Professional Documents
Culture Documents
حتاْْجْ ْ
ْالمْ ْ
دادْْْْ
ْْإمْ ْْ
ْ ْ
عراْْجْ ْ رساءْْْ ْْْ
ْوالمْ ْ فةْْْْالْْْ ْْْ
عرْْ ْ
ْْإَلْْْمْ ْ
ْ
ْ ْ ْ
ى»ْْْ ْ ْ ْ
للمحدْثْْ غرْْ ْ
ْْالصْ ْ
عراْْجْْْْ
ْالمْ ْ
سالةْْْْْ
حاشيةْْْىلعْْ«ْرْْ ْْْ
ْ ْْ ْْ
ْ ْْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
ْ(تْ981ـه)ْ
ْالسْكْْندْرْْيْْ ْ ْ الغْيْطْيْْْْ ينْْْْْ
ْادلْْ ْ
يهَْنْمْْْْ
الفقْْْ ْْ
ْْْ ْ
ْ ْ ْْ
هْاللْْْتْ ْْ ْ
عاَل ْ رحْ ْْْ ْ
ْْ ْ
ْ
ْ
ْ ْ ْ ْ ْ
حْْلْيمْ ْ
دْلعْ ْ ْ
حممْ ْْ
يلْبنْْْْ ْْ
جْ ْ ْْْ
لشْيْخْْْ ْ
لْ ْ ْ
دكتور حماِض يف العقيدة والفرق
يقول اإلمام المزن رِحه الل:
ْْ ْ ْ ْ
اْمْنْْ افيعْْْْ ْْْ ْْ ْ ْْْْ
ْثماننيْمرةْ،فْمْْْ ْ ْىلعْالشْْ ْ
ْالرسالةْْْ ْْْْ ْ
ْكتابْْْْ ْ ْْْ
قرأتْْ ْْْ«ْ ْ ْْ
ْ ْ ْ ْ ْ ْْ ْ
ْاللْْ افيعْْْْ ْْ ْْْ
ْ:ـهْيهْ،أَْبْْْ ْالشْْ ْ ْواكنْيقفْْْىلعْْ ْ ْْْْ ْ ْْ
ْخطأْ،فقالْْْْ ْإَّلْْ ْ ْ ْْْ ْ
مرةْْْْ
ْْْ
ْ ْ ْ ْ
غيْْْكْتْْابْْهْْ» ْ
صحيحْْ ْ ْ
تابْْ ْ ْ ْ ْ
أنْيكونْْْك ْْْْ ْ
ْْ ْْْ ْ ْ
ُ ﱁﱂﱃﱄ
ُ ُ
المُ ُ
قدُ ُُ
مة ُُُ
ُ ُ
وطُئةُُُ ُ
اُتلُ ُ ُ
ُ ُ ُ
ُ ن
ُاإليماُُ ُ
ةُأهلُُُُ ُُ
يانُعُقُُُيدُُُُ ُ
زيانُيفُبُُُُ ُُ
المُ ُُ ُُ ُُ
ُُُُ
احلمد لل رب العاملني ،وصىل الل وسلم ورشف وكرم لع سيدنا
ممد ،احلبيب املحبوب ،العظيم اجلاه ،العال القدر طه األمني ،وإمام
املرسلني وقائد الغر املحجلني ،ولع ذريته وأهل بيته الميامني
املكرمني ،ولع زوجاته أمهات املؤمنني الارات اتلقيات انلقيات
الطاهرات الصفيات ،وصحابته الطيبني الطاهرين ،ومن تبعهم
بإحسان إىل يوم الين.
أحاط بكل ىشء علما وأحَص لك ىشء عددا ،فعال ملا يريد،
قادر لع ما يشاءَ ،ل امللك وَل الغىن ،وَل العز والقاء ،وَل احلكم
والقضاء ،وَل األسماء احلسىنّ ،ل دافع ملا قَض ،وّل مانع ملا أعطى،
يفعل يف ملكه ما يريد ،وَيكم يف خلقه بما يشاءّ ،ل يرجو ثوابا
وّل خياف عقابا ،ليس عليه حق يلزمه وّل عليه حكم ،ولك نعمة
منه فضل ولك نقمة منه عدلّ ،ل يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ُ ُ
ُ5 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
موجود قبل اللق ،ليس َل قبل وّل بعد ،وّل فوق وّل حتت ،وّل يمني
وّل شمال ،وّل أمام وّل خلف ،وّل لك وّل بعض ،وّل يقال مَت اكن
وّل أين اكن وّل كيف ،اكن وّل ماكن ،كون األكوان ،ودبر الزمان،
ّل يتقيد بالزمان ،وّل يتخصص باملاكن ،وّل يشغله شأن عن شأن،
وّل يلحقه وهم وّل يكتنفه عقل ،وّل يتخصص باّلهن ،وّل يتمثل
يف انلفس ،وّل يتصور يف الوهم ،وّل يتكيف يف العقلّ ،ل تلحقه
به األوهام وّل الظنون وّل األفهامّ ،ل فكرة يف الرب ،خلق اللق
بقدرته ،وأحكمهم بعلمه ،وخصهم بمشيئته ،ودبرهم بكمته ،لم
يكن َل يف خلقهم معني ،وّل يف تدبريهم مشري وّل ظهري.
ّل يلزمه (لم) ،وّل جياوره (أين) ،وّل يالصقه (حيث) ،وّل َيله
(ما) ،وّل يعده (كم) ،وّل َيصه (مَت) ،وّل َييط به (كيف) ،وّل
يناَل (أي) ،وّل يظله (فوق) وّل يقله (حتت) ،وّل يقابله (حد) ،وّل
يزامحه (عند) ،وّل يأخذه (خلف) ،وّل َيده (أمام) ،ولم يتقدمه
(قبل) ،ولم يفته (بعد) ،ولم جيمعه (لك) ،ولم يوجده (اكن) ،ولم
يفقده (ليس).
وليس جوهرا ،وليس عرضاّ ،ل حتل فيه األعراض ،ليس مؤلفا وّل
مركبا ،ليس بذي أبعاض وّل أجزاء ،ليس ضوءا وليس ظالما ،ليس
ماء وليس غيما وليس هواء وليس نارا ،وليس روحا وّل َل روح،
ّل اجتماع َل وّل افرتاق.
ولكم الل موىس تكليما ،والكمه الكم واحد ّل يتبعض وّل يتعدد
ليس حرفا وّل صوتا وّل لغة ،ليس مبتدأ وّل خمتتما ،وّل يتخلله
ُ ُ
ُ8 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
انقطاع ،أزيل أبدي ليس كالكم املخلوقني ،فهو ليس بفم وّل لسان
وّل شفاه وّل خمارج حروف وّل انسالل هواء وّل اصطاكك أجرام.
الكمه صفة من صفاته ،وصفاته أزلة أبدية كذاته ،وصفاته ّل تتغري
ألن اتلغري أكرب عالمات احلدوث ،وحدوث الصفة يستلزم حدوث
اّلات ،والل مزنه عن لك ذلك ،مهما تصورت ببالك فالل ّل يشبه
ذلك ،فصونوا عقائدكم من اتلمسك بظاهر ما تشابه من الكتاب
ولل احلمد والفضل والمنة أن هدانا ِلذا احلق اّلي عليه األشاعرة
واملاتريدية ولك األمة اإلسالمية ،واحلمد لل رب العاملني.
ُ ُ
ُ11 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
ﱁﱂ ﱃﱄ ُ
احلمد الل رب العالمني وصىل الل لع سيدنا ممد ولع ءاَل
وصحبه وسلم.
بالسند املتصل إىل اإلمام َنم الين الغيطي رمحه الل تعاىل قال:
مضطجعا ُ( )4بني بينما( )1انليب ﷺ عند اليت( )2يف احلجر
ُ()3
ُُ ُ ُ ُ ُ
باعة بفتح الشني،
ربيلُ أي غمزته بعقبه يف األرض ،و ُبُُرُة ،وُشُُُُ ُُ
جُ ُُُُ
ُ ُُ ُ ُ
كُتُُمُ سميت بذلك
ضنونة ويه اليت ّل يشبع منها منافق ،وُتُ ُ المُ ُوُُُُ
ألنها اندفنت بعد جرهم وصارت مكتومة فأخرجها عبد
المطلب ،وطعام طعم ،وشفاء سقم ،ورشاب األبرار أي من شأن
األبرار أن يرشبوا منها إن استطاعوا اقتداء بانليب ممد ﷺ
وتعالمه ،وليس معناه أنه ّل يرشب منها إّل بر تِقّ ،ل ،فقد
ثبت أنه رشب منها المنافقون وأصناف من الاكفرين .وجاء يف
ُ ُ ُُُ ُ ُ ُ ُ
ب ُُلُُ» أي من رشبه ماءُ ُُُزُُمُُزُُم ُُُلُُمُُُ ُ
اُشُُ ُ احلديث الابت مرفواعُُ ُ« :
حلاجة ناِلا بإذن الل .وقد صح عن أيب ذر الغفاري رض الل
عنه أنه أقام شهرا بمكة فقال« :ما اكن ل طعام إّل ماء زمزم،
فسمنت حَت تكَست عكن بطن».
( )1أي طلبوا منه ﷺ اّلستلقاء لع ظهره أو أنهم فعلوا به ذلك لع
هيئة الهيبة والوقار.
( )2أي توَّل أمره من بينهم.
ُ ُ
ُ16 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
وف رواية :فرج( )1سقف بيته ُ( ،)2فزنل جربيل فشق( )1من ثغرة
ثم قال جربيل لمياكئيل :ائتن ()3
إىل أسفل بطنه ()2
حنره
( )1أي طوّل ،وذلك من غري أن يشعر رسول الل ﷺ بألم ،واتلأم
موضع الشق منه ﷺ بعد ذلك بَسعة.
( )2ثغرة انلحر انلقرة بني الرتقوتني ،والرتقوة العظم الارز المتصل
بني المنكب وثغرة انلحر ،والمنكب ُمتمع العضد والكتف.
( )3قريبا من الَسة.
ُ ُ
ُ18 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
بطست( )1من ماء زمزم كيما أطهر قلبه ُ( )2وأرشح صدره ُ(،)3
فاستخرج قلبه فغسله( )4ثالث مرات ونزع( )5ما اكن فيه من
أذى ُ( ،)6واختلف ُ( )1إله مياكئيل بثالث طسات( )2من ماء
( )1أي إناء ،ويغلب لع الطست المستعمل بني انلاس كونه من
حناس ،أما اّلي جاء به مياكئيل عليه السالم فروي أنه اكن من
ذهب من أواين اجلنة .وف اسمه لغات :الطست والطست
والطشت والطشت والطس والطسة.
( )2أي من أجل أن أزيد يف طهارة قلبه الرشيف ﷺ ،وّل شك أنه
ﷺ أطهر انلاس قلبا.
( )3أي من أجل أن أوسع قلبه لمتلئ باألرسار زيادة لع ما هو عليه.
( )4أي القلب الرشيف.
( )5أي أخرج من قلبه ﷺ.
( )6يريد بذلك العلقة السوداء ،وقد وهم بعض املحدثني وأهل السري
اكلقاض عياض والربهان احلليب الرواة اّلين ذكروا قضية
ُ ُ
ُ19 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
زمزم ُ( ،)1ثم أَت ُ( )2بطست( )3من ذهب متلئ حكمة وإيمانا
ُ()4
فأفرغه ُ( )5يف صدره( )6ومأله حلما وعلما ويقينا وإسالما ُ( )7ثم
أطبقه ُ( )1ثم ختم بني كتفيه ِباتم انلبوة( ،)2ثم أت بالرباق
ُ()3
الغل ُ( )1يضع حافره ُ( )2عند منته طرفه ُ( ،)3مضطرب األذنني ُ(،)4
إذا أَت لع جبل ُ( )5ارتفعت رجاله ُ( )6وإذا هبط ارتفعت يداه(،)7
َل جناحان يف فخذيه َيفز بهما رجليه ُ( ،)1فاستصعب عليه ُ(،)2
فوضع جربيل يديه لع معرفته ُ( )3ثم قال :أّل تستحِي( )4يا براق،
( )1أي يقوي بهما رجليه يف رسعة السري .ولعل الَس يف كونهما يف
فخذيه ثقل مؤخرته أو ألن ذلك أرفق بالراكب؛ فإنهما لو اكن يف
جنبيه حلاذيا الراكب وحلصل َل بذلك مشقة عند نرش الرباق لهما
وعند طيهما ّل سيما حال اإلرساع.
( )2أي اضطرب اضطرابا شديدا فصار صعب الركوب مستعصيا.
وقد فعل الرباق ذلك مهابة للنيب ﷺ وتيها ودّلّل وفرحا به ﷺ
ّل إباية وامتنااع ،قاَل احلافظ العسقالين يف «الفتح» (.)207/7
ُ ُ ُ ُ ُُ ُ ُُ ُ
وف روايةُ« :فُشُمُسُ» أي منع ظهره ،وف روايةَُ« :صُتُ ُأُذُنُُيهاُ»
باتلأنيث لع ما ذكرنا من جواز تذكري الرباق وتأنيثه ومعناه أنها
ُُُ ُ ُُ ُ ُ ُ ُ
ها» أي اضطربت ،وف رواية أخرىُ« :تُعَُّثُُتُ ُوُُنُفُشُتُ ُعُرُُفُ ُ
اضطربت ونفشت شعر عنقها.
( )3أي لع موضع العرف من الرباق وهو الشعر يف عنقها.
ُ ُُ ُ ُ
يُ» ،خاطبه خطاب من يعقل ،فإن الل عز ( )4وف روايةُُ« :ألُتُُُسُتُحُيُُ ُ
وجل قد جيعل اإلدراك يف بعض الواب واجلمادات إذا شاء.
ُ ُ
ُ24 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1فيه دلل لع أنه ركبه من قبل سيدنا ممد ﷺ غريه .أما ما
ذكره بعض أهل السري من أن اضطراب الرباق اكن لعد العهد
بركوب األنبياء َل فغري صحيح ،نعم اكنت تركبه األنبياء ولكنه
لم يضطرب امتنااع من أن يركبه خري اللق ممد ﷺ بل فعل
ذلك طربا وتيها ودّلّل.
( )2أي الرباق ُميبا بلسان احلال.
( )3أي جرى وسال منه العرق حياء ومهابة.
( )4أي سكنت وثبتت.
( )5يؤيده ما رواه اليهِق يف «الّلئل» من حديث أيب سعيد الدري
ُُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ
واتُ
ياءُُُصُلُ ُُ
ُاألُنُبُُُُ
تُُُاكنُ ُ
رض الل عنه عن رسول الل ﷺ قالُ« :وُ ُ
ُ ُ ُ ُُ ُُ
مُتُرُُكُبُهُُُقُبُُلُ».
ُعلُُيهُُ ُُ
ُُاللُُُ ُ
ُ ُ
ُ25 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )4واكن جربيل ءاخذا براكب الرباق ،وف بعض اآلثار أنه ركب مع
انليب ﷺ ،فال مانع من وقوع هذين األمرين يف الرحلة نفسها.
ُ ُ
ُ26 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
ومياكئيل ُ( )1وهو عن يساره( .)2وعن ابن سعد :واكن اآلخذ براكبه
جربيل وبزمام الرباق مياكئيل ،فساروا حَت بلغوا أرضا ذات
َنل ،فقال َل جربيل :انزل فصل هنا ،ففعل ثم ركب فقال َل:
وإلها أتدري أين صليت؟ قالّ :ل ،قال :صليت بطيبة
ُ()3
أتدري أين صليت؟ قال :صليت بمدين ُ( )1عند شجرة موىس ُ(.)2
ﳢ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋﱠ
ثم بلغ أرضا بدت(َُ )1ل قصور ُ( )2فقال َل جربيل :انزل فصل هنا،
ففعل ثم ركب وانطلق الرباق يهوي به فقال َل جربيل :أتدري
أين صليت؟ قالّ :ل ،قال :صليت ببيت حلم( )3حيث ول عيَس
ابن مريم ُ(.)4
بشعلة من نار ُ( ،)6كما اتلفت ُ( )7رءاه ،فقال َل جربيل :أّل أعلمك
( )1أي من العذاب اكلصواعق .وقال شيخنا اِلرري رمحه الل" :هذا
يدخل فيه الفضاء اّلي دون السماوات ،أي أستعيذ من رش
اجلن اّلين يف الفضاء ،وجيوز أن يكون املراد ما تؤمر به
املالئكة من إيقاع اِلالك ببعض املخلوقني".
( )2قال شيخنا اِلرري رمحه الل" :أي ما يصعد به املالئكة من
سوء أي من أعمال الرش اليت يرفعونها إىل سجل تسجل فيه يف
السماء" اه .وقال بعض العلماء :سماها رشا باعتبار أن األعمال
السيئة رش بنفسها وألنها جتلب الوبال لع العايص مرتكبها.
ُ ُ
ُ34 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1أي مثل َل قوم صفتهم كذا بأن صور الل عز وجل لهم أمثاّل
فرءاهم انليب ﷺ ،وف ذلك تمثيل ملا يناَل قوم من األجر الكبري
المضاعف إىل أضعاف كثرية لع عمل الرب.
( )2أي يف الوم اتلال لوم الزرع.
( )3أي ينبت ماكنه غريه.
ُ ُ
ُ36 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
ووجد( )5رَيا طيبة فقال :يا جربيل ما هذه الراِئة؟ فقال :راِئة
بنت يه تمشط
()8
ماشطة بنت فرعون وأوّلدها ُ( ،)6بينما
()7
فرعون ُ( )1إذ سقط المشط( )2فقالت :بسم الل ،تعس ُ( )3فرعون،
فقالت ابنة فرعون :أو لك رب غري أيب؟ فقالت :نعم ُ( ،)4قالت:
أفأخرب بذلك أيب؟ قالت :نعم ،فأخربته فداع بها فقال :ألك رب
غريي؟ قالت :نعم رّب وربك الل .واكن للمرأة ابنان( )5وزوج ُ(،)6
()ُ 3
فأرسل إلهم ُ( )1فراود المرأة وزوجها أن يرجعا ُ( )2عن دينهما
(ُ)5
فأبيا ،فقال :إين قاتلكما( ،)4قالت :إحسانا منك إلنا إن قتلتنا
أن جتعلنا يف بيت ُ( )6واحد فتدفننا فيه مجيعا ،فقال :ذلك لك بما
لك علينا من احلق ُ( ،)1فأمر ببقرة ُ( )2من حناس فأمحيت( )3ثم أمر
حَت بها تللَق فيها يه وأوّلدها( ،)4فألقوا ُ( )5واحدا واحدا
()6
بلغوا أصغر رضيع فيهم ُ( )1فقال :يا أماه قِع وّل تقاعِس( )2فإنك
لع احلق المبني ُ( ،)3فألقيت يه وأوّلدها(.)4
( )1أي الراوي ،وهو ابن عباس رض الل عنهما عند أمحد وابن
جرير واليهِق.
( )2أي يف الطفولة قبل األوان المعتاد للالكم.
( )3وقال السيويط ستة ،وقال غريه :ثمانية.
( )4يعن الرضيع ابن املاشطة ،قيل :اكن ابن سبعة أشهر.
( )5حني اتهمت زلخا زورا وبهتانا سيدنا يوسف ﷺ بأنه راودها
عن نفسها ،أنطق الل عز وجل صبيا يف المهد اكن يف دارهم -
قيل اكن ابن خاِلا أو ابن خادمة عندها -فقال كما أخرب الل
حاكية عن ذلك :ﱡﭐﲖﲗﲘﲙﱠ أي شق ﱡﭐﲚﲛﱠ أي
ﱡﭐ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ من قدامه
ﲵ ﲷ ﲸ ﲹ ﱠﭐ
ﲶ ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳ ﲴ
ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُُ ُ ُ ُ ُ ُ ُُ ُُ ُ ُ ُ ُ ُُ
ُ،فَكُمُتُهُ
اُ،فتُعُرُضُتُُُلُُُ ُ ُ:ألُفُتَُنُُُجُر ُُيُُُُ ُ
ُامُرُُأةُُُ
تُُُ ُ ُيفُُُصُوُُمُعُتُهُُُُ ُ ُُ
ُ،فقالُ ُ
ُُ ُ ُ ُ ُُ ُُ ُ ُ ُ ُُ ُ ُ ُُ
هاُ،فوَُُلُُتُُُغُالُمُُُ ُ ُُ
اُفقالُتُُ: ُمُنُنُفُسُُ ُُُُ ُ
اُ،فأمُكُنُتُهُُ ُ ُُُراعُيُُُُ ُُ
ُ،فأتُتُُ ُُ ُ فأَبُُُ ُُُ ُُ
ُُُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ
ُ،فتُوُُضُأُ
ُوسُبُُوهُُُ ُ
ُ،فأنُزُلُُوهُُ ُ وكَُسُ ُُُ
واُصُوُمُعُتُهُُُ ُُ ُ،فأتُوُهُ ُُ ُ، ُهُوُُُ ُ ُُ
ُمُنُجُرُُيُ ُجُُُ ُُ
ُ ُ ُ ُُ ُ ُ ُُ ُ ُ ُ ُ ُ ُُ ُ
واُ:
ُ،قالُ ُُ ُ:الرُُُ ُ
اِعُُُ ُُ قالُُُُُ
ُياُغُالُُم؟ُُ ُُ
وكُُُُُ نُأبُ ُ
ُ:مُ ُُُ
ُ،فقالُُُ
ُالغُالُمُُُ ُ ُُُأَتُُُُ وصَُّلُُُثُمُُُُُ
ُ ُ ُ ُ ُُ ُُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ
ُمُنُطُيُ» .ومعىنُ« :مُنُ ُ،إُلُُ ُ ُُ ُ ُ ُ:لُُُ
ُ،قالُُُ
بُُُ ُُُ ُ هُ ُمُنُذ
ُُ ُ ُُ ك ُنُبُ ُنُُُصُوُمُعُتُ
ُ ُ
وك» أي صورة ،ومعناه من ماء من أنت. ُُأبُ ُ ُ
( )1وقد أخرب الل عما حصل مع سيدنا عيَس ﷺ يف القرءان فقال:
ﱡﭐﱹﱺﱻﱼﱽ ﱾﱿ ﲀﲁﱠ أي سيؤتين الكتاب
ﱡﭐ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ وينبئن
ﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑ ﲒﲓﲔﲕﲖﲗ
ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﱠ.
ُ ُ
ُ44 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1أي مثل َل قوم صفتهم كذا بأن صور الل عز وجل لهم أمثاّل
فرءاهم انليب ﷺ.
( )2أي تكَس بىشء صلب.
( )3أي قبل الكَس ،ثم كَست مرة أخرى ثم اعدت كما اكنت قبل
الرضح وهكذا.
( )4أي ّل خيفف.
( )5أي يتاكسلون عن تأدية الصالة املفروضة.
ُ ُ
ُ45 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
جهنم ُ( )1وحجارتها ،فقال :من هؤّلء يا جربيل؟ قال :هؤّلء اّلين
ّل يؤدون صدقات أمواِلم( ،)2وما ظلمهم الل شيئا.
ثم أَت لع قوم بني أيديهم حلم نضيج ُ( )1يف قدور وحلم ءاخر
خبيث( ،)3فجعلوا يأكلون من النء البيث ويدعون ()2
ينء
انلضيج الطيب ،فقال :ما هذا يا جربيل؟ فقال :هذا الرجل ُ( )4من
أمتك تكون عنده املرأة احلالل الطيبة ُ( )5فيأت امرأة خبيثة
ُ(ُ)6
ثم أَت لع خشبة لع الطريق ُ(ّ )1ل يمر بها ثوب وّل ىشء إّل
خرقته ُ( ،)2فقال :ما هذا يا جربيل؟ قال :هذا مثل أقوام من أمتك
يقعدون لع الطريق فيقطعونه ُ( ،)3وتال قوَل تعاىل :ﱡﭐﲌ ﲍ
ﲎﲏﲐﱠ(.)4
ورأى رجال يسبح يف نهر من دم يلقم احلجارة ُ( )1فقال :من هذا
يا جربيل؟ فقال :مثل ءالك الربا ُ(.)2
ثم أَت لع رجل قد مجع حزمة ُ( )3حطب ّل يستطيع محلها وهو
يزيد عليها ُ( ،)4فقال َل :ما هذا يا جربيل؟ قال :هذا الرجل من
أمتك تكون عنده أمانات انلاس ّل يقدر لع أدائها ُ( )5ويريد
أن يتحمل عليها ُ(.)6
وأَت لع جحر ُ( )1صغري خيرج منه ثور عظيم ُ( ،)2فجعل الور
يريد أن يرجع من حيث خرج فال يستطيع ،فقال :ما هذا يا
جربيل؟ قال :هذا الرجل من أمتك يتلكم باللكمة العظيمة ُ( )3ثم
يندم عليها فال يستطيع أن يردها ُ(.)4
وبينما هو ُ( )1يسري إذ داعه داع( )2عن يمينه :يا ممد انظرِن
أسألك ُ( ،)3فلم جيبه ،فقال :ما هذا يا جربيل؟ قال :هذا داِع
الهود ُ( ،)4أما إنك لو أجبته تلهودت أمتك ُ(.)5
( )1أي دعوة دين انلصانية ويه دعوة كفرية ،فال دين صحيح
إّل اإلسالم.
( )2معناه لم يشإ الل أن جتيبه ولم يشأ أن تتبع معظم أمتك دين
انلصارى.
( )3أي اكشفة عنهما كشأن المرتبص بعدوه.
( )4أي من زينة النيا.
ُ ُ
ُ55 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
يلتفت إلها ،فقال :من هذه يا جربيل؟ قال :تلك النيا( ،)1أما
إنك لو أجبتها(ّ )2لختارت أمتك النيا لع اآلخرة.
يقول :هلم( )7يا ممد ،فقال جربيل :بل رس يا ممد ،فقال :من
هذا يا جربيل؟ قال :هذا عدو الل إبليس أراد أن تميل إله ُ(.)8
وسار فإذا هو بعجوز ُ( )1لع جانب الطريق فقالت :يا ممد
انظرِن أسألك ،فلم يلتفت إلها فقال :من هذه يا جربيل؟ قال:
إنه لم يبق من عمر النيا إّل ما بِق من عمر هذه العجوز ُ(.)2
ُ
( )1وف رواية زيادة «ُشُوُُ ُُُ
هاءُ» أي قبيحة.
( )2معناه هذه يه النيا وقد مثلت لك مرة أخرى بصورة امرأة
عجوز قبيحة المنظر إشارة إىل قرب زواِلا.
ُ ُ
ُ57 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
وسار حَت أَت مدينة بيت المقدس ُ( )1ودخل من بابها الماين(،)2
باحللقة ُ( )1اليت وربطه بباب المسجد
()4
ثم نزل عن الرباق
ُ()3
وف رواية أن جربيل أَت الصخرة ُ( )3فوضع إصبعه فيها فخرقها
ُ()4
ودخل ُ( )1املسجد( )2من باب تميل فيه الشمس والقمر ُ( ،)3ثم
صىل هو وجربيل لك واحد ركعتني ُ( ،)4فلم يلبث إّل يسريا ُ( )5حَت
اجتمع ناس كثري ،فعرف انليب ﷺ انلبيني من بني قائم وراكع
وساجد ،ثم أذن مؤذن ُ( )1وأقيمت الصالة فقاموا صفوفا ينتظرون
من يؤمهم ُ( ،)2فأخذ جربيل بيده( )3فقدمه فصىل بهم ركعتني.
وعن كعب :فأذن جربيل ونزلت املالئكة ُ( )4من السماء ،وحرش
الل تعاىل َل املرسلني ُ( )5فصىل انليب ﷺ باملالئكة واملرسلني.
فلما انصف قال جربيل :يا ممد أتدري من صىل خلفك؟ قال:
ّل ،قال :لك نيب بعثه الل تعاىل.
ثم أثىن لك نيب من األنبياء لع ربه بثناء مجيل ُ( )1فقال انليب ﷺ:
ككم أثىن لع ربه وأنا مْث لع رّب ،ثم رشع يقول :احلمد لل
اّلي أرسلن رمحة للعالمني ُ( )2واكفة للناس( )3بشريا( )4ونذيرا
ُ()5
وأنزل يلع الفرقان ُ( )1فيه تبيان لك ىشء ُ( ،)2وجعل أميت ُ( )3خري
أمة أخرجت للناس ،وجعل أميت وسطا ُ( ،)4وجعل أميت هم
ُ()5
( )1الفرقان من أسماء القرءان ،سم به ألنه فرق بني احلق والاطل.
( )2أي بيان ما َيتاج إله من أمور الين ،فإن فيه نصا لع كثري
من األحاكم الرشعية ودّللة لع حجية اتباع انليب ﷺ فيما
أخرب به من غري القرءان ولع حجية العمل بإمجاع األمة
المحمدية.
( )3أي أمة اإلجابة.
( )4أي جعل فيهم خيارا وشهداء لع انلاس عدوّل فال جيتمعون
لع ضاللة ،قال الل تعاىل :ﱡﱚ ﱛﱜﱝﱞ
ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱠ.
( )5ضمري مبتدأ يفيد احلص ،وليس ضمري فصل وإّل لقال" :هم
األولني واآلخرين".
ُ ُ
ُ63 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1أي مؤمنو أمة ممد ﷺ األولون دخوّل اجلنة قبل سائر األمم،
وأما أول انلاس دخوّل اجلنة لع اإلطالق فاألنبياء عليهم
ُُ
الصالة والسالم ،وصح يف احلديث أن رسول الل ﷺ قالَُ« :نُنُُُ
ُ ُ ُ ُ ُ ُُ ُ
يامُُةُ». ونُُيُوُُُمُُُُ
القُُُُ السُُابُُقُ ُ ُ
ونُُُُُ
اآلخُرُ ُ
ُُ ُ ُ
( )2أي ءاخر األمم وجودا.
( )3بأن مأله إيمانا ويقينا وحكمة وعلما.
( )4أي خفف عنه أعباء القيام بأمر انلبوة ،والوزر احلمل القيل.
( )5أي رفع َل ذكره ﷺ بانلبوة أو معناه رفع َل ذكره عند املالئكة
الكرام يف السماء أو بأخذ الميثاق َل لع األنبياء عليهم الصالة
والسالم بأن يؤمنوا بمحمد ﷺ ويقروا بفضله أو معناه أن الل
ُ ُ
ُ64 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
اخرتت الفطرة ُ( ،)1ولو رشبت المر لغوت أمتك( )2ولم يتبعك
منهم إّل القليل.
وف رواية أن اآلنية ُ( )3اكنت ثالثة ،والالث فيه ماء ،وأن جربيل
قال َل :لو رشبت املاء لغرقت أمتك ُ(.)4
العني ُ( )1وسلم عليهن فرددن عليه السالم وسألهن فأجبنه بما
تقر به العني ُ(.)2
ثم أت بالمعراج ُ( )1اّلي تعرج عليه أرواح بن ءادم ،فلم تر
الالئق أحسن منه ُ(َ ،)2ل مرقاة( )1من فضة ومرقاة من ذهب ُ(،)2
( )1أي المرقاة المدىل من السماء إىل األرض ،فاكن صعوده ﷺ إىل
السماء بواسطته ولم يكن بواسطة الرباق كما توهمه بعضهم،
وهذا اّلي صححه احلافظ السيويط وقال إنه اّلي تقرر يف
األحاديث الصحيحة.
وقال شيخنا رمحه الل« :المرقاة ليس ِلا ماكن مدد كأنها تنقل،
هذا السلم مجوب عنا ّل يراه إّل من كشف الل تعاىل َل
احلجاب .الرسول ﷺ رَق بمرقاة حقيِق من األرض إىل السماء
األوَّل ،ويه نفس المرقاة اليت ترَق بها روح المؤمنّ ،للك عينه
تظل مفتوحة تنظر إىل هذه المرقاة إّل إذا أغمضت .ثم رَق
رسول الل ﷺ من السماء األوَّل إىل باِق السماوات إما بهذه
المرقاة وإما بطريقة أخرى».
( )2أي لم تر أحسن من هذه املرقاة .قال شيخنا رمحه الل« :المرقاة
سلم مسوس مبارك ىشء يبهر األنظار مجيل اللون».
ُ ُ
ُ68 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
إىل السماء قط ولم يهبط إىل األرض ُ( )1إّل يوم مات انليب( )2ﷺ،
وبني يديه ُ( )3سبعون ألف ملك مع لك ملك جنده مائة ألف
ملك( ،)4فاستفتح جربيل باب السماء( ،)5قيل :من هذا؟ قال:
جربيل ،قيل :ومن معك؟ ُ( )1قال :ممد ،قيل :أو قد أرسل إله ُ()2؟
وف رواية :بعث إله؟ قال :نعم ،قيل :مرحبا به وأهال حياه الل
ُ(ُ)3
من أخ ُ( )4ومن خليفة ُ( )5فنعم األخ ونعم الليفة ونعم المِجء
( )1قال بعض الرشاح :يف هذا دلل لع أن السماء جسم كثيف
شفاف ّل َيجب ما وراءه بدلل أن الملك عرف أن معه أحدا.
( )2يعن هل طلب للعروج ،وسؤال امللك اكن فرحا واستبشارا ّل
استبعادا واستناكرا .قال احلافظ انلووي" :وليس مراده
اّلستفهام عن أصل العثة والرسالة فإن ذلك ّل خيىف عليه إىل
هذه المدة ،فهذا هو الصحيح" اه.
( )3أي عظمه الل وأكرمه.
( )4أي يف اإليمان ،فإن املالئكة مجيعهم لع اإلسالم.
( )5أي خليفة لل يف األرض بمعىن أنه يطبق رشع الل يف األرض.
ُ ُ
ُ71 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
جاء( ،)1ففتح ِلما ،فلما خلصا( )2فإذا فيها(ُ )3ءادم عليه السالم
وهو أبو البرش كهيئته يوم خلقه الل تعاىل لع صورته ُ( ،)4تعرض
عليه( )5أرواح األنبياء وذريته املؤمنني ُ( )6فيقول( :)7روح طيبة
ونفس طيبة ُ( )1اجعلوها يف عليني ُ( ،)2ثم تعرض عليه أرواح
ذريته الكفار ُ( )3فيقول روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها يف
ﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈ ﲉﲊ
ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏﱠ [سورة األعراف ]40 :معناه ّل يدخلونها
أبدا.
ُ ُ
ُ73 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
سجني ُ( ،)1وعن يمينه أسودة( )2وباب خيرج منه ريح طيبة ،وعن
شماَل أسودة وباب خيرج منه ريح خبيثة ُ( ،)3فإذا نظر قبل
ُ(ُ)4
( )1موضع يف األرض السابعة فيه ديوان تسجل فيه أسماء الكفار
ثم تعاد أرواحهم إىل األرض ويبَق الاكفر يف عذاب روحا
وجسدا يف القرب ،فإذا بيل جسده اعدت روحه إىل سجني
فحبست هنالك وبقيت يف عذاب إىل يوم بعث اجلسد فيعذب
بعدها اجلسد والروح.
( )2مجع سواد أي شخص ،ويه هنا األرواح ،فمعناه يعرض عليه
عن يمينه األرواح الطيبة ويه أرواح المتقني ،وقيل :يه أرواح
املؤمنني اّلين كتب لهم املوت لع اتلقوى إّل أنها أرواح لم
تدخل األجسام بعد.
( )3معناه يرى الاب جهة شماَل وليس الاب نفسه يف السماء وّل
الراِئة البيثة تدخل السماء.
( )4أي ناحية.
ُ ُ
ُ74 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
يمينه ضحك واستبرش ُ( ،)1وإذا نظر قبل شماَل حزن وبكى ُ(،)2
فسلم عليه انليب ﷺ فرد عليه السالم ثم قال :مرحبا باّلبن
الصالح وانليب الصالح ،فقال انليب ﷺ :من هذا يا جربيل؟ قال:
هذا أبوك ءادم وهذه األسودة نسم بنيه ُ( ،)3فأهل المني منهم
ُ()4
أهل اجلنة ،وأهل الشمال منهم أهل انلار ،فإذا نظر قبل يمينه
ضحك وإذا نظر قبل شماَل بكى ،وهذا الاب اّلي عند
ثم مَض( )1هنيهة ُ( )2فوجد( )3ءاِلك الربا وأموال التاَم والزناة
وغريهم لع حالة شنيعة( )4بنحو مما تقدم ُ(.)5
ثم صعد إىل السماء الانية فاستفتح جربيل ،قيل :من هذا؟ قال:
جربيل ،قيل :ومن معك؟ قال :ممد ﷺ ،قيل :أو قد أرسل إله؟
قال :نعم ،قيل :مرحبا به وأهال حياه الل من أخ ومن خليفة
فنعم األخ ونعم الليفة ونعم المِجء جاء ،ففتح لهما ،فلما
( )1فإن أم َيي ﷺ إيشاع بنت فاقوذ أخت حنة بنت فاقوذ أم مريم
عليها السالم ،فعمران بن ماثان زوج حنة ،وزكريا ﷺ زوج
إيشاع ،وولت إيشاع َيي ،وولت حنة مريم ،فإيشاع خالة
مريم وحنة خالة َيي ،فعيَس وَيي عليهما السالم ابنا خالة،
وليس عمران هذا أبا موىس رسول الل ﷺ إذ بينهما فيما قيل
ألف وثمانمائة سنة ،قاَل القسطالين.
ُ ُ
ُ78 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
ثم صعد إىل السماء الالة فاستفتح جربيل ،قيل :من هذا؟ فقال:
جربيل ،قيل :ومن معك؟ قال :ممد ،قيل :أو قد أرسل إله؟ قال:
نعم ،قيل :مرحبا به وأهال حياه الل من أخ ومن خليفة فنعم
األخ ونعم الليفة ونعم املِجء جاء ،ففتح لهما فلما خلصا فإذا
هو بيوسف عليه السالم ومعه نفر من قومه فسلم عليه فرد
عليه السالم ثم قال :مرحبا باألخ الصالح وانليب الصالح وداع
َل ِبري ،وإذا هو قد أعطي شطر احلسن ُ( ،)1وف رواية :هو أحسن
ما خلق الل ُ( ،)1قد فضل ُ( )2انلاس باحلسن ُ( ،)3اكلقمر للة الدر
لع سائر الكواكب ،قال :من هذا يا جربيل؟ قال :أخوك يوسف.
ثم صعد إىل السماء الرابعة فاستفتح جربيل ،قيل :من هذا؟ قال:
جربيل ،قيل ومن معك؟ قال :ممد ،قيل :أو قد أرسل إله؟ قال:
نعم ،قال :مرحبا به وأهال حياه الل من أخ ومن خليفة فنعم
األخ ونعم الليفة ونعم املِجء جاء ،ففتح لهما فلما خلصا فإذا
هو بإدريس قد رفعه الل ماكنا عليا( ،)4فسلم عليه فرد عليه
السالم ثم قال :مرحبا باألخ الصالح وانليب الصالح وداع َل ِبري.
ثم صعد إىل السماء الامسة فاستفتح جربيل ،قيل :من هذا؟
قال :جربيل ،قيل :ومن معك؟ قال :ممد ،قيل :أو قد أرسل إله؟
قال :نعم ،قيل :مرحبا به وأهال حياه الل من أخ ومن خليفة
فنعم األخ ونعم الليفة ونعم املِجء جاء ،ففتح لهما فلما خلصا
فإذا هو بهارون ونصف حليته بيضاء ونصف حليته سوداء تكاد
تَّضب ُ( )1إىل رسته من طوِلا( ،)2وحوَل قوم من بن إرسائيل وهو
يقص عليهم( ،)3فسلم عليه فرد عليه السالم ثم قال :مرحبا
ﱡﭐ ﱮ السادسة وأنه مات فيها كما يقول بعضهم ،قال تعاىل:
ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱠ.
( )1أي تصل.
( )2ولم يثبت ذلك.
( )3أي خيربهم ببعض األخبار.
ُ ُ
ُ83 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
باألخ الصالح وانليب الصالح وداع َل ِبري ،فقال :يا جربيل من
هذا؟ قال :هذا الرجل المحبب يف قومه هارون بن عمران.
ثم صعد إىل السماء السادسة فاستفتح جربيل ،قيل :من هذا؟
قال :جربيل ،قيل :ومن معك؟ قال :ممد ،قيل :أو قد أرسل إله؟
قال :نعم ،قيل :مرحبا به وأهال حياه الل من أخ ومن خليفة
فنعم األخ ونعم الليفة ونعم املِجء جاء ،ففتح لهما فجعل يمر
بانليب( )1وانلبيني معهم الرهط ُ( )2وانليب وانلبيني معهم القوم
وانليب وانلبيني ليس معهم أحد( ،)3ثم مر بسواد عظيم( )4فقال:
ما هذا؟ قيل :موىس وقومه ،ولكن ارفع رأسك ،فرفع رأسه فإذا
هو بسواد عظيم قد سد األفق( )1من ذا اجلانب ومن ذا اجلانب،
فقيل َل :هؤّلء أمتك ،وسوى هؤّلء سبعون ألفا يدخلون اجلنة
بغري حساب(.)2
شعره دونهما ُ( ،)1فسلم عليه انليب ﷺ فرد عليه السالم ثم قال:
مرحبا باألخ الصالح وانليب الصالح ثم داع َل ِبري وقال :يزعم
انلاس ُ( )2أين أكرم بن ءادم لع الل تعاىل ،بل هذا أكرم لع الل
من( ،)3فلما جاوزه انليب ﷺ بكى ُ( ،)4فقيل َل :ما يبكيك؟ قال:
أبكي ألن غالما ُ( )1بعث من بعدي يدخل اجلنة من أمته أكرث
ممن يدخل اجلنة من أميت ،يزعم بنو إرسائيل أين أكرم بن ءادم
ثم صعد إىل السماء السابعة فاستفتح جربيل قيل :من هذا؟ قال
جربيل ،قيل :ومن معك؟ قال :ممد ،قيل :أو قد أرسل إله؟ قال:
نعم ،قيل :مرحبا به وأهال حياه الل من أخ ومن خليفة فنعم
األخ ونعم الليفة ونعم املِجء جاء ،ففتح لهما فلما خلصا فإذا
لع انليب ﷺ بإبراهيم الليل ﷺ جالس عند باب اجلنة
ُ()4
كريس من ذهب مسند ظهره إىل اليت املعمور ُ( )1ومعه نفر من
قومه ،فسلم عليه انليب ﷺ فرد عليه السالم وقال :مرحبا
باّلبن الصالح وانليب الصالح ،وقال :مر أمتك فلتكرث من
غراس اجلنة ُ( ،)2فإن تربتها طيبة ُ( )3وأرضها واسعة( ،)4فقال :وما
( )1هو بيت يف السماء السابعة يف موضع قبل املاكن اّلي سمع فيه
رسول الل ﷺ ِصيف أقالم املالئكة يف الصحف .وِلذا
اليت حرمة عند الل عز وجل كما أن للكعبة حرمة عظيمة،
وهو بالنسبة للمالئكة الكرام اكلكعبة المرشفة بالنسبة
للناس ،وهو مواز للكعبة اليت يف األرض أي َياذيها مع ارتفاعه
وبعد مسافته عنها.
( )2أي شجرها.
( )3أي للغرس فيها.
( )4أي تسع الكثري من الغراس.
ُ ُ
ُ89 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
غراس اجلنة؟ قالّ :ل حول وّل قوة إّل بالل(ُ )1العيل( )2العظيم(.)3
وف رواية :أقرئ أمتك من السالم وأخربهم أن اجلنة طيبة
ُ ُ ُ ُ
( )1قد فَسها انليب ﷺ يف حديث ثبت عنه بقوَلُ« :لُُُحُوُُلُُُعُنُ
ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُُ
ُاللُُُُإُلُُُبُُعُوُُنُُ ُ،وُُلُُُقُوُُةَُُُعُُ ُُ
ُطاعُةُُُُ ُاللُُُُ
مةُُُُ
ُاللُُُُإُلُُُبُُعُصُ ُ
صُُيةُُُُ
ُمُعُ ُ
اللُ» ،معناه ّل جيتنب املرء املعصية مهما حاول إّل ما شاء الل
ُُ ُ
َل فيمكنه من جتنبها ،وّل يقدر أحد لع عمل الطاعة وإن صمم
إّل ما شاء الل َل فيمكنه من فعلها.
( )2أي المتعال قدرا وعظمة ّل ماكنا ،فيستحيل اتصافه عز وجل
بارتفاع الماكن أو اتلحزي يف جهة من اجلهات ،ألنه عز وجل ّل
َيتاج إىل ىشء من خلقه ،فال يتحزي يف ماكن وّل يف مجيع
األمكنة.
( )3أي عظيم الشأن والقدر ّل احلجم أو اجلثة ألنه ّل حجم َل وّل
يشبه ذوات األحجام ،كما أنه ّل يشبه شيئا من خلقه بأي معىن
من المعاين.
ُ ُ
ُ90 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
الرتبة عذبة املاء وأن غراسها ُ( )1سبحان الل ُ( )2واحلمد لل وّل هلإ
إّل الل والل أكرب ُ( ،)3وعنده قوم جلوس بيض الوجوه أمثال
( )1تطلق القراطيس ويراد بها الصحف ونوع من الربود وغري ذلك،
واملراد هنا أنهم مجيلو الصورة فيهم بياض وحسن.
( )2أي من الكدر.
( )3أي زال بعض الكدر اّلي يف ألوانهم.
( )4أي صفت من لك كدر.
( )5أي المؤمنون الاكملون اّلين لم يتلوثوا باّلنوب.
ُ ُ
ُ92 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
وقيل َل ُ( :)4هذا ماكنك وماكن أمتك ،وإذا هو بأمته شطرين ُ()5؛
شطر عليهم ثياب كأنها القراطيس ُ( ،)6وشطر عليهم ثياب
فأخذ(ُ )7اللب فصوب جربيل فعله ُ( )8كما تقدم .وقال كما يف
رواية :هذه الفطرة اليت أنت عليها وأمتك.
ثم رفع إىل سدرة املنته ُ( )1وإلها ينتِه ما يعرج من األرض
فيقبض منها وإلها ينتِه ما يهبط من فوق فيقبض منها( ،)2وإذا
يه شجرة خيرج من أصلها أنهار من ماء غري ءاسن ُ( ،)3وأنهار
من لب ُ( )1لم يتغري طعمه( ،)2وأنهار من خر ُ(ّ )3لة للشاربني ُ(،)4
وأنهار من عسل مصىف ُ( ،)5يسري الراكب يف ظلها ُ( )6سبعني اعما
ّل يقطعها ،وإذا نبقها ُ( )1مثل قالل هجر ُ( ،)2وإذا ورقها كآذان
الفيلة ،تكاد الورقة تغطي هذه األمة .وف رواية :الورقة منها
تظل اللق ،لع ُ( )3لك ورقة ملك ،فغشيها ُ( )4ألوان ّل يدرى ما
( )1أي ثمرتها ،وانلبق ثمر السدر واحدها نبقة بالفتح وبالكَس
ويسكن.
( )2أي اكجلرار العظيمة احلجم ،وهجر هذه قرية من قرى املدينة
املنورة تصنع بها القالل ّل هجر اليت بأرض الحرين.
( )3أي عند.
( )4أي أصابها.
ُ ُ
ُ98 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
يه ،فلما غشيها من أمر الل ما غشيها ُ( )1تغريت( ،)2وف رواية:
من ُ()3
حتولت ياقوتا وزبرجدا ،فما يستطيع أحد أن ينعتها
حسنها ،فيها فراش من ذهب ،وإذا يف أصلها أربعة أنهار :نهران
( )1أي أفاض الل تعاىل بقدرته لع السدرة بأنوار وأمور أظهرت
حسنها حَت إنه ّل يستطيع أحد أن يصفها لع اتلمام .قال بعض
العلماء :غطتها أنوار أجنحة املالئكة ،وقال غريهم :غشيها
فراش من ذهب وألوان متعددة ،وف حديث أنس اّلي رواه
ُ ُ ُ ُ ُُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُُُ ُ ُُ ُ ُُ
مُنُُأُمُرُُُُُاللُُماُُُغُشُُيُهاَُُُتُوُلُتُُُيُُاقُ ُ
وتاُُ أمحد مرفواعُ« :فُلُم ُاُُغُشُُيُهاُُُ ُ ُ
ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُُ ُ ُ ُ
ُأُوُُُزُمُرُدُاُُأُوَُُُنُُوُُذُُلُكُ».
( )2أي من حال يف احلسن إىل حال أعجب.
( )3أي ّل أحد من اللق يستطيع اإلحاطة بأوصافها من فرط
مجاِلا.
ُ ُ
ُ99 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
باطنان( )1ونهران ظاهران ُ( ،)2فقال :ما هذه يا جربيل؟ قال :أما
الاطنان فنهران يف اجلنة ُ( ،)3وأما الظاهران فانليل والفرات ُ(.)4
( )1أي خمفيان عن أعني انلاظرين فال يريان حَت يصبا يف اجلنة،
أو معناه نهران جيريان يف اجلنة وّل خيرجان منها ،وقيل :معناه
ّل َياط بوصفهما.
( )2أي خيرجان من اجلنة لجريا خارجها.
( )3اختلف فيهما فقيل :الكوثر والرمحة ،وقيل :الكوثر والسلسبيل.
( )4قال شيخنا اإلمام اِلرري" :انليل ماؤه يزنل من اجلنة بطريقة ّل
يراها انلاس ويدخل يف أرض احلبشة ثم خيرج من هناك،
وكذلك الفرات ماؤه يزنل من اجلنة ،لكن ماءهما تغري بعدما
نزل إىل األرض ،ولو بِق ماؤهما لع صفته اكن اّلي يرشب منه
ّل يمرض وّل َيس بثقل" اه.
ُ ُ
ُ100 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
وف رواية أنه رأى جربيل عند السدرة وَل ستمائة جناح ،لك
جناح منها قد سد األفق( ،)1يتناثر من أجنحته اتلهاويل الر
والاقوت( )2مما ّل يعلمه إّل الل تعاىل.
ثم أخذ يسري لع الكوثر( )3حَت دخل اجلنة ُ( ،)4فإذا فيها ما ّل
عني رأت وّل أذن سمعت وّل خطر لع قلب برش ُ( ،)5فرأى لع
مكتوبا« :الصدقة بعرش أمثاِلا ،والقرض بثمانية ()6
بابها
عرش ُ( ،»)1فقال :يا جربيل ما بال القرض أفضل من الصدقة ُ()2؟
قال :ألن السائل يسأل وعنده ىشء ،والمقرتض ّل يستقرض إّل
من حاجة ُ(.)3
وف رواية :فإذا فيها رمان كأنه جلود اإلبل المقتبة ُ( ،)1وإذا
بطريها اكلخات(ُ .)2فقال أبو بكر( :)3يا رسول الل ،إن تلك
الطري نلاعمة ُ( ،)4قال :أكلتها أنعم منها ُ( ،)5وإين ألرجو أن تأكل
منها.
ثم عرضت عليه انلار ُ( ،)3فإذا فيها غضب الل وزجره ونقمته ُ(،)4
لو طرح فيه احلجارة واحلديد ألكلتها ،فإذا قوم يأكلون
اجليف( )5فقال :من هؤّلء يا جربيل؟ قال :هؤّلء اّلين يأكلون
حلوم انلاس ُ(.)6
ورأى مالاك خازن انلار فإذا هو رجل ُ( )1اعبس يعرف الغضب يف
وجهه ُ( ،)2فبدأه انليب ﷺ بالسالم ُ( ،)3ثم أغلقت انلار دونه.
ثم رفع( )1إىل سدرة المنته فغشيته ُ( )2سحابة فيها من لك لون،
فتأخر جربيل ُ( ،)3ثم عرج به ُ( )4حَت ظهر ُ( )5لمستوى سمع فيه
ِصيف األقالم ُ(.)1
ورأى رجال ُ( )2مغيبا يف نور العرش فقال :من هذا أملك؟ قيل:
ّل ،قال :أنيب؟ قيلّ :ل ،قال :من هو؟ قيل :هذا رجل اكن يف النيا
( )1أي وحني اكن رسول الل ﷺ يف ذلك املاكن كشف عنه احلجاب
املعنوي فرأى الل بال كيف وّل ماكن وّل جهة وّل مقابلة ،رءاه
عز وجل ّل كما يرى املخلوق ،بل رءاه ليس كمثله ىشء،
فمحمد ﷺ اكن يف ذلك الماكن وأما الل عز وجل فال َيل يف
ماكن وّل يف مجيع األمكنة.
فرأى رسول الل ﷺ ربه بقلبه -وّل يقال رءاه يف قلبه -ومعناه
جعل الل للنيب ﷺ قوة الرؤية بقلبه فرأى الرسول ﷺ ربه بقلبه
ولم يره بعين رأسه ألن الل تعاىل ّل يرى يف النيا بالعني ،ولو
اكن يراه أحد بالعني يف النيا لاكن رءاه سيدنا ممد ﷺ وّللك
ُ ُ ُ ُ ُ ُُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ ُ
َّت ُُُتُُمُ ُ
وتوُا» رواه كم ُُحُُ ُ
ن ُُتُُروُا ُُُرُبُ ُ قال رسول الل ﷺُ« :إنُُ ُ
كُُم ُُلُ ُ
مسلم ،كما يفهم ذلك أيضا من قوَل تعاىل لسيدنا موىس ﱡﭐﲫ
ﲬﱠ.
ُ ُ
ُ110 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
وقد روي أنه قيل َل ﷺ :هل رأيت ربك للة المعراج فقال:
«سبحان الل سبحان الل ،رأيته بفؤادي وما رأيته بعين» وهذا
ضعيف لم يثبت.
وقال اإلمام مالك رض الل عنهّ" :ل يرى الاِق بالعني الفانية،
وإنما يرى بالعني الاقية يف اآلخرة" اه .أي بعيون أهل اجلنة
اليت ّل يلحقها الفناء ألنهم ّل يموتون أبد اآلبدين .وقوَل:
"بالعني الفانية" أي بعني احلياة الفانية.
وأما قول بعض أهل السنة إنه ﷺ رأى ربه للة المعراج بعين
رأسه فهذا قول ضعيف ،لكن من قاَل ّل يبدع وّل يفسق ألنه
قال به مجع من السلف الصاحلني رض الل عنهم وأرضاهم،
فمن قال بذلك يقال َل :هذا القول مرجوح والقول الراجح أنه
رءاه بفؤاده أي بقلبه ّل بعينيه كما ثبت ذلك عن أيب ذر
الغفاري رض الل عنه قال« :رءاه بقلبه ولم يره بعينه» ،وحنن
لع هذا القول.
ُ ُ
ُ111 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1أي كشف عنه احلجاب المعنوي فأسمعه الل الكمه اّلات اّلي
ليس حرفا وّل صوتا وّل لغة وّل يبتدأ وّل خيتتم وّل يتقطع وّل
يتعاقب وّل يشبه الكم املخلوقني ففهم منه ﷺ ذلك.
( )2وعندية الزمان والماكن خاصة باملخلوق وّل يرجع ىشء من
ذلك إىل الل وصفاته ،فهو موجود بال ماكن وّل جيري عليه
زمان.
( )3أي أجيبك يا رب إجابة بعد إجابة.
ُ ُ
ُ112 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1أي اّلي نال درجة اللة معناه بلغ الغاية بعد سيدنا ممد يف
اّلنقطاع إىل الل بالعبادة ،فمقام اللة مقام اعل جدا لم يصل
إله إّل سيدنا ممد وسيدنا إبراهيم عليهما السالم.
( )2لعله يريد به قهره للملوك اجلبارين الكفرة أو الملك اّلي
أوتيه من جاؤوا من ذريته كيوسف ﷺ.
( )3أي أسمع الل موىس ﷺ الكمه األزيل بغري حرف وّل صوت
كما أن املؤمنني يرون ذات الل وهم يف اآلخرة والل تعاىل بال
ماكن وّل كيف وّل جهة ،وسماع الكم الل تعاىل اّلات جائز
ألن العقل ّل َييل سماع ما ليس برف وّل صوت ،فاكن من
اجلائز أن يسمع موىس عليه السالم الكم الل تعاىل القديم
ويفهم منه ما فهم .وبعبارة أخرى يقال :أزال الل عن سيدنا
موىس ﷺ املانع ومكنه من سماع الكم الل القديم ،ثم حجب
ُ ُ
ُ113 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
عن موىس سماع الكمه تعاىل فعاد موىس إىل حاَل األول ،وهذا
اتلغري هو يف حال موىس وّل يطرأ لع الل تغري يف ذاته أو صفاته.
وليس معىن ﱡﭐ ﱩﱪ ﱫ ﱬﱠ أن الل ابتدأ الالكم بعد
أن اكن ساكتا وّل أنه كم موىس ثم انقطع الكمه تعاىل وسكت،
تعاىل الل عن ذلك علوا كبريا .فالكمه تعاىل ليس برف وّل
صوت وّل لغة ،وليس مبتدأ وّل خمتتما وّل متجزئا وّل متبعضا
وّل يتخلله انقطاع ،بل هو صفة َل أزلة أبدية وهو الكم واحد
بال فم وّل لسان وّل شفاه وّل ِلاة وّل لغات ،وكما أن ذات الل
ّل يشبه اّلوات فالكمه ّل يشبه الكم املخلوقني وّل بوجه من
ُ ُ ُ ُ ُ
بكالُمُُ
ُاللُُُُ ُ
الكمُُُ ُ
شبُه ُُ ُ
ن ُُ ُ
فرُُُُمُ ُ
َُعُكُ ُ
اإلمجاعُُ ُُ
الوجوه ،وقد نقل ُُ ُ ُُ
ُ
لقُ اإلمام أبو بكر الصقيل يف كتابه «مسألة الشارع يف الُ ُ ُ
ُُ ُ
القرءان».
وهنا ينبِغ اتلحذير من رواية يف بعض كتب اتلفسري فيها أن
الل يسأل يوم القيامة "لمن الملك الوم" ثم هو جييب نفسه "لل
الواحد القهار" ،فهذه الرواية غري صحيحة وقد نص لع ردها
ُ ُ
ُ114 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1فاكنت حتمله وجنده واحلاشية إىل األماكن العيدة من غري أن
خيتل ىشء من نظام أمورهم ،فيذهبون من بالد الشام إىل اكبل
وربما أبعد.
قال الل تعاىل :ﱡﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋ ()2
ﱌﱎ ﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕ ﱖﱗﱘ
ﱍ
ﱙ ﱚ ﱛ ﱠ.
( )3الكمه يف األصل هو العَّم ،واختلفوا يف كيفيته ،فقال بعضهم:
األكمه هو اّلي يول مطموس العينني ،وقال غريهم :اّلي يول
أعَّم ،وقالت طائفة :هو األعَّم مطلقا ،وذهب ءاخرون إىل أنه
هو اّلي يبص بانلهار وّل يبص بالليل.
ُ ُ
ُ116 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
يكن للشيطان عليهما سبيل ُ( ،)4فقال الل تعاىل :قد اختذتك
حبيبا( - )5قال الراوي :وهو مكتوب يف اتلوراة ُ( )6حبيب الل -
وأرسلتك للناس اكفة بشريا ونذيرا ،ورشحت لك صدرك،
ووضعت عنك وزرك ،ورفعت لك ذكرك ّل أذكر إّل وتذكر مِع،
وجعلت أمتك خري أمة أخرجت للناس ،وجعلت أمتك أمة
( )1أي بمشيئة الل وقدرته ،فال خالق لىشء إّل الل عز وجل.
( )2أي وأجرته.
( )3ومعىن الشيطان الرجيم الاكفر املرجوم من اجلن أي المريم
باللعن املطرود من الري يف الين.
( )4أي سلطان.
( )5أي صفيا كريما ،فرسول الل ﷺ أكرم اللق لع الل.
( )6أي األصلية غري المحرفة.
ُ ُ
ُ117 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1من قوَل« :وأرسلتك» إىل قوَل «واآلخرون» سبق رشحه كه.
( )2اختلف يف معناه ،فمنهم من محله لع أنه يشرتط محد الل
والصالة لع نبيه ﷺ يف خطبة اجلمعة ،وقيل غري ذلك.
( )3أي واعظهم وءامرهم وناهيهم أو املعىن أن قرءانهم مفوظ يف
قلوبهم ،واإلَنيل يأت يف اللغة بمعىن الكتب.
ُ ُ
ُ118 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
( )1الصواب أن يقال بضم الاء والالم بمعىن أنه ألع انلاس خلقا،
ألن ممدا ليس أول خلق الل ،وّل يثبت أن روحه أول روح
خلقت يف األرواح ،فإن أول خملوق لع اإلطالق املاء ،ثم خلق
الل اللق من هذا املاء األول .قال الل تعاىل :ﱡﭐ ﲎ ﲏﲐﲑ
خسني صالة ،فقم بها ُ( )1أنت وأمتك .وف رواية :وأعطي رسول
الل ﷺ الصلوات المس ،وخواتيم سورة القرة ،وغفر لمن لم
عنه يرشك بالل من أمته شيئا المقحمات ُ( ،)2ثم اَنلت
()3
فأَت لع إبراهيم فلم يقل شيئا ،ثم أَت لع موىس -قال :ونعم
الصاحب اكن لكم ُ( - )4فقال :ما صنعت يا ممد؟ ما فرض
ربك عليك ولع أمتك؟ قال :فرض يلع ولع أميت خسني صالة
ﲋ ﲌ ﲍ ﱠ.
( )3أي انكشفت.
( )4يريد أن أمة ممد ﷺ نفعها موىس ﷺ بعد موته.
ُ ُ
ُ121 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
لك يوم وللة ،قال :ارجع إىل ربك ُ( )1فاسأَل اتلخفيف عنك وعن
أمتك ،فإن أمتك ّل تطيق ذلك ،فإين قد خربت انلاس ُ( )2قبلك
وبلوت( )3بن إرسائيل واعجلتهم( )4أشد المعاجلة لع أدَن من
فضعفوا عنه وتركوه ،فأمتك أضعف األمم أجسادا ()5
هذا
وأبدانا وقلوبا وأبصارا وأسمااع( ،)6فاتلفت انليب ﷺ إىل جربيل
يستشريه ،فأشار إله جربيل أن نعم إن شئت ،فرجع رسيعا حَت
( )1أي ارجع إىل املاكن اّلي تناِج فيه ربك حيث اكن يوَح إلك
بأمر الصالة ،والل تعاىل ّل يتحزي يف ماكن وّل يف لك األماكن ،بل
هو تعاىل موجود أزّل وأبدا بال ماكن.
( )2أي امتحنتهم.
( )3أي جربت.
( )4بمعىن جربت.
( )5أي من الركعات.
( )6فإن أعمار أمة ممد ﷺ ما بني الستني والسبعني اغلا.
ُ ُ
ُ122 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
انته إىل الشجرة ،فغشيته السحابة ُ( )1وخر ساجدا وقال :رب
عنهم خفف عن أميت فإنها أضعف األمم ،قال :وضعت
ُ()2
خسا ،ثم اَنلت السحابة ورجع إىل موىس ،فقال :وضع عن
خسا ،فقال :ارجع إىل ربك ُ( )3واسأَل اتلخفيف فإن أمتك ّل
تطيق ذلك ،فلم يزل يرجع بني موىس وبني ربه ُ(َ )4يط عنه خسا
( )1ليس معناه أنه عز وجل يتشِك بشلكها ،حاشا لل ،فالل ليس
جسما لطيفا وّل كثيفا وّل يشبه املخلوقات بأي معىن من
املعاين.
( )2أي حططت.
( )3أي ارجع إىل املاكن اّلي تناِج فيه ربك حيث اكن يوَح إلك
بأمر الصالة ،والل تعاىل ّل يتحزي يف ماكن وّل يف لك األماكن،
بل هو تعاىل موجود أزّل وأبدا بال ماكن.
( )4أي من املاكن اّلي اكن فيه ﷺ حيث أويح إله أنه فرض عليه
وأمته خسون صالة إىل السماء السادسة ،وليس المراد أن انليب
ُ ُ
ُ123 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
خسا( )1حَت قال :يا ممد ،قال :ليك ُ( )2وسعديك( ،)3قال :يه
خس صلوات لك يوم وللة ،لِك صالة عرش ُ( ،)4فتلك خسون
ﷺ وصل إىل ماكن لِق الل تعاىل بمقابلة ومسافة ،حاشا ،فإن
الل تعاىل موجود أزّل وأبدا بال ماكن وّل جهة ،ويستحيل عليه
عز وجل أن يكون بينه وبني خلقه مسافة أو مقابلة أو اتصال
أو انفصال كما يستحيل عليه أن َيل يف ىشء من العالم وأن
َيل فيه ىشء ،اكن الل قبل الماكن والزمان بال كيف وّل ماكن،
ولم يزل الل بعد خلق املخلوقات بال كيف وّل ماكن.
( )1أي خسا بعد خس من المسني.
( )2أي أجيبك وأطيعك طاعة بعد طاعة.
( )3أي أرضيك دائما.
( )4أي تضاعف حسناتها عرش مرات.
ُ ُ
ُ124 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
صالة(ّ ،)1ل يبدل القول لي وّل ينسخ كتايب ُ( ،)2ومن هم بسنة
فلم يعملها كتبت َل حسنة ُ( ،)3فإن عملها كتبت َل عرشا ،ومن
هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه ُ( ،)4فإن عملها كتبت َل
سيئة واحدة.
واَنلت( )1فزنل حَت انته إىل موىس فأخربه فقال :ارجع إىل
ربك فاسأَل اتلخفيف فإن أمتك ّل تطيق ذلك ،فقال :لقد
راجعت رّب ُ( )1حَت استحييت منه ،ولكن أرض وأسلم ُ(،)2
فنادى مناد( )3أن قد أمضيت فريضيت( )4وخففت عن عبادي،
فقال َل موىس :اهبط بسم الل.
ولم يمر لع مأل ُ( )1من املالئكة إّل قالوا :عليك باحلجامة ُ(،)2
وف رواية :مر أمتك باحلجامة ،ثم احندر( )1فقال جلربيل :يا
فلما نزل إىل سماء النيا نظر إىل أسفل منه ُ( )2فإذا هو برهج
ُ()3
ذلك مطلق وليس اعما يف لك فرد ،فلم يقل :إنه شفاء لِك انلاس
من لك داء ولكنه يف اجلملة دواء ،وقل أن يوجد معجون من
معاجني األطباء القداَم إّل وتمامه بالعسل ،واألرشبة املتخذة
من العسل نافعة ألصحاب اللغم والشيوخ املربودين ،ومنافعه
كثرية جدا ّل َيصيها إّل الل تعاىل.
( )1أي نزل.
( )2أي ناحية األرض.
( )3أي دخان كثري وأصوات مزعجة ،وما بعده تفسري َل.
ُ ُ
ُ130 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
ثم ركب منصفا( )1فمر بعري( )2لقريش بماكن كذا وكذا فيها مجل
عليه غرارتان ُ( )3غرارة سوداء وغرارة بيضاء ،فلما حاذى العري
نفرت واستدارت وِصع ذلك العري وانكَس ،ومر بعري قد
ضلوا بعريا لهم قد مجعه بنو فالن لهم ،فسلم عليهم( ،)4فقال
بعضهم :هذا صوت ممد ،فلما أَت أصحابه قبيل الصبح بمكة،
فلما أصبح قطع وعرف أن انلاس ُ( )5تكذبه ،فقعد حزينا ،فمر
( )1أي رجع إىل األرض بطريق خرق العادة بطريق الرباق.
( )2أي إبال مملة أو قافلة.
( )3أي عالمتان.
( )4أي حياهم بتحية.
( )5أي كفار مكة.
ُ ُ
ُ131 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
به عدو الل أبو جهل فجاء حَت جلس إله فقال َل اكلمستهزئ:
هل اكن من ىشء؟ قال :نعم ،قال :ما هو؟ قال :أرسي يب الليلة،
قال :إىل أين؟ قال :إىل بيت المقدس ،قال :ثم أصبحت( )1بني
ظهرانينا ُ()2؟ قال :نعم ،فلم ير( )3أنه يكذبه خمافة أن جيحده
احلديث إن داع قومه إله ،قال :أرأيت إن دعوت قومك أحتدثهم
بما حدثتن؟ قال :نعم ،قال :يا معرش بن كعب بن لؤي هلموا ُ(،)4
فانفضت ُ( )5إله المجالس وجاؤوا حَت جلسوا إلهما ُ( ،)6فقال:
حدث قومك بما حدثتن به ،فقال رسول الل ﷺ :إين أرسي يب
الليلة ،قالوا :إىل أين؟ قال :إىل بيت المقدس ،قالوا :ثم أصبحت
بني ظهرانينا؟ قال :نعم ،فمن بني مصفق ومن واضع يده لع
رأسه متعجبا وضجوا وعظموا ذلك ،فقال المطعم بن عدي :لك
أمرك قبل الوم اكن أمما( )1غري قولك الوم ،أنا أشهد أنك
اكذب ،حنن نَّضب أكباد اإلبل ُ( )2إىل بيت المقدس مصعدا
ُ()3
والعزى ّل أصدقك ،قال أبو بكر :يا مطعم بئس ُ( )1ما قلت ّلبن
أخيك( ،)2جبهته ُ( )3وكذبته ،أنا أشهد أنه صادق.
فقالوا :يا ممد ،صف نلا بيت المقدس كيف بناؤه وكيف هيئته
وكيف قربه من اجلبل ،وف القوم من سافر إله ،فذهب ينعت
لهم ُ( )4حَت اتلبس عليه انلعت ُ( ،)5فكرب ُ( )6كربا ما كرب مثله،
فِجء بالمسجد( )7وهو ينظر إله حَت وضع ُ( )8دون دار عقيل
أو عقال ُ( ،)1فقالوا :كم للمسجد من باب؟ ولم يكن عدها،
فجعل ينظر إلها ويعدها بابا بابا ويعلمهم وأبو بكر يقول:
صدقت صدقت ،أشهد أنك رسول الل ،فقال القوم :أما
انلعت ُ( )2فواّلل لقد أصاب ،ثم قالوا أليب بكر :أفتصدقه أنه
ذهب الليلة إىل بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ قال :نعم ،إين
يف ألصدقه فيما هو أبعد من ذلك ،أصدقه يف خرب السماء
ُ()3
ثم قالوا :يا ممد ،أخربنا عن عرينا ُ( ،)1فقال :أتيت لع عري بن
فالن بالروحاء( )2قد ضلوا ناقة لهم ،فانطلقوا يف طلبها ،فانتهيت
إىل رحالهم وليس بها منهم أحد ،وإذا بقدح ُ( )3ماء فرشبت منه،
ثم انتهيت ُ( )4إىل عري بن فالن بماكن كذا وكذا فيها مجل أمحر
عليه غرارة سوداء وغرارة بيضاء ،فلما حاذيت العري نفرت
وِصع ذلك العري وانكَس .ثم انتهيت إىل عري بن فالن يف
اتلنعيم يقدمها ُ( )5مجل أورق ُ( ،)6عليه مسح ُ( )7أسود ،وغرارتان
( )1يعنون الولد بن المغرية أحد قادة قريش المرشكني اّلين اعدوا
انليب ﷺ ولم يسلموا ،وهو وال سيدنا خال رض الل عنه.
ُ ُ
ُ138 ُ عراج
فةُاإلرساءُوالمُ ُ ُُ ُ
حتاجُإىلُمعرُُ ُ ُُُ ُ ُُ ُُ ُُُ
ُالمُ ُُُ ُُُ ُُ ُ ُ
إمدادُُُُ
ُُ ُ ُُ
ُ
مةُ ُ
خاتُ ُ
ُ ُُ ُُ
ُ ُ ُ ُ
فرتُىُ
تُتُ ُ ُ
والفرتاءاُُتُُُُُالُ ُُُ
يرُمنُاألباطيلُُُ ُُ ُ ُ ُُ
دُيفُاتلحذُُُ ُُ ُ ُُُ ُُُ ُُ ُ
املؤكُ ُُ ُُُ ُ ُ ُ
الوجوبُُُ ُ ُُ
ُُُُ ُ ُ ُ
ُ
ناُاحلُُنُُُ ُُ ُُ ُ ُ
يفُيفُقصُُةُُاملعراجُ ُ ينُُُُُُ ُ
َعُدُُُُ
ُ ُُُ
ُُ ُ ُ
ُمُنُُُُ
ُانلُُُُ
ارُ» أي بوأه الل ذلك ،وهذا كه ممول لع أن هذا ُمُقُعُدُهُُُ ُ
جزاء الاكذب عليه ﷺ بمعىن أنه يستحق ذلك إن لم يتب قبل
الموت ،وقد يعفو الل الكريم عنه فال يعذبه ،أما من استحل
الكذب لع رسول الل ﷺ أو كذب عليه ما يؤدي إىل تكذيب
الين ومات لع ذلك فإنه خيل يف انلار إىل أبد اآلباد.
ُ ُ
بُُ ُ ُ
مدُُه ُ ُاللُو ُ ُ
بحانُُُ ُُ
وسُ ُ ُُ
ُُ
ُ ُ ُُ
يُ
ُالعالُمُ ُ
بُُُُ ُُ
واحلمدُُُللُُُُرُ ُ
ُ ُُ ُ ُ