فاطمة النجاشي اص فِي ا ْل َق ْت َلى ِص ُِب َع َل ْي ُك ُم ا ْلق َقال هللا تعالىَ ﴿ :ياَ أ ُّي َها ا َّلذِينَ آ َم ُنو ْا ُكت َ ا ْل ُح ُّر ِبا ْل ُح ِّر َوا ْل َع ْب ُد ِبا ْل َع ْب ِد َواُألن َثى ِباُألن َثى َف َمنْ ُعف َِي َل ُه مِنْ َأخِي ِه ان َذلِ َك َت ْخف ٌ ِيف ِّمن َّر ِّب ُك ْم س ٍ ش ْي ٌء َفا ِّت َبا ٌع ِبا ْل َم ْع ُروفِ َوَأدَ اء ِإ َل ْي ِه بِِإ ْح َ َ اع َتدَ ى ... َو َر ْح َم ٌة َف َم ِن ْ مفهوم الثأر -: هو أن يقوم أولياء الدم «أقارب القتيل» بقتل القاتل نفسه أو قتل أحد أقاربه انتقاما ً ألنفسهم دون أن يتركوا للدولة حق إقامة القصاص الشرعي. والقتل وفقا ً ألعراف القبائل إما أن يكون نتيجة لهزة مستثارة ،مثالً «اثنان واقفان في السوق ،وشتم األول الثاني فحصل بينهما مهاترات فحصل أن قتل األول ُ الثاني» أو نتيجة ألمر معيب بما يسمى عند بعض القبائل بالعيب األسود أو السير أو يقتل نسيبه أو يقتل َم ِت ْي َع ُـه (وهو األجذم بمعنى أن يقتل رجل رفيقه في َّ ار َك معه في الطعام) ،أو يقتل امرأة أو طفالً مما تعارفت عليه القبائل ش ََمنْ َت َ []1 اليمنية. تعتبر ظاهرة الثأر من أخطر الظواهر االجتماعية التي عانت منها المجتمعات البشريةـ ،وهي قديمة قِ َد َم الوجود البشري على سطح البسيطة.ـ وتعتبر من أخطر ما يهدد سالمة وأمن وسكينةـ المجتمعات ،كما تعتبر العدو األول للتنمية والتطوير.ـ وهذه الظاهرة من أعقد وأصعب الظواهر التي تؤثر في حياة المجتمع اليمنيـ ،وتعد من أسوأ العادات االجتماعية الموروثة التي تهدد األمن والسلم االجتماعي وتعيق عملية التنميةـ في البالد وتؤدي إلى سفك دماء الكثير من األبرياء وإلى قيام العديد من الحروب والنزاعات القبلية ؛ ولذلك فقد أصبح من الضروري دراسة هذه المشكلة دراسة علمية جادة تجسد إرادة الدولة القوية وتوجهاتها الجادة لمعالجة هذه الظاهرة والحد منها وترسيخ األمن واالستقرار في أرجاء البالد ظاهرة الثأر في بعض المجتمعات العربية تنتشرـ هذه الظاهرة في المجتمعات ال َق َبلِ َّية ،والتي تتميز بقوة العصبيةـ القبلية فيها .ومن هذه المجتمعات القبائل العربية عموما ً ،والمنتشرة في جميع أراضي الوطن العربي الكبير .وتزداد هذه الظاهرة كلما ازدادت مظاهر وجود القبيلة .ومن النماذج األكثر وضوحا ً في هذا المجال :المجتمع اليمني ،ومجتمع صعيد مصر.ـ وظاهرة الثأر من العادات السيئة ،ومن بقايا الجاهلية التي كانت منتشرة في الناس قبل اإلسالم ،فلما أشرق اإلسالم بتعاليمه السمحة ،قضى على هذه الظاهرة وشرع القصاص ،حيث يطبق بالعدل ،ويقوم به ولي األمر ،وليس آحاد الناس حتى ال تكون الحياة فوضى•. وتعتبر اليمن نموذجا ً فريداً ومميزاً لهذه المجتمعات القبلية المشبعة بـظاهرة الثأر القبلي ،إذ يغلب الطابع القبلي على البنيةـ االجتماعية اليمنيةـ ،وتشكل ظاهرة الثأر محوراً أساسيا ً ارتبط وجوده بوجود القبيلة اليمنيةـ ويحصد الثأر أراوح آالف اليمنيينـ خالل سنوات قليلة .وهكذا يفعل أينما حل ،في أية دولة أو قبيلة أو مجتمع.ـ خصائص الثأر \1عرف أصحاب الجاهلية أن الثأر ال يتقادم بتقادم الزمان والسنوات استناداً لقول أحد الشعراء الجاهليين ف بال َم َذ َّمة ص ُـ \2التخلف عن القيام بهذا الواجب الجاهلي كما يعتقد أصحابه ُيو َ والعار ،حيث يقال عنه« :ال يأخذ بثأر وال يحمي عار» ، \3ال مجال للصلح لدى بعض القبائل التي تنتشر فيها عادة العصبية ،فإذا قُ ِتل َ قتيل على سبيل العمد فال مجال للصلح لديهم ب قبر القتيل ؛ كي يكون ذلك أمراً ُم َذ ِّك َراً لهم بالقيام بالواجب \4يتمثل بعدم َن ْ ص ِ الذي يجب عليهم أن يقوموا به وفقا ً لمعتقداتهم النساء الرجال َ على األخذ بالثأر ،فاألم ال تزال تقرأ في مسامع وليدها أن ِ َ \5ح ُّ ث هللا سبحانه وتعالى يبلغها حتى يبلغ هذا الطفل مبلغ الرجال كي يأخذ بثأر أبيه من خصومه أسباب الثأر لبت في قضايا المواطنين من قبل أجهزة القضاء أوالً بأول وصدور أحكام غير عادلة من قبل المحاكم وتعثر تنفيذ بعض األحكام الصحيحة في بعض األحيان. أضف إلى ذلك النعرات بين الجماعات والقبائل وتطور هذه الخالفات والنعرات لتصل إلى درجة االقتتال والثأر بعد إشعال فتيل البارود بين الفئات المتناحرة المتصارعة بسبب الكسب المادي من قبل ضعاف النفوس -من الوجاهات والشخصيات أو تجار السالح -كما أن لجوء أولياء الدم ألخذ الثأر من القاتل بأنفسهم دون ترك القضية تأخذ منحاها القانونيـ عبر األجهزة المختصة وفي القضاء والمحاكم أحد أسباب انتشار الظاهرة ناهيك عن األسباب األخرى المتمثلةـ بالفقر ،والبطالة ،والجهل ،واألمية ...ـ نتائج ظاهرة الثأر أنها تقتل وتحصد األرواح دون تمييزـ وتؤثر في األسرة والمجتمع بما تحدثه من تشريد لألسر ونزوحها من مسقط رأسها للعيش في مناطق بعيدة وما ينتج عنها من ويالت ومصائب تحدث بالغ الضرر في أفراد األسرة واألقارب نظراً لتوارثنا ظاهرة الثأر -جيالً بعد جيل وما ينتجـ عنها من تعطيل وتخريب للمشاريع األهلية والخدماتية ،والتنمويةـ التي تتوقف صداها وآلية العمل فيها بسب الثارات ناهيك عن اآلثار المترتبةـ عنها بإثارة عوامل الخوف والقلق وانفالت األمن واألمان واالستقرار وانتشار الفوضى وأعمال النهب والسرقة وغيرها كذلك حرمان األطفال من إكمال دراستهم أكان في مسقط رأسهم أو في مناطق نزوحهم بسبب ظاهرة الثأر التي ال تفرق بين مجرم أو جريء بجزم باعتبارها ً حكومة وشعباً.. مسؤولية الجميع ومن أجل القضاء على ظاهرة الثأر والحد من آثارها ال بد أن يقوم المشائخ والشخصيات االجتماعية واألعيان بالتعاون بتسليم الشخص المتسبب للجهات األمنيةـ والقضائيةـ التخاذ اإلجراءات القانونية ال أن يقوم المشائخ والوجاهات القبلية بحماية القاتل وإجارته من أن يلقى عقابه على ما اقترفه من ذنب في قتل النفس البريئة.. ومن المعالجات أن تضطلع المؤسسات التعليمية والدينية والتربوية والنوادي والمساجد والمنتديات والجمعيات بدورها في توعية الناس بخطورة آفة الثأر وأضرارها كما يجب على وسائل اإلعالم بمختلف أنواعها أن تقوم بدورها التنويري من خالل نشر مواد تناقش ظاهرة الثأر ونتائجها وكيفيةـ معالجتها من أجل نشر لثقافة إيجابية في الرأي العام حول هذه الظاهرة ومخاطرها.. كما أن تقنين حملالالسالح أو حمل السالح بقانون سيكون له األثر اإليجابي في الحد من أضرار الظاهرة إذا لما تم تنفذ القانون على الصغير والكبير دون تمييز وال ننسى أن عدم مماطلة األجهزة المختصة أمنية نيابية وقضائيةـ بقضايا المواطنين وحلها أو اتخاذ اإلجراءات القانونية السليمة فيها يقلل من حوادث الثأر. عالج ظاهرة الثأر تعزيز الوازع الدينيـ لدى األفراد. قيام الدولة بواجباتها تجاه المجتمع. تعزيز دور الجانب األمني. تفعيل دور جهاز القضاء ،وتطهيره من الفساد اإلداري والسياسي ،وتمكين أجهزة العدالة من القيام بواجباتها ومهامها بعيداً عن الضغوط القبلية والسياسية. القضاء على ظاهرة حمل السالح ،من خالل تنظيم حمل وحيازة السالح.