You are on page 1of 8

‫المرأة في الوطن‬

‫العربي‬
‫أحمد دبابي‬
‫سنبحث في هذا العمل في مدى التأويل الخاطئ لعدد من‬
‫اآليات واألحاديث التي تخص المرأة وبالمقابل نبرز عددا من‬
‫اآليات القرآنية لتي تبين مكانة المرأة ومساواتها مع‬
‫التمهيد‬ ‫الرجل في مواضع كثيرة وتعدل تلك الصورة التي شوهت‪،‬‬
‫مثلما نصل إلى خالصة نبين فيها مواضع الظلم االجتماعي‬
‫الواقع على المرأة ‪.‬‬
‫أوال ال يمكن تجاهل أن أمر اضطهاد المرأة والحط من قدرها‬
‫هو في جذره غريزي‪ -‬تاريخي‪( ،‬وال نقصد غريزة الجنس‬
‫هنا) لإلنسان باعتباره "حيوان" بغض النظر عن تميزه عن‬
‫باقي الحيوانات األخرى فغريزة التسلط موجودة ومتأصلة في‬
‫اإلنسان حاله حال باقي الحيوانات األخرى‪ ،‬وقد نشأت ثقافة‬
‫الظلم االجتماعي الواقع‬ ‫استضعاف اآلخر (الضعيف) واضطهاده واستعباده كتحصيل‬
‫على المرأة‬ ‫حاصل لهذه الغريزة‪.‬‬
‫لقد أستضعفت المرأة ألنها غير قادرة على القتال كالرجل في‬
‫بيئات التصارع منذ فجر اإلنسانية األول‪ ،‬فتأسس لها وضدها‬
‫تراث قائم على استضعاف مكانتها وتحديد أدوارها‬
‫وفي مجتمعاتنا فان المرأة لطالما كانت ضحية التفسيرات الدينية المبنية على قاعدة‬
‫قيمية ثقافية أساسها منطق ومفاهيم القبيلة ‪ ،‬الذي أساسه بدائية اإلنسان والتي‬
‫ساست على قاعدة شريعة الغاب‪ ،‬حيث البقاء والسلطة والسيادة لألقوى‪ ،‬وفيه يتم‬
‫إخضاع المرأة كونها (مخلوق ضعيف) لمنظومة متشابكة تخدم وتكرس مصالح هذا‬
‫(األقوى)‪. .‬‬
‫العنف القيمي‪ ،‬هو العنف المبني على أسس قيمية‪ ،‬والمقر‬
‫عرفيا‪ .‬ويتم هذا النوع من العنف داخل‬
‫الوحدات القرابية األصغر خاصة‪ ،‬كالعائلة واألسرة والبيت ‪.‬‬
‫وتتمثل أنواع العنف في أساليب‬
‫وأنماط متفاوتة منها‪ ،‬الثأر الذي يعد نوعا من القصاص أو‬
‫االنتقام أو المعاملة بالمثل‪ .‬وهناك نوع آلخر‬
‫العنف القيمي‬ ‫يتمثل في "التأديب" الذي يمارسه اآلباء على األبناء أو‬
‫األخوة األكبر على األصغر سنا أو الرجال على‬
‫النساء‪.‬‬
‫وتحضى مثل هذه األنواع من العنف بدعم معنوي ومادي‬
‫أحيانا من قبل أعضاء نفس الوحدة القرابية أو المجتمع‬
‫المحلي‪.‬‬
‫‪ -‬إن النساء ناقصات عقل ودين‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة امرأتين تعادل شهادة رجل واحد‪.‬‬

‫آيات وأحاديث‬ ‫‪ -‬إن كيد النساء عظيم‪.‬‬


‫‪ -‬أن أغلب أهل النار هم النساء‪.‬‬
‫‪ -‬والية الرجل على المرأة‪( ،‬الرجال قوامون على النساء)‪.‬‬
‫‪ -‬نصيب المرأة في اإلرث مقارنة بالرجل‪( ،‬للرجل مثل حق األنثيين)‪.‬‬
‫‪ -‬شاوروهن وخالفوهن‪.‬‬
‫"أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا ال يستوون" (السجدة‪ ،)18 :‬فإنه لم ُيَر د من‬
‫ذلك الرجل‪ ،‬ولكن التغليب في اللغة العربية معروف في الحديث عن الرجل‬
‫والمرأة‪ ،‬والحديث عن الجنس أو النوع‪ ،‬وهكذا اآلية الشريفة‪" :‬قل هل يستوي‬
‫الذين يعلمون والذين ال يعلمون إنما يتذكر أولو األلباب) (الزمر‪ .)9 :‬إن اآلية‬
‫هي عن قيمة العلم للرجل والمرأة معًا‪ ،‬وال دخل للرجولة واألنوثة في مسألة‬
‫العلم‪ ،‬فالعلم قيمٌة أينما حّل ‪ .‬وهكذا نالحظ أن هللا تحدث عن القيمة المشتركة في‬
‫آيات المساواة‬ ‫العلم الصالح بين الرجل والمرأة‪" :‬إني ال أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو‬
‫أنثى" (آل عمران‪) ( .)195 :‬‬
‫وهكذا اآلية في سورة األحزاب‪" :‬إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين‬
‫والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات‪ ...‬أعّد هللا لهم مغفرة‬
‫وأجرًا عظيمًا" (األحزاب‪ .)35 :‬والتي تحدثت عن الجانب اإليجابي في الرجل‬
‫والمرأة‪ ،‬في ما ُيريد هللا وما يعطيهم من ثواب ومن قيمة دون فرق بينهما‪.‬‬
‫العالج هذه المشكلة المستعصية فيحتاج إلى وقت طويل‪،‬‬
‫وجهود كبيرة يساهم فيها المثقف‪ ،‬والمتعلم ورجل الدين‬
‫الواعي‪ ،‬الذي يعيد صياغة وتأويل هذه النصوص‪ ،‬التي يساء‬
‫فهمها وتوظيفها باستمرار‪ .‬كما أن على المرأة المسلمة‬
‫الحل‬ ‫المتعلمة خاصة أن تعي مسؤوليتها وتقوم بدورها من أجل‬
‫تغيير هذه الصور النمطية عن المرأة‪ .‬ولتنهض بالتالي المرأة‬
‫المسلمة بدورها في تنمية وتطوير الثقافة والحضارة‬
‫والعلوم‪.‬‬

You might also like