You are on page 1of 65

‫ماستر الدراسات القانونية المدنية الفوج الخامس (‪)2024-2023‬‬

‫الوحدة ‪ :‬التنظيم القضائي‬


‫عرض تحت عنوان‪:‬‬

‫التنظيم القضائي الجديد‬


‫وميزان التقييم‬
‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫محسن الصويب‬ ‫ـ إدريس السلواني‬
‫ـ زيات نوردين‬
‫ـ شرف الزروري‬
‫ـ مليكة الهواري‬
‫ـ نشاد محماد‬
‫الئحة فك الرموز‪:‬‬

‫ت‪ ،‬ق‪ ،‬ج ‪ :‬التنظيم القضائي الجديد‬


‫ق‪ ،‬م ‪ ،‬م ‪ :‬قانون المسطرة المدنية‬
‫م ‪ ،‬س ‪ :‬مرجع سابق‬
‫ص ‪ :‬الصفحة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫تعتبر مادة التنظيم القضائي مادة إجرائية بامتياز‪ ،‬وذلك كإضافة للمواد‬
‫اإلجرائية األخرى كالمسطرة المدنية ‪ ،‬إذ بها يتم تحريك النصوص القانونية من‬
‫جمودها إلى حركتها داخل المحاكم على مختلف درجاتها ‪،‬كما أن بها يتم تحديد‬
‫السبيل إلى الحق و الدفاع عنه ‪.‬‬
‫و كما هو معلوم فقد عرف التنظيم القضائي في المغرب عدة تطورات ‪ ،‬وهذا بفعل‬
‫حركة التنمية بمختلف أشكالها التي يعرفها المجتمع ‪،‬هذا من جهة و من جهة أخرى‬
‫بفعل االحتكاك او التأثر بالقوانين الغربية‪ ،‬و كنتيجة لهذه العوامل أصدر المشرع‬
‫المغربي قانونا جديدا للتنظيم القضائي و هو قانون رقم ‪ 38:15‬الصادر في ‪30‬‬
‫يونيو ‪ ، 2022‬حيث أصدر المشرع هذا القانون من أجل سد الثغرات او النواقص‬
‫التي يحملها القانون السابق رقم ‪ ،42:10‬و من أجل السير و النهوض بنظام قضائي‬
‫ضامن لتحقيق العدالة االجتماعية سواء على المشكل الشكلي و حتى على المستوى‬
‫الموضوعي‪.‬‬
‫و في هذا اإلطار قد تضمن قانون ‪ 38:15‬التنظيم القضائي الجديد عدة مستجدات‬
‫قانونية ابتداء من المبادئ العامة للتنظيم القضائي (كمبدأ استقاللية السلطة القضائية‬
‫و مبدأ وحدة القضاء ‪ )...‬حيث أضاف المشرع مبدأ جديدا و هو مبدأ التخصيص‪،‬‬
‫كما تضمن هذا القانون مستجدات أخرى تندرج ضمن الشكل كقواعد التنظيم ‪ ،‬و‬
‫تشكيل الهيئات القضائية كهيئة الحكم و تنظيم الجلسات و اختصاص المحاكم‪ ،‬و كذا‬
‫اضافة بعض األقسام المتخصصة في القضايا التجارية و القضايا اإلدارية ‪،‬باإلضافة‬
‫إلى منظومة التدبير ‪.‬‬
‫ان موضوع مستجدات قانون ‪ 38:15‬التنظيم القضائي له أهمية قانونية بامتياز ‪ ،‬و‬
‫التي تتمثل في معرفة اإلضافات القانونية التي أتى بها المشرع المغربي في هذا‬
‫القانون سواء على مستوى الشكل او على المستوى الموضوع‪ ،‬و ذلك مقارنة‬
‫بقوانين التنظيم القضائي خاصة قانون رقم ‪ 42:10‬الصادر سنة ‪.2011‬‬
‫ان المستجدات القانونية التي أتى بها المشرع في قانون ‪ 38:15‬التنظيم القضائي‬
‫الجديد تطرح إشكاال متعلقا بالتقييم القانوني لهذه المستجدات ‪ ،‬أي البحث عن‬

‫‪3‬‬
‫اإليجابيات و السلبيات الخاصة بهذا القانون سواء على مستوى الشكل او على‬
‫مستوى الموضوع ‪ ،‬ولهذا يتم طرح مسألة مدى نهوض المشرع المغربي بهذا‬
‫القانون للمنظومة القانونية‪ ،‬او البقاء عليها كما هي في القوانين السابقة للتنظيم‬
‫القضائي‪.‬‬
‫و عليه فإن معالجة موضوع التنظيم القضائي الجديد و ميزان التقييم يقتضي منا‬
‫اتباع منهج تحليلي يتم من خالله تحليل النصوص القانونية الواردة في القانون رقم‬
‫‪ 38:15‬من أجل تحديد المستجدات الواردة في هذا القانون و بالتالي تقييمها‪.‬‬
‫و يتفرغ عن هذا اإلشكال عدة أسئلة فرعية تندرج حول المستجدات و مسألة التقييم‬
‫‪:‬‬
‫ـ ماهي مستجدات قانون التنظيم القضائي الجديد؟ سواء على مستوى المبادئ‬
‫العامة أو المستجدات المتعلقة بقواعد التنظيم؟‬
‫ـ و ماهي ايجابيات قانون التنظيم القضائي الجديد؟ و ماهي سلبياته‪ ،‬سواء على‬
‫المستوى الشكلي أو على المستوى الموضوعي؟‪.‬‬
‫و لإلجابة على اإلشكال المطروح و مختلف التساؤالت الفرعية‪ ،‬إرتأينا تقسيم‬
‫الموضوع حسب التقسيم التالي‪:‬‬
‫المبحث االول‪ :‬مستجدات التنظيم القضائي الجديد‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقييم التنظيم القضائي الجديد‬

‫‪4‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬

‫سنعالج موضوع التنظيم القضائي الجديد و ميزان التقييم وفق خطة بحث تتمثل في‬
‫تقسيم هذا الموضوع إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول المعنون بمستجدات التنظيم القضائي الجديد‪ ،‬و الذي قسمناه إلى‬
‫مطلبين ‪ ،‬المطلب األول و الذي عنوناه بالمبادئ العامة للتنظيم القضائي (الفقرة‬
‫االولى) و اإلجراءات المسطرية المستحدثة (الفقرة الثانية) ‪ ،‬في حين تناولنا في‬
‫المطلب الثاني المستجدات المتعلقة بقواعد التنظيم (الفقرة األولى) و تشكيل الهيئات‬
‫القضائية و اختصاص المحاكم و منظومة التدبير‪.‬‬
‫و بخصوص المبحث الثاني فيحمل عنوان تقييم التنظيم القضائي الجديد‪ ،‬و الذي‬
‫قسمناه إلى مطلبين‪ ،‬المطلب االول تناولنا فيه ايجابيات التنظيم القضائي من حيث‬
‫التنصيص على المبادئ العامة (الفقرة األولى)‪ ،‬و من حيث التنظيم الدقيق لمحل‬
‫الهيئات القضائية‪ ،‬في حين تناولنا في المطلب الثاني سلبيات التنظيم القضائي الجديد‬
‫سواء على مستوى الشكل (الفقرة األولى)‪ ،‬أو على مستوى الموضوع (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مستجدات التنظيم القضائي الجديد‬
‫سوف نتحدث في هذا المبحث عن المبادئ األساسية للتنظيم القضائي الجديد (‬
‫المطلب األول)‪ ،‬ثم نتحدث عن اإلجراءات المسطرية المستحدثة (المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المبادئ األساسية التنظيم القضائي واإلجراءات‬
‫المسطرية المستحدثة‪.‬‬
‫يكتسي قانون ‪ 15.38‬أهمية بالغة‪ ،‬السيما فيما يتعلق باستكمال البناء المؤسساتي‬
‫للسلطة القضائية ببالدنا‪ ،‬وإعادة ضبط آليات العمل وتنظيم العالقة بين مختلف‬
‫المكونات داخل المحاكم‪ ،‬وفقا ً للوضع المؤسساتي الجديد الذي أفرزه دستور ‪2011‬‬
‫والقانون التنظيمي رقم ‪ 100.13‬المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية‪ .‬لذلك‬
‫تضمن القانون الجديد مستجدات عديدة شملت قواعد تنظيم عمل الهيئات القضائية‬
‫واختصاصاتها ومنظومة تدبير المحاكم وتنظيمها الداخلي‪ ،‬وحقوق المتقاضين‪،‬‬
‫إضافة إلى إجراءات مسطرية مستحدثة تهم بعض مجاالت التنظيم القضائي‪ .‬وهي‬
‫ض على السلطة القضائية بكل مكوناتها التعبئة الكاملة لضمان تنزيلها‬‫مستجدات ت َ ْف ِر ُ‬
‫بكل سالسة‪ ،‬وبما يتماشى مع مبادئ التنظيم القضائي‪.‬‬
‫وسأخصص هدا المطلب للحديت عن المبادئ األساسية التي جاء بها التنظيم‬
‫القضائي (الفقرة األولى)‪ ,‬تم أهم اإلجراءات المسطرية المستحدثة (الفقرة الثانية )‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المبادئ األساسية التنظيم القضائي‬
‫يقوم التنظيم القضائي بالمغرب على غرار القوانين المقارنة على عدة مبادئ أساسية‬
‫تعتبر بمثابة التوجه والموقف اللذين تبناهما المشرع المغربي في ما له عالقة بتنظيم‬
‫المحاكم أيا كان نوعها‪ ،‬ويظهر من خالل المبادئ المتبناة‪ ،‬أن قانوننا يسير وأغلب‬
‫القوانين ال سيما التي تنتمي للنظام الالتيني الذي يتزعمه القانون الفرنسي وغني عن‬
‫البيان أن مبادئ التنظيم القضائي تساهم إلى حد كبير في فهم النموذج الذي يعتمده‬
‫كل قانون وذلك من خالل الضمانات التي يضعها لحماية حقوق الدفاع وجعل‬
‫القضاء يتمتع بالهبة واالستقاللية التي يفترض أن يتميز بها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وكما هو متعارف عليه‪ ،‬ثمة مبادئ كثيرة تعمل بها جل القوانين منها ‪ :‬استقالل‬
‫الفضاء‪ ،‬والتقاضي على درجتين‪ ،‬ووحدة القضاء والقاضي الفرد وتعدد القضاة‬
‫ومجانية القضاء‪ ،‬وعلنية الجلسات وشفوية المرافعات والمساعدة القضائية‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬مبدأ استقالل السلطة القضائية‬
‫يقصد بمبدأ استقالل السلطة القضائية أن تتمتع هذه السلطة باالستقالل عن الهيات‬
‫الدستورية األخرى والسلط التي نص عليها الدستور‪ ،‬ونعني بذلك أساسا السلطة‬
‫التشريعية والسلطة التنفيذية‪ .‬ويراد بهذا المبدأ أيضا تمتع القضاة كأفراد موكول‬
‫إليهم أمر البت في الملفات التي تعرض عليهم‪ ،‬بنوع من الحياد واالستقالل وعدم‬
‫التأثر أوالخضوع ألية جهة كيفما كانت‪.‬‬
‫وإذا كان استقالل السلطة القضائية حيال السلطتين التشريعية والتنفيذية يعني عدم‬
‫تدخل هاتين األخيرتين في عمل السلطة القضائية‪ ،‬أي أن السلطة التشريعية مكلفة‬
‫دستوريا بسن القوانين ووضعها‪ ،‬وكذا القيام بمراقبة العمل الحكومي عن طريق‬
‫األسئلة الكتابية أو األسئلة الشفوية أو غيرها من اآلليات التي وضعها الدستور‬
‫لتحقيق هذه المراقبة فإن االستقالل المذكور يتحقق بعدم تجاوز الحدود المرسومة‬
‫دستوريا للسلطةالتشريعية‪.‬‬
‫ويعني االستقالل أيضا‪ ،‬عدم تدخل السلطة التنفيذية في االختصاص والصالحيات‬
‫المعهود بها للسلطة القضائية‪ .‬ومؤدى ما نقول أن الحكومة كهيأة تنفيذية ليس لها‬
‫سوى القيام بتنفيذ القوانين وفق ما ينص على ذلك الدستور‪ .‬وإذا كان األمر كذلك‪،‬‬
‫فإن مبدأ االستقالل يفرض عدم تدخل القضاء في أعمال السلطتين المذكورتين‪.‬‬
‫أما استقالل القاضي كفرد وهو المعنى الثاني لمبدأ االستقالل‪ -‬فيتوقف على تمتيع‬
‫القاضي بهامش واسع من القناعة في اتخاذ ما يراه مناسبا من قرارات ومواقف من‬
‫النزاعات التي تعرض عليه في إطار النصوص والمقتضيات القانونية المطبقة على‬
‫النوازل‪.‬‬
‫وال شك أن استقالل السلطة القضائية استأثر بأهمية وعناية خاصين من قبل كل‬
‫مكونات المجتمع المغربي‪ ،‬سواء تعلق األمر بهيأت عمومية أو خاصة أو تعلق‬
‫بالمجتمع المدني سيما الجمعيات التي جعلت هدف قانونها األساسي هو تحقيق‬

‫‪7‬‬
‫استقالل القضاء‪ .‬بل إن استقالل القضاء من أولويات سياسة صاحب الجاللة الملك‬
‫محمد السادس الذي ال يفوته كلما كانت الفرصة مناسبة أن يركز على ضرورة‬
‫إصالح القضاء وجعله فعال رائعة للنمو االقتصادي واالجتماعي بالمملكة‪.‬‬
‫وقد انطلقت بالفعل التدابير واآلليات واألدوات التي تمكن من النهوض بوضع‬
‫القضاء ببالدنا وبتحقيق مبدأ استقالل القضاء المكرس في أعلى وأسمى قانون في‬
‫البالد المتمثل في الدستور‪.‬‬
‫غير أن عدة معيقات منها ما هو قانوني أو سياسي‪ ،‬أو واقعي تجعل تجسيد هذا‬
‫المبدأ على أرض الواقع من األمور التي تتميز بنوع من الصعوبة التي ال ترقى إلى‬
‫مستوى االستحالة طبعا‪ .‬فأما المعيقات ذات الطابع القانوني فيمكن تلخيص أهمها في‬
‫النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ال يمكن أن يتحقق استقالل القضاء ما دام أن ترقية القضاء تتوقف على التنقيط الذي‬
‫يتولى رئيس المحكمة القيام به ونقصد رؤساء المحاكم بكافة درجاتها وأنواعها) ‪.‬‬
‫ألن االستقالل يقتضي أال يكون القاضي محكوما بالمنطق الرئاسي‪ ،‬أي التسلسل‬
‫الرئاسي ألن القناعة القضائية هي أهم ما يميز عمل القضاة‪ ،‬وهي مسألة قررها‬
‫المشرع لهم وهم يقومون بالمساطر واإلجراءات ويبتون في النوازل والقضايا التي‬
‫تعرض عليهم‪ .‬وتعتقد أن تجاوز هذا العائق الذي قد يقف أمام إحساس القاضي‬
‫باستقالليته‪ .‬ويكونه ال يختلف كثيرا عما هو معمول به في كثير من الوظائف‬
‫العمومية األخرى أمر ضروري‪ .‬ومن ثم نقترح أن يكون القضاة كاألساتذة‬
‫الجامعيين‪ ،‬غير مرهونين في ترقيهم بأسلوب التنقيط وسيكون هذا في نظرنا ضمانا‬
‫إلعمال الضمير والقناعة الشخصية والستقالل القضاة في اتخاذهم لما يرونه مناسبا‬
‫من قرارات وتدابير‪.‬‬
‫من بين األمور التي تعد في اعتقادنا سببا في عدم فعالية مبدأ استقالل القضاء اقتران‬
‫ترقية القضاة باإلنتاج السنوي‪ .‬أي أن تمييز قاض عن آخر ال يتم من خالل جودة‬
‫األحكام والقرارات التي يصدرها ‪ ،‬وإنما من حيث عدد الملفات التي استطاع أن‬
‫يبت فيها خالل السنة‪،‬وفي اعتقادنا المتواضع‪ ،‬ال يمكن لهذا األسلوب الكمي الذي ال‬
‫يعطي لالكيف أهميته الالزمة‪ .‬أن يتخذ معيارا لتقييم عمل القضاة‪ ،‬ألنه من جهة‬
‫أولى يفتح المجال أمام ترقية قضاة ال يولون أية أهمية للتقنيات الفنية للقضاء‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫ويعتمدون على الكم دون الكيف والنه من جهة ثانية يستبعد قضاة هم أولى بالترقية‬
‫من غيرهم بناء على األحكام الرفيعة واإلجراءات السليمة والناجعة التي قاموا بها‪.‬‬
‫ومن جهة ثالثة ألن مثل هذا األسلوب ال يشجع على اإلبداع واالجتهاد القضائي وهو‬
‫األمر الذي توخاه المشرع من خالل متعه القضاة عدة صالحيات إبان نظرهم في‬
‫الملفات ال شك أن النظام األساسي للقضاة على الرغم من تضمنه لكثير من الجوانب‬
‫اإليجابية في ما يتعلق بوضعية القضاة وسير عملهم‪ ،‬فإنه ينطوي على العديد من‬
‫الجوانب التي تطال مبدأ استقالل القضاء من ذلك على سبيل المثال‪ ،‬السلطات‬
‫والصالحيات التي يتمتع بها الرؤساء األولون لمحاكم االستئناف والوكالء العامون‬
‫للملك لديها في انتداب القضاة المنتمين للدوائر االستثنافية التابعة لهم في حال وجود‬
‫خصاص طارئ يستدعي ذلك‪ ،‬وكذا إمكانية ممارسة الرئيس األول لمحكمة النقض‬
‫والوكيل العام للملك لديها لنفس الصالحيات على مستوى دواثر نفوذ محاكم‬
‫االستئناف بالملكة مع االلتزام طبعا بما تفرضه المواد ‪ 73‬وما يليها من القانون‬
‫التنظيمي المتعلق بالنظام استقالل القضاء ونعتقد أنه على الرغم من تحويل‬
‫الصالحيات التي كانت ممنوحة لوزير العدل إلى المسؤولين القضائيين الموما ً إليهم‬
‫أعاله ضمانا لحقوق أكثر للقضاة‪ ،‬تبقى بعض اإلشكاالت مطروحة سيما في تطبيق‬
‫معايير االنتداب وتجديد مدته‪.‬‬
‫يضاف إلى ما سبق أنه من بين األمور التي كانت تدخل في خانة عوائق تحقيق‬
‫استقالل القضاء رئاسة وزير العدل للنيابات العامة التي تتكون من أعضاء يدخلون‬
‫في خانة القضاء‪ ،‬غير أن المادة ‪ 25‬من القانون التنظيمي الخاص بالنظام األساسي‬
‫للقضاة تجاوزت بحق عددا من االنتقادات التي كان يثيرها هذا األمر يجعل النيابة‬
‫العامة تحت سلطة ومراقبة الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض عوضا عن‬
‫الوزير طبقا لما كان معموال منذ ‪ 1974‬تاريخ إصدار النظام األساسي لرجال‬
‫القضاء الملغي ‪ .‬وال يمكن تحقيق استقالل القضاء إن لم يكن القاضي يشعر بالفعل‬
‫بنوع من الهبة والتميز في السلم االجتماعي‪ .‬فمن الضروري إعادة النظر في‬
‫وضعية القضاة المادية وتوفير الشروط المالئمة للعمل‪ .‬واستتباعا‪ ،‬ينبغي الزيادة في‬
‫رواتب القضاة بما يليق ودورهم الحيوي والتنموي‪ ،‬وتهييء الظروف المناسبة‬
‫للعمل شأن إعادة النظر في بنايات المحاكم ألن عددا غير يسير من المحاكم بالمملكة‬
‫ال تعكس الهبة التي من المفروض أن يتمتع بها القضاء سيما وأن المتقاضين‬

‫‪9‬‬
‫ينطلقون من ظروف عمل القضاة (المكاتب والبنايات والتجهيزات وقاعات الجلسات‬
‫‪ ......‬للحكم على هبتهم وقيمتهم االجتماعية ودورهم داخل المجتمع‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬مبدأ التقاضي على درجتين‪:‬‬
‫من المبادئ األساسية التي تضمن حقوق الدفاع مبدأ التقاضي على درجتين‬
‫فبالرجوع إلى القانون المغربي يمكن التأكيد على أن تشريعنا حرص على احترام‬
‫هذا المبدأ على مستوى التنظيم القضائي الصادر في ‪ 15‬يوليوز ‪ 1974‬أو على‬
‫صعيد قانون المسطرة المدنية الصادر في ‪ 28‬شتنبر ‪ 1974‬وهكذا أكد المشرع‬
‫المغربي على أن للمتقاضين الحق في رفع قضاياهم والدفاع عنها موضوعا وقانونا‬
‫على درجتين‪ ،‬األولى أمام محاكم أول درجة‪ ،‬والثانية أمام محاكم ثاني درجة ما لم‬
‫يكن الحكم انتهائيا غي قابل لالستئناف‪ ،‬ولم يغير المشرع موقفه من احترام التقاضي‬
‫على درجتين رغم إحداثه للمحاكم اإلدارية في ‪ 10‬شتنبر ‪ ،1993‬وللمحاكم التجارية‬
‫في ‪ 12‬فبراير ‪ 1997‬دون أن ننسى محاكم االستئناف اإلدارية ومحاكم االستئناف‬
‫التجارية التي تم إنشاؤها إلبراز تمسك تنظيمنا القضائي بهذا المبدأ الهام والضامن‬
‫لحقوق المتقاضين‪.‬‬
‫ويقصد بمبدأ التقاضي على درجتين السماح لكل طرف من أن يعرض نزاعه‬
‫وقضيته أمام محاكم الدرجة األولى (المحاكم االبتدائية‪ ،‬والمحاكم اإلدارية‪ ،‬والمحاكم‬
‫التجارية) قبل أن يسلك الطعن باالستئناف كطريق طعن يعكس إمكانية التقاضي مرة‬
‫أخرى ولنفس األسباب ونفس الموضوع ونفس األطراف أمام محاكم الدرجة الثانية‬
‫(محاكم االستئناف‪ ،‬ومحاكم االستئناف التجارية‪ ،‬ومحاكم االستئناف اإلدارية)‪.‬‬
‫ومن النصوص الواردة في قانون المسطرة المدنية المؤيدة للمبدأ موضوع هذه‬
‫النقطة‪ .‬الفصل ‪ 18‬الذي جاء فيه أن المحاكم االبتدائية تختص بالنظر في القضايا‬
‫التي أوكلها إليها المشرع ابتدائيا وانتهائيا أو ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف‪،‬‬
‫والفصل ‪ 19‬الذي نص على أنه‪:‬‬
‫تختص المحاكم االبتدائية ابتدائيا مع حفظ حق االستئناف أمام غرف االستثنافات‬
‫بالمحاكم االبتدائية إلى غاية عشرين الف درهم ‪ 20000‬درهم) وابتدائيا مع حفظ‬
‫حق االستئناف أمام المحاكم االستثنافية في جميع الطلبات التي تتجاوز عشرين ألف‬

‫‪10‬‬
‫درهم (‪ 20000‬درهم) وكما يالحظ من خالل النصين المشار إليهما‪ ،‬يظهر أن‬
‫القاعدة المعمول بها في القانون المغربي تتمثل في المحافظة على مبدأ التقاضي على‬
‫درجتين وعدم سن أحكام مخالفة له إال استثناء‪ .‬وبالفعل ففي جل القضايا‪ ،‬يجوز‬
‫للمتقاضين ممارسة االستئناف أي االنتقال إلى عرض النزاع أمام جهة الدرجة‬
‫الثانية (غرف االستينافات بالمحاكم االبتدائية أو محاكم االستيناف باستثناء ما ينص‬
‫عليه الفصل ‪ 21‬من قانون المسطرة المدنية بشأن القضايا االجتماعية التي لم يطلها‬
‫التعديل بشكل صريح )‪.‬‬
‫أما القضايا التي جعلها المشرع تشذ عن القاعدة المذكورة‪ ،‬فقليلة بالنظر أوال إلى‬
‫قيمتها الزهيدة التي ال تتجاوز المبلغ القيمي المحدد للقول بإمكانية االستئناف‪ ،‬وثانيا‬
‫على اعتبار أن النزاعات التي ال تتجاوز خمسة آالف درهم ال تقبل أي طعن عاديا‬
‫كان أو استثنائيا‪ ،‬وهي كما تنص على ذلك المادة ‪ 10‬من قانون قضاء القرب‬
‫الصادر في ‪ 17‬غشت ‪ 2011‬تدخل في المفهوم الواسع الختصاص المحاكم‬
‫االبتدائية‪.‬‬
‫وعلى مستوى المحاكم التجارية‪ ،‬وإلى حدود سنة ‪ ،2002‬تبنى المشرع المغربي في‬
‫المادة السادسة لقانون إحداث هذه المحاكم نفس النهج في ما يتعلق بالتمييز بين‬
‫األحكام التي تخضع لالستيناف أي التي تعد تطبيقا لمبدأ التقاضي على درجتين‪،‬‬
‫حيث يمكن استئناف القضايا التجارية التي ال تقل قيمتها عن تسعة آالف ‪ .‬درهم‪.‬‬
‫وبين األحكام االنتهائية التي ال تتجاوز قيمتها المبلغ المذكور‪.‬‬
‫غير أنه انطالقا من سنة ‪ ،2002‬أدخل قانون المحاكم التجارية تعديال مبدئيا مفاده‬
‫تحويل كل األحكام الصادرة عن المحاكم التجارية صبغة القابلية لالستئناف‪ ،‬ومن ثم‬
‫يمكن اإلقرار بأن المشرع المغربي تبنى مبدأ التقاضي على در جنين دون استثناء‬
‫يرد على ذلك خالف ما عليه األمر بالنسبة للمحاكم االبتدائية كما مر بنا‪.‬‬
‫وتأكيدا لتيني نفس المبدأ الواقي لحقوق المتقاضين‪ ،‬كرس قانون المحاكم اإلدارية‬
‫رقم ‪ 41-90‬الصادر في ‪ 10‬شتنبر ‪ 1993‬وبعده قانون محاكم االستئناف اإلدارية‬
‫رقم ‪ 03-80‬الصادر في ‪ 14‬فبراير ‪ 2006‬نفس المبدأ المشار إليه أعاله‪ ،‬إذ تكون‬

‫‪11‬‬
‫األحكام على درجتين الصادرة في المادة اإلدارية قابلة لالستئناف‪ ،‬أي أنها تعد‬
‫مجاال لتطبيق مبدأ التقاضي‪.‬‬
‫ثالثا ‪ -‬مبدأ القاضي الفرد وتعدد القضاة‪:‬‬
‫وتعدد بعد مبدأ القاضي الفرد وتعدد القضاة من أكثر المبادئ التي عرف فيها‬
‫المشرع تأرجحا وتقلبا‪ ،‬فتارة يجعل مبدأ القاضي الفرد هو القاعدة العامة ‪ ،‬المغربي‬
‫القضاة هو المتمثل في التشكيلة الجماعية للقضاة وهم ينظرون في النوازل‬
‫المعروضة عليهم‪ .‬و االستثناء‪ ،‬وتارة ال يعتبر القضاء الفردي سوى استثناء على‬
‫المبدا العام ففي سنة ‪ 1974‬أثر التنظيم القضائي جعل مبدأ القاضي الفرد هو المبدأ‬
‫األمل المتبع في البت في القضايا أمام المحاكم االبتدائية‪ ،‬وذلك تبسيطا للمسطرة‬
‫وتيسيرا على المتقاضين وضمانا للسرعة في البت غير أن االنتقادات التي وجهت‬
‫المبدا القاضي الفرد سيما احتمال وقوع القاضي الفرد في الخطأ إلى جانب تشعب‬
‫بعض الملفات التي تستلزم أكثر من رأي فضال عن وجود بعض الحاالت التي قد‬
‫يسجل فيها بعض االنحراف أثناء تفسير النصوص القانونية‪ ،‬أدت إلى العدول عن‬
‫هذا المبدأ واعتماد مبدأ القضاء الجماعي الذي يجعل المحاكم االبتدائية ال تنظر في‬
‫القضايا إال بحضور ثالثة قضاة وكاتب الضبط وممثل النيابة العامة عند االقتضاء‪.‬‬
‫وفي ‪ 11‬نونبر ‪ 2003‬أصدر المشرع القانون رقم ‪ 103‬الذي عاد إلى القضاء‬
‫الفردي كقاعدة عامة‪ .‬فقد نص الفصل ‪ 4‬من ظهير التنظيم القضائي المعدل على ما‬
‫يلي ‪ :‬تعقد المحاكم االبتدائية جلساتها بحضور ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس‪،‬‬
‫وبمساعدة كاتب الضبط مع مراعاة االختصاصات المخولة لرئيس المحكمة بمقتضى‬
‫نصوص خاصةفي الدعاوي اآلنية‪:‬‬
‫ـدعاوي األحوال الشخصية والميراث باستثناء النفقة‬
‫ـالدعاوي العقارية العينية والمختلطة‪.‬‬
‫ـدعاوي نزاعات الشغل‪.‬‬
‫تعقد هذه المحاكم جلساتها بقاض منفرد ومساعدة كاتب الضبط في باقي‬
‫القضايا‪.....‬‬

‫‪12‬‬
‫وسيرا على نفس التوجه أكد الفصل ‪ 4‬من القانون ‪ 34.10‬الصادر في ‪ 17‬غشت‬
‫‪ 2011‬والمغير والمتمم لظهير ‪ 15‬يوليوز ‪ 1974‬على أنه‪:‬‬
‫تعقد المحاكم االبتدائية بما فيها المصنفة جلساتها مع مراعاة المقتضيات المنصوص‬
‫عليها في الفصل ‪، 5‬بعده ‪ ،‬وكذا االختصاصات المخولة لرئيس المحكمة بمقتضى‬
‫نصوص خاصة بقاض منفرد وبمساعدة كاتب الضبط ما عدا الدعاوى العقارية‬
‫العينية والمختلطة وقضايا األسرة والميراث التي بيت فيها بحضور ثالثة قضاة بمن‬
‫فيهم الرئيس وبمساعدة كاتب الضبط‪.‬‬
‫انطالقا من هذا النص يتبين أن التنظيم القضائي بالمغرب عاد إلى مبدأ القاضي‬
‫الفرد كقاعدة لتشكيلة المحاكم االبتدائية نظرا للمزايا التي سبق ذكرها ‪ .‬أما القضايا‬
‫التي تم إيرادها في الفصل الرابع أعاله على سبيل الحصر‪ ،‬فيتبع فيها القضاء‬
‫الجماعي‪.‬‬
‫ومن النتائج التي تترتب مسطريا على األخذ بهذه القاعدة أو تلك‪ ،‬أن القاضي الذي‬
‫يقوم بكافة اإلجراءات والتحقيقات التي يستلزمها النزاع وتجهيز الملف تمهيدا للبت‬
‫فيه‪ ،‬يعرف بالقاضي المكلف بالقضية‪ .‬وهو األمر الذي يجعل المشرع في قانون‬
‫المسطرة المدنية كلما أراد تناول إجراءات الدعوى الخاصة بالمحاكم االبتدائية‬
‫التمييز بين اصطالحين القاضي المكلف بالقضية (القضاء الفردي والقاضي المقرر‬
‫(القضاء الجماعي)‪ .‬أما القاضي الذي يعهد إليه بتجهيز القضية متى تعلق األمر‬
‫بالتشكيلة الجماعية فيعرف بالقاضي المقرر‪.‬‬
‫وقد يعتقد أن التمييز بين االصطالحين المشار إليهما أعاله ال ‪ .‬شكلية ولغوية‪ .‬لكن‬
‫الحقيقة خالف ذلك‪ .‬فالبون القائم بين االصطالحين شاسع‪ ،‬فإذا كان القاضي المكلف‬
‫بالقضية ال يقوم بتجهيز الملف فحسب‪ ،‬وإنما يبت أيضا في النزاع زه للتأمل‪ ،‬فإن‬
‫القاضي المقرر في التشكيلة الجماعية يقتصر دوره على القيام بإجراءات التحقيق‬
‫الخاصة بالدعوى دون إمكانية بته وحده في النزاع‪ ،‬ألن الفصل فيه يعدو كونه‬
‫مسألة بعد جحزه‬
‫يعود إلى الهيأة الجماعية التي تتداول قبل إصدار الحكم‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫من ناحية ثانية يقوم القاضي المكلف بالقضية بحجز القضية للتأمل‪ .‬وهذا يعني أنه‬
‫يتأمل الوقائع والمجريات والوسائل التي تضمنتها الدعوى وذلك قبل أن يصدر‬
‫الحكم المناسب للنزاع‪ .‬أما القاضي المقرر فينتقل من ذلك القاضي الذي قام بكل‬
‫اإلجراءات التي تطلبتها الدعوى إلى عضو في الهيأة يشارك إلى جانب زمالئه في‬
‫المداولة تمهيدا إلصدار الحكم‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن التمييز بين القضاء الفردي وتعدد القضاة ال وجود له‬
‫بالمحاكم االبتدائية وهي ثبت كفرقة استثنافية وبمحاكم االستئناف وبياقي المحاكم‬
‫األخرى شان المحاكم اإلدارية والمحاكم التجارية‪ ،‬ومحاكم االستئناف التجارية‪،‬‬
‫ومحاكم االستئناف اإلدارية السبب مؤداه أن األسلوب المعتمد بهذه المحاكم هو مبدأ‬
‫تعدد القضاة وحده دون غيره‪،‬‬
‫ومما يمكن تسجيله أن ثمة تقاطعا بين مبدأ القاضي الفرد والمسطرة الشفوية وأحيانا‬
‫وعدم تنصيب المحامي وهذا على عكس القضاء الجماعي الذي ينسجم مع المسطرة‬
‫الكتابية وانتداب محامي للقيام باإلجراءات هذا طبعا مع أن لكل مسألة مبدأها‬
‫واستثناءاتها‪ .‬فقضايا النفقة مثال تخضع للمسطرة الشفوية كاستثناء على المسطرة‬
‫الكتابية المنصوص عليها في قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وتعفى من تنصيب المحامي‬
‫ابتدائيا وأمام محكمة االستئناف‪ ،‬وطبعا تكون التشكيلة في البت فيها فردية‪ .‬غير أنه‬
‫كما قلنا ليس بالضرورة أن تتحقق كل هذه األمور في القضايا التي أوردها الفصل‬
‫‪ 45‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬
‫وأيا كان األمر فاالنسجام الذي قلنا أنه ال يتحقق بطريقة تلقائية وأوتوماتيكية بالنظر‬
‫إلى عدم مراعاة المشرع ألهميته‪ ،‬يمكن بلوغه بإعادة النظر في عدد من األحكام‬
‫الواردة في العديد من القوانين التي لها عالقة بالقانون القضائي الخاص وباستحضار‬
‫كل القوانين والنصوص التي تنظم مسألة واحدة حتى ال يقع التنازع والتضارب بين‬
‫مختلف هذه النصوص وبالتالي التأثير على حقوق المتقاضين‪.‬‬
‫رابعا ‪ -‬مبدأ علنية الجلسات وشفوية المرافعات‪:‬‬
‫نص قانون المسطرة المدنية لسنة ‪ 1974‬على مبدأ علنية الجلسات في الفصول ‪43‬‬
‫و ‪ 50‬و ‪ 345‬و ‪ 375‬والمادة ‪ 7‬من قانون قضاء القرب‪ ،‬إذ أكد أنه يتعين أن تصدر‬
‫األحكام في جلسة علنية سواء تعلق األمر بالمرحلة االبتدائية (ف ‪ ،)50‬أو بمرحلة‬

‫‪14‬‬
‫االستئناف ف (‪ )345‬أو أمام محكمة النقض (ف‪ .)375‬وبالنظر إلى أن قواعد‬
‫قانون المسطرة المدنية تعد الشريعة العامة في المادة اإلجرائية‪ ،‬فإن نفس المبدأ‬
‫يؤخذ به بالنسبة لمحاكم الدرجتين األولى والثانية في المادتين التجارية واإلدارية‪.‬‬
‫وال شك أن مبدأ علنية الجلسات آلية مهمة أوجدها المشرع لتحقيق حماية أكثر‬
‫الحقوق المتقاضين واالطراف أثناء الدعاوي‪ ،‬بحيث يظهر لكل طرف بل وللكافة‬
‫كيف تسير الدعوى وربما قد يظهر من خالل العلنية حتى التوجه والمسار الذي‬
‫يمكن أن تسيرأو تؤول إليه الدعوى‪.‬‬
‫غير أنه تجدر اإلشارة إلى أنه يتعين التمييز بين علنية الجلسات وعلنية النطق‬
‫باألحكام في الجلسة‪ ،‬فأما المراد بعلنية الجلسات فهو جريان الدعوى بشكل علني‬
‫حيث يحضر الجلسات األطراف أو ممثلوهم وكافة من يهتم بمتابعة الدعاوى‪ .‬وهذا‬
‫يستلزم انضباط الجميع لنظام الجلسة تحت طائلة العقوبات التي يمكن الرئيس‬
‫الجلسة أن يصدرها في حق كل من لم يلتزم باالحترام الواجب للقضاء‪.‬‬
‫وقد نص الفصل ‪ 43‬من قانون المسطرة المدنية على أنه لرئيس الجلسة أن يحفظ‬
‫النظام بها‪ ،‬ويجوز له أن يطرد كل من تسبب في الضوضاء أو االضطراب‪ .‬وفي‬
‫حالة امتناع الشخص المخل بنظام الجلسة االنسحاب من الجلسة أو رجوعه إليها‬
‫رغم طرده منها‪ ،‬يمكن للرئيس أن يتخذ اإلجراءات المناسبة في حقه‪.‬‬
‫ولم يقتصر المشرع في تنظيمه لحفظ نظام الجلسات على ما يسببه األطراف أو‬
‫وكالؤهم من ضوضاء فحسب‪ ،‬بل مدده ليشمل المحامين أنفسهم إذ يمكن للرئيس أن‬
‫يحرر محضرا باإلخالل الذي قام به المحامي‪ ،‬وأن يبعثه إلى نقيب المحامين (ف‬
‫‪ 44‬من ق‪.‬م‪.‬م)‪ .‬وتأكيدا لإلجراءات التي يمكن أن تتخذ في حق المحامين الذين لم‬
‫يلتزموا بنظام الجلسة‪ ،‬جاء في الفصل ‪ 341‬من نفس القانون ما يلي‪:‬‬
‫إذا صدرت من محامين أقوال تتضمن سبا أو إهانة أمكن لمحكمة االستئناف أن‬
‫تطبق عليهم بقرار مستقل العقوبات التأديبية باإلنذار والتوبيخ وحتى الحرمان‬
‫المؤقت من مزاولة المهنة لمدة ال تتجاوز شهرين‪ ،‬أو ستة أشهر في حالة العود في‬
‫نفس السنة‪..‬‬

‫‪15‬‬
‫وعلى الرغم من أن المبدأ العام أن تكون الجلسات علنية‪ ،‬فإنه يجوز لهيأة الحكم أن‬
‫تأمر بمناقشة القضية في جلسة سرية إذا اقتضتها الضرورة أو طلب أحد األطراف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫أما علنية النطق باألحكام بالجلسة‪ ،‬فتتميز بخصوصيات عدة منها‪ ،‬أنه ال يمكن فتح‬
‫باب االستثناء أمام إصدار الحكم بصورة سرية‪ .‬وهو عكس ما تطرقنا إليه بالنسبة‬
‫المبدأ علنية الجلسات‪ .‬وفي حالة صدور الحكم بشكل سري يجوز للطرف المعني أن‬
‫يطعن في الحكم ويثير الدفع بإخالل مسطري وذلك وفقا للفصل ‪ 49‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية الذي نحن على أنه‪:‬‬
‫يجب أن يثار في آن واحد وقبل كل دفاع في الجوهر الدفع بإحالة الدعوى على‬
‫محكمة أخرى لتقديمها أمام محكمتين مختلفتين أو الرتباط الدعويين والدفع بعدم‬
‫القبول وإالكان الدفعان غير مقبولينتقبلها المحكمة إال إذا كانت مصالح الطرف قد‬
‫تضررت فعال‬
‫يسري نفس الحكم بالنسبة لحاالت البطالن واإلخالالت الشكلية والمسطرية التي ال‬
‫وغني عن البيان أن ثمة ترابطا قويا بين مبدأ علنية الجلسات ومبدأ شفوية‬
‫المرافعات فشفوية المرافعات تجد مجاال مناسبا لتطبيقها متى كانت الجلسات علنية‬
‫بحيث يكون كل من حضر بالجلسة على علم بما يثيره كل طرف من مالحظات ولو‬
‫انه من المنصور القيام بالمرافعة الشفوية حتى خالل الجلسات التي تجري بسرية‪.‬‬
‫وعلى غرار مبدأ القاضي الفرد وتعدد القضاة عرف موقف المشرع المغربي‬
‫تأرجعا‬
‫بين األخذ بالشفوية أو بالمسطرة الكتابية‪.‬‬
‫فبعدما تبنى قانون المسطرة المدنية المسطرة الشفوية أمام المحاكم االبتدائية كقاعدة‬
‫عامة في الفصل ‪ 45‬الصادر في ‪ 28‬شتنبر ‪ ،1974‬باستثناء بعض القضايا التي‬
‫قرر فيها سلوك المسطرة الكتابية كما هو الحال مثال بالنسبة للقضايا التي تكون فيها‬
‫الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية طرفا‪ ،‬والقضايا المدنية العقارية‪.‬‬
‫والقضايا التي تتعلق بالشركات المدنية والتجارية‪ ...‬تراجع ليأخذ بالمسطرة الكتابية‬
‫كأصل وبالمسطرة الشفوية كاستثناء‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وهكذا نص الفصل ‪ 45‬بعد تعديله في ‪ 1993‬و ‪ 2004‬و ‪ 2011‬على أنه‪:‬‬
‫تطبق أمام المحاكم االبتدائية وغرف االستئنافات قواعد المسطرة الكتابية المطبقة‬
‫أمام محاكم االستئناف وفقا ألحكام الفصول ‪ 329‬و ‪ 331‬و ‪ 332‬و ‪ 334‬و‪355‬‬
‫و‪ 206‬و‪11‬‬
‫و‪ 344‬اآلتية بعده‪.‬‬
‫تمارس المحكمة االبتدائية ورئيسها أو القاضي المقرر‪ ،‬كل فيما يخصه‪،‬‬
‫االختصاصات المخولة حسب الفصول المذكورة لمحكمة االستئناف ولرئيسها األول‬
‫أو للمستشار المقرر‪.‬‬
‫غير أن المسطرة تكون شفوية في القضايا التالية‪:‬‬
‫القضايا التي تختص فيها المحاكم االبتدائية ابتدائيا وانتهائيا‪.‬‬
‫‪-‬فضايا النفقة والطالق والتطليق‬
‫القضايا االجتماعية‬
‫قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء‬
‫قضايا الحالة المدنية‪.‬‬
‫وال ينبغي أن يفهم من خالل الطابع العام الذي وردت به القضايا التي حرص فيها‬
‫المشرع على تبني مبدأ الشفوية أنه قصد تعميم شفوية المرافعات‪ ،‬وإنما جعل األمر‬
‫ينحصر في جزء منها فحسب‪ ،‬فحين يتحدث الفصل عن القضايا االجتماعية فإن‬
‫ذلك ال يعني كل ما يدخل في المادة االجتماعية‪ ،‬بل يقتصر األمر على حوادث‬
‫الشغل واألمراض‬
‫المهنية دون نزاعات الشغل التي يلزم فيها سلوك المسطرة الكتابية‪.‬‬
‫نفس الشيء يقال بخصوص قضايا الحالة المدنية‪ .‬فالمقصود ليس كل هذه القضايا‬
‫وإنما التصريح بالوالدات والوفيات فحسب‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ويترتب عن األخذ بهذه المسطرة أو بتلك التمييز بين حضور وغياب األطراف‪.‬‬
‫فمتى كانت المسطرة الشفوية يتحقق غياب الطرف بعدم حضوره شخصيا هو أو من‬
‫ينوب عنه‪.‬‬
‫أما في المسطرة الكتابية فيكفي للقول بالغياب عدم اإلدالء بالمذكرات والمستندات‬
‫التي‬
‫يتطلبها سير الدعوى‪.‬‬
‫خامسا ‪ -‬مبدأ وحدة القضاء‪:‬‬
‫تعتبر وحدة القضاء من المبادئ التي تأخذ بها كثير من القوانين المقارنة‪ ،‬وقلما نجد‬
‫من يتبنى مبدأ ازواجية القضاء‪ .‬وبالنسبة للقانون المغربي ومنذ إصدار ظهير‬
‫التنظيم القضائي الجديد في ‪ 15‬يوليوز ‪ ، 1974‬فإن االختيار وقع على مبدأ وحدة‬
‫القضاء‪.‬ولوحدة القضاء عدة معان فهو أوال يفيد أن هناك جهة قضائية واحدة في‬
‫كافة تراب أو إقليم الدولة والجهة القضائية كما هو معلوم هي وجود محاكم‬
‫منسجمةوشاملة تنظر في كافة القضايا التي تعرض على القضاء تنطلق من مرحلة‬
‫أول درجةالتبلغ مرحلة النقض ‪.‬‬
‫أما المعنى الثاني لوحدة القضاء فيراد به مساواة كافة المواطنين والمتقاضين ولو‬
‫كانوا أجانب أمام القضاء‪ .‬فال يعتد بلغتهم‪ ،‬وال يحنس يتهم‪ ،‬وال بغير ذلك مما قد‬
‫يميلو الثقة فيها بين كافة من يقصد القضاء بهدف إنصافه وتمكينه من حقه‪ .‬شخصا‬
‫عن آخر‪ .‬وهذا طبيعي أن يساهم في استقرار المؤسسات القضائية بالدولة‪ ،‬وبث‬
‫وعلى عكس مبدأ وحدة القضاء ثمة أسلوب آخر يعتمد من طرف بعض القوانين‬
‫المقارنة كما هو الشأن بخصوص القانون الفرنسي الذي يعد مصدرا تاريخيا‬
‫والمرجع األساسي للتشريع المغربي الحديث‪ .‬ففي فرنسا يميز بين جهتين قضائيتين‬
‫‪ :‬القضاء العادي المعروف بالقضاء المدني باعتبار هذا األخير هو أم كل فروع‬
‫القانون األخرى حتى تلك التي تدخل فيما يعرف بالقانون العام والقضاء اإلداري‬
‫الذي ينظر فقط في النزاعات ذات الطابع اإلداري أي التي تكون الدولة طرفا فيها‪.‬‬
‫وهكذا نجد في فرنسا جهة القضاء العادي ‪ -‬المدني‪ ،‬التي تتكون من المحاكم‬
‫االبتدائية ومحاكم االستئناف‪ ،‬ومحكمة النقض كمحكمة قانون تبت في الجانب‬

‫‪18‬‬
‫القانوني لألحكام‪ .‬ونجد جهة القضاء اإلداري المشكلة من المحاكم اإلدارية ومحاكم‬
‫االستئناف اإلدارية و مجلس الدولة الفرنسي الذي ينزل منزلة محكمة النقض في‬
‫المادة اإلدارية‪.‬‬
‫أما بالمغرب وكما سبق أن أكدنا في مطلع هذه الفقرة‪ ،‬فلم يتين قانوننا إال مبدأ وحدة‬
‫القضاء‪ .‬حيث ال وجود لقضاء ثان مستقل كلية من حيث مساطره‪ ،‬وشروطه‬
‫وموارده البشرية وإمكاناته المادية واللوجيستيكية‪ ،‬عن القضاء العادي‪ ،‬وذلك على‬
‫الرغم من أن ائمة إرهاصات وتوجهات في هذا المنحى االزدواجي بالنظر إلى‬
‫إحداث المحاكم التجارية ومحاكم االستئناف التجارية في ‪ 12‬فبراير ‪ ،1997‬وإلى‬
‫إنشاء المحاكم اإلدارية في ‪10‬‬
‫شتنبر ‪ ، 1993‬ومحاكم االستئناف اإلدارية في فبراير ‪2006‬‬
‫وعلى الرغم من إنشاء المحاكم المتخصصة المذكورة فإنه ال وجود لجهات قضائية‬
‫بالمغرب رغم قول البعض بتميز قضائنا باالزدواجية‪ .‬وما يؤيد وجهة نظرنا وبكل‬
‫تواضع ان مفهوم الجهة القضائية لم يتحقق لحد اآلن بسبب غياب محاكم متسلسلة‬
‫ومرتبة كما هو الحال بالنسبة للقضاء المدني ( المحكمة االبتدائية ومحكمة‬
‫االستئناف ومحكمة النقض‪.‬‬
‫فرغم إحداث المحاكم التجارية كما حكم أول درجة ومحاكم االستئناف التجارية‬
‫کمحاكم ثاني درجة في القضايا ذات الصبغة التجارية‪ ،‬فال وجود لمحكمة قانون‬
‫محكمة النقض التجارية مختصة في مراقبة محاكم الموضوع التجارية من حيث‬
‫تطبيقها للقانون‪ .‬ورغم إنشاء المحاكم اإلدارية كمحاكم أول درجة‪ ،‬ومحاكم‬
‫االستئناف اإلدارية كمحاكم ثاني درجة في المادة اإلدارية‪ ،‬فإن غياب مجلس دولة‬
‫يبت في القضايا اإلدارية وحدها على غرار مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬يجعل القول‬
‫بأخذ المغرب بازدواجية القضاء محل نظر وغير مستند إلى أساس سليم )‪،‬يضاف‬
‫إلى ما سبق‪ ،‬أن المجلس األعلى الذي تم إحد هللا لي شتنبر ‪ 1957‬والذي أصبح‬
‫يعرف بمحكمة النقض هو المحكمة الوحيدة التي تنظر في الطعون المقدمة ضد‬
‫األحكام االنتهائية الصادرة عن كل محاكم الموضوع أيا كان تخصصها‪ ،‬مدنية‪ ،‬أو‬
‫إدارية‪ ،‬أو تجارية طبقا للفصل ‪ 353‬من قانون المسطرة المدنية ولعل الغرف الست‬
‫التي تتكون منها محكمة النقض خير دليل على تبني قانوننا مبدأ وحدة القضاء فهناك‬

‫‪19‬‬
‫غرف لها أولوية في النظر في بعض القضايا بناء على نوع القضية المطعون فيها‬
‫بالنقض‪ ،‬كما هو الشأن بخصوص الغرفة اإلدارية التي تنظر على سبيل األولوية في‬
‫القضايا اإلدارية وإن كان يجوز لكافة الغرف أن تنظر في كل القضايا التي تحال‬
‫على المحكمة للبت في مدى التزامها بالتطبيق السليم للقانون ‪ ..‬وكما هو الحال بشأن‬
‫الغرفة التجارية التي تبت في القضايا التجارية وفقا لنفس المبادئ المشار إليها‪.‬‬
‫وعليه فإن المشرع المغربي‪ ،‬وإلى حين إحداث محكمة نقض تقوم بدور المراقبة‬
‫القانونية ألحكام المحاكم المتخصصة‪ ،‬ال يسعنا إال أن نؤكد أن مبدأ وحدة القضاء هو‬
‫المعمول به‪ ،‬وأن ازدواجية القضاء لم تستجمع لحد اآلن الشروط والمقومات الالزمة‬
‫لها‪ .‬وحين سيتم إنشاء محكمة متخصصة في القضايا اإلدارية ‪ ،‬أو في القضايا‬
‫التجارية‪ ،‬فإنه‬
‫يمكن أنذاك الحديث عن ازدواجية القضاء بالمغرب‪.‬‬
‫سادسا ‪ -‬مبدأ مجانية القضاء ومبدأ المساعدة القضائية‪:‬‬
‫ثمة ترابط قوي بين مبدأ مجانية القضاء ومبدأ المساعدة القضائية‪ .‬فإذا كان األول‬
‫يعني أن فصل القاضي في النزاعات ال يتطلب أداء مقابل لذلك من األطراف‪ .‬أي‬
‫أن المتقاضين ال يؤدون الرواتب وال أي مقابل للقضاة الذين يبتون في نزاعاتهم‪.‬‬
‫وهذا فيه تشجيع اللجوء إلى المحاكم من أجل تمكين أصحاب الحقوق من حقوقهم‪.‬‬
‫فإن الثاني يفيد بمفهوم المخالفة أن هناك نفقات يتعين أداؤها من قبل المتداعين‪ .‬وقد‬
‫يبدو أن مبدأ المجانية أصبح فارغ المحتوى‪ .‬لكن من الضروري التمييز بين‬
‫المجانية وأداء المصاريف‪ .‬الالزمة للدعوى انطالقا من تقييدها بكتابة الضبط إلى‬
‫حين البت فيها ‪ ،‬بل وإلى أن المجانية لها عالقة بمبدأ دستوري هام يتمثل في الحق‬
‫في التقاضي‪ ،‬ولها عالقة كذلك بالمهمة الموكولة دستوريا للقضاء كسلطة ثالثة‬
‫بالدولة إلى جانب السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ .‬إذ من المنطقي أن تتكفل الدولة‬
‫باداء رواتب القضاة ال المتقاضي‪ ،‬حفاظا ‪ .‬على مبدأ استقالل القضاء‪ .‬وتالفيا‬
‫لالنحياز الذي قد يكون أداء األطراف الرواتب القضاة سببا فيه‪.‬‬
‫أما المصاريف والرسوم القضائية الالزمة إلجراءات الدعاوي فتقع على المتقاضي‬
‫دون أن يتعارض ذلك مع مبدأ المجانية المتعارف عليه في الكثير من األنظمة‬
‫القضائية المقارنة‪ ،‬ومرد وجوب مصاريف ونفقات الدعوى على المتقاضين إلى‬

‫‪20‬‬
‫عدم استقامة إلزام الدولة بدفعها ألن صاحب المصلحة هو المفروض فيه القيام‬
‫بذلك‪.‬‬
‫من ناحية أخرى إن تم تمديد مبدأ مجانية القضاء إلى المصاريف الالزمة لسير‬
‫الدعوى ( مصاريف تقييد الدعوى والتبليغات وأجور الخبراء‪ ،‬وأتعاب المحامين‪،‬‬
‫وأجور التراجمة‪ ،‬ومصاريف تنقل الشهود ومصاريف المعاينات‪ ،‬والتنفيذات ‪.....‬‬
‫فيه تشجيع على تكاثر الدعاوي الكيدية‪ ،‬وعلى التقاضي بسوء نية ما دام أن‬
‫المتقاضي يعلم مسبقا ً أنه غير ملزم بأي أداء وال متبوعا بأي جزاء حتى ولو ثبت أن‬
‫رفعه للدعوى أو قيامه بإجراء ما لم يكن يرمي إال إلى الكيد بغريمه وتطويل‬
‫اإلجراءات دون وجه حق‪.‬‬
‫ومن ثم يكون المشرع قد وفق وإلى حد بعيد في جعل المصاريف المختلفة التي‬
‫تتطلبها الدعاوي على نفقة المتقاضين ال الدولة‪ .‬وهكذا نظم قانون المسطرة المدنية‬
‫هذا الجانب‬
‫في الفصول من ‪ 124‬إلى ‪ 129‬ومما ورد في هذا اإلطار أنه‪:‬‬
‫يحكم بالمصاريف على كل طرف خسر الدعوى سواء كان من الخواص أربابية‬
‫عمومية‪.‬‬
‫يجوز الحكم بحسب ظروف القضية بتقسيم المصاريف بين األطراف كال أو بعضاء‬
‫وبذلك يكون المشرع قد حسم بشكل ال لبس فيه أن المصاريف أيا كان نوعها تقع‬
‫على األطراف ولو كانوا إدارة عمومية‪ .‬بيد أنه قد يكون أحد األطراف فقيرا‬
‫ومعوزا ال يقوى على أداء المصاريف التي تتطلبها الدعوى من بدايتها إلى نهايتها‪.‬‬
‫ومن ثم يستوجب األمر وضع قواعد خاصة به تجعله يتقاضى دون أن تقف‬
‫المصاريف عائقا أمام حصوله على حقوقه‪.‬‬
‫وقد انتبه المشرع إلى مثل هذه الحاالت فأصدر مقتضيات تعفي المتقاضي المعوز‬
‫من أداء المصاريف‪ ،‬وهو ما يعرف بالمساعدة القضائية‪ .‬ففي فاتح نونبر ‪1966‬‬
‫صدر مرسوم ملكي يتعلق بالمبدأ المشار إليه"‪ .‬وتشمل المساعدة القضائية كل‬
‫مراحل التقاضي سواء تعلق األمر بالمرحلة االبتدائية ( الدرجة األولى) أو بمرحلة‬

‫‪21‬‬
‫االستثناف (الدرجة الثانية)أو بمرحلة النقض‪ .‬وللحصول على المساعدة القضائية‬
‫ينبغي التوفر على الشروط اآلتية‪:‬‬
‫ـ تقديم طلب إلى وكيل الملك لدى المحكمة التي ستنظر في النزاع‪.‬‬
‫إثبات الطالب للمساعدة الفقره وحاجته وعدم قدرته على تحمل الصوائر والرسوم‬
‫القضائية الخاصة بالدعوى التي هو طرف فيها‪.‬‬
‫وتم إحداث مكاتب للمساعدة القضائية على مستوى محاكم الموضوع وكذا على‬
‫مستوى محكمة النقض مكونة من أعضاء ينتمون للنيابة العامة‪ ،‬وقضاة‪ ،‬وأعضاء‬
‫من حياة الدفاع وتجدر اإلشارة إلى أن ثمة نوعين من المساعدة القضائية ‪ :‬المساعدة‬
‫القضائية بناء على طلب‪ ،‬والمساعدة القضائية بقوة القانون‪ .‬وكما هو واضح من‬
‫خالل التسميتين فهناك عدة نقاط لالختالف بين النوعين نشير إلى بعضها باختصار‬
‫‪:‬‬
‫المساعدة القضائية بناء على طلب ال تمنح إال إذا توافرت الشروط التي ينص عليها‬
‫الرسوم المؤرخ في ‪ 1966‬والمتمثلة في تقديم طلب‪ ،‬وإثبات العسر‪ .‬أما المساعدة‬
‫الممنوحة بقوة القانون فال تستوجب مثل هذين الشرطين وإنما يكفي أن يكون‬
‫المستفيد ممن متعهم القانون بالمساعدة القضائية لغاية معينة كما هو الشأن بالنسبة‬
‫لألجراء في مجال الشغل‪.‬‬
‫تنتهي المساعدة القضائية بناء على طلب بمجرد صدور الحكم عن المحكمة ) التي‬
‫قدم الطلب أمام وكيل الملك لديها‪ .‬بمعنى أنها تنتهي بانتهاء المرحلة التي تمت فيها‪.‬‬
‫وإن رغب المعنى في االستفادة منها في المرحلة القضائية الالحقة‪ ،‬فما عليه إال أن‬
‫يقدم بطلب جديد إلى ممثل النيابة العامة لدى المحكمة األعلى‪ .‬أما المساعدة‬
‫القضائية بقوة القانون فتستمر إلى حين انتهاء مرحلة البت على مستوى الدرجة‬
‫الثانية وبعد ذلك تفقد طابعها القانوني التلقائي لتصبح مساعدة قضائية بناء على طلب‬
‫أي أن المتقاضي الذي كان يتمتع بالمساعدة القضائية القانونية في المرحلتين‬
‫االبتدائية واالستثنافية ملزم بتقديم طلب إلى محكمة النقض وإال وجب عليه أداء كل‬
‫الصوائر والرسوم والمصاريف التي تتطلبها مرحلة النقض‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫من النقاط التي تعكس الفرق بين المساعدة القضائية المبنية على طلب‪ ،‬والمساعدة‬
‫القضائية بحكم القانون‪ ،‬اقتصار االستفادة في األولى على الطرف وحده سواء كان‬
‫مدعيا أو مدعى عليه‪ ،‬مستئنفا أو مستأنفا عليه‪ ،‬طالبا للنقض أو مطلوبا في النقض‪.‬‬
‫في الوقت الذي تمتد االستفادة في المساعدة القضائية القانونية إلى ذوي حقوق‬
‫الطرف أيضا‪ .‬وما يؤكد ذلك ما جاء في الفصل ‪ 273‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫حيث ‪ :‬يستفيد من المساعدة القضائية بحكم القانون العامل مدعيا أو مدعى عليه أو‬
‫ذوو حقوقه في كل دعوى بما في ذلك االستئناف‪،‬‬
‫وتسري آثار مفعول المساعدة القضائية بحكم القانون على جميع إجراءات تنفيذ‬
‫األحكام القضاية‪.‬‬
‫وتتميز المساعدة القضائية بحكم القانون بنوع من التوسع من حيث النطاق‪ ،‬إذ ال‬
‫تقتصر فقط على النتائج المباشرة للدعوى وإنما تتجاوز ذلك وبكثير خاصة من حيث‬
‫النطاق الزمني‪.‬‬
‫ففي المادة ‪ 177‬من القانون رقم ‪ 18.12‬المتعلق بالتعويض عن حوادث الشغل‬
‫الصادرفي ‪ 20‬دجنبر ‪ 2014‬جاء ما يلي‪:‬‬
‫يمكن للغير المثبتة عليه المسؤولية بمقتضى االتفاق المنصوص عليه في المادة ‪170‬‬
‫من هذا القانون أو بموجب حكم أو قرار قضائي وكذا لمؤمنه‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬أن‬
‫يرفع‬
‫مع المصاب والمشغل ومؤمنه‪ ،‬دعوى من أجل مراجعة اإليراد طبقا ألحكام هذا‬
‫القانون داخل خمس سنوات من تاريخ وقوع حادثة الشغل‪ ،‬كما يجب أن يتحمل عند‬
‫‪1‬‬
‫االقتضاءالمصاريف المترتبة عن دعوى المصاب‪.‬‬
‫الفقرة التانية ‪ :‬اإلجراءات المسطرية المستحدثة‬
‫استحدت قانون التنظيم القضائي الجديد اجراءات مسطرية جديدة همت باألساس‪،‬‬
‫تفعيل مساطر الصلح والوساطة لحل المنازعة (المادة ‪ ,)13‬وتنظيم موضوع الراي‬

‫‪ 1‬الدكتور عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي وفق قانون ‪ ،38:15‬الطبعة السابعة ‪ 2023‬من الصفحة ‪ 24‬الى الصفحة ‪.40‬‬

‫‪23‬‬
‫المخالف في المداولة (المادة ‪ ,)16‬وتفعيل دور مكاتب المساعدة اإلجتماعية (المادة‬
‫‪.)50‬‬
‫ـأوال ‪ :‬تفعيل مساطر الصلح والوساطة لحل المنازعات‬
‫ال يخفي عليكم ما اصبحت تكتسيه الوسائل البديلة لحل المنازعات من اهمية في‬
‫تطويق الخالفات وتفادي تفاقمها وتخفيف الضغط عن المحاكم والتقليل من البطء في‬
‫معالجة القضايا‪ ،‬وحماية العالقات االجتماعية من التفكك‪ .‬لذلك حرس المشرع في‬
‫المادة ‪ 13‬من قانون التنظيم القضائي الجديد على التنصيص على هذه اآللية‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل إعطاء االمكانية للمحكمة لدعوة األطراف لحل النزاع عن طريق الصلح‬
‫أو الوساطة اإلتفاقية في الحاالت التي ال يمنع فيها القانون ذلك‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬ـتنظيم الرأي المخالف في المداولة‬
‫نصت المادة ‪ 16‬من القانون التنظيم القضاء الجديد على ما يلي " تصدر أحكام‬
‫قضاة هيئه القضاء الجماعي باالجماع وباالغلبية بعد دراسة القضية والتداول فيها‬
‫سرا ‪،‬وتضمن وجهة نظر القاضي المخالف معللة‪ ،‬بمبادرة منه‪ ،‬في محضر سري‬
‫خاص موقع عليه من قبل اعضاء الهيئة‪ ،‬يضعونه في غالف مختوم ‪،‬ويحتفظ به‬
‫لدى رئيس المحكمه المعنية بعد ان يسجله في سجل خاص يحدث لهذه الغاية‪ ،‬وال‬
‫يمكن االطالع عليه من قبل الغير اال بناء على قرار من المجلس االعلى للسلطة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫يحتفظ بالمحضر المذكور لمدة عشر سنوات من تاريخ إنجازه‪ ،‬ويعتبر الكشف عن‬
‫مضمونه باي شكل كان‪ ،‬خطا جسيما"‪.‬‬
‫واذا كان المشرع قد استهدف من وراء تنظيم الراي المخالف في المداولة حماية‬
‫القاضي الذي كانت له وجهة نظر مخالفة لرأي األغلبيه اثناء المداولة‪ ،‬في حالة‬
‫إتارة المساءلة التاديبية‪ ،‬وتمكين المجلس االعلى للسلطة القضائية من كافه العناصر‬
‫والظروف المحيطة بالقضية بمناسبة بثه في المتابعة التاديبية في حالة إثارتها‪ ،‬فإن‬
‫ممارسة هذا الحق من طرف القضاة ينبغي ان تتم وفقا للضوابط والشروط‬
‫واالجراءات التي حددها المشرع في المادة ‪ 16‬المشار اليها اعاله‪.‬‬
‫وفي هذا السياق اثير انتباهكم الى ضروره احترام الضوابط التالية‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫‪-‬ال يلجأ الى تضمين وجهه نظر القاضي المخالف بشكل تلقائي في كل قضية لم‬
‫يتحقق فيها اجماع اعضاء الهيئه بل يتعين ان يكون ذلك بمبادرة من القاضي‬
‫صاحب الراي المخالف‬
‫‪-‬ان يتضمن المحضر المنجز بهذا الخصوص رايي القاضي صاحب الراي المخالف‬
‫‪-‬ان تكون وجهه نظر القاضي صاحب الراي المخالف معللة أي ان يبرر القاضي‬
‫المعني رأيه‬
‫‪-‬ان يوقع كل أعضاء الهيئة على المحضر المنجز بشان هذه العملية‪.‬‬
‫‪-‬أن يوضع المحضر المذكور في غالف مختوم ويسلم لرئيس المحكمه المعنية او‬
‫نائبه في حالة غيابه‪ ،‬مقابل وصل يسلمه هذا األخير للهيئة ويعمل رئيس الهيئه على‬
‫تسليم الوصل للقاضي صاحب الراي المخالف وفي حالة عدم التمكن من تسليم‬
‫الغالف للرئيس بعد انتهاء الجلسة يحتفظ به القاضي صاحب الرأي المخالف لغاية‬
‫أول يوم عمل‪ ،‬حيث تعمل الهيئة على تسليمه لرئيس المحكمة وفقا للكيفية المشار‬
‫اليها اعاله‬
‫‪-‬ان يتضمن الغالف المختوم ووصل االيداع ‪،‬رقم الملف القضائي موضوع الراي‬
‫المخالف وتاريخ صدور الحكم أو القرار وتاريخ إيداع الغالف‬
‫‪-‬أن يقوم رئيس المحكمة أو نائبه حسب الحاله بتسجيل الغالف في سجل خاص‬
‫ممسوك من طرف الرئيس‬
‫‪-‬حفاظا على طابع السرية الذي يميز محضر الرأي المخالف يحتفظ رئيس المحكمه‬
‫بالغالف المختوم الذي يتضمن المحضر المذكور في خزانة حديدية بمكتبه لمدة ‪10‬‬
‫سنوات وال يمكن االطالع عليه من طرف الغير بما فيه المسؤول القضائي نفسه إال‬
‫بناء على قرار من المجلس االعلى للسلطه القضائية ويتعين في حالة انتقال‬
‫المسؤول القضائي او انتهاء مهامه ان يسلم السجالت والمحاضر المذكوره لخلفه‬
‫مقابل محضر التسليم‪.‬‬
‫ـتفعيل دور مكاتب المساعدة اإلجتماعية‬

‫‪25‬‬
‫استحدثت قانون التنظيم القضائي الجديد في المادة ‪50‬منه‪،‬بينة إدارية جديدة داخل‬
‫المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف وهي مكتب المساعدة االجتماعية‪.‬‬
‫واذا كانت محاكم المملكة قد عرفت ميالد هذه التجربة منذ سنة ‪ 2008‬فان القانون‬
‫رقم ‪ 15 38‬المتعلق بالتنظيم القضائي شكل مناسبة لتاطير عمل هذه المكاتب‬
‫‪،‬ومؤسساتها وتنظيمها وتحديد اختصاصاتها وجهة اإلشراف عليها‪.‬‬
‫فبمقتضى المادة ‪ 50‬من القانون الجديد " يمارس المساعدون االجتماعيون المنتمون‬
‫لهيئه كتابه الضبط بمكتب المساعدة االجتماعية بكل من المحاكم االبتدائية ومحاكم‬
‫االستئناف‪ ،‬عالوة على المهام المسندة إليهم بموجب النصوص التشريعية والتنظيمبة‬
‫الجاري بها العمل‪ ،‬وبتكليف من الجهات القضائية المختصة المهام التالية‪:‬‬
‫_القيام باالستقالل واإلستماع والتوجيه و مواكبة الفئات الخاصة‬
‫‪-‬إجراء األبحات اإلجتماعية‬
‫‪-‬ممارسة الوساطة أو الصلح في النزاعات المعروضة على القضاء‬
‫‪-‬القيام بزيارات تفقدية ألماكن اإليداع وأماكن اإليواء‬
‫‪-‬تتبع تنفيد العقوبات والتدابير القضائية‬
‫‪-‬تتبع وضعية ضحايا الجرائم‬
‫_تتبع النساء ضحايا العنف‪.‬‬
‫يرفع مكتب المساعدة االجتماعية تقارير إدارية المسؤولين القضائيين واالداريين‬
‫بالمحكمه حول االحصائيات والدراسات والصعوبات واالكراهات المطروحه ‪،‬كل‬
‫سنة او كلما طلبت الهيئة القضائية منه ذلك‪.‬‬
‫كما ينجز مكتب المساعدة االجتماعية تقارير إدارية حول سير أشغاله والصعوبات‬
‫التي تعترضه والحلول الكفيلة بتطوير عمله ‪،‬ترفع الى السلطة الحكوميه المكلفة‬
‫بالعدل"‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ويبدو من هذه المقتضيات أن مكاتب المساعدة االجتماعية مؤهلة للقيام بالمهام‬
‫المذكورة في المادة ‪ 50‬أعاله في حالة تكليفها بذلك من طرف الجهات القضائية‬
‫(المحاكم وقضاة التحقيق وقضاة االحداث وقضاة تطبيق العقوبات و قضاة النيابات‬
‫العامة)‪.2‬‬
‫الطلب الثاني ‪ :‬المستجدات المتعلقة بالهيئات القضائية ومنظومة التدبير‬
‫إن المستجدات التي جاء بها القانون ‪ 38.15‬لم تمس فقط مبادئ التنظيم القضائي‬
‫المؤمأ إليها في المطلب األول ‪،‬بل امتدت لتشمل مقتضيات أخرى‪ ،‬ذات صلة بتنظيم‬
‫وتشكيل واختصاص الهيئات القضائية (الفقرة االولى ) وكذلك بقواعد تدبير داخل‬
‫المحاكم (الفقرة الثانية )‬
‫الفقرة االولى‪ :‬المستجدات المتعلقة بتنظيم وتشكيل الهيئات القضائية‬
‫واختصاصها‬
‫أوال ‪ :‬المستجدات على مستوى التأليف‬
‫استحدث القانون الجديد رقم ‪ 38.15‬تغييرات همت مجموعة من المقتضيات ذات‬
‫الصلة بالتنظيم القضائي للمملكة ‪ ،‬جسدها المشرع ابتداء من الفصول االولى‬
‫للقانون المذكور من خالل إتيانه بتسميات جديدة للمحاكم ‪،‬فاصبح التنظيم القضائي‬
‫بمقتضى المادة االولى يشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬محاكم الدرجة االولى‪،‬والتي تضم‪:‬‬
‫‪-1‬المحاكم االبتدائية؛‬
‫‪-2‬المحاكم االبتدائية التجارية؛‬
‫‪-3‬المحاكم االبتدائية اإلدارية‬

‫‪ ‬محاكم الدرجة الثانية ‪،‬وتضم‪:‬‬


‫‪-1‬محاكم االستئناف؛‬
‫‪-2‬محاكم االستئناف التجارية؛‬
‫‪-3‬محاكم االستئناف ؛‬

‫‪ 2‬دورية الرئيس المنتدب للمجلس األعلى للسلطة القضائية حول التنظيم القضائي الجديد من الصفحة ‪ 4‬الى الصفحة ‪.8‬‬

‫‪27‬‬
‫وأخيرا محكمة النقض ‪،‬والتي يوجد مقرها بالرباط‪.‬‬
‫حرصا من المشرع على تقريب خدمات القضاء من المواطن‪،‬والتخفيف على‬
‫المتقاضين عناء التنقل نصت المادة الثالثة من القانون الجديد على إمكانيه إحداث‬
‫غرف ملحقه بمحاكم الدرجة الثانية داخل دائرة نفودها بمرسوم ‪،‬وأعطت نفس المادة‬
‫اإلمكانية للمحاكم بكل انواعها ودرجاتها لعقد جلسات تنقليه ضمن دوائر اختصاصها‬
‫المحلي‪ .‬كما سمحت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 52‬لغرف قضاء القرب بعقد جلسات‬
‫‪3‬‬
‫تنقليه باحدى الجماعات الواقعة بدائرة النفود الترابي التابع لها‬
‫وعلى مستوى مواعيد وشكليات انعقاد الجلسات الرسمية المخصصة الفتتاح‬
‫السنة القضائية وتنصيب المسؤولين القضائيين نصت المادة الثامنة من التنظيم‬
‫القضائي الجديد على ما يلي ‪":‬تفتتح السنه القضائية تحت الرئاسة الفعلية لجالله‬
‫الملك أو بأذن منه بمحكمة النقض‪ ،‬أو بأي مكان آخر يحدده جاللته في جلسه رسميه‬
‫في بداية شهر يناير من كل سنة‪.‬‬
‫يتولى كل من الرئيس االول لمحكمه النقض والوكيل العام للملك لديها خالل هذه‬
‫الجلسة التعريف بالنشاط القضائي لمحاكم المملكة وبعمل محكمه النقض ونشاطها‬
‫برسم السنة القضائية المنتهية وكذلك بالبرامج التي تقرر تنفيذها خالل السنه الجديدة‬
‫التي يجري افتتاحها‪.‬‬
‫يعطي الرئيس االول لمحكمه النقض بهذه المناسبة انطالقة افتتاح السنة القضائية‬
‫في كافة المحاكم‪ .‬عندئذ يترأس الرئيس االول لكل محكمة من محاكم الدرجة الثانية‬
‫خالل شهر يناير في جلسة رسميه افتتاح السنة القضائية على صعيد دائرة نفوذها‬
‫ويحضر هذه الجلسة الوكيل العام للملك بالنسبة لمحاكم االستئناف وبالنسبة لمحاكم‬
‫االستئناف التجارية الوكيل العام للملك لديها"‬
‫وهذا‪ ،‬وانسجاما مع ما تمت اإلشارة اليه اعاله‪ ،‬أكدت المادة ‪ 9‬من القانون الجديد‬
‫على ضرورة عقد المحاكم لجلسات رسمية بغية تنصيب المسؤولين القضائيين‬
‫والقضاة الجدد بها وذلك وفق االجراءات واالعراف المتبعة‪.‬‬

‫‪ 3‬الدورية‬

‫‪28‬‬
‫وعلى صعيد التغييرات التي أحدثها قانون التنظيم القضائي الجديد فيما يتعلق‬
‫بقواعد تشكيل الهيئات القضائية ‪ ،‬نجد عدم ترتيب جزاء البطالن في حالة مشاركة‬
‫‪4‬‬
‫قضاة في الجلسة زيادة على النصاب المحدد قانونا لتشكيل الهيئات‬
‫غير أن االمر هنا يتعلق بالمشاركة في الجلسة ‪،‬وليس المداولة التي تبقى خاضعه‬
‫‪5‬‬
‫للنصاب الذي يحدده القانون تحت طائله البطالن‬
‫وعالوة على ما ذكر تم التنصيص صراحة على عدم حضور قضاة النيابة العامة‬
‫مداوالت قضاة االحكام ( المادة ‪ )17‬دونما تحديد أي جزاء يترتب عن مخالفة هذا‬
‫المقتضى‪.‬‬
‫وبحكم كثرة االشكاالت والتعقيدات التي كان يطرحها تواجد غرف االستئنافات‬
‫بالمحاكم االبتدائية ‪ ،‬نص القانون الجديد على إلغاء هذه الغرف مع نقل اختصاصها‬
‫لمحاكم االستئناف‪ .‬كما تم إلغاء اقسام قضاء القرب بالمحاكم االبتدائية وتعويضها‬
‫‪6‬‬
‫بغرف قضاء القرب‬
‫وارتباطا بمبدأ وحدة القضاء نص المشرع في قانون التنظيم القضائي الجديد على‬
‫إمكانية احداث اقسام متخصصة في القضاء االداري والقضاء التجاري في بعض‬
‫المحاكم االبتدائية ومحاكم االستئناف التي ال توجد في دوائر نفوذها محاكم‬
‫متخصصة في المادة التجارية والمادة المدنية وذلك بمقتضى المادتان ‪44‬و ‪ 68‬من‬
‫القانون المذكور‪ ،‬كما تم إحداث عرفة جدية بمحكمة النقض ‪،‬وهي الغرفة العقارية‬
‫‪،‬ليصبح عدد الغرف سبع غرف بدال من ست غرف (المادة ‪)86‬‬
‫ولقد جاء القانون ‪ 38،15‬بتنظيم موحد لتشكيل الهيئات القضائية بكل انواعها‬
‫ودرجاتها بما فيها محكمه النقض حيث تشتمل كل محكمه على عدد من الغرف‬
‫وتضم كل غرفه هيئة أو عدة هيئات مع إمكانيه بث كل غرفه من غرف المحكمة‬
‫االبتدائية في القضايا المعروضة على المحكمة كيفما كان نوعها مع مراعاة‬

‫‪ 4‬انظر المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 38.15‬المتعلق بقانون التنظيم القضائي الجديد‬


‫‪ 5‬الدورية ص ‪11‬‬
‫‪ 6‬المادتان ‪ 45‬و‪ 52‬من القانون ‪38.15‬‬

‫‪29‬‬
‫االستثناءات المتعلقة باختصاصات القسمين االداري والتجاري باعتبارهما قسمين‬
‫‪7‬‬
‫متخصصين‬
‫ثانيا‪ :‬المستجدات على مستوى االختصاص‬
‫يقصد باالختصاص في العمل القضائي صالحيه محكمه ما للبث في قضايا‬
‫معينه‪ ،‬نوعيا وقيميا ومكانيا‪ ،‬وهو من المسائل التي تجعل تداخل بين التنظيم‬
‫القضائي القانون المسطرة المدنية قائما‪ ،‬فهو من جهة يتعلق بتنظيم محاكم من حيث‬
‫صالحيتها للفصل في القضايا‪ ،‬ومن جهة اخرى يرتبط بالمسطرة التي يتعين االلتزام‬
‫‪8‬‬
‫بها وان كان ذلك في شكل قواعد الطابع عام‬
‫ولقد شملت المستجدات التي جاء بها القانون الجديد جوانب عدة ‪،‬سواء فيما يتعلق‬
‫بمحاكم الموضوع بمختلف درجاتها او بالنسبة الختصاص رؤساء هذه المحاكم ‪.‬‬
‫وعليه فقد تم التنصيص في قانون التنظيم القضائي الجديد على اختصاص القسم‬
‫المتخصص في القضاء التجاري المحدث بالمحاكم االبتدائية العادية ‪،‬دون غيره‬
‫‪،‬بالبت في القضايا التجارية المسندة للمحاكم االبتدائية التجارية بمقتضى القانون ‪،‬مع‬
‫إسناد اختصاصات رؤساء المحاكم االبتدائية التجارية لرؤساء االقسام المتخصصة‬
‫في القضاء التجاري ‪ ،‬المحدث بالمحاكم االبتدائية العادية‪،‬فيما له عالقة‬
‫باختصاصات هذه األقسام (المادة ‪)55‬‬
‫ونفس الشي بالنسبة بالنسبة للقسم المتخصص في القضاء االداري الذي سيتم إحداثه‬
‫في بعض المحاكم االبتدائية العادية‪ ،‬بحيث سيسند له البت في القضايا اإلدارية التي‬
‫تختص فيها المحاكم االبتدائية اإلدارية بمقتضى القانون ‪ ،‬مع تخويل رؤساء االقسام‬
‫المتخصصة في القضايا اإلدارية بالمحاكم االبتدائية العادية نفس صالحيات رؤساء‬
‫المحاكم االبتدائية اإلدارية ‪،‬فيما له صلة باختصاصات هذه األقسام‪.‬‬
‫وفي المجال األسري ‪،‬فقد تم التنصيص على اختصاص قسم قضاء األسرة‬
‫بالمحاكم االبتدائية‪ ،‬بالبث في قضايا االحوال الشخصية والميراث وقضايا الحالة‬
‫المدنية والكفالة والجنسية‪ ،‬وفي كل القضايا التي لها عالقه برعاية وحماية األسرة‪،‬‬

‫‪ 7‬اللمواد‪45،‬و‪59‬و‪63‬و‪67‬و‪77‬و‪81‬و‪ 86‬من القانون رقم ‪38.15‬‬


‫‪ 8‬د‪.‬محسين الصويب ‪،‬الشرح العملي التنظيم القضائي المغربي ‪،‬ط ‪ 2023، 1‬ص‪62‬‬

‫‪30‬‬
‫مع اسناد اختصاصات رؤساء المحاكم االبتدائية لرؤساء أقسام قضاء األسرة فيما له‬
‫صله باختصاصات هذه االقسام‪.‬‬
‫وعلى مستوى محاكم الدرجة الثانية‪ ،‬فقد تم التنصيص على اختصاص القسم‬
‫المتخصص في القضاء التجاري المحدث بمحاكم االستئناف العادية ‪،‬دون غيره‪،‬‬
‫بالبت في استئناف أحكام األقسام المتخصصة في القضاء التجاري الصادرة عن‬
‫المحاكم االبتدائية التابعة لمحكمة االستئناف‪ ،‬مع اسناد اختصاصات الرؤساء‬
‫االولين لمحاكم االستئناف التجاري لرؤساء االقسام المتخصصة في القضاء التجاري‬
‫بمحاكم االستئناف فيما له صلة باختصاصات هذه االقسام (المادة ‪ ، )74‬باإلضافة‬
‫الى منح القسم المتخصص في القضاء االداري المحدث بمحكمه االستئناف العادية‬
‫‪،‬دون غيره‪ ،‬صالحية البث في استئناف أحكام االقسام المتخصصة في القضاء‬
‫االداري بالمحاكم االبتدائية التابعة لمحكمة االستئناف ‪،‬وكذا األحكام الصادرة في‬
‫القضايا اإلدارية األخرى التي تدخل في اختصاص المحاكم االبتدائية المذكورة مع‬
‫اسناد اختصاصات الرؤساء االولين محاكم االستئناف اإلدارية لرؤساء االقسام‬
‫المتخصصة في القضاء االداري المهدده بمحاكم االستئناف فيما له صلة‬
‫باختصاصات هذه االقسام (المادة‪.)75‬‬
‫وفيما يتعلق بقواعد االختصاص بين القضاء الفردي والقضاء الجماعي بالمحاكم‬
‫االبتدائية ذات الوالية العامة ‪،‬فقد حافظ قانون التنظيم القضائي على مبدا االزدواجية‬
‫بين القضاء الفردي والقضاء الجماعي بالمحاكم االبتدائية العادية ‪،‬إال انه استحدث‬
‫تغييرات همت مجال اختصاص كل واحدة منهما‪.9‬‬
‫وفي هذا السياق ‪،‬فإنه وفقا للمادة ‪ ، 51‬اصبح القضاء الجماعي بالمحاكم االبتدائية‬
‫مختصا بالبت في القضايا التالية‪:‬‬
‫‪ ‬القضايا العينية والعقارية والمختلطة؛‬
‫‪ ‬قضايا االحوال الشخصية ‪،‬بما فيها قضايا االسرة ‪ ،‬باستثناء قضايا الطالق‬
‫االتفاقي والنفقة وأجرة الحضانة وباقي االلتزامات المادية للزوج او الملزم‬
‫بالنفقة ‪،‬والحق في زيارة المحضون ‪،‬والرجوع إلى بيت الزوجية ‪،‬وإعداد‬
‫بيت الزوجية ‪،‬وقضايا الحالة المدنية؛‬
‫‪ 9‬الدورية‬

‫‪31‬‬
‫‪ ‬القضايا الجنحية ‪،‬سواء كانت الجنح موضوع المتابعة ضبطية او تأديبية‪،‬‬
‫شريطة ان يكون المتابع فيها شخص في حالة اعتقال ولو تو بها معه‬
‫االشخاص في حاله صالح‪ .‬مع بقى القضاء الجماعي مختصا للبت في‬
‫القضايا الى منح الصراح المؤقت للشخص المعتقل؛‬
‫‪ ‬القضايا التجارية المسندة الى القسم المتخصص في القضاء التجاري؛‬
‫‪ ‬القضايا االدارية المسنده الى القسم المتخصص في القضاء االداري‪.‬‬
‫اما القضاء الفردي بالمحاكم االبتدائية ذات الوالية العامة ‪،‬فقط أصبح مختصا بالبث‬
‫في كل ما يخرج عن نطاق اقتصاد قضاء الجماعي‪ ،‬ويدخل ضمنه الدعاوى التالية‪:‬‬
‫الدعاوي الشخصية؛‬ ‫‪‬‬
‫قضايا المسؤولية التقصيرية؛‬ ‫‪‬‬
‫مختلف دعاوى االداء؛‬ ‫‪‬‬
‫قضايا نزاعات وحوادث الشغل واالمراض المهنية؛‬ ‫‪‬‬
‫قضايا الطالق االتفاقي؛‬ ‫‪‬‬
‫قضايا النفقة؛‬ ‫‪‬‬
‫قضايا اجره الحضانة وباقي االلتزامات المادية للزوج او الملزم بالنفقة؛‬ ‫‪‬‬
‫دعاوى الحق في زيارة المحضون؛‬ ‫‪‬‬
‫دعاوى الرجوع الى بيت الزوجية؛‬ ‫‪‬‬
‫دعاوى اعداد بيت للزوجية؛‬ ‫‪‬‬
‫قضايا الحالة المدنية؛‬ ‫‪‬‬
‫القضايا الجنحية‪،‬سواء كانت الجنح ضبطيه أو تأديبية‪ ،‬التي يتابع فيها كل‬ ‫‪‬‬
‫المتابعين في حالة سراح؛‬
‫القضايا التي يختص بالبت فيها قضاء القرب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المستجدات المتعلقة بمنظومة التدبير‬
‫في ظل الوضع الجديد الذي افرزه استقالل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية‪،‬‬
‫استحدث قانون تنظيم القضائي الجديد في المادة ‪ 21‬منه منظومه جديدة للتدبير االداري‬
‫والمالي للمحاكم قائمة على التنسيق والتعاون بين السلطة الحكومية المكلفة بالعدل‬
‫والمجلس االعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة والمسؤولية القضائيين‬

‫‪32‬‬
‫واالداريين بالمحاكم‪ ،‬وممثل المصالح الالمركزه للسلطة الحكومية المكلف بالعدل ‪.‬‬
‫مع اإلشارة الى أن تدبير الجانب القضائي من اإلدارة القضائية يبقى اختصاصا‬
‫حصريا للسلطة القضائية وغير قابل للتنسيق مع أي سلطه اخرى وفقا لما اكدته‬
‫‪10‬‬
‫المحكمة الدستورية في أحد قراراتها‬
‫وفي هذا اإلطار نص قانون التنظيم القضائي على المستجدات التالية المتعلقة‬
‫بمنظومة التدبير اإلداري للمحاكم‪:‬‬
‫‪-‬التنصيص في المادة ‪ 21‬على وضع هيكلة إدارية للمحاكم بمقتضى نص تنظيمي؛‬
‫‪ -‬تحديد مهام رئيسي كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة‪ ،‬بحيث نصت المادة ‪ 23‬من‬
‫القانون الجديد على أنه يمارس كل من رئيس كتابه الضبط ورئيس كتابه النيابة العامة‬
‫مهامهما ذات الطبيعة القضائية تحت سلطه مراقبه المسؤولين القضائيين بالمحكمة كل‬
‫في مجال اختصاصه باإلضافة الى خضوعهما فيما يتعلق بممارسه مهامهما اإلدارية‬
‫والماليه لسلطه مراقبه السلطة الحكومية المكلفة بالعدل واالشراف وللقضائيين‬
‫بالمحكمة كل في مجال اختصاصه‪ .‬كما اكدت المادة ‪ 36‬على ان يسهر مسؤول‬
‫المحاكم على تحسين ظروف استقبل الوافدين عليها والتواصل مع المتقاضين بلغات‬
‫يفهمونها وتسهيل الوصول الى المعلومة القانونية والقضائية طبقا للقوانين الجاري بها‬
‫العمل‪ ،‬وتمكينيهم من تتبع مسار اجراءات قضاياهم عن بعد في احترام تام للمعطيات‬
‫الشخصية لألفراد وحمايتها مع اعتبار كل مسؤول قضائي ومن ينيبه عنه ناطقا رسميا‬
‫باسم المحكمة كلهم فيما يخص مجاليه‪ ،‬والذي يمكنه عند االقتضاء التواصل مع وسائل‬
‫االعالم من أجله تنوير الراي العام مع مراعاه التسلسل الرئاسي ألعضاء النيابة‬
‫العامة‪.‬‬
‫وتفعيال لمبدإ المقاربة التشاركية ‪ ،‬استحدث قانون التنظيم القضائي مؤسسات جديدة‬
‫على مستوى تدبير المحاكم نريدها على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬لجنة بحث الصعوبات التي تظهر حسب المادة ‪ 18‬على سير العمل بكل محكمه‬
‫للمحاكم المملكة تضم في عضويتها كال من المسؤول القضائيين واالداريين‬

‫‪ 10‬القرار عدد‪ 89.19‬الصادر بتاريخ ‪2019/02/08‬‬

‫‪33‬‬
‫بالمحكمة المعنية ونقيب هيئه المحامين ومن يمثله مع امكانيه اشراكم ممثلي‬
‫احدى المهن القضائية حسب موضوع االجتماع‪.‬‬
‫‪ -2‬لجنة التنسيق على مستوى كل محكمة من محاكم المملكة والتي تتولى طبقا‬
‫للمادة ‪ 24‬تدبير شؤونها ‪-‬اي المحكمة‪ -‬وتضم هذه اللجنة في عضويتها كال من‬
‫المسؤول القضائيين واإلداريين بالمحكمة المعنية يوم الطل المصالح الالم‬
‫ومركزه للسلطة الحكومية المكلفة بالعدل‪.‬‬
‫ونظرا لما تكتسيه مقتضيات المواد المشار اليها اعاله من اهميه بالغه في تعزيز‬
‫المقاربة التشاركية فقد دعى السيد رئيس المجلس األعلى للسلطة القضائية كل‬
‫الفاعلين والمتدخلين في المنظومة القضائية على المساهمة في تجويد خدمات‬
‫مرفق العدالة والتشبت بقواعد الحكامة الجيدة من اجل تقريب القضاء من المواطن‬
‫وجعله في خدمته وتحسين ظروف استقبال كل متقاضي وتمكينه من المعلومة‬
‫القضائية بمجرد دخول القانون الجديد حيز التنفيذ والحرص على االجتماع بشكل‬
‫دوري ومنتظم وفق جدول اعمال دقيق وواضح يستهدف معالجة اإلشكاالت‬
‫الحقيقية بالمحاكم التي تشرفون عليها والسعي للخروج بقرارات وتوصيات تسهم‬
‫في تطوير وتجويد خدمات المحاكم مع العمل على موافاة المجلس األعلى المشتركة‬
‫المنصوص ‪ 54‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 100.13‬المتعلق بالمجلس االعلى‬
‫‪11‬‬
‫للسلطة القضائية فيما يرجع الختصاص هذه الهيئة‬
‫‪-1‬مكتب المحكمة ‪:‬نصت المادتان ‪26‬و‪ 90‬من قانون التنظيم القضائي الجديد على‬
‫إحداث بنية جديدة ضمن منظومه التدبير بكل محكمه محاكم الدرجه االولى والثانيه‬
‫ومحكمه النقض‪ ،‬ويتعلق االمر بمكتب المحكمه الذي انيطت به مهمه وضع برنامج‬
‫تنظيم العمل بالمحكمه خالل السنه القضائيه‪ .‬ويتضمن هذا البرنامج تحديد الغرف‬
‫والهيئات وتاليفها وتوزيع القضايا والمهام على القضاة‪ ،‬وضبط عدد الجلسات وايام‬
‫وساعه انعقادها‪.‬‬
‫وحددت المواد ‪27‬و‪28‬و‪ 91‬تاليف هذا المكتب فبخصوص مكتب محكمة أول‬
‫درجة ‪،‬نصت المادة ‪ 27‬على تولي رئيس هذه المحكمة رئاسة المكتب ‪،‬والذي‬
‫يضم في عضويته باإلضافة إلى وكيل الملك ‪،‬كالمن ‪:‬‬

‫‪ 11‬دورية السيد رئيس المجلس االعلى القضائية الموجهة إلى السادة رؤساء محاكم المملكة‪ ،‬ص ‪ 19‬و‪20‬‬

‫‪34‬‬
‫‪-‬نائب او أكثر لرئيس المحكمة‬
‫و اكثر لرئيس المحكمة؛‬
‫‪-‬رئيس قسم قضاء األسرة؛‬
‫‪-‬رؤساء األقسام المتخصصة ؛‬
‫‪-‬أقدم القضاة بالمحكمة واصغرهم سنا؛‬
‫‪-‬نائب اول او اكثر لوكيل الملك‪.‬‬
‫أما مكتب محكمه الثاني درجه فقد نصت المادة ‪ 28‬على تولي الرئيس االول‬
‫للمحكمة رئاسته ويضم في عضويته باإلضافة الى الوكيل العام للملك‪ ،‬كال من ‪:‬‬
‫‪-‬نائب او اكثر للرئيس االول للمحكمة؛‬
‫‪-‬رؤساء االقسام المتخصصة؛‬
‫‪-‬اقدم المستشارين بالمحكمة واصغرهم سنا؛‬
‫‪-‬نائب أول أو أكثر للوكيل العام للملك‪.‬‬
‫وبالنسبة للمحاكم االبتدائية اإلدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية فبحكم عدم توفرها‬
‫على نيابة عامه فقد نصت المادتان المذكورتان أعاله على عضويه المفوض الملكي‬
‫للدفاع عن القانون والحق األعلى درجه بها في هذا المكتب أو المفوض الملكي الذي‬
‫يختاره الرئيس في حاله تعددهم‪.‬‬
‫ويحضر رئيس كتابه الضبط ورئيس كتابه النيابة العامة أشغال المكتب بصفه‬
‫استشارية‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بمكتب محكمه النقد فقد نصت المادة ‪ 91‬من القانون الجديد على أن‬
‫يرأس مكتب محكمه النقض رئيسها االول ويضم هذا المكتب في عضويته باإلضافة‬
‫الى الوكيل العام للملك لديها ‪،‬كال من‪:‬‬
‫‪ -‬نائب الرئيس األول لمحكمة النقض؛‬
‫‪ -‬رؤساء الغرف وأقدم مستشار بكل غرفة وأصغرهم سنا بها؛‬

‫‪35‬‬
‫‪ -‬المحامي العام األول وأقدم محام عام‪.‬‬
‫ويحضر رئيس كتابة الضبط ورئيس كتابة النيابة العامة اشغال المكتب بصفه‬
‫استشاريه‪.‬‬
‫واعتبارا للدور المحوري الذي سيستطلع به هذا المكتب في تنظيم العمل داخل‬
‫المحكمة وحفاظا على مبدأي التنسيق والتكامل بين مؤسستي الرئاسة والنيابة العامة‪،‬‬
‫اوجبت المادة ‪ 29‬على كل من رئيس المحكمة او الرئيس االول التنسيق مع وكيل‬
‫الملك او الوكيل العام للملك ‪،‬حسب الحالة‪ ،‬بشان الدعوة الى عقد اجتماع المكتب‬
‫والذي يتعين ان يكون خالل األسبوع األول من شهر دجنبر من كل سنة وكل ما دعت‬
‫الضروري ذلك ويتولى رئيس المكتب توجيه الدعوة لكافة األعضاء بالطرق المتاحة‬
‫والتي تفي بالغاية‪.‬‬
‫ويتعين على المسؤولين القضائيين بالمحكمة‪ ،‬كل فيما يخص قبل انعقاد االجتماع‬
‫المذكور استطالع على القضاة بشان توزيع القضايا والمهام عليهم خالل السنة‬
‫القضائية الجديدة مع إطالع المكتب بنتائج هذا االستطالع‪.‬‬
‫وينجز رئيس كتابه الضبط محضرا بأشغال المكتب تدون فيه المناقشات والقرارات‬
‫المتخذة ويوقعه الرئيس ووكيل الملك أو الرئيس األول والوكيل العام للملك حسب‬
‫الحالة وكذا رئيس كتابه بالضبط‪.‬‬
‫‪ -3‬الجمعية العامة للمحكمة‪ :‬نظم القانون الجديد‬
‫التنظيم القضائي ‪،‬الجمعية العامة للمحكمة في الفرع الثاني من الباب الثاني‪.‬‬
‫طبقا لي المادتين ‪30‬و‪ ،32‬فان الجمعية العامة تتكون من جميع قضاه الحكم وقضاة‬
‫النيابة العامة العاملين بها ويترأس رئيس المحكمة بالنسبة لمحاكم أول درجه والرئيس‬
‫األول للمحكمة بالنسبة لمحاكم ثاني درجه ويحضر وكيل الملك والوكيل العام للملك‬
‫حسب الحالة والمنفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق بالنسبة للمحاكم االستئناف‬
‫اإلدارية فضال عن رئيس كتابه رئيس كتابه النيابة العامة اللذين يحضران بصفة‬
‫استشارية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 30‬موعد انعقاد الجمعية العامة للمحكمة في النصف الثاني من‬
‫شهر دجنبر من كل سنة بعد التنسيق وجوبا بين رؤساء المحاكم ووكالء الملك‬
‫والوكالء العامين للملك‪.‬‬
‫وتضمنت المادة ‪ 31‬اجراءات مسطريه دقيقة يتعين واحترامها لصحه االجتماع‪،‬‬
‫حيث يتعين على رئيس المحكمة او الرئيس االول حسب الحالة توجيه الدعوة الى‬
‫جميع قضاه الحكم وقضاة النيابة العامة بالمحكمة لحضور االجتماع بكل الوسائل‬
‫الممكنة التي تفيد بالغاية وذلك ثمانية أيام على األقل قبل التاريخ المحدد لالجتماع وأن‬
‫تكون الدعوة مصحوبه بجدول األعمال من قبله‪.‬‬
‫وال تصح الجمعية العامة إال بحضور أكثر من نصف أعضائها وفي حالة عدم‬
‫اكتمال النصاب المذكور يؤجل االجتماع الذي ينعقد في أول أيام العمل وفي هذه الحالة‬
‫يعتبر االجتماع صحيحا بمن حضر‪.‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 33‬يتضمن جدول أعمال الجمعية العامة للمحكمة جميع القضايا التي‬
‫تهم سير العمل بها ‪،‬والسيما ‪:‬‬
‫عرض النشاط القضائي للمحكمة خالل السنة القضائية المنصرمة من‬ ‫‪-‬‬
‫قبل رئيس المحكمة ووكيل الملك أو الرئيس االول والوكيل العام للملك‬
‫حسب الحالة كل فيما يخصه؛‬
‫عرض رئيس المحكمة والرئيس األول ‪،‬حسب الحالة‪ ،‬لبرنامج تنظيم‬ ‫‪-‬‬
‫العمل بالمحكمة المعد من قبل المحكمة؛‬
‫دراسة الطرق الكفيلة بالرفع من نجاعة األداء بالمحكمه وتحديث أساليب‬ ‫‪-‬‬
‫العمل بها؛‬
‫دراسة البرنامج الثقافي والتواصلي للمحكمة وحصر مواضيع التكوين‬ ‫‪-‬‬
‫المستمر؛‬
‫تحديد حاجيات المحكمة من الموارد البشرية والمالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويتولى رئيس كتابه ضبط إنجاز محضر بأشغال الجمعية العامة تدون فيه‬
‫المناقشات والقرارات المتخذة‪ ،‬ويوقعه المسؤوالن القضائيان بالمحكمة ورئيس‬
‫كتابة الضبط بها‪ .‬وتوجه نسخة منه الى كل من الرئيس المنتدب للمجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائية والسلطة الحكومية المكلفة بالعدل من طرف رئيس المحكمة أو‬

‫‪37‬‬
‫الرئيس األول حسب الحالة‪ ،‬وإلى رئيس النيابة العامة من طرف وكيل الملك‬
‫والوكيل العام للملك حسب الحالة‪ ،‬وتوزع نسخة أخرى منه على جميع القضاة‬
‫العاملين بالمحكمة رئاسة ونيابة عامة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ميزان تقييم التنظيم القضائي الجديد‬


‫بعد الوقوف على مختلف مستجدات التنظيم القضائي يقتضي منا األمر محاولة تقييم‬
‫هذا القانون حسب ما يسمح به الوقت ‪،‬وذلك من خالل الوقوف على إيجابيات هذا‬
‫القانون من جهة ( المطلب األول ) ‪ ،‬وبعض مساوئه من جهة أخرى ( المطلب‬
‫الثاني )‬
‫المطلب األول ‪ :‬إيجابيات التنظيم القضائي الجديد‬
‫سنقف في هذا المطلب على تنظيم دقيق لبعض مبادئ األساسية للتقاضي ( الفقرة‬
‫األولى ) ‪ ،‬ثم عن التنظيم الدقيق لعمل الهيئات القضائية ‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تنظيم دقيق المبادئ األساسية للتقاضي‬
‫في هذه النقطة سنقف عند مسألة النطق باألحكام وهي محررة وفي تاريخ معلوم‬
‫لدى األطراف ‪،‬ثم تنظيم مسألة إرتداء البذلة أتناء الجلسات الرسمية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬وجوب تعليل األحكام والنطق بها محررة وارتداء البذلة أثناء عقد الجلسات‬
‫سنتحدث عن وجوب تعليل األحكام والنطق بها وهي محررة ‪،‬ثم ضرورة إرتداء‬
‫البدلة أثناء عقد الجلسات‪.‬‬
‫‪ :1 ‬وجوب تعليل األحكام والنطق بها وهي محررة‬
‫تنص المادة ‪ 15‬من قانون التنظيم القضائي الجديد على أنه طبقا األحكام الفصل‬
‫‪ 124‬من الدستور ‪،‬تصدر األحكام وتنفيذ بإسم جاللة الملك وطبقا للقانون ‪.‬‬
‫تحدد المحكمة التاريخ الذي يتم فيه النطق بالحكم ‪.‬‬
‫يجب أن تكون معللة تطبيقا األحكام الفصل ‪ 125‬من الدستور ‪،‬كما يجب النطق بها‬
‫وهي محررة ‪،‬مع مراعاة ما تقتضيه المساطر بشأن تحرير األحكام بعض القضايا‬
‫الزجرية ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وتقدر األحكام في جلسة علنية وفق الشروط المنصوص عليها قانونا ‪.‬‬
‫تعتبر األحكام النهائية وكذا القابلة للتنفيذ‪،‬الصاظرة عن القضاء ملزمة للجميع ‪".‬‬
‫وبذلك يعتبر تعليل األحكام قاعدة دستورية طبقا للفصل ‪ 125‬منه الذي ين‪.‬ص على‬
‫أنه " تكون األحكام معللة وتصدر في جلسة علنية ‪،‬وفق الشروط المنصوص عليها‬
‫في القانون " ‪.‬‬
‫ويدخل تعليل األحكام القضائية والنطق بها وهي محررة ضمن القواعد األساسية‬
‫التي تحمي حقوق المتقاضين‬
‫وضمان شفافية العدالة وتعزيز تقة المواطنين في القضاء وتحقيق النجاعة ‪ ،‬وتأكيد‬
‫مبدأ إصدار األحكام داخل أجل معقول ‪،‬بالتالي فاألمر يتعلق بقواعد آمرة يتعين‬
‫التقيد بها ‪.‬‬
‫بقراءة متأنية الفقرة األولى من هذه المادة نالحظ أن المشرع حدف عبارة " جاللة "‬
‫وأبقى على أن األحكام تصدر وتنفيذ بإسم الملك وطبقا للقانون ‪،‬على خالف ‪،‬ما‬
‫ينص عليه الفصل ‪ 50‬من قانون المسطرة المدنية ‪.‬‬
‫‪ :2 ‬إرتداء البدلة أثناء عقد الجلسات الرسمية‬
‫تنص المادة ‪ 20‬من قانون التنظيم القضائي الجديد على أنه " يرتدي القضاة بذلة‬
‫خاصة أثناء الجلسات فقط ‪،‬وتحدد أوصافها بقرار لرئيس المنتدب للمجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائية ‪.‬‬
‫يرتدي موظفو هيئة كتابة الضبط بذلة أثناء الجلسات فقط وتحدد أوصافها بقرار‬
‫للمجلس األعلى للسلطة القضائية ‪".‬‬
‫المشرع راع استقاللية القضاء وجعل أوصاف البذلة تحدد من الرئيس المنتذب لدى‬
‫المجلس األعلى للسلطة القضائية ‪،‬وألزم القضاة بارتدائها في الجلسات فقط سواء‬
‫كانت رسمية كافتتاح السنة القضائية وتنصيب المسؤولين القضائين ‪.‬‬
‫ونفس األمر بالنسبة لهيئة كتابة الضبط لكن اوصاف بذلة هذا الجهاز تحدد حسب‬
‫الفصل من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالعمل ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ثانيا‪ :‬تجاوز بعض نواقص التنظيم القضائي القديم ومشروع التنظيم القضائي الجديد‬
‫يتجلى تجاوز التنظيم القضائي الجديد لنواقص كل من قانون التنظيم القضائي القديم‬
‫ومشروع قانون التنظيم القضائي الجديد في ‪:‬‬
‫‪ :1 ‬دقيق لمعايير تحديد الخريطة القضائية‬
‫هدف هذه الخريطة هي تحقيق القرب من المتقاضين وتسهيل الولوج إلى‬
‫العدالة وتتجلى هذه المعايير في ‪:‬‬
‫حجم القضايا‬
‫المعطيات الجغرافية والديمغرافية‬
‫العوامل اإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫التقسيم اإلداري للمملكة ‪.‬‬
‫‪:2 ‬تنظيم إمكانية عقد جلسات تنقلية ضمن دوائر المحمكمة‬
‫هدف إلتنصيص على إمكانية عقد جلسات تنقلية في دوائر المحكمة هو تقريب‬
‫القضاء من المواطن ‪.‬‬
‫لكن هذا في حقيقة األمر تقريب مادي يرتبط بوضعية األشياء ‪،‬حيث هناك‬
‫تقريب أخر يرتبط بما هو حسي معنو ‪،‬ويقصد به جعل الشخص يحس‬
‫باإلطمئنان وذلك من خالل حث القضاة والموظفين باليونة والتواضع ‪،‬وهذه‬
‫األمور كلها أصبحت من حقوق المتقاضين ‪.‬‬
‫وقد أشار التنظيم القضائي الجديد إلى مسألة عقد جلسات تنقلية في المادة‬
‫الثالثة منه ‪.‬‬
‫‪ :3 ‬الحقوق المتقاضين‬
‫تفعيل حق التقاضي‬
‫المساعدة القضائية والقانونية‬
‫المحاكمة العادلة‬
‫احترام حقوق الدفاع‬
‫التعويض عن الخطاء القضائي‬
‫صدور األحكام في أجل معقول‬
‫تسهيل الولوج إلى المعلومة‬
‫الحق في الطعن طبقا األحكام القانون‬

‫‪40‬‬
‫اعتبار كل مسؤول قضائي ناطق باسم المحكمة تجسيدا للفصل ‪ 27‬من‬
‫الدستور ( الحق في المعلومة )‪.‬‬
‫‪ :4‬اإلشراف بين مختلف الجهات مراعاة المبدأ اإلستقاللية‬ ‫‪‬‬
‫حيث جعل التنظيم القضائي مجال إنتاج العدالة وأصدار األحكام مجال خاص‬
‫بالسلطة القضائية‬
‫في حين أن المجال المالي واللوجستيكي مجال حكر على السلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالعمل‬
‫ومجال ثالث يخص للسلطة القضائية والسلطة الحكومية مع ويتعلق األمر‬
‫باإلدارة القضائية ‪.‬‬
‫‪ :5‬استقاللية القضاء في تأكيده لموضوع اإلدارة القضائية‬ ‫‪‬‬
‫من المعلوم أن اإلدارة العمومية تقع تحت تصرف الحكومة ممثلة في الوزير‬
‫المعني بالقطاع طبقا للفصل ‪ 89‬من الدستور ‪،‬لكن موضوع اإلدارة القضائية‬
‫نظرا ألهميته خالف هذا المبدأ الدستوري ‪،‬وجعلها المشرع تحت تصرف‬
‫المسؤولين القضائين ( رئيس المحكمة والوكيل الملك لديها ) كل هذا مراعاة‬
‫باستقاللية القضاء ‪.‬‬
‫‪ :6‬تجاوز فكرة الكاتب العام‬ ‫‪‬‬
‫‪ :7‬كان التفكير منصب حول جعل كتابة الضبط واحدة ‪،‬عوض كتابة الضبط‬ ‫‪‬‬
‫وكتابة النيابة العامة ‪،‬وتوضع تلك الكتابة تحت رئاسة الكاتب العام ‪،‬لكن‬
‫اإلسكالةكان في حضوره ألشغال الجمعية العامة التي تناقش األمور المتعلقة‬
‫بانتاج العدالة وهي أمور خاصة بالمسؤول القضائي وليس المسؤول اإلداري‬
‫والمالي ‪.‬‬
‫لذلك تم تجاوز هذه المسألة في المادة ‪ 19‬من التنظيم القضائي الجديد ‪.‬‬
‫‪ :8‬مسألة طبيعة النيابة العامة أمام المحاكم التجارية في مشروع التنظيم‬ ‫‪‬‬
‫القضائي الجديد‬
‫كان مشروع التنظيم القضائية المحال على المحكمة الدستورية ‪،‬ينص على‬
‫إحداث بالمحكمة التجارية نائب وكيل الملك تابع لوكيل الملك بالمحكمة‬
‫اإلبتدائية ‪،‬ونائب وكيل العام للملك بالمحاكم االستئناف التجارية تابع لوكيل‬
‫العام للملك لدى محكمة اإلستئناف ‪،‬غير أنه تم التراجع عن هذا األمر وأصبح‬

‫‪41‬‬
‫بمقتضى المادة ‪ 58‬من التنظيم القضائي الجديد الوكيل الملك جزءا من تأليف‬
‫المحكمة التجارية عوض مجرد نائبه ونفس األمر بالنسبة لمحاكم االستتناف‬
‫التجارية طبقا للمادة ‪ 76‬من التنظيم القضائي الجديد ‪.‬‬
‫بعد الوقوف على إيجابية تدقيق المبادئ األساسية للتقاضي والقيام بمحاولة تقييمها‬
‫للوقوف على بعض مظاهرها على أرض الواقع ‪،‬سنتقل للحديث عن إيجابية أخرى‬
‫ترتبط بتنظيم دقيق لعمل الهيئات القضائية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تنظيم دقيق لعمل الهيئات القضائية‬
‫سنتوقف في هذه الفقرة على تنظيم دقيق لعقد الجلسات من خالل الوقوف على على‬
‫تنظيم الدقيق إلفتتاح السنة القضائية وتنظيم الجلسات الرسمية لتنصيب المسؤولين‬
‫القضائين ثم تشكيل هيئة الحكم اثناء عقد الجلسات وتنظيم دقيق االختصاص المحاكم‬
‫كل هذا في نقطة اوال ‪،‬ثم الوقوف على التنظيم الدقيق اسير الجلسات ‪،‬من خالل‬
‫االتطرق إلى مسألة العلينة كإيجابية من اإليجابيات إلى جانب ضبط نظام الجلسات‬
‫واإلشارة إلى المسطرة الكتابية و الشفوية مع ترك تنظيمها الدقيق في قانون‬
‫المسطرة المدنية وذلك في نقطة ثانية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تنظيم دقيق لعقد الجلسات‬
‫يقتضي األمر الوقوف على تنظيم افتتاح السنة القضائية ألول مرة ‪ ،‬ثم تنظيم‬
‫جلسات تنصيب المسؤولين ‪،‬ناهيك عن تشكيل الهيئات وتنظيم اختصاص المحاكم ‪.‬‬
‫‪ : 1‬تنظيم افتتاح السنة القضائية‬
‫ينص الفصل الثامن من قانون التنظيم القضائي الجديد على أنه تبتدى السنة القضائية‬
‫في فاتح يناير وتنتهي في ‪ 31‬ديسمبر من كل سنة‪ .‬تفتتح السنة القضائية تحت‬
‫الرئاسة الفعلية لجاللة الملك أو بإذن منه بمحكمة النقض‪،‬أو بأي مكان آخر يحدده‬
‫جاللته‪ ،‬في جلسة رسمية في بداية شهر يناير من كل سنة‪.‬‬
‫يتولى كل من الرئيس األول لمحكمة النقض والوكيل العام للملك لديها‪ ،‬خالل هذه‬
‫الجلسة‪ ،‬التعريف بالنشاط القضائي لمحاكم للمملكة‪ ،‬وبعمل محكمة النقض ونشاطها‬
‫برسم السنة المنتهية‪ ،‬وكذلك بالبرامج القضائية التي تقرر تنفيذها خالل السنة‬

‫‪42‬‬
‫الجديدة التي يجري افتتاحها‪ .‬يعلن الرئيس األول لمحكمة النقض‪ ،‬بهذه المناسبة‪،‬‬
‫انطالقة افتتاح السنة القضائية في جميع محاكم المملكة ‪".‬‬
‫يعطي الرئيس األول االنطالقة لكافة المحاكم‪ .‬عندئذ يترأس الرئيس األول لكل‬
‫محكمة من محاكم الدرجة الثانية‪ ،‬خالل شهر يناير جلسة رسمية الفتتاح السنة‬
‫القضائية على صعيد دائرة نفوذها‪ ،‬ويحضر هذه الجلسة الوكيل العام للملك بالنسبة‬
‫لمحاكم االستئناف‪ ،‬وبالنسبة لمحاكم االستئناف التجارية الوكيل العام للملك لديها‪.‬‬
‫تحدد هذه المادة في فقرتها األولى تاريخ افتتاح السنة القضائية بمجموع محاكم‬
‫المملكة في الفاتح من يناير من كل سنة‪ ،‬وتاريخ اختامها في المتم من دجنبر من‬
‫السنة نفسها‪ .‬بالتالي فالمدة الزمنية تحدد في اثني عشر شهرا من العمل القضائي‪.‬‬
‫وتفتتح السنة القضائية من حيث األصل تحت الرئاسة الفعلية وبالحضور الشخصي‬
‫الجاللة الملك باعتباره رئيس المجلس األعلى للسلطة القضائية طبقا للفصل ‪ 56‬و‬
‫‪ 115‬من الدستور والمادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 100.13‬المتعلق بالمجلس‬
‫األعلى للسلطة القضائية ؛ كما يمكن أن تفتتح بإذن منه في حالة عدم توليه شخصيا‬
‫افتتاحها الفعلي ويقع هذا االفتتاح للسنة القضائية أصالة بمحكمة النقض كما يمكن‬
‫إقامتها أيضا في أي مكان آخر يحدده جاللة الملك يرى فائدة عملية أو رمزية في‬
‫عقدها فيه‪.‬‬
‫يترأسها جاللة الملك شخصيا في حالة توليه االفتتاح الفعلي؛ أو الرئيس األول‬
‫لمحكمة النقض ويتحقق هذا االفتتاح بعقد جلسة رسمية في األيام االولى من شهر‬
‫يناير من كل سنة ‪ ،‬ويحضرها المستشارون والمحامون العامون بهذه المحكمة ‪.‬‬
‫ويستدعي المسؤولون القضائيون بمحاكم المملكة‪ ،‬كما يمكن أن يستدعى للحضورها‬
‫بعض الشخصيات ا المسؤولين أو الوزراء‪ ،‬كرئيس الحكومة ورئيسي غرفتي‬
‫البرلمان؛ وبعض الوزراء الذين يرتبط تدبير قطاعاتهم بمجال العدل كالوزير‬
‫المكلف بالعدل‪ ،‬والوزير المكلف بحقوق اإلنسان وغيرهم من الوزراء؛ وكذا رؤساء‬
‫بعض الهيئات الوطنية ذات الصلة؛ وكل من يكون الحضوره فائدة عملية أو رمزية‬
‫أو شرفية من فقهاء وأساتذة هذه الجلسة باسم جاللة الملك‪ ،‬بعد جلوس رئيسها في‬
‫المنصة إلى جانب الهيئة القضائية التي تبت في قضايا الغرف مجتمعة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الوكيل العام للملك‪ ،‬والمحامي العام األول‪ .‬ويشغل مقعد كتابة الضبط الكاتب‬

‫‪43‬‬
‫العام بمحكمة النقض أو من ينوب عنه ‪ ،‬ما تفتتح السنة القضائية بإعالن شعار يكون‬
‫بمثابة عنوان لألهداف الكبرى المسطرة والتي يرجى تحقيقها خالل السنة القضائية‬
‫الجارية‪ .‬ونذكر على سبيل المثال أن سنة ‪ 2015‬افتتحت تحت شعار الرأسمال‬
‫الالمادي لمحكمة النقض مصدر أساسي للنجاعة القضائية "؛ بينما افتتحت سنة‬
‫‪ 2016‬تحت شعار "تكريس الحقوق الدستورية"؛ وسنة ‪ 2018‬تحت شعار التنمية‬
‫الشاملة"‪ .‬والمالحظ أن هذه افتتحت هي األخرى تحت شعار "من أجل قضاء‬
‫منصف وفعال"‪ ،‬وسنة ‪ 2019‬افتتحت تحت القضاء ضيانة للحقوق والحريات‪،‬‬
‫وسنة ‪ 2020‬افتتحت تحت شعار "العدل أساس التنمية الشاملة"‪.‬‬
‫وخالل هذه الكلمة االفتتاحية يتم أيضا عرض التعريف بالنشاط القضائي لمحاكم‬
‫المملكة عادية ومتخصصة‪ ،‬ويعمل محكمة النقض ونشاطها برسم السنة المنتهية‪،‬‬
‫وكذلك التعريف بالبرامج القضائية التي تقرر تنفيذها خالل السنة الجديدة التي يجري‬
‫افتتاحها‪.‬‬
‫‪ :2‬تنظيم الجلسات لتنصيب المسؤولين القضائيين‬
‫أشار إلى هذه المسألة المادة التاسعة من القانون التنظيمي القضائي الجديد ‪"،‬تعقد‬
‫المحاكم جلسات رسمية لتنصيب المسؤولين القضائيين والقضاة الجدد بها‪ ،‬وفق ا‪،‬‬
‫اإلجراءات واألعراف المتبعة‪ .‬باإلضافة إلى الجلسة الرسمية االفتتاحية للسنة‬
‫القضائية بمحاكم المملكة‪.‬‬
‫تعقد المحاكم جلسات رسمية لتنصيب المسؤولين القضائيين والقضاة الجدد بها؛ وقد‬
‫حدد المشرع المسؤولية القضائية في المادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي ‪106.13‬‬
‫المتعلق بالنظام األساسي لرجال القضاء‪ 12‬في ‪:‬‬
‫رئيس محكمة أول درجة‬
‫وكيل الملك لدى محكمة أول درجة‬
‫رئيس أول المحكمة استئناف‬

‫‪ 12‬القانون التنظيمي رقم ‪ 106.13‬المتعلق بالنظام األساسي للقضاة ‪ ،‬بتنفيذه الظهيي ر‬


‫الشيف ‪،‬رقم ‪ 1.16.41‬بتاري خ ‪ 14‬جمادى اآلخرة ‪1437 .‬‬
‫مارس)‪ ، 2016‬بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6456‬بتاري خ ‪ 6‬رجب )‪ .1437 (14‬أبريل‪ ، 2016‬ص‪3160‬‬

‫‪44‬‬
‫وكيل عام للملك لدى محكمة استئناف‬
‫الرئيس األول لمحكمة النقض‬
‫الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‬
‫نائب الرئيس األول المحكمة النقض‬
‫رئيس الغرفة األولى بمحكمة النقض وباقي رؤساء الغرف بها؛‬
‫المحامي العام األول لدى محكمة النقض‬
‫وقد أسند المشرع صالحية تعيين القضاة الجدد‪ ،‬وكذا تعيين القضاة بمهام المسؤولية‬
‫إلى المجلس األعلى للسلطة القضائية طبقا للمادة ‪ 67‬من القانون المنظم لهذا المجلس‬
‫باستثناء منصبي الرئيس األول لمحكمة النقض والوكيل العام للملك لديها اللذان‬
‫يعينان من قبل جاللة الملك طبقا للمادة ‪ 22‬من القانون ‪ 106.03‬المتعلق بالنظام‬
‫األساسي لرجال القضاء‪ .‬وهذا التعيين في جميع األحوال سواء كان من طرف‬
‫المجلس األعلى للسلطة القضائية أو من قبل الملك فإنه يتم بواسطة ظهير ملكي طبقا‬
‫للفصل ‪ 57‬من الدستور‪ ،‬يوافق من خالله جاللته على مقترحات التعيين التي يرفعها‬
‫المجلس بالنسبة للحالة األولى‪ ،‬ويتولى فيه التعيين أساسا في الحالة الثانية‪.‬‬
‫‪ :3‬تنظيم دقيق للتشكيل هيئات الحكم أثناء عقد الجلسات وتنظيم دقيق لإلختصاص‬

‫تعتمد المحاكم االبتدائية القضاء الفردي أو القضاء الجماعي‪ .‬حسب الحاالت التي‬
‫يحددها القانون مع مراعاة االختصاصات المخولة لرئيس المحكمة بمقتضى‬
‫النصوص‬
‫التشريعية الجاري بها العمل‪ ،‬يعتمد القضاء الجماعي ما لم ينص القانون على‬
‫خالف ذلك في المحاكم االبتدائية التجارية والمحاكم االبتدائية اإلدارية وفي األقسام‬
‫المتخصصة في القضاء التجاري واألقسام المتخصصة في القضاء اإلداري المحدثة‬

‫‪45‬‬
‫بالمحاكم االبتدائية وفي محاكم الدرجة الثانية وفي محكمة النقض‪ .‬ويعتمد القضاء‬
‫الجماعي أيضا في كل حالة يقرر فيها القانون ذلك‪.‬‬
‫تناولت هذه المادة بان الحاالت التي يأخذ فيها المشرع بمبدأ القضاء الجماعي‬
‫والحاالت التي يأخذ فيها بمبدأ القضاء الفردي بالمحاكم المغربية‪ ،‬مؤكدا في بدايتها‬
‫على أن هيئات الحكم تتحدد طبقا للقانون‪.13‬‬
‫ويقصد بهيئة الحكم التشكيلة القضائية التي يسند لها االختصاص في عقد الجلسات‬
‫والفصل في القضايا المعروضة عليها ‪ ،‬والتي تتألف لزوما من قاض واحد على‬
‫األقل‪ ،‬مع إمكانية االستعانة بكاتب للضبط‪ ،‬وحضور النيابة العامة في الحاالت التي‬
‫ينص فيها القانون على ذلك‪.‬‬
‫و تشكيل هيئات الحكم يرجع أمر تحديده إلى القانون‪ ،‬بمعنى أن هذا األخير هو الذي‬
‫يحدد عدد القضاة في الهيئة الحاكمة في كل نوع من القضايا‪ ،‬وكذا مدى ضرورة‬
‫حضور كاتب الضبط والنيابة العامة أثناء عقد الجلسات؛ وذلك تحت طائلة بطالن‬
‫الحكم الذي يصدر دون مراعاة المقتضيات القانونية المحددة لشكل الهيئة الحاكمة‬
‫الواجب عرض القضية عليها‪ ،‬ما يدل صراحة على أن تشكيل هيئة الحكم يعتبر من‬
‫النظام العام يحق إثارة مخالفته في أي وقت ولو ألول مرة أمام محكمة النقض‪ ،‬غير‬
‫‪ 13‬ومن حسنات التنظيم القضائي الجديد تنظيمه بشكل دقيق للحاالت القضاء الفردي والقضاء الجماعي بالمحاكم االبتدائية وكان ذلك في المادة ‪ 51‬من‬
‫القانون ‪ 38.15‬التي نصت على أن "مع مراعاة االختصاصات المخولة لرئيس المحكمة االبتدائية بمقتضى قانون المسطرة المدنية وقانون المسطرة‬
‫الجنائية أو نصوص قانونية خاصة‪ ،‬تعقد المحاكم االبتدائية بما فيها المصنفة جلساتها بقاض منفرد وبمساعدة كاتب للضبط عدا عند وجود نص قانوني‬
‫خاص‪ ،‬أو في الحاالت التالية التي يبت فيها بهيئة مؤلفة من ثالثة قضاة بمن فيهم الرئيس‪ ،‬وبمساعدة كاتب للضبط ‪:‬‬
‫القضايا العينية العقارية والمختلطة ؛‬
‫‪ -‬قضايا األحوال الشخصية بما فيها قضايا األسرة‪ ،‬باستثناء قضايا الطالق االتفاقي والنفقة وأجرة الحضانة وباقي االلتزامات المادية للزوج أو الملزم‬
‫بالنفقة والحق في زيارة المحضون والرجوع إلى بيت الزوجية وإعداد بيت للزوجية وقضاي‪:‬ا الحالة المدنية‬
‫‪ -‬القضايل الجنحية التي تقرر فيها متابعة شخص في حالة المتقال ولو توبع معه أشخاص في حالة سراح‪ ،‬وتبقى الهيئة الجماعية مختصة بالبت في‬
‫القضية في حالة ‪ .‬المحكمة السراح المؤقت منح للشخص المتابع ‪.‬‬

‫القضايا التجارية المسندة إلى القسم المتخصص في القضاء التجاري ‪:‬‬

‫القضايا اإلدارية المسندة إلى القسم المتخصص في القضاء اإلداري‪.‬‬


‫‪46‬‬ ‫إذا تبين للقاضي المنفرد أو الهيئة القضاء الجماعي‪ ،‬اللقائيا أو بناء‬

‫على طلب أحد األطراف‪ ،‬أن أحد الطلبات األصلية أو المقابلة أو طلبات المقاصة يرجع النظر فيه إلى هيئة أخرى‪ ،‬أو له ارتباط بدعوى جارية‬

‫أمامها‪ ،‬أحيل ملف القضية بأمر والني إلى رئيس المحكمة‪ ،‬الذي يتولى هو أو نائبه إحالة ملف القضية فورا إلى الهيئة المعنية‪.‬‬

‫وفي جميع األحوال ال يترتب البطالن عن بت هيئة القضاء الجماعي في قضية من اختصاص قاض منفرد‪.‬‬
‫أن المشرع نص في تتمة الفقرة األولى على أن هذا البطالن ال يترتب في حالة‬
‫مشاركة قاض إضافي أو أكثر في نفس الجلسة"‪ ،‬فدل على أن البطالن يترتب في‬
‫حالة اإلخالل بالحد األدنى الذي قرره القانون والذي يجب أن تتعقد به الجلسة‪ ،‬وأنه‬
‫ال يترتب في الحالة التي يرتفع فيها عدد القضاة عن العدد المنصوص عليه‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن مثل هذا األمر سوف لن يضر بالمسطرة وال بالضمانات الممنوحة‬
‫للمتقاضي‪ ،‬بل بالعكس سيزيد منها؛ وبذلك فإنه في حالة ما إذا تعلق األمر بقضية‬
‫من اختصاص القضاء الفردي وبت فيها القضاء الجماعي فإن الحكم الصادر في‬
‫هذه القضية ال يطاله البطالن‪ ،‬بشرط أن ال يكون هنالك نص خاص يلزم بالبقاء‬
‫على أصل احترام تشكيلة هيئة الحكم بعدم تغييرها مطلقا زيادة أو نقصانا‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن مثال بالنسبة للمقتضى المقرر بخصوص البت في الجنح والمخالفات التي ألزم‬
‫المشرع المحكمة في الفصل ‪ 374‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬بضرورة عقد‬
‫جلساتها بقاض منفرد وبحضور ممثل النيابة العامة وبمساعدة كاتب الضبط " مرتبا‬
‫"البطالن عن اإلخالل بهذه المقتضيات"‪.‬‬
‫ونرى في هذه الحالة ومثيالتها أنه يلزم احترام النص الخاص بعدم الزيادة في عدد‬
‫القضاة‪ ،‬وأنه تبعا لذلك يترتب بطالن الحكم الصادر عن الهيئة التي لم تحترم‬
‫النصاب المقرر‪ ،‬لكون القانون الخاص مقدم في اإلعمال على النص العام في هذا‬
‫الباب والنص الخاص في هذه الحالة قرر البطالن جزا ًء ولو تعلق األمر بزيادة عدد‬
‫القضاة الذين ينظرون قضايا الجنح والمخالفات‪.‬‬
‫والمشرع المغربي في قانون التنظيم القضائي بعد ان أقر مبدأ المزاوجة في القضاء‬
‫الفردي والقضاء الجماعي انتقل إلى إقرار القضاء الجماعي دون الفردي في بعض‬
‫المحاكم وبعض األقسام ݣالمحاكم التجارية االبتدائية واالستئنافية و اإلدارية‬
‫اإلبتدائية واالستئنافية ‪،‬ثم األقسام المتخصصة في القضاء التجاري واإلداري ‪.‬‬
‫أما مسألة اإلختصاص فإن قانون التنظيم القضائي أحال في تنظيم قواعد‬
‫اإلختصاص مختلف المحاكم وشروط ممارستها على المقتضيات المتعلقة بالمسطرة‬
‫‪14‬‬
‫المدنية والمسطرة الجنائية ونصوص خاصة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تنظيم دقيق األحكام سير الجلسات‬

‫‪ 14‬المادة ‪ 12‬من قانون التنظيم القضائي الجديد القانون رقم ‪15. 38‬‬

‫‪47‬‬
‫سنتخدث في هذه النقطة على عقد الجلسات بشكل علني مبدئيا ثم ‪،‬نظام ضبط‬
‫الجلسات بها ‪،‬ثم اإلشارة المسطرة الكتابية و الشفوية ‪،‬ونختم هذه النقطة باإلشارة‬
‫ولو عرضيا لمختلف اإليجابيات األخرى المرتبطة بتنظيم عمل الهيئات القضائية ‪،‬‬
‫كالرأي المخالف ولغة التقاضي والمرافعات ولجنة بحث الصعوبات وايجاد الحلول ‪.‬‬
‫‪1 :‬علنية الجلسات وشفوية المرافعات‬
‫طبقا للفصل ‪ 123‬من الدستور‪ ،‬تكون الجلسات علنية ما عدا في الحاالت التي يقرر‬
‫فيها القانون خالف ذلك‪.‬‬
‫يناط برئيس الجلسة ضبط نظامها‪.‬‬
‫تطبيق المساطر الكتابية والمساطر الشفوية في المحاكم حسب الحاالت التي يحددها‬
‫القانون‪.‬‬
‫تقرر هذه المادة مبدأ من المبادئ الدستورية المعمول بها في التنظيم القضائي‬
‫المغربي ويتعلق األمر بمبدأ علنية الجلسات الذي نص عليه الفصل ‪ 123‬من دستور‬
‫المملكة‪ ،‬وأكد عليه المشرع في هذه المادة الحادية عشرة من هذا القانون‪ ،‬وقبل ذلك‬
‫في الفصول ‪ 43‬و‪ 50‬و‪ 213‬و ‪ 214‬و ‪ 329‬و ‪ 334‬و ‪ 339‬و ‪ 372‬و ‪ 375‬و‬
‫‪ 431‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬والمادة و‪300‬و ‪ 364‬و ‪ 429‬و ‪ 543‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫ويقصد بمبدأ العلنية‪ ،‬أن تتم المناقشات والمرافعات والنطق باألحكام في جلسات‬
‫عامة مفتوحة في وجه العموم‪ ،‬يمكن ألي شخص ولو من غير المتقاضين حضورها‬
‫واالطالع‬
‫علي مجرياتها أمام المحكمة المعروضة عليها‪ .‬ويترتب على اإلخالل بهذا المبدأ‬
‫بعقد الجلسات بشكل سري بطالن المسطرة واألحكام الصادرة فيها ‪.‬‬
‫ما عدا في الحاالت التي يقرر فيها القانون عقد الجلسات بشكل سري فإن البطالن‬
‫ال يترتب كالحالة التي تنص فيها المادة ‪ 236‬من قانون المسطرة الجنائية على أن‬
‫المناقشات أمام الغرفة الجنحية تجرى بصفة سرية‪ ،‬وأن هذه األخيرة تبت في‬
‫الطلبات في غرفة المشورة؛ وكذلك الشأن بالنسبة لمتابعة الحدث الجانح حيث يجب‬

‫‪48‬‬
‫أن يجرى البحث والمناقشات ويصدر الحكم بجلسة سرية طبقا للمادة ‪ 478‬و ‪490‬‬
‫من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى هذه الحاالت التي تكون فيه الجلسة علينة بمقتضى النص القانون‬
‫صراحة‪ ،‬يمكن أيضا عقد الجلسات بشكل سري بأمر تلقائي من المحكمة كلما رأت‬
‫مصلحة في ذلك في الحالة التى ترى فيها أن في علنية الجلسة خطرا على األمن أو‬
‫مساسا بالنظام العام أو باألخالق الحميدة طبقا للفصل ‪ 43‬و ‪ 339‬من قانون‬
‫المسطرة المدنية والمادة ‪ 302‬من قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬كما يمكن عقد الجلسة‬
‫أيضا بشكل سري بأمر من المحكمة بناء على طلب من الضحية إذا تعلق األمر‬
‫بقضية عنف أو اعتداء جنسي ضد المرأة أو القاصر‪ ،‬مع ضرورة اإلشارة إلى أن‬
‫النطق باألحكام في هذه الحاالت يكون في جلسة علنية‪.‬‬
‫ويدخل إجراء نقل الجلسة من العلنية إلى السرية من قبل المحكمة في إطار االلتزام‬
‫الملقى على رئيسها‪ ،‬والذي أشارت إليه الفقرة الثانية من هذه المادة موضوع الشرح‬
‫حينها أناطت به ضبط نظامها‪ ،‬الذي يتجلى في ضمان سيرها سيرا عاديا بدون‬
‫تشويش أو إزعاج‪ ،‬وبما يحافظ هيئة القضاء وكرامة المتقاضي‪ ،‬فال يسمح أثناءها‬
‫بالضجيج والفوضى وال السب والقذف في الخصوم أو دفاعهم أو الهيئة الحاكمة‪،‬‬
‫ويتخذ الضبط ومنع ذلك كل التدابير القانونيتطبق أمام المحاكم االبتدائية وغرف‬
‫االستينافات بها قواعد المسطرة الكتابية المطبقة أمام محاكم االستيناف وفقا ألحكام‬
‫الفصول ‪ 329‬و ‪ 331‬و ‪ 332‬و ‪ 334‬و ‪ 335‬و ‪ 336‬و ‪ 342‬اآلتية بعده ‪.‬‬
‫تمارس المحكمة االبتدائية ورئيسها أو القاضي المقرر كل فيما يخصه‪،‬‬
‫االختصاصات المخولة حسب الفصول المذكورة لمحكمة االستيناف ولرئيسها األول‬
‫أو للمستشار المقرر‪.‬‬
‫غير أن المسطرة تكون شفوية في القضايا التالية اآلتية ‪:‬‬
‫القضايا التي تختص المحاكم االبتدائية فيها ابتدائيا وانتهائيا ؛‬
‫قضايا النفقة والطالب والتطليق‬
‫القضايا اإلجتماعية‬

‫‪49‬‬
‫قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكرائية‬
‫قضايا الحالة المدنية ‪.‬‬
‫وجدير بالذكر مشروع قانون المسطرة المدنية‪ 15‬قد تعرض المسألة في مادتان‬
‫األولى تخص المسطرة الكتابية كمبدأ عام والثانية ترتبط بالمسطرة الشفوية ‪،‬وينص‬
‫الفصل ‪ 95‬على أنه " تطبق أمام محاكم الدرجة األولى قواعد المسطرة الكتابية‪،‬‬
‫غير أن المسطرة تكون شفوية أمام المحاكم االبتدائية في القضايا المشار إليها في‬
‫المادة ‪ 96‬أدناه‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 96‬نجدها تنص على أن " تطبق مسطرة المناقشة الشفوية في‬
‫القضايا اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬القضايا التي تختص المحاكم االبتدائية بالنظر فيها ابتدائيا وانتهائيا طبقا للمادة‬
‫‪ 30‬أعاله‪.‬‬
‫‪ – 2‬قضايا الزواج والنفقة والرجوع لبيت الزوجية والطالق االتفاقي وأجرة‬
‫الحضانة‬
‫‪ -3-‬القضايا المتعلقة بالحالة المدنية‬
‫‪ -4-‬القضايا االجتماعية‬
‫‪ -5‬قضايا استيفاء ومراجعة وجيبة الكراء‬
‫‪ -6-‬القضايا األخرى التي ينص عليها القانون‪.‬‬
‫‪:1‬ضبط نظام الجلسات‬
‫‪16‬‬
‫في هذا اإلطار نص المشرع المغربي في الفصل ‪ 43‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫على أنه لرئيس الجلسة أن يحفظ النظام بها‪ ،‬ويجوز له أن يطرد كل من تسبب في‬
‫الضوضاء أو االضطراب‪ .‬وفي حالة امتناع الشخص المخل بنظام الجلسة‬

‫‪ 15‬مشروع رقم ‪ 2.23‬المتعلق بقانون المسطرة المدنية‬


‫‪ 16‬ولقد تعرض المشرع المغربي لمسألة ضبط الجلسات في مشروع قانون المسطرة المدنية المواد ‪ 92‬؛‪93‬؛‪ 94‬من القانون رقم ‪.02.23‬‬

‫‪50‬‬
‫االنسحاب من الجلسة أو رجوعه إليها رغم طرده أن يتخذ اإلجراءات المناسبة في‬
‫حقه‪.‬‬
‫ولم يقتصر المشرع في تنظيمه لحفظ نظام الجلسات على ما يسببه األطراف أو‬
‫وكالؤهم من ضوضاء فحسب‪ ،‬بل مدده ليشمل المحامين انفسهم إذ يمكن للرئيس أن‬
‫يحرر محضرا باإلخالل الذي قام به المحامي وأن يبعثه إلى نقيب المحامين (ف ‪44‬‬
‫من ق‪.‬م‪.‬م‪ ).‬وتأكيدا لإلجراءات التي يمكن أن تتخذ في حق المحامين الذين لم‬
‫يلتزموا بنظام الجلسة‪ ،‬جاء في الفصل ‪ 341‬من نفس القانون انه " إذا صدرت من‬
‫محامين أقوال تتضمن سبا أو إهانة أمكن لمحكمة االستئناف أن تطبق عليهم بقرار‬
‫مستقل العقوبات التأديبية باإلنذار والتوبيخ وحتى الحرمان المؤقت من مزاولة‬
‫المهنة لمدة ال تتجاوز شهرين‪ ،‬أو ستة أشهر في حالة العود في نفس السنة»‪.‬‬
‫‪3 :‬إيجابيات أخرى تهم عمل الهيئات القضاالحكم‬
‫تشير في هذه النقطة إلى مسألة محمودة وهي تنظيم الرأي المخالف التي تعتبر في‬
‫حقيقة األمر دفعة معنوية لتحقيق العدالة بالنسبة للقضاء ‪ ،‬سواء بشكل إيجابي من‬
‫خالل حتهم على إصدار أحكام تتطابق الحقيقة ‪،‬وحمايتهم من كل خطأ قد يسقط فيه‬
‫أحدهم أثناء النظر في القضية حيث كلما ضمن رأيه المخالف في محضر فإنه يكون‬
‫بمنأى عن المسؤولية عن مضمون الحكم ‪،‬او بشكل سلبي من خالل ردع كل قاض‬
‫سولت له نفسه اللعب بأوثار العدالة من خالل مسأءلته وحده دون باقي أفراد هيئة‬
‫الحكم ‪.‬‬
‫وتنظيم هذا الرأي المخالف ال يكون له معنى إال في حالة التشكيلة الجماعية واصدار‬
‫الحكم باألغلبية اما في حالة القضاء الفردي واصدار الحكم باإلجماع فالمعنى لهذا‬
‫التضمين ويفقد دوره في هذه الحاالت ‪.‬‬
‫ووجهة نظر القاضي المخالف يجب ان تكون معللة وبمبادرة منه وفي محضر سري‬
‫‪ ،‬موقعا عليه من قبل األعضاء ‪،‬ويوضع في غالف مختوم ‪،‬ويحتفظ به بصندوق‬
‫حديلدى رئيس المحكمة المعنية ‪ ،‬ويسجل في سجل خاص ‪،‬ويعتبر هذا األخير اي‬
‫السجل الخاص و المحضر سري و غالف مختوم نظاميا وموحدا بين مختلف‬
‫المحاكم ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وال يمكن اإلطالع عليه إال بناء على قرار المجلس األعلى للسلطة القضائية ولو‬
‫تعلق األمر بالمسؤول القضائي ‪.‬‬
‫ويحتفظ به مدة ‪ 10‬سنوات ويعتبر الكشف عنه خطأ جسيمة مسأال عليه ‪.‬‬
‫وقد أشار المشرع أيضا عدم حضور النيابة العامة المداوالت وتعمل تحت التسلسل‬
‫‪17‬‬
‫الرئاسي ‪.‬‬
‫وتحدث على صعيد كل محكمة سواء الدرجة األولى أو الثانية ‪،‬لجنة لبحث‬
‫الصعوبات وسير العمل بالمحاكم وإيجاد الحلول ‪،‬وابرز ما يسثأترنا هو اعتبار نقيب‬
‫هيئة المحامين جزءا من تركيبته ‪،‬ويكمن اشراك باقي الهيئات المهنية األخرى في‬
‫‪18‬‬
‫شخص رئيسها حسب موضوع اإلجتماع ‪.‬‬
‫وقبل هذا قد أشار المشرع إلى أن اللغة العربية هي لغة التقاضي والمرافعات‬
‫وصياغة األحكام مع تفعيل طابع األمازيغية ‪.‬‬
‫بينما اعتبر أن هناك إمكانية لتقديم المستندات ولو كانت محررة بلغة أجنبية انداك‬
‫‪19‬‬
‫يمكن تلقائيا او بناء على طلب ترجمان محلف لترجمتها ‪.‬‬
‫وفي المادة ‪ 20‬أشار إلى أن البذلة ترتدى فقط اثناء الجلسات ‪،‬وتحدد أوصافها بقرار‬
‫للمجلس األعلى للسلطة القضائية ‪.‬‬
‫بينما بذلة الخاصة بهيية كتابة الضبط ترتدى فقط هي األخرى أثناء الجلسات وتحدد‬
‫اوصلفها بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالعمل‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مساوئ التنظيم القضائي الجديد‪.‬‬
‫على الرغم من المزايا التي جاء بها التنظيم القضائي الجديد‪ ،‬فإنه حسب العديد من‬
‫الدراسات ال يخلو من العيوب التي اعتبرها البعض تراجعا خطيرا عن المكتسبات‪،‬‬
‫ولمعرفة تجلياتها قررنا تخصيص الفقرة األولى لعيوبه على مستوى الشكل‪ ،‬والفقرة‬
‫الثانية نخصصها لعيوب التنظيم القضائي على مستوى الجوهر‪.‬‬

‫‪ 17‬المادة ‪ 17‬من قانون التنظيم القضائي الجديد رقم ‪38.15‬‬


‫‪ 18‬المادة ‪ 18‬من القانون التنظيمي القضائي رقم ‪15. 38‬‬
‫‪ 19‬المادة ‪ 14‬من التنظيم القضائي الجديد ‪38.15‬‬
‫‪52‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عيوب التنظيم القضائي على مستوى الشكل‪.‬‬
‫نقتصر على مالحظتين شكليتين األولى تتعلق بالتكرار والثانية متعلقة بالتضخم‬
‫التشريعي‪.‬‬
‫المالحظة األولى‪ :‬التكرار‪.‬‬
‫يبدو أن القانون الجديد المتعلق بالتنظيم القضائي سقط في مجموعة من الثغرات من‬
‫قبيل تكرار مجموعة من المقتضيات القانونية الواردة في تشريعات أخرى كالدستور‬
‫والقانون التنظيمي المتعلق بالمجلس األعلى للسلطة القضائية والقانون التنظيمي‬
‫المتعلق بالقضاة ‪20‬وقانون المسطرة المدنية وقانون المسطرة الجنائية باإلضافة إلى‬
‫تكرار العديد من النصوص القانونية داخل هذا القانون نفسه خاصة في الجانب‬
‫المتعلق بتأليف المحاكم وتحديد اختصاصاتها‪.‬‬
‫المالحظة الثانية‪ :‬التضخم التشريعي‪.21‬‬
‫تتجلى في كثرة مواده التي وصلت ل ‪ 111‬مادة في حين كان عدد فصول قانون‬
‫التنظيم القضائي القديم لسنة‪ 1974‬الملغى ال يتعدى ‪ 28‬فصال وهو ما يجعلنا أمام‬
‫تضخم تشريعي قد يؤدي إلى تناقضات واختالفات في تفسير هذه المقتضيات‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عيوب التنظيم القضائي على مستوى الجوهر‪.‬‬


‫على الرغم مما يتميز به القانون الجديد من الشمولية والكمالية إال أنه جاء ببعض‬
‫المقتضيات المبهمة والغامضة وقد جاء كذلك بمقتضيات شكلت تراجعا خطيرا عن‬
‫المكتسبات التي كرسها الدستور المغربي ويتعلق األمر أساسا بمسألة التضييق على‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬المساعدة القضائية‪ ،‬تشكيل هيئات الحكم‪ ،‬لغة التقاضي‪،‬‬
‫والديمقراطية الداخلية للمحاكم‪ ،‬حالة تنازع المصالح عند القضاة‪ ،‬القضاء‬

‫‪ 20‬من المقتضيات المتكررة في التنظيم القضائي والمشار إليها في القوانين السالفة الذكر نجد مسألة استقالل القضاة ومقتضيات الفصل ‪ 123‬من‬
‫الدستور التي تمت إعادة تدوينها في المادة ‪ 11‬من التنظيم القضائي بخصوص كون الجلسات علنية‪....‬‬
‫‪ 21‬يذهب الفقيه سافاتييه وهو بصدد عرضه لظاهرة التضخم التشريعي بالقول أنه يتجلى سواء من خالل ازدياد عدد القوانين الصادرة في كل سنة‪ ،‬أم‬
‫من خالل تكدس النصوص التشريعية مع مرور الزمن وتطويل القوانين التي تشرد في أغلب األحيان خارج مجالها أو تتيه في الثرثرة‪ ،‬وهي مسألة‬
‫تساهم في جعل القانون صعب المنال إلى حد ما وغير مستقر‪ ...‬للمزيد من التوضيح حول هذه الظاهرة‬
‫انظر ‪ :‬عبد الكريم صالح عبد الكريم وعبد هللا فاضل احمد" تضخم القواعد القانونية دراسة تحليلية نقدية في القانون المدني" مقال منشور في مجلة‬
‫‪53‬‬
‫جامعة تكريت للعلوم القانونية السنة(‪ )6‬العدد (‪ )23‬أيلول ‪2014‬م‪ ،‬ص‪ 147.‬وما بعدها‪.‬‬
‫المتخصص‪ ،‬قضية تكافئ الفرص بين القضاة في الوصول إلى مناصب المسؤولية‬
‫داخل المحاكم‪.‬‬
‫‪-1‬التضييق على القضاء اإلداري مسألة غير دستورية‪:‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يقتضي تعزيز السلطة القضائية طرح مجموعة من التساؤالت‬
‫الدستورية عن موقع ومركز القضاء اإلداري في قانون التنظيم القضائي‪ ،‬ال سيما‬
‫مع التنصيص على إمكانية إحداث غرف متخصصة قضائية للنظر في القضايا‬
‫اإلدارية في بعض المحاكم االبتدائية التي ال توجد في دوائرها محاكم إدارية‪ .‬كما أن‬
‫تجاهل إحداث مجلس الدولة يقتضي مناقشة التفاضل بين وحدة النظام القضائي أو‬
‫حتمية ازدواجية هذا النظام‪ .‬وهذه المناقشة تصبح أكثر إلحاحا ً بعدما أثبت القضاء‬
‫اإلداري ريادته في حماية الحقوق وصون الحريات وإنشاء وتطوير القواعد‬
‫القانونية‪ ،‬مما يجعله خيارا استراتيجيا محميا ً ومحصنا ً دستوريا ً ال يمكن التراجع‬
‫عنه‪.‬‬
‫ولتفعيل المرتكزات الدستورية الموضوعية باعتبارها قواعد لسير العدالة وحماية‬
‫المتقاضين‪ ،‬نص الدستور في فصله ‪ 114‬على إحداث هيئة قضائية إدارية عليا‬
‫باعتبارها المرجع القضائي الذي سيعلو هرم القضاء اإلداري‪ .‬وينيط هذا الفصل‬
‫بهذا المرجع المزمع إنشاؤه‪ ،‬النظر كمحكمة قانون في طلبات النقض الموجهة ضد‬
‫القرارات النهائية الصادرة عن محاكم االستئناف اإلدارية فضال عن تقديم‬
‫االستشارات القانونية لمختلف اإلدارات العمومية ومهام قضائية أخرى‪ .‬وبذلك‪،‬‬
‫يستحدث هذا الفصل دعامة جديدة لبناء دولة الحق القائمة على احترام مبدأ‬
‫المشروعية الدستورية وصون الحقوق وحماية الحريات‪ ،‬دعامة تضاف إلى ما كان‬
‫سبق النظام المغربي أن حققه مع إحداث محاكم االستئناف اإلدارية‪ .‬لكن التنظيم‬
‫القضائي للمغرب ولألسف عاد للتمسك بمبدأ وحدة القضاء قاطعا كل أمل نحو‬
‫إزدواجية القضاء‪.‬‬
‫وهكذا وبعد تشخيص أهم المشاكل المثارة التي تعترض القضاء اإلداري قررنا‬
‫إبراز عيوب التنظيم القضائي الجديد في هذا اإلطار من خالل طرح تساؤالت‬
‫فرعية ومحاولة اإلجابة عنها‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -1‬هل إحداث األقسام المتخصصة للقضاء اإلداري تمهيد الستكمال صرح‬
‫القضاء اإلداري المستقل؟ أم إجهاض لقضاء جريء يكرس دولة الحق‬
‫والقانون ؟‬
‫إن اشتغال مختلف مكونات مختلف التنظيم القضائي وفق مبدأ القضاء المتخصص‬
‫يبقى مجرد شعار ألن واقع الممارسة القضائية تجعل من األقسام والغرف بالمحاكم‬
‫هيئات قضائية عامة ال صلة لها بالتخصص‪ ،‬ألنه يمكن لكل قاض أو مستشار‬
‫بالمحكمة أن يكون عضوا في كل األقسام والغرف‪.‬‬
‫وهكذا نصت المادة من ‪ 42‬التنظيم القضائي على صنف من المحاكم االبتدائية ذات‬
‫الوالية العامة المشتملة على أقسام متخصصة في القضاء اإلداري‪ ،‬وأضافت المادة‬
‫‪ 46‬على أن هذه األقسام المتخصصة تحدث بمرسوم بعد استشارة المجلس األعلى‬
‫للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة والهيئات المهنية المعنية يبين عددها ودوائر‬
‫اختصاصها المحلي‪.‬‬
‫وإذا كان إحداث االقسام المتخصصة للقضاء اإلداري فسر بالرغبة في تقريب‬
‫القضاء من المتقاضين لعدم وجود المحاكم االدارية في كل جهات المملكة ولكون‬
‫عددها ال يتجاوز السبع محاكم متمركزة في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء‬
‫والرباط ومراكش وأكادير وفاس ومكناس‪ 22‬و وجدة ‪23‬على مستوى محاكم الدرجة‬
‫األولى ومحكمتي االستئناف االداريتين بكل من الرباط ومراكش‪ ،‬فإن هذا الخيار‬
‫التبسيطي والسطحي يبدو متجاوزا ويستهدف التضييق على القضاء االداري وتمييع‬
‫قواعده‪ ،‬بجعله قضاء عاديا على غرار القضاء العادي تحت مسمى "األقسام‬
‫المتخصصة"‪ .‬وما يزيد األمر قابلية للنقد هو أنه ال دليل على تنظيم أي تكوين‬
‫للقضاة العاديين على طبيعة القضاء االداري وتقنياته ألنه قضاء متخصص بقواعد‬
‫وآليات خاصة ال تأتلف مع طبيعة وخصوصية القضاء العادي وقواعده‪.‬‬
‫لقد كان أمام واضعي قانون التنظيم القضائي حل دستوري وقانوني يتمثل في الزيادة‬
‫في عدد المحاكم اإلدارية لتشمل جميع جهات المغرب دعما لتجربة القضاء اإلداري‬

‫‪ 22‬تم حذف المحكمة اإلدارية بمكناس بموجب مرسوم ‪ 2.23.665‬المصادق عليه يوم ‪02.10.2023‬‬
‫‪ 23‬توجد سبع محاكم إدارية باإلضافة إلى ‪ 3‬أخرى جديدة أنشأت بمقتضى مرسوم تحديد الخريطة القضائية عدد ‪ 2.23.665‬في كل من العيون‬
‫والداخلة وبني مالل‪ ،‬ليصبح عدد المحاكم اإلدارية محدد في ‪.10‬‬
‫‪55‬‬
‫وتطويرا لها‪ 24،‬ألن تقريب القضاء من المتقاضين يعني تقريب القضاء المتخصص‬
‫وليس االقسام المتخصصة‪ .‬فمبدأ تحقيق فعالية الحق في التقاضي كحق مضمون‬
‫يقتضي ضمان قضاء مؤهل وكفؤ ومتخصص‪ .‬فليس التقريب الجغرافي هو الح ّل‬
‫الناجع إن كان بعيدا عن تحقيق الغاية‪ ،‬ألن المتقاضي قد ال تهمه المسافات إن كان‬
‫هناك قرب معنوي يوفر للمتقاضين حاجاتهم في الحماية القانونية لحقوقهم وحرياتهم‬
‫والتطبيق العادل للقانون بقضاء اجتهادي إداري مبدع وخالق‪.‬‬
‫ومن المهم اإلشارة أن توزيع االختصاص بين المحاكم العادية والمحاكم اإلدارية‬
‫للمنازعات اإلدارية اختيار مخالف للدستور لكون الفصل ‪ 118‬واضحا ً وال يقبل أي‬
‫تأويل مخالف‪ .‬فكل قرار اتخذ في المجال اإلداري يمكن الطعن فيه أمام الهيئة‬
‫القضائية المختصة ‪.‬‬
‫وقد تجلّت إرادة المشرع الدستوري واضحة في حماية اختصاص القضاء اإلداري‬
‫بنظر المنازعات اإلدارية لتحقيق نجاعته وفعاليته‪ .‬لكن إرادة واضعي التنظيم‬
‫القضائي لم تلتفت لهذا الخرق الدستوري ألن هناك قلقا وانزعاجا بالغين من‬
‫اجتهادات القضاء اإلداري عجال بهذا اإلصالح غير الدستوري‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬فإن توزيع االختصاصين األقسام والمحاكم المتخصصة في المنظومة‬
‫القضائية المغربية ال يمكن بتاتا ربطه بمبدأ حسن سير العدالة‪ ،‬ألنه من األولى ضم‬
‫جميع المنازعات المتعلقة بالقضايا اإلدارية وإخضاعها لرقابة هيئة قضائية موحدة‪،‬‬
‫لتفادي تشتت منازعات بين أنظمة قضائية مختلفة‪ ،‬مما قد يؤدي إلى تعارض‬
‫األحكام‪ ،‬مع ما يستتبعه ذلك من إلحاق بالغ الضرر بالمتقاضين‪ ،‬فالرغبة إذن يجب‬
‫ان تكمن في ضمان تفسير موحد للقانون وتوحيد االجتهاد القضائي‪ .‬والجدير بالذكر‬
‫أن مبدأ حسن سير العدالة‪ ،‬لم يعد ينحصر في المفهوم التقليدي الذي يعني السرعة‬
‫في التقاضي‪ ،‬تكوين القضاة‪ ،‬إنشاء مختلف األجهزة القضائية‪ ،‬وحسن تنظيم إدارة‬
‫العدالة‪ ،‬بل تطور ليبلغ حد البحث عن الهيئات القضائية األكثر مالءمة‪ ،‬للنظر في‬
‫مثل هذه القضايا‪.‬‬

‫‪ 24‬وهذا ما نالحظه فعليا بموجب مرسوم ‪ 2.23.665‬المشار إليه أعاله ‪ ،‬حيث نشيد يتوجه المشرع الجديد الرامي إلى الزيادة في عدد المحاكم اإلدارية‬
‫( أصبحت ‪ 10‬بعد أن كانت سابقا ‪ ، )7‬و محاكم االستئناف اإلدارية ( أصبحت أربعة بعد أن كانت سابقا ‪ 2‬فقط)‪ ،‬حيث تمت إضافة استئنافيتين‬
‫جديدتين بكل من مدينتي أكادير والعيون‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫ومن المعلوم أن الطبيعة المعقدة للقضايا اإلدارية تتطلب تكوينا خاصا‪ ،‬قد ال يتوافر‬
‫لدى معظم قضاة المحاكم العادية‪ ،‬هذا من الناحية الموضوعية‪ ،‬أما من الناحية‬
‫المسطرية‪ ،‬فالقاضي العادي قد ال يتكيف على طبيعة المسطرة اإلدارية‪ ،‬التي‬
‫تقتضي تدخال أكبر وفعالية أكثر‪ ،‬في توجيه الدعوى‪ ،‬والبحث عن وسائل اإلثبات‪،‬‬
‫بالنظر للسلطات الواسعة التي يتمتع بها القاضي اإلداري‪ ،‬والتي تخوله دائرة واسعة‬
‫في استقصاء العدالة‪ ،‬وتقصي العيوب التي تشوب القرارات اإلدارية للسلطات‬
‫‪25‬‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬لماذا االمتناع عن إحداث مجلس الدولة؟‬
‫تضمن قانون التنظيم القضائي للمغرب اإلبقاء على الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض‬
‫كجهة للطعن في قرارات المجلس األعلى للسلطة القضائية‪ .‬وهذا المقترح غير‬
‫دستوري وغير منصف وهو يخالف مبادئ الحياد والعدالة التي تقتضي تولي جهة‬
‫قضائية حيادية ال ينتمي أعضاؤها أو رؤساؤها للمجلس‪ .‬فالمتقاضي في حاجة إلى‬
‫قاضيه الطبيعي وهو القاضي اإلداري على مستوى الدرجة العليا إلحقاق الحقوق‬
‫ورفع المظالم ورد الشطط‪ .‬كما أن المواطن يحتاج لقضاء كفئ مستقل ومحايد يتميز‬
‫بالتخصص واالحترافية على جميع مستويات التقاضي ‪.‬‬
‫ومن المفيد هنا أن نسترجع نص الكلمة السامية للملك محمد السادس والتي ألقاها‬
‫أثناء افتتاح أشغال المجلس األعلى للقضاء بتاريخ ‪ 15‬دجنبر ‪ .1999‬وقد جاء فيها‬
‫أن "إنشاء مجلس للدولة يتوج الهرم القضائي واإلداري لبالدنا حتى تتسنى مواجهة‬
‫كل أشكال الشطط‪ ،‬وحتى يتاح ضمان سيادة الشرعية ودعم اإلنصاف بين‬
‫المتقاضين"‪ .‬وقد تكرست هذه الكلمة في الفصل ‪ 114‬من الدستور‪.‬‬
‫وإذ يتجه التفكير الحقوقي الجمعي في معظمه نحو المطالبة الملحة بإحداث مجلس‬
‫للدولة استكماال للهياكل المؤسساتية لقضاء إداري فعال‪،‬‬
‫إن التنظيم القضائي الحالي‪ ،‬جاء مخيبا لآلمال لجهة استعادة ”نظام وحدة القضاء“‪.‬‬
‫وهذا الخيار إنما يطرح التساؤل عن سبب التحفظ على القضاء اإلداري‪ .‬هل يرجع‬
‫لتكوين الهيئة‪ ،‬أو لعدم تخصيص ندوات للقضاء اإلداري‪ ،‬أم يتعلق األمر بمعاقبة‬

‫‪ 25‬محمد الهيني‪ ،‬مالحظات على مشروع قانون التنظيم القضائي في المغرب‪ ،‬التضييق على القضاء اإلداري غير دستوري‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫المعرفة القانونية على األنترنت في تاريخ ‪ ،2016/06/09‬اطلع عليه يوم ‪ 2023/11/04‬على الساعة ‪23.45‬‬

‫‪57‬‬
‫القضاء اإلداري على جرأته؟ أو عدم الرغبة في أن يكون للقضاء رأسان‪ ،‬أم جهل‬
‫بفلسفة القضاء اإلداري؟‬
‫إن المطالبة بإحداث مجلس الدولة ليس غاية في حد ذاته وإنما وسيلة القتضاء‬
‫الحقوق ودعم دولة المؤسسات وصيانة المشروعية والمساواة أمام القانون ورفع‬
‫الشطط في استعمال السلطة ‪،‬لذلك فإن تدعيم دوره وتقويته كمؤسسة دستورية تنتظر‬
‫التفعيل الدستوري يتطلب‪:‬‬
‫‪ +‬دعم تخصص القضاء واحترافية في أعلى هرمه‬
‫‪ +‬مواكبة التطور الحقوقي في ضوء المقاربة الدولية للحقوق والحريات‬
‫‪ +‬مسايرة التجارب المقارنة اإلدارية التي تأخذ بمجلس الدولة‬
‫وبالطبع‪ ،‬يفرض إحداث مجلس الدولة تحديات قانونية تتطلب معالجة مسألة‬
‫المالءمة مع القوانين الحالية السارية النفاذ بما يكفل والدة طبيعية دون أدنى مشاكل‬
‫عضوية أو بنيوية من قبيل توفير الظروف إلنجاح التجربة المستقبلية إلنجاح‬
‫المؤسسة‪ .‬لهذا‪ ،‬يدخل ضمن مقومات المواءمة‪:‬‬
‫‪+‬وجوب الحفاظ على مبدأ وحدة النظام األساسي للقضاة‪،‬‬
‫‪+‬تشكيل مجلس الدولة يمكن أن يأخذ نفس اآلليات المحددة لتشكيل محكمة النقض‬
‫بمعنى أن يترأسه رئيس أول وأن يتم تقسيمه إلى عدة غرف التي يمكن تقسيمها‬
‫بدورها إلى عدة أقسام‪،‬‬
‫‪+‬االحتفاظ بخصوصية القضاء اإلداري من حيث تواجد مفوضين ملكيين للدفاع عن‬
‫القانون والحق بدل النيابة العامة‪،‬‬
‫تحتفظ مؤسسة المفوض الملكي بنفس الصالحيات التي تمارسها أمام المحاكم‬
‫اإلدارية ومحاكم االستئناف اإلدارية‪.‬‬
‫فيما يتعلق باالختصاص‪ ،‬تنقل إلى المجلس نفس االختصاصات المخولة للغرفة‬
‫اإلدارية بمحكمة النقض ‪.‬‬
‫يمكن منح الرئيس األول لمجلس الدولة منح المساعدة القضائية طبقا لمرسوم ‪1966‬‬

‫‪58‬‬
‫يقتضي وضع خريطة قضائية أكثر توازنا من حيث توزيع المحاكم اإلدارية وكذا‬
‫عددها‪ ،‬تماشيا مع التنظيم الجهوي‪.‬‬
‫‪ +‬قانون إجرائي خاص بالقضاء اإلداري يتالءم مع خصوصية المادة اإلدارية‪،‬‬
‫ويتدارك االختالالت اإلجرائية التي كشفت عنها الممارسة القضائية‪.‬‬
‫‪+‬تنظيم الفحص المسبق للنظر في قبول الطعن "إذا كان هذا الطعن غير مقبول أو ال‬
‫يستند على سبب جدي"‪.‬‬
‫‪ +‬إشكالية إحداث غرفة التنازع للبت في تنازع االختصاص بجميع صوره بين‬
‫جهتي القضاء العادي واإلداري ‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ما عرفه تكريس قضاء إداري مستقل من تراجعات في التنظيم‬
‫القضائي الجديد فإن قانون التنظيم القضائي الجديد سكت عن تنظيم مجموعة من‬
‫القضايا كان يجب الحسم أو التفصيل فيها‪ ،‬رغم أن هذا القانون تضاعفت مواده أربع‬
‫مرات تقريبا مقارنة بالقانون الذي قبله الصادر في ‪ ،1974-07- 15‬وأهم هذه‬
‫القضايا ما يلي‪:‬‬
‫– المساعدة القضائية‪:‬‬
‫اكتفت المادة السادسة من قانون التنظيم القضائي الجديد بإعادة نص الفصل ‪121‬‬
‫من الدستور الخاص بمجانية التقاضي لمن ال يتوفر على موارد كافية حرفيا‬
‫واإلحالة على القانون المنظم للمساعدة القضائية‪ ،‬مع أن هذا القانون لم يعد يساير‬
‫تطور المجتمع انطالقا من مؤشرات عدة‪ ،‬وبالتالي كان يمكن الحسم في موضوع‬
‫المساعدة القضائية في قانون التنظيم القضائي أو على األقل وضع معايير عامة في‬
‫صلب هذا القانون باعتباره يشبه قوانين اإلطار‪ ،‬ومن تم يحيل في بعض الشروط‬
‫األخرى التي ال عالقة لها بالمساس بالحقوق على القانون أو مجرد مرسوم‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫– تشكيل هيئات الحكم‪:‬‬
‫نصت المادة العاشرة من قانون التنظيم القضائي على أن هيئات الحكم تتشكل وفقا‬
‫لما يحده القانون‪ ،‬والمقصود هنا القضاء الفردي والجماعي‪ .‬وإذا كان الفردي لن‬
‫‪ 26‬عبد اللطيف الشنتوف‪ ،‬المسكوت عنه في قانون التنظيم القضائي الجديد‪ ،‬مقال منشور باألنترنت في مجلة هسبرس االلكترونية في تاريخ‬
‫‪ 2018/09/19‬على الساعة ‪ ،19.15‬اطلع عليه يوم ‪ 2023/11/04‬على الساعة ‪22.30‬‬

‫‪59‬‬
‫يطرح أي إشكال‪ ،‬فإن هناك غموضا يتعلق بالسماح بمشاركة قاض إضافي أو أكثر‬
‫في هيئة الحكم؛ إذ لم تحدد هذه المادة من الذي سيضيف هذا القاضي اإلضافي أو‬
‫أكثر لهيئة الحكم‪ ،‬هل هو رئيس المحكمة أم الجمعية العامة التي تبقى هي صاحبة‬
‫الصالحية في تعيين هيئات األحكام والجلسات وتحديد وقت انعقادها؛ ذلك أن صيغة‬
‫المادة السابعة تفيد الظرفية‪ ،‬أي يمكن في أي وقت إضافة قاض أو أكثرـ وهذا أمر‬
‫مخالف للقانون ومخالف ألهداف وجود الجمعية العامة للمحكمة التي من بينها إبعاد‬
‫شبهة إشراك قضاة معينين في قضايا بعينها‪ .‬وهنا أشير إلى أن بعض األنظمة‬
‫القضائية ابتكرت نظام التوزيع االلكتروني حتى في توزيع الملفات على القضاة‬
‫داخل الهيئة المعينين بواسطة الجمعية العامة زيادة في الحرص‪.‬‬
‫– لغة التقاضي‪:‬‬
‫أكدت المادة ‪ 14‬من قانون التنظيم القضائي على أن “لغة التقاضي والمرافعات‬
‫وصياغة األحكام أمام المحاكم هي اللغة العربية‪ ،‬مع العمل على تفعيل الطابع‬
‫الرسمي لألمازيغية طبقا ألحكام الفصل ‪ 05‬من الدستور”‪ ،‬وهي صياغة غير‬
‫واضحة في قصدها بخصوص تفعيل اللغة األمازيغية‪ ،‬فهل الخطاب موجه إلى‬
‫المحاكم أم إلى السلطة التشريعية أم التنفيذية أم ماذا؟‬
‫– الديمقراطية الداخلية للمحاكم‪:‬‬
‫الديمقراطية الداخلية للمحاكم التي تمثلها الجمعية العامة تم المساس بها في قانون‬
‫التنظيم القضائي بشكل كبير‪ ،‬فرغم إيجابيات تنظيم طريقة عقد اجتماعات الجمعية‬
‫العامة وتحديد النصاب القانوني لالنعقاد والتصويت واتخاد القرار فمن حيث‬
‫المضمون أصبحت جمعية للمصادقة فقط بفعل عنصر جديد قبلي وهو مكتب‬
‫المحكمة الذي تم تشكيله عمليا من أعضاء في معظمهم يشكلون امتدادا لإلدارة‬
‫القضائية (رئيس المحكمة)‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬سيكون من السهل عليها تمرير أي مشروع للمصادقة في الجمعية العامة‪،‬‬
‫وحتى جدول األعمال الذي يمكن أن تناقشه الجمعية العامة الذي نصت عليه المادة‬
‫‪ 34‬من قانون التنظيم القضائي‪ ،‬ولو أنه جاء على سبيل المثال‪ ،‬فإن أغلبه نص على‬
‫جدول أعمال كله بروتوكولي (عرض النشاط القضائي من طرف المسؤولين‬

‫‪60‬‬
‫والبرنامج الثقافي و…) ال أق ّل وال أكثر عوض مناقشة القضايا الحقيقية التي يمكن‬
‫أن تعاني منها المحاكم بشكل دوري‪ ،‬وما أكثرها‪.‬‬
‫– التعويض عن الخطأ القضائي‪:‬‬
‫تم االكتفاء بإعادة نص المادة ‪ 122‬من الدستور حرفيا دون تفصيل‪ ،‬بحيث فضل‬
‫قانون التنظيم القضائي الجديد الصمت عن الموضوع بشكل مقصود لكون إحدى‬
‫مسودات التنظيم القضائي كانت تقترح إحالة األمر إلى الشروط التي سوف يحددها‬
‫القانون‪ ،‬وبالتالي يبقى السؤال معلقا‪ ،‬هل سوف ننتظر نصا ينظم هذا الموضوع من‬
‫شأنه أن يحدد ماهية الخطأ القضائي وشروط رفع دعاوى التعويض عنه‪ ،‬أم سوف‬
‫يتم االكتفاء بالقواعد العامة التي يعتمد عليها القضاء حتى قبل دستور ‪.2011‬‬
‫– حالة تنازع المصالح عند القضاة‪:‬‬
‫نصت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 41‬من قانون التنظيم القضائي الجديد على أنه “يمنع‬
‫على القضاة النظر في أي قضية عند وجودهم في حالة تنازع المصالح”‪ ،‬ولكنها‬
‫عبارة غامضة وتحتاج إلى تفصيل المقصود منها بشكل عام‪ ،‬ثم إحالتها على قانون‬
‫المسطرة المدنية للتفصيل على شاكلة حاالت تجريح ومخاصمة القضاة وحتى يكون‬
‫المتقاضي والقاضي على بينة من األمر‪.‬‬
‫– القضاء المتخصص‪:‬‬
‫القضاء المتخصص في المغرب بعد إقرار قانون التنظيم القضائي الجديد أصبحت له‬
‫هوية مختلطة‪ ،‬ما بين محاكم مستقلة للقضاء اإلداري والتجاري وما بين مجرد أقسام‬
‫مدمجة في صلب المحاكم االبتدائية قد‬
‫يعمل قضاتها في قضايا أخرى باإلضافة إلى القضايا المتخصصة‪ ،‬لكون المادة ‪47‬‬
‫نصت على أن قضاة المحكمة االبتدائية ال يمكنهم أن ينظروا في قضايا القسم‬
‫المتخصص‪ ،‬ولكنها لم تمنع قضاة القسم المتخصص من البت في القضايا األخرى‬
‫توخيا للجودة والتخصص‪ ،‬وهذا من شأنه أن يؤثر على جودة االجتهاد القضائي لهذه‬
‫األقسام‪ ،‬وكان يمكن التغلب على مشكلة البعد الجغرافي للمحاكم المتخصصة بخلق‬
‫أقسام تتبع لها توخيا للوحدة وليست تابعة لمحاكم ابتدائية مثقلة أصال بالقضايا‪،‬‬

‫‪61‬‬
‫وبالتالي الحفاظ على تجربة القضاء المتخصص امتددت ألزيد من ‪ 25‬سنة وانتجت‬
‫اجتهادات قضائية متميزة أحيانا‪.‬‬
‫– قضية تكافؤ الفرص بين القضاة في الوصول إلى مناصب المسؤولية داخل‬
‫المحاكم‪:‬‬
‫نصت المادتان ‪ 48‬و‪ 71‬من قانون التنظيم القضائي الجديد على أن رؤساء أقسام‬
‫قضاة األسرة ورؤساء أقسام القضاء المتخصص في القضاء التجاري واإلداري‬
‫يعينون (في المحاكم االبتدائية واالستئنافية) وفقا لنص المادة ‪ 21‬من قانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 106-13‬المتعلق بالنظام األساسي للقضاة‪ .‬وبالرجوع إلى هذه المادة األخيرة‪،‬‬
‫نجدها تنص على ما يلي‪“ :‬يعين المجلس‪ ،‬باقتراح من المسؤول القضائي بالمحكمة‬
‫المعنية‪ ،‬كال من‪:‬‬
‫نائب رئيس محكمة أول درجة‪ ،‬والنائب األول لوكيل الملك لديها‪.‬‬
‫نائب الرئيس األول لمحكمة استئناف‪ ،‬والنائب األول للوكيل العام للملك لديها…”‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يعتبر رؤساء األقسام هؤالء وفق هذه اإلحالة بمثابة نواب لرئيس المحكمة‬
‫يقترحون من قبله ليعينهم المجلس األعلى للسلطة القضائية (وال ننسى أنهم أعضاء‬
‫في مكتب المحكمة كما سبق القول)‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬نخلص إلى أن قانون التنظيم القضائي بخصوص هذه النقطة قد أعرض عن‬
‫مبدأ تكافؤ الفرص بين القضاة في الوصول إلى مناصب المسؤولية داخل المحاكم‪،‬‬
‫وهو ما يمكن أن يكون له تأثير سلبي على مناخ العمل وظروفه‪ .‬وقد خالف بالتالي‬
‫مبدأ دستوريا يتجلى في اعتماد معيار تكافؤ الفرص في تولي المناصب العامة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫إن قانون التنظيم القضائي الجديد رقم ‪ 38:15‬يعد مستجدا قانونيا في المنظومة‬
‫القانونية بشكل عام و التنظيم القضائي بشكل خاص ‪ ،‬حيث اتى به المشرع استكماال‬
‫للمقتضيات القانونية التي يتضمنها القانون السابق رقم ‪ ،42:10‬و قد تناول المشرع‬
‫في هذا القانون عدة مستجدات قانونية جديدة سواء على مستوى الشكل او على‬
‫مستوى الموضوع ‪ ،‬كالمبادئ العامة للتنظيم القضائي و كذا القواعد المتعلقة بالتنظيم‬
‫و الهيئات القضائية ‪ ،‬باإلضافة إلى األقسام المتخصصة في القضاء التجاري و‬
‫القضاء اإلداري‪.‬‬
‫و كنتيجة لهذه المستجدات فإن مسألة التقييم القانوني لهذا القانون يطرح عدة نقط‬
‫أساسية‪:‬‬
‫ـ أن المشرع المغربي بهذا القانون قد حقق عدة إيجابيات أساسية‪ ،‬و منها المتعلقة‬
‫بإضافة بعض المبادئ العامة للتنظيم القضائي و منها مبدأ التخصص و الذي من‬
‫خالله أضاف المشرع بعض االقسام المتخصصة في كل من القضاء التجاري و‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬وهذا ما نعتبره في رأينا الشخصي إمتياز لهذا القانون ألن بهذا‬
‫المبدأ سيتم التخفيف من كاهل بعض المحاكم بمختلف درجاتها بسبب كثرة القضايا‬
‫المعروضة عليها‪.‬‬
‫و من اإلجابيات كذلك تنظيم ما يسمى بالسنة القضائية ‪.‬‬
‫ـ أن رغم اإليجابيات التي حققها هذا القانون قد فإن له بعض المساوئ كمسألة‬
‫التكرار من حيث الشكل و كذا التضييق على القضاء اإلداري من حيث الجوهر‪.‬‬
‫لكن في رأيينا الشخصي إننا نقول أن ميزان التقييم للتنظيم القضائي الجديد يفضي‬
‫إلى تغليب إجابيات هذا القانون أكثر من سلبياته‪ ،‬و ذلك بحكم اإلضافات التي خلقها‬
‫المشرع بهذا القانون سواء على مستوى الشكل ـو على مستوى الموضوع ‪،‬و هذا‬
‫مايساهم في دعم المنظومة القضائية و القانونية‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الئحة المراجع المعتمدة‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫ـ الدكتور محسن الصويب‪ ،‬الشرح العملي للتنظيم القضائي المغربي‬
‫ط‪.2023 ، 1‬‬
‫ـ الدكتور عبد الكريم الطالب‪ ،‬التنظيم القضائي المغربي وفق القانون‬
‫‪ ،38.15‬الطبعة السابعة ‪.2023 ،‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫ـ عبد اللطيف الشنتوف‪ ،‬المسكوت عنه في التنظيم القضائي الجديد‪،‬‬
‫مقال منشور باألنترنيت في مجلة هسبريس اإللكترونية‪.‬‬
‫ـ محمد الهيني‪ ،‬مالحظات على مشروع قانون التنظيم القضائي في‬
‫المغرب‪ ،‬التضييق على القضاء اإلداري غير دستوري‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة المعرفة القانونية على األنترنت‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مستجدات التنظيم القضائي الجديد ‪6 .........................................................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المبادئ األساسية التنظيم القضائي واإلجراءات المسطرية المستحدثة‪6 ....................................... .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المبادئ األساسية التنظيم القضائي ‪6 .............................................................................‬‬
‫أوال ‪ -‬مبدأ استقالل السلطة القضائية ‪7 ............................................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ -‬مبدأ التقاضي على درجتين‪10 ........................................................................................... :‬‬
‫ثالثا ‪ -‬مبدأ القاضي الفرد وتعدد القضاة‪12 ..................................................................................... :‬‬
‫رابعا ‪ -‬مبدأ علنية الجلسات وشفوية المرافعات‪14 ............................................................................ :‬‬
‫خامسا ‪ -‬مبدأ وحدة القضاء‪18 ................................................................................................... :‬‬
‫سادسا ‪ -‬مبدأ مجانية القضاء ومبدأ المساعدة القضائية‪20 .................................................................. :‬‬
‫الفقرة التانية ‪ :‬اإلجراءات المسطرية المستحدثة ‪23 ............................................................................‬‬
‫ـأوال ‪ :‬تفعيل مساطر الصلح والوساطة لحل المنازعات ‪24 .....................................................................‬‬
‫ثانيا ‪:‬ـتنظيم الرأي المخالف في المداولة ‪24 .....................................................................................‬‬
‫الطلب الثاني ‪ :‬المستجدات المتعلقة بالهيئات القضائية ومنظومة التدبير ‪27 ...................................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬المستجدات المتعلقة بتنظيم وتشكيل الهيئات القضائية واختصاصها ‪27 .....................................‬‬
‫أوال ‪ :‬المستجدات على مستوى التأليف ‪27 .......................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬المستجدات على مستوى االختصاص ‪30 ..................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المستجدات المتعلقة بمنظومة التدبير ‪32 ........................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ميزان تقييم التنظيم القضائي الجديد ‪38 ...................................................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬إيجابيات التنظيم القضائي الجديد ‪38 ...............................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬تنظيم دقيق المبادئ األساسية للتقاضي ‪38 .....................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تنظيم دقيق لعمل الهيئات القضائية ‪42 ..........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مساوئ التنظيم القضائي الجديد‪52 ................................................................................ .‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عيوب التنظيم القضائي على مستوى الشكل‪53 ............................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عيوب التنظيم القضائي على مستوى الجوهر‪53 .............................................................. .‬‬
‫خاتمة‪63 ........................................................................................................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع المعتمدة‪64 ......................................................................................................................................:‬‬

‫‪65‬‬

You might also like