Professional Documents
Culture Documents
عرض أراضي الجموع
عرض أراضي الجموع
تبنى عليها السياسات العمومية للدولة في مختلف املجاالت االقتصادية واالجتماعية والبيئية ،وذلك من خالل
توفير الوعاء العقاري الالزم إلنجاز البنيات األساسية واملرافق العمومية ،وتوفير السكن املتنوع الذي يستجيب
لحاجيات مختلف الفئات االجتماعية فضال عن دعم االستثمار املنتج في مختلف مجاالت الفالحة والصناعة
والسياحة وغيرها.
وإذا كان النظام العقاري املغربي يتميز بتنوع هياكله ،وتعدد األنظمة القانونية التي تؤطره .فإننا سنقتصر
في هذا املوضوع على أراض ي الجماعات الساللية ،والتي عرفها بعض الفقه بأنها ":أراض ي ترجع إلى جماعات
الساللية ،في شكل قبائل أو دواوير أو عشائر قد تربط بينهم روابط عائلية ،أو روابط عرفية أو اجتماعية ،أو
دينية ،وحقوق األفراد فيها غير متميزة عن حقوق الجماعة ،بحيث أن استغاللها يتم مبدئيا بكيفية جماعية ,كما
يمكن ألفراد القبيلة أن يتفقوا فيما بينهم على إجراء قسمة استغاللية أي انتفاع ".
وتفيد آخر اإلحصاءات الصادرة عن وزارة الداخلية أن املساحة اإلجمالية لهذه األراض ي تبلغ حوالي
15املليون هكتار ،تكون األراض ي الرعوية نسبة تفوق 85%من مساحتها اإلجمالية ،وتشكل مسكنا ألكثر من 7
مليون نسمة.
كل هذه اإلحصائية تظهر األهمية البالغة لهذه األراض ي على كافة األصعدة سواء االقتصادية أو
االجتماعية أو الثقافية ،لهذا تولى املشرع إعادة تنظيمها بمقتض ى القانون 62.171بشأن الوصاية اإلدارية على
الجماعات الساللية ،إضافةإلى القانون 63.172املتعلق بالتحديد اإلداري ألراض ي الجماعات الساللية ،وكذا
1
ظهير شريف رقم 1.19.115صادر في 7ذي الحجة 9(1440أغسطس )2019بتنفيذ القانون رقم 62.17بشان الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية و تدبير أمالكها في
الجريدة الرسمية بعدد 6807ص 5887و ما بعدها.
2
ظهير شريف رقم 1.19.116صادر في 7ذي الحجة 9(1440أغسطس )2019بتنفيذ القانون رقم 63.17املتعلق بالتحديد اإلداري ألراض ي الجماعات الساللية في الجريدة الرسمية
بعدد 6807ص 5893و ما بعدها.
1
ظهير 5يوليوز 19693املنظم لألراض ي الجماعية الواقعة في دوائر الري كما تم تغييره وتتميمه بموجب القانون
، 64.174وأمام هذه الترسانة القانونية تظهر إشكالية رئيسية مفادها :مدى مساهمة النصوص القانونية في
تتفرع عن هذه اإلشكالية الرئيسية اشكاليات فرعية :ما هو اإلطار القانوني املنظم ألراض ي الجموع ؟ ما
الهيئات املكلفة بتدبير هذه األراض ي ؟ ما هي أوجه حماية أراض ي الجموع قانونا وقضاء ؟ وما هي سبل االستثمار
فيها؟
3ظهير الشريف رقم 1.69.30الصادر في جمادى األولى 25(1389يوليوز )1969املتعلق باألراض ي الجماعية الواقعة في دوائر الري منشور في الجريدة الرسمية عدد 2960مكرر
بتاريخ 13جمادى األولى 29(1389يوليوز )1969ص 2960
4
ظهير شريف رقم 1.19.117صادر في 7ذي الحجة 9(1440أغسطس )2019بتنفيذ القانون رقم 64.17القاض ي بتغيير و تتميم الظهير الشريف رقم 1.69.30الصادر في جمادى
األولى 25(1389يوليوز )1969املتعلق باألراض ي الجماعية الواقعة في دوائر الري في الجريدة الرسمية بعدد 6807ص 5895وما بعدها.
2
املبحث األول :التنظيم القانوني ألراضي اجلموع
يتميز املغرب بتعدد وتنوع األنظمة العقارية ،ومن بين هذه األنظمة نظام أراض ي الجماعات الساللية الذي
تشرف عليه وزارة الداخلية ،فهذا النوع من األراض ي يحتل مكانة خاصة على املستوى االقتصادي واالجتماعي ،إذ
يشكل ثروة اقتصادية هامة ،ويعود أصل هذه األراض ي إلى عصور قديمة حيث كانت القبائل تتنازع حول هذه
األراض ي ،الش يء الذي دفع باملشرع إلى اصدار مجموعة من القوانين التنظيم هذه األراض ي بشكل فعال ،واسناد
مهمة تدبير هذه األراض ي لهيئات معينة متمثلة في جماعة النواب ومجلس الوصاية ،لذلك سوف نتحدث عن
ماهية أراض ي الجموع وخصائصها (املطلب األول) وبعدها نتطرق للهيئات املكلفة بتدبير هذه األراض ي ( املطلب
الثاني).
تحتل أراض ي الجموع أهمية اجتماعية واقتصادية كبرى فهي تشكل مظهرا من مظاهر األصالة املغربية
وإرثا حضاريا ،وتوطد روابط التآزر وااللتحام بين أفراد القبيلة الواحدة ،وسنقوم بتحديد مفهومها في (الفقرة
هي أراض ي ترجع ملكيتها إلى جماعات ساللية في شكل قبائل أو دواوير أو عشائر ،قد تربط بينهم روابط
عائلية أو روابط عرقية أو اجتماعية ودينية وحقوق األفراد فيها غير متميزة عن حقوق الجماعة بحيث أن
استغاللها يتم مبدئيا" بكيفية جماعية كما يمكن األفراد القبيلة أن يتفقوا فيما بينهم على إجراء قسمة
5
-محمد خيري :أراض ي الجمع بين البقاء والزوال سلسلة ":األنظمة واملنازعات العقارية ،اإلصدار األول يناير 2010حول أراض ي الجماعات الساللية باملغرب :الطبعة الثانية ،2012
منشورات الحقوق املغربية ،مطبعة املعارف الجديدة بالرباط ،ص .59
3
6
-هي تلك األراض ي التي توجد في حوزة املجموعات اإلثنية أو الساللية أي القبيلة أو الدواور أو الفرقة
-هي تلك القبائل وفصائل القبائل وغيرها من العشائر األصلية ،والتي تنتفع .باألمالك الجماعية طبقا
7
لألعراف التي اعتادت عليها مند القدم استعماال واستغالال.
-هي األراض ي التي تمتلكها بصفة جماعية مجموعات من السكان املنتمين ألصل واحد وساللة واحدة،
ويرجع أصل هذه األراض ي إلى عصور جد قديمة مند أن كانت هذه الجماعات ملزمة باستغالل هذه األراض ي
8
بشكل جماعي نظرا لظروف األمن وطبيعةاالقتصاد.
فمن خالل هذه التعاريف نستنتج أنها تركز على العناصر التالية:
فباستحضار هذه العناصر يمكن اعتبار الجماعات الساللية كائنا اجتماعيا يخرج من تجمعات فردية
تربطهم أواصر القرابة يتمتع بكيان ذاتي مستقل عن كيان وذاتية مكونيه من األفراد ،وله قيمة اجتماعية متأتية
من قيمة الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه وهو االنتفاع باألمالك الجماعية طبقا لألعراف التي اعتاد عليها مند
9
القدم استعماال واستغالل.
6
-منية بنمليلح ،قانون األمالك العمومية منشورات املجلة املغربية اإلدارة املحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات واعمال جماعية ،اإلصدار 81الطبعة األولى ،2009ص.22:
7
-مأمون الكزبري ،التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتنمية في ضوء التشريع املغربي ،شركة الهالل املغربية للطباعة والنشر الرباط ،الطبعة الثانية ،1987ص.136
8
-حياة البجديني ،أراض ي الجموع بين املتطلبات القانونية ورهانات التنمية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،تخصص عقود وعقار كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة محمد األول ،وجدة السنة الجامعية .2014/2015
9
-ابراهيم فكري األمالك الجماعية مميزاتها الحقوقية وطبيعتها املادية ،ندوة األنظمة العقارية باملغرب ،ندوة من تنظيم مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية وهي 6-5أبريل
،2002الطبعة األولى ،2003الناشر مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية ،املطبعة والوراقة الوطنية بمراكش.
4
الفقرة الثانية :خصوصيات أراضي اجلموع
بالرجوع إلى املقتضيات القانونية املنظمة ألراض ي الجموع ،يتضح جليا أن املشرع أخضع هذه األخيرة
ال يمكن تفويت أمالك الجماعات الساللية إال في الحاالت ووفق الشروط الواردة في القانون رقم 62.17
"املتعلق بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبيرأمالكها" ،وذلك تحت طائلة بطالن التفويت.10
يمكن إبرام عقود التفويت باملراضاة واتفاقات الشراكة واملبادلة بشأن عقارات الجماعة الساللية لفائدة
كما يمكن إبرام العقود واالتفاقيات املذكورة عن طريق املنافسة أو عند االقتضاء باملراضاة لفائدة
الفاعلين العمومين والخواص فيتم مباشرة إبرام العقود واالتفاقيات السالفة الذكر بعد مصادقة مجلس
الوصاية املركزي.11
إن األمالك الجماعية ال يمكن أن تكون موضوع حجز 12بحيث يعتبر االنتفاع حقا شخصيا غير قابل
للتقادم وال للحجز وال يمكن التنازل عنه إال لفائدة الجماعة الساللية املعنية.13
10
"-الفقرة الثانية "من املادة 15من القانون رقم.62.17
11
-املادة 20من القانون رقم . 62.17
12
"-الفقرة األولى" من املادة 15من القانون رقم . 62.17
13
"-الفقرة الثانية" من املادة 16من القانون رقم .62.17
5
ثالثا :عدم قابلية األمالك الجماعية للتقادم أو الحيازة
ال تكتسب أمالك الجماعات الساللية بالحيازة وال بالتقادم وهو املبدأ الذي استقر عليه القضاء املغربي
في عدة قرارات نورد منها قرار مجلس األعلى الذي أكد فيه:
"أن قضاة االستئناف لم يزيدوا على أن طبقوا بدون أن يشيروا إليه صراحة في "الفصل 4من
ظهير "1919/04/27الذي ينص على أن األراض ي الجماعية ال تمتلك بالحيازة وال تفوت وال تحجز فكانوا على
صواب عندما لم يعتبروا أفعال التصرف التي ال يمكن أن يترتب عليها أي مفعول فيما يتعلق باألراض ي الجماعية
التي ال يمكن حيازتها بالنص املشار إليه" .14مؤدى هذه الخاصية أن األراض ي الساللية ال تكتسب بطريق التقادم
15
أو الحيازة مهما طال الزمن ،فاالنتفاع يعتبر حقا شخصيا غير قابل للتقادم
في ظل عدم قابلية األمالك الجماعية للتفويت والحجز والتقادم ،فإنه من غير املستساغ أن تخضع
للقسمة البتية والتي تقض ي وجوبا ملكية الشريك على الشياع للعقار املراد قسمته ،في حين أنه يمكن أن تخضع
هذا ،وتختلف إجراءات قسمة أراض ي الجموع قسمة استغاللية من منطقة إلى أخرى ،وقد اقتضت
الظروف أحيانا أن يتخذ االستغالل صبغة دائمة وهي وضعية أقرها ظهير 1919/04/27ونظمها القرار الوزاري
لسنة ..1945
غير أن القانون 62.17املتعلق بشان الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها جاء
بمستجد غاية في األهمية بموجبه نص على إمكانية تقسيم األراض ي الفالحية التابعة للجماعات و الواقعة خارج
14
-قرار مجلس األعلى رقم 165الصادر بتاريخ 10/03/1968أشار إليه محمد عبد الوهاب رافع ،مرجع سابق،ص 139وما بعدها.
-15الفقرة الثانية من املادة 16من القانون رقم.62.17
6
دوائر الري وغير املشمولة بوثائق التعمير ،وإسنادها على وجه امللكية املفرزة أو املشاعة ،لفائدة عضو أو عدة
على غرار األمالك العامة واألوقاف العامة فإن قاعدة التطهير املنصوص عليها بموجب الفصلين 1و62
من ظهير التحفيظ العقاري ،ال تسري على األراض ي الساللية وتبعا لذلك ،فإذا تبث بعد التحفيظ ،أن العقار
املحفظ ينتمي للملك الساللي فإن قاعدة التطهير ال تسري بشأنه وآنذاك وجب التشطيب على من أسس الرسم
العقاري بإسمه وتعويضه بالجماعة الساللية املعنية دون شرط إلغاء الرسم.17
حدد املشرع املغربي في إطار الفصل الثاني من ظهير 27ابريل 1919املعدل واملتمم الجهات التي لها
صالحية تدبير أراض ي الجموع من اجل ضمان تدبير الجماعات الساللية ملمتلكاتها العقارية ومنحها سلطة
للمحافظة على مصالحها وإدارة وتدبير شؤونها الخاصة من خالل اشخاص ينتمون اليها ويدعون بجماعة
النواب( الفقرة االولى) في حين أوجد املشرع ألية لإلشراف واملراقبة وفض النزاعات التي تنشأ بينهم واملتمثلة في
في هذه الفقرة سوف نتطرق لتكوين جماعة النواب(أوال) ودور هذه الجماعة في تدبير اراض ي الجموع
(ثانيا).
16
-املادة 16من القانون رقم .62.17
17
-امينة مبروك مهالوي ،مدخل لدراسة النظام العقاري املغربي ،الطبعة األولى ،2018مطبعة املعارف الجديدة الرباط ،ص 400وما بعدها.
7
اوال:تكوين جماعة النواب
ان أعضاء الجماعة الساللية هم ذوي الحقوق الذين يستغلون االراض ي الجماعية ويقومون بمهمة اختيار
اعضاء جماعة النواب ليقوموا بتمثيلهم والنيابة عنهم في كل ما تصح فيه النيابة فيما يتعلق بتدبير املمتلكات
وبهذا فان الفراغ التشريعي الذي يتمثل في طريقة تكوين جماعة النواب واالنتقادات التي تطال طريقة
تعيين هذه الجماعة دفعت الوزارة الوصية الى وضع دليل عملي حددت فيه الشروط الواجب توفرها في النائب
وطريقة اختياره وكذا جرد االسباب التي تؤدي عزله وهي نفس املقتضيات املنصوص عليها في املادة 189من
القانون رقم 17.62بشأن الوصاية االدارية على الجماعات الساللية وتدبير امالكها.19
لم يتطرق املشرع املغربي لتحديد الشروط الالزمة توفرها في نواب الجماعات الساللية وقد تم تدارك هذا
الفراغ التشريعي من طرف مؤسسسة الوصاية وذلك من خالل اصدارها لدليل 20يتعلق بنواب اراض ي الجماعات
الساللية والذي تم التطرق فيه الى الشروط الالزمة توفرها في جماعة النواب وهي كالتالي:
18
-املادة 9من القانون 17.62تختار الجماعة الساللية من بين اعضائها املتمتعين بحقوقهم املدنية ذكورا واناثا نوابا عنها يكونون جماعة النواب من اجل تمثيل الجماعة الساللية
امام املحاكم واالدارات واالغيار والقيام بالتصرفات القانونية التي تهم الجماعة مع مراعاة احكام الباب الخامس من هذا القانون.
19
-محمد مومن ،امالك الجماعات الساللية و أراض ي الكيش ،منشورات مجلة الحقوق سلسلة املعارف القانونية والقضائية ،األنظمة العقارية باملغرب،الجزء األول ،ص.47
20
26-مارس _2018وزارة الداخلية_ مديرية الشؤون القروية_ دليل نائب االراض ي الجماعية الساللية.
8
_ ان ال يقل سن الشخص عن 30سنة وال يتجاوز 70سنة
21
_ال يكون له سوابق عدلية وغير محكوم عليه من اجل جرائم عمدية
ينتخب نائب الجماعة الساللية من طرف الهيئة الناخبة املكونة من ذوي الحقوق املسجلين بالالئحة وفق
للدورية اعاله وذلك من خالل االقتراع السري واملباشر في دورة واحدة 22وبعد سلك مسطرة االنتخاب الى نهايتها
يتم االعالن عن الفائز الحاصل على أغلبية االصوات املعبر عنها مباشرة بعد انتهاء عملية االقتراع ،ويتم القيام
بعملية الترجيح املرشح االكبر سنا في حالة تعادل االصوات بين املترشحين واذا كان هناك تطابق السن تجري
القرعة بين املترشحين الفائزين اما بخصوص مستوى الطعون االنتخابية 23فانها تقدم بواسطة عريضة مكتوبة
توضع لدى ممثل السلطة املحلية خالل اجل اقصاه اسبوع واحد من تاريخ االعالن عن النتائج ويجب على
السلطة املحلية ان تبت في الطعون داخل اجل شهر ابتداءا من تاريخ التوصل ويمكن الطعن في القرارات
الصادرة عنها امام السلطة املحلية اإلقليمية في ظرف شهر واحد من تاريخ صدور القرار املطعون فيه الذي يجوز
الطعن فه امام مجلس الوصاية 24وفي حالة عدم وجود اي طعن في املوضوع يتم تسليم شهادة ادارية لتزكية
نتائج االنتخاب ن طرف السلطة املحلية ،اضافة الى ذلك يتم اعداد ملف خاص لكل نائب من طرف السلطة
املحلية يتضمن مجموعة من الوثائق 25حددها دليل نائب االراض ي الجماعية ثم يقوم بعد ذلك رجل السلطة
بإحالة ملف االختيار برمته على قسم الشؤون القروية بالعمالة املعنية من اجل العمل على اعداد شهادة
بالتعيين من اربع نسخ يتم االحتفاظ بنسخة منها على مستوى العمالة وتسلم نسخة مماثلة لكل من السلطة
ملحلية والنائب املعني باألمر ومديرية الشؤون القروية كما يعهد لقسم الشؤون القروية بالعمالة املعنية باعداد
بطاقة للنائب يتم تحديد بياناتها بمقتض ى قرار عمله مع الترخيص للنائب من اجل الحصول على خاتم خاص به
تحدد مدة والية النائب في 6سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وفقا لنفس الشروط املشار اليها اعاله وفي حالة
21
-دليل نائب االراض ي الجماعية ص.4
22
-سعيد زياد،اراض ي الجماعات الساللية (التدبير_املنازعات) منشورات مجلة الحقوق 2016االصدار التاسع سلسلة "الدراسات واالبحاث" ،مطبعة النجاح الجديدة ،ص.30
23
-سعيد زياد،م س ص .31_30
24
-دليل نائب األراض ي الجماعية ،ص.6
25
-تم ادراجها بشكل متسلسل وواضح في دليل جماعة النواب ،ص 6وص .7
9
وفاة النائب او عزله خالل مدة واليته فانه يمكن اختيار او انتخاب نائب اخر بنفس الطريقة الستكمال ما تبقى
وقد تضمنت الفقرة االخيرة من املادة العاشرة على مسطرة تعيين نواب الجماعة وعددهم تحدد نص
تنظيمي.
وتنتهي مهام أعضاء الجماعة النيابية بانتهاء مدة والية النائب املحددة في ست سنوات قابلة للتمديد مرة
واحدة،وبتقديم النائب استقالته تعبيرا عن عدم رغبته في االستمرار في أداء املهام التي اختير من أجلها ،كما
تنتهي مهامه بعزله ألحد األسباب 27التي حددها دليل نائب األراض ي الجماعية ونذكر البعض منها:
ويخضع العزل ملسطرة خاصة ،تبدأ بتوجيه رجل السلطة استفسارا للمعني باألمر أو القيام بتوجيه إنذار
أو توبيخ عند عدم تبرير املخالفة لحمل النائب عن العدول عن تصرفاته وتصحيح سيرته ،وفي حالة عدم امثثاله
أو تقديمه تفسيرا لسلوكه يشرع في سلوك مسطرة العزل في حقه من طرف السلطة املحلية عن طريق استصدار
قرار بالعزل من طرف الهيئة ال تي قامت بانتخابه أو تعيينه ،وذلك بطلب من السلطة املحلية ،ليتم تحرير تقرير
من طرف هذه االخيرة يضم االسباب الحقيقية الفعلية املؤدية لعزل النائب .كما تنتهي واليته بوفاته و وبانتهاء
26
-دليل النائب ،م س ،ص .8
27
-دليل النائب ،م س ،ص .8
10
_تثمين األراض ي الجماعية ( الكراء والتفويت)
تسيير األراض ي الواقعة داخل دوائر الري الخاضعة لظهير 25يوليو .1969
الى جانب جمعية جماعة النواب توجد أيضا مؤسسة الوصاية التي أسند اليها املشرع مهمة املراقبة
واإلشراف والعمل على املحافظة على ممتلكات الجماعات الساللية وسنتناول في هذا االطار تكوين هيئة
الوصاية (أوال) ثم التطرق الختصاصاتها (ثانيا) وإمكانية الطعن في القرارات الصادرة عن هذه املؤسسة( ثالثا).
حسب القانون رقم 17.62بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أحكامها فان وزير
الداخلية او من يفوض اليه ذلك يمارس الوصاية اإلدارية للدولة على الجماعات الساللية وتدبير أحكامها فان
وزير الداخلية او من يفوض اليه ذلك يمارس الوصاية اإلدارية للدولة على الجماعات الساللية. 28
كذلك يحدث على صعيد كل عمالة او إقليم مجلس تسمى مجلس الوصاية اإلقليمية يترأسه عامل
العمالة او اإلقليم او من يمثله ويتألف من ممثلي اإلدارة على الصعيد اإلقليمي ممثلين عن الجماعات الساللية
28
-انظر الفقرة االولى من املادة 30من القانون .17.62
29
-انظر الفقرة االولى من املادة 32من نفس القانون .
11
ثانيا :اختصاصات مجلس الوصاية املركزي
بالرجوع الى نصوص القانون رقم 17.62بشان الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها
فإنه يتضح لنا وجود نوعيين من مجالس الوصاية حيث توكل لكل مجلس اختصاصات معينة بنص املادتين
3032و 3133من نفس القانون أعاله .لذلك سنتحدث عن اختصاصات مجلس الوصاية املركزي(أ) واختصاصات
-املصادقة على عملية االنتقاء أو التفويت أو املبادلة أو الشراكة املتعلقة بأمالك الجماعات الساللية .
-البت في النزاعات القائمة بين الجماعات الساللية التابعة ألكثر من عمالة أو اقليم.
-ال بث في طلبات اإلذن برفع اليد عن التعرضات املقدمة من طرف نواب الجماعات الساللية ضد مطالب
-املصادقة على اتفاقات او محاضر الصلح املبرمة بين الجماعات الساللية والغير.
-املصادقة على الئحة أعضاء كل جماعة ساللية املعدة من طرف جماعة النواب.
-البث في النزاعات بين الجماعات الساللية التابعة للعمالة أو اإلقليم املعني وبين هذه الجماعات
ومكوناتها وأعضائها.
30
-راجع املادة 32من القانون 17.62بشان الوصاية االدارية على الجماعات الساللية وتدبير امالكها.
31
-راجع املادة 33من القانون 17.62بشان الوصاية االدارية على الجماعات الساللية وتدبير امالكها.
32
-انظر الفقرة األولى من املادة 32من القانون .17.62
12
-تتبع تنفيذ جماعة النواب للمقررات الصادرة بشأن أمالك الجماعات الساللية.
-املوافقة على استعمال عقار تابع للجماعة الساللية من طرف أحد أعضاء هذه املجموعة لبناء سكن
-ابداء الرأي بشأن القضايا املعروضة عليه من طرف مجلس الوصاية املركزي.33
لقد اختلف الفقه والقضاء بخصوص هذه املسلة ومنأجل توضيح ذلك سنتناول موقف الفقه من الطعن
في قرارات مجلس الوصاية (أ) وموقف القضاء من الطعن في قرارات هذا املجلس(ب)
قبل صدور دستور 342011يرى احد الباحثين املهتمين 35ان قرار مجلس الوصاية قابل للطعن فيه أمام
مقرر مجلس الوصاية يعتبر قرارا اداريا مستوفي لجميع شروط ومقومات القرار االداري باعتباره صادر
عن سلطة ادارية يملك حق اصداره وان يكون نهائيا غير قايل للتعقيب فانه مؤثر في املراكز القانونية لألطراف.
في اطار دعوى االلغاء التي هي دعوى القانون العام تكون كل القرارات االدارية التي توفرت فيها شروط
ومقومات القرار االدري قابلة للطعن بااللغاء والعبرة في قابليتها للطعن بااللغاء هي مدى توافرها على شروط
القرار االداري وأن دعوى اإللغاء بذلك توجه ضد كل قرار اداري دونما الحاجة الى نص قانوني صريح وتكون
قابلة للطعن باإللغاء ما لم يكن الطعن حوله منظم بقانون خاص او كتن هنالك مجال الستعمال الدعوى
املوازية .
33
-انظرالفقرة االولى من املادة 33من نفس القانون.
34
-ظهير الشريف رقم 91.11.1صادر في 27من شعبان 29( 1432يوليو )2011بتنفيذ نص الدستور.
35
-محمد قصري ،اشكاالت تطبيق الظهير املنظم ألراض ي الجموع ،دراسة ضمن مؤلف جماعي بعنوان أراض ي الجماعات الساللية باملغرب ،سلسلة األنظمة واملنازعات العقارية
"االصدار األول ،يناير ،2010الطبعة الثانية ،2012منشورات مجلة الحقوق ،ص 80وما بعدها.
13
يبقى حق الطعن حقا دستوريا وتكريس مفهوم دولة الحق والقانون ال يستقيم إال بجعل كل القرارات
اإلدارية قابلة للطعن باإللغاء ضمانا للمشروعية و الرقابة على األعمال القانونية لألدارة.
إن قانون احداث املحاكم االدارية في فصليه 368و 3720جاء الحقا على ظهير 1919مما قد يكون نسح
إن القواعد العامة املتعارف عليها فقها وقضاء ومنها أن القانون االحق يلغي السابق تجعل مقررات مجلس
أنه ال يمكن التفرقة بين القرارات الصادرة عن مجلس الوصاية التي تتعلق بتقسيم االنتفاع وجعلها غير
قابلة للطعن على خالف مثيلتها املتعلقة بخرق االجراءات والشكليات على اعتبار أن املعيار العام في قابليتها
للطعن هو مدى توفرها على شروط ومقومات القرار االداري وأن أسباب الطعن كما هي محددة في الفصل 20
من القانون 41.90املحدث بموجبه املحاكم اإلدارية .يجعل التفرقة غير مبررة ألجل تلك االسباب يبقى مقرر
مجلس الوصاية كقرار اداري قابل للطعن باإللغاء امام القضاء االداري سواء تعلق بتوزيع االنتفاع أو خرق
الشكل واالجراءات.
تشبثت محكمة النقض بمنطوق الفصل 12من ظهير 27ابريل ،1919في مجموعة من قراراتها إذ ألغت
مجموعة من األحكام الصادرة عن املحاكم االدارية التي قبلت الطعن بإلغاء مقرارات مجلس الوصاية معتبرة أن
قرارات املجلس بمثابة أحكام معللة قضائها بأن هذه القرارات هي قرارات نهائية غير قابلة للطعن باإللغاء.
كذلك قبولها الطعن باإللغاء في مقررات مجلس الوصاية متى تعلق األمر بتجاوز اختصاصاته او مخالفة
القانون او خرق الشكليات واالجراءات املتعلقة بانعقاده ،من ذلك مثال حالة عدم ذكر صفة أعضاء املجلس.39
36
-راجع الفصل 8من قانون 14.94املحدثة بموجبه املحاكم االدارية.
37
-راجع الفصل 20من قانون 14.94املحدثة بموجبه املحاكم االدارية .
38
-راجع الفصل 12من ظهير 27فبراير .1919
39
-حياة البيجدايني ،قضاء محكمة النقض في منازعات اراض ي الجماعات الساللية ،دار النشر واملعرفة ،دون ذكر الطبعة ،ص .71
14
لذلك جاء في قرار لها ،قرار عدد 188ورد فيه "لكن حيث بصرف النظر عن كون الفصل 12من ظهير 27
ابريل 1919املتعلق بتنظيم الوصاية على الجماعات الساللية وضبط تدبير إدارة األمالك الجماعية كما عدل،
يعفي من تعليل قرارات مجلس الوصاية فتن التعليل اإلداري لقراراتها اإلدارية بما هو إفصاح عن األسباب
القانونية والواقعية الداعية الى اتحادها يكون متحققا كلما كان ما هو وارد فيها من علل واضح وكاف لتمكين
املخاطب بها من معرفتها اذا رغب في الطعن فيها ،واملحكمة مصدرة القرار املطعون فيه التي ردت ما تمسك به
الطرف املستأنف منعدم خضوع القرار الطعين للتعليل استنادا الى الفصل 12املشار اليه من املادة االولى من
رقم 01.03تنص على إلزام إدارات الدولة والجماعات املحلية وهيأتها واملؤسسات العمومية واملصالح التي عهد
اليها بتسيير مرفق عام بتعليق قراراتها الفردية والسلبية الصادرة لغير فائدة املعني تحت طائلة عدم الشرعية
وذلك باإلفصاح كتابة في صلب هذه القرارات عن االسباب القانونية والواقعية الداعية التخادها وأن القرار
املطعون فيه ال يدخل في زمرة القرارات املستثناة من تطبيق هذه املقتضيات وأن اصدار مجلس الوصاية لقرار
غير معلل يعد خرقا لقاعدة قانونية أمرة يجعله متسما بتجاوز السلطة لعيب الشكل دون أن تبرر عدم كفاية
تعليل القرار املطعون فيه الذي يحيل على تقرير السلطة املحلية املنجز بتاريخ 23فبراير 2005والذي لم ينف
الطاعن...االطالع عليه وكذا وثائق الطرفين املدلى بها ملجلس الوصاية فجاء قرارها خارقا للمقتضيات املشار اليها
وقرار أخر عدد 1325ورد فيه ايضا ".اذا كان املجلس األعلى قد أصدر فعال ببعض القرارات التي قبل
فيها الطعن باإللغاء ضد قرار مجلس الوصاية رغم أن قراراته ال تقبل أي طعن بنص القانون املحدد له فان
ذلك كان مقيدا بكون مجلس الوصاية قد بت في نزاعات تخرج عن اختصاصه كما اذا بت في نقطة االستحقاق
او بت في نزاع حول أراض ي الكيش والحال أن اختصاصه الذي ال يقبل أي طعن مقيد بالبت في استغالل
41
االنتفاع باألراض ي التابعة للجموع".
40
-قرار صادر بتاريخ 14ابريل 2011في امللف عدد 2009_1_4_214غير منشور اوردته حياة البيجدايني م،س ،ص .72
41
-قرار صادر بتلريخ 20فبراير 2001في امللف عدد 2000_1_4_1293منشور بمجلة الحقوق املغربية العدد ،2008_5ص .273
15
املبحث الثاني :احلماية القانونية والقضائية ألراضي اجلموع
وطرق االستثمار فيها
قد أحاط املشرع الجماعات الساللية بمجموعة من املقتضيات القانونية ،وذلك لتوفير الحماية القانونية
والقضائية لهم (املطلب األول) ،وبين من خالل مجموعة من النصوص القانونية طرق االستثمار في هذه األراض ي
(املطلب الثاني).
تتعدد مظاهر الحماية القانونية والقضائية للوعاء العقاري الساللي ،نظرا لألدوار االقتصادية
واالجتماعية التي يضطلع بها ،وقد أولى املشرع اهتمام خاص بهذا املجال ،بما يخص الحماية القانونية (الفقرة
إذا كانت مسطرة التحفيظ العقاري ملا لها من فوائد وإيجابيات في تصفية الوضعية القانونية ألراض ي
الجموع من التحمالت والحقوق املحتملة فإنها في مقابل ذلك إجراءات مكلفة وطويلة تتسم بنوع من التعقيد
يعسر من تحقيق النتائج املتوخاة من ظهير التحفيظ العقاري ،الش يء الذي استلزم تدخل تشريعي إلقرار
مسطرة موازية تؤدي بالضرورة لنفس اآلثار التي ترتبها مسطرة التحفيظ العقاري ،42ويتعلق األمر بمسطرة
التحديد اإلداري املنصوص عليها بمقتض ى ظهير 18فبراير ،1924على الرغم من أهميتها سرعان ما أبانت عن
حجم القصور الذي يعتريها وذلك راجع إلى العديد من األسباب أهمها عجز التشريع عن مواكبة التطور الذي
يشهده الوعاء العقاري الساللي على كافة األصعدة ،مما حمل املشرع إلى تجديد الترسانة القانونية وإصدار
-42مسطرة التحديد اإلداري املنصوص عليها في ظهير 18فبراير 1924كما عدل وتمم تكاد تكون نسخة طبق األصل ملسطرة التحديد اإلداري املنصوص عليها في
ظهير 10يناير 1916املتعلق بالتحديد اإلداري ألمالك الدولة الخاصة (املخزنية) ،ال من حيث اإلجراءات وال من حيث اآلثار باستثناء بعض الخصوصيات البسيطة
التي ينفرد بها كل نظام على حدة.
16
أوال :مسطرة التحديد اإلداري ألمالك الجماعات الساللية
وسوف نتحدث هنا عن كل من اإلجراءات املتبعة في عملية التحديد اإلداري ،ثم اآلثار املتمخذة عنها،
تمر مسطرة التحديد اإلداري بمجموعة من املراحل التي تضفي على العقاري الجماعي ما يكفي من
تبتدئ عملية التحديد اإلداري استنادا للفصل األول من ظهير 18فبراير 1924والتي تقابلها املادة األولى
من القانون 63.17بتوجيه طلب من طرف اإلدارة الوصية على الجماعات الساللية متمثلة في شخص وزير
الداخلية باعتباره مكلفا بالوالية عليها ،وذلك بعد استشارة الجماعات الساللية املعنية.
بعد املوافقة عن هذا الطلب من طرف وزير الداخلية يقوم هو اآلخر بتوجيه طلب إلى رئيس الحكومة
يتضمن مجموعة من البيانات واملعلومات املتعلقة بالجماعات الساللية املالكة ،والعقار من حيث موقعه
وحدوده واالسم الذي يعرف به واسماء املجاورين له ،وقطع األراض ي الداخلة فيه ،وعند االقتضاء التحمالت أو
الحقوق العينية التي يظهر أنها مترتبة عليه ،43مع إرفاقه بتقرير السلطة املحلية وذلك من أجل إصدار مرسوم
يأذن من خالله رئيس الحكومة بافتتاح عمليات التحديد اإلداري للعقار موضوع الطلب.
وبعد املوافقة على الطلب يصدر رئيس الحكومة قرارا في شكل مرسوم يعين من خالله تاريخ الشروع في
أعمال التحديد ومكان العقار املراد تحديده وذلك عن طريق نشر طلب التحديد اإلداري مرفقا باملرسوم الذي
وتتكون اللجنة الخاصة بعمليات التحديد اإلداري استنادا للفصل الثاني من ظهير 18فبراير 1924من
قائد املنطقة باعتباره رئيسا لها ،ممثل وزارة الداخلية باعتبارها الوزارة املكلفة بالوصاية على أمالك الجماعات
-43راجع الفقرة الثانية من الفصل الثالث من ظهير 18فبراير 1924املتعلق بالتحديد اإلداري ألراض ي الجماعة.
17
الساللية ،نائب أو نواب الجماعة الساللية طالبة التحديد ،مهندس خبير بأمور املساحة ،وعند االقتضاء ممثل
عن اإلدارات العمومية املصالح التجهيز واألوقاف واملياه والغابات واألمالك املخزنية ،وعدلين اثنين.
وبحلول األجل املقرر إلجراء عملية التحديد اإلداري فإن اللجنة املذكورة أعاله تشرع في عملية التحديد
اإلداري وذلك بااللتحاق بعين املكان في الساعة املحددة والتاريخ املعلن عنه واملكان املبين في اإلعالنات املشار
إليها سابقا وذلك بالطواف من أجل استطالع الحدود ووضع األنصاب وعالمات التحديد وتلقي التعرضات مع
تنبيه كل متعرض بضرورة تقديم مطلب تحفيظ تأكيدي يتعلق بالقطعة أو القطع موضوع تعرضه استنادا
للفصل الخامس من ظهير 18فبراير 1924والتي تقابلها مقتضيات الفقرة الثانية من املادة 5من القانون .63.17
والجديد الذي حمله القانون 4463.17أنه في حال تعذر ألي سبب من األسباب على لجنة التحديد اإلداري
مواصلة أشغالها ،فإنه يجب على رئيس اللجنة أن يقوم بتحديد تاريخ جديد ملواصلة عملية التحديد وإخبار
وفي ختام عملية التحديد اإلداري يحرر محضر من طرف أعضاء اللجنة يتضمن مجموعة من البيانات
لعل أهمها اسماء وصفة أعضاء اللجنة املكلفة بالتحديد والتاريخ الكامل الذي تمت فيه هذه العملية ،45...وإن
كانت اإلجراءات املتبعة في سبيل ذلك مغيبة في ظل ظهير 1924حيث كان يتم الرجوع إلى مقتضيات ظهير 12
غشت 1913املتعلق بالتحفيظ العقاري كما عدل وتمم ،وهو ما حسمه املشرع من خالل القانون 63.17مراعاة
منه لخصوصية مسطرة التحديد اإلداري وهو ما يستفاد من خالل مقتضيات املادة 7من مشروع القانون
املذكور.
-ويرفق محضر التحديد لزوما بالئحة تحتوي على بيانات تشمل وصف العقار وموقع األنصاب املغروسة
والحدود املوضوعة بها وإتجاهاتها واملساحة الفاصلة بين كل واحدة منها بدقة وعناية لتسهيل العثور عليها
بعملية اإلشهار حيث تكون املصالح املحلية والحالة هذه املكلفة بتسجيل التعرضات مقابل إعطاء شهادة
للمتعرض تثبت تقديم التعرض داخل اآلجال املحددة ،والجدير بالذكر أن املشرع وتسهيال منه لإلجراءات
املسطرية للتحديد وذلك ألجل التسريع في تصفية الوضعية القانونية للعقار تدخل بمقتض ى املادة 9من القانون
بمجرد الخضوع إلجراءات التحديد اإلداري املتعلق بتحديد أراض ي الجماعات الساللية فإن املشرع وضع
جملة من اآلثار تمتد منذ صدور املرسوم القاض ي باملوافقة على إجراء عملية التحديد إلى حين صدور املرسوم
-بطالن عقود تقويت املشمولة بعمليات التحديد :وهو ما أكده الفصل الثالث من ظهير 18فبراير ،1924
ذلك أن نشر عمليات التحديد اإلداري وفق الطرق املنصوص عليها في ذات الفصل يؤدي إلى ترتيب أثر مهم
يتمثل في منع تحرير أي رسم يتعلق بعقد تفويت حق امللكية أو حق االنتفاع بشأن األراض ي الخاضعة ألعمال
التحديد ،وذلك استثناء من الحاالت املنصوص عليه في الفصل الرابع من ظهير 27أبريل 1919ويتم ذلك من
خالل نشر املرسوم املتعلق باملصادقة على أعمال التحديد وإال كان هذا العقد باطال حتى فيما بين املتعاقدين،46
ويستوي في هذا الحكم الذي قرره املشرع بمقتض ى الفصل الثالث من ظهير 1924كافة التصرفات سواء
كانت بعوض كالبيع واملعارضة وتقديم العقار حصة في شركة والكراء ،أو تلك التي تتم بدون عوض كالهبة
والحبس والعمري والصدقة ،الش يء الذي يفيد أنه متى أدلى املتعرض على عملية التحديد اإلداري بعقد ناقل
حق عليه.47
-التعرض على تحديد أمالك الجماعات الساللية :من بين اآلثار املهمة التي تترتب عن عملية التحديد
اإلداري هو أن املشرع خول لكل شخص يدعي حقا على عقار موضوع التحديد اإلداري مكنة تقديم تعرض يدعي
وإلى جانب مطلب التحفيظ التأكيدي يتعين على املتعرض اإلدالء بشهادة من السلطة املحلية يثبت
بمقتضاها أنه سبق له تقديم تعرضه داخل اآلجال القانونية وإال سقط حقه في التعرض على اعتبار أن اآلجال
املحددة في ظهير 18فبراير 1924هي أجال من النظام العام ومحددة مسبقا وليست أجاال كاملة.48
غير أن املتعرض ملزم طبقا للقرة األخيرة من الفصل الخامس من ظهير 1924بتقديم الحجج واملستندات
يمكن لسلطات الوصاية على أراض ي األمالك الجماعية اللجوء إلى مسطرة التحفيظ العقاري املنصوص
عليها بمقتض ى ظهير 12غشت 1913املعدل واملتمم بمقتض ى القانون 14.07بشأن التحفيظ العقاري ،وذلك
بحسب األحوال فإذا كانت األراض ي املراد اخضاعها لعملية التحفيظ العقاري تقل عن 500هكتار فإن األمر
يقتض ي تبعا لذلك اللجوء إلى مسطرة التحفيظ العقاري وفق القواعد العامة املنصوص عليها في الظهير السابق
كما وقع تعديله وتتميمه ،أما إذا كانت مساحة األرض الجماعية املراد تحفيظها تزيد في مساحتها أو تعادل 500
هكتار فإنها تكون مسبوقة دائما بمسطرة التحديد اإلداري املنصوص عليها في ظهير 18فبراير 1924مما
يستوجب والحالة هذه اللجوء إلى مسطرة خاصة بالتحفيظ تكون مكملة ومتممة لعملية التحديد اإلداري وذلك
بالنظر إلى الخصوصيات التي تكتنف عملية التحفيظ العقاري املسبوقة بعملية التحديد اإلداري والتي ال تخضع
وتتميمه.
إلى جانب الوثائق التي تثبت الصفة الجماعية لألراض ي املراد تحفيظها ينبغي أن يعزز طلب التحفيظ
بجملة من الوثائق األخرى أهمها نسخة من محضر التحديد اإلداري ومرسوم املصادقة على عمليات التحديد
اإلداري إلى جانب نسخة من التصميم الذي سبق أن أنجزته اإلدارة املعنية.
ولعل ما يضفي الخصوصية على مسطرة التحفيظ العقاري لألراض ي الساللية أنه ال يمكن التعرض على
عمليات التحفيظ هذه طاملا أن املشرع فتح أجاال خالل إجراء عمليات التحديد في املرحلة املمتدة بين إصدار
املرسوم القاض ي باملوافقة على طلب التحديد اإلداري واملرسوم القاض ي باملصادقة عليها ،خالل أجل 6أشهر
الخاصة بالتعرضات.
ومن املسائل األخرى التي تضفي الخصوصية على مسطرة التحفيظ العقاري أنها تجري بدون خضوعها
لعملية اإلشهار املنصوص عليها في القواعد العامة للقانون 14.07بل يقتصر األمر فقط على القيام بإجراءات
حددها ظهير 18فبراير 1924وخضع لها العقار مسبقا أصبحت معها إجراءات التحديد اإلداري وفق القواعد
العامة دون جدوى ،باستثناء اإلجراءات التي نص عليها ظهير 18فبراير 1924والتي تتلخص في ضرورة التحقق
من طرف املهندس املساح الطبوغرافي الذي انتدبه املحافظ على األمالك العقارية من وضع عالمات الحدود
ورسم الخريطة املتعلقة بالعقار على أساس أن يعمل املهندس املساح بعد االنتهاء من هذا اإلجراء على إنجاز
تصميم نهائي للعقار يرسله للمحافظة العقارية يتم على قوله تأسيس الرسم العقاري للعقار موضوع التحفيظ
العقاري في اسم الجماعة الساللية طالبة التحفيظ وذلك كله باالستناد الى املادة 13من القانون .63.17
وبناء على هذا التقسيم يشرع في تحديد كل قطعة على حدة ،تطبيقا ملا نص عليه الفصل 54من القانون
14.07املتعلق بالتحفيظ العقاري ،غير أن التحديد خالفا لنص الفصل املذكور ال ينتج عنه تأسيس رسم عقاري
أو تصميم خاص بالعقار املجزئ أو القطع املستخرجة وإنما يتم فقط تقييد هذا التقسيم بطلب من املوص ي
21
طبقا للفصل 69من القانون 14.07في الرسم العقاري الخاص باألرض الجماعية املقسمة ،وتنقل هذه التجزئة
كما سبق وأشرنا فإن األراض ي الساللية التي تقل مساحتها عن 500هكتار وبالتالي ال تكون مسبوقة
بعملية التحديد اإلداري وفقا لظهير 18فبراير 1924تخضع ملسطرة التحفيظ وفق القواعد العامة املنصوص
عليها بمقتض ى ظهير 12غشت 1913كما وقع تعديله وتتميمه بمقتض ى القانون ،07-14مما يستلزم تقيدها بأي
خصوصيات ومميزات قياسا لتلك الخصوصيات التي تنفرد بها األراض ي الساللية املسبوقة بمسطرة التحديد
اإلداري والتي تخضع ملسطرة التحفيظ الخاصة ،وإن كان يقتض ي استثناء ضرورة الحصول على إذن لتقديم
واستنادا إلى ذلك فإن خضوع األراض ي الجماعية للقواعد العامة ملسطرة التحفيظ فإن األمر يقتض ي
تقديم مطلب للتحفيظ إلى املحافظة على األمالك العقارية وفق الشكليات والبيانات املنصوص عليها في الفصل
13من وما يليه من القانون 14.07وسواء من طرف نواب الجماعة الساللية أو مقرر من سلطات الوصاية
مباشرة مشفوعا برأي السلطة املحلية ومعزز بتصميم يحدد موقع العقار املراد تحفيظه.
كما ينبغي أن يعزز مطلب التحفيظ بالوثائق املدعمة مللكية الجماعات الساللية لألراض ي املراد تحفيظها
وإن كان األمر يكتس ي نوعا من الخصوصية عندما يتعلق بإثبات ملكية األراض ي الساللية بسبب أنها غير قابلة
للتفويت من حيث املبدأ حيث يتم االستناد إلثبات ملكيتها في الغالب األعم على الحيازة الطويلة الهادئة
واملستمرة مع اقترانها ببعض الصفات األخرى مستمدة من العادة والروح القومية التي تميز الجماعات الساللية
وبما أن مسطرة التحفيظ العقاري ليست مجانية فإنه يتعين على طالب التحفيظ إيداع واجبات
التحفيظ لدى املحافظة العقارية التي تراعي في تقديرها مساحة العقار املراد تحفيظه وموقعه الجغرافي بين ذلك
22
املوجود داخل املدار الحضري أو خارجه إلى جانب القيمة االقتصادية والتجارية لألراض ي الساللية املراد
تحفيظها.50
وبخصوص عمليات التحديد ووضع األنصاب ووضع محضر التحديد والجهات املكلفة بإعداده الى جانب
التعرضات وكيفية تقديمها واآلجال املقررة في سبيل ذلك مرورا باملسطرة القضائية متى وجدت تعرضات تقتض ي
إحالة امللف إلى القضاء إلى حين اتخاذ قرار املحافظ العقاري بتأسيس الرسم العقاري واإلجراءات املصاحبة لها
والتقييدات الواقعة على العقار بعد تحفيظه ،فإنها تخضع كلها بكافة تفاصيلها وجزئياتها للقواعد العامة لظهير
12غشت 1913بشأن التحفيظ العقاري كما وقع تعديله وتتميه بمقتض ى القانون 14.07بغض النظر عن
إلى جانب النظام القانوني املتعلق بأراض ي الجماعات الساللية لسنة ،2019فإن املنازعات التي تثور بشأن
وقد جاءت املادة الخامسة من القانون 62.17لتنص على حق الجماعة الساللية في مباشرة جميع
الدعاوى بعد الحصول على املوافقة من السلطة الوصية على األراض ي الساللية والسماح لها بممارسة جميع
أصناف الدعاوى ،مع ضرورة تبليغ جميع الدعاوى إلى سلطات الوصاية.
وأن القضاء بما له من سلطة يختص بالبت في املنازعات وحماية املراكز والحقوق ،ووالية القضاء هي ما
للمحاكم من سلطة الحكم بمقتض ى القانون في املنازعات التي ترفع إليها ،وهي حق من حقوق الدولة ،وفرع من
سيادتها.51
ويتوزع االختصاص القضائي بين املحاكم االبتدائية )أ( أو املحاكم اإلدارية (ب).
تعتبر املحاكم االبتدائية هي املحاكم ذات الوالية العامة للنظر في املنازعات ما لم يقيد اختصاصها بنص
وبهذا فإن املحكمة االبتدائية تختص في دعاوى استرداد الحيازة ودعاوى االستحقاق ودعاوى البطالن.
وعليه فإن الحيازة تمتاز بصفة عامة في ميدان العقار بكونها الضمانة الوحيدة بالنسبة للحائز الفعلي
للحيلولة دون فقد الحيازة ،فدعوى الحيازة إذا توفرت شروطها املنصوص عليها في الفصل 166من قانون
املسطرة املدنية تكتس ي الصبغة االستعجالية ألن الهدف من إقامتها مورد األموال إلى نصابها وإرجاع الحيازة إلى
غير أن دعاوى استحقاق األمالك الجماعية ،تخضع لبعض األحكام العامة التي تقتضيها الطبيعة
وفي هذه السياق جاء في قرار ملحكمة النقض "لكن حيث أن قضاة االستئناف لم يعطوا أي اعتبار
للحيازة ،ألن النزاع متعلق بأراض جماعية وألن أفعال التصرف فيها ال يمكن أن تؤدي إلى تملك األراض ي الجماعية
بالحيازة ولو طالت نظرا ملا قرره الفصل الرابع من ظهير 26رجب 1337موافق لـ 27أبريل .53"1919
أما فيما يخص دعوى البطالن فإن الفصل 306من ق.ل.ع ينص على أن "االلتزام الباطل بقوة القانون ال
يمكن أن ينتج أي أثر إال استرداد ما دفع بغير حق تنفيذا له ،ويكون االلتزام باطال بقوة القانون:
-52محمد بلحاج الفحص ي ،أراض ي الجماعات الساللية باملغرب بين التنظيم القانوني وإشكاالت الواقع ،طبعة ،2016مطبعة دار السالم ،الرباط ،ص .247
-53قرار عدد 165صادر بتاريخ 20مارس ،1968منشور باملؤلف الجماعي حول "أراض ي الجماعات الساللية باملغرب" مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط ،الطبعة
الثانية 2012ص 283وما يليها.
24
-2إذا قرر القانون في حالة خاصة بطالنه".
وفي هذا السياق جاء في قرار ملحكمة االستئناف بالرباط ما يلي" :وحين تكون باطلة بطالنا مطلقا عقود
البيع واإليجار والقسمة املبرمة خالف ظهير التجزئات العقارية "الفصل 72من ظهير ."25.90
وحيث إن عقد البيع املتمسك به من لدن املدعي ،أبرم قبل الحصول على التسجيل باملحافظة العقارية
وحيث إن الدفع بالبطالن هو وجه للدفاع يمكن إثارته في أي مرحلة من مراحل التقاض ي وال يتقادم أبدا
لقد حدد القانون رقم 41.90املحدث للمحاكم اإلدارية اختصاص هذه املحاكم تحديدا حصريا.
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن مجلس الوصاية هو بمثابة محكمة إدارية خاصة ،حيث أنه يفصل
بصفة نهائية ال تقبل الطعن أو التعقيب في املنازعات الجماعية التي تدخل في اختصاصه.55
وقد تبنت محكمة النقض هذا الطرح في أحد قراراتها بحيث جاء فيه "حيث صح ما عابته الوسيلة على
القرار املطعون فيه ،ذلك أن قرار مجلس الوصاية على األراض ي الساللية صدر وفق مقتضيات ظهير -04-27
1919وموقع عليه من طرف جميع أعضائه وبت في حدود اختصاصه املتعلق بتوزيع استغالل األراض ي الساللية
على أفراد الجماعة فيكون غير مشوب بأي عيب وهو ليس قرارا إداريا بمفهوم القانون ،03.01ألنه يبت في
نزاعات حددها الظهير املذكور واملتعلقة بتوزيع االنتفاع بأراض ي الجماعات الساللية واملحكمة مصدرة القرار
املطعون فيه ملا اعتبرته قرارا إداريا تكون قد خرقت املقتضيات املذكورة وعرضت قرارها للنقض".56
-54قرار عدد 104املؤرخ في 2000.07.25ملف عدد 2000/2049منشور بسلسلة األنظمة واملنازعات العقارية ،اإلصدار الثاني ،القواعد املوضوعية والشكلية في
مساطر املنازعات العقارية ،الجزء األول – الطبعة الثانية ،2011ص 223وما يليها.
-55محمد مومن ،مرجع سابق ،ص.136 .
-56قرار عدد 1/1093املؤرخ في 2013-11-21ملف إداري عدد .2012/1/4/3608
25
وقد ذهب جانب مهم من الفقه 57للدفاع عن املوقف القائل بأن قرارات مجلس الوصاية هي قرارات
إدارية ،وأن ظهير 27أبريل 1919لم يمنع مراقبة الطعن في قرارات مجلس الوصاية باإللغاء بسبب التجاوز في
السلطة.
في حين اعتبر قضاء محكمة النقض أن مقررات مجلس الوصاية ال تقبل الطعن باإللغاء ،استنادا إلى
الفصل 12من ظهير 27أبريل 1919الذي ينص على أن املقررات الصادرة عن مجلس الوصاية غير قابلة ألي
طعن ،وباستقراء املقررات الصادرة عن محكمة النقض ،يتبين أنها كرست مبدأ عدم قابلية مقررات مجلس
الوصاية للطعن باإللغاء ،متى تعلق األمر بتجاوز اختصاصه ،أو بخرق الشكليات واإلجراءات املتعلقة بانعقاد
مجلس الوصاية.
وبهذا فقد جاء في قرار قضائي 58ما يلي" إن املحكمة أمرت بإجراء املعاينة من أجل استجماع عناصر البت
بالوقوف على أرض النزاع ،واالستماع الى الشهود للتأكد من الطابع الجماعي لألرض املدعى فيها ،وأنها اعتمدت في
هذا الصدد وباألساس على ما ادلى به نائب الجماعة الساللية ...من تصريح أمامها من أن العقار موضوع مطلب
التحفيظ املتعرض عليه ليس ملكا جماعيا ،وإنما هو ملك خاص للبائع لطالب التحفيظ ،وأن هذا التصريح
ليس رفعا للتعرض ،بل هو تصريح يبقى خاضعا لتقدير املحكمة ،ملا تملكه من سلطة في تقييم األدلة
لقد كان االستثمار في األراض ي الساللية هاجس كل فعالية متدخلة في النظام العقاري الساللي ،لكن
الضغط السياس ي وعدم قدرة الوزارة الوصية على شمل شتات العقار الجماعي ماديا ومعنويا جعل إمكانية
الولوج إلى هذا النوع من األراض ي شبه مستحيلة مع األخذ بعين االعتبار أن املغرب ال يتوفر على خارطة واحدة
التطبيقي 59املتعلق بقانون ،62.17أصبحت إمكانية االستثمار ممكنة قانونا ،ذلك أن املساطر الحالية منظمة
لالستثمار في األراض ي الساللية قد يؤدي إتباعها إلى نتيجة مطلوبة ومقبولة ،وهذا يدفعنا للتساؤل حول طرق
االستثمار في أراض ي الجموع (الفقرة األولى) إال أن إمكانية االستثمار في هذه األراض ي ال تخلو من معيقات
من خالل هذه الفقرة سنحاول تسليط الضوء على طرق االستثمار في أراض ي الجموع والتي جاء بها القانون
الجديد رقم 62.17بحيث يمكن الحديث عنها من خالل كراء األراض ي الساللية (أوال) ومن خالل تفويتها (ثانيا).
سنحاول التطرق إلى نوعين من أنواع كراء أراض ي الجموع وهي الكراء باملراضاة وعن طريق طلبات
العروض.
في إطار استثمار أراض ي الجماعات الساللية ،من أجل إنجاز مشاريع تنموية تنهض باالقتصاد املحلي
وتوفر عائدات دورية للجماعات ،وذلك يتمثل أساسا باللجوء إلى كراء األراض ي الساللية عن طريق املراضاة
عندما يتعلق األمر بمشاريع استثمارية ،وذلك طبقا ملا جاءت به املادة 30في فقرتها األولى من املرسوم التطبيقي
للقانون ، 62.17بحيث نصت "يتم كراء أمالك الجماعات الساللية باملراضاة على أساس دفتر التحمالت من
-59مرسوم رقم 2.19.973صادر في 13من جمادى األولى 9( 1441يناير ،)2020بتطبيق أحكام القانون رقم 62.17بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات
الساللية وتدبير أمالكها.
27
أجل إنجاز مشاريع االستثمار" بحيث تشرف على ذلك لجنة إقليمية محددة بمقتض ى املادة 27من نفس
املرسوم.60
بالنظر في هذا املقتض ى يتضح أن رغبة املشرع من خالل إصدار قانون رقم 62.17واضحة في جعل كراء
األراض ي الساللية مختلفا عما كان سائدا في ظل ظهير ،1919بحيث جعل هذه األراض ي تساهم بشكل ملحوظ في
تشجيع االستثمار من خالل خلق مشاريع غير مقيدة بأجل الكراء الذي كان محددا في القانون القديم بثالث
كما أن املشرع أشار إلي إمكانية اللجوء عند االقتضاء إلى تسوية القطع األرضية املقامة عليها مشاريع
منجزة قبل تاريخ نشر هذا املرسوم في الجريدة الرسمية ،عن طريق كرائها باملراضاة.61
وبعد إعداد ملف الكراء لجميع الوثائق وموافقة اللجنة أعاله عليها تتم إحالته على مصالح الوصاية بحيث
في حالة موافقتها عليه تقوم بدعوة املكتري ألداء واجب إيجار السنة الكرائية األولى بواسطة شيك بنكي ،وتقديم
فال شك أن غاية املشرع من إدراج كل من دفتر التحمالت ،وكذا املحاضر املنجزة من قبل اللجان املعهود
لها بمعاينة مدى احترام املكتري لاللتزامات وللشروط املتفق عليها واملدرجة في عقد الكراء وفي دفتر التحمالت،
وتتبع املشاريع في هذا اإلطار ،هي تكوين وثائق ومستندات تكون بمثابة حجة كتابية وعملية توثيقية لها داللة في
" -60يعهد باإلشراف على عمليات كراء العقارات اململوكة للجماعات الساللية إلى لجنة إقليمية تتكون من:
-عامل العمالة أو اإلقليم املعني أو من ينوب عنه ،بصفته رئيسا؛
-ممثل املركز الجهوي لالستثمار؛
-ممثل سلطة الوصاية ،عند االقتضاء؛
-رئيس قسم الشؤون القروية للعمالة أو اإلقليم ،الذي يتولى كتابة اللجنة؛
-السلطة املحلية؛
-نائب أو نواب الجماعات الساللية املعنية؛
-ممثلو املصالح الالممركزة املعنية حسب طبيعة املشروع؛
ى
يمكن لرئيس اللجنة أن يستدعي للحضور في اجتماعاتها بصفة استشارية أي شخص ير فائدة في حضوره".
-61الفقرة األخيرة من املادة 30من املرسوم التطبيقي لقانون القانون رقم 62.17املتعلق بالوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها.
-62املادة 30من املرسوم التطبيقي لقانون القانون .62.17
28
اإلثبات سواء أمام األطراف أو في مواجهة الغير أو أمام القضاء ،والتي ترمي إلى حماية وصيانة الحقوق بين
وفي حالة تقاعس املكتري عن إنجاز املشروع الذي على أساسه تم إبرام عقد الكراء ،تقوم اللجنة املكلفة
بتوجيه إنذار إلى املكتري من طرف عامل العمالة أو اإلقليم بإحدى طرق التبليغ القانونية قصد الوفاء بالتزاماته
داخل أجل تحدده له ،و قد ترك املشرع الخيار للجنة في حالة عدم تنفيذ التزاماته داخل اآلجال املمنوحة له إما
تمديد األجل لتدارك املشروع وإكماله ،وإما سلوك مسطرة املقدمة فسخ عقد الكراء مع استخالص مبلغ
الضمانة البنكية من قبله ،ويحرر محضر بما تم موقع من طرف أعضاء اللجنة و يحال إلى الجهة الوصية قصد
اتخاذ القرار.
أما في حالة قيام املكتري بإنجاز كامل املشروع امللتزم به ،فإنها تقترح منحه شهادة رفع اليد و إرجاعه
بالنسبية لكراء األراض ي عن طريق طلبات العروض ،فيتم على أساس دفتر تحمالت تضعها سلطة
الوصاية.
بحيث يتم إشهار عملية الكراء عن طريق نشر إعالن بذلك في جريدتين أو أكثر من الجرائد املرخص لها
بنشر اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية ،وتعليقه في مقر كل من السلطة املحلية أو العمالة أو اإلقليم
يتضمن هذا اإلعالن معرومات عن العقارات املعروضة للكراء وخاصة املوقع واملساحة واملراجع العقارية
وأوجه االستعمال حسب وثائق التعمير إن وجدت ،وكذا أجل ومكان إيداع العروض والتاريخ والساعة واملكان
يتم توقيعه من طرف أعضائها ويحيل عامل العمالة أو اإلقليم املعني محضر اللجنة على سلطة الوصاية داخل
رغبة من املشرع في حماية األراض ي الجماعية وحصر منفعتها في الجماعات التي لها الحق فيها ،فإنه أقر
66
مبدأ عدم قابلية هذه األراض ي للتفويت أو الحجز أو االكتساب بالتقادم ،حيث نص الفصل الرابع من ظهير
27أبريل 1919على أن "األراض ي الجماعية غير قابلة للتقادم أو التفويت وال الحجز" وهو نفس املبدأ الذي أقره
املشرع من خالل القانون رقم 62.17بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها بحيث
نصت املادة 15منه "ال تكتسب أمالك الجماعات الساللية بالحيازة وال بالتقادم وال يمكن أن تكون موضوع
حجز.
ال يمكن تفويت أمالك الجماعات الساللية إال في الحاالت وفق الشروط الواردة في هذا القانون ونصوصه
بالتفحص في هذه النصوص نرى أن املشرع حكمته من التنصيص على هذا املقتض ى هو املحافظة على
الرصيد العقاري لهذه األراض ي وعدم تفتيتها والترامي عليها ،وذلك تأهيال لها للمساهمة في التنمية االقتصادية
واالجتماعية املرجوة.67
وإذا كان هذا املبدأ من أكثر املبادئ رسوخا في نظام األراض ي الجماعية قد أورد عليه استثناءات ،وسنتناول
بالرجوع لظهير 27أبريل 2019في الفصل 11ينص على أنه "اقتناء عقار جماعي من طرف الدولة أو
الجماعات أو املؤسسات العمومية أو الجماعات األصلية يمكن إنجازه خالفا ملقتضيات الفصل الرابع من ظهيرنا
كما أن املشرع أشار كذلك لهذا االستثناء من خالل القانون 62.17الذي نص في مادته 20أنه "يمكن
إبرام عقود التفويت باملراضاة واتفاقات الشراكة واملبادلة بشأن عقارات الجماعة الساللية األخرى ،كما يمكن
إبرام العقود واالتفاقات املذكورة عن طريق املنافسة أو عند االقتضاء باملراضاة ،لفائدة الفاعلين العموميين
والخواص.
تتم مباشرة إبرام العقود واالتفاقات السالف الذكر بعد مصادقة مجلس الوصاية املركزي".
وبتحليل املادة 20من القانون 62.17نجد هذا القانون جاء بمستجد اساس ي وهو إمكانية تفويت األراض ي
الجماعية للخواص ،وذلك بعد أن كان القانون القديم يحصر ذلك في الفاعلين العموميين فقط ،وهكذا فإن
هذا القانون من شأنه أن يؤهل الجماعات الساللية لتلعب دورا هاما في امليدان العقاري ،بحيث أصبح بإمكانها
أن تساعد على إنعاش االقتصاد الوطني من خالل تفويتها للدولة أو الخواص أراض ي إلحداث مشاريع صناعية أو
تجارية بها ،كما أنها ساعدت في حل أزمة السكن من خالل توفير مساحات مهمة أنجزت بها تجزئات عقارية
-التفويت عن طريق املنافسة :وتعتبر هذه الطريقة هي األصل في تفويت جميع األراض ي الساللية وقد
نص عليها املشرع في الفقرة الثانية من املادة 20من القانون رقم 62 .17التي جاء فيها " كما يمكن إبرام العقود
واإلتفاقيات املذكورة عن طرق املنافسة" .وقد وضحت مقتضيات املادة 33من املرسوم التطبيقي للقانون
املذكور بأنه تتم عملية تفويت األراض ي اململوكة للجماعات الساللية بواسطة طلبات العروض على أساس دفتر
-68مقال منشور باملوقع www.terrescollectives.maتحت عنوان "تعبئة العقارات اململوكة للجماعات الساللية عن طريق التفويت" ،تاريخ االطالع 7دجنبر 2022
على الساعة الرابعة.
31
تحمالت ،بمبادرة من سلطة الوصاية أو بطلب من الجماعة الساللية املالكة ،إلنجاز مشاريع إستثمارية من
-التفويت باملرضاة :حيث يتفق الطرفان معا على شروط التفويت والثمن إلى غير ذلك ،على أساس دفتر
تحمالت ويقع التفويت باملراضاة في الحالة التي يجب فيها على املشتري أن ينجز في مقابل الثمن الذي يتم تحديده
بناء على عناصر املقارنة أشغاال إلستثمار أراض ي تملكها الجماعة وقد نصت على هذه الحالة الفقرة الثانية من
املادة 20من القانون رقم 62.17والتي جاء فيها "كما يمكن إبرام العقود واإلتفاقيات املذكورة عن طريق
املنافسية أو عند اإلقتضاء باملراضاة ،لفائدة الفاعلين العموميين والخواص" .ووضحتها املادة 39من املرسوم
التطبيقي التي جاء فيها "يمكن تفويت عقارات الجماعات الساللية باملراضاة على أساس دفتر تحمالت من أجل
إنجاز مشاريع اإلستثمار في امليدان الصناعي أو التجاري أو السياحي أو السكني أو الصحي أو التربوي أو
-عن طريق نزع امللكية للمنفعة العامة مقابل تعويض يحدد وفق العناصر املنصوص عليها في املادة 20
من القانون 697.81املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة واإلحتالل املؤقت ،مع إعمال املحكمة لسلطتها
التقديرية لتقييم التقديرات الواردة في تقارير الخبرة حفاظا على املصلحة العامة وضمانا لحقوق األطراف وقد
نصت على هذه الحالة الفقرة الثالثة من املادة 15من القانون رقم 62 .17التي جاء فيها " يمكن أن تكون عقارات
الجماعات الساللية موضوع نزع امللكية من أجل املنفعة العامة طبقا للتشريع الجاري به العمل".
-التفويت عن طريق الشراكة واملبادلة العقارية ،حيث يمنح املقتني بمقتضاها للجماعة املالكة حصة من
املشروع املراد إنجازه من طرفه أو مقابل قطعة أرضية فالحية نظير القطعة املفوتة لفائدته أو هما معا ،وذلك
وفق شروط محددة ،أو عن طريق القيام بمبادلة العقار الجماعي مقابل تسليم قطع أرضية مجهزة أو وحدات
-69القانون رقم 7.81املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت ،جريدة رسمية عدد 3685بتاريخ 3رمضان 15( 1403يونيه ،)1983ص .980
-70محمد العايش صغيري ،أراض ي الجماعات الساللية بين الواقع واآلفاق ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون الخاص ،تخصص العقود والعقار ،كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة ،السنة الجامعية ،2008-2009ص .64-63
32
الفقرة الثانية :اإلكراهات املرتبطة باالستثمار يف أراضي اجلموع
يشكل الوعاء العقاري ألراض ي الجموع أهم وأكبر رصيد عقاري باملقارنة مع باقي األنظمة العقارية الكبرى
املنتشرة في املغرب ،لهذا كان من الضروري تعميق البحث والنقاش حول كل اإلشكاالت املرتبطة بهذا النوع من
األراض ي.71
وتتمثل أهم اإلشكاالت التي تحد من االستثمار في أراض ي الجماعات الساللية فيما يرتبط بما هو قانوني
(أوال) ،وتلك التي تعود ملا هو تنظيمي أساسا ما يتعلق بتدبير أراض ي الجماعات الساللية (ثانيا).
تعود الترسانة القانونية التي تحكم أراض ي الجموع إلى بداية عهد الحماية وبالضبط سنة 1919حيث
صدر أول ظهير ينظم هذا النوع من األراض ي ،وبذلك تكون هذه الترسانة القانونية قد عمرت طويال قرابة قرن
من الزمن ،إذ مما ال شك فيه أنها أصبحت ال تفي باملطلوب خاصة وأن املغرب منذ اعتالء جاللة امللك محمد
السادس عرش أسالفه املنعمين أضحى يتجه إلى ما هو اقتصادي واستثماري بالدرجة األولى ،الش يء الذي فرض
تجديد النصوص القانونية لجعلها تتماش ى مع السياسة االقتصادية الجديدة ومواكبتها وهذا ما يفسره الخطاب
امللكي السامي لشهر أكتوبر 2018والذي جاء فيه " ...ومن جهة أخرى ،فإن تعبئة األراض ي الفالحية اململوكة
للجماعات الساللية قصد إنجاز املشاريع االستثمارية في املجال الفالحي ال يمكن إال أن تشكل رافعة قوية
وهو ما قد يمكن من تعبئة على األقل ،مليون هكتار إضافية من هذه األراض ي.
وعلى غرار ما تم بخصوص تمليك األراض ي الجماعية الواقعة في دوائر الري ،فإنه أصبح من الضروري
إيجاد اآلليات القانونية واإلدارية املالئمة لتوسيع عملية التمليك لتشمل بعض األراض ي الفالحية البورية لفائدة
-71هشام عليوي ،دور أراض ي الجموع في تشجيع االستثمار ،مقال منشور ضمن أشغال الندوة الوطنية املنظمة يومي 26- 25نونبر 2016في العقار والتعمير
واالستثمار تكريما لألستاذ الحسين بلحساني ،مطبعة املعارف الجديدة ،الرباط طبعة ،2017ص .331
-72مقتطف من الخطاب امللكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة األولى السنة التشريعية الثالثة من الوالية العاشرة (الجمعة 12أكتوبر )2018منشور باملوقع
اإللكتروني https://www.cg.gov.maتاريخ الزيارة 09دجنبر .2022
33
يستفاد من مقتطف الخطاب امللكي السامي أن النصوص القانونية املعمول بها والتي كانت تعود لظهائر
صدرت في عهد الحماية قاصرة عن إنعاش الدورة االقتصادية وال تساهم في تحقيق التنمية االقتصادية
واالجتماعية ،وأنه ال بد من إيجاد آليات قانونية وإدارية مالئمة لتوسيع عملية تمليك هذه األراض ي وإدماجها في
إضافة إلى اإلكراهات التي كانت ترتبط بالتحديد اإلداري ألراض ي الجماعات الساللية خاصة ما يرتبط
بعملية اإلشهار سواء املرسوم القاض ي باملوافقة على طلب التحديد أو املرسوم القاض ي باملوافقة عليها ،ذلك أن
عمليتي التحديد واإلشهار تتم غالبا على أراض ي موجودة بالعالم القروي ذات مساحات شاسعة تقيم عليها
تجمعات سكنية متفرقة في شكل دواوير أو منازل فردية بعيدة عن بعضها البعض ال تتوفر على املسالك
للوصول إليها بسهولة الش يء الذي يجعل هؤالء الناس غير قادرين على االطالع على الجريدة الرسمية وبهذا فإن
إذا كانت حماية هذه األراض ي وضبط حدودها ومشتمالتها من الناحية املادية والقانونية هي الهدف
األساس ي للمشرع من خالل ظهير 1919والنصوص األخرى املرتبطة به فإن هذا الهدف ال يتحقق إال بتحفيظ
هذه األراض ي ،ولتجاوز معيقات التحفيظات العقاري في أراض ي الجموع قام املشرع املغربي بسن مسطرة خاصة
هذا باإلضافة إلى األعراف والتقاليد التي تشكل هي األخرى حجر عثرة أمام االندماج االقتصادي لهذا
وأن التطور الواضح الذي يشهده املجتمع في مختلف امليادين ،خاصة امليدان الفالحي جعل بعض
األعراف تعيق مردودية هذه األراض ي ،فمثال تعتمد أغلب األعراف في تنظيم االنتفاع على هذه األراض ي على
-73هشام عليوي ،دور أراض ي الجموع في تشجيع االستثمار ،مرجع سابق ،ص .333
34
التوزيع الدوري لألراض ي الفالحية ،مما أدى إلى النمو الديمغرافي املتزايد إلى تناقص النظرية العائدة لكل رب
عائلة ،كما أن هذا التوزيع الدوري واملتكرر ال يشجع املشغل على االستثمار في حصته املؤقتة.74
ومن اإلكراهات ما يتعلق باألشخاص الذين يقطنون بجماعات ال ينتمون إليها لسنوات عدة وكيف يمكن
إفراغهم بحيث أنهم يعتبرون أطراف في عقود عرفية باطلة من الناحية القانونية مع بعض ذوي الحقوق ،وأن
مسطرة كراء هذه األراض ي مقيدة بشروط تعتبر من النظام العام ويجب أن تكون تحت إشراف سلطة الوصاية.
كذلك تجب اإلشارة إلى اإلكراهات املرتبطة بإعداد لوائح ذوي الحقوق من طرف نواب الجماعات ،بحيث
يتم الطعن فيها في كل مرة ،مما يفرض إعادة تحديد ذوي الحقوق وهذا يشكل عائقا حقيقي يحد من االستثمار.
تخضع لتعدد في البنية القانونية التي تحكمها ،مما يصعب اإلملام بوضعيتها القانونية واملادية على وجه دقيق ،بل
إن هذه النصوص القانونية دليل على عدم وجود رؤية واضحة بخصوص الدور املنتظرأن تلعب هذه األراض ي
على األصعدة االقتصادية أو االجتماعية أو البيئية ،غير أن القوانين الجديدة املنظمة األمالك الجماعات
الساللية في بعديها املسطري واملوضوعي ،جاءت بحموالت استثمارية وتنموية ،بما يتناسب مع حاجيات ذوي
الحقوق بداية ،وضمان تدبيرها بما ينسجم مع تطلعات الدولة ومخططاتها في تحقيق مسلسل التنمية الشاملة ،
36
الئحة املراجع
الكتب
محمد خيري :أراض ي الجمع بين البقاء والزوال سلسلة ":األنظمة واملنازعات العقارية ،اإلصدار األول يناير
2010حول أراض ي الجماعات الساللية باملغرب :الطبعة الثانية ،2012منشورات الحقوق املغربية،
مأمون الكزبري ،التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتنمية في ضوء التشريع املغربي ،شركة
امينة مبروك مهالوي ،مدخل لدراسة النظام العقاري املغربي ،الطبعة األولى ،2018مطبعة املعارف
الجديدة الرباط.
حياة البيجدايني ،قضاء محكمة النقض في منازعات اراض ي الجماعات الساللية ،دار النشر واملعرفة،
محمد بلحاج الفحص ي ،أراض ي الجماعات الساللية باملغرب بين التنظيم القانوني وإشكاالت الواقع،
الرسائل
محمد العايش صغيري ،أراض ي الجماعات الساللية بين الواقع واآلفاق ،رسالة لنيل دبلوم املاستر في
القانون الخاص ،تخصص العقود والعقار ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،وجدة،
37
األطروحات
حياة البجديني ،أراض ي الجموع بين املتطلبات القانونية ورهانات التنمية ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه
في القانون الخاص ،تخصص عقود وعقار كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،جامعة
المجالت
منية بنمليلح ،قانون األمالك العمومية منشورات املجلة املغربية اإلدارة املحلية والتنمية ،سلسلة مؤلفات
محمد مومن ,امالك الجماعات الساللية و أراض ي الكيش ،منشورات مجلة الحقوق سلسلة املعارف
محمد قصري ،اشكاالت تطبيق الظهير املنظم ألراض ي الجموع ،دراسة ضمن مؤلف جماعي بعنوان
أراض ي الجماعات الساللية باملغرب ،سلسلة األنظمة واملنازعات العقارية "االصدار األول ،يناير ،2010
الندوات
ابراهيم فكري األمالك الجماعية مميزاتها الحقوقية وطبيعتها املادية ،ندوة األنظمة العقارية باملغرب ،ندوة
من تنظيم مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية وهي 6-5أبريل ،2002الطبعة األولى ،2003الناشر
هشام عليوي ،دور أراض ي الجموع في تشجيع االستثمار ،مقال منشور ضمن أشغال الندوة الوطنية
املنظمة يومي 26- 25نونبر 2016في العقار والتعمير واالستثمار تكريما لألستاذ الحسين بلحساني،
مقدمة 1 .....................................................................................................................................................................:
املبحث األول :التنظيم القانوني ألراض ي الجموع3 ......................................................................................................
املطلب األول :ماهية وخصوصية أراض ي الجموع3 .....................................................................................................
الفقرة األولى :ماهية أراض ي الجموع3 ..........................................................................................................................
الفقرة الثانية :خصوصيات أراض ي الجموع5 .............................................................................................................
املطلب الثاني :الهيئات الوصية على أراض ي الجموع7 ...............................................................................................
الفقرة األولى :جماعة النواب7 ...................................................................................................................................
الفقرة الثانية :مؤسسة الوصاية واختصاصاتها11 ....................................................................................................
املبحث الثاني :الحماية القانونية والقضائية ألراض ي الجموع وطرق االستثمار فيها16 .............................................
املطلب األول :الحماية القانونية والقضائية ألراض ي الجموع16 .................................................................................
الفقرة األولى :الحماية القانونية ألراض ي الجماعات الساللية16 ................................................................................
الفقرة الثانية :الحماية القضائية ألراض ي الجماعات الساللية23 .............................................................................
املطلب الثاني :طرق االستثمار في أراض ي الجموع واإلكراهات املرتبطة به26 .............................................................
الفقرة األولى :طرق االستثمار في أراض ي الجموع27 .....................................................................................................
الفقرة الثانية :اإلكراهات املرتبطة باالستثمار في أراض ي الجموع33 ..........................................................................
خاتمة36 ......................................................................................................................................................................
الئحة املراجع37 ...........................................................................................................................................................
الفهرس39 ...................................................................................................................................................................
39