You are on page 1of 28

1

‫مـــــقدمة‪:‬‬
‫إذا كان من الركائز االساسية لقيام الدولة ھي سلطتھا في ضبط االمن والنظام‬
‫وحماية الحقوق والحريات ‪ ،‬فإن ھذا المبتغى لن يتحقق إال بوضع االسس القانونية‬
‫والتنظيمية لذلك عن طريق سياسة جنائية شمولية ‪ ،‬ناجعة ‪ ،‬ومتطورة ‪ ،‬ومن ھنا تبرز‬
‫المكانة التي تحتلھا السياسة الجنائية كإحدى السياسات العمومية التي تنھجھا الدولة‬
‫لتطوير عدالتھا الجنائية في أفق ضمان تكريس ممارسة الحقوق والحريات دون إھمال‬
‫الحفاظ على أمن المجتمع وسالمة أفراده ‪.‬‬
‫وتعتمد الدولة في تحقيق أھداف سياستھا الجنائية على كل الوسائل الزجرية‬
‫والعقابية والوقائية التي توفرھا لھذا الغرض ‪ ،‬و التي ھي عموما إما إجراءات تشريعية‬
‫وقانونية زجرية ‪ ،‬أو تدابير تنفيذية لالدوات التشريعية الزجرية ‪ ،‬و التى توضع عن‬
‫طريق البرلمان بمقتضى النصوص القانونية والحكومة عن طريق النصوص التظيمية‬
‫والتدابير التطبيقية ‪.‬‬
‫وال يقتصر االمر على وضع أسس ومبادئ السياسة الجنائية ‪ ،‬بل البد من ترجمتھا‬
‫على أرض الواقع ‪ ،‬لذا فقد اسند القانون للسلطة التنفيذية من خالل وزير العدل صالحية‬
‫االشراف على تنفيذ السياسة الجنائية من خالل السلطات المخولة إليه اتجاه النيابة العامة‬
‫انطالقا من الفصل ‪ 48‬من القانون الملغى )ظھير‪ ( 1959/2/10‬الذي تقابله المادة ‪51‬‬
‫من القانون الحالي ‪ ،‬أو من خالل الفصل ‪ 56‬من النظام االساسي لرجال القضاء )ظھير‬
‫‪ (1974/11/11‬الذي جعل النيابة العامة تحت سلطتة وزير العدل ‪.‬‬
‫بيد أن ھذه الصالحيات )رئاسة النيابة العامة واالشراف على تنفيذ السياسة الجنائية(‬
‫عرفت انتقادات واسعة وآراء متضاربة بين مؤيد ومعارض باعتبارھا تمس بمبدأ‬
‫استقالل القضاء وبالتالي التأتير على حماية الحقوق والحريات وعلى تحقيق االمن‬
‫القضائي الذي تطمح إليه الدولة من خالل سياستھا الجنائية ‪.‬‬
‫ھذه االنتقادات قد انتھت – وكما ھو معلوم ‪ -‬بصدور دستور سنة ‪ 2011‬الذي ارتقى‬
‫بالقضاء إلى سلطة مستقلة عن باقي السلطات )‪ ،(1‬وعزز ھذا المبدأ بحذف وزيرالعدل‬
‫___________________‬
‫‪ - 1‬ينص الفصل‪ 107‬من الدستور الحالي على ما يلي ‪ " :‬السلطة القضائية مستقلة عن السلطة التشريعية وعن‬
‫السلطة التنفيذية والملك ھو الضامن الستقال ل القضاء‪".‬‬

‫‪2‬‬
‫من تشكلة المجلس االعلى للسلطة القضائية ‪ ،‬ھذا المجلس الذي أصبح يضطلع دستوريا‬
‫باختصاصات جديد ة ‪ -‬إضافة إلى االختصاصات التي كانت مسندة لوزير العدل سواء‬
‫بالمجلس االعلى للقضاء سابقا ‪ ،‬أو من خالل النظام االساسي لرجال القضاء أو‬
‫بمقتضى قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬والتي تتجلى في المقتضيات المتعلقة بسلطة االشراف‬
‫على السياسة الجنائية التي اسندت للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض طبقا‬
‫للتعديالت المقترحة بالمادة ‪ 51-1‬من ق م ج ‪ ،‬أو المقتضيات االخرى التي جاءت‬
‫متفرقة بالمشروع بين تنفيذ القررات القضائية طرق الطعن والتعاون القضائي الدولي‬
‫الجنائي ‪....‬لخ ‪ ، -‬ھذه االختصاصات تتعلق – كما سنرى – في دورالمجلس في‬
‫الرصد والتشخيص لواقع العدالة ‪ ،‬وفي دوره االستشاري واالفتراحي )‪.(2‬‬
‫أھــــمية المـــــوضوع ‪:‬‬
‫يكتسي موضوع السياسة الجنائية أھمية بالغة على مستويين ‪ :‬مستوى نظري وآخر‬
‫عملي ‪.‬‬
‫فعلى المستوى النظري ‪ ،‬تعتبر السياسة الجنائية من أھم وأشرس المواضيع على‬
‫االطالق – إن صح التعبير – نظرا لما تتيره من نقاش عالمي ووطني من حيث أولوياتھا‬
‫والخطوط العريضة التي يتعين على الدولة أن ترسمھا ‪ ،‬فضال عن السجال القوي الذي‬
‫أثاره إشراف وزير العدل على تنفيذھا وعالقته باستقالل القضاء‪.‬‬
‫أما على المستوى العملي ‪ :‬فإن تشخيص واقع العدالة ببالدنا يتير مؤشرات سلبية‬
‫حول النتائج المرجوة ‪ ،‬نظرا لما تعرفه المحاكم من بطء وتضخم وتعقد في المساطر‬
‫وضعف التأطير ‪ ،‬وقدم المنظومة القانونية وما ينتج عن ذلك من تأتيرعلى تحقيق االمن‬
‫القضائي‪...‬الخ‬
‫إشــــــكالية المـــــوضوع‪:‬‬
‫لعل االشكالية الرئيسية التي يطرحھا الموضوع ‪ ،‬تتعلق بمدى مساھمة صالحية‬
‫االشراف على السياسة الجنائية المخولة لوزير العدل بصفته ممثال للحكومة ‪ ،‬في تحقيق‬
‫أھداف ھذه السياسة ‪ ،‬في ظل السجال العميق الذي ظل مطروحا حول مساس ھذه‬
‫الصالحية باستقالل القضاء ‪ ،‬و ما مدى تأتير ذلك على مردودية ھذه السلطة في تحقيق‬
‫العدالة المنشودة ؟ وبالثالي فھل أساس التعديل الدستوري المشار إليه ‪ ،‬ھو فشل السلطة‬
‫التنفيذية من خالل وزير العدل في تدبير أمور السياسة الجنائية في ظل التحوالت العميقة‬
‫___________‬
‫‪ - 2‬المواد من ‪ 108‬إلى ‪ 113‬من القانون التنظيمي للسلطة القضائية‬

‫‪3‬‬
‫التي يعرفھا العالم على جميع المستويات ؟ أم أن ھذا التعديل قد أملته ضرورة االرتقاء‬
‫بالقضاء إلى سلطة قضائية وحدف وزير العدل من تشكلة المجلس االعلى للسلطة‬
‫القضائية ‪ ،‬بغض النظر عن النتائج المحققة على مستوى العدالة الجنائية ؟‬

‫منھـــــج البــــحث وخـــــطته ‪:‬‬


‫االشكاليات المطروحة واالسئلة المتفرعة عنھا تدفعنا إلى مناقشة الموضوع ضمن‬
‫منھج تحليلي للمقتضيات القانونية ذات الصلة مستندين على نماذج وإحصائيات عملية‬
‫من خالل مبحثين إثنين على الشكل التالي ‪:‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬واقع االشراف على السياسة الجنائية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آفاق االشراف على السياسة الجنائية‬

‫‪4‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬واقع االشراف على السياسة الجنائية‬
‫تخضع النيابة العامة لخاصية مھمة ‪ ،‬وھي خاصية التسلسل الرئاسي‪ ،‬حيث نجد‬
‫على راس الھرم سلطة عليا تنتمي إلى الجھاز التنفيذي ممثال في وزير العدل ‪ ،‬الذي‬
‫يعتبر رئيسا للنيابة العامة رغم أنه الينتمي السالك القضاء ‪ ،‬ويزكي ھذا الرأي عدة‬
‫مقتضيات قانونية نذكر منھا ‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 56‬من النظام االساسي لرجال القضاء الملغى الذي نص بأن قضاة النيابة العامة‬
‫" يوضعون تحت سلطة وزير ومراقبة وتسيير رؤسائھم االعليين "‪.‬لكن ھذه الصالحية‬
‫أصبحت مخولة للوكيل العام لدى محكمة النقض‪(3) .‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 48‬من قانون المسطرة الجنائية الملغي الذي يخول لوزير العدل أن يبلغ‬
‫إلي رئيس النيابة العامة ما يصل إلي علمه من مخالفات للقانون الجنائي ويأمره بأن‬
‫يتابع أو يكلف من يتابع مرتكبيھا أو يأمر بان يرفع كتابة إلى المحكمة المختصة ما‬
‫يراه الوزير مالئما من ملتمسات ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 3‬من مرسوم ‪) 1975 -12 -23‬الخاص بشروط وكيفية تنقيط القضاة‬
‫وترقيتھم ( الذي ينص على أن وزير العدل ھوالذي يسھر بنفسه على تنقيط‬
‫الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف ‪.‬‬
‫‪ -‬أن مديريتي الشؤون المدنية والجنائية بوزارة العدل مخولتان بمقتضى القانون سلطة‬
‫مراقبة النيابة العامة في القضايا المدنية على والجنائية )‪) (4‬مرسوم ‪– 4- 14‬‬
‫‪ 1976‬المتعلق بتنظيم وزارة العدل ف ‪ 3‬و‪( 4‬‬
‫وانطالقا من ھذه الصالحيات ‪ ،‬فإن وزير العدل ھومن يشرف على تنفيذ السياسة‬
‫الجنائية بكل مضامينھا عن طريق النيابة العامة رغم عدم النص عليھا صراحة‬
‫بالفصل ‪ 48‬المذكور ‪.‬‬
‫أما في القانون الحالي ‪ ،‬فإن المادة ‪ 51‬تجعل وزير العدل ھو المشرف على تنفيذ‬
‫السياسة الجنائية عبر جميع محاكم المملكة ‪ ،‬وھكذا وانطالقا من رئاسته للنيابة العامة ‪،‬‬
‫فإنه يسھر على تأطير عملھا وتنسيق اجتھاداتھا لمعالجة الظاھرة االجرامية لدى المحاكم‬
‫بالنسبة للقضايا المماتلة ‪ ،‬سواء فيما يخص تحريك الدعوى العمومية أو تقديم الملتمسات‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -3‬بمقتضى المادة ‪ 25‬من القانون التنظيميمن النظام االساسي لرجال القضاء رقم ‪ 106-13‬الصادربالجريدة الرسمية‬
‫‪ 6456‬بتاريخ ‪ 2016/4/16‬أصبحت ھذه الصالحية مخولة للوكيل العام لدى محكمة النقض‬

‫‪ -4‬محمد عياط ‪ ،‬دراسة في ق م ج ‪ ،‬ج‪ 1‬شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع ط ‪ 1‬سنة‪ 91‬ص ‪72‬‬

‫‪5‬‬
‫للمحاكم وفق ما يراه مناسبا ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لطريقة إصدار التعليمات ‪ ،‬فرغم أن المادة ‪ 51‬من ق م ج تنص فقط‬
‫على إعطاء تعليمات كتابية بشأن المتابعة ‪ ،‬فإن وزير العدل يتابع الدعوى العمومية‬
‫ويتحكم بشكل واضح في مآلھا عن طريق حفظ الدعوى العمومية أواالسراع في تحريكھا‬
‫أو تأجيلھا ‪ ،‬كما يمكنه إصدار التعليمات غير مكتوبة في حالة االستعجال على أن تحال‬
‫كتابة الحقا ‪.‬‬
‫وال ينحصر دور وزير العدل في االشراف على تنفيذ السياسة الجنائية عن طريق‬
‫التعليمات الموجھة للنيابات العامة بشأن سير الدعوى العمومية )‪)(5‬المطلب االول ( ‪ ،‬بل‬
‫تمتد إلى ما يمارسه من طعون ‪ ،‬و ما يقوم به من أدوارفي تنفيذ العقوبات واالفراج و‬
‫التعاون القضائي الدولي في الميدان الجنائي )المطلب الثاني(‪،‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬توجيه التعليمات بشأن سير الدعوى العمومية‬

‫استنادا إلى الممارسة العملية لبلورة أھداف السياسة الجنائية ‪ ،‬يتدخل وزيرالعدل‬
‫إلعطاء التعليمات بشأن سير الدعوى العمومية وفق وسيلتين نتناولھما ضمن فقرتين‪:‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬إعطاء تعليمات عامة بشأن سير الدعوى العمومية‬

‫ھذه التعليمات التھم قضية معينة ‪ ،‬وإنما تعلق بتطبيق القانون الجنائي الشكلي‬
‫والموضوعي في ظاھرة او ممارسات إجرامية معينة ‪ ،‬كحت النيابات العامة على نھج‬
‫أسلوب الصرامة اتجاه بعض الجرائم النوعية ‪ ،‬كجرائم غسل االموال أو جرائم نھب‬
‫المال العام أو جرائم المخدرات ‪....‬لخ ‪ ،‬أوحتھا على احترام ضمانات المحاكمة العادلة‪،‬‬
‫وذلك بترشيد االعتقال االحتياطي ‪ ،‬وتفعيل الوسائل البديلة ‪....‬الخ ‪ .‬بحيث يكون لھذه‬
‫التعليات طابع توجيھي عام من خالل منظور وزير العدل للسبل التي يتعين على‬

‫‪ -5‬ھناك مسطرة أخرى أفرزھا العمل القضائي التي ساھمت بشكل واضح وفعال في تحقيق بعض‬
‫أھداف السياسة الجنائية وھو يسمى بمسطرة التجنيح القضائي التي تعتمد قيام سلطة االتھام ) النيابة‬
‫العامة أو قاضي التحقيق ( بتغييروصف الجريمة من وصف أشد إلى وصف أخف من حيث العقوبة‬
‫المنصوص عليھا في القانون لتتالءم مع بعض االفعال المرتكبة التي ال تتسم بالخطورة ‪ ،‬مما يساھم‬
‫في تالفي التعقيدات العملية والمسطرية أمام غرف الجنايات ‪ ،‬وبالثالي تصريف عدد مھم من القضايا‬
‫البسيطة المعروضة عليھا ‪ .‬للمزيد من االيضاح حول ھذه المسطرة انظر ميلود غالب ‪ " :‬التجنيح‬
‫القضائي وإشكالته القانونية العملية "‪ ،‬مطبعة أفولكي ‪ ،‬ط ‪ 1‬سنة ‪. 98 ،‬‬

‫‪6‬‬
‫النيابة العامة نھجھا لتنفيذ السياسة الجنائية في المجال المقصود ‪ .‬ويتم ذلك عبر مناشير‬
‫أوتعليمات أورسائل دورية حول القضايا المذكورة أو قضايا أخرى ‪ .‬ونذكر من ھذه‬
‫المناشير والدوريات )‪ (6‬ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬رسالة عدد ‪ 30‬س‪ 3/‬بتاريخ‪ 2012 /6/ 25‬حول إلغاء مذكرة البحث لالشخاص‬
‫الذين تتجاوز سنھم ‪ 60‬سنة‪,‬‬
‫‪ -‬رسالة دورية عدد ‪36‬س‪ /‬بتاريخ ‪ 2012/8/13‬حول مذكرة البحث ‪,‬‬
‫‪ -‬رسالة عدد ‪41‬س بتاريخ ‪ 2012/10/1‬حول مذكرات البحث ‪,‬‬
‫‪ -‬منشور وزير العدل والحريات عدد ‪ 17‬س ‪ 3‬بتاريخ ‪ 2013.05.02‬حول‬
‫اتصال المحامين باألشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬إعطاء تعليمات خاصة‬
‫بناء على ھذه الصالحية ‪ ،‬يحق لوزير العدل أن يأمرالوكيل العام للملك لدى‬
‫محكمة االستئناف ‪ ،‬بمتابعة شخص أو أشخاص معينين من أجل جرائم اشتبه في‬
‫ارتكابھم لھا ‪ ،‬أو أن يطلب منه إصدار تعليمات لنوابه أو لوكالء الملك التابعين لدائرة‬
‫نفوذه للقيام بإجراءات المتابعة ‪ ،‬كما يمكن لوزير العدل توجيه تعليمات للنيابة العامة‬
‫لتقديم ملتمسات كتابية معينة للمحكمة المختصة ‪.‬‬
‫أما بخصوص واجبات النيابة العامة اتجاه ھذه التعليمات ‪ ،‬فقد ألزمھا القانون‬
‫باالمثتال الوامر الوزير في الملتمسات الكتابية ‪ ،‬في حين تسمح لھا االعراف والتقاليد‬
‫الراسخة ‪ ،‬بمخالفة الملتمسات الكتابية التي تقدموا بھا ‪ ،‬دون أن يعتبر ذلك مخالفة‬
‫لتعليمات وزير العدل أو تناقضا في مواقف مؤسسة النيابة العامة باعتبار أن ممتليھا‬
‫الذين يعتبرون أوال وقبل كل شيْ قضاة يسترجعون جزءا من استقاللھم في مرافعاتھم‬
‫الشفوية ‪ ،‬طبقا للقاعدة الفقھية التي تقول " القلم عبد واللسان حر" )‪.(7‬‬
‫ورغم أن النص قد تحدت عن الوكالء العامين دون تحديد ‪ ،‬فإن القصود ھم‬
‫الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف ‪ .‬أما الوكيل العام لدى محكمة النقض فھو‬
‫_________________‬
‫‪ -6‬انظر الرسائل الدورية بالملحق‪.‬‬

‫‪ -7‬مجلة الشؤون الجنائية العدد الثاني اكتوبر ‪ ، 2012.‬ص ‪103‬‬

‫‪7‬‬
‫غير معني بصفة أساسية النه اليملك تحريك الدعوى العمومية وقتصر دوره على تمثيل‬
‫النيابة العامة أمام محكمة النقض التي ھي محكمة قانون وليست محكمة موضوع ‪ .‬غير‬
‫أنه يتلقى التعليمات من وزيرالعدل حينما يوكل إليه القانون صالحية تحريك الدعوى‬
‫العمومية كما ھو الشأن في حالة متابعة بعض القضاة والموظفين وأعضاء الحكومة طبقا‬
‫لمقتضيات المواد ‪ 264‬وما يليه من ق م ج )‪ .(8‬كما يتلقى الوكيل العام لدى محكمة‬
‫النقض التعليمات من الوزير لتقديم الطعن لفائدة القانون أو لتقديم طلب المراجعة‬
‫)المادتان ‪ 568/ 560‬من ق م ج ( كما سنرى في المطلب الموالي ‪.‬‬
‫وانطالقا من ھذا المبدأ ‪ ،‬فإن بعض النصوص الخاصة تؤكد أ ن وزير العدل ھو‬
‫المخاطب للقضاء بشأن ما تبلغه له بعض الجھات من شكايات وإشعارات نذكر منھا ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬شكايات القدف الذي يقدمھا أعضاء الحكومة ‪ ،‬حيت يجعل الفصل ‪ 71‬من قانون‬
‫الصحافة في فقرته الثالثة ‪ ،‬وزير العدل ھو المخاطب بشأنھا والتي يحيلھا عليه رئيس‬
‫الحكومة ليحيلھا وزير العدل على النيابة العامة للقيام بالمتابعة ‪. .‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االشعارات التي يحيلھا المجلس االعلى للحسابات ‪ :‬يعتبر وزير العدل الجھة‬
‫المختصة بإحالة االشعارات التي يتلقاھا من المجلس االعلى للحسابات بشأن المخالفات‬
‫التي يرى المجلس أو المحاكم المالية ‪ ،‬أنھا تكتسي صبغة جرمية ‪ ،‬أوإذا تعلق االمر‬
‫بإتالف تعسفي للمستندات )المود‪ 111‬و‪ 114‬و‪ ( 116‬من مدونة المحاكم المالية الصادر‬
‫في ) ‪. ( 2002/ 6/13‬‬
‫ثالثا ‪ :‬شھادة أعضاء الحكومة ‪ :‬جعلت المادة ‪ 326‬من ق م ج وزير العدل ھو التلقاھا‬
‫الرئيس المخاطب بشأن رفع كل استدعاء يوجه الحد أعضاء الحكومة لالدالء بشھادة‬
‫أمام المحكمة ‪ ،‬حيث يقدم وزير العدل تقريرا لمجلس الحكومة الذي يبث في إمكانية‬
‫السماح للوزير لالدالء بشھادته أمام القضاء بالكيفية العادية ‪ .‬وإذا لم يمنح المجلس االذن‬
‫‪ ،‬أولم يطلبه القضاء ‪ ،‬فإن الشھادة يتلقاھا الرئيس االول لمحكمة االستئناف أو قاض –‬
‫معين من قبله – كتابة بمنزل الوزير المعني ‪.‬‬
‫________________‬

‫)‪.(8‬ويتعلق االمر ھنا بالمادتين ‪ 266-265‬من ٌ ق م ج حينما بكون الفعل منسوبا مستشار اجاللة الملك أو‬
‫عضو من أعضاء الحكومة‪......‬أو قاض بمحكمة النقض ‪،‬أقاض بمحكمة االستئناف أو رئيس محكمة االبتدائية ‪،‬‬
‫فإن الوكيل العام لمحكمة النقض ھو الذي يحيل على الغرفة الجنائية بمحكمة النقض‪......‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ممارسة الطعون والتنفيذ واالفراج و التعاون الجنائي الدولي‬

‫نقسم ھذا المطلب إلى فقرتين إثنتين على الشكل التالي ‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬ممارسة الطعون‬
‫لقد خول قانون المسطرة الجنائية لوزير العدل صالحية اتخاذ المبادرة لتقديم‬
‫طعنين مھمين ھما المراجعة)أوال( و النقض لفائدة القانون)ثانيا( باإلضافة إلى الطعن‬
‫المقرر بمقتضى الفصل ‪ 382‬من قانون المسطرة المدنية من اجل تجاوز القضاة‬
‫سلطاتھم )ثالثا( ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬المراجعة‬

‫المراجعة طعن استثنائي في مواجھة األحكام النھائية ‪ ،‬يصلح لتدارك خطا في‬
‫الوقائع يلحق ضررا بشخص يحكم عليه من اجل جناية أو جنحة‪ .‬و ال تقبل المراجعة إال‬
‫إذا انعدمت كل وسيلة طعن أخرى‪ .‬و يقدم الطعن بالمراجعة في أربع حاالت تنص عليھا‬
‫المادة ‪ 566‬من قانون المسطرة الجنائية كما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬إذا صدرت عقوبة في دعوى القتل‪ ،‬و أدلى بعد ذلك بمستندات أو حجج ثبت منھا قيام‬
‫قرائن أو عالمات كافية تدل على وجود المجني عليه المزعوم قتله‪.‬‬
‫‪-2‬إذا صدرت عقوبة على متھم‪،‬و صدر بعد ذلك مقرر ثان يعاقب متھما آخر من اجل‬
‫نفس الفعل و لم يمكن التوفيق بين المقررين لما بينھما من تناقض يستخلص منه الدليل‬
‫على براءة احد المحكوم عليھما‪.‬‬
‫‪-3‬إذا جرت بعد صدور الحكم باإلدانة متابعة شاھد سبق االستماع إليه و حكم عليه من‬
‫اجل شھادة الزور ضد المتھم‪،‬و ال يمكن أثناء المناقشات الجديدة االستماع إلى الشاھد‬
‫المحكوم عليه بھذه الصفة‪.‬‬
‫‪-4‬إذا طرأت واقعة بعد الحكم باإلدانة ‪ ،‬أو تم الكشف عنھا ‪ ،‬أو إذا تم تقديم مستندات‬
‫كانت مجھولة أثناء المناقشات و من شانھا أن تثبت براءة المحكوم عليه‪.‬‬
‫و يخول حق طلب المراجعة في الحاالت الثالث األولى طبقا للمادة ‪ 567‬لمن‬
‫يأتي ذكرھم‪:‬‬
‫‪ .1‬للمحكوم عليه أو نائبه القانوني في حالة عدم األھلية أو ورثته بعد وفاته ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪.2‬للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بمبادرة منه أو بطلب من وزير العدل‪.‬‬
‫‪.3‬لزوج المحكوم عليه المتوفى أو المصرح بغيبته و أوالده ووالديه وورثته و الموصى‬
‫لھم و لمن تلقى توكيال خاصا منه قبل وفاته‪.‬أما في الحالة الرابعة ‪ ،‬فوزير العدل وحده‬
‫يملك حق طلب المراجعة بعد استشارة مديري اإلدارة المركزية للوزارة وثالثة قضاة‬
‫بمحكمة النقض ‪ ،‬من غير أعضاء الغرفة الجنائية‪.‬‬
‫تحال القضية طبقا للمادة ‪ 568‬من ق م ج إلى الغرفة الجنائية بالمجلس األعلى‬
‫من الوكيل العام للملك لدى المجلس إما تلقائيا أو بطلب من وزير العدل‪ ،‬و إما بناء على‬
‫طلب األطراف في الحاالت الثالث األولى من المادة ‪ 566‬اعاله‪.‬‬
‫يوقف بقوة القانون تنفيذ المقرر الصادر بالعقوبة إذا كان لم ينفذ‪،‬و ذلك ابتداء من‬
‫تاريخ توجيه الطلب إلى المجلس األعلى‪.‬‬
‫ويمكن إيقاف التنفيذ بأمر من وزير العدل إذا كان المحكوم عليه في حالة اعتقال‬
‫إلى حين صدور قرار المجلس األعلى‪.‬‬
‫وبلغت االحصائيات وخالل السنوات األخيرة توصل وزير العدل بعدة طلبات‬
‫للمراجعة لألسباب المشار إليھا في الفقرة الرابعة من المادة ‪ 566‬من قانون المسطرة‬
‫الجنائية‪ ،‬على الشكل التالي ‪:‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2008‬توصل الوزير ب ‪ 42‬طلبا استجاب لثالثة منھا حظي اثنان بقبول الغرفة‬
‫الجنائية و تم رفض الثالث‪.‬‬
‫‪ -‬و في سنة ‪ 2009‬توصل الوزير ب ‪ 3‬طلبا و قدم طعنا واحدا رفضته الغرفة الجنائية‪.‬‬
‫‪ -‬في سنة ‪ 2010‬توصل ب ‪ 95‬طلبا و لم يوافق على تقديم أي طعن بالمراجعة بشأنھا‪.‬‬
‫‪ -‬و خالل سنة ‪ 2011‬توصل ب ‪ 29‬طلبا قرر استشارة اللجنة بشان ‪ 3‬منھا )‪.(9‬‬
‫ثانيا‪:‬النقض لفائدة القانون‬

‫الطعن لفائدة القانون ‪ ،‬ھو الطعن الذي يتقدم به الوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫النقض بشان حكم غير قابل لالستئناف ‪ ،‬صدر خرقا للقانون أو للصيغ الجوھرية المتعلقة‬
‫باإلجراءات و لم يطعن فيه بالنقض أي من األطراف خالل األجل المقرر للطعن‬
‫بالنقض‪ .‬وھذا الطعن مخول في األساس للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‪،‬غير انه‬
‫_____________‬

‫‪10‬‬
‫‪ – 9‬مجلة الشؤون الجنائية العدد الثاني اكتوبر ‪ . 2012‬ص ‪106 - 105‬‬

‫يمكن لوزير العدل أن يوجه أمرا كتابيا إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض لتقديم‬
‫طلب الطعن بالنقض لفائدة القانون )المادة ‪ 568‬منٌ م ج (‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬اإلحالة من اجل تجاوز السلطة‬

‫طبقا للمقتضيات العامة المنصوص عليه في المادة ‪ 382‬من قانون المسطرة‬


‫المدنية ‪ ،‬يحق لوزير العدل أن يأمر الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض‪ ،‬بان يحيل‬
‫على المحكمة المذكورة ‪،‬من اجل اإللغاء‪،‬حكما يرى أن القضاة تجاوزوا سلطاتھم ‪.‬‬
‫ورغم أعدم وجود مقتضيات مماتلة في قانون المسطرة الجنائية‪ ،‬و لكن الفقه و القضاء‬
‫يريان انه يمكن تطبيقه حتى بشان القضايا الزجرية‪ ،‬الن قانون المسطرة المدنية ھو‬
‫النص العام الذي يمكن الرجوع عليه في حالة خلو النص الخاص )قانون المسطرة‬
‫الجنائية( في الحكم ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تنفيذ العقوبات واالفراج والتعاون القضائي الدولي‬

‫ونتناولھا على الشكل الثالي ‪:‬‬


‫أوال ‪ :‬تنفيذ العقوبات واالفراج‬

‫التتوقف الصالحيات التي يتوفر عليھا وزير العدل في شأن تنفيذ العقوبات على‬
‫حد تنفيذھا‪ ،‬بل تصل إلى حد إلغائھا أو توقيفھا ‪.‬‬
‫بالنسبة لعقوبة االعدام التنفذ إال بأمر من وزير العدل وھوالذي يملك الصالحية‬
‫لالمر بتنفيذھا عليھا ) المادتان ‪ 603/ 602‬من ق م ج ( ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعقوبات السالبة للحرية ‪ ،‬فھي تنفذ بمسعى من النيابة العامة )المادة‬
‫‪ 598‬من ق م ج ( ‪ .‬ولكن وزير العدل يملك صالحية وضع حد لتنفيذھا عن طريق‬
‫االفراج المقيد بشروط ‪ ،‬كما يملك صالحية إيقاف تنفيذ العقوبة في حالة طلب العفو ‪.‬‬
‫كما يمكن لوزير العدل أن يلغي االفراج القيد بشروط إذا أخل المحكوم عليه بتنفيذ‬
‫االلتزامات التي حددھا وزير العدل ) المادة ‪. ( 629‬‬
‫كما يحق له الفراج عن طالب العفو المعتقل من أجل جنحة أو مخالفة ريثما يبث‬
‫في طلب العفو المقدم من طرفه ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫كما يضطلع برئاسة لجنة العفو وبتنفيذ أوامر جاللة الملك المتعلقة بالعفو) الفصالن ‪10‬‬
‫‪ 13‬من ظھير ‪. ( 1958/2/ 6‬‬
‫ثانيا ‪ :‬دور وزير العدل في التعاون الجنائي الدولي‬

‫لقد أناط القانون بوزير العدل مھمة اإلشراف على طلبات التعاون القضائي الدولي في‬
‫الميدان الجنائي ‪،‬و السيما ما يھم االنابات القضائية و تسليم المجرمين و الموافقة على‬
‫منح اإلذن بالتسليم المراقب و ذلك أما باعتبارھا المخاطب األساسي للسلطة الدبلوماسية‬
‫)وزارة الخارجية( أو بوصفھا سلطة مركزية حين تعطيھا االتفاقيات ھذا الدور‪.‬‬
‫‪ -1‬تنفيذ االنابات القضائية‪:‬‬

‫يتلقى وزير العدل االنابات القضائية التي يصدرھا القضاة المغاربة قصد تنفيذھا‬
‫بالخارج ‪ ،‬حيث يقوم بتبليغھا بالطريقة الدبلوماسية ‪ ،‬كما تنفذ االنابات القضائية الدولية‬
‫الواردة من الخارج بنفس الطريقة التي تنفذ بھا االنابات الصادرة داخل أراضي المملكة‬
‫و طبقا للتشريع المغربي و يمكن لوزيرالعدل أن يأذن لممثلي السلطة األجنبية بحضور‬
‫تنفيذ االنابات القضائية كمالحظين‪.‬‬
‫وخالل سنة ‪ 2011‬وافق وزير العدل على ‪ 80‬طلبا لحضور تنفيذ انابات قضائية‬
‫بالمغرب)تتضمن كل حالة طلب الترخيص بحضور عدد من القضاة و موظفي الشرطة‬
‫القضائية األجانب يتراوح من اثنان إلى خمسة أشخاص( بصفتھم مالحظين )‪. (10‬‬
‫‪ -2‬طلبات التسليم ‪:‬‬

‫يلعب وزير العدل دورا محوريا في مجال تسليم المجرمين باعتباره الجھة‬
‫الحكومية التي سمح لھا القانون بإعداد مشاريع مراسيم التسليم و عرضھا غلى رئيس‬
‫الحكومة للتوقيع‪.‬‬
‫بحيث يوجه وزير الشؤون الخارجية طلب التسليم بعد االطالع على مستنداته‬
‫مرفقا بالملف‪،‬إلى وزير العدل الذي يتأكد من صحة الطلب و يتخذ في شانه ما يلزم‬
‫قانونا‪.‬وإذا أبدى المجلس األعلى رأيه بالموافقة على التسليم‪،‬يوجه الملف مع نسخ من‬
‫القرار‪،‬خالل ثمانية أيام إلى وزير العدل الذي يقترح عند االقتضاء على الوزير األول‬
‫إمضاء مرسوم يأذن بالتسليم)حسب المادة ‪ 737‬من ق م ج(‪.‬‬
‫و خالل المدة من ‪ 2008‬إلى ‪ 2011‬عرض وزير العدل على رئيس الحكومة )الوزير‬
‫األول قبل يوليوز ‪ 103 (2011‬مشروعا لمراسيم التسليم‪،‬تم توقيعھا و تنفيذھا‬
‫_____________‬
‫‪12‬‬
‫‪ 10‬مجلة الشؤون الجنائية ‪ ،‬العدد الثاني اكتوبر ‪، 2012‬ص ‪. 109‬‬

‫بمعدل ‪ 25‬مرسوما كل سنة )‪.(11‬‬


‫‪-‬الموافقة على منح اإلذن بالتسليم المراقب)‪: (12‬‬

‫يمكن لدولة أجنبية أن تطلب من السلطات المغربية المختصة تنفيذ عملية تسليم‬
‫مراقب داخل المملكة المغربية‪.‬‬
‫تنفذ طلبات التسليم المراقب الواردة من دولة أجنبية وفق أحكام الفرع الفريد من‬
‫الباب الثالث من القسم الثاني من الكتاب األول من ھذا القانون المتعلق بالتسليم المراقب‬
‫داخل أراضي المملكة و طبقا للتشريع المغربي ‪.‬‬
‫ال يمكن للوكيل العام للملك لدى محكمة االستئناف منح اإلذن بالتسليم المراقب إال‬
‫بعد موافقة وزير العدل‪.‬غير أن طلبات التسليم المراقب ال تنفذ إذا كان تنفيذھا من شانه‬
‫المساس بسيادة المملكة المغربية أو أمنھا أو نظامھا العام أو مصالحھا األخرى األساسية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آفاق االشراف على السياسة الجنائية‬
‫ان وزير العدل والحريات بالمغرب يملك سلطات قوية وواسعة على أعضاء‬
‫النيابة العامة لما يخوله له النظام االساسي لرجال القضاء من صالحيات عليھم سواء‬
‫بوصفه نائبا لرئيس المجلس االعلى للقضاء ‪ ،‬حيت تخوله ھذه الصالحية التحكم الفعلي‬
‫في مراحل مھمة من مسارھم المھني‪ ،‬السيما فيما يخص التعيين والنقل والترقي والتأديب‬
‫التفتيش والتنقيط و االحالة على التقاعد مما يجعل أعضاء النيابة العامة يخضعون‬
‫لتعليماته ويقبلون تنفيذھا سواء تعلقت بالمتابعة أو الحفظ بل حتى لو كانت شفاھية ‪.‬‬
‫فضال عن الصالحيات المخولة له بمقتضى قانون المسطرة الجنائية سيما المادة ‪. 51‬‬
‫وأمام ھذه الوضعية ‪ ،‬أي تبعية النيابة العامة لوزير العدل ‪ ،‬وفي خضم المطالب‬
‫الشعبية والحقوقية والجمعوية والسياسية الملحة المنادية باستقالل القضاء ‪ ،‬والتي تكللت‬
‫بصدور دستور ‪ 2011‬الذي جعل القضاء سلطة مستقلة ‪،‬صدرت ترسانة مھمة من‬
‫_____________‬

‫‪ -11‬مجلة الشؤون الجنائية العدد الثاني اكتوبر ‪. 2012‬‬

‫‪ - 12‬ھذا االجراء ورد ضمن الباب الثالت من القسم التاني وھو من تقنيات البحت الخاصة الذي عرفته المادة‬
‫‪ " : 82-1‬التسليم المراقب ھم السماح بمرور شحنة غير مشروعة أو يشبه في كونھا كذلك إلى داخل المغرب‬
‫أوعبره أو إلى خارجه دون ظبطھا ‪ ،‬أو بعد سحبھا أو استبدالھا كليا أو جزئيا ‪ ،‬تحت مراقبة السلطات المختصة‬
‫‪ ،‬بقصد التعرف على الوجھة النھائية ‪ ،‬لھذة الشحنة والتحري عن جريمة والكشف عن ھوية مرتكبيھا ‪.....‬‬

‫‪13‬‬
‫القوانين تطبيقا لمقتضياته التي تضمنت بعض المستجدات على مستوى الجھات المختصة‬
‫باالشراف على السياسة الجنائية ‪.‬‬
‫بعد صدور دستور ‪ 2011‬واالرتقاء بالقضاء إلى سلطة مستقلة ‪ ،‬صدرت القوانين‬
‫الكفيلة بتنزيل مقتضياته ‪ ،‬منھا ماھو تنظيمي كالقانون التنظيمي للسلطة القضائية ‪،13‬‬
‫والقانون التنظيمي للنظام االساسي لرجال القضاء )‪ )(14‬المطلب االول ( ‪ ،‬ومنھا ما ھو‬
‫مشروع قانون ‪ ،‬كمشروع قانون المسطرة الجنائية ) المطلب الثاني ( ‪.‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬المستجدات المنبتقة عن الدستوروالقوانين ذات الصلة‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬المستجدات الدستورية‬

‫إسوة بجل الدساتير العالمية التي نصت على استقالل القضاء وإحاطته بمظاھر‬
‫االحترام والتقدير ‪ ،‬بادر الدستور المغربي إلى االرتقاء بالقضاء ‪ -‬والول مرة – إلى‬
‫سلطة قضائية قائمة ومستقلة عن السلط االخرى متجاوزا بذلك الفراغ الذي كان سائدا في‬
‫دستور ‪ 1996‬الذي كان يشير إلى القضاء كوظيفة من وظائف الدولة فقط ‪ ،‬وقد نتج عن‬
‫ھذا االرتقاء بالقضاء كسلطة مستقلة توسيع صالحيات المجلس االعلى للقضاء الذي‬
‫أصبح يسمى بمقتضى ھذا الدستور بالمجلس االعلى للسلطة القضائية حسب منطوق‬
‫الفصل ‪ 115‬من الدستور الذي تضمن تشكلة جديدة استبعدت وزير العدل ‪،‬مما يشير إلى‬
‫تكريس مبدأ فصل السلط الذي يسعى إليه الدستور ‪.‬‬
‫غير أن مبدأ استقالل القضاء لم يتقرر مجانا ودون حدود ‪ ،‬بل إن الدستور قد‬
‫تضمن إشارات قوية بأن القاضي ملزم بتطبيق القانون وإصدار أحكامه وفق القانون‬
‫حسب منطوق الفصل ‪ 110‬من الدستور ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لقضاة النيابة العامة ‪ ،‬فبعدما كانت سلطة المالءمة يطبقھا البعض منھم‬
‫بطريقة فضفاضة وغير محكمة ‪ ،‬فقد إلزمھم الدستور بتطبيق القانون ونص على تحملھم‬
‫المسؤولية والتزامھم بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون لھا ‪،‬‬
‫مما يدل على أنه يمنع عليھم تنفيذ التعليمات إذا كانت غير قانونية ‪.‬‬
‫ولم يحدد الدستورالسلطة التي يتبع لھا قضاة النيابة العامة ‪ ،‬ولعله ترك أمر ذلك‬
‫للقوانين الثنظيمية أو القوانين الصادرة لتنزيل مقتضيات الدستور ‪ ،‬و ھو ما تأكد من‬
‫خالل مشروع قانون المسطرة الجنائية الذي أسند رئاسة النيابة العامة للوكيل العام لدى‬
‫محكمة النقض )المادة ‪(51-1‬‬
‫________________________‬

‫رقم ‪ 106-13‬المتعلق بالمجلس االعلى للسلطة القضائية ‪ ،‬ج ر عدد ‪6456‬‬ ‫‪ – 13‬القانون التنظيمي‬
‫بتاريخ‪. 2016/4/16‬‬

‫‪14‬‬
‫‪-14‬القانون التنظيمي رقم ‪ 106-13‬المتعلق بالنظام االساسي لرجال القضاء نفس الجريدة الرسمية ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المستجدات المنبثقة عن القوانين التنظيمية‬

‫وتضم القانونين التنظيميين التاليين ‪:‬‬


‫‪ :‬القانون التنظيمي للمجلس االعلى للسلطة القضائية‬ ‫‪1‬‬
‫موازاة مع التغيير الذي حصل على مستوى تشكلة المجلس االعلى للسلطة‬
‫القضائية الذي حل محل المجلس االعلى للقضاء ‪ ،‬فقد أصبح ھذا المجلس يضطلع‬
‫بصالحيات أوسع ‪ -‬إضافة إلى االدوار التقليدية المتعلقة بالوضعية المھنية للقضاة التي‬
‫تھم العدالة الجنائية ‪ -‬والتي تشمل تدبير أمورھا من خالل ‪:‬‬
‫أ ‪ :‬رصد وتشخيص واقع العدالة ‪:‬‬
‫ھذا الدور تطرقت إليه الفقرة الثانية من الفصل ‪ 116‬من الدستور ويھم وضع التقارير‬
‫وإصدار التوصيات حول وضعية القضاة ومنظومة العدالة ‪ ،‬ويأخذ دور الرصد‬
‫والمالحظة كما تم تفصيله في المادة ‪ 108‬من القانون التنظيمي للمجلس االعلى‬
‫للسلطة القضائية شكلين ‪:‬‬
‫‪ -‬مايصدره المجلس من تقارير وتوصيات تتعلق برأيه الخاصاعتمادا على مصادره‬
‫ووسائله ‪ ،‬ومما يتلقاه من تقارير حول القضاء والعدالة من مؤسسات وھيآت أخرى ‪،‬‬
‫وھكذا فقد نصت المادة ‪ 108‬من القانون المذكور على أن التقارير التي يصدرھا المجلس‬
‫يمكن ان تكون من بين المواضيع التالية ‪:‬‬
‫‪-‬دعم حقوق المتقاضين والسھر على حسن تطبيق قواعد سير العدالة‬
‫‪ -‬تحسين أداء القضاة‬
‫‪ -‬دعم نزاھة واستقالل القضاء‬
‫‪ -‬الرفع من النجاعة القضائية‬
‫‪ -‬تأھيل الموارد البشرية‬
‫‪ -‬تحسين االوضاع المادية واالجتماعية للقضاة‬
‫وكما ھو واضح من خالل المادة ‪ ، 108‬فإن ھذه الحاالت تبقى محددة على سبيل‬
‫المثال ال الحصر ‪ .‬وعالوة على ذلك ‪ ،‬فإن المجلس يتلقى وبشكل متواز تقارير حول‬

‫‪15‬‬
‫منظومة العدالة وفق ما نصت عليه المادة ‪ 110‬من القانون التظيمي للمجلس من طرف‬
‫كل من ‪:‬‬
‫الرئيس االول لمحكمة النقض والوكيل العام لديھا كل في مجال اختصاصه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة حول تنفيذ السياسة‬ ‫‪-‬‬
‫الجنائية وسير النيابة العامة ‪ ،‬قبل عرضه ومناقشته أمام اللجنتين المكلفتين بالتشريع‬
‫بمجلسي البرلمان‬
‫الوزير المكلف بالعدل حول سير وأداء االدارة القضائية ‪ ،‬وحصيلة منجزاتھا وبرنامج‬ ‫‪-‬‬
‫عملھا ‪ ،‬وكذا وضعية المھن القضائية‪.‬‬
‫المفتشية العامة للشؤون الفقضائية‬ ‫‪-‬‬
‫مؤسسات وھيئات حماية الحقوق والحريات والحكامة الجيدة المنصوص عليھا في‬ ‫‪-‬‬
‫الدستور‬
‫الجمعيات المھنية للقضاة‬ ‫‪-‬‬
‫جمعيات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المھتمة بقضايا العدالة والمؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫بكيفية قانونية منذ تالت سنوات على االقل ‪.‬‬
‫ب ‪ :‬الدوراالستشاري واالقتراحي‬

‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 113‬من الدستور الجديد يقوم المجلس االعلى للسلطة‬
‫القضائية بإصدار آراء مفصلة حول كل مسألة تتعلق بالعدالة بطلب من الملك أو الحكومة‬
‫أو أحد مجلسي البرلمان ‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 112‬من القانون التنظيمي للمجلس بعض‬
‫ھذه المجاالت والمسطرة المتبعة في ذلك ‪ ،‬حيث يمكن للمجلس أن يبدي رأيه في مشاريع‬
‫ومقترحات القوانين المعاقة بوضعية القضاة ‪ ،‬ومنظومة العدالة ‪ ،‬واستراتيجيات وبرامج‬
‫االصالح في مجال العدالة التي تحيلھا الحكومة عليه ‪.‬‬
‫‪ – 2‬القانون التنظيمي المتعلق بالنظام االساسي لرجال القضاء‬

‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 25‬من ھذا القانون أصبح قضاة النيابة العامة يخضعون‬
‫لسلطة الوكيل للملك لدى محكمة النقض ومراقبة رؤسائھم التسلسليين‪ ،‬عوض وزير العدل‬
‫المخولة إليه ھذه الصالحية بقتضى المادة ‪ 56‬من النظام االساسي لرجال القضاء ‪ ،‬وتبعا‬
‫لذلك ‪ ،‬فقد أوجبت المادة ‪ 43‬على قضاة النيابة العامة تطبيق القانون كما يتعين عليھم‬
‫االلتزام بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون إليھا ‪ ،‬كما يلتزم‬
‫قضاة النيابة العامة باالمثتال لالوامر والمالحظات القانونية الصادرة عن رؤسائھم‬
‫التسلسليين ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫من خالل ھذه المقتضيات يتضح أن قضاة النيابة العامة الزالوا يخضعون‬
‫للتعليمات الرئاسية التي من شأنھا المساس باستقاللھم ومما يكرس ھذا لوضع مانصت‬
‫عليه المادة ‪ 73‬التي أعطت صالحية االنتداب للرئيس االول والوكيل العام للملك لدى‬
‫محكمة االستئناف كل فيما يخصه ‪ ،‬مع منح القاضي المعني إمكانية التظلم من القرار أمام‬
‫المجلس ‪ ،‬دون أن يؤدي ھذا االجراء إلى وقف االنتداب ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المستجدات الواردة بمشروع قانون المسطرة الجنائية‬
‫استنادا إلى توصيات الميتاق الوطني حول إصالح منظومة العدالة ب بالدنا ‪ ،‬تم‬
‫وضع مشروع تعديل قانون المسطرة الجنائية حتى تتالءم ومقتضيات دستور ‪، 2011‬‬
‫فنص على مجموعة من المستجدات ‪ ،‬إن على مستوى صالحية االشراف على تنفيذ‬
‫السياسة الجنائية ) أوال ( ‪ ،‬أو على مستوى باقي االختصاصات الجنائية االخرى ) ثانيا (‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬على مستوى صالحية االشراف على تنفيذ السياسة الجنائية‬

‫أول مالحظة يمكن إبداؤھا في ھذا الصدد ‪ ،‬أن المشروع أسند رئاسة النيابة العامة‬
‫للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بمقتضى المادة ‪ 51-1‬من المشروع ‪ ،‬وھذا‬
‫المصطلح كان سائدا في ظھير ‪ 1959/2/ 10‬الملغى بحيث كان يطلقه على الوكيل العام‬
‫للملك لذى محكمة االستئناف بمقتضى المادة ‪ 48‬منه ‪ ،‬إال أن المشرع قد تجاوزه في‬
‫القانون رقم ‪ 22. 01‬المعمول به حاليا ‪.‬‬
‫وبمقتضى ھذه الصالحية ‪ ،‬فإن الوكيل العام لدى محكمة النقض يمارس سلطته‬
‫علي جميع قضاة النيابة العامة بكافة محاكم المملكة ‪.‬‬
‫أما االختصاصات المخولة له في ھذا الصدد ‪ ،‬فھي تضم االختصاصات المسندة‬
‫لوزير العدل بقتضى القانون الحالي بوجب المادة ‪ ، 51‬انطالقا من إلزام الوكالء العامين‬
‫لدى محاكم االستئناف بإخباره بما بلغ إلى علمھم من جرائم خطيرة أو أحدات من شأنھا‬
‫أن تخل باالمن العام ليتخذ بشانھا مايراه مناسبا من إجراءات‪ ،‬أو من خالل ما يوجھه لھم‬
‫من تعليمات كتابية قانونية ‪ ،‬وتبليغھم ما يصل إلى علمه من مخالفات للقانون الجنائي ‪،‬‬
‫مع إمكانية أمرھم باتخاذ االجراءات القانونية التي يراھا مناسبة أو أن يرفعوا إلى‬
‫المحكمة المختصة ما يراه مناسبا من ملتمسات كتابية ‪.‬‬
‫و تطبيقا الحكام الدستور الجديد المتعلقة باستقالل السلطة القضائية ‪ ،‬فقد أسند‬
‫المشروع صالحية االشراف على السياسة الجنائية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫النقض الذي يبلغھا للوكالء العامين للملك لتنفيذھا طبقا للقانون إال أن ھذه التعديال ت لم‬
‫تلغ بعض الصالحيات المسندة لوزير العدل التي تتالءم ووضعيته كممثل للحكومة‬
‫ويتجلى ذلك من خالل االجراءات الثالية‪:‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬دوره في تبليغ مضامين السياسة الجنائية التي تضعھا الحكومة إلى رئيس النيابة‬
‫العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬النص على إشعاره من طرف رئيس النيابة العامة باالجراءات المتخذة في شأن‬
‫تنفيذ السياسة الجنائية ‪.‬‬
‫‪ -‬االشارة إلى توجيه تقرير سنوي إلى المجلس االعلى للسلطة القضائية وكذا وزير‬
‫العدل حول تنفيذ السياسة الجنائية وسير النيابة العامة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬على مستوى باقي االجراءات الجنائية‬

‫موازاة مع رئاسته للنيابة العامة وإشرافه على تنفيذ السياسة الجنائية ‪ ،‬فقد خول‬
‫المشروع للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض الصالحيات المسندة حاليا لوزير‬
‫العدل ‪ ،‬وذلك ضمن مقتضيات متفرقة بقانون المسطرة الجنائية نخص بالذكر منھا ما‬
‫يتعلق ببعض طرق الطعن والتعاون القضائي الجنائي الدولي ‪.‬‬
‫‪ -1‬بخصوص طرق الطعن‪:‬‬

‫ويتعلق االمر ھنا بطعنين ‪:‬‬


‫أ – الطعن بالنقض لفائدة القانون‪:‬‬
‫أسند المشروع صالحية تقديم طلبات النقض لفائدة القانون للوكيل العام لدى‬
‫محكمة النقض‪ ،‬مع منح وزير العدل صالحية رفع االجراءات أو القرارات واالحكام‬
‫التي تصدر خرقا للقانون أوخرقا لال جراءات الجو ھرية للمسطرة للغرفة الجنائية‬
‫بمحكمة النقض طبقا )للمادة ‪ ، ( 559‬كما تم حذف الفقرة االولى من المادة ‪ 560‬التي‬
‫كانت تتيح لوزيرالعدل إصدار االمر لممارسة الطعن بالنقض إذا توفرت شروطه ‪.‬‬
‫ب– المراجعة‪:‬‬
‫بموجب المادة ‪ 567‬من مشروع التعديل تم إسناد طلب المراجعة في الحاالت‬
‫الثالثة االولى المشار إليھا في المادة ‪ 566‬من ق م ج إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة‬
‫النقض إضافة إلى االشخاص المذكورين بالمادة ‪ 567‬دون وزير العدل ‪ ،‬مع إسناد‬
‫الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض حق طلب المراجعة في الحالة الرابعة المنصوص‬
‫عليھا في المادة ‪ 566‬إضافة إلى وزير العدل ‪.‬‬
‫‪ – 2‬بخصوص التعاون القضائي الجنائي الدولي‪:‬‬

‫ويتعلق االمر ھنا بمجموعة من االجراءات ‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫أ ‪ -‬تنفيذ االنابات القضائية االجنبية ‪ :‬إضافة إلى الصالحيات المخولة إليه في ھذا‬
‫الشأن ‪ ،‬فقد أصبح لوزير العدل ‪ -‬بمقتضى التعديل المتعلق بالمادة ‪ 715‬من ق م ج ‪-‬‬
‫أن يحيل فقط االنابات القضائية التي يتوصل بھا من السلطات االجنبية على الوكيل العام‬
‫للملك الذي يحيلھا على الجھات القضائية المختصة‪.‬‬
‫ب – طلبات التسليم ‪ :‬فبينما كان وزير العدل ھو الذي يتخذ القرار المالئم بشأن طلبات‬
‫التسليم ‪ ،‬أصبح دوره بمقتضى المشروع مقتصرا على إحالتة الطلب على رئيس النيابة‬
‫العامة الذي أصبح ھو المختص باتخاذ القرار المناسب في شأنه ‪.‬‬
‫ومن جھة أخرى ‪ ،‬فإن االشعار الذي يوجھه وكيل الملك طبقا للتعديل المتعلق‬
‫بالمادة ‪ 729‬عند اتخاذ قرار باعتقال شخص أجنبي ‪ ،‬أصبح مقتصرا على الوكيل العام‬
‫للملك دون وزير العدل ‪.‬‬
‫للوكيل العام للملك لدى‬ ‫ج‪ -‬االذن بالتسليم المراقب‪ :‬أصبحت الموافقة على منحه‬
‫محكمة االستئناف ‪ ،‬من اختصاص الوكيل العام بمحكمة النقض ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫خــــــــــــاتمــة‬

‫وحاصل ماسبق ‪،‬أنه إذا كان استقالل السلطة القضائية المقرر دستوريا ‪ ،‬قد أسفر‬
‫على منحھا صالحية االشراف على السياسة الجنائية سواء من خالل الوكيل العام للملك‬
‫لدى محكمة النقض ‪ ،‬أو من خالل من خالل االدوار المخولة للمجلس االعلى للسلطة‬
‫القضائية ‪ -‬بعد استبعاد وزير العدل عن تشكلته ‪ ، -‬فإن ھذا االختيار لن تتأكد صوابيته إال‬
‫بعد ترجمته على أرض الواقع من خالل النتائج المحصل عليھا في تدبير شؤون العدالة‬
‫الجنائية ببالدنا ‪ ،‬وقد يتحقق للمواطن من أمن قضائي ‪ ،‬بعد دخول القوانين التنظيمية حيز‬
‫التنفيذ بعد تنصيب المجلس االعلى للسلطة القضائية ‪.‬‬

‫فھل تستطيع السلطة القضائية ‪-‬إذن ‪ -‬تعزيز االستقالل المخول لھا دستوريا‬
‫على تطبيق برامج وأھداف السياسة‬ ‫وبلورته من خالل االشراف االيجابي والفعال‬
‫الجنائية الملحة الموكولة إليھا باعتباره مظھرا من مظاھر ھذا االستقالل؟ وكيف سيتم‬
‫التنسيق بين السلطة التنفيذية المسؤولة عن وضع الخطوط العريضة للسياسة الجنائية‬
‫وتبليغ مضامينھا من طرف وزير العدل ‪ ،‬وبين النيابة العامة من خالل الوكيل العام‬
‫لمحكمة النقض المكلف باالشراف على تفيذ السياسة الجنائية في أفق تحقيق أھدافھا‬
‫المرجوة بشكل أفضل؟‬

‫‪20‬‬
‫مـــــــلحـــــق‬
‫★ من ـ ـ ـ ـ ــاش ودوريات ل ـ ـ ـ ـ ــوزير الع ـ ـ ــدل والحريا ت‬
‫ رسالة دورية عدد ‪ 17‬س ‪ 3‬بتاريخ ‪2013.05.02‬‬
‫الـــــى السادة ‪:‬‬
‫‪ -‬الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف ‪.‬‬
‫‪ -‬وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية‬
‫الموضوع ‪ :‬حول اتصال المحامين باألشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية‬
‫سالم تام بوجود موالنا االمام‬
‫وبعد‪،‬‬
‫بلغني ان بعض النيابات العامة تذھب في تفسيرھا لمقتضيات المادة ‪ 66‬من قانون‬
‫المسطرة الجنائية بشان حق االشخاص الموضوعين رھن الحراسة النظرية في االتصال‬
‫بمحاميھم ‪ ,‬الى اشتراط انصرام نصف المدة االصلية للحراسة النظرية‪.‬‬
‫غير انه بالرجوع الى مقتضيات المادة ‪ 66‬المذكورة ‪ ,‬يتضح ان ارادة المشرع كانت‬
‫جلية وصريحة في اتجاه امكانية االتصال بين المحامي وموكله ابتداء من الساعة االولى‬
‫للوضع تحت الحراسة النظرية ‪,‬وفق الشروط والضوابط المحددة قانونا في نفس المادة‬
‫المذكورة ‪ ,‬وفي كل االحوال داخل اجل ‪:‬‬
‫‪ 24 -‬ساعة )نصف المدة االصلية للوضع تحت الحراسة النظرية ( ‪ ,‬تبتدئ من‬
‫ساعة الوضع تحت الحراسة النظرية بالنسبة للجرائم العادية ‪,‬ما لم تقرر النيابة العامة في‬
‫حالة تعلق االمر بوقائع تكون جناية واقتضت ضرورة البحث ذلك‪ ,‬ان توخز بصفة‬
‫استثنائية بناء على طلب من ضابط الشرطة القضائية ‪ ,‬اتصال المحامي بموكله لمدة ال‬
‫تتجاوز ‪ 12‬ساعة ابتداء من انتھاء نصف المدة االصلية للحراسة النظرية ‪.‬‬
‫‪ 96 -‬ساعة ) المدة االصلية للوضع تحت الحراسة النظرية (‪ ,‬تبتدئ من الساعة‬
‫االولى للوضع تحت الحراسة النظرية بالنسبة للجرائم االرھابية والجرائم المنصوص‬
‫‪21‬‬
‫عليھا في المادة ‪ 108‬من قانون المسطرة الجنائية‪ .‬ما لم تقرر النيابة العامة في حالة‬
‫اقتضاء ضرورة البحث‪ ,‬تأخير االتصال لمدة ال تتجاوز ‪ 48‬ساعة ابتداء من انصرام‬
‫المدة االصلية للحراسة النظرية بناء على طلب من ضابط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫وھو ما يفيد ان حق االتصال يمكن ممارسته –بإذن النيابة العامة – ابتداء من‬
‫اللحظة األولى للوضع رھن الحراسة النظرية ‪ ,‬وال يمكن تأخيره عن نصف المدة‬
‫المقررة للحراسة النظرية بالنسبة للجرائم العادية اال في حالة تعلق االفعال بجناية‪ ,‬ولغاية‬
‫انتھاء المدة األصلية للحراسة النظرية بالنسبة للجرائم االرھابية والجرائم المنصوص‬
‫عليھا في المادة ‪ 108‬من قانون المسطرة الجنائية ‪ ,‬اال في االحوال التي تصدر فيھا‬
‫النيابة العامة قرارا بتأجيل االتصال لضرورات البحث‪ ,‬شريطة اال يتجاوز المدة المحددة‬
‫في المادة ‪ 66‬من ق م ج ) ‪ 12‬ساعة بالنسبة للجرائم العادية في صورة جناية و ‪48‬‬
‫ساعة بالنسبة للجرائم االرھابية والجرائم المنصوص عليھا في المادة ‪ 108‬من ق م ج (‪.‬‬
‫ألجله‪ ،‬اھيب بكم بتنسيق مع ضباط الشرطة القضائية على تسھيل اتصال‬
‫االشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية بمحاميھم ابتداء من الساعة االولى‬
‫لوضعھم رھن الحراسة النظرية‪ ,‬ما لم تقرروا تأخير االتصال وفق الشروط والضوابط‬
‫المحددة قانونا في المادة ‪ 66‬من قانون المسطرة الجنائية ‪ ,‬مع موافاتي بما قد يعترضكم‬
‫من صعوبات في الموضع ‪.‬‬
‫والسالم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ رسالة دورية عدد‪ 30‬س ‪ 3‬بتاريخ ‪2012/06/25‬‬
‫إلى السادة ‪ -:‬الوكالء العامين للملك لدى محاكم االسئناف ‪:‬‬
‫‪ -‬وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية‬
‫الموضـــــوع ‪:‬حول إلغاء مذكرة البحث لألشخاص الذين تجاوز سنھم ‪60‬سنة‬
‫سالم تام بوجود موالنا االمام‬
‫و بعد ‪،‬‬
‫لقد أخبرني السيد المدير العام لألمن الوطني أن المديرية العامة لألمن الوكني‬
‫بصدد تحيين قاعدة البيانات االلكترونية الخاصة باألشخاص المبحوث عنھم على الصعيد‬
‫الوطني في ملفات االكراه البدني و البالغين سن ‪ 60‬سنة في أفق إلغاء االبحاث الصادرة‬
‫عنھم بصفة تلقائية باعتبارھا اصبحت غير ذات موضوع‪.‬‬
‫و بالنظر إلى ان المشرع نص على عدم أمكانية تطبيق االكراه بمجرد بلوغ‬
‫المحكوم عليه المدين سن ‪ 60‬سنة بصريح المادة ‪ 636‬من قانون المسطرة الجنائية و‬
‫المادة ‪ 77‬من مدونة تحصيل الديون العمومية ‪.‬‬
‫فإنني أھيب بكم العمل على إعطاء تعليماتكم للشرطة القضائية التابعة لكم إللغاء‬
‫مذكرات البحث الصادرة عنكم في االشخاص المبحوث عنھم في ملفات االكراه البدني‬
‫البالغين سن ‪ 60‬سنة أو بمجرد بلوغھم ھذه السن‪.‬‬
‫و نظرا لھذه التعليمات من أھمية ‪ ،‬فإني أطلب منكم السھر على تطبيقھا بكل‬
‫حرص و تبليغ فحواھا إلى قضاة النيابة العامة مع إشعاري بكل عائق في االبان‪.‬‬
‫و السالم‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ رسالة دورية عدد ‪ 41 :‬س ‪* 3‬ي ‪ 1‬أكتوبر ‪2012‬‬
‫إلى السادة ‪ -:‬الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف ‪:‬‬
‫‪ -‬وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية‬
‫الموضـــــوع ‪ :‬الحقوق المخولة قانونا لألشخاص الموضوعين تحت الحراسة‬
‫النظرية‬
‫سالم تام بوجود موالنا االمام‬
‫و بعد‪،‬‬
‫ال يخفى عليكم أن قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬يلزم ضباط الشرطة القضائية باتخاذ‬
‫مجموعة من االجراءات التي كلفھا القانون لفائدة االشخاص المقبوض عليھم أو‬
‫الموضوعين تحت الحراسة النظرية ‪ ،‬كإشعار عائالتھم بالوضع تحت الحراسة النظرية‬
‫فور اتخاذه ) المادتان ‪ 67‬و ‪ 82‬من ق‪.‬م‪.‬ج( ‪ ،‬و إخبار االشخاص المقبوض عليھم أو‬
‫الموضوعين تحت الحراسة النظرية فورا و بكيفية يفھمونھا بالحقوق المنصوص عليھا‬
‫في المادة ‪ 66‬من قانون المسطرة الجنائية و اال سيما ‪:‬‬
‫دواعي االعتقال‬ ‫‪-‬‬
‫الحق في التزام الصمت‬ ‫‪-‬‬
‫الحق في امكانية االتصال باحد االقرباء‬ ‫‪-‬‬
‫الحق في المساعدة القانونية‬ ‫‪-‬‬
‫الحق في تعيين محامي أو طلب تعيينه في إطار المساعدة القضائية‬ ‫‪-‬‬
‫و نظرا لألھمية االجراءات المذكورة في تكريس ضمانات المحاكمة العادلة ‪ ،‬و‬
‫تفادي الجزاء القانوني المقرر إلھمالھا من جھة ‪ ،‬و دراءا لتداول بعض االشاعات حول‬
‫اختفاء االشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية مما قد يتسبب في قلق العائالت ‪،‬‬
‫و يخلف بعض اآلثار السلبية على سالمة االجراءات الجنائية من جھة أخرى ‪ ،‬فإني‬
‫أطلب منكم الحرص على تفعيل ھذه االجراءات القانونية و تتبع عمل الشرطة القضائية‬
‫في تطبيقھا بجدية ‪ ،‬و تضمين المعلومات المتعلقة بذلك بالمحضر ‪ .‬كما أطلب منكم عدم‬
‫التردد في ترتيب االجراء القانوني المنا كل إھمال في القيام باالجراءات المذكورة و‬
‫إشعاري بالصعوبات التي قد تعترضكم في تطبيق المنشور ‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫ رسالة دورية عدد ‪ 36‬س ‪ 3‬بتاريخ ‪2012/08/13‬‬
‫من وزير العدل و الحريات‬
‫إلى السادة ‪ - :‬الوكالء العامين للملك لدى محاكم االستئناف‬
‫‪ -‬وكالء الملك لدى المحاكم االبتدائية‪.‬‬
‫الموضـــــــوع ‪ :‬مذكرات البحث‬
‫سالم تام بوجود موالنا االمام‬
‫و بعد ‪،‬‬
‫لقد بلغ إلى علم ھذه الوزارة ان العديد من االشخاص ما يزالون من أجل قضايا‬
‫سقطت بالتقادم ‪ ،‬و أن بعضھم يتم إلقاء القبض عليھم و يود النظرية قبل أن تقرروا‬
‫االفراج عنھم بسبب التقادم ‪ ،‬و ھو ما يتسبب لھم في قانونا ‪ ،‬و يؤدي إلى ھدر جھود‬
‫أوقات المصالح العمومية‪.‬‬
‫ألجله ‪ ،‬أطلب منكم العمل على إلغاء مذكرات البحث المنشورة في حق االسباب‬
‫القانونية الداعية إلى ذلك االلغاء أو تقادم القضية ‪ ،‬مع مراعاة مقتضى من قانون‬
‫المسطرة الجنائية بشأن قطع تقادم الدعوى العمومية نتيجة إحدى عليھا في المادة‬
‫المذكورة التي قد تتخذ ليس في حق االشخاص موضوع مذكر و إنما في حق شركائھم أو‬
‫المساھمين معھم ‪ ،‬و تؤدي إلى قطع التقادم بالنسبة الذين لم يشملھم إجراء التحقيق أو‬
‫المتابعة أو المحاكمة ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ـــــــــــ ااـــــــــــــــــ‪:‬‬

‫أو ‪ :‬ا ا‬

‫• احــــــمد الخــــمليشي ‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية ج ‪ 1‬ط ‪ 5‬سنة ‪. 1999‬‬


‫• الحــــــبيب بيــــــــھي ‪ :‬شرح قانون المسطرة الجنائية الجديد ج ‪ 2‬ط ‪ 1‬سنة ‪2006‬‬
‫• محـــمد عيـــــــــــــاط ‪ :‬دراسة في المسطرة الجنائية المغربية ج ‪ 1‬و ‪. 2‬‬
‫• محمد االدريسي العلمي المشيشي ‪ :‬المسطرة الجنائية الجزء االول ‪ :‬المؤسسات القضائية سنة‬
‫‪1991‬‬
‫مطبعة‬ ‫• ميـــــلود غـــــالب ‪ :‬التجنيح القضائي وإشكاالته القانونية والعملية ط ‪1‬‬
‫أفولكي س ‪2011‬‬
‫• وزارة العـــــــــــدل‪ -:‬شرح قانون المسطرة الجنائية ج ‪ 3‬سلسلة الشروح والدالئل ‪ ،‬يونيو‬
‫‪2007‬‬
‫‪ -‬السياسة الجنائية واقع وآفاق ‪ :‬المجلد الثاني ط أشغال المناظرة الوطنية‬
‫التي نظمتھا وزارة العدل بمكناس أيام ‪ 11/ 10/ 9‬دجنبر ‪. 2004‬‬
‫‪ -‬معالم على درب اإلصالح العميق والشامل لمنظومة العدالة)حصيلة‬
‫منجزات وزارة العدل والحريات س ‪2012‬‬

‫‪:‬ات‬

‫• أنفاس حقوقية ‪ :‬دراسات و أبحاث في قانون المسطرة الجنائية الجديد العدد الثاني والثالث دجنبر‬
‫‪.2003‬‬
‫• مجلة منير النيابة العامة ‪:‬عدد ‪ 2‬سنة ‪. 2012‬‬
‫• مجلة الشؤون الجنائية عدد ‪ 2‬أكتوبر ‪2012‬‬

‫‪26‬‬
‫الفــــھرس‬

‫‪1.........................................................................................:‬‬ ‫مـــــــقدمة‬
‫المبحث االول ‪ :‬واقع االشراف على السياسة الجنائية‪4..............................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬توجيه التعليمات بشأن سير الدعوى العمومية‪5....................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬إعطاء تعليمات عامة ‪5................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬إعطاء تعليمات خاصة‪6................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ممارسة الطعون والتنفيذ واالفراج التعاون الدولي‪8 ..............................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ممارسة الطعون ‪8 ....................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المراجعة‪8 .......................................................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬النقض لفائدة القانون‪9 ..........................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلحالة من اجل تجاوز السلطة ‪10..............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تنفيذ العقوبات واالفراج والتعاون القضائي الدولي‪10...............................‬‬

‫أوال ‪ :‬تنفيذ العقوبات واالفراج‪10.....................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعاون القضائي الجنائي الدولي‪10.............................................................‬‬

‫‪ -1‬تنفيذ االنابات القضائية‪11.........................................................................‬‬

‫‪-2‬طلبات التسليم ‪11..................................................................................‬‬


‫‪-3‬الموافقة على منح اإلذن بالتسليم المراقب‪12........................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬آفاق االشراف على السياسة الجنائية‪12 ...........................................‬‬

‫المطلــب االول‪ :‬المستجدات المنبتقة عن الدستورية والقوانين التنظيمية‪13...........................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬المستجدات الدستورية‪13........................................................ ....‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القوانين التنظيمية ‪14. ..................................................................‬‬

‫‪ : 1‬القانون التنظيمي للمجلس االعلى للسلطة القضائية‪14 ...........................................‬‬

‫‪27‬‬
‫أ ‪ -‬دور رصد و تشخيص واقع العدالة‪15 ............................................................‬‬

‫ب ‪ -‬الدور االستشاري أو االقتراحي‪15 ...............................................................‬‬

‫‪ :2‬النظام االساسي لرجال القضاء‪15...................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المستجدات المقترحة بمشروع قانون المسطرة الجنائية‪16..........................‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬على مستوى صالحية االشراف على تنفيذ السياسة الجنائية‪16......................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستوى باقي صالحيات وزيرالعدل في المادة الجنائية‪17 .......................‬‬

‫خاتمة ‪19 ................................................................................................‬‬

‫ملحق‪20 .................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع‪25 .......................................................................................‬‬

‫الفھرس‪27 ..............................................................................................‬‬

‫‪28‬‬

You might also like