ :‬النية‪ ،‬وفيها وجهان‪:‬‬

‫[الأول] ‪ :‬من أصحابنا من قال‪ :‬إنها من الشرائط‪.‬‬

‫و [الثاني] ‪ :‬منهم من قال‪ :‬إنها من الأركان‪ ،‬هذه طريقة أصحابنا البغداديين‪.‬‬

‫وقال الخراسانيون‪ :‬في استقبال القبلة أيضًا وجهان‪ ،‬كالنية‪.‬‬

‫الصحيح‪ :‬أن النية من الأركان‪ ،‬وأن استقبال القبلة من الشرائط‪.‬‬

‫وأما الأركان‪ :‬فكل ما كان واجبًا في أثناء الصلاة‪.‬‬

‫وكل ركن شرط؛ لأن الصلاة لا تصح إلا به‪ .‬وليس كل شرط ركنًا؛ لأن الشرائط ما وجبت‬

‫خارج الصلاة‪.‬‬

You might also like