You are on page 1of 53

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫القانون التقليدي الصومالي‬

‫المقدمة‬

‫قبل احتالل االوربيين الكفرة الرض الصومال كان لدي االهالي نظم و قوانين غير مكتوبة‪ ,‬كان‬

‫الصو ماليون يتحاكمون علئ اساسها فيما شجر بينهم ورثوها كابر عن كابر‪ ,‬يضعها شيوخ القبائل‬

‫و االعيان‪ ,‬كانت و ما زالت هذه االعراف العتيقة محترمة و ملزمة للجميع ال يجو ز الخروج‬

‫عليها و ال مخالفتها و اال تعرض المخالف لغرامات قد تكون باهضة الثمن او يحرمون من بعض‬

‫االمتيازات او الصالحيات‪.‬‬

‫لم يكن لهذه النظم مرجع من الكتاب او السنة و انكى من ذلك ان الوضاع لم يكن لديهم ادنى‬

‫معرفة بالدين بل كانو اميين ال يقرءون و ال يكتبون‪ .‬كانو رجاال ذوا تجارب و خبرة واسعة‬

‫باوضاع القبيلة و المحيط‪ ,‬و لديهم تراث عتيق ومعرفة باالقضية السالفة كانت هذه التقاليد و‬

‫النظم تتفاوت حسب البىئة و الظروف الواقعية‪.‬‬

‫في الغالب لم يكن للدين اثر في صياغة هذه القوانين و التقاليد‪ ,‬و يجو ز ان نسمي هذه التقاليد‬

‫علمانية معتدلة و فيما يلي يتضح هذا االمر ان شاء اهلل بما ان في هذه النظم لمسات بسيطة من‬

‫شرائع الدين الحنيف كقانون الشهود و الشروط التي يجب ان يتوفر لقبول الشهادة‪ .‬لم يكن‬

‫للعلماء دور في وضع هذه النظم و االحكام‪ ,‬بل كان دورهم يقتصر في القضاء على بعض االقضية‬

‫االجتماعية كالنكاح و الطالق تقسيم االرث و تحديد نسبة الزكاة في االموال و تمتمة االدعية و‬

‫قراءة القرءان على المرضى و حجاب الجن و العين‪ ,‬و االمامة في الصالة و اكثرهم من المتصوفة‬
‫الغالة عباد القبو ر و االضرحة و كان مبلغهم من العلم قليل مليئ بالخرافاة و الخزعبالة ‪,‬القيل و‬

‫القال و كانوا يزاولون الحضرة و الرقص الصوفي البدعي‬

‫و رغم امية واضعي هذه القوانين يالحظ انها تغطي معظم الضرورات القانونية للبدو الرحل بل‬

‫يمكن القول بانها راقية مقارنة للنظم الجاهلية االخرى اذا اعتبر بساطة الوسائل و هشاشة الوضع‬

‫االجتماعي وهي قوانين من بنات العقل البشري القاصر وهي و القوانين االوربية من اصل جاهلي‬

‫واحد ما انزل اهلل به من سلطان‪.‬‬

‫و الفرق ان واضعي القوانين التقليدية الصومالية بدو رحل‪ ,‬بينما االوربيون كانوا حضر لهم‬

‫مكاتب و دواوين‪ ,‬شرط و سجون و هيئات ادارية مت‬


‫مكنة و مستقرة‪ ,‬و لكن النظام مبني على الباطل و االعتداء على حقوق اهلل‪ ,‬و في الغالب بين‬

‫القبائل المتجاورة عالقات و عهود مثل عالقات التعاون في الحرث و المياه‪ ,‬و التزاوج و تعاطي‬

‫االموال و بالعكس كانو يتحاربون و ينهبون الجمال و الخيول في الغالب ثم يتصالحون‪ ,‬و من‬

‫عيوبهم االعتداء على النساء ولو بالنادر‪ .‬و من العيوب الفاضحة للصومال العنصرية على اساس‬

‫االنتماء القبلي‪ ,‬فتوجد طبقتان طبقة االشراف ذوي النسب و الحسب و الطبقة الدون و جميعهم‬

‫اهل الحرف كالحدادين و الصائغين وصناع االحذية و الصيادين و اخرين‪ .‬و بما ان غالبية‬

‫الشعب كانوا من رعاة المواشي فهم المعتبرون اما بقية الشعب فهم مهمشون محتقرون ال‬

‫يز وجون و ال يتز وجون منهم و اذا تجرأ احد من الطبقة الوضيعة ان يتو زج امراة من ذي النسب‬

‫المزعوم قد يتعرض للقتل او الجروح البليغة!! يضاف الى ذلك ان التمييز موجود في العشيرة‬

‫الواحدة حسب تعداد الفخذ‪ ,‬طبعا التمييز ليس صارما كاصحاب الحرف و لكنه محسوس‪ .‬و‬

‫كان من العادات السالفة ان يتفق الرجل مع المرأة ان يذهبا بعيدا عن الولي و يعملوا ما كانوا‬

‫يسمونه عقد النكاح و هذا تفاديا لطلب الولي امواال للموافقة على ز واج و ليته‪.‬‬

‫هذه العقلية البدوية انتقلت الى المدن فتمارس التمييز في الز واج و المصاهرة‪ .‬و هذا التمييز من‬

‫سمات الجاهلية و ال عالقة له باالسالم الحنيف‪ .‬دين اهلل يقسم الناس الى مؤمن شريف و كافر‬

‫وضيع‪ ,‬و ما عدى ذلك فالناس سواسي‬ ‫كاسنان المشط ال فرق بين االلوان و المنبت و‬

‫الوطن و الحرفة‪ ,‬و الحقيقة ان المجتمع الصومالي مجتمع باالساس قبلي و مقاييسه و معظم‬

‫تقاليده و اعرافه ليست اسالمية‪ .‬و عند وضع هذه القوانين لم يسأل شيوخ القبائل وضع هذه‬

‫النظم في الدين االسالمي‪ ,‬و في مناسبات كثيرة هذه النظم تصتدم مباشرة مع الشريعة االسالمية‬

‫على سبيل المثال يعتبر في بعض المناطق غير مستساغ ان تغطي البنت رأسها قبل الز واج‪ ,‬كما‬

‫يجب دفع اموال طائلة لتز ويج المرأة و كان االختالط منتشرا و كان يعتبر من االمو ر العادية‪ ,‬و‬

‫لم يكن الحجاب معروفا قبل أواخر الستينات من القرن المنصرم‪ ,‬كما ان دعاء القبو ر و االستغاثة‬
‫باالولياء و الجن و طلب الشفاء و الرزق و الذرية منهم منتشرا و غير مستنكرا‪ ,‬و االختالط‬

‫ورقص الشباب و الشابات كان من المناظر المألوفة‪ ,‬لدرجة ان الرعاة من البنين و البنات كانوا‬

‫يرعون القطيع سويا بعيدين عن االسر‪ ,‬بل كانوا يسوقون القطيع الى امكنة نائية لبعض االيام‬

‫للرعي او السقاء و ال يصحبهم احد و مع ذلك كانت الفاحشة نادرة الحدوث الن الناس كانوا‬

‫على الفطرة‪ ,‬هذا في البادية و لالسف زادت هذه الجريمة في المدن لعوامل شتى من اسبابها‬

‫مجيئ القوات الغربية التى نشرت جميع انواع الرذائل و الموبقات كما نشروا في افريقيا امراض‬

‫السل و االمراض الجنسية‪.‬‬

‫و كان الوضع االجتماعي لرجال الدين كما سبق ذكره الى اواخر الستينات من القرن الماضي‬

‫عندما نشأت الصحوة االسالمية فتغير وضع طالب العلم و العلماء مما افضى الى اعادة االعتبار‬

‫لهم وللدين الحنيف‪ .‬في العهود الماضية كان الرجال منقسمين الى متدينين و غير متدينين و‬

‫كانت مقاليد االمو ر حكرا على غير المتدينين‪ ,‬و بلغ االزدراء باهل الدين ان يتساءل الناس اذا‬

‫كان العلماء في اعداد الرجال! الن رجل الدين لم يكن يشترك في الحروب القبلية و غارات‬

‫النهب و السلب التي كان يعتبرها اهل البدو رمز الرجولة والشجاعة‪ ,‬ومن الطبيعي ان ال يشترك‬

‫رجل الدين هذه الجرائم الشنيعة‪ ,‬و بالتالي ال اعتبار لمن لم تتلوث ايديهم بهذه الفظائع‪.‬‬

‫معنى كلمة ( حير) القانون التقليدي الصومالي‬

‫كلمة حير تعني مساحة محجو زة محاطة‪ ,‬مثال يقال فالن احاط و استولى على مساحة واسعة من‬

‫االرض و هي المساحة المحجو زة المملوكة الحد الناس فالمصطلح يدل على جدار او سياج حرز‬

‫على امر يخشى ان تلحق ضررا بالمحروس أو اتقاء العين االجنبية‪ .‬أصل الكلمة من حرو أي‬

‫الحظيرة للمواشي ثم تحولت الكلمة الى حىر و هو القانون او النظام الذي تسطلح عليه جماعة من‬

‫الناس للحيلولة دون مجاوزة الحدود بالنسبة لألخرين‪ .‬اذن الحير او النظام التقليدي الصومالي هو‬

‫نظام وضعي لتفادي حدوث الجرائم و القضاء بين المتخاصمين‪ ,‬في بعض االحيان يقدم النظام‬
‫الوضعي على الشريعة االسالمية لفرط جهل هذه االمة‪ ,‬و من مقوالتهم فلنتحاكم الى القانون‬

‫التقليدي ألن الذين يتحاكمون الى الشريعة ال يصلون الرحم‪ ,‬و يقولون افضل ما يو رث الوالد ابنه‬

‫هو التمسك بالقانون التقليدي و حظيرة من الجمال‪ ,‬اي هذان التركتان هما اثمن ما يخلف والد‬

‫البنه و ليست الشريعة و مكارم االخالق و السبب ان الشريعة حاسمة في العدالة و ال لف و‬

‫الدوران و ال رشوة و ال محسوبية و هم لسوء طويتهم يريدون ان يحتالوا على العدالة و االنصاف‪.‬‬

‫القانون التقليدي لعشيرة عيسى‬

‫و مما اثار استغرابي الجهد المبذول و الزمن الطويل و المجالس المتعددة اليجاد هذا النظام‬

‫الجاهلي‪ ,‬فقد استغرق تصميمه ما يقارب ميأة عام‪ .‬و قد استغرق وضع الللمسات أألخيرة لهذا‬

‫النظام عاما كامال في تل تسكنها قبيلة عيسى يسمى تل ستي‪.‬‬

‫تم وضع هذا النظام كما يلي‪ ,‬و شعاره حذاء يرمز الى انه يجب ان ال يتجاوز حدود هذا النظام‪,‬‬

‫أي كما ان الحذاء يحتوي الرجل كذلك يجب ان يكون الناس على حدود القانون‪ .‬يتكون النظام‬

‫مما يلي‪:‬‬

‫‪-‬ستة احذية ( ستة انظمة تتعلق بقضايا و اشخاص قانونية )‬

‫‪-‬مائة و ستين موضوعا يتعلق باالقتصاد‬

‫‪ -‬ثالث مائة و ستة و ثالثين ة و ارب و اربع‬

‫‪-‬اربعة مائة و اربع و اربعين انطل‬

‫االحذية الستة هي مكونات قانون قبيلة عيسى و هي كما يلي‪ :‬دماء‪ ,‬عرف و عادات‪ ,‬اقتصاد‪,‬‬

‫ارض‪ ,‬المعتدى عليه و الجاني‪.‬‬


‫فمثال قانون الدماء يحتوي على القتل‪ ,‬كسو ر و جروح‬

‫و من مكونات التقليد و العرف اختيار رئيس قبيلة عيسى‬

‫‪ -‬االقتصاد يقوم على ثروة حيوانية و ثروة غير حيوانية و ليس لقبيلة عيسى قانون متعلق بالثروة‬

‫غير الحيوانية‪.‬‬

‫‪ -‬في عرف قبيلة عيسى اقل ثروة حيوانية تتألف من تسعة ناقة و حمار و كلب‪.‬‬

‫الشريعة االسالمية و القانون التقليدي الصومالي‬

‫القانون التقليدي هو تراث قبلي غير قاتل للمخالفة و التجاوز‪ ,‬و اذا تعارض التقليد و الشريعة‬

‫يقدم القانون التقليديالن الصوماليين يعتقدون ان النظام القبلي يؤلف ويز رع الحب بين افراد‬

‫القبيلة الواحدة بينما حسب نظرتهم القاصرة الشريعة تقطع اواصر المحبة و األلفة الن الشريعة‬

‫تحقق العدل الكامل و ال تقبل انصاف حلول و رشوة و محسوبية‪.‬‬

‫و هذا وهم ال اساس له من الصحة الن الشريعة بتحقيقها العدل تصلح بين الناس و تداوي‬

‫القلوب و تجفف مظان الضغائن و العداوة‪ ,‬و الواقع يؤكد هذه الحقيقة ألن المجتمع الصومالي لم‬

‫يعرف السالم و األستقرار في ظل هذه النظم الجاهلية محلية كانت او مستو ردة من القوى‬

‫االستعمارية‪ .‬ون تجاهها شيئ الواقعان النظام التقليدي الصومالي ليس بأقل خطرا من القوانين‬
‫الغربية المفروض على هذه االمة النهما من اصل و منبع واحد جاهلي بشري بينما الشريعة من‬

‫اهلل العليم المحيط بجميع حاجات البشر و تزيد خطو رة النظام المحلي ان المجتمع يشعر‬

‫باالنتماء الى هذه النظم الضالة عكس شعو رهم تجاه القوانين الغربية التي يشعرون تجاهها شيئا‬

‫من التحفظ و الحذر‪.‬‬

‫قال تعالى << افحكم الجاهلية يبغون و من احسن من اهلل حكما لقوم يوقنون >> المائدة ‪:‬‬

‫على سبيل المثال مقدار الدية عند الصوماليين يتفاوت حسب العقود مع مختلف القبائل‪ ,‬فمن‬

‫الممكن ان تدفع القبيلة الواحدة مقادير مختلفة من الدية لمختلف العشائر و هذا التصرف‬

‫مخالف لصريح الشريعة االسالمية‪ ,‬و ال يجو ز التصرف فيها حسب األراء و االهواء‪ .‬و ربما‬

‫يحدث ان الضحية تعفوا و تتنازل عن حقها فتعترض العائلتان و يتقاضون سرا رغم رغبة الضحية و‬

‫هذا يدل على ان النظام التقليدي يتمتع بالقداسة و وجوب التنفيذ‪ ,‬وعند الصوماليين مقولة‬

‫مفادها ان مخالفة العرف تسبب غضب اهلل!!‬

‫اين كان يتم وضع النظام و كيف كانت تنفذ المحاكمة؟‬

‫كان يتم وضع القانون و المحاكمة تحت شجرة باسقة ظليلة بمحاذات بئر او ترعة ماء صافية‪,‬‬

‫يعتنى بتهيئتها و تفريشها لتكون مناسبة لمشيحة القبيلة المبجلين‪ ,‬وكان للشيوخ مكان محدد و‬

‫للمتخاصمين مجلس مقابل الحكم‪.‬‬

‫كان شيوخ القبيلة و اعيانها يجتمعون تحت هذه الشجرة و يتداولون النقاش حول القضايا القانونية‬

‫و الخصومات الواقعة‪ ,‬و قد تستغرق المداولة اياما حتى يتوصل الحكم الى قرار نهائي‪ .‬و كانت‬

‫تلك الشجرة بمثابة قاعة تشريع و محكمة للتقاضي‪ ,‬و عند القضاء كان الحكم يبذلون اقصى‬
‫جهدهم لتحقيق العدالة‪ ,‬و كان يحق للمتخاصمين اتخاذ محام يدافع عن قضيتهم‪ ,‬و عند‬

‫الصوماليين مقولة تقول‪ :‬التزم االنصاف بين ابنك و ابن الكافر او انصف الكافر ثم افتك به‪ ,‬او‬

‫الناس متساو ون تجاه عدل االسالم‪ ,‬و مع كل هذه المبادئ الراقية ال يمكن تحقيق العدالة في‬

‫ظل نظام غير اسالمي‪ .‬و كان يحق للمتخاصمين ان يستأنفوا القضاء في محكمة اخرى تحت‬

‫شجرة اخرى و هذا يجو ز لثالثة مرافعات و على المرافع ان يوضح سبب عدم قناعته بحكم‬

‫المحكمات السابقة و بعدها يبرم القضاة الحكم النهائي‪.‬‬

‫اجراءات تناول القضاء‬

‫كان القضاء يمر باربعة مراحل‪:‬‬

‫‪ -‬الدعاء كان القضاة يدعون اهلل بان يوفقهم للحق و العدل‪ ,‬و كان هذ االجراء يتم قبل بدء‬

‫المحكمة‪.‬‬

‫‪ -‬المقدمة لتفادي سوء الفهم‬

‫‪ -‬الشكوى و هي لب القضاء بين المتخاصمين‪.‬‬

‫‪ -‬عدم القناعة بالحكم و التهم الموجه الى القضاة‪.‬‬

‫انواع االقضية‬
‫االقضية التي يتم تناولها هي احد القضايا التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬قضايا جنائية‬

‫ب‪-‬اقضية اجتماعي‬

‫قضايا الدم قد تكون قتال ( قر ) او جروحا ( قون )‪ ,‬و كالهما يمكن ان يكون عمدا او خطأ‪.‬‬

‫و ايا يكون من المحتمل ان يكون وقع في دائرة االسرة و يسمى ( مو رو) او وقع لشخص في‬

‫اجارة احد و يسمى مغن و هي االساءة التي وقعت على احد في اجارة اسرة او شخص‪ ,‬و لكل‬

‫هذه االعتداءات حكم خاص به‪.‬‬

‫و المجاوزات االجتماعية تحتمل ان تتعلق بممتلكات او عرض‪ ,‬و الممتلكات تحتمل ان تكون‬

‫امواال خاصة باحد المتخاصمين و تسمى مو رو و يحتمل ان يملكها شخص في اجارة احد‬

‫الخصمين و تسمى مغن‪.‬‬


‫و كانت الممتلكات تنقسم الى مواش (بر ) و مز روعات (بير)‪.‬‬

‫و تنقسم القضايا الى اقضية و قعت من قبل و لها حكم معلوم و تسمى ( عرد ) و قضايى‬

‫مستحدثة لم يوضع حكم من قبل و تسمى ( اغب)‪ .‬و على المدعي البينة او الشهود و على‬

‫المدعى عليه الحلف اذا انكرز\‪.‬‬

‫و يشترط ان ال يكون الشهود احد الفئات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ان ال يكون الشاهد ابن اخت المدعي‬

‫‪-‬ان ال يكون الشاهد ز وجا المرأة قريبة من احد المتخاصمين‪.‬‬

‫‪ -‬ان ال يكون الشاهد قريبا الحد الخصمينز‬

‫‪ -‬ان ال يكون الشاهد جارا ألحد الخصمين‪.‬‬

‫‪ -‬ان ال يكون الشاهد جارا الحد المتخاصمينز‬

‫و و ضعت هذه الشروط تفاديا للمحسوبية و حرصا ان يسود العدل في االقضية الحكمية‪.‬‬

‫نماذج من االحكام‬

‫عقاب السرقة‬
‫على السارق ان يدفع من ثالث الى عشر اضعاف قيمة ما اختلس‪ ,‬و العاقلة ال تسهم في دفع‬

‫الغرامة الشعار الجاني فضاعة تصرفه‪ .‬و في السابق حدث ان تم قطع يد اليمنى للسارق في‬

‫مدينة بوساسه في القرن التاسع عشر الميالدي في شرق شمال الصومال‪.‬‬

‫عقوبة القتل‬

‫قاتل الرجل عليه ان يدفع الهل المقتول ميأة ناقة‪ ,‬و اذا قتل امرأة عليه ان يدفع خمسين ناقة الهل‬

‫المقتول‪.‬‬

‫عقوبة االعتداء جنسيا على امرأة‬

‫المعتدي جنسيا على بكر يعاقب بدفع عشر ناقة و المعتدي على ثيب عليه ان يدفع خمس ناقة‪,‬‬

‫و ال تشترك العاقلة في دفع الغرامة نكاال على فعلة الجاني الشنيعة‪.‬‬

‫عقوبة االعتداء على الشرف‬

‫يعاقب المعتدي على شرف المرء بدفع اثمن ممتلكاته للمهان مثل اضخم نوقه او حصانه‬

‫االصيل‪ ,‬و االفضل ان يز وج بكرا من عائلة المعتدي‪.‬‬

‫قانون االجارة‬

‫حسب القانون الصومالي الحاق الضرر بالمستجير اشنع من الحاق الضرر بالمجير و يحظر ان‬

‫يسلم المستجير الى من يبغى الحاق الضرر بنفسه او ممت‬

‫لكاته و يعتبر ذلك مسبة الدهر و سقوط المروءة‪.‬‬

‫و نظام المحافظة على سالمة المستجير في التقليد الصومالي يعتبر ارقى من امثاله في‬

‫المجتمعات الغربية بيد انها ال ترقى الى نظام الشريعة االسالمية بهذا الصدد‪.‬‬
‫و يتطرق الى الذهن السؤال اذا اخفق الصوماليون تبني الشريعة االسالمية الغراء لماذا لم يتحاكموا‬

‫الى اعرافهم و عاداتهم بدل التحاكم الى شريعة االجانب المستعمرين المعتدين؟ و هذا من اغرب‬

‫الغرائب‪.‬‬

‫قضايا اخرى وضع لها بعض النظم و االحكام‬

‫عادات الرعاة و نظمهم‬

‫توجد نظم تتعلق بمختلف انواع الماشية و من هذه النظم ما يتعلق بالحيوانات المحتاجة الى‬

‫االسعاف والرعاية ام التي تستعار للحلب ام لحمل االثقال او الفحول التي تستعار للضراب‪ .‬و من‬

‫اعرافهم انه اذا كان لدي اسرة ناقة واحدةيحتاج الى استعارتها على المستعير ان يعوضها بجمل‬

‫خصي لحمل اثقال االسرة‪.‬‬

‫و يلزم اعادة الفحول عند انتهاء فترة خصوبة االناث‪ ,‬ك لك يجب اعادة الحلوب الى مالكها‬

‫سرعان ما تنتهي فترة الدرر‪ ,‬و ال يعوض الحلوب او الفحول اذا حدث الضياع بغير افراط‪.‬‬

‫هذه النظم داخلة ضمن النظم االجتماعية ( طقن )‬

‫النظام التجاري‬
‫يحظر المنافسة بين تجار القبيلة الواحدة او العشيرة الصديقة دون القبائل العدوة فيجو ز منافستها‬

‫الفشال رغبتها في االستحواذ على البضائع و كذلك ال يجو ز البيع على بيع احد سلف نسبة من‬

‫قيمة البضاعة و يسمى عربون‪.‬‬

‫قانون الصيادين و جناة الثمار في االدغال‬

‫و كانت هذان الفئتان يتصرفان بموجب قانون الحرب عند الصوماليين الذي يحث على التعاون‬

‫و التناصر و المشاركة في حل المعضالت و اسعاف المصابين و المرضى‪ ,‬و كان من اعرافهم‬

‫انتخاب قائد و لجنة شو رى تنصح القائد و تسانده‪.‬‬

‫قانون الحرب‬

‫كان لدي المجتمع الصومالي قوانين و اعراف تتعلق بالحرب‪.‬‬

‫كانت بعض هذه النظم تطبق على المحاربين الذين ينتمون الى الفئة الواحدة و اخرى تطبق على‬

‫االطراف المتحاربة‪.‬‬

‫بعض هذه النظم كانت دائمة التطبيق مثل عدم قتل النساء و االطفال ( و هي قوانين ترجع الى‬

‫الشريعة االسالمية )‬

‫و بعضها كان مؤقتا و كان يتم تداولها قبل المعركة مثل مصير االسرى و الجرحى‪.‬‬

‫عندما يعزم المقاتلون على خوض المعركة كانوا يختارون قائدا الدارة المعركة لديه صالحية‬

‫كاملة على ادارة المعركة و المقاتلين‪ .‬و قبل بداية المعركة كان المقاتلون يمرون على دورة توعية‬

‫تتعلق بالمواضيع التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عدم قتل الشيوخ و عدم نهب ممتلكاتهم‪.‬‬


‫‪ -‬عدم قتل النساء و االطفال‪.‬‬

‫‪ -‬عدم قتل االسرى جرحى كانوا ام سالمين‪.‬‬

‫هذه انظم كانت تطبق عند الحروب و ليس عند نهب و سلب المواشي و خاصة الجمال المنتشر‬

‫عند البدو الرحل‪.‬‬

‫قانون نهب القطيع‬

‫للبدونظام متبع عند نهب القطيع يحافظ على بعض التصرفات االخالقية مثل تجنب ازهاق‬

‫انفوس‪ ,‬و يحق للمرء ان يستغرب هذا السلوك و يتساءل ما دخل االخالق بالنهب و السلب؟‬

‫في اغلب االحيان يطبق الناهبون قانون المقاتلون و يحافظون على بعض النظم المتعارف عليه‪.‬‬

‫و في الغالب كان اصحاب القطيع يالحقون المعتدين‪ .‬و حسب نسبة تعداد اصحاب القطيع‬

‫لعدد الناهبين تتفاوت المعامالت مع المعتدين‪:‬‬

‫ان يكون تعداد اصحاب القطيع اكبر من المعتدين ‪-‬‬

‫‪-‬ان يكون عدد اصحاب القطيع اقل‪.‬‬

‫‪ -‬ان يتساوى العددان‪.‬‬

‫في الحالة االولى يتجنب المعتدون نهب المواشي خوفا من عاقبة فعلتهم و يطلبون من اصحاب‬

‫القطيع منحهم جمال او اثنين للطعام و يستجيب اصحاب القطيع لطلبهم‪ ,‬و هذا شئ غريب جدا‬

‫كيف يمنح الجاني جائزة!‬


‫و في الظرف الثاني يطلب اصحاب الحق رد بعض الحيوانات الىهم للمحافظة على رمقهم و غالبا‬

‫ما يستجاب لطلبهم‪.‬‬

‫و في الحالة الثالثة يقترح اصحاب االموال ان يقسم القطيع بينهم بالتساوي‪ ,‬و تسمى هذه القسمة‬

‫قسمة خطف الطيو ر الجارحة‪ ,‬و في الغالب يتم االتفاق على هذه القسمة الظالمة تفاديا الزهاق‬

‫االرواح‪.‬‬

‫قانون الفرسان في قسمة غنيمة الحرب‬

‫كان للفرسان اعتبار كبير و تقدير في المجتمع الصومالي كباقي االمم في الماضي‪ ,‬كانت الخيول‬

‫تستخدم في الحروب و السفر و في االستعراض عند المناسبات السعيدة‪ .‬و كان للفارس في‬

‫الحروب ضعف ما ينال الرجالة‪ ,‬كما ان اصحاب البنادق كانوا يأخذون ضعف ما يحصل عليه‬

‫المسلحون بالرماح‪.‬‬

‫من هم صناع القانون التقليدي؟‬

‫صناع القبائل هم شيوخ القبائل و اعيان القوم االميين و لكنهم ذوا دراية و خبرة واسعة بمشاكل‬

‫المجتمع و البيئة البدوية المحيطة و لم يكن الصحاب العلم الشرعي دور في صياغة القانون و‬

‫االعراف و ابرام مصائر المجتمع‪ .‬كان شيوخ القبائل يقررون النظم عند الضرورة باستقاللية‬

‫كاملة عن الحدود الشرعية االسالمية اال ماندر‪.‬‬

‫و عند صياغةالنظم كان يدعى جمهو ر اهل البادية الى االجتماع عند شجرة معروفة كان العيان‬

‫يجتمعون فيه لفض الخصومات و ابرام العهود و القرارات‪ ,‬و هناك كان يتم النقاش حول القضايا‬
‫الراهنة و تحل المشاكل او تقرر النظم و القوانين‪ ,‬و يكون هذه القرارات ملزمة لجميع افراد‬

‫القبيلة‪ .‬و كان القانون يحمل اسم المكان الذي ابرم فيه مثل قانون عكاره‪ ,‬ياقله‪ ,‬و ما الى ذلك‪ ,‬و‬

‫كان من االجراءات تعيين لجنة اختير بمواصفات خاصة تناقش و تتداول النظام و تقرر النظام‪ ,‬و‬

‫كان اليسمح للجمهو ر االتصال باللجنة الخاصة لكى ال يؤثروا على قرارات اللجنة‪.‬‬

‫اسلوب الشكوى‬

‫على المدعي ان يعرض شكواه بالتفصيل و ان يأتي باالدلة و الشهود‪ ,‬وان يذكر اسم الخصم و ان‬

‫يذكر مكان و زمن الحادثة و نوع االعتداءو اذا كان االعتداء وقع على اسرته او على مستجيره‬

‫الن لكل حادثة حكم خاص‪ ,‬ثم يعطى للمدعي عليه ان يعرض حجته و يدافع عن نفسه‪ ,‬و بعد‬

‫تلقي هذه المعلومات تنصب لجنة تقرر الحكم النهائي‪ .‬فاذا لم يرض احد الخصمين او كالهما‬

‫بالقرار يحق لهم ان يطلبا استئناف الحكم‪ ,‬لثالث مرات و يجب على الناقض ان يوضح سبب‬

‫عدم رضائه بالحكم و بعدها يلزم الخضوع للحكم النهائي‪.‬‬

‫نفقات المحكمة‬

‫على المدعي ان يز ود الحكام باالكل و الشراب فترة المحاكمة‪.‬‬

‫ن‬

‫ماذا تعني العلمانية‬


‫هو فكر يهدف الى انشاء مجتمع ال عالقة له بالدين و مفاهيمه‪ .‬مجتمع فكريا حكما و ثقافة ال‬

‫اثر للدين فيه‪ ,‬و العلمانيون اذن جماعة من البشرتصيغ مفاهيمها‪ ,‬احكامها و نظام حياتهاحسب‬

‫اهوائها و ميولها و فيما يرونه مصلحة لهم‪ ,‬و بالتالي مجتمع كافريتخذ بعضهم بعضا اربابا من‬

‫دون اهلل يعبد بعضهم بعضا‪ ,‬تضع النظم و الشرائع اقلية هم االرباب و تنفذها االكثرية و بذلك‬

‫يعبدون صانعي الشرائع و االفكار‪ ,‬لقوله جل جالله << اتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا من دون‬

‫اهلل و المسيح ابن مريم و ما امروا اال ليعبدوا الها واحدا ال اله االهو سبحانه عما يشركون>>‬

‫التوبة‪:‬‬

‫و رغم عبوديتهم المذلة يحسبون انفسهم احرارا و يتغنون بالتقدم و المدنية الراقية‪ ,‬بينما‬

‫ينحدرون في سلم العبودية و الرق المشين‪ ,‬ضحايا لطغمة قليلة متسلطة تذيق البلهاء الويالت‪,‬‬

‫تستحو ذ على انفسهم و اموالهم‪ ,‬و التي بالمكؤ و الخداع توهمهم انهم احرار و على قمة السعادة و‬

‫السؤدد وهم يتمرغون في طين الخبال‪ .‬و كلما تعبوا و وعوا وضعهم المز ري تعصف االلحان و‬

‫تدق الطبول الى االمام الى المساواة الى التقدم و الثراء الى السعادة الى الخلود و قهر الفناء!! و ما‬

‫تزال تلك الطغمة الظالمة تذيق الدهماء العذاب و الكبت و السحق فيلجئون الى المخدرات و‬

‫الكحول ليتغيبوا لحظات عن بؤسهم و شقائهم‪ .‬والعلمانية ردة فعل طائش للنظام الظالم الكنسي‬

‫الكهنوتي الذي سيطر على المجتمع االوربي زهاء الف عام و مارس اقبح انواع القهر و االستبداد‬

‫باسم دين من تأليف الباباوات و المجامع الكهنوتية فثار الشعب على هذه الطبقة االقطاعية و‬

‫قذفوها خارج نظام الحياة و حبسوهم داخل جدران المعابد التي كانت ترتكب فيها اقبح‬

‫الفواحش‪ ,‬عند ذلك تطرف اعيان المجتمع االوربي فالحدوا و نفوا وجود الخالق الجليل و كفروا‬

‫بالوحي والروح و قالوا ال اله و الحياة مادة‪ ,‬وزعمو ا انهم االرباب و انه ينبغي ان يحلوا و يحرموا‬

‫بدون رقيب و ال حسيب‪ ,‬فتشكلت طبقة غشومة حلت محل الكنيسة‪ ,‬وهي طبقة الرأسماليين‬

‫الذين يملكون المال و السلطة و التي استحو ذت على كد الجماهير و عرق جبينهم و بالمقابل‬
‫تكونت طبقة الصعاليك المغمو رين الذين لم يألفو اال البؤس و ال‪ ,‬و شذف العيش‪ .‬هكذا نشأت‬

‫العلمانية الديموقراطية المارقة‪ ,‬ثم انطلقت الطبقة المالكة الجديدة الستعمار االمم الضعيفة في‬

‫افريقيا و اسيا و امريكا و استراليا و نيو زيلندا وجز ر المحيط الهادي حولوا شعوبها الى عبيد‬

‫للسخرة و االستغالل البشع‪ ,‬يبيعون و يشترون هؤالء األمم المنكوبة كالسلع و المتاع‪ .‬وبهذه‬

‫الوسائل ازدادوا قوة و ثراء على حساب المستعمرات‪ ,‬وسار من ديدن الغربيين التبشير و الترويج‬

‫لبضاعة االغريق القدماء و افضائها ثوب القداسة و العصمة‪ .‬و لكن الذين قذف اهلل في قلوبهم‬

‫نو ر الوحي يزدرون بهذاالنظام الساذج الذي برهنت التجارب فشلها و قبح سوءاته‪ .‬العلمانية‬

‫تتالف من البنود التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ابعاد سلوك الفرد و فكره عن اي تأثير ديني‪.‬‬

‫‪ -‬ابعاد المجتمع عن االيمان بالدين‪.‬‬

‫‪ -‬ابعاد القيادة و االدارة عن اي تأثير ديني‪.‬‬

‫و في الحقيقة العلمانية تساوي ال دين‪.‬‬

‫العالقة بين النظام التقليدي الصومالي و العلمانية‬

‫النظام التقليدي الصومالي له قوانين و نظم ارقى في بعض االوجه من بعض النظم الجاهلية‬

‫االخرى بسب تأثره باالسالم‪ .‬النظام التقليدي الصومالي ليس نظاما دينيا‪ ,‬و ليس مجردا من‬

‫التأثير الديني‪ ,‬وهو على العموم نظام جاهلي غير اسالمي‪ ,‬الن واضعيه اشخاص ال يحق لهم‬

‫التشريع انما المشرع هو اهلل ال اله اال هو العليم الخبير‪.‬‬

‫و للنظام التقليدي الصومالي شرائع تحول بين تجاوزه و المخالفون يتعرضون للعقاب الصارم و هو‬

‫ضربة الزب ال يحق الحد نقاشه و مخالفته‪ .‬من المحتمل ان ال يهتم احد بكيفية التزام الشخص‬
‫بالدين و لو ارتد ال يكترث احد لفعلته الشنيعة ما دام يحترم النظام التقليدي و يحافظ عليه‪ ,‬و‬

‫الواقع ان الناس يحرصون على النظام التقليدي اكثر من حرصهم على الدين االسالمي و هذا‬

‫تناقض بين الحقيقة و االدعاء‪ ,‬و من الجائز ان نقول ان النظام التقليدي الصومالي نظام علماني‬

‫معتدل بما ان للدين شيئ من االعتبار و التقدير‪ .‬واذا اقتضى االمر حكما فان البدو يفضلون النظام‬

‫التقليدي و اهل الحضر يفضلون القوانين الوضعية الغربية‪ .‬و هنك عدة شعارات تدل ان االولوية‬

‫للقانون المو روث مثل‪ :‬ترك العرف مغضبة للرب‪ .‬ان لسان الحال و المقال يبرهنان ان هذه االمة‬

‫ترجح العرف و القانون الوضعي على احكام الشريعة‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫كان المجتمع الصومالي ينقسم قديما الى قسمين علماء ( وداد) غير متدين ( ورنلى ) و كانت‬

‫قيادة المجتمع حكرا على الو رنلى‪ ,‬ولم يكن لعلماء الشريعة دور في قيادة المجتمع و ادارة‬

‫شؤونه‪ .‬كان وضع االنظمة و القانون يخضع الهواء شيوخ القبائل و اعيان المجتمع البدويكما‬

‫مر بنا في الصحفات السابقة‪ ,‬و كانوا و ما زالوا اشخاص اميين ذوا مدارك ضيقة و عقول متحجرة‪.‬‬

‫و الواقع ان المجتمع الصومالي لم يطبق يوما الشريعة االسالمية بحذافيرها‪ ,‬بل تحاكموا الى‬

‫العرف في القديم ثم القانون الغربي الوافد في االزمنة االخيرة بدءا من االحتالل االستعماري‬

‫الغربي الى اليوم‪.‬‬

‫كان رجل الدين ال يحمل السالح و ال يشترك في غارات السلب و النهب وكان هذا مقياس‬

‫الرجولة و الشهامة عند البدو‪ ,‬و لهذا لم يكن لرجل الدين حظ في قيادة المجتمع البدوي او‬

‫المتغرب المدني‪ .‬من الجانب األخر كان رجل الدين ذوا معرفة باالسالم قليلة و ناقصة محشونة‬

‫بخرافات و اساطير الصوفية‪ ,‬و يبدوا ان الذين ابلغوا االسالم الصومال كانو من المتصفوة و فرق‬
‫الطرق من قادرية واحمدية و صالحية و هذا من المؤشرات التي تدل ان االسالم وصل متأخرا الى‬

‫الصومال و في عصو ر االنحطاط و الشعو ذة و ليس كما يدعي البعض ان االسالم وصل الى‬

‫الصومال قبل المدينة المنو رة النه لو كان االمر كذلك لعرفت الصومال االسالم ناصعا نقيا‪ .‬كان‬

‫رجل الدين ذوا معرفة قليلة و ناقصة باالصول الدين و فروعه فلذلك لم يتمكن من جلب الهيبة و‬

‫التقدير الذي يتمتع به العلماء الراسخو اضف الى ذلك ان هذه الطبقة كانت عالة على غيرهم و لم‬

‫تكن لهم حرفة يرتزقون منها فكانوا عبئا ثقيال على الشعب الكادح‪ ,‬و لذلك كان رجل الدين غير‬

‫معتبر و ال مكترث عليه‪.‬‬

‫و في فترة الغرو الصليبي االستعماري للصومال ابرم العدو الصليبي معاهدات ظالمة و على‬

‫حساب هذا الشعب المنكوب مع رؤساء القبائل و السالطين‪ ,‬و لم يكن رجال الدين طرفا من هذه‬

‫االتفاقات التي اعطت شرعية للتدخل في شؤون البلد و من ثم احتالله و استعباده‪ .‬و لما حاول‬

‫بعض العلماء التصدي لهذه الهجمة االستعمارية الشرسة ساند شيوخ القبائل و السالطين القوات‬

‫االستعمارية بالرجال و السالح و االستخبارات و المؤن واضرب امثلة لذلك‪:‬‬

‫في اواخر القرن التاسع عشر حاول عالم جليل النشاء دولة اسالمية تطبق الشريعة االسالمية و هو‬

‫الشيخ علي عبد الرحمن الفقي الملقب بشيخ علي مجيرتين‪ ,‬اتصل مع سلطان قبيلة المجيرتين‬

‫حرس و طلب منه ان يطبق الشريعة االسالمية على المجتمع فرفض حرسي هذا الطلب‪ ,‬فأرس‬

‫الشيخ رسالة الى امير شارفة يستنجده لتحقيق ذلك المبتغى النبيل و لكن لسوء الحظ استولى‬

‫االنجليز على امارة شارقة و كانت اقوى امارة في الخليج حينها‪ ,‬و لكن الشيخ لم ييئس و سافر‬

‫الى جزيرة زنجبار و كان السلطان العماني يحكم اجزاء شاسعة من شرق افريقيا و طلب منه ان‬

‫من المقاتلين و بعض‬ ‫يز وده بالرجال و السالح القامة دولة اسالمية في الصومال‪ ,‬فز وده‬

‫البنادق‪ ,‬فانتقل الشيخ الى مينة مركة الساحلية في جنوب الصومال و و جه دعوة الى سلطان‬

‫غلدي محمود يوسف المستقر في مدينة افجوي قرب مدينة مقدشوه عاصمة الصومال الحالية‬
‫طالبا منه ان يطبق الشريعة االسالمية فما كان من السلطان اال ان رفض هذا االقتراح رفضا قاطعا‪,‬‬

‫فوقع بين الطرفين معركة هزم فيه الشيخ و جرح‪ ,‬و كانت قبيلة بيمال تساند الشيخ و مشروعه‪ .‬و‬

‫هكذا فشلت محاولة الشيخ النقاذ هذه االمة و احيائها بالدين الحنيف‪ .‬و في اوائل القىن‬

‫العشرين حينما قامت ثو رة الدراويش بقيادة السيد محمد عبداهلل حسن ضد االستعمار‬

‫االنجليزي و االيطالي و الحبشي وقف سالطين المجيرتين و منطقة مدق و سلطان و رسنغلي و‬

‫قبيلة اسحاق ضد هذا الجهاد المسلح و حاربوا المجاهدين و ساعدوا المستعمرين الصليبيين‬

‫ليحتلوا البلد و ينهبوا خيراته و يمرغوا في الطين كرامة الشعب‪ .‬وعندما تمكن المستعمرون‬

‫الصليبيون من سحق الدراويش جردوا هؤالء االوغاد من سلطانهم و سوقوا الى النفي او السجن‬

‫في جزيرة مو ريشوس‪ ,‬بعد ان استغلوا افحش االستغالل و ورثوا سبة الدهر ‪ .‬وعندما قاومت‬

‫قبيلة البيامال بقيادة الشيخ ابوبكر االحتالل االيطالي الغاشم لمدينتهم مركه الجنوبية و قف‬

‫سلطان قبيلة غلدي احمد يوسف بجانب الغز و الصليبي االيطالي و حارب اخوانه في الدين و‬

‫العرق و الوطن ثم ازال االيطاليون سلطنته‪.‬‬

‫قام الصليبيون االيطاليون بشراء مرافئ مقدشوه‪ ,‬مركة و براؤه من سلطنة زنجبار العمانية و كان‬

‫الذي وقع الصفقة تاجر ايطالي اسمه فيلوناردي ‪ ,‬فلما وصل مقدشوه انتقل الى مدينة هوبيه مقر‬

‫اقامة السلطان كينديد سلطان منطقة مدق و اتفق معه ان تصبح سلطنته محمية ايطالية مقابل‬

‫راتب شهري زهيد‪ ,‬ثم وصل مدينة بارغال الساحلية مقر اقامة السلطان عثمان محمود سلطان‬

‫امجيرتىن و وقع معه ايضا معاهدة ان تصبح منطقة المجيرتين محمية ايطالية و ان يتقاضى‬

‫السلطان راتبا شهريا‪ .‬و السيناريو نفسه حدث بين البريطانيين و قبائل االسحاق في بربره و قبائل‬

‫العفر و الفرنسيين في منطقة جيبوتي الحالية‪ ,‬و جميع هذه الخياناة اقترفها رجال ال صلة لهم‬

‫بالدين او ورنله‪ ,‬ولم يكن لرجال الدين يد في هذه الصفقات الظالمة‪.‬‬


‫الفهرس‬

‫‪ -‬ماذا يعني حير‬

‫‪-‬النظام التقليدي الصومالي و الشريعة‬

‫‪ -‬اين كانت تصنع القوانين و تتم المحاكمة؟‬

‫‪ -‬الشجر و القضاء‬

‫‪ -‬انواع المخالفات‬

‫‪ -‬انواع من االقضية‬

‫‪ -‬عقوبة السرقة‬

‫‪ -‬عقوبة القتل‬

‫‪-‬عقوبة االعتداء الجنسي على المرأة‬

‫‪ -‬عقوبة االعتداء على الشرف‬


‫‪ -‬نظام االجارة‬

‫‪ -‬قضايا اخرى يتناولها القانون التقليد‬

‫‪ -‬نظام الرعاة‬

‫‪ -‬نظام التجار‬

‫‪-‬نظام صيادي البر‬

‫قانون الحرب‬

‫‪-‬نظام الفرسان‬

‫‪ -‬من يصنع النظام التقليدي؟‬

‫‪-‬نفقات المحكمة‬

‫‪ -‬ماذا يعني المبدأ العلماني؟‬

‫‪ -‬العالقة بين النظام التقليدي و العلماني‬


‫المراجع‬

‫تقرير الشيخ سعيد عبد الحمن‬

‫‪ -‬النظام الصومالي العتيق احمد شيخ علي ‪.‬‬

‫‪ -‬ما هي العالقة بين النظام التقليدي الصومالي و العلمانية؟ للمؤلف عبد القادر عبد اهلل ديني‪.‬‬

‫‪ -‬تقرير عمر محمد حرس رئيس قبيلة‪.‬‬

‫‪ -‬النظام التقليدي لقبيلة عيسى محاضرة القاها السيد ابراهيم احمد علي عضو اكاديمية‬

‫الدراسات الصومالية‪.‬‬

‫نبذة من حياة الكاتب‬

‫اسمي محمد محمود سمنتر‪ ,‬ولدت في بادية بلدة بارغال بشمال شرق الصومال في عام‬

‫توفي ابي و عمري سنتان ثم توفت امي و انا ابن عشرة اعوام‪ ,‬انتقلت الى مدينة كسمايو بجنوب‬

‫الصومال وانا ابن اثنا عشر سنة حيث دعاني هناك عمي الكريم شيخ موسى سمنتر و كان رجل‬

‫دين و عبادة‪ ,‬تأثرت به و تعلمت منه الكثير‪ ,‬في كسمايو حفظت القرءان الكريم‪ ,‬و اتممت فيها‬

‫االبتدائية و االعدادية ثم انتقلت الى مدينة مقدشوه و تخرجت من الثانوية العامة في عام‬
‫و في ذلك العام حصلت على منحة دراسية الى ايطاليا حيث درست الكيمياء الصناعية‪ .‬و في‬

‫انضممت الى الحركة االسالمية في الصومال‪ ,‬عدت الى مقدشوه و قمت‬ ‫ايطاليا في عام‬

‫سافرت الى‬ ‫بعدة وظائف‪ ,‬و بعد ستة اشهر من اندالع الحروب االهلية المدمر في عام‬

‫ايطاليا و سجلت الدكتو راه في الكيمياء العضوية و لكني لم اتمكن من اتمامها‪ ,‬قمت بعد ذلك‬

‫بعدة وظائف‪ ,‬ثم انتقلت الى بريطانيا حيث عملت في مصنع للعدسات الالصقة‪ ,‬و في‬

‫عدت الى الصومال و وفقت الي بعض اعمال التدريس و التجارة ‪ ,‬و اقيم األن في‬ ‫عام‬

‫مدينة مقدشوه مع احد ز وجاتي و بنتا من ابنائي الثالثة‪.‬‬

‫القانون الجنائي للجمهو رية الصومالية‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬

‫اكبر خسارة و افدحها في حياة االنسان ان يقحم نفسه في مهمة ال يصلح لتناولها و التصرف‬

‫فيها‪ ,‬و الخوض في غمارها‪ ,‬وهي محاولته البائسة بان يضع لنفسه نظام حياة و قوانين للعدل و‬

‫القضاء‪ ,‬و تحديد قيم و قواعد توجه مسيرته في هذه البسيطة‪ ,‬و ترسم خطة مفصلة لحيثياة الحياة‬

‫و العدل و العمران‪ .‬و بموجب هذا المسلك المعوج يحرم على نفسه افعاال و أداب كما يحلل‬

‫لنفسه و لمجتمعه امو را و مسالك‪ ,‬و هو غير مأهل لذلك كله و هو فوق طاقته‪ ,‬و خارج نطاق‬
‫امكانياته و صالحياته‪ ,‬فهو محدود في الزمن و المكان‪ ,‬محجوب المدارك‪ ,‬قاصر في العلم‬

‫واالحاطة بالواقع و شتى متطلبات الحياة البشرية و البيئة التي يتحرك فيها و يتنفس‪.‬‬

‫و بهذا المسلك الشنيع خاض في بحر لجي ال يملك الىسبيل الى بر االمان‪ .,‬فهلك نفسه و انتحر‬

‫بال غوث و ال طوق نجاة تسعفه و تنقذه‪ .‬و هذا هو المصير المحتوم لمن طغى و تجاوز حدود‬

‫اختصاصه و نطاق امكانياته فهلك و اهلك الحرث و النسل‪ ,‬و ارتكب جرائم تشيب لها الولدان‬

‫و تقشعر منها االبدان‪ ,‬حروب مدمرة تستمر بعض اال زمان مائة عام‪ ,‬الحرب العالمي االول و‬

‫الثاني و الثالث على االبواب فتك فيها الماليين و دمرت بلدان و ممالك‪ .‬و بسبب وسائل الدمار‬

‫الشامل في حو زة بعض الدول يحتمل ابادة البشرية برمتها‪ .‬و لو عرف االنسان حدوده و وقف‬

‫عندها وهي حدود العبودية هلل لوفر على نفسه جميع تلك الكوارث و الويالت‪ ,‬و لكنه ابى اال‬

‫الطغيان و العجرفة و ادعاء االلوهية و الربوبية‪ ,‬فخاب و خسر و نبش الهاوية بكفيه‪ ,‬و حفر‬

‫اجتاثه بانيابه و اظافره حتى اقبر نفسه و اهيل عليه التراب‪ .‬و االنكى من ذلك ان االنسان ال يتعلم‬

‫من اخطائه و مثالبه و يعتبر بعواقب تمرده الوخيمة‪.‬‬

‫القانون الجنائي الصومالي‬

‫هذا القانون البائس يتألف من القانون السكسوني البريطاني و القانون الالتيني االيطالي‪ ,‬و‬

‫هماالدولتان االستعماريتان اللتان حكمتا الصومال لفترة مديدة‪.‬‬

‫القانون االول كان يحكم بالقطر الشمالي و الثاني كان يحكم بالقطر الجنوبي‪.‬‬

‫تم دمج هذه القوانين المستو ردة بعد االستقالل االسمي الذي نالته الصومال كباقي االمم‬

‫الذي سمي عام تحرر افريقيا ذرا للرماد على العيون‪.‬‬ ‫االفريقية قي عام‬
‫و لقد اطلعت على هذا القانون مترجما الى اللغة الصومالية‪ ,‬فيشكوا المترجم من صعوبة و جود‬

‫مصطلحات مناسبة لترجمة المواد القانونية االجنبية الى الصومالية‪.‬‬

‫و هذا امر طبيعي‪ ,‬الن هذا المزيج من القوانين الجاهلية االجنبية التي وضعها من ال يحق له ان‬

‫يضع قوانين و نظم و ضعت اصال المم و بيئات مغايرة تماما لالمة الصومالية و بيئتها و أوضاعها‬

‫و تقاليدها و تاريخها فجاءت مبتو رة مخلخلة ال تناسب هذه االمة و ال يخلوا االمر عن محاولة‬

‫ترسيخ هيمنة المستكبرين المتسلطين‪,‬و تمرير بضاعتهم على االمم المقهو رة‪ ,‬و ال يعنيهم ان‬

‫كانت هذه القونين مناسبة لالمم المنكوبة و على قدها‪ .‬االصل انه ال يجو ز الحد ان يتألى على‬

‫اهلل و يشرع من دون اهلل‪ ,‬و لكن من البديهي ان قانونا وضع لقوم ال يمكن تطبيقه على قوم مغاير‬

‫له في كل شئ و لكن ال حرمة للعبيد البأساء‪ .‬فاالمة المستضعفة يستو رد لها ما طاب‬

‫للمستكبرين‪ .‬النظام الوحيد الذي ال حدود جغرافي تحده هو دين اهلل و شرعته الذي يصلح‬

‫لجميع االمم و االوضاع ‪ ,‬المأمول ان تضع هذه االمة عن كاهلها ربقة العبودية التي تمثلها‬

‫القوانين و النظم و االفكارعندما تتحرر االمة تحررا حقيقيا وبما ان هذه االمة لم تنل حرية‬

‫حقيقية فان افكار و قيم المستعمرين سارية عليهم الى هذه الساعة‪ ,‬و للمستعمرين اغراض‬

‫سيادية‪ ,‬اقتصادية و تدخالت قانونية‪ .‬فعندما يتحررون يؤمل ان يرجعوا الى دين اهلل يتبنونه و‬

‫يطبقونه فتنصلح احوالهم و يتقدمون في جميع افرع العمران و العلم النافع‪.‬‬

‫و من المعلوم ان للصوماليين قوانين قديمة تقليدية و انظمة عقاب كانوا يتقاضون في ما شجر‬

‫بينهم‪,‬تختلف حسب المنطقة و البيئة ‪ ,‬بعض منها لها جذور اسالمية و بعضها تقاليد اصطلحوا‬

‫عليها عن كابر‪ .‬و من المنطق ان يرجع الصوماليون الى نظمهم التقليدية التي وضعت استجابة‬

‫لالوضاع الواقعية بدل ان تفرض عليهم قوانين مستو ردة غريبة على اوضاعهم ونسيج مجتمعهم‪.‬‬
‫لست من انصار القوانين الجاهلية من شرق كانت او من غرب‪ ,‬محلية كانت او اجنبية‪ ,‬انما ديني‬

‫ااالسالم و لن اختار له بديال باذن اهلل‪ ,‬و لكن ان كان الكل نظم جاهلية ما انزل اهلل بها من سلطان‬

‫اليس من االحرى ان ترجع كل امة الى تراثها و تقاليدها؟‬

‫‪ ,‬و يقول المترجم ان هذا القانون‬ ‫هذا القانون المصمم القوام أخرين يتكون من بنودعددها‬

‫ديسمبر‬ ‫تم تقريره من قبل الجمعية التشريعية الصومالية برقم ل بتاريخ‬

‫ابريل‪.‬‬ ‫و دخل في حيز التنفيذ بتاريخ‬

‫و المعلوم ان اعضاء البرلمان كان معظمهم اميين فكيف يتسنى لهم ان يفهموا و يناقشوا تلك‬

‫و ايضا كان القانون مكتوبا باللغة االيطالية و يندر من يفهمها و يخاطب بها‬ ‫القوانين االجنبىة‬

‫فكيف استوعبوا لغة القانون وهم غير متخصصين و ناقشوا المواضيع المعقدة؟ و هذا يعني ان‬

‫االيطاليين طبخوا هذه الطبخة الكريهة‪.‬‬

‫انى لهذه العناصر االمية ان تقرر مصير االمة الروحية و المالية‪ ,‬اعراضها شرفها و مستقبلها؟‬

‫اليست هذه مؤامرة حاكتها قوى الهيمنة و االستعمارليستمروا جاثين على صدر االمة؟‬

‫يقول المترجم هذه النسحة الجديدة هي اول اعادة نظر من قبل المحاكم الصومالية لقوانين عام‬

‫‪ .‬التي تمت تحت الوصاية االيطالية للصومال‪ ,‬و يقول اجريت على النسخة االصلية‬

‫تبسيط لبنود القانون اعتبارا للعادات و تقاليد الجمهو ر الصومالي كذلك تقرر نظام جديد يتناول‬

‫الجريمة و العقاب‪ .‬و عندما توحد القطران الشمالي و الجنوبي للصومال وجهت السلطات‬

‫القضائية عقبات جمة لتوحيد القوانين الجنائية المعمول به تحت االدارتين االستعماريتين‪ ,‬وهذا‬

‫من مفاسد القانون الوضعي‪ ,‬فلوا تبنت الد ولة الشريعة االسالمية على المذهب الشافعي مثال‬

‫المتفق علىه لكانت العقبات صفر‪ ,‬بيد ان العبيد ال خيار لهم بل يملى عليهم قسرا من قبل السادة‬

‫المسيطرين شاؤ وا ام ابوا‪.‬ان القوى االستعمارية انهكت هذه االمم المستعبدة بقوانين و نظم من‬
‫وحي الهوى و الجهل ثم تلقى العنت من توحيدها و تطبيقها‪ .‬فالنظم البشرية تتطاول على اهلل و‬

‫تغتصب حقه تعالى في التشريع لعباده و تتقمص جلباب االلوهية و القيومية لتعرضها للتحليل و‬

‫التحريم‪ ,‬و هذه منطقة محظو رة على البشر وانما يجو ز الصحاب العلم الشرعي ان يجتهدوا في‬

‫االمو ر االدارية اي ما يصطلح على اللوائح بضوابطه و مراعات للقواعد االصولية‪.‬‬

‫و اذا ضربنا مثاال لعدوان هذه القوانين على حق اهلل نجد‪ :‬ان الزنا حالل حسب هذه القوانين‬

‫الطاغوتية اال ان تغتصب المر أة اما اذا تراضوا على الرذيلة فال ضرر و مباح الن االمو ر حسب‬

‫الشهوة و الهوى‪ .‬و األن احلوا الشذوذ و اللواط بل اجهزة الدولة جميعها مشغولة في تنفيذ هذه‬

‫الرذيلة بتعليمات اممية شبه اجبارية‪ .‬والمخدرات جائز تناولها اذا لم يرتكب المعاقر اعتداءا‬

‫على النفس و الممتلكات‪ ,‬فلذلك ترى السكاري في باريس و لندن و روما يقضون حوائجهم‬

‫البيالوجية في الطرقات و االماكن العامة وال رادع و ال نكير‪ .‬و الربا قوام االقتصاد و قطبها‪.‬‬

‫والقوانين الجنائية تجاه هذه الجرائم مخالفة للعقوبات المنصوصة في الشريعة لردع هذه‬

‫المجاوزات مخالفة صريحة‪ .‬و تناول لحم الخنزير و الميتة حالل حسب هذه القوانين الجاهلية‪.‬‬

‫و التعدد عندهم حرام اما المخادنة فمباح مهما يكن عدد الخليالت‪ .‬وفي بعض البلدان وصل‬

‫بهم االمر الى التشجيع على االنتحار!! و من اغرب االمو ر ان قصاص القتل العمد محرمة ال‬

‫يجو ز ايقاعها على الجانى بل يسجن عدد من السنين ثم يطلق سراحه و قد يرتكب جريمة القتل‬

‫مرة و مرات‪ ,‬بل انكى من دلك ان البلد الذ ي ينفذ هذه العقوبة يفرض عليه الحصار السياسي و‬

‫االقتصادي اال ان يكون الجاني مسلما فيحتالون اليقاع عقوبة القتل عليه‪ .‬فمثال بنقله الى بلد‬

‫يقرر عقاب القصاص‪ .‬فترى المجرمين يأكلون و يشربون على حساب الشعب المقهو ر‪ .‬و‬

‫يعتبرون القصاص مناهضا لحقوق االنسان حسب زعمهم و نظرتهم القاصرة ‪ .‬و الطالق بيد‬

‫الرجل في الشريعة االسالمية اما حسب قوانين الجاهلية فالطالق بيد القاضي يتصرف فيه‬

‫حسب نظرته المحجوبة و علمه المحدود‪.‬‬


‫و الواقع ان الشريعة و القوانين الوضعية البشرية دينان متباينان كل التباين فمن اعتنق احداهما‬

‫كفر باألخر و ال يمكن التمسك بتالبيب كليهما‪.‬‬

‫كان سن البلوغ عندهم‬ ‫و هنا احب ان اسرد قصة عايشتها‪ :‬عندما وصلت ايطاليا في عام‬

‫عاما‪ ,‬و حدث ان الدعاية الشيوعية تلقفت النشأ من بنات و بنين فرأى اليساريون ان يكسبوا‬

‫االنتخابات بخفض سن البلوغ‪ ,‬فقاموا بدعاية واسعة لبلوغ هذ المبتغى قاجريت استفتاء بهذا‬

‫الشأن نتج عنه تخفيض سن البلوغ الى ثمانية عشر عاما‪.‬‬

‫يقول مترجم القوانين الجنائية الصومالية حينما تأخرت عملية دمج القانون سمح لكل قطر ان‬

‫يحكم بما ورث عن المستعمر من قوانين ( و هي قوانين كافرة مناهضة لالسالم) و هذا بموجب‬

‫‪/‬‬ ‫معاهدة االتحاد المبرم في يناير‪/‬‬

‫يناير‬ ‫بتاريخ‬ ‫و على خلفية ذلك العهد تم ابرام قانون الذي بموجبه اعطيت‬

‫للحكومة صالحية تطبيق القانون الجنائي و الئحة نظام العدل ثم تم تأليف لجنة من علماء‬

‫القانون و الخبراء ألعداد تلك القوانين التي تم تقريرها من قبل لجنة تقنية يرأسها وزير العدل‪ .‬و‬

‫الواقع ان هوالء الخبراء كانوا رجال قانون ايطاليين النه لم يكن يوجد حينها خبراء في القانون‬

‫صوماليين‪ ,‬و من الدالئل ان هذه اللجنة كان يرأسها رجل ايطالي اسمه ريناتو انجلوتي كان استاذا‬

‫جامعيا و مؤلف عدة كتب في القانون‪.‬‬

‫اعدت اللجنة منشو را باللغتين االيطالية و االنجليزية مكون من دفتر العقوبات رقم واحد و‬

‫الدفتر الثاني عن الجرائم الخاصة‪ ,‬و الدفتر الثالث عن التجاوزات او الخالفات الخاصة‪.‬‬

‫يقول المترجم ان هذا القانون كان يستند الى دستو ر الجمهو رية الصومالية ( من تأليف محامي‬

‫ايطالي) و هذا القانون بمثابة قواعد استعمارية و لن تستقل هذه االمة ما دام هذا الدستو ر و‬
‫القانون يهيمن على هذه االمة و يتيح لالجنبي ان يتدخل في شؤونها‪ ,‬هو بمثابة القاعدة‬

‫االستعمارية الجاثمة على صدر االمة‪.‬‬

‫يرفضون تحكيم الشريعة االسالمية‬ ‫نائبا من بين‬

‫هذه المعلومات نشرها صحفي صومالي اسمه ايانله حسين عبد صاحب شبكة هنوالته‪ ,‬في‬

‫في مدينة نيروبي عاصمة كينيا و‬ ‫مقابلة اجراها مع الشيخ علي شيخ محمد متان في عام‬

‫يقول الشيخ علي الذي كان في السبعينات من تالميذ شيخ محمد معلم حسن رحمه اهلل كبير‬

‫المفسرين للقرءان في الصومال في السبعينات من القرن العشرين و كان الشيخ علي من المتأثرين‬

‫بالصحوة االسالمية ‪ ,‬ثم انتقل الى كينيا عندما اشتد الضغط على الحركة االسالمية تحت الحكم‬

‫الدكتاتو ري العسكري‪.‬‬

‫قال الشيخ علي ز ودني بهذه المعلومات محام صومالي كان من اوئل الذين تخرجوا من كلية‬

‫القانون في ايطاليا اسمه محمد شيخ محمود احمد ( غبيو)‬

‫و اصبح ايضا نائبا في البرلمان‪ .‬قال المحامي وقع هذا الحدث في عام‬

‫يقول هذا المحامي و كان مساعدا لمؤلف دستو ر الصومال في اوائل الستينات‪ ,‬و كان هذا‬

‫المحامي االيطالي المحامي الخاص لرئيس الجمهو رية ادم عبد اهلل عثمان خالل مدة رئاسته‬

‫الممتدة لسبع سنين‪.‬‬

‫و بعد ان‬ ‫يقول المحامي محمد استدعيت من قبل الرئيس أدم عبد اهلل عثمان في عام‬

‫عرضنا عليه مسودة الدستو ر و استحسنها اعطاني رسالة الى رئيس الجمعية التشريعية يخير‬

‫النواب بين ان يختاروا الشريعة االسالمية او النظام الديموقراطي ( النظام العلماني الكافر)‬
‫فسلمت الرسالة الى رئيس الجمعية السيد جامع عبد اهلل غالب و كان رجال ينتمي الى القطر‬

‫الشمالي من الصومال فطلب مني الرئيس ان احضرغدا لتناول الموضوع و طلب من جميع نواب‬

‫ان يتواجدوا غدا في مقر الجمعية‪ .‬و في الموعد المحدد قرأ السيد‬ ‫البرلمان المؤلف من‬

‫جامع رسالة رئيس الجمهو رية و طلب من النواب ان يختاروا بين هذين المبدئين ( في الحقيقة‬

‫هذا يعني ان يختاروا بين الكفر و االسالم) عندها قال رجل من القطر الشمالي ( يحتمل ان يكون‬

‫رجال مسيحيا كان اسمه ميكل مريانو ) ان كانت حرية الكالم ممنوحة و ال جبر على األراء‬

‫انني ارى اننا ال نستطيع تطبيق الشريعة االسالمية بل ارى ان نتبنى الديمو قراطية‪ ,‬فقال رئيس‬

‫الجمعية هل سمعتم مقالة هذا النائب؟ ردد االقتراح ثالث مرات ثم قال من يوافقه على هذا‬

‫نائبا و صفقوأ لهذا المقترح و ما خالف هذا الموقف اال‬ ‫الرأي فليرفع يده‪ ,‬فرفع ايديهم‬

‫نائبان من القطر الشمالي كان احدهم الشيخ علي اسماعيل خريج جامعة االزهر و من قبيلة هبر‬

‫يونس احد افخاذ قبيلة االسحاق‪ ,‬فقال الشيخ علي لم اكن اتصو ر يوما ان هذا العدد الهائل من‬

‫قادة االمة المؤتمنون على مصير االمة و مصالحها يرتدون عن االسالم جملة في ساعة من النهار‪,‬‬

‫ولكنه حدث األن‪ ,‬ثم قال انتم اليوم كاليهود الذين نبذوا التو راة و راء ظهو رهم و استبدلوه بشرائع‬

‫من عند انفسهم‪ ,‬و كالنصارئ الذين نبذوا االنجيل و راء ظهو رهم و استبدلوه بنظم و قوانين سن‬

‫لهم رهبانهم و سادتهم‪ ,‬كما انكم األن تركتم التو راة و االنجيل و القرءان أخر كتاب انزل اهلل على‬

‫من سو رة المائدة‪ ,‬ثم قال نصيحتي المشفقة لكم ان تتوبوا الى اهلل‬ ‫‪-‬‬ ‫البشر‪ ,‬ثم تلى األيات‪:‬‬

‫و تنطقوا بالشهادتين و تعودوا عن غيكم و كفركم‪ .‬فقال رئيس البرلمان قد سمعنا مقولتك فهل‬

‫لديك ما تضيف قال الشيخ ليس عندي اال هذا الحق فقال الرئيس اذن اجلس‪.‬‬

‫ثم قام رجل أخر من القطر الشمالي اسمه يوسف ايمان فقال انا لست عالما كالشيخ علي‬

‫اسماعيل‬
‫و لكني اعلم ان اهلل قد اخذ من صلب أدم ذريته و اشهدهم على انفسهم فقال الست بربكم؟‬

‫فقالت ذريته بلى شهدنا بأنك ربنا االوحد‪ ,‬فقد شهد كل منا بكلمة التوحيد فهل تكذبونني في‬

‫هذه الحقيقة انكم التستطيعون ذلك و من الحضو ر عدد كبير من الشيوخ من القطر الجنوبي تركوا‬

‫دينهم و كتابهم وهم اساس هذه الفتنة ( كان من بينهم شيخ محمود مالنجو ر‪ ,‬شيخ علي جمعاله و‬

‫شيخ عبد اهلل او محمود و شيخ يوسف من منطقة جوبا العليا و شيخ مختار و أخرين )‪ ,‬ثم اردف‬

‫نائبا باننا ال نستطيع تطبيق الشريعة على حياتنا واوضاعنا المدنية و ال‬ ‫قائال و األن صرح‬

‫نريدها‪ ,‬فأنتم األن ارتديتم عن دين اهلل فراجعوا انفسكم و عودو الى حظيرة االسالم و التوحيد‪.‬‬

‫فنحن كأمة صومالية ننتسب الى االسالم بدوا و حضرا‪ ,‬بعد ذلك قال السيد جامع سمعنا مقولتك‬

‫فهل لديك ما تضيف فقال السيد يوسف عندي حصرا هذا الحق فقال الرئيس اجلس ثم احضر‬

‫نائبا الديموقراطية دين الكفر البواح و الفساد‪.‬‬ ‫صندوق االنتخاب فأختار‬

‫بكل من المحامي‬ ‫يقول الشيخ علي شيخ محمد انه التقى في نيروبي عاصمة كينيا في عام‬

‫محمد شيخ محمود و السيد محمد علي هرابه الملقب بعلي هغرى الو زير السابق لالستعالمات‬

‫‪ ,‬و ذلك بعد انهيار الحكومة الصومالية و بداية الحروب االهلية الدموية المدمرة‪,‬‬ ‫في عام‬

‫فعاتب علي محمد هرابه المحامي و حمله وز ر ما وقع لالمة من الكوارث و دعى عليه فأجاب‬

‫المحامي لماذا تحملني و زر ما حدث و تدعوا علي فقال السيد هرابه النك اتيتنا بالدستو ر‬

‫فصدقنا عليه فأ صابتنا كل هذه الكوارث و التشرد و المذلة بسبب ذلك‪ ,‬فقال المحامي كنتم في‬

‫ضالل في السابق و في اليوم‪ ,‬انا اسمع من السوق دعاية مفادها اني كفرت و خرجت من االسالم‬

‫و انا اعلم بحقيقتي فاذا انا خرجت من االسالم و انتم مسلمون فلم لم تتمسكوا بدينكم و تتخذوه‬

‫منهاج حياتكم‪ ,‬فالمشكلة ال تقتصر بشخصي بل االمر اكبر مني بل العلة انكم منافقون تناقضون‬

‫بائبا انت منهم و قد اعطاكم الشعب ثقته قررتم عدم رغبتكم في تطبيق‬ ‫انفسكم‪ .‬الواقع ان‬

‫الشريعة االسالمية‪ .‬عقب الشيخ علي ان لعنة اهلل التي لحقتنا في ذلك الزمان ما زالت تطاردنا‪ .‬و‬
‫يقول شيخ علي ايضا ان اهلل سلط على الحكام الذين رفضوا الشريعة بالعساكر الذين حبسوهم و‬

‫اذلوهم‪.‬‬

‫و الواقع ان القوانين المطبقة على هذه االمة المستعبدة ال تقتصر على القوانين البريطانية و‬

‫االيطالية بل تجري عليها قوانين ما يسمى باالمم المتحدة و في الواقع هي االمم الكافرة المتحدة‪.‬‬

‫أنشأتها الواليات المتحدة االمريكية بعد الحرب العالمية الثانية و تستخدمها وراء الستار‬

‫للهيمنة على العالم‪ .‬اذن نحن امة تكالبت عليها االمم الكافرة عندما تركنا ديننا و خنا أمانة ربنا‬

‫ورفضنا شريعة ربنا و موالنا‪ ,‬فعندما نبذنا كتاب ربنا وراء ظهو رنا سلط اهلل علينا شراذم االمم‬

‫تستعبدنا و تسحقنا‪.‬‬

‫الصحوة االسالمية في الصومال ونظام الحكم الدكتاتو ري‬

‫و العواقب الوخيمة للقوانين الوضعية‬

‫من االحداث التالية نفهم كيف ذل الناس عندما ابتعدوا عن صراط اهلل المستقيم المنجي من‬

‫الويالت و النكبات‪ ,‬و كيف تهضم الحقوق و تزهق النفوس و تستهان كرامة االنسان‪ ,‬عندما‬

‫تصبح االهواء دينا يطاع و منهاجا يتبع‪.‬‬

‫ساسرد بعون اهلل تقريرين يدالن بكل تأكيد الجرائم الفظيعة التي ارتكبت في فترة حكم العسكر‬

‫المطلق المظلم و اسلط الضوء خاصة على الضغوط و التعديات المرتكبة في حق الصحوة‬

‫االسالمية التي نشأت في أواخر الستينات من القرن المنصرم‪ ,‬والذي مارسته السلطات القمعية‬

‫الشيوعية التي استولت على حكم البالد بانقالب عسكري‪.‬‬


‫و الجدير بالذكر ان البريطانيين و االيطاليون فرضوا على هذه االمة نظم و قوانين طاغوتية كان‬

‫الصومال يرزح تحتها عشرات السنين‪ ,‬فلما استولى اصحاب البذلة الصفراء اتوا بقوانين اكثر‬

‫صرامة و وحشية مثل قوانين مكونة من بنود‬

‫و كانت هذه القوانين مستو ردة من حكم عسكري انقالبي في السودان‪ .‬كان معظم بنود هذا‬

‫القانون ينص على اعدام مرتكبي ابسط المجاوزات‪ ,‬و ذلك هدف الحفاظ على السلطة المغتصبة‬

‫و اول ضحايا هذه القوانين التعسفية ثالثة من الضباط الذين اشتركوا في انقالب اكتوبر فكانوا‬

‫اول من شرب من كأس الحنظلة‪.‬‬

‫بعد االنقالب استطاع الشيوعيون العائدون من الدول الشمولية في شرق اوربا الملحدة من توجيه‬

‫العساكر شبه االميين نحو الفلسفة االلحادية الشيوعية المعادية لالسالم‪ ,‬فبدأ النظام بقمع‬

‫االسالميين الداعين الى االسالم و نظام حياته الرباني‪.‬‬

‫شهادة الشيخ علي شيخ محمد متان‬

‫اجرى السيد ايانله عبد حسين صاحب شبكة هنوالته مقابلة مع الشيخ علي في عام‬

‫نظام الحكم القمعي ت الذين ابدوا معارضة لممارسا يقول الشيخ علي كنت من بين عدد‬

‫و قضوا في السجن فترات متفاوتة‪ ,‬منهم شيخ محمود ( محمود غاب ) حكم عليه بالسجن اربعة‬

‫اعوام في عام‬

‫و الثاني شيخ عبد اهلل عمر ( شيخ عمر عدى) من اوائل طالب الجامعة االسالمية بالمدينة‬

‫المنو رة وكان يدرس للطلبة كتاب رياض الصالحين بقي مرمى في السجن احد عشر شهرا بال‬
‫محاكمة وكنت ثالث من اعتقل من العلماء ( و ذلك حسب علمه ) و السبب اني القيت في‬

‫المسجد محاضرة تتعلق بنظام الحكم في االسالم و مخالفته للنظام الماركسي اللينيني‪ ,‬و قال‬

‫كنت اعيد دروس تفسير القرءان للشيخ محمد معلم في احد مساجد مقدشوه و اعتقلت في عام‬

‫‪ ,‬و رابع المعتقلين كان طالبا في حلقات الدراسة االسالمية في المساجد كان اسمه ورسم‬

‫طيرى حكم عليه بالسجن اربعة اعوام‪ .‬استمر الشيخ في سرد الوقائع الكارثية في الصومال تحت‬

‫الحكم االستبدادي القمعي فيقول‪:‬‬

‫القي الدكتاتو ر محمد سياد بري خطبة في ملعب الكرة بمناسبة عام النساء العالمي الذي قررته‬

‫االمم المتحدة و قال ان الذكر و االنثى يستويان في نسبة الميراث في مخالفة صريحة لنصوص‬

‫الكتاب و السنة و كان الملعب مكتظا بالحاضرين باغلبية نسائية فصفق الجمع و زغرطت‬

‫من يناير من عام‬ ‫النساء و فرحوا و استبشروا بهذا الكفر البواح ‪ ,‬كان هذا في يوم الخميس‬

‫كما تفيد مصادر اخرى موثقة‪ ,‬و في الجمعة التالية خطب عدد من العلماء و طالب العلم‬

‫الشرعي في المساجد بعد خطبة الجمعة منددين بمقالة الدكتاتو ر الفاجرة بينما البعض اكتفى‬

‫بالدعاء على النظام الحاكم‪ ,‬و كل هؤالء اعتقلوا و نفذ عليهم حكم االعدام و كان عددهم عشرة‬

‫اشخاص بينما حكم على أخرين احكاما تعسفية قاسية‪ .‬نفذ حكم االعدام على العلماء و الطلبة‬

‫وشهد تنفيذ االعدام على العلماء دكتو ر عربى الذي قال‬ ‫في ست و عشرين يناير من عام‬

‫كنت في تلك الفترة مدير مستشفى دكفير بمقدشوه‬

‫فدعتني مصلحة السجون بان اذهب الى مكان تنفيذ حكم االعدام فحملت الى هذا المكان‬

‫بصحبة جنود ملثمين مدججين بالسالح ثم طلب مني الضابط القائد لفرقة الموت ان افحص اذا‬

‫كان المعتقلون تعرضوا للتعذيب و كنت اشعر بالخوف ففحصت و قلت ال يبدوا منهم اى‬

‫تعذيب جسدي‪ ,‬ثم تولى تنفيذ االعدام ثالثون جنديا ثم طلب مني ان افحص اذا فارقوا الحياة‬

‫فقلت قد فارقوا الحياة‪.‬‬


‫شهادة السيدة مريم حاج علمي‬

‫تقول السيدة في حوار اجرى معها السيد دعالي من تليفزيون قرن افريقيا في مدينة هرجيسا‬

‫هذ السيدة كانت ز وجة نائب رئيس نظام العسكري الحاكم‬ ‫‪/‬‬ ‫الصومالية بتاريخ يناير‬

‫في الصومال السيد اسماعيل علي ابكر‪.‬‬

‫‪ .‬تقول السيدة نشأت في معهد للكنيسة الكاثولكية االيطالية في مقدشو ثم سافرت الى ايطاليا في‬

‫بعثة تعليمية حيث درست العلوم السياسية‪ ,‬و بعد عودتي الى و طني الصومال عينت رئيسة‬

‫تحت عباءة الحكم العسكري‪.‬‬ ‫لالتحاد النسوي الذي اسس بتاريخ‬

‫العام العالمي للنساء و قررت ثالثة مبادئ لصالح‬ ‫قررت االمم المتحدة ان يكون العام‬

‫المرأة‪:‬‬

‫‪ -‬المساوات ( المساوات بين الرجال و النساء في كل شئ ) ‪ -‬تطوير النساء ( الحقيقة تدريبهن‬

‫على مخالفة الفطرة السوية) ‪ -‬السالم‪.‬‬

‫و هذا كان مشروعا تدفعه القوى المهيمنة في العالم يغرى به السذج من النساء ‪.‬و تقول السيدة‬

‫كان النظام الحاكم في الصومال حينئذ يميل الى الفكر الشيوعي الملحد‪ ,‬و اتخذ هذا االتجاه‬

‫بارتجالية و دون اعتبار للظروف الواقعية للبلد و تقاليد و معتقدات الشعب و تراثه و تاريخه‪.‬‬

‫فكرة المساوات بين الرجال و النساء كانت فكرة و اتجاه عالمي تبنته االمم الغربية و الشيوعية‬
‫بعد الحرب العلمي االول ( في الحقيقة حرب االمم المسيحية ) عندما اثبتت النساء كفاءتهن‬

‫للقيام بوظائف الرجال المنشغلين في الحرب المدمر‪ ,‬بل وصل االمر ان تقترح بعض الجهات‬

‫تقديم النساء على الرجال في الوظائف االنتاجية و االدارية‬

‫و الصومال كونه بلدا فقيرا و متأخرا في النواحي التكنولوجية ال يستطيع ان يجاري الدول الغنية‬

‫المتقدمة‪ ,‬ولكن لالسف كان البلد يدار بالعاطفة و االرتجالية و ليس بخطط مدروسة متوازنة‪,‬‬

‫لذلك كنا تبعا للقوى المهيمنة في العالم ولم تكن لنا مرتكزات عقدية و ال استراتيجية مدروسة‬

‫واضحة المعالم‪ .‬كانت مؤتمرات الحركة النسائية تعقد في نيويو ر ك و موسكو و اصبحت عضوا‬

‫التي حددتها االمم المتحدة كعام المرأة‪ ,‬وكانت تسوسني‬ ‫في لجنة االعداد لحفالت عام‬

‫رئيسة االتحاد النساء العالمي فالنتين تراشكوفا‪ .‬و تم فرزنا الى اقطار‪ ,‬القطر االفريقي ؤ‬

‫االسيوي و االوروبي الخ‪ ...‬و عقد مؤتمر في الصومال للترتيب للمهرجان السنوي‪ .‬و معلوم انه‬

‫كان يدور في اروقة البلدان العربية االشتراكية مثل العراق و سو ريا و اليمن الجنوبي قانون يتعلق‬

‫باالسرة و العالقات بين الرجل و المرأة و هو ما يسميه البعض االحوال الشخصية أو الشؤون‬

‫االسرية‪ ,‬بيد ان هؤالء الدول احجموا عن تطبيقه خوفا من ثو رة الشعب النها معارضة لصريح‬

‫القرءان و السنة‪.‬‬

‫كان هذا القانون يتكون من البنود التالية‪:‬‬

‫أ‪-‬الجانب االجتماعي كتحديد عدد الز وجات الالتي يجو ز للرجل ان يتز وجهن و المجاوزات في‬

‫حقوق النساء‪.‬‬

‫ب‪ -‬تسوية الرجل و المرأة في الميراث‪.‬‬

‫ولم نكن كمنظمة نسائية نتبنى هذا القانون او نحرض عليه‪ ,‬انما كانت وزارة العدل و الشؤون‬

‫الدينية تتبناه و تشجعه فو زير العدل عبد السالم شيخ حسين و لجنة مكونة منه و من شيخ حسن‬
‫عبد اهلل و محمد شيخ عثمان و محمد ادم شيخ محمود وأخرين كانوا وراء هذا المشروع و لم‬

‫نستشر كمنظمة نسائية‪ ( .‬و الحقيقة انه كان لهن دور بارز كما يتبين من السرد التالي)‪.‬‬

‫ينايرالنه هو اليوم‬ ‫ثم طلبت منا الحكومة ان نحدد موعدا الحتفاالت عام المرأة‪ ,‬فأخترنا يوم‬

‫الذي قتلت فيه السيدة حاوه تاكو وهو اليوم الذي اعتقل فيه عدة سيدات في مدينة كسمايو مثل‬

‫عندما حدثت انتفاضة‬ ‫تمر عكاش ( في الحقيقة تم اعتقال تلك النسوة في اغسطس عام‬

‫من قبل حزب وحدة الشباب الصومالي في مدينة كسمايو )‪ .‬قابلنا الرئيس محمد سياد برى و‬

‫اخبرناه موعد االحتفاالت فقال حسنا و اعطانا الضوء االخضر‪.‬‬

‫فحشدنا جميع امكانيات النساء و المؤهالت العلمية و الفنية و اجتمعنا في ملعب كرة القدم‬

‫القديم بمقدشوه‪.‬‬

‫عقدت الهيئة العليا الحاكمة جلسة لمناقشة نوع المساهمة التي تستطيع الحكومة تقديمها‬

‫للنساء في هذه المناسبة فقرروا ان يطبق قانون المساوات قي االرث بين الرجال و النساء‪ ( .‬و هذا‬

‫دليل ان االمر كان مجمع عليه من قبل الطغمة الحاكمة )‪.‬‬

‫و حضر الحفلة جميع القادة فاستقبلناهم بالهتافات و الزقاريط‪.‬‬

‫فبدأ الرئيس يخطب و قال ان االشتراكية العلمية تؤمن بان الرجل و المرأة متساويان في الميراث‬

‫أماالبرجوازية المتخلفة ( يغمز اللعين االسالم ) تؤمن ان االبن ينال ضعف البنت‪ ,‬فال يوجد بعد‬

‫اليوم نصف و ال ربع و ال ثمن انما االبناء و البنات متساويان في االرث ثم قال يجب اعادة‬

‫النظر الى الدين االسالمي فان القرأن نزل حسب الظروف و الحاجات و نصف القرأن منسوخ و‬

‫نحن في قرن العشرين يجب ان تواكب الشريعة الظروف الواقعية‬

‫و ان تتمشى مع متغيرات االحوال و االزمان‪ ,‬ففرح الحضو ر و رج الملعب بالتصفيق و الزقاريط‬

‫و الهتافات‬
‫( وعم الفرح و الزهو بهذا الكفر البواح ) و تقول السيدة كدت ان اقبل الرئيس و اطير فرحا بهذا‬

‫يناير‬ ‫القرار كان ذلك في اليوم الخميس‬

‫و في الجمعة التالية ابدى بعض العلماء رفضهم و انكارهم لقرار الرئيس و القوا خطبا في‬

‫المساخد‪ ,‬فألقي القبض على عشرات من المصلين و العلماء الذين صرحوا أن هذا الفعل خروج‬

‫عن الملة و في سرعة البرق حكم على عشرة منهم باالعدام في محكمة االمن التي كان يرأسها‬

‫سيئ السمعة محمود غىله و حكم على أخرين فترات متفاوتة من السجن الجائر‪.‬ثم اعلن الرئيس‬

‫االجتماع في المسرح الوطني دعي اليه جميع منظمات الدولة المختلفة‬

‫و كبراء علماء الدين فلما اكتمل الجمع قال سياد برى اشيع بأني حكمت باالعدام على علماء‪,‬‬

‫فأين العلماء الذين حكمت عليهم باالعدام؟ ثم دعى باسمائهم العلماء الحاضرين واحدا بعد‬

‫واحد‪ ,‬اذكر منهم شيخ علي سوفي‪ ,‬شيخ ابراهيم سولى‪ ,‬شيخ أدم شيخ عبد اهلل‪ ,‬شيخ ابوكر‪ ,‬شيخ‬

‫محمد ايمان ( هؤالء هم العلماء التقليديون الذين لم يتأ ثرو بالصحوة االسالمية الناشئة التي تأثر‬

‫بها الذين انكروا هذا القرار الباطل‪ .‬ثم قال حكمت باالعدام على اوالد سوقة سكرانين عمالء‬

‫في ساحة تدريب‬ ‫الالنبريالية العالمية‪.‬نفذ حكم االعدام على هؤالء الشهداء بتاريخ يناير‬

‫البوليس‪ ( ,‬و فاضت ارواحهم الطاهرة الى بارئها الجليل‪ ,‬و لقد اظهر هؤالء الشباب من الثبات و‬

‫االصرار على مبادئهم ما يشرف البشرية و يرفع هامتها‪ ,‬وهذا بعد فضل اهلل و رعايته من ثمرات‬

‫الصحوة االسالمية المباركة) و هذا بشهادة قائد مصلحة السجون الجنرال اسماعيل احمد‬

‫اسماعيل‪.‬‬

‫و من فصول قمع االسالميين من قبل الدكتاتو ر ما يلي‬


‫تم اعتقال الشيخ محمد معلم حسن في سسجن انفرادي في بلدة حدر و‬ ‫في شهر اغسطس‬

‫هو سجن للتعذيب النفسي‪ .‬كان الشيخ محمد يلقي دروس تفسير القرءان في احد المساجد‬

‫بمقدشوه كان اعضاء الحركة االسالمية يتز ودون من دروسه العلمية و االيمانية‪ ,‬و كان اكبر‬

‫مركز لتجمع االسالميين‪ ,‬كان النظام القمعي يقدر ان الشيخ هو المحرك للنشاط االسالمي في‬

‫الصومال و انها ستسدد ضربة قاضية للدعوة االسالمية باعتقال الشيخ و لكن خسروا و خاب‬

‫ظنهم‪ ,‬لم تتأثر الجماعة باعتقال هذه الشخصية الفذة ألنها تدربت على االعتماد على نفسها‪ ,‬و لم‬

‫يكن الشيخ عضوا في الجماعة و لكن الجماعة استفادت من دروس الشيخ بجانب برامج تربوية‬

‫دسمة ومتنوعة و تثقيفية مستقلة‪ ,‬و و جدت الجماعة بديال عنه من بين اعضائها الذين استطاعوا‬

‫اعتقلت الطغمة الحاكمة خمس و اربعون من‬ ‫مايوا‬ ‫ان يسدوا الفراغ‪ ,‬وبتاريخ تسعة‬

‫االسالميين و بقوا رهن االعتقال سنتان و نصف سنة‪ ,‬ثم اطلق سراحهم بغير محاكمة الن‬

‫السلطات لم تجد ما تدين بهم‪ ,‬ومن فضل اهلل و رعايته ان الهيئات االمنية لم تكتشف وجود‬

‫تنظيم للحركة االسالمية‪ ,‬الن الجماعة كانت تتحرك بالحيطة و بمنتهى السرية في انشطتها‬

‫الحركية‪ ,‬و رغم وجود هيئات استخبارية متعددة لكنها بمجموعها لم تتمكن بحفظ اهلل و ستره‬

‫من التقاط خيط يوصلهم الى قلب تنظيم الجماعة‪ ,‬وهذا يدل على ان اهلل اراد لهذه الجماعة ان‬

‫تؤدي دورا في حياة هذه االمة و البشرية و ان رسالتها خطيرة و التبعة باهضة التكليف‪.‬‬

‫شهادة السيدة فاطمة احمد عالم (عريجي )‬

‫جذور الكارثة‬
‫‪ .‬هذه السيدة من‬ ‫ديسمبر‬ ‫اجرت هذه المقابلة شبكة ( شبكة الرفيق سياد ) في‬

‫االعضاء النشطين في الحركة النسائية و هي تسرد هنا انشطة هذه الحركة الضالة‪ ,‬تقول هذه‬

‫السيدة كنت مسؤولة شؤون الطال ب بالجامعة الوطنية الصومالية وفي يوم من االيام زارتنا بنتان‬

‫كانتا زميالتي في المدرسة الثانوية في القاهرة‪ ,‬وهن عنب محمود خريجة كلية الصحافة و‬

‫اصبحت موظفة في منظمة الجامعة العربية بتونس‪ ,‬و أمنة ابوكر خريجة كلية االقتصاد و‬

‫اصبحت بعد ذلك مديرة الغرفة التجارية بمقدشوه في عهد حكم العساكر‪ .‬زارتنا البنتان في‬

‫مكتبي انا و نو رته حاج حسن و مريم معلم و اخبرتانا ان هناك في وزارة العدل مشروع يتعلق‬

‫بشؤون االسرة و كان وزير العدل حينها شيخ عبد الغني احمد خريج جامعة االزهر ( و كان من‬

‫ضمن ستة عشرة شخصية نصبه االنقالبيون وزراء ليوهموا الشعب بان اصحاب البدلة الصفراء‬

‫ينو ون مشاركة المدنيين و المتعلمين في ادارت البلد وفي الحقيقة كان هذا التصرف مجرد ذر‬

‫الرماد علي العيون من باب التمسكن حتى التمكن والواقع انهم ازيحوا عند ما شعر العساكر ثقة‬

‫بنفسهم و ان الشعب تم تنويمه بالتهديد و الكالم المعسول‪ ,‬كان هذا الرجل متعاطفا مع الصحوة‬

‫قبل ان يكون وزيرا‪ ,‬ثم ولى ظهره الى الصحوة‪ .‬و بعد ذلك اعتقل في السجن االنفرادي فترة )‬

‫تقول هذه السيدة كان هذا المشروع مكتوبا باللغة العربية و من ثم ترجم الى اللغة الصومالية‬

‫بدأت الحكومة برنامج لتدريب اساتذة وزارة التعليم‬ ‫فبدأنا ندرس هذا القانون‪ .‬وفي عام‬

‫في معهد حلنه رجاال ونساءا فعقدنا نحن النساء جلسات لنقاش هذا القانون الذي تبنته وزارة‬

‫العدل‪.‬‬

‫احتدم النقاش و تباينت االراء و اختلفت المواقف‪ ,‬فاصررنا على بعض البنود مثل تز ويج البنات‬

‫الصغارلرجال مسنين بغير استشارتهن‪ ,‬و كانت بعض المدرسات قاسين هذه المشكلة و كنا ايضا‬

‫مهتمين بموضوع توظيف النساء (بمعنى ان يعمل النساء كالغربيات و ال يبقين في البيوت‬

‫لحضانة االوالد)‪ ,‬و كان من المداخالت ان قال احد االساتذة ما الضير ان يعدد الرجل اذا لديه‬
‫امكانية االنفاق على اسرته فأجابت استاذة اذا كانت القضية قضية دخل فأني اتقاضى في الشهر‬

‫الف دوالر اذأ فبأمكاني ان اتز وج عدة رجال فاستغرب الرجال و اندهشوا لهذا الموقف الغريب‬

‫المستنكر‪ .‬كان القانون يشمل النقاط التالية‪:‬‬

‫ب‪ -‬الطالق و اسبابه ج‪-‬تعدد الز وجات د‪ -‬الحضانة‬ ‫سن الز واج‬

‫و احتدم النقاش و اشتد في تعدد الز وجات ( الن الغرب المعبود ال يقر بالتعدد المشروع و لكن‬

‫ال بأس في التعدد الحرام‪ ,‬ال بأس في اتخاذ الخليالت و العشيقات) و تقول السيدة في هذا‬

‫الموضوع ( الن اساتذتهن من الغرب ال يبيحون التعدد الحالل الشرعي فمن الضروري ان‬

‫يرضواالهتهم في الغرب و يصروا على ارضائهم و تقديم ‪..‬الوالء (الغريب انه لم يكن من بين‬

‫المشاركين في الجدل من عنده اختصاص في علوم الشريعة و يناقشون في امو ر خطيرة حساسة‬

‫يتناول الخلية االولى و االساسية في حياة البشر و من نكد الحياة ان بعض الناس يرون الجهل‬

‫مؤهال لتناول المواضيع الدينية و االحكام الشرعية بينما ال يجرأ احد على النقاش في الطب او‬

‫الهندسة بغيراختصاص وهي علوم بشرية يحتمل فيه الخطأ و الصواب نتاج بحوث و تجارب‬

‫قاصرة ‪ ,‬اما الوحي المنزل من عند الخبير اهلل جل في عالء يتطفل عليه الغر الجاهل!! ويعبرون عن‬

‫وجهة نظر قاصرة ولم يكن لهم سند اال ا تباع الهوى والخرص و الجرأة على اهلل و الدين القويم‬

‫وكأن الدين مباح الصحاب االلسن الطويلة األميين و المتطفلين‪ ,‬و لكن حينما يكون لالسالم‬

‫دولة سيعرف هذا الصنف من الناس حدودهم فسيقفون عنده‪).‬‬

‫تقول السيدة فاطمة و صلت اخبار النقاش الى محمد سياد بري فدعاني الى مكتبه و قال عن ماذا‬

‫تتناقشون؟ نحن نصوب البنادق الى العلماء و انتم تفتحون علينا جبهة اخرى ‪ ,‬فكفوا عن النقاش‬

‫في هذه المواضيع الدينية و ال تمسوها فانها امو ر واضعة مقررة في الدين ( يبدو انه كان‬

‫يتمسكن فلما شعر بالقوة و يستطيع ان يعمل ما يحلوا له ضرب ضربته الفاجرة‪ ,‬سحق و سجن ‪,‬‬

‫تعذيب و فتك باالبرياء) ‪.‬‬


‫و تقول السيدة ورغم ذلك واصلنا العمل على تحقيق هذه االهداف و ما زلنا نثير الجدل حول هذه‬

‫المواضيع‪ ,‬حتى وصل االمر بالرئيس ان يؤلف لجنة لنقاش هذا الموضوع مكونة من خمسة‬

‫رجال و خمسة نساء‪.‬‬

‫قائمة الرجال كالتالي‪:‬‬

‫محمد شيخ عثمان رئيس اللجنة ضابط في البوليس‪ ,‬محمد ادم شيخ محمود (كان له اتجاه‬

‫شيوعي)عضو‪ ,‬عبد ورسمه اسحاق عضو‪,‬احد الضباط الذين قاموا باالنقالب‪ ,‬شيخ حسن عبد‬

‫اهلل اصبح بعد ذلك وزيرا للعدالة و الشؤون الدينية ( خريج االزهر و من علماء السوء الذين حاربو‬

‫الحركة االسالمية في الثمينيات)‪ ,‬عبد السالم شيخ حسين وزير العدل حينها‪.‬‬

‫اما قائمة النساء فهن كالتالي‪:‬‬

‫فاطمة احمد عالم عضو‪ ,‬مريم معلم عضو‪ ,‬نو رت حاج حسن عضو‪ ,‬مريم غراد عضو و نائبة‬

‫االتحاد النسائي‬

‫مريم حاج علمي رئيسة االتحاد النسائي‪.‬‬

‫المالحظ انه ال يوجد من بين هؤالء اال شخاص االو واحد له شيئ من المعرفة بالدين اجتمعوا‬

‫على الجهل فما المأمول فيهم!!‬

‫تقول السيدة فاطمة بعد نقاش طويل لم نتفق على بعض القضايا و لكن استطعنا ان نقنع الرجال‬

‫على االمو ر التالية‬

‫(و كأن األمر خاضع للمساومات و اللوبيات و التفاهمات تحت الطاولة او في الغرف المظلمة و‬

‫ليس موضوع ديني له قواعد و اسس متينة ال يمكن االتجار به و التفاوض عليه )‬
‫الحضانة‪ ,‬تحديد عدد الز وجات المسموح للرجل‪ ,‬عدم السماح للرجل ان يطلق متى شاء‪ ,‬عدم‬

‫اجبار ألبنات على ز واج ال يرغبن فيه‪ ,‬و اتفقت اللجنة على عدم مساس امر الميراث‪.‬‬

‫تقول السيدة فاطمة ان موضوع الميراث كان موضوعا تطرف فيه و انفرد فيه الرئيس و لم يستشر‬

‫احدا و لم نكن على علم به‪ ,‬و هذا الكالم مرفوض جملة و تفصيال و الحقيقة انه كان امرا قضي‬

‫بالليل من جمع غفير من الرجال و النساء وتولت النساء امثالها جل وزرها‪ ,‬هي قضية طبخت‬

‫طبجخا من جهات متعددة بدءا من االمم المتحدة و الدول الغربية و الشيوعية و الحركة النسائية‬

‫العالمية وفساق الصومال و النسوة الصوماليات المتفلتات المتغربيات‬

‫و شهادة هذه السيدة تدل ان النساء بذلن اقصى الجهود لتحقيق هذا الهدف الفاجر‪ ,‬و لم يكن‬

‫موقف سياد برى اال تعبيرا عما كان يعتلج في ادمغة الفارغات و الفارغين و شذاذ االفاق الذين‬

‫كانوا دوما منشغلين بابعاد المسلمين‬

‫عن دينهم حسدا من عند انفسهم بعد ما تبين لهم الحق‪ ,‬وافلس دينهم المنحرف‪ ,‬و‬

‫استخدمواالغراضهم السذج من النساء واشباه الرجال الغر و الجهلة فكانت هذه النتيجة النكراء‬

‫و الجريمة الشنعاء‪.‬‬

‫و ما قالته هذه السيدة بعيد عن الحقيقة اذا اعتبرنا سردها لخلفيات الموضوع و ذكرها ان وزارة‬

‫العدالة تبنت الموضوع باسره و تشبث النساء هي و مثيالتها باهداب هذا المشروع المشؤوم و‬

‫صراعهن الطويل لتحقيق بنود‬

‫هذا القانون المخالف لصريح الشريعة االسالمية طوال اربعة اعوام‪ ,‬و ما يحق لجميع من تو رط‬

‫في االمر اال ان يتوب الى اهلل و يدخل االسالم من جديد و يتبرأ من محاربة االسالم و تقويض‬

‫دعائمه و اال فالعقاب شديد و الحساب عسير‪ ,‬واالمر خطير‪ ,‬و من ابى ان يرجع عن غيه فليتبوأ‬

‫مقعده من النار و ال شئ غير ذلك فهذه هي الفرصة االخيرة لمن لم يزل على قيد الحياة قبل ان‬

‫تبغته المنية‪ .‬فاذا المؤسسة النسائية تتحمل جل الو ز ر في جريمة قتل العلماء االبرياء النها‬
‫سعت سعيا حثيثا لتقنين تلك القوانين الكافرة‪ .‬والحركات النسائية الصومالية استخدمن في‬

‫تقويض الدين االسالمي و النتيجة و بال على الجميع و خاصة على النساء فهن الالتي قدمن افدح‬

‫االثمان و قاسين امر االمرين‪ ,‬و ما زالت بعضهن ضحية الغرر من قبل القوى المستكبرة مرة‬

‫يستخدم في شأن ما يسمى بالختان الفرعوني و تارة موضوع الجنس و الشذوذ و االعتداء على‬

‫المرأة و هلم جرا و مما يثير الدهشة ان هؤالء النسوة ال يتنبهن الى الوضع المأساوي للنساء في‬

‫االمم الكافرة و ما يتعرضن لالساءة و العدوان في اماكن العمل و الطرقات و البيوت و ما يعانين‬

‫من الخوف و القلق و التوتر و االنفصام النفسي مع ان بعض الداعيات الى التقليد االعمى لالمم‬

‫الكافرة يرون امام اعينهم الكوارث التي تعيشها المرأة في الغرب‪ ,‬و لكن ال تعمى االبصار و لكن‬

‫تعمى القلوب التي في الصدور‪ ,‬فالجل لعاع من مال الحرام يستخدمون لتدمير بالدهم و ذويهم و‬

‫انا هلل و انا اليه راجعون‪.‬‬

‫تاريخ كتابة اللغة الصومالية باالحرف الالتينية‬

‫ان هذا مشروع استعماري قديم يتعلق بشعوب كثيرة تنتمي الى االسالم تقطن في شرق افريقيا‬

‫كالعفر و االرومية و النوبة و قبيلة ساهو في ارتريا‪ ,‬و المالحظ ان هذا المشروع ال يهدف الى‬

‫كتابة اللغات االفريقية االخرى مثل االمهرة و االقوام الوثنية باالحرف الالتينية انما يقتصر على‬

‫االقوام المسلمة!! فهل هو حبا و حرصا على هذه االقوام او القبائل؟ و رغبة في تطويرهم و‬

‫الحفاظ على تراثهم و تاريخهم؟ كال انما لتضليلهم‬


‫و طمس هويتهم و تمهيدا لتنصيرهم و تغريبهم و انشاء سد منيع بينهم وبين اللغة العربية و قطع‬

‫الصلة بينهم و بين االمم االسالمية و العربية ليسهل استعبادهم و استغاللهم الن هذا ديدن الغرب‬

‫االستعماري المتوحش‬

‫و من فصول الحرب المشبوب على هذا الشعب الحرص على كتابة لغته باالحرف الالتينية بدءا‬

‫من منتصف القرن العشرين‪ ,‬واول من بدأ هذ المسلسل االستعماري هو رجل مستشرق و رحالة و‬

‫‪,‬‬ ‫جاسوس بريطاني كان يجيد اللغة العربية اسمه ريشارد فرنسيس بو رتون و ذلك في عام‬

‫و قد كتب هذا الرجل كتابا اسماه‬

‫‪.‬‬

‫و اول من ابتكر كتابة الصومالية باالحرف الالتينية هو مستشرق نمساوي كان استاذا بجامعة فيينا‬

‫بالنمسا كان يسمى ليو رينش ( و في الغالب اسم ليو ذو اصول يهودية و سنرى يهوديا أخر كرس‬

‫حياته في تحقيق كتابة الصومالية بالالتينية حتى نجح في مبتغاه‪ ,‬تم االنتهاء من كتاب ليو في‬

‫‪ ,‬كما كتب هذا المستشرق باالحرف الالتينية كل من لغات النوبة‪ ,‬العفرو قبيلة‬ ‫عام‬

‫ساهوا االرتيرية‬

‫و هذا حقيقة حرب استعماري ثقافي عميق الجذور بالغ التأثير و هو فصل من فصول طمس هوية‬

‫هذا الشعب و اجتثاثه من محيطه و بيئته‪ ,‬و قد بذل الغرب بكل مكوناته جهودا جبارة لتغريب‬

‫هذا الشعب الذي رأو فيه خطو رة امام نشر المسيحية في ربوع هذه القارة السمراء‪ .‬و الجهل‬

‫بالعربية يعني الجهل باالسالم و هذا هو الهدف األول و االخير للصليبية العالمية الن الجهل‬

‫بالعربية يعني الجهل باالسالم ألن المصادر الرئيسية لالسالم مدونة باللغة العربية و من الواضح‬

‫ان اوربا الكافرة قاطعة طرق الحق و الفضيلة‪ .‬و لكن بحمد اهلل لم ينجح هذا المخطط الى األن‬

‫بعد فضل اهلل بفضل الصحوة االسالمية في الصومال التي ابطلت هذا المخطط و حولته الى سالح‬
‫ذوا حدين تستخدمه لنشر االسالم و ايضا بفضل نشرها للغة العربية ‪ ,‬بغياب السلطات العميلة و‬

‫الفوضى العارمة‬

‫وصدق اهلل اذ يقول انهم يكيدون كيدا و اكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا سو رة الطارق‬
‫‪.-‬‬

‫اليجاد ابجدية تناسب اللغة‬ ‫سعت االدارة البريطانية في المحمية الصومالية عام‬

‫الصومالية و ادخلت هذه االبجدية في المدارس االبتدائية مما ادى الى قيام مظاهرات شعبية‬

‫ضد هذا المشروع الهدام باعتبارها محاولة مسيحية الضعاف الثقافة االسالمية‪ .‬و في عام‬

‫تولت مصلحة التعليم في الصومال البريطاني مشروعا دراسيا الكتشاف البناء اللغوي و الصوتي‬

‫للكلمات الصومالية و ذلك في مدرسة الدراسات االفريقية و الشرقية بجامعة لندن و اسند‬

‫المشروع الى السيد اندرويسكي اليهودي البولندي االصل و الى الجندي السابق في الجيش‬

‫البريطاني موسى حاج اسماعيل غالل الصومالي‪ ,‬انتقل اندروسكي الى الصومال الشمالي ليقوم‬

‫بدراسة ميدانية كان يتردد على اهل البادية ليتعلم اللغة الصافية البعيدة عن التأثيرات اللغوية‬

‫االجنبية و الحياة المدنية حتى اتقن اللغة ليقوم بانجاز المشروع االستعماري الصليبي على‬

‫احسن وجه و اتقنه‪ ,‬كتب هذان الرجالن تقريرا اوصوا فيه باختيار االبجدية الالتينية لكتابة اللغة‬

‫الصومالية‪ ,‬و لكن ظل هذا المشروع حبيس االدراج خوفا من حركة الشارع الصومالي الذين‬

‫كانوا يهتفون بان الالتين يساوي ال دين‪.‬‬

‫موقف الشعب الصومالي و احزابه من قضية كتابة اللغة بالحرف الالتيني‬

‫‪,‬عقد حزب وحدة الشباب الصومالي اكبر االحزاب الصومالية اجتماعا هاما و قرر في‬

‫المادة اال ولى من دستو ره ان تكون الصومال جمهو رية دينها االسالم و لغتها اللغة العربية‪.‬‬
‫قدم الشريف محمود عبد الرحمن رئيس الرابطة االسالمية نيابة‬ ‫وقبل ذلك في نوفمبر‬

‫عن العلماء و الزعماء مذكرة لالدارة االيطالية الوصية في الصومال مطالبين فيها بحسم مسألة‬

‫اللغة الرسمية للدولة لصالح اللغة العربية‪.‬‬

‫اقتبست المعلومات عن كتابة اللغة الصومالية بالالتينية عن كتاب‪ :‬المخططات االستعمارية‬

‫لتقليص دور اللغة العربية في الصومال للدكتو ر عثمان عبداهلل روبلى‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫ان الحرب على االسالم في الصومال له جذور ضاربة في القدم‪ ,‬بدأها االحباش قبل قرون كثيىرة‬

‫قد خلت و ساندها البرتغال في مناسبات و مالحم متعددة بدءا من القرن السادس الميالدي‪.‬‬

‫دخل االحباش في المسيحية القبطية في زمن مبكر امتدادا لالقباط المصريين‪ ,‬ولهم تاريخ عريق‬

‫و حاد في التعصب و محاربة االسالم ‪ ,‬فقد ناهضوا االمارات االسالمية السبعة في شرق افريقيا‬

‫مثل امارة ايفات‪ ,‬عفت و عدل‪...‬الخ‪.‬‬

‫و لقد قامت البرتغال بحمالت صليبية بعد سقوط االندلس ضد شعوب شرق افريقيا و البحر‬

‫االحمر و الخليج العربي المسلمة و احتلوا مساحات شاسعة في هذه االقطار و دمروا مدنا كثيرة‬

‫بروح صليبي متوحش‪.‬‬

‫و كانت الدولة العثمانية تسعف هذه الشعوب للدفاع عن نفسها حيال الهجمة الشرسة لالحباش‬

‫و البرتغاليين الذين عاثوا في االرض فسادا‪ ,‬و في فصل أخر من الحروب الصليبية احتل‬

‫البريطانيون و االيطاليون و الفرنسيون جل هذه االقطار و استعبدو شعوبها و تقاسموا بينهم‬

‫كغنيمة باردة‪ ,‬و اشتركت الحبشة في قسمة الغنائم و االصالب و حازت بحصة االسد‪.‬‬
‫و لما اكتمل احتالل هذه الشعوب كرس المستعمر على ترويض هذه الشعوب المغلوب على‬

‫امرها و التي اطبقها الجهل عن االسالم على االستسالم و تقبل الذل و الهوان و التنكر لدينها و‬

‫تراثها الحضاري و لغتها و هويتها ليسهل قيادها طواعية و بغير ادنى ردة فعل‪ ,‬و ليتمرنوا على‬

‫التبعية و الدونية بدل الحرية و الكرامة‪ ,‬و لقد كان غسيل مخ للذاكرة و الذاتية طويل االمد‬

‫‪,‬متنوع المداخل و المسالك‪ ,‬وللقد ناهضت هذه الشعوب للسياسات االستعمارية فأخمدت‬

‫ثو رتهم بالحديد و النار و طاب الجاني حتى تمكن الصليبيون من ان يغيروا هوية هذه الشعوب‬

‫البائسة فطمست معالم دينهم و تقاليدهم‪ ,‬ثم سن لهم نظم و قوانين غريبة عن بيئتهم‪ ,‬مخالفة‬

‫السس دينهم و معايير ثقافتهم‪ ,‬كما عملوا على تدجين هذه الشعوب لينسلخوا من شخصيتهم‬

‫االسالمية كما كرسوا على ابعادهم‬

‫عن تعلم اللغة العربية مفتاح االسالم و مرجع كنو زه‪ ,‬بانشاء مدارس و معاهد تدرس باللغات‬

‫الغربية و تضيق فرص ايجاد اللغة العربية وتعييرها بالجمود و عدم مراكبة التطو ر و الحضارة‬

‫وسعت كتاب اهلل لفظا و غاية و ما ضقت عن أي به و عظات‬

‫فكيف اضيق اليوم عن وصف ألة و تنسيق اسماء لمخترعات‬

‫انا البحر في اعماقه الدر كامن فهل سألوا القواص عن صدفاتي‪.‬‬

‫لتنفيرها عن االجيال الناشئة لقطع الطريق عن اي فرصة لجعل العربية لغة التعليم و االدارة‪ ,‬برغم‬

‫ان هذه امم كانت تستخدم اللغة العربية في جميع ميادين الحياة لقرون مديدة‪ ,‬وهذا من اعظم‬

‫الجرائم التي ارتكبت في حق هذه الشعوب المقهو رة ألن قتل اللغة يعني طمس التاريخ و‬

‫الشخصية و الهوية بمعنى المسح عن الوجود‪.‬‬


‫و بعد تمرير القوانين الجاهلية الجائرة الفوا لهذه االمم دساتير كافرة ال تصلح لها و ال تناسبها‬

‫امعانا في سلخها عن دينها و تراثها الثقافي حتى اصبحت هذه الشعوب بال دين و ال هوية‪ .‬ثم‬

‫خطط المستعبد الجاثم على صدور هذه الشعوب المنكوبة و بالذات بريطانيا لكتابة لغات هذه‬

‫الشعوب بالحروف الالتينية‪ ,‬و لقد ناهض الشعب الصومالي هذه السياسة الصليبية و لم يجرؤ‬

‫المستعمر على فرض هذه اللغة الدخيلة على هذا الشعب ما كانوا يملكون حرية القول و االرادة‬

‫فجاء الصليبيون بالعساكر ليمرروا هذا المخطط بالقمع و االرهاب و وأد الحريات ففرضوا‬

‫الالدينية رغم انف الشعب‪ ,‬ولقد الحق االذناب العمالء و المرتزقة المنحطة ما لم تتمكن القوى‬

‫الصليبية بااليقاع بهذه االمة من ضياع و فساد و كفر و تشرد و ويالت تقشعر لها الجلود و‬

‫تنخلع لها القلوب ‪.‬‬

‫و هذه سياسة جديدة انتحلها الصليبيون و نجحوا في تحقيق كثير من اهدافهم الخبيثة بايدى‬

‫المرتزقة و االذناب و النساء المائالت المميالت و اشباه الرجال المنحلين‪ .‬و لقد مر بنا في هذا‬

‫البحث الكوارث المفجعة التي سببت القوانين الكفرية لهذه االمة من فتك باالبرياء و التضييق و‬

‫سلب الحريات و الهوية ليصبح هذا الشعب أداة طيعة بايدي اعدائها و جالديها‪ ,‬و تتخطفها‬

‫الفتن في جنح الليل المظلم لتز ول عن الوجود و الشهود و تستولي عليها االمم المسيحية على‬

‫حدودها الغربي و الجنوبي و تضيع هذه الجمهو رية كما ضاعت اجزاء اخرى من قبل‪ ,‬ذابت في‬

‫تلك االمم المعادية‪ .‬و للقوى الغربية الصليبية اسلحة كثيرة و متنوعة لتدمير االمم اقلها خطرا‬

‫سالح الفتك الجسدي و المادي‪ .‬انما اخطر اسلحتهم الحرب النفسي و الثقافي و التضليل و‬

‫التنصير و الترويض و االستهواء و االغراء بالشهوات و التخدير باالعشاب و االفكار و انماط‬

‫الحياة و الموظى و الرقص و االغاني و االدب العاري‪ .‬و األن اتوا بسياسةغرس الىشذوذ الجنسي‬

‫و محاربة الفطرة السوية وفروا لها جميع الفرص النجاح هذه القذارة االفنة‪ .‬و هذا لشعب‬

‫الجاهل الموتو رمهيأ لتقبل جميع األوبئة و االرجاس الوافدة من الغرب‪ ,‬فهو كالريشة التي‬

‫تتقاذفها الرياح و تلقيها في مكان سحيق حيث هالكها و اندثارها فتصبح اثرا بعد عين و احاديث‬
‫تحكى و تتسلى بها‪ .‬و الهجمة على هذه االمة شرسة و لئيمة و ال نحيط بجميع فصول هذا‬

‫االصرار اللئيم على تدمير هذه االمة و انسالخها عن دينها و هويتها‪.‬‬

‫و االنجليز رأس هذه الحربة و رائد هذا الحرب الصليبي المكشوف اذ قسموها الى خمسة اقسام‬

‫و الحقوها بامم مسيحية مجاورة امعانا في التدمير و الترذيل ‪ ,‬و كادو ا لدينها و لغتها‪ ,‬و ما زال‬

‫يعمل ليل نهار لسحقها و ما من مصيبة حلت بهذه االمة اال وراءها يد االنجليز األثمة‪ ,‬و ال‬

‫عجب في ذلك و ال غرابة فبريطانيا هي االقرع السام الذي اودى بالوجود االسالمي عبر القرون‪.‬‬

‫هي الدولة التي احتلت معظم الممالك االسالمية و قتلت افرادها و نهبت اموالها و استباحت‬

‫حرماتها و مرغت في الوحل كرامتها و خططت لتركيعها لمئات السنين المقبلة فهي العدو‪ .‬هي‬

‫الكيان الذي اسقط الدولة العثمانية أخر الخالفة االسالمية وهي التي زرعت اليهود في فلسطين‬

‫ليكون هذا الكيان اللعين خنجرا مسموما في ظهر االمة االسالمية‪ ,‬و تأمرت مع فرنسا و قوى‬

‫استعمارية أخرى لتقسيم المسلمين و جعلهم شذرا مدرا‪ ,‬و ان شاء اهلل سيكون لنا شأن مع هذه‬

‫االمة اللئيمة‪.‬‬

‫الفهرس‬

‫ا‪ -‬المقدمة ص‬

‫القانون الجنائي الصومالي ص‪ :‬ا‪-‬‬

‫نائبا يرفضون تحكيم الشريعة االسالمية ص‪- :‬‬

‫الصحوة االسالمية و نظام الحكم الدكتاتو ري ص‪- :‬‬


‫جذور الكارثة ص‪- :‬‬

‫‪-‬‬ ‫تاريخ كتابة اللغة الصومالية بالالتينية ص‪:‬‬

‫‪-‬‬ ‫الخاتمة ص ‪:‬‬

‫تأليف‪ :‬محمد محمود سمنتر‬

‫‪/ /‬‬

‫‪/‬‬ ‫الموافق‪:‬ديسمبر‬

You might also like