Professional Documents
Culture Documents
السياسة الجنائية -1
السياسة الجنائية -1
مـــــقدمة:
إذا كان من الركائز االساسية لقيام الدولة ھي سلطتھا في ضبط االمن والنظام
وحماية الحقوق والحريات ،فإن ھذا المبتغى لن يتحقق إال بوضع االسس القانونية
والتنظيمية لذلك عن طريق سياسة جنائية شمولية ،ناجعة ،ومتطورة ،ومن ھنا تبرز
المكانة التي تحتلھا السياسة الجنائية كإحدى السياسات العمومية التي تنھجھا الدولة
لتطوير عدالتھا الجنائية في أفق ضمان تكريس ممارسة الحقوق والحريات دون إھمال
الحفاظ على أمن المجتمع وسالمة أفراده .
وتعتمد الدولة في تحقيق أھداف سياستھا الجنائية على كل الوسائل الزجرية
والعقابية والوقائية التي توفرھا لھذا الغرض ،و التي ھي عموما إما إجراءات تشريعية
وقانونية زجرية ،أو تدابير تنفيذية لالدوات التشريعية الزجرية ،و التى توضع عن
طريق البرلمان بمقتضى النصوص القانونية والحكومة عن طريق النصوص التظيمية
والتدابير التطبيقية .
وال يقتصر االمر على وضع أسس ومبادئ السياسة الجنائية ،بل البد من ترجمتھا
على أرض الواقع ،لذا فقد اسند القانون للسلطة التنفيذية من خالل وزير العدل صالحية
االشراف على تنفيذ السياسة الجنائية من خالل السلطات المخولة إليه اتجاه النيابة العامة
انطالقا من الفصل 48من القانون الملغى )ظھير ( 1959/2/10الذي تقابله المادة 51
من القانون الحالي ،أو من خالل الفصل 56من النظام االساسي لرجال القضاء )ظھير
(1974/11/11الذي جعل النيابة العامة تحت سلطتة وزير العدل .
بيد أن ھذه الصالحيات )رئاسة النيابة العامة واالشراف على تنفيذ السياسة الجنائية(
عرفت انتقادات واسعة وآراء متضاربة بين مؤيد ومعارض باعتبارھا تمس بمبدأ
استقالل القضاء وبالتالي التأتير على حماية الحقوق والحريات وعلى تحقيق االمن
القضائي الذي تطمح إليه الدولة من خالل سياستھا الجنائية .
ھذه االنتقادات قد انتھت – وكما ھو معلوم -بصدور دستور سنة 2011الذي ارتقى
بالقضاء إلى سلطة مستقلة عن باقي السلطات ) ،(1وعزز ھذا المبدأ بحذف وزيرالعدل
___________________
- 1ينص الفصل 107من الدستور الحالي على ما يلي " :السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية وعن
السلطة التنفيذية والملك ھو الضامن الستقال ل القضاء".
2
من تشكلة المجلس االعلى للسلطة القضائية ،ھذا المجلس الذي أصبح يضطلع دستوريا
باختصاصات جديد ة -إضافة إلى االختصاصات التي كانت مسندة لوزير العدل سواء
بالمجلس االعلى للقضاء سابقا ،أو من خالل النظام االساسي لرجال القضاء أو
بمقتضى قانون المسطرة الجنائية ،والتي تتجلى في المقتضيات المتعلقة بسلطة االشراف
على السياسة الجنائية التي اسندت للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض طبقا
للتعديالت المقترحة بالمادة 51-1من ق م ج ،أو المقتضيات االخرى التي جاءت
متفرقة بالمشروع بين تنفيذ القررات القضائية طرق الطعن والتعاون القضائي الدولي
الجنائي ....لخ ، -ھذه االختصاصات تتعلق – كما سنرى – في دورالمجلس في
الرصد والتشخيص لواقع العدالة ،وفي دوره االستشاري واالفتراحي ).(2
أھــــمية المـــــوضوع :
يكتسي موضوع السياسة الجنائية أھمية بالغة على مستويين :مستوى نظري وآخر
عملي .
فعلى المستوى النظري ،تعتبر السياسة الجنائية من أھم وأشرس المواضيع على
االطالق – إن صح التعبير – نظرا لما تتيره من نقاش عالمي ووطني من حيث أولوياتھا
والخطوط العريضة التي يتعين على الدولة أن ترسمھا ،فضال عن السجال القوي الذي
أثاره إشراف وزير العدل على تنفيذھا وعالقته باستقالل القضاء.
أما على المستوى العملي :فإن تشخيص واقع العدالة ببالدنا يتير مؤشرات سلبية
حول النتائج المرجوة ،نظرا لما تعرفه المحاكم من بطء وتضخم وتعقد في المساطر
وضعف التأطير ،وقدم المنظومة القانونية وما ينتج عن ذلك من تأتيرعلى تحقيق االمن
القضائي...الخ
إشــــــكالية المـــــوضوع:
لعل االشكالية الرئيسية التي يطرحھا الموضوع ،تتعلق بمدى مساھمة صالحية
االشراف على السياسة الجنائية المخولة لوزير العدل بصفته ممثال للحكومة ،في تحقيق
أھداف ھذه السياسة ،في ظل السجال العميق الذي ظل مطروحا حول مساس ھذه
الصالحية باستقالل القضاء ،و ما مدى تأتير ذلك على مردودية ھذه السلطة في تحقيق
العدالة المنشودة ؟ وبالثالي فھل أساس التعديل الدستوري المشار إليه ،ھو فشل السلطة
التنفيذية من خالل وزير العدل في تدبير أمور السياسة الجنائية في ظل التحوالت العميقة
___________
- 2المواد من 108إلى 113من القانون التنظيمي للسلطة القضائية
3
التي يعرفھا العالم على جميع المستويات ؟ أم أن ھذا التعديل قد أملته ضرورة االرتقاء
بالقضاء إلى سلطة قضائية وحدف وزير العدل من تشكلة المجلس االعلى للسلطة
القضائية ،بغض النظر عن النتائج المحققة على مستوى العدالة الجنائية ؟
4
المبحث االول :واقع االشراف على السياسة الجنائية
تخضع النيابة العامة لخاصية مھمة ،وھي خاصية التسلسل الرئاسي ،حيث نجد
على راس الھرم سلطة عليا تنتمي إلى الجھاز التنفيذي ممثال في وزير العدل ،الذي
يعتبر رئيسا للنيابة العامة رغم أنه الينتمي السالك القضاء ،ويزكي ھذا الرأي عدة
مقتضيات قانونية نذكر منھا :
-الفصل 56من النظام االساسي لرجال القضاء الملغى الذي نص بأن قضاة النيابة العامة
" يوضعون تحت سلطة وزير ومراقبة وتسيير رؤسائھم االعليين ".لكن ھذه الصالحية
أصبحت مخولة للوكيل العام لدى محكمة النقض(3) .
-الفصل 48من قانون المسطرة الجنائية الملغي الذي يخول لوزير العدل أن يبلغ
إلي رئيس النيابة العامة ما يصل إلي علمه من مخالفات للقانون الجنائي ويأمره بأن
يتابع أو يكلف من يتابع مرتكبيھا أو يأمر بان يرفع كتابة إلى المحكمة المختصة ما
يراه الوزير مالئما من ملتمسات .
-الفصل 3من مرسوم ) 1975 -12 -23الخاص بشروط وكيفية تنقيط القضاة
وترقيتھم ( الذي ينص على أن وزير العدل ھوالذي يسھر بنفسه على تنقيط
الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف .
-أن مديريتي الشؤون المدنية والجنائية بوزارة العدل مخولتان بمقتضى القانون سلطة
مراقبة النيابة العامة في القضايا المدنية على والجنائية )) (4مرسوم – 4- 14
1976المتعلق بتنظيم وزارة العدل ف 3و( 4
وانطالقا من ھذه الصالحيات ،فإن وزير العدل ھومن يشرف على تنفيذ السياسة
الجنائية بكل مضامينھا عن طريق النيابة العامة رغم عدم النص عليھا صراحة
بالفصل 48المذكور .
أما في القانون الحالي ،فإن المادة 51تجعل وزير العدل ھو المشرف على تنفيذ
السياسة الجنائية عبر جميع محاكم المملكة ،وھكذا وانطالقا من رئاسته للنيابة العامة ،
فإنه يسھر على تأطير عملھا وتنسيق اجتھاداتھا لمعالجة الظاھرة االجرامية لدى المحاكم
بالنسبة للقضايا المماتلة ،سواء فيما يخص تحريك الدعوى العمومية أو تقديم الملتمسات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-3بمقتضى المادة 25من القانون التنظيميمن النظام االساسي لرجال القضاء رقم 106-13الصادربالجريدة الرسمية
6456بتاريخ 2016/4/16أصبحت ھذه الصالحية مخولة للوكيل العام لدى محكمة النقض
-4محمد عياط ،دراسة في ق م ج ،ج 1شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع ط 1سنة 91ص 72
5
للمحاكم وفق ما يراه مناسبا .
أما بالنسبة لطريقة إصدار التعليمات ،فرغم أن المادة 51من ق م ج تنص فقط
على إعطاء تعليمات كتابية بشأن المتابعة ،فإن وزير العدل يتابع الدعوى العمومية
ويتحكم بشكل واضح في مآلھا عن طريق حفظ الدعوى العمومية أواالسراع في تحريكھا
أو تأجيلھا ،كما يمكنه إصدار التعليمات غير مكتوبة في حالة االستعجال على أن تحال
كتابة الحقا .
وال ينحصر دور وزير العدل في االشراف على تنفيذ السياسة الجنائية عن طريق
التعليمات الموجھة للنيابات العامة بشأن سير الدعوى العمومية ))(5المطلب االول ( ،بل
تمتد إلى ما يمارسه من طعون ،و ما يقوم به من أدوارفي تنفيذ العقوبات واالفراج و
التعاون القضائي الدولي في الميدان الجنائي )المطلب الثاني(،
المطلب االول :توجيه التعليمات بشأن سير الدعوى العمومية
استنادا إلى الممارسة العملية لبلورة أھداف السياسة الجنائية ،يتدخل وزيرالعدل
إلعطاء التعليمات بشأن سير الدعوى العمومية وفق وسيلتين نتناولھما ضمن فقرتين:
الفقرة االولى :إعطاء تعليمات عامة بشأن سير الدعوى العمومية
ھذه التعليمات التھم قضية معينة ،وإنما تعلق بتطبيق القانون الجنائي الشكلي
والموضوعي في ظاھرة او ممارسات إجرامية معينة ،كحت النيابات العامة على نھج
أسلوب الصرامة اتجاه بعض الجرائم النوعية ،كجرائم غسل االموال أو جرائم نھب
المال العام أو جرائم المخدرات ....لخ ،أوحتھا على احترام ضمانات المحاكمة العادلة،
وذلك بترشيد االعتقال االحتياطي ،وتفعيل الوسائل البديلة ....الخ .بحيث يكون لھذه
التعليات طابع توجيھي عام من خالل منظور وزير العدل للسبل التي يتعين على
-5ھناك مسطرة أخرى أفرزھا العمل القضائي التي ساھمت بشكل واضح وفعال في تحقيق بعض
أھداف السياسة الجنائية وھو يسمى بمسطرة التجنيح القضائي التي تعتمد قيام سلطة االتھام ) النيابة
العامة أو قاضي التحقيق ( بتغييروصف الجريمة من وصف أشد إلى وصف أخف من حيث العقوبة
المنصوص عليھا في القانون لتتالءم مع بعض االفعال المرتكبة التي ال تتسم بالخطورة ،مما يساھم
في تالفي التعقيدات العملية والمسطرية أمام غرف الجنايات ،وبالثالي تصريف عدد مھم من القضايا
البسيطة المعروضة عليھا .للمزيد من االيضاح حول ھذه المسطرة انظر ميلود غالب " :التجنيح
القضائي وإشكالته القانونية العملية " ،مطبعة أفولكي ،ط 1سنة . 98 ،
6
النيابة العامة نھجھا لتنفيذ السياسة الجنائية في المجال المقصود .ويتم ذلك عبر مناشير
أوتعليمات أورسائل دورية حول القضايا المذكورة أو قضايا أخرى .ونذكر من ھذه
المناشير والدوريات ) (6ما يلي :
-رسالة عدد 30س 3/بتاريخ 2012 /6/ 25حول إلغاء مذكرة البحث لالشخاص
الذين تتجاوز سنھم 60سنة,
-رسالة دورية عدد 36س /بتاريخ 2012/8/13حول مذكرة البحث ,
-رسالة عدد 41س بتاريخ 2012/10/1حول مذكرات البحث ,
-منشور وزير العدل والحريات عدد 17س 3بتاريخ 2013.05.02حول
اتصال المحامين باألشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية.
الفقرة الثانية :إعطاء تعليمات خاصة
بناء على ھذه الصالحية ،يحق لوزير العدل أن يأمرالوكيل العام للملك لدى
محكمة االستئناف ،بمتابعة شخص أو أشخاص معينين من أجل جرائم اشتبه في
ارتكابھم لھا ،أو أن يطلب منه إصدار تعليمات لنوابه أو لوكالء الملك التابعين لدائرة
نفوذه للقيام بإجراءات المتابعة ،كما يمكن لوزير العدل توجيه تعليمات للنيابة العامة
لتقديم ملتمسات كتابية معينة للمحكمة المختصة .
أما بخصوص واجبات النيابة العامة اتجاه ھذه التعليمات ،فقد ألزمھا القانون
باالمثتال الوامر الوزير في الملتمسات الكتابية ،في حين تسمح لھا االعراف والتقاليد
الراسخة ،بمخالفة الملتمسات الكتابية التي تقدموا بھا ،دون أن يعتبر ذلك مخالفة
لتعليمات وزير العدل أو تناقضا في مواقف مؤسسة النيابة العامة باعتبار أن ممتليھا
الذين يعتبرون أوال وقبل كل شيْ قضاة يسترجعون جزءا من استقاللھم في مرافعاتھم
الشفوية ،طبقا للقاعدة الفقھية التي تقول " القلم عبد واللسان حر" ).(7
ورغم أن النص قد تحدت عن الوكالء العامين دون تحديد ،فإن القصود ھم
الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف .أما الوكيل العام لدى محكمة النقض فھو
_________________
-6انظر الرسائل الدورية بالملحق.
7
غير معني بصفة أساسية النه اليملك تحريك الدعوى العمومية وقتصر دوره على تمثيل
النيابة العامة أمام محكمة النقض التي ھي محكمة قانون وليست محكمة موضوع .غير
أنه يتلقى التعليمات من وزيرالعدل حينما يوكل إليه القانون صالحية تحريك الدعوى
العمومية كما ھو الشأن في حالة متابعة بعض القضاة والموظفين وأعضاء الحكومة طبقا
لمقتضيات المواد 264وما يليه من ق م ج ) .(8كما يتلقى الوكيل العام لدى محكمة
النقض التعليمات من الوزير لتقديم الطعن لفائدة القانون أو لتقديم طلب المراجعة
)المادتان 568/ 560من ق م ج ( كما سنرى في المطلب الموالي .
وانطالقا من ھذا المبدأ ،فإن بعض النصوص الخاصة تؤكد أ ن وزير العدل ھو
المخاطب للقضاء بشأن ما تبلغه له بعض الجھات من شكايات وإشعارات نذكر منھا :
أوال :شكايات القدف الذي يقدمھا أعضاء الحكومة ،حيت يجعل الفصل 71من قانون
الصحافة في فقرته الثالثة ،وزير العدل ھو المخاطب بشأنھا والتي يحيلھا عليه رئيس
الحكومة ليحيلھا وزير العدل على النيابة العامة للقيام بالمتابعة . .
ثانيا :االشعارات التي يحيلھا المجلس االعلى للحسابات :يعتبر وزير العدل الجھة
المختصة بإحالة االشعارات التي يتلقاھا من المجلس االعلى للحسابات بشأن المخالفات
التي يرى المجلس أو المحاكم المالية ،أنھا تكتسي صبغة جرمية ،أوإذا تعلق االمر
بإتالف تعسفي للمستندات )المود 111و 114و ( 116من مدونة المحاكم المالية الصادر
في ) . ( 2002/ 6/13
ثالثا :شھادة أعضاء الحكومة :جعلت المادة 326من ق م ج وزير العدل ھو التلقاھا
الرئيس المخاطب بشأن رفع كل استدعاء يوجه الحد أعضاء الحكومة لالدالء بشھادة
أمام المحكمة ،حيث يقدم وزير العدل تقريرا لمجلس الحكومة الذي يبث في إمكانية
السماح للوزير لالدالء بشھادته أمام القضاء بالكيفية العادية .وإذا لم يمنح المجلس االذن
،أولم يطلبه القضاء ،فإن الشھادة يتلقاھا الرئيس االول لمحكمة االستئناف أو قاض –
معين من قبله – كتابة بمنزل الوزير المعني .
________________
).(8ويتعلق االمر ھنا بالمادتين 266-265من ٌ ق م ج حينما بكون الفعل منسوبا مستشار اجاللة الملك أو
عضو من أعضاء الحكومة......أو قاض بمحكمة النقض ،أقاض بمحكمة االستئناف أو رئيس محكمة االبتدائية ،
فإن الوكيل العام لمحكمة النقض ھو الذي يحيل على الغرفة الجنائية بمحكمة النقض......
8
المطلب الثاني :ممارسة الطعون والتنفيذ واالفراج و التعاون الجنائي الدولي
نقسم ھذا المطلب إلى فقرتين إثنتين على الشكل التالي :
الفقرة األولى :ممارسة الطعون
لقد خول قانون المسطرة الجنائية لوزير العدل صالحية اتخاذ المبادرة لتقديم
طعنين مھمين ھما المراجعة)أوال( و النقض لفائدة القانون)ثانيا( باإلضافة إلى الطعن
المقرر بمقتضى الفصل 382من قانون المسطرة المدنية من اجل تجاوز القضاة
سلطاتھم )ثالثا( .
أوال :المراجعة
المراجعة طعن استثنائي في مواجھة األحكام النھائية ،يصلح لتدارك خطا في
الوقائع يلحق ضررا بشخص يحكم عليه من اجل جناية أو جنحة .و ال تقبل المراجعة إال
إذا انعدمت كل وسيلة طعن أخرى .و يقدم الطعن بالمراجعة في أربع حاالت تنص عليھا
المادة 566من قانون المسطرة الجنائية كما يلي :
-1إذا صدرت عقوبة في دعوى القتل ،و أدلى بعد ذلك بمستندات أو حجج ثبت منھا قيام
قرائن أو عالمات كافية تدل على وجود المجني عليه المزعوم قتله.
-2إذا صدرت عقوبة على متھم،و صدر بعد ذلك مقرر ثان يعاقب متھما آخر من اجل
نفس الفعل و لم يمكن التوفيق بين المقررين لما بينھما من تناقض يستخلص منه الدليل
على براءة احد المحكوم عليھما.
-3إذا جرت بعد صدور الحكم باإلدانة متابعة شاھد سبق االستماع إليه و حكم عليه من
اجل شھادة الزور ضد المتھم،و ال يمكن أثناء المناقشات الجديدة االستماع إلى الشاھد
المحكوم عليه بھذه الصفة.
-4إذا طرأت واقعة بعد الحكم باإلدانة ،أو تم الكشف عنھا ،أو إذا تم تقديم مستندات
كانت مجھولة أثناء المناقشات و من شانھا أن تثبت براءة المحكوم عليه.
و يخول حق طلب المراجعة في الحاالت الثالث األولى طبقا للمادة 567لمن
يأتي ذكرھم:
.1للمحكوم عليه أو نائبه القانوني في حالة عدم األھلية أو ورثته بعد وفاته .
9
.2للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بمبادرة منه أو بطلب من وزير العدل.
.3لزوج المحكوم عليه المتوفى أو المصرح بغيبته و أوالده ووالديه وورثته و الموصى
لھم و لمن تلقى توكيال خاصا منه قبل وفاته.أما في الحالة الرابعة ،فوزير العدل وحده
يملك حق طلب المراجعة بعد استشارة مديري اإلدارة المركزية للوزارة وثالثة قضاة
بمحكمة النقض ،من غير أعضاء الغرفة الجنائية.
تحال القضية طبقا للمادة 568من ق م ج إلى الغرفة الجنائية بالمجلس األعلى
من الوكيل العام للملك لدى المجلس إما تلقائيا أو بطلب من وزير العدل ،و إما بناء على
طلب األطراف في الحاالت الثالث األولى من المادة 566اعاله.
يوقف بقوة القانون تنفيذ المقرر الصادر بالعقوبة إذا كان لم ينفذ،و ذلك ابتداء من
تاريخ توجيه الطلب إلى المجلس األعلى.
ويمكن إيقاف التنفيذ بأمر من وزير العدل إذا كان المحكوم عليه في حالة اعتقال
إلى حين صدور قرار المجلس األعلى.
وبلغت االحصائيات وخالل السنوات األخيرة توصل وزير العدل بعدة طلبات
للمراجعة لألسباب المشار إليھا في الفقرة الرابعة من المادة 566من قانون المسطرة
الجنائية ،على الشكل التالي :
-في سنة 2008توصل الوزير ب 42طلبا استجاب لثالثة منھا حظي اثنان بقبول الغرفة
الجنائية و تم رفض الثالث.
-و في سنة 2009توصل الوزير ب 3طلبا و قدم طعنا واحدا رفضته الغرفة الجنائية.
-في سنة 2010توصل ب 95طلبا و لم يوافق على تقديم أي طعن بالمراجعة بشأنھا.
-و خالل سنة 2011توصل ب 29طلبا قرر استشارة اللجنة بشان 3منھا ).(9
ثانيا:النقض لفائدة القانون
الطعن لفائدة القانون ،ھو الطعن الذي يتقدم به الوكيل العام للملك لدى محكمة
النقض بشان حكم غير قابل لالستئناف ،صدر خرقا للقانون أو للصيغ الجوھرية المتعلقة
باإلجراءات و لم يطعن فيه بالنقض أي من األطراف خالل األجل المقرر للطعن
بالنقض .وھذا الطعن مخول في األساس للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض،غير انه
_____________
10
– 9مجلة الشؤون الجنائية العدد الثاني اكتوبر . 2012ص 106 - 105
يمكن لوزير العدل أن يوجه أمرا كتابيا إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض لتقديم
طلب الطعن بالنقض لفائدة القانون )المادة 568منٌ م ج (.
ثالثا :اإلحالة من اجل تجاوز السلطة
التتوقف الصالحيات التي يتوفر عليھا وزير العدل في شأن تنفيذ العقوبات على
حد تنفيذھا ،بل تصل إلى حد إلغائھا أو توقيفھا .
بالنسبة لعقوبة االعدام التنفذ إال بأمر من وزير العدل وھوالذي يملك الصالحية
لالمر بتنفيذھا عليھا ) المادتان 603/ 602من ق م ج ( .
أما بالنسبة للعقوبات السالبة للحرية ،فھي تنفذ بمسعى من النيابة العامة )المادة
598من ق م ج ( .ولكن وزير العدل يملك صالحية وضع حد لتنفيذھا عن طريق
االفراج المقيد بشروط ،كما يملك صالحية إيقاف تنفيذ العقوبة في حالة طلب العفو .
كما يمكن لوزير العدل أن يلغي االفراج القيد بشروط إذا أخل المحكوم عليه بتنفيذ
االلتزامات التي حددھا وزير العدل ) المادة . ( 629
كما يحق له الفراج عن طالب العفو المعتقل من أجل جنحة أو مخالفة ريثما يبث
في طلب العفو المقدم من طرفه .
11
كما يضطلع برئاسة لجنة العفو وبتنفيذ أوامر جاللة الملك المتعلقة بالعفو) الفصالن 10
13من ظھير . ( 1958/2/ 6
ثانيا :دور وزير العدل في التعاون الجنائي الدولي
لقد أناط القانون بوزير العدل مھمة اإلشراف على طلبات التعاون القضائي الدولي في
الميدان الجنائي ،و السيما ما يھم االنابات القضائية و تسليم المجرمين و الموافقة على
منح اإلذن بالتسليم المراقب و ذلك أما باعتبارھا المخاطب األساسي للسلطة الدبلوماسية
)وزارة الخارجية( أو بوصفھا سلطة مركزية حين تعطيھا االتفاقيات ھذا الدور.
-1تنفيذ االنابات القضائية:
يتلقى وزير العدل االنابات القضائية التي يصدرھا القضاة المغاربة قصد تنفيذھا
بالخارج ،حيث يقوم بتبليغھا بالطريقة الدبلوماسية ،كما تنفذ االنابات القضائية الدولية
الواردة من الخارج بنفس الطريقة التي تنفذ بھا االنابات الصادرة داخل أراضي المملكة
و طبقا للتشريع المغربي و يمكن لوزيرالعدل أن يأذن لممثلي السلطة األجنبية بحضور
تنفيذ االنابات القضائية كمالحظين.
وخالل سنة 2011وافق وزير العدل على 80طلبا لحضور تنفيذ انابات قضائية
بالمغرب)تتضمن كل حالة طلب الترخيص بحضور عدد من القضاة و موظفي الشرطة
القضائية األجانب يتراوح من اثنان إلى خمسة أشخاص( بصفتھم مالحظين ). (10
-2طلبات التسليم :
يلعب وزير العدل دورا محوريا في مجال تسليم المجرمين باعتباره الجھة
الحكومية التي سمح لھا القانون بإعداد مشاريع مراسيم التسليم و عرضھا غلى رئيس
الحكومة للتوقيع.
بحيث يوجه وزير الشؤون الخارجية طلب التسليم بعد االطالع على مستنداته
مرفقا بالملف،إلى وزير العدل الذي يتأكد من صحة الطلب و يتخذ في شانه ما يلزم
قانونا.وإذا أبدى المجلس األعلى رأيه بالموافقة على التسليم،يوجه الملف مع نسخ من
القرار،خالل ثمانية أيام إلى وزير العدل الذي يقترح عند االقتضاء على الوزير األول
إمضاء مرسوم يأذن بالتسليم)حسب المادة 737من ق م ج(.
و خالل المدة من 2008إلى 2011عرض وزير العدل على رئيس الحكومة )الوزير
األول قبل يوليوز 103 (2011مشروعا لمراسيم التسليم،تم توقيعھا و تنفيذھا
_____________
12
10مجلة الشؤون الجنائية ،العدد الثاني اكتوبر ، 2012ص . 109
يمكن لدولة أجنبية أن تطلب من السلطات المغربية المختصة تنفيذ عملية تسليم
مراقب داخل المملكة المغربية.
تنفذ طلبات التسليم المراقب الواردة من دولة أجنبية وفق أحكام الفرع الفريد من
الباب الثالث من القسم الثاني من الكتاب األول من ھذا القانون المتعلق بالتسليم المراقب
داخل أراضي المملكة و طبقا للتشريع المغربي .
ال يمكن للوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف منح اإلذن بالتسليم المراقب إال
بعد موافقة وزير العدل.غير أن طلبات التسليم المراقب ال تنفذ إذا كان تنفيذھا من شانه
المساس بسيادة المملكة المغربية أو أمنھا أو نظامھا العام أو مصالحھا األخرى األساسية.
المبحث الثاني :آفاق االشراف على السياسة الجنائية
ان وزير العدل والحريات بالمغرب يملك سلطات قوية وواسعة على أعضاء
النيابة العامة لما يخوله له النظام االساسي لرجال القضاء من صالحيات عليھم سواء
بوصفه نائبا لرئيس المجلس االعلى للقضاء ،حيت تخوله ھذه الصالحية التحكم الفعلي
في مراحل مھمة من مسارھم المھني ،السيما فيما يخص التعيين والنقل والترقي والتأديب
التفتيش والتنقيط و االحالة على التقاعد مما يجعل أعضاء النيابة العامة يخضعون
لتعليماته ويقبلون تنفيذھا سواء تعلقت بالمتابعة أو الحفظ بل حتى لو كانت شفاھية .
فضال عن الصالحيات المخولة له بمقتضى قانون المسطرة الجنائية سيما المادة . 51
وأمام ھذه الوضعية ،أي تبعية النيابة العامة لوزير العدل ،وفي خضم المطالب
الشعبية والحقوقية والجمعوية والسياسية الملحة المنادية باستقالل القضاء ،والتي تكللت
بصدور دستور 2011الذي جعل القضاء سلطة مستقلة ،صدرت ترسانة مھمة من
_____________
- 12ھذا االجراء ورد ضمن الباب الثالت من القسم التاني وھو من تقنيات البحت الخاصة الذي عرفته المادة
" : 82-1التسليم المراقب ھم السماح بمرور شحنة غير مشروعة أو يشبه في كونھا كذلك إلى داخل المغرب
أوعبره أو إلى خارجه دون ظبطھا ،أو بعد سحبھا أو استبدالھا كليا أو جزئيا ،تحت مراقبة السلطات المختصة
،بقصد التعرف على الوجھة النھائية ،لھذة الشحنة والتحري عن جريمة والكشف عن ھوية مرتكبيھا .....
13
القوانين تطبيقا لمقتضياته التي تضمنت بعض المستجدات على مستوى الجھات المختصة
باالشراف على السياسة الجنائية .
بعد صدور دستور 2011واالرتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة ،صدرت القوانين
الكفيلة بتنزيل مقتضياته ،منھا ماھو تنظيمي كالقانون التنظيمي للسلطة القضائية ،13
والقانون التنظيمي للنظام االساسي لرجال القضاء ) )(14المطلب االول ( ،ومنھا ما ھو
مشروع قانون ،كمشروع قانون المسطرة الجنائية ) المطلب الثاني ( .
المطلب االول :المستجدات المنبتقة عن الدستوروالقوانين ذات الصلة
الفقرة االولى :المستجدات الدستورية
إسوة بجل الدساتير العالمية التي نصت على استقالل القضاء وإحاطته بمظاھر
االحترام والتقدير ،بادر الدستور المغربي إلى االرتقاء بالقضاء -والول مرة – إلى
سلطة قضائية قائمة ومستقلة عن السلط االخرى متجاوزا بذلك الفراغ الذي كان سائدا في
دستور 1996الذي كان يشير إلى القضاء كوظيفة من وظائف الدولة فقط ،وقد نتج عن
ھذا االرتقاء بالقضاء كسلطة مستقلة توسيع صالحيات المجلس االعلى للقضاء الذي
أصبح يسمى بمقتضى ھذا الدستور بالمجلس االعلى للسلطة القضائية حسب منطوق
الفصل 115من الدستور الذي تضمن تشكلة جديدة استبعدت وزير العدل ،مما يشير إلى
تكريس مبدأ فصل السلط الذي يسعى إليه الدستور .
غير أن مبدأ استقالل القضاء لم يتقرر مجانا ودون حدود ،بل إن الدستور قد
تضمن إشارات قوية بأن القاضي ملزم بتطبيق القانون وإصدار أحكامه وفق القانون
حسب منطوق الفصل 110من الدستور .
أما بالنسبة لقضاة النيابة العامة ،فبعدما كانت سلطة المالءمة يطبقھا البعض منھم
بطريقة فضفاضة وغير محكمة ،فقد إلزمھم الدستور بتطبيق القانون ونص على تحملھم
المسؤولية والتزامھم بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون لھا ،
مما يدل على أنه يمنع عليھم تنفيذ التعليمات إذا كانت غير قانونية .
ولم يحدد الدستورالسلطة التي يتبع لھا قضاة النيابة العامة ،ولعله ترك أمر ذلك
للقوانين الثنظيمية أو القوانين الصادرة لتنزيل مقتضيات الدستور ،و ھو ما تأكد من
خالل مشروع قانون المسطرة الجنائية الذي أسند رئاسة النيابة العامة للوكيل العام لدى
محكمة النقض )المادة (51-1
________________________
رقم 106-13المتعلق بالمجلس االعلى للسلطة القضائية ،ج ر عدد 6456 – 13القانون التنظيمي
بتاريخ. 2016/4/16
14
-14القانون التنظيمي رقم 106-13المتعلق بالنظام االساسي لرجال القضاء نفس الجريدة الرسمية .
15
منظومة العدالة وفق ما نصت عليه المادة 110من القانون التظيمي للمجلس من طرف
كل من :
الرئيس االول لمحكمة النقض والوكيل العام لديھا كل في مجال اختصاصه. -
الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة حول تنفيذ السياسة -
الجنائية وسير النيابة العامة ،قبل عرضه ومناقشته أمام اللجنتين المكلفتين بالتشريع
بمجلسي البرلمان
الوزير المكلف بالعدل حول سير وأداء االدارة القضائية ،وحصيلة منجزاتھا وبرنامج -
عملھا ،وكذا وضعية المھن القضائية.
المفتشية العامة للشؤون الفقضائية -
مؤسسات وھيئات حماية الحقوق والحريات والحكامة الجيدة المنصوص عليھا في -
الدستور
الجمعيات المھنية للقضاة -
جمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المھتمة بقضايا العدالة والمؤسسة -
بكيفية قانونية منذ تالت سنوات على االقل .
ب :الدوراالستشاري واالقتراحي
طبقا لمقتضيات المادة 113من الدستور الجديد يقوم المجلس االعلى للسلطة
القضائية بإصدار آراء مفصلة حول كل مسألة تتعلق بالعدالة بطلب من الملك أو الحكومة
أو أحد مجلسي البرلمان ،وقد حددت المادة 112من القانون التنظيمي للمجلس بعض
ھذه المجاالت والمسطرة المتبعة في ذلك ،حيث يمكن للمجلس أن يبدي رأيه في مشاريع
ومقترحات القوانين المعاقة بوضعية القضاة ،ومنظومة العدالة ،واستراتيجيات وبرامج
االصالح في مجال العدالة التي تحيلھا الحكومة عليه .
– 2القانون التنظيمي المتعلق بالنظام االساسي لرجال القضاء
طبقا لمقتضيات المادة 25من ھذا القانون أصبح قضاة النيابة العامة يخضعون
لسلطة الوكيل للملك لدى محكمة النقض ومراقبة رؤسائھم التسلسليين ،عوض وزير العدل
المخولة إليه ھذه الصالحية بقتضى المادة 56من النظام االساسي لرجال القضاء ،وتبعا
لذلك ،فقد أوجبت المادة 43على قضاة النيابة العامة تطبيق القانون كما يتعين عليھم
االلتزام بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون إليھا ،كما يلتزم
قضاة النيابة العامة باالمثتال لالوامر والمالحظات القانونية الصادرة عن رؤسائھم
التسلسليين .
16
من خالل ھذه المقتضيات يتضح أن قضاة النيابة العامة الزالوا يخضعون
للتعليمات الرئاسية التي من شأنھا المساس باستقاللھم ومما يكرس ھذا لوضع مانصت
عليه المادة 73التي أعطت صالحية االنتداب للرئيس االول والوكيل العام للملك لدى
محكمة االستئناف كل فيما يخصه ،مع منح القاضي المعني إمكانية التظلم من القرار أمام
المجلس ،دون أن يؤدي ھذا االجراء إلى وقف االنتداب .
المطلب الثاني :المستجدات الواردة بمشروع قانون المسطرة الجنائية
استنادا إلى توصيات الميتاق الوطني حول إصالح منظومة العدالة ب بالدنا ،تم
وضع مشروع تعديل قانون المسطرة الجنائية حتى تتالءم ومقتضيات دستور ، 2011
فنص على مجموعة من المستجدات ،إن على مستوى صالحية االشراف على تنفيذ
السياسة الجنائية ) أوال ( ،أو على مستوى باقي االختصاصات الجنائية االخرى ) ثانيا (
الفقرة االولى :على مستوى صالحية االشراف على تنفيذ السياسة الجنائية
أول مالحظة يمكن إبداؤھا في ھذا الصدد ،أن المشروع أسند رئاسة النيابة العامة
للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بمقتضى المادة 51-1من المشروع ،وھذا
المصطلح كان سائدا في ظھير 1959/2/ 10الملغى بحيث كان يطلقه على الوكيل العام
للملك لذى محكمة االستئناف بمقتضى المادة 48منه ،إال أن المشرع قد تجاوزه في
القانون رقم 22. 01المعمول به حاليا .
وبمقتضى ھذه الصالحية ،فإن الوكيل العام لدى محكمة النقض يمارس سلطته
علي جميع قضاة النيابة العامة بكافة محاكم المملكة .
أما االختصاصات المخولة له في ھذا الصدد ،فھي تضم االختصاصات المسندة
لوزير العدل بقتضى القانون الحالي بوجب المادة ، 51انطالقا من إلزام الوكالء العامين
لدى محاكم االستئناف بإخباره بما بلغ إلى علمھم من جرائم خطيرة أو أحدات من شأنھا
أن تخل باالمن العام ليتخذ بشانھا مايراه مناسبا من إجراءات ،أو من خالل ما يوجھه لھم
من تعليمات كتابية قانونية ،وتبليغھم ما يصل إلى علمه من مخالفات للقانون الجنائي ،
مع إمكانية أمرھم باتخاذ االجراءات القانونية التي يراھا مناسبة أو أن يرفعوا إلى
المحكمة المختصة ما يراه مناسبا من ملتمسات كتابية .
و تطبيقا الحكام الدستور الجديد المتعلقة باستقالل السلطة القضائية ،فقد أسند
المشروع صالحية االشراف على السياسة الجنائية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة
النقض الذي يبلغھا للوكالء العامين للملك لتنفيذھا طبقا للقانون إال أن ھذه التعديال ت لم
تلغ بعض الصالحيات المسندة لوزير العدل التي تتالءم ووضعيته كممثل للحكومة
ويتجلى ذلك من خالل االجراءات الثالية:
17
-دوره في تبليغ مضامين السياسة الجنائية التي تضعھا الحكومة إلى رئيس النيابة
العامة .
-النص على إشعاره من طرف رئيس النيابة العامة باالجراءات المتخذة في شأن
تنفيذ السياسة الجنائية .
-االشارة إلى توجيه تقرير سنوي إلى المجلس االعلى للسلطة القضائية وكذا وزير
العدل حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة .
الفقرة الثانية :على مستوى باقي االجراءات الجنائية
موازاة مع رئاسته للنيابة العامة وإشرافه على تنفيذ السياسة الجنائية ،فقد خول
المشروع للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض الصالحيات المسندة حاليا لوزير
العدل ،وذلك ضمن مقتضيات متفرقة بقانون المسطرة الجنائية نخص بالذكر منھا ما
يتعلق ببعض طرق الطعن والتعاون القضائي الجنائي الدولي .
-1بخصوص طرق الطعن:
18
أ -تنفيذ االنابات القضائية االجنبية :إضافة إلى الصالحيات المخولة إليه في ھذا
الشأن ،فقد أصبح لوزير العدل -بمقتضى التعديل المتعلق بالمادة 715من ق م ج -
أن يحيل فقط االنابات القضائية التي يتوصل بھا من السلطات االجنبية على الوكيل العام
للملك الذي يحيلھا على الجھات القضائية المختصة.
ب – طلبات التسليم :فبينما كان وزير العدل ھو الذي يتخذ القرار المالئم بشأن طلبات
التسليم ،أصبح دوره بمقتضى المشروع مقتصرا على إحالتة الطلب على رئيس النيابة
العامة الذي أصبح ھو المختص باتخاذ القرار المناسب في شأنه .
ومن جھة أخرى ،فإن االشعار الذي يوجھه وكيل الملك طبقا للتعديل المتعلق
بالمادة 729عند اتخاذ قرار باعتقال شخص أجنبي ،أصبح مقتصرا على الوكيل العام
للملك دون وزير العدل .
للوكيل العام للملك لدى ج -االذن بالتسليم المراقب :أصبحت الموافقة على منحه
محكمة االستئناف ،من اختصاص الوكيل العام بمحكمة النقض .
19
خــــــــــــاتمــة
وحاصل ماسبق ،أنه إذا كان استقالل السلطة القضائية المقرر دستوريا ،قد أسفر
على منحھا صالحية االشراف على السياسة الجنائية سواء من خالل الوكيل العام للملك
لدى محكمة النقض ،أو من خالل من خالل االدوار المخولة للمجلس االعلى للسلطة
القضائية -بعد استبعاد وزير العدل عن تشكلته ، -فإن ھذا االختيار لن تتأكد صوابيته إال
بعد ترجمته على أرض الواقع من خالل النتائج المحصل عليھا في تدبير شؤون العدالة
الجنائية ببالدنا ،وقد يتحقق للمواطن من أمن قضائي ،بعد دخول القوانين التنظيمية حيز
التنفيذ بعد تنصيب المجلس االعلى للسلطة القضائية .
فھل تستطيع السلطة القضائية -إذن -تعزيز االستقالل المخول لھا دستوريا
على تطبيق برامج وأھداف السياسة وبلورته من خالل االشراف االيجابي والفعال
الجنائية الملحة الموكولة إليھا باعتباره مظھرا من مظاھر ھذا االستقالل؟ وكيف سيتم
التنسيق بين السلطة التنفيذية المسؤولة عن وضع الخطوط العريضة للسياسة الجنائية
وتبليغ مضامينھا من طرف وزير العدل ،وبين النيابة العامة من خالل الوكيل العام
لمحكمة النقض المكلف باالشراف على تفيذ السياسة الجنائية في أفق تحقيق أھدافھا
المرجوة بشكل أفضل؟
20
مـــــــلحـــــق
★ من ـ ـ ـ ـ ــاش ودوريات ل ـ ـ ـ ـ ــوزير الع ـ ـ ــدل والحريا ت
رسالة دورية عدد 17س 3بتاريخ 2013.05.02
الـــــى السادة :
-الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف .
-وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية
الموضوع :حول اتصال المحامين باألشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية
سالم تام بوجود موالنا االمام
وبعد،
بلغني ان بعض النيابات العامة تذھب في تفسيرھا لمقتضيات المادة 66من قانون
المسطرة الجنائية بشان حق االشخاص الموضوعين رھن الحراسة النظرية في االتصال
بمحاميھم ,الى اشتراط انصرام نصف المدة االصلية للحراسة النظرية.
غير انه بالرجوع الى مقتضيات المادة 66المذكورة ,يتضح ان ارادة المشرع كانت
جلية وصريحة في اتجاه امكانية االتصال بين المحامي وموكله ابتداء من الساعة االولى
للوضع تحت الحراسة النظرية ,وفق الشروط والضوابط المحددة قانونا في نفس المادة
المذكورة ,وفي كل االحوال داخل اجل :
24 -ساعة )نصف المدة االصلية للوضع تحت الحراسة النظرية ( ,تبتدئ من
ساعة الوضع تحت الحراسة النظرية بالنسبة للجرائم العادية ,ما لم تقرر النيابة العامة في
حالة تعلق االمر بوقائع تكون جناية واقتضت ضرورة البحث ذلك ,ان توخز بصفة
استثنائية بناء على طلب من ضابط الشرطة القضائية ,اتصال المحامي بموكله لمدة ال
تتجاوز 12ساعة ابتداء من انتھاء نصف المدة االصلية للحراسة النظرية .
96 -ساعة ) المدة االصلية للوضع تحت الحراسة النظرية ( ,تبتدئ من الساعة
االولى للوضع تحت الحراسة النظرية بالنسبة للجرائم االرھابية والجرائم المنصوص
21
عليھا في المادة 108من قانون المسطرة الجنائية .ما لم تقرر النيابة العامة في حالة
اقتضاء ضرورة البحث ,تأخير االتصال لمدة ال تتجاوز 48ساعة ابتداء من انصرام
المدة االصلية للحراسة النظرية بناء على طلب من ضابط الشرطة القضائية.
وھو ما يفيد ان حق االتصال يمكن ممارسته –بإذن النيابة العامة – ابتداء من
اللحظة األولى للوضع رھن الحراسة النظرية ,وال يمكن تأخيره عن نصف المدة
المقررة للحراسة النظرية بالنسبة للجرائم العادية اال في حالة تعلق االفعال بجناية ,ولغاية
انتھاء المدة األصلية للحراسة النظرية بالنسبة للجرائم االرھابية والجرائم المنصوص
عليھا في المادة 108من قانون المسطرة الجنائية ,اال في االحوال التي تصدر فيھا
النيابة العامة قرارا بتأجيل االتصال لضرورات البحث ,شريطة اال يتجاوز المدة المحددة
في المادة 66من ق م ج ) 12ساعة بالنسبة للجرائم العادية في صورة جناية و 48
ساعة بالنسبة للجرائم االرھابية والجرائم المنصوص عليھا في المادة 108من ق م ج (.
ألجله ،اھيب بكم بتنسيق مع ضباط الشرطة القضائية على تسھيل اتصال
االشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية بمحاميھم ابتداء من الساعة االولى
لوضعھم رھن الحراسة النظرية ,ما لم تقرروا تأخير االتصال وفق الشروط والضوابط
المحددة قانونا في المادة 66من قانون المسطرة الجنائية ,مع موافاتي بما قد يعترضكم
من صعوبات في الموضع .
والسالم.
22
رسالة دورية عدد 30س 3بتاريخ 2012/06/25
إلى السادة -:الوكالء العامين للملك لدى محاكم االسئناف :
-وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية
الموضـــــوع :حول إلغاء مذكرة البحث لألشخاص الذين تجاوز سنھم 60سنة
سالم تام بوجود موالنا االمام
و بعد ،
لقد أخبرني السيد المدير العام لألمن الوطني أن المديرية العامة لألمن الوكني
بصدد تحيين قاعدة البيانات االلكترونية الخاصة باألشخاص المبحوث عنھم على الصعيد
الوطني في ملفات االكراه البدني و البالغين سن 60سنة في أفق إلغاء االبحاث الصادرة
عنھم بصفة تلقائية باعتبارھا اصبحت غير ذات موضوع.
و بالنظر إلى ان المشرع نص على عدم أمكانية تطبيق االكراه بمجرد بلوغ
المحكوم عليه المدين سن 60سنة بصريح المادة 636من قانون المسطرة الجنائية و
المادة 77من مدونة تحصيل الديون العمومية .
فإنني أھيب بكم العمل على إعطاء تعليماتكم للشرطة القضائية التابعة لكم إللغاء
مذكرات البحث الصادرة عنكم في االشخاص المبحوث عنھم في ملفات االكراه البدني
البالغين سن 60سنة أو بمجرد بلوغھم ھذه السن.
و نظرا لھذه التعليمات من أھمية ،فإني أطلب منكم السھر على تطبيقھا بكل
حرص و تبليغ فحواھا إلى قضاة النيابة العامة مع إشعاري بكل عائق في االبان.
و السالم.
23
رسالة دورية عدد 41 :س * 3ي 1أكتوبر 2012
إلى السادة -:الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف :
-وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية
الموضـــــوع :الحقوق المخولة قانونا لألشخاص الموضوعين تحت الحراسة
النظرية
سالم تام بوجود موالنا االمام
و بعد،
ال يخفى عليكم أن قانون المسطرة الجنائية ،يلزم ضباط الشرطة القضائية باتخاذ
مجموعة من االجراءات التي كلفھا القانون لفائدة االشخاص المقبوض عليھم أو
الموضوعين تحت الحراسة النظرية ،كإشعار عائالتھم بالوضع تحت الحراسة النظرية
فور اتخاذه ) المادتان 67و 82من ق.م.ج( ،و إخبار االشخاص المقبوض عليھم أو
الموضوعين تحت الحراسة النظرية فورا و بكيفية يفھمونھا بالحقوق المنصوص عليھا
في المادة 66من قانون المسطرة الجنائية و اال سيما :
دواعي االعتقال -
الحق في التزام الصمت -
الحق في امكانية االتصال باحد االقرباء -
الحق في المساعدة القانونية -
الحق في تعيين محامي أو طلب تعيينه في إطار المساعدة القضائية -
و نظرا لألھمية االجراءات المذكورة في تكريس ضمانات المحاكمة العادلة ،و
تفادي الجزاء القانوني المقرر إلھمالھا من جھة ،و دراءا لتداول بعض االشاعات حول
اختفاء االشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية مما قد يتسبب في قلق العائالت ،
و يخلف بعض اآلثار السلبية على سالمة االجراءات الجنائية من جھة أخرى ،فإني
أطلب منكم الحرص على تفعيل ھذه االجراءات القانونية و تتبع عمل الشرطة القضائية
في تطبيقھا بجدية ،و تضمين المعلومات المتعلقة بذلك بالمحضر .كما أطلب منكم عدم
التردد في ترتيب االجراء القانوني المنا كل إھمال في القيام باالجراءات المذكورة و
إشعاري بالصعوبات التي قد تعترضكم في تطبيق المنشور .
24
رسالة دورية عدد 36س 3بتاريخ 2012/08/13
من وزير العدل و الحريات
إلى السادة - :الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف
-وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية.
الموضـــــــوع :مذكرات البحث
سالم تام بوجود موالنا االمام
و بعد ،
لقد بلغ إلى علم ھذه الوزارة ان العديد من االشخاص ما يزالون من أجل قضايا
سقطت بالتقادم ،و أن بعضھم يتم إلقاء القبض عليھم و يود النظرية قبل أن تقرروا
االفراج عنھم بسبب التقادم ،و ھو ما يتسبب لھم في قانونا ،و يؤدي إلى ھدر جھود
أوقات المصالح العمومية.
ألجله ،أطلب منكم العمل على إلغاء مذكرات البحث المنشورة في حق االسباب
القانونية الداعية إلى ذلك االلغاء أو تقادم القضية ،مع مراعاة مقتضى من قانون
المسطرة الجنائية بشأن قطع تقادم الدعوى العمومية نتيجة إحدى عليھا في المادة
المذكورة التي قد تتخذ ليس في حق االشخاص موضوع مذكر و إنما في حق شركائھم أو
المساھمين معھم ،و تؤدي إلى قطع التقادم بالنسبة الذين لم يشملھم إجراء التحقيق أو
المتابعة أو المحاكمة .
25
ـــــــــــ ااـــــــــــــــــ:
:ات
• أنفاس حقوقية :دراسات و أبحاث في قانون المسطرة الجنائية الجديد العدد الثاني والثالث دجنبر
.2003
• مجلة منير النيابة العامة :عدد 2سنة . 2012
• مجلة الشؤون الجنائية عدد 2أكتوبر 2012
26
الفــــھرس
1.........................................................................................: مـــــــقدمة
المبحث االول :واقع االشراف على السياسة الجنائية4..............................................
المطلب االول :توجيه التعليمات بشأن سير الدعوى العمومية5....................................
27
أ -دور رصد و تشخيص واقع العدالة15 ............................................................
الفقرة االولى :على مستوى صالحية االشراف على تنفيذ السياسة الجنائية16......................
الفقرة الثانية :على مستوى باقي صالحيات وزيرالعدل في المادة الجنائية17 .......................
ملحق20 .................................................................................................
الفھرس27 ..............................................................................................
28