You are on page 1of 116

‫اإلجازة األساسية‬ ‫جامعة محمد األول‬

‫مسلك القانون باللغة العربية‬


‫السداسي الثاني‬ ‫كلية العلوم القانونية‬
‫االقتصادية و االجتماعية‬
‫وجدة‬

‫محاضرات حول‬

‫النظرية العامة للقانون الدستوري‬

‫إعداد ׃ د‪ .‬يمينة هكو‬

‫السنة الجامعية ׃ ‪2020-2019‬‬


‫تقديم عام‬
‫ينقسم القانون العام إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -‬القانون العام الداخلي ثم القانون العام الخارجي‪.‬‬
‫ما يهمنا في هذه المادة هو القانون العام الدداخلي االدذ ينقسدم‬
‫إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون الدستور ‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون اإلدار ‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم المالية العامة‪.‬‬
‫االذ يعنينا في هذا التقسيم كذلك هو القانون الدستور ‪.‬‬
‫فماذا نقصد إذن بالقانون الدستور ؟‬
‫المددداذا دراسدددة القدددانون الدسدددتور االنظريدددة العامدددة لهددددذا‬
‫القانون؟‬
‫تعتبددددر دراسددددة المبددددادن العامددددة االنظريددددة العامددددة للقددددانون‬
‫الدستور ضرارية لفهم طبيعة النظام السياسي ألية دالة‪:‬‬
‫‪ -‬مكونات الدالة اظائف الدالة‪...‬‬
‫‪ -‬أساليب نشأة الدساتير تعديلها اإنهائها أنواعها ثم بعدد ذلدك‬
‫نعرج على اسائل إسناد السلطة‪.‬‬
‫ظهر اصدطح القدانون الدسدتور ألار مدرة فدي فرنسدا سدنة‬
‫‪ 1834‬عندددما قددرر وجيدد ا ‪Guizot‬و ازيددر التعلدديم فددي عهددد الملددك‬
‫ولدوي فليددبو تددري مددادة القدانون الدسددتور كمدادة مسددت دثة فددي‬
‫كلية ال قوق بجامعة باري اقد كان الهدف من اراء‬

‫ذلددك هددو أددر ألكددام الوثيقددة الدسددتورية لكسددب تأييددد الشددعب‬


‫الفرنسي لل كم الملكي الجديد‪.1‬‬
‫‪- 1‬مع أن هن اك اتجاه يذهب إلى أن الجامعات اإليطالية أسبق في جامعات فرنسا في هذا المجال‪ ،‬حيث بثتأت تراسثة‬
‫ماتة القانون التستوري بها منذ أواخر القرن ‪ ، 18‬كما أن أول أستاذ للمثاتة فثي جامعثة بثارين كثان إيطثالي ا ثل‪،‬‬
‫وهو ا ستاذ ‪ Pelligrino Rossi‬المتخرج من جامعة ‪ Pologne‬اإليطالية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫غيدر أن هدذا المصدطلا والقددانون الدسدتور و لدم يسدتقر بصددفة‬
‫نهائية لينها ليث تدم إلاداء كرسدي القدانون الدسدتور عدام ‪1852‬‬
‫ااسددتبدالب بكرسددي القددانون العددام ليددث أدمجددد فيددب مددادتي القددانون‬
‫الدستور ااإلدار ليعود مرة أخدر هدذا المصدطلا إلدى الظهدور‬
‫ايستقر بشكل نهائي كمادة أساسية في اقد اللق‪.1‬‬
‫افددي الماددرن فددرن عبددارة الدسددتور اسددتعملد منددذ سددنة ‪1908‬‬
‫بمناسبة ظهور مشراع الدستور الماربدي الدذ نشدرتب جريددة لسدان‬
‫المارن بطنجة‪.2‬‬
‫إلى عهد قريب كاند مادة القانون الدستور تهتم فقد بدراسدة‬
‫أأكار ال كم اأنظمة الددار مدن خدحر دسداتيرها غيدر أندب فيمدا بعدد‬
‫اتسددم مجددار هددذه المددادة لتشددمل م سسددات أخددر لهددا عحقددة بالنظددام‬
‫السياسي ااالجتماعي ااالقتصاد مثدل األلد ان السياسدية الدرأ‬
‫العددام جماعددات الضددا النقابددات‪ ...‬ابمددا أن الدالددة تعددد مددن أبددرز‬
‫مواضيم القانون الدسدتور األنهدا تنطدو علدى مواضديم متعدددة‬
‫سنتناالها كأار م ور في هذه المادة‪.‬‬

‫انظر في هذا المعنى‪ :‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬النظم السياسية والقانون التستوري‪ ،‬التار الجامعية للطباعة والنشر‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1992 ،‬ص‪.377 :‬‬

‫‪ - 2‬للمزيت من التف يل انظر‪ :‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬نفن المرجع‪ ،‬ص‪378 :‬‬
‫‪-‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬القانون التستوري‪ ،‬التار الجامعية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1983 ،‬ص‪.11:‬‬
‫‪ -3‬مليكة ال روخ‪ :‬القانون التستوري‪ ،‬مطبعة النجاح الجتيتة‪ ،‬التار البيضاء‪ ،1998 ،‬ص‪.8 :‬‬

‫‪2‬‬
3
‫المحور األول‪ :‬الدولة‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مكونات الدولة‬
‫المطلب األول‪ :‬توطئة عامة عن‬
‫الدولة‬
‫من الصدعب إيجداد تعريدف مولدد امباأدر للدالدة ذلدك الكيدان‬
‫الذ يدر على‪ :‬ااقم معين يضم لاكما اأعبا اإقليما امجموعدة مدن‬
‫المرافق االم سسات‪.‬‬
‫إنهددا منظومددة متناسددقة مكونددة مددن عدددة عناصددر تكمددل إلددداها‬
‫األخددر اعمومددا ك كلمددة و دالددةو فددي األسدداال هددي كلمددة التينيددة‬
‫اتعنددي ال الددة المسددتقرة ابعددد ذلددك بدددأت هددذه الكلمددة تأخددذ معناه دا‬
‫السياسي ليث اهدتم الدارسدون االبدالثون مندذ القددم بظداهرة الدالدة‬
‫اهكذا نجد‪:‬‬
‫‪ -1‬الفكددر السياسددي اإلغريقددي‪ :‬اعلددى رأسددب و أفحطددونو و‬
‫سقراطو و أرسطوو يهتم بالدالة المثالية اكيفية الوصور إليها‪.‬‬
‫‪ -2‬الفكدر المسدي ي‪ :‬القدددي وأاكسدتين ‪Augustine‬و أثدار بشددكل‬
‫هام جدا إأكالية العحقة بين الدالة االدين‪.‬‬
‫‪ -3‬الفكددر اإلسددحمي‪ :‬ي خددر بمجموعددة مددن المفكددرين الددرااد‬
‫الددددذين ب ثددددوا فددددي الدالددددة ااإلأددددكاليات المرتبطددددة بهددددا‪ :‬الشددددرعية‬
‫االخحفة‪...‬اعلى رأسهم والفارابيو و ابدن سديناو و ابدن خلددانو‬
‫في العصر ال الي‪ :‬و عابد الجابر و و عبد هللا العرا و‪...‬‬
‫المعدددراف أن المجتمدددم العربدددي قبدددل مجددديء اإلسدددحم كدددان‬
‫مجتمعا ك متخلفا ك من زاايا عدة أبرزها‪:‬‬
‫‪ -‬انتشددار المفدداهيم الخاطنددة عددن الدددين االعقيدددة ليددث سدديادة‬
‫عبددادة األصددنام ااألاثدددان االشددم االندددار اأأددياء عددددة مددن ذلدددك‬
‫القبيل‪.‬‬
‫‪ -‬الرق االعبودية‪.‬‬
‫‪ -‬اأد البنات‬

‫‪5‬‬
‫إلدى غيدر ذلدك مدن العدادات ااألعدراف التدي كاندد تصدبذ ذلدك‬
‫المجتمم بصباة الهمجية االولشية في جوانب كثيرة منب‪.‬‬
‫اإذا كان المجتمم العربي آنذاك يجمم بين أفراده مجموعدة مدن‬
‫العوامل كاللاة االتاريخ االمنطقة اكلها مقومات من أأنها أن تددفم‬
‫إلددى قيددام دالددة إال أن م دا كددان ينقصددها هددو األهددم‪ :‬رابطددة الشددعور‬
‫المشددترك بالتضددامن اهددي الرابطددة التددي أتددى به دا اإلسددحم فددي أبهددى‬
‫لللها طبعاك‪.‬‬
‫ليشكل فيما بعدد ذلدك التضدامن االدتحلم الدذ جداء بدب اإلسدحم‬
‫نقطة البداية لتأسي الدالة أا األمة اإلسدحمية امدن ثدم كدان القدرآن‬
‫الكددريم عبددر آياتددب اسددوره المتتاليددة يعمددل علددى اضددم أسد التنظدديم‬
‫القانوني للدالة اإلسحمية‪.‬‬
‫اإذا كاند النظريات الفرنسدية ااإلنجلي يدة فدي تعريفهدا للدالدة‬
‫رك د ت اقامددد علددى أسدداال القددوة االتالددب اال ددق اإللهددي امددا إلددى‬
‫ذلك فرن الدالة اإلسحمية قامد على أفكار ماايرة من ذلك مثحك‪:‬‬
‫أن الرسددور م مددد صددلى هللا عليددب اسددلم لددم يكددن يطلددق علددى‬
‫نفسب و لاكماو بل كان يقور لص ابتب ‪ :‬و إنما أندا عبدد هللا ارسدولب‬
‫فقولوا عبد هللا ارسولبو‪.‬‬
‫افي عهد الخلفاء األالين‪ :‬أبو بكر الصديق (ض) كدان يدرف‬
‫لقب و خليفة هللاو اكدان يدأمر النداال بمناداتدب خليفدة رسدور هللا أمدا‬
‫عمر بن الخطان (ض) فلصعوبة نطدق و خليفدة خليفدة رسدور هللاو‬
‫لقددب بددأ و أميددر الم د منينو اكانددد تلددك أار مددرة يظهددر فيهددا هددذا‬
‫اللقدددب كمدددا اعتبدددر هدددذا الخليفدددة أار مدددن أعلدددن ميثددداق ال ريدددات‬
‫ااعتبرها لقا ك طبيعيا ك يولدد مدم اإلنسدان ليدث قدار‪ :‬و متدى اسدتعبدتم‬
‫الناال اقد الدتهم أمهاتهم ألراراكو‪.‬‬
‫إضدددافة إلدددى الفكدددر ال دددديث الدددذ تنددداار موضدددوع الدالدددة‬
‫انطحقا مدن مجموعدة مدن الم دددات الفكريدة الهامدة مدن قبيدل النشدأة‬
‫االسدديادة االسددلطة‪ ...‬يمكددن أن ندددرج فددي هددذه الخانددة مجموعددة مددن‬
‫األسماء على غرار وجون جاك راسوو وجون لوكو‪...‬‬

‫‪6‬‬
‫تبقددى الدالددة إذن ذلددك اإلطددار الددذ يمددارال فيددب ال كددم اتلددك‬
‫الظاهرة السياسية التي تنبني على مجموعة من العناصر‪.‬‬
‫كما اعتبرها البالثون السياسيون و م سسدة الم سسداتو أ‬
‫وأم الم سساتو لكن لكدي تقدوم هدذه الم سسدة البدد لهدا مدن مقومدات‬
‫امكونات تقوم على أساسدها هدي مد يم مخدتل مدن األركدان يخدتل‬
‫فيددب االجتمدداعي بالقددانوني بالسياسددي لددذلك سددنعمل علددى تقسدديم هددذه‬
‫العناصددددر االمكونددددات إلددددى نددددوعين م ددددددين‪ :‬السوسدددديولوجي ثددددم‬
‫القانوني‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المكونات‬
‫السوسيولوجية للدولة‬

‫سنعمل على استخراجها من ألد التعاريف للدالة االذ يقور‬


‫بأن الدالة هي ‪ :‬و جماعة من الناال تعيش بصدورة دائمدة فدوق إقلديم‬
‫جارافي م دد اتخضم في تنظيمها لسلطة سياسية معينةو‪.1‬‬
‫انطحقا ك من هذا التعريف يمكن ال ديث عن ثحثدة عناصدر البدد‬
‫من اجودها لكي توجد الدالة اهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الشعب‪ -‬األمة‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلقليم‪.‬‬
‫‪ -3‬السلطة السياسية‪.‬‬
‫اسنعمل على ت ليل كل من هذه المكونات على لدة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشعب‬
‫لكي تقوم أية دالة من الدار كيفمدا كدان نوعهدا أا أدكلها البدد‬
‫بداية كأار ركن أا مقوم أساسدي تقدوم عليدب أن نكدون أمدام جماعدات‬
‫من األفراد بعدد معقور امنطقي اإذا كان هذا العدد غير م دد بدأ‬
‫من ال داد سواء الدنيا أا القصو فرنب ال يكفي كذلك أن نكون أمام‬
‫رقم ه يل جدا ك كمجموعة من العائحت فق مثحك‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬النظم السياسية والقانون التستوري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21 :‬‬

‫‪7‬‬
‫ابالتالي يكفي أن نكون أمام عدد معقدور غيدر م ددد كمدا سدبق‬
‫الذكر سو بالمنطق اهكذا نجد داال يكثدر فيهدا عددد األفدراد بشدكل‬
‫ضدخم كالصدين الهندد الواليدات المت ددة األمريكيدة‪ ..‬ادار أخددر‬
‫عددددد أفرادهدددا قليدددل بدددل اضدددنيل مقارندددة بتلدددك الددددار كمدددا هدددو فدددي‬
‫موريتانيا ليبيا إمارة موناكو‪...‬‬
‫مسددألة العدددد إذن ال تكددون دائمدا ك معيددار قددوة أا ضددعف الدالددة‬
‫فرذا كان قديما ك السكان يعددان بدافالف فقد فدرن المليدون أصدبا هدو‬
‫الولدة العددية لسكان الدالة في الوقد ال اضر‪.‬‬
‫سنتطرق إذن لمكون الشعب من أربعة زاايا‪.‬‬
‫‪ -1‬المفهوم االجتماعي للشعب‪:‬‬
‫يذهب في اتجاه اعتبار الشدعب كدل األفدراد الدذين يقيمدون فدوق‬
‫إقلدديم الدالددة اينتسددبون إليهددا ايتمتعددون بجنسدديتها سددواء أصددلية أا‬
‫مكتسددبة افدددي هدددذه ال الدددة يمكدددن أن نطلدددق علددديهم كدددذلك مصدددطلا‬
‫المواطنون أا رعايا الدالة‪.‬‬
‫‪ -2‬المفهوم السياسي للشعب‪:‬‬
‫يذهب في اتجاه اعتبار الشعب فق أالندك الدذين يتمتعدون ب دق‬
‫ممارسددة لقددوقهم السياسددية اعلددى األخددا لددق االنتخددان سددواء‬
‫بالترأدديا أا التصددويد ابددذلك يتطددابق مفهددوم الشددعب السياسددي مددم‬
‫جمهور النداخبين ابمفهدوم المخالفدة كدل مدن ال يملدك لدق ممارسدة‬
‫لقوقدددب السياسدددية فهدددو غيدددر مندددتم للشدددعب سياسددديا ك أ فدددي الجاندددب‬
‫السياسي ف سب‪.‬‬
‫ايختلددف نطدداق الشدددعب السياسددي ضدديقا ك ااتسددداعا تبعددا لمدددد‬
‫التمتم بال قوق السياسية إذ تتسم دائدرة الشدعب السياسدي بشدكل هدام‬
‫جدددا عنددد األخددذ بمبدددأ االقتددراع العددام الددذ ال يقيددد لددق االنتخددان إال‬
‫بشراط تنظيمية تتعلق بالجنسية أا السن أا االعتبار ‪.‬‬
‫بينما تضيف هذه الدائرة كثيرا ك عند تطبيق االقتراع المقيد الدذ‬
‫يضيف إلى الشراط التنظيمية السابقة أراطا تتعلق بضرارة تدوافر‬

‫‪8‬‬
‫قسد م دددد مددن المددار أا درجددة معيندة مددن التعلدديم أا االنتمدداء إلددى‬
‫طبقة معينة لتى يصبا من لق الفرد التمتم ب قوقب السياسية‪.1‬‬

‫‪ -3‬السكان‪:‬‬
‫ننتقل في نف اإلطار إلى مصطلا السكان الذ يعد أاسم مدن‬
‫مدلور الشعب بمفهومب االجتماعي االسياسدي ليدث يقصدد بالسدكان‬
‫و كل من يقيم فوق إقليم الدالة سواء كان متمتعا ك بجنسديتها أا أجنبيدا ك‬
‫ابالتدالي يتسدم مفهددوم السدكان ليشددمل كدل المقيمدين فددوق إقلديم الدالددة‬
‫با النظر عن انتماءات أا جنسيات أا لقوق سياسية‪..‬و‪.‬‬
‫‪ -4‬األمة‪:‬‬
‫هددي مجموعددة بشددرية مرتبطددة بددررادة العدديش المشددترك فددي‬
‫تضددامن فددوق إقلدديم معددين اتكددون راابطهددا ماديددة أا راليددة أا هم دا‬
‫معدا ك ايشددعر أفرادهددا بتميد هم فددي أمددتهم عددن األفددراد االمجموعددات‬
‫األخر ‪ .‬هذا التضامن بين أفراد المجموعات البشدرية عدرف تددرجا ك‬
‫في التطور ليث بدأ في العصور األالى مدم األسدرة القبيلدة اإلقلديم‬
‫ثم أخيرا ك األمة على الن و الذ هي عليب اليوم‪.‬‬
‫تتنددوع العوامددل إذن التددي تسدداهم فددي تكددوين انشددأة األمددة ليددث‬
‫تشدددمل اللادددة االددددين االتددداريخ المشدددترك االمصدددالا االقتصدددادية‬
‫االجن ااإلقليم إضافة إلى عوامل أخر كولددة المشداعر اافالم‬
‫االعادات االتقاليد االثقافة المشتركة االبينة‪...‬‬
‫اختلدددف الفقهددداء لدددور ت ديدددد العوامدددل المفضدددية إلدددى ت ويدددل‬
‫جماعدددة معيندددة إلدددى أمدددة اخدددتحف خلدددق علدددى الصدددعيد األارابدددي‬
‫نظريتين‪ :‬ألمانية ثم فرنسية‪:‬‬
‫‪ -1‬النظريددة األلمانيددة‪ :‬تندداد بولدددة اللاددة ااألصددل المشددترك‬
‫رابطة العنصر االعرق كمقومات عنصرية لقيام األمدة علدى أسداال‬
‫أن الجددن افر الددذ تتكددون منددب األمددة األلمانيددة يعددد أسددمى جددن‬
‫ثم في الصنف األخير الجدن‬ ‫اعنصر بشر بعده الجن األبي‬
‫الملون‪.‬‬
‫‪ - 1‬محسن خليل‪ :‬النظم السياسية والقانون التستوري‪ ،‬ط ‪ ،2‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكنترية‪ ،1971 ،‬ص‪.21 :‬‬

‫‪9‬‬
‫هي نظريدة غيدر علميدة تقدوم علدى أسد عنصدرية اسدتعمارية‬
‫بدأت تنقرض مباأرة بعدد القضداء علدى النازيدة مدم ال درن العالميدة‬
‫الثانية سنة ‪.1945‬‬
‫‪ -2‬النظرية الفرنسية‪ :‬تقدوم علدى أسد نفسدية أساسدها الرغبدة‬
‫فدددي العددديش المشدددترك االشدددعور القدددومي المشدددترك‪ :‬اللادددة الددددين‬
‫المصالا المشتركة ااإلدارة ال قة في العيش المشترك لذلك تسدمى‬
‫بنظرية اإلدارة أا المشينة‪.1‬‬
‫*أما مفهدوم األمدة فدي اإلسدحم فهدو أكثدر اتسداعا ك مدن العوامدل‬
‫السابقة ليث التضامن االدة العقيدة هو من لور الدالة اإلسدحمية‬
‫إلى أمة فالمسلمون على اختحف أجناسهم األوانهم الااتهم ابلدانهم‬
‫يشكلون األمة اإلسحمية الوالدة ليث أعداد المسلمين تتجدااز بكثيدر‬
‫لداد إقليم الدالة الوالدة‪.‬‬
‫نف د األمددر بالنسددبة لةمددة العربيددة التددي تشددكلد علددى أسدداال‬
‫الدددددرااب العربيدددددة الراليدددددة االقوميدددددة التدددددي تجمدددددم بدددددين هدددددذه‬
‫المجموعات العربية االمتفرقة بين دار عديدة‪.‬‬
‫امن ثم يكون مفهوم األمة أاسم بكثير مدن مددلور الدالدة التدي‬
‫يت دددد اجودهددا اقيامهددا فددي لددداد إقليميددة معينددة اهددذا ال يعنددي أن‬
‫األمددة ال يمكددن أن تقددوم داخددل الدالددة الوالدددة ذلددك أننددا نجددد أليان دا ك‬
‫سكان الدالة الوالدة تجمعهم عناصر عديدة تتجااز‪ :‬اللاة التداريخ‬
‫الدددين إلددى إرادة العدديش المشددترك الددذ يعتبددر عنصددرا ك فعدداالك ي دور‬
‫الدالة إلدى أمدب‪ .‬نشدير كدذلك إلدى إأدكالية مدن األسدبق‪ :‬هدل الدالدة أم‬
‫األمة؟ الفرضيتان قابلتان للقيام بنف الدرجة اذلك كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬قد تسبق األمة اجود الدالة لينما تنقسدم األمدة الوالددة إلدى‬
‫عدة دار‪ :‬األمة العربية مثحك انقسمد إلى دار عربية متعددة‪.‬‬
‫‪ -2‬اقدددد تسدددبق الدالدددة اجدددود األمدددة إذا تكوندددد الدالدددة مدددن‬
‫عناصدددر غيدددر متجانسدددة تنتمدددي إلدددى أمدددم متعدددددة ثدددم ات ددددت هدددذه‬
‫العناصر فيما بعد بفضل مقومات مشدتركة علدى الدرغم مدن انتسدابهم‬

‫‪1‬‬
‫‪- André Hauriou, Jean Gicquel, Patrice Gerard : Droit constitutionnel et institutions‬‬
‫‪politiques, 6éme éditions, Montchrestien, Paris, 1975, p: 96.‬‬

‫‪10‬‬
‫فددي األصددل إلددى أمددم متعددددة‪ :‬الواليددات المت دددة األمريكيددة‪ -‬سويسددرا‬
‫(أصور متعددة‪ :‬فرنسية‪ -‬ألمانية‪ -‬إيطالية‪.)...‬‬
‫كخحصة لجدلية الشعب‪ -‬األمة‪ :‬يمكن أن ندذهب إلدى أن الفدرق‬
‫بين هذين المكونين يكمن في أن الرابطة التي تجمدم بدين أفدراد األمدة‬
‫هي رابطة طبيعية معنوية تستند إلى عوامدل معيندة الكدن ال يترتدب‬
‫عليها أ أثر قانوني‪.‬‬
‫بينمدددا الربطدددة بدددين أفدددراد أدددعب الدالدددة فهدددي رابطدددة سياسدددية‬
‫قانونيددة تفددرض علدديهم الددوالء للدالددة االخضددوع لقانونهددا اتفددرض‬
‫على الدالة في المقابل لماية أراالهم اكافة لقوقهم التي يقرها لهدم‬
‫القانون‪.1‬‬
‫هذا عن أار مكون من مكونات الدالة‪.‬‬
‫لننتقل افن إلى ثانيها اهو ال يخلو أهمية من أالها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلقليم‬
‫لكي تقوم أية دالة البد لها مدن ليد مكداني معدين ام ددد تنشدأ‬
‫عليب ايستقر فوقب الشعب ليمارال فيب نشاطب بشكل دائم لتى يمكن‬
‫أن تتكون تلك الدالة ليث ال يمكن تصدور دالدة غيدر مسدتقرة فدوق‬
‫مكان ثابد معين هذا اإلطار المكاني يمثل النطداق البدر االب در‬
‫االجو عبر لداد مضبوطة تمارال السلطة في إطارها‪.‬‬
‫يمثل إقليم الدالة إذن مصدر قوتها امناعتها بما تنتجب أرضدب‬
‫مددن زراعددة امددا يسددتخرج مددن باطنهددا مددن ثددراات معدنيددة امددواد‬
‫أالية ثم ما ي خذ من أواطنب اب يراتب اأنهداره مدن ثدراات ب ريدة‬
‫امائية‪.2...‬‬
‫كمددا هددو الشددأن بالنسددبة للشددعب قددد يكددون اإلقلدديم متسددعا ك أاسددعا ك‬
‫يشدددمل مسدددالات ضدددخمة امتنوعدددة اقدددد تكدددون مسدددالتب صدددايرة‬
‫متواضددعة يضددب إقلدديم الدالددة برسددم لددداد معينددة لمعرفددة النقطددة‬
‫الجارافية التي تبتدن منها الدالة االمد الذ تنتهي إليب‪.‬‬

‫‪ - 1‬علي اتق أبو هيف‪ :‬القانون ا لتولي العام‪ ،‬ط السابعة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكنترية‪ ،1965 ،‬ص‪.123 :‬‬
‫‪ - 2‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬النظم السياسية والقانون التستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.27 :‬‬

‫‪11‬‬
‫لكددن هددذا األمددر ال يمدد‬ ‫اقددد ينفصددل إقلدديم الدالددة ب ددواج‬
‫تماسك اامتداد الدالة‪.‬‬
‫اكلما كاند لداد إقليم الدالدة م صدنة بمعدالم طبيعيدة راسدخة‬
‫كالب ار أا الجبار فرن هذا ي د إلى ال فداظ علدى سدحمة أراضديها‬
‫ضد الا ا األجنبي من جهة اي ور دان اقوع خحفات بينهدا ابدين‬
‫جيرانها على رسم هذه ال داد من جهة أخر ‪.‬‬
‫من الذ يضب ال داد؟‬
‫تعددود صددحلية رسددم اضددب ال ددداد بددين الدددار المتجدداارة‬
‫للمعاهدات الدالية ليث يقوم األخصائيون في علدم ت ديدد المسدالات‬
‫بضبطها بكل دقدة اعنايدة نظدرا ك لمدا يمكدن أن يسدفر عدن هدذا األمدر‬
‫من ن اعات قد تصل إلى لران هدذه الن اعدات الزالدد المنظمدات‬
‫الدالية تخصا لها لي ا ك كبيرا ك من أأاالها للفصل فيها‪.‬‬
‫ايت ددددد إقلددديم الدالدددة ب دددداد طبيعيدددة أا عدددن طريدددق لدددداد‬
‫صددددناعية فقددددد تكددددون هددددذه ال ددددداد جبدددداالك أا ب ددددارا ك أا أنهددددارا ك أا‬
‫ب يددرات أا غيرهددا مددن ال ددداد الطبيعيددة اقددد تكددون لددواج أا‬
‫أعمدددة أا أسددحك أددائكة أا خطددوط العددرض ا الطددور علددى مسددتو‬
‫الخرائ ‪.1‬‬
‫قد يكون اإلقليم غير كامل الت ديد من جميم الجهات كمدا كدان‬
‫الشأن إلى اقد قريدب بدين الواليدات المت ددة األمريكيدة اكنددا كاندد‬
‫غير م ددة امم ذلك فهذا األمر ال يسق ركن اإلقليم من الدالة‪.‬‬
‫عموم دا ك تبقددى مسددألة ال ددداد اضددب مجالهددا بدقددة مددن القضددايا‬
‫التي تشكل م ور ن اعدات اخحفدات بدين الددار خصوصدا ك ال ديثدة‬
‫العهد باالستقحر اذلك ألسبان استعمارية مقصودة‪.‬‬
‫يتضا من خدحر كدل مدا سدبق ذكدره أن إقلديم الدالدة ال يقتصدر‬
‫علددى اإلقلدديم أا المجددار األرضددي ف سددب بددل يمكددن النظددر إلقلدديم‬
‫الدالة من ثحث زاايا‪:‬‬
‫‪ -‬اإلقليم األرضي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقليم المالي‪.‬‬
‫اتق أبو هيف‪ :‬القانون التولي العام‪ ،..‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.381 :‬‬ ‫‪ - 1‬علي‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬اإلقليم الجو ‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلقليم األرضي‪:‬‬
‫يقصد بب المسالة األرضية التي تبس عليهدا الدالدة سدلطانها‬
‫أ سددطا األرض اهددو الج د ء اليدداب االددذ ال يتوقددف عنددد قشددرة‬
‫األرض السددط ية اإنمددا يمتددد إلددى بدداطن األرض لتددى عمددق يصددل‬
‫إلى مرك الكرة األرضية اما فوقب من مرتفعدات‪ :‬جبدار‪ -‬هضدان‪-‬‬
‫غابات اما في جوفب من معادن‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلقليم المائي‪:‬‬
‫يقصد بذلك الب ر اإلقليمي أ الج ء الساللي من ميداه الب در‬
‫العامة المحصقة لشواطئ الدالة اكذلك الميداه الداخلدة لدداد الدالدة‬
‫ذاتها كاألنهار االب يرات الداخلية‪.‬‬
‫اتقوم فكرة الب ر اإلقليمي على أساال أن سوالل الدالدة تمثدل‬
‫لدددادها الب ريددة اأن مددن لددق كددل دالددة الدددفاع عددن هددذه ال ددداد‬
‫المفتولددددة اتأمينهددددا ضددددد كددددل خطددددر ل مايددددة مصددددال ها األمنيددددة‬
‫ااالقتصادية االمحلية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلقليم الجوي‪:‬‬
‫يشددمل الفضدداء الجددو الددذ يعلددو المجددار األرضددي االمجددار‬
‫المائي اذلك دان التقيد بارتفاع أا علدو معدين ليدث تمدارال الدالدة‬
‫سلطاتها على ما يقم فوق إقليمها من طبقات الهواء اتنظديم المدرار‬
‫فيها افقا ك لمصال ها امتطلبات أمنها اسحمتها‪.‬‬
‫هددذه المجدداالت الثحثددة إذن ‪ :‬األرضددية‪ -‬المائيددة‪ -‬الجويددة تشددكل‬
‫النطاق الدذ تباأدر عليدب الدالدة سديادتها مدن جميدم الجهدات دان أن‬
‫تتعدددد ال دددداد المرسدددومة اإال اعتبدددر ذلدددك اعتدددداءا ك علدددى سدددلطة‬
‫امجددار دالددة أخددر ‪ .‬ابالتددالي تتضددا أهميددة هددذا الددركن البالاددة فددي‬
‫تشكيل الدالة فهو أرط أساسي لقيامها فهو الوطن الذ يعديش فيدب‬
‫الشعب االمجار الذ تمارال فيب السيادة اتطبق علدى المقيمدين فيدب‬
‫نظمها اقوانينها إقليم الدالة إذن يعتبر النطاق المقددال للدوطن الدذ‬
‫ال يسما باختراق لرمتب من جانب أية قوة أجنبية‪.1‬‬
‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ ،‬نفن المرجع‪ ،‬ص‪.32 :‬‬

‫‪13‬‬
‫* العالقة بين الدولة واإلقليم‪:‬‬
‫اختلف الفقهاء لدور ت ديدد العحقدة التدي تدرب الدالدة بداإلقليم‬
‫هل هي عحقة ملكية أم سيادة؟‬
‫‪ -‬الرأ األار‪ :‬عحقة ملكيدة تد عم هدذا االتجداه فقهداء القدانون‬
‫الدالي لين ذهبوا إلى أن الدالة تملك اإلقليم بباطنب افوقب فدي إطدار‬
‫عحقة ملكية انتقد هذا الرأ فتم العدار عنب‪.‬‬
‫‪ -‬الرأ الثاني‪ :‬عحقدة سديادة ليدث تملدك الدالدة السديادة علدى‬
‫إقليمهددا تدم انتقدداد هددذا الددرأ كددذلك علددى أسدداال أن ممارسددة السدديادة‬
‫تكددون علددى األأددخا الددي علددى األأددياء ابالتددالي فددرن الدالددة ال‬
‫تمارال سيادتها على إقليمها اإنما على األفراد الذين يقيمون فيب‪.1‬‬
‫‪ -‬الددرأ األخيددر‪ :‬يددذهب إلددى اعتبددار هددذه العحقددة هددي عحقددة‬
‫تفيددد بممارسددة الدالددة فددوق إقليمهددا نددوع مددن‬ ‫ملكيددة مددن ندوع خددا‬
‫االختصاصددات تتفددق مددم طبيعددة الدالددة ااإلقلدديم هددو ال يد المكدداني‬
‫الذ تمارال في إطاره الدالة سلطاتها اتسر فيب قوانينها‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬السلطة السياسية‬


‫بتوافر عنصر اإلقليم االشعب تأتي السلطة السياسدية كدركن‬
‫أساسدددي ام دددور لقيدددام الدالدددة ليدددث تتدددولى الجماعدددة ال اكمدددة‬
‫ممارسة السلطة بتسيير أ ان اإلقليم فدي مختلدف نواليدب التنظيميدة‬
‫اتتخذ التدابير الضرارية لتصريف الش ان العامة‪.‬‬
‫اال يشدددترط أن تتخدددذ هدددذه الهيندددة أا الجماعدددة ال اكمدددة أدددكحك‬
‫سياسيا ك معينا ك اإنما يجب أن تباأر سلطتها الكاملة على اإلقلديم الدذ‬
‫ت كمب بما ال يسما بوجود سلطة أخر منافسة لها‪.‬‬
‫كمددا ال يشددترط أن تنددار هددذه الهينددة ال اكمددة رضدداء اموافقددة‬
‫كامل الشعب عليها فقد تصل هذه الهينة إلى ال كم عن طريدق ثدورة‬

‫‪1‬‬
‫‪- Georges Burdeau: Traité de sciences Politique, 2éme édition, T II, p: 95.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Georges Burdeau, op.cit, p: 96.‬‬

‫‪14‬‬
‫أا انقددحن‪ ...‬علدددى الددرغم مدددن أن ليددازة السدددلطة لرضدداء الشدددعب‬
‫ااقتناعب بها أمر مهم بالنسبة لبقائها اهيمنتها على الم كومين‪.‬‬
‫امددن أجددل قيامهددا بعملهددا فددي الضددب االتسدديير تملددك السددلطة‬
‫اسائل اإلكراه المتمثلة في األسل ة‪ -‬الجيش‪ -‬الشرطة اكدذا اسدائل‬
‫اإلقندداع مددثحك‪ :‬توعيددة المجتمددم بالدددار اإليجددابي للسددلطة فددي ت قيددق‬
‫النظام ااألمن‪.‬‬
‫* خصائص السلطة السياسية‪:‬‬
‫تتميددد السددددلطة السياسدددية عددددن غيرهدددا مددددن السدددل األخددددر‬
‫بمجموعة من الخصائا أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬سلطة عامة‪ :‬تشتمل كل نوالي النشاط البشدر فدي الدالدة‬
‫في لين تتمتم بقية السلطات األخر باختصاصات ج ئية فق ‪.‬‬
‫‪ -2‬سلطة سامية‪ :‬تسمو اتتفوق على جميم السدلطات األخدر‬
‫ايخضددم لهددا جميددم أفددراد الش دعب اللتكارهددا اسددائل القهددر الماديددة‬
‫االمعنوية‪.‬‬
‫‪ -3‬سلطة أصديلة‪ :‬تنبدم منهدا جميدم السدلطات األخدر الفرعيدة‬
‫في الدالة في لين أنها ال تنبم مدن سدلطة أخدر بدل تنبدم مدن الدالدة‬
‫ذاتها‪.‬‬
‫‪ -4‬سلطة دائمة امستمرة‪ :‬ال تخضم لل من اال للتقسيم‪.‬‬
‫‪ -5‬سلطة مستقلة‪ :‬ال تخضم سو للقانون‪.‬‬
‫‪ -6‬تنفددرد بوضددم القددوانين الوضددعية اتكفددل تنفيددذها بواسددطة‬
‫القوة العسكرية اتتدولى توقيدم الجد اء الدذ يضدمن التدرام القواعدد‬
‫القانونية السارية‪.‬‬
‫هددذه الخصددائا هددي التددي تصددبذ السددلطة بخاصددية السياس دة‪.‬‬
‫التددددى تسددددتمر السددددلطة داخددددل أيددددة دالددددة البددددد أن تكددددون لددددائ ة‬
‫للمشددراعية أ رضددا امباركددة المدواطنين أصد ان الشددأن التددى‬
‫ي صددل هددذا البددد للسددلطة أن تخضددم للقددانون الددذ يسددمو فددوق كددل‬
‫اعتبار أا هينة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫فدي بعد األنظمددة نجدد السدلطة مرتبطددة بشدخا ال داكم فيمددا‬
‫يسدمى بدأ‪ :‬أخصدنة السدلطة ‪ Personnalisation du pouvoir‬عنددما يعتبدر‬
‫ال اكم نفسب صالب السلطة امالكها امالك النظدام االدالدة اكمثدار‬
‫على ذلك‪ :‬الرئي التونسي السابق و بورقيبةو الذ كدان يدردد دائمدا ك‬
‫و أنا النظامو‪.‬‬
‫اعادة مدا يكدون هدذا الندوع مدن ال كدم مدرتب بظرفيدة خاصدة‪:‬‬
‫ت رير من االستعمار‪ -‬تنفيذ مشراع تنمو ‪...‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المكونات‬
‫القانونية للدولة‬
‫بتدددوافر األركدددان السوسددديولوجية الثحثدددة السدددالفة الدددذكر تقدددوم‬
‫الدالة لكنها ال تستكمل اجودها اال تملك أن تقدوم بدأداء مهامهدا فدي‬
‫إطار خدمة الصالا العام ما لم تتدوفر لدديها عناصدر قانونيدة يجملهدا‬
‫فقهاء القانون العام في‪:‬‬
‫‪ -1‬الشخصية المعنوية‬
‫‪ -2‬السيادة‪.‬‬
‫‪ -3‬االعتراف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية‬
‫يقصد بالشخصية كمفهدوم عدام فدي إطدار القدانون أا الشخصدية‬
‫القانونية‪ :‬القدرة على التمتم بال قوق االت مل بااللت امات‪.‬‬
‫اإذا كاند هذه القددرة ااألهليدة يتمتدم بهدا اإلنسدان فهدل يمكدن‬
‫لاير اإلنسان كذلك أن يتمتم بها؟‬
‫طبعدا ك قدد يكدون الشدخا القدانوني إنسدانا ك اقدد يكدون مجموعددة‬
‫من األفراد أا األموار يطلق عليها الشخا المعنو أا االعتبار ‪.‬‬
‫الشخا المعنو إذن هو عبارة عن مجموعدة مدن األأدخا‬
‫أا األموار ترام ت قيق هدف معين بواسطة أداة خاصة ليث يمكدن‬
‫لددب أن يكتسددب ال قدددوق ايت مددل االلت امددات اتكدددون هددذه ال قدددوق‬

‫‪16‬‬
‫اااللت امددات المقددررة للشددخا المعنددو مسددتقلة عددن تلددك الخاصددة‬
‫باألفراد المكونين لهذا الشخا المعنو ‪.‬‬
‫بالنسدددبة للدالدددة غالبيدددة فقهددداء القدددانون العدددام يقدددران أن لهدددا‬
‫أخصدددية قانونيدددة معنويدددة مسدددتقلة عدددن أخصددديات األفدددراد الدددذين‬
‫يكونوها هذه الشخصية تمكدن الدالدة مدن اكتسدان ال قدوق االت مدل‬
‫بااللت امدددات اأن تكدددون لهدددا لياتهدددا الخاصدددة المسدددتقلة عدددن ليددداة‬
‫مختلف أأخاصها امكوناتها‪.‬‬
‫ايعندددي االعتدددراف بالشخصدددية االعتباريدددة للدالدددة أنهدددا الددددة‬
‫قانونية مستقلة عن األأخا الذين يمارسون السدلطة مهمدا تعددداا‬
‫كمدددا أنهدددا تتمتدددم بالدددداام ااالسدددتمرار ب يدددث ال تددد ار بددد اار مدددن‬
‫يباأران ال كم ايترتب علدى هدذا االعتدراف أن الدالدة تعمدل علدى‬
‫ت قيددق األهددداف االمصددالا العامددة الددي مصددل ة ال كددام كمددا أنهددا‬
‫تخضددم للقددانون فددي كددل مددا تصدددره مددن أعمددار باعتبارهددا أخصددية‬
‫قانونية دائمة‪.‬‬
‫تددوفر الدالددة علددى هددذه الشخصددية المعنويددة أا الملقبددة كدددذلك‬
‫بالقانونية االعتبارية ي قق لها مجموعة من النتائم‪.1‬‬
‫‪ -1‬استقحلية الدالة عن األأخا الممارسين للسلطة فيها‪.‬‬
‫‪ -2‬الديمومددة ااالسددتمرارية رغددم كددل مددا يمكددن أن يطددرأ علددى‬
‫عناصددرها االجتماعيددة االسياسددية مددن متايددرات ليددث تاييددر أددكل‬
‫الدالة مثح‪ :‬ملكي إلى جمهور أا تايير نظدام ال كدم مدن برلمداني‬
‫إلى رئاسي أا تكبيدر أا تقلديا مسدالة الدالدة اسدترجاع أقداليم‪)...‬‬
‫هددذه المتايددرات فددي مجملهددا ال يمكددن أن تنهددي ال قددوق اااللت امددات‬
‫التدددي تتمتدددم بهدددا الدالدددة بددددل تظدددل هدددذه الدالدددة مسدددتمرة امقيدددددة‬
‫بالمعاهدات التي أبرمتها مم غيرها‪.‬‬
‫‪ -3‬الذمة المالية للدالة‪ :‬االتي ت هلها قانونيدا ك الكتسدان ال قدوق‬
‫اأداء الواجبات‪.‬‬
‫‪ -4‬بقاء التشريعات سارية فيها رغم مدا يطدرأ عليهدا مدن تاييدر‬
‫في أكل ال كم‪.‬‬
‫‪ - 1‬ثروت بتوي‪ :‬النظم السياسية‪ ،‬الجزء ا ول‪ ،‬تار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1970 ،‬ص‪.54 :‬‬

‫‪17‬‬
‫من جهة أخر نسجل أن جانبا ك هاما ك مدن الفقدب يدذهب إلدى عددم‬
‫االعتدددراف بالشخصدددية القانونيدددة للدالدددة علدددى أسددداال أندددب ال توجدددد‬
‫ضددرارة ت ددتم األخددذ بفكددرة الشخصددية القانونيددة للدالددة اأنددب اقددم‬
‫إق امهددا داخددل أركددان الدالددة بدددان دااعددي مبددررة امددن أبددرز مددن‬
‫ت عم هذا االتجاه‪ :‬العميد ديجي ‪ Duguit‬الفقيب الفرنسي‪.‬‬
‫‪ G Jeze‬العالم النمساا ‪.H. Kelsen1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬السيادة‬
‫مددددا يميدددد الدالددددة عددددن غيرهددددا مددددن الم سسددددات السياسددددية‬
‫االدستورية اغيرها المتوفرة على الشخصية المعنوية هدو امتحكهدا‬
‫لعنصر السيادة‪ .‬تتجلى هذه السيادة على المستو الداخلي فدي القددرة‬
‫على التصدرف بكامدل ال ريدة دان اجدود أ منداف لهدا فدي فدرض‬
‫إرادتها على األفراد االهينات داخل نطاقها اإلقليمي؛ أ علدى جميدم‬
‫مددن يقدديم فددوق إقليمهددا مددن رعايددا اأجانددب الهددا تصددرف أددامل فددي‬
‫الممتلكددددات الوطنيددددة الماديددددة أا المعنويددددة ليددددث تسددددمو إرادتهددددا‬
‫اتفرضها على الجميم طبعا ك داخل لداد الدالة‪.‬‬
‫أمددا علددى المسددتو الخددارجي فتتجلددى سدديادة الدالددة فددي عدددم‬
‫خضوعها أليدة دالدة أا سدلطة أجنبيدة أخدر أ تمتعهدا باالسدتقحر‬
‫الكامدددل فدددي مواجهدددة المجموعدددة الداليدددة اتعاملهدددا معهدددا علدددى قددددم‬
‫المسداااة ب يددث ال تقيددها فددي الميددان الدددالي إال العقدود ااألعددراف‬
‫ااالتفاقات الدالية التي قامد بعقدها بنفسها‪.‬‬
‫اتسددتعين الدالددة فددي ال فدداظ علددى سدديادتها الخارجيددة بمرفددق‬
‫الدفاع في تأمين لدادها ارد كل اعتداء قد تتعرض إليب‪.2‬‬
‫امم ذلك قد تكون هذه السديادة علدى المسدتو الخدارجي كاملدة‬
‫أا ناقصة‪:‬‬
‫‪ -1‬الدار الكاملة السديادة‪ :‬هدي الددار التدي ال تخضدم فدي إدارة‬
‫أ د انها الداخليددة أا الخارجيددة أليددة رقابددة أا هيمنددة دالددة أخددر أا‬
‫منظمة دالية ليث تتمتم بكامل لريتها في اضم دستورها اتعديلدب‬
‫‪ - 1‬ثروت بتوي‪ ،‬نفن المرجع وال فحة السابقين‪.‬‬
‫‪ - 2‬مليكة ال روخ‪ :‬القانون التستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.20 :‬‬

‫‪18‬‬
‫ااختيددار نظددام ال كددم اإصدددار التشددريعات‪ ...‬اال يجددوز أليددة دالددة‬
‫أخر أا منظمة دالية التدخل في أ انها مدا دامدد ت تدرم تعهدداتها‬
‫الدالية‪.‬‬
‫‪ -2‬الدددار الناقصددة السدديادة‪ :‬هددي تلددك الدددار التددي فقدددت بعد‬
‫مظاهر استقحلها اذلك نتيجة خضوعها لدالة أجنبية عنها أا تبعيتهدا‬
‫لمنظمة دالية تشاطرها بع االختصاصات‪.‬‬
‫ايدددخل فددي هددذا اإلطددار أنددواع مختلفددة تبع دا ك الخددتحف أسددبان‬
‫نقا السيادة اذلك على الشكل التالي‪:‬‬
‫* الواليات الداخلة في االت اد المرك ‪ :‬أ االت اد الفيددرالي‬
‫ليث تندمم مجموعة من الدار في دالة االدة مما ينجم عنب فقددان‬
‫الدار المت دة لشخصديتها الداليدة مدن الناليدة الخارجيدة اال ت دتفظ‬
‫تلددك الدددار إال بجدد ء مددن سدديادتها الداخليددة (لإلأددارة فددرن نقصددان‬
‫السيادة في هذا النوع من الدار يكون بناءا ك على رغبة الدالة الدخور‬
‫في ات اد فيدرالي)‪.‬‬
‫* الدددار المسددتعمرة‪ :‬الخاضددعة لسدديطرة دالددة أقددو منهددا عددن‬
‫طريق الهيمنة بواسطة السح أا غيره‪.‬‬
‫* الدددار الخاضددعة للوصدداية الداليددة أا االنتدددان ليددث تقددوم‬
‫الدالددة المنتدبددة إدارة أد ان الدالددة الخاضددعة للوصدداية لتددى تددتمكن‬
‫من ال صور على استقحلها اتقو على لكم نفسها بنفسها‪.‬‬
‫* الدالة الم مية أا ت د ال ماية‪ :‬هي التي تضدم نفسدها ت دد‬
‫كنددف المايددة دالددة أخددر أقددو منهددا اتنشددأ ال مايددة بددين الدددار‬
‫ال اميددة االدددار الم ميددة نتيجددة اتفدداق بينهمددا أا عددن طريددق اإلجبددار‬
‫ااإلكراه‪.1‬‬
‫نشدددير فدددي الختدددام أن فقددددان الدالدددة لدددبع مظددداهر سددديادتها‬
‫الخارجية ال ي ثر على أخصديتها القانونيدة الداليدة اال علدى كونهدا‬
‫دالة قائمة األركان‪.‬‬

‫‪ - 1‬مليكة ال روخ‪ ،‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.24 -23 :‬‬

‫‪19‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االعتراف‬
‫عنددددما تنشدددأ الدالدددة اتسدددتكمل عناصدددر اأركدددان قيامهدددا يدددتم‬
‫االعتراف بها كدالة من طرف المجتمدم الددالي أ الددار األخدر‬
‫اذلك من أجل مباأرة لقوقها اإقامة عحقات مم المجتمم الدالي‪.‬‬
‫بعد االعتدراف بالدالدة ككيدان جديدد تتبدادر مدم الددار األخدر‬
‫التمثيل الدبلوماسي االقنصلي اتقبل كعضو فدي هيندة األمدم المت ددة‬
‫افي منظمات دالية إقليمية‪.‬‬
‫في هذا المجار ثدار جددر فقهدي لدور طبيعدة االعتدراف كدركن‬
‫من أركان قيام الدالة ليث‪:‬‬
‫‪ -1‬يددذهب بعدد فقهدداء القددانون الدددالي أن االعتددراف منشددئ‬
‫للدالة ابالتالي فهو أرط من أراط قيامها‪.‬‬
‫‪ -2‬فدددي لدددين يدددذهب االتجددداه الاالدددب فدددي القدددانون الددددالي أن‬
‫االعتراف بالدالة ال يعتبر أدرطا ك مدن أدراط قيامهدا ليدث ال يعددا‬
‫أن يكون إقرارا ك باألمر الواقم الذ نتم عن توافر أركان قيام الدالة‬
‫الددي لددب أيددة صددفة إنشددائية ليددث إن االعتددراف ال يكسددب الدالددة‬
‫الشخصية القانونية اال يمن ها لقوقها اإنما هو بمثابة أدهادة مديحد‬
‫لهددذه الدالددة الجديدددة يسددما لهددا بممارسددة هددذه ال قددوق فددي الم ددي‬
‫الدالي‪.1‬‬
‫ابالتددالي فددرن االمتندداع عددن االعتددراف بدالددة جديدددة مددن جانددب‬
‫الدار القائمة ال ي ور دان تمتعها بشخصيتها القانونية الدالية اكدل‬
‫ما يسدببب هدذا االمتنداع هدو إعاقدة مباأدرتها ل قوقهدا نظدرا ك لعددم قيدام‬
‫عحقات سياسية بينها ابين الدار الممتنعة عن االعتراف‪.2‬‬
‫‪ -3‬فددي لددين يعتقددد اتجدداه ثالددث أن االعتددراف بالدالددة منشددئ‬
‫اإقرار في نف الوقد‪.‬‬

‫‪ - 1‬علي اتق أبو هيف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.180 :‬‬


‫‪ - 2‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38 :‬‬

‫‪20‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال الدولة ‪/‬‬
‫‪Les formes de l'Etat‬‬
‫تنقسددم الدالددة بشددكل عددام إلددى نددوعين رئيسدديين اذلددك لسددب‬
‫طبيعددة النظددام السياسددي السددائد اطبيعددة التركيددب الددداخلي للسددلطة‬
‫السياسية فيها‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كاندددد هنددداك سدددلطة سياسدددية االددددة تمدددارال اظائفهدددا‬
‫بواسطة م سسات دستورية االدة كان أكل الدالة بسيطاك‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تعددددت الم سسددات الدسددتورية اتعددددت الدسدداتير داخددل‬
‫نف الدالة كان أكل الدالة مركباك‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الدولة الموحدة‬
‫البسيطة ‪l'Etat simple‬‬

‫تتمي د الدالددة المولدددة ببسدداطة بنائهددا الدسددتور االم سسددي‬


‫سواء على المستو الداخلي أا الخارجي‪.‬‬
‫يكددون التنظدديم السياسددي للسددلطة داخددل الدالددة المولدددة االدددا ك‬
‫يتجسد في جهازها المولد الذ يضطلم بجميدم الوظدائف فدي الدالدة‬
‫طبقا ك للقواعد الدستورية فيها‪ .‬كما يخضم الجميدم فدي الدالدة المولددة‬
‫للقرارات الصادرة من الهينات ال اكمة‪.‬‬
‫تمارال السلطة داخل الدالة المولدة على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬سددلطة تشددريعية االدددة‪ :‬تقددوم بسددن ااضددم القددوانين بالنسددبة‬
‫إلقلدديم الدالددة بكاملددب باد النظددر عددن عدددد مجددال البرلمددان فقددد‬
‫يكون برلمانا ك ألاديا ك أ بمجل االد أا ثنائيا ك بمجلسين اهدذا األمدر‬
‫ال يتنافى مم كون الدالة مولدة بسيطة‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة تنفيذية االدة‪ :‬تقوم بتنفيدذ القدوانين ايخضدم لهدا جميدم‬
‫أفراد الدالة‪.‬‬
‫‪ -‬سلطة قضائية االدة‪ :‬كذلك تقوم بالفصل في المنازعات‪...‬‬
‫ابالتالي تكون الدالة مولدة بسيطة ي كمها مبدأ الددة السديادة‬
‫اذلك مهما كان أكل نظامها أ ملكي – جمهور ‪...‬‬

‫‪21‬‬
‫ابالتالي فرن الدالة المولدة البسيطة تتمي بعدم تج ئة السدلطة‬
‫سواء ال كومية أا البرلمانية أا القضائية‪.‬‬
‫* الشكل اإلداري في الدولة الموحدة البسيطة‪:‬‬
‫كددون الدالددة بسدديطة مولدددة ال يتعددارض مددم أددكلها اإلدار‬
‫بمعنددددى أن تأخددددذ الدالددددة فددددي نظامهددددا اإلدار بمبدددددأ المرك يددددة أا‬
‫الحمرك ية هذا أمر ال يتعارض مم أكل ال كم السياسي للدالة‪.‬‬
‫ابالتالي قدد تكدون الدالدة بسديطة مولددة فدي أدكلها امدم ذلدك‬
‫تتبندددى نظدددام السدددلطة الحمرك يدددة فدددي سياسدددتها اإلداريدددة؛ أ تقدددوم‬
‫بتوزيددم ممارسددة الوظيفددة اإلداريددة بددين السددلطة المرك يددة اهينددات‬
‫إدارية مستقلة‪.‬‬
‫فددي هددذا الددنم مدددن التنظدديم اإلدار توجددد بالدالددة جماعدددات‬
‫اهينددات م ليددة تتمتددم بالشخصددية المعنويددة القانونيددة تسددير نفسددها‬
‫اترعدددى مصدددال ها دان الرجدددوع فدددي كدددل قراراتهدددا إلدددى السدددلطة‬
‫المرك يدددة بالعاصدددمة امدددم ذلدددك فهدددي تخضدددم إلأدددراف ااصددداية‬
‫السلطة المرك ية‪.‬‬
‫االهددددف مدددن نظدددام الوصددداية هدددو إبقددداء الهيندددات االمصدددالا‬
‫الحمرك ية متمتعة باستقحر نسبي في تدبير أد انها دان أن ترقدى‬
‫إلددى مسددتو االسددتقحر الكامددل اذلددك لفاظدا ك علددى الدددة الدالددة مددن‬
‫جهددة اال دد ار دان ت ددور الحمرك يددة اإلداريددة إلددى ال مرك يدددة‬
‫سياسية‪.‬‬
‫أما الهدف من نظدام الحمرك يدة اإلداريدة فهدو تخفيدف العدبء‬
‫على السلطة المرك ية االسما لهدا بدالتفرأ أكثدر للشد ان الوطنيدة‬
‫أيض دا ك يمددنا هددذا النظددام الفرصددة للجماعددات الم ليددة ل دل مشدداكلها‬
‫اتسيير أمورها بسرعة امرانة أكثر‪.‬‬
‫* أمدددا النظدددام اإلدار المركددد فيقدددوم علدددى أسددداال تركيددد‬
‫الوظيفة اإلداريدة فدي الدالدة فدي يدد السدلطة المرك يدة فدي العاصدمة‬
‫ب يث تمارسها بنفسدها أا بواسدطة مدوظفين تدابعين لهدا ايخضدعون‬
‫لسددلطتها اإلداريددة مددم عدددم مددنا أيددة اختصاصددات مسددتقلة لولدددات‬
‫إدارية مصل ية أا م لية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أا ال مركد‬ ‫ابالتالي فرن نم ال كم اإلدار سدواء مركد‬
‫ال يخل اال يتعارض مم الدة الدالة السياسية‪.‬‬
‫نشير في األخير إلى أن أغلب الددار هدي دار بسديطة مولددة‬
‫كل دار المارن العربي – مصر‪ -‬لبنان‪ -‬فرنسا‪...‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الدولة المركبة‬
‫‪L'Etat composé‬‬
‫تقوم الدالة المركبة على أساال ات اد دالتين أا أكثدر مدن أجدل‬
‫تكوين دالة االدة ليث يخضم الجميم لسلطة مشتركة‪.‬‬
‫اال يعندي قيددام نددوع مددن أنددواع االت دداد بددين عدددد مددن الدددار أن‬
‫تت ور هدذه الددار بالضدرارة إلدى دالدة االددة إذ أن األمدر يتوقدف‬
‫على نوع االت داد المتفدق عليدب امدد االنددماج الدذ يسدما بدب بدين‬
‫الدار الداخلة فيب‪.‬‬
‫قددد يتخددذ االت دداد بددين الدددار عدددة أأددكار لكننددا سددنرك علددى‬
‫أهمها اأكثرها أيوعاك‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدولة الكنفدرالية‬
‫‪La confédération‬‬
‫هددي عبددارة عددن ات دداد مجموعددة مددن الدددار ت ددتفظ كددل منهددا‬
‫بسيادتها الكاملة الداخلية االخارجية‪.‬‬
‫ينعقد هذا االت اد نتيجة االتفاق بين دالتين أا أكثر فدي معاهددة‬
‫داليددة علددى الدددخور فددي االت دداد مددم التفدداظ كددل دالددة باسددتقحلها‬
‫الخارجي ابقاء نظمها الداخلية دان تايير‪.‬‬
‫ايهدددف االت دداد التعاهددد أا الكنفدددرالي إلددى ت قيددق مصددالا‬
‫اأغراض مشتركة اليوية للدار الداخلة في االت اد كضدمان أمنهدا‬
‫الماية سحمتها أا ت قيق مصالا اقتصادية فيما بينها‪.‬‬
‫من الوجهة القانونية يقوم هذا االت اد بدين دار متعدددة يجمعهدا‬
‫ميثاق تتفااض في أأنب اتتفق على بنوده‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫هذا الميثاق ي تفظ لهذه الددار بسديادتها الكاملدة اب ريدة العمدل‬
‫أيضا ك ايظل المواطندون تدابعين لددالهم الكاملدة االسدتقحر خاضدعين‬
‫لتشريعاتها‪.‬‬
‫ابالتددالي االت دداد الكنفدددرالي لددي مددن أددأنب أن يمدد بسدديادة‬
‫الدار اال باستقحلها‪ .‬االميثاق الم دث لحت اد الكنفدرالي تتفق على‬
‫بنوده كل الددار الداخلدة فدي االت داد اتلتد م بدالترام مقتضدياتب كمدا‬
‫أن القرارات ال تتخذ داخل االت اد إال باإلجماع‪.‬‬
‫يتضددا إذن أن الدددار الداخلددة فددي هددذا االت دداد ت ددتفظ بكامددل‬
‫استقحلها اسيادتها دان نقصان اينتم عن ذلك ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬لكل دالة ال ق في تصريف أ انها الخارجية بشدكل مسدتقل‬
‫عن بقية األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬ت تفظ كل دالة بنظامها السياسي الداخلي ابرئيسها الخا ‪.‬‬
‫‪ -‬يظددل رعايددا كددل دالددة مددن دار االت دداد م تفظددين بجنسدديتهم‬
‫الخاصة‪.1‬‬
‫ايتددولى التنسدديق بددين دار االت دداد هينددة سياسددية مشددتركة قددد‬
‫تكون م تمرا ك أا جمعية أا مجلسا ك تتكدون مدن منددابين يمثلدون دار‬
‫االت اد‪.‬‬
‫تقدددوم هدددذه الهيندددة بمهمدددة استشدددارية اذلدددك بت ديدددد السياسدددة‬
‫المشددتركة للدددار األعضدداء عددن طريددق التوصدديات التددي تصدددرها‬
‫االتددي البددد مددن موافقددة الدددار األعضدداء عليهددا قبددل تنفيددذها أ أن‬
‫المصادقة تتم باإلجماع‪.‬‬
‫لددذلك ال تعتبددر هددذه الهينددة دالددة مرك يددة للدددار األعضدداء أا‬
‫لكومة فدوق لكوماتهدا أا أخصدا ك داليدا ك قائمدا ك بذاتدب الدي لهدا أ‬
‫سلطان على رعايا الدار المكونة لحت اد‪.‬‬
‫كما يمكن ألية دالة من دار االت اد االنفصدار عدن االت داد إذا‬
‫مددا رأت أن مصددل تها تقتضددي ذلددك اهددو لددق ثابددد لكددل دالددة مددن‬
‫دار االت اد‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- Marcel Prelot: Institutions Politiques et Droit constitutionnel, 4ème édition, Dalloz, Paris,‬‬
‫‪1969, p: 267.‬‬

‫‪24‬‬
‫ينشدددأ هدددذا الندددوع مدددن االت ددداد للتنسددديق بدددين الددددار األعضددداء‬
‫ألغراض معينة غالبا ك ما تكون‪:‬‬
‫‪ -‬سياسية أا لربية لمواجهة عدا مشترك‪.‬‬
‫‪ -‬اقتصدددادية تنمويدددة‪ :‬مثدددل المجموعدددة االقتصدددادية األاربيدددة‬
‫جامعة الدار العربية ‪ 1945‬منظمة األابك‪.....‬‬
‫عموما ك االت ادات الكنفدراليدة تددخل فدي إطدار القدانون الددالي‬
‫أما القانون الدستور فقد رك في دراسدتب علدى الدالدة االت اديدة أا‬
‫الفيدرالية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدولة االتحادية‬


‫الفيدرالية‬
‫هددي ات دداد يضددم عدددة دار تندددمم جميعهددا فددي دالددة ات اديددة‬
‫االدددة تقددوم فددي المجتمددم الدددالي علددى أسدداال كونهددا دالددة االدددة‬
‫تمارال مهام الدالة في المجار الخارجي باسم كل أعضائها اتتدولى‬
‫كذلك إدارة جانب من الش ان الداخلية للدايحت المكونة لها‪.‬‬
‫ابالتالي الدالة االت ادية تعتبدر بعدد قيامهدا دالدة االددة مركبدة‬
‫مدددن عددددة دايدددحت أا االيدددات ت دددتفظ بجددد ء مدددن سددديادتها الداخليدددة‬
‫اتتنازر عن سيادتها الخارجية لفائدة الدالة االت ادية‪.‬‬
‫ابددذلك ال تعتبددر الدالددة الفيدراليددة بعددد قيامهددا ات ددادا ك بددين دار‬
‫مسدتقلة إنمددا هددو دالددة االدددة مركبددة تضددم عدددة دايددحت اا االيددات‬
‫أ أنددب دالددة علي دا فددوق الدددار الداخلددة فددي االت دداد ابالتددالي ف درن‬
‫الدايحت األعضاء في االت اد الفيدرالي ال تملك ال ق في االنفصدار‬
‫كما هو ال ار مم الدار األعضاء في االت اد الكنفدرالي‪.‬‬
‫تعددرف الدالددة الفيدراليددة انتشددارا ك نسددبيا ك فددي العددالم مددن أمثلددة‬
‫الدار الفيدرالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jacques Cadart: Institutions Politiques et Droit constitutionnel, Tome I, L.G.D.J, 1975, p: 67.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬دار قوية اقتصاديا ك اتكنولوجيا ك امتسعة من ليدث المسدالة‪:‬‬
‫االت دداد السدددوفياتي سدددابقا ك‪ -‬الواليددات المت ددددة األمريكيدددة‪ -‬سويسدددرا‪-‬‬
‫كندا‪...‬‬
‫‪ -‬دار ذات مسالة م دادة‪ :‬دالة اإلمارات العربية المت دة‪...‬‬

‫‪ -1‬كيف تنشأ الدولة الفيدرالية ؟‬


‫تنشأ الدالة الفيدرالية برلد طريقتين‪ :‬االندماج أا التفكك‪.‬‬
‫* االت دداد باالندددماج‪ :‬يتشددكل هددذا االت دداد عددن طريددق التقددارن‬
‫بين الددار أا الواليدات ادمجهدا بعددما كاندد ذات سديادة تامدة سدابقا ك‬
‫أ اندماج عدة دار مستقلة اهدي الطريقدة السدائدة االتدي تنشدأ بهدا‬
‫الواليات المت دة األمريكية – سويسرا‪..‬‬
‫* االت اد بالتفكك‪ :‬في هذه ال الة تتفكك دالة كاند في األصدل‬
‫مولدة إلى عدة االيات أا دايحت صار يقوم من ترابطهدا ات داد‬
‫فيدرالي‪.‬ايتم هذا التفكك أليانا ك نتيجة ضداوط بعد األقليدات اإلثنيدة‬
‫أا اللاويددة أا الدينيدددة التددي تدددرف الخضدددوع للسياسددة المتبعدددة مدددن‬
‫طرف لكام الدالة المولدة اتطالب باالستقحر عنها‪.‬‬
‫كيفما كاند الطريقة التي ينشأ بهدا االت داد الفيددرالي فدرن قيدام‬
‫هذا االت اد يكون نتيجة للتوفيق بين مبدأين‪:‬‬

‫أ‪ -‬مبدأ المشاركة‪:‬‬


‫يخددور هددذا المبدددأ للدددار األعضدداء فددي االت دداد المسدداهمة فددي‬
‫تدددبير أدد ان االت دداد عدددن طريددق إعددداد القددرارات االت اديدددة ذات‬
‫المنفعة المشتركة اتكوين الهينات االم سسات االت ادية‪.‬‬
‫يددر بع د الفقهدداء أن الفيدراليددة ال تقددوم إال إذا سدداهمد كددل‬
‫الدايحت المكونة لها بواسطة ممثليهدا فدي اجدود الهيندات االت اديدة‬
‫االمساهمة في إعداد قراراتها‪.‬‬
‫ب‪ -‬مبدأ االستقالل‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫يفيدددد هدددذا المبددددأ بدددأن ت دددتفظ كدددل الددددايحت المكوندددة لحت ددداد‬
‫الفيدددرالي علددى اسددتقحلها الددذاتي النسددبي هددذا االسددتقحر هددو ال دذ‬
‫يسددما للدددايحت بددالتوفر علددى دسددتورها الخددا بهددا ام سسددداتها‬
‫الخاصة بها كم سسة الرئاسة اال كومة االبرلمان فدي هدذا الجاندب‬
‫يتضا لنا الفرق بين الدالة البسيطة المولدة ذات النظدام الحمركد‬
‫االدالة الفيدرالية ليث الحمرك يدة اإلداريدة فدي الدالدة البسديطة ال‬
‫تصل إلى درجة منا الجماعات الم لية استقحلها السياسي‪.‬‬
‫اعموم دا ك بعددد تشددكل االت دداد تفقددد الدددار المكونددة لددب سدديادتها‬
‫الخارجية ات دتفظ بجد ء مدن سديادتها الداخليدة األمدر الدذ يترتدب‬
‫عنب‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكددددون لكددددل االيددددة دسددددتورها ابرلمانهددددا الكومتهددددا‬
‫اقضاؤها ايكدون للدالدة الكبدر ‪ :‬االت داد أيضدا ك دسدتورها اهيناتهدا‬
‫اسلطاتها المختلفة‪ :‬التشريعية‪ -‬التنفيذية‪ -‬القضائية‪.‬‬
‫‪ -2‬دالددددة االت دددداد هددددي صددددالبة السدددديادة الخارجيددددة‪ :‬تبددددرم‬
‫المعاهدات‪ ...‬بخحف الدايحت االواليات الداخلة في تكوينها االتدي‬
‫تفقد أخصيتها الدالية‪.‬‬
‫أمثلة‪ :‬دالة اإلمارات العربية المت دة تضم ‪ 7‬إمدارات بجندون‬
‫أددبب الج يددرة العربيددة‪ :‬أبددو ظبددي‪ -‬الشددارقة‪ -‬عجمددان‪ -‬رأال الخيمددة‪-‬‬
‫الفجيرة‪ -‬أم القوين‪.‬‬

‫‪ -2‬مؤسسات الدولة الفيدرالية‪:‬‬


‫تعتمد الدالة الفيدرالية االت ادية على مجموعة مدن الم سسدات‬
‫تقددددوم بتسدددديير أدددد انها‪ :‬الدسددددتور االت دددداد ‪ -‬السددددلطة التشددددريعية‬
‫االت اديدة‪ -‬السدلطة التنفيذيدة االت اديددة‪ -‬السدلطة القضدائية االت اديدة‬
‫اكلها م سسات تشترك في اضدعها اتكوينهدا اعملهدا كدل الددايحت‬
‫الداخلة في االت اد‪.‬‬
‫في نف الوقد البد أن نشير إلى أن هدذه الم سسدات االت اديدة‬
‫ال تلاي اجود الم سسات الخاصة بكدل دايلدة داخدل االت داد بمعندى‬
‫أنددب إلددى جانددب الم سسددات االت اديددة فددرن كددل دايلددة فددي الدددايحت‬

‫‪27‬‬
‫األعضدداء فددي االت دداد تسددتقل – كمددا أاضد نا سددابقا ك‪ -‬بقدددر كبيددر مددن‬
‫االسددتقحر الددذاتي يتمثددل فددي امددتحك كددل منهددا لدسددتورها الخددا‬
‫الكومتها ابرلمانها اقضائها‪.‬‬
‫سددنتطرق فددي هددذا الجانددب للم سسددات االت اديددة علددى الشددكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدستور االتحادي‪:‬‬
‫إنددب السددند القددانوني الددذ يددنظم دار االت دداد التددي تشددترك فددي‬
‫اضددعب اإقددراره اتعديلددب بعددد أن تقددوم السددلطة االت اديددة برصدددار‬
‫الدسدددتور االت ددداد تصدددبا جميدددم السدددلطات االهيندددات االت اديدددة‬
‫اسلطات الواليات اهيناتها مل مة بهذا الدستور‪.‬‬
‫يددنا الدسددتور االت دداد علددى المبددادن ااألهددداف التددي يقددوم‬
‫عليها االت اد اي دد م سساتب الدستورية‪.‬‬
‫فدددي الاالدددب إمدددا أن ي ددددد الدسدددتور االت ددداد مهدددام الهيندددات‬
‫الفيدرالية فق ايترك تلك الخاصة بالواليات للهينات الوالئيدة نفسدها‪.‬‬
‫اا ي دد الدستور االت اد االختصاصات المخولة للهيندات الوالئيدة‬
‫اما عداها يترك أمر تدبيره للسلطات الفيدراليدة اذلدك لسدب مدا إذا‬
‫كاند الرغبة تتجب ن و إضعاف أا تقوية اختصاصات االت اد‪.‬‬
‫عموما ك في الاالب يتم تبني الطريقة األالى‪.‬‬
‫ايتمي الدستور االت اد بأنب دستور مكتون كما أندب دسدتور‬
‫جامد غير مدرن إذ ال يجدوز تعديلدب بقدانون عداد ايرجدم ذلدك إلدى‬
‫األهميددة الكبيددرة لهددذا الدسددتور كمددا أن تعديلددب يددتم افددق إجددراءات‬
‫خاصة منصو عليها داخل الدستور نفسب‪.‬‬
‫ب‪ -‬السلطة التشريعية االتحادية‪:‬‬
‫يمارال الوظيفة التشريعية برلمان يمثل االت داد اهدو البرلمدان‬
‫االت دداد ايوجددد إلددى جانبددب – كمددا سددبق الددذكر‪ -‬برلمددان داخددل كددل‬
‫االية أا دالة طرف اهو برلمان الوالية‪.‬‬
‫يتكون البرلمان االت اد من مجلسين كقاعدة عامة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬األار‪ :‬يمثل أعب الدالة االت ادية بكاملب اينتخبدب أفدراد كدل‬
‫الواليات بشكل عام دان مراعاة تمثيليدة كدل االيدة علدى لددة ليدث‬
‫ينتخب نوابب بما يتناسب مم سكان كل االية‪.‬‬
‫‪ -‬أما المجل الثاني‪ :‬فيأخدذ بعدين االعتبدار فدي تشدكيلب مراعداة‬
‫تمثيليددة كددل الواليددات بشددكل متسدداا الكددل منهددا نف د العدددد با د‬
‫النظر عدن أيدة اعتبدارات أخدر لتدى ال تطادى مصدالا االيدة علدى‬
‫األخر ‪.‬‬
‫مثحك‪ :‬الكوناري األمريكي يتكون من مجلسين‪:‬‬
‫‪ -‬مجلددد الندددوان اينتخدددب مباأدددرة مدددن طدددرف جميدددم أفدددراد‬
‫الشعب‪.‬‬
‫‪ -‬مجلدد الشددديوك ايتكددون مدددن عدددد متسددداا عددن كدددل االيدددة‪:‬‬
‫مقعدين اهي قاعدة مستمدة من القانون الدالي لتدى تتسداا الددار‬
‫في السيادة‪.1‬‬
‫هدددذه قاعددددة عامدددة قدددد تدددرد عليهدددا اسدددتثناءات مدددثحك‪ :‬ألمانيدددا‬
‫الفيدرالية يتشكل المجل الثاني في برلمانها من عددد مدن األعضداء‬
‫يمثلون الواليات من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬أعضاء عن الوالية‪.‬‬
‫أما عن مهام البرلمان االت اد ‪ :‬فهو يخدتا عمومدا ك بالتشدريم‬
‫في كل المسائل التي تهم الدالة بأجملهدا‪ :‬العحقدات الخارجيدة الددفاع‬
‫الوطني المسائل الجمركية الهجدرة العملدة الجنسدية المواصدحت‬
‫اغيرها من األمور التي تهم الدالة االت ادية بأجمعها‪.‬‬
‫أما مهام برلمدان الواليدة فهدي التشدريم فدي األمدور االقتصدادية‬
‫ااالجتماعية االسياسدية الخاصدة بالواليدة بمفردهدا دان التددخل فدي‬
‫أ د ان البرلمددان االت دداد اال التعددارض معددب اذلددك افددق ال ددداد‬
‫الدستورية التي رسمها دستور الوالية امن فوقب الدستور االت اد ‪.‬‬
‫ج‪ -‬السلطة التنفيذية االتحادية‪:‬‬
‫تتكون السلطة التنفيذيدة االت اديدة مدن رئدي الدالدة اال كومدة‬
‫االت اديدددددة انظدددددرا ك ألن معظدددددم الددددددار االت اديدددددة تأخدددددذ بالنظدددددام‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jacques Cadart, op.cit, p: 71.‬‬

‫‪29‬‬
‫الدالدددة ينتخدددب عدددن طريدددق أدددعب الدالدددة‬ ‫الجمهدددور فدددرن رئدددي‬
‫االت ادية في مجموعب‪.‬‬
‫تمثل هذه السلطة دالة االت داد بأكملهدا كمدا يكدون لكدل االيدة‬
‫جهازها التنفيذ الخا بها‪.‬‬
‫تتددولى السددلطة التنفيذيددة االت اديددة تنفيددذ القددوانين االتشددريعات‬
‫الصدددادرة عدددن البرلمدددان االت ددداد اإصددددار القدددرارات االت اديدددة‬
‫اتنفيدذها فدي جميددم أن داء الدالددة باد النظدر عددن ال دداد اإلقليميددة‬
‫للواليات‪.1‬‬
‫الكي تقدوم السدلطة التنفيذيدة االت اديدة بممارسدة مهامهدا فهدي‬
‫تتبم إلد الطرق الثحث التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلدارة المباأددددددرة‪ :‬بموجبهددددددا تتددددددولى اإلدارة الفيدراليددددددة‬
‫االت ادية تنفيدذ القدرارات االقدوانين االت اديدة داخدل الواليدات ليدث‬
‫يكون لإلدارة االت ادية في مختلف الواليدات إدارات تابعدة لهدا تدأتمر‬
‫بأاامرها بشكل مباأر‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلدارة غيددر المباأددرة‪ :‬فددي هددذه ال الددة لكومددة االت دداد ال‬
‫تتوفر على إدارات خاصة بها في كل االية ابالتالي تعهدد للواليدات‬
‫نفسها بمهمة تنفيذ القوانين اتكتفي اإلدارة االت ادية بالمراقبة‪.‬‬
‫مددن أبددرز سددلبيات هددذه اإلدارة‪ :‬التددأخير فددي تطبيددق القددرارات‬
‫االت ادية من طرف الموظفين الم ليين نتيجة اإلهمار‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلدارة المختلطة‪ :‬تجمم بين النموذجين ليث تقدوم اإلدارة‬
‫االت ادية بتنفيذ ج ء مدن قوانينهدا بواسدطة إدارات تابعدة لهدا تنشد ها‬
‫داخدددل الواليدددات أمدددا الجددد ء افخدددر فتعتمدددد فيدددب علدددى لكومدددات‬
‫الواليات‪.‬‬
‫اتعد اإلدارة المختلطة من ألسن الطرق كونها تتحفى سدلبيات‬
‫الطريقتين األالى االثانية‪.‬‬
‫د‪ -‬السلطة القضائية االتحادية‪:‬‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ ،‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.111 :‬‬

‫‪30‬‬
‫تمارال مهام القضاء داخل االت اد م كمة عليا ات اديدة تقدوم‬
‫بالفصل في المنازعات التي تنشأ بين االت اد من جهة ابين الواليات‬
‫الداخلة في االت اد من جهة أخر أا بين الواليدات بعضدها الدبع‬
‫ابين أفرادها كما تعتبر جهة استننافية تسدتأنف أمامهدا بعد ألكدام‬
‫م اكم الواليات‪.‬‬
‫إلى جانب الم كمة االت ادية توجد م اكم موزعدة فدي مختلدف‬
‫أن اء الدايحت تقوم بالفصل في المنازعات الم لية‪.‬‬
‫إضددافة إلددى الم كمددة الدسددتورية التددي تقددوم بمراقبددة دسددتورية‬
‫القوانين االت ادية االقوانين التي تصدرها الواليات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬وظائف الدولة‬


‫تمارال الدالة مجموعة من المهدام االوظدائف تددخل فدي إطدار‬
‫سعيها لخدمة الصالا العام‪.‬‬
‫اقدددد تطدددورت فلسدددفة أنشدددطة الدالدددة ليدددث أصدددب د تشدددمل‬
‫مجاالت مختلفة سن صرها في ثحث نطاقات أا م اار‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوظيفة القانونية‪.‬‬
‫ن‪ -‬الوظيفة اإلدارية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الوظيفة االقتصادية – االجتماعية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الوظيفة‬


‫القانونية‬
‫تعد من أبرز الوظائف الكحسديكية للدالدة ايددخل فدي إطارهدا‬
‫بددددارها ثحثدددة اظدددائف يمكدددن أن ن صدددر فدددي نطاقهدددا‪ :‬التشدددريم –‬
‫التنفيذ‪ -‬القضاء اكل من هذه الوظائف موكور لسلطة معينة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفرع األول‪ :‬وظيفة التشريع‬
‫يقصدددد بالتشدددريم كمصددددر رسدددمي للقدددانون‪ :‬اضدددم القواعدددد‬
‫القانونيددة فددي صددورة مكتوبددة بواسددطة السددلطة المختصددة فدي الدالددة‬
‫افقا ك إلجراءات م ددة امنصو عليها في الدستور‪.‬‬
‫ايستجيب التشدريم لمقتضديات تطدور المجتمدم لسدرعة اضدعب‬
‫اتعديلب التى إلاائب‪.‬‬
‫إضدددافة إلدددى كوندددب يعمدددل علدددى توليدددد القدددانون داخدددل الدالدددة‬
‫الوالدة من ليث‪:‬‬
‫‪ -‬عمومية أ أنب عام على الجميم‪.‬‬
‫‪ -‬سريانب على مجموع البحد مدن أجدل تنظديم مختلدف أد ان‬
‫ال ياة في المجتمم‪.‬‬
‫اإذا كدددان البرلمدددان يعدددد صدددالب االختصدددا األصددديل فدددي‬
‫التشريم فهذا ال يعني أنب يمارسب بمفدرده ذلدك أندب أصدب د تتقاسدم‬
‫هددذه الوظيفددة مجموعددة مددن الجهددات اهددي إضددافة إلددى البرلمددان‪:‬‬
‫رئي الدالة ثم ال كومة‪.‬‬
‫ما هو أكل هذه الم سسة؟‬
‫أار نقطدددة تثدددار عندددد ال دددديث عدددن أدددكل البرلمدددان هدددي تلدددك‬
‫المتعلقة بعددد مجالسدب ليدث يختلدف أدكل تكدوين البرلمدان فهدو إمدا‬
‫ألاد المجل أا ثنائياك‪.‬‬
‫* البرلمددان األلدداد المجل د ‪ :‬فددي إطددار هددذا النظددام يمددارال‬
‫مجلددد االدددد الوظيفدددة التشدددريعية ام ايدددا هدددذا النظدددام أندددب يتسدددم‬
‫بالبساطة في إجراءاتب التشريعية اكذلك اإلنجاز السريم لها‪.‬‬
‫* البرلمددان الثنددائي المجلدد ‪ :‬اهددو النظددام الددذ يمددارال فيددب‬
‫التشددريم مجلسددين بدددر المجلد الوالددد اكمددا قددد نجددده فددي األنظمددة‬
‫الفيدرالية فهو يتواجد أيضا ك في الدار البسيطة‪.‬‬
‫اقددد عددرف نظددام الثنائيددة المجلسددية نقاأ دا ك ااسددعا ك بددين م يددد ل دب‬
‫امعارض العل أهم م ايا هذا النظام‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ -‬منددم اسددتبداد البرلمددان أ أن توزيددم اظيفددة التشددريم بددين‬
‫مجلسين سيمنم ألدهما من االستبداد بهذه الوظيفة االتكارها‪.‬‬
‫‪ -‬عدم التسرع فدي اضدم القدانون‪ :‬ذلدك أن القدانون المصدوت‬
‫عليب من طرف مجل االدد قدد يكدون صدادرا ك عدن انفعدار جمداعي‬
‫أا تصويد مفاجئ ااجود مجلسين سيضمن توازنا ك أفضل في إعدداد‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ -‬التوفيق بين السلطتين التنفيذية االتشريعية‪ :‬في لالدة اجدود‬
‫صددراع بددين ألددد المجلسددين اال كومددة يقددوم المجل د افخددر ب ددل‬
‫األزمة االت كيم‪.‬‬
‫‪ -‬رفدم مسدتو كفداءة البرلمدان عدن طريدق إدخدار العناصدر‬
‫ذات الكفددداءة امدددنا الفرصدددة لتمثيدددل أصددد ان المصدددالا المختلفدددة‪:‬‬
‫المهنية‪ -‬الجماعات الم لية‪...‬‬
‫بالنسددبة للماددرن عددرف طددوار تجربتددب البرلمانيددة النظددامين‬
‫معددداك؛ أ نظدددام البرلمدددان ذ المجلددد الوالدددد اذلدددك مدددم دسددداتير‬
‫‪ 1992-1972 -1970‬ثدددم نظدددام البرلمدددان ذ مجلسدددين مدددم أار‬
‫دستور للمملكة سنة ‪ 1962‬ثم مدم دسدتور ‪ 1996‬االدسدتور ال دالي‬
‫لسددنة ‪ .2011‬اهكددذا يتكددون البرلمددان الماربددي مددن مجل د النددوان‬
‫اينتخددب بطريقددة عامددة مباأددرة ثددم مجلدد المستشددارين اينتخدددب‬
‫بشكل غير مباأر عن طريق هيندات ناخبدة تمثدل الجماعدات الم ليدة‬
‫ثم الارف المهنية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وظيفة التنفيذ‬


‫تقددددوم الدالددددة بوظيفددددة تنفيددددذ مقتضدددديات التشددددريم بواسددددطة‬
‫القرارات التي تصدرها‪.‬‬
‫ايمارال هذه الوظيفة الجهاز التنفيذ أا السلطة التنفيذية اقدد‬
‫تكون هذه السلطة إمدا فدي يدد أدخا االدد ايسدمى الجهداز التنفيدذ‬
‫األلددداد الفدددرد أا تمارسدددها جهتدددين‪ :‬أ رئدددي أا ملدددك الدالدددة‬
‫اال كومة افي هذه ال الة تدعى وجهاز تنفيذ ثنائيو‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫امهام السلطة التنفيذية كما أسلفنا هي‪:‬‬
‫‪ -‬تنفيدددذ القدددوانين الصدددادرة عدددن البرلمدددان عدددن طريدددق اإلدارة‬
‫الموضوعة رهن إأارتها اتصرفها‪.‬‬
‫التى تتمكن من ممارسدة مهامهدا فدرن السدلطة التنفيذيدة تملدك‬
‫اسائل العمل لذلك اهي‪:‬‬
‫* جهاز األمن لتتمكن من السهر على تنفيذ القوانين‪.‬‬
‫* التصرف في مالية الدالة لتتمكن من تنفيذ سياسة البحد‪.‬‬
‫* ممارسة الش ان الدبلوماسية في إطدار التعامدل مدم المجتمدم‬
‫الدالي‪.‬‬
‫* الدفاع الوطني‪ :‬تنظيم الجيش‪...‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬وظيفة القضاء‬


‫تمارال هذه السلطة اظيفة الفصل فدي المنازعدات بدين األفدراد‬
‫االجماعددات عددن طريددق إصدددار األلكددام التددي تختلددف لسددب نددوع‬
‫الن اع اتوكل لجهات معيندة خاصدة اهدي الم داكم بجميدم درجاتهدا‬
‫ثم النيابة العامة‪.‬‬
‫أما عن طبيعة الن اعات فهي متنوعة قد تنشأ بين األفراد فيمدا‬
‫بيددددنهم أا فيمددددا بيددددنهم ابددددين اإلدارة أا فيمددددا بددددين هينددددات إداريددددة‬
‫ام سسات عمومية‪.‬‬
‫‪ -‬كمددا قددد يكددون الن د اع دالي دا ك ب دين دالتددين أا دالددة امنظمددة‬
‫دالية‪ ...‬افي هذه ال الة يكون التقاضي علدى مسدتو دالدي يوكدل‬
‫أمر البث فيب إلى جهة قضائية دالية‪.‬‬
‫‪ -‬كمددا يخددتا القضدداء بددالنظر فددي دسددتورية القددوانين امددد‬
‫مطابقتها لدستور الدالة‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن السدلطة القضدائية تسدتطيم أن تخلدق القدانون فدي لالدة‬
‫غيان النا اذلك بواسطة االجتهادات القضائية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ألكددام القضدداء النهائيددة تسددر علددى الجميددم اال يمكددن إعددادة‬
‫الفصدددل فدددي نفددد الددددعو التدددي سدددبق الفصدددل فيهدددا بألكدددام نهائيدددة‬
‫استنفذت كل طرق الطعن الممكنة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوظيفة اإلدارية‬


‫يراد بها نشاط الدالة في أد ان اإلدارة االممارسدات اإلداريدة‬
‫لفائدة المواطنين عن طريق األجه ة اإلدارية كالبنايات اإلدارية بمدا‬
‫ت تويب من اسائل مادية اموارد بشرية ايطلدق علدى تلدك الخددمات‬
‫األنشطة المرفقية اهي الموكور بها أساسدا ك إلدى الدوزارات بمختلدف‬
‫أنواعها‪.‬‬
‫اجدددودة تلدددك الخددددمات اإجدددراءات تنفيدددذها تختلدددف بددداختحف‬
‫إمكانيدددات الدالدددة الماديدددة اقددددرتها علدددى مسدددايرة التطدددور العلمدددي‬
‫االتكنولوجي‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الوظيفة‬


‫االقتصادية واالجتماعية‬
‫تكمن هاتين الوظيفتين أساسا ك من جهة في األنشدطة االقتصدادية‬
‫التي تقوم بها الدالة سدواء أكاندد تلدك األنشدطة تجاريدة أا صدناعية‬
‫مدددن أجدددل تلبيدددة التياجدددات المدددواطنين امدددن جهدددة أخدددر تاطدددي‬
‫األنشددطة االجتماعيددة التددي تهدددف إلددى تقددديم الضددمانات االخدددمات‬
‫االجتماعية للمنتفعدين منهدا مدن ذلدك‪ :‬التاطيدة االجتماعيدة االتعداان‬
‫الوطني‪.2...‬‬
‫مددرت هددذه الوظيفددة إذن بمجموعددة مددن المرالددل علددى الشددكل‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ - 1‬مليكة ال روخ‪ :‬القانون التستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬


‫‪ - 2‬نفن المرجع‪ ،‬ص‪.26 :‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -1‬اضدددعية الدالدددة الددددركي‪ :‬فدددي هدددذه المرلدددة كاندددد اظيفدددة‬
‫الدالددة تقتصددر علددى إقددرار األمددن الددداخلي (الفصددل فددي المنازعددات‬
‫اإقامدة العددر) االدددفاع عدن سدحمة التددران ضدد أ خطدر خددارجي‬
‫(العحقددات الخارجيددة االممارسددة الدبلوماسددية) ابالتددالي كددان هدددفها‬
‫إقددددرار التددددوازن المجتمعددددي ااالبتعدددداد عددددن التدددددخل فددددي المجددددار‬
‫االقتصاد ‪.‬‬
‫‪ -2‬اضعية الدالة‪ -‬العناية‪ :‬بعد األزمة االقتصادية العالمية إثدر‬
‫ال ربين العالميتين خرجد الدالة عن ليادها اأصدب د تتددخل فدي‬
‫القضدايا االقتصددادية ااالجتماعيدة برسددم الخطد اتقددديم المسدداعدات‬
‫لهذا المجار ااالهتمام بالقطاع العام إلى جانب القطاع الخا ‪.‬‬
‫‪ -3‬اضدعية الدالدة التابعدة‪ :‬بعدد األزمدات الماليدة ااالقتصدادية‬
‫لدار العالم الثالدث أصدب د السياسدة االقتصدادية ااالجتماعيدة لهدذه‬
‫الدددار تصددنم خارجهددا مددن قبددل صددنداق النقددد الدددالي االم سسددات‬
‫المالية الدالية ابالتالي بنداءا علدى توجيهدات هدذه الم سسدات الداليدة‬
‫الماليدة االدددار الرأسددمالية أصددب د دار العدالم الثالددث تشددجم عل دى‬
‫خوصصة االقتصاد‪:‬‬
‫‪ -‬تبني سياسة التقشف‪.‬‬
‫‪ -‬تجميد األجور‪.‬‬
‫‪ -‬تقليا مناصب الشال‪...‬‬

‫‪36‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬الدستور‬

‫‪37‬‬
‫نتنددداار مدددن خدددحر هدددذا الم دددور مجموعدددة مدددن اإلأدددكاليات‬
‫المرتبطة بالدساتير اذلك على الشكل التالي‪:‬‬
‫المب ث األار‪ :‬ماهية الدستور‪.‬‬
‫المب ث الثاني‪ :‬مصادر القانون الدستور ‪.‬‬
‫المب ث الثالث‪ :‬أنواع الدساتير‪.‬‬
‫المب ث الرابم‪ :‬اضم الدساتير‪.‬‬
‫المب ث الخام ‪ :‬تعديل اإلااء الدساتير‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الدستور‬
‫الراجا أن كلمدة دسدتور ليسدد عربيدة األصدل إنمدا هدي كلمدة‬
‫فارسية اتعندي األسداال أا القاعددة كمدا تعندي اإلذن أا التدرخيا‬
‫اهددذا التعبيددر يقابلددب فددي اللاددة الفرنسددية مصددطلا ‪ Constitution‬ايعنددي‬
‫التأسي أا البناء أا التنظيم‪ .1‬الدستور إذن هو مجموعة من القواعدد‬
‫القانونيدة مكتوبدة أا عرفيدة تقدنن النظدام السياسدي فدي الدالدة ات دددد‬
‫أكلها ‪ :‬بسيطة أا مركبة اأكل ال كم بداخلها‪ :‬ملكي أا جمهور‬
‫اأدددكل النظدددام السياسدددي رئاسدددي أم برلمددداني‪ ...‬كمدددا ت ددددد توزيدددم‬
‫االختصاصددات بددين السددل ‪ :‬التشددريعية التنفيذيددة القضددائية اطددرق‬
‫الوصدددور إلدددى ال كدددم ثدددم ال ريدددات العامدددة للمدددواطنين االنظدددام‬
‫االقتصاد للدالة‪...‬‬
‫ي تددل القددانون الدسددتور المرتبددة األعلددى فددي تراتبيددة القواعددد‬
‫القانونية ايعد من القدانون العدام الدداخلي إلدى جاندب قدوانين أخدر ‪:‬‬
‫إدار لريات عامة قانون مالي اكلهدا قدوانين تسدتند إلدى القدانون‬
‫الدستور ‪.‬‬
‫امدددن أجدددل تعريدددف الدسدددتور اعتمدددد الفقدددب الدسدددتور علدددى‬
‫معيدددارين‪ :‬المعيدددار الشدددكلي ايسدددمى كدددذلك العضدددو ثدددم المعيدددار‬
‫الموضوعي أا الماد ‪.‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬القانون التستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬

‫‪38‬‬
‫‪Critère‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬المعيار الشكلي‬
‫‪Formel‬‬
‫يسدددتند هدددذا المعيدددار إلدددى أن كدددل قاعددددة قانونيدددة تعتبدددر قاعددددة‬
‫دستورية إذا ما كان منصوصدا ك عليهدا فدي صدلب الدسدتور المكتدون‬
‫اهذا معناه أن كل م تويدات اثيقدة الدسدتور تعتبدر قواعدد دسدتورية‬
‫اكل قاعدة ال تتضمنها هذه الوثيقة ال تعد من القواعد الدستورية‪.‬‬
‫ابالتدددالي تقتصدددر دراسدددة القدددانون الدسدددتور لسدددب المعيدددار‬
‫الشدكلي علدى القواعددد التدي تتضدمنها اثيقددة الدسدتور ايصدبا معنددى‬
‫القانون الدستور متطابقا ك مم مفهوم الدستور‪.‬‬
‫ايرجدددم ظهدددور المعيدددار الشدددكلي إلدددى انتشدددار لركدددة تدددداين‬
‫الدسدداتير فددي العددالم التددي بدددأت بدسددتور الواليددات المت دددة األمريكيددة‬
‫سنة ‪ 1887‬ثم في فرنسا اانتشرت بعد ذلك إلى بقية دار العالم‪.‬‬
‫اقددد نددتم عددن تددداين الدددار لدسدداتيرها ارتبدداط ت ديددد معنددى‬
‫القدددانون الدسدددتور بالوثيقدددة الدسدددتورية ذاتهدددا أ طبقدددا ك للمعيددددار‬
‫الشكلي‪.‬‬
‫ابالتددالي يص دبا تعريددف الدسددتور طبق دا ك لهددذا المعيددار الشددكلي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬و مجموعددة القواعددد األساسددية المنظمددة للدالددة التددي صدددرت‬
‫في أكل اثيقة دستورية من السلطة المختصة بذلك‪.‬‬
‫اتبعا ك لذلك يذهب الفقب إلدى أن القدانون الدسدتور تبعدا ك للمعيدار‬
‫الشددكلي يكددون هددو الدسددتور المطبددق فع دحك فددي اقددد معددين افددي بلددد‬
‫معين االمدان في اثيقة رسمية تسمى والدستورو‪.1‬‬
‫* إيجابيات المعيار الشكلي‪:‬‬
‫مدددن أهدددم اإليجابيدددات التدددي سدددجلد لصدددالا هدددذا المعيدددار هدددي‬
‫البسدداطة االوضددو ليددث ت ديددد القددانون الدسددتور افق دا ك للمعيددار‬
‫الشددكلي يتسددم بالسددحلة إذ يكفددي أن نتأكددد مددن انتمدداء هددذه القاعددة أا‬
‫تلك إلى صلب الدستور لنقور بأنها قاعدة قانونية دستورية‪.‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬القانون التستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 :‬‬

‫‪39‬‬
‫* سلبيات المعيار الشكلي‪:‬‬
‫أمددا االنتقددادات الموجهددة لهددذا المعيددار فدديمكن التطددرق ألهمهددا‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬مدددن الصدددعب االعتمددداد علدددى هدددذا المعيدددار عندددد الددددار ذات‬
‫الدساتير العرفية (بريطانيا مثح)؛ ألنها ال تتدوفر علدى اثيقدة مكتوبدة‬
‫تضم القواعد الدستورية للدالة‪.‬‬
‫‪ -‬لتدددى بالنسدددبة للددددار التدددي لهدددا دسددداتير مكتوبدددة ال يصدددلا‬
‫المعيدددار الشددددكلي إلعطدددداء تعريددددف أدددامل لجميددددم قواعددددد القددددانون‬
‫الدسدددتور ؛ ألندددب ينفدددي اجدددود قواعدددد دسدددتورية مصددددرها العدددرف‬
‫الدسدددتور إذ أن نظدددام ال كدددم فدددي أيدددة دالدددة ال ت ددددده النصدددو‬
‫المكتوبدة فدي الوثيقدة الدسدتورية فقد اإنمدا تشدترك فدي هدذا الت ديددد‬
‫قواعد أساسدية أخدر ذات طبيعدة دسدتورية الكنهدا موجدودة ضدمن‬
‫قوانين عادية أا قواعد غير مدانة‪.‬‬
‫‪ -‬اجود قضايا ذات ارتباط اثيدق بموضدوع الدسدتور اتتصدل‬
‫اتصددداالك اثيقدددا ك بتنظددديم السدددلطات اممارسدددتها تقدددم خدددارج الدسدددتور‬
‫اتنظمها قواعد قانونية عادية‪.‬‬
‫‪ -‬اعلددى العكددد توجددد ألياندددا ك قواعدددد تددنظم قضدددايا ال تددددخل‬
‫ضمن قواعد القانون الدسدتور عدادة ايدتم الدنا عليهدا فدي صدلب‬
‫الدساتير اافقا ك للمعيار الشكلي ستصبا طبعا ك قواعد دستورية‪.‬‬
‫من األمثلة على ذلك‪ :‬ما تضمنب الدستور السويسر من تنظيم‬
‫لعمليدددة ذبدددا ال يواندددات اكددددذلك التعدددديل الثدددامن عشدددر للدسددددتور‬
‫األمريكدددي لسدددنة ‪ 1919‬االقاضدددي بت دددريم إنتددداج الخمدددور أا نقدددل‬
‫المشددرابات الك وليددة أا اسددتيرادها ألغددراض الشددرن امددا تضددمنب‬
‫الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1848‬مدن إلاداء عقوبدة اإلعددام فدي الجدرائم‬
‫السياسية‪ 1‬اكلها مواضيم بعيدة عن موضوع الدستور طبعدا ك األمدر‬
‫الذ يعد إق اما ك أللكام ليسد لها طبيعة دستورية في اثيقة الدسدتور‬
‫طبقا ك للمعيار الشكلي‪.‬‬

‫‪ - 1‬أحمت بنككون‪ :‬القانون التستوري والنظم السلبية‪ ،‬مطبعة طه حسين‪ ،‬وجتة‪ ،1992 ،‬ص‪.79 :‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -‬إذا كددان المعيددار الشددكلي فددي تعريددف الدسددتور يعتمددد علددى‬
‫الوثيقددة الدسددتورية نفسددها امددا تتضددمنب مددن ألكددام اقواعددد ابمددا أن‬
‫هذه األلكام تختلف من دالة ألخر فرن األخدذ بهدذا المعيدار يد د‬
‫لتما ك إلى عدم اجود تعريف مولدد ام ددد للدسدتور ابالتدالي يخلدق‬
‫صعوبة في اضم تعريف مولد للقانون الدستور ‪.‬‬
‫يتضا من خحر هذه االنتقدادات االسدلبيات أن المعيدار الشدكلي‬
‫لم يدتمكن مدن تقدديم تعريدف ااضدا اأدامل للدسدتور ابالتدالي اتجدب‬
‫فقددددب القددددانون الدسددددتور إلددددى ضددددرارة االعتمدددداد علددددى المعيددددار‬
‫الموضوعي أا الماد ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المعيار‬


‫الموضوعي ‪Critère objectif‬‬

‫يعتمد المعيار الموضوعي أا الماد في تعريف الدستور علدى‬


‫المضددددمون أا الموضددددوع أا المددددادة بادددد النظددددر عددددن الشددددكل‬
‫ااإلجراءات المتخذة إلصدار قواعده للتميي بدين القواعدد الدسدتورية‬
‫اغير الدستورية‪.‬‬
‫ابندداءا ك علددى ذلددك يتضددمن القددانون الدسددتور جميددم القواعددد‬
‫التي لها طبيعة دستورية أيا ماكان مصدرها سواء تضدمنتها الوثيقدة‬
‫الدسدددتورية أا نظمدددد بقدددوانين عاديدددة أا كدددان مصددددرها العدددرف‬
‫الدستور ‪.‬‬
‫اإذا كددان معظددم فقهددداء القددانون الدسدددتور يأخددذان بالمعيدددار‬
‫الموضوعي في تعريف الدستور ايرج ونب علدى المعيدار الشدكلي‬
‫فرنهم اختلفوا في ت ديد المواضديم التدي يتضدمنها القدانون الدسدتور‬
‫طبق دا ك لهددذا المعيددار‪ .‬اعليددب يمكددن أن نتطددرق لهددذه االختحفددات عل دى‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬رك د جانددب مددن الفقددب علددى عنصددر الدالددة لت ديددد مضددمون‬
‫الدسددتور االقددانون الدسددتور ليددث يددذهب إلددى أن القددانون يتضددمن‬
‫القواعد التي توضا طبيعة الدالة أكلها‪ :‬مولدة أم فيدراليدة اندوع‬

‫‪41‬‬
‫ال كومة‪ :‬جمهورية أم ملكية اكذا ت ديد المبادن األساسدية الخاصدة‬
‫بتنظيم السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬في لين ذهب اتجاه آخر إلى تعريف القانون الدستور علدى‬
‫أساال كونب فن تنظيم السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬أما االتجاه الثالدث فقدد ربد بدين القواعدد القانونيدة الدسدتورية‬
‫اال رية ابالتالي فالقانون الدستور هو فن تنظيم ال رية‪.‬‬
‫‪ -‬اذهددب االتجدداه األخيددر إلددى التوفيددق بددين السددلطة اال ريددة‬
‫ليدددث يعتبدددر القدددانون الدسدددتور هدددو القدددانون الدددذ يسدددعى لت قيدددق‬
‫التعايش االتوافق بين السلطة اال رية في الدالة‪.1‬‬
‫ابالتدددددالي إذا كاندددددد هنددددداك إيجابيدددددات فدددددي األخدددددذ بالمعيدددددار‬
‫الموضوعي لتعريف القانون الدسدتور تسدما بشدمولية هدذا القدانون‬
‫لكل القواعد ذات الصلة بالدالة االسلطة السياسية‪ ...‬ابكل ما يتعلدق‬
‫بممارسة هذه السدلطة‪ ...‬فرندب يعدان علدى هدذا المعيدار اسدتاراقب لكدل‬
‫القواعد ذات الصدلة بالدالدة االسدلطة كقواعدد القدانون الددالي مدثحك‬
‫ااإلدار ‪ ...‬افددي نفد الوقددد سدديعمل علددى تضددييق مجددار القددانون‬
‫الدستور ليت ور إلى مجرد قواعد قانونية مرتبطدة بتنظديم السدلطة‬
‫اممارستها دان أن يرقى إلى دراسة الهينات السياسية االم سسدات‬
‫الخارجددة عددن نطدداق ال كددم االسددلطة لكنهددا ت د ثر فيهددا اتتددأثر بهددا‬
‫كاألل ان السياسية‪ -‬جماعات الضا ‪...‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر القانون‬


‫الدستوري‬
‫تنقسددددم مصددددادر القددددانون الدسددددتور إلددددى قسددددمين رئيسدددديين‬
‫المصددادر المباأددرة أا الرس دمية االمتمثلددة فددي الدددين‪ -‬التشددريم ثددم‬
‫العددرف الدسددتور االمصددادر غيددر المباأددرة االتددي تسددمى كددذلك‬
‫الموضوعية أا التفسيرية ايدخل ضمنها القضاء االفقب‪.‬‬

‫‪ - 1‬للمزيت في التف يل حول الموضوع انظر‪:‬‬


‫‪ -‬أحمت بنككون‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 80 :‬وما بعتها؛‬
‫‪ -‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 24 :‬وما بعتها‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫اتختلدددف أهميدددة هدددذه المصدددادر مدددن بلدددد فخدددر لسدددب تندددوع‬
‫الثقافات االمرجعيات اإليديولوجية االقانونية‪.‬‬
‫سنرك فدي هدذا اإلطدار علدى المصدادر الرسدمية اتشدمل هدذه‬
‫المصددادر ثحثددة م ددددات‪ :‬الدددين‪ -‬التشددريم‪ -‬ثددم العددرف اسددنتعرض‬
‫لكل منها على لدة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الدين‬


‫تختلددف األديددان لسددب األلكددام التددي تددأتي بهددا منهددا مددا يت دددد‬
‫دارها في المسائل العقائدية ااألخحقية كالدين المسدي ي امنهدا مدن‬
‫يضيف إلى ذلك كدل مدا يتعلدق بتنظديم العحقدات بدين األفدراد الدنيويدة‬
‫ااالجتماعية االمعامحت كاإلسحم‪.‬‬
‫ابالتدالي يصدبا الدددين مصددرا ك للقددانون بمقددار مددا يتضدمن مددن‬
‫قواعددد منظمددة للددرااب االجتماعيددة المختلفددة اهددذا مددا ينطبددق علددى‬
‫الشريعة اإلسحمية التي ظلد مصدرا ك رئيسيا ك االيدا ك للقدانون بجميدم‬
‫فراعددب داخددل البلدددان اإلسددحمية مدددة ثحثددة عشددر قرن دا ك تقريب دا ك قبددل‬
‫السيطرة االستعمارية الاربيدة علدى مجموعدة مدن هدذه البلددان االتدي‬
‫عملد على غ ا األرض االفكر االقانون‪.‬‬
‫امددم ذلددك ظددل الدددين اإلسددحمي يشددكل مصدددرا ك هام دا ك للقددانون‬
‫االقددانون الدسددتور فددي البلدددان اإلسددحمية مددن ذلددك مددثحك مددا تددنا‬
‫عليددب الدسدداتير الماربيددة المتعاقبدة اآخرهددا الدسددتور ال ددالي ‪2011‬‬
‫الدذ جداء فددي تصدديره‪ :‬و المملكدة الماربيددة دالدة إسدحمية‪...‬و افدي‬
‫الفصدددل ‪ : 3‬و اإلسدددحم ديدددن الدالدددة‪...‬و االفصدددل ‪ 175‬يقضدددي بدددأن‬
‫األلكام المتعلقة بالدين اإلسحمي ال يمكن أن تتناالها المراجعة‪.‬‬
‫تتمثددل أهددم المبددادن الدسددتورية اإلسددحمية التددي تشددكل األسدداال‬
‫الذ يقوم عليب نظام ال كم االدالدة فدي اإلسدحم فدي‪ :‬مبددأ الشدور ‪-‬‬
‫مبدأ العدالة ثم مبدأ كفالة ال قوق اال ريات العامة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪Législation‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التشريع‬
‫يقصدددد بالتشدددريم باعتبددداره مصددددرا ك رسدددميا ك القواعدددد القانونيدددة‬
‫المدانة الصادرة من السلطة المختصة بذلك افقا ك إلجراءات معينة‪.‬‬
‫االسددلطة المختصددة بعمليددة التشددريم هددي السددلطة التشددريعية‬
‫افي إطار القانون الدستور يقصد بالتشريم‪ :‬الوثيقة الدستورية امدا‬
‫تتضمنب من نصو دسدتورية صدادرة عدن المشدرع الدسدتور أا‬
‫السلطة التأسيسية برجراءات خاصة سواء في اضعها أا تعديلها‪.‬‬
‫كمدددا يقصدددد بدددب كدددذلك‪ -‬طبقدددا ك للمعيدددار الموضدددوعي‪ -‬القدددوانين‬
‫العادية التي تصدر عن طريق المشرع العاد االمتضمنة مواضيم‬
‫دستورية أا ذات طبيعة دستورية ايطلدق عليهدا‪ :‬القدوانين التنظيميدة‬
‫أا األساسددية ‪ Les lois organiques‬القددد ازدادت أهميددة التشددريم فددي‬
‫الوقدددد ال اضدددر لتدددى أخدددذ مركددد الصددددارة بدددين مصدددادر القدددانون‬
‫الدستور الرسمية في الدار ذات الدساتير المكتوبة‪.1‬‬
‫ابالتالي يدخل في إطار التشريم كمصددر مدن مصدادر القدانون‬
‫الدستور الرسمية م ددين رئيسيين‪:‬‬
‫‪ -1‬اثيقدددة الدسدددتور‪ :‬االتدددي تمثدددل المصددددر الرئيسدددي للقواعدددد‬
‫الدستورية في دار الدساتير المدانة بما تتضمنب من ألكدام امبدادن‬
‫أساسددددية تتعلدددددق بتنظدددديم السدددددلطات العامددددة فدددددي الدالددددة ات ديدددددد‬
‫اختصاصددداتها القدددوق الريدددات األفدددراد اتوضددديا االتجاهددددات‬
‫السياسية ااالجتماعية ااالقتصادية لنظام ال كم‪.‬‬
‫‪ -2‬القدددوانين التنظيميدددة أا األساسدددية‪ :‬المقصدددود بهدددا مجموعدددة‬
‫القوانين الصادرة من السدلطة التشدريعية االمتعلقدة بتنظديم السدلطات‬
‫العامة في الدالة ااختصاصاتها اكيفية ممارستها لوظيفتهدا أ أنهدا‬
‫تتصل بمواضيم دستورية في جوهرها‪.‬‬
‫لالتتلاب اذا كانددد اثيقددة الدسددتور طبقددا للمعيددار الموضددوعي تعتبددر المصدددر‬
‫األار للقواعددد الدسددتورية فرنهددا ليسددد المصدددر المدددان الوليددد فددي دار الدسدداتير‬
‫المكتوبة ليث تلعب القوانين التنظيمية (األساسية) دارا هامدا باعتبارهدا تدنظم اتددقق‬
‫مجموعددة مددن المقتضدديات الددواردة فددي الدسددتور‪ .‬أهميددة هددذه القددوانين إذن ترجددم إلددى‬
‫مضمونها اطبيعة موضوعاتها الدستورية التصالها بتنظيم السلطات في الدالة‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬النظم السياسية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.408 :‬‬

‫‪44‬‬
‫يصدر هذا النوع من القوانين بناءا على إلالة من الوثيقة الدستورية من أمثلة‬
‫هددذه القددوانين التنظيميددة‪ :‬فددي الماددرن ألددار دسددتور ‪ 2011‬علددى لددوالي ‪ 20‬قددانون‬
‫تنظيمي متعلقة بتنظيم اتدقيق مجموعة من المقتضيات من ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬قانون تنظيمي متعلق بنظام انتخان مجل النوان‬
‫‪ -‬قانون تنظيمي متعلق بنظام انتخان مجل المستشارين‬
‫‪ -‬قانون تنظيمي متعلق بكيفية تنظيم اتسيير أأاار ال كومة‬
‫‪ -‬قانون تنظيمي متعلق بمجل الوصاية‬
‫إضافة الى مجموعة من القوانين التنظيمية الهامة‪.‬‬
‫رغم أهمية القوانين التنظيمية( األساسية)فهي ال تستطيم مخالفة الدستور ليث‬
‫تضعها غالبية الدار في مرتبة اسطى بين اثيقة الدستور االقوانين العاديدة رغدم أن‬
‫بع الدار تضم جانبا من هذه القوانين في نف مرتبة الوثيقة الدستورية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العرف الدستوري‬


‫ي تدددل العدددرف الدسدددتور كمصددددر رسدددمي امباأدددر للقواعدددد‬
‫الدسددتورية مكانددة هامددة سددواء فددي دار الدسدداتير غيددر المدانددة أ‬
‫العرفيدددة أا الددددار ذات الدسددداتير المداندددة االمكتوبدددة ايعتبدددر هدددذا‬
‫المصدر أقدم مصدر رسمي للقوانين الدستورية‪.‬‬
‫الكددي يقددوم العددرف الدسددتور البددد أن يشددتمل علددى ركندددين‬
‫أساسيين‪ :‬الركن الماد االركن المعنو كما يتنوع بين عددة أندواع‬
‫من ليث القيمة القانونية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهمية العرف في‬


‫الدول ذات الدساتير العرفية‬
‫نقصدددد بالددددار ذات الدسددداتير العرفيدددة تلدددك الددددار التدددي يعدددد‬
‫العدددرف المصددددر األساسدددي االرئيسدددي لقواعددددها الدسدددتورية لدددذلك‬
‫يسددمى دسددتورها بددأ والدسددتور العرفدديو العددل أبددرز مثددار فددي هددذا‬
‫الصددد الدسددتور البريطداني‪ .‬امددم ذلدك فددرلى جاندب الدسددتور العرفددي‬

‫‪45‬‬
‫فددي بريطانيددا توجددد فددي هددذا البلددد عددددا ك مددن القددوانين المدانددة‪ -‬أ‬
‫المكتوبدددة‪ -‬تنظددديم القضدددايا الدسدددتورية االجتماعيدددة كت ديدددد ال قدددوق‬
‫اال ريات لكنها تعد ثانوية مقارنة بالدستور العرفي‪.‬‬
‫كمددا توجددد العددادات الدسددتورية التددي لددم يتكتددب لهددا االسددتقرار‬
‫االثبات بعد لتت ور إلى عرف دستور ‪.‬‬
‫ابالتالي يتضا لنا الفرق بدين العدرف الدسدتور باعتبداره ألدد‬
‫مصددادر القواعددد الدسددتورية االدسددتور العرفددي كمجموعددة قواعددد‬
‫تددنظم السددلطة اممارسددتها فددي الدالددة دان أن تدددان افددق إجددراءات‬
‫خاصة في اثيقة دستورية رسمية‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور العرف في دول‬


‫الدساتير المكتوبة‬
‫ي كد أغلدب فقهداء القدانون الدسدتور تمتدم العدرف الدسدتور‬
‫بددالقوة القانونيددة باعتبدداره مصدددرا ك رسددميا ك فددي الدددار ذات الدسدداتير‬
‫المكتوبة اذلدك نظدرا ك لدداره الفعدار فدي تعدوي الدنق الدذ يندتم‬
‫عن م االة تنظديم مختلدف العحقدات ذات الطدابم السياسدي بواسدطة‬
‫قواعد مكتوبة امنصو عليها فدي صدلب الدسدتور األمدر الدذ ال‬
‫يت قق دائما ك بسبب التطور االتاير الذ تعرفب المجتمعات السياسية‬
‫ابالتددالي تبددرز مكانددة العددرف الدسددتور اداره فددي تجددااز الددنقا‬
‫الدستور في البحد‪.‬‬
‫إذا كان جانب من الفقب الدستور قدد أنكدر علدى العدرف قيمتدب‬
‫القانونيددددة الددددم يعتددددرف لددددب بددددأ دار كمصدددددر رسددددمي للقواعددددد‬
‫الدستورية رغم االعتراف بأهميتب السياسية فرن االتجاه الدراجا فدي‬
‫الفقب ذهب إلى أن الواقم ي كد اجود قواعد دستورية لها قدوة قانونيدة‬
‫ترجم الى العدرف الدي الدى نصدو دسدتورية الجدتهم فدي ذلدك‬
‫أن العرف أكثر قددرة مدن القواعدد الدسدتورية المكتوبدة علدى معالجدة‬

‫‪ - 1‬أحمت بنككون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87 :‬‬

‫‪46‬‬
‫المشاكل الناتجدة عدن العحقدة بدين السدلطات ال اكمدة فدي الدالدة ألندب‬
‫يتحءم مم الواقم االظراف‪.‬‬
‫يخلددا هددذا االتجدداه الددى أن العددرف الدسددتور يتمتددم بددالقوة‬
‫القانونية باعتباره مصدرا رسميا من مصادر القدانون الدسدتور فدي‬
‫دار الدساتير المكتوبة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أركان العرف‬
‫الدستوري‬
‫كتدددب القدددانون الدسدددتور زاخدددرة بتعددداريف مختلفدددة للعدددرف‬
‫الدستور نورد بعضها لنستخلا منها أركان العرف الدستور ‪.‬‬
‫يددذهب األسددتاذ و ثددرات بدددا و إلددى أن العددرف الدسددتور ‪ :‬و‬
‫ينشأ لين تجر الهينات ال اكمة على عادة معينة في موضوع مدن‬
‫موضوعات القانون الدستور ايقوم في ضدمير الجماعدة اإللسداال‬
‫بوجون الترام هدذه العدادة ايسدتقر فدي ذهدن أفرادهدا أنهدا أصدب د‬
‫قاعدة قانونية مل مةو‪.‬‬
‫أما األستاذ و م سن خليلو فيعتبر العدرف الدسدتور ‪ :‬و عدادة‬
‫تتصدددل بنظدددام ال كدددم فدددي الدالدددة درجدددد الهيندددات ال اكمدددة علدددى‬
‫استعمالها ب يث تصبا هذه العادة قاعدة عامة مل مةو‪.1‬‬
‫اانطحقا ك مما ذكر يمكن أن ن دد أركان العرف الدستور كمدا‬
‫يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الرررركن المرررادي‪ :‬يدددراد بدددب االعتيددداد أ اعتيددداد إلدددد‬
‫السددلطات ال اكمددة علددى إتبدداع عددادة معينددة تتصددل بنظددام ال كددم فددي‬
‫الدالة بصفة مطردة اثابتدة اااضد ة بشدأن مسدألة دسدتورية معيندة‬
‫بما ي قق االعتياد على ذلك النهم‪.‬‬
‫التددى يتكددون هددذا الددركن المدداد للعددرف يلد م أن تتددوفر عدددة‬
‫أراط تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪– 1‬التكرار‪La répétition :‬‬
‫يفيد بضرارة تكرار التصرف أا اإلجراء من جانب السدلطات‬
‫ال اكمة ليث ال تنشأ العادة أا العرف من مجرد ااقعة االدة‪.‬‬
‫‪ -2‬العمومية‪La Généralité :‬‬
‫يقضددي هددذا الشددرط ب دأن يكددون التصددرف الصددادر مددن إلددد‬
‫السددلطات العامددة االددذ ت ددور إلددى عددادة بموجددب التكددرار عامددا‬
‫ب يث تلت م بب جميم السلطات في الدالة دان اعتراض من جانبها‪.‬‬
‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.424 :‬‬

‫‪48‬‬
‫‪La constance‬‬ ‫‪ -3‬االطراد والثبات‪:‬‬
‫يشددترط لتددى تكددون العددادة عرف دا ك قانوني دا ك أن تكددون هددذه العددادة‬
‫مطردة أن تتبم بصفة منتظمة امستقرة بدان انقطداع ليدث يتكدرر‬
‫العمل بها من جانب الهينات ال اكمة بصفة دائمة‪.‬‬
‫‪ -4‬ال ِقدم‪L'ancienneté :‬‬
‫لتدى تصدير العدادة عرفدا ك يجدب أن تكدون قديمدة أ أن يتددواتر‬
‫العمل بها مددة طويلدة تكفدي للداللدة علدى ثبوتهدا ااسدتقرارها ايتفدق‬
‫الفقب في هذا اإلطار على صعوبة ت ديد المدة بدقة‪.‬‬

‫‪ -5‬الوضوح‪:‬‬
‫‪La clarté‬‬
‫يفيددد هددذا الشددرط أن تتميدد العددادة بقدددر كبيددر مددن الوضددو‬
‫ب يث ال تكون قابلة لعدة تفسيرات أا تعطي التماالت غامضة‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي ‪L'élément Moral‬‬
‫هددو ركددن ضددرار اأساسددي لقيددام العددرف ايقصددد بددب بددأن‬
‫يسدددتقر فدددي ضدددمير الجماعدددة بدددأن العدددادة أا اإلجدددراء الصدددادر عدددن‬
‫السددلطات العامددة فددي الدالددة قددد أصددب د ااجبددب اإلتبدداع باعتبارهددا‬
‫قاعدة قانونية لها ما لجميم القواعد القانونية من قوة اإلل ام‪.‬‬
‫إذن هدددذا الدددركن يفيدددد اقتنددداع الدددرأ العدددام أ الشدددعب بدددالقوة‬
‫المل مة للقاعدة العرفيدة ابالتدالي عددم االعتدراض عليهدا فدي جاندب‬
‫السلطات ال اكمة اكذلك من جانب األفراد‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع العرف‬


‫الدستوري‬
‫يتنددوع العددرف الدسددتور لسددب دار العددرف بالنسددبة لوثيقددة‬
‫الدسدددتور فقدددد يقتصدددر داره علدددى مجدددرد تفسدددير نصدددو الوثيقدددة‬

‫‪ - 1‬للمزيت من التف يل له بهذا الخ وص انظر‪:‬‬


‫‪ -‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.107 :‬‬
‫‪ -‬عبت الحميت متولي‪ :‬القانون التستوري وا نظمة السياسية‪ ،1966 ،‬ص‪ 91 :‬و ما بعتها‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الدستورية اقد يقوم بسد النقا فيها اتكملتها اقد يتعدد ذلدك إلدى‬
‫تع دديل نصددو دسددتورية معينددة ابالتددالي يمكددن انطحق دا ك مددن ذلددك‬
‫ت ديد أنواع العرف الدستور في ثحثة على الشكل التالي‪:‬‬
‫سر‬‫أوال‪ :‬العرف المف ّ‬
‫يعمل هذا النوع من العرف الدستور على تفسير ما قدد يكدون‬
‫غامضدددا ك فدددي نصدددو الدسدددتور أ أندددب ينطلدددق مدددن النصددددو‬
‫الدسدددتورية المكتوبدددة ايعمدددل علدددى توضدددي ها اتفسددديرها إذا كاندددد‬
‫نصوصها غامضة أا مبهمة ابالتالي فهو ال ينشدئ قواعدد دسدتورية‬
‫جديدة اإنما يكتفي بتفسير اتوضيا القاعدة المكتوبة ليرتفم بهدا مدن‬
‫صفة القاعدة المبهمة إلى صفة القاعدة الواض ة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العرف المك ّمل‬
‫ينطلددق هددذا النددوع مددن العددرف مددن فرضددية اجددود نقددا أا‬
‫قصددور فددي األلكددام الددواردة فددي الوثيقددة الدسددتورية اذلددك بسددكوت‬
‫الدسدددتور عدددن تنظددديم موضدددوع معدددين مدددن المواضددديم الدسدددتورية‬
‫ابالتالي يتدخل العدرف لينشدئ لكمدا ك جديددا ك يسدد بدب أاجدب الدنقا أا‬
‫الفراأ الذ تركب المشرع الدستور الم يعالجب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬العرف المعدل‬
‫يقصد بب ذلك النوع من العرف الذ يعدر في نصو الوثيقة‬
‫الدستورية سواء برضافة ألكام جديدة إليها أا ب ذف ألكام منها‪.‬‬
‫فددرذا كددان العددرف المفسددر يقددوم بتفسددير اتوضدديا الامددوض‬
‫االعددرف المكمددل يسددد نقددا أا عجدد النصددو الدسددتورية فددرن‬
‫العرف المعدر يتعدد كدل ذلدك بدرجراء عمليدة تعدديل فدي النصدو‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬العرف المعدل بالحذف‪:‬‬
‫يقددوم بتعطيددل نددا مددن نصددو الدسددتور برسددقاط لددق مددن‬
‫ال قوق أا اختصا معين أقره الدسدتور لهيندة مدن هيندات الدالدة‬
‫ابالتالي فهو يلعب دارا ك سلبيا ك كونب يسق جانبا ك من األلكام القائمة‪.‬‬
‫‪ -2‬العرف المعدّل باإلضافة‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫يلعب دارا ك إيجابيا ك ليث يقوم برضافة مقتضى جديدد للنصدو‬
‫الدستورية القائمة كأن يمنا مثحك هينة مدن هيندات الدالدة اختصاصدا ك‬
‫جديدا ك لم يدنا عليدب الدسدتور اهندا يكمدن الفدرق بيندب ابدين العدرف‬
‫المكمددل الددذ ين صددر داره فددي تنظدديم المسددائل الدسددتورية التددي لددم‬
‫ينظمها الدستور أما المعدر باإلضافة فهدو يضديف مقتضديات جديددة‬
‫تماماك‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع الدساتير‬


‫تتنوع الدسداتير مدن ليدث تدداينها أا عددم تدداينها إلدى دسداتير‬
‫مكتوبددة اأخددر غيددر مكتوبددة (أ عرفيددة) كمددا تتنددوع مددن ليددث‬
‫كيفية تعديلها إلى دساتير مرنة اأخر جامدة‪.‬‬
‫ابالتالي يمكن ال ديث عن أربعة أنواع من الدساتير‪:‬‬
‫‪ -1‬الدساتير العرفية‪.‬‬
‫‪ -2‬الدساتير المدانة أا المكتوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬الدساتير المرنة‪.‬‬
‫‪ -4‬الدساتير الجامدة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الدساتير العرفية‬
‫والمدونة‬
‫الفرع األول‪ :‬الدساتير‬
‫العرفية ‪Constitutions coutumières‬‬

‫تسمى الدساتير العرفية؛ ألن العرف يعتبر مصدرها الرئيسدي‬


‫ايعتبددر الدسددتور اإلنجلي د المثددار التقليددد الددذ يستشددهد بددب الفقددب‬
‫على الدساتير غير المدانة؛ ألنب ال يستمد قواعده من اثيقة دستورية‬
‫أا عدة اثائق تمثل الدسدتور اإنمدا يأخدذ غالبيدة ألكامدب مدن العدرف‬
‫ابعضها من القضاء‪.‬‬
‫فالقواعد الدستورية التدي تقدرر النظدام الملكدي ات ددد سدلطات‬
‫الملك اتلك التي تقرر األخذ بالنظام البرلماني ابنظام المجلسدين‪...‬‬

‫‪51‬‬
‫كلها اغيرها قواعد دستورية غير مكتوبة رغم اسدتمرار العمدل بهدا‬
‫ااستقراره منذ سنوات طويلة‪.‬‬
‫غير أن هدذا األمدر ال يعندي أن بريطانيدا ال تتدوفر علدى قدوانين‬
‫دستورية مكتوبة فرلى جانب دسدتورها العرفدي توجدد فدي بريطانيدا‬
‫عدة اثائق مكتوبة تمثل جانبا ك هاما ك مدن القواعدد الدسدتورية صددرت‬
‫خحر عدة قران من ال من من أهم هذه الوثائق نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬العهددد الكبيددر ‪ Magna carta‬أا ‪ La grande charte‬أ الميثدداق‬
‫الكبير الذ صدر سنة ‪.1215‬‬
‫‪ -‬ملتم ال قوق ‪ Pétitions of Rights‬لسنة ‪.1628‬‬
‫‪ -‬اثيقة ال قوق ‪ Bill of rights‬لسنة ‪.1689‬‬
‫‪ -‬قانون توارث العرش ‪Act of settlement‬لسنة ‪.1701‬‬
‫‪ -‬قانون البرلمان‪ Parliament act‬لسنة ‪ 1911‬االذ أضعف مدن‬
‫سلطة مجل اللوردات‪.‬‬
‫‪ -‬قانون ‪ 1949‬المقيد الختصاصات مجل اللوردات‪.‬‬
‫‪ -‬قدددانون ‪ 1958‬االدددذ يبدددديا للنسددداء العضددددوية فدددي مجلدددد‬
‫اللوردات متى توفرت فيهن أراط معينة‪.1‬‬
‫أنصار الدستور العرفي يران فيب أنب اليد تطدور الد من ليدث‬
‫يمتدداز بمرانتددب امسددايرتب لضددرارات ال يدداة المتايددرة اللظددراف‬
‫السياسية االتاريخية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدساتير المكتوبة‬
‫أو المدونة ‪constitutions écrites‬‬

‫الدسددتور المدددان أا المكتددون هددو الدسددتور الددذ تكددون معظددم‬


‫قواعده قد صدرت في أكل اثيقة أا عدة اثائق رسمية مكتوبدة مدن‬
‫المشدددرع الدسدددتور اال يقصدددد بالتدددداين مجدددرد تسدددجيل القواعدددد‬
‫الدستورية في اثيقة مكتوبة بل تسجيلها في اثيقة رسمية من طرف‬
‫سلطة مختصة بسنها ابرتباع إجراءات معينة‪.‬‬

‫‪ - 1‬أحمت بنككون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.95 :‬‬

‫‪52‬‬
‫اال يشددترط تددداين نصددو الدسددتور فددي اثيقددة االدددة فقددد‬
‫تصدددر عدددة اثددائق تشددتمل علددى نصددو الدسددتور مددث ك دسددتور‬
‫الجمهورية الفرنسية الثالثة صدر عام ‪ 1875‬ضمن ‪ 3‬اثائق متتالية‪.‬‬
‫اال يشترط أن تكون جميم القواعد الدستورية منصو عليهدا‬
‫في صلب الدستور لتى يكون الدستور مكتوبا ك المقصدود بدالمكتون‪:‬‬
‫معظم األلكام االقواعد مدانة الي بالضرارة جميعها‪.‬‬
‫اقبددل أن تبدددأ لركددة التددداين اتنتشددر كانددد الدسدداتير العرفيددة‬
‫غير المدانة هدي السدائدة فدي دار العدالم اكدان العدرف ي تدل مكدان‬
‫الصدارة باعتباره المصدر األار للقواعد الدستورية‪.‬‬
‫ارغددم ذلددك تعددد غالبيددة دسدداتير العددالم اليددوم مدانددة اقددد بدددأت‬
‫لركة تداين الدساتير في أعقان ثدورة المسدتعمرات األمريكيدة علدى‬
‫انجلتدرا الصددولها علددى االسددتقحر ليدث عملددد الواليددات المسددتقلة‬
‫على إصدار دسداتير مكتوبدة لكدل منهدا ابتدداء مدن سدنة ‪ 1776‬لينمدا‬
‫أصدددرت االيددة فرجينيددا اعدددة االيددات أخددر دسدداتيرها‪ .‬افددي سددنة‬
‫‪ 1787‬صدددر الدسددتور األمريكددي االت دداد اهددو دسددتور مكتددون‬
‫استمر بب العمل إلى يومنا هذا مم إدخار تعديحت طبعاك‪.‬‬
‫بعدد ذلدك انتقلدد لركدة تدداين الدسداتير مدن أمريكدا إلدى أاربددا‬
‫عددن طريددق الثدددورة الفرنسددية التدددي أصدددرت أار دسدددتور لهددا سدددنة‬
‫‪ 1791‬امدددن ثدددم بددددأت لركدددة التدددداين فدددي االنتشدددار إلدددى القدددارة‬
‫األاربيدددة ابعددددها إلدددى القدددارات األخدددر خصوصدددا ك بعدددد ال دددربين‬
‫العالميتين األالى االثانية ابعد انتشار الفكر الذ كان يناد بأن‪:‬‬
‫‪ -‬تداين القواعد الدسدتورية يضدفي عليهدا قدسدية ايعدرف كدل‬
‫مواطن بشكل ااضا ااجباتب االت اماتب‪.‬‬
‫‪ -‬ابأن الدستور المدان يعتبر اسيلة للتثقيف السياسي‪.‬‬
‫من إيجابيات الدستور المكتون‪:‬‬
‫‪ -‬الوضددددو ‪ :‬يتميدددد الدسددددتور المكتددددون بوضددددو نصوصددددب‬
‫ات ديدددد مضدددامين هدددذه النصدددو بدقدددة ابسدددهولة اإلطدددحع عليدددب‬
‫امعرفة ما ي تو عليب‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -‬تجدددداان الدسددددتور المكتددددون مددددم المتايددددرات االقتصددددادية‬
‫ااالجتماعيددة التددي تعرفهددا الدالددة سددواء عددن طريددق اضددم قواعددد‬
‫جديدددة محئمددة للتطددورات المسددتجدة أا بتعددديل القواعددد الموجددودة‬
‫بالفعل‪.‬‬
‫‪ -‬قواعد الدستور المكتون توضدم فدي مددة قصديرة مقارندة بمدا‬
‫تستارقب القواعد العرفية من زمن لتى يتم تكوينها‪.‬‬
‫عموما ك تبقى مسألة تقسديم الدسداتير إلدى عرفيدة امداندة مسدألة‬
‫نسددبية ب كددم أن الدسددتور المدددان ال يعنددي أن جميددم قواعددده قددد ت دم‬
‫تداينها في اثيقة أا اثائق دستورية اإنما المقصود أن تكون غالبية‬
‫قواعددده مدانددة بمددا يعنددي إمكانيددة اجددود بع د القواعددد الدسددتورية‬
‫العرفية بجانب الوثيقة المكتوبة‪.‬‬
‫كمددا أن الدسددتور العرفددي ال يعنددي أن كددل قواعددده غيددر مدانددة‬
‫ليددث رأيندددا كيدددف أن النمدددوذج اإلنجليددد المثدددالي لهدددذا الندددوع مدددن‬
‫الدسددداتير يتدددوفر علدددى اثدددائق دسدددتورية مكتوبدددة بجدددوار الدسدددتور‬
‫العرفددي ابالتددالي نقصددد بالدسددتور العرفددي أن تكددون معظددم ألكامددب‬
‫عرفية مم إمكانية اجدود بعد األلكدام المداندة بمدا يجعدل العدرف‬
‫المصدر الرئيسي للقواعد الدستورية االتداين االستثناء‪.‬‬
‫نتيجدة لهددذا التددداخل بددين النددوعين فددرن فقددب القددانون الدسددتور‬
‫يتجمددم علددى أن تقسدديم الدسدداتير إلددى مدانددة اأخددر غيددر مدانددة هددو‬
‫تقسيم نسبي غير مطلق‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الدستور المرن‬


‫والدستور الصلب أو الجامد‬
‫يتم هذا التقسيم على أساال مسطرة تعدديل الدسدتور اإجدراءات‬
‫مراجعتب فرذا كان هذا التعديل يدتم بدنف اإلجدراءات التدي تعددر بهدا‬
‫القدددوانين العاديدددة فهدددو دسدددتور مدددرن أمدددا إذا كدددان التعدددديل يتطلدددب‬

‫‪ - 1‬عبت الحميت متولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.86 :‬‬

‫‪54‬‬
‫إجراءات خاصدة أأدد مدن تلدك التدي يدتم بهدا تعدديل القدوانين العاديدة‬
‫فرننا نكون بصدد دستور جامد‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدستور المرن‬
‫‪Constitution souple‬‬
‫هدو الدسدتور الددذ يدتم تعدديل نصوصددب افدق نفد اإلجددراءات‬
‫االطرق التي تعدر بهدا القدوانين العاديدة الهدذا فدرن الدسداتير المرندة‬
‫تكددون لهددا نف د القيمددة القانونيددة المقددررة للقددوانين العادي دة أ أنهددا‬
‫دساتير ال تتمتدم بالسدمو علدى غيرهدا مدن القدوانين فدي الدالدة ليدث‬
‫تملددك القددوانين العاديددة تعددديل النصددو الدسددتورية التددي يتضددمنها‬
‫الدستور المرن‪.‬‬
‫ايعندددي هدددذا األمدددر أن السدددلطة التشدددريعية التدددي يعدددود إليهدددا‬
‫اختصدددا اضدددم القدددانون اتعديلدددب تملدددك أيضدددا ك صدددحلية تعدددديل‬
‫نصو الدستور المرن بواسطة قوانين عادية لي إال‪.‬‬
‫اتختفي بذلك كل تفرقة أدكلية بدين القدوانين الدسدتورية المرندة‬
‫االقوانين العادية اال يبقى الفرق إال من النالية الموضوعية فق ‪.‬‬
‫ايعد الدستور اإلنجلي مثاالك نموذجيا ك للدسدتور المدرن ليدث‬
‫يملك البرلمان إدخدار تعدديحت علدى القواعدد الدسدتورية العرفيدة أا‬
‫القواعددد الدسددتورية المكتوبددة بواسدددطة مجددرد قددوانين عاديددة دانمدددا‬
‫لاجة إلتباع إجراءات خاصة‪.‬‬
‫كما توجد دساتير مدانة امرنة في نفد الوقدد مثدل الدسدتور‬
‫اإليطالي الصادر سدنة ‪ 1848‬الدذ لدم يدنا علدى إجدراءات خاصدة‬
‫لتعديلب كذلك الدستور الفرنسي لسنتي ‪ 1814‬ا ‪.1930‬‬
‫ابالتالي أنصار الدستور المرن يدافعون عندب المتيدازه بسدهولة‬
‫تعديلب اكذا لمسايرتب التطورات السياسية ااالجتماعيدة كمدا يجندب‬
‫الددبحد األزمددات االثددورات التددي ت دددث مددن جددراء صددعوبة تعددديل‬
‫الدستور‪.1‬‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.499 :‬‬

‫‪55‬‬
‫سد ىدجلد علددى مسددتو هددذا الدسددتور مجموعددة مددن‬ ‫ارغددم ذلددك ت‬
‫السلبيات االمآخذ تمثلد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬سددهولة تعددديل الدسددتور المددرن يددنقا ايضددعف مددن هيبتددب‬
‫اقدسيتب لد الهينات ال اكمة الد األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬كما يفضدي الدسدتور المدرن إلدى تدواتر إدخدار التعدديحت فدي‬
‫كدددل لدددين مدددن طدددرف الهيندددة التشدددريعية االتدددي قدددد ال تكدددون دائمدددا ك‬
‫ضرارية األمر الذ يهدد استقرار الم سسات اإضدعاف مصدداقية‬
‫العمل السياسي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدستور الجامد‬
‫‪Constitution rigide‬‬
‫يوصددف الدسددتور بددالجمود إذا كانددد إجددراءات تعديلددب ماددايرة‬
‫لإلجراءات التي يتم عن طريقها تعديل القوانين العادية‪.‬‬
‫ابالتالي فهذه اإلجراءات قد تكون‪:‬‬
‫‪ -1‬إمدددا مجدددرد إجدددراءات مادددايرة لتلدددك المطبقدددة عندددد تعدددديل‬
‫القوانين العادية‪.‬‬
‫‪ -2‬أا أنها إجراءات خاصة أكثر تعقيدا ك اأأد صدعوبة مدن تلدك‬
‫المتبعة لتعديل القوانين العادية‪.‬‬
‫هذه اإلجراءات تختلدف مدن دسدتور فخدر امدن نظدام سياسدي‬
‫فخر فقد يشترط إلتمام التعديل‪:‬‬
‫* توفر أغلبية خاصة في البرلمان أعلى من األغلبيدة المطلوبدة‬
‫عند تعديل القوانين العادية‪.‬‬
‫* أا اجتمدداع مجلسددي البرلمددان فددي م د تمر للنظددر فددي اقتددرا‬
‫التعديل‪.‬‬
‫* أا ضدرارة موافقددة الشددعب علدى التعددديل المقتددر بااللتجدداء‬
‫إلى االستفتاء الشعبي‪.‬‬
‫عمومدا ك مهمددا كانددد طبيعددة الشددراط المطلوبددة للقيددام بالتعددديل‬
‫فرنب يكفي أن تختلف هدذه اإلجدراءات عدن مثيلتهدا المتبعدة فدي تعدديل‬
‫القوانين العادية الو اختحفكا قليحك لتى يوصف الدستور بالجمود‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫افي إطار الدستور الجامدد دائمدا ك يمكدن أن نتطدرق ل دالتين أا‬
‫اضعيتين‪:‬‬
‫أ‪ -‬الجمررود النسررربي‪ :‬اهددو مدددا تددم التطدددرق إليددب أعدددحه أ أن‬
‫التعدددديل يتطلدددب إجدددراءات خاصدددة أا مادددايرة عدددن تعدددديل القدددوانين‬
‫العادية بمعنى إمكانية التعديل بشراط‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجمرود المطلر ‪ :‬يعنددي عددم جدواز تعددديل الدسدتور كلددب أا‬
‫بعضب بصفة مطلقة‪.‬‬
‫افي هذا اإلطار يتنوع الجمود المطلق إلى ما يلي‪:‬‬
‫*الجمرررود الج ئررري المطلررر ‪ :‬ايقصدددد بدددب الدددنا فدددي صدددلب‬
‫الدستور على منم إدخار أ تعديل على بع مدواد الدسدتور بصدفة‬
‫مطلقة افي أ اقد مدن األاقدات اهدذا مدا يسدمى فدي فقدب القدانون‬
‫الدستور بأ وال ظر الموضوعيو‪.‬‬
‫امن األمثلة على ذلك ما جاء في الدساتير الماربيدة اآخرهدا‬
‫دستور ‪ 2011‬من خحر فصلب ‪ 175‬الذ يقضي بأنب‪ :‬و ال يمكن أن‬
‫تتناار المراجعة األلكام المتعلقة بالدين اإلسدحمي ابالنظدام الملكدي‬
‫للدالدددة اباختيارهدددا الدددديمقراطي لةمدددة ابالمكتسدددبات فدددي مجدددار‬
‫ال ريات اال قوق األساسية المنصو عليها في هذا الدستورو‪.‬‬
‫* الجمدددود المطلدددق الم قدددد‪ :‬فدددي هدددذه ال الدددة يجدددر الجمدددود‬
‫المطلق على جميم مواد الدستور اذلك بصفة م قتة أ خدحر فتدرة‬
‫زمنيدددة معيندددة ال يجدددوز خحلهدددا إجدددراء أ تعدددديل علدددى نصدددو‬
‫الدستور كلها أا بعضها‪.‬‬
‫الجمددود فددي هددذه ال الددة م قددد اإجددراء التعددديل ال يددتم قبددل‬
‫مرار فترة معينة من ال من ي دددها الدسدتور القدائم اهدذا مدا يطلدق‬
‫عليب في فقب القانون الدستور ال ظر ال مني‪.‬‬
‫الاايددة مددن هددذا الت ددريم هددو عدددم اللج دوء المسددتمر إلددى تاييددر‬
‫الدساتير قبل توطيدها كذلك السما للمشرع الدستور بالترا قبدل‬
‫اإلقدام على تعديل الدستور‪.‬‬
‫من األمثلة علدى هدذا الندوع مدن الجمدود مدا جداء فدي الدسداتير‬
‫الماربيددة اآخرهددا دسددتور ‪ 2011‬مددن خددحر فصددلب ‪ 44‬الددذ يددذهب‬

‫‪57‬‬
‫إلى أنب و يعتبر الملدك غيدر بدالذ سدن الرأدد قبدل نهايدة السدنة الثامندة‬
‫عشرة من عمره اإلى أن يبلذ سن الرأد يمدارال مجلد الوصداية‬
‫اختصاصددات العددرش القوقددب الدسددتورية باسددتثناء مددا يتعلددق منهددا‬
‫بمراجعة الدستورو‪.‬‬
‫* الجمددود المطلددق الكلددي الدددائم‪ :‬هددي الصددورة الثالثددة ألنددواع‬
‫الجمود االتي تقضي بالجمود الشامل في ال مدان االموضدوع يعندي‬
‫لظدددر التعدددديل بصدددفة مطلقدددة فدددي ال مدددان اعلدددى كامدددل نصدددو‬
‫الدستور هذا النوع من الجمود أجمم الفقب علدى بطحندب اأن الدنا‬
‫عليب ال قيمة لب‪.1‬‬
‫عموم دا ك يعددد جمددود الدسددتور هددو الجانددب الشددكلي الددذ يعطددي‬
‫لمددواده السددمو علددى بقيددة القواعددد األخددر فددي الدالددة لددذلك تعتب در‬
‫الدس داتير المكتوبددة غالب دا ك دسدداتير جامدددة االدسدداتير العرفيددة دسدداتير‬
‫مرنة‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬وضع الدستور‬


‫يدددراد بوضدددم الدسدددتور األسددداليب االطدددرق المتبعدددة فدددي نشدددأة‬
‫الدسداتير انقصددد فددي هددذا اإلطدار الدسددتور المدددان المكتددون الددي‬
‫الدسدتور العرفددي؛ ألن هددذا األخيدر ينشددأ عددن طريدق العددرف الددذ –‬
‫اكما ذكرنا سالفا ك‪ -‬يتقرر بمرار ال من ابتواتر العمل بب‪.‬‬
‫االدسددتور الددذ ينشددأ عددن طريددق العددرف ال يوضددم فددي اثيقددة‬
‫دستورية ابالتالي ستنصدب دراسدتنا فدي هدذا اإلطدار علدى الدسداتير‬
‫المكتوبة‪.‬‬
‫تتنوع إذن الطرق المتبعة في اضم الدسداتير ليدث تتدأثر إلدى‬
‫لددد كبيددر بنظددام ال كددم المطبددق فددي الدالددة اكددذا الظددراف السياسددية‬
‫السائدة لذلك تعددت الطرق لسب أنظمة ال كم‪.‬‬
‫البددد مددن اإلأددارة بدايددة إلددى أنددب مهمددا كددان أسددلون اضددم‬
‫الدستور سدواء عدن طريدق المن دة أا العقدد أا الجمعيدة التأسيسدية‬

‫‪ -- 1‬ثروت بتوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.85 :‬‬

‫‪58‬‬
‫أا االستفتاء كما سنر فرن الفقب الدستور يجمم على تسدمية هدذه‬
‫السلطة الواضعة للدسدتور ن‪ :‬و السدلطة التأسيسدية األصدليةو تمييد ا ك‬
‫لهددا عددن السددلطة التأسيسددية الفرعيددة ايكمددن الفددرق األساسددي بددين‬
‫السلطتين في كون‪:‬‬
‫* السلطة التأسيسدية األصدلية التدي ينداط لهدا اضدم الدسدتور ال‬
‫تتلقددى اختصاص دا ك مددن نصددو موجددودة ليددث تتدددخل فددي اقددد ال‬
‫يكددون بالدالددة نصددو دسددتورية قائمددة اتقددوم هددي بوضددم دسددتور‬
‫جديددد للدالددة أ أنهددا الم سد األصددلي لنظددام الدالددة انظددام ال ك دم‬
‫فيها‪.‬‬
‫هذه السلطة األصلية تتدخل لوضم الدستور كلما تشكلد دالدة‬
‫جديدة أا لصلد دالة على استقحلها أا تاير مثحك أدكل الدالدة مدن‬
‫بسيطة إلى ات ادية أا فيدرالية‪...‬‬
‫* أمدددا السدددلطة التأسيسدددية الفرعيدددة فينددداط بهدددا مهمدددة تعدددديل‬
‫الدستور طبقا ك لنصو دستورية قائمة‪.1‬‬
‫يصنف إذن فقب القدانون الدسدتور أسداليب نشدأة الدسداتير إلدى‬
‫نوعين رئيسيين‪ :‬أساليب غير ديمقراطية اأساليب ديمقراطية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األساليب غير‬


‫الديمقراطية لنشأة الدساتير‬
‫تعبر هذه األساليب على غلبة إرادة ال كام على إرادة الشدعون‬
‫الم كومدددة فيصددددر الدسدددتور فدددي أدددكل من دددة يقددددمها ال ددداكم إلدددى‬
‫الشدددعب أا تشدددترك اإلرادتدددين معدددا ك فدددي اضدددم الدسدددتور‪ :‬ال ددداكم‬
‫االشعب فيصدر في أكل عقد‪.‬‬
‫عمومدددا ك توصدددف هدددذه الدسددداتير بايدددر الديمقراطيدددة؛ ألن إرادة‬
‫األمة أا الشعب لم تستقل بشأن اضم الدستور‪.‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55 :‬‬

‫‪59‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسلوب المنحة أو‬
‫الدستور الممنوح ‪La constitution Octroyée‬‬
‫لسب هذا األسلون يوضم الدسدتور تبعدا ك إلرادة أدخا االدد‬
‫هو رئي الدالدة أ أن اثيقدة الدسدتور تعتبدر عمدحك قانونيدا ك صدادرا ك‬
‫باإلرادة المنفردة لل اكم كهبة أا من ة منب لشعبب‪.‬‬
‫اتمثددل المن ددة األسددلون غيددر الددديمقراطي الخددالا فددي نشددأة‬
‫الدساتير اتبعا ك ألسلون المن ة ثار تساؤر فدي الفقدب الدسدتور عمدا‬
‫إذا كان لل اكم الذ مدنا الدسدتور لدق إلاائدب ااسدترداده متدى أداء؟‬
‫في هذا اإلطار انقسم الفقهاء إلى فريقين‪:‬‬
‫‪– 1‬ألدهما ايمثل األغلبية‪ :‬ير أن صدار الدستور في أدكل‬
‫من ة انطحقا ك مدن إرادة ال داكم المنفدردة ال تعطدي ال دق لهدذا ال داكم‬
‫فددي التراجددم علددى هددذه المن ددة؛ ألن هندداك لقوق دا ك لةمددة لهددا عحقددة‬
‫بالدسددتور الممنددو قددد انعقدددت ابالتددالي ال يسددما المسدداال بهددا إال‬
‫برضدددائها اطبقدددا ك إلجدددراءات يكدددون منصوصدددا ك عليهدددا فدددي صدددلب‬
‫الدستور‪.‬‬
‫‪ -2‬أمددا الفريددق الثدداني ايمثددل قلددة مددن الفقهدداء مقارنددة باالتجدداه‬
‫األار فيدددذهب إلدددى أن صددددار الدسدددتور فدددي أدددكل من دددة أا هبدددة‬
‫باإلدارة المنفردة لل اكم يعطيب كامل ال ق في إلاداء هدذا الدسدتور أا‬
‫س د بب ألن مددن يملددك أن يمددنا يملددك أن يمنددم اهددذا مددا لدددث فددي‬
‫فرنسا سنة ‪ 1830‬لينما قدرر الملدك و أدارر العاأدرو إلاداء دسدتور‬
‫‪ 1814‬الذ كان قد صدر في أكل من ة ب جة أن للملك لدق سد بب‬
‫اإلاائب متى أظهر الشعب نكرانا ك للجميدل أا ج دودا ك بالمن دة‪ 1‬كدذلك‬
‫مم الملك و ف ادو في مصر االذ ألادى دسدتور ‪ 1923‬سدنة ‪1930‬‬
‫ااضم دستورا ك جديدا ك يمن ب سلطات أقو ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ثروت بتوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50 :‬‬

‫‪60‬‬
‫‪Le pacte‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أسلوب العقد‬
‫طبقدددا ك لهدددذا األسدددلون تتوافدددق إرادة ال ددداكم مدددم إرادة الشدددعب‬
‫بوضددم دسددتور يعبددر عددن اإلرادتددين معدا ك اغالبدا ك مددا تكددون توجهددات‬
‫اإلرادة الشعبية هي الراج ة‪.‬‬
‫ايعددد أسددلون العقددد أكثددر تقدددما ك مددن أس دلون المن ددة اإن كددان‬
‫يدددخحن معدا ك فددي خانددة األسدداليب غيددر الديمقراطيددة؛ ألن الشددعب فددي‬
‫هذه ال الة يشترك ‪-‬على األقل‪ -‬مم ال اكم في اضم اثيقدة الدسدتور‬
‫لهذا يعد أسلون العقد مرللدة انتقدار بدين األسداليب غيدر الديمقراطيدة‬
‫ااألساليب الديمقراطية‪.‬‬
‫لددذلك اعتبددر بعد الفقددب أن أسددلون العقددد يعددد للقددة ضددرارية‬
‫من للقات التطور يتم بعدها االنتقار إلى الطرق الديمقراطية‪.‬‬
‫اغالب دا ك مددا يطبددق مثددل هددذا األسددلون فددي اضددم الدسدداتير بعددد‬
‫الثورات أا إثر اقوع تاييرات أا منعطفات اجتماعية ااض ة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األساليب‬
‫الديمقراطية لوضع الدستور‬
‫في هدذه ال الدة ينفدرد الشدعب صدالب السديادة بوضدم الدسدتور‬
‫دان أ تدددخل مددن إرادة ال دداكم ايترتددب عددن هددذه الطريقددة تقويددة‬
‫إرادة الشدددعب اتفوقدددب اذلدددك عدددن طريدددق ألدددد األسدددلوبين‪ :‬أسدددلون‬
‫الجمعية التأسيسية ثم أسلون االستفتاء الدستور ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسلوب الجمعية‬
‫التأسيسية ‪L'assemblée constituante‬‬

‫يعتبددر هددذا األسددلون تطبيق دا للديمقراطيددة النيابيددة ليددث يق دوم‬


‫الشعب بانتخان جمعية نيابية تضطلم بمهمة اضدم الدسدتور اعليدب‬
‫تتكون الجمعية التأسيسية من أعضاء ينتخبهم الشعب لينوبوا عنب فدي‬
‫اضم الدستور اإقراره اهذا معناه أن هذه الجمعية يفوضها الشدعب‬
‫كامل الصدحلية االسديادة فدي اضدم الدسدتور االمصدادقة عليدب دان‬
‫لاجة إلى رأ الشعب في هذا الدستور‪.‬‬
‫اعندددما تسددتكمل الجمعيددة التأسيسددية المهددام الموكولددة إليهددا‬
‫االم ددة فدي اضدم الدسدتور تنتهدي مهدام هدذه الجمعيدة ايسدترجم‬
‫منها ما كان بين يديها من سلطات‪.‬‬
‫اهكددذا قامددد هددذه الطريقددة علددى أسدداال تددولي الشددعب بمفددرده‬
‫اضم الوثيقة الدستورية التي يراها صال ة لب بواسطة ممثليب الدذين‬
‫ينتخبهم خصيصا ك لممارسة السيادة الشعبية‪.‬‬
‫ااألخددذ بهددذا األسددلون يعنددي انتهدداء كددل سدديطرة أا نفددوذ مددن‬
‫جانب ال اكم في اضم الدسدتور مدن ناليدة كمدا يعندي إعدحء سديادة‬
‫الشعب اانتصار إرادتب على إرادة ال اكم‪.1‬‬
‫أار مددن أخددذ بهددذا األسددلون الواليددات المت دددة األمريكيددة سددنة‬
‫‪ 1776‬بعد استقحلها ثم طبقد في فرنسا مدم دسداتير ‪1848 -1791‬‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.451 :‬‬

‫‪62‬‬
‫ا ‪ 1875‬ثم انتشر بعد ذلك في أاربا امجموعة من الدار العربيدة؛‬
‫سوريا ‪...1950‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أسلوب االستفتاء‬
‫الدستوري ‪Référendum constitutionnel‬‬

‫افق هذا األسلون يتم اضم مشراع الدستور مدن طدرف هيندة‬
‫منتخبددة مددن الشددعب تن صددر مهمتهددا فقد فددي صددياغة الدسددتور اال‬
‫تملدددك سدددلطة إقدددراره أا مجدددرد لجندددة فنيدددة أا رئدددي الدالدددة أا‬
‫ال كومة أا البرلمان ايعرض بعد ذلك هذا المشراع علدى الشدعب‬
‫ليقور فيب كلمتب ليث تكون الموافقة على الدستور نابعة مدن اإلرادة‬
‫الشددعبية بواسددطة االسددتفتاء بتعبيددر لددر إيجددابي اال تكتسددب الوثيقددة‬
‫الدستورية قوتها القانونية إال بعد موافقة الشعب عليها‪.‬‬
‫ايددذهب جانددب مددن الفقددب الدسددتور الفرنسددي إلددى أن أسددلون‬
‫االسدددتفتاء لتدددى يكتسدددب الصدددفة الديمقراطيدددة ال قيقيدددة ال يجدددب أن‬
‫يعتمد في إعداد مشراع الدستور علدى لجندة لكوميدة بدل يفضدل أن‬
‫يتم إعداد هذا المشراع من طرف جمعية منتخبة‪.1‬‬
‫امددن الدسدداتير التددي اضددعد افددق أسددلون االسددتفتاء دسددتور‬
‫فرنسا لسنة ‪ 1958‬ثم الدساتير الماربية الستة‪.‬‬
‫نخددتم هددذا الم ددور بددأن بعدد الفقددب يددذهب إلددى أن األسدداليب‬
‫األربعددة المددذكورة أعددحه لوضددم الدسدداتير‪ :‬المن ددة االعقددد االجمعيددة‬
‫التأسيسددية ثددم االسددتفتاء ال تعددد طرق دا ك جامعددة مانعددة بمعنددى أن هددذه‬
‫الطددرق قددد تتنددوع فيل ددق بهددا طددرق أخددر ال يمكددن إدراجهددا ضددمن‬
‫الطرق التقليدية مثحك في الفترات االستثنائية التي قدد تمدر بهدا الددار‬
‫‪2‬‬
‫كالثورات ااالنقحبات‪...‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75 :‬‬


‫‪ - 2‬نفن المرجع‪ ،‬ص‪.89 -88 :‬‬

‫‪63‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬تعديل وإلغاء‬
‫الدساتير‬
‫ألن الدسددتور مددن المفددراض فيددب أن يسددتجيب لتطددور اتايددر‬
‫األاضدداع االظددراف لتددى ال يصددبا متجدداازا ك فددرن هددذه االسددتجابة‬
‫تقتضددي أن يخضددم الدسددتور للتعددديل االمراجعددة عددن طريددق إضددافة‬
‫فصور أا لذف فصور أا عن طريق اإلضافة اال ذف معاك‪.‬‬
‫ابالتالي فدراسة تعديل الدساتير سوف تن صر في المراجعدات‬
‫التي تتم على الدساتير الجامدة التي تتطلب تعديل نصوصدها أدراطا ك‬
‫اإجراءات خاصة تختلدف عدن تلدك المتبعدة لتعدديل القدوانين العاديدة‬
‫هذه الشراط ااإلجراءات تمر عبر مجموعة من المرالل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعديل الدساتير‬
‫الفرع األول‪ :‬السلطة المختصة‬
‫بالتعديل‬
‫إذا كانددد السددلطة التأسيسددية األصددلية هددي التددي تتددولى اضددم‬
‫الدستور فرن السلطة التأسيسية الفرعية هي من تتولى تعديلب‪.‬‬
‫اختلف الفقهاء بشأن ت ديد السلطة التدي تملدك ال دق فدي تعدديل‬
‫الدستور ليث ظهرت ثحثة اتجاهات متباينة لور هذا األمر‪:‬‬
‫‪ -‬أالها يجعل لق التعديل ملك لجميم أفراد الشعب‪.‬‬
‫‪ -‬االتجاه الثاني قرر أن سلطة التعديل من لق ممثلي الشعب‪.‬‬
‫‪ -‬االتجددداه الثالدددث اعتبدددر أن الدسدددتور هدددو مدددن ي ددددد السدددلطة‬
‫المختصة بالتعديل‪.‬‬
‫اانطحقدا ك مددن االتجدداه الثالددث يمكددن أن نددذهب إلددى أن الدسدداتير‬
‫اختلفد في ت ديدها للهينة التي يعود إليهدا أمدر مباأدرة مهدام السدلطة‬
‫التأسيسية الفرعية‪:‬‬
‫‪ -1‬منها مدن يسدندها إلدى البرلمدان علدى اعتبدار أندب يندون عدن‬
‫األمة صالبة السيادة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -2‬منهددا مددن يسددندها إلددى الشددعب نفسددب يمددارال مهمددة التعددديل‬
‫بواسطة االستفتاء‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم منهدا مدن يسدند هدذه المهمدة إلدى جمعيدة تأسيسدية منتخبدة‬
‫تن صر مهمتها في تعديل الدستور‪.‬‬
‫فددي المادددرن نظدددم الدسدددتور هدددذا المقتضدددى بموجدددب الفصدددل‬
‫‪ 172‬االددذ يخددور للملددك الددرئي ال كومددة المجلسددي النددوان‬
‫االمستشددارين لددق اتخدداذ المبددادرة قصددد مراجعددة الدسددتور كمددا أنددب‬
‫للملدددك أن يعدددرض مباأدددرة علدددى االسدددتفتاء المشدددراع الدددذ اتخدددذ‬
‫المبادرة بشأنب‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة تحديد نطاق‬
‫التعديل‬
‫من المفراض أن يكون كل دستور قابحك للتعديل ألن لظر أا‬
‫منم تعديل الدستور بصورة مطلقة اكلية يتندافى مدم معطيدات الواقدم‬
‫االجتماعي المتايرة باستمرار لذلك أجمدم فقهداء القدانون الدسدتور‬
‫على اعتبار ال ظر أا المنم المطلق لتعديل الدستور يعد باطحك‪.‬‬
‫يبقى االستثناء أنب من الجائ لظر امنم تعديل جد ء أا جاندب‬
‫من النصو الدستورية أ مجموعدة مدن المدواد االفصدور بصدفة‬
‫مطلقة أا م قتة اهو ما تطرقنا لب سابقا ك ال ظر أا الجمود الج ئدي‬
‫المطلق أا الجمود المطلق الكلي‪.‬‬
‫ايعتبدددر هدددذا الندددوع مدددن النصدددو الممنوعدددة مدددن التعدددديل‬
‫نصوصدددا ك أدددرعية اصددد ي ة إال أن بعددد الفقهددداء مدددن ضدددمنهم و‬
‫جددورج بيددرداو يددران أن نطدداق التعددديل يجددب أن يكددون أددامحك لكددل‬
‫نصو الدستور ليث يعتبران أن الدساتير التي ت درم مدن تعدديل‬
‫مواد معينة منهدا بصدفة دائمدة مجدردة مدن كدل قيمدة قانونيدة اباطلدة‬
‫ليث ال يجوز للسلطة التأسيسية التي تضم الدسدتور لجيدل معدين مدن‬
‫األمة أن تتقيد بب األجيار القادمة‪.‬‬
‫أمددا تلددك المددواد الممنوعددة مددن التعددديل بصددفة م قتددة لظددراف‬
‫معينة فهي مشراعة اتتمتم بالقوة القانونية المل مة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات التعديل‬
‫يدددتم تعدددديل الدسدددتور عدددادة افدددق مجموعدددة مدددن اإلجدددراءات‬
‫االمرالل الم ددة هناك من يذهب إلى إسدناد مهمدة تعدديل الدسدتور‬
‫إلددى سددلطة يددتم تكوينهددا علددى غددرار السددلطة التددي اضددعد الدسددتور‬
‫بواسطة نف اإلجراءات اذلك تماأيا ك مم مبدأ تواز األأدكار الدذ‬
‫يقضددي بعدددم جددواز تعددديل أ عمددل قددانوني إال افددق نف د األأددكار‬
‫ااإلجراءات التي اتبعد عند إصداره‪.‬‬
‫اعلددى هددذا األسدداال فددرن الدسددتور الددذ قامددد بوضددعب جمعيددة‬
‫تأسيسددية منتخبددة ال يجددوز تعديلددب إال عددن طريددق جمعيددة تأسيسددية‬
‫منتخبددة كددذلك ابرتبدداع نف د اإلجددراءات ااألأددكار التددي تددم إتباعهددا‬
‫عندددد اضدددعب‪ .‬امدددم ذلدددك فدددرن رغبدددة ااضدددعو الدسددداتير فدددي تيسدددير‬
‫إجراءات التعديل اعددم تعقيددها أد إلدى نددرة تطبيدق مبددأ تدواز‬
‫أا تقابل األأكار في المجار الدستور مدا عددا فدي لالدة األخدذ بمبدد‬
‫االستفتاء الدستور ‪.1‬‬
‫اباددد النظدددر عدددن االخدددتحف الكبيدددر بدددين الدسددداتير بالنسدددبة‬
‫لةاضاع ااإلجراءات التي تتبعها في تعديلها فدرن خطدوات التعدديل‬
‫تن صر في مجموعة من المرالل‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اقتراح التعديل‬
‫يتباين موقف الدساتير لور الجهة التي يكون لهدا لدق اقتدرا‬
‫التعدددديل فقدددد يتقدددرر لدددق االقتدددرا لل كومدددة الددددها اقدددد يكدددون‬
‫للبرلمددان اقددد يتقددرر للجهتددين مع دا ك اهددذا التبدداين راجددم إلددى مرك د‬
‫اقوة كل هينة من هذه الهينات داخل النظام السياسي للبلد‪.‬‬
‫* إذا كانددد كفددة ال كومددة هددي الراج ددة فددرن الدسددتور يجعددل‬
‫اقترا التعديل من اختصاصها الدها‪.‬‬
‫* أما في لالة ثقل مرك البرلمان داخدل المنظومدة الدسدتورية‬
‫االسياسية للبلد فرن الدستور يسند إليب ال ق في اقترا التعديل‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.530 :‬‬

‫‪66‬‬
‫* اقدددد يهددددف الدسدددتور إلدددى ت قيدددق التدددوازن االتعددداان بدددين‬
‫ال كومة االبرلمان ابالتالي يجعل لق اقترا التعديل لكليهما‪.‬‬
‫* اأخيدددرا ك قدددد يتقدددرر لدددق التعدددديل للشدددعب نفسدددب فضدددحك عدددن‬
‫البرلمددان فددي الدسدداتير التددي ترغددب فددي إأددراك الشددعب فددي مباأددرة‬
‫سلطات ال كم‪.‬‬
‫بالنسبة للوضم فدي المادرن كمدا أسدلفنا خدور الدسدتور لدق‬
‫اقتدددددرا التعدددددديل للملدددددك لدددددرئي ال كومدددددة لمجلسدددددي الندددددوان‬
‫االمستشارين اذلك بموجب الفصل ‪ 172‬من دستور ‪.2011‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقرير مبدأ‬
‫التعديل‬
‫يراد بدذلك التقريدر فيمدا إذا كاندد هنداك ضدرارة تبدرر السدعي‬
‫إلى إدخدار تعدديل علدى الدسدتور اغالبدا ك مدا تسدند هدذه المهمدة كدذلك‬
‫إلى البرلمان أا ال كومة أا الشعب أا إلدى الشدعب االبرلمدان أا‬
‫أية م سسة أخر ي ددها الدستور‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬إعداد التعديل‬
‫قد تعهد الدساتير بهدذه المهمدة إلدى هيندة منتخبدة خصيصدا ك لهدذا‬
‫الاددرض علددى أن معظددم الدسدداتير تعهددد عددادة بمهمددة إعددداد التعددديل‬
‫إلى البرلمان القائم مم تطلب بع الشراط الخاصة أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬اجتمدداع مجلسددي البرلمددان – إذا كددان برلمان دا ك ذا مجلسددين‪-‬‬
‫في هينة م تمر‪.‬‬
‫‪ -2‬اأددددتراط نسددددبة خاصددددة فددددي ال ضددددور لصدددد ة جلسددددات‬
‫البرلمان أا في التصويد لص ة القرارات‪.‬‬
‫‪ -3‬لل البرلمان اإجراء انتخابات لتشكيل برلمان جديدد يتدولى‬
‫مهمة التعديل‪.‬‬
‫اتسند بع الدساتير إلى ال كومدة الددها أا أيدة جهدة أخدر‬
‫غير البرلمان مهمة اضم مشراع التعديل اإعداده‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬االقرار النهائي‬
‫للتعديل‬
‫معظددم الدسدداتير تضددم سددلطة االقددرار النهددائي للتعددديل فددي يددد‬
‫الهيدددأة التدددي تولدددد مهمدددة اعدددداد التعديل سدددواء كاندددد هيدددأة خاصدددة‬
‫منتخبة أا البرلمان أا ال كومة‪.‬‬
‫غير أن دساتير أخر تجعل مهمة اقرار التعديل في يد الشعب‬
‫نفسب بواسطة االستفتاء كما هو ال ار بالنسدبة للمادرن الدذ يدنا‬
‫دسددددددتوره علددددددى أن المراجعددددددة تصددددددير نهائيددددددة بعددددددد اقرارهددددددا‬
‫باالستفتاء(الفصل‪.)172‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إلغاء الدساتير‬


‫يراد برلااء الدستور إنهاء العمل بب عن طريق تعديل نصوصب‬
‫تعدددديحك أدددامحك اذلدددك دان االقتصدددار علدددى تعدددديلها بشدددكل ج ئدددي‪.‬‬
‫اي دث ذلك اإلنهداء الكلدي للدسدتور عنددما يتضدا عجد مدا يتضدمنب‬
‫مددن مبددادن األكددام عددن مسددايرة التطددورات السياسددية ااالقتصددادية‬
‫ااالجتماعيددددة فددددي المجتمددددم ب يددددث ال تكفددددي التعددددديحت الج ئيددددة‬
‫لمواجهتها بل يل م اضم دستور جديد يتوافق مم هذه التطورات‪.‬‬
‫ايصددنف فقدددب القدددانون الدسدددتور طدددرق إنهددداء الدسددداتير إلدددى‬
‫طريقتين رئيسيتين‪:‬‬
‫‪ -1‬األسلون العاد إلنهاء الدساتير اهو اإللااء‪.‬‬
‫‪ -2‬األسلون غير العاد إلنهاء الدساتير اهو الثورة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األسلوب العادي إلنهاء‬
‫الدساتير‬
‫اهو أسلون يتم من خحلدب إلاداء العمدل بالدسدتور القدائم بهدداء‬
‫ابايدددر عندددف عدددن طريدددق توقيدددف العمدددل بألكامدددب بصدددفة عاديدددة‬
‫ااستبدالب بدستور جديد‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬إذا كدان الدسدتور عرفيدا ك فدرن إنهداء العمدل بدب يدتم عدن طريددق‬
‫نشأة قواعد عرفية جديدة أا برصدار دسدتور مكتدون يلادي الدسدتور‬
‫العرفي اي ل م لب‪.‬‬
‫‪ -‬أما إذا كان الدستور مكتوبا ك فن ن هنا أمام لالتين‪:‬‬
‫* لالددة الدسددتور المكتددون المدددرن‪ :‬تعديلددب ج ئيددا ك أا كليدددا ك أ‬
‫إلااؤه يتم عن طريق نف السلطة انف اإلجراءات المتبعة في أأن‬
‫تعديل اإلااء القوانين العادية‪.‬‬
‫* لالدددددة الدسدددددتور المكتدددددون الجامدددددد‪ :‬ثدددددار التسددددداؤر بهدددددذا‬
‫الخصو لور الكيفية االسلطة التي تملك الصحلية إلنهداء العمدل‬
‫بهذا النوع من الدساتير؟‬
‫اإلجابة‪:‬‬
‫‪ -‬إذا كانددد السددلطة التأسيسددية الفرعيددة تملددك صددحلية تعددديل‬
‫الدستور ج ئيا ك فهي ال تملك أن تتددخل عليدب تعدديحك أدامحك أ إنهداء‬
‫العمدل بدب اإلاائدب اهدو أمدر يرجدم البدث فيدب إلدى السدلطة التأسيسدية‬
‫األصلية صالبة ال ق في اضم الدساتير كما رأينا سابقاك‪.‬‬
‫ايتم اإللااء في هذه ال الة عن طريق اضم دستور جديد ي دل‬
‫م ل الدستور القديم بألد أساليب نشأة الدساتير‪ :‬المن ة أا العقد‪...‬‬
‫الي أرطا ك أن تكون السلطة أا الجهة التدي اضدعد الدسدتور‬
‫القددديم هددي نفسددها التددي تضددم الدسددتور الجديددد فقددد يوضددم الدسددتور‬
‫بأسلون مااير‪.‬‬
‫‪ -‬كمدددا يدددتم إنهددداء العمدددل بالدسدددتور عنددددما تددد ار الشخصدددية‬
‫القانونية للدالة اقد ي دث هدذا األمدر لينمدا تددخل الدالدة فدي ات داد‬
‫مم دالة أا دار أخر بموجدب ذلدك تنشدأ أخصدية قانونيدة جديددة‬
‫أا لينمددا تتفكددك دالددة مولدددة إلددى عدددة دار مسددتقلة تعمددل كددل منهددا‬
‫على كسب أخصية قانونية جديدة امن ثم دستور خا بها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األسلوب غير العادي‬
‫إلنهاء الدساتير‬
‫يقصدددددددد باألسدددددددلون غيدددددددر العددددددداد أا الثدددددددور النتهددددددداء‬
‫الدسدددداتير‪:‬إنهاء العمددددل بالدسددددتور اإلاائددددب عددددن طريددددق الثددددورة أا‬
‫االنقحن بمعنى انتهائها بالطريق الفعلي الي بالطريق القانوني‪.‬‬
‫ينددتم هددذا األس دلون إذن عددادة عددن الثددورة التددي تقددوم فددي اجددب‬
‫نظ دام سياسددي اي د د قيامهددا إلددى اإلطالددة بهددذا النظددام ابالدسددتور‬
‫الذ يقوم عليب‪.‬‬
‫ايدذهب الفقددب الدسددتور إلددى أن الدسددتور القددائم يفقددد قوتددب مددن‬
‫تلقددداء نفسدددب مباأدددرة بعدددد قيدددام الثدددورة دان لاجدددة إلدددى إصددددار أ‬
‫تشريم خا ينا على إلااء الدستور القائم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ سمو الدستور‬


‫يجمم الفقب الدستور بسمو الدستور اعلوه على كافة القواعد‬
‫القانونيددة فددي الدالددة سددواء كددان هددذا الدسددتور عرفيدا ك أا مكتوبدا ك فهددو‬
‫القانون األسمى في الدالة‪.‬‬
‫ايتطلب مبدأ سمو الدستور خضوع الجميم‪ :‬لكاما ك ام كومين‬
‫أللكامب كما يقتضي إيجداد الطدرق الكفيلدة بدالترام ألكامدب لتدى ال‬
‫تخالفها أية سلطة أا هينة‪.‬‬
‫اعليب سنتطرق لهذا المبدأ من خحر م ددين‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة مبدأ سمو الدستور‪.‬‬
‫‪ -‬نتائم مبدأ سمو الدستور‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طبيعة مبدأ سمو‬
‫الدستور‬
‫يقصد بسمو الدسدتور اعتبداره القدانون األسدمى فدي الدالدة اال‬
‫يسدددود هدددذا المبددددأ سدددو فدددي الدددنظم الديمقراطيدددة ليدددث يعتبدددر ألدددد‬
‫خصائا الدالة القانونية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ايستند هذا السمو للقواعد الدستورية إلى مضمونها مدا ت تدو‬
‫عليدددب مددددن ألكددددام اقواعددددد موضدددوعية اهددددو مددددا يسددددمى بالسددددمو‬
‫الموضددوعي للدسددتور الددذ يت قددق لجميددم أنددواع الدسدداتير المدانددة‬
‫االعرفية المرنة االجامدة‪.‬‬
‫كمددا قددد يسددتند هددذا السددمو مددن ناليددة أخددر إلددى أددكل القواعددد‬
‫الدسدتورية اذلدك لينمدا يتطلدب الدسدتور إجدراءات اأاضداع معنيدة‬
‫سواء أثناء اضعب أا تعديلب اهذا ما يطلق عليب السمو الشكلي‪.‬‬
‫ابالتالي يمكن التطرق لمبدأ السدمو مدن الدوجهتين الموضدوعية‬
‫االشكلية‪.1‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬السمو الموضوعي‬
‫للدستور‬
‫يتجلدددى السدددمو الموضدددوعي للدسدددتور فدددي طبيعدددة امضدددمون‬
‫القواعد الدستورية التي يتضمنها اكذلك فدي طبيعدة المواضديم التدي‬
‫يقوم على تنظيمها‪.‬‬
‫فلما كان الدستور هو األصل االمصددر لكدل نشداط قدانوني فدي‬
‫الدالددة كددان مددن الضددرار أن يكددون أعلددى مددن جميددم أأددكار هددذا‬
‫النشاط‪.‬‬
‫ايتجلى هذا السمو الموضوعي في مظهرين‪:‬‬
‫‪ -1‬يتددولى الدسددتور اضددم اإلطددار القددانوني العددام لجميددم أاجددب‬
‫النشدداط القددانوني فددي الدالددة اذلددك عددن طريددق ت ديددد االتجاهددات‬
‫السياسدددية ااالجتماعيدددة ااالقتصدددادية العامدددة ابالتدددالي فكدددل نشددداط‬
‫يخرج على لداد هذا اإلطار أا يخالفب يعتبر باطحك‪.‬‬
‫‪ -2‬يقوم الدستور برنشاء السلطات االهينات ال اكمة فدي الدالدة‬
‫كمددا ي دددد االختصاصددات التددي يمن هددا لكددل منهددا ابددذلك فهددو السددند‬
‫الشرعي لوجود هذه السلطات امصدر اظائفها ااختصاصداتها التدي‬
‫تمارسها باسم الدالة‪.‬ابالتالي على هذه السلطات أن تخضم خضدوعا ك‬
‫تاما ك للدستور اأن ت ترم ألكامب فدي كدل مدا يصددر عنهدا مدن أعمدار‬

‫‪ - 1‬ثروت بتوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.95 :‬‬

‫‪71‬‬
‫اتصرفات ب كم سموه اعلدوه عليهدا؛ ألندب هدو الدذ أنشدأها امن هدا‬
‫اختصاصات فدرذا خالفدد هدذه السدلطات ألكدام الدسدتور أا خرجدد‬
‫على قواعده فرنها تفقد بذلك سندها الشرعي‪.1‬‬
‫يتضا إذن أن مضمون السمو الموضوعي للدستور يتجلى فدي‬
‫أن الدستور هو الذ ي دد الفكرة القانونية السائدة في الدالة كما أنب‬
‫ينشئ السلطات االهينات العامة اي دد اختصاصاتها‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬السمو الشكلي‬
‫للدستور‬
‫يت قدق السدمو الشدكلي للدسدتور إذا كدان تعديلدب يتطلدب أأددكاالك‬
‫اإجراءات خاصدة مادايرة لةأدكار ااإلجدراءات التدي تلد م لتعدديل‬
‫القوانين العادية‪.‬‬
‫ابالتدددالي إذا كدددان السدددمو الموضدددوعي يت قدددق لجميدددم أندددواع‬
‫الدساتير المدانة اغير المدانة الجامدة االمرنة فرن السمو الشدكلي‬
‫ال يت قددددق إال للدسدددداتير الجامدددددة ألن تعددددديلها يتطلددددب إجددددراءات‬
‫امساطر خاصة تختلف عما يتبم في تعديل القوانين العاديدة ابالتدالي‬
‫الدساتير المرنة كما رأينا‪.‬‬
‫اعليب االخدتحف فدي إجدراءات التعدديل هدو الدذ يضدفي علدى‬
‫الدسددتور السدددمو الشدددكلي ايضدددعب فددي مركددد أسدددمى مدددن القدددوانين‬
‫العادية اي د إلى التفرقة بين القواعد الدستورية االقوانين العادية‪.2‬‬
‫كما ينتم عن هذا السمو الشدكلي أن الدسدتور يتبدوأ قمدة التددرج‬
‫الهرمدددي للنظدددام القدددانوني فدددي الدالدددة ليدددث يمندددم علدددى السدددلطة‬
‫التشريعية أن تصدر قوانين تخالف الدستور‪.‬‬
‫أمدددا الدسددداتير المرندددة فدددح يت قدددق علدددى مسدددتواها هدددذا السدددمو‬
‫الشددددكلي ب كددددم أن السددددلطة التشددددريعية تسددددتطيم أن تعدددددلها بددددنف‬
‫اإلجراءات التي تعدر بها القوانين العادية‪.‬‬

‫‪ - 1‬للمزيت من التف يل انظر‪:‬‬


‫‪ -‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.540 :‬‬
‫‪ -‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.176 :‬‬
‫‪ - 2‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.543 :‬‬

‫‪72‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬نتائج مبدأ سمو‬
‫ّ‬
‫الدستور‬
‫يتجلددى سددمو الدسددتور – كمددا سددبق اأن أاض د نا‪ -‬فددي طبيعددة‬
‫القواعد االمواضيم التي يتضمنها اكدذا فدي كوندب يتطلدب إجدراءات‬
‫خاصددة بشددأن تعديلددب تختلددف عددن اإلجددراءات المتبعددة فددي القددوانين‬
‫العادية‪.‬‬
‫انتيجة لهذا السمو فرن القوانين الدستورية تختلف عن القدوانين‬
‫‪1‬‬
‫العادية األمر الذ يترتب عنب مجموعة من النتائم‪:‬‬
‫‪ -1‬ثبات القوانين الدستورية‪:‬‬
‫تتمي القوانين الدستورية بكونها أكثر ثباتا ك من القدوانين العاديدة‬
‫نظدددرا ك لمدددا تتطلبدددب مدددن إجدددراءات خاصدددة لتعدددديلها أأدددد تعقيددددا ك مدددن‬
‫اإلجراءات التي يتم بها تعديل القوانين العادية األمر الذ ينجم عندب‬
‫ثبددات هددذه القواعددد الدسددتورية لكددن هددذا الثبددات ال يقصددد بددب الجمدود‬
‫الدائم بل هو ثبات نسبي غير مطلق لتى تتمكن الدساتير من مسايرة‬
‫التطورات السياسية ااالجتماعية ااالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -2‬عدددم جددواز إلادداء القددوانين الدسددتورية إال بقددوانين دسددتورية‬
‫مماثلدددة‪ :‬اذلدددك نظدددرا ك ألن القدددوانين الدسدددتورية أسدددمى مدددن القدددوانين‬
‫العاديددة ابالتددالي ال يمكددن تعددديلها اال إلااؤهددا إال بقددوانين لهددا نف د‬
‫المكانددددة االدرجددددة األمددددر الددددذ يعنددددي أن القددددوانين العاديددددة لددددي‬
‫باسدددتطاعتها تعدددديل القدددوانين الدسدددتورية ألنهدددا أدندددى منهدددا مرتبدددة‬
‫االقاعدة تقضي أن القانون األدنى ال يستطيم أن يعدر أا يلاي قانوندا ك‬
‫أسمى منب‪.‬‬
‫نشددير إلددى أن قاعدددة عدددم جددواز إلادداء القددانون الدسددتور إال‬
‫بقانون دستور آخر هي اليدة الثورة الفرنسية‪.‬‬
‫كما نشير إلى أن القاعدة أعحه تطبق فدي ال داالت العاديدة أمدا‬
‫أثناء الثورات أا االنقحبات فرن الدسدتور يلادى بدالطريق الفعلدي كمدا‬
‫سبق اأن رأينا‪.‬‬
‫‪ - 1‬انظر بهذا الخ وص‪:‬‬
‫‪ -‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.545 :‬‬
‫‪ -‬إبراهيم عبت العزيز شيحا‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.184 :‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -3‬منم تعارض القوانين العادية مم الدستورية‪:‬‬
‫يندددتم أخيدددرا ك عدددن مبددددأ سدددمو الدسدددتور أن القدددوانين العاديدددة‬
‫الصدددادرة عدددن السدددلطة التشدددريعية يجدددب أال تخدددالف فدددي ألكامهدددا‬
‫امقتضدددياتها القدددوانين الدسدددتورية اقواعددددها اإال اعتبدددرت باطلدددة‬
‫اغير دستورية‪.‬‬
‫اسواء نصدد الدسداتير علدى هدذا المقتضدى أا لدم تدنا عليدب‬
‫فهو فقهيا ك اضمنيا ك مقرر اال ي تاج للنا عليب‪.‬‬

‫المب ث السادال ‪ :‬مراقبة دستورية القوانين‬


‫المطلب األول ‪ :‬إشكالية الرقابة على دستورية القوانين‬
‫الفرع األول ‪ :‬معنى الرقابة على دستورية القوانين‬

‫‪74‬‬
‫اتساقا مع قاعتة تراتبية القوانين‪ ،‬يعتبر التستور أسمى قانون‬
‫تاخل التولة‪ ،‬يفيت هذا ا مر أن جميع السلطات تخضع للتستور‬
‫بو فه القانون ا سمى وبالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن ت تر جميع أعمال السلطة التنفيذية وت رفاتها‬
‫متفقة مع أحكام التستور وإال اعتبرت غير مشروعة يجوز إلغاؤها‬
‫أو تغييرها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أال تخالف التشريعات والقوانين ال اترة من السلطة‬
‫التشريعية أحكام التستور‪ ،‬وإال اعتبرت غير مشروعة كذلك وجب‬
‫الحكم بعتم تستوريتها وبطالنها‪.‬‬
‫حكام‬ ‫وبالتالي مسألة احترام القانون (التشريع) العاتي‬
‫التستور أو عتم احترامه لها‪ ،‬هو ما يطلق عليه بإشكالية تستورية‬
‫القوانين‪.‬‬
‫يشترط ل حة التشريع العاتي أن يكون سليما من الناحية‬
‫الشكلية والموضوعية‪:‬‬
‫من الناحية الشكلية‪ :‬يق ت ب حة التشريع العاتي أن ي تر‬
‫من السلطة المخت ة وفقا للمسطرة التشريعية المقررة لذلك‪ ،‬وإال‬
‫اعتبر ذلك التشريع غير مستوف لشكله القانوني ال حيح وجاز‬
‫اإلعالن عن عتم مشروعيته‪ ،‬نه في هذه الحالة ال يعتبر القانون‬
‫قانونا بالمعنى ال حيح‪ ،‬وبالتالي يكون في حكم العتم ويملك‬
‫القضاء حق االمتناع عن تطبيقه‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫من الناحية الموضوعية‪ :‬يق ت ب حة التشريع العاتي أن‬
‫يتوافق مع أحكام التستور تاخل التولة ويلتزم بها وأال يخالفها‪ ،‬وإال‬
‫اعتبر ذلك التشريع غير تستوري وجاز الحكم بعتم تستوريته‪.‬‬
‫بالتالي مسألة رقابة تستورية القوانين والفحص في متى‬
‫مطابقة القوانين للتستور ال تثور إال حينما تكون هذه القوانين قت‬
‫حيحة‪ ،‬ومستوفية لجميع الشكليات واإلجراءات التي‬ ‫ترت‬
‫حتمها التستور‪.‬‬
‫إشكالية التأكت من مطابقة القوانين العاتية للقواعت التستورية‪،‬‬
‫ال يمكن الحتي عنها في ظل التساتير الجامتة‪ ،‬لماذا؟‬
‫ن التستور المرن‪-‬كما سبق ورأينا‪ -‬ال يتطلب في تعتيله‬
‫إجراءات خا ة وإنما يمكن للسلطة التشريعية أن تعتله بنفن‬
‫إجراءات تعتيل القوانين العاتية‪ ،‬وبالتالي ال تثور في شأن هذه‬
‫التساتير مسألة تستورية القوانين‪.‬‬
‫أما التساتير الجامتة فال يمكن تعتيلها إال بإتباع إجراءات‬
‫خا ة أشت تعقيتا من اإلجراءات التي تتبعها السلطة التشريعية في‬
‫تعتيل القوانين العاتية‪ ،‬وفي هذه الحالة فقط يمكن أن تثور مشكلة‬
‫تستورية القانون إذا ما أ ترت السلطة التشريعية قانونا خالفت‬
‫بمقتضاه أحكام التستور‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫وقت اختلفت التساتير التي أقرت مبتأ الرقابة على تستورية‬
‫القوانين بشأن تنظيم هذه الرقابة‪ ،‬منها ما أوكل هذه المهمة إلى هيئة‬
‫سياسية‪ ،‬ومنها ما جعلها من اخت اص هيئة قضائية‪.‬‬
‫وتبعا لذلك يقسم الفقه التستوري أساليب كفالة احترام أحكام‬
‫التساتير إلى نوعين‪ :‬أسلوب الرقابة السياسية‪ ،‬ثم أسلوب الرقابة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫وقبل التطرق لهذه ا ساليب ال بأن من اإلشارة إلى موقف‬
‫الفقه من مبتأ المراقبة على تستورية القوانين‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬موقف الفقه من دستورية القوانين‬


‫ثار الجتل بين فقهاء القانون التستوري حول جتوائية‬
‫وشرعية الرقابة على تستورية القوانين من عتمها‪ ،‬وانقسموا إلى‬
‫اتجاهين‪:1‬‬
‫*االتجاه ا ول‪ :‬يرى أن تكون السياتة للقانون العاتي باعتباره‬
‫القانون ا على للتولة‪ ،‬وبالتالي تقت ر وظيفة القضاء على التحقق‬
‫من مطابقة العمل اإلتاري للقانون العاتي فقط‪.‬‬
‫وحجج أ حاب هذا االتجاه تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬يعت القانون العاتي تعبيرا عن اإلراتة العامة للشعب‪ ،‬ومن‬
‫ثم ال يجوز إخضاعه ية رقابة‪.‬‬

‫‪.194‬‬ ‫دار النهضة العربية القاهرة‬ ‫‪ - 1‬ف اد العطار‪ :‬النظ م السياسية االقانون الدستور‬

‫‪77‬‬
‫‪ -2‬مبتأ الف ل بين السلطات يتعارض مع منح القضاء حق‬
‫مراقبة أعمال السلطة التشريعية للتحقق من مطابقتها للتستور‪ ،‬نه‬
‫سلطة القضاء ال يجب أن تتعتى تطبيق القانون والف ل في‬
‫القضايا المعروضة عليها‪.‬‬
‫*االتجاه الثاني‪ :‬يرى أن تكون السياتة للتستور باعتباره‬
‫القانون ا سمى للتولة‪ ،‬والذي يحتت اخت ا ات ووظائف كل‬
‫سلطة‪ ،‬وبالتالي استعمال هذه السلطات لوظائفها يجب أن يقوم على‬
‫أسان احترام كل منها للمباتئ التي قررها التستور‪ ،‬وبالتالي‬
‫فوظيفة القضاء ال يجب أن تقت ر على مراقبة مطابقة العمل‬
‫اإلتاري للتستور‪ ،‬بل تتناول أيضا مراقبة مطابقة القانون حكام‬
‫التستور وعتم مخالفتها‪.‬‬
‫استنت أ حاب هذا االتجاه كذلك لمجموعة من الحجج‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ -1‬التستور هو التعبير عن اإلراتة العامة للشعب ولين‬
‫القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬السلطة التشريعية (البرلمان) هي سلطة أوجتها التستور‬
‫وحتت اخت ا اتها ومن ثم لين لهذه السلطة أن تخرج‬
‫عن القيوت التي وضعها لها التستور‪ ،‬وبالتالي يجب أن‬
‫ت تر قوانينها متطابقة مع التستور وليست مخالفة له‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع الرقابة على دستورية القوانين‬

‫‪78‬‬
‫إن مراقبة تستورية القوانين العاتية ال اترة عن السلطة‬
‫التشريعية المعبرة عن إراتة ا مة‪ ،‬ال تخلو من أهمية ننا ب تت‬
‫اترة عن سلطة معبرة عن إراتة ا مة(أي‬ ‫مراقبة أعمال‬
‫البرلمان)‪ ،‬وبالتالي فإن ا مر ال يخلو من حساسية سياسية‬
‫واضحة‪ ،‬لذلك تباينت التول في أمر تنظيم هذا النوع من الرقابة‪،‬‬
‫منها من عهت بهذه المهمة لهيئة سياسية وهو ما يطلق عليه‪ :‬أسلوب‬
‫الرقابة السياسة على تستورية القوانين‪ ،‬ومنها من منح هذه المهمة‬
‫لجهة قضائية وهو ما أطلق عليه أسلوب الرقابة القضائية على‬
‫تستورية القوانين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الرقابة السياسية على دستورية القوانين‬


‫تعتبر الرقابة السياسية على تستورية القوانين رقابة وقائية‬
‫تحول‬ ‫تور القانون في شكله النهائي‪ ،‬حي‬ ‫‪ Préventif‬تسبق‬
‫تون إ تار القوانين المخالفة حكام التستور‪ ،‬بمعنى أنها رقابة‬
‫سابقة على إ تار الق انون‪ ،‬تباشر في الفترة ما بين سن القانون‬
‫وإ تاره‪.‬‬
‫وتنص عاتة التساتير على كيفية تشكيل الهيئة السياسية‬
‫المكلفة بمراقبة تستورية القوانين‪ ،‬ويتم ذلك إما عن طريق تعيين‬
‫عضاء هذه الهيأة أو‬ ‫السلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية‬

‫‪79‬‬
‫اشتراك السلطتين التنفيذية والتشريعية في تعيين أعضاء الهيأة وقت‬
‫يتم التشكيل عن طريق انتخاب الشعب‪.‬‬
‫يرجع أ ل نشأة الرقابة السياسية على تستورية القوانين إلى‬
‫عهت الثورة الفرنسية‪ ،‬وذلك من خالل تستور السنة الثامنة للثورة‪:‬‬
‫‪ 13‬تجنبر ‪ 1799‬حينما نص ذلك التستور على إسنات مهمة الرقابة‬
‫على تستورية القواني ن لهيئة سميت‪" :‬مجلن الشيوخ المحافظ" أو‬
‫"المجلن الحامي للتستور"‪ 1‬بناء على اقتراح من الفقيه الفرنسي‬
‫سييز ‪ Sieyes‬وذلك لفحص تستورية القوانين‪ ،‬والقرارات‬
‫حكام‬ ‫والمراسيم قبل إ تارها وإلغاء ما ي تر منها مخالفا‬
‫التستور‪ ،‬وقت كان هتف ذلك التستور االبتعات بمسألة الرقابة على‬
‫تستورية القوانين عن السلطة القضائية‪.‬‬
‫بعت إقرار هذا ا سلوب في فرنسا انتشر في غيرها من التول‬
‫خ و ا ذات النزعة االشتراكية‪.‬‬

‫* تقييم أسلوب الرقابة السياسية على دستورية القوانين ‪:‬‬


‫يتميز هذا ا سلوب بأنه وقائي باعتباره يمارن رقابة سابقة‬
‫تورها‪،‬‬ ‫على إ تار القانون‪ ،‬أي يمنع المخالفة التستورية قبل‬

‫‪1‬‬
‫‪Marcel Prélot : Institutions Politiques et Droit constitutionnel ; Dalloz ; 1972 ;P : 218‬‬

‫‪80‬‬
‫وبالتالي يتتارك الخطأ قبل أن يقع‪ ،‬لكن مع ذلك انتقت جانب من‬
‫الفقه هذا ا سلوب السياسي لمراقبة تستورية القوانين‪ ،‬وسجل عليه‬
‫مجموعة من المآخذ نورت بعضها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬يعاب على هذا ا سلوب أن الهيئة التي تقوم بالمراقبة على‬
‫تستورية القوانين تت ف بالطابع السياسي‪ ،‬وبالتالي تميل‬
‫بحكم تكوينها وتشكيلها إلى تغليب االعتبارات السياسية‬
‫على االعتبارات القانونية‪.‬‬
‫‪ -2‬الرقابة على تستورية القوانين لها طبيعة قانونية‪ ،‬ا مر‬
‫الذي يتطلب فيمن يتولى مهمة المراقبة موا فات‬
‫وكفاءات قانونية متميزة وعالية ال تتوفر تائما في أعضاء‬
‫الهيئة السياسية‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الرقابة القضائية على دستورية القوانين‬
‫يق ت بالرقابة القضائية على تستورية القوانين ‪ :‬قيام القضاء‬
‫بالتحقق من متى مطابقة القانون حكام التستور‪ ،‬فالرقابة القضائية‬
‫إذن ترمزالى الهيئة التي تباشر الرقابة‪ ،‬وكذلك الطابع القضائي‬
‫لهذه الرقابة‪.‬‬
‫من أهم اإليجابيات التي سجلت على هذا النوع من الرقابة‪:‬‬

‫‪:‬‬‫‪ - 1‬للم يد من التفصيل انظر بهذا الخصو‬


‫‪ 227‬اما بعدها‪.‬‬ ‫‪-‬إبراهيم عبد الع ي أي ا القانون الدستور ‪ ...‬م ال‬
‫‪.196:‬‬ ‫‪ -‬عبد الاني بسيوني عبد هللا‪ :‬القانون الدستور المبادن العامة الدستور اللبناني الدار الجامعية ‪1987‬‬
‫‪.200‬‬ ‫‪ -‬ف اد العطار‪ :‬النظم السياسية االقانون الدستور ‪ ..‬م ال‬
‫‪Contrôle Juridictionnel de le constitutionnalité des lois - 2‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ -‬توفر القضاة على ضمانات الحيات والموضوعية واالستقالل‬
‫في مباشرة وظيفتهم‪.‬‬
‫‪ -‬القضاة مؤهلين بحكم تكوينهم القانوني لالضطالع بمهمة‬
‫فحص والتتقيق في القوانين للتعرف على متى مطابقتها‬
‫حكام التستور‪.‬‬
‫‪ -‬تضمن الرقابة القضائية لألفرات حرية التقاضي وحق التفاع‬
‫وعلنية الجلسات‪.‬‬
‫أخذت الكثير من التول وعلى رأسها الواليات المتحتة‬
‫ا مريكية بهذا النوع من الرقابة التي تتبنى أسلوبين في طريقة‬
‫اشتغالها‪ ،‬و تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫لية‪ :‬رقابة اإللغاء‬ ‫‪ -1‬أسلوب الرقابة عن طريق التعوى ا‬
‫‪ -2‬أسلوب الرقابة عن طريق التفع بعتم التستورية‪ :‬رقابة‬
‫االمتناع‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أسلوب الرقابة عن طريق الدعوى األصلية (رقابة‬


‫االلغاء)‬
‫لية عنتما‬ ‫تتحقق الرقابة عن طريق اإللغاء أو التعوى ا‬
‫احب الشأن المتضرر من قانون معين بالطعن فيه مباشرة‬ ‫يقوم‬
‫ة طالبا إلغائه لمخالفته للتستور‪ ،‬فإذا ثبت‬ ‫أمام المحكمة المتخ‬
‫للقاضي عتم تستورية القانون أي مخالفة القانون المطعون فيه‬

‫‪82‬‬
‫حكام التستور حكم بإلغاء هذا القانون‪ ،‬وبذلك يتحقق إعتام ذلك‬
‫القانون من الوجوت واعتباره كأنه لم يكن‪.‬‬
‫هذا ا سلوب يعمل على حل مشكلة القانون المخالف‬
‫للتستور حال نهائيا حاسما بإلغائه والتخلص منه بشكل نهائي‪.‬‬
‫وقت اختلفت التساتير فيما يتعلق ب الحية ا فرات في الطعن‪:‬‬
‫‪ -‬منها من تشترط في الفرت رافع التعوى أن يكون القانون‬
‫المطلوب إلغاؤه من شأنه إذا طبق أن يمن حقا أو م لحة له‬
‫ولو محتملة‪ ،‬وبالتالي ال يشترط أن يكون القانون المرات‬
‫إلغاؤه لعتم تستوريته قت من فعال حقا من حقوق رافع‬
‫التعوى أو م لحة من م الحه‪ ،‬وإنما يكفي أن هذا القانون‬
‫من شأنه إذا طبق أن يمن حقا أو م لحة ولو محتملة‪ ،‬في‬
‫تون‬ ‫احب الشأن أن يرفع تعواه‬ ‫هذه الحالة يستطيع‬
‫انتظار تطبيق القانون عليه‪.‬‬
‫‪ -‬ومن التساتير من أغلقت باب الطعن تماما في وجه ا فرات‪،‬‬
‫لتجعله حقا مق ورا على بعض الهيئات العامة التي يحتتها‬
‫التستور مثال‪ :‬رئين التولة‪ -‬نسبة من أعضاء البرلمان‪-‬‬
‫الحكومة‪...‬‬
‫يتميز هذا النوع من الرقابة بمجموعة من الخ ائص‬
‫كالتالي‪:1‬‬

‫‪.124:‬‬ ‫‪ - 1‬ألمد بنككوال‪ :‬القانون الدستور ‪ ...‬مرجم سابق‬

‫‪83‬‬
‫احب الشأن‬ ‫‪ -‬التعوى أ لية‪ :‬وفق هذا ا سلوب يقوم‬
‫برفع تعوى أ لية أمام القضاء المختص للطعن في قانون‬
‫معين والمطالبة بالحكم بإلغائه باعتباره مخالفا للتستور‪.‬‬
‫تتجه للطعن مباشرة في قانون‬ ‫‪ -‬التعوى مباشرة‪ :‬حي‬
‫معين بذاته لعتم تستوريته‪.‬‬
‫‪ -‬التعوى موضوعية‪ :‬تن ب على موضوع معين ال على‬
‫شخص بخ الف القاعتة العامة في التعاوي القضائية حي‬
‫تكون شخ ية‪.‬‬
‫يتميز هذا النوع من الرقابة بحسم‬ ‫‪ -‬الحسم النهائي‪ :‬حي‬
‫النزاع حول تستورية القانون مرة واحتة وبشكل نهائي‪.‬‬
‫نظرا لخطورة هذا النوع من الرقابة على تستورية القوانين‬
‫لما تؤتي إليه من إلغاء للقانون‪ ،‬فإن التول عاتة تتوخى‬
‫الحذر في أمر إيكال هذه المهمة إلى جهة قضائية محتتة ويتم‬
‫نجت بعض التول تمنح هذا‬ ‫اختيارها بعناية فائقة‪ ،‬حي‬
‫االخت اص للمحكمة العليا في النظام القضائي تاخل التولة‪،‬‬
‫في حين تنشئ تساتير غالبية التول التي تتبع هذا ا سلوب‬
‫ة فقط في النظر في‬ ‫من الرقابة محكمة تستورية متخ‬
‫تستورية القوانين‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫بعدم‬ ‫الدفع‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫الرقابة‬ ‫أسلوب‬ ‫ثانيا‪-‬‬
‫الدستورية(رقابة االمتناع)‬
‫يمارن القضاء الرقابة على تستورية القوانين وفق هذا‬
‫ا سلوب بمناسبة قضية معروضة على المحكمة يرات منها تطبيق‬
‫قانون من القوانين على أحت ا فرات فيتفع‪ ،‬أي يطلب أحت أطراف‬
‫التعوى عتم تطبيق هذا القانون بسبب مخالفته للتستور‪.‬‬
‫يقوم القاضي إثر ذلك بفحص تستورية هذا القانون‪ ،‬فإذا ما‬
‫تبين للقاضي أن القانون ال يخالف ن وص التستور عمل على‬
‫تطبيقه في التعوى المطروحة أمامه‪ ،‬أما إذا تحقق من عتم‬
‫تستوريته بأن ثبت له مخالفته للتستور فإنه يمتنع عن تطبيقه في‬
‫القضية المطروحة أمامه‪.‬‬
‫بالتالي المحكمة وفق هذا ا سلوب ال تحكم بإلغاء القانون‬
‫المخالف للتستور كما هو الحال في ا سلوب ا ول (رقابة‬
‫اإللغاء)‪ ،‬وإنما تقضي فقط بعتم تطبيقه في التعوى المطروحة‬
‫أمامها‪ ،‬وتمتنع بالتالي عن تطبيقه في هذه التعوى فقط‪.‬‬
‫ويحق لكل المحاكم القضائية على اختالف ترجاتها أن‬
‫تفحص في تستورية القوانين وفق هذا ا سلوب تون تحتيت محكمة‬
‫بعينها‪ ،‬ما لم يكن هناك نص قانوني أو تستوري يقول بخالف ذلك‬
‫تاخل تولة معنية‪.‬‬

‫‪85‬‬
86
‫المحور الثالث‪ :‬ممارسة‬
‫السلطة السياسية‬

‫‪87‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أشكال ممارسة‬
‫السلطة السياسية‬
‫تقدددر األدبيدددات السياسدددية االدسدددتورية بوجدددود أأدددكار اأنمددداط‬
‫مختلفددة لل كددم اكددذلك تقسدديمات اتبويبددات متنوعددة لسددب ال اايددة‬
‫التي يتم التركي عليها‪.‬‬
‫اإذا كاند السلطة السياسية تعد ركنا ك أساسيا ك من أركان الدالدة‬
‫فددرن أمددر ممارسددتها يطددر قضددايا اتسداؤالت أددتى أبرزهددا الب ددث‬
‫عن الجهة التي يد ار إليهدا أمدر ممارسدة هدذه السدلطة داخدل الدالدة‬
‫اانطحقا ك من ذلك تبرز مجموعة من األأكار لهدذه الممارسدة لداار‬
‫الفقددب الدسددتور السياسددي لصددرها فددي ثحثددة أنددواع رئيسددية‪ :‬ال كددم‬
‫الفرد ‪ -‬لكم األقلية‪ -‬لكم األغلبية‪.‬‬
‫‪ -1‬الحكم الفردي‪:‬‬
‫فددي إطددار هددذا النددوع مددن ال كددم يسدتأثر بالسددلطة السياسددية فددي‬
‫الدالددة فددرد االددد يملددك كددل الصددحليات لممارسددة السددلطة بواسددطة‬
‫م سسات تكون تابعة لب بشكل مطلق‪.‬‬
‫ايطلق على هذا النوع من ال كم كذلك ال كم المونوقراطي‪.‬‬
‫اال كددم الفددرد قددد يأخددذ أددكل الملكيددة االسددتبدادية االتددي ال‬
‫تخضم في ممارسة سلطتها للقانون‪.‬‬
‫اقددد تكددون ملكيددة مطلقددة مقيدددة بالقددانون لكددن مددم ذلددك السددلطة‬
‫تترك فدي يدد الملدك دان أن يشدترك معدب ألددا ك فدي تصدريف أد ان‬
‫الدالة ادان أن يكون مس االك أمام أية جهة كاند‪.1‬‬
‫اقد يصل ال اكم إلى السدلطة فدي هدذا النمدوذج مدن ال كدم إمدا‬
‫عددن طريددق الوراثددة أا عددن طريددق القددوة افددي هددذه ال الددة يسددمى‬
‫ديكتاتوراك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Maurice Duverger: institutions Politiques et Droit constitutionnel, PUF, Paris, 1956, p:‬‬
‫‪391.‬‬

‫‪88‬‬
‫ال كم الديكتاتور هو نموذج لديث لل كم الفرد يصدل مدن‬
‫خحلدب ال دداكم إلدى مركد القيددادة فدي الدالددة بطريقدة أددرعية أا غيدر‬
‫أرعية ايمارال السلطة على أساال من القوة االسيطرة‪.‬‬
‫عموم دا ك ارتددب النظددام الددديكتاتور بالتدداريخ البعيددد ليددث كددان‬
‫يظهر خصوصا ك في الدالة أثناء االضدطرابات الداخليدة أا األزمدات‬
‫السياسية ااالقتصادية أا مم الهد ائم ال ربيدة اذلدك بايدة السديطرة‬
‫على زمام األمور في الدالة مدن أجدل ت قيدق المصدل ة العامدة دان‬
‫اعتبار لل قوق اال ريدات الفرديدة‪ .‬امدن أبدرز نمداذج ال كدم الفدرد‬
‫الديكتاتور ‪ :‬الفاأية الموسولينية في إيطاليدا ابتدداء مدن سدنة ‪1922‬‬
‫ثم النازيدة الهتليريدة فدي ألمانيدا ‪ 1933‬لكدم فرانكدو فدي إسدبانيا بعدد‬
‫ال رن األهلية اإلسبانية‪...‬‬

‫‪ -2‬حكم األقلية‪:‬‬
‫نتجااز مم هذا الشدكل مدن ال كدم األلاديدة ااالنفدراد بالسدلطة‬
‫لننتقل إلى ممارسة أقلية من األفراد لل كم‬
‫تعود إذن ممارسة السلطة في هذا النظدام إلدى عددد م دداد مدن‬
‫األفراد تجمعهم رااب معينة‪:‬‬
‫* إذا كاند هذه األقلية تنتمدي إلدى طبقدة األغنيداء فيطلدق عليهدا‬
‫األاليكارأية أا ال كم األاليكارأي‪.‬‬
‫* أمددددا إذا كانددددد هددددذه األقليددددة يجمددددم بددددين أفرادهددددا المركدددد‬
‫االجتماعي االعلمي المتمي فيطلق عليها و ال كم األرستقراطيو‪.‬‬
‫اتمثددل لكومددة األقليددة مرللددة انتقددار أا مرللددة اسددطى بددين‬
‫ال كم الفرد اال كم الديمقراطي الذ يستند إلى األغلبية الشعبية‪.‬‬
‫‪ -3‬حكم األغلبية ‪:‬‬
‫يفيد هذا النوع من ال كم بممارسة السلطة السياسية مدن طدرف‬
‫أغلبية أفراد الشعب بدالمفهوم السياسدي سدواء أتدم ذلدك بواسدطة هدذه‬
‫األغلبيدددة مباأدددرة أا عدددن طريدددق النيابدددة ايعدددرف هدددذا النظدددام فدددي‬

‫‪89‬‬
‫عمومددددب بددددأ و لكددددم األغلبيددددةو أا و لكددددم الشددددعبو أا و ال كددددم‬
‫الددديمقراطيو اإذا كانددد الديموقراطيددة تعنددي لكددم الشددعب بالشددعب‬
‫امن أجل الشعب فرن صورتها األالى ظهرت في المددن اإلغريقيدة‬
‫القديمددة ليددث مارسددد طبقدددة المددواطنين األلددرار السددلطة بطريقدددة‬
‫مباأرة امن اللاة اإلغريقية اأتقد كلمدة الديمقراطيدة التدي تكوندد‬
‫من مقطعين و‪Démos‬و امعناها أدعب ثدم و‪Kratos‬و امعناهدا لكدم أا‬
‫سدلطة ابالتدالي يقصددد بهدا كمددا أسدلفنا سدلطة الشددعب أا نظدام ال كددم‬
‫المسدددتمد مدددن الشدددعب امدددن ثدددم انتقلدددد إلدددى مجموعدددة مدددن البلددددان‬
‫تدريجيا ك اأثناء مسيرتها بدأت‬
‫تطرأ عليها مجموعة من الت دويرات االتاييدرات األمدر الدذ‬
‫نددتم عنددب مجموعددة مددن صددور الديمقراطيددة تدددرجد بددين المباأددرة‬
‫االنيابية اغير المباأرة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إمددا أن يتددولى الشددعب إدارة أ د انب بنفسددب مباأددرة ايطلددق‬
‫على هذه الطريقة بالديمقراطية المباأرة‪.‬‬
‫‪ -‬أا أن يلجأ الشعب إلى انتخان ممثلين عندب (البرلمدان) لتدولي‬
‫إدارة أ انب نيابة عنب اهنا نكون أمام الديمقراطية النيابية‪.‬‬
‫‪ -‬أما في ال الة الثالثة فرن الشعب يجمم بدين الطدريقتين األالدى‬
‫االثانية اذلك بانتخان برلمان يتولى تسيير أ انب (النظدام النيدابي)‬
‫الكن ال يترك لب ال رية المطلقة في التصرف ليث يشترك معدب فدي‬
‫ممارسدددة بعددد االختصاصدددات الهامدددة اهدددو مدددا يطلدددق عليدددب بدددأ و‬
‫الديمقراطية غير المباأرةو‪.1‬‬
‫اهذا ما سنتناالب من خحر الفراع التالية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الديمقراطية‬


‫المباشرة‬
‫تعتبر الديمقراطية المباأرة النموذج المثالي لل كم الدديمقراطي‬
‫الص يا على أساال أنها ت قدق مباأدرة الشدعب لسديادتب اممارسدتب‬

‫‪ - 1‬مليكة ال روخ‪ :‬القانون التستوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.44 :‬‬

‫‪90‬‬
‫للسدلطة بنفسدب ابطريددق مباأدر بددح نيابدة اال اكالدة ليددث يعدد هددذا‬
‫النموذج الصورة الوليدة للديمقرطية التي ت قدق سديادة الشدعب علدى‬
‫أكمل اجب االتي عدن طريقهدا يعبدر الشدعب عدن إرادتدب الايدر قابلدة‬
‫للتج ئة أا التقسيم أا التفوي ‪.‬‬
‫ايعددد و جددان جدداك راسددوو مددن أكبددر مناصددر الديمقراطيددة‬
‫المباأرة إذ يعتبرها الترجمة الص ي ة لمبدأ السديادة الشدعبية االتدي‬
‫تشددكل الدددة ال يجددوز التنددازر عنهددا كمددا أن إرادة الشددعب ال تقبددل‬
‫اإلنابددة أا التمثيددل لددذلك فالديمقراطيددة ال قيقيددة ينباددي أن تتمثددل فددي‬
‫مباأددرة الشددعب لش د انب بنفسددب دان اسدداطة لكددن هددذا األمددر يكدداد‬
‫يكون مست يحك عمحك‪.1‬‬
‫ايرجدم أصدل الديمقراطيدة المباأددرة – كمدا أسدلفنا‪ -‬إلدى المدددن‬
‫اإلغريقيددة القديمددة اخصوصددا ك مدينددة أثينددا ليددث كددان المواطنددون‬
‫األلرار يجتمعون في جمعية الشعب لوضم القوانين ااختيار ال كدام‬
‫االقضاة اعقد المعاهدات اإعحن ال رن االسحم اتسديير الشد ان‬
‫العامددة للمدينددة الديمقراطيددة المباأددرة علددى الددنم اإلغريقددي تعددذر‬
‫تطبيقها في األنظمة ال ديثة ما عدا بع االستثناءات الضدنيلة جددا ك‬
‫االتدددي تكددداد تن صدددر فدددي النمدددوذج السويسدددر بدددل افدددي بعددد‬
‫المقاطعات السويسرية ف سب االتي تتمي بضآلة سدكانها ام داديدة‬
‫مسدددالتها إذ يمدددارال الشدددعب فدددي هدددذه الواليدددات الثحثدددة الجبليدددة‬
‫الصايرة‪ -‬السلطة بنفسب عن طريق الجمعيدة الشدعبية التدي تنعقدد كدل‬
‫عام لمباأرة الش ان الخاصدة بالواليدة ااختيدار القضداة االمدوظفين‬
‫الذين يتولون اظيفة التنفيذ في الوالية‪.2‬‬
‫اتبقدى أهددم العوامددل التددي سدداعدت هددذه المقاطعددات السويسددرية‬
‫على االستمرار في تطبيق النظام الديمقراطي المباأر هدي قلدة عددد‬
‫سكانها ابساطة مشاكلها‪.‬‬
‫عمومدا ك إذا كانددد الديمقراطيددة المباأددرة أكثددر الددنظم كمدداالك مددن‬
‫النالية النظرية فرنها أأد صعوبة من النالية العملية اهدذا مدا جعدل‬
‫تطبيقها نادرا ك بنسبة كبيرة جدا خصوصا ك اأنهدا تتطلدب درجدة عاليدة‬
‫‪ - 1‬مليكة ال روخ‪ :‬نفن المرجع السابق وال فحة السابقين‪.‬‬
‫‪ - 2‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.193 :‬‬

‫‪91‬‬
‫من النضم السياسي للمواطنين لتدى يتولدوا مسد الية ال كدم اتسديير‬
‫الش ان العامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الديمقراطية‬
‫النيابية‬
‫تنبني الديمقراطية النيابية على أساال انتخان الشدعب لعددد مدن‬
‫النددوان يشددكلون البرلمددان ايتولددون ممارسددة السددلطة باسددم الشددعب‬
‫انيابة عنب لمدة م دادة‪.‬‬
‫ابالتددالي مددن خددحر هددذا النمددوذج مددن الديمقراطيددة ال يمددارال‬
‫الشعب السلطة بنفسب اال يشارك في ممارستها مم مدن ينتخدبهم مدن‬
‫النوان اإنما يكتفي بانتخان نوان عنب ليترك لهم الممارسدة الكاملدة‬
‫للسلطة نيابة عنب‪.‬‬
‫القد نشأ النظدام النيدابي فدي انجلتدرا امدر بمرالدل طويلدة مدن‬
‫التطددور لتددى اسددتكمل أركانددب ثددم أخددذ بعددد ذلددك أددكل النظددام النيددابي‬
‫البرلماني‪.‬‬
‫يقوم هذا النظام على مجموعة من األركان كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬اجددود هينددة نيابيددة منتخبددة ذات سددلطة فعلي دة‪ :‬يقصددد بهددذا‬
‫الركن انتخان الشعب لنوان يشكلون الهيندة النيابيدة (البرلمدان) التدي‬
‫تتولى التعبير عن إرادة األمة اممارسة السلطة باسمها ايسدتو أن‬
‫يكون هذا البرلمان مكون من مجل االد أا مجلسين‪.‬‬
‫اال يشددترط أن يددتم انتخددان كددل أعضدداء الهينددة النيابيددة اإنم دا‬
‫يل م أن تكون غالبيتهم السالقة قد انتخبهم الشعب‪.‬‬
‫كمددا يشددترط أن تمددارال هددذه الهينددة سددلطات لقيقيددة اليسددد‬
‫أكلية أا استشارية‪.‬‬
‫‪ -2‬مدددة العضدددوية فددي الهيندددة البرلمانيددة م قتدددة‪ :‬ممددا يفيدددد أن‬
‫انتخان الشدعب لندوان يمثلوندب فدي تصدريف الشد ان العامدة ال يمتدد‬
‫إلدى أجددل غيددر م ددد اإنمددا يكددون م كومددا بمددة معينددة لددم تولدددها‬
‫الدساتير في كل األنظمة بل نجددها تختلدف مدن بلدد فخدر المهدم أال‬
‫تسرف في الطور اال في القصر‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -3‬تمثيل النائب المنتخب لةمة جمعاء ألنب مفوض مدن لددنها‬
‫للتعبير عن إرادتها باعتبارها كيانا ك مجردا ك اأخصا ك معنويدا ك ابالتدالي‬
‫فهو يمارال مهامدب نيابدة عدن األمدة انطحقدا ك مدن اكالدة تمثيليدة عامدة‬
‫تفترض تمثيلب لةمة جمعاء الي لدائرتب االنتخابية ف سب‪.1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الديمقراطية شبه‬
‫المباشرة‬
‫برزت الديمقراطية أبب المباأرة ك ل اسد بدين الديمقراطيدة‬
‫المباأرة التي تعتمد على ممارسة الشعب لسيادتب بشدكل مباأدر دان‬
‫اسائ ابين الديمقراطية النيابية التي تقوم – كما رأينا‪ -‬على أسداال‬
‫انتخان هينة تنون على الشعب لممارسة السلطة باسمب انيابة عنب‪.‬‬
‫تقوم الديمقراطية أبب المباأدرة إذن علدى أسداال مبددأ التمثيدل‬
‫االنيابة من جهة امشاركة الشعب في اتخاذ القدرار بنفسدب مدن جهدة‬
‫أخر ‪.‬‬
‫هددذه الديمقراطيددة إذن تقضددي بددأن يددتم انتخددان مجددال تمثيليددة‬
‫تضددم نوابدا ك عددن الشددعب يمارسددون السددلطة باسددمب انيابددة عنددب افددي‬
‫نفدد الوقددد تخددور لهددذا الشددعب إمكانيددة التدددخل فددي القضددايا ذات‬
‫األهمية الكبر كاألمور التأسيسية االتشريعية‪...‬‬
‫هددذا التدددخل الشددعبي يددتم بأسدداليب معينددة مددن ضددمنها‪ :‬لدددق‬
‫اال عتدددراض لددددق اتخدددداذ المبدددادرة مددددن طددددرف الشدددعب ثددددم لددددق‬
‫االستفتاء افيما يلي نتطرق باقتضان لهذه األساليب‪.‬‬
‫‪ -1‬ح االعتراض‪:‬‬
‫يفيد بتمكين عدد معين مدن النداخبين (أفدراد الشدعب السياسدي)‬
‫مددن االعتددراض علددى قددانون صددادر مددن البرلمددان خددحر مدددة زمنيددة‬
‫م ددددة ابالتددالي توقيددف العمددل بالقددانون الصددادر عددن البرلمددان إلددى‬
‫لددين معرفددة رأ الشددعب فددي هددذا القددانون فددرذا كددان رأ الشددعب‬

‫‪ - 1‬للتوسع حول هذا الموضوع‪ ،‬انظر‪:‬‬


‫‪ -‬أحمت بنككون‪ ،‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 140 :‬وما بعتها‪.‬‬
‫‪ -‬إسماعيل الغزال‪ :‬القانون التسثتوري والثنظم السياسثية‪ ،‬المؤسسثة الجامعيثة للتراسثات والنشثر والتوزيثع‪ ،‬ط ‪،1982 ،1‬‬
‫ص‪.139 :‬‬

‫‪93‬‬
‫رافضدا ك لهددذا القددانون تددم إلادداؤه أمددا إذا لددم يددتم االعتددراض عليددب فددي‬
‫المدة الم ددة فرن القانون يصبا نهائيا ك اااجب النفاذ‪.‬‬
‫‪ -2‬ح االقتراح الشعبي‪:‬‬
‫يراد بب قيام عدد م دد من الناخبين باقترا مشدراع قدانون أا‬
‫فكرة قانونية معينة على البرلمان‪.‬‬
‫إذا ارد هذا االقترا الشدعبي فدي أدكل مشدراع قدانون معدين‬
‫يلت م البرلمدان بمناقشدتب اإصدداره أا يدتم عرضدب علدى الشدعب فدي‬
‫استفتاء تشريعي ألخذ رأيب بخصوصب‪.‬‬
‫أما إذا كان االقترا مجرد فكرة يتولى البرلمان صياغتها فدي‬
‫مشدراع قدانون ليمدر بعدد ذلددك علدى أطدوار المسدطرة التشدريعية مددن‬
‫مناقشدة فتصدويد ثدم إصددار أا يدتم عرضدب علدى الشدعب فدي أدكل‬
‫استفتاء تشريعي‪.‬‬
‫ابالتالي نسدتخلا أندب فدي كلتدا ال دالتين الشدعب هدو مدن يأخدذ‬
‫المبادرة في لالة االقترا الشعبي‪.‬‬
‫‪ -3‬االستفتاء الشعبي‪ :‬يقصدد بدب أخدذ رأ الشدعب بشدأن قدانون‬
‫معين أا أمر مدن األمدور التدي ت تداج موافقدة الشدعب اتتوقدف عليهدا‬
‫مددن أجددل تطبيقهددا ممددا يفيددد توقيددف القددانون إلددى لددين إدالء الشددعب‬
‫برأيب إما بالموافقة أا الرف ‪.‬‬
‫اتتنوع االستفتاءات لسب مجموعة من المعايير‪:‬‬
‫أ‪ -‬من ليث موضوع االستفتاء‪:‬‬
‫قددد نسددميب اسددتفتاءا دسددتوريا ك أا تأسيسدديا‪ :‬لينمددا يتعلددق األمددر‬
‫بأخددذ رأ الشددعب فددي أددأن مشددراع دسددتور مددن ليددث الوضددم أا‬
‫التعديل أ أن األمر يتم ور لور قضايا دستورية‪.‬‬
‫اقدددد يكدددون االسدددتفتاء تشدددريعيا ك عندددد أخدددذ رأ الشدددعب بشدددأن‬
‫مشراع أا مقتر قانون‪.‬‬
‫‪ -‬اقددد يكددون االسددتفتاء سياسدديا ك لينمددا يتعلددق األمددر بأخددذ رأ‬
‫الشعب بشأن أمر من األمور السياسية العامة‪.‬‬
‫ن‪ -‬من ليث مد إل امية االستفتاء‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫على هذا المستو تطر ثحث لاالت‪:‬‬
‫* االسددتفتاء اإلجبددار االددذ يت ددتم إجددراؤه بشددأن موضددوع‬
‫معدين االدسدداتير هدي التددي ت دددد هدذه المواضدديم اغالبدا ك مددا تجعدل‬
‫االستفتاء إجباريا ك بخصو القضايا التأسيسية‪.‬‬
‫االسددتفتاء اإلجبددار أا الجددواز ‪ :‬يتعامددل الدسددتور بنددوع مددن‬
‫المرانة في هذا المقام ليث يجعدل مسدألة االسدتفتاء اختياريدة أ قدد‬
‫نأخذ برأ الشعب اقد ال نأخذ‪.‬‬
‫* االستفتاء الت كيمي‪ :‬متعلق ب سم الن اع الذ قدد ينشدب بدين‬
‫مختلف السلطات في الدالة ليث نرجم للشعب ليقدور كلمتدب اي كدم‬
‫بين هذه السلطات‪.1‬‬
‫ج‪ -‬من ليث ميعاد إجرائب‪ :‬على هذا المستو ينقسم االسدتفتاء‬
‫إلى استفتاء قبلي أ قبل إصدار القانون أا بعد أ بصورة اللقدة‬
‫عن إصدار القانون‪.‬‬
‫د‪ -‬مدن ليددث مدد إل اميتددب‪ :‬بهدذا الخصددو يتندوع االسددتفتاء‬
‫مددن ليددث قددوة إل امددب إلددى اسددتفتاء مل د م يتقيددد البرلمددان االسددلطات‬
‫بنتائجب ااستفتاء استشار يتم إجراؤه دان التقيد بنتائجب‪.2‬‬
‫ابالتالي نستخلا أن الديمقراطيدة أدبب المباأدرة تتديا للشدعب‬
‫هوامش هامة من المشاركة في ممارسة السلطة في ظدل اجدود هيندة‬
‫نيابيددددة برلمددددان اذلددددك عددددن طريددددق االعتددددراض أا االقتددددرا أا‬
‫االستفتاء‪ ...‬مما ي ور دان استبداد البرلمان نفسب بالسلطة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االنتخاب‬
‫يددرتب االنتخددان بشددكل اثيددق بالديمقراطيددة العتبدداره الوسدديلة‬
‫الوليدة ااألساسية إلسناد السلطة لممثلي الشعب سواء كدانوا لكامدا ك‬
‫أا نوابا ك في مجال برلمانية ااستشارية‪.‬‬

‫‪ - 1‬أحمت بنككون‪:‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.145 :‬‬


‫‪ - 2‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.205 :‬‬

‫‪95‬‬
‫اقدددد اختلفدددد افراء الفقهيدددة لدددور ت ديدددد الطبيعدددة القانونيدددة‬
‫لحنتخان ليث اعتبر اتجاه أن االنتخان لق أخصي يتمتدم بدب كدل‬
‫مواطن باعتباره من ال قوق الطبيعية التي ال يجوز ال رمان منها‬
‫فددي لددين يددذهب اتجدداه آخددر إلددى أن االنتخددان مجددرد اظيفددة‬
‫ي ديها المواطن نتيجة النتمائب إلى األمة‬
‫ليذهب اتجاه ثالث إلدى الجمدم بدين االتجداهين السدابقين ايقدور‬
‫بددأن االنتخددان لددق ااظيفددة علددى أسدداال أن االنتخددان لددق فددرد‬
‫الكنب يعتبر اظيفة ااجبة األداء في نف الوقد‪.‬‬
‫بينما يتجدب الدرأ الدراجا فدي الفقدب المعاصدر إلدى أن التكييدف‬
‫القانوني الص يا لحنتخان ال يعتبره لقا ك أا اظيفة اإنما هو سدلطة‬
‫قانونيدددة تعطدددى للنددداخبين لت قيدددق المصدددل ة العامدددة علدددى أسددداال أن‬
‫القانون هو الذ ي دد مضمون هذه السلطة اأراط استعمالها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬هيئة الناخبين‬


‫االنتخدان إذن هدو الوسديلة الديمقراطيدة الختيدار المسد الين أا‬
‫النوان الذين تتسند لهم ممارسة السلطة في الدالة اتسمى العمليدة أا‬
‫اإلجراء الذ يتم الختيار ه الء الممثلين أا المس الين‪ :‬االقتراع‪.‬‬
‫القاعدة العامة التي كاند سائدة إلى اقد قريب هي تقييدد لدق‬
‫االنتخددان بشددرط النصددان المددالي أا أددرط الكفدداءة أا كليهمددا ليأخ دذ‬
‫الريادة في اقد اللدق اإلدى افن االقتدراع العدام الدذ أصدبا ينتشدر‬
‫بشكل هام جدا ك في معظم الدار الديمقراطية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االقتراع المقيد‬
‫والعام‬
‫أوال‪ -‬االقتراع المقيد‪:‬‬
‫يقصد بب اأتراط توافر نصان مالي معدين أا كفداءة خاصدة أا‬
‫كليهما في كل مواطن لتى يتمكن من ممارسة لق االنتخان‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ايقصدددد بتدددوافر أدددرط النصدددان المدددالي أن يكدددون المدددواطن‬
‫الناخددب مالك دا ك أا لددائ ا ك لعقددار لددب دخددل معددين أا يكددون مددن دافعددي‬
‫الضرائب الجة أنصار هذا النظام أن النصان المالي يضمن جديدة‬
‫عملية االنتخان فأص ان الثراة يت ملون عادة النفقدات العامدة عدن‬
‫طريق دفم الضرائب ابالتالي من الطبيعي أن تقتصر المشاركة فدي‬
‫ال كم عدن طريدق االنتخدان علديهم طبقدا ك لقاعددة الدتحزم بدين السدلطة‬
‫االمس الية‪.1‬‬
‫اكددان هددذا الشددرط قددد اسددتقر فددي الواليددات المت دددة األمريكيددة‬
‫بهدف لرمان السود في الواليات الجنوبية من لق االنتخان‪.‬‬
‫أما عدن أدرط الكفداءة فيقصدد بدب أن تت قدق فدي الناخدب درجدة‬
‫معينة مدن التعلديم مثدل‪ :‬المعرفدة بدالقراءة االكتابدة أا ال صدور علدى‬
‫أهادة معينة ايطلق على هذا النظام و نظام االنتخدان المقيدد بشدرط‬
‫الكفاءةو اذلدك علدى أسداال أال يتسداا الناخدب المدتعلم مدم الناخدب‬
‫األمددي الددذ ال يملددك القدددرة علددى ال كددم الص د يا بالنسددبة للش د ان‬
‫العامة في الدالة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬االقتراع العام‪:‬‬
‫يقصد بب ممارسة لدق االنتخدان دان التقيدد بشدراط النصدان‬
‫المالي االكفاءة‪.‬‬
‫افددي المقابددل ال يعنددي لددق االقتددراع العددام فددتا بددان االنتخددان‬
‫علددى مصددراعيب دان التقيددد ب ددد أدنددى مددن الشددراط المنطقيددة التددي‬
‫تضمن فعدحك جديدة االنتخدان افدي نفد الوقدد ال تنبندي علدى أسد‬
‫ااهيددة هددذه الشددراط تددرد عددادة فددي الدسدداتير أا القددوانين االنتخابيددة‬
‫على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجنسية‪ :‬ايقصدد بدب اقتصدار ممارسدة لدق االنتخدان علدى‬
‫المواطن األصيل دان األجنبي‪.‬‬
‫افددي هددذا اإلطددار تفددرق قددوانين الدددار بددين المددواطن األصدديل‬
‫صالب الجنسية األصدلية ثدم المدواطن بدالتجن ليدث تشدترط هدذه‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ ،‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.214 :‬‬

‫‪97‬‬
‫القدوانين مدرار مددة زمنيدة معينددة بعدد اكتسدان الجنسدية لتدى يددتمكن‬
‫المواطن بالتجن ممارسة لقوقب السياسي‪.‬‬
‫‪ -2‬الجددن ‪ :‬المقصددود بهددذا الشددرط ىقصددر لددق االنتخددان علددى‬
‫الرجدل دان المدرأة اهدذا الشدرط ال يتندافى فدي الفقدب الدسدتور مدم‬
‫مبدأ االقتراع العدام علدى أسداال أن العمدل السياسدي فدي بداياتدب كدان‬
‫مقصددورا ك علددى الرج دل اقددد تددم التراجددم بشددكل أددبب كلددي عددن هددذا‬
‫المعطى أا الشرط في الوقد ال اضر‪.‬‬
‫‪ -3‬السن‪ :‬عادة ت دد الدساتير سنا ًّ معينة يستطيم فيها المدواطن‬
‫أن يتمتم ب قوقب السياسية اتختلف هذه السن لسب دساتير الدار‪.‬‬
‫‪ -4‬األهلية العقلية‪ :‬يقصدد بهدا اكتمدار النضدم الدذهني لممارسدة‬
‫لددق االنتخددان ابالتددالي ي ددرم مددن ممارسددة هددذا ال ددق‪ :‬المجنددون‬
‫االمعتوه االمصان بتخلف عقلي بصفة دائمدة كمدا ي درم كدذلك مدن‬
‫هدذا ال دق مددن فقدد قددواه العقليدة طالمدا بقددي علدى هددذه ال الدة علددى أن‬
‫يعاد إليب لقب عند أفائب‪.‬‬
‫‪ -5‬األهليددة األدبيددة‪ :‬تشددترط القددوانين االنتخابيددة عدددم صدددار‬
‫ألكام قانونيدة ضدد الناخدب فدي جدرائم تمد الشدرف ااالعتبدار مثدل‬
‫جرائم‪ :‬السرقة‪ -‬الرأوة‪ -‬االختحال‪ -‬الت اير‪...‬‬
‫افي هذا اإلطار نفرق بين أنواع الجرائم المرتكبة‪:‬‬
‫* الجنايات يترتب عليها لرمان أبد من ال قوق السياسية‪.‬‬
‫* الجنا يترتب عليها لرمدان م قدد لمددة م دددة مدن ال قدوق‬
‫السياسية‪.‬‬
‫* المخالفدددات ال يترتدددب عليهدددا لرمدددان مدددن مباأدددرة ال قدددوق‬
‫السياسية‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظم المختلفة‬
‫لالنتخاب‬
‫الفرع األول‪ :‬االنتخاب المباشر‬
‫وغير المباشر‬
‫يعتبدددر االنتخدددان مباأدددرا لينمدددا ينتخدددب المواطندددون ممثلددديهم‬
‫مباأددرة ابدددان اسددائ إنددب النظددام األكثددر انتشددارا ك اليددوم ااألكثددر‬
‫تعبيرا ك عن التوجب الديمقراطي في اختيار ال كام‪.‬‬
‫يددددتم اللجددددوء إلددددى هددددذا النددددوع مددددن االنتخددددان عددددادة بالنسددددبة‬
‫لحنتخابددات األكثددر أهميددة االتددي تخددا باألسدداال انتخددان أعضدداء‬
‫المجل األار من مجلسي البرلمدان عنددما يكدون هدذا األخيدر مكوندا ك‬
‫من مجلسين‪.‬‬
‫ي يددد االنتخددان المباأددرة م دن اهتمددام الندداخبين امددن أددعورهم‬
‫بالمسددد الية الملقددداة علدددى عددداتقهم ممدددا يرفدددم مدددن درجدددة اإلدراك‬
‫االوعي السياسي ااالهتمام بالش ان العامة‪.‬‬
‫أمدا االنتخدان غيدر المباأدر فيقصدد بدب أن تدتم عمليدة االنتخددان‬
‫علددى درجتددين أا أكثددر ليددث يقتصددر دار الندداخبين علددى انتخددان‬
‫مندابين يتولون مهمة اختيار أعضاء البرلمان من بين المرأ ين‪.‬‬
‫ايجعددل االنتخددان غيددر المباأددر عمليددة انتخددان أعضدداء الهينددة‬
‫النيابية فدي أيدد عددد م دداد مدن المنددابين يتمتعدون بالقددرة علدى‬
‫اختيار أصلا العناصر من بين المرأ ين إذ أنهم أكثر تدأهيحك للقيدام‬
‫بهدددذه المهمدددة مدددن نددداخبي الدرجدددة األالدددى كمدددا أنهدددم أكثدددر أدددعورا ك‬
‫بالمس الية اأاسم خبرة بالش ان السياسية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫كما يستخدم هذا النم النتخان رؤساء الجمهوريات‪. 1‬‬
‫انتخان البرلمان الماربي يم ج بين النموذجين ليدث نجدد أن‬
‫انتخددان أعضدداء المجلد األار النددوان يددتم باالنتخددان المباأددر أم دا‬
‫أعضددداء المجلددد الثددداني المستشدددارين فينتخبدددون باالنتخدددان غيدددر‬
‫المباأدددر مدددن طدددرف هيندددة ناخبدددة مكوندددة مدددن المجدددال الجماعيدددة‬
‫االارف المهنية اممثلي المأجورين‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االنتخاب الفردي‬
‫واالنتخاب بالقائمة (الالئحة)‬
‫االنتخان الفرد هدو النظدام الدذ يقدوم بمقتضداه النداخبون فدي‬
‫دائرة انتخابية معينة بانتخدان أدخا االدد مدن بدين عددة مرأد ين‬
‫يمثلهم في البرلمان أا المجال الجماعية أا في رئاسة الدالة‪...‬‬
‫أمددا االنتخددان بالقائمددة أا الحئ ددة فيقضددي بددأن يدددلي الندداخبون‬
‫بأصدددواتهم لفائددددة عددددة مرأددد ين علدددى مسدددتو الددددائرة االنتخابيدددة‬
‫يكونون مقيدين في لوائا تتناف من أجل الفوز بالمقاعد المخصصدة‬
‫للدائرة ابالتالي يختلدف أسدلون تقسديم الدداائر االنتخابيدة فدي الدالدة‬
‫لسدددب االنتخدددان الفدددرد أا الحئ دددي فتنقسدددم الدالدددة إلدددى داائدددر‬
‫انتخابية صايرة عند تطبيق نظام االنتخان الفرد ليث ينتخدب عدن‬
‫كل دائرة نائب االد بينمدا تكدون الدداائر االنتخابيدة كبيدرة فدي لالدة‬
‫األخذ بنظام الحئ ة؛ ألن كل دائرة سدتنتخب عدددا ك مدن الندوان يندتم‬
‫عدددن ذلدددك أن عددددد اللدددوائا االنتخابيدددة سددديكون كبيدددرا ك فدددي االنتخدددان‬
‫الفرد ألنب سيطابق عدد النوان المنتخبين عن كل دالدة الكدن هدذا‬
‫العدد سيكون أقل بكثير في االنتخان بالقائمة‪.2‬‬
‫نخلدددا مدددن خدددحر ذلدددك إلدددى أن األسددداال الدددذ يقدددوم عليدددب‬
‫االنتخان الفرد هو الدائرة الصايرة التي تتولى انتخان نائب االدد‬
‫فق د اأن أسدداال االنتخددان بالحئ ددة هددو الدددائرة الكبيددرة التددي تق دوم‬
‫بانتخان عدد من النوان‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.221 :‬‬
‫‪ - 2‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.223 :‬‬

‫‪100‬‬
‫يتضدددددا إذن أن نظدددددام االنتخدددددان الفدددددرد يمتددددداز بالبسددددداطة‬
‫االوضددددو كمددددا يمكددددن الناخددددب مددددن معرفددددة المرأدددد ين معرفددددة‬
‫أخصية ليدث يختدار مدن يدراه أكثدر صدحلية لتمثيلدب فدي البرلمدان‬
‫نظرا ك لصار لجم الدائرة االنتخابية‪.‬‬
‫أما مم االنتخان بالحئ ة الناخب يجهل أخصيات المرأد ين‬
‫فددي معظددم األلددوار بسددبب ضددخامة لجددم الدددائرة االنتخابيددة كمددا أن‬
‫الناخددب يضددطر إلددى انتخددان الئ ددة بأكملهددا بدددان تاييددر امددم ذلددك‬
‫فاالنتخددان بالحئ ددة يفسددا المجددار بمفاضددلة بددين المبددادن السياسددية‬
‫االبددددرامم ال بيددددة الددددي المفاضددددلة بددددين األأددددخا االعحقددددات‬
‫القرابية‪.‬‬
‫ايبقى مد ت قيق النتائم المرجوة من النظام الحئ دي مرتبطدا‬
‫أساسا ك بكيفية توزيم األصوات اهذا ما سنراه في الفرع الثالث‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االنتخاب باألغلبية‬
‫ونظام التمثيل النسبي‬
‫بعدددد االنتهددداء مدددن عمليدددة التصدددويد تبدددرز للواجهدددة إأدددكالية‬
‫كيفيددات توزيدددم األصددوات ات ديدددد النتددائم فدددي هددذا المجدددار يبدددرز‬
‫نظامين‪ :‬نظام األغلبية ثم نظام التمثيل النسبي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬نظام األغلبية‪:‬‬
‫يسدمى كدذلك االنتخدان أا االقتددراع األكثدر يقصدد بدب‪ :‬النظددام‬
‫الدددذ بمقتضددداه يدددنجا المرأدددا ال اصدددل علدددى أكثريدددة األصدددوات‬
‫الص د ي ة المشددتركة فددي االنتخددان فددي الدددائرة االنتخابيددة فددي لالددة‬
‫االنتخددان الفددرد أا قائمددة المرأد ين التددي ت ددرز أكثددر األصددوات‬
‫فدي نظددام االنتخددان بالحئ ددة بمعنددى أن نظددام األغلبيددة ي خددذ بددب مدم‬
‫نظام االنتخان الفرد أا مم نظام االنتخان بالقائمة‪.‬‬
‫اعلددى مسددتو نظددام األغلبيددة يمكددن أن نثيددر نددوعين‪ :‬األغلبيددة‬
‫البسيطة (أا النسبية) ثم األغلبية المطلقة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- André Hauriou: Droit constitutionnel et institutions Politiques, Paris, 1968, p: 258.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ -1‬األغلبيدددة البسددديطة‪ :‬علدددى هدددذا المسدددتو يعتبدددر المرأدددا‬
‫ال اصل على العدد األكبر من األصوات فائ ا ك في االنتخابدات لتدى‬
‫الو كان عدد األصوات التي لصل عليها باقي المرأ ون ي يد عدن‬
‫عدد األصوات التي لصل عليها هذا المرأا‪.‬‬
‫* مثال ‪ :‬لو افترضنا اجود أربعة مرأ ين ‪:‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا األار على‪ :‬أربعة آالف (‪ )4000‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا الثاني على‪ :‬ألفين (‪ )2000‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصددددددددل المرأددددددددا الثالددددددددث علددددددددى‪ :‬ألددددددددف اخمسددددددددمائة‬
‫(‪)1500‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا الرابم على‪ :‬ألف (‪ )1000‬صوت‪.‬‬
‫فددرن المرأددا األار هددو الددذ يعلددن فددوزه ل صددولب علددى أكثددر‬
‫األصدددوات رغدددم أن مجمدددوع عددددد األصدددوات التدددي لصدددل عليهدددا‬
‫المرأ د ون افخددران فددي المجمددوع أكثددر مددن عدددد األصددوات التددي‬
‫لصددل عليهدددا‪ .‬اتطبدددق نفدد القاعددددة علدددى الحئ ددة ال اصدددلة علدددى‬
‫أكثرية األصوات عند األخذ بنظام االنتخان بالحئ ة‪.‬‬
‫‪ -2‬األغلبية المطلقة‪:1‬‬
‫على مستو هذه األغلبية ال يكفي لصور المرأا على أعلدى‬
‫عدددد مددن األصددوات لكددي يصددبا فددائ ا ك كمددا رأينددا مددم نظددام األغلبيددة‬
‫النسددبية اإنمددا يشددترط ال صددور علددى األغلبيددة المطلقددة لةصددوات‬
‫الصددد ي ة المشدددتركة فدددي عمليدددة االنتخدددان األمدددر الدددذ يفيدددد أندددب‬
‫إلعحن فوز ألدد المرأد ين فدي الددائرة االنتخابيدة يجدب أن ي صدل‬
‫على أكثر من نصف عدد األصوات الص ي ة‪.‬‬
‫* مثررال‪ :‬لدددينا دائددرة انتخابيددة يتندداف فيهددا ثحثددة مرأ د ين أا‬
‫ثحثة قوائم ب يث‪:‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا األار على‪ :‬أربعة آالف (‪ )4000‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا الثاني على‪ :‬ألفين (‪ )2000‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا الثالث على‪ :‬ألف (‪ )1000‬صوت‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبت الغني بسيوني عبت هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.225 :‬‬

‫‪102‬‬
‫فددرن المرأددا األار هددو الددذ يفددوز بمقعددد هددذه الدددائرة؛ ألنددب‬
‫لصددل علددى األغلبيددة المطلقددة لةصددوات أ أكثددر مددن نصددف عدددد‬
‫األصوات الص ي ة المشتركة في االنتخان‪.‬‬
‫أما لو جاءت النتائم كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا األار على‪ :‬أربعة آالف (‪ )4000‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا الثاني على‪ :‬ثحثة آالف (‪ )3000‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصل المرأا الثالث على‪ :‬ألفين (‪ )2000‬صوت‪.‬‬
‫فمعنى ذلك أنب لم يف ألد بمقعد الدائرة؛ ألنب ال يوجد ألدد مدن‬
‫المرأد ين الثحثددة لاصددل علددى األغلبيددة المطلقددة ابالتددالي فددي هددذه‬
‫ال الددة يجددب إعددادة االنتخددان بددين المرأ د ين األار االثدداني أ أن‬
‫عملية االنتخان ستستارق جولتين أا دارتين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظام التمثيل النسبي‬


‫يددرتب تطبيددق نظددام التمثيددل النسددبي بالحئ ددة ليددث ال يمكددن‬
‫تطبيقب إال مم هدذا النظدام ألن االنتخدان الفدرد ال يصدلا فدي لالدة‬
‫األخذ بالتمثيل النسبي‪.‬‬
‫يقددوم هددذا النظ دام عددن طريددق توزيددم عدددد المقاعددد فددي الدددائرة‬
‫الوالدددة بنسددبة عدددد األصددوات التددي لصددلد عليهددا كددل الئ ددة مددن‬
‫اللددوائا المتنافسددة اهددو األمددر الددذ مددن أددأنب ضددمان تمثيددل نسددبي‬
‫لجميددم األلدد ان المتنافسددة فددي االنتخابددات لددذلك يعددد هددذا النظدددام‬
‫األكثر عدالة ب كم أنب يخور لكل ل ن سياسي فرصة التمثيل داخدل‬
‫الهينات كيفما كاند فعاليدة اقدوة هدذا ال د ن بدالرغم مدن أندب ي خدذ‬
‫عليب فرز لكومات غير منسجمة اال مستقرة دائما ك ألنها مبنية علدى‬
‫أساال أغلبية ضعيفة كونها ال تتشكل عادة مدن لد ن سياسدي االددا ك‬
‫أا ألدددد ان سياسددددية متقاربددددة ممددددا يدددد د إلددددى لددددداث األزمددددات‬
‫الوزارية‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫اإلأدددكالية الرئيسدددية المطرالدددة علدددى مسدددتو نظدددام التمثيدددل‬
‫النسبي تتلخا في كيفية توزيم المقاعد على اللوائا‪.‬‬

‫* أسرراليب توعيررم المقاعررد علررح اللرروائ وف ر نظررام التمثيررل‬


‫‪1‬‬
‫النسبي‪:‬‬
‫يددتم ت ضددير اترتيددب أسددماء المرأدد ين فددي اللددوائا ب سددب‬
‫األهمية التي ت تلها داخل ال ن السياسدي فدرذا كاندد كدل الئ دة ال‬
‫تفوز إال ببع المقاعد المخصصة للددائرة فدرن المرأد ين األاائدل‬
‫هم الفائ ان‪.‬‬
‫عموما ك توزيم المقاعد قد يتم فدي ظدراف عاديدة سلسدة ابشدكل‬
‫بسي اقد ترد مجموعة من التعقيدات تهم طريقة التسان البقايا‪.‬‬
‫سددنأخذ أمثلددة لتوضدديا أسدداليب توزيددم المقاعددد لسددب ال دداالت‬
‫الممكنة‪.‬‬
‫*المثال األول‪:‬‬
‫نفتددرض أن دائددرة انتخابيددة خصددا له دا سددتة مقاعددد تتندداف‬
‫من أجل الفوز بها ثحثة لوائا‪ :‬أ‪ -‬ن‪ -‬ج بعد عمليدة فدرز األصدوات‬
‫اردت النتائم على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬لصلد الحئ ة و أ و على ‪ 2000‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصلد الحئ ة و ن و على ‪ 1000‬صوت‪.‬‬
‫‪ -‬لصلد الحئ ة و ج و على ‪ 3000‬صوت‪.‬‬
‫كيف إذن سيتم توزيم المقاعد الستة على اللدوائا الثحثدة بشدكل‬
‫يتناسب مم عدد األصوات التي لصلد عليها كل منها‪.‬‬
‫العمليددة األالددى هددي ت ديددد المعرردل أو القاسررم االنت ررابي ايددتم‬
‫ذلك من خحر إتباع القاعدة افتية‪:‬‬
‫مجموع عدد األصدوات المعبدر عنهدا فدي الددائرة االنتخابيدة ثدم‬
‫قسمة هذا العدد على عدد المقاعد المخصصة للدائرة‪.‬‬
‫‪ - 1‬للمزيت من التف يل انظر‪:‬‬
‫‪ -‬أحمت بنككون‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 161 :‬وما بعتها‪.‬‬
‫‪ -‬مليكة ال روخ‪ :‬نفن المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81 :‬‬

‫‪104‬‬
‫ابالتالي لسب المعطيات الواردة في هذا المثار‬
‫النتيجة كما يلي‪:‬‬
‫مجموع عدد األصوات المعبر عنها‪:‬‬
‫‪6000 = 3000 + 1000 + 2000‬‬
‫‪6000‬‬ ‫ال اصل االنتخابي‪:‬‬
‫= ‪1000‬‬
‫‪6‬‬

‫إذن لل صددور علددى مقعددد االددد يجددب علددى الحئ ددة أن تتددوفر‬
‫على ‪ 1000‬صوت‪.‬‬
‫خحر المرللة الموالية سيتم توزيدم المقاعدد السدتة انطحقدا ك مدن‬
‫القاسم االنتخابي أ ‪:‬‬

‫مقعدين (‪.)2‬‬ ‫=‬


‫‪2000‬‬ ‫الحئ ة و أ و ‪:‬‬
‫‪1000‬‬
‫مقعد االد (‪.)1‬‬ ‫=‬
‫‪1000‬‬ ‫الحئ ة و ن و‪:‬‬
‫‪1000‬‬

‫الحئ ة وجو‪ = 3000 :‬ثحث مقاعد (‪.)3‬‬


‫مدم هدذا النمددوذج تدم‪1000‬توزيددم المقاعدد بشددكل سدل اااضددا ألن‬
‫عدد األصدوات المعبدر عنهدا كاندد قابلدة للقسدمة ابالتدالي لدم تطدر‬
‫إأكالية البقايا‪.‬‬
‫فددي لددداالت أخددر اهدددي مددا يطلدددق عليهددا ال ددداالت الصدددعبة‬
‫المعقدددة تطددر إأددكالية البددواقي؛ أ أنددب بعددد توزيددم المقاعددد عل دى‬
‫اللددوائا يتبقددى عدددد مددن األصددوات األمددر الددذ يتطلددب الب ددث عددن‬
‫الكيفية التي يتم بواسطتها توزيم المقاعد المتبقيدة علدى اللدوائا بشدكل‬
‫يتناسب مم باقي كل الئ ة من األصوات‪.‬‬
‫توجد طريقتين في هذا اإلطار‪:‬‬
‫‪ -1‬االقتراع النسبي وف قاعدة أكبر بقية‪:‬‬
‫نفترض أن دائرة انتخابية تتناف فيها ثحثة لوائا للفوز بأ ‪6‬‬
‫مقاعد‬

‫‪105‬‬
‫‪ -‬الحئ ة و أ و لصلد على ‪.1152‬‬
‫‪ -‬الحئ ة و ن و لصلد على ‪.2511‬‬
‫‪ -‬الحئ ة و ج و لصلد على ‪.3021‬‬
‫نتبم نف القاعدة لل صور على القاسم أا ال اصل االنتخابي‪:‬‬
‫مجموع عدد األصوات المعبر عنها‪:‬‬
‫‪6684 = 3021 + 2511 + 1152‬‬

‫‪6684‬‬
‫= ‪1114‬‬ ‫ال اصل االنتخابي‪:‬‬
‫‪6‬‬

‫لل صور على مقعد يل م التوفر على ‪ 1114‬ابالتدالي لتوزيدم‬


‫المقاعد نقسم عدد األصوات الم صل عليهدا لكدل الئ دة علدى القاسدم‬
‫االنتخابي المشترك‪.‬‬

‫مقعد االباقي ‪ 38‬صوت‬ ‫‪1152‬‬


‫الحئ ة و أ و ‪:‬‬
‫= ‪1‬‬
‫‪1114‬‬

‫االباقي ‪ 283‬صوت‪.‬‬ ‫= ‪2‬‬


‫‪2511‬‬ ‫الحئ ة و ن و ‪:‬‬
‫‪1114‬‬

‫االباقي ‪ 793‬صوت‪.‬‬ ‫‪3021‬‬ ‫الحئ ة و ج و‪:‬‬


‫= ‪2‬‬
‫لصددلد علددى مقعددد االددد اتبقددى لهدددا ‪38‬‬ ‫الحئ ددة ( أ ) إذن ‪1114‬‬

‫صوت االحئ ة (ن) لصلد على مقعدين اتبقى لها ‪ 283‬صوت‬


‫أمددا الحئ ددة (ج) فقددد لصددلد كددذلك علددى مقعدددين اتبقددى لهددا ‪793‬‬
‫صوت‪.‬‬
‫إذن قمنا بتوزيم خمسة مقاعد ابقي مقعد االد لسدب طريقدة‬
‫االقتددراع النسددبي افدددق قاعدددة أكبدددر بقيددة فددرن الحئ دددة الثالثددة هدددي‬

‫‪106‬‬
‫صالبة أكبر بقية ابالتالي سنضيف لها مقعدد االدد ليصدبا التوزيدم‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫الحئ ة أ ‪ :‬مقعد االد (‪.)1‬‬
‫الحئ ة ن‪ :‬مقعدين (‪.)2‬‬
‫الحئ ة ج‪ :‬ثحثة مقاعد (‪.)3‬‬
‫‪ -2‬االقتراع النسبي وف قاعدة المعدل الوسطي األقوى‪:‬‬
‫سنطبق هدذه القاعددة علدى نفد المثدار السدابق كندا قدد لصدلنا‬
‫قبل توزيم البواقي على النتائم التالية‪:‬‬
‫الحئ ة أ ‪ 1 :‬مقعد‪.‬‬
‫الحئ ة ن‪ 2 :‬مقعدين‪.‬‬
‫الحئ ة ج‪ 2 :‬مقعدين‪.‬‬
‫لنطبددق هددذه القاعدددة نضدديف مقعدددا ك افتراضدديا ك إلددى عدددد المقاعدد‬
‫التي فازت بها كل الئ ة على الشكل التالي‪:‬‬
‫الحئ ة أ ‪ 1 :‬مقعد ‪ 2 = 1 +‬مقعدين‪.‬‬
‫الحئ ة ن‪ 2 :‬مقعدين ‪ 3 = 1 +‬مقاعد‪.‬‬
‫الحئ ة ج‪ 2 :‬مقعدين ‪ 3 = 1 +‬مقاعد‪.‬‬
‫نقوم بقسمة عدد األصوات التي لصلد عليها كدل الئ دة علدى‬
‫عدد المقاعد بعد إضافة المقعد االفتراضي ن صل على ما يلي‪:‬‬
‫الحئ ة أ =‬

‫‪576837‬‬
‫= =‬
‫‪1152‬‬
‫‪2511‬‬ ‫الحئ ة ن =‬
‫‪32‬‬

‫‪3021‬‬ ‫الحئ ة ج =‬
‫= ‪1007‬‬
‫‪3‬‬

‫ابالتالي يمنا المقعد المتبقي إلى الحئ ة ذات المعدر الوسدطي‬


‫األقددو اهددي الحئ ددة (ن) ليصددبا لهددا ثحثددة مقاعددد لتكددون النتددائم‬
‫النهائية افق هذه القاعدة على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫الحئ ة أ ‪ :‬مقعد االد (‪.)1‬‬
‫الحئ ة ن‪ :‬ثحث مقاعد (‪.)3‬‬
‫الحئ ة ج‪ :‬مقعدين (‪.)2‬‬

‫المراجع المعتمدة‬
‫‪ -‬باللغة العربية ‪:‬‬

‫‪ -‬إبثثراهيم عبثثت العزيثثز شثثيحا‪ :‬القثثانون التسثثتوري‪ ،‬الثثتار الجامعي ثة‬


‫للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1983 ،‬‬
‫‪ -‬أحمت بنككون‪ :‬القانون التستوري والنظم السلبية‪ ،‬مطبعة طه‬
‫حسين‪ ،‬وجتة‪1992 ،‬‬
‫‪ -‬إسماعيل الغزال‪ :‬القانون التستوري والنظم السياسية‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية للتراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪.1982 ،1‬‬

‫‪ -‬ثروت بتوي‪ :‬النظم السياسية‪ ،‬الجزء ا ول‪ ،‬تار النهضة العربية‪،‬‬


‫القاهرة‪1970 ،‬‬
‫‪ -‬فؤات العطار‪ :‬النظم السياسية والقانون التستوري‪،‬تار النهضة‬
‫العربية‪،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬عبت الحميت متولي‪ :‬القانون التستوري وا نظمة السياسية‪،‬‬

‫‪108‬‬
.1966
-‫ المباتئ العامة‬-‫القانون التستوري‬:‫ عبت الغني بسيوني عبت هللا‬-
.1987 ،‫ التار الجامعية‬،‫التستور اللبناني‬
،‫ النظم السياسية والقانون التستوري‬:‫ عبت الغني بسيوني عبت هللا‬-
1992 ،‫ لبنان‬،‫ بيروت‬،‫التار الجامعية للطباعة والنشر‬
‫ منشأة‬،‫ ط السابعة‬،‫ القانون التولي العام‬:‫اتق أبو هيف‬ ‫ علي‬-
1965 ،‫ اإلسكنترية‬،‫المعارف‬

‫ منشأة‬،2 ‫ ط‬،‫ النظم السياسية والقانون التستوري‬:‫ محسن خليل‬-


1971 ،‫ اإلسكنترية‬،‫المعارف‬
‫ التار‬،‫ مطبعة النجاح الجتيتة‬،‫ القانون التستوري‬:‫ مليكة ال روخ‬-
1998 ،‫البيضاء‬

: ‫باللغة الفرنسية‬

-André Hauriou: Droit constitutionnel et institutions Politiques, Paris,


1968
- André Hauriou, Jean Gicquel, Patrice Gerard : Droit constitutionnel et
institutions politiques, 6éme éditions, Montchrestien, Paris, 1975

- Georges Burdeau: Traité de sciences Politique, 2éme édition, T II

-Jacques Cadart: Institutions Politiques et Droit constitutionnel, Tome I,


L.G.D.J, 1975
-Marcel Prelot: Institutions Politiques et Droit constitutionnel, 4ème
édition, Dalloz, Paris, 1969,

109
-Maurice Duverger: institutions Politiques et Droit constitutionnel, PUF,
Paris, 1956

110
‫الفـــــــــــــهرس‬
‫تقديم عام ‪1 .............. ................................ ................................‬‬
‫المحور األول‪ :‬الدولة ‪4 ...................... ................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مكونات الدولة ‪5 ......................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬توطئة عامة عن الدولة ‪5 .....................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المكونات السوسيولوجية للدولة‬
‫‪7 ................................... ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشعب ‪7 ........................... ................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلقليم ‪11 .................. ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬السلطة السياسية ‪14 .............................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المكونات القانونية للدولة ‪16 ...‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشخصية المعنوية ‪16 ...............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬السيادة ‪18 ................ ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االعتراف ‪20 ................ ................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أشكال الدولة ‪Les formes de /‬‬
‫‪21 ......................... ................................ ................................ l'Etat‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الدولة الموحدة البسيطة ‪l'Etat‬‬
‫‪21 ...................... ................................ ................................ simple‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الدولة المركبة ‪23 .. L'Etat composé‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدولة الكنفدرالية ‪La confédération‬‬
‫‪23 ................................. ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدولة االتحادية الفيدرالية ‪25 ...‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬وظائف الدولة ‪31 .................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الوظيفة القانونية ‪31 ..........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬وظيفة التشريع ‪32 ......................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وظيفة التنفيذ ‪33 .................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬وظيفة القضاء ‪34 ....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الوظيفة اإلدارية ‪35 ..........................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الوظيفة االقتصادية واالجتماعية‬
‫‪35 ................................. ................................ ................................‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬الدستور ‪37 ............. ................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية الدستور ‪38 .................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المعيار الشكلي ‪39 ........ Critère Formel‬‬

‫‪111‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المعيار الموضوعي ‪Critère objectif‬‬
‫‪41 ................................. ................................ ................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر القانون الدستوري ‪42 ..........‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الدين ‪43 ....................... ................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التشريع ‪44 ......................... Législation‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العرف الدستوري ‪45 .............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهمية العرف في الدول ذات‬
‫الدساتير العرفية ‪45 ........................... ................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دور العرف في دول الدساتير‬
‫المكتوبة ‪46 .............. ................................ ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أركان العرف الدستوري ‪48 .................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع العرف الدستوري ‪49 .................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع الدساتير ‪51 .............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الدساتير العرفية والمدونة ‪51 ........‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدساتير العرفية ‪Constitutions‬‬
‫‪51 .............. ................................ ................................ coutumières‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدساتير المكتوبة أو المدونة‬
‫‪52 .................................. ................................ constitutions écrites‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الدستور المرن والدستور الصلب‬
‫أو الجامد ‪54 ............ ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الدستور المرن ‪55 ..... Constitution souple‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الدستور الجامد ‪Constitution rigide‬‬
‫‪56 ................................. ................................ ................................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬وضع الدستور ‪58 ....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األساليب غير الديمقراطية لنشأة‬
‫الدساتير ‪59 .............. ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسلوب المنحة أو الدستور الممنوح‬
‫‪60 .......................... ................................ La constitution Octroyée‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أسلوب العقد ‪61 ..................... Le pacte‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬األساليب الديمقراطية لوضع‬
‫الدستور ‪62 ................ ................................ ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسلوب الجمعية التأسيسية‬
‫‪62 .......................... ................................ L'assemblée constituante‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أسلوب االستفتاء الدستوري‬
‫‪63 ..................... ................................ Référendum constitutionnel‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬تعديل وإلغاء الدساتير ‪64 ............‬‬

‫‪112‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعديل الدساتير ‪64 .................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬السلطة المختصة بالتعديل ‪64 ...............‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة تحديد نطاق التعديل ‪65 ........‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات التعديل ‪66 .............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اقتراح التعديل ‪66 ...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقرير مبدأ التعديل ‪67 .................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬إعداد التعديل ‪67 .............................‬‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬االقرار النهائي للتعديل ‪68 .....‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إلغاء الدساتير ‪68 .............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬األسلوب العادي إلنهاء الدساتير ‪68 ...‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األسلوب غير العادي إلنهاء‬
‫الدساتير ‪70 .............. ................................ ................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ سمو الدستور ‪70 ........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طبيعة مبدأ سمو الدستور ‪70 .................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬السمو الموضوعي للدستور ‪71 ............‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬السمو الشكلي للدستور ‪72 ............‬‬
‫ّ الدستور ‪73 ............‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬نتائج مبدأ سمو‬

‫المب ث السادال ‪ :‬مراقبة دستورية القوانين‬


‫المطلب األول ‪ :‬إشكالية الرقابة على دستورية القوانين‬
‫الفرع األول ‪ :‬معنى الرقابة على دستورية القوانين‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬موقف الفقه من دستورية القوانين‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع الرقابة على دستورية القوانين‬
‫الفرع األول‪ :‬الرقابة السياسية على دستورية القوانين‬
‫الفرع الثاني ‪:‬الرقابة القضائية على دستورية القوانين‬
‫المحور الثالث‪ :‬ممارسة السلطة السياسية ‪87 ..........‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أشكال ممارسة السلطة السياسية ‪88‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الديمقراطية المباشرة ‪90 ...................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الديمقراطية النيابية ‪92 ...............‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الديمقراطية شبه المباشرة ‪93 .....‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االنتخاب ‪95 ............. ................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬هيئة الناخبين ‪96 ....................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االقتراع المقيد والعام ‪96 ...................‬‬

‫‪113‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النظم المختلفة لالنتخاب ‪99 ..........‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االنتخاب المباشر وغير المباشر ‪99 ...‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االنتخاب الفردي واالنتخاب‬
‫بالقائمة (الالئحة) ‪100 ....................... ................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬االنتخاب باألغلبية ونظام‬
‫التمثيل النسبي ‪101 .............................. ................................‬‬
‫المراجع المعتمدة ‪108 ......................... ................................‬‬

‫‪114‬‬

You might also like