Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
قبل احتالل االوربيين الكفرة الرض الصومال كان لدي االهالي نظم و قوانين غير مكتوبة ,كان
الصو ماليون يتحاكمون علئ اساسها فيما شجر بينهم ورثوها كابر عن كابر ,يضعها شيوخ القبائل
و االعيان ,كانت و ما زالت هذه االعراف العتيقة محترمة و ملزمة للجميع ال يجو ز الخروج
عليها و ال مخالفتها و اال تعرض المخالف لغرامات قد تكون باهضة الثمن او يحرمون من بعض
االمتيازات او الصالحيات.
لم يكن لهذه النظم مرجع من الكتاب او السنة و انكى من ذلك ان الوضاع لم يكن لديهم ادنى
معرفة بالدين بل كانو اميين ال يقرءون و ال يكتبون .كانو رجاال ذوا تجارب و خبرة واسعة
باوضاع القبيلة و المحيط ,و لديهم تراث عتيق ومعرفة باالقضية السالفة كانت هذه التقاليد و
في الغالب لم يكن للدين اثر في صياغة هذه القوانين و التقاليد ,و يجو ز ان نسمي هذه التقاليد
علمانية معتدلة و فيما يلي يتضح هذا االمر ان شاء اهلل بما ان في هذه النظم لمسات بسيطة من
شرائع الدين الحنيف كقانون الشهود و الشروط التي يجب ان يتوفر لقبول الشهادة .لم يكن
للعلماء دور في وضع هذه النظم و االحكام ,بل كان دورهم يقتصر في القضاء على بعض االقضية
االجتماعية كالنكاح و الطالق تقسيم االرث و تحديد نسبة الزكاة في االموال و تمتمة االدعية و
قراءة القرءان على المرضى و حجاب الجن و العين ,و االمامة في الصالة و اكثرهم من المتصوفة
الغالة عباد القبو ر و االضرحة و كان مبلغهم من العلم قليل مليئ بالخرافاة و الخزعبالة ,القيل و
و رغم امية واضعي هذه القوانين يالحظ انها تغطي معظم الضرورات القانونية للبدو الرحل بل
يمكن القول بانها راقية مقارنة للنظم الجاهلية االخرى اذا اعتبر بساطة الوسائل و هشاشة الوضع
االجتماعي وهي قوانين من بنات العقل البشري القاصر وهي و القوانين االوربية من اصل جاهلي
و الفرق ان واضعي القوانين التقليدية الصومالية بدو رحل ,بينما االوربيون كانوا حضر لهم
القبائل المتجاورة عالقات و عهود مثل عالقات التعاون في الحرث و المياه ,و التزاوج و تعاطي
االموال و بالعكس كانو يتحاربون و ينهبون الجمال و الخيول في الغالب ثم يتصالحون ,و من
عيوبهم االعتداء على النساء ولو بالنادر .و من العيوب الفاضحة للصومال العنصرية على اساس
االنتماء القبلي ,فتوجد طبقتان طبقة االشراف ذوي النسب و الحسب و الطبقة الدون و جميعهم
اهل الحرف كالحدادين و الصائغين وصناع االحذية و الصيادين و اخرين .و بما ان غالبية
الشعب كانوا من رعاة المواشي فهم المعتبرون اما بقية الشعب فهم مهمشون محتقرون ال
يز وجون و ال يتز وجون منهم و اذا تجرأ احد من الطبقة الوضيعة ان يتو زج امراة من ذي النسب
المزعوم قد يتعرض للقتل او الجروح البليغة!! يضاف الى ذلك ان التمييز موجود في العشيرة
الواحدة حسب تعداد الفخذ ,طبعا التمييز ليس صارما كاصحاب الحرف و لكنه محسوس .و
كان من العادات السالفة ان يتفق الرجل مع المرأة ان يذهبا بعيدا عن الولي و يعملوا ما كانوا
يسمونه عقد النكاح و هذا تفاديا لطلب الولي امواال للموافقة على ز واج و ليته.
هذه العقلية البدوية انتقلت الى المدن فتمارس التمييز في الز واج و المصاهرة .و هذا التمييز من
سمات الجاهلية و ال عالقة له باالسالم الحنيف .دين اهلل يقسم الناس الى مؤمن شريف و كافر
وضيع ,و ما عدى ذلك فالناس سواسي كاسنان المشط ال فرق بين االلوان و المنبت و
الوطن و الحرفة ,و الحقيقة ان المجتمع الصومالي مجتمع باالساس قبلي و مقاييسه و معظم
تقاليده و اعرافه ليست اسالمية .و عند وضع هذه القوانين لم يسأل شيوخ القبائل وضع هذه
النظم في الدين االسالمي ,و في مناسبات كثيرة هذه النظم تصتدم مباشرة مع الشريعة االسالمية
على سبيل المثال يعتبر في بعض المناطق غير مستساغ ان تغطي البنت رأسها قبل الز واج ,كما
يجب دفع اموال طائلة لتز ويج المرأة و كان االختالط منتشرا و كان يعتبر من االمو ر العادية ,و
لم يكن الحجاب معروفا قبل أواخر الستينات من القرن المنصرم ,كما ان دعاء القبو ر و االستغاثة
باالولياء و الجن و طلب الشفاء و الرزق و الذرية منهم منتشرا و غير مستنكرا ,و االختالط
ورقص الشباب و الشابات كان من المناظر المألوفة ,لدرجة ان الرعاة من البنين و البنات كانوا
يرعون القطيع سويا بعيدين عن االسر ,بل كانوا يسوقون القطيع الى امكنة نائية لبعض االيام
للرعي او السقاء و ال يصحبهم احد و مع ذلك كانت الفاحشة نادرة الحدوث الن الناس كانوا
على الفطرة ,هذا في البادية و لالسف زادت هذه الجريمة في المدن لعوامل شتى من اسبابها
مجيئ القوات الغربية التى نشرت جميع انواع الرذائل و الموبقات كما نشروا في افريقيا امراض
و كان الوضع االجتماعي لرجال الدين كما سبق ذكره الى اواخر الستينات من القرن الماضي
عندما نشأت الصحوة االسالمية فتغير وضع طالب العلم و العلماء مما افضى الى اعادة االعتبار
لهم وللدين الحنيف .في العهود الماضية كان الرجال منقسمين الى متدينين و غير متدينين و
كانت مقاليد االمو ر حكرا على غير المتدينين ,و بلغ االزدراء باهل الدين ان يتساءل الناس اذا
كان العلماء في اعداد الرجال! الن رجل الدين لم يكن يشترك في الحروب القبلية و غارات
النهب و السلب التي كان يعتبرها اهل البدو رمز الرجولة والشجاعة ,ومن الطبيعي ان ال يشترك
رجل الدين هذه الجرائم الشنيعة ,و بالتالي ال اعتبار لمن لم تتلوث ايديهم بهذه الفظائع.
كلمة حير تعني مساحة محجو زة محاطة ,مثال يقال فالن احاط و استولى على مساحة واسعة من
االرض و هي المساحة المحجو زة المملوكة الحد الناس فالمصطلح يدل على جدار او سياج حرز
على امر يخشى ان تلحق ضررا بالمحروس أو اتقاء العين االجنبية .أصل الكلمة من حرو أي
الحظيرة للمواشي ثم تحولت الكلمة الى حىر و هو القانون او النظام الذي تسطلح عليه جماعة من
الناس للحيلولة دون مجاوزة الحدود بالنسبة لألخرين .اذن الحير او النظام التقليدي الصومالي هو
نظام وضعي لتفادي حدوث الجرائم و القضاء بين المتخاصمين ,في بعض االحيان يقدم النظام
الوضعي على الشريعة االسالمية لفرط جهل هذه االمة ,و من مقوالتهم فلنتحاكم الى القانون
التقليدي ألن الذين يتحاكمون الى الشريعة ال يصلون الرحم ,و يقولون افضل ما يو رث الوالد ابنه
هو التمسك بالقانون التقليدي و حظيرة من الجمال ,اي هذان التركتان هما اثمن ما يخلف والد
الدوران و ال رشوة و ال محسوبية و هم لسوء طويتهم يريدون ان يحتالوا على العدالة و االنصاف.
و مما اثار استغرابي الجهد المبذول و الزمن الطويل و المجالس المتعددة اليجاد هذا النظام
الجاهلي ,فقد استغرق تصميمه ما يقارب ميأة عام .و قد استغرق وضع الللمسات أألخيرة لهذا
تم وضع هذا النظام كما يلي ,و شعاره حذاء يرمز الى انه يجب ان ال يتجاوز حدود هذا النظام,
أي كما ان الحذاء يحتوي الرجل كذلك يجب ان يكون الناس على حدود القانون .يتكون النظام
مما يلي:
االحذية الستة هي مكونات قانون قبيلة عيسى و هي كما يلي :دماء ,عرف و عادات ,اقتصاد,
-االقتصاد يقوم على ثروة حيوانية و ثروة غير حيوانية و ليس لقبيلة عيسى قانون متعلق بالثروة
غير الحيوانية.
-في عرف قبيلة عيسى اقل ثروة حيوانية تتألف من تسعة ناقة و حمار و كلب.
القانون التقليدي هو تراث قبلي غير قاتل للمخالفة و التجاوز ,و اذا تعارض التقليد و الشريعة
يقدم القانون التقليديالن الصوماليين يعتقدون ان النظام القبلي يؤلف ويز رع الحب بين افراد
القبيلة الواحدة بينما حسب نظرتهم القاصرة الشريعة تقطع اواصر المحبة و األلفة الن الشريعة
و هذا وهم ال اساس له من الصحة الن الشريعة بتحقيقها العدل تصلح بين الناس و تداوي
القلوب و تجفف مظان الضغائن و العداوة ,و الواقع يؤكد هذه الحقيقة ألن المجتمع الصومالي لم
يعرف السالم و األستقرار في ظل هذه النظم الجاهلية محلية كانت او مستو ردة من القوى
االستعمارية .ون تجاهها شيئ الواقعان النظام التقليدي الصومالي ليس بأقل خطرا من القوانين
الغربية المفروض على هذه االمة النهما من اصل و منبع واحد جاهلي بشري بينما الشريعة من
اهلل العليم المحيط بجميع حاجات البشر و تزيد خطو رة النظام المحلي ان المجتمع يشعر
باالنتماء الى هذه النظم الضالة عكس شعو رهم تجاه القوانين الغربية التي يشعرون تجاهها شيئا
قال تعالى << افحكم الجاهلية يبغون و من احسن من اهلل حكما لقوم يوقنون >> المائدة :
على سبيل المثال مقدار الدية عند الصوماليين يتفاوت حسب العقود مع مختلف القبائل ,فمن
الممكن ان تدفع القبيلة الواحدة مقادير مختلفة من الدية لمختلف العشائر و هذا التصرف
مخالف لصريح الشريعة االسالمية ,و ال يجو ز التصرف فيها حسب األراء و االهواء .و ربما
يحدث ان الضحية تعفوا و تتنازل عن حقها فتعترض العائلتان و يتقاضون سرا رغم رغبة الضحية و
هذا يدل على ان النظام التقليدي يتمتع بالقداسة و وجوب التنفيذ ,وعند الصوماليين مقولة
كان يتم وضع القانون و المحاكمة تحت شجرة باسقة ظليلة بمحاذات بئر او ترعة ماء صافية,
يعتنى بتهيئتها و تفريشها لتكون مناسبة لمشيحة القبيلة المبجلين ,وكان للشيوخ مكان محدد و
كان شيوخ القبيلة و اعيانها يجتمعون تحت هذه الشجرة و يتداولون النقاش حول القضايا القانونية
و الخصومات الواقعة ,و قد تستغرق المداولة اياما حتى يتوصل الحكم الى قرار نهائي .و كانت
تلك الشجرة بمثابة قاعة تشريع و محكمة للتقاضي ,و عند القضاء كان الحكم يبذلون اقصى
جهدهم لتحقيق العدالة ,و كان يحق للمتخاصمين اتخاذ محام يدافع عن قضيتهم ,و عند
الصوماليين مقولة تقول :التزم االنصاف بين ابنك و ابن الكافر او انصف الكافر ثم افتك به ,او
الناس متساو ون تجاه عدل االسالم ,و مع كل هذه المبادئ الراقية ال يمكن تحقيق العدالة في
ظل نظام غير اسالمي .و كان يحق للمتخاصمين ان يستأنفوا القضاء في محكمة اخرى تحت
شجرة اخرى و هذا يجو ز لثالثة مرافعات و على المرافع ان يوضح سبب عدم قناعته بحكم
-الدعاء كان القضاة يدعون اهلل بان يوفقهم للحق و العدل ,و كان هذ االجراء يتم قبل بدء
المحكمة.
انواع االقضية
االقضية التي يتم تناولها هي احد القضايا التالية:
أ-قضايا جنائية
ب-اقضية اجتماعي
قضايا الدم قد تكون قتال ( قر ) او جروحا ( قون ) ,و كالهما يمكن ان يكون عمدا او خطأ.
و ايا يكون من المحتمل ان يكون وقع في دائرة االسرة و يسمى ( مو رو) او وقع لشخص في
اجارة احد و يسمى مغن و هي االساءة التي وقعت على احد في اجارة اسرة او شخص ,و لكل
و المجاوزات االجتماعية تحتمل ان تتعلق بممتلكات او عرض ,و الممتلكات تحتمل ان تكون
امواال خاصة باحد المتخاصمين و تسمى مو رو و يحتمل ان يملكها شخص في اجارة احد
و تنقسم القضايا الى اقضية و قعت من قبل و لها حكم معلوم و تسمى ( عرد ) و قضايى
مستحدثة لم يوضع حكم من قبل و تسمى ( اغب) .و على المدعي البينة او الشهود و على
و و ضعت هذه الشروط تفاديا للمحسوبية و حرصا ان يسود العدل في االقضية الحكمية.
نماذج من االحكام
عقاب السرقة
على السارق ان يدفع من ثالث الى عشر اضعاف قيمة ما اختلس ,و العاقلة ال تسهم في دفع
الغرامة الشعار الجاني فضاعة تصرفه .و في السابق حدث ان تم قطع يد اليمنى للسارق في
عقوبة القتل
قاتل الرجل عليه ان يدفع الهل المقتول ميأة ناقة ,و اذا قتل امرأة عليه ان يدفع خمسين ناقة الهل
المقتول.
المعتدي جنسيا على بكر يعاقب بدفع عشر ناقة و المعتدي على ثيب عليه ان يدفع خمس ناقة,
يعاقب المعتدي على شرف المرء بدفع اثمن ممتلكاته للمهان مثل اضخم نوقه او حصانه
قانون االجارة
حسب القانون الصومالي الحاق الضرر بالمستجير اشنع من الحاق الضرر بالمجير و يحظر ان
و نظام المحافظة على سالمة المستجير في التقليد الصومالي يعتبر ارقى من امثاله في
المجتمعات الغربية بيد انها ال ترقى الى نظام الشريعة االسالمية بهذا الصدد.
و يتطرق الى الذهن السؤال اذا اخفق الصوماليون تبني الشريعة االسالمية الغراء لماذا لم يتحاكموا
الى اعرافهم و عاداتهم بدل التحاكم الى شريعة االجانب المستعمرين المعتدين؟ و هذا من اغرب
الغرائب.
توجد نظم تتعلق بمختلف انواع الماشية و من هذه النظم ما يتعلق بالحيوانات المحتاجة الى
االسعاف والرعاية ام التي تستعار للحلب ام لحمل االثقال او الفحول التي تستعار للضراب .و من
اعرافهم انه اذا كان لدي اسرة ناقة واحدةيحتاج الى استعارتها على المستعير ان يعوضها بجمل
و يلزم اعادة الفحول عند انتهاء فترة خصوبة االناث ,ك لك يجب اعادة الحلوب الى مالكها
سرعان ما تنتهي فترة الدرر ,و ال يعوض الحلوب او الفحول اذا حدث الضياع بغير افراط.
النظام التجاري
يحظر المنافسة بين تجار القبيلة الواحدة او العشيرة الصديقة دون القبائل العدوة فيجو ز منافستها
الفشال رغبتها في االستحواذ على البضائع و كذلك ال يجو ز البيع على بيع احد سلف نسبة من
و كانت هذان الفئتان يتصرفان بموجب قانون الحرب عند الصوماليين الذي يحث على التعاون
قانون الحرب
كانت بعض هذه النظم تطبق على المحاربين الذين ينتمون الى الفئة الواحدة و اخرى تطبق على
االطراف المتحاربة.
بعض هذه النظم كانت دائمة التطبيق مثل عدم قتل النساء و االطفال ( و هي قوانين ترجع الى
الشريعة االسالمية )
و بعضها كان مؤقتا و كان يتم تداولها قبل المعركة مثل مصير االسرى و الجرحى.
عندما يعزم المقاتلون على خوض المعركة كانوا يختارون قائدا الدارة المعركة لديه صالحية
كاملة على ادارة المعركة و المقاتلين .و قبل بداية المعركة كان المقاتلون يمرون على دورة توعية
هذه انظم كانت تطبق عند الحروب و ليس عند نهب و سلب المواشي و خاصة الجمال المنتشر
للبدونظام متبع عند نهب القطيع يحافظ على بعض التصرفات االخالقية مثل تجنب ازهاق
انفوس ,و يحق للمرء ان يستغرب هذا السلوك و يتساءل ما دخل االخالق بالنهب و السلب؟
في اغلب االحيان يطبق الناهبون قانون المقاتلون و يحافظون على بعض النظم المتعارف عليه.
و في الغالب كان اصحاب القطيع يالحقون المعتدين .و حسب نسبة تعداد اصحاب القطيع
في الحالة االولى يتجنب المعتدون نهب المواشي خوفا من عاقبة فعلتهم و يطلبون من اصحاب
القطيع منحهم جمال او اثنين للطعام و يستجيب اصحاب القطيع لطلبهم ,و هذا شئ غريب جدا
و في الحالة الثالثة يقترح اصحاب االموال ان يقسم القطيع بينهم بالتساوي ,و تسمى هذه القسمة
قسمة خطف الطيو ر الجارحة ,و في الغالب يتم االتفاق على هذه القسمة الظالمة تفاديا الزهاق
االرواح.
كان للفرسان اعتبار كبير و تقدير في المجتمع الصومالي كباقي االمم في الماضي ,كانت الخيول
تستخدم في الحروب و السفر و في االستعراض عند المناسبات السعيدة .و كان للفارس في
الحروب ضعف ما ينال الرجالة ,كما ان اصحاب البنادق كانوا يأخذون ضعف ما يحصل عليه
المسلحون بالرماح.
صناع القبائل هم شيوخ القبائل و اعيان القوم االميين و لكنهم ذوا دراية و خبرة واسعة بمشاكل
المجتمع و البيئة البدوية المحيطة و لم يكن الصحاب العلم الشرعي دور في صياغة القانون و
االعراف و ابرام مصائر المجتمع .كان شيوخ القبائل يقررون النظم عند الضرورة باستقاللية
و عند صياغةالنظم كان يدعى جمهو ر اهل البادية الى االجتماع عند شجرة معروفة كان العيان
يجتمعون فيه لفض الخصومات و ابرام العهود و القرارات ,و هناك كان يتم النقاش حول القضايا
الراهنة و تحل المشاكل او تقرر النظم و القوانين ,و يكون هذه القرارات ملزمة لجميع افراد
القبيلة .و كان القانون يحمل اسم المكان الذي ابرم فيه مثل قانون عكاره ,ياقله ,و ما الى ذلك ,و
كان من االجراءات تعيين لجنة اختير بمواصفات خاصة تناقش و تتداول النظام و تقرر النظام ,و
كان اليسمح للجمهو ر االتصال باللجنة الخاصة لكى ال يؤثروا على قرارات اللجنة.
اسلوب الشكوى
على المدعي ان يعرض شكواه بالتفصيل و ان يأتي باالدلة و الشهود ,وان يذكر اسم الخصم و ان
يذكر مكان و زمن الحادثة و نوع االعتداءو اذا كان االعتداء وقع على اسرته او على مستجيره
الن لكل حادثة حكم خاص ,ثم يعطى للمدعي عليه ان يعرض حجته و يدافع عن نفسه ,و بعد
تلقي هذه المعلومات تنصب لجنة تقرر الحكم النهائي .فاذا لم يرض احد الخصمين او كالهما
بالقرار يحق لهم ان يطلبا استئناف الحكم ,لثالث مرات و يجب على الناقض ان يوضح سبب
نفقات المحكمة
ن
اثر للدين فيه ,و العلمانيون اذن جماعة من البشرتصيغ مفاهيمها ,احكامها و نظام حياتهاحسب
اهوائها و ميولها و فيما يرونه مصلحة لهم ,و بالتالي مجتمع كافريتخذ بعضهم بعضا اربابا من
دون اهلل يعبد بعضهم بعضا ,تضع النظم و الشرائع اقلية هم االرباب و تنفذها االكثرية و بذلك
يعبدون صانعي الشرائع و االفكار ,لقوله جل جالله << اتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا من دون
اهلل و المسيح ابن مريم و ما امروا اال ليعبدوا الها واحدا ال اله االهو سبحانه عما يشركون>>
التوبة:
و رغم عبوديتهم المذلة يحسبون انفسهم احرارا و يتغنون بالتقدم و المدنية الراقية ,بينما
ينحدرون في سلم العبودية و الرق المشين ,ضحايا لطغمة قليلة متسلطة تذيق البلهاء الويالت,
تستحو ذ على انفسهم و اموالهم ,و التي بالمكؤ و الخداع توهمهم انهم احرار و على قمة السعادة و
السؤدد وهم يتمرغون في طين الخبال .و كلما تعبوا و وعوا وضعهم المز ري تعصف االلحان و
تدق الطبول الى االمام الى المساواة الى التقدم و الثراء الى السعادة الى الخلود و قهر الفناء!! و ما
تزال تلك الطغمة الظالمة تذيق الدهماء العذاب و الكبت و السحق فيلجئون الى المخدرات و
الكحول ليتغيبوا لحظات عن بؤسهم و شقائهم .والعلمانية ردة فعل طائش للنظام الظالم الكنسي
الكهنوتي الذي سيطر على المجتمع االوربي زهاء الف عام و مارس اقبح انواع القهر و االستبداد
باسم دين من تأليف الباباوات و المجامع الكهنوتية فثار الشعب على هذه الطبقة االقطاعية و
قذفوها خارج نظام الحياة و حبسوهم داخل جدران المعابد التي كانت ترتكب فيها اقبح
الفواحش ,عند ذلك تطرف اعيان المجتمع االوربي فالحدوا و نفوا وجود الخالق الجليل و كفروا
بالوحي والروح و قالوا ال اله و الحياة مادة ,وزعمو ا انهم االرباب و انه ينبغي ان يحلوا و يحرموا
بدون رقيب و ال حسيب ,فتشكلت طبقة غشومة حلت محل الكنيسة ,وهي طبقة الرأسماليين
الذين يملكون المال و السلطة و التي استحو ذت على كد الجماهير و عرق جبينهم و بالمقابل
تكونت طبقة الصعاليك المغمو رين الذين لم يألفو اال البؤس و ال ,و شذف العيش .هكذا نشأت
العلمانية الديموقراطية المارقة ,ثم انطلقت الطبقة المالكة الجديدة الستعمار االمم الضعيفة في
افريقيا و اسيا و امريكا و استراليا و نيو زيلندا وجز ر المحيط الهادي حولوا شعوبها الى عبيد
للسخرة و االستغالل البشع ,يبيعون و يشترون هؤالء األمم المنكوبة كالسلع و المتاع .وبهذه
الوسائل ازدادوا قوة و ثراء على حساب المستعمرات ,وسار من ديدن الغربيين التبشير و الترويج
لبضاعة االغريق القدماء و افضائها ثوب القداسة و العصمة .و لكن الذين قذف اهلل في قلوبهم
نو ر الوحي يزدرون بهذاالنظام الساذج الذي برهنت التجارب فشلها و قبح سوءاته .العلمانية
النظام التقليدي الصومالي له قوانين و نظم ارقى في بعض االوجه من بعض النظم الجاهلية
االخرى بسب تأثره باالسالم .النظام التقليدي الصومالي ليس نظاما دينيا ,و ليس مجردا من
التأثير الديني ,وهو على العموم نظام جاهلي غير اسالمي ,الن واضعيه اشخاص ال يحق لهم
و للنظام التقليدي الصومالي شرائع تحول بين تجاوزه و المخالفون يتعرضون للعقاب الصارم و هو
ضربة الزب ال يحق الحد نقاشه و مخالفته .من المحتمل ان ال يهتم احد بكيفية التزام الشخص
بالدين و لو ارتد ال يكترث احد لفعلته الشنيعة ما دام يحترم النظام التقليدي و يحافظ عليه ,و
الواقع ان الناس يحرصون على النظام التقليدي اكثر من حرصهم على الدين االسالمي و هذا
تناقض بين الحقيقة و االدعاء ,و من الجائز ان نقول ان النظام التقليدي الصومالي نظام علماني
معتدل بما ان للدين شيئ من االعتبار و التقدير .واذا اقتضى االمر حكما فان البدو يفضلون النظام
التقليدي و اهل الحضر يفضلون القوانين الوضعية الغربية .و هنك عدة شعارات تدل ان االولوية
للقانون المو روث مثل :ترك العرف مغضبة للرب .ان لسان الحال و المقال يبرهنان ان هذه االمة
الخاتمة
كان المجتمع الصومالي ينقسم قديما الى قسمين علماء ( وداد) غير متدين ( ورنلى ) و كانت
قيادة المجتمع حكرا على الو رنلى ,ولم يكن لعلماء الشريعة دور في قيادة المجتمع و ادارة
شؤونه .كان وضع االنظمة و القانون يخضع الهواء شيوخ القبائل و اعيان المجتمع البدويكما
مر بنا في الصحفات السابقة ,و كانوا و ما زالوا اشخاص اميين ذوا مدارك ضيقة و عقول متحجرة.
و الواقع ان المجتمع الصومالي لم يطبق يوما الشريعة االسالمية بحذافيرها ,بل تحاكموا الى
العرف في القديم ثم القانون الغربي الوافد في االزمنة االخيرة بدءا من االحتالل االستعماري
كان رجل الدين ال يحمل السالح و ال يشترك في غارات السلب و النهب وكان هذا مقياس
الرجولة و الشهامة عند البدو ,و لهذا لم يكن لرجل الدين حظ في قيادة المجتمع البدوي او
المتغرب المدني .من الجانب األخر كان رجل الدين ذوا معرفة باالسالم قليلة و ناقصة محشونة
بخرافات و اساطير الصوفية ,و يبدوا ان الذين ابلغوا االسالم الصومال كانو من المتصفوة و فرق
الطرق من قادرية واحمدية و صالحية و هذا من المؤشرات التي تدل ان االسالم وصل متأخرا الى
الصومال و في عصو ر االنحطاط و الشعو ذة و ليس كما يدعي البعض ان االسالم وصل الى
الصومال قبل المدينة المنو رة النه لو كان االمر كذلك لعرفت الصومال االسالم ناصعا نقيا .كان
رجل الدين ذوا معرفة قليلة و ناقصة باالصول الدين و فروعه فلذلك لم يتمكن من جلب الهيبة و
التقدير الذي يتمتع به العلماء الراسخو اضف الى ذلك ان هذه الطبقة كانت عالة على غيرهم و لم
تكن لهم حرفة يرتزقون منها فكانوا عبئا ثقيال على الشعب الكادح ,و لذلك كان رجل الدين غير
و في فترة الغرو الصليبي االستعماري للصومال ابرم العدو الصليبي معاهدات ظالمة و على
حساب هذا الشعب المنكوب مع رؤساء القبائل و السالطين ,و لم يكن رجال الدين طرفا من هذه
االتفاقات التي اعطت شرعية للتدخل في شؤون البلد و من ثم احتالله و استعباده .و لما حاول
بعض العلماء التصدي لهذه الهجمة االستعمارية الشرسة ساند شيوخ القبائل و السالطين القوات
في اواخر القرن التاسع عشر حاول عالم جليل النشاء دولة اسالمية تطبق الشريعة االسالمية و هو
الشيخ علي عبد الرحمن الفقي الملقب بشيخ علي مجيرتين ,اتصل مع سلطان قبيلة المجيرتين
حرس و طلب منه ان يطبق الشريعة االسالمية على المجتمع فرفض حرسي هذا الطلب ,فأرس
الشيخ رسالة الى امير شارفة يستنجده لتحقيق ذلك المبتغى النبيل و لكن لسوء الحظ استولى
االنجليز على امارة شارقة و كانت اقوى امارة في الخليج حينها ,و لكن الشيخ لم ييئس و سافر
الى جزيرة زنجبار و كان السلطان العماني يحكم اجزاء شاسعة من شرق افريقيا و طلب منه ان
من المقاتلين و بعض يز وده بالرجال و السالح القامة دولة اسالمية في الصومال ,فز وده
البنادق ,فانتقل الشيخ الى مينة مركة الساحلية في جنوب الصومال و و جه دعوة الى سلطان
غلدي محمود يوسف المستقر في مدينة افجوي قرب مدينة مقدشوه عاصمة الصومال الحالية
طالبا منه ان يطبق الشريعة االسالمية فما كان من السلطان اال ان رفض هذا االقتراح رفضا قاطعا,
فوقع بين الطرفين معركة هزم فيه الشيخ و جرح ,و كانت قبيلة بيمال تساند الشيخ و مشروعه .و
هكذا فشلت محاولة الشيخ النقاذ هذه االمة و احيائها بالدين الحنيف .و في اوائل القىن
العشرين حينما قامت ثو رة الدراويش بقيادة السيد محمد عبداهلل حسن ضد االستعمار
االنجليزي و االيطالي و الحبشي وقف سالطين المجيرتين و منطقة مدق و سلطان و رسنغلي و
قبيلة اسحاق ضد هذا الجهاد المسلح و حاربوا المجاهدين و ساعدوا المستعمرين الصليبيين
ليحتلوا البلد و ينهبوا خيراته و يمرغوا في الطين كرامة الشعب .وعندما تمكن المستعمرون
الصليبيون من سحق الدراويش جردوا هؤالء االوغاد من سلطانهم و سوقوا الى النفي او السجن
في جزيرة مو ريشوس ,بعد ان استغلوا افحش االستغالل و ورثوا سبة الدهر .وعندما قاومت
قبيلة البيامال بقيادة الشيخ ابوبكر االحتالل االيطالي الغاشم لمدينتهم مركه الجنوبية و قف
سلطان قبيلة غلدي احمد يوسف بجانب الغز و الصليبي االيطالي و حارب اخوانه في الدين و
قام الصليبيون االيطاليون بشراء مرافئ مقدشوه ,مركة و براؤه من سلطنة زنجبار العمانية و كان
الذي وقع الصفقة تاجر ايطالي اسمه فيلوناردي ,فلما وصل مقدشوه انتقل الى مدينة هوبيه مقر
اقامة السلطان كينديد سلطان منطقة مدق و اتفق معه ان تصبح سلطنته محمية ايطالية مقابل
راتب شهري زهيد ,ثم وصل مدينة بارغال الساحلية مقر اقامة السلطان عثمان محمود سلطان
امجيرتىن و وقع معه ايضا معاهدة ان تصبح منطقة المجيرتين محمية ايطالية و ان يتقاضى
السلطان راتبا شهريا .و السيناريو نفسه حدث بين البريطانيين و قبائل االسحاق في بربره و قبائل
العفر و الفرنسيين في منطقة جيبوتي الحالية ,و جميع هذه الخياناة اقترفها رجال ال صلة لهم
-الشجر و القضاء
-انواع المخالفات
-انواع من االقضية
-عقوبة السرقة
-عقوبة القتل
-نظام الرعاة
-نظام التجار
قانون الحرب
-نظام الفرسان
-نفقات المحكمة
-ما هي العالقة بين النظام التقليدي الصومالي و العلمانية؟ للمؤلف عبد القادر عبد اهلل ديني.
-النظام التقليدي لقبيلة عيسى محاضرة القاها السيد ابراهيم احمد علي عضو اكاديمية
الدراسات الصومالية.
اسمي محمد محمود سمنتر ,ولدت في بادية بلدة بارغال بشمال شرق الصومال في عام
توفي ابي و عمري سنتان ثم توفت امي و انا ابن عشرة اعوام ,انتقلت الى مدينة كسمايو بجنوب
الصومال وانا ابن اثنا عشر سنة حيث دعاني هناك عمي الكريم شيخ موسى سمنتر و كان رجل
دين و عبادة ,تأثرت به و تعلمت منه الكثير ,في كسمايو حفظت القرءان الكريم ,و اتممت فيها
االبتدائية و االعدادية ثم انتقلت الى مدينة مقدشوه و تخرجت من الثانوية العامة في عام
و في ذلك العام حصلت على منحة دراسية الى ايطاليا حيث درست الكيمياء الصناعية .و في
انضممت الى الحركة االسالمية في الصومال ,عدت الى مقدشوه و قمت ايطاليا في عام
سافرت الى بعدة وظائف ,و بعد ستة اشهر من اندالع الحروب االهلية المدمر في عام
ايطاليا و سجلت الدكتو راه في الكيمياء العضوية و لكني لم اتمكن من اتمامها ,قمت بعد ذلك
بعدة وظائف ,ثم انتقلت الى بريطانيا حيث عملت في مصنع للعدسات الالصقة ,و في
عدت الى الصومال و وفقت الي بعض اعمال التدريس و التجارة ,و اقيم األن في عام
المقدمة
اكبر خسارة و افدحها في حياة االنسان ان يقحم نفسه في مهمة ال يصلح لتناولها و التصرف
فيها ,و الخوض في غمارها ,وهي محاولته البائسة بان يضع لنفسه نظام حياة و قوانين للعدل و
القضاء ,و تحديد قيم و قواعد توجه مسيرته في هذه البسيطة ,و ترسم خطة مفصلة لحيثياة الحياة
و العدل و العمران .و بموجب هذا المسلك المعوج يحرم على نفسه افعاال و أداب كما يحلل
لنفسه و لمجتمعه امو را و مسالك ,و هو غير مأهل لذلك كله و هو فوق طاقته ,و خارج نطاق
امكانياته و صالحياته ,فهو محدود في الزمن و المكان ,محجوب المدارك ,قاصر في العلم
واالحاطة بالواقع و شتى متطلبات الحياة البشرية و البيئة التي يتحرك فيها و يتنفس.
و بهذا المسلك الشنيع خاض في بحر لجي ال يملك الىسبيل الى بر االمان .,فهلك نفسه و انتحر
بال غوث و ال طوق نجاة تسعفه و تنقذه .و هذا هو المصير المحتوم لمن طغى و تجاوز حدود
اختصاصه و نطاق امكانياته فهلك و اهلك الحرث و النسل ,و ارتكب جرائم تشيب لها الولدان
و تقشعر منها االبدان ,حروب مدمرة تستمر بعض اال زمان مائة عام ,الحرب العالمي االول و
الثاني و الثالث على االبواب فتك فيها الماليين و دمرت بلدان و ممالك .و بسبب وسائل الدمار
الشامل في حو زة بعض الدول يحتمل ابادة البشرية برمتها .و لو عرف االنسان حدوده و وقف
عندها وهي حدود العبودية هلل لوفر على نفسه جميع تلك الكوارث و الويالت ,و لكنه ابى اال
الطغيان و العجرفة و ادعاء االلوهية و الربوبية ,فخاب و خسر و نبش الهاوية بكفيه ,و حفر
اجتاثه بانيابه و اظافره حتى اقبر نفسه و اهيل عليه التراب .و االنكى من ذلك ان االنسان ال يتعلم
هذا القانون البائس يتألف من القانون السكسوني البريطاني و القانون الالتيني االيطالي ,و
القانون االول كان يحكم بالقطر الشمالي و الثاني كان يحكم بالقطر الجنوبي.
تم دمج هذه القوانين المستو ردة بعد االستقالل االسمي الذي نالته الصومال كباقي االمم
الذي سمي عام تحرر افريقيا ذرا للرماد على العيون. االفريقية قي عام
و لقد اطلعت على هذا القانون مترجما الى اللغة الصومالية ,فيشكوا المترجم من صعوبة و جود
و هذا امر طبيعي ,الن هذا المزيج من القوانين الجاهلية االجنبية التي وضعها من ال يحق له ان
يضع قوانين و نظم و ضعت اصال المم و بيئات مغايرة تماما لالمة الصومالية و بيئتها و أوضاعها
و تقاليدها و تاريخها فجاءت مبتو رة مخلخلة ال تناسب هذه االمة و ال يخلوا االمر عن محاولة
ترسيخ هيمنة المستكبرين المتسلطين,و تمرير بضاعتهم على االمم المقهو رة ,و ال يعنيهم ان
كانت هذه القونين مناسبة لالمم المنكوبة و على قدها .االصل انه ال يجو ز الحد ان يتألى على
اهلل و يشرع من دون اهلل ,و لكن من البديهي ان قانونا وضع لقوم ال يمكن تطبيقه على قوم مغاير
له في كل شئ و لكن ال حرمة للعبيد البأساء .فاالمة المستضعفة يستو رد لها ما طاب
للمستكبرين .النظام الوحيد الذي ال حدود جغرافي تحده هو دين اهلل و شرعته الذي يصلح
لجميع االمم و االوضاع ,المأمول ان تضع هذه االمة عن كاهلها ربقة العبودية التي تمثلها
القوانين و النظم و االفكارعندما تتحرر االمة تحررا حقيقيا وبما ان هذه االمة لم تنل حرية
حقيقية فان افكار و قيم المستعمرين سارية عليهم الى هذه الساعة ,و للمستعمرين اغراض
سيادية ,اقتصادية و تدخالت قانونية .فعندما يتحررون يؤمل ان يرجعوا الى دين اهلل يتبنونه و
و من المعلوم ان للصوماليين قوانين قديمة تقليدية و انظمة عقاب كانوا يتقاضون في ما شجر
بينهم,تختلف حسب المنطقة و البيئة ,بعض منها لها جذور اسالمية و بعضها تقاليد اصطلحوا
عليها عن كابر .و من المنطق ان يرجع الصوماليون الى نظمهم التقليدية التي وضعت استجابة
لالوضاع الواقعية بدل ان تفرض عليهم قوانين مستو ردة غريبة على اوضاعهم ونسيج مجتمعهم.
لست من انصار القوانين الجاهلية من شرق كانت او من غرب ,محلية كانت او اجنبية ,انما ديني
ااالسالم و لن اختار له بديال باذن اهلل ,و لكن ان كان الكل نظم جاهلية ما انزل اهلل بها من سلطان
,و يقول المترجم ان هذا القانون هذا القانون المصمم القوام أخرين يتكون من بنودعددها
و المعلوم ان اعضاء البرلمان كان معظمهم اميين فكيف يتسنى لهم ان يفهموا و يناقشوا تلك
و ايضا كان القانون مكتوبا باللغة االيطالية و يندر من يفهمها و يخاطب بها القوانين االجنبىة
فكيف استوعبوا لغة القانون وهم غير متخصصين و ناقشوا المواضيع المعقدة؟ و هذا يعني ان
انى لهذه العناصر االمية ان تقرر مصير االمة الروحية و المالية ,اعراضها شرفها و مستقبلها؟
اليست هذه مؤامرة حاكتها قوى الهيمنة و االستعمارليستمروا جاثين على صدر االمة؟
يقول المترجم هذه النسحة الجديدة هي اول اعادة نظر من قبل المحاكم الصومالية لقوانين عام
.التي تمت تحت الوصاية االيطالية للصومال ,و يقول اجريت على النسخة االصلية
تبسيط لبنود القانون اعتبارا للعادات و تقاليد الجمهو ر الصومالي كذلك تقرر نظام جديد يتناول
الجريمة و العقاب .و عندما توحد القطران الشمالي و الجنوبي للصومال وجهت السلطات
القضائية عقبات جمة لتوحيد القوانين الجنائية المعمول به تحت االدارتين االستعماريتين ,وهذا
من مفاسد القانون الوضعي ,فلوا تبنت الد ولة الشريعة االسالمية على المذهب الشافعي مثال
المتفق علىه لكانت العقبات صفر ,بيد ان العبيد ال خيار لهم بل يملى عليهم قسرا من قبل السادة
المسيطرين شاؤ وا ام ابوا.ان القوى االستعمارية انهكت هذه االمم المستعبدة بقوانين و نظم من
وحي الهوى و الجهل ثم تلقى العنت من توحيدها و تطبيقها .فالنظم البشرية تتطاول على اهلل و
تغتصب حقه تعالى في التشريع لعباده و تتقمص جلباب االلوهية و القيومية لتعرضها للتحليل و
التحريم ,و هذه منطقة محظو رة على البشر وانما يجو ز الصحاب العلم الشرعي ان يجتهدوا في
و اذا ضربنا مثاال لعدوان هذه القوانين على حق اهلل نجد :ان الزنا حالل حسب هذه القوانين
الطاغوتية اال ان تغتصب المر أة اما اذا تراضوا على الرذيلة فال ضرر و مباح الن االمو ر حسب
الشهوة و الهوى .و األن احلوا الشذوذ و اللواط بل اجهزة الدولة جميعها مشغولة في تنفيذ هذه
الرذيلة بتعليمات اممية شبه اجبارية .والمخدرات جائز تناولها اذا لم يرتكب المعاقر اعتداءا
على النفس و الممتلكات ,فلذلك ترى السكاري في باريس و لندن و روما يقضون حوائجهم
البيالوجية في الطرقات و االماكن العامة وال رادع و ال نكير .و الربا قوام االقتصاد و قطبها.
والقوانين الجنائية تجاه هذه الجرائم مخالفة للعقوبات المنصوصة في الشريعة لردع هذه
المجاوزات مخالفة صريحة .و تناول لحم الخنزير و الميتة حالل حسب هذه القوانين الجاهلية.
و التعدد عندهم حرام اما المخادنة فمباح مهما يكن عدد الخليالت .وفي بعض البلدان وصل
بهم االمر الى التشجيع على االنتحار!! و من اغرب االمو ر ان قصاص القتل العمد محرمة ال
يجو ز ايقاعها على الجانى بل يسجن عدد من السنين ثم يطلق سراحه و قد يرتكب جريمة القتل
مرة و مرات ,بل انكى من دلك ان البلد الذ ي ينفذ هذه العقوبة يفرض عليه الحصار السياسي و
االقتصادي اال ان يكون الجاني مسلما فيحتالون اليقاع عقوبة القتل عليه .فمثال بنقله الى بلد
يقرر عقاب القصاص .فترى المجرمين يأكلون و يشربون على حساب الشعب المقهو ر .و
يعتبرون القصاص مناهضا لحقوق االنسان حسب زعمهم و نظرتهم القاصرة .و الطالق بيد
الرجل في الشريعة االسالمية اما حسب قوانين الجاهلية فالطالق بيد القاضي يتصرف فيه
كان سن البلوغ عندهم و هنا احب ان اسرد قصة عايشتها :عندما وصلت ايطاليا في عام
عاما ,و حدث ان الدعاية الشيوعية تلقفت النشأ من بنات و بنين فرأى اليساريون ان يكسبوا
االنتخابات بخفض سن البلوغ ,فقاموا بدعاية واسعة لبلوغ هذ المبتغى قاجريت استفتاء بهذا
يقول مترجم القوانين الجنائية الصومالية حينما تأخرت عملية دمج القانون سمح لكل قطر ان
يحكم بما ورث عن المستعمر من قوانين ( و هي قوانين كافرة مناهضة لالسالم) و هذا بموجب
يناير بتاريخ و على خلفية ذلك العهد تم ابرام قانون الذي بموجبه اعطيت
للحكومة صالحية تطبيق القانون الجنائي و الئحة نظام العدل ثم تم تأليف لجنة من علماء
القانون و الخبراء ألعداد تلك القوانين التي تم تقريرها من قبل لجنة تقنية يرأسها وزير العدل .و
الواقع ان هوالء الخبراء كانوا رجال قانون ايطاليين النه لم يكن يوجد حينها خبراء في القانون
صوماليين ,و من الدالئل ان هذه اللجنة كان يرأسها رجل ايطالي اسمه ريناتو انجلوتي كان استاذا
اعدت اللجنة منشو را باللغتين االيطالية و االنجليزية مكون من دفتر العقوبات رقم واحد و
الدفتر الثاني عن الجرائم الخاصة ,و الدفتر الثالث عن التجاوزات او الخالفات الخاصة.
يقول المترجم ان هذا القانون كان يستند الى دستو ر الجمهو رية الصومالية ( من تأليف محامي
ايطالي) و هذا القانون بمثابة قواعد استعمارية و لن تستقل هذه االمة ما دام هذا الدستو ر و
القانون يهيمن على هذه االمة و يتيح لالجنبي ان يتدخل في شؤونها ,هو بمثابة القاعدة
هذه المعلومات نشرها صحفي صومالي اسمه ايانله حسين عبد صاحب شبكة هنوالته ,في
في مدينة نيروبي عاصمة كينيا و مقابلة اجراها مع الشيخ علي شيخ محمد متان في عام
يقول الشيخ علي الذي كان في السبعينات من تالميذ شيخ محمد معلم حسن رحمه اهلل كبير
المفسرين للقرءان في الصومال في السبعينات من القرن العشرين و كان الشيخ علي من المتأثرين
بالصحوة االسالمية ,ثم انتقل الى كينيا عندما اشتد الضغط على الحركة االسالمية تحت الحكم
الدكتاتو ري العسكري.
قال الشيخ علي ز ودني بهذه المعلومات محام صومالي كان من اوئل الذين تخرجوا من كلية
و اصبح ايضا نائبا في البرلمان .قال المحامي وقع هذا الحدث في عام
يقول هذا المحامي و كان مساعدا لمؤلف دستو ر الصومال في اوائل الستينات ,و كان هذا
المحامي االيطالي المحامي الخاص لرئيس الجمهو رية ادم عبد اهلل عثمان خالل مدة رئاسته
و بعد ان يقول المحامي محمد استدعيت من قبل الرئيس أدم عبد اهلل عثمان في عام
عرضنا عليه مسودة الدستو ر و استحسنها اعطاني رسالة الى رئيس الجمعية التشريعية يخير
النواب بين ان يختاروا الشريعة االسالمية او النظام الديموقراطي ( النظام العلماني الكافر)
فسلمت الرسالة الى رئيس الجمعية السيد جامع عبد اهلل غالب و كان رجال ينتمي الى القطر
الشمالي من الصومال فطلب مني الرئيس ان احضرغدا لتناول الموضوع و طلب من جميع نواب
ان يتواجدوا غدا في مقر الجمعية .و في الموعد المحدد قرأ السيد البرلمان المؤلف من
جامع رسالة رئيس الجمهو رية و طلب من النواب ان يختاروا بين هذين المبدئين ( في الحقيقة
هذا يعني ان يختاروا بين الكفر و االسالم) عندها قال رجل من القطر الشمالي ( يحتمل ان يكون
رجال مسيحيا كان اسمه ميكل مريانو ) ان كانت حرية الكالم ممنوحة و ال جبر على األراء
انني ارى اننا ال نستطيع تطبيق الشريعة االسالمية بل ارى ان نتبنى الديمو قراطية ,فقال رئيس
الجمعية هل سمعتم مقالة هذا النائب؟ ردد االقتراح ثالث مرات ثم قال من يوافقه على هذا
نائبا و صفقوأ لهذا المقترح و ما خالف هذا الموقف اال الرأي فليرفع يده ,فرفع ايديهم
نائبان من القطر الشمالي كان احدهم الشيخ علي اسماعيل خريج جامعة االزهر و من قبيلة هبر
يونس احد افخاذ قبيلة االسحاق ,فقال الشيخ علي لم اكن اتصو ر يوما ان هذا العدد الهائل من
قادة االمة المؤتمنون على مصير االمة و مصالحها يرتدون عن االسالم جملة في ساعة من النهار,
ولكنه حدث األن ,ثم قال انتم اليوم كاليهود الذين نبذوا التو راة و راء ظهو رهم و استبدلوه بشرائع
من عند انفسهم ,و كالنصارئ الذين نبذوا االنجيل و راء ظهو رهم و استبدلوه بنظم و قوانين سن
لهم رهبانهم و سادتهم ,كما انكم األن تركتم التو راة و االنجيل و القرءان أخر كتاب انزل اهلل على
من سو رة المائدة ,ثم قال نصيحتي المشفقة لكم ان تتوبوا الى اهلل - البشر ,ثم تلى األيات:
و تنطقوا بالشهادتين و تعودوا عن غيكم و كفركم .فقال رئيس البرلمان قد سمعنا مقولتك فهل
لديك ما تضيف قال الشيخ ليس عندي اال هذا الحق فقال الرئيس اذن اجلس.
ثم قام رجل أخر من القطر الشمالي اسمه يوسف ايمان فقال انا لست عالما كالشيخ علي
اسماعيل
و لكني اعلم ان اهلل قد اخذ من صلب أدم ذريته و اشهدهم على انفسهم فقال الست بربكم؟
فقالت ذريته بلى شهدنا بأنك ربنا االوحد ,فقد شهد كل منا بكلمة التوحيد فهل تكذبونني في
هذه الحقيقة انكم التستطيعون ذلك و من الحضو ر عدد كبير من الشيوخ من القطر الجنوبي تركوا
دينهم و كتابهم وهم اساس هذه الفتنة ( كان من بينهم شيخ محمود مالنجو ر ,شيخ علي جمعاله و
شيخ عبد اهلل او محمود و شيخ يوسف من منطقة جوبا العليا و شيخ مختار و أخرين ) ,ثم اردف
نائبا باننا ال نستطيع تطبيق الشريعة على حياتنا واوضاعنا المدنية و ال قائال و األن صرح
نريدها ,فأنتم األن ارتديتم عن دين اهلل فراجعوا انفسكم و عودو الى حظيرة االسالم و التوحيد.
فنحن كأمة صومالية ننتسب الى االسالم بدوا و حضرا ,بعد ذلك قال السيد جامع سمعنا مقولتك
فهل لديك ما تضيف فقال السيد يوسف عندي حصرا هذا الحق فقال الرئيس اجلس ثم احضر
بكل من المحامي يقول الشيخ علي شيخ محمد انه التقى في نيروبي عاصمة كينيا في عام
محمد شيخ محمود و السيد محمد علي هرابه الملقب بعلي هغرى الو زير السابق لالستعالمات
,و ذلك بعد انهيار الحكومة الصومالية و بداية الحروب االهلية الدموية المدمرة, في عام
فعاتب علي محمد هرابه المحامي و حمله وز ر ما وقع لالمة من الكوارث و دعى عليه فأجاب
المحامي لماذا تحملني و زر ما حدث و تدعوا علي فقال السيد هرابه النك اتيتنا بالدستو ر
فصدقنا عليه فأ صابتنا كل هذه الكوارث و التشرد و المذلة بسبب ذلك ,فقال المحامي كنتم في
ضالل في السابق و في اليوم ,انا اسمع من السوق دعاية مفادها اني كفرت و خرجت من االسالم
و انا اعلم بحقيقتي فاذا انا خرجت من االسالم و انتم مسلمون فلم لم تتمسكوا بدينكم و تتخذوه
منهاج حياتكم ,فالمشكلة ال تقتصر بشخصي بل االمر اكبر مني بل العلة انكم منافقون تناقضون
بائبا انت منهم و قد اعطاكم الشعب ثقته قررتم عدم رغبتكم في تطبيق انفسكم .الواقع ان
الشريعة االسالمية .عقب الشيخ علي ان لعنة اهلل التي لحقتنا في ذلك الزمان ما زالت تطاردنا .و
يقول شيخ علي ايضا ان اهلل سلط على الحكام الذين رفضوا الشريعة بالعساكر الذين حبسوهم و
اذلوهم.
و الواقع ان القوانين المطبقة على هذه االمة المستعبدة ال تقتصر على القوانين البريطانية و
االيطالية بل تجري عليها قوانين ما يسمى باالمم المتحدة و في الواقع هي االمم الكافرة المتحدة.
أنشأتها الواليات المتحدة االمريكية بعد الحرب العالمية الثانية و تستخدمها وراء الستار
للهيمنة على العالم .اذن نحن امة تكالبت عليها االمم الكافرة عندما تركنا ديننا و خنا أمانة ربنا
ورفضنا شريعة ربنا و موالنا ,فعندما نبذنا كتاب ربنا وراء ظهو رنا سلط اهلل علينا شراذم االمم
تستعبدنا و تسحقنا.
من االحداث التالية نفهم كيف ذل الناس عندما ابتعدوا عن صراط اهلل المستقيم المنجي من
الويالت و النكبات ,و كيف تهضم الحقوق و تزهق النفوس و تستهان كرامة االنسان ,عندما
ساسرد بعون اهلل تقريرين يدالن بكل تأكيد الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في فترة حكم العسكر
المطلق المظلم و اسلط الضوء خاصة على الضغوط و التعديات المرتكبة في حق الصحوة
االسالمية التي نشأت في أواخر الستينات من القرن المنصرم ,والذي مارسته السلطات القمعية
الصومال يرزح تحتها عشرات السنين ,فلما استولى اصحاب البذلة الصفراء اتوا بقوانين اكثر
و كانت هذه القوانين مستو ردة من حكم عسكري انقالبي في السودان .كان معظم بنود هذا
القانون ينص على اعدام مرتكبي ابسط المجاوزات ,و ذلك هدف الحفاظ على السلطة المغتصبة
و اول ضحايا هذه القوانين التعسفية ثالثة من الضباط الذين اشتركوا في انقالب اكتوبر فكانوا
بعد االنقالب استطاع الشيوعيون العائدون من الدول الشمولية في شرق اوربا الملحدة من توجيه
العساكر شبه االميين نحو الفلسفة االلحادية الشيوعية المعادية لالسالم ,فبدأ النظام بقمع
اجرى السيد ايانله عبد حسين صاحب شبكة هنوالته مقابلة مع الشيخ علي في عام
نظام الحكم القمعي ت الذين ابدوا معارضة لممارسا يقول الشيخ علي كنت من بين عدد
و قضوا في السجن فترات متفاوتة ,منهم شيخ محمود ( محمود غاب ) حكم عليه بالسجن اربعة
اعوام في عام
و الثاني شيخ عبد اهلل عمر ( شيخ عمر عدى) من اوائل طالب الجامعة االسالمية بالمدينة
المنو رة وكان يدرس للطلبة كتاب رياض الصالحين بقي مرمى في السجن احد عشر شهرا بال
محاكمة وكنت ثالث من اعتقل من العلماء ( و ذلك حسب علمه ) و السبب اني القيت في
المسجد محاضرة تتعلق بنظام الحكم في االسالم و مخالفته للنظام الماركسي اللينيني ,و قال
كنت اعيد دروس تفسير القرءان للشيخ محمد معلم في احد مساجد مقدشوه و اعتقلت في عام
,و رابع المعتقلين كان طالبا في حلقات الدراسة االسالمية في المساجد كان اسمه ورسم
طيرى حكم عليه بالسجن اربعة اعوام .استمر الشيخ في سرد الوقائع الكارثية في الصومال تحت
القي الدكتاتو ر محمد سياد بري خطبة في ملعب الكرة بمناسبة عام النساء العالمي الذي قررته
االمم المتحدة و قال ان الذكر و االنثى يستويان في نسبة الميراث في مخالفة صريحة لنصوص
الكتاب و السنة و كان الملعب مكتظا بالحاضرين باغلبية نسائية فصفق الجمع و زغرطت
من يناير من عام النساء و فرحوا و استبشروا بهذا الكفر البواح ,كان هذا في يوم الخميس
كما تفيد مصادر اخرى موثقة ,و في الجمعة التالية خطب عدد من العلماء و طالب العلم
الشرعي في المساجد بعد خطبة الجمعة منددين بمقالة الدكتاتو ر الفاجرة بينما البعض اكتفى
بالدعاء على النظام الحاكم ,و كل هؤالء اعتقلوا و نفذ عليهم حكم االعدام و كان عددهم عشرة
اشخاص بينما حكم على أخرين احكاما تعسفية قاسية .نفذ حكم االعدام على العلماء و الطلبة
وشهد تنفيذ االعدام على العلماء دكتو ر عربى الذي قال في ست و عشرين يناير من عام
فدعتني مصلحة السجون بان اذهب الى مكان تنفيذ حكم االعدام فحملت الى هذا المكان
بصحبة جنود ملثمين مدججين بالسالح ثم طلب مني الضابط القائد لفرقة الموت ان افحص اذا
كان المعتقلون تعرضوا للتعذيب و كنت اشعر بالخوف ففحصت و قلت ال يبدوا منهم اى
تعذيب جسدي ,ثم تولى تنفيذ االعدام ثالثون جنديا ثم طلب مني ان افحص اذا فارقوا الحياة
تقول السيدة في حوار اجرى معها السيد دعالي من تليفزيون قرن افريقيا في مدينة هرجيسا
هذ السيدة كانت ز وجة نائب رئيس نظام العسكري الحاكم / الصومالية بتاريخ يناير
.تقول السيدة نشأت في معهد للكنيسة الكاثولكية االيطالية في مقدشو ثم سافرت الى ايطاليا في
بعثة تعليمية حيث درست العلوم السياسية ,و بعد عودتي الى و طني الصومال عينت رئيسة
العام العالمي للنساء و قررت ثالثة مبادئ لصالح قررت االمم المتحدة ان يكون العام
المرأة:
و هذا كان مشروعا تدفعه القوى المهيمنة في العالم يغرى به السذج من النساء .و تقول السيدة
كان النظام الحاكم في الصومال حينئذ يميل الى الفكر الشيوعي الملحد ,و اتخذ هذا االتجاه
بارتجالية و دون اعتبار للظروف الواقعية للبلد و تقاليد و معتقدات الشعب و تراثه و تاريخه.
فكرة المساوات بين الرجال و النساء كانت فكرة و اتجاه عالمي تبنته االمم الغربية و الشيوعية
بعد الحرب العلمي االول ( في الحقيقة حرب االمم المسيحية ) عندما اثبتت النساء كفاءتهن
للقيام بوظائف الرجال المنشغلين في الحرب المدمر ,بل وصل االمر ان تقترح بعض الجهات
و الصومال كونه بلدا فقيرا و متأخرا في النواحي التكنولوجية ال يستطيع ان يجاري الدول الغنية
المتقدمة ,ولكن لالسف كان البلد يدار بالعاطفة و االرتجالية و ليس بخطط مدروسة متوازنة,
لذلك كنا تبعا للقوى المهيمنة في العالم ولم تكن لنا مرتكزات عقدية و ال استراتيجية مدروسة
واضحة المعالم .كانت مؤتمرات الحركة النسائية تعقد في نيويو ر ك و موسكو و اصبحت عضوا
التي حددتها االمم المتحدة كعام المرأة ,وكانت تسوسني في لجنة االعداد لحفالت عام
رئيسة االتحاد النساء العالمي فالنتين تراشكوفا .و تم فرزنا الى اقطار ,القطر االفريقي ؤ
االسيوي و االوروبي الخ ...و عقد مؤتمر في الصومال للترتيب للمهرجان السنوي .و معلوم انه
كان يدور في اروقة البلدان العربية االشتراكية مثل العراق و سو ريا و اليمن الجنوبي قانون يتعلق
باالسرة و العالقات بين الرجل و المرأة و هو ما يسميه البعض االحوال الشخصية أو الشؤون
االسرية ,بيد ان هؤالء الدول احجموا عن تطبيقه خوفا من ثو رة الشعب النها معارضة لصريح
القرءان و السنة.
أ-الجانب االجتماعي كتحديد عدد الز وجات الالتي يجو ز للرجل ان يتز وجهن و المجاوزات في
حقوق النساء.
ولم نكن كمنظمة نسائية نتبنى هذا القانون او نحرض عليه ,انما كانت وزارة العدل و الشؤون
الدينية تتبناه و تشجعه فو زير العدل عبد السالم شيخ حسين و لجنة مكونة منه و من شيخ حسن
عبد اهلل و محمد شيخ عثمان و محمد ادم شيخ محمود وأخرين كانوا وراء هذا المشروع و لم
نستشر كمنظمة نسائية ( .و الحقيقة انه كان لهن دور بارز كما يتبين من السرد التالي).
ينايرالنه هو اليوم ثم طلبت منا الحكومة ان نحدد موعدا الحتفاالت عام المرأة ,فأخترنا يوم
الذي قتلت فيه السيدة حاوه تاكو وهو اليوم الذي اعتقل فيه عدة سيدات في مدينة كسمايو مثل
عندما حدثت انتفاضة تمر عكاش ( في الحقيقة تم اعتقال تلك النسوة في اغسطس عام
من قبل حزب وحدة الشباب الصومالي في مدينة كسمايو ) .قابلنا الرئيس محمد سياد برى و
فحشدنا جميع امكانيات النساء و المؤهالت العلمية و الفنية و اجتمعنا في ملعب كرة القدم
القديم بمقدشوه.
عقدت الهيئة العليا الحاكمة جلسة لمناقشة نوع المساهمة التي تستطيع الحكومة تقديمها
للنساء في هذه المناسبة فقرروا ان يطبق قانون المساوات قي االرث بين الرجال و النساء ( .و هذا
فبدأ الرئيس يخطب و قال ان االشتراكية العلمية تؤمن بان الرجل و المرأة متساويان في الميراث
أماالبرجوازية المتخلفة ( يغمز اللعين االسالم ) تؤمن ان االبن ينال ضعف البنت ,فال يوجد بعد
اليوم نصف و ال ربع و ال ثمن انما االبناء و البنات متساويان في االرث ثم قال يجب اعادة
النظر الى الدين االسالمي فان القرأن نزل حسب الظروف و الحاجات و نصف القرأن منسوخ و
و الهتافات
( وعم الفرح و الزهو بهذا الكفر البواح ) و تقول السيدة كدت ان اقبل الرئيس و اطير فرحا بهذا
و في الجمعة التالية ابدى بعض العلماء رفضهم و انكارهم لقرار الرئيس و القوا خطبا في
المساخد ,فألقي القبض على عشرات من المصلين و العلماء الذين صرحوا أن هذا الفعل خروج
عن الملة و في سرعة البرق حكم على عشرة منهم باالعدام في محكمة االمن التي كان يرأسها
سيئ السمعة محمود غىله و حكم على أخرين فترات متفاوتة من السجن الجائر.ثم اعلن الرئيس
و كبراء علماء الدين فلما اكتمل الجمع قال سياد برى اشيع بأني حكمت باالعدام على علماء,
فأين العلماء الذين حكمت عليهم باالعدام؟ ثم دعى باسمائهم العلماء الحاضرين واحدا بعد
واحد ,اذكر منهم شيخ علي سوفي ,شيخ ابراهيم سولى ,شيخ أدم شيخ عبد اهلل ,شيخ ابوكر ,شيخ
محمد ايمان ( هؤالء هم العلماء التقليديون الذين لم يتأ ثرو بالصحوة االسالمية الناشئة التي تأثر
بها الذين انكروا هذا القرار الباطل .ثم قال حكمت باالعدام على اوالد سوقة سكرانين عمالء
في ساحة تدريب الالنبريالية العالمية.نفذ حكم االعدام على هؤالء الشهداء بتاريخ يناير
البوليس ( ,و فاضت ارواحهم الطاهرة الى بارئها الجليل ,و لقد اظهر هؤالء الشباب من الثبات و
االصرار على مبادئهم ما يشرف البشرية و يرفع هامتها ,وهذا بعد فضل اهلل و رعايته من ثمرات
الصحوة االسالمية المباركة) و هذا بشهادة قائد مصلحة السجون الجنرال اسماعيل احمد
اسماعيل.
هو سجن للتعذيب النفسي .كان الشيخ محمد يلقي دروس تفسير القرءان في احد المساجد
بمقدشوه كان اعضاء الحركة االسالمية يتز ودون من دروسه العلمية و االيمانية ,و كان اكبر
مركز لتجمع االسالميين ,كان النظام القمعي يقدر ان الشيخ هو المحرك للنشاط االسالمي في
الصومال و انها ستسدد ضربة قاضية للدعوة االسالمية باعتقال الشيخ و لكن خسروا و خاب
ظنهم ,لم تتأثر الجماعة باعتقال هذه الشخصية الفذة ألنها تدربت على االعتماد على نفسها ,و لم
يكن الشيخ عضوا في الجماعة و لكن الجماعة استفادت من دروس الشيخ بجانب برامج تربوية
دسمة ومتنوعة و تثقيفية مستقلة ,و و جدت الجماعة بديال عنه من بين اعضائها الذين استطاعوا
اعتقلت الطغمة الحاكمة خمس و اربعون من مايوا ان يسدوا الفراغ ,وبتاريخ تسعة
االسالميين و بقوا رهن االعتقال سنتان و نصف سنة ,ثم اطلق سراحهم بغير محاكمة الن
السلطات لم تجد ما تدين بهم ,ومن فضل اهلل و رعايته ان الهيئات االمنية لم تكتشف وجود
تنظيم للحركة االسالمية ,الن الجماعة كانت تتحرك بالحيطة و بمنتهى السرية في انشطتها
الحركية ,و رغم وجود هيئات استخبارية متعددة لكنها بمجموعها لم تتمكن بحفظ اهلل و ستره
من التقاط خيط يوصلهم الى قلب تنظيم الجماعة ,وهذا يدل على ان اهلل اراد لهذه الجماعة ان
تؤدي دورا في حياة هذه االمة و البشرية و ان رسالتها خطيرة و التبعة باهضة التكليف.
جذور الكارثة
.هذه السيدة من ديسمبر اجرت هذه المقابلة شبكة ( شبكة الرفيق سياد ) في
االعضاء النشطين في الحركة النسائية و هي تسرد هنا انشطة هذه الحركة الضالة ,تقول هذه
السيدة كنت مسؤولة شؤون الطال ب بالجامعة الوطنية الصومالية وفي يوم من االيام زارتنا بنتان
كانتا زميالتي في المدرسة الثانوية في القاهرة ,وهن عنب محمود خريجة كلية الصحافة و
اصبحت موظفة في منظمة الجامعة العربية بتونس ,و أمنة ابوكر خريجة كلية االقتصاد و
اصبحت بعد ذلك مديرة الغرفة التجارية بمقدشوه في عهد حكم العساكر .زارتنا البنتان في
مكتبي انا و نو رته حاج حسن و مريم معلم و اخبرتانا ان هناك في وزارة العدل مشروع يتعلق
بشؤون االسرة و كان وزير العدل حينها شيخ عبد الغني احمد خريج جامعة االزهر ( و كان من
ضمن ستة عشرة شخصية نصبه االنقالبيون وزراء ليوهموا الشعب بان اصحاب البدلة الصفراء
ينو ون مشاركة المدنيين و المتعلمين في ادارت البلد وفي الحقيقة كان هذا التصرف مجرد ذر
الرماد علي العيون من باب التمسكن حتى التمكن والواقع انهم ازيحوا عند ما شعر العساكر ثقة
بنفسهم و ان الشعب تم تنويمه بالتهديد و الكالم المعسول ,كان هذا الرجل متعاطفا مع الصحوة
قبل ان يكون وزيرا ,ثم ولى ظهره الى الصحوة .و بعد ذلك اعتقل في السجن االنفرادي فترة )
تقول هذه السيدة كان هذا المشروع مكتوبا باللغة العربية و من ثم ترجم الى اللغة الصومالية
بدأت الحكومة برنامج لتدريب اساتذة وزارة التعليم فبدأنا ندرس هذا القانون .وفي عام
في معهد حلنه رجاال ونساءا فعقدنا نحن النساء جلسات لنقاش هذا القانون الذي تبنته وزارة
العدل.
احتدم النقاش و تباينت االراء و اختلفت المواقف ,فاصررنا على بعض البنود مثل تز ويج البنات
الصغارلرجال مسنين بغير استشارتهن ,و كانت بعض المدرسات قاسين هذه المشكلة و كنا ايضا
مهتمين بموضوع توظيف النساء (بمعنى ان يعمل النساء كالغربيات و ال يبقين في البيوت
لحضانة االوالد) ,و كان من المداخالت ان قال احد االساتذة ما الضير ان يعدد الرجل اذا لديه
امكانية االنفاق على اسرته فأجابت استاذة اذا كانت القضية قضية دخل فأني اتقاضى في الشهر
الف دوالر اذأ فبأمكاني ان اتز وج عدة رجال فاستغرب الرجال و اندهشوا لهذا الموقف الغريب
ب -الطالق و اسبابه ج-تعدد الز وجات د -الحضانة سن الز واج
و احتدم النقاش و اشتد في تعدد الز وجات ( الن الغرب المعبود ال يقر بالتعدد المشروع و لكن
ال بأس في التعدد الحرام ,ال بأس في اتخاذ الخليالت و العشيقات) و تقول السيدة في هذا
الموضوع ( الن اساتذتهن من الغرب ال يبيحون التعدد الحالل الشرعي فمن الضروري ان
يرضواالهتهم في الغرب و يصروا على ارضائهم و تقديم ..الوالء (الغريب انه لم يكن من بين
المشاركين في الجدل من عنده اختصاص في علوم الشريعة و يناقشون في امو ر خطيرة حساسة
يتناول الخلية االولى و االساسية في حياة البشر و من نكد الحياة ان بعض الناس يرون الجهل
مؤهال لتناول المواضيع الدينية و االحكام الشرعية بينما ال يجرأ احد على النقاش في الطب او
الهندسة بغيراختصاص وهي علوم بشرية يحتمل فيه الخطأ و الصواب نتاج بحوث و تجارب
قاصرة ,اما الوحي المنزل من عند الخبير اهلل جل في عالء يتطفل عليه الغر الجاهل!! ويعبرون عن
وجهة نظر قاصرة ولم يكن لهم سند اال ا تباع الهوى والخرص و الجرأة على اهلل و الدين القويم
وكأن الدين مباح الصحاب االلسن الطويلة األميين و المتطفلين ,و لكن حينما يكون لالسالم
تقول السيدة فاطمة و صلت اخبار النقاش الى محمد سياد بري فدعاني الى مكتبه و قال عن ماذا
تتناقشون؟ نحن نصوب البنادق الى العلماء و انتم تفتحون علينا جبهة اخرى ,فكفوا عن النقاش
في هذه المواضيع الدينية و ال تمسوها فانها امو ر واضعة مقررة في الدين ( يبدو انه كان
يتمسكن فلما شعر بالقوة و يستطيع ان يعمل ما يحلوا له ضرب ضربته الفاجرة ,سحق و سجن ,
المواضيع ,حتى وصل االمر بالرئيس ان يؤلف لجنة لنقاش هذا الموضوع مكونة من خمسة
محمد شيخ عثمان رئيس اللجنة ضابط في البوليس ,محمد ادم شيخ محمود (كان له اتجاه
شيوعي)عضو ,عبد ورسمه اسحاق عضو,احد الضباط الذين قاموا باالنقالب ,شيخ حسن عبد
اهلل اصبح بعد ذلك وزيرا للعدالة و الشؤون الدينية ( خريج االزهر و من علماء السوء الذين حاربو
الحركة االسالمية في الثمينيات) ,عبد السالم شيخ حسين وزير العدل حينها.
فاطمة احمد عالم عضو ,مريم معلم عضو ,نو رت حاج حسن عضو ,مريم غراد عضو و نائبة
االتحاد النسائي
المالحظ انه ال يوجد من بين هؤالء اال شخاص االو واحد له شيئ من المعرفة بالدين اجتمعوا
تقول السيدة فاطمة بعد نقاش طويل لم نتفق على بعض القضايا و لكن استطعنا ان نقنع الرجال
(و كأن األمر خاضع للمساومات و اللوبيات و التفاهمات تحت الطاولة او في الغرف المظلمة و
ليس موضوع ديني له قواعد و اسس متينة ال يمكن االتجار به و التفاوض عليه )
الحضانة ,تحديد عدد الز وجات المسموح للرجل ,عدم السماح للرجل ان يطلق متى شاء ,عدم
اجبار ألبنات على ز واج ال يرغبن فيه ,و اتفقت اللجنة على عدم مساس امر الميراث.
تقول السيدة فاطمة ان موضوع الميراث كان موضوعا تطرف فيه و انفرد فيه الرئيس و لم يستشر
احدا و لم نكن على علم به ,و هذا الكالم مرفوض جملة و تفصيال و الحقيقة انه كان امرا قضي
بالليل من جمع غفير من الرجال و النساء وتولت النساء امثالها جل وزرها ,هي قضية طبخت
طبجخا من جهات متعددة بدءا من االمم المتحدة و الدول الغربية و الشيوعية و الحركة النسائية
و شهادة هذه السيدة تدل ان النساء بذلن اقصى الجهود لتحقيق هذا الهدف الفاجر ,و لم يكن
موقف سياد برى اال تعبيرا عما كان يعتلج في ادمغة الفارغات و الفارغين و شذاذ االفاق الذين
عن دينهم حسدا من عند انفسهم بعد ما تبين لهم الحق ,وافلس دينهم المنحرف ,و
استخدمواالغراضهم السذج من النساء واشباه الرجال الغر و الجهلة فكانت هذه النتيجة النكراء
و الجريمة الشنعاء.
و ما قالته هذه السيدة بعيد عن الحقيقة اذا اعتبرنا سردها لخلفيات الموضوع و ذكرها ان وزارة
العدالة تبنت الموضوع باسره و تشبث النساء هي و مثيالتها باهداب هذا المشروع المشؤوم و
هذا القانون المخالف لصريح الشريعة االسالمية طوال اربعة اعوام ,و ما يحق لجميع من تو رط
في االمر اال ان يتوب الى اهلل و يدخل االسالم من جديد و يتبرأ من محاربة االسالم و تقويض
دعائمه و اال فالعقاب شديد و الحساب عسير ,واالمر خطير ,و من ابى ان يرجع عن غيه فليتبوأ
مقعده من النار و ال شئ غير ذلك فهذه هي الفرصة االخيرة لمن لم يزل على قيد الحياة قبل ان
تبغته المنية .فاذا المؤسسة النسائية تتحمل جل الو ز ر في جريمة قتل العلماء االبرياء النها
سعت سعيا حثيثا لتقنين تلك القوانين الكافرة .والحركات النسائية الصومالية استخدمن في
تقويض الدين االسالمي و النتيجة و بال على الجميع و خاصة على النساء فهن الالتي قدمن افدح
االثمان و قاسين امر االمرين ,و ما زالت بعضهن ضحية الغرر من قبل القوى المستكبرة مرة
يستخدم في شأن ما يسمى بالختان الفرعوني و تارة موضوع الجنس و الشذوذ و االعتداء على
المرأة و هلم جرا و مما يثير الدهشة ان هؤالء النسوة ال يتنبهن الى الوضع المأساوي للنساء في
االمم الكافرة و ما يتعرضن لالساءة و العدوان في اماكن العمل و الطرقات و البيوت و ما يعانين
من الخوف و القلق و التوتر و االنفصام النفسي مع ان بعض الداعيات الى التقليد االعمى لالمم
الكافرة يرون امام اعينهم الكوارث التي تعيشها المرأة في الغرب ,و لكن ال تعمى االبصار و لكن
تعمى القلوب التي في الصدور ,فالجل لعاع من مال الحرام يستخدمون لتدمير بالدهم و ذويهم و
ان هذا مشروع استعماري قديم يتعلق بشعوب كثيرة تنتمي الى االسالم تقطن في شرق افريقيا
كالعفر و االرومية و النوبة و قبيلة ساهو في ارتريا ,و المالحظ ان هذا المشروع ال يهدف الى
كتابة اللغات االفريقية االخرى مثل االمهرة و االقوام الوثنية باالحرف الالتينية انما يقتصر على
االقوام المسلمة!! فهل هو حبا و حرصا على هذه االقوام او القبائل؟ و رغبة في تطويرهم و
الصلة بينهم و بين االمم االسالمية و العربية ليسهل استعبادهم و استغاللهم الن هذا ديدن الغرب
االستعماري المتوحش
و من فصول الحرب المشبوب على هذا الشعب الحرص على كتابة لغته باالحرف الالتينية بدءا
من منتصف القرن العشرين ,واول من بدأ هذ المسلسل االستعماري هو رجل مستشرق و رحالة و
, جاسوس بريطاني كان يجيد اللغة العربية اسمه ريشارد فرنسيس بو رتون و ذلك في عام
.
و اول من ابتكر كتابة الصومالية باالحرف الالتينية هو مستشرق نمساوي كان استاذا بجامعة فيينا
بالنمسا كان يسمى ليو رينش ( و في الغالب اسم ليو ذو اصول يهودية و سنرى يهوديا أخر كرس
حياته في تحقيق كتابة الصومالية بالالتينية حتى نجح في مبتغاه ,تم االنتهاء من كتاب ليو في
,كما كتب هذا المستشرق باالحرف الالتينية كل من لغات النوبة ,العفرو قبيلة عام
ساهوا االرتيرية
و هذا حقيقة حرب استعماري ثقافي عميق الجذور بالغ التأثير و هو فصل من فصول طمس هوية
هذا الشعب و اجتثاثه من محيطه و بيئته ,و قد بذل الغرب بكل مكوناته جهودا جبارة لتغريب
هذا الشعب الذي رأو فيه خطو رة امام نشر المسيحية في ربوع هذه القارة السمراء .و الجهل
بالعربية يعني الجهل باالسالم و هذا هو الهدف األول و االخير للصليبية العالمية الن الجهل
بالعربية يعني الجهل باالسالم ألن المصادر الرئيسية لالسالم مدونة باللغة العربية و من الواضح
ان اوربا الكافرة قاطعة طرق الحق و الفضيلة .و لكن بحمد اهلل لم ينجح هذا المخطط الى األن
بعد فضل اهلل بفضل الصحوة االسالمية في الصومال التي ابطلت هذا المخطط و حولته الى سالح
ذوا حدين تستخدمه لنشر االسالم و ايضا بفضل نشرها للغة العربية ,بغياب السلطات العميلة و
الفوضى العارمة
وصدق اهلل اذ يقول انهم يكيدون كيدا و اكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا سو رة الطارق
.-
اليجاد ابجدية تناسب اللغة سعت االدارة البريطانية في المحمية الصومالية عام
الصومالية و ادخلت هذه االبجدية في المدارس االبتدائية مما ادى الى قيام مظاهرات شعبية
ضد هذا المشروع الهدام باعتبارها محاولة مسيحية الضعاف الثقافة االسالمية .و في عام
تولت مصلحة التعليم في الصومال البريطاني مشروعا دراسيا الكتشاف البناء اللغوي و الصوتي
للكلمات الصومالية و ذلك في مدرسة الدراسات االفريقية و الشرقية بجامعة لندن و اسند
المشروع الى السيد اندرويسكي اليهودي البولندي االصل و الى الجندي السابق في الجيش
البريطاني موسى حاج اسماعيل غالل الصومالي ,انتقل اندروسكي الى الصومال الشمالي ليقوم
بدراسة ميدانية كان يتردد على اهل البادية ليتعلم اللغة الصافية البعيدة عن التأثيرات اللغوية
االجنبية و الحياة المدنية حتى اتقن اللغة ليقوم بانجاز المشروع االستعماري الصليبي على
احسن وجه و اتقنه ,كتب هذان الرجالن تقريرا اوصوا فيه باختيار االبجدية الالتينية لكتابة اللغة
الصومالية ,و لكن ظل هذا المشروع حبيس االدراج خوفا من حركة الشارع الصومالي الذين
,عقد حزب وحدة الشباب الصومالي اكبر االحزاب الصومالية اجتماعا هاما و قرر في
المادة اال ولى من دستو ره ان تكون الصومال جمهو رية دينها االسالم و لغتها اللغة العربية.
قدم الشريف محمود عبد الرحمن رئيس الرابطة االسالمية نيابة وقبل ذلك في نوفمبر
عن العلماء و الزعماء مذكرة لالدارة االيطالية الوصية في الصومال مطالبين فيها بحسم مسألة
الخاتمة
ان الحرب على االسالم في الصومال له جذور ضاربة في القدم ,بدأها االحباش قبل قرون كثيىرة
قد خلت و ساندها البرتغال في مناسبات و مالحم متعددة بدءا من القرن السادس الميالدي.
دخل االحباش في المسيحية القبطية في زمن مبكر امتدادا لالقباط المصريين ,ولهم تاريخ عريق
و حاد في التعصب و محاربة االسالم ,فقد ناهضوا االمارات االسالمية السبعة في شرق افريقيا
و لقد قامت البرتغال بحمالت صليبية بعد سقوط االندلس ضد شعوب شرق افريقيا و البحر
االحمر و الخليج العربي المسلمة و احتلوا مساحات شاسعة في هذه االقطار و دمروا مدنا كثيرة
و كانت الدولة العثمانية تسعف هذه الشعوب للدفاع عن نفسها حيال الهجمة الشرسة لالحباش
و البرتغاليين الذين عاثوا في االرض فسادا ,و في فصل أخر من الحروب الصليبية احتل
كغنيمة باردة ,و اشتركت الحبشة في قسمة الغنائم و االصالب و حازت بحصة االسد.
و لما اكتمل احتالل هذه الشعوب كرس المستعمر على ترويض هذه الشعوب المغلوب على
امرها و التي اطبقها الجهل عن االسالم على االستسالم و تقبل الذل و الهوان و التنكر لدينها و
تراثها الحضاري و لغتها و هويتها ليسهل قيادها طواعية و بغير ادنى ردة فعل ,و ليتمرنوا على
التبعية و الدونية بدل الحرية و الكرامة ,و لقد كان غسيل مخ للذاكرة و الذاتية طويل االمد
,متنوع المداخل و المسالك ,وللقد ناهضت هذه الشعوب للسياسات االستعمارية فأخمدت
ثو رتهم بالحديد و النار و طاب الجاني حتى تمكن الصليبيون من ان يغيروا هوية هذه الشعوب
البائسة فطمست معالم دينهم و تقاليدهم ,ثم سن لهم نظم و قوانين غريبة عن بيئتهم ,مخالفة
السس دينهم و معايير ثقافتهم ,كما عملوا على تدجين هذه الشعوب لينسلخوا من شخصيتهم
عن تعلم اللغة العربية مفتاح االسالم و مرجع كنو زه ,بانشاء مدارس و معاهد تدرس باللغات
الغربية و تضيق فرص ايجاد اللغة العربية وتعييرها بالجمود و عدم مراكبة التطو ر و الحضارة
لتنفيرها عن االجيال الناشئة لقطع الطريق عن اي فرصة لجعل العربية لغة التعليم و االدارة ,برغم
ان هذه امم كانت تستخدم اللغة العربية في جميع ميادين الحياة لقرون مديدة ,وهذا من اعظم
الجرائم التي ارتكبت في حق هذه الشعوب المقهو رة ألن قتل اللغة يعني طمس التاريخ و
امعانا في سلخها عن دينها و تراثها الثقافي حتى اصبحت هذه الشعوب بال دين و ال هوية .ثم
خطط المستعبد الجاثم على صدور هذه الشعوب المنكوبة و بالذات بريطانيا لكتابة لغات هذه
الشعوب بالحروف الالتينية ,و لقد ناهض الشعب الصومالي هذه السياسة الصليبية و لم يجرؤ
المستعمر على فرض هذه اللغة الدخيلة على هذا الشعب ما كانوا يملكون حرية القول و االرادة
فجاء الصليبيون بالعساكر ليمرروا هذا المخطط بالقمع و االرهاب و وأد الحريات ففرضوا
الالدينية رغم انف الشعب ,ولقد الحق االذناب العمالء و المرتزقة المنحطة ما لم تتمكن القوى
الصليبية بااليقاع بهذه االمة من ضياع و فساد و كفر و تشرد و ويالت تقشعر لها الجلود و
و هذه سياسة جديدة انتحلها الصليبيون و نجحوا في تحقيق كثير من اهدافهم الخبيثة بايدى
المرتزقة و االذناب و النساء المائالت المميالت و اشباه الرجال المنحلين .و لقد مر بنا في هذا
البحث الكوارث المفجعة التي سببت القوانين الكفرية لهذه االمة من فتك باالبرياء و التضييق و
سلب الحريات و الهوية ليصبح هذا الشعب أداة طيعة بايدي اعدائها و جالديها ,و تتخطفها
الفتن في جنح الليل المظلم لتز ول عن الوجود و الشهود و تستولي عليها االمم المسيحية على
حدودها الغربي و الجنوبي و تضيع هذه الجمهو رية كما ضاعت اجزاء اخرى من قبل ,ذابت في
تلك االمم المعادية .و للقوى الغربية الصليبية اسلحة كثيرة و متنوعة لتدمير االمم اقلها خطرا
سالح الفتك الجسدي و المادي .انما اخطر اسلحتهم الحرب النفسي و الثقافي و التضليل و
الحياة و الموظى و الرقص و االغاني و االدب العاري .و األن اتوا بسياسةغرس الىشذوذ الجنسي
و محاربة الفطرة السوية وفروا لها جميع الفرص النجاح هذه القذارة االفنة .و هذا لشعب
الجاهل الموتو رمهيأ لتقبل جميع األوبئة و االرجاس الوافدة من الغرب ,فهو كالريشة التي
تتقاذفها الرياح و تلقيها في مكان سحيق حيث هالكها و اندثارها فتصبح اثرا بعد عين و احاديث
تحكى و تتسلى بها .و الهجمة على هذه االمة شرسة و لئيمة و ال نحيط بجميع فصول هذا
و االنجليز رأس هذه الحربة و رائد هذا الحرب الصليبي المكشوف اذ قسموها الى خمسة اقسام
و الحقوها بامم مسيحية مجاورة امعانا في التدمير و الترذيل ,و كادو ا لدينها و لغتها ,و ما زال
يعمل ليل نهار لسحقها و ما من مصيبة حلت بهذه االمة اال وراءها يد االنجليز األثمة ,و ال
عجب في ذلك و ال غرابة فبريطانيا هي االقرع السام الذي اودى بالوجود االسالمي عبر القرون.
هي الدولة التي احتلت معظم الممالك االسالمية و قتلت افرادها و نهبت اموالها و استباحت
حرماتها و مرغت في الوحل كرامتها و خططت لتركيعها لمئات السنين المقبلة فهي العدو .هي
الكيان الذي اسقط الدولة العثمانية أخر الخالفة االسالمية وهي التي زرعت اليهود في فلسطين
ليكون هذا الكيان اللعين خنجرا مسموما في ظهر االمة االسالمية ,و تأمرت مع فرنسا و قوى
استعمارية أخرى لتقسيم المسلمين و جعلهم شذرا مدرا ,و ان شاء اهلل سيكون لنا شأن مع هذه
االمة اللئيمة.
الفهرس
ا -المقدمة ص
/ /
/ الموافق:ديسمبر