You are on page 1of 11

‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬

‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪2020‬‬


‫" التحديات واآلفاق"‬
‫‪Reform of the Algerian administrative judicial system in during‬‬
‫“ ‪of the 2020 constitution “ challenges and prospects‬‬

‫عبد الرزاق مرابط*‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار –عنابة‪-‬‬


‫‪abderrezzaq.merabet@univ-annaba.dz‬‬

‫تاريخ نشر المقال‪2022/05/12 :‬‬ ‫تاريخ قبول المقال‪2022/04/10 :‬‬ ‫تاريخ إرسال المقال‪2022/01/01 :‬‬
‫الملخص‪:‬‬
‫يعرف القضاء اإلداري في الجزائر تطورات ملحوظة خاصة عندما يتدخل مجلس الدولة من خالل نخبة‬
‫المستشارين المنتمين إليه في عملية اقتراح النصوص و األفكار التي تحسن من العمل القضائي في المادة اإلدارية‬
‫والجدير بالذكر هو ما نص عليه دستور ‪ 2020‬في المادة ‪ 179‬منه على ان مجلس الدولة هو الجهة المقومة ألعمال‬
‫المحاكم االدارية لالستئناف والمحاكم اإلدارية‪،‬حيث يفهم من خاللها ان الجزائر عازمة على إنشاء محاكم ادارية‬
‫لالستئناف و هذا ما يعتبر تحدي جديد لقضاة مجلس الدولة من أجل المساهمة في تخفيف العبء القضائي الواقع‬
‫على عاتقهم نتيجة لكثرة المنازعات المطروحة امامهم خاصة ما تعلق باالستئنافات المرفوعة ضد أحكام المحاكم‬
‫اإلدارية‪،‬لهذا فإن هذه الدراسة تسلط الضوء على أهم النصوص الواجب تعديلها لتتماشى مع آفاق اصالح العدالة في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التنظيم القضائي اإلداري‪،‬القاضي اإلداري‪،‬محاكم االستئناف اإلداري‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪The administrative judiciary in Algeria knows remarkable developments especially when‬‬
‫‪the state council through with his judge intervenes in the process and proposing texts ideas that‬‬
‫‪improve judicial work in the administrative matter, the constitution of 2020 states in his article‬‬
‫‪179 construction the administrative court of appeal this is considered a new challenge for the‬‬
‫‪state council in order to contribute in easing the judicial burden on them as a result of the many‬‬
‫‪disputes befor them especially those related to appeals against the rulings of the administrative‬‬
‫‪courts so this study sheds light on the most important texts that must be amended to be line with‬‬
‫‪the prospects of justice reform I, Algeria.‬‬
‫‪Key words: the administrative judiciry, the administrative judge, the administrative court of‬‬
‫‪appeal.‬‬

‫* املؤلف املرسل‬
‫‪400‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫عرف القضاء اإلداري الجزائري العديد من التطورات منذ االستقالل حيث أن صدور القانون ‪-62‬‬
‫‪ 157‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1962‬في الجريدة الرسمية عدد ‪ 2‬لسنة ‪ 1963‬باللغة الفرنسية‪،‬والذي ينص‬
‫على استم اررية العمل بالتشريعات الفرنسية إال ما عارض منها مبادئ السيادة الوطنية‪،‬كان أول بوادر‬
‫االصالح القضائي لدولة الجزائر ومن بين ما يعارض سيادة الجزائر آن ذاك هو تحويل الطعون المرفوعة‬
‫من المحاكم االدارية قسنطينة الجزائر وهران إلى مجلس الدولة في باريس‪،‬و هذا عندما كان الفرنسيون‬
‫يعتبرون الجزائر جزء ال يتج أز من فرنسا‪،‬هنا تم اصالح القضاء اإلداري بإنشاء الغرفة االدارية بالمجلس‬
‫األعلى‪،‬وهذا بموجب المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 218-63‬الذي قسم من خالله المجلس األعلى ألربع غرف غرفة‬
‫مدنية و غرفة اجتماعية و غرفة جزائية و غرفة ادارية‪،‬هذا النظام الذي اختلف الفقه في اعتباره ازدواجية من‬
‫عدمها إلى غاية صدور دستور ‪ 1996‬الذي فصل في تبني الجزائر لنظام االزدواجية القضائية بإنشاء مجلس‬
‫دولة و محكمة تنازع‪.‬‬
‫في سنة ‪ 1998‬بدأت بوادر تطبيق دستور ‪ 1996‬في شقه المتعلق بالتقاضي في المادة االدارية‬
‫بإصدار القانونين العضويان ‪1 01-98‬و‪ 032-98‬و القانون ‪ 023-98‬المتعلقون على التوالي بقانون تنظيم و‬
‫اختصاص مجلس الدولة و تنظيم و عمل محكمة التنازع و تنظيم واختصاصات المحاكم االدارية‪،‬و في ذلك‬
‫الحين كنا نعتمد على قانون اجرائي ال يذكر المادة االدارية و هو قانون االجراءات المدنية الذي تم ادخال‬
‫اجراءات المادة االدارية فيه في سنة ‪ 2008‬ليصبح قانون إجراءات مدنية وادارية‪ ،‬و تستقل بذلك بعض‬
‫االجراءات الخاصة بالقضاء اإلداري و الذي تم نص على هيئاته قبل ذلك في القانون العضوي ‪11-05‬‬
‫المتعلق بالتنظيم القضائي الجزائري ‪.‬‬
‫القاضي اإلداري كذلك عرف تطو ار في نظامه القانوني خاصة من خالل القانون العضوي ‪11-04‬‬
‫المتعلق بالقانون األساسي للقضاء‪ ،‬إال أن تطبيق نظام خاص بالقاضي اإلداري عرف تأخ ار كبي ار خاصة مع‬
‫عدم تحيين النصوص القانونية المنظمة للمدرسة العليا للقضاء من اجل إخراج قاضي إداري متخصص‪،‬‬
‫وهذا ما يجعل من هذه الورقة البحثية تهتم بدراسة آفاق القضاء اإلداري في الجزائر على ضوء دستور ‪2020‬‬
‫الذي من خالله يتضح أن الجزائر تسير نحو التخصص في القضاء مثلما هو عليه في باقي القطاعات ‪.‬‬
‫لهذا فإن هذه الورقة البحثية تجيب على اشكالية تتمحور حول ما هو مجال االصالحات التي يجب‬
‫أن تمس القضاء اإلداري لتحقيق التحديات و اآلفاق المرجوة من خالل التعديل الدستوري لسنة ‪2020‬؟‬
‫لإلجابة على هذه االشكالية و بإتباع المنهج الوصفي في مجال وصف الهيكل القضائي اإلداري في‬
‫الجزائر‪ ،‬والمنهج التحليلي بتحليل مختلف النصوص واآلراء الفقهية المتعلقة بالقضاء اإلداري والمقارن في‬
‫بعض المواضع كون التشريع الجزائري في كثير من األحيان يعتمد على النموذج التشريعي الفرنسي السباق‬
‫في وضع اإلطار العام للقضاء اإلداري يمكننا تقسيم الورقة البحثية لمبحثين االول يتعلق بإصالح الهيكل‬

‫‪401‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫القضائي اإلداري والذي بدوره قسمناه لمطلبين االول يتعلق بإصالح المنظومة التشريعية للتنظيم القضائي‬
‫اإلداري والمطلب الثاني إصالح المنظومة التشريعية الخاصة بالقاضي اإلداري أما المبحث الثاني فيتناول‬
‫بالدراسة إصالح العمل القضائي اإلداري و الذي بدوره نقسمه لمطلبين األول يتعلق بإصالح معيار‬
‫االختصاص في المادة اإلدارية و المطلب الثاني إصالح إج ارءات التقاضي في المادة االدارية‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬إصالح الهيكل القضائي اإلداري‬


‫يعتبر القضاء مرفقا عاما من مرافق الدولة و يحظى بخصوصية تعود للمهام المسندة له‪،‬فالقضاء هو‬
‫سلطة من السلطات العامة في الدولة التي تدخل ضمن السلطة السياسية التي بدورها ركن من أركان قيام‬
‫الدولة الحديثة باإلضافة إلى الشعب و اإلقليم ‪ ،‬إذ تعد هي الدولة نفسها‪ ،‬فهي التي تحدد مصير و توجهات‬
‫المجتمعات‪ ،‬وهي التي تمثله وهي من ينوب عنه لهذا قسمت هذه السلطة في منظور فقهاء القانون‬
‫الدستوري و وفقا لمبدأ الفصل بين السلطات إلى وظائف‪ ،‬هي الوظيفة التشريعية و الوظيفة التنفيذية والوظيفة‬
‫القضائية‪.4‬‬
‫الوظيفة القضائية تعهد لهيئات قضائية تدعى في مجملها المحاكم‪،‬هذه األخيرة التي ينص عليها‬
‫القانون المنظم للهيئات القضائية في الدولة‪،‬في الجزائر تم تنظيم الهيئات القضائية بالعديد من النصوص‬
‫آخرها القانون العضوي ‪ 11-05‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪،5‬تبعا لهذا النص فإن ممارسة مهام الوظيفة‬
‫القضائية يعهد للهيئات المذكورة فيه‪.‬‬
‫القاضي هو الوسيلة البشرية التي يعتمد عليها مرفق القضاء لهذا فيجب االهتمام بالنظام القانوني‬
‫الخاص بالقاضي‪،‬و الجزائر ال تميز بين القاضي العادي و القاضي اإلداري في النظام القانوني بل تجمع‬
‫بينهما في قانون أساسي واحد هو القانون االساسي للقضاء الصادر بموجب القانون العضوي ‪11-04‬‬
‫المتضمن القانون االساسي للقضاء‪ ،6‬لهذا من خالل هذا المبحث سنتناول موضوعات اصالح المنظومة‬
‫التشريعية للتنظيم القضائي في مطلب اول أما المطلب الثاني فيتناول اصالح المنظومة التشريعية الخاصة‬
‫بالقاضي االداري‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬إصالح المنظومة التشريعية للتنظيم القضائي اإلداري‬
‫التنظيم القضائي في الجزائر محكوم بنص القانون العضوي ‪ 11-05‬المتعلق بالتنظيم القضائي‪،‬كما تم‬
‫ذكره فيما سبق‪،‬عندما تتم قراءة هذا النص يمكن ابداء العديد من المالحظات حول هذا النص منها‬
‫المالحظات الشكلية و التي سنعالجها في الفرع األول من هذا المطلب أما الفرع الثاني فيعالج المالحظات‬
‫الموضوعية المتعلقة بالقانون العضوي المتعلق بالتنظيم القضائي‪.‬‬

‫‪402‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫الفرع األول ‪ :‬المالحظات الشكلية حول قانون التنظيم القضائي الجزائري‬


‫من بين المالحظات الشكلية التي يمكن من خاللها التعليق قانونيا على القانون العضوي ‪11-05‬‬
‫المتعلق بالتنظيم القضائي احتواؤه على ‪ 21‬مادة فقط فهل يمكن حصر التنظيم القضائي عامة في ‪ 21‬مادة‬
‫هذا من جهة و من جهة ثانية عندما يتم دراسة تقسيمات القانون العضوي ال نجد اث ار للتنظيم القضائي‬
‫االداري فهل هذا القانون العضوي خاص بالتنظيم القضائي العادي فقط أم بالتنظيم القضائي العادي و‬
‫اإلداري باعتبار الدستور الجزائري لسنة ‪ 1996‬اعترف بوجود تنظيمين قضائيين عادي واداري وتتوسطهما‬
‫محكمة تنازع ؟‪ ،‬لهذا فإن أول األعمال الواجب أن تقوم بها و ازرة العدل الجزائرية في سبيل تحيين قانون‬
‫التنظيم القضائي هو تعديل الشكل العام للقانون العضوي ‪ 11-05‬بحيث تظهر من خالله كل هياكل‬
‫القضاء الموجودة في الجزائر‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المالحظات الموضوعية حول قانون التنظيم القضائي الجزائري‬
‫عند قراءت مجموع النصوص المتعلقة بالقضاء اإلداري التي احتواها القانون العضوي ‪11-05‬‬
‫المتعلق بالتنظيم القضائي الجزائري نجد أن هذا النص ذكر الجهات القضائية االدارية في مادتين فقط‪،‬المادة‬
‫‪ 02‬و التي تنص على ما يأتي ‪ " :‬يشمل التنظيم القضائي النظام القضائي العادي والنظام القضائي االداري‬
‫ومحكمة التنازع"‪.‬‬
‫من خالل هذا النص يتضح أن هذا القانون يعترف بوجود التنظيم القضائي االداري كتنظيم مستقل‬
‫عن التنظيم القضائي العادي‪،‬و تأتي المادة ‪ 04‬منه لتنص على مشتمالت النظام القضائي االداري و التي‬
‫تنص على ما يأتي " يشمل التنظيم القضائي اإلداري مجلس الدولة والمحاكم االدارية "‪،‬لتنتهي معه‬
‫النصوص التي تشير للتنظيم القضائي االداري في هذا النص دون ولو اشارة لوجود نصوص قانونية تنظم‬
‫هيئات القضاء االداري في الجزائر‪،‬عكس ما تم ذكره في نصوص المواد ‪ 17‬و‪ 19‬اللتان تشيران لمحكمة‬
‫الجنايات و المحكمة العسكري على التوالي واللتان لم يحدد انتماؤهما ألي تنظيم قضائي " عادي ام اداري "‬
‫؟ او اقضية متخصصة ‪.‬‬
‫لهذا و إلصالح المنظومة التشريعية للتنظيم القضائي الجزائري يجب مراجعة النص شكال‬
‫وموضوعا‪ ،‬بحيث يتم جمع النصوص القانونية المتعلقة بكل الجهات القضائية في نص واحد يدعى قانون‬
‫التنظيم القضائي‪ ،‬أو الفصل بنصين أحدهما يجمع كل النصوص المتعلقة بالتنظيم القضائي العادي وقانون‬
‫يجمع كل النصوص المتعلقة بالتنظيم القضائي اإلداري هذا من جهة ‪.‬‬
‫ومن جهة ثانية يجب مراجعة نص المادة ‪ 4‬من القانون العضوي ‪ 11-05‬المتعلق بالتنظيم القضائي‬
‫كونها تتعارض حاليا مع نص المادة ‪ 179‬من الدستور‪ 7‬كونها ال تنص على محاكم االستئناف االدارية‬

‫‪403‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫باعتبارها محاكم موجودة بنص الدستور الذي يعتبر أسمى قانون‪،‬لهذا يجب علينا مراجعة هذا النص في‬
‫اآلجال القانونية التي نصت عليها المادتين ‪ " 224‬مدة سنة " و ‪ " 225‬أجل معقولة "من الدستور الحالي‪.8‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬إصالح المنظومة التشريعية الخاصة بالقاضي اإلداري‬
‫القاضي في الجزائر هو عون من أعوان الدولة يعمل داخل مرفق من مرافق السلطة القضائية‪،‬له قانون‬
‫خاص يحكمه‪،‬ويطلق اسم قاضي على كل شخص خاضع ألحكام القانون العضوي ‪ 11-04‬المتضمن‬
‫القانون االساسي للقضاء‪،‬فهل هذا القانون ينص على تسمية القاضي اإلداري؟‪،‬‬
‫ال يوجد أي نص في هذا القانون يذكر تسمية القاضي االداري انما هي تسمية أطلقها الفقه على‬
‫القاضي العامل داخل الهيئات القضائية االدارية وهذا ما سيتم دراسته في هذا المطلب في فرعين األول يدرس‬
‫نظام تكوين القضاة في الجزائر‪ ،‬والفرع الثاني يتناول نظام ترقية القضاة في الجزائر وهذا لتسليط الضوء على‬
‫ما يجب إصالحه في المنظومة التشريعية الخاصة بالقاضي االداري‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تكوين القاضي في الجزائر‬
‫القاضي في الجزائر هو نتيجة لتكوين عالي المستوى يبدأ بنيل القاضي لشهادة البكالوريا واختيار‬
‫دراسة الحقوق‪،‬أو العلوم القانونية و اإلدارية في الجامعة الجزائرية‪،‬التي تتوج بنيله لشهادة ليسانس في الحقوق‬
‫أو ما يعادلها‪ ،‬ثم المشاركة في مسابقة وطنية من تنظيم و ازرة العدل على مستوى المدرسة العليا للقضاء‬
‫المنظمة بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 159-16‬المؤرخ في ‪ 23‬شعبان عام ‪ 1437‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪20169‬‬
‫والذي يحدد مدة التكوين بـ أربع سنوات نصفها نظري والنصف اآلخر تكوين تطبيقي ليتوج بإجازة المدرسة‬
‫التي يعين من خاللها في منصب عمله‪.‬‬
‫ال يتوقف تكوين القاضي في الجزائر عند التكوين القاعدي بل يشمل كذلك التكوين المستمر‪،‬الذي‬
‫تضمنه المدرسة العليا للقضاء‪،‬وهذا بناء على طلب و ازرة العدل‪،‬وهذا ما يتضح من خالله أمرين مهمين‪،‬األول‬
‫هو المتابعة الدورية لهيكل و ازرة العدل للمستوى العلمي للقضاة و هذا ببرمجة تكوين مستمر للقضاة خاصة‬
‫في المواضيع المستجدة و المتخصصة واألمر الثاني هو الترخيص للقضاة بمزاولة تكوينات متخصصة بناء‬
‫على طلباتهم‪.‬‬
‫تكوين القاضي في ال مادة االدارية من بين أهم التكوينات الواجب أن يهتم بها مرفق المدرسة العليا‬
‫للقضاء خاصة في ظل اعتماد االزدواجية القضائية‪،‬و هذا ما ال يظهر من خالل برامج التكوين في المدرسة‬
‫العليا للقضاء‪،‬فرغم التكوين المستمر لمستشاري الدولة بمجلس الدولة فإن مستشاري المحاكم االدارية حاليا‬
‫ومستشاري محاكم االستئناف االداري مستقبال يحتاجون لتكوين في المادة االدارية خاصة مع التطورات‬
‫الملحوظة في الترسانة القانونية اإلدارية المتنوعة والمتخصصة‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬نظام ترقية القضاة في الجزائر‬


‫القاضي في الجزائر يخضع لنظام ترقية متميز عن نظام ترقية أسالك الوظيفة العمومية‪،‬حيث تنص‬
‫المادة ‪ 47‬من القانون العضوي ‪ 11-04‬المتعلق بالقانون األساسي للقضاء على وجود ‪ 3‬رتب وكل رتبة‬
‫مصنفة لمجموعات حيث تظهر الرتب خارج السلم والرتبة األولى و الرتبة الثانية ومايثير انتباهنا في هذه‬
‫الرتب هي الرتبة الثانية بمجموعاتها الثالث و التي تنص على مجموعة من المناصب القضائية اإلدارية التي‬
‫لم يتم منذ صدور القانون األساسي للقضاء منحها مهام قضائية داخل الهياكل القضائية االدارية ‪.‬‬
‫تظم المجموعة الثالثة من الرتبة الثانية و التي تعتبر أول منصب يعين فيه خريج المدرسة العليا‬
‫للقضاء منصب قاضي و منصب وكيل الجمهورية مساعد ومنصب قاضي محضر األحكام لدى المحكمة‬
‫اإلدارية هذا األخير وكما تدل عليه تسمية المنصب هو من المناصب المهمة في العمل القضائي اإلداري في‬
‫النماذج المقارنة خاصة فرنسا والتي تطلق على هذا المنصب تسمية المستمعون " ‪،10" Les auditeurs‬حيث‬
‫أن المشرع الجزائري في المجموعتين الثالثة و الثانية أسس لمنصبين األول محضر األحكام لدى المحكمة‬
‫اإلدارية وقاضي محضر األحكام األول لدى المحكمة االدارية‪،‬فعلى القائمين على التوجيه داخل المدرسة‬
‫العليا للقضاء االهتمام بتكوين هذه الفئة من المناصب داخل المحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫منصب قاضي مكلف بالعرائض في المحكمة اإلدارية هو كذلك منصب لم يرى النور بعد منذ‬
‫صدور القانون األساسي للقضاء حيث تعتبر ترقية ممنوحة للقاضي محضر األحكام األول لدى المحكمة‬
‫اإلدارية وهو كذلك منصب مهم من مناصب القضاء اإلداري والظاهر أن عدم النص على مهام موكلة‬
‫للمناصب القضائية لدى المحاكم اإلدارية من الرتبة الثانية هو أهم سبب لعدم تطبيق نص المادة ‪ 47‬من‬
‫القانون األساسي للقضاء في شقه المتعلق بالقضاء اإلداري‪.‬‬
‫ل هذا فإن مراجعة النصوص القانونية المتعلقة بمهام المحكمة اإلدارية وكيفية سير العمل القضائي‬
‫فيها يجب أن تراع وجود هذه المناصب ومنح أصحابها مهام قضائية تتماشى وتسمية رتبهم وهذا لتسهيل‬
‫عمل تشكيلة الحكم لدى المحكمة اإلدارية من جهة و االسراع في الفصل في الدعاوى القضائية المرفوعة أمام‬
‫المحاكم اإلدارية من جهة ثانية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬إصالح العمل القضائي اإلداري‬


‫يقصد بالعمل القضائي مجموع االجراءات و القواعد التي يعتمد عليها القضاء اإلداري اثناء عمله و‬
‫من اهم القواعد قاعدة االختصاص القضائي والتي هي محكومة بنصوص قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪11‬وقوانين إجرائية متخصصة مثل قانون اإلجراءات الجبائية‪،‬هذا النص الذي وضع القاعدة العامة‬
‫لالختصاص وهي المعيار العضوي الذي يرى كثير من الممارسين سواء من قضاة أوالمحامين ضرورة‬
‫توضيحه خاصة وأن الكثير من القضايا يجد رافعوها إشكاالت سواء ما تعلق بالصفة في الدعوى والصفة في‬

‫‪405‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫اإلجراءات لهذا ومن خالل هذا المبحث سنخصص مطلبا إلصالح معيار االختصاص في المادة اإلدارية في‬
‫المطلب االول أما المطلب الثاني فيتناول بالدراسة إصالح إجراءات التقاضي في المادة اإلدارية ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬إصالح معيار االختصاص في المادة اإلدارية‬
‫اصالح معيار االختصاص اساسه وضوح المعيار المتبع في تحديد االختصاص سواء بين الهيئات‬
‫القضائية التي تنتمي لنفس النظام القضائي أوالهيئات القضائية التي ال تنتمي لنفس النظام القضائي والمعلوم‬
‫أن نص المادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية هي أساس المعيار الذي من خالله ننظر ألطراف‬
‫النزاع فبساطة المعيار هي أن يكون أحد أطراف الدعوى سواء مدعي أومدعى عليه إدارة عامة سواء كانت‬
‫إدارة مركزية " الدولة كشخص معنوى " أوادارة ال مركزية طرف في النزاع‪.‬‬
‫تتجسد بساطة المعيار العضوي وتظهر من خالل نقص المنازعات المتعلقة بتنازع االختصاص التي‬
‫عرضة على محكمة التنازع‪ ،‬باعتبارها الجهة القضائية الفاصلة في تنازع االختصاص فبالرغم من وجود‬
‫بعض الق اررات القضائية الصادرة عن محكمة التنازع فصال في االختصاص بين الجهات القضائية اإلدارية‬
‫والجهات القضائية العادية‪ ،‬إال أنها لم تصل للعدد الكبير الذي يتطلب تدخل المشرع وتغيير معيار‬
‫االختصاص كما هو الحال في النماذج المقارنة‪ ،‬التي عرف تطورها العديد من االشكاالت المتعلقة‬
‫باالختصاص النوعي الذي يظهر في اإلجراءات من خالل الصفة في الدعوى والصفة في اإلجراءات حيث‬
‫أن الصفة في الدعوى ال تثير الكثير من االشكاالت كون النصوص المؤسسة لمختلف اإلدارات العامة تحدد‬
‫صفة الشخص المعنوي الذي سيكون مدعي او مدعى عليه في نزاع إداري‪.‬‬
‫تثير الصفة في اإلجراءات الكثير من اإلشكاالت المتعلقة باالختصاص والتي تظهر من خالل كثرة‬
‫االحكام الفاصلة في الدعوى اإلدارية برفضها شكال‪،‬خاصة وأن التنظيم اإلداري الجزائري يعرف الكثير من‬
‫اآلليات اإلدارية التي تجعل من تحديد صفة ممثل اإلدارة العامة الطرف في النزاع صعبا في ظل وجود تقنية‬
‫التفويض اإلداري‪. 12‬‬
‫المصالح الخارجية للدولة أو ما يطلق عليها في نص المادة ‪ 801‬من قانون االجراءات المنية‬
‫واإلدارية المصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية من أهم الهيئات اإلدارية المستفيدة من األحكام‬
‫القضائية اإلدارية التي تقضي برفض الدعوى شكال‪،‬حيث أن الصفة في الدعوى تعود للشخص المعنوي وهو‬
‫الدولة إال أن تمثيل الدولة خاضع لفكرة التفويض وهنا يمكننا الرجوع لنصوص مواد قانون االجراءات المدنية‬
‫واإلدارية والتي تنص في المادة ‪ 828‬منه على مايأتي ‪ ":‬مع مراعاة النصوص الخاصة‪،‬عندما تكون الدولة أو‬
‫الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا في الدعوى بصفة مدعي أو مدعى عليه‬
‫تمثل بواسطة الوزير المعني ‪،‬الوالي ‪،‬رئيس المجلس الشعبي البلدي على التوالي و الممثل القانوني بالنسبة‬
‫للمؤسسات ذات الصبغة اإلدارية "‪.13‬‬

‫‪406‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫من خالل هذا النص يتضح لنا أن المشرع الجزائري لم يشمل في فكرة التمثيل امام الهيئات القضائية‬
‫كل من المصالح غير الممركزة للدولة ككل و المصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية على اعتبار‬
‫أن المصالح غير الممركزة للدولة ال تكون فقط على مستوى الوالية بل قد تشمل العديد من الواليات و على‬
‫سبيل المثال المديريات الجهوية والتي لم يشر إليها النص‪.‬‬
‫لهذا فإن من المستحسن مراجعة المواد المتعلقة باالختصاص القضائي اإلداري خاصة فيما يتعلق‬
‫بالصفة في الدعوى والصفة في اإلجراءات بما يتماشى والتأسيس لقاعدة عامة مفادها أن الدولة يمكن أن‬
‫تمثل بأي شخص له صفة الرئيس اإلداري لهيئة إدارية مركزية أوغير ممركزة للدولة قصد التقليل من رفض‬
‫الدعاوى شكال و تخفيف العبء على مصالح الوالية التي تتحمل مسؤولية منازعات الكثير من المصالح غير‬
‫الممركزة للدولة على أساس تطبيق القضاة اإلداريين لنص المادة ‪ 110‬من قانون الوالية والتي تعتبر الوالي‬
‫ممثال لهذه المصالح‪.14‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬إصالح إجراءات التقاضي في المادة االدارية‪.‬‬
‫تبدأ إجراءات الدعوى اإلدارية بتسجيل العريضة لدى أمانة ضبط المحكمة اإلدارية ومن هنا يأتي‬
‫اتصال القاضي اإلداري بالنزاع حيث تظهر المبادئ الكبرى لإلجراءات اإلدارية التي تكون كتابية بإشراف من‬
‫القاضي المقرر يتبادل من خاللها أطراف الدعوى مختلف العرائض و الوثائق التي يؤسس عليها الن ازع‪،‬ونظ ار‬
‫لغياب منصبي القاضي محضر العرائض لدى المحكمة اإلدارية والذي يظهر دوره جليا في النماذج المقارنة‬
‫من خالل إشرافه على التدقيق في قبول العرائض شكال قبل االنطالق في دراستها موضوعا فإن ما يجب‬
‫إصالحه إجرائيا في القضاء اإلداري هو تنصيب القضاة محضري العرائض من أجل تخفيف العبء على‬
‫مستشاري المحاكم اإلدارية في القضايا الممكن رفضها شكال من جهة‪،‬وابراز مواطن عدم القبول الشكلي‬
‫للدعاوى من أجل تداركها من طرف المتقاضين من جهة ثانية‪.‬‬
‫تبرز أهمية وجود قضاة محضري العرائض لدى المحكمة اإلدارية في تحقيق مبادئ المحاكمة العادلة‬
‫في المادة اإلدارية خاصة في فكرة األجل المعقول فآلية تصحيح العرائض أثناء سير الدعوى والمنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 817‬من قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،15‬ال تكفي من أجل قبول الدعوى اإلدارية شكال‬
‫بل البد من إضافة مهام لقضاة المادة اإلدارية خاصة في ظل غياب التكوين المتخصص للمتقاضين أومن‬
‫يمثلهم وحداثة الهياكل القضائية االدارية لتخفيف األعباء اإلجرائية القضائية اإلدارية التي تسببت في خسارة‬
‫الكثير من القضايا بسبب أخطاء إجرائية تؤدي لطول الوقت للفصل في موضوع النزاع ‪.‬‬
‫تظهر كذلك ضرورة إصالح إجراءات التقاضي في المادة اإلدارية من خالل وسائل اإلثبات والتي‬
‫من السهل جدا على اإلدارة العامة تقديمها امام الجهات القضائية االدارية‪،‬غير أن خصم اإلدارة العامة يجد‬
‫من الصعوبة بمكان إيجاد دليل يعزز به إدعاءاته‪،‬وهذا في ظل كثرة النشاطات اإلدارية في كل التخصصات‬
‫سواء صفقات عمومية أو ض ارئب أوتفويضات لمرافق عامة وغيرها من النشاطات المتخصصة والتي يثار‬

‫‪407‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫فيها النزاع على مسائل دقيقة جدا تفرض في كثير من األحيان على القاضي اإلداري اللجوء للخبرة القضائية‬
‫وهذا ما يتطلب من المشرع الجزائري تداركه في إصالح اإلجراءات القضائية اإلدارية بأن تستقل المادة‬
‫االدارية بمواد إجرائية خاصة بوسائل اإلثبات واالبتعاد عن القواعد المشتركة التي ال يتصور تطابقها مع‬
‫النشاطات المتخصصة لإلدارة العامة‪.‬‬
‫بالنسبة لألحكام والق اررات القضائية في المادة اإلدارية‪ ،‬فإن أهم ما تجب اإلشارة إليه هي سلطات‬
‫القاضي اإلداري في منطوق األحكام والق اررات القضائية اإلدارية‪ ،‬بحيث يجب االبتعاد عن فكرة المناطيق‬
‫المحددة بنص قانوني للقاضي العادي والتي نجدها كثي ار في أحكام وق اررات الجهات القضائية اإلدارية حيث‬
‫يجب أن يلقى القاضي اإلداري نوعا من االستقاللية المبنية على االجتهاد في إيجاد الحلول التي يوازن من‬
‫خاللها بين أهداف تحقيق المصلحة العامة التي تسعى لها اإلدارة العامة والحقوق الخاصة المطالب بها من‬
‫الخصوم الخواص في المادة اإلدارية فالمنطوق القضائي هو محل التنفيذ وكلما كان المنطوق واضحا ودقيقا‬
‫ويتماشى مع التقنيات اإلدارية للتنفيذ كلما كان الفصل في النزاع مفيدا ألطرافه ومنفذيه‪.‬‬
‫تنصيب محاكم االستئناف اإلدارية و تخصيص إجراءات قضائية خاصة بها هو أهم إصالح إجرائي‬
‫يواكب هذه المراحل فمن غير المتوقع تنصيب محكمة دون النص على االجراءات المتبعة أمامها في قانون‬
‫اإلجراءات واختصاصها في نظر اإلستئنافات القضائية كطريق من طرق الطعن العادية كما يدل عليه اسمها‬
‫هو في حد ذاته ظلم للهيئة القضائية فمن الموصى به منح هذه الجهات القضائية اختصاصا قضائيا ابتدائيا‬
‫خاصة في ظل وجود مصالح إدارية غير ممركزة للدولة على المستوى الجهوي ‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫أصبح إصالح المنظومة القضائية اإلدارية من أهم متطلبات النظام القضائي الجزائري فمن خالل ما‬
‫سبق ذكره تظهر ضرورة استقالل النظام القضائي اإلداري بمجموعة من النصوص القانونية الخاصة به سواء‬
‫من حيث الهيكل التنظيمي أو الهيكل اإلجرائي فقانون التنظيم القضائي لم ينص في فحواه على تنظيم‬
‫واختصاصات الهيئات القضائية اإلدارية بل ترك ذلك للقانون العضوي ‪ 01-98‬والقانون ‪ 02-98‬المنظمان‬
‫على التوالي لمجلس الدولة و المحكمة اإلدارية و هذا ما يتطلب جمع هذه النصوص و إضافة نص جديد‬
‫لتنظيم محاكم االستئناف اإلداري في نص قانوني واحد قصد وضوح الهيكل القضائي اإلداري ‪.‬‬
‫إن القانون األساسي للقضاء الصادر بموجب القانون العضوي ‪ 11-04‬هو كذلك من بين النصوص‬
‫الواجب تفعيلها فيما يتعلق بالقاضي اإلداري سواء من حيث تنصيب القضاة اإلداريين في المناصب‬
‫المنصوص عليها في المجموعات واحد واثنان و ثالثة من الرتبة الثانية وفقا لنص المادة ‪ 47‬من القانون‬
‫األساسي للقضاء ومن حيث تنظيم المسار المهني للقاضي اإلداري الذي يفصل في قضايا جد متخصصة‬
‫في المادة اإلدارية‪.‬‬

‫‪408‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية من بين النصوص الواجب مراجعتها فيما يخص إجراءات التقاضي‬
‫أمام الجهات القضائية اإلدارية ولما ال استقالل هذه االجراءات عن إجراءات التقاضي أمام الهيئات القضائية‬
‫العادية فالموقع الممتاز لإلدرة العامة التي تعتبر طرفا في المنازعة االدارية وجوبا وهذا تطبيقا لمعيار‬
‫االختصاص يجعل من دور القاضي اإلداري مهم جدا لخلق التوازن المشروع بين ما تحققه اإلدارة العامة من‬
‫مصلحة عامة و حماية حقوق و حريات المتعاملين معها‪.‬‬
‫لهذا فإن فتح ورشات لدراسة تقنيات و سبل جمع النصوص القانونية المنظمة للقضاء اإلداري و‬
‫إصالحها بما يتماشى والتعديل الدستوري الجديد لسنة ‪ 2020‬أصبح ضرورة ملحة لتصور آفاق بارزة لهذا‬
‫النظام القضائي الحامي للمشروعية القانونية داخل الدولة الحديثة و الفاعل الهام إلرساء دولة القانون خاصة‬
‫في ظل وجود إرادة سياسية وقانونية للنهوض بالجزائر كدولة رائدة في المجال القانوني و القضائي‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ 1‬القانون العضوي ‪ 01-98‬المؤرخ في ‪ 4‬صفر عام ‪ 1419‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪ 1998‬يتعلق باختصاصات مجلس الدولة‬
‫وتنظيمه و عمله‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد ‪ 37‬لسنة ‪1998‬‬
‫‪ 2‬القانون العضوي ‪ 03-98‬المؤرخ في ‪ 8‬صفر عام ‪ 1419‬الموافق ‪ 3‬يونيو ‪ 1998‬يتعلق باختصاصات محكمة التنازع‬
‫وتنظيمها و عملها‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد ‪ 39‬لسنة ‪. 1998‬‬
‫‪ 3‬القانون ‪ 02-98‬المؤرخ في ‪ 4‬صفر عام ‪ 1419‬الموافق ‪ 30‬مايو ‪ 1998‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد‬
‫‪ 37‬لسنة ‪1998‬‬
‫‪ 4‬بك ار إدريس ‪،‬المبادئ العامة للقانون الدستوري والنظم السياسية‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪،2016،‬ص‪ 45‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪-5‬القانون العضوي ‪ 11-05‬المؤرخ في ‪ 10‬جمادى الثانية عام ‪ 1426‬الموافق ‪ 17‬يوليو سنة ‪،2005‬يتعلق بالتنظيم القضائي‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد ‪ 51‬لسنة ‪.2005‬‬
‫‪ 6‬القانون العضوي رقم ‪ 11-04‬المؤرخ في ‪ 21‬رجب عام ‪ 1425‬الموافق ‪ 06‬سبتمبر سنة ‪ 2004‬يتضمن القانون االساسي‬
‫للقضاء ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد ‪ 57‬لسنة ‪.2004‬‬
‫‪ 7‬الدستور الجزائري‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد ‪ 82‬لسنة ‪.2020‬‬
‫‪ 8‬الدستور الجزائري‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 2020‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد ‪ 82‬لسنة ‪،2020‬المرجع نفسه‬
‫‪ 9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 159-16‬المؤرخ في ‪ 19‬شعبان عام ‪ 1437‬الموافق ‪ 30‬مايو سنة ‪ 2016‬يحدد تنظيم المدرسة العليا‬
‫للقضاء وكيفيات سيرها و شروط االلتحاق بها و نظام الدراسة فيها وحقوق الطلبة القضاة وواجباتهم‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد ‪33‬‬
‫لسنة ‪.2016‬‬
‫‪10 les Articles L133-4 L133-5 L133-6 du code de justice administratif France .‬‬
‫‪ 11‬القانون ‪ 09-08‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ 12‬محمد فتوح محمد عثمان‪،‬التفويض في االختصاصات اإلدارية دراسة مقارنة‪،‬دار المنار‪،‬مصر‪.1976،‬‬
‫‪ 13‬القانون ‪ 09-08‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪409‬‬
‫( ص ص ‪)410 ،400 :‬‬ ‫مجلة الفكر القانوني والسياسي )‪ (ISSN: 2588-1620‬المجلد السادس العدد األول (‪)2022‬‬
‫" إصالح النظام القضائي اإلداري الجزائري على ضوء دستور ‪ " 2020‬التحديات واآلفاق"‬

‫‪ 14‬تنص المادة ‪ 110‬من القانون ‪ 07-12‬المؤرخ في ‪ 28‬ربيع األول عام ‪ 1433‬الموافق ‪ 21‬فبراير سنة ‪ 2012‬يتعلق‬
‫بالوالية ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬د‪.‬ش عدد ‪ 12‬لسنة ‪ 210é‬على ما يأتي ‪ ":‬الوالي ممثل الدولة على مستوى الوالية ‪،‬وهو مفوض الحكومة"‬
‫‪-15‬القانون ‪ 09-08‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪410‬‬

You might also like