Professional Documents
Culture Documents
التخصص :الحقوق
موضوع! نظرية القانون يسمح للطالب بوضع أولى خطواته على درب المعرفة القانونية ،ألنه لن
يتمكن من الولوج لبوابة القانون إال بالمعرفة األولية للركيزتين اللتين يقوم عليهما التنظيم القانوني و
هما نظرية القانون و نظرية الحق .
و تهدف نظرية القانون إلى تحليل القاعدة القانونية التي تمثل الوحدة األولية التي يتشكل منها البناء
القانوني ،و ذلك من خالل التعريف! بها ،و إستقراء خصائصها! ،و أقسامها! و مصادرها! و نطاق
تطبيقها و كيفية تفسيرها اما نظرية الحق فسيتم! دراستها في الجزء الثاني.
مقدمة :
اإلنسان من المخلوقات! االجتماعية التي ال يمكن أن تعيش وحدها! بطريقة طبيعية ،فالعالقات البشرية
قديمة قدم الزمان ،وعندما زاد عدد الناس احتاجت هذه العالقات إلى مبادئ وقوانين تحكمها للمحافظة
عليها بشكلها السليم ممن يحاولون السيطرة على جميع األمور واالستيالء! على مقتنياٌت اآلخرين ،لذلك
كان ال بد من وجود! القانون في المجتمع.
تعد العالقة بين القانون والمجتمع عالقة جدلية ،فال يتصور مجتمع بال قانون ،وال قانون بال مجتمع،
سواء على المستوى الداخلي أو الدولي ،وعليه يعد القانون ظاهرة وضرورة اجتماعية في ذات الوقت
خصوصا أن االنسان اجتماعي بطبعه يستحيل عليه أن يعيش وحيدا ،فبفضل الجماعة يستطيع االنسان
اشباع رغباته ،لكن الطبيعة األنانية لهذا االخير تدفعه إلى التصارع! والتطاحن مع اآلخرين من اجل
السلطة والمال .
ومن أجل الحفاظ على العالقات االجتماعية والسلم واألمن كان ال بد من القانون ،هذا االخير يفرض
باستخدام! القوة البدنية أو الوسائل الرمزية ،الفرض يكون باإلجبار! والقهر أما اإلعمال فيكون باإليحاء
والتشجيع! والثناء ويعتبر! القانون أهم وسيلة لضبط! المجتمع االنساني لعدة عوامل منها محدودية تأثير
الوسائل األخرى مثل األعراف ورأي الناس و خصوصا في المجتمعات ذات التركيبة البشرية المعقدة.
فالقانون باعتباره منظومة كلية من القواعد المختلفة التي تهم جوانب التنظيم االجتماعي يكون قادرا
على ضبط سلوكيات الناس بعنصري اإلجبار والجزاء ،اللذان يعتبران جوهر القانون.
الفصل األول
إن أص!!ل كلم!!ة الق!!انون دخيل!!ة على اللغ!!ة العربي!!ة ،فهي كلم!!ة يوناني!!ة األص!!ل ( )Kanunمعناه!!ا
العصا المستقيمة ،وتستخدم! مجازا للداللة على االستقامة في القواعد والمبادئ القانونية.
إن كلم!!ة الق!!انون ت!!وحي ب!!أكثر من مع!!نى ،فق!!د يقص!!د به!!ا اإلش!!ارة إلى القواع!!د ال!!تي تحكم بعض
الظ!!واهر! الطبيعي!!ة ك!!القوانين الفيزيائي!!ة كقواع!!د الجاذبي!!ة األرض!!يةوتعتبر! قاع!!دة تقريري!!ة أو وص!!فية ألنه!!ا
تكون مقررة لواقع يتحقق كلما تحققت أسبابه دون أي استثناء.
وقد! يقصد بكلمة قانون مجموعة قواعد السلوك ال!تي يتعين على األف!راد احترامه!ا لض!مان األمن
والنظ !!ام! في المجتم !!ع ،فالقاع !!دة ال !!تي يحتويه !!ا الق !!انون تعت !!بر قاع !!دة تنظيمي !!ة أو تقويمي !!ة للس !!لوك ،ألنه !!ا
تخاطب األفراد! وتطالبهم بإتباع سلوك معين – يوق!ع! الج!زاء على من يخ!الف أحكامه!ا وه!ذا ه!و المفه!وم
العام للقانون.
وهن! !!اك مفه! !!وم خ! !!اص أو ض! !!يق! للق! !!انون ،ويقص! !!د ب!!!ه مجموع! !!ة القواع! !!د ال! !!تي تض! !!عها الس! !!لطة
التشريعية في الدولة لتنظيم أمرها مثال :كالقانون التجاري والقانون المدني وقانون العمل...الخ ،ويطلق
عليه اصطالح التشريع.
وقد! تستعمل كلمة "قانون" للداللة على معنى ضيق جدا إذا كنا نقصد به نصا معينا من نص!!وص
الق!!انون ومث!!ال ذل!!ك نص الم!ادة 25من الق!انون الم!دني الجزائ!ري «:تب!دأ شخص!!ية اإلنس!ان بتم!ام والدت!ه
حيا ،وتنتهي بموته».
وق! !!د يس! !!تعمل اص! !!طالح "الق! !!انون" للدالل!!!ة على وص !!ف! معين ،فالق! !!انون الوض! !!عي ه! !!و التش!!!ريع
المكتوب الذي تسنه الس!لطة التش!ريعية ،والق!انون الط!بيعي ه!و مجموع!ة القواع!د األبدي!ة ال!تي أودعه!ا اهلل
في الك!!ون وال!!تي يستخلص!!ها! العق!!ل البش!!ري ،وكلم!!ا اق!!تربت قواع!!د الق!!انون الوض!!عي! من قواع!!د الق!!انون
الطبيعي! كانت أقرب إلى المثالية والعدالة.
فالقانون الطبيعي هو العدل في ذاته وهو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه القانون الوضعي.
ودراس!!تنا! في ه!!ذا المج!!ال تتص!!رف إلى المع!!نى الواس!!ع لكلم!!ة الق!!انون بأن!!ه «:مجموع!!ة القواع!!د
التي تحكم سلوك األفراد في الجماعة والتي يتعين عليهم الخضوع لها ولو بالقوة إذا لزم األمر».
ويش!!!مل ه!!!ذا التعري!!!ف كال من التش!!!ريع والقواع!!!د المعت !!برة في المجتم !!ع س !!واء ك !!انت الش!!!ريعة
اإلسالمية أو من العرف أو الفقه أو من أحكام القضاء ،مع العلم أن المقصود بالتشريع هنا ه!!و ك!!ل نص
ق !!انوني! س !!واء ك !!ان ص !!ادرا من الس !!لطة التش !!ريعية أو الس !!لطة التنفيذي !!ة كالمراس !!يم والق !!رارات والل !!وائح
بصفة عامة.
أم! !!ا المع! !!نى التق! !!ني أو االص! !!طالحي :فيقص! !!د ب! !!ه ك! !!ل القواع! !!د الملزم! !!ة ال! !!تي تص! !!درها! الس! !!لطة
التش!!ريعية والمتعلق!!ة بتنظيم! عالق!!ات األف!!راد ببعض!!هم أو عالق!!اتهم بالدول!!ة في مج!!ال معين من مج!!االت
الحياة االجتماعية.
وإ ذا أخ! !!ذنا بتعري! !!ف الق! !!انون بمعن! !!اه الواس! !!ع يمكن أن نس! !!تخلص الخص! !!ائص األساس! !!ية لقواع! !!د
القانون.
المبحث الثاني :خصائص القاعدة القانونية
فالقاعدة القانونية قاعدة سلوك ي!!أتمر به!!ا األف!راد! للقي!ام أو لالمتن!!اع عن س!لوك معين ،فهي قاع!!دة
تقويمية لسلوك الفرد في الجماعة ،أن القواع!د القانوني!ة س!ابقة على وج!ود! الدول!ة ،فق!د وج!دت بع!د وج!ود
تجمع معين كالجماعات األسرية.
وإ ذا كان القانون يهتم بسلوك الفرد داخ!!ل المجتم!!ع فه!و! يهتم بالس!!لوك الخ!!ارجي الشخص!ي س!واء
في عالقة األفراد ببعضهم! البعض أو في عالقة األفراد بالسلطة ،فال ب!!د لتط!بيق! أحك!!ام الق!انون أن يك!ون
س!!لوك الش!!خص ق!!د اتخ!!ذ مس!!لكا خارجي!!ا ،أم!!ا مج!!رد الش!!عور! أو ني!!ة فال يعت!!د به!!ا الق!!انون إال إذا اق!!ترنت
بعم!!ل خ!!ارجي ،مث!!ال :فتختل!!ف عقوب!!ة القت!!ل العم!!د عن القت!!ل الخط!!أ ،وذل!!ك لت!!وافر! القص!!د ل!!دى م!!رتكب
جريمة القتل عمدا.
ال بد أن تصاغ القاعدة القانونية بصفة مجردة ،فهي ال توجه إلى شخص بعين!!ه وال تطب!!ق على
واقع!!ة قانوني!!ة ب!!ذاتها مث!!ال على ذل!!ك :نص الم!!ادة 40من الق!!انون الم!!دني الجزائ!!ري! ال!!تي تقض!!ي بأن!!ه«:
ك!!ل ش!!خص بل!!غ س!!ن الرش!!د متمتع!!ا بق!!واه العقلي!!ة ،ولم يحج!!ر علي!!ه يك!!ون كام!!ل األهلي!!ة لمباش!!رة حقوق!!ه
المدني.
وسن الرشد تس!ع عش!رة ( )19س!!نة كامل!!ة» ،فتطب!ق! القاع!دة القانوني!!ة على ك!ل ش!خص بل!!غ س!!ن 19س!!نة
وك!!ان غ!!ير مص!!اب بع!!ارض من ع!!وارض األهلي!!ة ،ف!!النص ج!!اء بص!!فة مج!!ردة إذ يطب!!ق على جمي!!ع من
تتوافر فيه الصفات المذكورة.
وتطب!!ق القواع!!د القانوني!!ة أيض!!ا على الوق!!ائع إذا ت!!وافرت! فيه!!ا ش!!روط معين!!ة ،مث!!ال ذل!!ك :واقع!!ة
تمام والدة اإلنسان حيا ،يترتب عليها ب!دء شخص!يته ،ف!إذا ت!وفر! ش!رط ال!والدة التام!ة وخ!رج المول!ود! حي!ا
بدأت شخصيته ،وهذا الحكم ال يقف لدى إنسان معين وإ نم!ا يطب!ق على ع!دد غ!ير مح!دد من األش!خاص،
فك!!ل من يول!!د حي!!ا تب!!دأ شخص!!يته القانوني!!ة وس!!واء تم ذل!!ك اآلن أو تم في المس!!تقبل ،طالم!!ا ظلت القاع!!دة
قامة ومعموال بها.
فالتجري !!د إذن ص !!فة من ص !!فات القاع !!دة القانوني !!ة والعمومي !!ة هي األث !!ر الم !!ترتب على التجري !!د،
فالقاع!!دة القانوني!!ة إذا ك!!انت مج!!ردة فإنه!!ا تك!!ون عام!!ة حتم!!ا .مث!!ال :فالقواع!!د القانوني!!ة ال!!تي تح!!دد أحك!!ام
الخدم !!ة الوطني !!ة تض !!ع قواع !!د قانوني !!ة عام !!ة ألنه !!ا تتض !!من تكليف !!ا عام !!ا موجه !!ا إلى ك !!ل من تت !!وافر! في !!ه
الش ! !!روط! الموض ! !!وعية في القاع ! !!دة س ! !!واء ك ! !!ان ذل ! !!ك في الح ! !!ال أو في المس ! !!تقبل ،لكن الق ! !!رار الخ ! !!اص
باستدعاء أحد األشخاص للخدمة الوطنية أو اكتساب شخص معين الجنسية ،ال يعت!!بر قاع!!دة قانوني!!ة ألن!!ه
يخ!!اطب شخص !ا! معين!!ا وينتهي! عن!!د تطبيق!!ه فليس ل!!ه ص!!فة العمومي!!ة والتجري!!د وال يكتس!!ب ص!!فة ال!!دوام
واالس!!تمرار وه!!ذا بخالف القاع!!دة القانوني!!ة ال!!تي تظ!!ل وتس!!تنفذ قوته !ا! بتض!!ييقها! م!!رة أو م!!رات ،ب!!ل أنه!!ا
قائمة وال يقتصر تطبيقها على ما تم في الماضي! أو الحاضر ،بل يمتد إلى المستقبل.
وتج !!در! اإلش !!ارة أن عمومي !!ة القاع !!دة القانوني !!ة ال يع !!ني أنه !!ا تخ !!اطب ك !!ل الن !!اس المتواج !!دين في
مجتمع معين ،بل قد تخاطب طائف!!ة معين!!ة من الن!!اس بص!!فاتها مث!!ال:كاألطب!!اء أو المح!!امين أو المهندس!!ين
أو الم !!وثيقين...الخ وتظ !!ل القاع !!دة عام !!ة ومج !!ردة ح !!تى ول !!و ك !!انت خاص !!ة بطائف !!ة معين !!ة طالم !!ا أنه !!ا ال
تخ !!اطب الش !!خص بإس !!مه ،ب !!ل وتظ !!ل القاع !!دة القانوني !!ة مج !!ردة ول !!و انطلقت على ش !!خص واح !!د ك !!رئيس
الجمهوري!!ة أو رئيس المحكم!!ة ذل!!ك ألن ه!!ذه القواع!!د ال تخ!!اطب ه!!ؤالء األش!!خاص ب!!ذواتهم ب!!ل بص!!فاتهم
فهي تتجه إلى الشاغلين لتلك المناصب حاضرا أم مستقبال
-1تحقي!!ق المس!!اواة بين الن!!اس أم!!ام الق!!انون دون التح!!يز لش!!خص معين ،لكن الس!!عي لتحقي!!ق المس!!اواة
يؤدي! إلى األخذ بعين االعتبار بأغلبي!ة الن!اس إذ ال يمكن للمش!رع أن ي!راعي ك!ل حال!ة على ح!دى ،بينم!ا
يضر ببعض الطوائف !،لكن القانون يهدف كم!!ا قلن!ا إلى تحقي!!ق النظ!ام واالس!تقرار! في المجتم!ع ،وه!ذا ال
يمكن تحقيق!!ه إال إذا ك!!انت القاع!!دة القانوني!!ة عام!!ة ومج!!ردة تخ!!اطب كاف!!ة الن!!اس المتواج!!دين في المجتم!!ع
إذا توفرت فيهم الشروط أو الصفات المطلوبة لتطبيق! القاعدة القانونية.
-2اعتبار القواعد القانونية عامة ومجردة يسهل تطبيقها ،ألن األشخاص يح!!ترمون بس!!هولة القواع!!د إذا
انطبقت على الجميع.
-3وتحقق العمومية والتجريد! غاية عملية ،وذل!ك ألن من المس!تحيل عملي!ا إص!دار ق!رارات فردي!ة تنظم
سلوك كل شخص على حدى.
اإلل!!زام يعت!!بر من أهم الخص!!ائص ال!!تي تتم!!يز به!!ا القاع!!دة القانوني!!ة ،فلكي يل!!تزم األف!!راد ب!!احترام
القواع !!د القانوني !!ة ال ب !!د أن يق !!ترن بج !!زاء ،وه !!ذا األخ !!ير توقع !!ه الس !!لطة العام !!ة جميع !!ا على من يخ !!الف
القاعدة القانونية ،والجزاء كان موجودا! في المجتمعات القديمة ،إال أنه كان غير منظم بقواعد قانونية بل
كان أساسه االنتقام الفردي للشخص المجني عليه أو على أسرته أو على عشيرته ضد الج!!اني أو أس!!رته
أو عش!!يرته ،وق!د! ك!!ان االنتق!!ام والث!!أر ض!!روريا ب!!ل ك!!ان من الع!!ار ع!!دم األخ!!ذ بالث!!أر ،ولم يب!!ق حالي!!ا من
ه!!ذا الح!!ق الخ!!اص في توقي!!ع الج!!زاء إال ح!!االت مح!!دودة :كال!!دفاع! الش!!رعي على النفس أو الم!!ال ،ولكن!!ه
رغم كونه جزاءا خاصا فإن القانون ينظمه وال يسمح به إال في حالة الضرورة القصوى.
-الحق في الحبس :الذي يجيزه القانون بحيث يجوز لكل من ال!تزم ب!أداء ش!!يء أن يتمت!!ع عن الوف!اء ب!!ه
م !!ا دام ال !!دائن لم يع !!رض الوف !!اء ب !!التزام! ت !!رتب علي !!ه ول !!ه ارتب !!اط! ب !!التزام الم !!دين وفق !!ا للم !!ادة 200من
القانون المدني الجزائري.
ولكن هذه الجزاءات الخاصة نظمها! المشرع فال يستعملها! الشخص كما شاء.
ويض!!من الج!!زاء اس!!تقرار المجتم!!ع وتحقي!ق! النظ!!ام في!!ه بحيث يول!!د الثق!!ة ل!!دى المجتم!!ع في فعالي!!ة
القواعد القانونية.
وقد! اختلفت أراء الفقهاء حول مدى اعتب!ار الج!زاء عنص!را الزم!ا للقواع!د القانوني!ة ،ف!المفروض
هو أن األشخاص يحترمون القواعد القانونية من تلقاء أنفسهم ،وأن يظل الجزاء عنصرا اس!!تثنائيا ،يمث!!ل
حالة عارضة.
فاإلنس!!ان يس!!تجيب للق!!انون دون الض!!غط علي!!ه ،فنحن نش!!عر في حياته!!ا اليومي!!ة بن!!وع من العقوب!!ة
في اح!!ترام الق!!انون ب!!دون الض!!غط ،لكن ه!!ذا الش!!عور يتحق!!ق في بعض القواع!!د القانوني!!ة دون األخ!!رى،
فمثال قواعد القانون اإلداري! ال يمكن أن تولد نفس الش!عور! ل!!دى الن!اس ،له!ذا ال ب!!د الحترامه!ا! من ت!!وافر
جزاء على مخالفتها.
وال يمكن تص!!ور! وج!!ود ه!!ذا االح!!ترام! التلق!!ائي للقواع!!د القانوني!!ة ل!!دى جمي!!ع الن!!اس لتب!!اين أخالق
األفراد! في المجتمع ،فلهذا يبقى الجزاء الزما إلحترام! القواعد القانونية.
أم!!ا ال!رأي الفقهي الث!اني :ي!!رى أن الج!زاء ليس عنص!!را الزم!!ا للقواع!د القانوني!ة ب!!ل ه!!و عنص!را خارجي!!ا
متعلق!!ا بنفاذه!!ا فق!!ط ،إذ أن ع!!دم ت!!وافر! اإلل!!زام أو اإلجب!!ار! الم!!ادي في القاع!!دة القانوني!!ة ال ينفي وجوده!!ا،
وإ نما يقلل من فاعليتها ونفاذها في العمل ويستند أص!!حاب ه!!ذا ال!!رأي لت!!برير م!!وقفهم! إلى الق!!انون ال!!دولي
العام والقانون الدستوري ،فيرون أن انتفاء الجزاء في هذين القانونين لم يؤد إلى انتفاء الطبيعة القانوني!!ة
له!!!ذه القواع !!د ،ويمكن ال !!رد على ه !!ذا الق !!ول ب !!أن الج !!زاء عنص !!ر الزم للقاع !!دة القانوني !!ة أو الج!!!زاء في
الق!!انون ال!!دولي موج!!ود! وينس!!جم م!!ع طبيع!!ة الق!!انون ال!!دولي! الع!!ام كإبط!!ال المعاه!!دات ،وتوقي !ع! العقوب!!ات
االقتصادية والحصار! البحري ...الخ.
كما أن لقواعد القانون الدستوري جزاءا ينسجم! معها ويتمثل في الت!وازن الق!!ائم بين الس!!لطات إذا
توق!!ف ك!!ل س!!لطة أخ!!رى إذا ج!!اوزت ح!!دودها وك!!ذلك ال!!رأي الع!!ام ي!!راقب ه!!ذه الس!!لطات ويط!!الب بإع!!ادة
تنظيمها! باإلنتخاب أو بالثورة.
-1يتم!!يز الج!!زاء بأن!!ه م!!ادي محس!!وس :وبالت !!الي يختل!!ف عن الج !!زاء في قواع!!د األخالق والمج!!امالت
والتقاليد الذي يكون مجرد جزاء معنويا يتمثل في تأنيب الضمير واستنكار الرأي العام.
-2الج!!زاء توقع!!ه الس!!لطة العام!!ة :فتوج!!د س!!لطة عام!!ة مختص!!ة في الجماع!!ة يعه!!د إليه!!ا كفال!!ة اح!!ترام
الق!!انون عن طري!ق! احتك!!ار توقي!!ع الج!!زاء ويس!!تحيل! على األف!!راد! مقاومته!!ا لم!!ا له!!ذه األخ!!يرة من وس!!ائل
لذلك تحقق نوعا من التوازن بين الجزاء والضرر.
-3الج!!زاء في القاع!!دة القانوني!!ة :ح!!ال غ!!ير مؤج!!ل ،وه!!ذا م!!ا ي!!ؤدي إلى تخ!!وف! األش!!خاص من توقيع!!ه،
بينما هو بالنسبة لقواعد الدين أخروي! ومؤجل.
الفرع الثاني :أنواع الجزاء
يختلف الجزاء باختالف فروع! القانون ،فهناك جزاء جنائي ،مدني أو إداري:
-1الج<<زاء الجن<<ائي :ويق!!ع على ك!!ل من ي!!رتكب فعال تجرم!!ه قاع!!دة جنائي!!ة وترف !!ع عن!!ه النياب!!ة العام!!ة
الدعوى العمومية نيابة عن المجتم!ع كك!ل ،ويتمث!ل الج!زاء في عقوب!ة اإلع!دام طبق!ا للم!ادة 84من ق!انون
العقوبات الجزائري! أو الحبس طبقا للمادة 144من قانون العقوب!ات الجزائ!ري ،أو الس!جن المؤب!د طبق!ا
للم!!ادة 205من ق!!انون العقوب!!ات الجزائ!!ري ،وق!!د تك!!ون غرام!!ة مالي!!ة ي!!دفعها الج!!اني وه!!ذا م!!ا نص علي!!ه
المشرع الجزائري في المادة 455من قانون العقوبات الجزائري.
-2الجزاء المدني :فإذا أخل المدين بالتزاماته يلزم بالتنفيذ العيني أو بمقابل متى ك!!ان االل!!تزام م!!ا ي!!زال
ممكن!!ا ،وأيض!ا! إذا ك!!ان مح!!ل االل!!تزام ه!!و القي!!ام بعم!!ل أم!!ا إذا ك!!ان مح!!ل االل!!تزام ه!!و االمتن!!اع عن القي!!ام
بعم!!ل وق!!ام! الش!!خص ب!!ه فيتمث!!ل الج!!زاء في إع!!ادة الح!!ال إلى م!!ا ك!!انت علي!!ه وقت وق!!وع! المخالف!!ة ،ف!!إذا
اس!!تحال ذل!!ك يل!!زم الم!!دين ب!!التعويض – يتمث!!ل أيض!!ا الج!!زاء الم!!دني في البطالن أي في إزال!!ة التص!!رف!
القانوني المخالف للقانون ،والفسخ في حالة إخالل المتعاقدين بالتزاماته العقدية.
وتجدر! المالحظة إلى أنه يمكن أن ي!ترتب على نفس الفع!ل ج!زاء جن!ائي وم!دني في نفس ال!وقت
مث!!!ال على ذل!!!ك :أن يص!!!طدم! س!!!ائق س!!!يارة شخص!!!ا فيقتل!!!ه ،في !!ترتب! على ه !!ذا الفع !!ل مس !!ؤولية الس!!!ائق
الجنائي!!ة أي ح!!ق المجتم!!ع في العق!!اب الجن!!ائي ،وي!!ترتب على ه!!ذا الفع!!ل أيض!!ا ل!!ذوي الحق!!وق الح!!ق في
المطالبة بالتعويض فيرفعون الدعوى المدنية مطالبين بالتعويض المستحق لهم عن الضرر! الذي لحقهم.
-3الجزاء اإلداري :يتمثل في اإلن!!ذار ال!!ذي يوج!!ه إلى العام!!ل ،أو في الخص!!م من الم!!رتب أو من األج!!ر ،أو
في التنزيل من الدرجة وقد يتمثل في الفصل النهائي عن العمل.
-4الج<<زاء في ق<<انون اإلج<<راءات المدني<<ة والجزائية :يتمث!!!ل الج !!زاء هن !!ا في بطالن اإلج!!!راءات المخالف!!!ة
ألحكام هذين القانونين كالحكم ببطالن العريضة االفتتاحية للدعوى أو ببطالن اإلجراءات.
المبحث الثالث :نطاق القانون
باعتبار القاعدة القانونية قاعدة سلوك تحكم سلوك الفرد في المجتمع ،فال بد من تحديد ص!!لتها بقواع!!د
السلوك األخرى ،كاألخالق أو المجامالت أو التقاليد أو الدين ،فهل القواعد القانونية مستمدة منها أم أن هناك
اختالف بينها؟
المطلب األول :القانون واألخالق
إن كل شخص يعلم أنه ال يجب قت!ل الغ!ير أو اإلض!رار ب!ه ،كم!ا يجب أال يس!رق فه!ذه القواع!د قواع!د
أخالقية ،ويالحظ أن القانون تضمنها كذلك وعليه ماهي كيفية التفرقة بين القانون واألخالق؟
ي !!رى البعض أن األخالق تقتص !!ر على النواي !!ا والمقاص !!د بينم !!ا الق !!انون يقتص !!ر على المحس !!وس من
األفع!!ال ،إال أن ه!!ذا ال!!رأي م!!ردود علي!!ه ألن!!ه وإ ن ك!!ان الق!!انون ال يأخ!!ذ بعين االعتب!!ار النواي!!ا ،فه !و! م!!ع ذل!!ك
يوليها عناية إذ صاحبت األعمال الخارجية كالغش والتدليس والتعسف في استعمال الحق.
فللق!!انون ص!!لة ب!!األخالق إذ أن كث!!يرا من القواع!!د القانوني!!ة تق!!وم على أس!!اس أخالقي ،إذ الق!!انون يمن!!ع
االعتداء على النفس أو العرض أو المال ،كما أنه ال يجيز اإلثراء بال سبب كما أنه يبطل العقد إذا كان سببه
غير مشروع أو مخالف للنظام العام أو اآلداب العامة وما هذه األخيرة إال األخالق االجتماعية.
وقد! يهتم القانون بمسائل خاصة بمساعدة اآلخرين فنظرية الميسرة أساس!!ها! منح القاض!!ي الم!!دين أجال
للوفاء حسب الظروف طبقا للمادة 119/2قانون مدني جزائري ،إال أنه هناك بعض المسائل األخالقي!!ة ال!!تي
ال تمت بصلة للقانون كالشفعة واالعتراف بالجميل واإليثار...الخ.
فاختالف! بين القواعد القانونية واألخالقية يتمثل فيمايلي!:
-1من حيث الهدف :فقواعد األخالق تهدف إلى االرتقاء بالعقل البشري إلى المثالية وباإلنس!!ان إلى الكم!!ال،
بينما يهدف القانون إلى المحافظة على النظام واالستقرار في المجتمع وتحقيق العدالة والسلم االجتماعي.
-2من حيث الصياغة :تص!!بح القواع!!د القانوني!!ة ،وإ ن ك!!ان أسس!!ها األخالق بص!!ياغتها الدقيق!!ة أك!!ثر وض!!وحا!
مم !!ا يحق !!ق االس !!تقرار في المجتم !!ع ،فمثال :تقتض !!ي األخالق ع !!دم الش !!راء بثمن أق !!ل من قيم !!ة الش !!يء ،وه !!ذا
يؤدي! إلى إبطال جميع التصرفات تقريبا ولكن القاعدة ،القانونية التي تحدد الغبن الفاحش في بيع العق!!ار بأق!!ل
4
من 5من ثمن المثل تعتبر قاعدة دقيقة يسهل تطبيقها.
-3من حيث الجزاء :فجزاء مخالف!ة القاع!دة القانوني!ة ج!زاء م!ادي ،توقع!ه الس!لطة العام!ة على المخ!الف ،في
حين أن الجزاء على مخالفة القواعد األخالقية جزاء معنوي يتمثل في استنكار! الرأي العام وتأنيب الضمير.
م!!ع المالح!!ظ أن االختالف في الغاي!!ة والج!!زاء والص!!ياغة ال يمن!!ع من أن الق!!انون يعتم!!د أساس!!ا على
األخالق ،وأغلب القواعد القانونية ماهي إال قواعد أخالقية ،رأى المش!رع! أهميته!ا القص!وى إلقام!ة النظ!ام في
المجتمع فصاغها في صورة قواعد قانونية.
المطلب الثاني :القانون وقواعد المعامالت والتقاليد
تق!!وم في المجتم!!ع قواع!!د س!!لوك ت!!واتر الن!!اس على إتباعه!!ا فتعت!!بر! من تقالي!!د ه!!ذا المجتم!!ع ،ويح!!رص
الن! !!اس على إتباعه! !!ا في عالق! !!اتهم أو في ملبس! !!هم ،مث! !!ال ذل! !!ك :التهنئ! !!ة والع! !!زاء...الخ وهي قواع! !!د تنش! !!أ في
المجتمع دون إرادة واعية بل تعود عليها الناس بصفة تلقائية إلى أن يتم التخلي عنها نهائيا لمخالفتها المنطق
والمعايير المعاصرة.
وق!!!د ت!!!رقى بعض قواع!!!د المج!!!امالت إلى ش!!!به قواع!!!د قانوني !!ة ،كقاع !!دة إعط !!اء األولوي !!ة للعج !!زة في
وسائل المواصالت.
وتتف!!ق قواع!!د المج!!امالت م!!ع القواع!!د القانوني!!ة لكونه!!ا تحكم س!!لوك األف!!راد في الجماع!!ة لكن تختل!!ف
عن بعضها لك!ون قواع!د المج!امالت قواع!د غ!ير مس!تقرة تختل!ف من منطق!ة إلى أخ!رى ،وك!ذلك تختل!ف عنه!ا
من حيث الجزاء ،إذ الجزاء على مخالفة قواعد المجامالت والتقليد يتمثل في اس!تنكار! الجماع!ة ،بينم!ا الج!زاء
على مخالفة القاعدة القانونية جزاء مادي تتواله السلطة العامة.
كما أن هناك اختالف بينهما من حيث الهدف فإذا كان الهدف من القواعد القانونية هو النظام
واالستقرار في المجتمع ،فإن قواعد المجامالت والتقليد تحقق غاي!ات عرض!ية تفرض!ها! التقالي!د الموج!ودة وال
يؤدي! عدم إتباعها أو عدم مراعاتها إلى إنقاص أو اضطراب النظام في المجتمع.
المطلب الثالث :القانون وقواعد الدين
ال!!دين يع!!الج واجب!!ات اإلنس!!ان نح!!و رب!!ه ونح!!و نفس!!ه ونح!!و غ!!يره وتتف!!ق القواع!!د الديني!!ة م!!ع القواع!!د
القانونية ،إذ الدين يحرم القتل والسرقة وإ يذاء الغير ،وهذه األمور يحرمها القانون أيضا.
لكن تبقى قواع! !!د ال! !!دين ال! !!تي تتعل! !!ق بعالق! !!ة اإلنس! !!ان بخالق! !!ه ،والخاص! !!ة بالعب! !!ادة مس! !!ائل ال يتواله! !!ا
الق! ! !!انون ،أم! ! !!ا القواع! ! !!د الديني! ! !!ة الخاص! ! !!ة بالمع! ! !!امالت ،فق! ! !!د قنن المش! ! !!رع بعض! ! !!ها ك! ! !!الميراث والوالي! ! !!ة على
الم!!ال...الخ وتعت!!بر الش!!ريعة اإلس!!المية مص!!درا مادي!!ا لق!!انون األس!!رة ،كم!!ا يرج!!ع القاض!!ي لمب!!ادئ الش!!ريعة
اإلسالمية في حالة عدم نص تشريعي ،وتعتبر! مصدرا! قانونيا.
وتختلف! قواعد الدين عن قواعد القانون في أن جزاء مخالفة قاعدة دينية هو جزاء أخروي ،فالقواعد
الديني!!ة ال يوض!!ع له!!ا ج!!زاء دني!!وي باعتباره!!ا ك!!ذلك ولكن إذا تبناه!!ا المش!!رع! وأدخله!!ا ض!!من القواع!!د القانوني!!ة
وق!!رر له!!ا ج!!زاء ،ف!!الجزاء في ه!!ذه الص!!ورة ج!!زاء دني!!وي ق!!رره المش!!رع لمخالف!!ة قاع!!دة قانوني!!ة وليس ج!!زاء
مقرر لمخالفة قاعدة دينية.
الفصل الثاني
تقسيم القواعد القانونية
تنقس!!م القواع!!د القانوني!!ة إلى قواع!!د مكتوب!!ة :وهي ال!!تي تض!!عها الس!!لطة المختص!!ة بس!!ن التش!!ريع وإ لى
قواع!!!د غ!!!ير مكتوب!!!ة :وهي عب!!!ارة عن مع!!!نى يس!!!تقر في ذهن الجماع !!ة ،فتش !!عر بإلزامي !!ة دون أن ي!!!دون في
عبارات واضحة مثل العرف وسوف! يأتي بيانه.
وإ لى قواع!!د ش!!كلية :وهي ال!!تي ت!!بين اإلج!!راءات ال!!تي يجب إتباعه!!ا الكتس!!اب الح!!ق أو للممارس!!ته أو
التي يجب إتباعها في حالة مخالفة القاعدة القانونية.
المبحث األول :تقسيم القواعد القانونية من حيث قوة الزاميتها
إن المش!!رع وه!!و يخ!!اطب األش!!خاص أحيان!!ا ن!!راه حازم!!ا ص!!ارما فيظه !ر! القاع!!دة القانوني!!ة في ش!!كل
قطعي! ب !!ات وال يج !!يز لهم مخالفته !!ا ،وأحيان !!ا أخ !!رى ن !!راه يفس !!ح مج !!اال بص !!ريح العب !!ارة لألش !!خاص بغ !!رض
تحكيم قاع!!دة أخ!!رى غ!!ير القاع!!دة ال!!تي رس!!مها ،من أج!!ل ذل!!ك قس!!مت القواع!!د القانوني!!ة إلى قواع!!د آم!!رة بات!!ة
وقواعد! مكملة وهو ما سيأتي توضيحية.
المطلب األول :التعريف بالقواعد اآلمرة والقواعد المكملة
تنحص! !ر! القواع !!د القانوني !!ة بين ن !!وعين من القواع !!د ،وذل !!ك بس !!بب أن العالق !!ة االجتماعي !!ة والس !!لوكية
ليس!!ت كله!!ا على درج!!ة واح!!دة من اتص!!ال بمص!!لحة المجتم!!ع وتنظيم!!ه فالعالق!!ات المنش!!ئة للنظ!!ام الع!!ام ليس!!ت
مثل العالقات الخاصة بمصالح األفراد ،مما ي!دفع بالمش!رع إلى س!ن قواع!د ص!ارمة ومطلق!ة لحماي!ة المص!الح
العليا والحساسة للمجتمع وال يسمح بمخالفتها أو االتفاق على ما يخالفها تدعي بالقواعد اآلمرة.
الفرع األول :القواعد القانونية اآلمرة
هي تلك القواعد التي ال يجوز االتفاق على مخالف!ة حكمه!ا ،يس!توي في ذل!ك أن تتض!من أم!را أو نهي!ا
ومثالها:
كمال األهلية :ك!!ل ش!!خص بل!!غ س!!ن الرش!!د متمت!!ع بق!!واه العقلي!!ة ولم يحج!!ر علي!!ه يك!!ون كام!!ل األهلي!!ة لمباش!!رة
حقوقه المدنية طبقا للمادة 40الفقرة األولى من القانون المدني الجزائري.
سن التمييز :كل من لم يبلغ ثالث عشرة سنة يعتبر فاقد! للتمييز.
التعامل في التركة المستقبلية :التعامل في تركة إنسان على قيد الحياة ولو كان برضاه.
الفرع الثاني :القواعد القانونية المكملة
هي القواعد التي يجوز! لألفراد االتفاق على مخالفة حكمها ،فهي نسبية التطبيق! وخطابه!ا! إلى األف!!راد
نس!!بي وح!!ريتهم! في اس!!تبعاد تطبيقه!!ا موف!!ورة ،ويرج!!ع ذل!!ك إلى تعلقه!!ا بمص!!لحة خاص!!ة بحت!!ة ومن أمثل!!ة ه!!ذه
القواعد في القانون المدني مايلي:
مك<<ان تس<<ليم الم<<بيع :وجب على المش !!تري! تس !!لم الم !!بيع في المك !!ان ال !!ذي يوج !!د ه !!ذا األخ !!ير وقت ال !!بيع وأن
يتسلمه دون تأخير.
نفقات تسلم البيع :إن نفقات تسلم المبيع تكون على المشتري! ما لم يوجد عرف أو اتفاق يقضي بغير ذلك.
التزامات رب العمل :تدفع األجرة عند تسلم العمل إال إذا اقتضى العرف أو االتفاق خالف ذلك.
في ك!!ل ه!!ذه األمثل!!ة تتجلى قيم!!ة القاع!!دة المكمل!!ة وهي الحل!!ول مح!!ل إرادة األط!!راف إذا لم يتفق!!وا أو
س!!كتوا عن بي!!ان م!!وقفهم من المس!!ألة ،فيت!!دخل المش!!رع لتس!!هيل المع!!امالت وتوف!!يرا! للجه!!د لوض!!ع نم!!وذج لم!!ا
يجب أن يكون عليه االتفاق.
فالقاع !!دة القانوني !!ة المكمل !!ة هي قاع !!دة قانوني !!ة عام !!ة ومج !!ردة منظم !!ة لس !!لوك األف !!راد داخ !!ل المجتم !!ع
وملزمة وكل ما هنالك أن شرطا من ش!!روط إعماله!!ا ه!و ع!!دم إتف!!اق األط!راف! على مخالفته!!ا ف!!إذا اتفق!وا على
تنظيم! مخالف ،انتفى شرط تطبيق! القاعدة المكملة ،أما إذا صمتوا! فإن تطبيقها يكون مبررا بتوافر شرط ع!!دم
االتفاق على مخالفتها.
المطلب الثاني :معايير التفرقة بين القاعدة اآلمرة والقاعدة المكملة
للتمي!!يز بين القواع!!د اآلم!!رة والمكمل!!ة يم!!يز الفق!!ه بين معي!!ارين ،أولهم!!ا ش!!كلي ينظ!!ر إلى لف!!ظ القاع!!دة
واآلخر! موضوعي! أو معنوي يتطلع إلى مضمونها.
الفرع األول :المعيار الشكلي أو اللفظي
ق!!د ت!!دل عب!!ارة النص وص!!ياغته وألفاظ!!ه على طبيع!!ة القاع!!دة القانوني!!ة فيق!!وم ه!!ذا المعي!!ار على النظ!!ر
إلى ألف!!اظ القاع!!دة القانوني!!ة ،ف!!إذا دلت ص!!راحة أو ض!!منا على ع!!دم ج!!واز المخالف!!ة ك!!انت آم!!رة ،أم!!ا إذا دلت
على جواز المخالفة وإ مكانية االتفاق على عكس ما جاء فيها فهي مكملة وأيضا إذا استخدم المش!!رع عب!!ارات
األمر والنهي! أو قرن مخالفة القاعدة بجزاء فهي آم!رة وتك!ون مكمل!ة فيم!ا ع!دا ذل!ك ،ويتض!ح ه!ذا المع!نى من
خالل األمثلة التالية:
فتعتبر! قواعد آ مرة النصوص التالية:
الم !!ادة 377الفق !!رة الثالث !!ة«:ويك !!ون ب !!اطال ك !!ل ش !!رط! يس !!قط الض !!مان أو ينقص !!ه إذا تعم !!د الب !!ائع إخف !!اء ح !!ق
الغير».
كم!!ا تق!!رر الم!!ادة 92الفق!!رة الثاني!!ة من الق!!انون الم!!دني«:غ!!ير أن التعام!!ل في ترك!!ة إنس!!ان على قي!!د
الحياة باطل ولو كان برضاه».
فبالنظر أو االعتماد على األلفاظ التي استخدمها المشرع في ص!!ياغة القاع!!دة القانوني!!ة بش!!كل ص!!ريح،
يعت!!بر المعي!!ار الش!!كلي أو الفظي ه!و المعي!!ار الحاس!!م والمنطقي! للتمي!يز! بين القاع!دة اآلم!!رة والقاع!دة المكمل!!ة ،
حيث نجد في القاعدة اآلمرة األلف!!اظ أو العب!ارات التالي!!ة«:ال يج!وز! ،...يق!!ع ب!اطال ...ال يص!!ح ...يع!!اقب...،
يتعين ...يلزم ...وغيرها من األلفاظ التي تفيد األمر أو النهي».
وق !د! يش!!ير النص الق!!انوني اآلم!!ر ص!!راحة على أن!!ه ال يج!!وز! االتف!!اق على مخالف!!ة أحكام!!ه مث!!ل نص
المادة 402من القانون المدني بقولها«:ال يجوز للقضاة وال للمدافعين القضائيين وال المح!!امين وال الم!!وثيقين
وال لكتاب الضبط ،أن يشتروا! بأنفسهم مباشرة وال بواسطة اسم مستعار! الحق المتنازع! فيه.»...
-المادة 107من القانون المدني«:يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه وبحسن نية».
-الم ! !!ادة 389من الق ! !!انون الم ! !!دني «:إذا أق ! !!ر المال ! !!ك ال ! !!بيع س ! !!رى مفعول ! !!ه علي ! !!ه وص ! !!ار! ن ! !!اجزا في ح ! !!ق
المشتري».
أم!!ا القواع!!د المكمل!!ة فيمكن اس!!تخالص أنه!!ا مكمل!!ة من النص نفس!!ه :كنص المش!!رع في الم!!ادة ذاته!!ا
على«:جواز مخالفتها أو على ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بغير ذلك».
-المادة 494من القانون المدني«:يلتزم المس!تأجر بالقي!ام بالترميم!ات الخاص!ة باإليج!ار! والج!اري! به!ا العم!ل
ما لم يوجد اتفاق على خالف ذلك».
-المادة 498فقرة 02من الق!انون الم!دني «:ويك!ون دف!ع األج!رة في م!وطن المس!تأجر! م!ا لم يوج!د! اتف!اق أو
عرف يقضي بخالف ذلك».
-الم!!ادة 429من الق!!انون الم!!دني «:كلم!!ا وجب أن يؤخ!!ذ الق!!رار بأغلبي!!ة تعين األخ!!ذ باألغلبي!!ة العددي!!ة على
حسب األفراد ما لم يوجد نص يخالف ذلك».
-الم!!ادة 404من الق!!انون الم!!دني«:من ب!!اع ترك!!ة دون أن يفص!!ل مش!!تمالتها ،وال يض!!من إال ص!!فته ك!!وارث
ما لم يقع اتفاق يخالف ذلك».
يجوز! أن تكون أجرة اإليجار إما نقودا ،وإ ما تقديم أي عمل آخر. -
يلتزم المستأجر بالقيام بالترميمات الخاصة باإليجار! والج!!اري! به!!ا العم!!ل م!!ا لم يوج!!د اتف!!اق على -
خالف ذك.
والمالح!!ظ أن هن!!اك م!!واد لم يس!!تعمل فيه!!ا المش!!رع عب!!ارات واض!!حة س!!واء آم!!رة أو مكمل!!ة فال
يمكن تحدي!!!د طبيع!!!ة ه!!!ذه القواع!!!د القانوني!!!ة إال عن طري!!!ق دراس !!ة أو تحلي !!ل مض !!مونها أي اللج!!!وء إلى
المعيار الثاني.
إذا لم يتض !!ح ص !!راحة من القاع !!دة ص !!فتها ه !!ل هي آم !!رة أو مكمل !!ة ف !!نرجع! إلى مض !!مون النص
وإ لى م!!دى تعل!!ق األم!!ر بالمص!!الح األساس!!ية والمقوم!!ات األساس!!ية للمجتم!!ع أي ه!!ل يتعل!!ق األم!!ر بالنظ!!ام
العام واآلداب العامة ،فإذا كانت للقاعدة عالقة بهذه الصفة كانت آمرة وإ ال فهي مكملة لتعلقها بالمص!!الح
الخاصة لألفراد.
فالقواعد المتعلقة بالنظام العام أو اآلداب العامة تعتبر تقييدا لمبدأ سلطان اإلرادة بحيث أنه!!ا تقي!!د
حري!!ة األش!!خاص في التعاق!!د إذ تنص الم!!ادة 96من الق!!انون الم!!دني الجزائ!!ري! على أن!!ه«:إذا ك!!ان مح!!ل
االلتزام مخالفا للنظام العام واآلداب العامة كان العقد باطال».
ويالح !!ظ! أن القواع!!!د المتعلق!!!ة بالنظ!!!ام الع!!!ام أو اآلداب العام !!ة كله !!ا آم !!رة أي ال يج!!!وز لألف!!!راد
استبعادها! جكمه!!ا ،ولكن القواع!د اآلم!!رة ليس!!ت كله!ا من النظ!!ام الع!!ام ،ب!!ل ق!!د ي!!رى المش!رع! وج!وب جع!ل
القاع!!دة آم!!رة العتب!!ارات تتعل!!ق بحماي!!ة أوض!!اع! معين!!ة فيص!!وغها بش!!كل يتض!!ح من!!ه ع!!دم ج!!واز مخالفته!!ا
مثال:
القواع!!د المتعلق!!ة بنقص األهلي!!ة مثال تعت!!بر قواع!!د آم!!رة ال يج!!وز لألف!!راد مخالفته!!ا ولكن ليس!!ت
متعلقة بالنظام! العام ،فالحكم على مخالفتها هو القابلية لإلبطال وليس البطالن المطلق.
يقص!!د ب!!ه القواع!!د المنظم!!ة للمص!!الح األساس!!ية في المجتم!!ع وال!!تي ال يج!!وز لألف!!راد مخالفته!!ا في
اتفاق!!اتهم ول!!و حققت ه!!ذه االتفاق!!ات مص!!الح خاص!!ة لهم ،يس!!توي! في ذل!!ك أن تك!!ون ه!!ذه المص!!الح سياس!!ية
أو اقتص!!ادية أو اجتماعي!!ة أو بعب!!ارة أخ!!رى هي القواع!!د ال!!تي ت!!رمي إلى تحقي!!ق المص!!لحة العام!!ة للدول!!ة
س ! !!واء من الناحي ! !!ة السياس ! !!ية أو االجتماعي ! !!ة أو االقتص ! !!ادية وال ! !!تي تتعل ! !!ق بالوض ! !!ع الط ! !!بيعي -الم ! !!ادي
والمعنوي -لمجتمع منظم وتعلو فيه على مصالح األفراد.
لهذا تعتبر قواعد القانون الجنائي من النظام العام ،ألنه!ا خاص!ة بتحقي!ق األمن في المجتم!ع ،كم!ا
أن قواعد القانون الدستوري المتعلقة بتنظيم الدولة وتكوينها ونظام الحكم فيه!!ا وبالحري!!ات! العام!!ة ،تعت!!بر
من النظام ،فال يجوز إلحدى السلطات أن تتنازل عن اختصاصاتها! لسلطة أخرى ،كما ال يجوز لألف!!راد
التن!!ازل عن حري!!اتهم! وحق!!وقهم العام!!ة ،وبالنس!!بة لقواع!!د الق!!انون اإلداري تعت!!بر أيض!!ا من النظ!!ام الع!!ام
وكذلك األمر بالنسبة للقواعد المتعلقة بالنظام الدولي.
أم!!ا قواع!!د الق!!انون الخ!!اص ،فمعظمه!ا! قواع!!د مكمل!!ة ،ألن أغلبه!!ا خ!!اص بالمع!!امالت بين األف!!راد!
فيترك! لهم القانون الحرية في االتفاق عليه!!ا ،ولكن ق!د ينظم المش!!رع مس!!ائل معين!ة بقواع!د آم!!رة ،كم!ا أن
القواع !!د المتعلق !!ة ب !!األحوال الشخص !!ية وبالحال !!ة المدني !!ة لألش !!خاص تعت !!بر من النظ !!ام الع !!ام ألنه !!ا تخص
النظام االجتماعي.
هي مجم!!وع األس!!س األخالقي!!ة الض!!رورية لحف!!ظ كي!!ان المجتم!!ع والمحافظ!!ة على توازن!!ه وع!!دم
انحالل !!ه .وال ب !!د من التفرق !!ة بين اآلداب العام !!ة واألخالق ،فليس !!ت القواع !!د المتعلق !!ة ب !!األخالق هي كله !!ا
قواع!!د متعلق!!ة ب!!اآلداب العام!!ة ،ب!!ل يقص!!د ب!!اآلداب العام!!ة الح!!د األدنى من قواع!!د األخالق ال!!ذي تعت!!بره
الجماع! !!ة الزم! !!ا للمحافظ! !!ة على ع! !!دم االنحالل .فيف! !!رض على الجمي! !!ع احترام! !!ه وع! !!دم المس! !!اس ب! !!ه أو
االنتقاص منه.
مث !!ال على ذل !!ك :المجتمع !!ات اإلس !!المية ال تج !!يز التع !!ايش بين الرج !!ل والم !!رأة في غ !!ير إلط !!اره
الشرعي أي الزواج ،بينما في المجتمعات الغربية فإن عالقة الخليلين مشروعة وترتب آثار قانونية.
والخالص !!ة أن فك !!رة النظ !!ام! الع !!ام واآلداب العام !!ة هي من األفك !!ار المرن !!ة غ !!ير المح !!ددة ،ل !!ذلك
يتمت!!!ع القاض!!!ي بالس!!!لطة التقديري!!!ة في تحدي!!!د نطاقه !!ا! ولكن!!!ه مقي !!د باالعتق !!اد الع !!ام المس !!يطر! على أف!!!راد
المجتمع ،فليس له تحديد النظام! العام وفقا العتقاده الشخصي! أو اعتقاد شخص آخر.
والج !!دير! ب !!القول أن !!ه ب !!الرغم من أهمي !!ة المعي !!ار الموض !!وعي! ودقت !!ه لح !!د م !!ا ،فه !!ذا ال يمن !!ع من
التأكيد على عدم صالحية فكرة النظام العام واآلداب العام!ة – كقاع!دة عام!ة – لتك!ون ض!ابطا أو معي!ارا
ثابتا .حيث أن القاعدة القانونية قد تكون آمرة وغير متعلقة بالنظام العام.
تعددت المعايير! التي جاءت لضبط التفرقة بين قواعد القانون العام وقواعد القانون الخ!!اص على
النحو اآلتي:
يعت!بر ه!ذا المعي!ار! أن القاع!دة القانوني!ة من قواع!د الق!انون الع!ام إذا ك!انت الدول!ة أو أح!د فروعه!ا!
طرفا! فيها أما إذا كان األطراف! من األفراد! كانت من قواعد القانون الخاص.
ثانيا -النقد
هذا المعيار صحيح في ظ!اهره وفي! النت!ائج المترتب!ة علي!ه في أغلب الف!روع إال أن!ه من الص!عب
اعتباره صحيح بصفة مطلق!ة ،ف!!الواقع أن الدول!ة (أو أح!د فروعه!ا) ق!د تت!دخل في العالق!!ة ليس!ت بوص!فها!
صاحبة سيادة بل كفرد عادي.
وفي! ه!!ذا المق!!ام ال يتص!!ور اعتب!!ار العالق!!ات القانوني!ة المتمثل!!ة في ال!بيع أو الش!راء أو اإليج!!ار أو
غير ذلك عالقات قانون عام إذا كانت الدولة بوصفها فردا عاديا طرفا! فيها.
يعتبر مؤيدوا هذا المعيار! أن قواعد القانون العام كلها آم!!رة ،في حين أن قواع!!د الق!!انون الخ!!اص
مكمل !!ة ،ف !!يرون! أن الق !!انون الع !!ام متمث !!ل في ق !!درة الدول !!ة أو الس !!لطة العام !!ة على تنفي !!ذ قراراته !!ا ب !!القوة
الجبري!!ة ،أم!!ا الق!!انون الخ!!اص فه!!و ق!!انون حري!!ة األف!!راد! ال مج!!ال في!!ه للج!!بر والتس!!لط ،ويض!!ربون ل!!ذلك
مثال :بالمالك الذي يريد توسيع! أرضه بض!م قطع!ة مج!!اورة إليه!!ا ،ف!!إذا ك!!ان المال!ك ف!!ردا عادي!!ا فال مج!ال
أمام!!ه س!!وى التراض!!ي م!!ع ج!!اره وإ ف!!راغ! ذل!!ك في عق!!د م!!ا ،أم!!ا إذا ك!!ان المال!!ك دول!!ة فإن!!ه س!!ينتزع! ملكي!!ة
الجار بقرار إداري نظير تعويض مالي دون السعي وراء موافقته.
ثانيا -النقد
يفترض أصحاب هذا المعيار أن قواعد القانون العام كلها آمرة وأن قواعد الق!!انون الخ!!اص كله!!ا
مكملة ،وهو افتراض خاطئ ،فكليهما! يتضمن قواعد آمرة ومكملة في آن واحد.
أوال -مضمون المعيار :ي!!رى بعض الفقه!!اء أن عام!!ل المص!!لحة ه!!و األداة األص!!لح للتم!!يز بين الق!!انون
العام والقانون الخاص ،حيث أن القانون الع!ام تس!ود في!ه المص!لحة العام!ة المباش!رة أم!ا الق!وانين األخ!رى
فتسعى! إلى تحقيق المصلحة العامة غير المباشرة.
حيث أن القانون العام تسود في!!ه المص!!لحة العام!ة والق!!انون الخ!!اص تس!!ود في!!ه المص!!لحة الخاص!ة
لألفراد.
ثانيا -النقد
يعيب ه!!!ذا المعي!!!ار إغفال !!ه مس!!!ألة أن تحقي!!!ق المص!!!لحة العام !!ة يتض !!من تحقيق !!ا لبعض المص!!!الح
الخاصة أيضا ،إضافة إلى ذلك فالقواعد القانونية في مجملها سواء ك!!انت تابع!!ة للق!!انون الع!!ام أو الخ!!اص
فهي ته!!دف إلى تحقي!!ق المص!!لحة العام!!ة ،فنج!!د مثال قواع!!د ق!!انون األح!!وال الشخص!!ية تعم!!ل على تنظيم
المصلحة الخاصة (الفردية) وتعمل أيضا على تحقيق المصلحة العامة الستقرار المجتمع.
تعد قواعد القانون الع!ام القواع!د القانوني!ة ال!تي تنظم! العالق!ات ال!تي تك!ون الدول!ة أو أح!د فروعه!ا!
أطرافا! فيها باعتبارها صاحبة السيادة ،أما القواعد القانون الخاص فهي كل قاعدة قانوني!ة تنظم العالق!ات
التي تنش!أ بين أف!راد ع!اديين أو ال!تي تك!ون الدول!ة أو أح!د فروعه!ا بوص!فها شخص!ا عادي!ا طرف!ا فيه!ا م!ع
شخص عادي.
ثانيا -النقد
يع !!د ه !!ذا المعي !!ار! نتيج !!ة منطقي !!ة العتب !!ار الق !!انون الع !!ام ق !!انون الس !!يطرة أو الخض !!وع ،والق !!انون
الخاص ق!انون المس!اواة أو الت!وازن ،ففي الق!انون الع!ام يتعام!ل األف!راد على أس!اس الس!لطة واإلذع!ان أم!ا
في القانون الخاص فهم يتعاملون على أساس المساواة.
فهذا المعيار ينظر إلى أطراف! العالقة من زاوية الصفة التي يتمتع بها كل ط!!رف فتك!!ون الدول!!ة
أو أح!د فروعه!ا طرف!ا في عالق!ة ق!انون ع!ام إذا تع!املت بوص!فها! ص!احبة س!يادة وتك!ون طرف!ا! في عالق!ة
ق!!انون خ!!اص إذا تع!!املت بوص!!فها ف!!ردا عادي!!ا ،فه!!و ب!!ذلك يتف!!ادى أوج!!ه قص!!ور عج!!ز المع!!ايير األخ!!رى
المقترح!!ة ،ويتس!!م بالوض!!وح! واليس!!ر في التط!!بيق ،وب!!ذلك فيعت!!بر! معي!!ار الس!!لطة العام!!ة المعي!!ار ال!!راجح
واألكثر! شيوع في الفقه الحديث للتمييز بين القانون العام والقانون الخاص.
من أهم النتائج المترتبة على التفرقة بين القانون العام والقانون الخاص هي:
أوال -أن الدولة وباعتبارها! تتمتع بالسيادة والس!لطة العام!!ة على إقليمه!!ا ،ف!!إن مركزه!!ا الق!!انوني يمنح له!!ا
ع!!دة امتي!!ازات ال نج!!دها في الق!!انون الخ!!اص ،ك!!الحق في إص!!دار الق!!رارات الفردي!!ة والتنظيمي!!ة ت!!ؤثر! في
مراك!!ز األف!!راد ،كق!!رار ن!!زع الملكي!!ة للمنفع!!ة العام!!ة والتنفي!!ذ المباش!!ر لقراراته !ا! دون اللج!!وء إلى الس!!لطة
القضائية.
كم !!ا ه !!و الح !!ال بالنس !!بة لألف !!راد ال !!ذين ال يح !!ق لهم القي !!ام ب !!أي عم !!ل تج !!اه الغ !!ير ول !!و ألخ !!ذ أو
اس!!ترجاع! م!!ا لهم من حق!!وق إال بن!!اء على م!!ا يق!!رره لهم الق!!انون أو الحكم القض!!ائي ،وك!!ذلك م!!ا تتمت!!ع ب!!ه
الدولة من تكريس س!!لطتها في العق!ود ال!!تي تبرمه!ا! م!!ع األف!!راد من امتي!ازات تخوله!!ا توقي!!ع عقوب!!ات على
المتعاقد! معها في حالة إخالله بشروط! العقد ،كما يحق لها تعديل شروط! العقد بمفردها.
ثاني<<ا -أن األم!!وال العام!!ة ال!!تي تس!!يرها الدول!!ة أو أش!!خاص الق!!انون الع!!ام يتم وف!!ق نظ!!ام ق!!انوني! مغ!!اير
للنظام القانوني الذي تنظم به األموال الخاصة لألفراد ،الخاضعة لجملة من األحكام القانونية التي نجدها
موزعة على مواد القانون الخاص ،كالحجز وحق التملك وما يرد على الملكية من تص!!رفات! وم!!ا تكس!!به
من س!!لطات يتعام!!ل على ض!!وئها األف!!راد في عق!!ودهم ،في حين نج!!د أن!!ه ال يج!!وز التص!!رف في األم!!وال
العامة ،وال الحجز عليها ،وال يمكن تملكها بالتقادم ،وذلك ضمانا لدوام المنفعة العامة التي ته!دف الدول!ة
إلى تحقيقها من تولي تسيير! هذه األموال.
عن!!د وق!!وع ن!!زاع بين الدول!!ة واألف!!راد! تختص المح!!اكم اإلداري!!ة ب!!ه نظ!!را لتعلق!!ه بإح!!دى رواب !ط!
الق!!انون الع!!ام بالمقاب!!ل للمح!!اكم العادي!!ة ال!!تي تختص بالتزام!!ات ال!!تي تتم من األف!!راد ،فك!!ل ن!!زاع ل!!ه جه!!ة
قضائية مختصة للفصل فيه.
يخض!!ع الع!!املون الم!!دنيون بالدول!!ة أو القط!!اع الع!!ام إلى قواع!!د خاص!!ة تختل!!ف عن القواع!!د ال!!تي
تحكم عالقة رب العمل مع المستخدم من عقد عمل فردي أو جماعي.
يتف !!رع عن الق !!انون الع!!ام والخ !!اص ع!!دة ق!!وانين اس!!تنادا إلى المعي !!ار ال !!راجح وه!!و معي !!ار ص !!فة
أط ! !!راف العالق ! !!ة ،فيتف ! !!رع عن الق ! !!انون الع ! !!ام :الق ! !!انون الدس ! !!توري! والق ! !!انون اإلداري والق ! !!انون الم ! !!الي
والق!!انون الجن!!ائي والق!!انون ال!!دولي الع!!ام وق!!انون الض!!مان االجتم!!اعي ،أم!!ا الق!!انون الخ!!اص فيتف!!رع عن!!ه
الق!!انون الم!!دني ،الق!!انون التج!!اري! والف!!انون البح!!ري والق!!انون الج!!وي وق!!انون العم!!ل وق!!انون اإلج!!راءات
المدنية والتجارية ،والقانون الدولي الخاص.
يقص !!د بالق !!انون الع !!ام مجموع !!ة من القواع !!د ال !!تي تنظم! العالق !!ات ال !!تي تك !!ون الدول !!ة طرف !!ا فيه !!ا
باعتباره !!ا شخص !!ا معنوي !!ا وص !!احبة الس !!مو والس !!يادة والدول !!ة بالوص !!ف والوج !!ه الس !!يادي نراه !!ا أحيان !!ا
تم !!ارس نش !!اطا داخلي !!ا فيخض! !ع! للقواع !!د الداخلي !!ة ونش !!اطا خارجي! !ا! م !!ع دول أخ !!رى أو منظم !!ات دولي !!ة،
فيخضع! لنصوص دولية لذا قسم القانون العام إلى الفروع اآلتي ذكرها:
أوال -القانون العام الخارجي (القانون الدولي العام)
ه!!و مجموع!!ة القواع!!د القانوني!!ة ال!!تي من خالله!!ا يتم تنظيم المجتم!!ع ال!!دولي س!!واء في وقت الس!!لم
أو في وقت الحرب.
ففي وقت الس!!لم ي!!بين الق!!انون الع!!ام الش!!روط ال!!واجب توافره!ا! لقي!!ام الدول!!ة واالع!!تراف! به!!ا ،كم!!ا
تنظم قواع! !!ده أيض! !!ا العالق! !!ات بين ال! !!دول ،وبينه! !!ا والمنظم! !!ات الدولي! !!ة ويعم! !!ل أيض! !!ا على تنظيم أحك! !!ام
المعاه !!دات والمنازع !!ات بين ال !!دول ،وكيفي !!ة التحكيم والقض !!اء ال !!دولي ،...وق !!د تس !!مى ه !!ذه القواع !!د ف
مجموعها بقانون السلم.
أم!!ا في وقت الح!!رب تتن!!اول قواع!!ده إج!!راء وكيفي!!ة إعالن الح!!رب ،وم!!اهي األس!!لحة ال!!تي يخط!!ر
اس!!تعمالها ،وكيفي!!ة معامل!!ة األس!!رى وطريق!!ة إنه!!اء الح!!رب ،وتع!!رف! ه!!ذه القواع!!د القانوني!!ة في مجموعه!!ا
بقانون الحرب.
كم! !!ا يش! !!مل الق! !!انون الع! !!ام الخ! !!ارجي القواع! !!د واألحك! !!ام! المتعلق! !!ة بالمنظم! !!ات الدولي! !!ة واإلقليمي! !!ة
وعالقاته!ا! بغيره!ا من ال!دول وعالقاته!ا ببعض!ها ،وت!دعى ه!ذه القواع!د في مجمله!ا بق!انون التنظيم ال!دولي
للمنظم!!ات الدولي!!ة .ومنه!!ا ال!!تي ظه!!رت عقب الح!!رب العالمي!!ة األولى :منظم!!ة العم!!ل الدولي!!ة ،وعص!!بة
األمم ومن المنظم !!ات الدولي!!ة العالمي !!ة ال !!تي ظه!!رت عقب الح !!رب العالمي !!ة الثاني !!ة :هيئ !!ة األمم المتح !!دة.
ومن المنظم!!ات الدولي!!ة اإلقليمي!!ة منظم!!ة الوح!!دة اإلفريقي!!ة ال!!تي أص!!بحت تع!!رف حالي!!ا باالتح!!اد اإلف!!ريقي!
والجامعة العربية.
وبن!!اء على م!!ا س!!بق ف!!إن أش!!خاص الق!!انون ال!!دولي! الع!!ام هي الدول!!ة المس!!تقلة والمنظم!!ات الدولي!!ة
واإلقليمية والجهوية.
ميثاق األمم المتحدة ،العرف الدولي ،المعاهدات الدولية ،االتفاقيات الثنائية والجهوية.
وقد! ظهرت بشأن طبيعة قواعد هذا القانون آراء وأفكار متضاربة ،انقسم الفقه على ض!!وئها إلى
فريقين األول :ي!رى أن قواع!د الق!انون ال!دولي ليس!ت بالقواع!د القانوني!ة ذات الخص!ائص المم!يزة له!ا عن
غيره!!ا من القواع!!د ،وب!!األخص مس!!ألة الج!!زاء ال!!ذي يعت!!بر الخاص!!ية الفاعل!!ة في القواع!!د القانوني!!ة وذل!!ك
لعدم وجود! سلطة أعلى يتولى سنها وتنفيذها.
وعلي!!ه فهم يعتبرونه !ا! قواع!!د أخالقي!!ة تنظيمي!!ة ،وأن مخالفته!!ا ال ت!!رتب أي!!ة مس!!ؤولية من الناحي!!ة
القانونية.
أما الفريق الثاني فيرى! أن قواعد القانون ال!!دولي الع!!ام هي قواع!!د قانوني!!ة ب!!المعنى الص!!حيح وأن
المجتمع الدولي هو الذي يتولى توقيع! الجزاء على المخالف لها ،غير أن هذا الجزاء يختلف عن الجزاء
المعه!!ود في الق!!انون ال!!داخلي ،فق!!د يك!!ون بمثاب!!ة المعامل!!ة بالمث!!ل أو ت!!دخل ال!!دول إلرغ!!ام الدول!!ة المعتدي!!ة
حتى تلتزم بواجبها.
ولق!!د س!عت المنظم!ات الدولي!ة إلى تخص!يص جيش دولي تش!ارك! في!ه جمي!!ع ال!!دول لتط!!بيق ل!!وائح
مجلس األمن وأحكام !!ه على ك !!ل دول !!ة تخ !!رق قواع !!د الق !!انون ال !!دولي ،وم !!ا ت !!دخل منظم !!ة األمم المتح !!دة
بق!!وات دولي!!ة في إنه!!اء ح!!رب الس!!ويس ع!!ام 1956وت!!دخلها! في ح!!رب الخليج األولى ع!!ام 1991ل!!دليل
على أن قواع!!د الق!!انون ال!!دولي كغيره!!ا من القواع!!د القانوني!!ة من بين م!!ا يميزه!!ا عن غيره!!ا من القواع!!د
الجزاء الذي ترتبه هيئة األمم المتحدة على كل دولة ظه!ر منه!ا الع!داء أو خ!رق لمعاه!دة من ش!أنها حف!ظ
السالم واألمن الدوليين.
غير أن ما يالحظ أن هذا التدخل (أي في حرب الخليج) أين كانت الس!رعة في اس!تعمال الق!وات
العسكرية ضد دولة العراق ،علما ب!أن عش!رات الق!رارات والل!وائح ال!تي ص!درت عن مجلس األمن ت!دين
إسرائيل وت!دعوها إلى ض!رورة تس!وية نزاعه!ا م!ع فلس!طين ،لكن ه!ذه الق!رارات والل!وائح بقيت لح!د اآلن
حبرا على ورق.
ه! !!و مجموع! !!ة من القواع! !!د القانوني! !!ة ال! !!تي تح! !!دد المرك! ! !ز! الق! !!انوني للدول! !!ة كم! !!ا تنظم عالقاته! !!ا
باألشخاص باعتبارها سلطة عامة وصاحبة سيادة ،وهو يشتمل على فروع! وهي:
-1القانون الدستوري
ه!!و مجموع!!ة من القواع!!د القانوني!!ة الملزم!!ة ال!!تي تح!!دد ش!!كل الدول!!ة ،وت!!بين ش!!كل الدول!!ة وت!!بين
نظ !!ام الحكم وتنظيم! الس !!لطات العام !!ة فيه !!ا وعالقته !!ا ببعض !!ها البعض ،كم !!ا ت !!بين حري !!ات األف !!راد العام !!ة
وحقوقهم وواجباتهم.
ومن خالل ما تقدم يتضح لنا أن أهم الموضوعات التي يشتمل عليها القانون الدستوري هي:
أ -شكل الدولة كأن تكون بسيطة أو اتحادية ونظام! حكمها كأن يكون ملكيا أو جمهوريا.
ب -بيان السلطات العام!ة المختلف!ة للدول!ة ،وهي المعروف!ة في ال!دول الحديث!ة بـ :الس!لطة التش!ريعية ال!تي
تتولى سن التشريعات ،وفي الجزائر يباشر! هذه الس!!لطة برلم!!ان يتك!ون من غرف!!تين :غرف!!ة المجلس
الشعبي الوطني ،وغرفة مجلس األمة .
-الس !!لطة التنفيذي !!ة وهي ال !!تي تت !!ولى تنفي !!ذ الق !!وانين وإ دارة المراف !!ق العام !!ة عن طري !!ق الهيئ !!ة التنفيذي !!ة
واإلداري !!ة العلي !!ا للدول !!ة والمتكون !!ة من رئيس الدول !!ة أي رئيس الجمهوري !!ة ،والحكوم !!ة أي ال !!وزير
األول والوزراء.
-الس!!لطة القض!!ائية وهي ال!!تي تختص دون غيره!!ا بالفص!!ل والبت فيم!!ا يث!!ور من مخالف!!ات ومنازع!!ات
بين الناس ،وبينهم وبين السلطات والهيئات والمرافق! العامة،ـ وذلك وفقا لما يقضي به القانون.
ج -بيان الفص!ل بين الس!لطات الثالث الس!ابقة في الدول!ة وتحدي!د مج!ال اختصاص!ها تطبيق!ا لمب!دأ الفص!ل
بين السلطات الذي نادى به الفقيه الفرنسي (مانتسكيو).
د -بي!!ان حق!!وق األف!!راد! وواجب!!اتهم !،ف!!المواطنون سواس!!ية أم!!ام الق!!انون ،كم!!ا أنهم متس!!اوون في الحق!!وق
والحريات.
والمالح !ظ! أن قواع!!د الدس!!تور! تتم!!يز على غيره!!ا من قواع!!د الق!!وانين األخ!!رى بالثب!!ات والس!!مو،
ويقص!!د بالثب!!ات أن قواع!!د الدس!!تور! ال تع!!دل إال في ح!!االت أو ظ!!روف! مح!!ددة ك!!الظروف! االس!!تثنائية أو
في حال!!ة تغي!!ير نظ!!ام الحكم ،ويتم ذل!!ك عن طري!!ق االس!!تفتاء الش!!عبي ،ووف!!ق إج!!راءات مح!!ددة يتض!!منها!
الدس!!تور يختل!!ف من دول!!ة إلى أخ!!رى بين الس!!هولة والص!!عوبة األم!!ر ال!!ذي يجع!!ل فقه!!اء الق!!انون يطلق!!ون
على الدستور الذي يعدل بسهولة اسم الدستور المرن ،وهو الدستور الذي يج!!وز تع!!ديل أحكام!!ه وقواع!!ده
بق! !!انون ع! !!ادي دون حاج! !!ة إلى إج! !!راءات اس! !!تثنائية ،ومن أمثل! !!ة الدس! !!اتير المرن! !!ة الدس! !!تور! البريط! !!اني،
ويطل !ق! على الدس !!تور ال !!ذي ال يمكن تعديل !!ه إال وف !!ق إج !!راءات غ !!ير عادي !!ة اس !!م الدس !!تور! الجام !!د ،ومن
أمثلة الدساتير الجامدة الدستور! الجزائر.
ومن أبرز التعديالت التي جاء به!!ا ه!!ذا الدس!!تور! هي تل!!ك ال!!تي مس!!ت الس!!لطة القض!!ائية حيث تم
إح !!داث هياك !!ل جدي !!دة كمجلس الدول !!ة ومحكم !!ة التن !!ازع وذل !!ك بمقتض !!ى الم !!ادة 152من !!ه ومحكم !!ة علي !!ا
للدول! !!ة تختص بمحاكم! !!ة رئيس الجمهوري! !!ة عن األفع! !!ال ال! !!تي يمكن وص! !!فها بالخيان! !!ة العظمى ،ورئيس
الحكومة عن الجنايات والجنح التي يرتكبها بمناسبة تأديتها لوظائفها! وهذا بمقتضى المادة 158منه.
-2القانون اإلداري:
ه! !!و ف! !!رع من ف! !!روع الق! !!انون الع! !!ام ال! !!داخلي يتك! !!ون من مجموع! !!ة القواع! !!د القانوني! !!ة واألحك! !!ام
القض! !!ائية ال! !!تي تحكم اإلدارة العام!!!ة من حيث تنظيمه!!!ا ونش!!!اطها وم !!ا ق! !!د ي! !!ترتب على ه! !!ذا النش! !!اط من
منازع!!ات وعالق!!ة ك!!ل س!!لطة بغيره !ا! من الس!!لطات اإلداري!!ة وعالق!!ات ه!!ذه الس!!لطات اإلداري!!ة ب!!األفراد!
والجماعات الخاصة.
-أنه حديث النشأة مقارنة بف!!روع الق!انون األخ!!رى ،حيث يع!ود ظه!وره إلى أواخ!!ر الق!رن الث!امن عش!ر،
وقبل أن يكتمل بنيانه وتعتمده معظم الدول في تنظيم وتسيير! مؤسساتها ومرافقها العامة.
وق !د! ظه !!رت بش !!أنه ع !!دة نظري !!ات ك !!ان أهمه !!ا نظري !!ة (المرف !ق! الع !!ام) ال !!تي يتزعمه !!ا مجموع !!ة من
الفقه!!!اء ،وع!!!ل رأس!!!هم! ،Duguitوتعت!!!بر قض!!!ية بالنك!!!و ( )Blancoال !!تي ص !!در فيه !!ا حكم بت!!!اريخ
08/02/1873م أساس هذه النظرية.
-أنه قانون غير مقنن بسبب تطوره المستمر وذلك وفق متطلب!!ات اإلدارة العام!!ة ،وم!ا تفرض!!ه المراف!ق!
العام !!ة من حس !!ن الس !!ير في عمله !!ا ،إال أن ه !!ذا لم يمن !!ع من وج !!ود نص !!وص مح !!ددة بمثاب !!ة تق !!نين ينظم
جانب من ج!!وانب النش!اط اإلداري وكيفي!!ة تس!يير المراف!ق! العام!!ة ،ك!األمر رقم 66/133المع!دل والمتمم
الم!!ؤرخ في 02/06/1966م المتض!!من الق!!انون األساس!!ي للوظيف!!ة العام!!ة المع!!دل والمتمم ،والق!!انون رقم!
90/08الم! ! !!ؤرخ في 27/047/1990المتعل! ! !!ق بالبلدي! ! !!ة ،والق! ! !!انون رقم 90/09امتعل! ! !!ق بالوالي! ! !!ة...
وغيرها من النصوص القانونية المتعلقة بالهيئات اإلدارية.
-أن!!ه ق!!انون قض!!ائي وذل!!ك بس!!بب ال!!دور ال!!ذي لعب!!ه القض!!اء ممثال في مجلس الدول!!ة الفرنس!!ي وذل!!ك في
تثبيت قواعده وابتداع! الحلول المناسبة لكل ما يعرض عليه من منازعة تكون اإلدارة طرفا! فيها.
-تنظيم اإلدارة العامة :وذل! ! !!ك بإح! ! !!دى الطريق! ! !!تين المركزي! ! !!ة أو الالمركزي! ! !!ة ،م! ! !!ع بي! ! !!ان الشخص! ! !!ية
االعتبارية التي تتحلى بها اإلدارة العامة.
-نش<<اط اإلدارة :ويظه !ر! ذل!!ك في س!!ير المراف!!ق العام!!ة ،ك!!األمن والص!!حة والتعليم واألش!!غال! العمومي!!ة
باالعتماد على الموظف العام الذي يرتبط معها بعالقة تنظيمية ال تعاقدية.
-كيفية تسيير المال العام :والمحافظ!!ة على النظ!!ام الع!!ام تط!!بيق جمل!!ة من اإلج!!راءات تق!!وم به!!ا اإلدارة
بقصد تمكين األفراد من التمتع بحقوقهم وحرياتهم !،وهذا في إطار ما يعرف بالضبط! اإلداري.
-3القانون المالي:
ه! !!و مجموع !!!ة القواع! !!د القانوني! !!ة ال! !!تي يتم به !!!ا تس !!!يير! مالي! !!ة الدول! !!ة وتنظيم! أوج! !!ه اس! !!تعماالتها!
المختلف!!ة ،وبي!!ان مص!!ادرها! المتنوع!!ة من ض!!رائب ورس!!وم متنوع!!ة ،وإ ج!!راءات تحص!!يلها باإلض!!افة إلى
كيفية تحضير! الميزانية السنوية للدولة وطرق! الرقابة على تنفيذها.
ويتم تمويل الميزانية السنوية للدولة بإيرادات متنوعة يتم تحصيلها من:
أ -الض!رائب ال!تي ق!د تك!ون مباش!رة ويقص!د به!ا المب!!الغ المفروض!!ة على الم!داخيل مهم!!ا ك!انت طبيعته!!ا،
أو التي تكون غر مباشرة وهي مبالغ مفروضة على االستهالك ،أي التي تحملها المستهلك وحده.
ب -ال ! !!دومين الع ! !!ام أي ممتلك ! !!ات الدول ! !!ة من مس ! !!اكن ومحالت ومخ ! !!ازن ومس ! !!ارح ومت ! !!احف! ومالعب
وغيرها.
ج -الرسوم! المختلفة وهي عبارة عن مبالغ يدفعها! الف!رد لإلدارة مقاب!ل خدم!ة تنف!رد به!ا الدول!ة كالرس!وم
التي يدفعها الفرد الستخراج بطاقة التعريف الوطنية ،جواز السفر رخصة البناء ...وغيرها.
-4القانون الجنائي
وه !!و مجموع !!ة القواع !!د القانوني !!ة ال !!تي تح !!دد الج !!رائم المختلف !!ة والعقوب !!ات المق !!ررة له !!ا وك !!ذلك
اإلج!!راءات المتبع!!ة لتعقب المتهم ومحاكمت!!ه وتنفي!!ذ العقوب!!ة علي!!ه م!!تى ك!!ان م!!دانا ،أي أن قواع!!د الق!!انون
الجنائي تنقسم إلى قسمين:
-قواع !!د ت !!بين األفع !!ال ال !!تي تعت !!بر من قبي !!ل الج !!رائم والعقوب !!ات المق !!ررة لك !!ل منه !!ا وتس !!مى! بالقواع !!د
الموضوعية.
-قواع !!د تتض !!من اإلج !!راءات ال !!واجب إتباعه !!ا في التحقي !!ق من !!ذ وق !!وع الجريم !!ة إلى أن يتم تنفي !!ذ الحكم
الصادر! فيها ،وتعرف! هذه القواعد باإلجراءات الجنائية.
أ -القواعد الموضوعية :ويطل!ق! عليه!!ا تس!!مية ق!!انون العقوب!!ات ،ه!!ذا الق!!انون ي!!بين في!!ه األفع!!ال المجرم!!ة
وما يفرض لها من عقاب ،وقد صدر! قانون العقوب!!ات الجزائ!ري! بمقتض!!ى األم!!ر رقم 66/156بت!!اريخ
08/07/1966المعدل والمتمم.
وقس!!م في!!ه المش!!رع! األفع!!ال اإلجرامي!!ة إلى جناي!!ات وجنح ومخالف!!ات ،كم!!ا قس!!م العقوب!!ات ب!!دورها!
إلى عقوبات أصلية وعقوبات تبعية وأخرى تكميلية.
والمالحظ! أن قانون العقوبات قسم! بدوره إلى قسمين :القسم العام والقسم الخاص:
القسم العام :وفيه يحدد المشرع األركان العامة للجريمة وتقسيماتها! المشار إليها سابقا وتصنيفها وتنظيم
العقوبة وكيفية توقيعها ،والظروف! المشددة والمخففة أو اإلعفاء منها.
القسم الخاص :وفيه يبين المشرع! كل جريمة على حدى وي!بين أركانه!!ا والعقوب!!ة المق!ررة له!!ا م!!ع تحدي!!د
الحد األدنى واألقصى لها.
يقص! !!د بالق! !!انون الخ! !!اص مجموع! !!ة القواع! !!د المنظم! !!ة للعالق! !!ات بين األف! !!راد أو فيم! !!ا بينهم وبين
الدولة ،ويالحظ أن الدولة هنا تتدخل بوصفها شخصا عاديا وليست بوصفها صاحبة س!!يادة ،وإ ال كن!!ا في
نطاق القانون العام.
ويتف !!رع عن الق !!انون الخ !!اص ع !!دة ق !!وانين أهمه !!ا :الق !!انون الم !!دني والق !!انون التج !!اري والق !!انون
الدولي الخاص.
هو أهم فروع! القانون الخاص ،ب!ل يعت!بر أساس!ها وأق!دمها وأص!ل ه!ذه التس!مية تع!ود إلى الق!انون
الروم !!اني ،وال!!ذي ك!!ان ي !!دعى بق!!انون المدين!!ة ،أي الق !!انون ال!!ذي يحكم مدين !!ة روم!!ا ومواطنيه !!ا ،ويقابل!!ه
ق !!انون الش !!عوب ،ال !!ذي يحكم العالق !!ات بين المواط !!نين واألج !!انب في اإلمبراطوري !!ة ،وبع !!د ف !!ترة ان !!دمج
ق!!انون الش!!عوب بالق!!انون الم!!دني ،وفي الق!!رن الس!!ادس الميالدي أص!!بح اص!!طالح الق!!انون الم!!دني مرادف!!ا
للقانون الروماني! في مجموع!!ه وال!!ذي تم تجميع!!ه في عه!!د اإلم!براطور الروم!اني" جوس!تينيان" تحت اس!م
موسوعة القانون المدني وذلك لتمييزه عن مجموع!ة الق!انون الكنس!ي وتط!وره وأص!بح يع!رف عن!د فقه!اء
القانون الخ!اص ،ح!تى أن الفقي!ه منتيس!!كيو! ك!ان يطل!ق على الق!انون الم!!دني اص!طالح الق!!انون بينم!ا يطل!ق
على القانون العام اصطالح القانون السياسي.
-1عالق!!ات الف!!رد بأس!!رته :وتع!!رف! ه!!ذه العالق!!ات ب!!األحوال الشخص!!ية وال!!تي تك!!ون مس!!تمدة من قواع!!د
ال!!دين في ج!!ل التش!!ريعات العربي!!ة والح!!ال ذات!!ه في الجزائ!!ر حيث ص!!در! بش!!أنها ق!!انون ي!!دعى ق!!انون
األس ! !!رة تحت رقم 84/11الص ! !!ادر! بت ! !!اريخ 09/07/1984المع ! !!دل والمتمم ويحت ! !!وي! على 224
مادة.
-2العالق!!ات الناتج!!ة عن المع!!امالت المالي!!ة :وتش!!مل عالق!!ات األش!!خاص بغ!!يرهم فيم!!ا يتعل!!ق ب!!األموال
والحقوق العينية لحق الشخص على مال معين وتسلطه عليه بطريقة مباشرة.
ك! !!ل ه! !!ذه العالق! !!ات ص! !!درت يش! !!أنها قواع! !!د قانوني! !!ة ،تض! !!منها األم! !!ر رقم 75/58الص! !!ادر في
26/09/1975م المتعل!!ق بالق!!انون الم!!دني المع!!دل والمتمم ،والق!!انون الم!!دني موج!!ه إلى األش!!خاص على
اختالف ط!!!وائفهم ومنهم ،كم!!!ا تس!!!ري على الش!!!خص المعن!!!وي ومن هن !!ا اعت !!بر الق !!انون الم!!!دني مرج!!!ع
األساس!!!ي لحس!!!م ك!!!ل أم!!!ر لم ي!!!رد بش!!!أنه نص تش!!!ريعي! في الق !!انون الخ !!اص ،إذ تف !!رعت عن!!!ه الق!!!وانين
األخ !!رى كالق !!انون التج !!اري وق !!انون الت !!أمين وق !!انون األس !!رة وق !!انون الملكي !!ة الفكري !!ة واألدبي !!ة ويس !!مى!
بالش!!ريعة العام!!ة نظ!!را لش!موله على األس!س العام!!ة للق!انون ال!!تي يرج!ع إليه!!ا في حال!ة ع!دم وج!ود! قواع!!د
في التش!!ريعات الفرعي!!ة للق!!انون الخ!!اص فتح!!دد قواع!!ده حال!!ة األش!!خاص وأهليتهم وعالق!!اتهم األس!!رية أو
الشخص!!ية بج!انب تناول!!ه للعالق!ات المالي!!ة لألش!!خاص من حيث ط!!رق اكتس!اب الحق!!وق وفق!دها! واس!!تعمال
األموال ونقلها بعوض أو بدونه.
هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم وتحكم! النشاط التج!!اري أو األعم!!ال التجاري!!ة ال!!تي تق!!وم
بها طائفة معينة من األشخاص يسمون التجار.
وق ! !د! اس! !!تثنيت ه! !!ذه األعم! !!ال ومن يمارس! !!ها بص! !!فة دائم! !!ة من الق! !!انون الم! !!دني بس! !!بب متطلب! !!ات
المضاربة والسرعة في المعامالت بين المضاربين وتدعيم الثقة واالئتمان بينهم.
-1تحديد وصف! التاجر ،وشرط! التزامه كالقيد في السجل التجاري ومسك! الدفاتر التجارية.
-2تحدي!!د األعم!!ال التجاري!!ة بأنواعه!!ا ،ومن بينه!!ا الش!!ركات التجاري!!ة المختلف!!ة وتحدي!!د أدوات التعام!!ل
التجاري (األوراق! التجارية).
-3نظام اإلفالس والتسوية القضائية وهو الجزاء الذي يقع على التاجر الذي يتوقف! عن دفع ديونه.
وق !د! ص!!در التق!!نين التج!!اري الجزائ!!ري! في 26/09/1975بم!!وجب األم!!ر رقم 75/59وتق!!رر
العمل به على غرار التقنين المدني ابتداء من 05/07/1975وقد تضمن 842مادة.
ثالثا -قانون العمل
هم مجموع!!ة القواع!!د القانوني!!ة ال!!تي تنظم العالق!!ة بين العم!!ال وأص!!حاب األعم!!ال في ظ!!ل حري!!ة
التقاع! !!د وتحمي المص! !!الح والحق! !!وق! المتكس! !!بة لك! !!ل منهم! !!ا قص! !!د التخفي! !!ف من ش! !!دة الص! !!راع الق! !!ائم بين
مصالحها! المتناقضة من أجل ضمان نوع من التوازن والتعايش السلمي بين العمال وأصحاب العمل.
-1تنظيم عالقة العمل بما فيها من ساعات العمل وظروف القيام به.
-4ضبط قواعد المنازعات الفردية والجماعية ،وكيفية ممارسة الحق النقابي وحق اإلضراب.
والج!!دير! بال!!ذكر أن هن!!اك من اعت!!بر ق!!انون العم!!ل قانون!!ا عام!!ا نظ!!را لت!!دخل ال!!دول المس!!تمر في
تنظيم! أحكام !!ه فأص !!بحت معظم قواع !!ده آم !!رة ،إال أن الق !!انون الخ !!اص أيض !!ا يتض !!من قواع !!د آم !!رة ،لكن
يعتبر قانون العمل قانونا مختلفا ألنه يتضمن القواعد التي تنظم العالقة بين العمال وأرباب العمل ،وه!!ذا
هو الجانب الخاص ،أما الجانب اآلخر فيتعلق بالقانون العام إذ أن القواعد الخاصة بتف!!تيش أم!!اكن العم!!ل
ومراقبة مفتشية العمل على االتفاقيات الجماعية إلى ج!!انب قواع!!د التج!!ريم والعقوب!!ات تت!!دخل الدول!!ة فيه!!ا
بما لها من سيادة على المجتمع.
ه! ! !!و مجموع ! ! !!ة القواع! ! !!د ال ! ! !!تي تنظم العالق ! ! !!ات ذات العنص! ! ! !ر! األجن ! ! !!بي بين األف! ! !!راد ،من حيث
اختصاص المحاكم الوطنية وتحدي!!د الق!!انون ال!واجب التط!بيق ،والعالق!ات! ذات العنص!ر األجن!بي هي تل!!ك
ال !!تي تك !!ون فيه !!ا العالق !!ة القانوني !!ة تنش !!ئ أث !!را في أك !!ثر من دول !!ة واح !!دة مث !!ل :انعق !!اد عق !!دين جزائ !!ري!
وفرنس!ي! في إس!!بانيا على أن يس!!لم الجزائ!!ري! الس!!لعة موض!!وع! العق!!د للفرنس!ي! في الجزائ!!ر ويتلقى مقاب!!ل
الوفاء بالعملة الفرنس!ية في فرنس!ا ،وفي ه!ذا االف!تراض ق!د نج!د أن ك!ل من الق!انون الجزائ!ري! والفرنس!ي!
واإلسباني يبسط واليته على ال!نزاع أو أن ك!ل ق!انون يخي!ل إلى الق!انون اآلخ!ر فيك!ون المرج!ع في تحدي!د
القانون الواجب التطبيق في مثل هذا النزاع هو القانون الدولي الخاص.
ويح!!دد! القواع!!د ال!!تي يجب إتباعه!!ا أم!!ام المح!!اكم لحماي!!ة الحق!!وق الموض!!وعية الناش!!ئة عن تط!!بيق
الق !!انون ،لم !!ا ينظم ط !!رق س !!ير المح !!اكم واختصاص !!ها! الن !!وعي والمحلي وط !!رق رف !!ع ال !!دعوى وإ ص !!دار!
األحك!!ام والطعن فيه!!ا وتنفي!!ذها ،ويعت!!بر ه!!ذا الق!!انون ف!!رع للق!!انون الخ!!اص ألن ص!!احب الح!!ق يس!!تطيع
التنازل عن حقه ،فالخصومة ملك الخص!وم! يس!يرونها وف!ق مش!يئتهم فيملك!ون! ت!رك الخص!ومة أو التن!ازل
عن الحكم الصادر فيها.
الفصل الثالث
مصادر القانون
يقصد بمصادر! القانون األسباب المنشئة للقانون ،إذ ال يمكن القول أن القواعد القانونية قد نشأت
من الع !!دم ،فيؤك! !د! فقه !!اء الق !!انون أن للقاع !!دة القانوني !!ة مص !!در م !!ادي ،تس !!تمد من !!ه موض !!وعها! ومادته !!ا،
ومص! ! !!در رس! ! !!مي تس! ! !!تمد من! ! !!ه قوته! ! !!ا وإ لزامه! ! !!ا ،كقاع! ! !!دة منظم! ! !!ة لش! ! !!أن من ش! ! !!ؤون الحي! ! !!اة .المص! ! !!در
الم! !!ادي:يقص!!!د! ب !!!ه مجموع !!!ة العوام !!!ل ال! !!تي س !!!اهمت في تك! !!وين القاع! !!دة القانوني! !!ة كالعوام! !!ل الطبيعي! !!ة
واالقتص !!ادية والتاريخي !!ة واالجتماعي !!ة ،فبالنس !!بة لعام !!ل الت !!اريخ ،نج !!د أن الق !!انون الجزائ !!ري مس !!تمد من
الشريعة اإلسالمية ،والقانون المصري ،والقانون الفرنسي ،وهذا األخير مستمد في كث!ير من قواع!ده من
القانون الروماني.
وبه !!!ذا يمكن الق! !!ول أن المش! !!رع الجزائ! !!ري! ق !!!د رج! !!ع في بعض تقنينات! !!ه إلى الكث! !!ير من أحك !!!ام
الق!!انون الفرنس!!ي ،كم!!ا اعتم!!د في تقنين!!ه الم!!دني على التق!!نين الم!!دني المص!!ري ،وك!!ذلك أحك!!ام الش!!ريعة
اإلسالمية ،وهذا واضح في قواعد ونصوص قانون األحوال الشخصية المسمى قانون األسرة.
المصدر! الرسمي أو الشكلي :ويقصد به المصدر! الذي يس!!تمد من!!ه الق!!انون قوت!!ه وواجب تطبيق!!ه،
وللق!!انون مس!!ار تختل!!ف ب!!اختالف المجتمع!!ات والعص!!ور ،ففي المجتمع!!ات القديم!!ة لعبت القواع!!د العرفي!!ة
والقواعد الدينية الدور األساسي في تنظيم الروابط! والعالقات االجتماعية والنشاطات المالية.
أم!!ا الي!!وم فق!!د تراج!!ع الع!!رف وت!!رك المج!!ال للتش!!ريع ،حيث نج!!د أن أغلب النظم القانوني!!ة جعلت
التش!!ريع يحت!!ل الص!!دارة في االس!!تعمال والتعليم ،ورغم ذل!!ك ف!!إن الع!!رف م!!ازال يحتف!!ظ بمكانت!!ه وقيمت!!ه
يرجع إليه وقت الحاجة حتى وإ ن لم يحتل المرتبة األولى في المصادر الرسمية.
وعلى ضوء ما تقدم فإن مصادر القانون في التشريعات! الحديثة تقسم إلى:
أوال -المصادر التي يستمد منها المشرع القاعدة القانونية وتتمثل في:
ثانيا -المصادر التي يستمد منها القاضي القاعدة القانونية :وهي قسمان:
أ -المص<<ادر الرس<<مية :وهي ال!!تي بينه !!ا المش !!رع الجزائ !!ري في نص الم !!ادة األولى من الق !!انون الم!!دني
حص!!را كم!!ايلي «:يس!!ري الق!!انون على جمي!!ع المس!!ائل ال!!تي تتناوله!ا! نصوص!!ه في لفظه!!ا أو في فحواه!!ا،
وإ ذا لم يوجد نص تشريعي ،حكم القاض!ي ،بمقتض!!ى مب!!ادئ الش!!ريعة اإلس!المية ،ف!إذا لم يوج!!د فبمقتض!!ى
العرف.
وبق!!راءة النص الس!!ابق بتمعن نس!!تنتج أن المص!!ادر! الرس!!مية للق!!انون الوض!!عي! الجزائ!!ري ،ق!!د تم
حصرها! وترتيبها! ترتيبا! يلزم القاضي العمل به ،وهذه المصادر هي:
التشريع -
مبادئ الشريعة اإلسالمية -
العرف -
مبادئ القانون الطبيعي! وقواعد العدالة -
وم!!ا يالح!!ظ على نص ه!!ذه الم!!ادة أن المش!!رع لم ي!!ذكر الفق!!ه والقض!!اء باعتبارهم!!ا من المص!!ادر!
التفسيرية للقانون.
الفقه -
القضاء -
المبحث األول :المصادر الرسمية
بالرجوع! إلى المادة األولى من القانون المدني نجد أن المص!!ادر الرس!!مية للق!انون هي :التش!!ريع،
الشريعة اإلسالمية ،العرف ،قواعد العدالة والقانون الطبيعي.
نظرا ألهمية التشريع كمصدر رس!!مي للق!!انون س!!نتطرق! إلى مفه!!وم التش!!ريع م!!ع بي!!ان خصائص!!ه
ومزاياه في الفرع األول أم!ا الف!رع الث!اني فن!بين في!ه أن!واع التش!ريع والجه!ة المختص!ة في اقتراح!ه وس!نه
وإ صداره.
أوال -المعنى العام :ويقص!!د ب!!ه وض!!ع القواع!!د القانوني!!ة في ص!!يغة مكتوب!!ة من ط!!رف الس!!لطة المختص!!ة
في الدولة حسب النظام الدس!!توري! له!!ذه الدول!!ة م!!ع الس!!هر على تطبيقه!ا مم!ا يعطيه!ا! ق!!وة إل!زام في العم!!ل
بها.
ثانيا -المع<ني الخ<<اص :فه!!و حين يقص!!د بالتش!!ريع ،مجموع!!ة القواع!!د القانوني!!ة المدون!!ة والمنظم!!ة لف!!رع
من ف! !!روع! الق! !!انون في مدون! !!ة واح! !!دة متسلس! !!لة الم! !!واد ،كالدس! !!تور ،والتق! !!نين الم! !!دني والتج! !!ار ،وق! !!انون
العقوبات...الخ.
ويع!!د التش!!ريع المص!!در! الرس!!مي األول واألص!!لي للق!!انون الجزائ!!ري ،بحيث يجب على القاض!!ي
أن يلج !!أ إلي !!ه أوال ك !!ل م !!ا ع !!رض علي !!ه ن !!زاع ،ف !!إذا وج !!د يع !!الج المس !!ألة المطروح !!ة علي !!ه فال يس !!تطيع!
الرجوع! إلى المصادر األخرى ،وذلك حتى ولو كان النص غامضا.
إذ في هذه الحالة يجب على القاضي البحث عن المعنى المقصود وللتشريع مزايا وعيوب.
-1إن التشريع يجعل القاعدة القانونية محددة وواضحة ،ألن صياغة القاعدة القانونية يقوم بها أشخاص
متخصصون مما يجعلها واضحة بالنسبة للكافة.
-2التش!!ريع يحق!!ق وح!!دة الق!!انون في الدول!!ة ،ألن!!ه يس!!ري على جمي!!ع األف!!راد ويص!!اغ! ص!!ياغة موح!!دة
تطب !!ق على الجمي !!ع دون اختالف ،كون !!ه يص !!در عن س !!لطة مختص !!ة حس !!ب النظ !!ام الدس !!توري لك !!ل
دولة ،وهذا ما نص علي!ه الدس!تور! في الم!!ادة 98بقوله!!ا«:يم!ارس الس!لطة التش!ريعية برلم!ان يتك!!ون
من غرف! ! !!تين ،وهم! ! !!ا المجلس الش! ! !!عبي الوط! ! !!ني ومجلس األم! ! !!ة ،ول! ! !!ه الس! ! !!يادة في إع! ! !!داد الق! ! !!انون
والتصويت عليه».
-3التش!!!ريع يس!!!تجيب لض! !!رورات! المجتم! !!ع ،ذل! !!ك ألن!!!ه يمكن ص !!ياغته أو تع !!ديل القواع! !!د القانوني! !!ة أو
إلغاؤها كلما تطلبت التغييرات االجتماعية أو االقتصادية ،فهو! يؤدي وظيفة اجتماعية.
-1يعاب على التشريع تضمنه لعبارات ومصطلحات فيها غموض ،تحت!!اج إلى تمي!!يز وتوض!!يح كعب!ارة
حس!!ن الني!!ة وس!!وء الني!!ة ،وعب!!ارة اآلداب العام!!ة والنظ!!ام! الع!!ام ،فه!!ذه مف!!اهيم عام!!ة تحت!!اج إلى ض!!بط
وتوض !!يح مم !!ا يفتح المج !!ال للفق !!ه والقض !!اء في التفس !!ير والبحث واالجته !!اد ،وه !!ذا م !!ا أض !!فى على
العلوم القانونية طابعا خاص متميزا عن باقي العلوم.
-2عاب البعض على التشريع أنه جامد ال يتماشى وتطور! المجتم!!ع خالف!!ا للقاع!!دة العرفي!!ة ال!!تي يتس!!بب
في إنشائها ضمير الجماعة ،ويرد على هذا الرأي أن السلطة المختصة بإصدار! التش!!ريع في الدول!!ة
إذا ما رأت عدم صالحية القاعدة لظروف! المجتمع وتطوره فإنها تبادر إلى تعديله وإ لغائه.
يقص !!د بالدس !!تور مجموع !!ة القواع !!د المح !!ددة لش !!كل الدول !!ة ونظ !!ام! الحكم ،فيه !!ا والمبين !!ة لحق !!وق
األف !!راد! وحري !!اتهم األساس !!ية ال !!تي تحت !!ل مك !!ان الص !!دارة ،وجب أن ال تخالفه !!ا قاع !!دة قانوني !!ة أق !!ل منه !!ا
درجة .وهذا الدستور قد يصدر:
-1في ش !!كل منح !!ة من الح !!اكم ،كم !!ا ه !!و الح !!ال في دس !!تور فرنس !ا! لع !!ام ،1814ودس !!تور! مص!!ر! لع !!ام
،1923والدستور! الياباني لعام .1889وتسمى! بالطريقة األوتوقراطية (طريقة المنحة).
-2أو في شكل عقد بين الشعب والحاكم مثل دستور! الكويت لعام 1962وتسمى بالطريقة المختلطة.
-3وقد ينتخب الشعب هيئة معينة يعود لها صالحية إقرار وثيقة دستورية (أس!!لوب الجمعي!!ة التأسيس!!ية)
وأش !!هر األمثل !!ة ال !!تي اس !!تخدمت فيه !!ا ه !!ذه الطريق !!ة هي الدس !!تور! الفي !!درالي األم !!ريكي ع !!ام 1778
ودستور! فرنسا! عام 1848م وعام 1875م.
-4أو بأخ!!ذ رأي الش!!عب مباش!!رة بع!!د إع!!داد مش!!روعه بواس!!طة هيئ!!ة تحض!!يرية كم!!ا ه!!و الح!!ال بالنس!!بة
للدستور الجزائري لعام .1989
وبم!!ا أن س!!لطة الش!!عب ش!!اركت بطريق!!ة مباش!!رة في تزكي!!ة وإ ق!!رار الوثيق!!ة الدس!!تورية ،فإن!!ه من
الطبيعي! أن تحتل الوثيقة الدستورية المكانة السامية والمتميزة.
ولكن رغم ه!ذا التمي!يز تظ!ل العالق!ة بين القاع!دة الدس!تورية والق!وانين العادي!ة والل!وائح التنظيمي!ة
وطيدة ،فعند ما تعترف! القاعدة الدستورية بحق التقاضي أو الحق النقابي أو الحق في اإلضراب أو ح!!ق
إنش!!اء األح!!زاب ف!!إن مجم!!وع ه!!ذه الحق!!وق الفردي!!ة والجماعي!!ة تحت!!اج إلى نص!!وص تفص!!يلية تنظمه!!ا وال
يكون ذلك إال بواسطة القوانين والنصوص التنظيمية.
ولتحص!!ين القاع!!دة الدس!!تورية من أي تج!!اوز! أو مخالف!!ة من قب!!ل نص!!وص ت!!دنوها من حيث الق!!وة
ثم اعتم !!اد نظ!!!ام الرقاب!!!ة الدس!!!تورية ال!!!ذي يمارس !!ه المجلس الدس !!توري! فق !!د خ !!ول ل !!ه س !!لطة الفص!!!ل في
دس!!تورية المعاه!!دات والق!!وانين العض!!وية والق!!وانين العادي!!ة والتنظيم!!ات وذل!!ك إم!!ا بم!!وجب رأي قب!!ل أنم
تصبح واجبة التنفيذ أو بقرار في الحالة العكسية.
ويتم تع!!ديل الدس!!تور! بالطريق!!ة ال!!تي يرس!!مها الدس!!تور نفس!!ه ،وفي ه!!ذا الص!!دد تختل!!ف الدس!!اتير
فمنه ! !!ا م ! !!ا يكتفي في تعديل ! !!ه ب ! !!إجراءات يح ! !!ددها التش ! !!ريع الع ! !!ادي ،أي التش ! !!ريع الص ! !!ادر عن الس ! !!لطة
التشريعية (البرلمان) ،وتسمى هذه الدساتير بالدساتير المرنة.
ومنها ما يستلزم إتباع إج!راءات خاص!ة ت!رد في الدس!تور نفس!ه ،بحيث ال يمكن تعديل!ه إال وفقه!ا
وتسمى! بالدساتير الجامدة.
ثانيا -المعاهدات
ويقصد بها اتفاقيات تعق!دها ال!!دول فيم!ا بينه!ا بغ!رض تنظيم عالق!!ة قانوني!!ة دولي!!ة وتحدي!د! القواع!د
التي تخض!ع له!ا ه!ذه العالق!ة ،وبم!ا أن المعاه!دة هي مجموع!ة قواع!د أع!دت بطريق!ة معين!ة لتنظيم عالق!ة
الدول! ! !!ة بغيره! ! !!ا من ال! ! !!دول فهي تع! ! !!د ج! ! !!زءا من التش! ! !!ريع ،وهي تس! ! !!مو! على الق! ! !!انون وذل! ! !!ك بنص من
الدس ! !!توري ،ويتم! إب ! !!رام المعاه ! !!دات على مراح ! !!ل أساس ! !!ية تب ! !!دأ بالمفاوض ! !!ات واالتص ! !!االت بين الوف ! !!ود
الرس !!مية لل!!دول ثم التوص !!ل إلى ص !!ياغة النص النه !!ائي للمعاه !!دة بع !!د االتف!!اق على الش!!كل والموض !!وع!،
وتحال بعدها للتوقيع ثم المصادقة عليها من قبل السلطة التشريعية وأخير يتم تسجيلها.
ولكن المعاه! !!دة ال تس! !!مو على الدس! !!تور! فال تنف! !!ذ وال تطب! !!ق معاه! !!دة واتفاقي! !!ة إذا ك! !!انت مخالف! !!ة
للدستور!.
وهم!!ا التش!!ريعات الل!!ذان تت!ولى! الس!!لطة التش!!ريعية إص!!دارهما ،وق!!د ح!!دد الدس!تور الجزائ!!ري لع!ام
1996في المادة 122منه الحاالت التي يتم تنظيمها! بالتشريع العادي.
كم! !!ا ح !!!دد في الم !!!ادة 123المج! !!االت ال !!!تي ي! !!بين في تنظيمه! !!ا التش! !!ريع العض! !!وي ،مث !!!ل تنظيم
الس!!لطات العمومي!!ة ،ونظ!!ام االنتخاب!!ات والجمعي!!ات السياس!!ية ،والتنظيم! القض!!ائي! وغيره!!ا من المج!!االت
التي تتصل بهيكل الدولة.
أم !!ا التش!!ريع العض!!وي! فقص!!د ب!!ه ق !!انون نظ !!امي أساس !!ي يص!!ادق! علي!!ه الن !!واب لتحدي!!د أو تكمل !!ة
أحك! !!ام الدس! !!تور .يعت! !!بر الق! !!انون العض! !!وي ن! !!وع جدي! !!د من الق! !!وانين يق! !!ع بين فئ! !!تي الق! !!وانين الدس! !!تورية
والعادية.
السلطة المختصة بوضع التش!ريع! بنوعي!ه الس!ابقين هي الس!لطة التش!ريعية في ح!دود الص!الحيات
المحددة بموجب النصوص الدستورية.
وهذه السلطة يطلق عليها في بالدنا والعديد من البلدان اسم البرلمان والذي قد يتكون من مجلس
واحد أو من غرفة واحد كما كان األمر في الجزائر في ظل دستور 1976ودستور! .1989
وق!د! يتك!!ون من غرف!!تين كم!!ا ه!!و الح!!ال في فرنس!!ا حيث تس!!مى إح!!دى الغرف!!تين الجمعي!!ة الوطني!!ة
والغرف!!ة الثاني!!ة مجلس الش!!يوخ ،وفي الجزائ!!ر في ظ!!ل دس!!تور 1996ال!!ذي تقض!!ي الم!!ادة 98من!!ه بأن!!ه
يتكون من غرفتين هما المجلس الشعبي الوطني ،ومجلس األمة.
ب -االستثناء :غ!!ير أن!!ه في ح!!االت مح!!ددة تمل!!ك الس!!لطة التنفيذي!!ة أن تح!!ل مح!!ل الس!!لطة التش!!ريعية في
سن التشريع (التشريع العادي والتشريع العضوي) وهذا بموجب إصدار أوامر وهي:
-1حالة الضرورة (تشريع الضرورة) :تحل السلطة التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية مح!!ل الس!!لطة
التش !!ريعية في س !!ن الق !!انون وه !!ذا في الح !!االت ال !!تي تس !!تدعيها كوج !!ود! فياض !!انات أو حري !!ق أو زل !!زال،
ولكي يباشر رئيس الجمهورية حق سن تشريع يجب توافر الشروط التالية:
-2الحالة االستثنائية (الظروف االستثنائية) :طبقا للفقرة 4من المادة 124من الدس!!تور! 1996فإن!!ه:
يمكن لرئيس الجمهورية أن يشرع! بأوامر في الحالة االستثنائية التي تخوله!!ا الحال!!ة االس!!تثنائية الم!!ذكورة
في المادة 93/3والتي تفيد أنه«:يحق لرئيس الجمهورية أن يشرع بأوامر لها قوة التشريع الع!!ادي ،عن
طري!!!ق اتخ!!!اذ اإلج!!!راءات االس!!!تثنائية ال!!!تي تخوله!!ا! الحال!!!ة االس !!تثنائية وال !!تي تس !!توجبها! المحافظ!!!ة على
استقالل األمة والمؤسسات الدستورية في الجمهورية».
ولرئيس! الجمهورية التشريع! بأوامر رغم وجود السلطة التشريعية متى توفرت الشروط! التالية:
ب -وج! ! !!وب استش! ! !!ارة جه! ! !!ات معين! ! !!ة والمتمثل! ! !!ة في (رئيس المجلس الش! ! !!عبي ،رئيس مجلس األم! ! !!ة،
المجلس الدس! !!توري ،االس! !!تماع إلى المجلس األعلى لألمن ،مجلس ال! !!وزراء طبق! !!ا للفق! !!رة 02من
المادة .)93ورأي هذه الجهات استشاري فقط.
ج -وجوب اجتماع البرلمان طبقا للمادة 93الفقرة 4من دستور .1996
د -وجوب مراعاة الشروط السابقة عن!د انته!اء الحال!ة االس!تثنائية والمتمثل!ة في :زوال الخط!!ر ،وج!!وب
استشارة الجهات المعنية ،وجوب اجتماع البرلمان.
-3حالة االستعجال :تنص الفقرة 7و 8من المادة 120من دستور 1996
يصادق! البرلمان على قانون المالية في مدة 75يوما من تاريخ إيداعه وفي حالة عدم المصادقة
علي !!ه في اآلج !!ال المح !!دد س !!ابقا يص !!در رئيس الجمهوري !!ة مش !!روع! الحكوم !!ة ب !!أمر ش !!رط تحق !!ق الحال !!ة
االستعجالية وذلك بعد أن تم:
يج !!وز ل !!رئيس الجمهوري !!ة أن يطلب التف!!ويض من الس !!لطة التش!!ريعية بغ !!رض إص!!دار نص!!وص
ذات طابع تشرعي ،وهذا التفويض قد كان منصوصا عليه في دستور 1963وكذلك في دستور 1976
ولكن لم ينص عليه دستور! ،1989وهذا يعني أنه ال يجوز! لرئيس الجمهورية طلب تف!!ويض بالتش!!ريع،
ويالح!ظ! أن تش!!ريع التف!!ويض وإ ذا ك!!ان معم!!وال ب!!ه في ع!!دة دول مث!!ل فرنس!ا! إال أن!ه أم!!ر غ!!ير مقب!!ول من
الناحي !!ة النظري !!ة إذ ال يمكن للس !!لطة التش !!ريعية أن تتن !!ازل عن اختصاص !!ها! التش !!ريعي! ال !!ذي تس !!تمده من
الدستور !،فذلك التف!ويض يمكن الس!لطة التنفيذي!ة من تع!ديل التش!ريعات القائم!ة وه!ذا م!ا ي!ؤدي إلى التقلي!ل
من أهمية التشريعات والنزول! بها إلى مستوى اللوائح.
ولهذا تذهب الدساتير! التي تقر التفويض إلى فرض شروط معينة ،وال يج!وز ل!رئيس الجمهوري!ة
سن التشريع إال في الحدود التي تضمنها! التفويض ،فال يجوز له مجاوزتها.
وإ ذا أتين!ا لحص!ر ح!االت التش!ريع ب!أوامر! رئيس الجمهوري!ة في دس!تور! 1996نج!دها تتمث!ل في
مايلي:
-3في حالة عدم مصادقة البرلمان على قانون المالية في المدة التي حددها الدستور! وهي 75يوما.
-4في الظروف! االستثنائية كأن تكون الدولة مهددة بخطر داهم يوشك أن يصيب مؤسساتها الدس!!تورية
أو استقاللها أو سالمة ترابها ،مما يستلزم! السرعة في أخذ القرار.
وتجدر اإلشارة أن الحاالت السابقة التي تحل فيها الس!لطة التنفيذي!ة مح!ل الس!لطة التش!ريعية في س!ن
التشريع (التشريع العادي والتشريع العضوي) هي حاالت دون المرور بمراحل سن التشريع وال!!تي
سوف يأتي بيانها كمايلي:
إذا ك!!ان ال ب!!د من هيئ!!ة أو س!!لطة إلص!!دار! تش!!ريع ع!!ادي أو عض!!وي ،فإن!!ه من الض!!روري معرف!!ة
المراحل التي يمر يها هذا التشريع المتمثلة في:
-1مرحلة اقتراح التشريع
المالح ! !!ظ أن هن ! !!اك اختالف في تس ! !!مية المب ! !!ادرتين ،حيث يطل ! !!ق على مب ! !!ادرة رئيس الحكوم ! !!ة
مصطلح مشروع! قانون ،في حين يطلق على مبادرة النواب مصطلح اقتراح قانون.
أ -مرحل<<ة المب<<ادرة بالتش<<ريع :فبرجوعن !ا! إلى نص الم!!ادة 119من دس!!تور! 1996نج!!د أنه!!ا تنص في
فقرتها األولى والثانية على مايلي«:لكل من رئيس الحكومة والنواب حق المبادرة بالقوانين.
له!!ذا يتض!!ح لن!!ا أن أول مرحل!!ة يم!!ر به!!ا التش!!ريع هي مرحل!!ة المب!!ادرة وال!!تي تع!!د ح!!ق دس!!توري!
مخول لكل من رئيس الحكومة والنواب ألخذ المبادرة بالتشريع.
في نهاي! !!ة مرحل! !!ة المب! !!ادرة يع! !!رض المش! !!روع! أو االق! !!تراح على لجن! !!ة مختص! !!ة تابع! !!ة للمجلس
الش ! !!عبي الوط ! !!ني للقي ! !!ام بفحص م ! !!ا ع ! !!رض عليه! !!ا وتق ! !!ديم تقري ! !!ر تثبت في! !!ه م! !!دى ص ! !!الحيته للمناقش! !!ة
والتصويت.
م! !!ع العلم أن المش! !!روع ال!!!ذي يقدم! !!ه رئيس الحكوم! !!ة ،يك! !!ون ق !!د تم عرض! !!ه على مجلس الدول! !!ة
إلبداء رأيه فيه ،ثم يودع لدى مكتب المجلس الشعبي الوطني.
بعد مرحلة فحص المشروع أو االقتراح وقبوله تأتي مرحلة المناقشة والتصويت! عليه وذلك من
قب !!ل أعض !!اء البرلم !!ان ،على أن تب !!دأ ه !!ذه العملي !!ة من ط !!رف ن !!واب المجلس الش !!عبي الوط !!ني ،ثم ن !!واب
مجلس األمة على التوالي:
فالمرحل <<ة األولى :تتم على مس !!!توى! المجلس الش !!!عبي الوط !!!ني! (الغرف! !!ة األولى) أين يتم الحص !!!ول على
األغلبية المطلقة أي ( )1+ %50من عدد أعضاء المجلس ،وإ ال اعتبر المشروع مرفوضا!.
أما المرحلة الثانية :فتتم على مستوى مجلس األمة أين ال بد من الحصول على أغلبية ثالث!!ة أرب!!اع(¾)
ع!!دد أعض!!اء مجلس األم!!ة (الغرف!!ة الثاني!!ة) وطبق!!ا للم!!ادة 120من الدس!!تور ،ف!!إن مجلس األم!!ة ال ين!!اقش
إال النص الذي صوت عليه المجلس الشعبي الوطني.
وفي المرحل<<ة الثالث<<ة :إذا ح!!دث خالف بين الغرف!!تين تجتم!!ع بطلب من رئيس الحكوم!!ة ،لجن!!ة متس!!اوية
األعضاء تتكون من أعضاء كلتا الغرفتين من أجل اقتراح نص يتعلق باألحكام! محل الخالف.
تعرض الحكومة ه!ذا النص على الغرف!تين للمص!ادقة علي!ه ،وال يمكن إدخ!ال أي تع!ديل علي!ه إال
بموافقة الحكومة ،وفي حالة استمرار الخالف يسحب النص حسب نص المادة 120الفقرة الرابع!!ة منه!!ا
بقوله !!ا....«:وفي حال !!ة ح !!دوث خالف بين الغرف !!تين تجتم !!ع ،بطلب من رئيس الحكوم !!ة ،لجن !!ة متس !!اوية
األعضاء تتكون من أعضاء كلتا الغرفتين من أجل اقتراح نص يتعلق باألحكام! محل الخالف.
بع !!د ذل !!ك تق !!وم الحكوم !!ة بع !!رض المق !!ترح على البرلم !!ان للمص !!ادقة علي !!ه ،وفي حال !!ة اس !!تمرار
الخالف يسحب النص كامال ».
-3إصدار القانون :بع!!د موافق!!ة البرلم!!ان على الق!!انون يع!!رض على رئيس الجمهوري!!ة ال!!ذي يوق!ع! على
الق!!انون بقص!!د إص!!داره واألم!!ر بنش!!ره في الجري!!دة الرس!!مية لكي ي!!دخل ح!!يز النف!!اذ وذل!!ك خالل 30يوم!!ا
من تسلمه له ،ويمكن ل!رئيس الجمهوري!ة خالل نفس الم!دة أن يطلب من البرلم!ان ق!راءة ثاني!ة للق!انون أو
أن يع !!رض الق !!انون على المجلس الدس !!توري! ألخ !!ذ رأي !!ه قب !!ل إص !!دار الق !!انون وفي ه !!ذه الحال !!ة ال يمكن
إصدار القانون إال بعد صدور! رأي المجلس الدستوري للموافقة ،وهذه طريقة من ط!رق! رقاب!ة دس!تورية
القوانين.
-4نشر القانون :بع!!د موافق!!ة رئيس الجمهوري!!ة على الق!!انون المع!!روض علي!!ه إلص!!داره يق!!وم ب!!التوقيع!
عليه ويأمر بنشره في الجريدة الرسمية لكي يدخل حيز النفاذ عمال بنص المادة 04من القانون الم!!دني:
»تطبق القوانين في تراب الجمهورية الجزائرية الديمقراطي!ة الش!عبية ابت!داءا من ي!!وم نش!!رها في الجري!دة
الرسمية.
تك!!ون ناف!!ذة المفع!!ول ب!!الجزائر! العاص!!مة بع!!د مض!!ي ي!!وم كام!!ل من ت!!اريخ نش!!رها ،وفي الن!!واحي األخ!!رى
في نط!!اق ك!!ل دائ!!رة بع!!د مض!!ي ي!!وم كام!!ل من ت!!اريخ وص!!ول الجري!!دة الرس!!مية إلى مق!!ر ال!!دائرة ويش!!هد!
على ذلك التاريخ ختم الدائرة الموضوع على الجريدة».
ويقصد بالنشر في الجريدة الرسمية إعالم المخاطبين (األفراد) بدخول الق!انون ح!يز النف!اذ لكي ال يتس!!نى
لهم االحتجاج بجهل القانون ،عمال بنص المادة 60من دستور 1996بقولها«:ال يعذر بجهل القانون«.
فالنش!!ر قرين!!ة قاطع!!ة على علم الجمي!!ع بالق!!انون لكي يطب!!ق عليهم في نفس ال!!وقت ولتحق!!ق ص!!فة
العمومي!!!ة ال!!!تي هي ض!!!رورية وأساس!!!ية بالنس!!!بة للقواع!!!د القانوني !!ة ،إذ ال يع !!ذر بجه !!ل الق !!انون ح!!!تى ال
تض!!ييع المح!!اكم وقته!ا! في البحث عن إدع!!اءات الجه!!ل بالق!!انون من جه!!ة ومن جه!!ة أخ!!رى للحف!!اظ على
هيبة الدولة وتماسك! المجتمع واستمراره.
وال يوج! !!د نص يق! !!رر أي اس! !!تثناء من مب! !!دأ ع! !!دم ج! !!واز االعت! !!ذار بجه! !!ل الق! !!انون إال أن ال! !!رأي
المس!!تقر في الفق!ه والقض!!اء ع!دم تط!بيق! ه!!ذا المب!!دأ في الح!!االت ال!!تي يثبت فيه!!ا اس!!تحالة وص!ول! الجري!دة
الرس!!مية إلى منطق!!ة معين!!ة بس!!بب ق!!وة ق!!اهرة كح!!رب أو فيض!!ان أو زل!!زال تع!!ذر فيه!!ا وص!!ول الجري!!دة
الرسمية المنشور! فيها القانون حتى يستطيع! سكان المنطقة االعتذار بجهل القانون وسوف يأتي بيان ه!!ذا
بالتفصيل الحقا.
التش !!ريع الف !!رعي يقص !!د ب!!ه تل !!ك النص!!وص القانوني !!ة ال!!تي تص !!درها الس!!لطة التنفيذي!!ة في ح !!دود
اختصاص! !!ها! الدس! !!توري! بمقتض ! !ى! اختص! !!اص أص! !!يل فهي ال تح! !!ل مح! !!ل الس! !!لطة التش! !!ريعية ،والس! !!لطة
التنفيذي!!ة تتمث!!ل في ك!!ل من رئيس الجمهوري!!ة وال!!وزير األول (رئيس الحكوم!!ة س!!ابقا) ،الل!!ذين تثبت لهم!!ا
سلطة تنظيمية عامة بمقتضى المادة 85الفقرة 3منه والمادة 125من دستور! .1996
أم!!ا ال!!وزراء فس!!لطتهم التنظيمي!!ة محص!!ورة في مج!!ال اختص!!اص ك!!ل واح!!د منهم ،باإلض!!افة إلى
الوالة ورؤساء! البلديات والمصالح التي خول لها سلطة تنظيمية محددة بموجب تفويض تشريعي.
يطل!!ق على ه!!ذه النص!!وص التش!!ريعية اس!!م الل!!وائح أو التنظيم!!ات ،وهي متدرج!!ة من حيث الق!!وة
القانوني!!ة ،وذل!!ك تبع!!ا للجه!ة المص!!درة له!!ا أي حس!!ب ت!!درج الس!!لطات التنفيذي!ة ،فتك!!ون المراس!!يم الرئاس!ية
والتنفيذي! !!ة على رأس التنظيم! !!ات وأقله! !!ا درج! !!ة الق! !!رارات الوزاري! !!ة والق! !!رارات الوزاري! !!ة المش! !!تركة ثم
القرارات الصادرة عن مسؤولي! الهيئات المحلية والمصالح األخرى.
فه!!ذه الل!!وائح في مجمله!!ا أق!!ل درج!!ة من التش!!ريع الع!!ادي ،وال تتع!!ارض م!!ع الدس!!تور وهي على
ثالثة أقسام:
-1اللوائح التنفيذية :وهي النص!!وص القانوني!!ة ال!!تي تت!!ولى الس!!لطة التنفيذي!!ة إص!!دارها بغ!!رض توض!!يح
كيفية تنفيذ وتطبيق نص قانوني! صادر! عن السلطة التشريعية ،باعتب!ار أن ه!ذه الس!لطة كث!يرا م!ا تقتص!ر
في نصوص! !!ها التش! !!ريعية على ذك! !!ر القواع! !!د العام! !!ة تارك! !!ة تفص! !!يلها للس! !!لطة التنفيذي! !!ة ،نظ! !!را لق! !!درتها
ومعرفته!!!ا لإلج!!!راءات الخاص!!!ة بالتنفي!!!ذ ،فمثال وزي!!ر! الص!!!حة أق !!در من غ !!يره لوض !!ع الل !!وائح التنفيذي!!!ة
الخاص !!ة بق !!انون الص !!حة ،وال !!وزير المكل !!ف بالمالي !!ة أج !!در من غ !!يره بوض !!ع الل !!وائح التنفيذي !!ة الخاص !!ة
بقانون المالي!!ة ،وه!ذا ال يع!ني إعط!!اء الحري!!ة المطلق!ة في كيفي!ة تنفي!!ذ تل!ك النص!وص التش!ريعية الص!ادرة
عن السلطة التشريعية ،بل يجب التقيد بما تهدف إليه تلك النصوص دون زيادة أو تحريف! أو إلغاء.
وقد! خول دستور! 1996لرئيس الحكومة صالحية إصدار اللوائح التنفيذي!!ة بمقتض!!ى نص الم!!ادة
125منه.
ويالح!!ظ! أن !!ه عن !!دما يتض !!من الق !!انون النص على وج !!وب ص !!دور ل !!وائح تنفيذي !!ة لتفص !!يل قواع !!د
معين!!ة ،ف!!إن الت!!أخير في إص!!دار ه!!ذه الل!!وائح ي!!ؤدي إلى تعطي!!ل تنفي!!ذ الق!!انون ذات!!ه ،إذ يس!!تحيل تنفي!!ذه إذا
ك!!انت القواع!!د غامض!!ة تحت!!اج بالض!!رورة إلى ل!!وائح تنفيذي!!ة تفص!!يلية وال ب!!د أن تك!!ون الل!!وائح التنفيذي!!ة
مطابقة للتشريع فال يجوز! لها أن تخالفه أو تعدل منه.
-2اللوائح التنظيمية :هذه اللوائح هي أيضا من اختصاص السلطة التنفيذية وذلك بمقتضى! نص الم!!ادة
125المشار إليها أعاله والتي تقوم بإصدارها! لتنظيم! وتسيير! المراف!ق! العام!!ة المختلف!ة في الدول!!ة ،وه!!ذه
الل!!وائح ال تحت!!اج إلى تش!!ريع س!!ابق وإ نم!!ا هي مس!!تقلة ومن أمثلته!!ا المراس!!يم الرئاس!!ية المتض!!منة إنش!!اء
المؤسسات! وتحديد! اختصاصها! وإ لغائها! .
ومن أمثلته !!ا أيض !!ا ل !!وائح البلدي !!ة :كل !!وائح مراقب !!ة األغذي !!ة والباع !!ة المتج !!ولين والمح !!ال المقلق !!ة
للراحة ،كما تسمى باللوائح المستقلة لكونها تصدر استقالال عن أي تشريع عادي رئيسي بخالف اللوائح
التنفيذية التي ال بد أن يسبقها تشريع.
وهي القواع! ! !!د الالزم! ! !!ة للمحافظ! ! !!ة على األمن الع! ! !!ام والس! ! !!كينة العام! ! !!ة والص! ! !!حة العام! ! !!ة ،وهي
مقومات النظام العام ومثال ذلك :اللوائح المنظمة للمرور! ومراقبة األغذية وصيانة األسواق.
وهذه اللوائح تختص بها أيضا الس!لطة التنفيذي!ة وتتض!من عقوب!ات على من يخالفه!ا ،األم!ر ال!ذي
أثار نقاشا فقهيا فرأي البعض أن إعطاء السلطة التنفيذية السلطة في إصدار لوائح تتضمن عقوبات على
من يخالفه!!ا أم!!ر يع!!رض حري!!ة األف!!راد للخط!!ر ،ولكن ال!!رأي الغ!!الب أن ص!!دور! ه!!ذه الل!!وائح من الس!!لطة
التنفيذي!!ة إذ أن ل!!وائح الض!!بط تتن!!اول مس!!ائل دقيق!!ة تحت!!اج إلى الس!!رعة في التنظيم فال يمكن إس!!نادها إلى
السلطة التشريعية.
رأينا بأن التش!ريع! أن!واع ين!درج من حيث ق!!وة إلزام!ه فيك!ون التش!!ريع األساس!!ي "الدس!تور" أس!مى
من التشريع! العادي والتشريع! الفرعي أو التنظيمي ،ويكون التشريع العادي أسمى من التشريع الفرعي.
وبمقتض! !!ى ه! !!ذا الت! !!درج ف! !!إن التش! !!ريع األدنى يجب أن ال يخ! !!الف التش! !!ريع األعلى من! !!ه درج! !!ة،
وتكون هذه المخالفة نوعين من حيث الشكل ومن حيث الموضوع:
من حيث الش<<كل :عن !!دما يص !!در التش !!ريع من جه !!ة غ !!ير الجه !!ة المخول !!ة دس !!توريا لس !!ن التش !!ريع أو أن
يص !!در من الجه !!ة المختص !!ة دون مراع !!اة اإلج !!راءات الواجب !!ة في إص !!داره أو دخول !!ه ح !!يز النف !!اذ كع !!دم
نشره مثال.
من حيث الموض<<وع :ويقص! !د! بالمخالف !!ة من حيث الموض !!وع أن يص !!در التش !!ريع األدنى متعارض!!!ا م !!ع
تشريع أسمى منه في أحكامه ومقتضياته ك!!أن يص!!در تش!!ريع ع!!ادي يح!!رم الم!!رأة من ح!!ق االنتخ!!اب مثال
فيكون بمقتضى هذه التفرق!ة بين الرج!ل والم!رأة ق!د خ!رق تش!ريع أعلى من!ه أي الدس!تور يقض!ي بمس!اواة
المواطنين في الحقوق الوطنية دون تمييز بسبب الجنس.
وعليه فإن رقابة مدى دستورية التشريع تختلف حسب تدرج قوة التشريع.
فال بد من مطابقة الالئحة للتشريع فال يمكن أن تخالفه أو تعدل منه ،ف!!اللوائح التنظيمي!!ة التنفيذي!!ة
ال ب !!د أن تك!!!ون مطابق !!ة للتش !!ريع ،والرقاب !!ة على ش !!رعية الل !!وائح ك !!ان من اختص !!اص الغرف !!ة اإلداري!!!ة
بالمحكمة العليا ،وهذا طبقا للمادة 274من قانون اإلجراءات المدنية.
أما القضاء العادي فال يحقق له إلغاء قانون ما طعن فيه أمامه بعدم دستورية وإ نما له الحق
فق!!ط في رفض تطبيق!!ه على المنازع!!ة ال!!تي أث!!ير فيه!!ا عمال بمب!!دأ الفص!!ل بين الس!!لطات وال!!ذي مف!!اده أن
السلطة المخولة بالتشريع هي المخولة إللغائه.
دخ ! !!ول الدس ! !!تور ك ! !!ل من رئيس المجلس الش ! !!عبي الوط ! !!ني! ورئيس مجلس األم ! !!ة ح ! !!ق إخط ! !!ار
المجلس الدستوري حول مدى دستورية القانون ،كما يكون لرئيس الجمهورية حق عرض تشريع ع!!ادي
على المجلس الدستوري ألخ!ذ رأي!!ه في م!دى دس!!توريته قب!ل إص!!داره حس!ب الم!ادة 126من الدس!!تور! أو
أخ!!ذ رأي المجلس الدس!!توري في ق!!انون ع!!ادي دخ!!ل ح!!يز النف!!اذ حس!!ب الم!!ادة 165من دس!!تور! 1996
التي تقضي بأن«:يفصل المجلس الدستوري ...في دستورية ...الق!!وانين إم!!ا ب!!رأي قب!!ل أن تص!!بح واجب!!ة
التنفيذ ،أو بقرار في الحالة المعاكسة».
يفق!!د الق!!انون ال!!ذي ص!!رح المجلس الدس!!توري! بع!!دم مطابقت!!ه للدس!!تور أث!!ره من ي!!وم ص!!دور! ق!!رار
المجلس.
من المعل!!!وم! أن الق!!!وانين في الجزائ!!!ر يب!!!دأ س!!!ريانها من الي !!وم الث !!اني من وص !!ولها إلى ال!!!دائرة،
وختم الدائرة دليل على ذلك.
وم!!!ا دامت الق!!!وانين مس!!!ايرة لتط!!!ور المجتم!!!ع فاألكي!!!د أنه !!ا تتغ !!ير بتغ !!ير األوض !!اع االجتماعي!!!ة
والسياس !!ية واالقتص !!ادية ،ونقص !!د بتغ !!ير! الق !!وانين إلغائه !!ا ،أو إلغ !!اء بعض قواع !!دها أو اس !!تبدالها بقواع !!د
أخرى ،عن طريق السلطة المخولة دستوريا.
يقصد بإلغاء التشريع وقف العمل وتجريده من قوته الملزمة وإ نهاء العمل به وعدم ترتيب آث!!اره
ويمتن!!ع على القاض!!ي الحكم بمقتض!!اه ويحص!ل! اإللغ!!اء إم!!ا باس!!تبدال! ق!!انون جدي!!د بالق!!انون الق!!ديم ،كم!!ا ق!!د
يكون ذلك باالستغناء عنه نهائيا دون استبداله بقانون آخر.
ويقتص!ر! إلغ!!اء الق!!انون على آث!!اره المس!!تقبلية بمع!!نى األث!!ر الف!!وري فال يرج!!ع للماض!!ي بمع!!نى ال
نطبق مبدأ عدم رجعية القوانين.
والقاع!!دة أن الس!!لطة ال!!تي تمل!!ك إلغ!!اء القاع!!دة القانوني!!ة هي ال!!تي تمل!!ك إنش!!اءها أو س!!لطة أعلى
منها ،وقد نصت المادة 02الفقرة األولى من القانون المدني الجزائري! على أنه«:ال يجوز إلغاء الق!!انون
إال بقانون الحق ينص صراحة على هذا اإللغاء».
وعلي!!ه يمكن للدس!!تور! أن يلغي الق!!انون أو الالئح!!ة ألن!!ه الق!!انون األعلى واألس!!مى! ولكن ال يج!!وز!
لالئحة أو القانون إلغاء نص دس!توري ،ألن التش!ريعات ليس!ت من ن!!وع واح!!د وإ نم!ا هي مندرج!ة بحس!!ب
قوتها.
يأخذ إلغاء التشريع من حيث الطريقة التي يتم بها ص!ورتين :اإللغ!اء الص!ريح واإللغ!!اء الض!!مني
وذلك على النحو اآلتي:
ويقص!!د ب!!ه ص!!دور تش!!ريع جدي!!د ينص ص!!راحة على إلغ!!اء التش!!ريع الس!!ابق ويأخ!!ذ أح!!د الش!!كلين
وهما ،اإللغاء المجرد ،واإللغاء المصحوب بإصدار تشريع جديد.
-1اإللغ<<اء المج<<رد :ويقص !!د ب !!ه ت !!دخل المش !!رع بإلغ !!اء ك !!ل أو بعض من تش !!ريع ق !!ائم دون أن يص !!در
تشريعا! يحل محله.
ويأخذ! حكم اإللغاء المجرد الحالة التي يصدر! فيها التشريع! لمواجهة حالة مؤقتة فينتهي! بنهايتها،
كالعمل بهذا القانون مدة مؤقتة ( 05سنوات مثال) حيث يعتبر القانون ملغى بعد مرور! 5سنوات.
فيجمع الفقهاء على أن إلغاء التشريع مرهون بزوال الحالة المؤقتة ال!تي اقتض!ته أو وق!وع! األم!ر
المعين دون حاجة إلى صدور تشريع جديد باإللغاء ،انتهاء التشريع بزوال سبب وجوده.
-2اإللغ<اء المص<حوب بإص<دار تش<ريع جدي<د :ويك!!ون بص!!دور! تش!!ريع جدي!!د ينص ص!!راحة على إلغ!!اء
التشريع القديم أو على عبارة "يستبدل"! أو ينص على عبارة "إلغاء ما يخالفه من أحكام".
وذلك ح!تى يك!!ون التش!ريع الجدي!د الق!!وة الملزم!ة العلي!!ا في حكم النزاع!ات المتعلق!ة ب!ه كمثال نص
الم!!ادة 41في الق!!انون الم!!دني ال!!تي يتم إلغائه!!ا بم!!وجب الق!!انون الم!!دني الجدي!!د رقم 05/10الم!!ؤرخ في
20/06/2005وأصبحت المادة 125مكرر.
يقص!!د ب!!ه ص!!دور تش!!ريع جدي!!د يتع!!ارض تمام!!ا م!!ع تش!!ريع ق!!ديم ب!!الرغم أنهم!!ا ينظم!!ان المس!!ائل
ذاته!!ا فيس!!تحيل! التوفي !ق! بينهم!!ا بغ!!ير إلغ!!اء أح!!دهما ،وق!!د نص!!ت الم!!ادة 02في فقرته!ا! الثاني!!ة من الق!!انون
الم!!دني الجزائ!!ري«:اإللغ!!اء ق!!د يك!!ون ض!!منيا إذا تض!!من الق!!انون الجدي!!د نص!!ا يتع!!ارض م!!ع نص الق!!انون
الق!!ديم أو نظم من جدي!!د موض!!وعا س!!بق أن ق!!رر قواع!!ده ذل!!ك الق!!انون الق!!ديم» ،ويالح !ظ! من نص الم!!ادة
تضمنها! لحالتين:
الحالة األولى التعارض بين نص قانوني جديد ونص قديم :في هذه الحالة ينظم المشرع إح!!دى المس!!ائل
ال !!تي ينظمه !!ا تش !!ريع ق !!ائم ،فيك !!ون التع !!ارض بين النص !!وص التش !!ريعية القديم !!ة والنص !!وص! التش !!ريعية
الجديدة تعارضا! جزئيا ،وفي! هذه الحالة تثار أربعة فروض:
الفرضية األولى :النص التشريعي الجديد عام والنص التشريعي القديم عام
ففي ه! !!ذه الحال! !!ة ال تث! !!ور ص! !!عوبة ،ألن التع! !!ارض كلي! !!ا بين النص! !!ين ،فمباش! !!رة نطب! !!ق القاع! !!دة
القانونية الجديدة تلغي القاعدة القانونية القديمة.
مثال :إذا كان القانون القديم يبيح عمال ما ،والقانون الجديد يحرمه وبالت!!الي ف!إن ك!ل م!رتكب ل!!ذلك العم!ل
يصبح مجرما.
الفرضية الثانية :النص التشريعي الجديد عام والنص التشريعي القديم خاص
في ه !!ذه الحال !!ة ال تلغى القاع !!دة القانوني !!ة القديم !!ة تطبيق !!ا لقاع !!دة الع !!ام ال يقي !!د الخ !!اص ،فالقاع !!دة
القانوني!!ة القديم!!ة ال تلغى إال بقاع!!دة قانوني!!ة خاص!!ة ،ألن الحكم الخ!!اص ال يلغي ض!!منيا! إال بحكم خ!!اص
مثل!!!ه :إذا أن أص!!!ل القاع!!!دة "الخ!!!اص يقي!!!د الع!!!ام" ومف!!!اد ذل!!!ك أن يظ !!ل نص التش !!ريعي الس!!!ابق (الق!!!ديم)
الخاص قائما ونافذا! باعتباره استثناء من الحكم العام الذي ورد في النص التشريعي الجديد العام.
الفرضية الثالثة :النص التشريعي الجديد خاص والنص التشريعي القديم خاص
تطبق قاعدة الخاص تلغي الخاص ،بمعنى أن القاعدة القانونية الجدي!!دة تلغي وتح!!ل مح!!ل القاع!!دة
القانونية القديمة ،وذلك لعدم إمكانية الجمع في التطبيق! بين حكمين متعارضين.
الفرضية الرابعة :النص التشريعي الجديد خاص والنص التشريعي القديم عام
تطب!!ق قاع!!دة الخ!!اص يقي!!د الع!!ام ،بق!!در م!!ا يوج!!د بينهم!!ا من تع!!ارض ،وبي!!ان ذل!!ك أن المش!!رع إذا
أص!!در قاع!!دة قانوني!!ة جدي!!دة خاص!!ة تتع!!ارض م!!ع قاع!!دة قانوني!!ة قديم!!ة عام!!ة ،ك!!ان مقص!!وده من ذل!!ك أن
ينفذ كل من النصين في نطاقه ،فالنص الخاص يقيد مجال تطبيق النص العام.
الحالة الثانية اإللغاء عن طريق إعادة التنظيم :صدور! تشريع ينظم! من جديد نفس الموضوع! الذي كان
ينظم!!ه التش!!ريع الق!!ديم ،فيعت!!بر! التش!!ريع الالح!!ق ملغي!!ا للتش!!ريع الس!!ابق ،مث!!ال ذل!!ك الق!!انون رقم 91/10
المؤرخ في 27/04/1991المتعلق باألوقاف! الذي أعاد تنظيم! جميع المسائل الخاص!!ة ب!!الوقف! فق!!د ألغى
ضمنيا ما ورد في قانون األسرة من المواد 213إلى 220الخاصة بالوقف.
إذا ظ !!ل التش !!ريع ح !!برا على ورق ولم يس !!تعمل م !!دة طويل !!ة ولم يص !!در المش !!رع نص يلغي !!ه أو
يعدل منه ،فإن استعماله لمدة طويلة ينشئ نوعا من االعتقاد بعدم صالحيته لالستعمال ،فهل يمكن إلغ!!اء
التشريع بهذه الصورة؟
هناك من يرى أن عدم استعمال التشريع لم!!دة طويل!ة ينش!!ئ عرف!!ا بع!دم االس!تعمال فيلغي الع!!رف
التش! !!ريع ،ويمكن ال! !!رد على ذل! !!ك :أن التش! !!ريع ال يلغي أب! !!دا بع! !!دم اس! !!تعماله ،فمهم! !!ا ط! !!الت ف! !!ترة ع! !!دم
االس!!تعمال يبقى التش!!ريع ص!!الحا لالس!!تعمال والتط!!بيق! طالم!!ا لم ينص المش!!رع ص!!راحة على إلغائ!!ه وق!!د
نصت على ذلك المادة 02من القانون المدني بقولها«:أن القاعدة التشريعية ال تلغيه!ا إال قاع!!دة تش!!ريعية
أخ ! !!رى» فال يج ! !!وز! للع ! !!رف إلغ ! !!اء التش ! !!ريع ألن ! !!ه ال يلي ! !!ه أي الدرج ! !!ة الثالث ! !!ة ض ! !!من مص ! !!ادر الق ! !!انون
الجزائري.
يعت!!بر التش!!ريع المص!!در الرس!!مي األص!!لي ال!!ذي ترج!!ع إلي!!ه المح!!اكم في النظم الوض!!عية إال أن!!ه
بج!!انب ذل!!ك فق!!د ق!!درت معظم ال!!دول والجزائ!ر! من ض!!منها أن التش!!ريعات ق!!د تعج!!ز عن مواجه!!ة ك!!ل م!!ا
يستجد من أمور ق!د يس!تحدثها التط!ور المس!تمر بص!فة عام!ة ،فنص!ت من ثم على مص!ادر أخ!رى أوجبت
على المح !!اكم الرج !!وع إليه !!ا في ه !!ذه الحال !!ة كمص !!ادر! احتياطي !!ة وهي تنحص !!ر في الش !!ريعة اإلس !!المية،
العرف ،قواعد القانون الطبيعي وقواعد العدالة.
أوال :تعريفها
الش !!ريعة اإلس!!المية هي القواع!!د الديني!!ة بوج !!ه ع !!ام أي القواع!!د اإلالهي !!ة ال!!تي أبلغت للن!!اس عن
طريق! الرسول صلى اهلل عليه وسلم ،وتلك القواع!د الس!ماوية إم!ا أنه!ا تنظم عالق!ة الف!رد برب!ه أو عالقت!ه
بغيره من الناس ،لهذا يقال بأن القواعد الدينية أوسع من القواع!د القانوني!ة ألنه!!ا تنظم عالق!ة اإلنس!ان م!!ع
غ!!يره بخالف الش!!ريعة اإلس!!المية ال!!تي تنظم كم!!ا رأين!!ا عالق!!ة الف!!رد برب!!ه أو م!!ع غ!!يره من األف!!راد! داخ!!ل
المجتمع.
لق!!د اتف!!ق جمه!!ور! المس!!لمين على أربع!!ة مص!!ادر! لألحك!!ام الش!!رعية وهي :الق!!رآن الك!!ريم ،والس!!نة
النبوية الشريفة ،اإلجماع ،والقياس ،والدليل على ذلك حديث معاذ بن جبل رض!ي! اهلل عن!!ه ﴿:ال!!ذي بعث!!ه
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم قاضيا باإلسالم إلى اليمين ،فقال له الرسول صلى اهلل عليه وس!!لم :كي!!ف
تقض !!ي يامع!!اذ! إذا ع!!رض ل !!ك القض !!اء؟ ق !!ال :أقض!!ي بكت!!اب اهلل ،ق!!ال ،ف!!إن لم تج!!د في كت !!اب اهلل؟ ق !!ال:
فبسنة رسول! اهلل ص!لى اهلل علي!ه وس!لم ،ق!ال :ف!إن لم تج!د في س!نة رس!ول اهلل ص!لى اهلل علي!ه وس!لم؟ ق!ال
أجتهد برأيي! وال آلو ،أي ال أقصر في االجته!اد ،فض!رب رس!ول اهلل ص!لى اهلل علي!ه وس!لم على ص!دره،
وق!!ال :الحم!!د هلل ال!!ذي وف !ق! رس!!ول! رس!!ول اهلل ص!!لى اهلل علي!!ه وس!!لم لم!!ا يرض !ي! اهلل ورس!!وله ص!!لى اهلل
عليه وسلم﴾.
-1الق<<رآن الك<<ريم :وه!!!و كت!!!اب اهلل ،أن!!!زل على الن!!!بي ص!!!لى اهلل علي !!ه وس !!لم منحه !!ا على م!!!دى ثالث
وعش! !!رين س! !!نة ،فبعض اآلي! !!ات ص! !!رحت باألحك! !!ام مباش! !!رة وح! !!ددتها! تحدي! !!دا قاطع! !!ا ،كآي! !!ات العب! !!ادات
والمواريث وآيات تحريم الزنى والقذف والقت!ل بغ!ير ح!ق وبعض اآلي!!ات لم يعين الم!راد منه!!ا على وج!!ه
التحدي !!د فك !!انت مح !!ل االجته !!اد ،إذ لم يفص !!ل فيه !!ا وج !!اءت بص !!يغة اإلرش !!اد والتوجي !!ه كاآلي !!ات المتعلق !!ة
بالمعامالت المالية.
-2السنة الشريفة :وهي ما صدر من قول عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فتسمى! س!!نة قولي!!ة وق!!د
تكون فعلية وهي ما تستخلص من أفعال الرسول صلى اهلل عليه وسلم! وقد تكون السنة تقريريه وهي أن
يسكت الرسول صلى اهلل عليه وسلم! عن عمل أو قول وهو حاضر! أو غائب بعد علمه به.
-3اإلجماع :إن الحاجة الماسة إلى الحكم في القضايا الجديدة في عصر الصاحبة بعد وفاة الن!بي ص!لى
اهلل عليه وسلم أدت إلى نشأة فكرة اإلجماع عن طريق االجتهاد الجماعي.
واإلجماع! عند جمهور! الفقهاء هو اتفاق المجتهدين من أمة محمد صلى اهلل عليه وسلم بعد وفاته
في عصر من العصور على حكم شرعي.
-4القي<اس :ه!!و إلح!!اق أم!!ر غ!!ير منص!!وص على حكم!!ه الش!!رعي ب!!أمر منص!!وص على حكم!!ه ب!!النص
عليه في الكتاب والسنة الشتراكهما! في علة الحكم.
إن الش !!ريعة اإلس !!المية تع !!د مص !!درا رس !!ميا! للق !!انون الجزائ !!ري طبق !!ا للم !!ادة األولى من الق !!انون
الم!!دني الجزائ!!ري ،فعلى القاض!!ي إذا لم يج!!د حكم!!ا في التش!!ريع الرج!!وع إلى مب!!ادئ! الش!!ريعة اإلس!!المية
ويستخلصها من الكتاب والسنة واإلجماع والقياس.
وتع!!د الش!!ريعة اإلس!!المية أيض!!ا مص!!درا! مادي!!ا للق!!انون الجزائ!!ري ،والمقص!!ود ب!!ذلك أن المص!!در
الم!!ادي أو ج!!وهر بعض نص!!وص الق!!انون اس!!تمدها! المش!!رع من مب!!ادئ الش!!ريعة اإلس!!المية ،فيع!!د ق!!انون
األسرة مستمد من الشريعة اإلسالمية ،إذ طب!ق المش!رع الجزائ!ري! أحك!!ام الش!!ريعة اإلس!المية فيم!ا يتعل!ق
بالزواج والطالق والوالية والميراث والوصية والوقف!.
وتع!!د الش!!ريعة اإلس!!المية أيض!!ا مص!!درا! مادي!!ا لبعض نص!!وص الق!!انون الم!!دني حوال!!ة الح!!ق دون
حوالة الدين ،وكذلك استمد القانون المدني األحكام الخاصة بتصرفات! المريض مرض الموت.
هو مصدر! قانوني! وهو عبارة عن قواعد تفرضها السلطة التشريعية إال أنها ناتج!!ة عن ممارس!!ة
عامة وطويلة في المجتمع ،وللعرف مرك!زه وقوت!!ه في بعض المج!االت مث!!ل :مج!!ال التج!ارة حيث تس!!ود
أع!!راف متع!!ددة تحكم التعام!!ل التج!!اري! بن!!وع خ!!اص وفي الق!!انون ال!!دولي الع!!ام يعت!!بر الع!!رف المص!!در
األول كما يعتبر أحد مصادر القانون الدولي الخاص.
-1تعريفه :هو ما تعود علي!ه الن!اس واس!تقر في أذه!انهم من أحك!ام نش!أت عن تع!املهم المتك!رر بس!لوك!
معين ومتواتر! وفي مجال معين ،حتى ترتب في أذهانهم شعور بإلزاميتها.
والع!!رف ه!!و أق!!دم المص!!ادر القانوني!!ة ال!!تي عرفته!!ا البش!!رية ،فيع!!ود إلي!!ه الفض!!ل في تنظيم الكث!!ير
من العالق ! !!ات س ! !!واء االجتماعي ! !!ة أو المالي ! !!ة ،ونظ ! !!ر ألهميت ! !!ه فإن ! !!ه ورغم تط ! !!ور المع ! !!امالت في ش ! !!تى
المجاالت بتطور! الصناعة والزراعة وسبل المعيشة وظهور! قوانين وتشريعات تحكمه!!ا إال أن هن!!اك من
البلدان ما زال محافظا! على العرف وإ عطائه المكانة األولى في أحكامها كالبلدان األنجلوسكسونية.
أ -الركن المادي :وه!!و االعتي!اد على س!لوك معين م!!ع تك!!رار القي!!ام به!ذا الس!!لوك في مج!!ال من مج!االت
الحي!!اة االجتماعي!!ة ،بحيث تنش!!أ ع!!ادة يرس!!خ وينتش!!ر العم!!ل به!!ا وف!!ق مقتض!!ياتها! بين أف!!راد المجتم!!ع ،مم!!ا
يوحي بأنها المسلك الم!!ألوف في التعام!ل ،ح!تى تتك!!رس الع!!ادة في نف!!وس الن!اس نتيج!!ة لتك!!رار العم!!ل به!!ا
فتصبح ثابتة ومستقرة في ضمير الفردي والجماعي للمجتمع.
ويشترط في العادة التي يقوم عليها الركن المادي للعرف مايلي:
-1أن تكون العادة قديمة :ويقصد بالق!دم م!رور! ف!ترة زمني!ة معين!ة على نش!وئها! ت!دل على رس!وخها! في
نف!!وس الن!!اس واس!!تمرار! العم!!ل وفقه!!ا ،وال يش!!ترط! م!!دة مح!!ددة لتك!!وين الع!!رف وإ نم!!ا ه!!ذه الف!!ترة تختل!!ف
حسب الظروف! ومدى تكرار العمل بهذه العادة إذ يختلف ضابط القدم وفقا الختالف المعامالت.
-2أن تك<<ون عام<<ة :فيجب أن تك !!ون الع!!!ادة متبع!!!ة من مجم !!وع الن !!اس ،وال يقص !!د باإلجم!!!اع أن تتب!!!ع
الع!!ادة من ك!!ل األش!!خاص المتواج!!دين في مك!!ان معين ،ولكن فق!!ط أن ال تك!!ون متبع!!ة من ش!!خص معين
بذاته.
ف !!العرف ق !!د يخص منطق !!ة معين !!ة فيك !!ون عرف !!ا محلي !!ا ،كم !!ا ق !!د يخص طائف !!ة معين !!ة بص !!فاتها ال
بذواتها! كالتجار أو أصحاب حرفة معينة مثال.
-3أن تكون العادة ثابتة :ويقصد ب!!ذلك إط!راد (تواص!ل) س!!لوك الن!!اس على العم!ل به!ا بطريق!!ة منتظم!ة
بحيث يستقر العمل بها ،وأن قدم العادة وثباتها! أمران يساهمان في ترسيخ العرف واستقرار! أحكامه.
- 4أن تكون العادة غير مخالفة للنظام العام واآلداب العامة السائدة في المجتمع
ألن العرف الذي ينطوي على مخالفة النظام واآلداب العامة ال يش!!كل قاع!!دة قانوني!!ة ألن غ!!رض
الق!!انون ه!!و حماي!!ة النظ!!ام واآلداب العام!!ة ،مثال :االعتي!!اد على الث!!أر والرب!!ا ال يعت!!بر عرف!!ا ألنه!!ا مخالف!!ة
للنظام العام واآلداب العام بالرغم من توافر! الشروط األخرى.
ب -الركن المعنوي :لكي يتكون العرف ال ب!د من ش!!عور الن!اس بض!رورة اح!!ترام مقتض!!ياته ك!احترامهم
للقواعد التش!ريعية ،وقب!!ل أن يرس!!خ في أذه!ان الن!اس ه!!ذا االعتق!اد بإلزامي!!ة قاع!دة معين!ة فإنه!ا تبقى ع!ادة
وال ترقى! لمرتبة العرف ،فالركن المعنوي! هو الذي يميز العادة عن العرف.
-1التفرق<<ة :يتف!!ق الع!!رف م!!ع الع!!ادة االتفاقي!!ة في كونه!!ا م!!ع نت!!اج المع!!امالت ،ومص!!درها! غ!!ير معل!!وم
يقينا ،فكالهما درج عليه العمل بإطراد ،وهذا من حيث أوجه االتفاق أما من حيث أوجه اختالفهما :ففي
حين يع!!د الع!!رف قانون!!ا يطبق!!ه القاض!!ي من تلق!!اء نفس!!ه إلف!!تراض علم!!ه ب!!ه ،نج!!د أن الع!!ادة االتفاقي!!ة هي
مج !!رد اعتي !!اد يفتق !!ر إلى اإلل !!زام بغ !!ير س !!ند اتف !!اقي ،فمص !!در! ال !!تزام األط !!راف! ب !!العرف ه !!و ت !!وافره على
ركنين مادي (وهو االعتياد) ومعنوي) وهو الشعور باإللزام) ،أما الع!!ادة االتفاقي!!ة فهي ع!رف مج!!رد من
الركن المعنوي.
أ -بما أن العرف ينشأ القاع!دة القانوني!!ة فإن!ه يف!ترض العلم ب!ه من ط!رف! األش!!خاص مع!رفتهم! بالتش!!ريع،
بينما العادة ال يفترض العلم بها باعتبارها واقعة مادية ،فعلى من يتمسك بوجود عادة ما إثباتها.
ب -إن تط!!بيق الع!!ادة مره!!ون ب!!إرادة األط!!راف أن ش!!اءوا اتفق!!وا عليه!!ا وإ ن ش!!اءوا نب!!ذوها على خالف
العرف الذي يطبق بوصفه قاعدة قانونية مفروضة على اإلرادات الفردية.
ج -إن القاض!!ي مل!!زم بتط!!بيق الع!!رف من تلق!!اء نفس!!ه في حال!!ة ع!!دم وج!!ود نص تش!!ريعي ،ول!!و لم يطلب
إليه األفراد ذلك ،أما العادة االتفاقية فال يلتزم القاضي بها إال إذا اتفق األطراف ص!راحة أو ض!!منيا
على إعمالها وتمسكوا! بذلك.
د -إن تط !!بيق! القاض !!ي للع !!رف يخض !!ع لرقاب !!ة المحكم !!ة العلي !!ا باعتب !!اره مس !!ألة قانوني !!ة خاض !!عة لرقاب !!ة
المحكم!!ة العلي!!ا ،بينم!!ا تط!!بيق! الع!!ادة ال يخض!!ع لرقاب!!ة المحكم!!ة العلي!!ا العتباره!!ا مس!!ألة واق!!ع نخض!!ع
للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع.
لقد نص عليه المشرع صراحة في المادة األولى من القانون المدني الجزائري !،لهذا العرف ق!!وة
ذاتية متمثلة في حالة وجود قصور! في التشريع من نقص أو إبهام مقصود أو غ!!ير مقص!!ود من المش!!رع
وذل!!ك بوض!!عه مص!!درا! تكميلي!!ا مرن!!ا يس!!د جانب!!ا من نقص التش!!ريع وذل!!ك ألن!!ه يس!!اير التط!!ور ال!!دائم في
نط !!اق الرواب !!ط االجتماعي !!ة والمالح! !ظ! أن األع !!راف المكمل !!ة توج! !د! في مختل !!ف ف !!روع الق !!انون باس !!تثناء
الق!!انون الجن!!ائي فال يع!!د الع!!رف مص!!درا لقواع!!ده إذ تنص الم!!ادة األولى من ق!!انون العقوب!!ات على أن!!ه«:
ال جريمة وال عقوبة وال تدبير احترازي! إال بنص في القانون»
ومن تطبيق !!ات ه !!ذا الع !!رف في التش !!ريع م !!ايلي :احتف !!اظ الم !!رأة بلقبه !!ا الع !!ائلي بع !!د ال !!زواج إلى
جانب لقب زوجها.
ويعد القانون التج!اري! المي!دان الخص!ب للقواع!د العرفي!ة نظ!را لتنوعه!ا وتطوره!ا! المس!تمرة ومن
ذلك ما ج!رى علي!ه الع!رف التج!اري! في تض!امن الم!دنيين ل!دين واح!د ،فيس!تطيع ال!دائن الرج!وع على أي
منهم ومطالبته بالوفاء بالدين.
ويالح! ! !!ظ أن بعض النص! ! !!وص القانوني! ! !!ة تحي! ! !!ل إلى الق! ! !!انون الدس! ! !!توري! فيعت! ! !!بر من األع! ! !!راف
الدستورية إعطاء تفويض للسلطة التنفيذية لسن تشريعات معينة إذا تطلبت السرعة والسرية في ذلك.
أم!!ا الق!!انون ال!!دولي الخ!!اص فيالح!!ظ أن معظم قواع!!ده نش!!أت عرفي!!ة كقاع!!دة إخض!!اع ش!!كل العق!!د
إلى قانون البلد الذي أبرم فيه وقاعدة خضوع الميراث في المنقول لقانون موطن المتوفي.
ويقصد به العرف ال!!ذي يلج!أ إلي!ه القاض!ي بن!اء على دع!وة ص!ريحة من المش!رع لض!بط ص!ياغة
نص ق !!انوني! معين لض !!مان س!!!المة تطبيق!!!ه ،فنج! !د! أن المش !!رع! نفس !!ه يتعم !!د ت !!رك مس !!ألة معين!!!ة للع!!!رف
المساعد وليس قصورا أو إهماال كما حدث في العرف المكمل وذلك على النحو التالي:
وه !!و م !!ا يع !!رف ب!!العرف الب!!ديل عن التش!!ريع ويق!!وم! عن!!ه م !!ا يحي !!ل النص الق!!انوني! إلى الع!!رف
فيعطيه أولوية في التطبيق مثال :نفقات التسليم تكون على البائع ما لم ينص االتفاق أو العرف بغير ذلك
أو مثال طبق!!ا للم!!ادة 34من الق!!انون التج!!اري الجزائ!!ري! بقوله!!ا «:ال يج!!وز فس!!خ الوكال!!ة بالعمول!!ة غ!!ير
المحددة بمدة إال بعد إعذار مسبق ومطلق! لألعراف الجاري العمل بها».
ب -العرف المساعد في تفسير اللفظ :وهو العرف الذي يحيل إليه المشرع لتفسير إرادة المتعاقدين.
ومثال ذلك المادة 111الفقرة 02من القانون المدني الجزائري«:أما إذا كان هناك مج!ل لتأوي!ل
العقد ،فيجب البحث عن نية المتعاقدين دون الوقوف على المعني الحرفي! لأللفاظ...وفقا للعرف الجاري
في المعامالت».
-3العرف المخالف للتشريع :ويقص!د! ب!!ذلك الع!!رف ال!!ذي يتع!!ارض م!!ع نص تش!!ريعي ،وه!!ذا الع!!رف ال
غي!!ا تطبيق!!ا لقاع!!دة ت!!درج التش!!ريعات ال!!تي تع!!ود إلى إعم!!ال قاع!!دة الالح!!ق يلغي الس!!ابق م!!ا دامت أق!!وى
منها في الدرجة.
أ -عدم وجود مخالفة العرف للقواعد اآلمرة :األص!!ل ه!!و أن الع!!رف ال يمكن!!ه مخالف!!ة قاع!!دة آم!!رة من
نصوص التشريع ،إال أنه استثناءا يرى بعض الفقهاء إلى ج!!واز إلغ!!اء الع!!رف التج!!اري لقاع!!دة آم!!رة من
الق!!انون الم!!دني باعتب!!ار أن الع!!رف التج!!اري القاض!!ي ب!!افتراض التض!!امن بين الم!!دنيين يلغي قاع!!دة آم!!رة
من القانون المدني التي تقضي بأنه ال تضامن بين المدنيين إال باتفاق صريح أو نص في القانون.
ب -ج<<واز مخالف<<ة الع<<رف للقاع<<دة التش<<ريعية المكملة :عن!!دما يتع!!ارض الع!!رف م!!ع نص!!وص التش!!ريع
المكمل !!ة إلرادة األط !!راف! المتعاق !!دة ف !!إن المش !!رع جع !!ل للع !!رف الق !!درة على مخالف !!ة القواع !!د المكمل !!ة إذ
يجوز! لألفراد االتفاق على مخالفتها.
وتج!!در اإلش!ارة إلى أن!ه ال يجب أن يفهم من أعم!!ال الع!!رف بالنس!!بة للقواع!د المكمل!ة دون إش!!ارة
المش!!رع إلى ذل!!ك ،يع!!ني إلغ!!اء الع!!رف للتش!!ريع ولكن تط!!بيق! الع!!رف في ه!!ذا المج!!ال م!!ا ه!!و إال تط!!بيق
إلرادة المتعاقدين الفعلية المستخلصة ضمنيا وفقا لطبيعة المعامالت.
نس!!تنتج من نص الم!!ادة األولى من الق!!انون الم!!دني الجزائ!!ري أن أعم!!ال القاض!!ي لمب!!ادئ الق!!انون
الطبيعي! وقواعد العدالة مرهون بعدم وجود! نص في القانون أو مبادئ الشريعة اإلسالمية أو العرف.
ومفاد وضع هذين المصدرين في ذيل قائمة المصادر الرسمية هو منع القاضي من اللجوء إليه!!ا
إال بع!!د اس!!تنفاذ المص!!ادر! ال!!تي تس!!بقها ف!!إذا وج!!د نص!!ا قانوني!!ا !،أو مب!!دأ من مب!!ادئ الش!!ريعة اإلس!!المية أو
عرفا امتنع عليه اللجوء إلى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد! العدالة.
وعلي!!ه فالمش!!رع بمقتض!!ى الم!!ادة األولى من الق!!انون الم!!دني أح!!ال القاض!!ي على مب!!ادئ الق!!انون
الطبيعي! وقواعد العدالة الستكمالها! واستنباط! قاعدة يطبقها على النراع نظ!را ألن القاض!ي مل!زم بإص!دار
حكما في كل نزاع يعرض عليه.
فالقانون الطبيعي هو مجموعة المبادئ العليا التي يسلم العقل اإلنس!!اني الس!!ليم بض!!رورتها لتنظيم
العالقات بين األفراد في أي مجتمع إنساني.
-أم!!ا العدال!!ة تع!!ني ض!!رورة التس!!وية في الحكم على الح!!االت المتس!!اوية والعدال!!ة تقض!!ي األخ!!ذ ب!!أقرب
الحل!!ول لموض!!وع واح!!د وعن!!د الحكم على حال!!ة معين يجب أن ت!!راعي جمي!!ع الظ!!روف الشخص!!ية ال!!تي
أدت إلى وجود هذه الحالة.
فالعدالة بهذا المفهوم هي المساواة في الحكم على العالقات فيما بين األف!!راد كلم!!ا ك!انت ظ!روفهم!
واحدة مع االعتداد دائما بالجانب اإلنساني ،وكذلك بالظروف! الشخصية التي تحيط بالفرد في كل حالة.
من ه !!ذين التع !!ريفين نت !!بين أن مفه !!وم الق !!انون الط !!بيعي! ومفه !!وم العدال !!ة واح !!د وال ف !!رق بينهم !!ا
ولذلك فإن قواعد القانون الطبيعي وقواعد العدالة هما شيء واحد ولهذا يستعمل التعبيرات كم!!ترادفين ال
فرق! بينهما.
وبعب!!ارة أخ!!رى فالق!!انون الط!بيعي! متص!!ل بالك!ائن البش!!ري إذ يأخ!ذ بعين االعتب!ار طبيع!ة اإلنس!ان
وغايت!!ه في الع!!الم وأمثل!!ة عن!!ه :العدال!!ة ،النزاه!!ة ،اح!!ترام الوع!!د ،الحاج!!ة إلى األمن واالس!!تقرار ،حماي!!ة
الضعيف ،محبة الغير ،التصديق على المحتاج.
وخالصة القول أن قواعد القانون الط!!بيعي والعدال!!ة ال يلج!!أ القاض!!ي إليه!!ا إال إذا استعص!ى! علي!ه
تطبيق! نص تشريعي !،ولم يجد حكما لموضوع النزاع في المصادر! األخرى.
تطبيق! !!ا لنص الم! !!ادة األولى من الق! !!انون الم! !!دني تعت! !!بر مص! !!ادر! الق! !!انون هي التش! !!ريع ومب! !!ادئ!
الشريعة اإلسالمية والعرف! ومبادئ! القانون الطبيعي وقواعد! العدالة ومعنى! ذلك أن آراء الفقهاء وأحكام!
القضاء ليست مصادر للقانون ،ولكن ذلك ال يمنع من اعتبارهما مصدرين تفسيريين للقانون.
أم !!ا الفق !!ه ه !!و م !!ا يص !!در عن الفقه !!اء من آراء باعتب !!ارهم علم !!اء في م !!ادة الق !!انون يستعرض !!ون
نصوص بالشرح والتفسير في مؤلفاتهم أو بإبداء الفتاوى المتعلق!ة بتفس!!ير المب!!ادئ والقواع!!د القانوني!ة من
الناحية النظرية.
أم!!ا المقص!!ود بأحك!!ام القض!!اء فه!!و م!!ا يص!!در عن المح!!اكم على اختالف درج!!اتهم من أحك!!ام في
الدعاوى التي تعرض عليها ،وأحكام القضاء ليس!ت إال تفس!يرا للق!!انون من الناحي!ة العملي!ة أي التطبيقي!!ة،
ويأخذ! القضاء بالتفسير النظري لكي يطبقه عمليا.
فأحكام! المحكم!ة العلي!ا للقض!اء هي ملزم!ة للمج!الس القض!ائية والمح!اكم ،كم!ا أن أحك!ام المج!الس
القضائية ملزمة للمحاكم ،حيث تعتبر تفسيرا للقانون وعرفا قضائيا!.