You are on page 1of 11

‫‪DOI:10.

52113/uj05/021-14/2555-2565‬‬ ‫)‪ISSN : 2072-6317(P) - 2572-5440(O‬‬

‫‪www.muthuruk.com :‬‬

‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬


‫م‪.‬د‪ .‬حمود حيدر مبارك العويلي*‬
‫جامعة إلامام جعفر الصادق(ع)‪/‬كلية القانون‬
‫امللخص‬ ‫معلومات املقالة‬
‫دائمااا مااا تمثاال ألاعاراف العشااائرية ركيا ة أساسااية فااي دعاام الدولااة والقااانون وسااد الفارا فااي حااال حصااول‬ ‫تاريخ املقالة ‪:‬‬
‫ً‬
‫خلاال فااي تطبيااق القااانون ‪ ،‬ألساابا عديااده منهااا مااثال ضااعف الدولااه كخضااوعها ألحااتالل ماان دولااة أخاارى كمااا‬ ‫‪0202/7/5‬‬ ‫تاريخ الاستالم‪:‬‬
‫حصل في العراق بعد عام ‪ ٣٠٠٢‬وما سببه ذلك من انهيار ملنظومة الدولة وتطبيق القانون ‪ ،‬بسابب ساقو‬ ‫‪0202/7/25‬‬ ‫تاريخ التعديل ‪:‬‬
‫النظااام السااابق وتشااكيل نظااام جديااد ‪ ،‬ففااي هااذه الفتااره ضااعف تطبيااق القااانون فااي الكثياار ماان املفاصاال ‪ ،‬مااا‬ ‫‪0202/8/5‬‬ ‫قبا ااول الن اش ا اار‪:‬‬
‫ساعد ذلك بظهاور ألاعاراف العشاائرية فاي طريقهاا للتطبياق ‪ ،‬الا ان هاذه ألاعاراف منهاا ماا هاو إيجاايي عمال فاي‬ ‫‪0202/22/02‬‬ ‫متوفر على النت‪:‬‬
‫الحفااا علااى تطبيااق القااانون وحمايااة حقااوق الناااس‪ ،‬ومنهااا مااا هااو ساال ي ساااهم بشااكل كبياار فااي اثااارة املشاااكل‬
‫الكلمات املفتاحية ‪:‬‬
‫وعدم احترام القانون بصورة جليه كما هو الحال في الدگة العشائرية والنهوة العشاائرية والجلاوة العشاائرية‬
‫الاعراف‬
‫… ال ااخ م اان ألاع اراف الت ااي اخ ااذت مآخ ااذها ف ااي ع اادم احت ارام الق ااانون وإلاس اااءة ال ااى هيب ااة الدول ااة والت ااي ترق ااى ف ااي‬ ‫العشائر‬
‫خرقهااا للقااانون الااى مسااتوى الجارائم إلارهابيااة والجارائم الجنائيااة ملااا تحدثااه ماان ضاارر‪ ،‬لااذا فااأن هااذه ألاعاراف‬ ‫النهوة العشائرية‬
‫ُ‬
‫التااي يلجا لهااا الاابع تمثاال جريمااة ُيعاقااب عليهااا القااانون ملااا تحدثااه ماان خلاال فااي التكااوين العااام للمجتمااع ومااا‬ ‫الدكة العشائرية‬
‫تزرعة من تأصيل لجرائم مستقبلية محمية بأعراف سلبية باليه رجعية تساهم فاي زرع الفتناة وإلاسااءة باين‬
‫افراد املجتمع تارة وبين الافراد والنظام بشكل عام تارة أخرى ‪.‬‬

‫©جميع الحقوق محفوظة لدى جامعة املثنى ‪0202‬‬

‫املقدم ـ ـة‪:‬‬
‫ً‬
‫إن ألاعراف العشائرية السلبية غالبا ما تكون في عالقة طردية‬ ‫ال يمكن ألحد أن ينكر دور العشائر في املجتمعات ومنها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مع القانون فكل ما ضعف القانون نالحظ أستقواء ألاعراف‬ ‫املجتمع العراقي‪ ،‬إذ نالحظ أن العشائر تمارس دورا مختلفا على‬
‫العشائرية وظهورها بصورة واضحة‪ ،‬وكل ما أستقوى القانون‬ ‫جميع املستويات ألامنية والاقتصادية والاجتماعية والقضائية‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وطبق بصورة واضحة‪ ،‬كلما قل دور ألاعراف العشائرية وعلت‬ ‫إال أن هذا الدور ربما يكون ايجابيا وقد يكون سلبيا‪ ،‬وهذا‬
‫كلمة القانون فوق الجميع دون استثناء‪.‬‬ ‫يتمثل باألعراف إلايجابية كما في حماية(الدخيل)‪ 1‬وإكرام‬
‫إن النصوص القانونية في جميع املجتمعات تأتي ترجمة ملا‬ ‫الضيف‪ ،‬وما يقابل ذلك من أعراف سلبية البد من تسليط‬
‫موجود في هذه املجتمعات من عادات وتقاليد وأعراف منها ما‬ ‫الضوء عليها من أجل العمل في القضاء عليها‪ ،‬وهذه ألاعراف‬
‫َ‬
‫تبيحة ومنها ما ترفضة وتعاقب على ارتكابه في نصوصها‬ ‫تتمثل بالدكة العشائرية والنهوة العشائرية وكذلك الجلوة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫القانونية على جميع أنواعها وتخصصها وفي مقدمتها القوانين‬ ‫العشائرية‪ ،‬هذه ألاعراف التي تعد خروجا واضحا عن القيم‬
‫الجنائية كقانون العقوبات وقانون أصول املحاكمات‬ ‫والعادات والتقاليد ملا تمثله من انتهاك صارخ لحقوق إلانسان‬
‫الجزائية‪....‬الخ من القوانين‪.‬‬ ‫إذ تعد جريمة كبرى في حق إلانسانية‪.‬‬

‫*الناشر الرئيس ي ‪E-mail : hmodmaster@gmail.com :‬‬


‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫ً‬
‫الجلوس في جلسة عشائرية تفرض عليه عقابا واملتمثل بفرض‬ ‫كما نود أن نبين في هذا البحث خارطة إسقا املعلومات في‬
‫َ‬
‫غرامة مالية كبيرة‪ ،‬على الطرف ألاخر الذي وقعت عليه الدكة‬ ‫حقولها العلمية املحددة إذ قسمنا هذا البحث الى ثالثة مطالب‬
‫َ‬
‫العشائرية ‪.‬‬ ‫سنوضح في أولها الدكة العشائرية‪ ،‬أما املطلب الاخر سنتناول‬
‫من خالل ذلك سنقسم هذا املطلب الى فرعين ألاول نتناول فيه‬ ‫فيه النهوة العشائرية أما املطلب ألاخير سنناقش فيه الجلوة‬
‫ً‬
‫تعريف الدكة العشائرية أما الفرع آلاخر سنوضح فيه دور‬ ‫العشائرية ثم نختمها بخاتمة مقسمة الى نتائج ومقترحات ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫القانون في مجابهة الدكة العشائرية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مشكلة البحث‬
‫الفرع ألاول‬ ‫يعد النقص التشريعي املعالج لهذه ألاعراف املشكلة ألاساسية‬
‫ً‬
‫تعريف الدكة العشائرية‬ ‫التي يعالجها هذا البحث‪ ،‬كما أن صعوبة مواجهة املشرع لهذه‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫يراد بالدكة لغة‪ :‬هو الدق والهدم‪ ،‬وما أستوى من الرمل‪،‬‬ ‫ألاعراف بإصدار التشريعات املجابهة لهذه ألاعراف وذلك لتغلغل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الو َد َك ومعناه ما أستوى من‬
‫الدكة هي أسم من َ‬ ‫كالدكة(‪ ،)2‬كما‬ ‫فكر العشيرة في أغلب طبقات املجتمع ومفاصل الدولة ماسبب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الرمل(‪ ،)3‬أما العشيرة فيراد بها عشيرة الرجل‪ :‬بنو أبيه ألاقربون‬ ‫ذلك تأخرا كبيرا في عدم إصدار تشريعات خاصة تتناول هذه‬
‫وقبلته(‪ ،)4‬كما ورد مصطلح العشيرة في محكم كتابه العزيز‬ ‫ألاعراف السلبية بالتجريم‪.‬‬
‫ً‬
‫بقوله تعالى (ﭿ ﮀ ﮁ ) (‪.)5‬‬ ‫ثالثا‪ :‬منهجية البحث‬
‫ً َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫سنعتمد في كتابة هذا البحث املنهج التحليلي الوصفي واملقارنة‬
‫أما الدكة العشائرية قانونا‪ :‬لم نالحظ تعريفا للدكة العشائرية‬
‫ً‬ ‫مع القوانين ألاخرى املقاربة مع القانون العراقي كل ما دعت‬
‫في القانون وتحديدا قانون العقوبات من أجل مجابهة هذه‬
‫َ‬ ‫الحاجة لهذه املقارنة ‪.‬‬
‫الجريمة قانونا‪ ،‬ذلك ما دعى البع تعريف الدكة العشائرية‬ ‫ً‬
‫رابعا‪ :‬أهمية البحث‬
‫بأنها(غارة تخويفية يشنها أهل املتظلم املشتكي على بيت‬
‫تعتمد أهمية البحث على ما ينتجه املوضوع من أهمية خاصة‬
‫املشتكى عليه‪ ،‬يرمون بيته بطلقات غير مستهدفة‪ ،‬يقصد بها‬
‫والتي تضر في صلب املجتمع‪ ،‬وذلك لألضرار التي تحدثها‬
‫استدعاء املشتكي عليه الى التفاوض العشائري وإنذاره لحل‬
‫ألاعراف في القيم السائدة وما تسببه من إرها يضر بالسلم‬
‫الن اع بينهما‪ ،‬فأن لم يستجب املستدعي للتفاوض‪ ،‬فأنه قد‬
‫املجتمعي‪.‬‬
‫يؤذي بالقتل أو السطو به أو إخراجه من بلدته)(‪ ،)6‬كما يرى‬
‫املطلب ألاول‬
‫بأنها(إنذار شديد اللهجة لدفع العشيرة املستهدفة‬ ‫البع‬ ‫َ‬
‫الدكة العشائرية‬
‫للجلوس والتفاوض وتسوية الخالف وفي حال عدم موافقة‬ ‫َ‬
‫عد الدكة العشائرية من ألاعراف السلبية التي ظهرت في‬ ‫ُت ّ‬
‫الطرف املستهدف‪ ،‬تتفاقم ألامور لتؤدي الى وقوع اشتباك‪ ،‬مما‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫العراق وتحديدا في بغداد واملنطقة الجنوبية من البلد وتحديدا‬
‫قد يؤدي الى سقو ضحايا من الطرفين)(‪ ،)7‬كما يمكننا وضع‬
‫َ‬ ‫مابعد عام‪.0222‬‬
‫مفهوم للدكة العشائرية بأنها‪ :‬تهديد عشائري مادي أو معنوي‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫إن الدكة العشائرية هي غارة عشائرية مسلحة من طرف ضد‬
‫يقوم به شخص واحدا أو مجموعة أشخاص ضد أخر وذلك‬
‫ً‬ ‫طرف أخر للجلوس الى القضاء العشائري‪ ،‬والتي من خاللها‬
‫بقصد دفعة للتفاوض والجلوس للقضاء العشائري رغما عنه‬ ‫ً‬
‫بالدكة بإبراز نفسه كطرف قوي‬ ‫يحاول الطرف الذي يقوم‬
‫يفرض سلطته وقوته على الطرف آلاخر‪ ،‬وأن هذا ألاخير عليه‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2561‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫الدكة العشائرية تنطبق وماديات التهديد الواردة في النص‬ ‫وتحت التهديد الذي غالبا ما يكون مسلحا وبإستخدام مختلف‬
‫أعاله‪ ،‬إال أن ما يؤخذ على هذا النص ضعفه في الجانب الردعي‬ ‫أنواع ألاسلحة الخفيفة والثقيلة ‪.‬‬
‫للجاني‪ ،‬إذ نجد أقص ى حد للعقوبة ال يزيد عن سبع سنوات‬ ‫الفرع الثاني‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بمقابل ألاثر الجرمي الكبير الذي تحدثه جريمة الدكة العشائرية‬ ‫التكييف القانوني للدكة العشائرية‬
‫على الفرد املجني عليه وعلى املستوى‬
‫العام إذ نالحظ أن أثر‬ ‫تقوم املحكمة الجزائية بتكييف الواقعة إلاجرامية والذي على‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إرهابا جماعيا لسكان‬ ‫هذه الجريمة يتعدى ذلك محققا‬ ‫أساسه تصدر حكمها بعد تحليل الوقائع واستخالص الوصف‬
‫َ‬
‫املنطقة‪ ،‬ألن املعروف من الدكة العشائرية في الغالب تحصل‬ ‫القانوني وماهية النص القانوني الذي ينطبق على الواقعة‬
‫بإطالق عيارات نارية كثيفة على محل سكن املجني عليه أو‬ ‫إلاجرامية مع ضرورة التقيد بماديات الجريمة وأشخاصها‪ ،‬دون‬
‫مكان عمله ذلك ما يدخل الرعب والفزع في نفوس املواطنين‬ ‫أن تلزم املحكمة بالتكييف القانوني الذي وضعته الجهات‬
‫ً‬
‫وأحيانا هذه إلاطالقات قد تصيب املباني وكذلك ألاشخاص‬ ‫التحقيقية السابقة للمحاكمة(‪.)8‬‬
‫مسببه أذى وقد يكون قتل للمواطنين أو املجني عليه‪.‬‬ ‫فالتكييف هو(عمل من ألاعمال القضائية الذي يقوم بها رجال‬
‫ً‬
‫من خالل ماورد آنفا لم يستطع القضاء العراقي تعديل النص‬ ‫القضاء‪ ،‬بل وحتى الضابطة القضائية في مرحلة الاستدالل إذ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التشريعي الخاص بالتهديد بغرض تشديد العقوبة مما دعا ذلك‬ ‫من خالله يتم إعطاء الن اع املطروح وصفا قانونيا يسمح‬
‫َ‬ ‫الى تغيير التكييف القانوني ّ‬
‫وعد جريمة الدكة العشائرية جريمة‬ ‫بإعمال قاعدة قانونية معينة‪ ،‬فهو عمل ذهني تتم خالله‬
‫ً‬
‫إرهابية استنادا إلى قانون مكافحة إلارها العراقي النافذ في‬ ‫تقديرات وعمليات منطقية لحل قضية قياس الن اع املطروح‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املادة الثانية بنصها(أن التهديد الذي يهدف الى إلقاء الرعب بين‬ ‫وصفا قانونيا يسمح بأعمال قاعدة قانونية معينة فهو عمل‬
‫ً‬
‫الناس أيا كانت بواعثه يعد من ألافعال إلارهابية)(‪ ،)11‬هذا ما‬ ‫ذهني تتم من خالله تقديرات وعمليات منطقية لحل قضية‬
‫سارت عليه املحاكم العراقية إذ اعتبرت هذا الفعل جريمة‬ ‫قياس منطقي)(‪.)9‬‬
‫ً‬
‫إرهابية وهذا ما أكدته محكمة ميسان عمليا إذ صدقت أفعال‬ ‫من خالل التكييف يمكننا إرجاع الجريمة الى حقلها الخاص من‬
‫َ‬
‫(‪ )44‬متهما بالدكة العشائرية وفق املادة الثانية من قانون‬ ‫حيث القانون والنص الواجب التطبيق‪ ،‬فهي مهمة علمية‬
‫مكافحة إلارها مما ساعد ذلك على انخفاض نسبة ارتكا‬ ‫ذهنية تقع على عاتق القضاء بهدف تحديد القانون الواجب‬
‫هذه الجريمة(‪.)12‬‬ ‫التطبيق‪ ،‬أن املشكلة تظهر إذا برز أكثر من قانون يتناول هذه‬
‫في الحقيقة هذا يترجم مدى فائدة شدة العقا الذي يفرض‬ ‫الجريمة أو في حال عدم وجود نص يتناول هذه الجريمة ‪.‬‬
‫َ‬
‫على مرتك ي الجريمة وعلى غيرهم من ألاشخاص‪ ،‬إذ يتخوف‬ ‫إن جريمة الدكة العشائرية من حيث ألاصل عدها القضاء‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫املجرمون من شدة العقا املفروض على من يرتكب الدكة‬ ‫تهديدا استنادا الى نص التهديد الوارد في قانون العقوبات‬
‫فيها الى إلاعدام أو السجن‬ ‫العشائرية والذي يصل العقا‬ ‫العراقي إذ نص(يعاقب بالسجن مدة ال تزيد على سبع سنوات أو‬
‫املؤبد‪.‬‬ ‫بالحبس كل من هدد أخر بإرتكا جناية ضد نفسه أو ماله أو‬
‫الوارد في قانون‬ ‫من خالل الاطالع على تعريف إلارها‬ ‫ضد نفس أو مال غيره أو بإسناد أمور مخدشه بالشرف‬
‫ً‬
‫مكافحة إلارها والذي جاء بنصه(كل فعل إجرامي يقوم به‬ ‫وأفشاؤها وكان ذلك مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر أو الامتناع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فرد أو جماعة منظمة استهدفت فردا أو مجموعة أفراد أو‬ ‫عن فعل أو مقصودا به ذلك)(‪ ،)10‬كون ألافعال املادية لجريمة‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2562‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫العشائرية‪.‬‬ ‫جماعات أو مؤسسات رسمية أو غير رسمية أوقع ألاضرار‬


‫الفرع ألاول‬ ‫باملمتلكات العامة أو الخاصة بغية الاخالل بالوضع ألامني أو‬
‫تعريف النهوة العشائرية‬ ‫الاستقرار والوحدة الوطنية أو إدخال الرعب أو الخوف والفزع‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لم نالحظ تعريفا واضحا ومحددا للنهوة العشائرية في القانون‬ ‫بين الناس وإثارة الفوض ى تحقيقا لغايات إرهابية)(‪ ،)13‬نرى أن‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وكذلك شروحات القانون كونها مفردة بعيدة عن النصوص‬ ‫تكييف الدكة العشائرية على أنها جريمة إرهابية تكييفا قد‬
‫القانونية‪ ،‬إال أن صدى هذه املفردة قد ضر مفاصل القانون‬ ‫جافى الحقيقة والهدف الذي يسعى اليه املشرع من سن القانون‬
‫بقوة مما دعانا للبحث في إيضاح مفردة النهوة‪ ،‬إذ عرفها‬ ‫والذي يسعى الى تجريم ألافعال الجرمية التي تزعزع الاستقرار‬
‫البع بأنها( عرف عشائري قديم ُيكره بموجبه الذكر أو ألانثى‬ ‫ألامني والوحدة الوطنية من خالل إثارة الرعب في نفوس الناس‬
‫ً‬
‫من ألاقار على الزواج أو يمنعه مستندا الى رابطة القرابة‬ ‫من أجل تحقيق غايات إرهابية‪ ،‬لو الحظنا املفردتين ألاخيرتين‬
‫والانتماء العشائري)(‪ ،)14‬كما عرفها أخرون على أنها(عرف‬ ‫من التعريف نجد أن املشروع أو العمل إلارهايي البد أن يكون‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫عشائري قديم جدا يقض ي بمنع الفتاة من الزواج برجل غريب‬ ‫لتحقيق غايات إرهابية وهذا غير موجود في الدكة العشائرية‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫عن العشيرة)(‪ ،)15‬كما يمكننا تعريفها على أنها(عرف عشائري‬ ‫والجميع يعلم أن أسبا جريمة الدكة العشائرية غالبا ما تكون‬
‫قديم تضطهد فيه املرأة على ألاغلب من خالل منعها من الزواج‬ ‫بسبب مطالبات مالية مابين الجاني واملجني عليه أو بسبب‬
‫بمن يتقدم لها من خارج العشيرة وعادة ما يلجأ لهذا العرف هو‬ ‫مصاهرات أو مشاجرات مابين أشخاص أي إنها بعيدة عن‬
‫العم أو أبن العم من أجل تزويجها لنفسه أو ألحد ألاقار ) ‪.‬‬ ‫الغايات إلارهابية‪ ،‬كأن تكون تنظيمية تسعى لتحقيق أهداف‬
‫أما القضاء العراقي فقد تناولها على أساس ما جاء في قانون‬ ‫وأجندات إرهابية داخلية أو خارجية‪.‬‬
‫ألاحوال الشخصية النافذ بأنها عملية منع الزواج من قبل أحد‬ ‫لذا ندعوا املشرع العراقي الى إجراء تعديل على قانون العقوبات‬
‫ً‬
‫أقار الزوجة وغالبا ما يكون العم أو أبن العم(‪. )16‬‬ ‫بإضافة نص جديد يتناول هذه الجريمة بشكل مالئم أو من‬
‫في الحقيقة على الرغم من تطور املجتمع والانفتاح الذي حصل‬ ‫خالل تعديل نص التهديد كون هذه الجريمة ينطبق عليها هذا‬
‫َ‬
‫على العالم‪ ،‬إال أن النهوة ال زالت موجودة في الكثير من العشائر‬ ‫النص إال أن عقوبته مخففة مقارنة باألثر الناتج عن الدكة‬
‫العراقية وعندما أقول العشائر معنى ذلك عدم اقتصارها على‬ ‫العشائرية‪.‬‬
‫الريف والذي يعد املركز الرئيس ي للعشائر بل امتدت للمدينة‬ ‫املطلب الثاني‬
‫ألن العشيرة ال يقتصر وجودها على الريف بل موجودة في كل‬ ‫النهوة العشائرية‬
‫مكان ‪.‬‬ ‫ُت ّ‬
‫عد النهوة العشائرية من ألاعراف السلبية التي ظهرت في العراق‬
‫إن ما يؤسفنا اليوم سماع الكثير من حاالت الانتحار وقصص‬ ‫في نهاية القرن التاسع عشر واملتمثلة بقيام أحد ألاشخاص في‬
‫طالق غريبة وكذلك جرائم قتل ارتكبت بسبب النهوة العشائرية‬ ‫الغالب أبن العم بمنع الفتاة من الزواج بمن تقدم لها بحجة‬
‫التي لم يتمكن القانون وال التطور املجتمعي من القضاء عليها‪،‬‬ ‫أن املتقدم هو ليس من أبناء العشيرة وأن أبن العم هو ألاولى بها‬
‫عد مرض معدي في املتجمعات العشائرية وكبت لحرية‬ ‫فهي ُت ّ‬ ‫من الغريب وهذا ما يرتب أثار سلبية سنتناولها في فروع املطلب‬
‫املرأة وسلب حقها في اختيار شريك حياتها لتأسيس أهم حلقة‬ ‫ألاتية‪ ،‬إذ سنخصص الفرع ألاول لبيان تعريف النهوة العشائرية‬
‫مجتمعية وهي ألاسرة‪.‬‬ ‫أما الفرع ألاخر سنوضح فيه التكييف القانوني للنهوة‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2563‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫الجريمة‪ ،‬فهل هذه القوانين قد وضعت تكييفات مالئمة‬ ‫الفرع الثاني‬


‫لجريمة النهوة العشائرية أم ال؟ وهو ما سنجيب عليه باآلتي‪:‬‬ ‫التكييف القانوني للنهوة العشائرية‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬النهوة العشائرية في قانون العقوبات‬ ‫إن التكييف هو(تحديد موضوع الن اع لربطة بمسألة قانونية‬
‫ً‬
‫عند البحث في ثنايا قانون العقوبات العراقي لم نجد ما يشير‬ ‫معينة تمهيدا لتحديد القانون الذي يخضع له الن اع)‪ ،17‬في‬
‫ملصطلح النهوة العشائرية كمفردة منصوص عليها في هذا‬ ‫الحقيقة أن التكييف يمثل مفصل رئيس ي من مفاصل املحاكمة‬
‫القانون‪ ،‬وهذا موقف أغلب القوانين فهي في الغالب تمتنع عن‬ ‫بل على أساس تطور ألاحكام سواء كانت باإلدانة أو البراءة أو‬
‫إيراد النصوص بحد ذاتها منعا لإلسها في النص القانوني‪،‬‬ ‫ألافراج‪...‬الخ من ألاحكام‪ ،‬فنجد التكييف كمرحلة من مراحل‬
‫ذلك ما يدفع القضاء الى تحليل الواقعة املادية أو املعنوية من‬ ‫الدعوى فارضة نفسها في جميع الدعاوي القانونية سواء كانت‬
‫خالل تفسير الركن املادي لهذه الجريمة واعطائها التكييف‬ ‫مدنية أو جنائية‪ ،‬إدارية‪ ،‬دولية‪....‬الخ فهو يمثل نقطة الارتكاز‬
‫القانوني املالئم‪ ،‬فغالبا ما يعتبر القاض ي الجزائي جريمة النهوة‬ ‫الرئيسية في تلمس ألاسس الصحيحة التي على أساسها تقوم‬
‫(‪)18‬‬ ‫ً‬
‫العشائرية طاملا لم يرد فيها نص خاص على أنها جريمة تهديد‬ ‫الدعوى التي غالبا ما تعد وعاء لهذا التكييف وتسمية التكييف‬
‫سواء كانت مادية أو معنوية وينطبق عليها النص العقايي املجرم‬ ‫ألاول هو القاض ي‪ ،‬فهو من يحرك هذه ألادوات من أجل‬
‫لهذا الفعل والذي قد تصل عقوبته الى سبع سنوات أو الحبس‪،‬‬ ‫الوصول الى تكييف قانوني سليم للواقعة املنظورة أمامه‬
‫ً‬
‫وهذا ما يستطيع اللجوء اليه القاض ي في هكذا نوع من القضايا‬ ‫تحقيقا للعدالة القانونية‪.‬‬
‫ً‬
‫ألنه ُمحكم بالنص وعدم الخروج عنه‪.‬‬ ‫دائما ما نبحث عن التكييف القانوني السليم لكل واقعة‬
‫لكننا نرى أن هذا النص في حقيقة ألامر ال ينطبق أو ال يتالئم‬ ‫قانونية حتى نتوصل الى حكم قانوني سليم‪ ،‬وهذا ما نبحث عنه‬
‫مع طبيعة الواقعة الجرمية والتي يضطهد بها الانسان بصورة‬ ‫في جريمة النهوة العشائرية‪ ،‬هذا العرف البائد الذي ُيرجعنا الى‬
‫بشعة وقاسية وتبقى أثارها مدى الحياة‪ ،‬فنجد النص فيه‬ ‫القرون الوسطى الذي ُتهان فيه املرأة وتسلب حقوقها‪ُ ،‬ت ّ‬
‫عد‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فسحة لتخفيف العقوبة بصورة كبيرة ال تتالئم وجسامة‬ ‫النهوة العشائرية مثاال لهذه العقلية املتخلفة‪ ،‬إذ تكره املرأة على‬
‫الجريمة‪ ،‬إذ سمح املشرع للقاض ي الجزائي بأن يحكم بالحبس‬ ‫اختيار شريك حياتها وليس لها الحق حتى إبداء رأيها فيها‪ ،‬فهي‬
‫وهذا ين ل بالحكم الى أخف العقوبات إذ قد تصل لغاية أشهر‬ ‫عد مجرد أداة ألنجا ألاطفال وتربيتهم فالسلطة هنا لألقوى‬ ‫ُت ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معدودة استنادا للقانون في تحديده ملدة الحبس‪ ،‬وهذا ما يمثل‬ ‫واملرأة دائما ما تكون الحلقة ألاضعف وعلى رأسها تقع‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫خلال في السياسة الجنائية تستغل من قبل املجرمين لإلفالت‬ ‫املصائب‪ ،‬وسط هذه املشاكل والاضطهاد يدور السؤال ألاهم‬
‫من العقا ‪ ،‬نتمنى على املشرع العراقي معالجة ذلك أما بتعديل‬ ‫هل أن القانون أخذ على عاتقه حماية املرأة من هذا الظلم‬
‫قانون العقوبات أو بإضافة نص ُي ّ‬
‫جرم هذه ألاعراف السلبية أو‬ ‫الذي يقع عليها أم ال؟‬
‫ً‬
‫بتعديل نص التهديد بما يتالئم وجسامة الواقعة‪.‬‬ ‫في حقيقة ألامر أن مفردة القانون واسعة جدا فالقانون كما هو‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬النهوة العشائرية في قانون ألاحوال الشخصية‬ ‫معروف متنوع ومتعدد فمنه الجنائي واملدني‪...‬الخ من القوانين‪،‬‬
‫عد النهوة العشائرية من صور إلاكراه على الزواج أو املنع عنه‬‫ُت ّ‬ ‫لكن ما يهمنا من ذلك هي القوانين ذات العالقة كقانون‬
‫سواء لألنثى أو الذكر‪ ،‬فهي جريمة تقع على كال الجنسين‪ ،‬لكن‬ ‫العقوبات وقانون ألاحوال الشخصية وقانون مكافحة إلارها‬
‫بإعتبار أن هذه القوانين تكون على تماس مباشر بموضوع‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2564‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫يكون في الغالب هو من يرتكب الجرم بحقها مما يعقد ذلك‬ ‫على ألاغلب تقع على ألانثى باعتبارها الحلقة ألاضعف في‬
‫ً‬
‫املشكلة بصورة أكبر لذا ندعوا املشرع العراقي للتدخل تشريعيا‬ ‫املجتمعات التي تؤمن بهذا العرف س يء الصيت‪.‬‬
‫وتعديل ذلك النص بما يضمن حقوق الضحايا ومعاقبة الجناة‬ ‫لم يتناول املشرع العراقي في قانون ألاحوال الشخصية جريمة‬
‫بأشد العقوبات ‪.‬‬ ‫النهوة العشائرية إال أنه تناول مسألة إلاكراه الذي يقع من أجل‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬النهوة العشائرية في قانون مكافحة إلارهاب‬ ‫إبرام الزواج أو عكس ذلك منع إيقاعه سواء على الذكر أو ألانثى‬
‫ُ‬ ‫ُي ّ‬
‫عد قانون مكافحة إلارها من القوانين الحديثة التي تجرم‬ ‫من قبل ألاقار وحسب درجاتهم وكذلك من غيرهم(‪ ،)19‬إذ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ألافعال الجرمية ألاكثر فتكا وألاعم ضررا‪ ،‬لذا غالبا ما تكون‬ ‫جعل العقوبة إذا ما وقعت من قريب من الدرجة ألاولى بالحبس‬
‫َ‬
‫عقوباته قاسية الى حدا ما‪ ،‬إذ قد تصل لإلعدام والسجن‬ ‫مدة ال تزيد على ثالث سنوات أو الغرامة أو إحدى هاتين‬
‫الجرائم‪.‬‬ ‫املؤبد(‪ ،)21‬إذ يعد عامل ردع مالئم لبع‬ ‫العقوبتين‪ ،‬أما إذا كان غير ذلك فتكون العقوبة السجن مدة ال‬
‫إن جريمة النهوة العشائرية لم يرد ذكرها في هذا القانون‪ ،‬إال‬ ‫تزيد عن عشرة سنوات أو بالحبس مدة ال تقل عن ثالث‬
‫أن القضاء العراقي َع ّد جريمة النهوة العشائرية املقترنة‬ ‫سنوات‪.‬‬
‫بتهديد(‪ ،)22‬جريمة إرهابية وتخضع لقانون مكافحة إلارها ملا‬ ‫عند قراءة النص أعاله وتحليله نجد أن املشرع العراقي لم يذكر‬
‫ً‬
‫توقعه من أضرارا إرهابية قد تصل الى حد إزهاق الروح أو إيذاء‬ ‫جريمة النهوة العشائرية بالنص‪ ،‬وإنما تناول مسألة إلاكراه في‬
‫وإرها للمجتمع ‪.‬‬ ‫الزواج‪ ،‬وهذا يحصل بصورة مختلفة سواء من خالل اعتماد‬
‫في حقيقة الامر أن مجلس القضاء ألاعلى أراد من ذلك التكييف‬ ‫عرف أو بأي طريقة كانت ُيصادر فيها حق املرأة في إعطاء رأيها‬
‫القضاء على هذه الجريمة التي بدأت بالظهور بصورة كبيرة‬ ‫في أهم موضوع في حياتها والذي على أساسه تكمل مسيرة‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫مخلفة اعتداءات وأضرارا واسعة في مقدمتها إرها املجتمع‬ ‫حياتها الشخصية‪ ،‬وكذلك الرجل فقد يقع عليه هذا الضرر‬
‫واهانة للمجني عليه‪ ،‬لكن في ذات الوقت عليه الالت ام بالنص‬ ‫أحيانا عندما ُيجبر على الزواج من أمرأه دون رضاه ‪.‬‬
‫العقايي‪ ،‬فهل هذا التكييف يتالئم مع قانون مكافحة إلارها ‪،‬‬ ‫كما نجد أن املشرع قد ّ‬
‫فرق مابين حالتين من العقا بصورة ال‬
‫وهل باإلمكان عد جريمة النهوة العشائرية جريمة إرهابية ؟‬ ‫داعي لها‪ ،‬إذ نجده يخفف العقا على املجرم القريب ويشدده‬
‫ً‬
‫عند قراءة نصوص قانون مكافحة إلارها وتحديدا تعريف‬ ‫على املجرم الغريب‪ ،‬وهو تفريق وتميي ال مبرر له فاألثنين مجرم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الجريمة إلارهابية الواردة في هذا القانون‪ ،23‬نجد أن جريمة‬ ‫وارتكبا جرما كبيرا ‪ ،‬كما نالحظ أن العقوبة الواردة ال تتالئم‬
‫النهوة العشائرية لم ينطبق عليها تعريف الجريمة إلارهابية‬ ‫وطبيعة الجرم املرتكب‪ ،‬كما ندعوا املشرع إلى تشديد العقا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫الوارد في القانون أعاله وهذا ما ُي ّ‬
‫عد خلال كبيرا في التكييف‬ ‫وعدم التفريق مابين املجرمين في النصوص‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫القانوني ألاخير لهذه الجريمة وأن أقترن بها تهديد‪ ،‬فاألمر ألاقر‬ ‫وأيضا مسألة تحريك الدعوى الجزائية في هذه الجرائم صعبا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لذلك تكييفها على أن انها جريمة تهديد جنائية كما ورد في‬ ‫نوعا ما بالنسبة للمجني عليها‪ ،‬إذ غالبا ما نجدها ال حول وال‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬وكما دعينا في الحديث السابق بتشديد‬ ‫قوة وسط سطوة ألاهل وأبناء العم‪ ،‬إذ تتخوف من البوح‬
‫العقا في هذه الجريمة من خالل تعديل نص التهديد الوارد في‬ ‫بوقوع الجريمة عليها وطلب الشكوى بحقهم‪ ،‬باإلضافة لوقوع‬
‫(‪)24‬‬
‫أو إضافة نصوص جديدة تتالئم وطبيعة‬ ‫قانون العقوبات‬ ‫هذه الجريمة على املجني عليها وهي حدث غير بالغة السن‬
‫هذه الجرائم‪.‬‬ ‫القانوني مما يستدعي تقديم الشكوى من ولي أمرها(‪)20‬والذي‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2565‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫تمثل الجلوة العشائرية أداة من أدوات الضبط العشائري‬ ‫املطلب الثالث‬


‫بعد وقوع جريمة ما من قبل طرف ضد طرف آخر في نفس‬ ‫الجلوة العشائرية‬
‫على السلم املجتمعي في هذه‬ ‫املنطقة(‪ ،)28‬ومن أجل الحفا‬ ‫إن الجلوة العشائرية من ألاعراف التي تمثل صورة من صور‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املنطقة يفرض القضاء العشائري على العائلة أو عشيرة املعتدي‬ ‫التهجير القسري‪ ،‬كما تمثل وتترجم العقوبات الجماعية بصورة‬
‫بالجالء من هذه املنطقة التي يتواجد فيها عائلة أو عشيرة املجني‬ ‫جلية‪ ،‬وما تنتجه من أثار مباشرة على جملة من الحقوق‬
‫ً‬
‫عليه منعا لالحتكاك أو تكرار الاعتداءات والتي سيعم شرها على‬ ‫الاجتماعية والسياسية واملدنية والاقتصادية للمجتمع‪ ،‬كونها‬
‫ً‬
‫الجميع‪ ،‬وهي في بدايتها خطوة جيدة ملنع انفالت ألامور وحصول‬ ‫تمثل انتهاكا لتلك الحقوق ألاساسية‪ ،‬إذ تستمد في فرضها على‬
‫اعتداءات متبادلة مستمرة مابين الطرفين‪ ،‬إال أنها قاسية في‬ ‫العادات والتقاليد وألاعراف السائدة التي يرجع تاريخها ملئات‬
‫حقيقة ألامر إذ ضررها يعم الكل فهي عقوبة جماعية وهذا‬ ‫السنين‪ ،‬والتي تبتعد بصورة واضحة عن ما نعيشه اليوم من‬
‫يتعارض مع السياسة الجنائية إلاسالمية والقانونية‪ ،‬إذ نجد‬ ‫تقدم وتطور ال ينسجم بصورة مع تطبيق هذا النوع من‬
‫الدين الاسالمي الحنيف حرم العقوبات الجماعية وأن يؤخذ‬ ‫ألاعراف ‪.‬‬
‫الانسان بجريرة أخيه‪ ،‬إذ قال تعالى في محكم كتابه العزيز‬ ‫من أجل تسليط الضوء بشكل واضح على هذا العرف فقد‬

‫ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫قسمنا هذا املطلب الى فرعين سنتناول في ألاول تعريف الجلوة‬


‫العشائرية أما الفرع آلاخر سنبين فيه التكييف القانوني للجلوة‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲﭼ ‪ ،‬وكذلك القوانين قد منعت‬
‫(‪)29‬‬
‫العشائرية‪.‬‬
‫(‪)30‬‬
‫في‬ ‫العقوبات الجماعية واعتمدت مبدأ شخصية العقوبة‬ ‫الفرع ألاول‬
‫السياسة والفكر الجنائي السائد‪.‬‬ ‫تعريف الجلوة العشائرية‬
‫الفرع الثاني‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬الجلوة في اللغة فهي كلمة مشتقة من الجالء‪ ،‬وهذه تعني‬
‫التكييف القانوني للجلوة العشائرية‬ ‫الرحيل أو ترك املكان الى آخر‪ ،‬ما يعني ذلك أن الجلوة‬
‫من املتعارف عليه أن كل ما ضعفت سلطة القانون برزت‬ ‫العشائرية هي ترك الشخص أو املجموعة املكان والرحيل عنه‬
‫السلطة العشائرية والعكس صحيح‪ ،‬أن الجلوة العشائرية كما‬ ‫الى مكان آخر بسبب ضغوطات جاءت من طرف آخر نتيجة‬
‫ً‬
‫بينا سابقا هي من أعمال القضاء العشائري العرفي(‪ ،)31‬التي‬ ‫ملشكلة حصلت ما بينهم(‪.)25‬‬
‫تفرض بصورة جماعية على الجاني وذويه بترحيلهم الى أماكن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الجلوة اصطالحا‪ :‬فهي عبارة عن إجبار ذوي الجاني‬
‫أخرى بعيدة عن املكان الذي يعيشون فيه مع أو بالقر من‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وأقاربه على مغادرة مناطق سكناهم قسرا‪ ،‬ورغما عنهم الى‬
‫املجني عليه أو ذويه‪ ،‬وذلك لتفادي عمليات الانتقام التي‬ ‫مناطق أخرى في الغالب تكون بعيدة داخل املحافظة أو خارجها‬
‫ً‬
‫تحصل الحقا لوقوع الجريمة‪.‬‬ ‫يتم الاتفاق عليها ما بين عائلة الجاني واملجني عليه برعاية‬
‫أن الجلوة العشائرية هي حل‬ ‫من املنظور العرفي يرى البع‬ ‫ووساطة رجال إلاصالح والقضاء العشائري(‪ ،)26‬كما أن الجلوة‬
‫لن اع وقطع فتيل أزمة ربما تستمر لسنوات وتفادي ملشاكل‬ ‫تكون على أنواع مختلفة منها جلوة قسرية وجلوة تلقائية‬
‫مستقبلية كثيرة إال أن ذلك هل يتطابق مع القانون النافذ وهل‬ ‫وكذلك جلوة اختيارية(‪. )27‬‬
‫تتماش ى مع حقوق الانسان؟‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2566‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫خالل إصدار قانون خاص يعالج مشاكل ألاعراف العشائرية‬ ‫في الحقيقة أن القانون عندما ُيوضع هو لحماية املواطنين‬
‫بصورة مانعة ملمارسة هكذا نوع من ألاعراف السلبية‪.‬‬ ‫وضمان حقوقهم وليس إيقاع الضرر بحقهم‪ ،‬وما نراه أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الخاتمة‬ ‫الجلوة العشائرية هي تمثل ضررا جسيما ملا توقعه من أضرار‬
‫بعد أن أنهينا كتابة البحث والذي تناولنا فيه ألاعراف‬ ‫جماعية واملتمثل بالتهجير القسري ألناس ال عالقة لهم بالجريمة‬
‫السلبية من منظور قانون‪ ،‬البد لنا من تبيان أهم ما توصلنا‬ ‫ألاحيان‬ ‫سوا أنهم يرتبطون برابطة القرابة مع الجاني وفي بع‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫اليه من نتائج ومقترحات عس ى ولعل أن تساهم في إيجاد حال‬ ‫هم على خالف وخصام مع الجاني إال أن العرف العشائري ال‬
‫ملشكلة هذه ألاعراف وهي كاآلتي‪:‬‬ ‫يهتم لذلك فطاملا هم من أقار الجاني فهم مشمولون بهذا‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬ ‫القرار املجحف‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬تعد ألاعراف العشائرية في العراق وغيره من الدول التي‬ ‫لم نالحظ أحكاما قضائية عراقية صدرت بهذا الخصوص‬
‫تطبق مجتمعاتها ألاعراف العشائرية كاألردن وفلسطين ودول‬ ‫وكذلك عدم تقديم الشكوى من املتضررين من ذلك‪ ،‬ساهم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الخليج العريي‪ ،‬عامال رئيسيا ومساندا قويا في إرساء قواعد‬ ‫بشكل كبير في عدم إعطاء تكييف مالئم لهذه الواقعة وهل هي‬
‫الدولة وتطبيق القانون‪ ،‬إذا طبقت هذه ألاعراف بصورة‬ ‫جريمة أم ال‪.‬‬
‫صحيحة تتالءم مع القانون النافذ وبخالفة ُت ّ‬
‫عد بمثابة معول‬ ‫في الحقيقة طاملا هناك ضرر وقع على أشخاص بدون وجه حق‬
‫لهدم الدولة‪.‬‬ ‫فهنا نكون أمام جريمة‪ ،‬لكن ماهو تكييف القانون لهذه‬
‫‪ -0‬تمثل ألاعراف العشائرية السلبية حالة من القلق املستمر‪،‬‬ ‫الجريمة‪ ،‬في الحقيقة نرى أن هذه الجريمة سواء وقعت على‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لدى املجتمع وبالتالي تزعزع ثقة ألافراد بالسلطة‪.‬‬ ‫الجاني أو ذويه هي تمثل تهجيرا قسريا واضحا وكذلك تمثل‬
‫‪ -2‬انعكاس تطبيق ألاعراف السلبية على سمعة البلد أمام‬ ‫صورة من صور التغيير الديموغرافي لجغرافية املنطقة التي‬
‫الدول ألاخرى وما يمثل ذلك من خلق صورة سلبية تضر بعالقة‬ ‫يتواجدون فيها مما تترك آثار سلبية تعمل على تفكيك التعايش‬
‫البلد في تعامله مع الدول ألاخرى على جميع ألاصعدة السياسية‬ ‫السلمي مابين أبناء القبائل في املنطقة الواحدة وخلق نوع من‬
‫والاقتصادية والتجارية وألامنية ‪...‬الخ ‪.‬‬ ‫التخندق القبلي وبالتالي زرع بذور الفتنة والتقسيم بين أبناء‬
‫‪ -4‬ألاثر السل ي لتطبيق ألاعراف العشائرية السلبية على جميع‬ ‫البلد الواحد‪.‬‬
‫الحقوق كحق التعليم والتنقل والحياة والرأي‪...‬الخ من الحقوق‬ ‫ما يعني ذلك أن هذا العرف هو من ألاعراف السلبية الخطيرة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ألاساسية‪.‬‬ ‫التي تخلف آثارا سلبية على املدى القريب والبعيد وفي أهم‬
‫ً‬
‫‪ -5‬تطبيق ألاعراف السلبية ينعكس سلبا على تطبيق القانون‪،‬‬ ‫طبقة من طبقات املجتمع أال وهي طبقة العشائر التي تمثل‬
‫وشيوع شريعة الغا القوي فيها يأخذ حق الضعيف‪ ،‬وبالتالي‬ ‫ركي ة أساسية من ركائز قوة املجتمع ‪.‬‬
‫انتشار واستمرار الاضطرابات ‪.‬‬ ‫لذا ندعوا املشرع العراقي وضع نصوص خاصة تعالج هذه‬
‫‪ -6‬يأتي تطبيق هذه ألاعراف بسبب ضعف القانون وقلة الوعي‬ ‫ألاعراف السلبية ملنع وقوعها ومعاقبة من يلجأ اليها سواء من‬
‫لدى املواطن وعدم تثقيفه وهذه مسؤولية جميع من له صلة‬ ‫خالل تعديل قانون العقوبات بتعديل النصوص الواردة فية اما‬
‫بذلك كمؤسسات الدولة ومنظمات املجتمع املدني واملؤسسات‬ ‫بإضافة نصوص جديدة أو تعديل النصوص السابقة ‪ ،‬أو من‬
‫الدينية‪...‬الخ‪.‬‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2567‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬املقترحات‬
‫(‪(3‬ينظر‪ :‬إبراهيم أنيس‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪،‬‬
‫‪ -2‬العمل على فرض سلطة القانون على جميع فئات املجتمع‬
‫القاهرة‪.544 ،4 ،0224 ،‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬إبراهيم أنيس‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.254‬‬ ‫وفي مقدمتها العشائر وتشجيع تطبيق ألاعراف إلايجابية ونبذ‬
‫)‪(5‬ينظر‪ :‬سورة الشعراء‪ ،‬آلاية(‪.)024‬‬ ‫ألاعراف العشائرية السلبية‪.‬‬
‫)‪(6‬ينظر‪ :‬بحث منشور على املوقع إلالكتروني‪:‬‬ ‫‪ -0‬العمل على إعادة ثقة ألافراد بمؤسسات الدولة من خالل‬
‫‪Ar.m.wikipdia.org‬‬ ‫الضر بيد من حديد لكل من تسول له نفسه إلاساءة الى‬
‫بتاريخ(‪)0202/2/2‬‬
‫َ‬ ‫مؤسسات الدولة بتطبيق هذه ألاعراف سيئة الصيت‪.‬‬
‫(‪(7‬ينظر‪ :‬الدكة العشائرية هاجس يهدد العراقيين‪ ،‬تقرير منشور على‬
‫‪ -2‬إرسال رسائل إيجابية عن البيئة العشائرية املوجودة في‬
‫موقع الجزيرة نت‪ ،‬بتاريخ(‪ )0202/2/2‬على املوقع‪www.aljazeera.net :‬‬
‫(‪(8‬آيت إفتان صارة‪ ،‬تكييف الاتهام وأثره في مراحل الدعوى العمومية‪،‬‬ ‫البلد ونقل صورة محترمة عنها الى الخارج من أجل زرع الثقة‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة جياللي ليابس‪-‬سيدي بلعباس‪ ،‬كلية الحقوق‬ ‫لدى هذه الدول ورعاياها عكس الصورة املرسومة لديهم عن‬
‫والعلوم السياسية‪ ،0228-0227 ،‬ص‪.4‬‬ ‫البيئة العشائرية في العراق ‪.‬‬
‫في املواد الجنائية‪ ،‬دار النهضة‬ ‫(‪ )9‬ينظر‪ :‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬النق‬ ‫‪ -4‬العمل على تشريع قوانين جديدة تتالءم وطبيعة املرحلة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2 ،2997 ،‬ص‪.200‬‬
‫والتقدم الحاصل على جميع ألاصعدة‪ ،‬أو على ألاقل تعديل‬
‫)‪(10‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )422‬من قانون العقوبات العراقي النافذ رقم(‪ )222‬لسنة‬
‫التشريعات النافذة بما يمنع تطبيق هذه ألاعراف من خالل‬
‫(‪.)2969‬‬
‫العراقي رقم(‪)22‬‬ ‫)‪(11‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )0‬من قانون مكافحة إلارها‬ ‫تشديد العقوبات على مرتكبيها‪.‬‬
‫لسنة(‪.)0225‬‬ ‫‪ -5‬الدعوة الى تثقيف املجتمع ومعرفة ماله من حقوق وما عليه‬
‫َ‬
‫(‪(12‬ينظر‪ :‬زيد ألاعرجي‪ ،‬القضاء يكتب فهل النهاية للدكة العشائرية‪ ،‬تقرير‬ ‫من واجبات من خالل قنوات متعددة في مقدمتها القنوات‬
‫منشور على موقع مجلس القضاء ألاعلى‪ ،‬جمهورية العراق‪،‬‬ ‫ً‬
‫الحكومية وأيضا منظمات املجتمع املدني واملنظمات الحقوقية‬
‫‪www.hjc.iq‬بتاريخ(‪)0202/2/9‬‬
‫وكذلك املؤسسات الدينية واملثقفين وشيوخ العشائر والوجهاء‬
‫(‪)13‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )2‬من قانون مكافحة إلارها العراقي النافذ ‪.‬‬
‫في مختلف ألاماكن‪.‬‬
‫(‪ )14‬زيد ألاعرجي‪ ،‬النهوة العشائرية تلفظ أنفاسها ألاخيرة بعد إجراءات‬
‫قضائية حازمة‪ ،‬مقال منشور على موقع مجلس القضاء ألاعلى العراقي‪:‬‬ ‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ www.hjc.iq‬بتاريخ(‪)0202/2/24‬‬
‫(‪(15‬ينظر‪ :‬دعاء آزاد‪ ،‬النهوة العشائرية‪ ،‬مقال مقال منشور على موقع‬ ‫(‪(1‬الدخيل‪ :‬هو من دخل في قوم وانتسب اليهم وليس منهم‪ ،‬وتكون‬
‫مجلس القضاء ألاعلى العراقي‪:‬‬ ‫الدخالة عند الاتهام في قضية قتل أو عرض منكرة حيث يلجأ املتهم الذي‬
‫‪ www.hjc.iq‬بتاريخ(‪)0202/2/24‬‬ ‫يخش ى على نفسه ممن أتهمه الى أحد الوجوه العشائرية‪ ،‬أما لطلب‬
‫(‪(16‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )9‬من قانون ألاحوال الشخصية العراقي رقم(‪)288‬‬ ‫الحماية والحصول على ألامن أو لينو عنه في الدفاع عن نفسه أمام‬
‫لسنة(‪.)2959‬‬ ‫خصومه أو أمام القضاء العشائري للوصول الى الحق‪ ،‬أما براءة أو إدانة‬
‫(‪(17‬ينظر‪ :‬أحمد حداد‪ ،‬التكييف القانوني‪ ،‬مقال منشور‪ ،‬املوسوعة‬ ‫وعندها يفي بما يترتب عليه من واجبات)‪ .‬ينظر‪ :‬عادل محمد حجة‪،‬‬
‫العربية‪ ،‬املوسوعة القانونية املتخصصة‪ ،‬على املوقع الالكتروني‪:‬‬ ‫العرف العشائري في إلاصالح‪ ،‬رام هللا‪ ،2 ،0228 ،‬ص‪.002‬‬
‫‪ http://arab-ency.com.sy/law/overview/163354‬تاريخ أخر زيارة‬ ‫(‪(2‬ينظر‪ :‬محمد بن يعقو الفيروز آبادي‪ ،‬القاموس املحيط‪ ،‬دار الحديث‪،‬‬
‫(‪)0202/4/09‬‬ ‫القاهرة‪ ،0222 ،‬ص‪.202‬‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2568‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

‫‪ .2‬إبراهيم أنيس‪ ،‬املعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪،‬‬ ‫)‪)18‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )422‬من قانون العقوبات العراقي النافذ رقم(‪)222‬‬

‫القاهرة‪.4 ،0224 ،‬‬ ‫لسنة(‪. )2969‬‬


‫(‪(19‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )9‬من قانون ألاحوال الشخصية العراقي النافذ‬
‫الفيروز آبادي‪ ،‬القاموس املحيط‪ ،‬دار‬ ‫‪ .0‬محمد بن يعقو‬
‫رقم(‪ )288‬لسنة(‪. )2959‬‬
‫الحديث‪ ،‬القاهرة‪.0222 ،‬‬
‫(‪(20‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )2‬من قانون أصول املحاكمات الجزائية النافذ رقم(‪)02‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب‬ ‫لسنة(‪.)2972‬‬
‫في املواد الجنائية‪ ،‬دار النهضة‬ ‫‪ .2‬أحمد فتحي سرور‪ ،‬النق‬ ‫(‪(21‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )4‬من قانون مكافحة إلارها العراقي النافذ ‪.‬‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪.2 ،2997 ،‬‬ ‫(‪(22‬ينظر‪ :‬زيد ألاعرجي‪ ،‬النهوة العشائرية تلفظ أنفاسها‪ ،...‬مصدر سابق‬

‫‪ .0‬محمد سالم ثابت‪ ،‬القضاء العشائري عند قبائل بئر السبع‪،‬‬ ‫(‪(23‬ينظر‪ :‬يعرف إلارها في قانون مكافحة إلارها بأنه(كل فعل إجرامي‬
‫ً‬
‫يقوم به أو جماعة منظمة استهدف فردا أو مجموعة أفراد أو جماعات أو‬
‫موقع أم الكتب لألبحاث والدراسات الالكترونية‪ ،‬بدون سنة‬ ‫ُ‬
‫مؤسسات رسمية أو غير رسمية أوقع أضرارا باملمتلكات العامة أو الخاصة‬
‫نشر‪.‬‬
‫بغية الاخالل بالوضع ألامني أو الاستقرار والوحدة الوطنية أو إدخال الرعب‬
‫‪ .2‬عمر رحال‪ ،‬الجلوة العشائرية وأثرها على حقوق الانسان‬ ‫ً‬
‫أو الخوف والفزع بين الناس أو إثارة الفوض ى تحقيقا لغايات إرهابية‪.‬‬
‫والسلم ألاهلي في فلسطين‪ ،‬املؤسسة الفلسطينية للتمكين‬ ‫ينظر‪ :‬املادة(‪ )2‬من قانون مكافحة إلارها العراقي النافذ‪.‬‬
‫والتنمية املحلية‪ ،‬فلسطين‪.0229 ،‬‬ ‫(‪)24‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )422‬من قانون العقوبات العراقي النافذ‪.‬‬
‫ً‬ ‫(‪(25‬ينظر‪ :‬عمر رحال‪ ،‬الجلوة العشائرية وأثرها على حقوق الانسان‬
‫ثالثا‪ :‬ألاطاريح الجامعية‬
‫والسلم ألاهلي في فلسطين‪ ،‬املؤسسة الفلسطينية للتمكين والتنمية‬
‫آيت إفتان صارة‪ ،‬تكييف الاتهام وأثره في مراحل الدعوى‬
‫املحلية‪ ،‬فلسطين‪ ،0229 ،‬ص‪.24‬‬
‫العمومية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة جياللي ليابس‪-‬سيدي‬
‫(‪(26‬ينظر‪ :‬عمر رحال‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫بلعباس‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪.0228-0227 ،‬‬ ‫(‪)27‬ينظر‪ :‬محمد سالم ثابت‪ ،‬القضاء العشائري عند قبائل بئر السبع‪،‬‬
‫ً‬
‫رابعا‪ :‬البحوث‬ ‫موقع أم الكتب لألبحاث والدراسات الالكترونية‪ ،‬بدون سنة نشر‪،‬‬
‫عادل محمد حجة‪ ،‬العرف العشائري في إلاصالح‪ ،‬رام هللا‪،‬‬ ‫ص‪.242‬‬

‫‪.2 ،0228‬‬ ‫)‪(28‬ينظر‪ :‬محمد سالم ثابت‪ ،‬املصدر نفسه‪ ،‬ص‪.240‬‬


‫)‪)29‬ينظر‪ :‬آلاية(‪ )28‬من سورة فاطر‪.‬‬
‫بحث منشور على املوقع إلالكتروني‪Ar.m.wikipdia.org :‬‬
‫ً‬ ‫)‪)30‬ينظر‪ :‬املادة(‪ )29‬من الدستور العراقي النافذ لسنة ‪ ،0225‬واملادة(‪)2‬‬
‫خامسا‪ :‬التقارير‬
‫من قانون العقوبات العراقي النافذ‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ .2‬الدكة العشائرية هاجس يهدد العراقيين‪ ،‬تقرير منشور على‬ ‫(‪(31‬دانة جبريل‪ ،‬حين يعلو العرف العشائري على القانون‪ ،‬مقال منشور‬
‫موقع الجزيرة نت‪ ،‬على املوقع‪www.aljazeera.net :‬‬ ‫على املوقع الالكتروني‪:‬‬
‫َ‬ ‫‪/https://www.7iber.com/society/tribal-law-in-jordan‬‬
‫‪ .0‬زيد ألاعرجي‪ ،‬القضاء يكتب فهل النهاية للدكة العشائرية‪،‬‬
‫تقرير منشور على موقع مجلس القضاء ألاعلى‪ ،‬جمهورية‬ ‫بتاريخ(‪)0202/5/2‬‬

‫العراق‪www.hjc.iq :‬‬ ‫املصادر‬


‫ً‬
‫سادسا‪ :‬مصادر ألانترنت‬ ‫القرآن الكريم‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬معاجم اللغة العربية‬

‫مجلة اوروك ‪ /‬العدد الثالث‪/‬ج‪ /2‬المجلد الرابع عشر‪DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‬‬


‫‪2569‬‬
‫ألاعراف العشائرية السلبية في منظور النصوص القانونية‬

joints, which helped with the emergence of ‫ النهوة العشائرية تلفظ أنفاسها ألاخيرة بعد‬،‫ زيد ألاعرجي‬.2
tribal customs on the way to implementation . ‫ مقال منشور على موقع مجلس‬،‫إجراءات قضائية حازمة‬
However, these customs, including the
positive, worked in preserving the application www.hjc.iq :‫القضاء ألاعلى العراقي‬
of the law and protecting the rights of the ‫ مقال منشور على موقع مجلس‬،‫ النهوة العشائرية‬،‫ دعاء آزاد‬.0
people, and the negative ones that contributed www.hjc.iq :‫القضاء ألاعلى العراقي‬
greatly to raising problems and clearly
disrespecting the law, as in the case of clan
‫ املوسوعة‬،‫ مقال منشور‬،‫ التكييف القانوني‬،‫ أحمد حداد‬.2
strife, clan strife, clan jalwa…etc. are customs ‫ على املوقع‬،‫ املوسوعة القانونية املتخصصة‬،‫العربية‬
that have taken their toll. In disrespecting the :‫الالكتروني‬
law and insulting the prestige of the state,
http://arab-ency.com.sy/law/overview/163354
which in violation of the law amounts to
terrorist crimes and criminal crimes because of ‫ مقال‬،‫ حين يعلو العرف العشائري على القانون‬،‫ دانة جبريل‬.4
the damage they cause :‫منشور على املوقع الالكتروني‬
Therefore, these customs that some resort to
/https://www.7iber.com/society/tribal-law-in-jordan
represent a crime punishable by law because of ً
the defect they cause in the general ‫ القوانين‬:‫سابعا‬
composition of society and the rooting of .)2959(‫) لسنة‬288(‫قانون ألاحوال الشخصية العراقي رقم‬.2
future crimes that are protected by negative, .)2969( ‫) لسنة‬222(‫قانون العقوبات العراقي النافذ رقم‬.0
retrograde norms that contribute to sowing
discord and abuse among members of society )02(‫قانون أصول املحاكمات الجزائية النافذ رقم‬.2
at times and between individuals and the .)2972(‫لسنة‬
system in general at other times. . .)0225(‫) لسنة‬22(‫قانون مكافحة إلارها العراقي رقم‬.4
.)0225( ‫الدستور العراقي النافذ لسنة‬.5
Abctract:
Tribal customs always represent an
essential pillar in supporting the state and the
law and filling the void in the event of a defect
in the application of the law, for many reasons,
for example, the weakness of the state, such as
its subjection to occupation by another state, as
happened in Iraq after 2003 and the collapse of
the state system and the application of the law,
because The fall of the previous regime and
the formation of a new one. During this period,
the application of the law was weak in many

DOI:10.52113/uj05/021-14/2555-2565 2021 /‫ المجلد الرابع عشر‬/2‫ج‬/‫ العدد الثالث‬/ ‫مجلة اوروك‬


2570

You might also like