Professional Documents
Culture Documents
عنوان المداخلة :مشكلة العنف الممارس على المرأة الجزائرية :دراسة ميدانية
(والية وهــران أنموذجا)
الدكتورة شميسة خلوي
طرية ِّ
تبين أن سبع نساء أفادت هيئة األمم المتحدة أن البيانات الُق ْ
ْ تتفاوت من مجتمع آلخر ،فقد
َّ
تعرضهن للعنف البدني و/أو الجنسي في مرحلة ما أبلغ َن عن
من أصل عشر نساء في العالم ْ
~~1
()1
َّ
تعرضهن للعنف أكثر وما خفي كان من حياتهن ،وال رْيب أن النساء اللواتي لم ُيبلّغن عن
َ
أعظم!
لحقا بها ضر ار ماديا والمتمّثِل
ويمكننا وصف هذه الظاهرة بأنها سلوك عدواني يستهدف المرأة م ّ
ُ ُ ْ ُ
حد القتل ،أو في العنف الجسدي على شاكلة الجرح العمدي والضرب واالغتصاب وقد يصل ِ
ّ
كالسب والشتم والقذف واإلهانة والتحرش
ِ يكون ضر ار معنويا والمتمّثِل في العنف َّ
النفسي
الجنسي ،ناهيك عن العنف الفكري الذي يدعو إلى تثبيت أفكار سلبية حيال المرأة وترسيخها مما
ّ
التعدي على المرأة ،وعنف إعالمي يجعل من الجسد األنثوي ّ
يؤسس بوجه أو بآخر لمشروعية ِ ِ
ّ
للسلع والمنتجات ،وما أكثر ذلك! ّ
مروجا ناجحا ِ
ِ
فلماذا تسليط األضواء على العنف الذي يطال األنثى؟
لقد أكدت إحدى الدراسات الميدانية على المستوى العربي( )2أن ثالثة أرباع ِّ
عينة َّ
الضحايا في
العنف األسري من اإلناث ،بينما كانت نسبة الذكور من بين مرتكبي العنف العائلي يصل إلى
( )٪09واألمر نفسه بالنسبة للجزائر ،فالظاهرة رجالية والضحية هي األنثى.
حبك هذا البحث من
حاولت االنطالق في ْ
ُ وليس التنظير وحده لهذه الظاهرة هو بغيتي ،إذ
المسجلة من طرف الشرطة الجزائرية على مستوى والية وهران لسنة 2902م،
َّ اإلحصاءات
( )1عن منظمة األمم املتحدة ،تقرير األمني العام للجنة وضع املرأة ،الدورة السابعة واخلمسون ،املوسوم بـ (منع العنف ضد النساء
والفتيات) 51-4مارس .3152
( )6الدراسة عن :أكادميية انيف العربية للعلوم األمنية (5991م) ينظر :عباس أبو شامة عبد احملمود وحممد األمني البشري ،العنف
األسري يف ظل العوملة ،ط ،5الرايض5431 ،ه3111 ،م.23 ،
~~2
– 5أي أنواع العنف أكثر ُممارسة على المرأة الجزائرية؟
– 6ما هي أسباب هذا العنف؟
– 7إلى أي مدى ُيمكننا تجريم العنف الممارس على المرأة في الجزائر؟
– 8هل تزَايد العنف أم انحصر بمقارنة إحصاءات الشرطة العام (2900م) والعام (2902م)
في مدينة تعد ثاني والية من حيث األهمية بالجزائر؟
ّ
للحد من ظاهرة العنف في مجتمعنا الجزائري أو إنقاصها انطالقا من
– 0ما الحلول المقترحة ِ
دراسة اإلحصاءات المرفقة بالبحث؟
عيناتها من وهران ،واختيارنا لهذه وليكن حديثنا بدءا بعرض اإلحصاءات التي ارتأينا أن تكون ِّ
ّ
نقدمه ضمن الدراسة ،كان نتيجة األهمية التي تتميَّز بها الوالية
الوالية الجزائرية كنموذج تطبيقي ِ
ومدى تعبيرها عن التغير االجتماعي في المجتمع الجزائري بما في ذلك بروز مظاهر مختلفة
ساهمت في تكون أزمات اجتماعية معاصرة.
فوهران تعد ثاني أكبر مدن الجزائر بعد العاصمة ،تقع في شمال غرب الجزائر على ضفة البحر
األبيض المتوسط ،تبلغ مساحتها 2.020كلم ، 2وبلغ عدد سكان الوالية حسب إحصاءات سنة
()1
2997م بـ 0.382.089نسمةَّ ،
موزعين على تسع دوائر وستة وعشرون بلدية ،وهذا ُيعطيها
االعتداء على المرأة ال تقل عن خمسة وخمسين حالة كل شهر ،مما يعني حالة اعتداء واحدة
يوميا على أقل تقدير.
~~4
بينما ِّ
تؤكد اإلحصاءات نفسها أن النساء األقل تعرضا للعنف هن من فئة الطالبات من حيث
الوضعية االجتماعية ،واألرامل من حيث الحالة العائلية ،بينما نجد أن األب يحتل النسبة األدنى
من حيث االعتداء على بناته مقارنة بقرابة الرجال المعتدين بالنساء ضحايا العنف ،في حين يعد
الفعل المخل بالحياء آخر ما ِّ
يفكر فيه الرجل حين يشرع في االعتداء على امرأة ،وفي ما يلي
اإلحصاءات باألرقام ممثلة في (الشكل:)93 :
~~5
الملفت لالنتباه أن الرجال ّ في حين َّ
الضحية والرجل المعتدي ،و ُ
َّ الصالت بين المرأة
تعددت ِ
األجانب عن المرأة الواقعة ضحية العنف قد بلغوا عددا ال ُيستهان به مقارنة بالبقية ،إ ْذ وصل
عددهم ( )266رجال أجنبيا ،وان أضفنا إلى العدد :األصدقاء الرجال والخ َّ
طاب الذين ُيعدون ُ
أجانب وال تربطهم صلة رحم بالضحية ،فإن هذا يعني ُقرابة نصف عدد المعتدين خالل السنة،
بالمقابل اعتبر الزوج في المقام الثاني بـ ( )005حالة اعتداء ،لتنخفض النسبة بعد ذلك َّ
وتوزع
بين أفراد األسرة واألقارب ،وكامل اإلحصاءات عبر الرسم البياني الممثل في (الشكل:)5
أما إن قارنا إحصاءات سنة 2900م وسنة 2902م فنجد تراجعا واضحا لحاالت العنف المسجلة
على مستوى الوالية ،حيث نجد ( )720حالة لسنة 2900م ،و( )638حالة لسنة 2902م،
ونالحظ كيف أن نسبة العنف قد تراجعت نزوال بفارق يقارب المائة ،مما يدل على جهود مصالح
مفصلة باألرقام،
األمن والوعي الذي بدأ ينتشر بين النساء والرجال معا ،وفي ما يلي مقارنة َّ
َّ
موضحة في (الشكل:)6
~~6
الضحية والرجل المعتدي في مجتمعنا؟
َّ فيا ترى ماذا تعني هذه األرقام بالنظر للمرأة
ولما كانت
إن هذه اإلحصاءات تعكس لنا دوافع هذا العنف وما يساعده على البروز واالنتشارَّ ،
معالجة وتجنب الوقوع في الجريمة -مهما كانت -ال تتم إال بمعرفة أسبابها فإننا نحاول حصرها
في نقاط بعينها ،وهذه الدوافع إما تكون ذاتية لها عالقة بالمعتدي أو بالمرأة الضحية ،أو دوافع
خارجية تؤّثِر على المعتدي والضحية معا ،والتي نذكرها تباعا في ما يلي:
المعتدي: َّ
– 0ما تعلق بالرجل ُ
أ -الموروث الديني الخاطئ المتعِلّق بمفهوم الَقوامة أو حق الرجل في ضرب زوجته:
( )1ابن كثري ،تفسري القرآن العظيم ،سورة النساء ،24 :حتقيق :حسني مشس الدين ،دار الكتب العلمية ،منشورات حممد علي
بيضون ،بريوت ،ط5459 ،5هـ .311/3 ،311/3 ،
~~7
أ َْم َوالّ ّه ْم﴾ ومفاده َّ
أن اإلنفاق من مهام فجلي أيضا في قوله تعالىَ ﴿ :وّب َما أ َْنَفُقوا ّم ْن
ٌّ أما اإلنفاق
و َّ
مأكل ومشرب وملبس ومسكن وغير يكلف بإعطاء المهر لزوجته والنفقة عليها من الزوج ،إذ َّ
فقير وزوجته غنية ،فهو يكد لجلب الرزق وتوفير الحياة الكريمة ألسرته ،فال
ذلك ،ولو كان الرجل ًا
قيّما على المرأة.
َغ ْرو بعد ما ذكرنا أن يكون الرجل ِ
لعل الحياد عنها هو أهم األسباب التي َّأدت
ط وقيود شرعيةَّ ،
قيد هللا عز وجل الَقوامة بضواب َ
وقد َّ
إلى انتشار الفهم الخاطئ للَقوامة ،أهمها :مراعاة حقوق المرأة من مهر ونفقة ومعاشرة بالمعروف
واإلنصاف في استخدام حق الَقوامة ،فال يظلم الرجل وال َّ
يتعدى على من جمعه بها ميثاق غليظ.
مشجبا يعِّلق عليه ايذائه لزوجته جسديا أو
يتفرد بها الرجل ،و ْ
إذن ،الَقوامة ليست سلطة استبدادية َّ
معنويا ،بل إن الَقوامة من صلب توزيع األدوار الفطرية في األسرة ،وهي أن يقود الرجل أسرته
وزوجته إلى جانبه ،وهل ُيعقل أن تصل سفينة َّبر األمان دون ُرَّبان؟
حق الَقوامة التي أساء الكثير من الرجال فهمها ،فماذا عن استعمال الحق اآلخر المتمّثِل
هذا عن ِّ
في جواز ضرب الزوجات من منطلق تأديب الزوجة َّ
الناشز؟
إنه من أحكام النكاح والية الزوج على تأديب زوجته إن كانت ناشزا ،والنشوز في اصطالح َّ
الشرع
الن ْش ّز ،وهو االرتفاعَّ ،
فكأنها هو« :معصية الزوج فيما فرض هللا عليها من طاعته ،مأخوذ من َّ
()1
عما فرض هللا عليها من طاعته» . وتعالت َّ
ْ ْارتفعت
اض ّرُب ُ
وه َّن﴾ ورأس المشكلة هنا في ثالثة أقطاب: وهو الضرب استنادا لقوله تعالىَ ﴿ :و ْ
قصد أو جهل وجوب الترتيب في التأديب وانتقل للضرب رأسا ،أو
فإما نجد الرجل وقد تناسى عن ْ
أنه احترم ترتيب وسائل التأديب ولم يحترم ضوابط الضرب ،أو أنه خرق الترتيب والضوابط معا.
إذ ال ينتقل الزوج في عالج مشكلة نشوز زوجته من مرحلة إلى ما بعدها إال بعد استيفائها ،ألن
ّ
العطف في اآلية ال يفيد الجمع ،وفي هذا يقول الرازي ِ
مفس ار اآلية القرآنية« :الذي يدل عليه أنه
تعالى ابتدأ بالوعظ ،ثم ترَّقى منه إلى الهجران في المضاجع ،ثم ترَّقى منه إلى َّ
الضرب ،وذلك
ّ
األخف وجب االكتفاء به ،ولم تنبيه يجري مجرى التَّصريح في أنه مهما حصل الغرض بالطريق
ِ
()1
َي ُجز اإلقدام على الطريق األشق» .
إذن ،عند تحقق استجابة الزوجة في المرحلة األولى أو الثانية فإن الزوج ال يتجاوزها ،فإن
ان َعلّيًّا َكّب ًا
ير يال ّإ َّن َّ
َّللاَ َك َ ط ْع َن ُك ْم َف َال تَْب ُغوا َعَل ْي ّه َّن َسّب ً
تجاوزها فقد ظلم ،لقول عز وجلَ﴿ :فّإ ْن أَ َ
(.﴾)34
( )1فخر الدين الرازي ،مفاتيح الغيب ،ط ،2دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت5431 ،ه.13/51 ،
~~9
فالمشكلة إذن هي ممارسة الزوج لحق الضرب ،والقفز إليه دون استخدام وسيلة الوعظ والهجر،
بل االنحراف واقع في األساليب التأديبية الثالث ،فإن وصل الزوج إلى مرحلة الضرب فإنه
يمارس هذه المعالجة بعيدا عن الضوابط الشرعية!
َّ
استحقت الضرب فعال ،فإن الرجل في هذه الحالة وقد اتَّفق وأجمع أهل العلم أن المرأة الناشز إذا
ويوقفه فور امتثال المرأة لطاعة زوجها. مبرحُ ،
ضرب تأديب غير ِ
َ يلتزم بضوابط شرعية ،فيكون
جاء في الموسوعة الفقهية « :يجب أن يكون الضرب غير مب ّرٍح ،وغير م ْد ٍم ،وأن ي َّ
توقى فيه ُ ُ ُ َِ
()1
اإلتالف» ،فأين هم من يقفون عند هذه
الم ُخوفة؛ ألن المقصود منه التأديب ال ْ
الوجه واألماكن َ
َّ
الضوابط ،وقد أصبح الضرب ضرب تعذيب ال ضرب تأديب؟ وأين المعاشرة بالمعروف التي أمر
وف﴾[النساء]00 :؟اشروه َّن ّباْلمعر ّ
ّ
َ ُْ بها هللا عز وجل في قوله تعالىَ ﴿ :و َع ُ ُ
ّ
ويشوه ِّ
المبرح الذي يكسر الضلع إن ما نالحظه عيانا هو اعتداء الرجل على المرأة بالضرب َّ
ِ
ويسبب العاهات المستديمة أحيانا ،فال يترك المعتدي الضحيَّة إال وقد زلزل مفاصلها وَق َر َتالوجه ِّ
جلدها حتى ظهرت عليه ألوان قوس قزح ،وقد َي ْبرد غليله بعد أن ينفث ما في صدره من حقد
وانتقام وهوى عابر أو حين يرى ُجرح تلك الضعيفة وقد انفطر دما! مما ُيجبر المرأة الضحيَّة على
يهينه َّن إال
ُ كرم ُه َّن إال كريم وال
الذهاب إلى المستشفى للعالج ،فال نقول في هذه الحالة إال :ال ُي ُ
لئيم ،وهل بعد الضرب إهانة؟!
فصلنا تحت إطار (التقويم برفق) ،فكيف تكون الحال إذا كان
فإذا كان األمر على هذه الحال مما َّ
الضرب دون حاجة لتقويم؟
والملفت للنظر إنه رغم إباحة ضرب الزوجة الناشز اعتمادا على النص القرآني السالف الذكر إال
إبقاء للمودة والرحمة في حياة الزوجين ومن
أن الترفع عن ضرب الزوجات ابتداء أفضل ،وهذا ً
منطلق المعاملة بالتي هي أحسن ،ولنا في رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أسوة حسنة ،تروي
ام َأرًَةَ ،وَال ّ ّّ صَّلى هللاُ َعَل ْي ّه
َّ
َو َسل َم َش ْيًئا َقط ب َيدهَ ،وَال ْ
ّ
ول هللا َ
ض َر َب َرُس ُ
عائشة رضي هللا عنهاَ « :ما َ
يل هللاّ» ،فأين نحن من تطبيق هذه التعاليم السمحة التي َّ خ ّادماّ ،إ َّال أَن يج ّ
()2 اه َد ّفي سّب ّ
نص َ ْ َُ َ ً
عليها ديننا؟
( )1املوسوعة الفقهية الكويتية ،وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،الكويت ،ط ،3دار السالسل ،الكويت.34/51 ،
( )6روي احلديث عن عائشة رضي هللا عنها ،صحيح مسلم ،حتقيق :حممد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء الرتاث العريب ،بريوت،
لبنان.5154/14 ،
~ ~ 10
شماعة للقول أن اإلسالم ظلم المرأة وهو
وهذه وقفة ال بد منها لكل من يجعل من تعاليم اإلسالم َّ
سبب اعتداء الرجل عليها ،ولكل من يضع اإلسالم محل شبهة على أنه مصدر تشريعي جعل من
كرم اإلسالم المرأة ،وانما الشيء بالشيء
المرأة لقمة سائغة للرجل ،ولسنا هنا في محل بيان كيف َّ
ُيذكر ،ويكفي أن نثير هذه التساؤالت:
منهن
للمتعة والتسلية عند اليونان ،بل كانت المرأة ُ
بنات حواء في ما مضى تمتهن وتُتخذن ُ
كانت ُ
الحرق ولم يختلف األمر عند الهنود ،فقد َح َرموا المرأة من ِّ
حق العيش بعد ممات زوجها ،فكان ْ
مصيرها!
ونظر النصارى في أمر هذا الكائن ،ورفعوا السؤال :أتُراها المرأة إنسان حقا؟ ليخرجوا بقرار :إنها
إنسان ،لكنها مخلوقة لخدمة الرجل!
يرث زوجة أبيه مثلما يرث دابَّته! إن بقيت على قيد الحياة ولم يئدها وعند العرب كان ابن َّ
الزوج ُ
حية!
والدها ِ
الحق في الحياة ؟
َّ منح المرأة
فمن َ
تتزوج؟ وعلى
تتزوج ،وعلى إخوانها إذا لم َّ
حق النفقة وجعلها واجبة على والدها حتى َّ
ومن منحها َّ
زوجها بعد زواجها؟ وعلى أبنائها حتى مماتها؟
من جعل لها ّذ َّمة مالية مستقلة عن الرجل؟ وجعل لها ًّ
حقا في اإلرث بما يناسب وظيفتها األنثوية
في المجتمع؟
ُما؟ َّ
ومن حث على ُحسن معاملتها والرفق بها ،صغيرة وكبيرة ،بنتا وزوجة وأختا وأ ِ
بكل م اررة أقول :إنه المجتمع المسلم حينما يزيغ عن غير ما رسم َّ
الشرع له ،إن كانت المرأة َ
ظلمت وسلبت حقوقها وأهينت واعتدي عليها باسم اإلسالم ،فذاك حيف من الرجل والمجتمع،
ُ
محرماً.
حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد َّ
واإلسالم بريء منه ،فاهلل ِ
ِّ
وليفكر الرجل في فال مجال إذن ّ
التِخاذ شرع هللا ُحجة ُي ِّ
برر الرجل بها هذا النوع من العنف،
السبب الرئيس الذي جعله يعتدي على المرأة.
( )1معجم الوسيط( ،إبراهيم مصطفى ،أمحد الزايت ،حامد عبد القادر ،حممد النجار) جممع اللغة العربية ابلقاهرة ،دار الدعوة،
ابب الراء.223/5 ،
( )6روي احلديث عن عائشة رضي هللا عنها ،سنن ابن ماجة ،حتقيق :حممد فؤاد عبد الباقي ،دار إحياء الكتب العربية ،فيصل
صحح احلديث الشيخ األلباين يف صحيح اجلامع.131/5 ،
عيسى البايب احلليبَّ ،121/5 ،
~ ~ 12
األوصال رجال، ّ ّ َّ
فهذه هي الرجولة الحقة! وليس كل من كان ُم ْستَ ْحكم الخْلقة طويل القامة َف ْعم ْ
ونبتت لحيته رجال.ْ طر شاربه وليس كل من َّ
اشتد عوده و َّ
فهل من كمال الصفات التعدي على الزوجة أو األم أو البنت أو األخت باسم الرجولة؟
إنها المفاهيم الخاطئة التي َّ
تشربها الرجل من بيئته عن مفهوم الرجولة ،بدءا من أسرته ،ثم من
المشوهة.
َّ المجتمع الذي تربي فيه ،بيد أن ديننا هو أحق ّ
باالتِباع من هذه المفاهيم االجتماعية ْ
فوا أسفاه على من يعتبر هيبة الرجل تُزرع بيد من حديد تمتد نحو حليلته ركال وصفعا ،وبلسان
بذيئ ينطلق نحو أخته سبا وشتما!
قربها منه ،ومعاملتها بعنف تنِّفرها وتبعدها
أال يعلم الرجل أن معاملة المرأة بالحسنى تُؤنسها وت ِّ
منه ،سوى أن تكون المرأة عنيدة شرسة الطباع بعيدة عن فطرتها.
إن الطفل الذي يترْعرع في أسرة تُشاهد فيها األم مغلوب ًة على أمرها ،تُهان وتُشتم وتُضرب ،ال
ِ
محالة أنه يتأثَّر بمشاهداته ،وفي غالب األحيان يكون مقِّلدا لما رآه حينما يكبر بعد أن يكتسب
وتتكرر المأساة وتستمر!
َّ هذه الصفة صغي ار،
في هذه الحالة يجد الرجل الذي عاش في مثل ذاك المحيط في األب قدوة ،ببساطة :يتَّبع ما ألفى
عليه أباه ،أو لو كان أباه مخطئا؟!
أكل ما نراه نقِلّده شأننا في ذلك
وحيال هذا التقليد األعمى نقول :أين الرويَّة وأين إعمال الفكر؟ ُ
الشر والنفع وكرمه ،وجعله ِّ
يميز به بين الخير و ِ شأن من ال عقل له ،وقد جعل هللا لإلنسان عقال َّ
و ِّ
الضر؟!
ج -الحاالت النفسية المتعِلّقة بشخصية الرجل ّ
المعنف:
ِ
ّ
المعنف كغيره من األشخاص يتَّسم بصفات خاصة به تتبلور على ضوئها شخصيته، إن الرجل
ِ
تكوّن تركيبته النفسية ،على شاكلة محاولته جبر
وقد يلجأ للعنف نظ ار لبعض الصفات التي ِ
النقص في شخصيته ،بحيث ينعكس هذا النقص على شكل فعل عدائي تجاه من هو أضعف
منه ،ولن يجد غير المرأة التي قد تكون زوجة أو أختا لتحقيق توازنه النفسي وليثبت َّأنه األقوى!
وقد تكون هذه الصفة النفسية ناتجة عن رد فعل نجاح الطرف اآلخر ،فمعلوم أن كل من َّ
حقق
وكثير من التقدير ،لكن الحال ليس
ا ممن يستحقون الشكر
نجاحا في مجال من المجاالت فإنه َّ
تفوقت ونجحت ال تجد إال الذم والقدح ،وال
نفسه بالنسبة لكثير من األسر ،حيث نجد المرأة التي َّ
~ ~ 13
العدواني إال إذا ربطناه بسلوك الغيرة والخوف من تفوق الطرف اآلخر،سبيل لتفسير هذا السلوك ُ
الناجحة في حياتها العملية ضحية لها. ّ
المتفوقة و َّ والذي يظهر على شكل أفعال عنف تكون المرأة
ِ
ليتها كانت غيرة ايجابية تجعل من نجاح الزوجة حاف از لمنافسة شريفة ،لقلنا طوبى لها من غيرة!
يتحول فيها اإلحساس إلى عنف ،وتكون فيه الغيرة َّ
هدامة ،ألننا لكن في الحالة التي ُنناقشها َّ
يتقبل فكرة تفوق زوجته عليه ،فال يجد أمامه غير عضالت
الزلنا في مجتمع يصعب للرجل أن َّ
يداوي بها ُعقده النفسية ،حتى أننا نجده يستغل أدنى خطأ وأبسط تقصير لخلق مشاجرات كالمية
تسبق العنف الفعلي.
ْ
متفوقة على أخيها أو تتمتَّع بمركز اجتماعي أفضل منهَّ ،
مما واألمر هو نفسه إذا كانت األخت ّ
ِ
إن
ويتحول الشعور كسابقه إلى عنف ،خصوصا ْ َّ ُيحدث شعور الدونية والغيرة معا عند الرجل،
تلقى الرجل نظرات احتقار أو شفقة من المجتمع وقورن الحال بالحال!
ّ
المعنف تتمثَّل في اللذة من خالل السيطرة على الطرف اآلخر وقد نلفي صفة أخرى في شخصية
ِ
الهيمنة عليه ،فنجده يضرب ليحصل على المتعة ويشتم لحاجة في نفسه ،فيصبح هذا السلوك و ْ
ِّ
المتضررة األولى هنا كما في قبلها هي المرأة!
عادة ،و
د -اإلدمان على الخمور والمخدرات:
كم هي كثيرة حوادث العنف التي يكون شرب الخمور أو تناول المخدرات سببا لها!
ف سبب هذا النوع من العنف بـ ( تخدير العقول اإلرادي)! َّ ّ
بل لعلنا نص ُ
آدم ميزة العقل ،يقول عز من قائلَ ﴿ :وَلَق ْد َك َّرْم َنا َبّني َآد َم ال خالف أن هللا عز وجل منح بني
ضْلناهم عَلى َكّثي ٍر ّم َّمن خَلْقنا تَْف ّ َّ ّ ّ ّ
ضيالً﴾ ْ َ َ م ْن الطِّي َبات َوَف َّ َ ُ ْ َ اه ْم في اْل َب ِّر َواْل َب ْح ّر َوَرَزْق َن ُ
اه ْم َو َح َمْل َن ُ
بالعقل الذي هو ُعمدةُ ّ التفضيل َّإنما كان تفسير اآلية«: [اإلسراء ،]79 :يقول القرطبي في
ُ
ّ ()1
التكليف» ،فما بالنا بمن يحاول العبث بعقله ،بل وأكثر من ذلك :تدمير جسده واذهاب ماله
وافساد عالقاته؟
ّ
المخدر بعقول أربابها! الم ْسكر رياضها ،وعبث َّ
ِ فكم تفككت من أسر بعدما دخل ُ
( )1القرطيب ،تفسري القرطيب (اجلامع ألحكام القرآن) ،حتقيق :أمحد الربدوين وإبراهيم أطفيش ،ط ،3دار الكتب املصرية ،القاهرة،
5214هـ 5914 -م.394/51 ،
~ ~ 14
إننا ال ننتظر من الزوج أو االبن أو األب الذي ُيعاقر الخمرة أو المخدرات ويعود مغيَّب العقل إلى
بيته ،سوى اعتداء وشتما وضربا في من يجد أمامه ،كيف ال وقد ُحجب عقله ،وأصبح مثله مثل
َّ
الدابة تسير في األرض!
اغتصبت...ورَّبما
َ بت...
...ضر َ
تمت َسكرته إال وخبر الصدمة يطرق سمعهَ :ش َ
وقد ال يستفيق من ْ
تلت ،ألن الخمرة وما ينضوي تحتها من ُم ْسكر ،ببساطة هي :مفتاح كل شر! وغالبا ما تكون
َق َ
احتوتها جدران دون أمان!
الضحية األولى هي :المرأة التي تسكن تحت سقف بيته ،وقد َ
أما إن لم يجد المدمن ماالً يشتري به تلك السموم ،فإن َّ
الحل هو العنف أيضا بحيث يحاول إفراغ ِ
شحنة غضبه في زوجته التي ال حول لها وال قوة ،أو ُيطالبها بالمال غصبا ،إن كانت عاملة
وينتهي األمر بالضرب وتستمر المعاناة.
العقوق:
دُ -
المسجل على األمهات من
َّ إن من مفاجآت اإلحصاءات الواردة في بداية المداخلة هو العنف
طرف أبنائهن ،والذي ُعَّد بـ ( )50حالة!
أتصور وجود كلمة (حرام) أو (عيب) في ّ
أمه ،ال َّ َّ
َّ من أضله هواه وأغواه شيطانه ورفع يده على ِ إن ْ
وهن ،ورَّبته صغي ار؟!
وهنا على ْ
يتعدى على من حملته ْ قاموسه ،واال كيف َّ
الضرب هو أشنع أنواع العقوق ،فإذا كان رفع الصوت على األم عقوقا في حِّقها ،فكيف برفع
إن َّ
َّ
اليد؟
ُف) -الذي هو أدنى مرتبة من كل كالم جارح -بحق الوالدين يعد ٍ
بل إن مجرد التفوه بكلمة (أ ِ
يما﴾ ّ ٍ
ُف َوَال تَ ْن َه ْرُه َما َوُق ْل َل ُه َما َق ْوًال َكر ً
عقوقا بحقهما ،مصداقا لقوله تعالىَ﴿ :ف َال تَُق ْل َل ُه َما أ ِ
[اإلسراء.]23 :
األولى في مثل هذه الحاالت
يشفع لالبن سوء سلوك والدته وانحرافها كتبرير للضرب ،بل ْ
وال ْ
النصح والموعظة بالتي هي أحسن واالستعانة بأهل الصالح إلصالح اعوجاج سلوك األم ،إذا
كانت فعال كذلك.
وهذا النوع من االعتداء يكون إما عقوقا مباش ار أو عقوقا تحت تأثير المخدرات أو الخمور مثال.
~ ~ 15
ه -التأثر بالوسائل الخارجية:
إن الرجل ليس كائنا يعيش بمعزل عن المجتمع ،بل هو جزء منه يتأثَّر به ويؤّثِر فيه سلبا وايجابا،
تعرضه َّ َّ
ومن هنا ،فقد يتأثر الرجل بما يراه من عنف في محيطه وداخل مجتمعه ،أو قد يتأثر بما ْ
ّ
وتشجع عليه ،فقد «أكدت بعض الدراسات على وسائل اإلعالم المختلفة من مشاهد تُ ّ
روج للعنف
ِ ِ
وجود عالقة بين وسائل اإلعالم والسلوك اإلجرامي ،وذلك من خالل عرضها للصور اإلجرامية
مشوقا يسلط األضواء على بعض أنواع اإلجرام ويغري بارتكابها»(َّ ،)1
فيتولد العنف عرضا مغريا ّ
ِ
لديه صغي ار ويكبر معه ،أو كبي ار فيتقبَّله ،إلى أن يكون طرفا فيه.
و -الضغوط النفسية والمشاكل الشخصية:
( )1خالد بن سعود البشر ،أفالم العنف واإلابحة وعالقتهما ابجلرمية ،ط ،5الرايض5431 ،ه3111 ،م.19 ،
~ ~ 16
حاالت نفسية تلك التي تؤّثِر سلبا على الزوجة ،فيتمادى الزوج في عنفه ويجعله حقا ُمكتسبا ،من
ذلك ضعف شخصية المرأة واهتزاز ثقتها بنفسها ،وقد تكون هذه الصفة هي حب َّ
الشريك لدرجة
الرفض ،وقد يكون الخوف من
الرضوخ لكل ما يصدر منه دون مناقشة أو رد فعل يدل على َّ
تفكك األسرة والطالق ألن مصير المرأة التي تعلن رفضها للعنف أو تبِلّغ عن زوجها المعتدي
يكون مجهوال ،وان ما يقره المجتمع من أعراف ولو كانت بالية خاطئة لسلطان كبير على الناس،
فرؤية المجتمع المرأة مطلقة يعني وابل اللَّوم ،كل اللوم عليها دون الرجل ،فنجد الزوجة المغلوبة
ُ
يحس أحد بمعاناتها ويصير الكبت حينها أم ار محِّف از
على أمرها تتقبَّل واقعها وتتأقلم معه دون أن َّ
للرجل ليعتدي أكثر.
وهذا ما يجيب عن السؤال :لم ال تقوم كل امرأة جزائرية معنَّفة باإلبالغ عن َّ
التعدي الذي وقع
عليها؟
ولهذا أيضا فإن اإلحصاءات الواردة هي ما ُس ِّجل كبالغ َّ
تشجعت الضحية وقامت به ،واال فإن
العدد أكبر والمآسي أكثر والنتائج أخطر!
الموجهة للرجل المعتدي على المرأة ،دون أن نذكر ما
المؤسسة و ِ
َّ وحر ٌّي بنا أن ال ُننهي ّاتِهاماتنا
قد يكون للمرأة من دور في جلب الضر لنفسها ،وذلك يكون بإصرارها على اعوجاجها ،وجعلها
لزوجها يستنفذ كل محاوالت اإلصالح ،وقد يكون األمر من نفسها أو مما ورثته من تربية خاطئة
أو بوجود من ِّ
يحرضها على الخروج عن طاعة الزوج ،وفي كل األحوال ليست بالقاصرة لكي ال
تعلم ما يجب وما ال يجب ،ما يضر وما ينفع.
ولعلنا نشير ها هنا إلى (الطامة الكبرى) وهو وجود عنف أسري مقلوب الفطرة ،بحيث تعتدي
الزوجة على زوجها فيصير الزوج ضحية والمرأة معتدية!
– 2ما َّ
تعلق بالمعتدي والضحية معاً:
المحرمة:
َّ أ -االختالط والعالقات
مما يندى له الجبين هو وجود عدد من الحاالت ُس ِّجل المعتدي فيها على المرأة تحت خانة
إن َّ
(الخاطب) أو(العشيق) أو(أحد األقارب)!
ّ
الصفة األولى وال الثانية وال حتى الثالثة تكسر طبيعة العالقة بين الرجل والمرأة التي رسمها
فال ِ
وتخول للرجل االختالط بامرأة أجنبية عنه حتى يصل األمر إلى الضرب؟ ّ
لنا شرع ربناِ ،
~ ~ 17
الصديق
فالخاطب أو ما تربطه صلة رحم بالمرأة من غير محارمها أجنبي عن المرأة ،فما بالنا ب َّ
أو العشيق!
وبلغة األرقام نجد ( )363حالة اعتداء على المرأة من طرف غير المحارم ،و( )285حالة اعتداء
من المحارم أنفسهم.
فمن المخطئ في هذه الحالة؟
ّ ٍ ٍ
ان﴾ ص َنات َغ ْي َر ُم َس ّاف َحات َوالَ ُمتَّ ّخ َذات أ ْ
َخ َد ٍ
يقول عز وجل عن النساء المؤمناتُ ﴿ :م ْح َ
ّ ّّ ّّ
ان﴾ ين َوالَ ُمتَّ ّخذي أ ْ
َخ َد ٍ ين َغ ْي َر ُم َسافح َ حق الرجال المؤمنينُ ﴿ :م ْحصن َ[النساء ]25:وقال في ِّ
الصّديقَّ ،
فالعفة وعدم ّاتِخاذ الخالن والخليالت األخ َذان من ّ
الخ ْذن ،وهو :الخليل أو َّ [المائدة ]5 :و ْ
شرط اإلحصان لكال الطرفين ،فمن أين يأتي الضرب إذا لم يكن هناك لقاء بين الجنسين وكسر
القول( :ذاك الرجل أجنبي عني)؟!
ب -البعد عن األخالق اإلسالمية:
~ ~ 18
والمسؤولية هنا مشتركة بين الطرفين ،على أن ال تحاول المرأة ابتداء عرض محاسنها ليراه من
ودب ،فمن تعرض جسدها بألوان الطيف وألبسة ال تكاد تغطيها ،ال أراها إال تجلب األنظار
هب َّ
َّ
فلم تشتكي من التحرش إذن؟إليها وتثير غرائز من حولهاَ ،
وال أرى في ذلك الشاب الذي أصغى لغريزته إال نقصا في دينه وُبعدا عن قوله تعالىُ﴿ :ق ْل
ص ّارّه ْم﴾ [النور.]39 : ّ ّ ّّ
لْل ُم ْؤمني َن َي ُغضوا م ْن أ َْب َ
-نتائج العنف ضد المرأة:
إن العنف كظاهرة سلبية يشهدها المجتمع لها آثار وخيمة على الفرد والمجتمع معا ،وقد حاولنا
تلخيصها في ما يلي:
َّ
المعنفة ،وكذا لدى األبناء الذي يعيشون في أسرة يكثر فيها -0تولد مشاكل نفسية لدى المرأة
تعنيف المرأة ،وقد تصبح أمراضا نفسية.
-2انهيار صورة األم أمام األوالد إذا أهينت أو ضربت من طرف األب وهم حضور.
-3ترسبات فكرية خاطئة يكتسبها األطفال من مشاهداتهم داخل األسرة التي َّ
تعنف فيها والدتهم
من قبل والدهم ،والتي تصبح عادات سلوكية خاطئة فيما بعد.
-4الضرر الجسدي الذي قد يصل إلى العاهات وتشويه أعضاء الضحية.
-5تفكك األسرة إذا استحال العيش إلى جحيم وعولج مشكل العنف بالطالق.
-الحلول المقترحة:
~ ~ 19
رجل الصاعد الذي سيكون فيه ُ
ولد اليوم َ - 3وكذا في المؤسسات التعليمية توعي ًة للجيل َّ
الغد وفتاةُ اليوم امرأة الغد.
- 4وكذا في المساجد عبر تخصيص مجال في خطب الجمعة للحديث عن اآليات التي
يتَّخذها الرجال ذريعة للعنف ،بشرحها وبسط الحديث فيها ،مع تقديم َّ
النموذج النبوي في
معاملة نسائه عليه الصالة والسالم ،ليكون قدوة ُيحتذى بها.
بالمقبلين على الزواج
- 5وكذا عبر دورات تدريبية ،خصوصا إن استحدثت دورات خاصة ُ
من الجنسين.
- 6استحداث أقسام في العيادات العامة تختص باإلرشاد األسري والقانوني والنفسي للمرأة
بمجرد بدأ المشكلة ،من أجل تجاوزها.
َّ َّ
المعنفة ،تلجأ لها المرأة مستشيرة
- 7فتح قنوات الحوار في األسرة وتعزيزه بين الزوجين ،وبين األبوين واألوالد ،وبين األوالد
فيما بينهم ،ألن الحوار هو الذي يبسط أمامنا وجهات النظر ،وهو الطريقة المثلى التي
المخطئ على التفكر والتأمل ،فلربما عاد للصواب وأناب ونظر لحاله ثم تدبَّر
تحمل ُ
فتنبَّه!
- 8إجراء الدراسات واألبحاث واقامة الندوات والملتقيات حول ظاهرة العنف في مجتمعنا،
لبسط مختلف االقتراحات الجادة.
- 0تجريم العنف األسري ،عن طريق تسليط عقوبات ردعية على المعتدي.
- 09القيام بحمالت توعية على المستوى الوطني ،من أجل نشر الوعي بضرورة محاصرة
هذه الظاهرة.
( )1ابن عساكر ،اتريخ دمشق ،حتقيق ودراسة :حمب الدين العمروي ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع5451 ،ه5991/م،
. 12/32
~ ~ 20
فليت شعري من يحدو ْ
حدوه؟!
الحمية!
بقية ،من أهل الصالح والخير و َّ
ال ،بل أقول :ال زال في الرجال َّ
وختاما أستحضر ما قاله نبينا الكريم عليه صلوات من ربي وسالم في خطبة الوداع كآخر وصية
()1
اء َخ ْي ًار» ،فهال أدرك الرجل ْقدر الوصية؟ وكان خير خلف ّ ّ
النس ّ
صوا ب ِ َ
استَ ْو ُ
للبشريةْ ... « :
لخير سلف؟
وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين ،وصلى هللا وسلم
والحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحاتُ ،
ومن تّبعه بإحسان إلى يوم الدين.
وصحبه أجمعينَ ،
على خاتم النبيين ،وعلى آله َ
( )1البخاري ،كتاب النكاح ،ابب الوصاة ابلنساء ،حتقيق :حممد زهري بن انصر الناصر 31/1 ،ومسلم ،صحيح مسلم ،كتاب
الرضاع ،ابب الوصية ابلنساء ،حتقيق :حممد فؤاد عبد الباقي.5195/3 ،
~ ~ 21