You are on page 1of 656

‫إحتـاف إلأكـابـر‬

‫فـي سيـرة ومناقـب‬


‫إلمـام‬
‫حميي إمـدين عبـد إمقـادر‬
‫إجليالهـي إحلس ين إحلس ينـي ‪‬‬
‫(‪ 034‬ـ ‪ 125‬هـ)‬
‫وبعض مشاهري ذريته أأويل إمفضـل وإملآثر‬

‫تآأميف‬
‫إمرإيج ثوإب ربه إمعزيز إمحليد‬
‫إمش يخ عبد إجمليد بن طه إدلهييب إمزعيب‬
‫إجليالين إمقادري إمرفاعي‪...‬‬
2
‫طبعة جديدة منقحة ومزيدة‬

‫ملزتم إمطبع‬

‫دإر إمكتب إمعلمية‬

‫‪3‬‬
4
‫أين كال مكاف‬
‫‪‬‬
‫ا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب بارئ األكواف ك‪٦‬برم الزماف‪ ،‬الذم كاف كٓب يكن ه‬
‫جل جبللو الذم يغّب كال يتغّب ىع َّما كاف‪ ،‬فهو سبحانو القدكس ا‪٤‬بنزه عن مشاهبة خلقو‬ ‫كىو َّ‬
‫كا‪٢‬بلوؿ ُب مكاف أك أم إنساف‪ ،‬فبل شريك لو كال نظّب كال ند‪ ،‬أزٕب بذاتو كصفاتو ٓب ‪ٙ‬بدث‬
‫لو صفة ٓب تكن ُب األزؿ فإف حدكث الصفة يستلزـ حدكث الذات‪ ،‬كىذه من صفات‬
‫األعراض كاألجساـ كالصور كاأللواف كا‪٢‬بركات كالسكنات كاألنوار كالظلمات كا‪٢‬بيواف‪ ،‬كال‬
‫ٯبرم ُب ملكو من خّب كشر كحركات كسكنات إال بعلمو كخلقو كقدرتو كمشيئتو فما ٓب يشأ‬
‫ٓب يكن كما شاء كاف‪ ،‬هنى عن الشر كا‪٤‬بعاصي كأمر بالعدؿ ك اإلحساف‪ ،‬كيغضب على أىل‬
‫‪٧‬بمدان عبده كرسولو‬
‫أف سيدنا َّ‬ ‫الكفر كالعصياف‪ .‬كأشهد أف ال إلو إال اهلل الواحد الدياف كأشهد َّ‬
‫‪٧‬بمد كعلى ‪ٝ‬بيع األنبياء كا‪٤‬برسلْب كآؿ‬
‫ا‪٤‬بصطفى العدناف‪ .‬اللهم صل كسلم كبارؾ على سيدنا َّ‬
‫كصحب كل منهم من رفعوا راية اإلسبلـ كاإلٲباف‪.‬‬

‫أما بعد‪ :‬يقوؿ العبد الفقّب الراجي عفو ربو عبد اجمليد بن طو بن خليل بن ‪٧‬بمد بن‬
‫أيب علي إبراىيم بن األستاذ الشيخ ‪٧‬بمد الدىييب الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٢‬بسِب ا‪٢‬بسيِب دفْب دار‬
‫عمار‪ ،‬بن حسْب بن علي ا‪٤‬بربكؾ بن يوسف الناصر بن السيد أ‪ٞ‬بد خالد الزعيب ا‪٤‬بلقب‬
‫بالذىيب بن الشيخ الكبّب السيد ‪٧‬بمد بدر الدين الزعيب ا‪٤‬بلقب بػ شعفة أك أيب شعفة دفْب‬
‫حصن األكراد‪...‬‬

‫فهذا كتاب ُب بياف سّبة كمناقب إماـ الفريقْب كشيخ الثقلْب‪ ،‬سلطاف األكلياء كمعدف‬
‫األصفياء‪ ،‬قطب األقطاب كقائد أكٕب األلباب‪ ،‬القطب الساطع كالفرد البلمع كالغوث ا‪١‬بامع‪،‬‬
‫البحر الزاخر كالدر الفاخر‪ ،‬كالطود الشامخ كشيخ ا‪٤‬بشايخ‪ ،‬الطراز ا‪٤‬بذىب كالباز األشهب‪،‬‬
‫ذم ا‪٣‬بلق الرفيع كالسور ا‪٤‬بنيع‪ ،‬شيخ الطرائق كلها كا‪١‬بامع ألشتاهتا‪ ،‬ناصر الشريعة كقامع‬
‫البدعة كالسيف ا‪٤‬بسلط على أىل األىواء كالزندقة‪ ،‬ذم ا‪٤‬بقامات العزيزة كا‪٤‬براتب الرفيعة‬
‫كاألحواؿ الباىرة‪ ،‬من شهرتو بْب األكلياء كالشمس الساطعة‪ ،‬ككراماتو بْب األناـ متواترة‪ ،‬العآب‬
‫الربا٘ب صاحب اإلشارات كا‪٤‬بعا٘ب كالفيض الر‪ٞ‬با٘ب كالعلم اللد٘ب‪ ،‬أيب صاّب أيب ‪٧‬بمد سيدم‬
‫اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب كيقاؿ الكيبل٘ب ٍب البغدادم‪ ،‬ا‪٢‬بسِب ا‪٢‬بسيِب ا‪٢‬بنبلي الشافعي‪ ،‬فرد‬

‫‪5‬‬
‫األمة كقدكة األئمة ‪٧‬بيي الدين كالسنة ‪ ‬كقدس سره كنفعنا بو‪،‬كما ذكر فيو بعض أعبلـ‬
‫ذريتو أكٕب الفضل كا‪٤‬بآثر‪ :‬كجاء الكتاب على النحو التإب‪:‬‬

‫الفصل األوؿ‪:‬‬
‫ػ مقدمة الكتاب‪ ،‬بينت فيها التصوؼ الصحيح كأىلو مع بياف عقيدة أىل السنة كا‪١‬بماعة الٍب‬
‫عليها تبُب ا‪٢‬بقائق‪ٍ ،‬ب بينت معُب الكرامة كأف حصو‪٥‬با جائز شرعان كعقبلن مع بياف من‬
‫ىو الوٕب ا‪٢‬بق‪ ،‬كما تضمنت بياف جواز التوسل باألنبياء كالصا‪٢‬بْب‪ٍ ،‬ب فضل طلب‬
‫العلم‪.‬‬
‫ػ ٍب شرعت ُب بياف سّبة كمناقب اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ‪ ‬فجاءت سّبتو ُب األبواب‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫ُ) ُب ذكر نسبو‪ ،‬مع تر‪ٝ‬بة موجزة ألجداده األشراؼ‪.‬‬
‫ِ) ُب مكانتو العلمية‪ ،‬مع ذكر بعض مشاٱبو كتبلميذه ككثرة عدد أتباعو‪ ،‬كثناء بعض‬
‫ا‪٤‬بشاىّب عليو‪.‬‬
‫ّ) ُب ذكر بداياتو ك‪٦‬باىداتو إٔب حْب ظهوره‪.‬‬
‫ْ) ُب ذكر بعض كراماتو كعلو قدره‪.‬‬
‫ٓ) ُب ذكر بعض أشعاره ا‪٤‬بنسوبو إليو‪ .‬اتاتاعغف البل لبللببلللببل لبلباالبل‬
‫ٔ) ُب ذكر بعض أكراده كأحزابو ككيفية أخذ العهد على الشيخ كا‪٣‬بلوة‪.‬‬
‫ٕ) ُب ذكر بعض كبلمو ُب اآلداب كالوعظ كاإلرشاد‪.‬‬
‫ٖ) ُب ذكر صفتو كأخبلقو كتواضعو كأحوالو‪.‬‬
‫ٗ) ُب ذكر أكالده‬
‫َُ) ُب ذكر كفاتو‪.‬‬
‫ُُ) ُب ذكر بعض مشاىّب ذريتو كبعض العائبلت ا‪٤‬بنسوبة إليو‪. ،‬‬
‫ُِ) كا‪٣‬با‪ٛ‬بة ُب ذكر بعض األدعية كاألكراد كالفوائد‪ ،‬كاهلل ا‪٤‬بوفق‪.‬‬
‫ىذا كإف سّبة سيدنا باز اهلل األشهب اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ‪٩‬بيزة فريدة من نوعها‬
‫فإنو ‪ ‬من نوادر الدنيا ىو أحد أفراد ىذه األمة العظيمة شهرتو غطت اآلفاؽ‪ ،‬فلذلك لفت‬
‫أنظار العلماء كاألكلياء كا‪٤‬بؤرخْب كالباحثْب ٕبيث أفرد لو عدد كبّب من ا‪٤‬بؤلفْب تآليف خاصة‬
‫عدا الَباجم الكثّبة ُب كتب ‪٨‬بتلفة‪ ،‬كعلى أغلب الظن ال يوجد إماـ افرد لو ا‪٤‬بؤلفوف كتبا‬
‫خاصة بلغت ا‪٢‬بد الذم أيلف ُب سّبة اإلماـ عبد القادر ‪ ‬كسبب ذلك أف كل مؤلف رأل‬

‫‪6‬‬
‫ُب سّبة اإلماـ شيئان ‪٩‬بيزان مدىشان قد يكوف غاب عن ا‪٤‬بؤلف الثا٘ب ‪٩‬با يدؿ على عظم قدر‬
‫ىذا اإلماـ ا‪٤‬بميز‪ ،‬كالسبب الثا٘ب ىو التماس الشرؼ كالربكة بالكتابة عنو‪ ،‬كسبب تأليفي‬
‫لكتايب ىذا ىو أيضان التماس الربكة كالنفحات بذكر سّبتو العطرة‪ ،‬كأيضان أردت أف أبْب براءتو‬
‫‪٩‬با نسب إليو ‪٩‬با ٰبط من قدره العظيم‪ ،‬من التشبيو كالشطح الذم يتجاكز حد التحدث بنعمة‬
‫اهلل تعأب‪ ،‬كذلك سببو مغاالة بعض احملبْب لو‪ ،‬كأيضان بعض أعداء األمة لّبكجوا بْب العواـ‬
‫األكاذيب الٍب دست عليو كعلى غّبه من األكابر هبذا القصد‪.‬‬
‫علي أف أ‪ٝ‬بع ‪٥‬بم‬
‫كمن أسباب تأليفي لو أيضان طلب عدد من اإلخوة مِب ذلك‪ٛ ،‬بنوا َّ‬
‫ما أمكنِب ‪ٝ‬بعو من مناقب اإلماـ‪ ،‬مع ما أمكنِب أيضان ‪ٝ‬بعو من مناقب مشاىّب ذريتو كأتباعو‬
‫نفعنا اهلل هبم‪ ،‬فأسأؿ اهلل تعأب أف يوفقِب لذلك كأف ٯبعل أعمالنا خالصة لوجهو الكر‪ٙ‬ب إنو‬
‫على ما يشاء قدير‪.‬‬

‫ذكر بعض الذين ألفوا في مناقب اإلماـ ممن بلغني العلم بهم وىم‪:‬‬

‫ُ) أإلماـ أبو حفص عمر السهركردم شيخ الطريقة السهركردية ككتابو(هبجة األبرار ُب‬
‫مناقب الغوث الكيبل٘ب)‪.‬‬
‫ِ) الشيخ علي الشطنوُب ا‪٤‬بصرم ككتابو (هبجة األسرار كمعدف األنوار)‪.‬‬
‫ّ) اإلماـ عبد اهلل بن أسعد اليافعي اليمِب ا‪٤‬بكي الشافعي ككتابو (خبلصة ا‪٤‬بفاخر ُب‬
‫اختصار مناقب الشيخ عبد القادر) أيضان (أسُب ا‪٤‬بفاخر ُب مناقب الشيخ عبد القادر)‪.‬‬
‫ْ) الشيخ قطب الدين اليونيِب البعلبكي موسى بن ‪٧‬بمد بن عبد اهلل ككتابو (الشرؼ الباىر‬
‫ُب مناقب الشيخ عبد القادر)‪.‬‬
‫ٓ) اإلماـ ابن ا‪٤‬بلقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بصرم ككتابو‬
‫(درر ا‪١‬بواىر ُب مناقب الشيخ عبد القادر)‪.‬‬
‫ٔ) الشيخ السيد عبد القادر بن الشيخ العيدركسي اليمِب كتابو (الدر الفاخر ُب مناقب‬
‫سيدم عبد القادر)‪.‬‬
‫ٕ) اإلماـ أبو طاىر ‪٦‬بد الدين ‪٧‬بمد بن يعقوب الفّبكز آبادم صاحب القاموس ككتابو‬
‫(ركضة الناظر ُب تر‪ٝ‬بة سيدنا الغوث عبد القادر)‪.‬‬
‫ٖ) اإلماـ شهاب الدين أ‪ٞ‬بد بن حجر العسقبل٘ب ككتابو ً‬
‫(غٍبطة الناظر ُب أخبار سيدنا عبد‬
‫القادر) ك أيضا كتاب (ركض الزاىر ُب تر‪ٝ‬بة السيد عبد القادر)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ٗ) العبلمة الشيخ أبو العباس ا‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد القسطبل٘ب ككتابو (الركض الزاىر ُب مناقب‬
‫الشيخ عبد القادر)‪.‬‬
‫َُ) الشيخ إبراىيم بن علي بن أ‪ٞ‬بد بن يزيد الديرم ككتابو (الركض الزاىر ُب مناقب الشيخ‬
‫عبد القادر)‪.‬‬
‫ُُ) الشيخ حسْب بن عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد اليمِب ػ ابن األىدؿ ػ ككتابو (الباىر ُب مناقب‬
‫الشيخ عبد القادر)‪.‬‬
‫ُِ) الشيخ ‪٧‬بمد بن ٰبٓب التادُب ا‪٢‬بليب ا‪٢‬بنبلي ككتابو (قبلئد ا‪١‬بواىر ُب ذكر مناقب‬
‫سلطاف األكلياء اإلماـ عبد القادر)‪.‬‬
‫ُّ) الشيخ ‪٧‬بمد بن إبراىيم ا‪٢‬بليب ككتابو (الشراب النيلي ُب كالية ا‪١‬بيلي)‪.‬‬
‫ُْ) الشيخ العبلمة مبل علي بن سلطاف ‪٧‬بمد القارم ككتابو (نزىة ا‪٣‬باطر ُب تر‪ٝ‬بة سيدم‬
‫الشريف عبد القادر) ‪٨‬بطوط اإلسكندرية (َِّٓ) ج تصوؼ‪.‬‬
‫ُٓ) الشيخ السيد عبلء الدين ا‪١‬بيبل٘ب نقيب أشراؼ ‪ٞ‬باه كشيخ الصوفية ُب الديار الشامية‬
‫ككتابو (‪ٙ‬بفة األبرار كلوامع األنوار ُب مناقب السيد عبد القادر كذريتو األكابر)‪.‬‬
‫ُٔ) الشيخ أ‪ٞ‬بد بن عبد القادر ككتابو (عقد جواىر ا‪٤‬بعا٘ب ُب مناقب الشيخ ا‪١‬بيبل٘ب)‪.‬‬
‫ُٕ) الشيخ السيد ‪٧‬بمد سعدم األزىرم الكيبل٘ب مفٌب ‪ٞ‬باه كشيخ الطريقة القادرية ككتابو‬
‫(ذيل ‪ٙ‬بفة األبرار كلوامع األنوار)‪.‬‬
‫ُٖ) العبلمة الشيخ جعفر بن حسن بن عبد الكر‪ٙ‬ب الربز‪٪‬بي‪ ،‬ككتابو (ا‪١‬بى ىُب الدا٘ب ُب مناقب‬
‫الشيخ عبد القادر الكيبل٘ب)‪.‬‬
‫ُٗ) الشيخ الفقية احملدث أبو ‪٧‬بمد عبد اللطيف بن ىبة اهلل ا‪٥‬بامشي البغدادم الَبنسي‪،‬‬
‫ككتابو (نزىة الناظر ُب أخبار الشيخ عبد القادر)‪.‬‬
‫َِ) اإلماـ الشيخ أبو بكر عبد اهلل بن نصر ‪ٞ‬بزة البكرم الصديقي البغدادم‪ ،‬ككتابو (أنوار‬
‫الناظر ُب معرفة أخبار الشيخ عبد القادر)‪.‬‬
‫ُِ) اإلماـ ‪٧‬بمد بن سعيد بن ذريع الز‪٪‬بارم‪ ،‬ككتابو (ركض النواظر ُب مناقب سيدم عبد‬
‫القادر)‪.‬‬
‫ِِ) الشيخ عبد القادر بن ٰبٓب الصديقي‪ ،‬ككتابو (تفريج ا‪٣‬باطر ُب مناقب الشيخ عبد‬
‫القادر)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ِّ) الشيخ عبد اللطيف بن أ‪ٞ‬بد ا‪٥‬بامشي‪ ،‬ككتابو (نزىة الناظر ُب مناقب الشيخ عبد‬
‫القادر)‪.‬‬
‫ِْ) الشيخ ‪٧‬بمد بن إبراىيم بن أ‪ٞ‬بد الكيبل٘ب التونسي ككتابو (مناقب الشيخ عبد القادر)‪.‬‬
‫ِٓ) الشيخ ‪٧‬بمد األمْب التونسي الكيبل٘ب (ركض البساتْب ُب أخبار موالنا عبد القادر‬
‫‪٧‬بيي الدين)‪.‬‬
‫ِٔ) الشيخ ‪٧‬بمد ا‪٤‬بكي بن السيد مصطفى بن ‪٧‬بمد عزكز مفٍب تونس (السيف الربا٘ب ُب‬
‫عنق ا‪٤‬بعَبض على الغوث ا‪١‬بيبل٘ب)‪.‬‬
‫ِٕ) الشيخ موالنا شاه ‪٧‬بمد من ٮبداف (سلطاف األذكار ُب مناقب غوث األبرار)‪.‬‬
‫ِٖ) الشيخ قاضي اإلسبلـ ‪٧‬بمد صبغة اهلل من ًم ٍدراس ا‪٥‬بند (نسر ا‪١‬بواىر)‪.‬‬
‫ِٗ) الشيخ عبد ا‪٢‬بق الدىلوم من ا‪٥‬بند (زبدة األسرار من مناقب غوث األبرار) ككتاب‬
‫َّ) (زبدة األعصار ُب أخبار قطب األخيار) بالفارسية‪.‬‬
‫ُّ) الشيخ ‪٧‬بمد غوث الدين الشافعي من ًم ٍدراس ا‪٥‬بند(أهنار ا‪٤‬بفاخر‪.)....‬‬
‫ِّ) الشيخ القاضي ‪٧‬بمد ا‪٤‬بركحي (زين اجملالس‪ )...‬شعر باللغة األردية‪.‬‬
‫ّّ) الشيخ سليماف حسيب (مرقاة ا‪٤‬براتب‪ )...‬باللغة الَبكية‪.‬‬
‫ّْ) الشيخ ضياء الدين ترؾ زادة (تنشيط ا‪٣‬باطر‪ )...‬باللغة الَبكية‪.‬‬
‫ّٓ) الشيخ أ‪ٞ‬بد حلمي شاىبانده زاده (إكي غوث األناـ‪ )...‬باللغة الَبكية‪.‬‬
‫ّٔ) الشيخ عبد القادر كماؿ الدين (تفريج ا‪٣‬باطر‪ )...‬باللغة الَبكية‪.‬‬
‫ّٕ) الشيخ الٕب زارم طاىر ‪٧‬بمد (زمرد كبلـ عبد القادر) باللغة الَبكية‪.‬‬
‫ّٖ) الشيخ حريرم زاده كماؿ الدين (توفيق ا‪٤‬بلك القادر ُب سلوؾ طريق الغوث عبد‬
‫القادر)‪.‬‬
‫ّٗ) األستاذ ‪٧‬بمد علي العيِب (عبد القادر الكيبل٘ب) باللغة الَبكية كالفرنسية كالعربية‪.‬‬
‫َْ) كتاب باللغة الَبكية لصدٍّيق كٯبا٘ب‪.‬‬
‫ُْ) كتاب باللغة الفرنسية‪.‬‬
‫ِْ) كتاب باللغة اإلنكليزية‪.‬‬
‫ّْ) كتاب باللغة األ‪٤‬بانية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ْْ) كتاب(الشيخ عبد القادر الكيبل٘ب) للشيخ يونس إبراىيم السامرائي)‪.‬‬
‫ْٓ) كتاب الباز األشهب للشيخ إبراىيم الدركم‪.‬‬
‫ْٔ) كتاب الطراز ا‪٤‬بذىب للعبلمة ‪٧‬بمود األلوسي‪.‬‬
‫ْٕ) كتاب ا‪٤‬بوجز ُب تاريخ القطب الغوث كالباز األشهب لؤلستاذ فخرم نورس الكيبل٘ب‪.‬‬
‫ْٖ) ا‪٤‬بناقب الغوثية باللغة الفارسية للشيخ ‪٧‬بمد صديق الشايب السعدم‪.‬‬
‫ْٗ) كتاب الفتح ا‪٤‬ببْب للشيخ السيد أيب ا‪٤‬بظفر ظهّب الدين القادرم‪.‬‬
‫َٓ) مناقب ا‪٤‬بشايخ القادرية باللغة الفاراسية‪ ،‬للشيخ ‪٧‬بمد الكنجاكم ا‪٥‬بندم‪.‬‬
‫ُٓ) كتاب الكواكب الدرية للشيخ ‪٧‬بمد نورم بن أ‪ٞ‬بد الكيبل٘ب‪.‬‬
‫ِٓ) الدر الفاخر ُب مناقب الشيخ عبد القادر للشيخ عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد علي السايح‪.‬‬
‫ّٓ) مناقب الشيخ عبد القادر للشيخ عبد الر‪ٞ‬بن بن أ‪ٞ‬بد الطالبا٘ب الشهرزكرم‪.‬‬
‫ْٓ) الكوكب الزاىر ُب مناقب الغوث عبد القادر للعبلمة الشيخ السيد ‪٧‬بمد أيب ا‪٥‬بدل‬
‫الصيادم الرفاعي‪.‬‬
‫ٓٓ) كتاب الشيخ عبد القادر الكيبل٘ب للشيخ عبد الغفار العباسي‪.‬‬
‫ٔٓ) كتاب الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب أليب ا‪٢‬بسن الندكم‪.‬‬
‫ٕٓ) ‪ٙ‬بفة القادرية باللغة الفارسية للشيخ ‪٧‬بمد أيب علي ا‪٤‬بعإب‪.‬‬
‫ٖٓ) الدرر السنية ُب ا‪٤‬بواعظ ا‪١‬بيبلنية للشيخ ‪٧‬بمد سيف الدين الكيبل٘ب‪.‬‬
‫ٗٓ) رسالة السلوؾ القادرم‪.‬‬
‫َٔ) نفحات الرياض العلية ُب بياف الطريقة القادرية للشيخ ‪٧‬بمد رفعت‪.‬‬
‫ُٔ) نشأة القادرية‪.‬‬
‫ِٔ) ىكذا ظهر جيل صبلح الدين للدكتور ماجد عرساف الكيبل٘ب‪.‬‬
‫ّٔ) مناقب عبد القادر ‪٨‬بطوط ُب مكتبة نور عثمانية‪.‬‬
‫ْٔ) القادرية ‪٨‬بطوط ُب مكتبة بيازيد‪.‬‬
‫ٓٔ) مناقب سيدم عبد القادر ‪٤‬بؤلف ‪٦‬بهوؿ توجد منو نسخة با‪٤‬بعهد األ‪ٞ‬بدم بطنطا‬
‫‪ٙ‬بت رقم (ّٖٔ‪.)ُِٔ/‬‬

‫‪01‬‬
‫ٔٔ) فضائل عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ‪٤‬بؤلف ‪٦‬بهوؿ توجد منو نسخة با‪٤‬بعهد األ‪ٞ‬بدم بطنطا أيضان ‪ٙ‬بت‬
‫رقم (ْٖٔ‪)ُِٔ/‬‬
‫ٕٔ) كتاب الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب‪ ....‬للدكتور عبد الرزاؽ الكيبل٘ب‪.‬‬
‫ٖٔ) عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب باز اهلل األشهب للدكتور يوسف ‪٧‬بمد طو زيداف‪.‬‬
‫ٗٔ) فركع القادرية ٗبصر للدكتور يوسف ‪٧‬بمد طو زيداف‪.‬‬
‫َٕ) الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب كأعبلـ القادرية للدكتور ‪٧‬بمد درنيقة من طرابلس الشاـ‪.‬‬
‫ىذا ما استطعت ‪ٝ‬بعو من أ‪٠‬باء ا‪٤‬بؤلفات الٍب أفردت فيها تر‪ٝ‬بة اإلماـ عبد القادر‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬
‫أما الذين ذكركا تر‪ٝ‬بتو ُب كتبهم الٍب احتوت تراجم غّبه أيضان فهم أكثرمن ىذا العدد‬
‫بكثّب منهم الذىيب ُب عدة كتب من مؤلفاتو ككذلك ابن رجب ا‪٢‬بنبلي كالشعرا٘ب ُب عدة‬
‫كتب‪ ،‬منها الطبقات الكربل كا‪٤‬بناكم ُب طبقات الصوفية كالسيد ‪٧‬بمد مهدل الركاس‬
‫الصيادم الرفاعي الثا٘ب ُب كتابو طي السجل كغّبىم كثّب‪ ،‬حٌب ابن تيمية مع كثرة ‪٨‬بالفاتو‬
‫كتعصبو ضد الصوفية فقد أثُب عليو ُب عدة كتب من كتبو منها كتاب الفتاكل ككذلك ابن‬
‫القيم كترجم لو ا‪٢‬بافظ ابن كثّب ُب كتابو البداية كالنهاية كمع ذلك فإف بعض الكتب الٍب أيلفت‬
‫ُب مناقبو دخلها بعض التحريف كالتشويو لسّبتو الطيبة كالغلو ُب تعظيمو فنسبوا إليو الشطح‬
‫كبعض الكرامات الٍب ‪ٙ‬بط من قدره كىم ال يعلموف‪.‬‬
‫كأكثر ما كتبتو ُب مناقب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ككراماتو أخذتو من كتاب غبطة الناظر لئلماـ‬
‫ا‪١‬بليل ا‪٤‬بشهور ا‪٢‬بافظ ابن حجر العسقبل٘ب ككتاب قبلئد ا‪١‬بواىر للشيخ العبلمة الفقيو ا‪٤‬بؤرخ‬
‫ا‪٤‬بفسر اللغوم األديب القاضي جبلؿ الدين‪ ،‬أيب الربكات ‪٧‬بمد بن ٰبٓب بن يوسف الربعي‬
‫التادُب ا‪٢‬بليب ا‪٢‬بنبلي‪ٍ ،‬ب ا‪٢‬بنفي ا‪٤‬بتوَب سنة ّٔٗىػ كما ُب شذرات الذىب (ٖ‪،ّّٗ/‬‬ ‫ً‬
‫َّْ)‪ ،‬كاألعبلـ(ٖ‪ )ُُ/‬كمعجم ا‪٤‬بؤلفْب (ّ‪.)ِٕٕ/‬‬

‫‪00‬‬
02
‫التصوؼ والصوفية‬

‫‪03‬‬
‫التصوؼ والصوفية‬

‫اعلم أف سيدنا كقدكتنا اإلماـ القطب الربا٘ب عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ‪ ‬قد اشتهر أمره‬
‫عند ا‪٣‬باص كالعاـ كىو شيخ الكل ُب عصره سيد األكلياء‪ ،‬كأكثر ما اشتهر بو التصوؼ‬
‫كاإلرشاد كالَببية إضافة إٔب شهرتو ُب الفنوف األخرل فكاف ال بد لنا من بياف حقيقة التصوؼ‬
‫كأصلو كما عليو أىل التصوؼ كما ليس من التصوؼ ‪٩‬با لفق البعض على أئمتنا من أباطيل‪.‬‬
‫فسيدنا الشيخ عبد القادر ىو أحد أئمة التصوؼ البارزين كطريقتو من أكؿ الطرؽ فقد‬
‫أسس منهاجان يتدرج بو السالك من ‪٦‬باىدات كأذكار مصحوبة بالفقو بالدين كىو األساس‬
‫عند كل أىل التصوؼ‪ ،‬فقد قاؿ ُب ذلك الشيخ عبد القادر‪".‬أكؿ ما ٯبب على ا‪٤‬بريد أف يتعلم‬
‫عقيدة أىل السنة على ما يوافق ما كاف عليو أىل السلف‪ ".‬أك كما قاؿ‪ ،‬ككاف ُب مواعظو‬
‫يكثر الكبلـ ُب التوحيد كالتٍنزيو هلل‪ ،‬كٰبث بشدة على تعلم الفقو ُب العبادات كاألحكاـ‬
‫كٰبذر من ا‪١‬بهل ك ٲبنع ا‪٣‬بلوة كالعزلة على من ٓب يتفقو ُب الدين‪.‬‬
‫كإال فالتصوؼ كاف قبل ذلك كلكن ٓب يكن على ىذا الوجو الذم ذكرناه من حيث‬
‫التدرج بسلوؾ طريقة من اجملاىدات كاألذكار يَبقى هبا من حاؿ إٔب حاؿ‪ ،‬إ٭با كانوا يسلكوف‬
‫هبمة عظيمة يقطعوف ا‪٤‬بسافات بسرعة بسبب صبلح اجملتمع الذم كاف أياـ السلف الصاّب‪،‬‬
‫فهذا سيدنا أبو يزيد البسطامي ‪ ‬قاؿ‪" :‬أنا زىدت الدنيا ُب يومْب" كغّبه كثّب كانوا على‬
‫قدر عظيم من ا‪٥‬بمة كا‪٢‬بسن البصرم كحبيب العجمي كمعركؼ الكرخي كبشر ا‪٢‬باُب‪ ،‬ككذلك‬
‫أئمة الفقو كانوا على قدر عظيم من التصوؼ‪.‬‬
‫كسيدنا الشيخ عبد القادر كاف على نسق ىؤالء من حيث ا‪٥‬بمة العالية كالقدـ الراسخة‬
‫عما كاف ُب ا‪٤‬باضي أحدث طريقة مبنية على‬ ‫الرفيعة‪ ،‬ك‪٤‬با كانت األحواؿ بوجو عاـ تغّبت َّ‬
‫الكتاب كالسنة يتدرج هبا السالك الضعيف ا‪٥‬بمة ُب البدء ٍب تعلو ٮبتو فيَبقى ُب ا‪٤‬بقامات على‬
‫حسب صدقو كاجتهاده كذلك تيسّبان لو ُب الوصوؿ إٔب مرضاة اهلل عز كجل‪ٍ ،‬ب أسست طرؽ‬
‫أخرل كالطريقة الرفاعية كا‪٤‬بنبجية العمرية كالسهركردية كالشاذلية كالبدكية كالدسوقية كا‪١‬بيباكية‬
‫السعدية كالنقشبندية كغّبىا إٔب ‪٫‬بو األربعْب طريقة كلها مبنية على كتاب اهلل كسنة نبيو ‪.‬‬
‫إف أمر التصوؼ مشهور معركؼ من أياـ السلف الصاّب إٔب كقتنا إال أنو حصل تشويو‬
‫لصورة التصوؼ ألسباب منها ما ىو متعمد من بعض أصحاب الديانات األخرل كالفرؽ‬

‫‪04‬‬
‫الشاذة عن طريق أىل السنة من أصحاب األىواء كالباطنية كا‪٢‬بلولية كا‪٤‬بشبهة‪ ،‬كمنها ما ىو‬
‫بسبب جهل كثّب من أدعياء التصوؼ الذين انتسبوا إٔب الطرؽ من غّب فقو ُب الدين كمن غّب‬
‫تعلم األحكاـ كاآلداب اإلسبلمية الٍب بِب عليو التصوؼ فسلكوا على أىوائهم متخذين‬
‫ألنفسهم مرشدين أش ٌد منهم جهبلن ال يعرفوف حقيقة التصوؼ كاألحواؿ كغّب ذلك ‪٩‬با ال بد‬
‫منو للمرشد فاتبعوا األكىاـ ككساكس الشياطْب كبنوا حياهتم على أضغاث األحبلـ كأشد من‬
‫ذلك أف بعض الذين صدركا أنفسهم لئلرشاد كتسليك الطريق ما تعلموا علم التوحيد فبعضهم‬
‫يعلم مريديو عقيدة ا‪٢‬بلوؿ كالتشبيو كالكلمات ا‪٤‬بخرجة من دين اإلسبلـ كمع ذلك كلو يركف ما‬
‫أجل األعماؿ فيقوؿ أحدىم للفقيو أنت من أىل الظاىر كأنا من أىل الباطن أك‬ ‫يفعلونو من ِّ‬
‫ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬أقوؿ كىل ا‪٢‬بقيقة تكوف بغّب الفقو كالشريعة‪.‬‬
‫فمن طعن ُب مثل ىؤالء كحذر منهم فهو مأجور كقد قاـ بواجب األمر با‪٤‬بعركؼ‬
‫كالنهي عن ا‪٤‬بنكر أما أف يطعن ُب التصوؼ من أصلو فهذا ال يفهم ما يقوؿ كقد يكوف حالو‬
‫با‪١‬بهل كحاؿ مدعي التصوؼ‪.‬‬
‫فإذا ٓب يكن ىناؾ دليل على صحة التصوؼ ما كاف انتسب للتصوؼ آالؼ العلماء‬
‫من ‪٧‬بدثْب كفقهاء كأصوليْب ك‪٫‬بويْب كغّبىم كاآلالؼ من األكلياء كاجملاىدين كا‪٤‬ببليْب من‬
‫ا‪٤‬بسلمْب حٌب إف كثّبان ‪٩‬بن ىو ليس منهم كانوا ٲبدحوف كيثنوف على أئمة التصوؼ فابن تيمية‬
‫قاؿ ُب كتابو شرح حديث النيزكؿ عن اإلماـ ا‪١‬بنيد‪( :‬إنو إماـ ىدل) ككاف يقوؿ عن شيخنا‬
‫عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب (الشيخ الصاّب) كإذا ذكر ا‪٠‬بو يقوؿ قدس سره‪ ،‬فإف كاف االعَباض على‬
‫سخافات ا‪٤‬بتصوفة فبل مانع كإف كاف االعَباض على ‪٦‬برد التسمية فهذا عناد كجهل فكلمة‬
‫صوُب اصطبلح كلكل أصحاب فن اصطبلح فلماذا ٓب يعَبض الوىابية على كلمة شيخ كشيخ‬
‫اإلسبلـ كعلى اصطبلحات أىل ا‪٢‬بديث كالنحو كالفقو فإهنا ٓب تكن أياـ الصحابة ‪ ،‬فأىل‬
‫التصوؼ ‪٥‬بم اصطبلحات فيما بينهم فمن أراد معرفتها فليسلك طريقهم كالذم يريد معرفة‬
‫اصطبلحات غّبىم فإنو ال يعرفها كال يفهمها إال بالتعلم‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫التصػوؼ‬
‫فالتصوؼ كما عرفو الشيخ عبد القادر قدس سره العزيز ‪" :‬ىو ‪٨‬بالفة النفس كا‪٥‬بول‬
‫كاإلعراض عمن سول اهلل"‪.‬‬
‫كلو أقواؿ أخرل ُب التصوؼ نذكر بعضها ُب مناقبو‪ ،‬يتبْب لنا منها أف التصوؼ يكوف‬
‫‪٧‬بمد ‪ ‬حيث قاؿ‪" :‬ال يؤمن‬‫ٗبخالفة ا‪٥‬بول كال يكوف ذلك إال ٗبتابعة سيد األكلْب كاآلخرين َّ‬
‫أحدكم حتى يكوف ىواه تبعاً لما جئت بو" ذكره النوكم ُب األربعْب‪.‬‬
‫أم ال يكوف مؤمنان من خالفو ُب أصوؿ الدين الذم بعث بو‪ ،‬كال يكمل إٲبانو إال‬
‫باتباعو بأداء الفرائض كاجتناب احملرمات مع التخلق بأخبلقو ‪ ‬فالصوُب ىو من أشد الناس‬
‫‪ٛ‬بسكان هبدم النيب ‪ ‬إذ ٰباكؿ أف يتشبو بو قدر ا‪٤‬بستطاع إال ما كاف خاصان‬
‫بو ‪. ‬‬
‫كمعُب (اإلعراض عمن سول اهلل) أم اإلعراض عن كل ما يغضب اهلل‪ ،‬مع عدـ تعلق‬
‫القلب بالعبلئق الشاغلة عن حبو كا‪٣‬بوؼ منو كاإلخبلص اْب‪ .‬كقد قيل ُب التصوؼ‪:‬‬
‫البحر البسيط‬
‫وال بكػ ػ ػ ػ ػ ػػاءؾ إف غنػ ػ ػ ػ ػ ػػى المغنو ػ ػ ػ ػ ػ ػا‬ ‫ػبل الص ػػوؼ ترقع ػػو‬
‫ل ػػيل التص ػػوؼ ل ػ َ‬
‫وال ا خبا ػا ك ػ ف قػػد صػػرت م نو ػػا‬ ‫والص ػ ػ ػ ػ ػ ػػرابا والرقص ػ ػ ػ ػ ػ ػػا وال رب ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫وتتبػ ػ ػ ػ ػ ال ػ ػ ػ ػ ػ والق ػ ػ ػ ػػر ف وال ػ ػ ػ ػػدينا‬ ‫إف التصػ ػ ػػوؼ أف تصػ ػ ػػفو ب ػ ػ ػ كػ ػ ػػدر‬
‫علػ ػ ػػى ذ وبػ ػ ػػح ػ ػ ػػوؿ الػ ػ ػػدىرم و ا‬ ‫مكتئب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً‬ ‫وأف تػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب با ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعاً‬

‫كىذا ال يناُب قوؿ من قاؿ‪ :‬الصوُب من لبس الصوؼ على الصفا كسلك طريق‬
‫ا‪٤‬بصطفى كجعل الدنيا منو على القفا‪ ،‬ألف ا‪٤‬بقصود من لبس الصوؼ ىو اجملاىدة للنفس‬
‫فسيدنا اإلماـ جعفر الصادؽ كاف يلبس الصوؼ من الداخل كثوبان فوقو كيقوؿ ىذا هلل كىذا‬
‫من أجلكم أم ثوب الصوؼ أجاىد بو نفسي ابتغاء مرضاة اهلل كىذا حاؿ الصوفية الزىد ُب‬
‫الدنيا كترؾ التنعم ككثرة اجملاىدة لتقو‪ٙ‬ب النفس ك‪ٞ‬بلها على الصرب كالتوكل على اهلل إذ أيقنوا أف‬
‫ىذه الدنيا ال تستحق أف ييعتُب هبا فإهنا دار فناء ليست ‪٢‬بي كطنا فأخذكا منها ما يقويهم على‬
‫طاعة رهبم كتركوا ما زاد اقتداءن بأنبياء اهلل صلوات اهلل عليهم فإف نبينا ‪ ‬كاف ٲبر عليو كعلى‬

‫‪06‬‬
‫أىل بيتو الشهر كالشهراف ال يأكلوف إال التمر كال يشربوف إال ا‪٤‬باء ككاف يناـ على ا‪٣‬بشن كلو‬
‫أنو أراد أف ينقلب ا‪١‬ببل لو ذىبان النقلب بدعائو‪ ،‬ككذلك سيدنا عيسى ‪ ‬كاف يلبس ا‪٣‬بشن‬
‫كيناـ حيث يدركو ا‪٤‬ببيت كيأكل من بقل األرض‪ ،‬كسيدنا سليماف عليو الصبلة كالسبلـ مع ما‬
‫أعطاه اهلل من ا‪٤‬بعجزات فإنو كاف يأكل خبز الشعّب اليابس‪ ،‬فأىل الكماؿ من الصوفية‬
‫يقتدكف باألنبياء كخّبة أصحاهبم كأيب بكر كعمر كعثماف كعلي ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪ ،‬فإهنم كانوا من‬
‫أزىد الناس كأشدىم حبان هلل كتوكبلن عليو بعد أنبياء اهلل صلوات اهلل كسبلمو عليهم أ‪ٝ‬بعْب‪،‬‬
‫ىذا كلو من غّب ‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب ما أحلو اهلل من ا‪٤‬بطعومات كا‪٤‬بلبوس كالسكن إال أهنم أخذكا بالعزائم‬
‫كترؾ التنعم إٔب ما بعد ا‪٤‬بوت‪.‬‬
‫كقد بينا ُب األبيات أف التصوؼ ليس ٗبجرد لبس الصوؼ كالثياب ا‪٤‬برقعة أك ٗبجرد‬
‫البكاء عند ‪٠‬باع القرآف أك األناشيد الدينية أك الصراخ كاال‪٬‬بباط ألف ىذه األمور قد ‪ٙ‬بصل‬
‫انفعاالن أك رياءن أك بتأثّب الشياطْب أك ‪٢‬بالة عاطفية‪ ،‬أما إف حصلت عن حاؿ صادؽ بسبب‬
‫قلب ٕبب اهلل أك ا‪٣‬بوؼ منو أك ا‪٢‬بزف كالندـ على ما صدر من عيوب كآثاـ فبل نقض‬‫ىيجاف و‬
‫لو ألف قد يغلبو حالو فبل يستطيع السيطرة على ظاىره فهو معذكر فليس كل السالكْب‬
‫يستطيعوف قهر أحوا‪٥‬بم‪ ،‬كالبكاء من خشية اهلل ىو من األمور العظيمة فقد قاؿ‪" :‬عيناف ال‬
‫تمسهما النار عين بكت من بشية ا وعين باتت ت رس في سبيل ا " [ركاه الَبمذم]‪.‬‬
‫إ٭با ليس ىذا ىو أصل التصوؼ كإ٭با ىو بكماؿ االتباع للنيب ‪ ‬كالعمل بكتاب اهلل‬
‫كمواصلة التوبة كاألذكار كاجملاىدات الٍب منها طلب العلم قاؿ‪ :‬أبو يزيد البسطامي ‪:‬‬
‫"مكثت ُب اجملاىدة ثبلثْب عامان فما كجدت أثقل على نفسي من طلب العلم"‪ .‬معناه قهر‬
‫نفسو على ذلك ٖببلؼ كثّب ‪٩‬بن يدعي التصوؼ فكيف يقوـ اإلنساف بشيء ىو جاىلو‬
‫نسأؿ اهلل السبلمة‪ .‬فقد نقل القشّبم ُب الرسالة عن اإلماـ ا‪١‬بنيد أنو قاؿ ‪( :‬علمنا ىذا مقيد‬
‫بالكتاب كالسنة) كقاؿ أيضا ‪(:‬الطرؽ كلها مسدكدة على ا‪٣‬بلق إال على من اقتفى آثار‬
‫الرسوؿ عليو الصبلة كالسبلـ)‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ أبو ا‪٢‬بسن الشاذٕب قدس سره‪" :‬إذا تعارض كشفك مع الكتاب كالسنة‬
‫فتمسك بالكتاب كالسنة كدع الكشف كقل لنفسك إف اهلل تعأب ضمن ٕب العصمة ُب الكتاب‬
‫كالسنة كٓب يضمنها ُب جانب الكشف كال اإل‪٥‬باـ كال ا‪٤‬بشاىدة إال بعد عرضو على الكتاب‬
‫كالسنة"‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫كقاؿ إمامنا الكبّب السيد أ‪ٞ‬بد الرفاعي قدس سره‪" :‬كل طريقة خالفت الشريعة فهي‬
‫زندقة"‪.‬‬
‫كقاؿ‪" :‬من تعلم علم الظاىر كٓب يتعلم علم السر فقد تزندؽ"‪ .‬أم من تعلم علم‬
‫األحكاـ كأمور العبادة الظاىرة من غّب أف يتعلم الواجبات القلبية كتٍنزيو اهلل عن مشاهبة خلقو‬
‫ككيف يكوف اإلخبلص هلل كا‪٢‬بب لو كالتوكل عليو كغّب ذلك ‪٩‬با ىو من كاجبات القلب كيتعلم‬
‫ما ىي معاصي القلب حٌب ٯبتنبها كالشرؾ كالرياء‪ ،‬فهو زنديق‪ ،‬كىناؾ كثّب من أقواؿ أئمتنا ُب‬
‫ىذا الشأف‪.‬‬
‫ككلمة صوُب اصطلح عليها أياـ السلف‪ ،‬كاشتهرت زمن اإلماـ ا‪١‬بنيد كٓب يعَبض أئمة‬
‫الفقو كا‪٢‬بديث على ىذا االصطبلح‪ ،‬فسيدنا أ‪ٞ‬بد بن حنبل ‪ ‬يذكر ُب مسنده‪( ،‬حدثنا‬
‫فبلف ك‪٫‬بسبو من األبداؿ)‪ ،‬ككاف ٯبتمع أحيانا ببشر ا‪٢‬باُب ‪ ‬ككذلك الشافعي ر‪ٞ‬بو اهلل‪،‬‬
‫ككاف اإلماـ أ‪ٞ‬بد يقوؿ أليب ‪ٞ‬بزة الصوُب‪" :‬ماذا تقوؿ يا صوُب"‪ ،‬ككذلك البيهقي يكثر الركاية‬
‫عن شيخو أيب على الركذبارم أحد مشاىّب الصوفية ككاف تلميذ اإلماـ ا‪١‬بنيد ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب كحٌب‬
‫زمننا قد ال ‪٪‬بد حديثان كصل إلينا إال كفيو من الركاة من أىل التصوؼ ككذلك ٘بد ذلك ُب‬
‫أسانيد القراءات الٍب كصلت إلينا كعلوـ الفقو كغّب ذلك‪ ،‬فالتصوؼ ليس بدعة كما تسميو‬
‫الوىابية ما داـ ال ٱبرج عن كتاب اهلل كسنة نبيو ‪ ‬كإ‪ٝ‬باع أمتو‪ ،‬إ٭با ىم الذين ابتدعوا‬
‫‪٤‬بخالفتهم اإل‪ٝ‬باع ُب كثّب من ا‪٤‬بسائل ُب العقائد كغّبىا‪ ،‬كمع كل الذم بينتو فإف كثّبان ‪٩‬بن‬
‫انتسب إٔب التصوؼ قد أدخلوا فيو بدعان منها ما تؤدم إٔب الكفر كمنها إٔب ا‪٢‬براـ‪ ،‬فمن طعن‬
‫ُب مثل ىؤالء الذين اعتقدكا عقيدة ا‪٢‬بلوؿ فبل لوـ عليو‪.‬‬
‫كأبْب اآلف عدة أمور كمسائل صحيحة عند أىل التصوؼ قد حورت بعض الفرؽ‬
‫حقيقة األمر فيها‪ٍ ،‬ب سأبْب بعض البدع السيئة الٍب يقوـ هبا بعض جهلة ا‪٤‬بتصوفة كبعض ما‬
‫افَبم بو على أئمة التصوؼ كالطريقة من األمور العظيمة الضرر الٍب منها ما يفسد العقيدة‪.‬‬
‫فمما يفَبيو البعض كيدعيو أف أىل التصوؼ يفَبكف الناس عن طلب العلم كالدعوة إٔب‬
‫اهلل كا‪١‬بهاد ُب سبيلو‪ ،‬فهذا ال أصل لو من الصحة فمن راجع ُب كتب الَباجم الصحيحة‬
‫كالطبقات ٯبد الكثّب الكثّب من الصوفية على قدر عظيم من العلوـ باإلضافة إٔب ما فتح اهلل‬
‫عليهم من العلوـ اللدنية أكثر من غّبىم‪ ،‬ك‪٥‬بم حظ كافر ُب نشر الدعوة بْب الكفار عدا‬
‫األعداد الٍب ال ٰبصيها إال اهلل من الذين تابوا على أيديهم من عصاة ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬فالصوُب‬
‫الكامل ال تشغلو ا‪٣‬بلوة كالعزلة عما ذكرناه فهو ابن كقتو‪ ،‬أم يشغل كل كقتو ُب مرضاة اهلل‬

‫‪08‬‬
‫تعأب‪ ،‬يقدـ العمل األكٔب فً ٍعليوي ُب كل كقت‪ ،‬كىذا من عمل الصحابة رضواف اهلل عليهم‪،‬‬
‫فراجعوا ُب ذلك كتب الَباجم كالطبقات‪ ،‬كأما انتشارىم ُب الببلد لنشر الدعوة فهو أمر‬
‫مشهور عند أىل العلم‪ ،‬فهذه ا‪٥‬بند كالباكستاف كركسيا كغّبىا قد أسلم عدد كبّب من أىلها‬
‫على يد أىل الطريقة القادرية ككذلك ُب بعض ا‪٤‬بدف كالقرل ُب أفريقية ك‪٩‬بن ساىم أيضان ُب‬
‫نشر الدعوة ُب بعض ىذه الببلد أىل الطريقة النقشبندية فالشيخ أ‪ٞ‬بد الفاركقي القادرم‬
‫النقشبندم ا‪٤‬بشهور ٗبجدد األلف الثا٘ب أسلم على يديو اآلالؼ من أىل ا‪٥‬بند‪ ،‬كسيدنا الشيخ‬
‫أ‪ٞ‬بد الرفاعي أسلم على يديو أيضان اآلالؼ ففي ‪٦‬بلس كاحد لو أسلم على يديو عشرة آالؼ‬
‫من يهود كنصارل ك‪٦‬بوس‪ ،‬كىذا الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب أسلم على يديو أكثر من عشرين‬
‫ألفان من الكفار كأكثر اليهود كالنصارل الذين كانوا ُب بغداد من أىل الذمة أسلموا على يديو‬
‫ككذلك غّبىم من أكابر الصوفية كالدسوقي كالبدكم كالشاذٕب فقد تاب على أيديهم كأيدم‬
‫أتباعهم آالؼ الناس‪ ،‬كال ينكر ذلك إال حسود أك معاند‪.‬‬
‫كأما اشتغا‪٥‬بم ُب ا‪٢‬بركب ُب سبيل اهلل فقد استشهد آالؼ الصوفية ُب ا‪٤‬بعارؾ ضد‬
‫الشيوعية ‪٤‬با ظهرت كقبل الشيوعية أيضان ككذلك ُب ا‪٢‬بركب ضد الصليبيْب اإلفرنج كا‪٤‬بغوؿ‬
‫كغّبىا من ا‪٤‬بعارؾ قدٲبان كحديثان كشاركوا ُب الثورات ضد االستعمار ُب عدة ببلد فهذا الشيخ‬
‫‪٧‬بمد بدر الدين ا‪٢‬بسِب القادرم ىو الذم أسس الثورة ُب سوريا ضد الفرنسيْب‪ ،‬كأخبار‬
‫الصوفية ُب ذلك يطوؿ بياهنا إذا أردنا ذكرىا كالتفصيل فيها نكتفي ٗبا بيناه‪.‬‬
‫كأما ما نراه اليوـ من بعضهم ‪٩‬با ىو على خبلؼ ما ذكرنا فهو ليس من التصوؼ‬
‫كليس من دين اهلل‪ ،‬كقد ساىم ىؤالء الناس ُب تشويو صورة التصوؼ كا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬أصلح اهلل‬
‫األحواؿ‪.‬‬
‫كقد نقل العجلو٘ب ُب كتابو كشف ا‪٣‬بفا عن إمامنا الشافعي ‪ ‬أنو قاؿ‪" :‬حبب إٕب‬
‫من دنياكم ثبلث‪ :‬ترؾ التكلف‪ ،‬كعشرة ا‪٣‬بلق بالتلطف‪ ،‬كاالقتداء بطريق أىل التصوؼ"‪.‬‬

‫‪09‬‬
‫أقساـ البدعة‬

‫إعلم أف مذاىب أىل ا‪٢‬بق قد ادعى االنتساب إليها قوـ أحدثوا أشياء ال تتوافق مع‬
‫أصوؿ الدين كال العقل‪ ،‬كال بد قبل أف أذكر بعض الضبلؿ الذم أحدثو أىل األىواء كنسبوه‬
‫تارة إٔب أىل التصوؼ كتارة إٔب أىل ا‪٢‬بديث كتارة إٔب أئمة األصوؿ كالفقو أف أبْب معُب‬
‫البدعة كأقسامها‪.‬‬

‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬من أحدث في أمر ا ىذا ما ليل منو فهو رد"‬
‫[ركاه البخارم كمسلم] كركاه مسلم بلفظ آخر كىو‪" :‬من عمل عم ليل عليو أمر ا فهو‬
‫رد" أم ما كاف ‪٨‬بالفان للشريعة كركل مسلم أيضان من حديث جرير بن عبد اهلل البجلي ‪ ‬أنو‬
‫قاؿ‪" :‬قاؿ رسوؿ ا ‪ ‬من سن في اإلس ـ سنة حسنة فلو أجرىا وأجر من عمل بها‬
‫بعده من غير أف ينقص من أجورىم يء‪ ،‬ومن سن في اإلس ـ سنة سيئة كاف عليو‬
‫وزرىا ووزر من عمل بها من بعده من غير أف ينقص من أوزارىم يء" فهذه األحاديث‬
‫دلت على أف البدعة قسماف فإف كانت على كجو ٱبالف ما جاء بو النيب ‪ ‬فهي بدعة‬
‫ضبللة‪ ،‬كإف كانت موافقة ‪٤‬با جاء بو النيب فهي بدعة حسنة كأما ما ركاه أبو داكد "وكل بدعة‬
‫ض لة" أم ما كاف على خبلؼ الكتاب كالسنة أك اإل‪ٝ‬باع أك األثر‪.‬‬

‫ففي شرح النوكم لصحيح مسلم ما نصو‪ :‬قولو ‪" :‬وكل بدعة ض لة" ىذا عاـ‬
‫‪٨‬بصوص كا‪٤‬براد بو غالب البدع‪ٍ ،‬ب قسم البدعة إٔب ‪ٟ‬بسة أقساـ‪ :‬كاجبة كمندكبة ك‪٧‬برمة‬
‫كمكركىة كمباحة‪.‬‬
‫كىذا التقسيم ذكره الشيخ سلطاف العلماء عبد العزيز بن عبد السبلـ ُب آخر كتاب‬
‫القواعد‪ ،‬كنقلو عنو ا‪٢‬بافظ بن حجر ُب كتاب الفتح كسلمو‪.‬‬
‫كقاؿ الشافعي إف البدعة قسماف حسنة‪ ،‬كضبللة‪ ،‬ركل ذلك عنو أبو نعيم كالبيهقي‬
‫كغّبٮبا‪ ،‬ككذلك ا‪٢‬بافظ ابن حجر العسقبل٘ب‪ ،‬كا‪٢‬بافظ ابن رجب ا‪٢‬بنبلي ُب شرحو‪ ،‬كالفّبكز‬
‫الزبًيدم‪ ،‬كالفيومي ُب ا‪٤‬بصباح كغّبىم‪ ،‬إال أف بعضهم ما‬
‫ابادل ُب القاموس كشارحو مرتضى َّ‬
‫أحب تسمية ػ بدعة حسنة ػ كأحب أف يقاؿ بدالن منها ػ مصلحة حسنة ػ كا‪٢‬بقيقة أف كلمة‬
‫بدعة ليست كلمة ‪٩‬بدكحة أك مذمومة لذاهتا كلكن ما كاف من البدع ال يتعارض مع أصل من‬

‫‪21‬‬
‫أصوؿ الدين فليس ٗبذموـ‪ ،‬كإال ما قاؿ سيدنا عمر بن ا‪٣‬بطاب ‪ ‬حْب ‪ٝ‬بع الناس ُب‬
‫صبلة الَباكيح على إماـ كاحد‪ " :‬عمت البدعة ىذه" [ركاه البخارم]‪.‬‬
‫كالنيب ‪ٓ ‬ب يفعل كل ا‪٤‬بباحات كال كل ا‪٤‬بندكبات ألنو كاف مشغوالن ٗبا ىو أعظم‪،‬‬
‫كالدعوة كا‪١‬بهاد ُب سبيل اهلل‪ ،‬كألجل أف ال يشق على أمتو إذ لو أكثر من ا‪٤‬بندكبات كأحب‬
‫أحدنا أف يقوـ هبا كلها لوجدنا مشقة‪ ،‬أك أنو خاؼ أف تفرض علينا‪ ،‬كلكنو حث على فعل‬
‫ا‪٣‬بّبات‪ ،‬فليس كل شيء ٓب يفعلو النيب ٰبرـ علينا فعلو‪ ،‬إ٭با أمرنا بواجبات كهنانا عن احملرمات‬
‫كعن أشياء مكركىة‪ ،‬كترؾ أشياء كثّبة ٓب يأمر هبا كٓب ينوى عنها‪ ،‬فإذا أراد أحد أف يقوـ بفعل ٓب‬
‫يكن ُب عهد النيب ‪ ‬نظر فيو أىل القياس فإذا كجدكه يتوافق مع كتاب اهلل كسنة نبيو فهو‬
‫بدعة حسنة أك مباحة‪ ،‬كإف كجدكه يتناقض مع كتاب اهلل كسنة نبيو فهو بدعة سيئة كقد تكوف‬
‫كفران أحيانان‪.‬‬

‫سيد ا بالد بن الوليد ‪ ‬جاء بضب إلى النبي ‪ ‬فلم ي كل منو فقاؿ لو بالد‬
‫بن الوليد‪ :‬أحراـ ىو يا رسوؿ ا ؟ فقاؿ‪ :‬ال ولكن لم يكن ب رض قومي ف جد ي أعافو‬
‫[ركاه البخارم كمسلم]‪ ،‬فهل ألف النيب ٓب يأكلو ال ٯبوز لنا أف نأكلو‪ ،‬ككم من صحايب قاـ‬
‫بفعل شيء ٓب يأمر النيب بفعلو ٍب حْب يعرض عليو ‪ ‬كاف يقره على ذلك‪ ،‬فمن ذلك قوؿ‬
‫الص ابي بعد قوؿ النبي ‪ ‬سم ا لمن حمده "ربنا لح ال مد حمداً كثيراً يباً مباركاً‬
‫فيو" فقاؿ لو النبي ‪" :‬رأيت بضعة وث ثين ملكاً يبتدرو ها أيهم يكتبها أوؿ" [ركاه‬
‫البخارم]‪ ،‬كمنها إحداث خبيب بن عدم ركعتْب عندما قدـ للقتل ركاه البخارم كمنها زيادة‬
‫ببلؿ ‪ ‬على األذاف (الصبلة خّب من النوـ) فأقرىا النيب ‪[ ‬ركاه ابن ماجة] بإسناد‬‫سيدنا و‬
‫رجالو ثقات كغّب ذلك كثّب فمن البدع ا‪٢‬بسنة الٍب أحدثت بعد النيب ‪:‬‬
‫ُ) ‪ٝ‬بع ا‪٤‬بصحف بْب الدفتْب بإشارة عمر على أيب بكر خوؼ ضياعو رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫ِ) اجتماع الناس على صبلة الَباكيح برأم عمر ‪.‬‬
‫ّ) زيادة عثماف ‪ ‬أذانان ثانيان يوـ ا‪١‬بمعة‪ .‬ركاه البخارم‬
‫ْ) ‪ٝ‬بع عثماف للقرآف على الَبتيب الذم عليو ا‪٤‬بسلموف حٌب اليوـ‪.‬‬
‫ٓ) نقط ٰبٓب بن يعمر ا‪٤‬بصاحف‪ .‬ركاه أبو داكد السجستا٘ب‪.‬‬
‫ٕب قواعد النحو بعد استشارة علي ‪.‬‬
‫ٔ) كضع أيب األسود الد ىؤ ٌ‬
‫ا‪١‬بهر بالصبلة على النيب بعد األذاف‪.‬‬ ‫ٕ)‬

‫‪20‬‬
‫ٖ) الطرؽ الٍب أحدثها بعض الصا‪٢‬بْب كالطريقة الرفاعية كالقادرية كغّبىا‪.‬‬
‫ٗ) االحتفاؿ با‪٤‬بناسبات الدينية كاالحتفاؿ ٗبولد النيب ‪.‬‬
‫كل العلماء أقركا ما بيناه كبالنسبة للمولد فقد أقره ا‪٢‬بافظ بن حجر كا‪٢‬بافظ السيوطي‬
‫كا‪٢‬بافظ العراقي كغّبىم من العلماء‪ ،‬فإذا كاف األمر يقتصر على تبلكة شيء من القرآف كذكر‬
‫شيء من سّبة النيب ‪ ‬كإنشاد بعض األناشيد الدينية احملركة للقلوب ‪٢‬بب اهلل كحب نبيو‬
‫كا‪٣‬بوؼ من عذاب اهلل سبحانو كتعأب فهذا الذم أقره العلماء‪ ،‬كىو شيء حسن حٌب ابن‬
‫تيمية قاؿ ُب كتابو اقتضاء الصراط ا‪٤‬بستقيم‪( :‬فتعظيم ا‪٤‬بولد كا‪ٚ‬باذه مو‪٠‬بان قد يفعلو بعض‬
‫الناس‪ ،‬كيكوف لو فيو أجر عظيم ‪٢‬بسن قصده‪ ،‬كتعظيمو لرسوؿ اهلل ‪.)‬‬
‫أما الغلو الذم ُب كتاب مولد العركس ا‪٤‬بنسوب البن ا‪١‬بوزم زكران كهبتانا فهو من‬
‫تأليف بعض ا‪٤‬بستشرقْب‪.‬‬
‫فقد كرد ُب ىذا الكتاب كبلـ مناقض لدين اهلل كىو قولو‪" :‬إف اهلل قبض قبضة من نوره‬
‫كقاؿ ‪٥‬با كو٘ب ‪٧‬بمدان فكانت ‪٧‬بمدان" فاهلل تعأب من أ‪٠‬بائو النور كمعناه ا‪٥‬بادم أما النور ٗبعُب‬
‫الضوء فهو من خلق اهلل كاهلل كاحد ال يتجزأ سبحانو كتعأب‪.‬‬

‫كقد قاؿ تعأب‪ :‬قل إ ما أ ا بشر مثلكم يوحى إلي‪[ ‬سورة الكهف]‪ ،‬أم النيب ‪‬‬
‫خلق من ماء كطْب كإ٭با ىو أعظم ‪٨‬بلوقات اهلل ٗبا اصطفاه اهلل كأعطاه‪ ،‬فليست األفضلية ‪٤‬بن‬
‫مارج من ار وبل‬
‫كاف من نور‪ ،‬قاؿ ‪" :‬بل ا الم ئكة من ور وبل ال اف من ٍ‬
‫دـ مما وصف لكم" [ركا مسلم]‪.‬‬
‫م من أف سيدنا‬ ‫كالنيب ‪ ‬من كلد آدـ عليو الصبلة كالسبلـ‪ ،‬فليس بصحيح ما رك ى‬
‫‪٧‬بمدان قاؿ‪" :‬أكؿ ما خلق اهلل نور نبيك يا جابر" فهذا ا‪٢‬بديث يرككنو عن عبد الرزاؽ كقد‬
‫اطلع بعض العلماء على مصنفو فلم ٯبده‪ ،‬قلت‪ :‬كإف كجد فيو ىذا ا‪٢‬بديث فليس شرطان أف‬
‫يكوف صحيحان ألف اإلماـ عبد لرزاؽ ٓب يشَبط أف ال يضع ُب مصنفو إال الصحيح‪ ،‬فهذا‬
‫مسند اإلماـ أ‪ٞ‬بد فيو كثّبه من األحاديث ا‪٤‬بوضوعة كالضعيفة كغّبه من الكتب أيضان‪.‬‬

‫كىذا ا‪٢‬بديث ‪٨‬بالف أيضان لقوؿ اهلل تعأب‪ :‬وجعلنا من الماء كل يء حي‪[ ‬سورة‬
‫األنبياء] ك‪٨‬بالف ‪٢‬بديث رسوؿ اهلل ‪" :‬كل يء بل من الماء" [ركاه ابن حباف]‪ ،‬كركل‬
‫البيهقي كغّبه أف النيب ‪ ‬قاؿ‪" :‬إف ا لم يخل يئاً مما بل قبل الماء"‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫فبل يقاؿ عن النيب ‪ ‬يا أكؿ خلق اهلل بل يقاؿ يا أفضل خلق اهلل‪ .‬كمن األحاديث‬
‫ا‪٤‬بكذكبة ما يرككنو عن عائشة أهنا أرادت أف تربط على خصر رسوؿ اهلل ‪ ‬حزامان فعاد إليها‪،‬‬
‫يقصدكف أف جسده من نور‪.‬‬
‫أما قولنا ‪٧‬بمد نور أك نور اهلل معناه ا‪٥‬بادم بإذف اهلل‪ .‬اهلل تعأب نىػ َّوىر قلوب أكليائو‪،‬‬
‫بسيدنا ‪٧‬بمد أم ٗبا جاء بو من ا‪٥‬بداية كا‪٢‬بق فعلى ىذا ا‪٤‬بعُب ٯبوز قوؿ ‪٧‬بمد ػ نور ػ ‪،‬‬
‫فأصل ا‪٤‬بخلوقات ا‪٤‬باء كليس كما يزعموف نور سيدنا ‪٧‬بمد ‪.‬‬
‫ك‪٩‬با يرككنو من األكاذيب العظيمة أف جربيل كاف يأتيو الوحي من كراء حجاب‬
‫فكشف لو ا‪٢‬بجاب مرة فوجد النيب ‪ ‬فقاؿ جربيل للنيب ‪" :‬منك كإليك" فهذا الكبلـ فيو‬
‫تصريح بنسبة األلوىية لسيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬نعوذ باهلل من الكفر‪.‬‬

‫قاؿ تعأب‪ :‬وكذلح أوحينا إليح روحاً من أمر ا ما كنت تدري ما الكتاب وال‬
‫اإليماف‪[ ‬سورة الشورل]‪.‬‬
‫فالنيب ‪ ‬ما كاف يدرم الكتاب كال تفاصيل اإلٲباف فكيف يفَبكف مثل ىذه‬
‫االفَباءات‪ ،‬إال أنو أي‪٥‬بم اإلٲباف بربو من صغر سنو فلم يعبد غّب اهلل عز كجل‪.‬‬
‫كمن األكاذيب ما ركم ُب بعض كتب ا‪٤‬بولد "أف النيب ‪ ‬سأؿ جربيل كم عمرت من‬
‫السنْب؟ فقاؿ ال أعلم‪ ،‬غّب أف ُب ا‪٢‬بجاب الرابع ‪٪‬بما يطلع ُب كل سبعْب سنة مرة رأيتو اثنْب‬
‫كسبعْب ألف مرة‪ ،‬فقاؿ النيب ‪: ‬كعزة ريب أنا ذلك الكوكب"‪.‬‬
‫فكيف يكوف سيدنا ‪٧‬بمد من ذرية سيدنا آدـ ٍب يقولوف كاف قبلو با‪٣‬بلق‪،‬كمن قاؿ بأف‬
‫األفضلية تكوف ‪٤‬بن سبق با‪٣‬بلق؟ فهذا إبليس كافر ملعوف خلق قبل سيدنا آدـ عليو السبلـ‪،‬‬
‫فهل يكوف إبليس أفضل منو ألنو سبقو با‪٣‬بلق؟ كبل‪.‬‬

‫إ٭با ا‪٢‬بديث الذم كرد فيو‪" :‬كنت بيا و دـ بين الروح وال سد"‪ .‬فمعناه كنت‬
‫معركفا بْب ا‪٤‬ببلئكة أم أف اهلل أطلع مبلئكتو على أنو سيخرج من صلب آدـ ‪٧‬بمد ‪ ‬كىو‬
‫أحب ا‪٣‬بلق إليو تعأب‪.‬‬
‫كال ٯبوز قوؿ‪" :‬اللهم صل على سيدنا ‪٧‬بمد (عدد كماؿ اهلل) ألف كماؿ اهلل ال ٰبد‪،‬‬
‫كمالو أزٕب أبدم ال يوصف بالعدد كلو قالوا‪( :‬عدد ‪٨‬بلوقات اهلل)" لكاف خّبان ‪٥‬بم‪ .‬فالنيب ‪‬‬
‫فضلو ثابت ُب القرآف كاألحاديث‪ ،‬فهو أعظم ‪٨‬بلوقات اهلل من حيث القدر كأحبهم إليو فبل‬

‫‪23‬‬
‫حاجة إٔب ما فيو غلو ككذب إلثبات فضلو قاؿ رسوؿ اهلل ‪:‬‬
‫"ال تُطْرو ي كما أ رت النصارب عيسى‪ ،‬فإ ما أ ا عبد‪ ،‬فقولوا عبد ا ورسولو" [ركاه أ‪ٞ‬بد]‪.‬‬

‫أما إطبلؽ قوؿ ( سيد ا ) على النيب فليس فيو غلو إ٭با ىو حق فهو سيدنا كما قاؿ‬
‫رسوؿ اهلل ‪" :‬أ ا سيد ولد دـ وال فخر"‪ .‬أم ٓب أقل ذلك افتخاران كإ٭با من باب التحدث‬
‫بنعمة اهلل علي كقد ‪٠‬بى اهلل نبيو ٰبٓب عليو كالصبلة كالسبلـ ُب القرآف (سيداً) ككلمة سيد‬
‫تطلق على الرجل التقي كتكره للفاسق ك‪ٙ‬برـ للكافر فقد قاؿ ‪" :‬ال تقولوا للمناف سي ٌد‬
‫فإ و إف يح سي َد ُكم فقد أسخطتم ربكم ع وجل" ركاه أبوداكد كالبخارم ُب األدب ا‪٤‬بفرد‪،‬‬
‫كقد ركل البخارم‪ ،‬أف سيدنا عمر ‪ ‬قاؿ‪" :‬سيدنا أبو بكر أعتق سيدنا ببلالن"‪ .‬كركل‬
‫البخارم كمسلم أيضان‪" :‬أف النبي ‪ ‬قاؿ لأل صار لما أقبل سعد بن معاذ‪ :‬قوموا إلى‬
‫سيدكم"‪ ،‬كأما ما كرد من أف كفد بِب عامر ‪٤‬با أقبل إٔب النيب ‪ ‬فقالوا‪:‬أ ت سيد ا‪،‬قاؿ‪:‬‬
‫السيد ا ‪ ،‬قالوا‪ :‬وأفضلنا فض ً‪، ،‬وأعظمنا والً‪ ،‬فقاؿ‪ :‬قولوا بقولكم‪ ،‬واليستَ ْ رين ُكم‬
‫الشيطاف" ركاه البخارم ُب األدب ا‪٤‬بفرد‪ ،‬فليس ُب ا‪٢‬بديث هني عن قوؿ سيدنا ُب حق النيب‬
‫بدليل قولو قولوا بقولكم إ٭با أراد أف يعلمهم أف كلمة سيد تطلق على اهلل يعِب أنو سبحانو‬
‫السيد ا‪٤‬بطلق أم (الرب)فإذا أطلقت على اهلل تكوف على ا‪٤‬بعُب الذم يليق بو‪ ،‬كإذا أطلقت‬
‫على غّبه تكوف على معُب آخر‪،‬بدليل أهنم قالوا لو أنت أفضلنا كأعظمنا‪،‬كىذا معُب قوؿ‬
‫سيدنا ُب حق النيب‪ ،‬ككذلك إذا قيل عنو سيد ا‪٣‬بلق معناه أفضل ا‪٣‬بلق‪ ،‬كىذا ال يعاند فيو‬
‫أحد إال جاىل مغركر‪،‬ككل عظيم قوـ سيدىم‪،‬وقد هى النبي عن قوؿ المملوؾ لسيده‬
‫ربي‪،‬وقاؿ‪ :‬ليقل سيدي وسيدتي"‪ .‬ركاه البخارم ُب األدب ا‪٤‬بفرد‪.‬‬

‫أما مثاؿ البدعة المكروىة فكزخرفة ا‪٤‬بساجد‪ ،‬وأما مثاؿ البدعة المباحة‬
‫فكا‪٤‬بصافحة عقب الصبلة كالتوسع ُب ا‪٤‬بآكل كا‪٤‬بشارب كا‪٤‬ببلبس ‪٩‬با ال يصل إٔب حد‬
‫اإلسراؼ كإال يصبح مكركىان‪ ،‬ومثاؿ البدعة الواجبة فكاالشتغاؿ بعلم النحو الذم يفهم بو‬
‫كبلـ اهلل تعأب ككبلـ رسوؿ اهلل ‪ ،‬كتعلم األدلة العقلية ا‪٤‬بوافقة للكتاب كالسنة للرد على‬
‫أىل الفرؽ الضالة كالكافرين فهذا فرض كفاية‪ ،‬كما شابو ذلك كتعلم مصطلح ا‪٢‬بديث كغّبه‪.‬‬
‫"الربط‪ ،‬أم األماكن الٍب يرابط فيها من أجل‬
‫كمن ‪ٝ‬بلة البدع ا‪٢‬بسنة ا‪٤‬بندكبة بناء ي‬
‫العلم أك الذكر أك اجملاىدات" كا‪٤‬بدارس ككل إحساف ٓب يعهد ُب العصر األكؿ كالكبلـ ُب‬
‫دقائق التصوؼ ككل ما ذكرتو ىو من كبلـ اإلماـ اجملمع على إمامتو كجبللتو العز بن عبد‬

‫‪24‬‬
‫السبلـ الذم بينو ُب آخر كتاب القواعد‪ ،‬كقاؿ بو ا‪٢‬بافظ ابن حجر ُب كتابو فتح البارم‪،‬‬
‫كقاؿ مثلو ابن عابدين ُب رد احملتار على الدر ا‪٤‬بختار‪.‬‬
‫كمن البدع ا‪٢‬بسنة كتابة (‪ )‬عند كتابة اسم النيب‪،‬أما كتابة (ص) فهو قبيح ككتابة‬
‫(صلعم) فهو أقبح‪.‬‬

‫أما بدعة الض لة فهي كما بينها العز بن عبد السبلـ ُب تتمة لكبلمو على الذم مر‬
‫معنا قاؿ‪( :‬كللبدع احملرمة أمثلة منها مذاىب القدرية كا‪١‬بربية كا‪٤‬برجئة كاجملسمة)‪ ،‬يعُب ما‬
‫أحدثتو ىذه الفرؽ من ضبلالت كثّبة كغّبىم من الباطنية كا‪٢‬بلولية كالقاديانية‪.‬‬

‫ومن البدع الم رمة لفظ اسم ا‪١‬ببللة اهلل مع حذؼ ا‪٤‬بدة الٍب على البلـ أك حذؼ‬
‫ا‪٥‬باء ك‪٩‬بن ذكر عدـ جوازه ا‪٣‬بليل بن أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كعبد الوىاب الشعرا٘ب ٍب بْب أف الذاكر إذا غلب‬
‫فهو معذكر قالو ُب األنوار القدسية‪.‬‬
‫كأعظم من ذلك قوؿ بعض ا‪٤‬بتصوفة أف (آه) من أ‪٠‬باء اهلل مستندين إٔب حديث‬
‫موضوع ركم ُب تاريخ قزكين‪ ،‬كرد ُب ىذا ا‪٢‬بديث ا‪٤‬بكذكب‪" :‬أف النيب دخل على مريض كىو‬
‫سكت أٓب تعلم أف األنْب من أ‪٠‬باء اهلل"‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫يئن فلما رآه ا‪٤‬بريض سكت‪ ،‬فقاؿ لو الرسوؿ ٓب‬
‫فهذا ا‪٢‬بديث ال أصل لو ألنو ال يتوافق مع قوؿ اهلل تعأب‪ :‬و األسماء ال سنى فادعوه‬
‫بها‪ ‬سورة األعراؼ‪ .‬فقوؿ (آه) لفظ شكاية كتوجع‪ ،‬كىي باتفاؽ ا‪٤‬بذاىب األربعة مبطلة‬
‫للصبلة إف ظهرت من ا‪٤‬بصلي عمدان‪ ،‬كلو كانت من أ‪٠‬باء اهلل ‪٤‬با أبطلت الصبلة ‪.‬‬
‫أما اجتماع الناس على الذكر كاإلنشاد فليس ببدعة أصبلن فقد ركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد كالبزار‬
‫كالطربا٘ب كغّبىم بإسناد حسن‪" :‬أف رسوؿ ا ‪ ‬كاف يوماً م تمعاً م أص ابو فقاؿ‪ :‬ىل‬
‫فيكم غريب؟ يعني أىل الكتاب‪ ،‬قالوا‪ :‬ال يا رسوؿ ا ‪ ،‬ف مر بإغ ؽ الباب‪ ،‬وقاؿ‪:‬‬
‫ارفعوا أيديكم وقولوا ال إلو إال ا ‪ ،‬قاؿ داد بن أوس‪ :‬فرفعنا أيدينا ساعة وقلنا‪ :‬ال إلو‬
‫إال ا ‪ ،‬ثم قاؿ رسوؿ ا ‪ :‬اللهم إ ح بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها‪ ،‬ووعدتني‬
‫عليها ال نة‪ ،‬وإ ح ال تخلف الميعاد‪ .‬ثم قاؿ رسوؿ ا ‪ :‬أال أبشروا فإف ا تعالى قد‬
‫غفر لكم"‪،‬فهذا ا‪٢‬بديث دليل على صحة ما يفعلو الصوفية لكن بشرط اللفظ الصحيح‪،‬‬
‫كأئمة التصوؼ شرطوا اللفظ الصحيح‪ ،‬كُب ا‪٢‬بديث دليل على صحة تلقْب الذكر الذم يقوؿ‬
‫بو أىل التصوؼ كأف بو أسراران عظيمة حيث النيب لقنهم كلمة الذكر‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫كدليلهم على تلقْب الذكر للفرد مع تغميض العينْب ما يرًكم من أف النيب ‪ ‬قاؿ‬
‫لعلي‪" :‬أغمض عينيح واسم منى كلمة التوحيد ال إلو إال ا ث ثاً ثم أ ت تقولها بعدي‬
‫ث ثاً وأ ت مغمض عينيح" أك كما كرد‪.‬‬
‫كىكذا لقن علي ‪ ‬اإلماـ ا‪٢‬بسن البصرم كىكذا إٔب يومنا‪.‬‬
‫كقد صحح ا‪٢‬بافظ ابن حجر كالسيوطي كغّبٮبا ‪٠‬باع ا‪٢‬بسن البصرم لعلي بن أيب‬
‫طالب ‪.‬‬

‫كأما ا‪٢‬بديث الذم كرد فيو أف النيب ‪" :‬دبل المس د فوجد حلقتين حلقة يُذكر‬
‫فيها ا وحلقة علم‪ ،‬ف لل في ال لقة التي يتدارسوف فيها العلم"‪ .‬فهذا ال يناُب ما بيناه‬
‫ألنو ٓب يعَبض على حلقة الذكر كفعلو فيو إشارة أف العلم كالفقو أفضل ككبلٮبا خّب‪.‬‬
‫كأما ما ىو مشهور عند الصوفية من زياراهتم لقبور األكلياء كالدعاء عندىا كالتربؾ بآثار‬
‫األنبياء كاألكلياء فليس ببدعة فإف النيب شرع زيارة القبور كالتربؾ بآثاره ‪ ‬كعلى ىذا كاف‬
‫السلف الصاّب من الصحابة كالتابعْب كغّبىم ٍب ا‪٣‬بلف إٔب يومنا ىذا‪ ،‬كليس ىذا من عمل‬
‫الصوفية فحسب بل من عمل أغلب ا‪٤‬بسلمْب كا‪٢‬بقيقة أف البدعة ارتكبها من حرـ ىذه األمور‬
‫كخصوصان ‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب زيارة قرب النيب ‪ ،‬كقد احتجوا ٕبديث‪ " :‬ال تشد الرحاؿ إال إلى ث ثة‬
‫مساجد" إْب‪ ...‬فإنو ٓب يفهم أحد من قبلهم من ا‪٢‬بديث ‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب السفر للتجارة أك لزيارة صديق‬
‫بعيد أك عآب أك مسجد آخر أك غّب ذلك ‪٩‬با ىو جائز ُب شرع اهلل فكيف استدلوا بو على‬
‫‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب زيارة قرب النيب ‪ ‬كىذا معُب ا‪٢‬بديث كما شرحو العلماء أنو إف كاف شد الرحاؿ ألجل‬
‫مزية ُب ‪ٙ‬بصيل الثواب العظيم ُب مسجد من ا‪٤‬بساجد فإف ىذا ال يكوف إال ُب ىذه ا‪٤‬بساجد‬
‫الثبلثة يعِب ا‪٤‬بسجد األقصى كا‪٤‬بسجد ا‪٢‬براـ كمسجد النيب ‪ ،‬كليس ُب ا‪٢‬بديث ‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب السفر‬
‫إٔب غّبىا من ا‪٤‬بساجد فهذا يشبو حديث النيب ‪" :‬ال تخالل إال مؤمناً وال ي كل عامح‬
‫إال تقي" [ركاه ابن حباف]‪.‬‬
‫فهل يعُب أنو ٰبرـ إطعاـ غّب التقي‪ ،‬إ٭با ُب ا‪٢‬بديث بياف مزية ُب إطعاـ التقي‪ ،‬كإال‬
‫فقد مدح اهلل ُب القرآف إطعاـ الكفار ُب بعض األحياف ُب قولو تعأب‪ :‬ويطعموف الطعاـ‬
‫على حبو مسكينا ويتيما وأسيراً‪[ ‬سورة اإلنساف]‪ ،‬كاألسّب عند ا‪٤‬بسلم غالبان ما يكوف من‬
‫الكفار‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫كيكفي ُب فضيلة زيارة قرب النيب ‪ ‬ما بينو لنا ُب حديثو‪:‬ليهبطَن عيسى ابن مريم‬
‫ب ِِ ِِ ِيت ِه َما‪ ،‬ولي تين قبري‬
‫حكماً عدالً وإماماً مقسطاً وليسلكن ف اً حاجاً أو معتمراً أو ِ‬
‫حتى يسلم علي وألردف عليو‪[ ‬ركاه ا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ كصححو ككافقو الذىيب]‪.‬‬

‫كركل البيهقي كالدارقطِب كابن عدم كا‪٢‬بكيم الَبمذم كابن خزٲبة كغّبىم حديث‪:‬‬
‫"من زار قبري وجبت لو فاعتي" كقاؿ الذىيب عن أحاديث الزيارة كردت من طرؽ يقوم‬
‫بعضها بعضا‪.‬‬
‫كأحاديث الزيارة ‪٫‬بو األربعْب‪ ،‬كعلماء الفقو يذكركف ُب كتبهم ػ باب أك فصل ػ ُب‬
‫زيارة قرب النيب ‪ ‬كيقولوف إهنا من أعظم القرب إٔب اهلل‪.‬‬
‫كقد نقل اإلماـ علي بن عبد اهلل السبكي ُب كتابو شفاء السقاـ اإل‪ٝ‬باع على مشركعية‬
‫الزيارة كاف ذلك أمرمعلوـ من الدين بالضركرة‪ ،‬ذكر ذلك ُب عدة مواضع من الكتاب منها‬
‫صفحة (ّٔ) من الباب الرابع كصفحة (َٖ ك ٖٔ ) من الباب ا‪٣‬بامس‪.‬‬
‫كأما زيارة قرب غّبه من األنبياء صلوات اهلل عليهم كسبلمو كزيارة قبور األكلياء فذلك‬
‫سنة فإف النيب شرع لنا زيارة القبور كقاؿ‪" :‬إ ها تذكركم اآلبرة" فمن باب أكٔب زيارة قبور‬
‫أحبابو‪.‬‬
‫كأما الدعاء عند قبورىم فىلًظى ِّن الداعي أنو ييستجاب لو إذ أ ٌف ىذه األماكن تٍنزؿ عليها‬
‫آثار ر‪ٞ‬بة اهلل عز كجل‪ ،‬كال شك أف اهلل جعل بعض األماكن كاألزماف أشرؼ من غّبىا فمن‬
‫األماكن الشريفة الكعبة كا‪٤‬بقاـ كعرفات‪ ،‬كمن األزماف التاسع من ذم ا‪٢‬بجة كليلة القدر كيوـ‬
‫ا‪١‬بمعة ك شهر رمضاف كغّبىا‪.‬‬
‫فهذه ال تتغّب ٗبشيئة اهلل‪،‬فكما أف اهلل شرؼ قرب النيب ‪ ‬ألف أحب ا‪٣‬بلق إليو دفن‬
‫فيو ككذلك قبور أحبابو‪.‬‬
‫كأحيانان يصفو الوقت بسبب حضور رجل من أحبابو فهذه األماكن كالساعات كإف ٓب‬
‫مشرفة قبل ذلك فقد حصل فيها الشرؼ كالربكة فّبجو الداعي أف يستجاب لو فيها‪.‬‬
‫تكن َّ‬
‫أما النذر بنية التقرب إٔب النيب أك الوٕب كغّبه فهذا منهي عنو كىو كفر‪ ،‬أما إف كاف‬
‫النذر عن ركح النيب أك الوٕب‪ ،‬أم ليصل ثواب النذر إليو بنية التقرب إٔب اهلل ففيو ثواب‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫كما أكثر ما نقل ا‪٤‬بؤلفوف عبارة‪" :‬فبلف قربه معركؼ يزار"‪ .‬كقد أكرد ا‪٣‬بطيب‬
‫البغدادم ُب تاريخ بغداد بأسانيده إٔب إبراىيم ا‪٢‬بريب أنو قاؿ ‪(:‬قرب معركؼ الكرخي الَبياؽ‬
‫اجملرب)‪.‬‬
‫كبإسناده إٔب عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد الزىدم قاؿ‪٠ :‬بعت أيب يقوؿ‪" :‬قرب معركؼ ‪٦‬برب‬
‫لقضاء ا‪٢‬بوائج"‪.‬‬
‫كبإسناده إٔب علي بن ميموف قاؿ‪٠ :‬بعت الشافعي يقوؿ‪" :‬إ٘ب ألتربؾ بأيب حنيفة‬
‫كأجيء إٔب قربه ُب كل يوـ‪ ،‬فإذا عرضت ٕب حاجة صليت ركعتْب كجئت إٔب قربه كسألت اهلل‬
‫تعأب ا‪٢‬باجة عنده‪ ،‬فما تبعد عِب حٌب تقضى"‪.‬‬
‫ككما بينت فإف ىذا األمر مشهور ًذكره ُب كثّب من مؤلفات علمائنا‪.‬‬

‫وأما التبرؾ بآثار األ بياء والصال ين فإنو أشهر‪ .‬فقد ذكر اهلل ُب سورة البقرة قصة‬
‫طالوت كجيشو كأف اهلل رد عليهم التابوت الذم فيو بقية من آؿ موسى‪( ،‬أم اآلثار الٍب تركها‬
‫موسى كآلو عليهم السبلـ) كما كاف دعاؤىم بأف يأتيهم التابوت إال ليستأنسوا بو كيتربكوا كقد‬
‫نصرىم اهلل‪.‬‬
‫كركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪" :‬أف أبا أيوب االنصارل زار قرب النيب ‪ ‬فوضع جبهتو على قرب‬
‫النيب‪ ،‬تربكان كشوقان كأف مركاف بن ا‪٢‬بكم رآه كاضعان جبهتو على القرب من غّب أف يعرفو‪ ،‬فقاؿ‬
‫مركاف أتدرم ما تصنع فأقبل عليو فإذا أبو أيوب فقاؿ‪ :‬نعم جئت رسوؿ اهلل ‪ ‬كٓب ً‬
‫آت‬
‫ا‪٢‬بجر‪٠ ،‬بعت رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ‪ " :‬ال تبكوا على اإلس ـ إذا وليو أىلو ولكن ابكوا عليو‬
‫إذا وليو غير أىلو"‪.‬‬
‫فهذا سيدنا أبو أيوب األنصارم من الصحابة ‪ ‬قد زار قرب النيب ‪ ‬كتربؾ بو فلو‬
‫كاف حرامان أك شركان ‪٤‬با فعل ذلك‪.‬‬

‫كقد ركل البخارم كمسلم كأبو داكد‪" :‬أف النبي ‪ ‬قسم عره بين الص ابة في‬
‫عمرة ال ِ ْعرا ة في ح ة الوداع فكا وا يتبركوف بو في حياتو وبعد مماتو ‪." ‬‬
‫كركل الطربا٘ب كأبو يعلى بسند صحيح كا‪٥‬بيثمي ُب ‪٦‬بمع الزكائد‪" :‬أف خالد بن الوليد‬
‫‪ ‬كانت لو قلنسوة ُب طيها شعر من ناصية النيب ‪ ،‬فضاعت منو ُب بعض الغزكات ٍب‬

‫‪28‬‬
‫كجدىا‪ ،‬فقيل لو ‪٤‬باذا أنت تعتِب هبذه القلنسوة كل ىذا? فقاؿ‪ :‬إ٘ب كضعت فيها من شعر‬
‫ناصية رسوؿ اهلل كما حضرت كقعة إال رزقت النصر‪( ،‬أم بربكتها)"‪.‬‬
‫ك‪٩‬با كرد أف الصحايب مالك بن سناف يوـ أحد‪ ،‬كما ركاه الطربا٘ب كالبيهقي‪ ،‬مج دـ‬
‫النيب ‪ " :‬فقاؿ النبي ‪ ‬لو ال يدبل النار من بالط دمو دمي"‪.‬‬
‫ككذلك شرب سيدنا عبد اهلل بن الزبّب رضي اهلل عنهما دـ حجامتو‪ ،‬فلم ينكر عليو‬
‫كغّب ذلك كثّب منها أف ابن عمر رضي اهلل عنهما كاف يتحرل األماكن الٍب رأل النيب يصلي‬
‫فيها فيصلي فيها‪[ .‬ركاه البخارم]‪.‬‬
‫كعائشة رضي اهلل عنها أكصت بأف يضعوا على صدرىا ُب الكفن خرقة من قميص‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ‬كقالت‪" :‬ادفنوىا معي لعلي أ و بها من عذاب القبر"‪[ .‬ركاه مرتضى‬
‫الزبيدم ُب شرح اإلحياء]‪.‬‬
‫كركل السيوطي كغّبه أف معاكية بن أيب سفياف أكصى بأف يكفن ٔببة النيب الٍب اشَباىا‬
‫من كعب بن زىّب بعشرين ألف درىم ككاف عنده من أظافر النيب كشعره فأكصى بأف توضع‬
‫على عينيو كفمو ُب القرب‪.‬‬
‫ك‪٩‬بن قاؿ باستحساف التربؾ بآثار النيب ‪ ‬كبآثار الصا‪٢‬بْب اإلماـ أ‪ٞ‬بد فقد ركل عنو‬
‫ذلك ابن حجر كالعيِب ُب شرح صحيح البخارم كغّبٮبا كٓب ىنر أحدان حرـ ذلك إال أتباع ابن‬
‫تيمية كمع ذلك فإف أتباعو يوـ مات أخذكا ا‪٤‬باء الذم غسل بو ليتربكوا بو فما ىذا التناقض؟‬
‫كقد يرًكم عن اإلماـ أ‪ٞ‬بد أنو كاف عنده قميص للشافعي فكاف يغسلو كيشرب ا‪٤‬باء الذم‬
‫غسلو بو كأنو كاف يضع شعرة من شعر النيب ‪ ‬على فيو كيقبلها كعلى عينو كيغمسها با‪٤‬باء‬
‫كيشربو كيستشفي بو‪ ،‬ككاف ال يرل بأسان ُب مس رمانة منرب النيب ‪ ‬كمس ا‪٢‬بجرة النبوية‪،‬‬
‫كىذه األخبار منها ما ركاىا العيِب كمنها الذىيب كمنها ابن كثّب كمنها ابن حجر كغّبىم‪.‬‬
‫كركل ابن عساكر ُب ‪ٙ‬بفتو أف فاطمة رضي اهلل عنها كقفت على قرب النيب ‪ ‬كأخذت‬
‫قبضة من تراب القرب ككضعتها على عينها كبكت كأنشدت تقوؿ‪ :‬البحرالكامل‬
‫أال يش ػ ػ ػػم م ػ ػ ػػدب ال م ػ ػ ػػاف غوالي ػ ػ ػػا‬ ‫مػ ػ ػػاذا علػ ػ ػػى مػ ػ ػػن ػ ػ ػػم ترب ػ ػ ػةَ أحمػ ػ ػػد‬
‫ص ػ ػػبت علػ ػ ػ ّي األي ػ ػػاـ ع ػ ػػدف ليالي ػ ػػا‬ ‫ػائب لػ ػ ػ ػػو أ هػ ػ ػ ػػا‬
‫ت علػ ػ ػ ػػى مصػ ػ ػ ػ ُ‬
‫صػ ػ ػ ػػب ْ‬
‫ُ‬

‫‪29‬‬
‫وكتابة ال روز ليست من البدع السيئة إذا كتب فيها شئ من كبلـ اهلل أك من أ‪٠‬بائو‪.‬‬
‫كليست ىذه ىي التمائم الٍب ‪٠‬باىا النيب شركان‪ .‬ككذلك الرقي بكبلـ اهلل أك بدعاء ليس شركان‬
‫أك حرامان‪.‬‬
‫إ٭با الشرؾ أف تعلق شيئان مع اعتقاد أف ىذا الشيء يدفع عنك الضر بنفسو‪ ،‬أك أف‬
‫تكوف الرقية ٗبا فيو استعانة بالشياطْب أك ٕبمل ماكتب فيو شعوذة تؤدم إٔب الكفر أك ا‪٢‬براـ‪،‬‬
‫ىذا الذم نص عليو العلماء‪ ،‬كىذا تفسّب حديث رسوؿ اهلل ‪" :‬إف الرقي والتمائم والتولة‬
‫رؾ" ركاه أبو داكد‪.‬‬
‫الرقٍ ىي ُب أكثر من حديث ٗبا فيو استعانو باهلل تعأب‬
‫فقد ثبت أف النيب ىرقىى كعلم َّ‬
‫بالدعاء أك بآيات اهلل عزكجل‪.‬‬
‫ب‬ ‫ً‬
‫كأما كتابة ا‪٢‬بركز فقد فعلها بعض الصحابة كاألئمة كذكر العلماء بياف جوازىا إ ٍف يكت ى‬
‫فيها كبلـ مفهوـ من دعاء أك آية أك أ‪٠‬باء هلل تبارؾ كتعأب‪.‬‬
‫كقد ركل ابن أيب شيبة أف ابن عباس علم ما يكتب ‪٤‬بن تعسرت كالدهتا ركاه ُب‬
‫مصنفو‪.‬‬
‫كركل جواز ذلك ابن ا‪٤‬بنذر ُب األكسط‪.‬‬
‫كركل مشس الدين بن مفلح ا‪٢‬بنبلي ُب كتاب اآلداب الشرعية أف اإلماـ أ‪ٞ‬بد كتب‬
‫ا‪٢‬بركز‪.‬‬
‫كركل ذلك أيضان عبد اهلل بن اإلماـ أ‪ٞ‬بد ُب كتاب مسائل اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪ ،‬أليب داكد‬
‫كرًك ى‬
‫م ُب كتاب معرفة العلل كأحكاـ الرجاؿ أف األماـ أ‪ٞ‬بد أجازه‪.‬‬ ‫السجستا٘ب‪ .‬ي‬
‫كركل جوازه اإلماـ البيهقي ُب السنن الكربل كبْب الفرؽ ما بْب التمائم الٍب كانت ُب‬
‫ا‪١‬باىليو كبْب ما يكتب فيها من آيات اهلل كأ‪٠‬بائو سبحانو كتعأب كجواز ىذا األمر ذكره كثّب‬
‫غّب من ذكرنا كىو مشهور كال ٰبرمو إال معاند‪.‬‬

‫وأما ما ينكره البعض على الصوفية من أمر سياحاتهم وأ هم مخالفوف للشرع في‬
‫بعض ما يقوموف بو أثناء سياحاتهم من التشديد على أ فسهم‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فقد ذكر اإلماـ السهركردم ُب كتاب (عوارؼ ا‪٤‬بعارؼ) كغّبه‪ :‬أنو من شركط‬
‫السياحة أال يكونوا أقل من ثبلثة كأف ٰبملوا معهم ما ٰبتاجوف إليو من زاد كماء كشيء يقيهم‬
‫ا‪٢‬بر كالربد كا‪٤‬بشط كا‪٤‬برآة كغّب ذلك ‪٩‬با كاف ٰبملو النيب معو أثناء غزكاتو‪.‬‬
‫فإف قيل كمع ذلك فإف ىذا ٓب يرد‪ ،‬أقوؿ ٓب ينوى عنو كقد كرد ما يشبهو فقد مدح النيب‬
‫‪ ‬الذم يتخذ شعبا من الشعاب كيعبد اهلل فيو إذا كاف ٓب يستطع الصرب على ‪٨‬بالطة الناس‬
‫كالصرب على أذاىم‪.‬‬
‫كُب السياحة يتعلم اإلنساف الصرب كالتوكل كالزىد كأكثر الصوفية عادكا إٔب ‪٨‬بالطة‬
‫الناس بعد سياحاهتم هبمة عظيمة إلرشاد الناس‪.‬‬
‫كبعضهم تأىل لذلك من غّب سياحة بصحبتهم ألىل الصبلح فتعلموا منهم ما تعلمو‬
‫غّبىم بالسياحة‪.‬‬
‫كأما ما حصل من بعضهم من أنو كاف ٱبرج ُب السياحة كحده من غّب زاد كما ٰبتاج‬
‫إليو اإلنساف عادة ‪٩‬با ظاىره كرد فيو النهي‪ ،‬فذلك بسبب حاؿ عظيم قد يغيبو عن ىذه األمور‬
‫كقد ٱبرؽ اهلل العادة لو فسيدنا خالد بن الوليد شرب السم فلم يضره بسبب حاؿ عظيم من‬
‫التوكل على اهلل حل ُب قلبو‪ ،‬كأراد مرة أف يتصدل كحده ‪١‬بيش قدر ٖبمسْب ألف رجل‪ ،‬فهذا‬
‫ُب األصل ال ٯبوز ألنو يؤدم إٔب ا‪٥‬ببلؾ‪ ،‬كلكن حْب ٱبرؽ اهلل العادة لوليو ٓب يعد حرامان ألنو‬
‫على يقْب من ربو أنو ال ٱبذلو‪.‬‬
‫كقد ربط أحد الصحابة نفسو ‪ٙ‬بت الشمس بسب معصية ارتكبها‪ ،‬فعل ذلك ألنو‬
‫حصل لو خوؼ عظيم من اهلل غلبو على فعل ذلك حٌب أمر الرسوؿ ‪ ‬بفكو‪ ،‬فاإلنساف‬
‫يعذر أحيانا بسبب غلبة ا‪٢‬باؿ عليو‪ .‬أما ا‪٢‬بكم بوجو عاـ فهو ا‪٤‬بتابعة لسنة النيب ‪ .‬فليس‬
‫لئلنساف العادم الذم ليس لو مثل ىذه ا‪٤‬بقامات أف يفعل ذلك‪ ،‬فإذا شرب السم مثبلن رجل‬
‫ليس على ا‪٢‬باؿ الذم كاف عليو سيدنا خالد فإف ذلك منو انتحار كمعصيتو من أكرب الكبائر‬
‫بعد الكفر باهلل‪.‬‬
‫كذلك يػينىهى ا‪٤‬برء عن السياحة كحده إف ٓب يتمكن فإنو قد يعرض نفسو للسباع‬
‫كقطاع الطريق‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫كال بد للذم أراد السياحة أك العزلة من الفقو كإال كيف يعرؼ دخوؿ كقت الصبلة‬
‫أك القبلة أك أحكاـ التيمم‪ ،‬ككيف يأمر با‪٤‬بعركؼ كينهى عن ا‪٤‬بنكر ككيف ينجو من كساكس‬
‫الشيطاف إف ٓب يكن تفقو بالدين‪.‬‬

‫وأما "النوبة" كىي الضرب على الطبوؿ أك الدفوؼ فاألصل فيها ا‪١‬بواز ألف الصوفية‬
‫ُب األصل ال يستعملوهنا للهو كإ٭با ُب مناسبات كأحواؿ معينة‪ ،‬منها‪ :‬إظهار البهجة ُب األعياد‬
‫أك الفتوحات‪ ،‬كاألصل ُب جواز ذلك حديث أيب داكد كىو‪" :‬أف امرأة أتت النبي ‪،‬‬
‫فقالت يا رسوؿ ا إ ي ذرت أف أضرب على رأسح بالدؼ‪ ،‬قاؿ‪ :‬أوفي بنذرؾ‪"...‬‬
‫كذلك بعد عودتو ‪ ‬سا‪٤‬بان من بعض ا‪٤‬بعارؾ‪ ،‬فلو كاف حرامان لنهاىا النيب عن ذلك ألنو ال‬
‫يصح النذر ُب ا‪٤‬بعصية‪.‬‬
‫كقد قاؿ النوكم ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بنهاج‪" :‬كٯبوز دؼ لعرس كختاف ككذا غّبٮبا ُب االصح"‬
‫كأحاديث جواز الدؼ كثّبة منها ما ركاىا البخارم كالَبمذم كابن ماجو كغّبىم‪ ،‬كأما الطبل‬
‫فمنها طبل ا‪٢‬برب فجائز باإل‪ٝ‬باع كما ذكره ا‪٥‬بيتمي ُب كف الرعاع‪ ،‬كنقل جواز استعمالو‬
‫للحج كاألعياد‪ ،‬يعُب أف الطبل ىو كسيلة إعبلف للحج أك ا‪٢‬برب ٍب استعمل لئلعبلف عن‬
‫رمضاف كإليقاظ الناس على السحور‪ ،‬كُب الزكايا لئلعبلف عن بدء حلقة الذكر أك العلم‪،‬‬
‫كاستعمل أياـ العباسيْب لئلعبلف عن الوفاة ككانت النوبة تسّب أماـ ا‪١‬بنازة ال كراءىا ألف من‬
‫السنة ُب تشييع ا‪١‬بنازة الذكر كاالعتبار‪ ،‬كهبذا ال ٰبصل ‪٨‬بالفة‪ ،‬بل تبقى كسيلة إعبلف يسمعها‬
‫الناس‪ ،‬فيتبادركف لتشييع ا‪١‬بنازة‪،‬كأما ا‪٢‬بديث الذم ركاه البهيقي (إف اهلل ٰبب الصمت عند‬
‫ثبلث كذكر منها عند تشييع ا‪١‬بنازة‪ )...‬فقد قاؿ عنو العلماء إنو ضعيف فبل ٰبتج بو ُب‬
‫األحكاـ‪ ،‬كمع كونو ضعيفا ال يفهم منو ‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب الكبلـ ألف ُب ىذا ا‪٢‬بديث أيضا ذكر النهي عن‬
‫الكبلـ أثناء القتاؿ‪ ،‬فهل يفهم من ىذا ‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب الكبلـ أثناء القتاؿ‪ ،‬أليس القائد يكلم جنوده‬
‫كيوجههم ُب ا‪٤‬بعركة‪ ،‬فيكوف النهي عندئذ عن الكبلـ الذم ال خّب فيو‪ ،‬أما ما يفعلو البعض‬
‫من استعماؿ النوبة لئلعبلف عن كفاة األغنياء أك الوجهاء دكف الفقراء من باب الفخر فهو‬
‫حراـ‪.‬‬
‫كليس شرطان أف تستعمل النوبة لئلعبلف عن الوفاة أك ُب ا‪٤‬بناسبات‪ ،‬كإ٭با فقط أردت‬
‫أف أبْب ا‪٢‬بكم‪ ،‬كالنوبة تستعمل بالطبوؿ الٍب كطبل ا‪٢‬برب‪،‬كأما الكوبة فإهنا ‪٧‬برمة‪ ،‬كتستعمل‬
‫بالدفوؼ أيضان‪ ،‬كأما استعماؿ الصفاقتْب يعُب الصنج كٮبا دائرتاف من ‪٫‬باس أك حديد‪ ،‬فقد‬
‫نقل ابن حجر ا‪٥‬بيتمي ُب كف الرعاع أنو ‪٨‬بتلف فيها أم ُب الضرب عليها‪ ،‬فالذين قالوا‬

‫‪32‬‬
‫ٔبوازىا دليلهم أهنا ليست آلة مطربة ٗبفردىا كأف استعما‪٥‬با ُب النوبة أم مع الطبوؿ أك‬
‫الدفوؼ ال يدؿ على فعل ا‪٤‬بخنثْب‪ ،‬كىذا قوؿ أكثر ا‪٤‬بتأخرين كبعض ا‪٤‬بتقدمْب‪ ،‬كالقوؿ اآلخر‬
‫ىو قوؿ البعض بأهنا حراـ ألهنا من عادة ا‪٤‬بخنثْب كإف كانت ال تطرب‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كٗبا أهنا من األمور ا‪٤‬بختلف فيها فبل داعي إٔب التشدد‪ ،‬فبل يعَبض على من‬
‫أخذ ٔبواز الضرب عليها مآب تستعمل ألمر ‪٧‬برـ‪ ،‬أم لشاريب ا‪٣‬بمور‪ ،‬أك للرقص احملرـ كما‬
‫شابو ذلك ‪ :‬فإف العنب مثبلن مع جواز أكلو فإنو ٰبرـ بيعو ‪٤‬بن يريد أف يتخذ منو ‪ٟ‬بران مع العلم‬
‫بذلك اْب‪...‬‬
‫كأما ما ينسب إليهم من أهنم حلوليوف‪ ،‬أقوؿ إف بعض الذين انتسبوا للتصوؼ حرفوا‬
‫أصل التصوؼ ا‪٤‬ببِب على توحيد اهلل كتعظيمو كتعظيم شعائره‪.‬‬
‫فمن ىؤالء أناس حلوليوف‪ ،‬كمنهم من يقوؿ عن ا‪١‬بنة خشخاشة الصبياف كىذا‬
‫استهزاء با‪١‬بنة‪ ،‬كمنهم من ‪٠‬بى جهنم (مستشفى) كىذا استهزاء بوعيد اهلل للكافرين كبعض‬
‫العصاة‪ ،‬كمنهم من ‪٠‬بى القرآف (رغيفان) كقاؿ أنا أستغِب عن قراءتو بصبلة الفاتح (أم صيغة‬
‫من الصبلة على النيب ‪ )‬كمنهم من يدعي أنو يأكل من ‪ٜ‬بر ا‪١‬بنة كأنو يضاجع ا‪٢‬بور العْب‪،‬‬
‫كمنهم من قاؿ من أخذ الورد عنا يصل إٔب درجة أعلى من األنبياء‪ ،‬كمنهم من أحل ا‪٢‬براـ‬
‫كحرـ ا‪٢‬ببلؿ بدعول أنو كصل إٔب مرحلة اليقْب‪ ،‬كمنهم من نسب إٔب أئمة التصوؼ أفعاالن‬
‫كأقواالن ٓب تثبت عنهم ‪٩‬با ‪ٚ‬برج اإلنساف عن دينو‪ ،‬قصدىم تعظيم مشايخ طرقهم كقد نقصوا‬
‫قدرىم كىم ال يعلموف‪ ،‬كمنهم من قاؿ إف (آه) من أ‪٠‬باء اهلل‪ ،‬كمنهم من ادعى أف مشاٱبهم‬
‫يعلموف الغيب‪ ،‬كمنهم من ٱبتلي بالنساء ٕبجة أنو شيخهن ككأنو مثل كالدىن على زعمو‪،‬‬
‫كمنهم من يعتقد عقيدة اال‪ٙ‬باد‪ ،‬يقولوف إف ىذا الكوف ىو اهلل كاهلل ىو الكوف‪ ،‬كبً ىدعي بعض‬
‫ا‪٤‬بتصوفة ا‪٤‬بخالفة لؤلصوؿ كثّبة ال أستطيع حصرىا‪.‬‬
‫كإف الذم بيناه من بدعهم يؤدم إٔب ا‪٣‬بركج من دين اهلل‪ ،‬كإف التصوؼ كأىلو‬
‫ا‪٢‬بقيقيْب ال يعتربكف ىؤالء كأمثا‪٥‬بم من ا‪٤‬بسلمْب‪.‬‬
‫كخصوصان عقيدة ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد كما فيو من تشبيو هلل ٖبلقو كاعتقاد أف اهلل نور ٗبعُب‬
‫الضوء أك أنو ركح أك أنو ُب جهة من ا‪١‬بهات أك أف لو حدان أك مكانان‪ .‬فإهنم ال يعتربكف‬
‫أصحاب ىذه العقائد من ا‪٤‬بسلمْب‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فإف ما كجدناه ُب أقواؿ األئمة الصوفية ا‪٤‬بشهود ‪٥‬بم بالعلم كالصبلح أهنم أشد حربان‬
‫على مثل ىؤالء الناس الدجالْب الذين شوىوا ‪٠‬بعة الدين كمن أسباب حدكث ىذه البدع‬
‫ا‪١‬بهل بعقيدة أىل السنة عند ىؤالء الناس‪ ،‬حيث استطاع الكفار كأىل األىواء من الباطنية‬
‫كا‪٤‬بشبهة إدخاؿ ىذه العقائد إٔب أذىاهنم‪.‬‬
‫كسأبْب عقيدة أىل السنة مع ذكر أقواؿ بعض األئمة من ا‪٤‬بعركفْب بالتصوؼ كغّبىم‪،‬‬
‫ُب التوحيد كالتٍنزيو‪ ،‬كأذكر عقيدة الشيخ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب‪ ،‬الٍب ىي عقيدة أىل‬
‫السنة كالٍب تيظ ًه ير براءتو ‪٩‬با نسب إليو من أقواؿ كاعتقادات فاسدة ُب بعض كتبو ا‪٤‬بدسوس‬
‫فيها‪ ،‬كما ذكر ُب و‬
‫كتب غّبىا ‪٩‬با فيو غلو كشطح ال يليق بشيخ أ‪ٝ‬بع ا‪٤‬بشايخ من فقهاء كأكلياء‬
‫على جبللة قدره كشدة حرصو على متابعة جده رسوؿ اهلل ‪.‬‬
‫كٓب ينقل عن العلماء الذين عاصركه كأخذكا عنو ك‪٠‬بعوا منو ما ينسب إليو ‪٩‬با ىو‬
‫‪٨‬بالف لؤلصوؿ‪ ،‬ككذلك العلماء من ذريتو كأتباعو ‪٩‬بن ينتسبوف إليو ما نقلوا عنو ىذه العقائد‬
‫الزائغة‪.‬‬
‫إال نسبة قليلة ‪٩‬بن ينتسبوف إٔب طريقتو غالوا ُب تعظيمو فنسبوا إليو بعض الشطح الذم‬
‫منو ما ٱبرج من اإلسبلـ‪ ،‬كالشيخ برمء من ذلك‪ ،‬فإف الشيخ عبد القادر قاؿ عن نفسو أنو‬
‫كاف متابعان لطريق جده ا‪٤‬بصطفى ‪ ‬قدمان بقدـ إال ما كاف خاصان بالنيب ‪ ،‬كىذا ما شهد لو‬
‫بو ‪ٝ‬بهور ا‪٤‬بشايخ من فقهاء كأكلياء‪.‬‬
‫س على الشيخ عبد القادر ُب كتاب الغنية القوؿ‪" :‬با‪١‬بهة هلل كالقعود على‬ ‫فمما يد َّ‬
‫العرش كأف ‪٧‬بمدان يقعد معو على العرش يوـ القيامة ‪٧‬بتجان ٕبديث موضوع كأنو يقوؿ إف كبلـ‬
‫اهلل الذاٌب األزٕب ٕبركؼ كأصوات كأف ا‪٢‬بركؼ غّب ‪٨‬بلوقة"‪ ،‬كدست عليو أشياء أخرل‪ ،‬كعبلمة‬
‫الدس ُب الكتاب ا‪٤‬بذكور أف ىذه العبارات الشاذة ‪٧‬بشوة بْب عبارات صحيحة‪ ،‬مثل القوؿ‪:‬‬
‫(بالقعود كا‪١‬بهة) مذكور بعد ذكر القوؿ إف االستواء ببل كيف‪.‬‬
‫كمثل القوؿ‪( :‬إف ا‪٢‬بركؼ غّب ‪٨‬بلوقة) ذكر بعد ذكر القوؿ إف اهلل متكلم ببل كيف كال‬
‫تشبيو‪.‬‬
‫س ُب ىذا الكتاب الطعن باألشاعرة على طريقة ا‪٤‬بشبهة‪ ،‬كأنو دعا عليهم مع‬
‫ككذلك يد َّ‬
‫أف ُب الكتاب بياف بعض ضبلالت الفرؽ الشاذة مع ذكر أ‪٠‬بائهم مع تعليق ٱبتلف عن‬
‫التعليق ا‪٤‬بذكور عند ذكر األشاعرة ‪٩‬با يدؿ على أف كل ما ُب ىذا الكتاب من عقائد ‪ٚ‬بالف‬

‫‪34‬‬
‫عقائد إمامي أىل السنة األشعرم كا‪٤‬باتريدل ىو من دس ا‪٤‬بشبهة اجملسمة ك‪٩‬با يدؿ على ذلك‬
‫غّب الذم بيناه أف عقيدة الشيخ ا‪٤‬بنقولة عنو كالٍب سنذكرىا موافقة لعقيدة أىل السنة من‬
‫االشاعرة كا‪٤‬باتريدية‪.‬‬
‫ك‪٩‬با افَبم بو على الشيخ عبد القادر ‪ ‬من الذين غالوا بو كظنوا أهنم يعظمونو بذلك‬
‫كقد ذموه كىم ال يعلموف‪ ،‬أهنم قالوا‪" :‬إف الشيخ عبد القادر كلٌم اهلل كسألو ىل لك مكاف‬
‫كأنو سألو ىل تأكل أك تشرب إْب‪٩ "...‬با فيو نسبة ا‪٢‬بلوؿ هلل كاال‪ٙ‬باد كغّب ذلك من‬
‫الضبلالت‪ ،‬رأيت ذلك ُب كتاب الفيوضات الربانية كذكر كبلـ طويل‪ .‬فهذا فيو نسبة ا‪١‬بهل‬
‫للشيخ عبد القادر حيث إف الطفل ا‪٤‬بسلم يػينىزه اهلل عن مثل ما نسب للشيخ‪ ،‬كفيو أيضان أهنم‬
‫ليم اهلل حيث يذكركف ُب أكؿ القصة‪" :‬أف اهلل ناداه‪ :‬ياغوث األعظم "‪.‬‬
‫جعلوه ىك ى‬
‫كرت لو بعض األ‪٠‬باء الٍب ال يسمى هبا أحد غّب اهلل تعأب‪ ،‬كفيو‬
‫كُب نفس الكتاب ذي ٍ‬
‫أيضان بعض الشطح ا‪٤‬بنسوب إليو كالقوؿ‪" :‬إف الكعبة تطوؼ حولو‪ ،‬كأنو لو ألقى سره على‬
‫لظى أم جهنم النطفأت بسر برىانو‪ ،‬مع أف الشيخ ذكر ُب عقيدتو أف ا‪١‬بنة كالنار خالدتاف‪،‬‬
‫ك‪٩‬با يركيو البعض عنو أنو كصل إٔب مرحلة صار يقوؿ للشيء كن فيكوف"‪ ،‬نعوذ باهلل من ذلك‪،‬‬
‫أعطي التصرؼ بالكرامات لكاف خّبان ‪٥‬بم‪.‬‬
‫كلو قالوا‪ :‬ى‬
‫ك‪٩‬با افَبم بو عليو قو‪٥‬بم‪" :‬إف ملك ا‪٤‬بوت قبض أركاح بعض تبلميذه فطار كراءه كأخذ‬
‫منو أركاحهم كردىا كقاؿ لو كيف تقبض أركاحهم من غّب أف تستأذف مُب"‪ ،‬فهذا افَباء عظيم‬
‫عليو‪.‬‬
‫كأما ما كرد من أف اهلل أحيا بعض األموات على يديو فهذا صحيح كىذه كرامات‪.‬‬
‫لكن على غّب الوجو الذم نسب إليو فإف ذلك قلة أدب كاعَباض ألف سيدنا عزرائيل ينفذ أمر‬
‫اهلل كليس ٕباجة الستشارة أحد‪.‬‬
‫ك‪٩‬با افَبم عليو أيضان قوؿ بعضهم‪" :‬إف الشيخ كاف يرقص ُب حلقة الذكر كيغيب عن‬
‫كعيو كأنو حْب يغيب يقوؿ (أنا اهلل) فقاؿ لو أحد مريديو لقد قلت أنا اهلل فقاؿ لو إف ‪٠‬بعتِب‬
‫قلت ىذا مرة ثانية فاضرب عنقي بالسيف‪ ،‬فلما كانت ا‪٢‬بضرة الثانية كقاؿ ذلك ضربو مريده‬
‫بالسيف فلم يعمل بو"‪.‬‬
‫أقوؿ إف ىذه االفَباءات كأمثا‪٥‬با ٓب تثبت عن سيدنا الشيخ عبد القادر قدس سره ألنو‬
‫‪ ‬قد كصل إٔب مقاـ عاؿ فهو أحد الصديقْب ا‪٤‬بتمكنْب ُب علم الشريعة كا‪٢‬بقيقة الذين‬

‫‪35‬‬
‫قهركا أحوا‪٥‬بم كقد كاف ٰب ٌذر من الشطح ا‪٤‬بخالف للشرع كقد شهد لو بذلك مشايخ عصره‬
‫كٓب ينقل أحد منهم عنو مثل ىذه السخافات‪.‬‬
‫كأما ما ينسب إليو من القوؿ أنا كذا ككذا ‪٩‬با سيأٌب ذكر بعضو عند ذكر مناقبو فهذا‬
‫ليس من الشطح ا‪٤‬بخالف للشرع إ٭با ىو من باب التحدث بنعمة اهلل عليو ‪٩‬با أذف لو الكبلـ‬
‫فيو ليزيد ا‪٤‬بريدين ٮبة كيقينا كتوكبل على اهلل سبحانو كتعأب‪.‬‬
‫أما ما يركم من أنو قاؿ‪" :‬قدمي ىذه على رقبة كل كٕب هلل"‪ .‬فهذه الكلمة َّأكى‪٥‬بىا من‬
‫أثبتها لو على ا‪٤‬بعُب اجملازم أم أف ا‪٤‬براد ىنا بالقدـ الطريق‪ ،‬كىذه الكلمة اشتهرت عنو اشتهاران‬
‫كاسعا نقلها العديد من ا‪٤‬بؤلفْب‪.‬‬
‫أما الذم قالو الشيخ ‪٧‬بمد أبو ا‪٥‬بدل الصيادم الرفاعي ٍب القادرم ُب كتابو قبلدة‬
‫ا‪١‬بواىر‪:‬إف ىذه الكلمة ٓب تعرؼ عن الشيخ كٓب تنشر عنو إال بعد ‪٫‬بو مائة سنة تقريبان‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫إف الذم ركل ىذه القصة ىو صاحب كتاب هبجة األسرار (الشيخ علي الشطنوُب) كأنو ٓب‬
‫يذكرىا أحد قبلو‪ ،‬كأف أسانيد ىذه القصة ٓب تثبت‪ ،‬كقاؿ‪ :‬إف كاف قصد صاحب ىذا الكتاب‬
‫تعظيم الشيخ عبد القادر‪ ،‬فهو أجل من أف يذكر مثل ىذه الكلمة عنو‪ ،‬كقاؿ إف الشيخ عبد‬
‫القادر كاف بعيدان عن مثل ىذا الشطح‪ ،‬كأنو كاف ٰبذر من مثلو‪ ،‬كقد نقلت كبلـ الشيخ أيب‬
‫ا‪٥‬بدل با‪٤‬بعُب‪ ،‬ألنو ذكر كبلمان طويبلن‪.‬‬
‫إعلم أيها القارئ بأف أكلياء اهلل أشد أدبان مع اهلل من غّبىم فبل يتجرؤكف على مثل ما‬
‫م بو على الشيخ عبد القادر‪ ،‬فإف قاؿ قائل لعلو قاؿ مثل ىذه الكلمات ُب حاؿ الغيبة‪،‬‬ ‫ً‬
‫افٍػ يَب ى‬
‫أقوؿ إف الشيخ عبد القادر ٓب ينقل عنو أحد من معاصريو أنو كاف ٰبصل لو غلبة إٔب حد‬
‫الغيبة‪ ،‬حٌب ُب ابتداء أمره ما ثبت عنو أنو كاف يتكلم ٗبثل ىذه الكلمات مع قوة األحواؿ الٍب‬
‫كانت تأتيو فكيف بعد ‪ٛ‬بكنو كبركزه إلرشاد ا‪٣‬بلق‪ ،‬تأدبوا مع أكلياء اهلل كأحبائو‪.‬‬
‫كىناؾ كلمات كثّبة ‪٨‬بالفة للشرع ‪٪‬بدىا ُب كثّب من كتب الصوفية كغّبىم أيضان‪.‬‬
‫أقوؿ إف كل شيخ من علماء ىذه األمة ا‪٤‬بشهود لو بالتقول كالورع كا‪٤‬بوافقة لكتاب اهلل‬
‫كسنة نبيو كإ‪ٝ‬باع األمة‪ ،‬علينا أف ‪٫‬بسن الظن بو إف كجدنا ُب كتابو ما ٱبالف أصوؿ الدين‪،‬‬
‫على أنو مدسوس عليو أك كتب با‪٣‬بطأ‪ ،‬ألف أعداء الدين ٰباكلوف على مدل العصور تشويو‬
‫ؼ قوـ بعض كتب اهلل‪ ،‬ككضعت أحاديث كثّبة بعضها يضرب‬ ‫ديننا العظيم‪ ،‬فكما تعلموف ىحَّر ى‬
‫أصوؿ العقيدة اإلسبلمية‪ ،‬كأهلفت كتب فيها من الطامات ككتاب اإلسراء كا‪٤‬بعراج ا‪٤‬بنسوب‬

‫‪36‬‬
‫البن عباس ‪ ‬كىو ٓب يؤلف ىذا الكتاب‪ ،‬ككتاب مولد العركس كنسب البن ا‪١‬بوزم كىو ٓب‬
‫يؤلفو بل إف كثّبان ‪٩‬با ُب ىذا الكتاب ٱبالف ما كاف عليو ابن ا‪١‬بوزم ر‪ٞ‬بو اهلل‪ ،‬كدس على‬
‫اإلماـ أ‪ٞ‬بد كادعت ا‪٤‬بعتزلة أف أبا حنيفة ‪ ‬منهم كىو من أشد احملاربْب ‪٥‬بم كدس على اإلماـ‬
‫أيب ا‪٢‬بسن األشعرم كاهتمتو اجملسمة بأنو معطل‪ ،‬كدس على اإلماـ الغزإب ك‪٧‬بيي الدين بن‬
‫العريب‪ ،‬كنسبت بعض البدع للشيخ أ‪ٞ‬بد الرفاعي ُب عدة كتب‪ ،‬كما نسب إليو كتاب الفتح‬
‫ا‪٤‬ببْب بأكملو الذم ٰبتوم على كثّب من التحريف كىو ليس من تأليفو‪ ،‬كاهتم الشاذٕب بالزندقة‬
‫كغّبىم كثّب‪ ،‬ككل ىؤالء مشهود ‪٥‬بم بعلو القدر من ا‪٣‬باصة كالعامة‪ ،‬فليتنبو لذلك‪.‬‬
‫كُب كل األحواؿ على ا‪٤‬بسلم أف يتعلم عقيدتو كأف يتعلم ما ٰبتاج إليو من أمور الفقو‪،‬‬
‫كاآلداب اإلسبلمية ليضع األمور ُب ميزاف الشرع ليسلم من دعاة على أبواب جهنم‪ ،‬كينقذ‬
‫غّبه ما استطاع‪ ،‬ككل ‪٧‬باسب يوـ القيامة‪ ،‬فاىتم بإصبلح نفسك ك يأم ٍر با‪٤‬بعركؼ كانوى عن‬
‫ا‪٤‬بنكر كالعاقبة للمتقْب‪.‬‬
‫كأما ما كرد ُب كتب الصوفية ‪٩‬با ال ٱبالف الشرع من الدقائق ‪٩‬با ٰبتاج إٔب شرحها‪،‬‬
‫فليس ألحد أف يعَبض عليها‪ ،‬كىي ٓب تؤلف لكل إنساف‪ ،‬فإف ا‪٤‬ببتدئ ال يفهم الكثّب من‬
‫العلوـ كالنحو كمصطلح ا‪٢‬بديث كبعض أمور الفقو كالتفسّب كغّب ذلك‪ ،‬فهل ينكرىا أك‬
‫يعَبض عليها‪ ،‬أـ يتهم نفسو بالتقصّب كعدـ فهمها‪ٍ ،‬ب يسعى ُب ‪ٙ‬بصيلها‪ ،‬كذلك كبلـ‬
‫الصوفية ُب احملبة كالعشق كاألحواؿ كاألذكاؽ كا‪٤‬بقامات كغّب ذلك‪ٰ ،‬بتاج طالب العلم السالك‬
‫إٔب كقت حٌب يفهم دقائقها كمعانيها‪ ،‬فإذا فهم معانيها مع الذكؽ ىاج قلبو كاضطربت‬
‫أعضاؤه كصفا من الكدر‪ ،‬اْب‪.‬‬
‫كمع كل الذم بينتو فقد نسب إٔب التصوؼ كخصوصان ُب العصور األخّبة كثّب من‬
‫كبعض ٓب يصلوا إٔب ىذا ا‪٢‬بد‪ ،‬شوىوا حقيقة التصوؼ‬ ‫ه‬ ‫أىل الزندقة كا‪٢‬بلوؿ كالوحدة ا‪٤‬بطلقة‪،‬‬
‫كالطريقة‪ ،‬من الذين تزيوا بزم الصوفية كٓب يتفقهوا‪ ،‬فَبل أحدىم يرقص من غّب غلبة‪ ،‬كٰبرفوف‬
‫اسم اهلل أثناء ا‪٢‬بضرة‪ ،‬كبعضهم يأكل أمواؿ الناس بالباطل ظاىره زاىد كباطنو كذاب متعلق‬
‫أكثر من غّبه بالدنيا‪ ،‬يَبكوف العمل تكاسبل بادعاء الزىد‪ ،‬كيَبكوف النفقة الواجبة عليهم ٕبجة‬
‫صحبة بعض ا‪٤‬بشايخ‪ ،‬كالشيخ الكامل ال يأمر بعقوؽ الوالدين كقطع الرحم كترؾ النفقة الواجبة‬
‫من أجل صحبتو‪ ،‬كاكتفى بعضهم بذكر حكايات الصا‪٢‬بْب‪ ،‬كإف كثّبان ‪٩‬با يرككنو غّب صحيح‪،‬‬
‫ككاف األكٔب هبم أف يسعوا ُب ‪ٙ‬بصيل العلوـ الشرعية كالقياـ هبا حٌب يصبحوا من أىل ا‪٢‬بقيقة‪،‬‬
‫فإف ا‪٢‬بقيقة ُب تطبيق الشريعة ػ كما منعهم من ذلك إال اتباع ا‪٥‬بول الذم هنينا عنو‪ ،‬مع العلم‬
‫بأف أكثر ما قيل ُب التصوؼ ىو عدـ إتباع ا‪٥‬بول‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أقوؿ بأف مثل ىؤالء ال ٰبكم من خبل‪٥‬بم على أف ُب التصوؼ ما يى ًشْب كٓب يضركا إال‬
‫أنفسهم ٗبخالفتهم‪ ،‬كال يضر انتساهبم إٔب التصوؼ أىل التصوؼ ا‪٢‬بقيقيْب كما ال يضر‬
‫سيدنا عيسى ‪ ‬انتساب من خالفو إليو ‪٩‬بن عبدكه من دكف اهلل كال يضر سيدنا ‪٧‬بمدان ‪‬‬
‫افَباءات ا‪٤‬بلحدين عليو كمن كضعوا األحاديث الكاذبة لتحريف ما جاء بو‪.‬‬
‫ككما انتسب إٔب طرؽ أىل اهلل بعض أىل ا‪٢‬بلوؿ كالزندقة‪ ،‬انتسب إٔب أىل ا‪٤‬بذاىب‬
‫الفقهية بعض اجملسمة كا‪٤‬بعطلة كا‪٤‬بعتزلة كغّبىم‪ ،‬فكما ال يعاب على اإلماـ أ‪ٞ‬بد انتساب‬
‫بعض اجملسمة إليو مثبلن فبل يعاب على مشايخ الطريق انتساب بعض الدجالْب إليهم‪،‬‬
‫ككما ال ييعاب على ا‪٤‬بذاىب الفقهية الٍب فيها خبلؼ با‪٤‬بسائل الفرعية ا‪٤‬بتوافقة ُب‬
‫األصوؿ‪ ،‬كذلك ال ييعاب كال ينكر على تعدد الطرؽ الٍب اختلفت ُب أسلوب الَببية كتزكية‬
‫النفس مع اتفاقها ك‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بسلمْب ُب أصوؿ العقيدة‪.‬‬

‫بياف فضل علم التوحيد وأىميتو‬


‫إعلم أف علم التوحيد ىو أشرؼ العلوـ على اإلطبلؽ‪ ،‬ألنو يتعلق ٗبعرفة اهلل عز كجل‪،‬‬
‫كما ٯبب لو من الصفات كما يستحيل عليو كما ٯبوز ُب حقو سبحانو كتعأب‪ ،‬كما يتبع ذلك‬
‫من أمور النبوة كاآلخرة كاألصوؿ‪ ،‬فإف شرؼ العلم بشرؼ ا‪٤‬بعلوـ‪ ،‬لذلك ىو أشرؼ العلوـ‬
‫كأفضلها‬

‫فالتوحيد ىو أصل الدين قاؿ اهلل تعأب‪ :‬فاعلم أ و ال الو إال ا واستغفر لذ بح‬
‫وللمؤمنين‪[ ‬سورة ‪٧‬بمد ‪.]‬‬
‫ُب اآلية تقد‪ٙ‬ب التوحيد على االستغفار ألف التوحيد ىو األصل‪ ،‬كاالستغفار عمل صاّب‬
‫فبل يقبل من غّب توحيد كما ال يكوف فرع من غّب أصل‪.‬‬

‫كقاؿ تعأب‪ :‬ومن يعمل من الصال ات من ذكر أو أ ثى وىو مؤمن ف ولئح‬


‫يدبلوف ال نة وال يظلموف قيرا‪[ ‬سورة النساء]‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫كقاؿ تعأب‪ :‬ومن لم يؤمن با ورسولو فإ ا أعتد ا للكافرين سعيراً‪[ ‬سورة‬
‫الفتح]‪ .‬فبل يصح اإلٲباف باهلل إف ٓب يقَبف بو اإلٲباف برسولو ‪٧‬بمد ‪ ‬مع التصديق بكل ما‬
‫جاء بو كأخرب بو‪.‬‬

‫كقاؿ ‪" :‬أفضل األعماؿ إيماف با ورسولو"[ركاه البخارم]‪ .‬أم أف اإلٲباف ىو‬
‫أفضل األعماؿ الصا‪٢‬بة من صبلة كصياـ كزكاة كغّب ذلك‪.‬‬
‫كمن أٮبية التوحيد أف من مات عليو ال بد أف يدخل ا‪١‬بنة‪ ،‬فإف كاف مؤمنان طائعان هلل‬
‫أدخلو اهلل ا‪١‬بنة بفضلو من غّب سابق عذاب‪ ،‬كإف كاف مؤمنان فاسقان إف شاء اهلل أدخلو ا‪١‬بنة‬
‫كإف شاء عذبو‪ٍ ،‬ب يدخل ا‪١‬بنة بعد مدة عقابو ُب النار‪ ،‬قاؿ ‪" :‬يخرج من النار من قاؿ‬
‫ال إلو إال ا وفي قلبو وزف ذرة من إيماف" [ركاه البخارم]‪ ،‬أما من مات على الكفر فهو‬
‫خال هد ُب نار جهنم ليس لو شفيع كال نصّب‪ .‬كاآليات كاألحاديث الٍب تدؿ على فضل التوحيد‬
‫كثّبة‪.‬‬
‫كقد اىتم أئمتنا من أىل السلف كا‪٣‬بلف بعلم التوحيد ىكيكفًقوا الستنباط األدلة العقلية‬
‫ا‪٤‬بوافقة لؤلدلة النقلية للرد على بدع أىل األىواء من الفرؽ الٍب ظهرت‪ ،‬ك‪٢‬بفظ عقائد ا‪٤‬بسلمْب‬
‫من الزلل ا‪٤‬بخالف ألصوؿ الدين اجملمع عليو‪.‬‬

‫كيسمى علم الكبلـ كىو فرض كفاية‪ ،‬كدليلو من القرآف ق ػاؿ تعأب‪:‬‬
‫‪‬وجادلهم بالتي ىي أحسن‪[ ‬سورة النحل]‪.‬‬
‫كأيضان ما كرد ُب سورة البقرة إخباران عن سيدنا إبراىيم ‪ُ ،‬ب جدالو للنمركد كإقامة‬
‫ا‪٢‬بجة عليو كغّب ذلك من اآليات‪ ،‬فهذا ‪٩‬بدكح شرعان ٓب يذمو إال جاىل‪ ،‬كقد جادؿ‬
‫الصحايب عبد اهلل بن عباس ا‪٣‬بوارج بأمر سيدنا علي رضي اهلل عنهما ككذلك اإلماـ األعظم‬
‫أبو حنيفة جادؿ ا‪٤‬بعتزلة كثّبان كأقاـ ا‪٢‬بجة عليهم ككذلك ا‪٢‬بسن البصرم كاإلماـ أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كقد‬
‫‪ٟ‬بس رسائل كذلك جادؿ الشافعي حفصان الفرد ا‪٤‬بعتزٕب ككفره ُب‬ ‫ألف أبو حنيفة ُب ىذا العلم ى‬
‫كرد على الرباٮبة كألف كتاب الرسالة كالقياس‪ ،‬ككذلك أبو ا‪٢‬بسن‬ ‫مسألة خلق القرآف َّ‬
‫كرد على ا‪٤‬بعتزلة كغّبىم باألدلة العقلية كغّبه من السابقْب ككذلك‬
‫األشعرم ألف ُب ىذا العلم َّ‬
‫أبو منصور ا‪٤‬باتردم ككل ىؤالء من السلف‪ ،‬كقد اقتدل هبم أكثر علماء ا‪٣‬بلف كأيب سليماف‬
‫ا‪٣‬بطايب كأيب منصور البغدادم كا‪١‬بويِب كالبيهقي كغّبىم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫كأما ما كرد من ذـ ا‪١‬بدؿ ُب القرآف أك السنة كعند أىل السلف (أم علم الكبلـ‬
‫ا‪٤‬بذموـ) فهو ما كاف إلحقاؽ الباطل كإبطاؿ ا‪٢‬بق‪ ،‬كىذا مذموـ‪ ،‬كىذا ما ذمو الشافعي كغّبه‬
‫من األئمة كالدليل ما بيناه من أهنم اشتغلوا بعلم الكبلـ ا‪٤‬بؤيد بالدالئل الشرعية فا‪٢‬بذر من‬
‫خلط األمور‪.‬‬

‫ن لنا الذكر وإ ا لو‬ ‫كقد تكفل اهلل ٕبفظ دينو حيث قاؿ سبحانو كتعأب‪ :‬إ ا‬
‫ل افظوف‪[ ‬سورة ا‪٢‬بجر]‪.‬‬
‫كمنِّو من ينصره كيدافع عنو ُب كل زماف رغم الفًب الٍب تظهر‪،‬‬ ‫فيسر لو بفضلو ى‬
‫‪٦‬باىدين من العلماء كالقادة حاملْب لواء ا‪٢‬بق ينتصركف لدين اهلل كيدافعوف عنو تارة بالبياف‬
‫كتارة بالسناف‪.‬‬

‫كقد قاؿ ‪" :‬إف ا يبعث لهذه األمة على رأس كل مئة سنة من ي دد لها دينها"‬
‫[ركاه أبو داكد كا‪٢‬باكم]‪.‬‬
‫كقد يكوف ُب القرف الواحد أكثر من ‪٦‬بدد فمن اجملددين عمر بن عبد العزيز ‪‬‬
‫كصبلح الدين األيويب ك‪٧‬بمد الفاتح‪.‬‬
‫كمن اجملددين الذين اشتهركا بنشر العلم أصولو كفركعو أم علوـ الدين‪ ،‬اإلماـ الشافعي‬
‫كأبو منصور ا‪٤‬باتردم كأبو ا‪٢‬بسن األشعرم كغّبىم كثّب‪.‬‬
‫كمن اجملددين الذين اشتهركا بالتصوؼ كاإلرشاد اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب كالرفاعي كغّبٮبا‪.‬‬
‫كقد أطلقت األمة على أيب ا‪٢‬بسن األشعرم كأيب منصور ا‪٤‬باتريدم اسم إمامي أىل‬
‫السنة كا‪١‬بماعة حيث قاما بعمل ىو من أعظم األعماؿ كىو ‪ٝ‬بع مسائل التوحيد كالعقيدة الٍب‬
‫أ‪ٝ‬بع عليها أىل السلف الصاّب من الصحابة كالتابعْب كأتباعهم ا‪٤‬بؤيدة بالكتاب كالسنة‪ ،‬كأىل‬
‫السنة حٌب زماننا ىذا على ىذه األصوؿ الٍب قاما ٔبمعها‪ ،‬كىم ا‪١‬بماعة كالسواد األعظم‪،‬كال‬
‫عربة ٗبن خالفهم من الفرؽ الشاذة مع ادعائهم أهنم من ا‪١‬بماعة‪.‬‬

‫كبْب لنا حبيب اهلل سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬صحة ما بيناه بقولو‪" :‬وإف ىذه الملة ستفترؽ‬
‫على ث ث وسبعين‪ ،‬ثنتاف وسبعوف في النار وواحدة في ال نة وىي ال ماعة" [ركاه أبو‬
‫داكد] ككرد بركايات أخرل‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫كقاؿ أيضان‪" :‬إف أمتي ال ت تم على ض لة فإذا رأيتم االبت ؼ فعليكم بالسواد‬
‫األعظم" [ركاه ابن ماجو]‪.‬‬
‫فالسواد األعظم ىم األشاعرة كا‪٤‬باتريدية كخصوصان األشاعرة فأغلب أىل السنة منهم‬
‫من علماء ك‪٧‬بدثْب كفقهاء كفا‪ٙ‬بْب ك‪٦‬باىدين كمنهم أغلب أئمة التصوؼ فإذا كاف ىذا األمر‬
‫فهل يلتفت إٔب من خالفهم أك ‪ٞ‬بل عليهم من أىل الفرؽ الشاذة الذين ال حجة ‪٥‬بم‪ ،‬كىؤالء‬
‫ىم الذم اشتغلوا بعلم الكبلـ ا‪٤‬بذموـ الذم حذر منو أئمتنا‪ ،‬فمنهم من شبو اهلل ٖبلقو ٕبجج‬
‫كاىية كمنهم من كذب بالقدر كمنهم من كصف اهلل با‪١‬برب كالظلم كمنهم من قاؿ با‪٢‬بلوؿ‬
‫كاال‪ٙ‬باد كمنهم من أحل احملرمات كمنهم من اعتقد قدـ العآب كأزليتو كغّب ذلك‪.‬‬
‫كسبب ذلك كلو اتباعهم ا‪٥‬بول كتكربىم على ا‪٢‬بق كعنادىم فحل هبم ما حل باليهود‬
‫كغّبىم من الكفار كا‪٤‬بشركْب الذين آثركا اتباع ا‪٥‬بول على اتباع ما جاء بو األنبياء كا‪٤‬برسلوف‬
‫من ا‪٢‬بق من رهبم‪.‬‬
‫كأما ما يشيعو أىل التشبيو كالتجسيم من أف األشاعرة يعطلوف بعض صفات اهلل كأهنم‬
‫‪٨‬بالفوف لعقيدة اإلماـ أ‪ٞ‬بد فهو افَباء‪ ،‬كىل نقل ما تكلم بو اإلماـ أ‪ٞ‬بد من مسائل األصوؿ‬
‫غّب األشاعرة أك ا‪٤‬باتريدية‪ ،‬كىو من ‪ٝ‬بلة ما ٰبتجوف بو‪ :‬كذلك لعدـ فىػ ٍه ًم اجملسمة لكبلـ‬
‫اإلماـ‪ٍ ،‬ب تعصبهم لعقيدهتم الزائغة جعلهم يدسوف عليو ما ٓب يثبت عنو بإسناد‪ ،‬كقو‪٥‬بم إف‬
‫ا‪٢‬بركؼ غّب ‪٨‬بلوقة كأف كبلـ اهلل الذاٌب حرؼ كصوت‪ ،‬كينسبوف ذلك لغّبه أيضان كاإلماـ‬
‫الشافعي كغّبه‪ ،‬كما دسوا ذلك على الشيخ عبد القادر ُب كتاب الغنية كجعلوا الشيخ منهم‬
‫كما جعلوا أ‪ٞ‬بد بن حنبل منهم‪ ،‬كٓب ينتبهوا إٔب أف اهلل جعل ُب ىذه األمة من يغربل الفاسد‬
‫من الصحيح‪.‬‬
‫كمن أراد أف يعرؼ أف عقيدة اإلماـ أ‪ٞ‬بد ٓب تتعارض مع عقيده األشاعرة فليطلع على‬
‫كتاب االعتقاد ككتاب األ‪٠‬باء كالصفات لئلماـ البيهقي الشافعي األشعرم ككتب اإلماـ عبد‬
‫القاىر البغدادم الشافعي ككتاب أصوؿ الدين‪ ،‬كعلى كتاب الباز األشهب ُب الرد على من‬
‫خالف ا‪٤‬بذىب ككتاب دفع شبو التشبيو لئلماـ ابن ا‪١‬بوزم ا‪٢‬بنبلي األشعرم كغّبىم‪.‬‬
‫كمن أراد أف يعرؼ براءة اإلماـ األشعرم ‪٩‬با نسب إليو من تعطيل كتشبيو فليطلع على‬
‫كتاب تبيْب كذب ا‪٤‬بفَبم لئلماـ ابن عساكر كعلى ما نقلو األشاعرة ُب كتبهم من العقائد‬
‫عنو‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫كمن أراد أف يعرؼ براءة الشيخ عبد القادر ‪٩‬با نسب إليو فليطلع على عقيدتو الٍب‬
‫كردت ُب بعض الكتب الٍب ألفت ُب مناقبو‪ ،‬كما عليو العلماء الذين انتسبوا إٔب طريقتو حيث‬
‫ٓب يرككا عنو مثل ىذه العقائد ا‪٤‬بدسوسة عليو ُب بعض الكتب ا‪٤‬بنسوبة إليو‪.‬‬
‫كاعلم أف أئمة التصوؼ اىتموا بعلم العقيدة كنشرىا كغّبىم من علماء األصوؿ من‬
‫السلف كا‪٣‬بلف مع أف كثّبان من الفقهاء كأيب حنيفة كغّبه ىم صوفية من حيث ا‪٤‬بعُب كإف ٓب‬
‫يطلق عليهم ىذا االسم فحياهتم كلها ‪٦‬باىدة‪ ،‬كزىدىم مشهور ك‪٥‬بم كرامات‪.‬‬
‫فسيدنا اإلماـ ا‪١‬بنيد البغدادم قدس سره الذم ‪ٝ‬بع أصناؼ العلوـ كا‪٤‬بلقب بإماـ‬
‫الفريقْب كإماـ الصوفية كاف يتكلم بعلم التوحيد على رؤكس األشهاد كىو أكؿ من تكلم هبذه‬
‫الطريقة أماـ ا‪١‬بموع بأسلوب يبهر العلماء كا‪٢‬بكماء كما ذلك منو إال انتصارلعقيدة أىل السنة‬
‫كا‪١‬بماعة‪.‬‬
‫ككذلك اإلماـ القشّبم صاحب الرسالة‪ ،‬ككذلك اإلماـ أ‪ٞ‬بد الرفاعي الكبّب كاف‬
‫يتكلم هبذا العلم ُب ‪٦‬بالس كعظو الٍب كصل عدد حضورىا أحيانان إٔب ا‪٤‬بئة ألف ككذلك‬
‫أتباعو‪ ،‬فقد قرأت ُب عدة كتب للرفاعية فرأيت اىتمامهم بعلم التوحيد كنبذىم للعقائد‬
‫الفاسدة الٍب منها عقيدة ا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬باد‪.‬‬
‫كقرأت ُب بعض كتب النقشبندية كغّبىم فوجدت اىتمامهم بعلم التوحيد‪.‬‬
‫ككذلك إمامنا الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب فقد كاف اىتمامو عظيمان بالعقائد اإلسبلمية‬
‫فقد كاف ال ٱبلو ‪٦‬بلس من ‪٦‬بالس كعظو إال كيتكلم ُب توحيد اهلل كتٍنزيهو عن مشاهبة خلقو‪،‬‬
‫ككذلك أتباعو قاموا بنشر العقيدة شرقان كغربان كدخل ألوؼ الناس على أيديهم ُب اإلسبلـ‪.‬‬
‫فبعد الذم بيناه فبل يلتفت إٔب ما أحدثو بعض أدعياء التصوؼ كالذم ا‪ٚ‬بذه البعض‬
‫حجة إٔب ‪٧‬باربة التصوؼ‪ ،‬كال يلتفت إٔب ما يػي ٌعلَّم ُب بعض ا‪١‬بامعات كا‪٤‬بدارس من أف‬
‫التصوؼ فلسفة كعقيدة حلولية كأنو مأخوذ من بعض الديانات األخرل‪ ،‬كأكثر ما يبنوف عليو‬
‫كبلمهم ػ ا‪٢‬ببلج ػ كا‪٢‬ببلج أكثر صوفية عصره تربؤا منو كفركه لقولو‪" :‬أنا ا‪٢‬بق" كقولو‪" :‬ما ُب‬
‫ا‪١‬ببة غّب اهلل" كغّب ذلك‪ ،‬كعلى رأسهم اإلماـ ا‪١‬بنيد الذم كاف ا‪٢‬ببلج ٰبضر ‪٦‬بلسو أحيانا‪.‬‬
‫كقد قاؿ ا‪١‬بنيد للحبلج‪" :‬لقد فتحت ُب اإلسبلـ ثغرة ال يسدىا إال قطع رأسك"‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫كقد أصدر فيو القاضي أبو عمر ا‪٤‬بالكي ُب بغداد أياـ ا‪٣‬بليفة ا‪٤‬بقتدر باهلل حكم‬
‫التنكيل فيو كالقتل لّبتدع غّبه عن مثل ذلك‪ ،‬فقطعت يداه كرجبله ٍب رقبتو ٍب أحرؽ كذر‬
‫رماده ُب دجلة‪ ،‬كقد افتًب بو بعض ا‪٤‬بنتسبْب إٔب التصوؼ من أىل ا‪١‬بهل فضلوا بذلك ألهنم‬
‫حاؿ ُب العآب أك ُب بعضو أك بعض الناس‪.‬‬
‫اعتقدكا أف اهلل ه‬
‫كأما الذين ٓب يتربؤا منو ُب عصره من الصوفية فهم أربعة ذكر الشيخ عبد القاىر‬
‫البغدادم منهم ثبلثة ُب كتابو أصوؿ الدين كىم ابن عطاء كابن خفيف كابن القاسم النصر‬
‫ابادم‪ ،‬فإهنم يعتربكنو قاؿ ما قاؿ ُب حالة سكر أم كاف غائبان عن كعيو بسبب غلبة ا‪٢‬بب‬
‫عليو‪ ،‬مع اعتقادىم بأف ما صدر منو كفر إال أنو ٓب يكن مكلفا حْب نطق هبذه الكلمات‪،‬‬
‫ككذلك من جاء من بعدىم على قسمْب منهم من كفره كاإلماـ أ‪ٞ‬بد الرفاعي حيث قاؿ فيو‪:‬‬
‫"لو كاف على ا‪٢‬بق ما قاؿ أنا ا‪٢‬بق"‪.‬‬
‫كمػنهم مػن ٓب يكفػره ظنػان مػنهم أنػو كػاف غائبػان عػن كعيػو‪ ،‬كاإلمػاـ عبػد القػادر ا‪١‬بػيبل٘ب‬
‫فإنػػو قػػاؿ‪ " :‬عثػػر ا‪٢‬بػػبلج كٓب يكػػن ُب زمنػػو مػػن يأخػػذ بيػػده كلػػو كنػػت ُب زمنػػو ألخػػذت بيػػده "‬
‫يعُب أليقظتو من استغراقو إٔب حالة الصحو بعوف اهلل "‪.‬‬
‫يفهم من ىذا ُب كبل األمرين أف أئمة التصوؼ بريؤف من عقيدة ا‪٢‬بلوؿ‪.‬‬
‫أما سيدنا أبو يزيد البسطامي فإنو مفَبل عليو ما ينسب إليو من قوؿ‪" :‬أنا اهلل" كقػوؿ‪:‬‬
‫"سبحا٘ب أك سبحانك سبحا٘ب"‪.‬‬
‫كاف ػػَبم عل ػػى الش ػػيخ األك ػػرب ‪٧‬بي ػي ال ػػدين ب ػػن الع ػػريب كحش ػػيت بع ػػض كتب ػو بالدس ػػائس‬
‫الكثػػّبة ككتػػاب الفتوحػػات ا‪٤‬بكيػػة‪ ،‬فمػػن بعػػض مػػا نسػػب إليػػو قػػوؿ‪ " :‬إف ديػػنكم دنػػانّبكم كمػػا‬
‫تعبدكف ‪ٙ‬بت قدمي ىػذه "‪ .‬كأنػو قيتًػل بػأمر ا‪٢‬بػاكم ‪٥‬بػذه ا‪٤‬بقولػة فػإف ذلػك افػَباء ككػذب كالشػيخ‬
‫‪٧‬بي ػي الػػدين مػػات علػػى فراشػػو ٓب ٲبػػت قػػتبل كمػػا يزعمػػوف‪ ،‬ككػػذلك نسػػب إليػػو عقيػػدة ا‪٢‬بلػػوؿ‬
‫كاال‪ٙ‬بػػاد‪ ،‬كعػػدـ تكفػػّبه لفرعػػوف لعنػػو اهلل كغػػّب ذلػػك مػػن االف ػَباءات كالدسػػائس الػػٍب ذى ىكػ ىػر بيػػاف‬
‫براءتػػو منهػػا كثػػّب مػػن العلمػػاء مػػنهم الشػػيخ عبػػد الوىػػاب الشػػعرا٘ب‪ ،‬فقػػد ذكػػر ُب كتابػػو اليواقيػػت‬
‫كا‪١‬بواىر أنو اطلع على نسخة الفتوحات ا‪٤‬بكية الٍب كانت ٕبػوزة الشػيخ أيب الطػاىر ا‪٤‬بغػريب نزيػل‬
‫مكة فلم ٯبد فيها شيئان ‪٩‬با دس ُب بعض النسخ األخرل‪ ،‬كذكر شيئان من عقيدتو الٍب فيها تٍنزيػو‬
‫اهلل عن ا‪٤‬بكاف كا‪٢‬بلوؿ كاال‪ٙ‬بػاد‪ ،‬كتكفػّبه لفرعػوف كأف إٲبانػو ال ينفعػو ألنػو كػاف ُب حػاؿ اليػأس‪،‬‬
‫كبْب الشعرا٘ب أف الشيخ ‪٧‬بيي الدين ابتلي ٗبا ابتلي بو عدد من أئمتنػا كاإلمػاـ أ‪ٞ‬بػد حيػث دس‬ ‫َّ‬

‫‪43‬‬
‫الزنادقة ‪ٙ‬بت كسادتو ُب مرض كفاتو عقائد زائغة كلوال أف أصحابو يعلموف منو صحة االعتقاد‬
‫الفتتنوا ٗبا كجدكه ‪ٙ‬بت كسادتو‪.‬‬
‫كذكر الشعرا٘ب أنو دس على الفّبكز ابادم صاحب القػاموس كتػاب يكفػر بػو اإلمػاـ أبػا‬
‫حنيفة‪ ،‬كذلك ُب حاؿ حياتو ٍب انكشف األمر‪ ،‬كبْب أنو مفَبل عليو‪ ،‬قػاؿ الشػعرا٘ب كمػا دسػوا‬
‫علػػى اإلمػػاـ الغػزإب‪ ،‬كقػػاؿ‪ " :‬دسػوا علػػي أنػػا ُب كتػػايب ا‪٤‬بسػػمى بػػالبحر ا‪٤‬بػػوركد ‪ٝ‬بلػػة مػػن العقائػػد‬
‫الزائغة"‪.‬‬
‫كأما بعض العلمػاء الػذين تكلمػوا علػى الشػيخ ‪٧‬بيػي الػدين كىػم قلػة فإنػو ٓب يصػل إلػيهم‬
‫مػػا كصػػل غػػّبىم مػػن براءتػػو فكبلمهػػم كػػاف م ػن بػػاب النهػػي عػػن ا‪٤‬بنكػػر كعػػدـ الق ػراءة ُب كتػػب‬
‫الش ػػيخ ‪٧‬بيػ ػي ال ػػدين ال ػػٍب دس فيه ػػا حرصػ ػان عل ػػى دي ػػن اهلل كل ػػو كص ػػل إل ػػيهم م ػػا كص ػػل لغ ػػّبىم‬
‫ألمسكوا عن الطعن ُب الشيخ كاقتصركا على التحذير ‪٩‬با دس عليو‪.‬‬
‫ككذلك الشيخ عبد القادر دس عليو كما بينا‪ ،‬كمع ذلك فإف كثّبان من أكابر علماء‬
‫ك‪٠‬بٍَّوه الشيخ األكرب‪.‬‬
‫األمة أثنوا على الشيخ ‪٧‬بيي الدين بن العريب ى‬
‫فالسبلمة بعد الذم بيناه ىو بتعلم علم الدين من أىل العلم األتقياء حٌب تزاف األمور‬
‫ٗبيزاف الشرع ال ٗبيزاف ا‪٥‬بول‪ ،‬كخصوصان علم العقيدة فهو األصل فبل ً‪ٙ‬ب ٍد عن عقيدة أىل السنة‬
‫كا‪١‬بماعة الذين ىم من قاموا بفتح الببلد كنشر دين اهلل فيها كىم من ‪ٝ‬بعوا ا‪٢‬بديث كصنفوا‬
‫التفاسّب‪.‬‬
‫كىم من كضعوا قواعد اللغة العربية كىم من دافع عن ببلدنا طواؿ العصور ا‪٤‬باضية كىم‬
‫من حفظ اهلل دينو هبم‪ ،‬كما صنفوا كثّبان من الكتب ُب ‪٨‬بتلف الفنوف النافعة للدنيا الٍب قدموىا‬
‫لؤلمة فجزاىم اهلل خّبان كعزان‪.‬‬
‫أما غّبىم من الفرؽ الشاذة فإف أكثر ما قاموا بو ىو ‪٧‬باربة أىل السنة بكل الوسائل‬
‫غافلْب بأىوائهم كعنادىم عن ا‪٢‬بق‪.‬‬

‫ال يضرىم من بالفهم حتى‬ ‫قاؿ ‪" :‬ال ت اؿ ائفة من أمتي ظاىرين على ال‬
‫ي تي أمر ا " [ركاه أبن ماجو كأبو داكد كالبيهقى كغّبىم]‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫عقيدة أىل السنة وال ماعة على ابت ؼ‬
‫مذاىبهم ومشاربهم و رقهم‬
‫قاؿ اإلماـ أبو حنيفة ‪ُ ‬ب الفقو األبسط‪" :‬اعلػم أف الفقػو ُب الػدين أفضػل مػن الفقػو‬
‫ُب األحكػػاـ‪ ،‬كالفقػػو معرفػػة الػػنفس ما‪٥‬بػػا كمػػا عليهػػا"‪ .‬كقػػاؿ‪" :‬أصػػل التوحيػػد كمػػا يصػػح االعتقػػاد‬
‫عليو كما يتعلق منها باالعتقاديات ىو الفقو األكرب"‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ الشافعي ‪" :‬أحكمنا ىذا قبل ذاؾ"‪ .‬أم علم التوحيد قبل فركع الفقو‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ أبو ا‪٢‬بسن األشػعرم ر‪ٞ‬بػو اهلل تعػأب‪ " :‬أكؿ مػا ٯبػب علػى العبػد العلػم بػاهلل‬
‫كرسولو كدينو"‪.‬‬

‫ػود ال كػا‪٤‬بوجودات شػيءه‬ ‫إعلم أنو ٯبب على كػل مسػلم أف يعتقػد أف اهلل ع ٌػز كجػل موج ه‬
‫ال كاألشػػياء كمعػػُب الشػػيء إذا أطلػػق علػػى اهلل الثابػػت الوجػػود لكنػػو سػػبحانو ال يشػػبو األشػػياء‪،‬‬
‫كيطلق على اهلل النفس كمعناه الذات فهو سبحانو ذات موصوؼ بكل كماؿ يليق بو‪ :‬ألف مػن‬
‫الكماؿ ما يليق با‪٤‬بخلوؽ كال يليق باهلل كوصف إنساف برجاحة العقػل أك ا‪٣‬بشػية كالتقػول‪ ،‬فػإف‬
‫اهلل ال ٯبوز كصفو إال ٗبا كصف بو نفسػو‪ ،‬فػبل يشػبو اهلل تعػأب ٖبلقػو كلػو بصػفة كاحػدة بػدعول‬
‫اجملػػاز فػػإف ‪٦‬بػػاز التشػػبيو ال يطلػػق علػػى اهلل‪ ،‬كيطلػػق علػػى ا‪٤‬بخلػػوؽ كقولػػك فػػبلف قمػػر أم يشػػبو‬
‫القمر ُب ‪ٝ‬بالو‪ ،‬فبل يقاس ا‪٣‬بالق على ا‪٤‬بخلوؽ فإنو سبحانو ال تدركو العقوؿ‪.‬‬
‫ط‬
‫كيس ػػتحيل علي ػػو س ػػبحانو كص ػػفو ُب مك ػػاف أك جه ػػة أك أن ػػو ح ػػاؿ بالع ػػآب أك أن ػػو ‪٧‬ب ػػي ه‬
‫بالع ػػآب بذات ػػو‪ ،‬كيس ػػتحيل علي ػػو الوص ػػف با‪٢‬ب ػػد كا‪١‬بس ػػم أك ا‪١‬بػ ػواىر أك األعػ ػراض أك األعض ػػاء‬
‫كا‪١‬بوارح ككل ما ىو من صفات ا‪٤‬بخلوقْب‪ ،‬فإف ا‪٣‬بػالق سػبحانو ال يشػبو ‪٨‬بلوقػو‪ ،‬إذ لػو كػاف اهلل‬
‫يوصف بصفة من صفات خلقػو لكػاف لػو أشػباه كثػّبة كلكػاف كخلقػو كلػو كػاف كخلقػو ٓب يكػن‬
‫خالقان للخلق مبدعان لو‬
‫فهو األكؿ القد‪ٙ‬ب الذم ال بداية لو كما سواه لو بداية‪.‬‬
‫كىو اآلخر الباقي الذم ال هنايػة لػو‪ ،‬فػبل موجػود أزٕب أبػدم بذاتػو إال اهلل أمػا بقػاء ا‪١‬بنػة‬
‫كالنار ليس ذاتيا بل بإبقػاء اهلل ‪٥‬بمػا كلػوال أف اهلل شػاء ‪٥‬بمػا البقػاء ‪١‬بػاز عليهمػا الفنػاء عقػبلن كمػا‬
‫جاز على غّبٮبا‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫كىو سبحانو ‪٠‬بيع بسمع أزٕب أبدم ليس ٔبارحة كسمعنا‪.‬‬
‫كبصّب ببصر ليس ٕبدقة أك جارحة كبصرنا‪.‬‬
‫كىو مدبر قائم بنفسو ليس ٕباجة ألحد من خلقو‪ ،‬ككل ما سواه ٕباجة إليو ال يسػتغِب‬
‫عنو طرفة عْب‪.‬‬
‫كىو كاحد ال شريك لو‪ ،‬أحد ال يتجزأ ليس مركبان‪ ،‬كال متبعضان سبحانو‪.‬‬
‫كىو حي ٕبياة أزلية أبدية ليست كحياتنا ال يفُب كال يسهو كال يغفل‪.‬‬
‫كىػو سػبحانو ‪٨‬بػالف للحػوادث ال يشػبو شػيئان مػن خلقػو‪ ،‬خلػق ا‪٣‬بلػق ال ‪٢‬باجػة‪ ،‬كلكػن‬
‫إظهػػاران لقدرتػػو فػػبل ٰبتػػاج إٔب مكػػاف ٰبػػل فيػػو أك يسػػكنو فكمػػا أنػػو منى ػَّزه عػػن ا‪١‬بهػػة السػػفلية كعػػن‬
‫ا‪٢‬بلوؿ فيها ألهنا ‪٨‬بلوقة‪ ،‬فهو منىػَّزه عن أف ‪ٙ‬بويو جهة من ا‪١‬بهات األخرل الٍب منها جهة العلػو‬
‫ألهنػػا ‪٨‬بلوقػػة فكمػػا صػػح كجػػود اهلل عقػػبل قبػػل ا‪٣‬بلػػق كال خلػػق قبػػل ا‪٤‬بكػػاف كال مكػػاف قبػػل العػػرش‬
‫كال عػػرش قبػػل ا‪١‬بهػػات السػػت‪ ،‬صػػح كجػػوده تعػػأب بعػػد أف أحػػدثها مػػن غػػّب أف يكػػوف ُب شػػيء‬
‫من خلقو أك عليو أك منو‪.‬‬
‫كى ػػو خ ػػالق األجس ػػاـ الكثيف ػػة كاإلنس ػػاف كا‪١‬بب ػػاؿ‪ ،‬كاألجس ػػاـ اللطيف ػػة ك ػػالركح كالن ػػور‬
‫كا‪٥‬بواء‪ ،‬كىو خالق األشكاؿ كالصور كا‪٥‬بيئات كالكيفية كا‪٢‬بدكد فبل يشبو شيئان منها‪.‬‬
‫كال يقػػاؿ ال نعػػرؼ كيفيتػػو أك كيفيػػة صػػفاتو ألف ُب ذلػػك إثبػػات الكيفيػػة لػػو مػػع جهػػل‬
‫حقيقتها‪ ،‬فإف ُب خلق اهلل أشياء كثّبة ال نعرؼ كيفيتها كلكن ‪٥‬با كيفية‪.‬‬
‫كالكيف يطلق على ما لو حد كطوؿ كعرض كىيئة كصورة كجسم كثيف أك لطيف كاهلل‬
‫ال يشبو شيئان من ذلك‪ ،‬قاؿ تعأب‪ :‬ليل كمثلو يء‪[ ‬سورة الشورل]‪.‬‬
‫كىو سبحانو عآب بعلم أزٕب أبدم ال يزداد كال ينقص‪ ،‬علم األشياء قبل حصو‪٥‬با‪.‬‬
‫كىو سبحانو قادر بقدرة أزلية أبدية قادر على إٯباد ا‪٤‬بمكن كإعدامو كقدرتو تامة‪.‬‬
‫كىو ا‪٣‬بالق لكل شيء كبإرادتو كل شيء فكل ما دخل ُب الوجود فهو بعلم اهلل كخلقػو‬
‫كقدرتػػو كإرادتػػو س ػواء ُب ذلػػك األعيػػاف كاألعمػػاؿ ا‪٣‬بػػّب منهػػا كالشػػر‪ ،‬كا‪٣‬بػػّب منهػػا بػػأمره ك‪٧‬ببتػػو‬
‫كرضاه‪ ،‬كالشر ال بأمره كال ‪٧‬ببتو كال رضاه‪ ،‬فكل شيء بقضاء كقدر أم ٖبلق اهلل كمشيئتو‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫كاإلرادة علػػى كجهػػْب إرادة ‪٧‬ببػػة كرضػػا كقولػػو تعػػأب‪ :‬يريػػد ا بكػػم اليسػػر وال يريػػد‬
‫بكم العسر‪[ ‬سورة البقرة]‪.‬‬
‫كإرادة التخصيص أم ا‪٤‬بشيئة‪ ،‬كا‪٤‬بشيئة ٱبصص اهلل هبا ا‪٤‬بمكن العقلػي بصػفة دكف صػفة‬
‫كبوقت دكف كقت‪.‬‬
‫كيقػػاؿ أيضػان‪ :‬جعػػل كػػل شػػيء علػػى مػػا ىػػو عليػػو أم علػػى حسػػب مػػا سػػبق بػػو علػػم اهلل‬
‫كمشيئتو‪.‬‬
‫فاإلرادة ٗبعُب ا‪٤‬بشيئة تابعة للعلم فما علم اهلل كونػو أراد كونػو‪ُ ،‬ب الوقػت الػذم علػم اهلل‬
‫أنو يكوف فيو‪ ،‬فعلمو تعأب ال يتغّب كمشيئتو ال تتغّب‪.‬‬
‫كليسػػت ا‪٤‬بشػػيئة ٗبعػػُب األمػػر كال تابعػػة لؤلمػػر‪ ،‬فػػبل يقػػاؿ كػػل شػػيء بػػأمر اهلل كلكػػن يقػػاؿ‬
‫كل شػيء بتقػدير اهلل أم ٗبشػيئتو‪ ،‬فقػد يػأمر اهلل بشػيء كٓب يشػأ كجػوده كمػا أمػر سػيدنا إبػراىيم‬
‫‪ ‬بذبح كلده فنفذ األمر بالذبح كلكن اهلل ٓب يشأ ذبح إ‪٠‬باعيل‪.‬‬
‫كليست ا‪٤‬بشيئة ٗبعُب ا‪١‬برب‪ ،‬فإف اهلل تعأب إذا علػم أف فبلنػا مػن أىػل الكفػر يقػدره علػى‬
‫ذلك ٗبشيئتو فينساؽ ىذا العبد إٔب الكفػر باختيػاره بعلػم اهلل كمشػيئتو األزليػة‪ ،‬فػبل يكػوف بػذلك‬
‫‪٦‬بػربان ألف علػػم اهلل فيػػو أنػػو يكػػوف كػػافران كعلػػم اهلل ال يتغػػّب‪ ،‬كاإلرادة كمػػا بينَّػػا تابعػػة للعلػػم فيكػػوف‬
‫اختًيىار ىذا العبد للكفر بإرادة اهلل أم أف اهلل أقدره على فعل ما سبق بعلمو األزٕب‪.‬‬
‫فػػبل يكػػوف ىػػذا العبػػد ‪٦‬بػربان كمػػا قالػػت الفرقػػة ا‪١‬بربيػػة‪ ،‬كال يكػػوف اختيػػاره بغػػّب مشػػيئة اهلل‬
‫كما قالت الفرقة القدرية ا‪٤‬بعتزلة‪.‬‬

‫كاآليات كاألحاديث الدالة على ذلك كثّبة منها قولو تعأب‪ :‬وما تشاؤف إال أف يشػاء‬
‫ا رب العالمين‪[ ‬سورة التكوير]‪.‬‬

‫كقولو تعأب‪ :‬ولو ئنا آلتينا كل فل ىداىا ولكن حػ القػوؿ منػي ألمػألف جهػنم‬
‫من ال نة والناس أجمعين‪[ ‬سورة السجدة]‪.‬‬

‫كمػػن األدلػػة علػػى أف كػػل شػػيء ٖبلػػق اهلل قولػػو تعػػأب‪ :‬وا بػػال كػػل ػػيء‪[ ‬سػػورة‬
‫الرعد]‪.‬‬

‫كقولو تعأب‪ :‬وا بلقكم وما تعملوف‪[ ‬سورة الصافات]‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫كقولو تعأب‪ :‬قل أعوذ برب الفل من ر ما بل ‪[ ‬سورة الفلق]‪.‬‬
‫تبْب لنا أف كل ما دخل ُب الوجود ىو ٖبلق اهلل كمشيئتو سبحانو كتعأب‪.‬‬

‫مس لة مهمة‪:‬‬
‫إعلم أف قدرة اهلل تعأب ال تتعلق بالواجب العقلي كال ا‪٤‬بستحيل العقلي كػذلك مشػيئتو‪،‬‬
‫كعدـ تعلق القدرة كا‪٤‬بشيئة بالواجب العقلي كا‪٤‬بستحيل العقلي كماؿ ُب حقو تعأب‪.‬‬
‫ألف الواجػػب العقلػػي ال يتصػػور ُب العقػػل عدمػػو‪ ،‬فػػاهلل تعػػأب كاجػػب الوجػػود‪ ،‬ألف العقػػل‬
‫ال يقبل عدمو‪ ،‬فإف من يقبل الوجود كالعدـ ‪٨‬بلوؽ لو ابتػداء كٯبػوز عليػو النهايػة عقػبلن‪ ،‬فكػل مػا‬
‫دخػػل ُب الوجػػود لػػو بدايػػة‪ ،‬كاهلل تعػػأب ال بدايػػة لوجػػوده‪ ،‬فػػبل يقػػاؿ‪{ :‬اهلل أكجػػد نفسػػو أك شػػاء‬
‫لنفسو الوجود}‪ ،‬فهذا الكبلـ معناه أنو سبحانو سبق كجوده عدـ‪ ،‬كىل من يسبق كجوده عػدـ‬
‫يكوف لو قدرة ُب حاؿ عدمو إذا ىو ٓب يكن موجودان أصبلن‪.‬‬
‫بل يقاؿ اهلل موجود بذاتو‪ ،‬كذلك صفاتو تعأب كاجبة لػو فػبل يقػاؿ جعػل نفسػو عا‪٤‬بػان أك‬
‫باقي ػان ألف ىػػذا معنػػاه أنػػو ٓب يكػػن عا‪٤‬بػػا أك باقيػػا أك ‪٠‬بيع ػان فصػػفاتو تعػػأب أزليػػة بأزليػػة ذاتػػو أبديػػة‬
‫بأبدية ذاتو‪.‬‬
‫ألف حدكث الصفة يستلزـ حدكث الذات كمن كاف حادثا ٓب يكن إ‪٥‬بان خالقان‪.‬‬
‫كك ػػذلك ال تتعل ػػق قدرت ػػو تع ػػأب كمش ػػيئتو با‪٤‬بس ػػتحيل العقل ػػي‪ ،‬ألف ا‪٤‬بس ػػتحيل العقل ػػي ال‬
‫يقبل الوجود أصبلن‪ ،‬كالشريك هلل فإنو ال يقبل الوجود ألف من جػاز أف يكػوف لػو شػريك أك كلػد‬
‫أك شػػبيو ال يكػػوف إ‪٥‬بػػا ألف ذلػػك يػػدؿ علػػى االحتيػػاج كالتغػػّب كالتطػػور ككػػل ذلػػك مػػن صػػفات‬
‫ا‪٤‬بخلوقْب‪ ،‬كاهلل خالق لػيس ‪٨‬بلوقػان‪ ،‬فيسػتحيل عليػو الشػريك كا‪٤‬بثيػل كالشػبيو كالولػد كالزكجػة ككػل‬
‫ما ىو من صفات ا‪٣‬بلق‪.‬‬
‫فػبل يقػػاؿ قػدرة اهلل كمشػػيئتو تتعلقػاف بالواجػػب العقلػي كا‪٤‬بسػػتحيل العقلػي‪ ،‬فػػإف ُب ذلػػك‬
‫نسبة النقص هلل‪.‬‬
‫كال يقػػاؿ غػػّب قػػادر علػػى ذلػػك ألف ُب ذلػػك نسػػبة العجػػز هلل‪ ،‬كالعجػػز نقػػص ُب حقػػو‬
‫كنسبة النقص لو تعأب كفر‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫إذان يق ػػاؿ ق ػػدرة اهلل كمش ػػيئتو ال تتعلق ػػاف بالواج ػػب كا‪٤‬بس ػػتحيل العقل ػػي‪ ،‬كإ٭ب ػػا تتعلق ػػاف‬
‫با‪١‬بائز العقلي‪ ،‬كىو ما يصح ُب العقل كجوده أك عدمػو فيقػاؿ شػاء اهلل لفػبلف ا‪٤‬بػوت أك ا‪٢‬بيػاة‬
‫أك الغُب أك الفقػر‪ ،‬كيقػاؿ اهلل قػادر علػى أف يفػِب العػآب كمػا أكجػده أك أف ٱبلػق مثػل ىػذا العػآب‬
‫إف أراد‪ ،‬كغّب ذلك من ا‪٤‬بمكنات‪.‬‬
‫كىػو سػػبحانو موصػػوؼ بػالكبلـ فهػػو مػػتكلم بكػػبلـ أزٕب أبػدم لػػيس ٕبػػرؼ كال صػػوت‬
‫كال لغة ككبلـ ا‪٤‬بخلوقْب‪.‬‬
‫كالقرآف كبلـ اهلل تعأب كلو إطبلقاف فإف أطلق علػى كػبلـ اهلل الػذاٌب األزٕب فلػيس ٕبػرؼ‬
‫كال صوت كىو كبلـ اهلل غّب ‪٨‬بلوؽ‪.‬‬
‫كإف أطلػػق علػػى اللفػػظ ا‪٤‬بنى ػَّزؿ فهػػو حػػرؼ كإذا تلػػي لػػو صػػوت كلفػػظ فػػا‪٢‬برؼ كالصػػوت‬
‫كاللف ػػظ كال ػػتبلكة ‪٨‬بلوق ػػة كا‪٤‬بتل ػػو ك ػػبلـ اهلل غ ػػّب ‪٨‬بل ػػوؽ أم ا‪٤‬بع ػػرب عن ػػو ى ػػو ك ػػبلـ اهلل األزٕب ل ػػيس‬
‫ٗبخلوؽ‪.‬‬
‫كال يلزـ من كوف العبارة حادثة كوف ا‪٤‬بعرب عنػو حادثػان‪ ،‬أال تػرل أننػا إذا كتبنػا علػى اللػوح‬
‫اهلل فقيػػل ىػػذا اهلل‪ ،‬فهػػل معػػُب ىػػذا أف أشػػكاؿ ا‪٢‬بػػركؼ ا‪٤‬برسػػومة ىػػي عػػْب اهلل كذاتػػو؟ ال يتػػوىم‬
‫ىذا عاقل‪ ،‬إ٭با يفهم من ذلػك أف ىػذه ا‪٢‬بػركؼ عبػارة عػن اإللػو الػذم ىػو موجػود معبػود خػالق‬
‫لكػػل شػػيء كمػػع ىػػذا ال يقػػاؿ القػػرآف ‪٨‬بلػػوؽ لكػػن يبػػْب ُب مقػػاـ التعلػػيم أف اللفػػظ ا‪٤‬بنى ػَّزؿ لػػيس‬
‫قائم ػان بػػذات اهلل بػػل ‪٨‬بلوق ػان ألنػػو حػػركؼ يسػػبق بعضػػها بعض ػان‪ ،‬كمػػا كػػاف كػػذلك فهػػو حػػادث‬
‫‪٨‬بلوؽ‪.‬‬
‫قاؿ أىل السنة‪ " :‬لو كاف ٯبوز على اهلل أف يتكلم با‪٢‬برؼ كالصوت ‪١‬باز عليو مػا ٯبػوز‬
‫على ا‪٤‬بخلوؽ كاهلل ال يشبو شيئان من خلقو‪ ،‬كقالوا ‪٤‬با كاف أسرع ا‪٢‬باسبْب كما قاؿ سبحانو"‪.‬‬
‫فهم العبػػد‬
‫كذلػػك ألف اهلل يكلػػم كػػل إنسػػاف يػػوـ القيامػػة‪ ،‬فيس ػمعو كبلمػػو‪ ،‬كٰباسػػبهم فػػيى ي‬
‫من كبلـ اهلل السؤاؿ عن أفعالو كأقوالو كاعتقاداتو‪ ،‬كينتهي اهلل مػن حسػاهبم ُب ‪٢‬بظػة مػن موقػف‬
‫من مواقف يوـ القيامة‪.‬‬
‫فلػػو كػػاف حسػػاب اهلل ‪٣‬بلقػػو مػػن إنػػس كجػػن بػػا‪٢‬برؼ كالصػػوت كعلػػى حسػػب لغػػة كػػل‬
‫إنساف ما كاف ينتهي من حساهبم ُب مائة ألف سنة ألف ا‪٣‬بلق كثّب كمػنهم مػن أعمػارىم طويلػة‬
‫ك‪٥‬بم لغات ‪٨‬بتلفات‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫كأما ما نسب إٔب اإلماـ أ‪ٞ‬بد من القوؿ إف ا‪٢‬بركؼ ليست ‪٨‬بلوقػة كأيضػان نسػب ذلػك‬
‫للشػػيخ عبػػد القػػادر كأنػػو ينقػػل ذلػػك عػػن اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد‪ ،‬فػػإف ىػػذا افػَباء ككػػذب كفيػػو نسػػبة ا‪١‬بهػػل‬
‫لئلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد‪ ،‬فػػإف ا‪٢‬بػػركؼ تكتػػب ك‪ٛ‬بحػػى ك‪٥‬بػػا ابتػػداء ك‪٥‬بػػا انتهػػاء فمػػن يقػػوؿ إهنػػا ليسػػت ‪٨‬بلوقػػة‬
‫كاجملنوف‪.‬‬
‫كإ٭بػػا اجملسػػمة فهمػػت مػػن بعػػض كػػبلـ اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد ىػػذا مػػع أف كبلمػػو ال يفهػػم منػػو مػػا‬
‫فهمتػػو ا‪٤‬بشػػبهة اجملسػػمة فممػػا قالػػو اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد مػػا ركاه حنبػػل عػػن عمػػو أ‪ٞ‬بػػد قػػاؿ‪ٓ" :‬ب يػػزؿ اهلل‬
‫تعأب متكلمان كالقرآف كبلـ اهلل تعأب غّب ‪٨‬بلوؽ"‪.‬‬
‫كقاؿ عبد اهلل بن اإلماـ أ‪ٞ‬بد ‪٠‬بعت أيب يقوؿ‪" :‬مػن قػاؿ لفظػي بػالقرآف ‪٨‬بلػوؽ يريػد بػو‬
‫أف القرآف ‪٨‬بلوؽ فهو كافر"‪.‬‬
‫كركل عبد اهلل عنو مطلقان أنو قاؿ‪" :‬من قاؿ لفظي بالقرآف ‪٨‬بلوؽ فهو كافر"‬
‫عػػُب بػػو مػػا ذكػػره ُب الركايػػة األكٔب‪.‬أم أف اإلمػػاـ كفػػر قائػػل ىػػذه الكلمػػة إف قصػػد هبػػا أف‬
‫القرآف ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬ألنو كما بينا يطلق القرآف على الكػبلـ الػذاٌب األزٕب الػذم لػيس ككبلمنػا كالػذم‬
‫من قاؿ ٕبدكثو كفر‪.‬‬
‫كركل أبو عوانة ا‪٢‬بافظ عن أيب ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بيمو٘ب قاؿ‪" :‬خرج أبو عبد اهلل أ‪ٞ‬بػد بػن حنبػل‬
‫إٕب يومػػا فقػػاؿ‪ :‬ادخػػل فػػدخلت مٍنزلػػو‪ ،‬فكنػػت أنػػا كىػػو فقلػػت‪ :‬أخػػرب٘ب عمػػا كنػػت فيػػو مػػع القػػوـ‬ ‫ٌ‬
‫كب ػ ػ ػ ػ ػػأم ش ػ ػ ػ ػ ػػيء ك ػ ػ ػ ػ ػػانوا ٰبتج ػ ػ ػ ػ ػػوف علي ػ ػ ػ ػ ػػك‪ ،‬فق ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‪ :‬بأش ػ ػ ػ ػ ػػياء م ػ ػ ػ ػ ػػن الق ػ ػ ػ ػ ػػرآف منه ػ ػ ػ ػ ػػا قول ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ث إال اسػتمعوه وىػم يلعبػوف‪[ ‬سػورة األنبيػػاء]‪،‬‬ ‫تعػأب‪ :‬مػا يػ تيهم مػن ذكػر مػن ربهػم م ْ ػ َد ٍ‬
‫ُ‬
‫قاؿ‪" :‬قلت ٰبتمل أف يكوف تٍنزيلػو إلينػا ىػو احملػدث ال الػذكر نفسػو"‪ .‬فكػبلـ اإلمػاـ ىنػا كاضػح‬
‫بأف ما يٍنزؿ يكوف ‪٧‬بدثا أما الذكر أم كبلـ اهلل األزٕب ا‪٤‬بعرب عنو فليس ٗبحدث‪.‬‬
‫َّث أبػ ػػو حامػ ػػد الشػ ػػارُب عػ ػػن أيب القاسػ ػػم ‪٠‬بػ ػػع عػ ػػن أ‪ٞ‬بػ ػػد بػ ػػن حنبػ ػػل قػ ػػاؿ‪:‬‬
‫كقػ ػػد ىحػ ػػد ى‬
‫"من قاؿ لفظي بالقرآف ‪٨‬بلوؽ فهو جهمي‪ ،‬كمن قاؿ لفظي بالقرآف غّب ‪٨‬بلوؽ فهو مبتدع"‪.‬‬
‫كقاؿ عبد اهلل‪ " :‬كاف أيب يكػره أف يػتكلم ُب اللفػظ يعػُب فيقػاؿ ‪٨‬بلػوؽ أك غػّب ‪٨‬بلػوؽ"‪.‬‬
‫فكاف ٱبشى أف يػي ٍعتىػ ىق ىد أف كبلـ اهلل األزٕب ‪٨‬بلوؽ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أما ‪٤‬با فهمت ا‪٤‬بشبهة من كبلمو أف ا‪٢‬بػركؼ كاألصػوات كاأللفػاظ غػّب ‪٨‬بلوقػة كأف اهلل‬
‫متكلم ٕبرؼ كصوت كما يتكلم ا‪٤‬بخلوؽ صار ال بد مػن تبيػاف معػُب كػبلـ اإلمػاـ حيػث كضػح‬
‫ىو ما بينو أىل السنة باإل‪ٝ‬باؿ‪.‬‬
‫فالكلمػػات كا‪٢‬بػػركؼ الػػٍب نقرأىػػا ُب القػػرآف ىػػي مػػن ‪ٝ‬بلػػة مػػا كتػػب علػػى اللػػوح احملفػػوظ‬
‫كاللوح ‪٨‬بلوؽ كالقلم كتب بأمر اهلل على اللوح فإذا كاف اللوح ‪٨‬بلوقان كالورقة ‪٨‬بلوقة كالقلم ‪٨‬بلوقان‬
‫كا‪٢‬بػػرب ‪٨‬بلوقػان كمػػا كتػب علػػى الصػػحيفة ٲبحػػى بعػػدما كتػػب‪ ،‬كصػػفات اهلل تعػػأب ال تتغػػّب كاهلل ال‬
‫ٰبل ُب شيء كصفاتو ال ‪ٙ‬بل ُب شيء‪ ،‬فكيف يقوؿ قائل إف كػبلـ اهلل الػذاٌب حػركؼ كأصػوات‬
‫كىي حالة ُب الصحف كينطق هبا ‪٨‬بلوؽ‪ ،‬كىل يصح أف يكوف كبلـ ا‪٤‬بتكلم قائمان بغّبه‪.‬‬
‫كمػػا قػػاؿ بعػػض ا‪٤‬ببتدعػػة إف اهلل أ‪٠‬بػػع كبلمػػو ‪٤‬بوسػػى ‪ ‬مػػن الشػػجرة‪ ،‬فػػإف كػػاف األمػػر‬
‫كذلك على زعمهم ٓب يسمع موسى كبلـ اهلل الذم ليس ككبلمنا كإ٭با ‪٠‬بع كبلـ الشجرة‪.‬‬
‫فكمػػا أف ذات اهلل تعػػأب ال كيػػف لػػو كػػذلك صػػفاتو ال كيػػف ‪٥‬بػػا‪ ،‬كالتفكػػر ُب ذات اهلل‬
‫يوصل إٔب الكفر‪ ،‬ألنو كما قاؿ بعض العلماء‪ " :‬ال يعرؼ اهلل على ا‪٢‬بقيقة إال اهلل"‪.‬‬
‫كإ٭ب ػػا الواج ػػب علين ػػا أف نع ػػرؼ أف اهلل موج ػػود موص ػػوؼ بص ػػفات تلي ػػق ب ػػو ت ػػدؿ عل ػػى‬
‫الكمػػاؿ مػػع نفػػي الكيفيػػة عنهػػا‪ ،‬كأف ننىػِّزىػػو عػػن كػػل مػػا ال يليػػق بػػو‪ ،‬فكػػل مػػا يتصػػور ُب العقػػل‬
‫كتدركو العقوؿ كاألكىاـ ال يليق كصف اهلل بو‪ ،‬فالعقل يدرؾ أف ‪٥‬بػذا العػآب خالقػان ألنػو ال يصػح‬
‫ُب العقػػل كجػػود فعػػل مػػا مػػن دكف فاعػػل كال صػػنعة مػػن دكف صػػانع‪ ،‬فالعػػآب يػػدؿ علػػى أف خالقػان‬
‫بارئػان مصػػوران مبػػدعان أكجػػده مػػن العػػدـ‪ ،‬كالعقػػل يػػدرؾ معرفػػة أف الصػػانع ال يشػػبو صػػنيعو أمػػا غػػّب‬
‫ذلك فبل يطلب منا‪ ،‬كقد قاؿ أبو بكر الصديق ‪: ‬‬

‫والب ث عن ذاتو كفر وإ راؾ"‬ ‫عن درؾ اإلدراؾ إدراؾ‬ ‫"الع‬


‫كينسب إليو أيضان ‪" :‬سػبحاف مػن ٓب ٯبعػل للخلػق سػبيبلن إٔب معرفتػو إال بػالعجز عػن‬
‫معرفتو"‪ ،‬أم عن معرفة اإلحاطة‪.‬‬
‫كإال فمعرفتنا باهلل كما بينا فيما تقدـ من شرح‪.‬‬
‫كعلى ىذا تبْب أف ال خبلؼ بْب عقيدة اإلماـ أ‪ٞ‬بد كبْب األشاعرة‪.‬‬
‫كقػػد قػػاؿ قبػػل اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد اإلمػػاـ أبػػو حنيفػػة رضػػي اهلل عنهمػػا‪٫ " :‬بػػن نػػتكلم بػػاآلالت‬
‫كا‪٢‬بركؼ كاهلل متكلم ببل آلة كال حرؼ"‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫كقػػاؿ اإلمػػاـ البخػػارم‪" :‬مػػا زلػػت أ‪٠‬بػػع أصػػحابنا يقولػػوف أفعػػاؿ العبػػاد ‪٨‬بلوقػػة ٍب قػػاؿ‪:‬‬
‫فحركاهتم كأصواهتم كاكتساهبم ككتابتهم ‪٨‬بلوقة‪ ،‬فأما ا‪٤‬بقػركء ا‪٤‬بتلػو ا‪٤‬بثبػت ُب ا‪٤‬بصػاحف ا‪٤‬بسػطور‬
‫ا‪٤‬بكتوب ا‪٤‬بوعي ُب القلوب فهػو كػبلـ اهلل تعػأب لػيس ٖبلػق كال ‪٨‬بلػوؽ قػاؿ اهلل تعػأب‪ :‬بػل ىػو‬
‫قػػر ف م يػػد فػػي لػػوح م فػػوظ‪ ،‬كقػػاؿ سػػبحانو‪ :‬بػػل ىػػو ءايػػت بينػػات فػػي صػػدور الػػذين‬
‫أوتوا العلم‪.‬‬
‫الرؽ ك‪٫‬بوه فإنو خلق كما أنػك تكتػب (اهلل) فػاهلل سػبحانو ُب ذاتػو‬
‫ٍب قاؿ‪" :‬فأما ا‪٤‬بداد ك َّ‬
‫ىو ا‪٣‬بالق‪ ،‬كخطك كاكتسابك من فعلك خلق"‪.‬‬
‫كلو كبلـ أيضان مثل ىذا ركاه البيهقي ُب كتاب االعتقػاد‪ ،‬فواضػح مػن كػبلـ البخػارم مػا‬
‫كضحناه‪ ،‬كىو التبلكة ‪٨‬بلوقة كا‪٤‬بتلو كبلـ اهلل األزٕب ليس ٗبخلوؽ‪ ،‬كما إذا قلػت (اهلل) فتبلكتػك‬
‫‪٥‬بػػذا الػػذكر ‪٨‬بلوقػػة كا‪٤‬بػػذكور (اهلل) لػػيس ٗبخلػػوؽ كػػذلك اللفػػظ ا‪٤‬بنى ػَّزؿ للقػػرآف كإف كػػاف ‪٨‬بلوقػان دؿ‬
‫علػػى كػػبلـ اهلل األزٕب ألنػػو عبػػارة عنػػو فيسػػمى أيضػان كػػبلـ اهلل كألنػػو لػػيس مػػن تػػأليف أحػػد‪ ،‬أنزلػػو‬
‫اهلل علينػػا بلغػػة عربيػػة حػػٌب نعػػرؼ أكامػػر اهلل كنواىيػػو كغػػّب ذلػػك‪ ،‬كأنػػزؿ اإل‪٪‬بيػػل علػػى عيسػػى ‪‬‬
‫بلغتو السػريانية حػٌب يعػرؼ قصػد اهلل تعػأب مػن األكامػر كالنػواىي فاإل‪٪‬بيػل كػبلـ اهلل كمػا القػرءاف‬
‫كػػبلـ اهلل كمػػا التػػوراة الػػذم نػػزؿ بالعربيػػة بلغػػة موسػػى ‪ ،‬ككػػل ذلػػك داؿ علػػى كػػبلـ اهلل األزٕب‬
‫أم عبارات تدؿ على الكبلـ الػذاٌب األزٕب الػذم لػيس بلغػة عربيػة كال سػريانية كال عربيػة كال لغػة‬
‫من اللغات‪ ،‬ال يشبو كبلـ ا‪٣‬بلق‪ ،‬متكلم سبحانو أزالن كأبدان بػبل كيػف كال تشػبيو فكيػف يينسػب‬
‫لئلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد كاإلمػػاـ عبػػد القػػادر كػػبلـ فيػػو عػػْب التشػػبيو كٮبػػا ‪٩‬ب ػن أ‪ٝ‬بعػػت األمػػة علػػى صػػدؽ‬
‫متابعتهما للنيب ‪ ،‬كٮبا أعرؼ باهلل من كثّب من عامة علماء األمة‪.‬‬
‫كك ػػل منهم ػػا ك ػػاف يق ػػوؿ ُب آي ػػات الص ػػفات‪" :‬أمركى ػػا م ػػن غ ػػّب تعطي ػػل كال تش ػػبيو" ٍب‬
‫ب إليهما التشبيو افَباءن للتمويو على عواـ ا‪٤‬بسلمْب كتضليلهم‪.‬‬ ‫نس ي‬
‫يي ٍ‬
‫كاعلم أف صفات اهلل تعأب منها ما يعرؼ عن طريق النقل مع العقل‪ ،‬فمن جحػد صػفة‬
‫مػػن ىػػذه الصػػفات يكػػوف كػػافران‪ ،‬كػػأف نفػػى كجػػوده تعػػأب أك قدرتػػو أك علمػػو أك ‪٠‬بعػػو ككػػل مػػا‬
‫يع ػرؼ عػػن طريػػق العقػػل‪ ،‬ألف اهلل تعػػأب ال يوصػػف ٗبضػػاداهتا فػػاهلل يوصػػف بالقػػدرة فىػنىػ ٍفػ يػي ىػػذه‬
‫الصفة معناه كصفو بالضعف كنفي صفة العلم معنػاه كصػفو با‪١‬بهػل كىػذا ‪٧‬بػاؿ علػى اهلل تعػأب‪،‬‬
‫كىكذا‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫كمن صفاتو تعػأب مػا ال سػبيل إٔب معرفتػو إال بطريػق النقػل فقػط‪ ،‬فمػن أنكػر صػفة مػن‬
‫ىػػذه الصػػفات لعػػدـ علمػػو يعػػذر كال يكفػػر إال إذا أعطػػي الػػدليل فػػأنكر فعنػػدىا يكفػػر‪ ،‬كعػػدـ‬
‫علمػػو مػػثبلن بػػأف اهلل موصػوؼ باليػػد كالوجػػو فػػإف ىػػذا ال يعػػرؼ إال بطريػػق النقػػل فمػػن جحػد هبػػا‬
‫بعد بياف ذلك كفر‪ ،‬ىذا معُب كبلـ الشافعي الذم كرد عنو‪.‬‬
‫كاعلػػم أف مػػا كصػػف اهلل بػػو نفسػػو ٗبػػا يعػػرؼ عػػن طريػػق العقػػل أك عػػن طريػػق النقػػل فهػػو‬
‫صفة لو ببل كيف كال تشبيو‪.‬‬
‫فيقاؿ مثبلن اهلل موصوؼ باليد ببل كيف كموصوؼ بػاليمْب بػبل كيػف كموصػوؼ بػالعْب‬
‫ببل كيف‪.‬‬
‫كمعُب ببل كيف أم ليس كما ٱبطر ُب األذىػاف مػن األعضػاء كا‪١‬بػوارح ككػذلك كػل آيػة‬
‫متشػػاهبة يػػوىم ظاىرىػػا نسػػبة ا‪١‬بهػػة هلل أك ا‪٤‬بكػػاف أك ا‪٢‬بلػػوؿ أك غػػّب ذلػػك ‪٩‬بػػا ٱبطػػر ُب األذىػػاف‬
‫فمعن ػ ػػاه غ ػ ػػّب ظ ػ ػػاىره فإن ػ ػػو س ػ ػػبحانو‪ :‬لػ ػ ػػيل كمثلػ ػ ػػو ػ ػ ػػيء‪ ‬كى ػ ػػذا مع ػ ػػُب ق ػ ػػوؿ الس ػ ػػلف‪:‬‬
‫" أمركىػػا مػػن غػػّب تعطيػػل كال تشػػبيو" أم لػػيس معناىػػا علػػى ظاىرىػػا ‪٩‬بػػا يػػوىم ا‪١‬بسػػمية كا‪٤‬بكػػاف‬
‫كا‪١‬بهػػة كغػػّب ذلػػك مػػن صػػفات ا‪٤‬بخلػػوقْب كقػػو‪٥‬بم ُب بعػػض الركايػػات‪ " :‬أمركىػػا بػػبل تكييػػف" أم‬
‫مع نفي الكيفية عنو سبحانو‪.‬‬
‫كىػػذا يسػػمى تػػأكيبلن إ‪ٝ‬بالي ػان‪ ،‬كإف الػػذين أكل ػوا تػػأكيبلن تفصػػيليان مػػن بعػػض السػػلف كأكثػػر‬
‫ا‪٣‬بلف ليسوا على باطػل إ٭بػا ىػم علػى ا‪٢‬بػق كالػذين أكلػوا التأكيػل اإل‪ٝ‬بػإب فكػل مػن الفػريقْب ٓب‬
‫يعطلوا ككل منهما ينى ػِّزه اهلل عػن مشػاهبة ا‪٣‬بلػق‪ ،‬كإ٭بػا الضػركرة تسػتدعي التأكيػل التفصػيلي أحيانػان‬
‫لػػرد شػػبو مػػن شػػبو مػػن الفػػرؽ كمػػن عطػػل مػػنهم‪ ،‬كلػػيس ىػػذا ىػػو ا‪٣‬بػػوض الػػذم حػػذر اهلل منػػو ُب‬
‫سورة آؿ عمراف كإ٭با الذم حذر اهلل منو اتباع ا‪٤‬بتشابو ا‪٤‬بؤدم إٔب التشبيو أك التعطيل‪.‬‬
‫كق ػ ػػوؿ بعض ػ ػػهم الق ػ ػػرآف ال يػ ػ ػؤٌكؿ م ػ ػػردكد ف ػ ػػالقرآف م ػ ػػن غ ػ ػػّب تأكي ػ ػػل ال نفه ػ ػػم من ػ ػػو إال‬
‫القليل ‪.‬‬
‫ٍب إف التأكيل يشَبط فيو عدـ تناقض اآليػات بعضػها بػبعض كىػذا ال يسػلم منػو إال مػن‬
‫كاف على قدر ُب فهم اللغة العربية كعلى قدر ُب فهػم كػبلـ النػيب صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ ،‬فلػيس‬
‫لكػػل إنسػػاف أف يتصػػدر للتفسػػّب كاالجتهػػاد‪ ،‬كإال كضػػع معػػا٘ب اآليػػات ُب غػػّب ‪٧‬بلهػػا فأقػػل ذلػػك‬
‫فسق كمنهم من يصل إٔب حد الكفر كالذين نسبوا هلل ا‪٤‬بكاف كاألعضاء كا‪١‬بسم كىؤالء يى َّػدعيو ىف‬

‫‪53‬‬
‫َّ‬
‫أف مػػا يقولونػػو ُب كتػػاب اهلل كحػػديث رسػػوؿ اهلل‪ ،‬كٓب يعلمػوا أنػػو ٯبػػب ‪ٞ‬بػػل اآليػػات ا‪٤‬بتشػػاهبات‬
‫على اآليات احملكمات كقولو تعأب‪ :‬ليل كمثلو يء‪[ ‬سورة الشورل]‪.‬‬

‫كقولو تعأب‪ :‬ىل تعلم لو سميا‪[ ‬سورة مر‪ٙ‬ب]‪.‬‬

‫كقولػػو تعػػأب‪ :‬و المث ػػل األعل ػػى‪[ ‬سػػورة النح ػػل]‪ ،‬أم هلل الوص ػػف ال ػػذم ال يش ػػبو‬
‫كصف غّبه‪.‬‬

‫األمثاؿ‪[ ‬سورة النحل]‪ ،‬أم ال تشبهوه ٖبلقو‪.‬‬ ‫كقولو تعأب‪ :‬ف تضربوا‬

‫كقولو تعػأب‪ :‬قل ىوا أحد ا الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن لو كفػواً أحػد‪‬‬
‫[سورة اإلخبلص]‪.‬‬
‫فمن الكفر قوؿ بعضهم‪٫ { :‬بن أبناء اهلل أك أكالده} كإذا هنيتو عن ذلك قاؿ ٓب أقصد‬
‫ا‪٢‬بقيقة إ٭با أقوؿ ذلك من باب اجملاز كقد كفر ابن عطية قائل ىذا الكبلـ ُب تفسػّبه كلػو قصػد‬
‫اجملاز‪ٍ ،‬ب ما كرد ُب ا‪٢‬بديث الضعيف‪" :‬الخل كلهم عياؿ ا " معناه لػو صػح ا‪٢‬بػديث (فقػراء‬
‫هلل أم مفتقركف إليو) كال يوجد ُب اللغة عياؿ ٗبعػُب أكالد‪ .‬فػبل ٯبػوز كصػف اهلل ٗبػا ٓب يصػف بػو‬
‫نفسو‪ ،‬كال ٯبوز تسميتو ٗبا ال يدؿ على الكماؿ‪.‬‬
‫فػػبل ٯبػػوز أف يسػػمى اهلل ب ػ‪* :‬آه* أك سػػبب أك علػػة‪ ،‬كقػػد كفػػر اإلمػػاـ السػغدم مػػن ‪٠‬بػػى‬
‫اهلل سببان أك علة‪.‬‬
‫كال ٯبػػوز كصػػفو بأنػػو عقػػل أك بػػأف لػػو فمػان أك غػػّب ذلػػك ‪٩‬بػػا ٓب يصػػف اهلل بػػو نفسػػو‪ ،‬كال‬
‫ٯبوز كصفو تعأب كتسميتو بالركح كما قاؿ بعض مبلحدة ا‪٤‬بتصوفة‪.‬‬
‫كال ٯبػػوز كصػػفو بأنػػو قػػوة خفيػػة أك قػػدرة كمػػا قػػاؿ بعػػض الفبلسػػفة كبقػػو‪٥‬بم ىػػذا جعل ػوا‬
‫القػػدرة ىػػي السػػمع كالبصػػر كالكػػبلـ كاإلرادة‪ ،‬كجعل ػوا ذات اهلل ىػػو القػػدرة كالقػػدرة ىػػي الػػذات‬
‫كىذا ‪٧‬باؿ‪.‬‬
‫ب ػل اهلل تعػػأب ىػػو ذات موصػػوؼ بصػػفات ال ىػػي عػػْب الػػذات كال ىػػي غػػّبه كمػػا قػػاؿ‬
‫اإلمػ ػػاـ النسػ ػػفي ُب عقيدتػ ػػو‪ ،‬قػ ػػاؿ تعػ ػػأب‪ :‬إف ا ىػ ػػو الػ ػػرزاؽ ذو القػ ػػوة المتػ ػػين‪[ ‬سػ ػػورة‬
‫الذاريات]‪ ،‬أم ا‪٤‬بوصوؼ بالقوة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫قاؿ اإلماـ أبػو سػليماف ا‪٣‬بطػايب‪ " :‬ال ينبغػي أف ينطػق بشػيء ُب ذاتػو كلكػن نصػفو ٗبػا‬
‫كصف بو نفسو‪ ،‬كال يقوؿ فيو برأيو شيئان"‪.‬‬
‫"كإف أ‪٠‬باءه تعأب صفاتو كصفاتو أكصافو" كما قاؿ البيهقي ُب كتاب االعتقاد‪.‬‬
‫فإذا قلت اهلل (عليم) معناه موصوؼ بػالعلم‪ ،‬كإذا قلػت (قػدير) فمعنػاه ذك القػدرة كإذا‬
‫قلت اهلل( نور) معناه ذك النور أم ا‪٥‬بداية أم أنو ا‪٥‬بادم كليس معناه نوران ٗبعُب الضوء فقػد فسػر‬
‫ابػػن عبػػاس قولػػو تعػػأب‪ :‬ا ػػور السػػموات واألرض‪[ ‬سػػورة النػػور]‪ ،‬أم ىػػادم أىػػل السػػماء‬
‫من ا‪٤‬ببلئكة كأىل األرض من مؤمِب اإلنس كا‪١‬بن لنور اإلٲباف‪.‬‬
‫كإذا قلت اهلل (علي) فمعناه ا‪٤‬بوصوؼ بعلو القدر‪.‬‬
‫كإذا قلت‪ :‬اهلل (كبّب) فمعناه ا‪٤‬بوصوؼ بأنو أكرب من كل شيء قدران‪.‬‬

‫غػػّب أف بعػػض مػػا كصػػف اهلل بػػو نفسػػو ال يسػػمى بػػو فقػػد قػػاؿ تعػػأب‪ :‬ا يس ػػته ئ‬
‫بهم‪[ ‬سورة البقرة]‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ومكروا ومكر ا وا بير الماكرين‪[ ‬سورة آؿ عمراف]‪.‬‬
‫يع ػػِب أف اهلل كص ػػف نفس ػػو بأن ػػو يس ػػتهزئ بالك ػػافرين كأن ػػو ٲبك ػػر هب ػػم أم ين ػػتقم م ػػنهم‬
‫كيعػػاقبهم لػػيس معػػُب ا‪٤‬بكػػر ىنػػا إيصػػاؿ الضػػرر للغػػّب عػػن طريػػق ا‪٣‬بػػداع‪ ،‬ككػػذلك اسػػتهزاؤه تعػػأب‬
‫بالكافرين ليس كاستهزاء البشر بعضهم ببعض‪.‬‬
‫فػػبل يسػػمى اهلل تعػػأب مػػاكران أك مسػػتهزئان‪ ،‬فػػبل يقػػاؿ عػػن اهلل يػػا مػػاكر يػػا مسػػتهزئ‪ ،‬إ٭بػػا‬
‫يقاؿ يا ‪٠‬بيع كيا بصّب كيا حكيم كيا عليم‪...‬‬

‫ٍب إف الػػدليل علػػى ج ػواز التأكيػػل قػػوؿ النػػيب ‪ ‬الب ػن عبػػاس‪" :‬اللهػػم علمػػو ال كمػػة‬
‫وت ويل الكتاب"‪.‬ركاه ابن ماجو كابػن س و‬
‫ػعد كالطػربا٘ب ُب الكبػّب‪ ،‬وفػي روايػة ‪":‬اللهػم فقهػو فػي‬
‫الدين وعلمو الت ويل"‪ .‬ركاه اإلماـ أ‪ٞ‬بد كالطربا٘ب‬
‫فلو ٓب يكن لو تأكيل ‪٤‬با دعا النيب ‪ ‬البن عباس هبذا الدعاء‪ ،‬كا‪٤‬بتشابو الذم ال يعلمػو‬
‫إال اهلل ىو ما كاف من ا‪٤‬بغيبػات كنيػزكؿ عيسػى كخػركج دابٌػة األرض‪ ،‬كيػأجوج كمػأجوج‪ ،‬أمػا غػّب‬
‫ىذا فالنيب ‪ ‬يعلم تأكيلو كإال كيف يدعو إٔب ماال يعلمو على حسب زعم من يرفض التأكيل‪،‬‬
‫فالصحابة ‪ ‬كانوا يفهموف‪ ،‬ككذلك علماء السلف ما أحد مػنهم فهػم مػن آيػة االسػتواء نسػبة‬
‫ا‪١‬بلوس هلل على العرش كال أحػد مػنهم فهػم مػن اآليػات كاألحاديػث ا‪٤‬بتشػاهبات نسػبة ا‪٢‬بركػة هلل‬

‫‪55‬‬
‫أك ا‪١‬بهة أك ا‪٢‬بلوؿ أك أنو ُب السماء بذاتو‪ ،‬إ٭بػا فهمػوا معػا٘بى تليػق بػاهلل‪ ،‬فػإف قػاؿ أحػد فىلً ىػم ٓب‬
‫يػي ىؤِّكلػوا إذان؟ نقػػوؿ إهنػػم أكلػوا تػػأكيبلن إ‪ٝ‬باليػان حيػػث نفػوا عػػن اهلل الكيفيػػة‪ ،‬كإف ا‪٢‬باجػػة إٔب التأكيػػل‬
‫التفصيلي ُب زماهنم كانت قليلػة ك‪٤‬بػا كػاف أحػد علمػاء السػلف ٰبتػاج إٔب التأكيػل التفصػيلي كػاف‬
‫يؤِّكؿ‪ ،‬كذلك عند ظهور فتنة كفتنة ا‪٤‬بشبهة أك ا‪٤‬بعتزلة كغّبىم‪.‬‬
‫فقد ركل البيهقي أف ابن عباس أكؿ‪( :‬الساؽ) با‪٥‬بوؿ كالشدة‪.‬‬
‫كركل أيضان عن مالك بن أنس أنو َّأكؿ حديث النزكؿ بأنو نزكؿ ر‪ٞ‬بة ال نقلة‪.‬‬

‫كركل عػػن أ‪ٞ‬بػػد بػػن حنبػػل أنػػو َّأكؿ قولػػو تعػػأب‪ :‬وجػػاء ربػػح والملػػح صػػفا صػػفا‪‬‬
‫[سورة الفجر]‪ ،‬كذلك عندما كاف يناظر ا‪٤‬بعتزلة ُب مسألة خلق القرآف كما قالػت ا‪٤‬بعتزلػة‪ ،‬فقػاؿ‬
‫‪٥‬بم عندما احتجوا عليو هبذه اآليػة (جػاءت قدرتػو) أم آثػار قدرتػو‪ ،‬ككػذلك ‪٤‬بػا قػالوا لػو حػديث‬
‫الرسػوؿ ‪" :‬ت تي سػورة البقػرة و ؿ عمػراف يػوـ القيامػة ت اجػاف عػن صػاحبهما"‪ ،‬قػاؿ إ٭بػا‬
‫يأٌب الثواب‪.‬‬

‫ككػػذلك البخػػارم مػػن السػػلف َّأكؿ قػػوؿ اهلل تعػػأب‪ :‬كػػل ػػيء ىالػػح إال وجه ػػو‪‬‬
‫[سورة القصص] قاؿ‪" :‬إال ملكو" أم سلطانو‪ ،‬يعِب ملكو ال يفُب أما ملك غّبه فيفػُب كنمػركد‬
‫من الكفار ككسليماف ‪ ‬من األنبياء‪.‬‬
‫ك َّأكؿ أيضان الضحك الوارد ُب حق اهلل (بالر‪ٞ‬بة) يعِب ا‪٢‬بديث الذم كرد فيو الضحك‪.‬‬
‫كإف الػػذين ٓب ييؤِّكل ػوا التأكيػػل التفصػػيلي مػػن السػػلف كا‪٣‬بلػػف مػػن أىػػل السػػنة مػػا كػػانوا‬
‫يعَبض ػػوف عل ػػى م ػػن َّأكؿ م ػػنهم أم م ػػن أى ػػل الس ػػنة يع ػػِب التأكي ػػل ال ػػذم ال ي ػػؤدم إٔب تع ػػارض‬
‫احملكم‪ ،‬كعدـ تأكيلهم ليس ألنو بدعة أك منهي عنو‪ ،‬كإ٭با ذلك من فركض الكفاية لدحض من‬
‫فارؽ ا‪١‬بماعة كا‪٤‬بشبهة فإمامنا ا‪١‬بيبل٘ب ككذلك الرفػاعي سػلكا مسػلك أكثػر أىػل السػلف لػيس‬
‫‪١‬بهػػل منهمػػا هبػػذا الفػػن مػػن العلػػم‪ ،‬كإ٭بػػا كػػاف ُب كػػل زمػػن مػػن األزمنػػة مػػن ىػػو قػػائم بػػالرد علػػى‬
‫الفػػرؽ الض ػػالة باألدل ػػة النقلي ػػة كالعقلي ػػة فك ػػاف اىتم ػػاـ ال ػػبعض اآلخ ػػر بالفق ػػو كال ػػبعض با‪٢‬ب ػػديث‬
‫كالبعض باللغة كالبعض باإلرشاد كالَببية كا‪١‬بيبل٘ب مػع رده علػى الفػرؽ الضػالة بػبعض التأكيػل ‪٤‬بػا‬
‫دعت ا‪٢‬باجة‪.‬‬
‫كمػا كرد عػػن اإلمػػاـ عبػػد القػػادر مػػن أنػػو كػاف يػػذـ علػػم الكػػبلـ فمػػن الحػػظ عباراتػػو علػػم‬
‫أنو كاف يذـ منو ما اشتغل بو أىل البدع كاألىواء كالفبلسفة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ثم لتوضيح ما بيناه سػنورد بعػض أقػواؿ األئِمػة مػن سػلف األمػة وبلفهػا ممػن ىػم‬
‫معروفػػوف بالتصػػوؼ أو غيػػر معػػروفين بػػو لنؤكػػد أف عقيػػدة أىػػل السػػنة عقيػػدة واحػػدة‪ ،‬وأف‬
‫أىل التصوؼ ىذه ىي عقيدتهم ومن ذ ذ في النار‪.‬‬

‫قاؿ اهلل تعػأب‪ :‬لػيل كمثلػو ػيء‪[ ‬سػورة الشػورل]‪.‬فكمػا آمنَّػا بػو سػبحانو ك‪٫‬بػن ُب‬
‫الدنيا بأنو ال كيف لو كال شػبيو كىػذا مػا يقتضػيو الشػرع كالعقل‪،‬كػذلك بعػد ا‪٤‬بػوت يػراه ا‪٤‬بؤمنػوف‬
‫كىػػم ُب ا‪١‬بنػػة كمػػا كصػػف نفسػػو بػػبل كيػػف كال تشػػبيو كػ هػل يػراه مػػن مكانػػو مػػع تفػاكت درجػػاهتم‬
‫من غّب أف يكوف ُب جهة أك مكاف كما يرل ا‪٤‬بخلوؽ‪ ،‬كأنكرت ا‪٤‬بعتزلػة ذلػك ‪١‬بهلهػم معتقػدين‬
‫أف ا‪٤‬بخلوؽ ال ٲبكن أف يرل ا‪٣‬بالق‬
‫قاؿ اإلماـ مرتضى الزبيدم اللغوم ُب شرح اإلحياء‪" :‬كالبارم سبحانو موجود فصح أف‬
‫يرل"‪ .‬أم ذلك ليس مستحيبلن ألنو تعأب موجػود‪ ،‬فكمػا آمنػا بوجػوده بػبل كيػف ٲبكػن أف يػرل‬
‫كما كصف نفسو ببل كيف‪.‬‬
‫كقاؿ سيدنا عل ٌي ‪ ‬ككػرـ كجهػو‪" :‬كػاف اهلل كال مكػاف كىػو اآلف علػى مػا عليػو كػاف‪".‬‬
‫ركاه أبو منصور البغدادم ُب الفرؽ بْب الفرؽ كالنسفي ُب تفسّبه كمشس الدين الرملي ُب فتاكيػو‬
‫بسنده ا‪٤‬بتصل إٔب اإلماـ علي رضي اهلل عنو‪.‬‬
‫كقاؿ أيضان‪" :‬إف اهلل خلق العرش إظهاران لقدرتو كٓب يتخذه مكانان لذاتو" ركاه أبػو منصػور‬
‫ُب نفس ا‪٤‬بصدر‪.‬‬
‫كقػاؿ أيضػان‪" :‬مػن زعػػم أف إ‪٥‬بنػػا ‪٧‬بػدكد فقػػد جهػل ا‪٣‬بػػالق ا‪٤‬بعبػػود" حليػة األكليػػاء كاحملػػدكد‬
‫مالو حجم‪ ،‬يعِب أف اهلل منىزه عن ا‪٢‬بجم‪.‬‬
‫كقػػاؿ اإلمػػاـ زيػػن العابػػدين علػػي بػػن ا‪٢‬بسػػْب بػػن علػػي ‪" : ‬أنػػت اهلل الػػذم ال ٰبويػػك‬
‫مكاف" كقاؿ أنت اهلل ال ‪ٙ‬بد فتكوف ‪٧‬بدكدان" إ‪ٙ‬باؼ السادة ا‪٤‬بتقْب ‪٤‬برتضى الزبيدم‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ اجملتهد أبو حنيفة النعماف ‪ُ ‬ب الفقػو األكػرب‪ " :‬كاهلل تعػأب ييػرل ُب اآلخػرة‬
‫كي ػراه ا‪٤‬بؤمن ػػوف كى ػػم ُب ا‪١‬بن ػػة ب ػػأعْب رؤكس ػػهم بػػبل تش ػػبيو كال كمي ػػة كال يك ػػوف بين ػػو كب ػػْب خلق ػػو‬
‫مسافة"‬
‫كق ػػاؿ ُب كت ػػاب الوص ػػية‪" :‬كلق ػػاء اهلل تع ػػأب ألى ػػل ا‪١‬بن ػػة ب ػػبل كي ػػف كال تش ػػبيو كال جه ػػة‬
‫حق"‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫كقاؿ ُب الفقو األبسط‪ " :‬قلت‪ :‬أرأيت لو قيػل أيػن اهلل تعػأب؟ يقػاؿ لػو كػاف اهلل تعػأب‬
‫كال مكػػاف قبػػل أف ٱبلػػق ا‪٣‬بلػػق ككػػاف اهلل تعػػأب كٓب يكػػن أيػػن كال خ ٍلػػق كال شػػيء كىػػو خػػالق كػػل‬
‫شيء‪.‬‬
‫كقاؿ ُب الوصػية‪" :‬كنقػر بػأف اهلل سػبحانو كتعػأب علػى العػرش اسػتول مػن غػّب أف يكػوف‬
‫لو حاجة إليو كاستقرار عليو‪ ،‬كىو حافظ العػرش كغػّب العػرش مػن غػّب احتيػاج‪ ،‬فلػو كػاف ‪٧‬بتاجػان‬
‫‪٤‬بػػا قػػدر علػػى إٯبػػاد العػػآب كتػػدبّبه كػػا‪٤‬بخلوقْب‪ ،‬كلػػو كػػاف ‪٧‬بتاجػان إٔب ا‪١‬بلػػوس كالقػرار فقبػػل خلػػق‬
‫علوان كبّبان‪".‬‬
‫العرش أين كاف اهلل‪ .‬تعأب اهلل عن ذلك َّ‬
‫كقػػاؿ ُب الفقػػو األكػػرب‪" :‬كاهلل كاحػػد ال مػػن طريػػق العػػدد كلكػػن مػػن طريػػق أنػػو ال شػريك‬
‫لػػو"‪ٓ" .‬ب يلػػد كٓب يولػػد كٓب يكػػن لػػو كفػوان أحػػد"‪ .‬ال جسػػم كال عػػرض كال حػػد لػػو كال ضػػد كال نػػد‬
‫كال مثيل ال يشبو شيئان من خلقو كال يشبهو شيء من خلقػو كىػو شػيء ال كاألشػياء (أم ثابػت‬
‫الوجود قاؿ تعأب‪" :‬قل أي يء أكبػر ػهادة قػل ا ") كاهلل ٓب يػزؿ كال يػزاؿ بصػفاتو كأ‪٠‬بائػو‬
‫ٓب ٰبدث لو صفة كال اسم‪ ،‬كالتغّب كاالختبلؼ ُب األحواؿ ٰبدث ُب ا‪٤‬بخلوقْب‪ .‬كمن قاؿ "إهنا‬
‫‪٧‬بدثة أك ‪٨‬بلوقة أك توقف فيها أك شك فهو كافر"‪.‬‬
‫كق ػػاؿ ُب الفق ػػو األك ػػرب‪" :‬كل ػػيس ق ػػرب اهلل تع ػػأب م ػػن طري ػػق ا‪٤‬بس ػػافة كلك ػػن عل ػػى مع ػػُب‬
‫الكرامة‪ ،‬كا‪٤‬بطيػع قريػب منػو تعػأب بػبل كيػف كالعاصػي بعيػد عنػو بػبل كيػف كالقػرب كاإلقبػاؿ يقػع‬
‫على ا‪٤‬بناجي كذلك جواره تعأب ُب ا‪١‬بنة كالوقوؼ بْب يديو كالرؤية ُب اآلخرة ببل كيف"‪.‬‬
‫كقػػاؿ ُب الفقػػو األبسػػط‪" :‬كػػاف اهلل كال مكػػاف كػػاف قبػػل أف ٱبلػػق ا‪٣‬بلػػق‪ ،‬كػػاف كٓب يكػػن‬
‫أين كال خلق كال شيء كىو خالق كل شػيء فمػن قػاؿ‪ :‬ال أعػرؼ ريب أُب السػماء أـ ُب األرض‬
‫فهػػو كػػافر‪ .‬كػػذلك مػػن قػػاؿ إنػػو علػػى العػػرش كال أدرم العػػرش أُب السػػماء أـ ُب األرض"‪ .‬قػػاؿ‬
‫الش ػ ػ ػ ػػيخ الع ػ ػ ػ ػػز بػ ػ ػ ػ ػػن عب ػ ػ ػ ػػد الس ػ ػ ػ ػػبلـ ُب كتابػ ػ ػ ػ ػػو ح ػ ػ ػ ػػل الرم ػ ػ ػ ػػوز ُب بيػ ػ ػ ػ ػػاف م ػ ػ ػ ػ ػراد أيب حنيفػ ػ ػ ػ ػػة‪:‬‬
‫"ألف ىذا القوؿ يوىم أف للحق مكانان كمن توىم أف للحق مكانان فهو مشبو"‪.‬‬
‫كأيػد الشػػيخ مػبل علػي القػارئ كػػبلـ ابػػن عبػد السػػبلـ ُب شػرح الفقػػو األكػرب كقػػاؿ اإلمػػاـ‬
‫أ‪ٞ‬بد الرفاعي مثل ابن عبد السبلـ ُب أكؿ كتاب الربىاف ا‪٤‬بؤيػد كقػاؿ اإلمػاـ أبػو حنيفػة أيضػان ُب‬
‫الوصػػية‪" :‬ال يوصػػف بصػػفات ا‪٤‬بخلػػوقْب"‪ .‬كقػػاؿ ُب الفقػػو األكػػرب‪ " :‬كال يقػػاؿ أف يػػده قدرتػػو أك‬
‫نعمتو كلكن يده صفتو ببل كيف"‪.‬‬
‫كقاؿ ُب الفقو األبسط‪ ":‬ككجهو ليس كوجوه خلقو كىو خالق كل الوجوه"‬

‫‪58‬‬
‫كقاؿ أيضان‪ " :‬كرضاه كغضبو صفتو ببل كيف"‪.‬‬
‫كركل البيهقي ُب األ‪٠‬باء كالصػفات عػن أـ سػلمة كمالػك رضػي اهلل عنهمػا أهنمػا قػاال "‬
‫كال يقاؿ كيف (أم عن اهلل) ككيف عنو مرفوع‪.‬‬
‫كركل عن اإلماـ مالك أيضان أنو قاؿ‪" :‬االستواء غّب ‪٦‬بهوؿ كالكيف غّب معقوؿ"‪.‬‬
‫كركل اإلمػػاـ مرتضػػى الزبيػػدم ُب إ‪ٙ‬بػػاؼ السػػادة ا‪٤‬بتقػػْب عػػن اإلم ػػاـ اجملتهػػد ‪٧‬بمػػد بػػن‬
‫إدريس الشافعي ‪ ‬ما نصػو‪ " :‬إنػو تعػأب كػاف كال مكػاف فخلػق ا‪٤‬بكػاف كىػو علػى صػفة األزليػة‬
‫كما كاف قبل خلقو ا‪٤‬بكاف ال ٯبوز التغيّب ُب ذاتو كال التبديل ُب صفاتو"‪.‬‬
‫كركل اإلمػػاـ البيهقػػي ُب مناقػػب اإلمػػاـ اجملتهػػد أ‪ٞ‬بػػد بػػن حنبػػل ‪ :‬أنػػو كػػاف ينى ػزه اهلل‬
‫تعأب عن ا‪١‬بسم كالصورة كا‪٢‬بد‬
‫كركل اإلمػػاـ الرفػػاعي عنػػو ُب الربىػػاف ا‪٤‬بؤيػػد أنػػو قػػاؿ‪ " :‬اسػػتول كمػػا أخػػرب ال كمػػا ٱبطػػر‬
‫للبشر"‪ .‬كقاؿ الشػيخ ابػن حجػر ا‪٥‬بيتمػي ُب الفتػاكل ا‪٢‬بديثيػة‪" :‬كمػا اشػتهر بػْب جهلػة ا‪٤‬بنسػوبْب‬
‫إٔب ىػػذا اإلمػػاـ األعظػػم اجملتهػػد (أم أ‪ٞ‬بػػد بػػن حنبػػل) مػػن أنػػو قائػػل بشػػيء مػػن ا‪١‬بهػػة أك ‪٫‬بوىػػا‬
‫فكذب كهبتاف كافَباء عليو‪.‬‬
‫كق ػػاؿ اإلم ػػاـ الطح ػػاكم ر‪ٞ‬ب ػػو اهلل ُب عقيدت ػػو‪" :‬كتع ػػأب ع ػػن ا‪٢‬ب ػػدكد كالغاي ػػات كاألرك ػػاف‬
‫كاألعضاء كاألدكات‪ ،‬ال ‪ٙ‬بويو ا‪١‬بهات الست كسائر ا‪٤‬ببتدعات"‪.‬‬
‫كمعػػُب ا‪٢‬بػػد هنايػػة الشػػيء ػ كالغايػػات ػ النهايػػات كىػػذا مػػن صػػفات األجسػػاـ ػ كمعػػُب‬
‫األركاف ػ ا‪١‬بوانب ػ كمعُب األعضاء ػ أم األجػزاء الكبػّبة كذلػك مػن خصػائص األجسػاـ ػ كمعػُب‬
‫األدكات ػ أم األجزاء الصغّبة كىذا مػن خصػائص األجسػاـ ػ كمعػُب ال ‪ٙ‬بويػو ا‪١‬بهػات السػت ػ‬
‫أم ال ‪ٙ‬بيط بو ا‪١‬بهات الست كىي فوؽ ك‪ٙ‬بػت كٲبػْب كمشػاؿ كأمػاـ كخلػف‪ ،‬ألف ىػذه ال تصػح‬
‫إال ‪٤‬بن ىو جرـ أم جسم كاهلل تعأب خالق األجساـ كثائفها كلطائفها‪.‬‬
‫كقاؿ الطحاكم ا‪٢‬بنفػي أيضػان‪ ":‬كمػن كصػف اهلل ٗبعػُب مػن معػا٘ب البشػر فقػد كفػر‪ ،‬فمػن‬
‫أبصر ىذا اعترب كعن مثل قوؿ الكفار انزجر‪ ،‬كعلم أنو بصفاتو ليس كالبشر"‪.‬‬
‫كقػػاؿ إمػػاـ أىػػل السػػنة أبػػو ا‪٢‬بسػػن األشػػعرم ‪ ‬مػػا نصػػو‪" :‬كػػاف اهلل كال مكػػاف فخلػػق‬
‫العرش كالكرسي كٓب ٰبتج إٔب مكاف كىو بعد خلق ا‪٤‬بكاف كما كاف قبل خلقو"‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ركاه ابن عساكر ُب تبيْب كذب ا‪٤‬بفَبم‪.‬‬
‫كقػػاؿ األشػػعرم ُب كتػػاب النػوادر‪" :‬مػػن اعتقػػد أف اهلل جسػػم فهػػو غػػّب عػػارؼ بربػػو كإنػػو‬
‫كافر بو"‪.‬‬
‫كق ػػاؿ اإلم ػػاـ أب ػػو منص ػػور ا‪٤‬باتري ػػدم ‪ُ ‬ب كت ػػاب التوحي ػػد‪" :‬إف اهلل س ػػبحانو ك ػػاف كال‬
‫مكاف كجائز ارتفاع األمكنة كبقاؤه على مػا كػاف‪ ،‬فهػو علػى مػا كػاف‪ ،‬ككػاف علػى مػا عليػو اآلف‪،‬‬
‫جػػل عػػن التغيػػّب كالػػزكاؿ كاالسػػتحالة" يعػػُب باالسػػتحالة التحػػوؿ كالتطػػور كالتغػػّب كىػػذا مسػػتحيل‪،‬‬
‫سبحانو كتعأب‪.‬‬
‫كق ػػاؿ أيض ػان ُب كت ػػاب التوحي ػػد‪" :‬كأم ػػا رف ػػع األي ػػدم إٔب الس ػػماء فعل ػػى العب ػػادة‪ ،‬كهلل أف‬
‫يتعبد عباده ٗبػا شػاء كيػوجههم إٔب حيػث شػاء‪ ،‬كإف ظ ٌػن مػن يظػن أف رفػع األبصػار إٔب السػماء‬
‫ألف اهلل من ذلك الوجو إ٭با ىو كظن من يزعم أنو إٔب جهة أسفل األرض ٗبا يضع عليها كجهو‬
‫متوجهػان ُب الصػػبلة ك‪٫‬بوىػػا‪ ،‬ككظػػن مػػن يػػزعم أنػػو ُب شػػرؽ األرض كغرهبػػا ٗبػػا يتوجػػو إٔب ذلػػك ُب‬
‫الصبلة‪ ،‬أك ‪٫‬بو مكة ‪٣‬بركجو إٔب ا‪٢‬بج‪ ،‬جل اهلل عن ذلك"‪.‬‬
‫كمػػن أئمػػة ا‪٣‬بلػػف قػػاؿ اإلمػػاـ البيهقػػي ‪ُ ‬ب كتػػاب االعتقػػاد‪" :‬كُب ا‪١‬بملػػة ٯبػػب أف‬
‫ييعلػػم أف اسػػتواء اهلل تعػػأب لػػيس باسػػتواء اعتػػداؿ عػػن اعوجػػاج‪ ،‬كال اسػػتقرار ُب مكػػاف كال ‪٩‬باسػػة‬
‫لشيء من خلقو‪ ،‬كلكنو مستو علػى عرشػو كمػا أخػرب بػبل كيػف‪ ،‬كال أبػن كبػائن مػن ‪ٝ‬بيػع خلقػو‬
‫(أم ال مشاهبة بينػو كبػْب ‪ٝ‬بيػع خلقػو) كأف إتيانػو لػيس بإتيػاف مػن مكػاف إٔب مكػاف‪ ،‬كأف ‪٦‬بيئػو‬
‫لػػيس ٕبركػػة‪ ،‬كأف نزكلػػو لػػيس بنقلػػة‪ ،‬كأف نفسػػو (أم ذاتػػو) لػػيس ٔبسػػم‪ ،‬كأف كجهػػو لػػيس بصػػورة‪،‬‬
‫كأف يده ليست ٔبارحة‪ ،‬كأف عينو ليست ٕبدقػة‪ ،‬كإ٭بػا ىػذه أكصػاؼ جػاء هبػا التوقيػف فقلنػا هبػا‬
‫كنفينػا عنػػو التكييػػف‪ ،‬فقػػد قػػاؿ ‪‬لػػيل كمثلػػو ػػيء‪ ‬كقػػاؿ ‪‬ولػػم يكػػن لػػو كفػػواً أحػػد‪ ‬كقػػاؿ‪:‬‬
‫‪‬ىل تعلم لو سميا‪.‬‬
‫كركل البيهقي عن اإلماـ أيب سليماف ا‪٣‬بطايب ‪ ‬أنػو قػاؿ‪" :‬إف الػذم علينػا كعلػى كػل‬
‫مسػػلم أف يعلمػػو أف ربنػػا لػػيس بػػذم صػػورة كال ىيئػػة فػػإف الصػػورة تقتضػػي الكيفيػػة كالكيفيػػة منفيػػة‬
‫عن اهلل كعن صفاتو‪.‬‬
‫كركل عن ػ ػػو أيض ػ ػان ُب األ‪٠‬ب ػ ػػاء كالص ػ ػػفات‪" :‬كاهلل تع ػ ػػأب ال يوص ػ ػػف با‪٢‬برك ػ ػػة ألف ا‪٢‬برك ػ ػػة‬
‫كالسػػكوف يتعاقبػػاف ُب ‪٧‬بػػل كاحػػد كإ٭بػػا يوصػػف با‪٢‬بركػػة مػػن ٯبػػوز أف يوصػػف بالسػػكوف ككبلٮبػػا‬

‫‪61‬‬
‫من أعراض ا‪٢‬بػدث كأكصػاؼ ا‪٤‬بخلػوقْب كاهلل تبػارؾ كتعػأب متع و‬
‫ػاؿ عنهمػا‪" :‬لػيس كمثلػو شػيء"‬
‫كنقل عن اإلماـ األشعرم ُب نفس الكتاب قولو‪" :‬إف اهلل تعأب ال مكاف لو"‪.‬‬
‫كقاؿ الزركشي ُب تشنيف ا‪٤‬بسامع ُب الذين اعتقدكا قدـ العػآب كأزليتػو ٗبادتػو كصػورتو أك‬
‫مادتو فقط‪ " :‬ككفرىم ا‪٤‬بسلموف كضللوىم"‬

‫قاؿ تعأب‪ :‬ىو األوؿ واآلبر‪[ ‬سورة ا‪٢‬بديد]‪.‬‬

‫كقاؿ ‪ُ ‬ب ا‪٢‬بديث الذم ركاه البخارم كغّبه‪ " :‬كاف ا ولم يكن يء غيره"‬
‫كمن أقواؿ الصوفية ُب تٍنزيو اهلل تعأب عن مشاهبة خلقو‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ أبو بكر ‪٧‬بمد بن إسػحاؽ الكبلبػاذم ا‪٢‬بنفػي ا‪٤‬بت ػوَب سػنة َّٖ ى ػ ُب بيػاف‬
‫عقيدة الصوفية مػا نصػو‪" :‬اجتمعػت الصػوفية علػى أف اهلل ال ٰبويػو مكػاف كال ٯبػرم عليػو زمػاف"‬
‫(التعرؼ ‪٤‬بذىب أىل التصوؼ)‪.‬‬
‫كركل القشّبم ُب الرسالة عن سيد الطائفة الصوفية اإلمػاـ أيب القاسػم ا‪١‬بنيػد البغػدادم‬
‫‪ ‬أنو قاؿ‪" :‬التوحيد إفراد القد‪ٙ‬ب من احملدث"‪.‬‬
‫كُب الرسػػالة أيضػان عػػن اإلمػػاـ أيب بكػػر الشػػبلي قػػاؿ‪ " :‬الواحػػد ا‪٤‬بعػػركؼ قبػػل ا‪٢‬بػػد كقبػػل‬
‫ا‪٢‬بػػركؼ قػػاؿ القشػػّبم كىػػذا ص ػريح مػػن الشػػبلي أف القػػد‪ٙ‬ب سػػبحانو ال حػػد لذاتػػو كال حػػركؼ‬
‫لكبلمو‪.‬‬
‫كركل عن اإلمػاـ ا‪١‬بنيػد قػاؿ عنػدما سػئل عػن التوحيػد‪" :‬إفًػر ياد ا‪٤‬ب ىوحػد بتحقيػق كحدانيتػو‬
‫ي‬
‫بكماؿ أحديتو أنو الواحد الذم ٓب يلد كٓب يولد بنفػي األضػداد كاألنػداد كاألشػباه بػبل تشػبيو كال‬
‫تكييف كال تصوير كال ‪ٛ‬بثيل ليس كمثلو شيء كىو السميع البصّب"‪.‬‬
‫ككاف اإلماـ ا‪١‬بنيد يقوؿ لو كنت حاكما لقطعت عنق من ‪٠‬بعتػو يقػوؿ‪ ":‬ال موجػود إال‬
‫اهلل" كىذه الكلمة أحدثها مبلحدة ا‪٤‬بتصوفة يعنػوف هبػا أف الكػوف أجػزاء مػن اهلل ىػؤالء ا‪٤‬بسػموف‬
‫أىػل كحػدة الوجػود‪ ،‬لكػن كثػّبان مػن عػواـ ا‪٤‬بسػػلمْب صػاركا يقولوهنػا مػن غػّب فهػم ‪٤‬بعناىػا كيظنػػوف‬
‫أف معناىػػا أف اهلل ىػػو ا‪٤‬بسػػيطر علػػى كػػل شػػيء فهػػؤالء ال يكفػػركف ألهنػػم ال يفهمػػوف منهػػا ا‪٤‬بعػػُب‬
‫الكفرم لكن ينهوف عنها‪.‬‬
‫كركل أبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية عن اإلماـ الصوُب ذل النوف ا‪٤‬بصرم قاؿ‪( :‬البحر البسيط)‬

‫‪60‬‬
‫وىػ ػػو الم ػ ػػيط بنػ ػػا فػ ػػي كػ ػػل مرتصػ ػػد‬ ‫ربػ ػ ػػي تعػ ػ ػػالى ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػيء ي ػ ػ ػػيط بػ ػ ػػو‬
‫وال ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد بمقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدار وال أمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‬ ‫ال األيػ ػ ػن وال ي ػ ػػث والتكيي ػ ػػف يدرك ػ ػػو‬
‫ع ػػين ول ػػيل ل ػػو ف ػػي المث ػػل م ػػن أح ػػد‬ ‫وَك ْي ػ ػ ػ ػ ػػف يدرك ػ ػ ػ ػ ػػو ح ػ ػ ػ ػ ػػد ول ػ ػ ػ ػ ػػم ت ػ ػ ػ ػ ػػرهُ‬
‫وق ػ ػ ػػد تع ػ ػ ػػالى ع ػ ػ ػػن األ ػ ػ ػػباه والول ػ ػ ػػد‬ ‫أـ كي ػ ػ ػ ػػف يبلغ ػ ػ ػ ػػو وى ػ ػ ػ ػػم بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبو‬

‫كُب الرسػػالة عػػن اإلمػػاـ سػػهل بػػن عبػػد اهلل التسػػَبم ‪ ‬قػػاؿ‪" :‬ينظػػر إليػػو تعػػأب ا‪٤‬بؤمنػػوف‬
‫باألبصار من غّب إحاطة كال إدراؾ هناية"‪.‬‬
‫كقاؿ ا‪١‬بنيد‪ :‬سئل بعػض العلمػاء عػن التوحيػد فقػاؿ ىػو اليقػْب فقػاؿ السػائل بػْب ٕب مػا‬
‫ى ػ ػ ػػو فق ػ ػ ػػاؿ‪" :‬ى ػ ػ ػػو معرفت ػ ػ ػػك أف حرك ػ ػ ػػات ا‪٣‬بل ػ ػ ػػق كس ػ ػ ػػكوهنم فع ػ ػ ػػل اهلل ع ػ ػ ػ ٌػز كج ػ ػ ػػل كح ػ ػ ػػده ال‬
‫شريك لو"‪.‬‬

‫كسئل الشبلي عن قولو تعأب الر‪ٞ‬بن علػى العػرش اسػتول فقػاؿ‪" :‬الػر‪ٞ‬بن ٓب يػزؿ كالعػرش‬
‫‪٧‬بدث كالعرش بالر‪ٞ‬بن استول"‪.‬‬

‫كركل القشػػّبم أيضػان أف جعفػػر بػػن نصػػّب سػػئل عػػن قولػػو تعػػأب ‪‬الػػرحمن علػػى العػػرش‬
‫استوب‪ ‬فقاؿ‪ " :‬استوب علمو بكل يء فليل يء أقرب إليو من يء"‪.‬‬
‫كركل عن اإلماـ جعفر الصادؽ بن ‪٧‬بمد الباقر بن اإلماـ على زين العابػدين بػن اإلمػاـ‬
‫ا‪٢‬بسػػْب ‪ ‬أنػػو قػػاؿ‪" :‬مػػن زعػػم أف اهلل ُب شػػيء أك علػػى شػػيء أك مػػن شػػيء فقػػد أشػػرؾ إذ لػػو‬
‫كاف ُب شيء لكاف ‪٧‬بصوران أك كاف على شيء لكاف ‪٧‬بموالن أك كاف من شيء لكاف ‪٧‬بدثان"‪.‬‬
‫كركل أف رج ػبلن س ػأؿ ص ػػوفيا بقول ػػو ػ أي ػػن اهلل) فق ػػاؿ ل ػػو الص ػػوُب أس ػػحقك اهلل "ق ػػاؿ‬
‫القشّبم رأيت ذلك ٖبط األستاذ أيب علي الدقاؽ"‪.‬‬
‫كركل عػػن الواسػػطي أنػػو قػػاؿ‪" :‬مػػا أحػػدث اهلل شػػيئان أكػػرـ مػػن الػػركح" قػػاؿ القشػػّبم‪:‬‬
‫"صرح بأف الركح ‪٨‬بلوقة" كىذا رد على بعض أدعيػاء التصػوؼ الػذين كصػفوا اهلل بأنػو ركح كىػذا‬
‫كفر ألهنم كذبوا قوؿ اهلل تعأب‪ :‬قل الروح من أمر ربي‪[ ‬سورة اإلسراء]‪.‬‬

‫كأمػػا قولػػو تعػػأب‪ :‬فنفخنػػا فيػػو مػػن روحنػػا‪[ ‬سػػورة التحػػر‪ٙ‬ب]‪ ،‬فػػإف اإلضػػافة ىنػػا إضػػافة‬
‫تش ػريف كملػػك كليس ػت إضػػافة صػػفة ألف ركح ا‪٤‬بسػػيح مػػن األركاح ا‪٤‬بشػػرفة كبػػاقي أركاح النبيػػْب‬
‫صػػلوات اهلل كسػػبلمو علػػيهم أ‪ٝ‬بعػػْب كإ٭بػػا خػػص عيسػػى بالػػذكر ألنػػو أتػػى مػػن غػػّب أب ككػػذلك‬

‫‪62‬‬
‫خص آدـ عليهما السبلـ ألنو خلػق مػن غػّب أب كأـ فهػو سػبحانو علػى كػل شػيء قػدير‪ ،‬فػإف‬
‫اهلل تعػػأب أمػػر جربيػػل عليػػو السػػبلـ أف يضػع فيػػو الػػركح ا‪٤‬بشػػرفة‪ ،‬كمعػػُب "ككلمتػػو ألقاىػػا إٔب مػػر‪ٙ‬ب"‬
‫أم بشارتو حيث أمر جربيل أف يبشر مر‪ٙ‬ب بعيسى عليو السبلـ‪.‬‬
‫كركل القشػػّبم عػػن اإلمػػاـ أيب علػػي الركذبػػارم ر‪ٞ‬بػػو اهلل أنػػو سػػئل عػػن التوحيػػد فقػػاؿ‪":‬‬
‫التوحيد استقامة القلب بإثبات مفارقة التعطيل كإنكار التشبيو كالتوحيػد ُب كلمػة كاحػدة كػل مػا‬
‫صوره األكىاـ كاألفكار فاهلل سبحانو ٖببلفو لقولو تعأب‪ :‬ليل كمثلو يء‪.‬‬
‫كركل عػػن شػػيخ كقتػػو أيب القاسػػم النصػرأبادم أنػػو قػػاؿ‪" :‬ا‪١‬بنػػة باقيػػة بإبقائػػو كذكػػره لػػك‬
‫كر‪ٞ‬بتػػو ك‪٧‬ببتػػو لػػك باقي ػة ببقائػػو فشػػتاف بػػْب مػػا ىػػو بػ و‬
‫ػاؽ ببقائػػو كبػػْب مػػا ىػػو بػػاؽ بإبقائػػو" قػػاؿ‬
‫القشػػّبم‪ :‬كىػػذا الػػذم قالػػو الشػػيخ أبػػو القاسػػم ىػػو غايػػة التحقيػػق فػػإف أىػػل ا‪٢‬بػػق قػػالوا صػػفات‬
‫ذات القػد‪ٙ‬ب سػبحانو باقيػات ببقائػو تعػأب‪ ،‬فننبػو علػػى ىػذه ا‪٤‬بسػألة‪ ،‬كنبػْب أف البػاقي بػاؽ ببقائػػو‬
‫ٖببلؼ ما قالو ‪٨‬بالفو ا‪٢‬بق"‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ أبو القاسم القشّبم ‪ُ ‬ب افتتاحو كتاب الرسالة القشّبية‪" :‬فسبحانو مػن‬
‫عزيز ال حد ينالو كال عػد ٰبتالػو كال أمػد ٰبصػره كال أحػد ينصػره كال كلػد يشػفعو كال عػدد ٯبمعػو‬
‫كال مكػاف ٲبسػكو كال زمػاف يدركػػو كال فهػم يقػدره كال كىػػم يصػوره تعػأب عػػن أف يقػاؿ كيػف ىػػو‬
‫أك أين‪ ...‬ليس كمثلو شيء كىو السميع البصّب"‪.‬‬
‫كقػػاؿ بعػػد أف ذكػػر عػػدة أق ػواؿ ُب التوحيػػد كالتٍنزيػػو ألئمػػة الصػػوفية‪" :‬قػػاؿ شػػيوخ ىػػذه‬
‫الطريق ػػة عل ػػى م ػػا ي ػػدؿ علي ػػو متفرق ػػات كبلمه ػػم ك‪٦‬بموعاهت ػػا كمص ػػنفاهتم ُب التوحي ػػد‪ :‬إف ا‪٢‬ب ػػق‬
‫سبحانو كتعأب موجود قد‪ٙ‬ب ال يشبو شيئان من ا‪٤‬بخلوقػات‪ ،‬لػيس ٔبسػم كال جػوىر كال عػرض كال‬
‫صفاتو أعراض‪ ،‬كال يتصور ُب األكىاـ‪ ،‬كال يتقػدر ُب العقػوؿ‪ ،‬كال لػو جهػة كال مكػاف‪ ،‬كال ٯبػرم‬
‫عليو كقت كزماف"‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ أ‪ٞ‬بد الرفاعي الكبّب قدس سره ُب كتاب حكم الشيخ أ‪ٞ‬بد الرفاعي‪" :‬غاية‬
‫ا‪٤‬بعرفة باهلل اإليقاف بوجوده تعأب ببل كيف كال مكاف"‪.‬‬
‫كُب كتاب إجابة الػداعي قػاؿ اإلمػاـ الرفػاعي‪" :‬كأنػو (أم اهلل) ال ٰبػل ُب شػيء كال ىٰبيػل‬
‫فيو شيء تعأب عن أف ٰبويو مكػاف‪ ،‬كمػا تقػدس عػن أف ٰبػده زمػاف‪ ،‬بػل كػاف قبػل خلػق الزمػاف‬
‫كا‪٤‬بكاف‪ ،‬كىو اآلف على ما عليو كاف"‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫كقػ ػػاؿ اإلمػ ػػاـ الرفػ ػػاعي ا‪٤‬بتػ ػػوَب سػ ػػنة ٖٕٓ ػ أيض ػ ػان ُب كتػ ػػاب الربىػ ػػاف ا‪٤‬بؤيػ ػػد‪ ":‬أم‬
‫سػػادة ػ نزى ػوا اهلل عػػن ‪٠‬ب ػات احملػػدثْب‪ ،‬كصػػفات ا‪٤‬بخلػػوقْب كطهػػركا عقائػػدكم مػػن تفسػػّب معػػُب‬
‫االستواء ُب حقو تعأب باالستقرار كاستواء األجسػاـ علػى األجسػاـ ا‪٤‬بسػتلزـ للحلػوؿ‪ ،‬تعػأب اهلل‬
‫عػػن ذلػػك كإيػػاكم كالقػػوؿ بالفوقيػػة كالسػػفلية‪ ،‬كا‪٤‬بكػػاف‪ ،‬كاليػػد كالعػػْب با‪١‬بارحػػة‪ ،‬كالنيػزكؿ كاإلتيػػاف‬
‫كاالنتقاؿ فإف كل ما جاء ُب الكتاب كالسنة ‪٩‬با يدؿ ظاىره على مػا ذكػر فقػد جػاء ُب الكتػاب‬
‫كالسػػنة مثلػػو مػػا يؤيػػد ا‪٤‬بقصػػود‪ ،‬فمػػا بقػػي إال مػػا قالػػو صػػلحاء السػػلف‪ ،‬كىػػو اإلٲبػػاف بظػػاىر كػػل‬
‫ذلك كرد علم ا‪٤‬براد إٔب اهلل كرسولو مع تٍنزيو البارم تعأب عن الكيف ك‪٠‬بات ا‪٢‬بدكث"‪.‬‬
‫كقاؿ ُب الكتاب نفسو‪" :‬قاؿ الشافعي ‪٤‬با سئل عػن ذلػك‪ :‬آمنػت بػبل تشػبيو‪ ،‬كصػدقت‬
‫بػػبل ‪ٛ‬بثيػػل‪ ،‬كاهتمػػت نفسػي عػػن اإلدراؾ‪ ،‬كأمسػػكت عػػن ا‪٣‬بػػوض فيػػو كػػل اإلمسػػاؾ"‪ .‬كقػػاؿ كقػػد‬
‫‪ٝ‬بػػع إمامنػػا الشػػافعي ‪ٝ ‬بيػػع مػػا قيػػل ُب التوحيػػد بقولػػو‪" :‬مػػن انػػتهض ‪٤‬بعرفػة مػػدبره فػػانتهى إٔب‬
‫موجػػود ينتهػػي إليػػو فكػػره فهػػو مشػػبو كإف اطمػػأف إٔب العػػدـ الصػػرؼ فهػػو معطػػل‪ ،‬كإف اطمػػأف‬
‫‪٤‬بوجود كاعَبؼ بالعجز عن إدراكو فهو موحد" أم مؤمن‪.‬‬
‫كقػػاؿ‪ :‬سػػئل بعػػض العػػارفْب عػػن ا‪٣‬بػػالق تقدسػػت أ‪٠‬بػػاؤه فقػػاؿ للسػػائل‪" :‬إف سػػألت عػػن‬
‫ذاتو فليس كمثلو شيء كإف سألت عن صفاتو فهو أحد صمد ٓب يلد كٓب يولد كٓب يكػن لػو كفػوان‬
‫أح ػػد‪ ،‬كإف س ػػألت ع ػػن ا‪٠‬ب ػػو فه ػػو اهلل ال ػػذم ال إل ػػو إال ى ػػو ع ػػآب الغي ػػب كالش ػػهادة ى ػػو ال ػػر‪ٞ‬بن‬
‫الرحيم‪ ،‬كإف سألت عن فعلو فكل يوـ ىو ُب شأف" أم يرفػع قومػان كيضػع آخػرين كػل يػوـ تتغػّب‬
‫فيو األحواؿ بفعل اهلل كمشيئتو كاهلل ال يتغّب‪.‬‬
‫كقاؿ الشػيخ عبػد اهلل بػن أسػعد اليػافعي اليمػِب (ٖٕٔ ىػػ) بعػد أف ذكػر عقيػدة الصػوفية‬
‫ُب تٍنزيو اهلل عػن ا‪١‬بهػة كا‪٤‬بكػاف ُب كتػاب ركض الريػاحْب‪ " :‬فأنػا أذكػر اآلف عقيػدٌب معهػم علػى‬
‫كجو االختصار فأقوؿ كبػاهلل التوفيػق الػذم نعتقػده أنػو سػبحانو كتعػأب اسػتول علػى العػرش علػى‬
‫الوجػو الػذم قالػػو كبػا‪٤‬بعُب الػذم أراده اسػػتواء منىزىػا عػن ا‪٢‬بلػػوؿ كاالسػتقرار كا‪٢‬بركػة كاالنتقػػاؿ‪ ،‬ال‬
‫ٰبملػػو العػػرش بػػل العػػرش ك‪ٞ‬بلتػػو ‪٧‬بمولػػوف بلطػػف قدرتػػو‪ ،‬ال يقػػاؿ أيػػن كػػاف كال كيػػف كػػاف‪ ،‬كال‬
‫م ػػٌب‪ ،‬ك ػػاف كال مك ػػاف كال زم ػػاف‪ ،‬كى ػػو اآلف عل ػػى م ػػا علي ػػو ك ػػاف‪ ،‬تع ػػأب ع ػػن ا‪١‬به ػػات كاألقط ػػار‬
‫كا‪٢‬بدكد كا‪٤‬بقدار" كاإلماـ اليافعي شافعي ا‪٤‬بذىب قادرم شاذٕب الطريقة‪.‬‬
‫كقػػاؿ صػػاحب كتػػاب هنػػج الرشػػاد ُب الػػرد علػػى أىػػل الوحػػدة كا‪٢‬بلػػوؿ كاال‪ٙ‬بػػاد‪ ":‬حػػدثِب‬
‫الشيخ كماؿ الػدين ا‪٤‬براغػي قػاؿ‪ :‬اجتمعػت بالشػيخ أيب العبػاس ا‪٤‬برسػي تلميػذ الشػيخ الكبػّب أيب‬

‫‪64‬‬
‫ا‪٢‬بسن الشاذٕب كفاكضتو ُب ىؤالء اال‪ٙ‬بادية (أم الذين يقولوف إف العآب أجزاء من اهلل كإف اهلل‬
‫العا ىٓب ىو اهلل)‬
‫العا ىٓبٍ ك ى‬
‫ىو ى‬
‫فوجدتو شػديد اإلنكػار علػيهم كالنهػي عػن طػريقهم كقػاؿ‪ :‬أتكػوف الصػنعة ىػي الصػانع؟‬
‫"‪ .‬كسيدنا ا‪٤‬برسي ىو خليفة اإلماـ الشاذٕب رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫كقػػد قػػاؿ القاضػػي عيػػاض ا‪٤‬بػػالكي ػ ْْٓ ىػ ػ ُب الشػػفا‪" :‬أ‪ٝ‬بػػع ا‪٤‬بسػػلموف علػػى كفػػر‬
‫أصػػحاب ا‪٢‬بلػػوؿ كمػػن ادعػػى حلػػوؿ البػػارم سػػبحانو ُب أحػػد األشػػخاص كقػػوؿ بعػػض ا‪٤‬بتصػػوفة‬
‫كالباطنية كالنصارل كالقرامطة"‪.‬‬
‫كق ػػاؿ الش ػػيخ عب ػػد العزي ػػز ب ػػن عب ػػد الس ػػبلـ األش ػػعرم الش ػػافعي م ػػذىبا كالش ػػاذٕب طريق ػػة‬
‫(َٔٔىػ)‪" :‬ليس ػ أم اهلل ػ ٔبسػم مصػور‪ ،‬كال جػوىر ‪٧‬بػدكد مقػدر‪ ،‬كال يشػبو شػيئان‪ ،‬كال يشػبهو‬
‫شيء‪ ،‬كال ‪ٙ‬بيط بو ا‪١‬بهات‪ ،‬كال تكتنفو األرضوف كال السموات‪ ،‬كاف قبل أف كػوف ا‪٤‬بكػاف كدبػر‬
‫م ُب طبقات الشافعية الكربل‪.‬‬ ‫الزماف‪ ،‬كىو اآلف على ما عليو كاف" يرًك ى‬
‫كقػػاؿ أيضػان ُب قواعػػده الكػػربل‪" :‬مػػن زعػػم أف اإللػػو ٰبػػل ُب شػػيء مػػن أجسػػاد النػػاس أك‬
‫غّبىم فهو كافر"‪.‬‬
‫كقاؿ القاضي عياض ر‪ٞ‬بو اهلل ُب الشفا ُب فصل حديث اإلسراء ما نصو‪" :‬اعلػم أف مػا‬
‫كقع من إضافة الدنو كالقرب ىنا من اهلل فليس بدنو مكػاف كال قػرب مػدل‪ ،‬بػل كمػا ذكرنػا عػن‬
‫جعفر بن ‪٧‬بمد الصادؽ ‪ :‬لػيس ب يػدنو حػد كإ٭بػا دن ٌػو النػيب ‪ ‬مػن ربػو كقربػو منػو إبانػةي عظػيم‬
‫مٍنزلتو كتشريف يرتبتو"‪.‬‬
‫كق ػػاؿ الش ػػيخ أ‪ٞ‬ب ػػد ب ػػن عط ػػاء اهلل الس ػػكندرم الش ػػاذٕب (َٕٗ ىػ ػػ)‪" :‬كصػ ػولك إٔب اهلل‬
‫فجل ربنا أف يتصل بو شيء أك يتصل ىو بشيء"‪.‬‬ ‫كصولك إٔب العلم بو كإال َّ‬
‫كق ػػاؿ الش ػػيخ العبلم ػػة الع ػػارؼ عب ػػد الغ ػػِب النابلس ػػي الدمش ػػقي ا‪٢‬بنف ػػي م ػػذىبان الق ػػادرم‬
‫النقشػبندم طريقػة ػ ُُّْىػػ‪ " :‬فيتنىػزه سػبحانو كتعػأب عػن ‪ٝ‬بيػع األمكنػة العلويػة كالسػفلية كمػا‬
‫بينهمػػا"‪ٍ .‬ب ذكػػر كبلمػػا ُب تٍنزيػػو اهلل عػػن ا‪١‬بهػػات كا‪٤‬بكػػاف ػ ذكػػره ُب كتػػاب رائحػػة ا‪١‬بنػػة شػػرح‬
‫الدجنىةي‪.‬‬
‫إضاءة ي‬
‫كقاؿ الشيخ الصوُب العارؼ العبلمة خالد بن أ‪ٞ‬بد النقشػبندم القػادرم دفػْب دمشػق‪":‬‬
‫أشهد بأف اهلل ليس ٔبسم كال جوىر كال عرض‪ ،‬ككذلك صفاتو‪ ،‬ال يقوـ بػو حػادث كال ٰبػل ُب‬

‫‪65‬‬
‫شػػيء كال يتحػػد بغػػّبه مقػػدس عػػن التجسػػم كتوابعػػو كعػػن ا‪١‬بهػػات كاألقطػػار"‪ .‬مػػن كتػػاب ‪-‬‬
‫علماء دمشق كأعياهنا ُب القرف الثالث عشر ا‪٥‬بجرم‪.‬‬
‫كقػػاؿ العػػارؼ بػػاهلل العبلمػػة الشػػيخ ‪٧‬بمػػد مهػػدم بػػن علػػي الص ػيادم ا‪٢‬بسػػيِب الشػػافعي‬
‫مذىبان كالرفاعي طريقة ا‪٤‬بشهور بالركاس ػ ُِٕٖ ػ‪" :‬الوسيلة األكٔب صحة االعتقاد كلنذكر ذلك‬
‫باالختص ػػار عل ػػى الوج ػػو الك ػػاُب‪ ،‬كى ػػو أف يعتق ػػد ا‪٤‬ب ػػرء أف اهلل كاح ػػد ال ش ػريك ل ػػو‪ ،‬كى ػػو األكؿ‬
‫كاآلخػػر‪ ،‬كالظػػاىر كالبػػاطن لػػيس كمثلػػو شػػيء‪ ،‬ال ٰبػػده ا‪٤‬بقػػدار‪ ،‬كال ‪ٙ‬بويػػو األقطػػار‪ ،‬كال ‪ٙ‬بػػيط بػػو‬
‫ا‪١‬بهات‪ ،‬كال تكتنفو السموات"‪.‬‬
‫كقاؿ أيضان ُب الرد على أىل الوحدة ا‪٤‬بطلقة كأىل ا‪٢‬بلوؿ أبياتان نذكر بعضها‪:‬‬

‫وافهػ ػ ػ ػ ػػم رمػ ػ ػ ػ ػػوز ال م ػ ػ ػ ػ ػ والتفرقػ ػ ػ ػ ػػة‬ ‫دع وى ػ ػ ػ ػػم أى ػ ػ ػ ػػل الوح ػ ػ ػ ػػدة المطلق ػ ػ ػ ػػة‬
‫و ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىد الظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىر قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد م ّقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ات ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد حكم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو با ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬

‫(البحر السريع)‬ ‫إٔب أف قاؿ‪:‬‬

‫أ ػ ػ ػ ػ ػػرؾ وا ػ ػ ػ ػ ػػرح ىػ ػ ػ ػ ػػذه الشقشػ ػ ػ ػ ػػقة‬ ‫فنَػ ػ ػ ػ ػ ػ ه الخ ػ ػ ػ ػ ػػال ع ػ ػ ػ ػ ػػن ق ػ ػ ػ ػ ػػوؿ م ػ ػ ػ ػ ػػن‬
‫معتقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد للوحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدة المطلق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػة‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا وح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ا تع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالى ام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؤ‬

‫كقاؿ الشيخ يوسف النبهػا٘ب الشػافعي مػذىبا القػادرم طريقػة دفػْب بػّبكت ػَُّٓى ػ ُب‬
‫كتاب الرائية الكربل‪:‬‬

‫تنَ ػ ػ ػ ػ ػ ه ربػ ػ ػ ػ ػػي عنهمػ ػ ػ ػ ػػا وع ػ ػ ػ ػ ػ قػ ػ ػ ػ ػػدرا‬ ‫فػ ػ ػ ػ ػ جه ػ ػ ػ ػػة ت وي ػ ػ ػ ػػو وال جه ػ ػ ػ ػػة ل ػ ػ ػ ػػو‬

‫كقاؿ الشيخ العارؼ باهلل عبد الفتاح الزعيب الطرابلسي اللبنا٘ب القػادرم نسػبان كطريقػة ُب‬
‫كتػػاب ا‪٤‬بػواعظ ا‪٢‬بميديػػة ػ ُّٓٓى ػ ػ مػػا نصػػو‪" :‬كيػػف ٰبػػيط العقػػل ٗبػػن تقػػدس عػػن الكميػػة‬
‫كالكيفية كاألينية فنىزىوا ربكم كقى ًد يسوه عن ا‪٣‬بواطر الفكرية"‪.‬‬
‫كقاؿ ُب الكتاب نفسو ص ٖٔ ػ‪" :‬كل ذلػك يػدؿ علػى كجػود صػانع منىػزه عػن الكيفيػة‬
‫كا‪٤‬بثلية كمقدس عن خطرات األكىاـ كمزاعم ا‪٢‬بلولية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫كقػاؿ ُب ص ٔٗ ػ عنػدما ‪ٙ‬بػدث عػن معػراج الرسػوؿ ‪ ‬كرؤيتػو للػذات ا‪٤‬بقػدس بفػؤاده‬
‫مػػن غػػّب أف يكػػوف الػػذات ُب مكػػاف مػػا نصػػو‪" :‬مػػع شػ و‬
‫ػهود منىػزه عػػن الكيفيػػة كقػػرب مقػػدس عػػن‬
‫ا‪٤‬بكػػاف كاألينيػػة إذ ا‪٢‬بػػق ٓب يفتقػػر إٔب شػػيء فيتخػػذ لػػو تعػػأب ‪٧‬ب ػبلن‪ ،‬كلكػػن دعػػاه ا‪٢‬بػػق تعػػأب إٔب‬
‫ذلك ا‪٤‬بكاف لّبيو من آياتو عجائب بدائع اإلمكاف"‪.‬‬
‫كقػاؿ الشػيخ عبػد الكػر‪ٙ‬ب الرفػاعي الدمشػقي ػ ُّّٗ ػ ى ػ أحػد خػواص تبلميػذ الشػيخ‬
‫العػػارؼ احملػػدث بػػدر الػػدين ا‪٢‬بسػػِب القػػادرم ُب كتػػاب ا‪٤‬بعرفػػة ُب بيػػاف عقيػدة ا‪٤‬بسػػلم مػػا نصػػو‪":‬‬
‫يسػػتحيل علػػى اهلل التقيػػد با‪٤‬بكػػاف ألف ا‪٤‬بػػتمكن فيػػو إمػػا سػػاكن أك متحػػرؾ‪ ،‬كقػػد تقػػدـ اسػػتحالة‬
‫ا‪٢‬بركػػة كالسػػكوف علػػى اهلل تعػػأب‪ ،‬فػػإذا اسػػتحاؿ علػػى اهلل تعػػأب أف يتقيػػد با‪٤‬بكػػاف‪ .‬كيسػػتحيل أف‬
‫يك ػػوف اإلل ػػو ُب جه ػػة أك يك ػػوف ل ػػو جه ػػة ألف ا‪١‬به ػػة ال ػػٍب ى ػػي الف ػػوؽ كالتح ػػت كاألم ػػاـ كال ػػوراء‬
‫كاليمْب كالشػماؿ ال تتصػور كال تعقػل إال مبلزمػة للجػرـ‪ ،‬كقػد تقػدـ اسػتحالة ا‪١‬برميػة عليػو‪ ،‬فػإذان‬
‫ال يتصور أف يكوف لو جهة أك يكوف ُب جهة‪.‬‬
‫كقػػاؿ الشػػيخ العبلمػػة مػػبل عل ػي القػػارل ا‪٢‬بنفػػي ا‪٤‬بػػذىب القػػادرم َُُْ ى ػػ) ُب شػػرح‬
‫الفقو األكرب أليب حنيفة النعماف ‪ ‬ما نصو‪" :‬فمػن أظلػم ‪٩‬بػن كػذب علػى اهلل أك ادعػى ادعػاءن‬
‫معينػػا مشػػتمبل علػػى إثبػػات ا‪٤‬بكػػاف كا‪٥‬بيئػػة كا‪١‬بهػػة مػػن مقابلػػة كثبػػوت مسػػافة كأمثػػاؿ تلػػك ا‪٢‬بالػػة‪،‬‬
‫فيصّب كافران يُ ال ‪٧‬بالة‪.‬‬
‫كقػػاؿ ُب الكتػػاب نفسػػو مػػن اعتقػػد أف اهلل ال يعلػػم األشػػياء قبػػل كقوعهػػا فهػػو كػػافر كإف‬
‫عي َّػد قائلػو مػن أىػل البدعػػة‪ ،‬ككػذا مػن قػاؿ‪ :‬بأنػػو سػبحانو جسػم كلػو مكػػاف كٲبػر عليػو زمػاف ك‪٫‬بػػو‬
‫ذلك‪ ،‬حيث ٓب يثبت لو حقيقة اإلٲباف‪.‬‬
‫كقاؿ الشػيخ ‪٧‬بيػي الػدين بػن العػريب قػدس سػره ُب بدايػة كتابػو الفتوحػات ا‪٤‬بكيػة ُب بيػاف‬
‫عقيدتو الٍب ىي عقيدة أىل السنة ما نصو‪ " :‬ليس ػ أم اهلل ػ ٔبوىر فيقدر لو ا‪٤‬بكاف كال بعػرض‬
‫فيس ػتحيل عليػػو البقػػاء كال ٔبسػػم فيكػػوف لػػو ا‪١‬بهػػة كالتلقػػاء ػ مقػػدس عػػن ا‪١‬بهػػات كاألقطػػار‪،‬‬
‫اسػػتول علػػى عرشػػو كمػػا قالػػو كعلػػى ا‪٤‬بعػػُب الػػذم أراده كمػػا أف العػػرش كمػػا حػواه بػػو اسػػتول كلػػو‬
‫اآلخػػرة كاألكٔب ال ٰبػػده زمػػاف كال ٰبويػػو مكػػاف بػػل كػػاف كال مكػػاف كىػو اآلف علػػى مػػا عليػػو كػػاف‬
‫ألنػو خلػػق ا‪٤‬بػػتمكن كا‪٤‬بكػاف كأنشػػأ الزمػػاف تعػأب اهلل أف ‪ٙ‬بلػػو ا‪٢‬بػوادث أك ٰبلهػا أك تكػػوف قبلػػو أك‬
‫يكوف بعدىا‪....‬‬
‫كىذا يؤكد أف ما ُب كتبو ‪٩‬با ٱبالف العقيدة الصحيحة مدسوس عليو كما قاؿ الشعرا٘ب‬
‫كالفّبكزأبػػادم كأيضػان الػػذىيب قػػاؿ ُب سػػّب األعػػبلـ‪" :‬كال ريػػب أف كثػّبان مػػن عباراتػػو لػػو تأكيػػل إال‬

‫‪67‬‬
‫كت ػػاب فص ػػوص ا‪٢‬بك ػػم‪ ،‬ىكىردنىػ ػا عل ػػى ذل ػػك أف ‪ٝ‬بي ػػع م ػػا ينس ػػب إٔب الش ػػيخ م ػػن ض ػػبلالت‬
‫مهلكات إ٭با دس عليو‪....‬‬
‫كمثلو قاؿ ابن حجر ا‪٥‬بيتمي ُب كتابو الفتاكل ا‪٢‬بديثية‪.‬‬
‫كك ػػذلك اإلم ػػاـ الغػ ػزإب ق ػػدس س ػػره ذك ػػر عقي ػػدة أى ػػل الس ػػنة ُب ا‪١‬ب ػػزء األكؿ م ػػن كتاب ػػو‬
‫اإلحيػػاء كالػػٍب ىػػي موافقػػة لعقيػػدة مػػن ذكرنػػا أق ػوا‪٥‬بم مػػن أىػػل السػػنة‪ ،‬كػػذلك اإلمػػاـ الشػػعرا٘ب‬
‫الشافعي ا‪٤‬بذىب الس ٍهىرىكٍرًدم الطريقة ىذه ىي عقيدتو الٍب بينها ُب كتابو اليواقيت كا‪١‬بواىر‪.‬‬
‫كىي أيضان عقيدة أتباع اإلماـ أ‪ٞ‬بد بن حنبل ‪ ‬الٍب بينها اإلماـ ابن ا‪١‬بوزم ا‪٢‬بنبلػي ػ‬
‫ٕٗٓى ػ ػ ُب كتب ػػو ككت ػػاب دف ػػع ش ػػبو التش ػػبيو ككت ػػاب الب ػػاز األش ػػهب ُب ال ػػرد عل ػػى م ػن خ ػػالف‬
‫ا‪٤‬بػذىب‪ ،‬كأيضػان اإلمػاـ أبػو الوفػاء علػى بػن عقيػل البغػدادم شػيخ ا‪٢‬بنابلػة ُب زمانػو ػ ُّٓ ػ ى ػ‬
‫كغّبٮبا‪.‬‬
‫كقػػد قػػاؿ اإلمػػاـ أبػػو منصػػور عبػػد القػػاىر بػػن طػػاىر التميمػػي البغػػدادم اإلسػػفرايِب ػ‬
‫ِْٗ‪ -‬ى ػ ُب كتابػو الفػرؽ بػْب الفػرؽ‪" :‬كأ‪ٝ‬بعػوا ػ أم أىػل السػنة ػ علػى أنػو ػ أم اهلل ػ ال ٰبويػو‬
‫مكاف كال ٯبرم عليو زماف‪.‬‬
‫كعلى ىذه العقيدة اإلماـ البخارم كابن حباف كغّبٮبا من احملػدثْب ككػذلك الشػيخ علػي‬
‫ب ػػن خل ػػف ا‪٤‬ب ػػالكي ا‪٤‬بش ػػهور ب ػػابن بط ػػاؿ كاب ػػن حج ػػر العس ػػقبل٘ب كالقس ػػطبل٘ب شػ ػراح ص ػػحيح‬
‫البخارم كذلك النػوكم شػارح صػحيح مسػلم‪ ،‬كػذلك اإلمػاـ ‪٧‬بمػد بػن جريػر الطػربم ػ َُّ ى ػ‬
‫السػػرم الزجػػاج ػ ُُّ ػ ى ػ ُب تفسػّب أ‪٠‬بػػاء اهلل ا‪٢‬بسػُب‪ ،‬كالشػػيخ‬ ‫كاإلمػػاـ اللغػػوم إبػراىيم بػػن َّ‬
‫الصػوُب أبػو عثمػاف ا‪٤‬بغػريب سػعيد بػن سػبلـ ػ ّّٕ ػ كمػا ُب الرسػالة القشػّبية‪ ،‬كاإلمػاـ البػاقبل٘ب‬
‫أبػو بكػر ‪٧‬بمػد ا‪٤‬بػالكي ػ َّْ ػ ُب كتػاب اإلنصػاؼ كأبػو بكػر ‪٧‬بمػد بػن ا‪٢‬بسػن ا‪٤‬بعػركؼ بػابن‬
‫فػػورؾ ػ َْٔى ػ كمػػا ُب كتػػاب مشػػكل ا‪٢‬بػػديث‪ ،‬كأبػػو ‪٧‬بمػػد علػػي بػػن أ‪ٞ‬بػػد ا‪٤‬بعػػركؼ بػػابن حػػزـ‬
‫األندلسػػي ػ ْٔٓ ى ػ كمػػا ُب كتابػػو علػػم الكػػبلـ الػػذم نقػػل فيػػو ىػػذه العقيػدة عػػن اإلمػػاـ ا‪٤‬بػػز٘ب‬
‫صاحب الشافعي ‪ ،‬كاإلماـ أبو ا‪٤‬بظفر اإلسفرايِب ػ ُْٕىػ كما ُب كتاب التبصػّب ُب الػدين‪،‬‬
‫كاإلمػػاـ أبػػو ا‪٤‬بعػػإب عبػػد ا‪٤‬بلػػك بػػن عبػػد اهلل ا‪١‬بػػويِب ا‪٤‬بعػػركؼ بإمػػاـ ا‪٢‬بػػرمْب ْٖٕ ىػ ػ ُب كتػػاب‬
‫اإلرشاد إٔب قواطع األدلة كغّبه‪ ،‬كاإلماـ ا‪٢‬بافظ ا‪٤‬بؤرخ علي بػن ا‪٢‬بسػن بػن ىبػة اهلل الشػهّب بػابن‬
‫عساكر كما ُب كتابو تبيْب كذب ا‪٤‬بفَبم‪ ،‬كالسػلطاف صػبلح الػدين األيػويب الشػافعي األشػعرم ػ‬
‫ٖٗٓ ػ الػػذم ألػػف بػػأمره الشػػيخ الفقيػػو النحػػوم ‪٧‬بمػػد بػػن ىبػػة اهلل رسػػالة ُب العقيػػدة أ‪٠‬باىػػا‪:‬‬
‫حدائق الفصوؿ كجواىر األصوؿ ك‪٠‬بيت بالعقيدة الصبلحية‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫كاإلمػاـ فخػر الػدين الػرازم ػ َٔٔ ػ‪ ،‬كابػن األثػّب ػَٔٔ ػ كفخػر الػدين عبػد الػر‪ٞ‬بن بػن‬
‫صػّبم شػيخ ا‪٢‬بنفيػة‬ ‫‪٧‬بمد ا‪٤‬بعركؼ بابن عساكر ػَِٔػ كالشػيخ ‪ٝ‬بػاؿ الػدين ‪٧‬بمػود بػن أ‪ٞ‬بػد ا‪٢‬ب ً‬
‫ى‬
‫ُب زمانو ػ ّٔٔىػ كاإلماـ القرطيب صاحب التفسّب ُٕٔىػ كالشيخ الصػوُب الصػاّب عبػد اهلل بػن‬
‫سعد ا‪٤‬بعركؼ بابن أيب ‪ٝ‬برة ٗٗٔىػ كالشيخ ابن دقيق العيد َِٕىػ كاإلماـ ا‪٤‬بفسر عبػد اهلل بػن‬
‫أ‪ٞ‬بػػد النسػػفي َُٕى ػ كالعبلمػػة اللغػػوم ‪٧‬بمػػد بػػن مكػػرـ اإلفريقػػي ا‪٤‬بصػػرم ا‪٤‬بعػػركؼ بػػابن منظػػور‬
‫ُُٕى ػ صػػاحب كتػػاب لسػػاف العػػرب‪ ،‬كاإلمػػاـ ا‪٤‬بفسػػر علػػى بػػن ‪٧‬بمػػد ا‪٤‬بعػػركؼ با‪٣‬بػػازف ُْٕى ػ‬
‫صاحب تفسػّب ا‪٣‬بػازف‪ ،‬كاإلمػاـ العبلمػة ا‪٢‬بػافظ اجملتهػد الشػيخ تقػي الػدين علػي بػن عبػد الكػاُب‬
‫السػبكي الشػافعي األشػعرم ٕٔٓى ػ كالعبلمػة مسػعود بػن عمػر التفتػازا٘ب ػ ُٕٗ ػ ُب كتابػو شػرح‬
‫العقيػػدة النسػػفية‪ ،‬كا‪٢‬بػػافظ كٕب الػػدين أبػػو زرعػػة أ‪ٞ‬بػػد بػػن عبػػد الػػرحيم العراقػػي ِٖٔى ػ ُب كتػػاب‬
‫طػػرح التثريػػب كالشػػيخ بػػدر ال ػدين ‪٧‬بمػػود بػػن أ‪ٞ‬بػػد العيػػِب ا‪٢‬بنفػػي ٖٓٓ ى ػ أحػػد ش ػراح صػػحيح‬
‫البخػػارم ُب كتاب ػو عمػػدة القػػارم‪ ،‬كا‪٢‬بػػافظ ‪٧‬بمػػد بػػن عبػػد الػػر‪ٞ‬بن السػػخاكم َِٗ ى ػ ُب كتاب ػو‬
‫ا‪٤‬بقاصد ا‪٢‬بسنة‪ ،‬كالشيخ أبو العباس شهاب الدين أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمػد القسػطبل٘ب ا‪٤‬بصػرم ػ ِّٗى ػ‬
‫ػ أحػد شػراح صػحيح البخػارم‪ ،‬كالشػيخ القاضػي زكريػا األنصػارم الشػافعي ػ ِٔٗى ػ ػ ُب شػرحو‬
‫على الرسػالة القشػّبية‪ ،‬كا‪٢‬بػافظ ا‪٤‬بػؤرخ ‪٧‬بمػد بػن علػي ا‪٤‬بعػركؼ بػابن طولػوف ا‪٢‬بنفػي‪ّٗٓ -‬ى ػ ػ‬
‫كاإلماـ عبد الوىاب الشعرا٘ب ػ ّٕٗ ىػ ػ كالشيخ أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد ا‪٤‬بعػركؼ بػابن حجػر ا‪٥‬بيتمػي ػ‬
‫ْٕٗى ػ ػ كالش ػػيخ عب ػػد الس ػػبلـ ب ػػن إب ػراىيم اللق ػػا٘ب ا‪٤‬بص ػػرم ا‪٤‬ب ػػالكي َُٖٕى ػ ػ ُب ش ػػرح ج ػػوىرة‬
‫التوحيػػد‪ ،‬كالعبلمػػة كمػػاؿ الػػدين البياضػػي ا‪٢‬بنفػػي َُٖٗى ػ ُب إشػػارات ا‪٤‬بػراـ‪ ،‬كالشػػيخ ‪٧‬بمػػد بػػن‬
‫عبػػد البػػاقي الزرقػػا٘ب ا‪٤‬بػػالكي ػ ُُِِ ى ػ ُب شػػرحو علػػى موطػأ اإلمػػاـ مالػػك ‪ ،‬كالشػػيخ عبػػد‬
‫اهلل بن علوم ا‪٢‬بداد ا‪٢‬بضرمي ا‪٢‬بسيِب ُُِّىػ ُب كتاب عقيدة اإلسبلـ‪ ،‬كالشيخ العبلمة أبػو‬
‫الربكػػات أ‪ٞ‬بػػد بػػن ‪٧‬بمػػد الػػدردير ا‪٤‬بصػػرم َُُِ ى ػ ُب كتػػاب ا‪٣‬بريػػدة البهيػػة‪ ،‬كا‪٢‬بػػافظ اللغػػوم‬
‫الفقيػػو ‪٧‬بمػػد مرتضػػى الزبيػػدم ا‪٢‬بنفػػي ا‪٢‬بس ػيِب َُِٓ ىػ ػ ُب إ‪ٙ‬بػػاؼ السػػادة ا‪٤‬بتقػػْب‪ ،‬كالشػػيخ‬
‫الفقيو ‪٧‬بمد أمْب بن عمر ا‪٤‬بعركؼ بابن عابػدين ا‪٢‬بنفػي الدمشػقي ا‪٢‬بسػيِب ُِِٓى ػ ُب كتػاب‬
‫علمػػاء دمشػػق‪ ،‬كالشػػيخ ‪٧‬بػػدث بػػّبكت ‪٧‬بمػػد بػػن دركيػػش ا‪٢‬بػػوت ا‪٢‬بسػػيِب ُِٕٔى ػ ُب كتػػاب‬
‫رسائل ُب بياف عقائد أىل السنة كا‪١‬بماعة‪ ،‬كالشيخ العبلمة احملدث أبو احملاسن ‪٧‬بمد القاكقجي‬
‫الطرابلسي اللبنا٘ب ا‪٢‬بنفي َُّٓىػ ُب كتاب االعتماد ُب االعتقاد‪ ،‬كالشيخ عبد العزيز بن عبد‬
‫الر‪ٞ‬بن السكندرم من أىل القرف ا‪٤‬باضي ُب كتػاب الػدليل الصػادؽ علػى كجػود ا‪٣‬بػالق‪ ،‬كالشػيخ‬
‫مفػٍب كاليػػة بػّبكت عبػػد الباسػط الفػػاخورم الشػافعي ُِّّى ػ ُب كتػاب الكفايػػة لػذكم العنايػػة‪،‬‬
‫كالشػػيخ ‪٧‬بم ػد أمػػْب الكػػردم اإلربلػػي الشػػافعي النقشػػبندم ُِّّىػ ػ ُب كتػػاب تنػػوير القلػػوب‪،‬‬
‫كالش ػػيخ حس ػػْب ب ػػن ‪٧‬بم ػػد ا‪١‬بس ػػر الطرابلس ػػي اللبن ػػا٘ب ُِّٕى ػ ػ ُب كت ػػاب ا‪٢‬بص ػػوف ا‪٢‬بميدي ػػة‪،‬‬

‫‪69‬‬
‫كالشػػيخ سػػليم البشػػرم ا‪٤‬بصػػرم شػػيخ األزىػػر ُّّٓىػ ػ ُب فرقػػاف القػػرآف‪ ،‬كالشػػيخ عبػػد اجمليػػد‬
‫الشرنويب األزىرم ُّْٖىػ ُب كتاب شرح تائية السػلوؾ‪ ،‬كالشػيخ عبػد اجمليػد ا‪٤‬بغػريب الطرابلسػي‬
‫اللبنػػا٘ب ُِّٓى ػ ُب كتػػاب رسػػالة علميػػة ُب اإلسػراء كا‪٤‬بعػراج‪ ،‬كالشػػيخ ‪٧‬بمػػد ا‪٣‬بضػػر الشػػنقيطي‬
‫ُّّٓى ػ ػ مف ػػٍب ا‪٤‬بدين ػػة ا‪٤‬بن ػػورة ُب كتاب ػػو اس ػػتحالة ا‪٤‬بعي ػػة بال ػػذات‪ ،‬كالش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد ب ػػن إبػ ػراىيم‬
‫ا‪٢‬بس ػػيِب الطرابلس ػػي اللبن ػػا٘بُِّٔ ى ػ ػ ُب كتاب ػػو تفس ػػّب الق ػػرآف‪ ،‬كالش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد زاى ػػد الك ػػوثرم‬
‫ا‪٢‬بنفي ككيل ا‪٤‬بشيخة اإلسػبلمية ُب دار ا‪٣‬ببلفػة العثمانيػة ُُّٕى ػ ُب كتػاب مقػاالت الكػوثرم‬
‫كغّبه‪ ،‬كالشيخ احملدث أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن الصديق الغمارم ا‪٤‬بغريب ا‪٢‬بسِب الشاذٕب َُّٖىػ ُب‬
‫كت ػػاب ا‪٤‬ب ػػنح ا‪٤‬بطلوب ػػة‪ ،‬كالش ػػيخ احمل ػػدث ‪٧‬بم ػػد ع ػػريب التب ػػاف ا‪٤‬ب ػػالكي ا‪٤‬ب ػػدرس ٗبدرس ػػة الف ػػبلح‬
‫كا‪٤‬بسجد ا‪٤‬بكي َُّٗىػ ُب كتاب براءة األشعريْب‪.‬‬
‫كالش ػػيخ ‪٧‬ب ػػدث ال ػػديار ا‪٤‬بغربي ػػة عب ػػد اهلل ب ػػن ‪٧‬بم ػػد الص ػػديق الغم ػػارم ا‪٢‬بس ػػِب ا‪٤‬ب ػػالكي‬
‫ا‪٤‬بػػذىب الشػػاذٕب الطريقػػة ُُّْى ػ ُب كتػػاب قصػػص األنبيػػاء‪ ،‬كالشػػيخ ‪٧‬بمػػد ‪ٞ‬بػػدم ا‪١‬بوٯبػػاٌب‬
‫الدمشقي ُُُْ ىػ كتاب العقيدة اإلسبلمية‪.‬‬
‫كالشػػيخ العبلمػػة احملػػدث الفقيػػو الشػػيخ عبػػد اهلل ا‪٥‬بػػررم حفظػػو اهلل تعػػأب ُب كتابػػو شػػرح‬
‫العقيدة الطحاكية كغّبه‪.‬‬
‫كٓب نذكر من علماء أىل السنة الػذين ىػم علػى عقيػدة اإلمػاـ األشػعرم أك ا‪٤‬باتريػدم إال‬
‫عػػدداى نُ قلػػيبلن خشػػية اإلطالػػة كأكثػػر مػػن ذكرنػػاىم مػػن األشػػاعرة‪ ،‬ككلهػػم علػػى عقيػػدة أف اهلل ال‬
‫ٰبويػػو مكػػاف كال ٯبػػرم عليػػو زمػػاف كأنػػو منىػزه عػػن ا‪٢‬بلػػوؿ كاال‪ٙ‬بػػاد كالتجػػزؤ كاالتصػػاؿ كاالنفصػػاؿ‬
‫كا‪٢‬بيز ُب جهة من ا‪١‬بهات كا‪١‬بسمية كاألعضاء كعن مشاهبة ا‪٤‬بخلوقات‪.‬‬
‫كفيو بياف بػراءة اإلمػاـ األشػعرم ‪٩‬بػا دس ُب كتابػو اإلبانػة‪ ،‬كىػو قػوؿ‪ :‬اتفػق ا‪٤‬بسػلموف ُب‬
‫دعائهم على قوؿ يا ساكن السماء" فإف ذلك افَباء ظػاىر حيػث ٓب ينقػل عنػو ىػذا القػوؿ أحػد‬
‫مػػن أصػػحابو أك أتباعػػو مػػن ا‪٤‬بسػػلمْب الػػذين ىػػم أكثػػر أىػػل السػػنة كىػػم السػواد األعظػػم مػػن ىػػذه‬
‫األمة‪.‬‬
‫كإف أكثػر مػا ٰبػتج بػو ا‪٤‬بشػػبهة الػذين جعلػوا هلل مكانػا كجهػة ىػػو حػديث ا‪١‬باريػة مػع أنػػو‬
‫حػػديث مض ػطرب ال ٰبػػتج بػػو ُب الصػػفات ألف اإل‪ٝ‬بػػاع منعقػػد علػػى أنػػو ال ٰبػػتج ٕبػػديث مػػن‬
‫أحاديث الصفات إال إذا كاف متفقان على صحتو‪ ،‬كإف أصح ما كرد ُب حديث ا‪١‬بارية ركاية ابن‬
‫حباف كلفظها‪ ،‬قاؿ رسػوؿ ‪ :‬للجاريػة أتشػهدين أف ال إلػو إال اهلل فقالػت‪ :‬نعػم قػاؿ أتشػهدين‬
‫أ٘ب رسػػوؿ اهلل فقال ػت‪ :‬نعػػم فقػػاؿ رسػػوؿ اهلل ‪" :‬أعتقهػػا فإ هػػا مؤمنػػة" كمثلهػػا ركاي ػة اإلمػػاـ‬

‫‪71‬‬
‫ػوؿ أىػػل السػػنة أف اإلنسػػاف ال ٰبكػػم بػػو‬ ‫مالػػك ُب ا‪٤‬بوطػػأ فهػػذه الركايػػة توافػػق األصػػوؿ‪ ،‬كمػػن أصػ ً‬
‫باإلٲبػػاف بقػػوؿ ػ اهلل ُب السػػماء ػ ألف ىػػذه الكلمػػة اليهػػود كالنصػػارل يقولوهنػػا كالصػػحيح أف‬
‫ال ػػدخوؿ ُب اإلس ػػبلـ يك ػػوف ب ػػالنطق بالش ػػهادتْب كى ػػذا ال ػػذم يواف ػػق ا‪٢‬ب ػػديث ا‪٤‬بش ػػهور ا‪٤‬بت ػواتر‪:‬‬
‫"أمػػرت أف أقاتػػل النػػاس حتػػى يشػػهدوا أف ال إلػػو إال ا وأ ػػي رسػػوؿ ا ال ػ ‪ "....‬فركايػػة‬
‫اإلم ػػاـ مس ػػلم ‪ٚ‬ب ػػالف م ػػا كرد ُب ى ػػذا ا‪٢‬ب ػػديث‪ ،‬كُب ك ػػل األح ػواؿ ق ػػد بين ػػا أف ا‪٤‬بتش ػػابو ي ػػرد إٔب‬
‫تأكؿ تأكيبلن ال يؤدم إٔب تناقض اآليات بعضها‬ ‫احملكم مع عدـ التشبيو كالتكييف كالتعطيل‪ ،‬أك ٌ‬
‫عز كجل‪.‬‬ ‫تؤكؿ بتأكيل يليق ٔببلؿ اهلل ٌ‬ ‫مع بعض‪ ،‬ككذلك األحاديث ٌ‬
‫م علػػى كثػػّب مػػن األئمػػة‪ ،‬فإنػػو افػػَبم كمػػا بينػػا علػػى سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر‬ ‫ً‬
‫ككمػػا افػ يػَب ى‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب كدس ا‪٤‬بشبهة ُب كتبو كافَبل عليو بعض أدعياء التصوؼ ٗبا ال يليق بو‪ ،‬كنذكر لػو اآلف‬
‫‪ٝ‬بلػػة مػػن كبلمػػو ُب العقيػػدة كالتٍنزيػػو هلل عػػز كجػػل ‪٩‬بػػا يػػدؿ علػػى براءتػػو مػػن التشػػبيو كالػػذـ لئلمػػاـ‬
‫األشػػعرم الػػذم كرد ُب كتػػاب الغنيػػة كأنػػو كػػذب كاف ػَباء عليػػو كأف عقيدتػػو موافقػػة لعقيػػدة اإلمػػاـ‬
‫األشػػعرم كبػػدليل آخػػر كىػػو أف أكثػػر أتبػػاع اإلمػػاـ ‪ ‬علػػى عقيػػدة إمػػاـ أىػػل السػػنة أيب ا‪٢‬بسػػن‬
‫األشعرم ‪.‬‬

‫قاؿ سيد ا ي الفػريقين بػاز ا األ ػهب ‪" :‬بسػم اهلل الػر‪ٞ‬بن الػرحيم‪ ،‬ا‪٢‬بمػد هلل‬
‫كتعزز عن األينية‪..‬‬
‫الذم كيف الكيف كتنىزه عن الكيفية‪ ،‬كأيَّن األين َّ‬
‫قػػاؿ‪ :‬فهػػو أكؿ كػػل شػػيء كلػػيس لػػو آخريػػة‪ .‬إف قلػػت ‪ :‬أيػػن؟ فقػػد طالبتػػو باألينيػػة‪ .‬كإف‬
‫قلت‪ :‬كيف؟ فقد طالبتو بالكيفية‪:‬‬
‫كإف قلت‪ :‬مٌب؟ فقد زا‪ٞ‬بتو بالوقتية‪.‬‬
‫كإف قلت‪ :‬ليس‪ ،‬فقد عطلتو عن الكونية‪.‬‬
‫كإف قلت ‪:‬لو‪ ،‬فقد قابلتو بالنقضية‪.‬‬
‫كإف قلت ‪ًٓ :‬بى‪ ،‬فقد عارضتو ُب ا‪٤‬بلكوتية‪.‬‬
‫سبحانو كتعأب ال يسبق بوقتيػة‪ ،‬كال يلحػق ببعديػة‪ ،‬كال يقػاس ٗبثليػة‪ ،‬كال يقػرف بشػكلية‪،‬‬
‫كال يعاب بزكجية‪ ،‬كال يعرؼ ٔبسمية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫سبحانو كتعأب‪ ،‬لو كاف شخصا لكاف معػركؼ البنيػة‪ ،‬كلػو كػاف جسػمان لكػاف معػركؼ‬
‫الكميػػة‪ ،‬بػػل ىػػو كاحػػد ردان علػػى البنويػػة (أم النصػػارل الػػذين قػػالوا إف اهلل ثالػػث ثبلثػػة كأف اهلل‬
‫٘بسد ُب عيسى ا‪٤‬بسيح عليو الصبلة كالسبلـ)‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬صػػمد ػ أم اهلل ػ ردان علػػى الوثنيػػة‪ ( ،‬أم الػػذين عبػػدكا األكثػػاف كا‪٢‬بجػػارة الػػٍب‬
‫صػػنعوىا بأيػػديهم‪ ،‬كاهلل تعػػأب صػػمد أم كػػل شػػيء ٕباجػػة إليػػو كىػػو غ ػِب عػػن كػػل شػػيء‪ ،‬لػػيس‬
‫ٕباجة إٔب أحد)‪.‬‬
‫قػاؿ‪ :‬ال مثػل لػو ػ أم اهلل ػ طعنػان علػى ا‪٢‬بشػوية‪( ،‬أم ا‪٤‬بشػبهة اجملسػمة الػذين كصػفوا اهلل‬
‫با‪١‬بسم كاألعضاء كا‪٢‬بد كا‪١‬بهة)‪.‬‬
‫قػاؿ‪ :‬ال كفػؤ لػو ػ أم اهلل ػ ردان علػى مػػن أ‪٢‬بٍػ ىد بالوصػفية‪( ،‬أم ا‪٤‬بعطلػة الػذين ينفػوف مػػا‬
‫كصػػف اهلل بػػو نفسػػو‪ ،‬علػػى زعمهػػم أرادكا تٍنزيػػو اهلل عػػن مشػػاهبة خلقػػو فجحػػدكا مػػا كصػػف بػػو‬
‫نفسػػو‪ ،‬كىػػؤالء ا‪٤‬بعطلػػة ال ينحصػػركف ‪ٙ‬بػػت اسػػم ‪ٝ‬باعػػة معينػػة ألنػػو يوجػػد ُب ا‪٤‬بعتزلػػة مػػنهم كُب‬
‫الركافض أيضا‪ ،‬كا‪٤‬بعطلة بعكس ا‪٤‬بشبهة‪ ،‬فا‪٤‬بشبهة أخذكا بأخبار الصفات على ظاىرىا فوصفوه‬
‫با‪١‬بسم كا‪٢‬بد كغّب ذلك) كأما أىل السنة أىػل ا‪٢‬بػق فوصػفوا اهلل ٗبػا كصػف بػو نفسػو كنف ٍػوا عػن‬
‫اهلل الكيفية فسلموا من التشبيو كالتعطيل‪.‬‬
‫قػػاؿ قػػدس سػػره العزيػػز‪" :‬ال يتحػػرؾ متحػػرؾ ُب خػػّب أك شػػر‪ُ ،‬ب سػػر أك جهػػر‪ُ ،‬ب بػػر أك‬
‫ٕبػر إال بإرادتػو ردان علػػى القدريػة (القدريػة ىػػم ا‪٤‬بعتزلػة الػػذين ينكػركف القػدر فمػػنهم مػن يعتقػػد أف‬
‫اهلل قدر ا‪٣‬بّب دكف الشر كمنهم من يعتقد أف العبد ىو يقدر لنفسو ا‪٣‬بػّب كالشػر دكف مشػيئة اهلل‬
‫كمنهم من يعتقد أف العبد ٱبلق أفعالو‪ ،‬كىذا االعتقاد فيػو نسػبة العجػز إٔب اهلل حيػث جعلػوا اهلل‬
‫تعأب عاجزان عن تدبّب أمور خلقػو كأنػو ٰبػدث ُب خلقػو مػا ٓب يػرده فجعلػوا اهلل مغلوبػان علػى أمػره‬
‫كاهلل يقػػوؿ ُب [سػػورة يوسػػف] ‪‬وا غالػػب علػػى أمػػره ولكػػن أكثػػر النػػاس ال يعلمػػوف‪ .‬كقػػد‬
‫مر معنا الكبلـ على معُب ا‪٤‬بشيئة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫كقد جاء عن النيب ‪ُ ‬ب ذـ القدرية قولو ‪" :‬لكل أمة م وس وم وس ىػذه األمػة‬
‫الذين يقولوف ال قدر"‪ .‬ركاه أبو داكد‬

‫كقولو ‪" :‬صنفاف من أمتي ليل لهما صيب في اإلس ـ القدريػة والمرجئػة"‪ .‬ركاه‬
‫البيهقي ُب كتاب القدر كابن جرير الطربم ُب كتاب هتذيب اآلثار‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫كقولػػو ‪" :‬م ػوس ىػػذه األمػػة الػػذين يقولػػوف ال قػػدر‪ .‬فػػإف مرض ػوا ف ػ تعػػودوىم‬
‫وإف ماتوا ف تشهدوىم وىم يعة الدجاؿ ف ػ علػى ا أف ي شػرىم معػو" ركاه البيهقػي‬
‫كاإلماـ أ‪ٞ‬بد عن ابن عمر رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫كقد قاؿ اإلماـ أبو بكػر بػن العػريب‪" :‬إف مػن أعظػم أمػور اإلٲبػاف القػدر فمػن أنكػره فقػد‬
‫كفػػر"‪ .‬كقػػد نقػػل اإلمػػاـ أبػػو منصػػور البغػػدادم تكفػػّب األمػػة للمعتزلػػة ُب كتبػػو الفػػرؽ بػػْب الفػػرؽ‬
‫كأصوؿ الدين كتفسّب األ‪٠‬باء كالصفات‪.‬‬
‫كأمػػا (ا‪٤‬برجئػػة) فمػػن أشػػهر مقػػاالهتم تػػأخّب العمػػل عػػن اإلٲبػػاف يعػػُب أهنػػم يعتقػػدكف أف‬
‫الػػذم قػػاؿ الً إلػػو إال اهلل ‪٧‬بمػػد رسػػوؿ اهلل أم آمػػن ال يضػػره أم ذنػػب يقَبفػػو كال يػػدخل النػػار‬
‫مهمػػا ارتكػػب مػػن ا‪٤‬بعاصػػي‪ ،‬كمػػا أف الكػػافر ال تنفعػػو الطاعػػة مػػا داـ علػػى كفػػره‪ ،‬كقػػو‪٥‬بم ىػػذا‬
‫تكذيب للقرآف كالسنة كاإل‪ٝ‬باع أم قو‪٥‬بم بأف ا‪٤‬بؤمن ال تضره ا‪٤‬بعصية‪.‬‬

‫قػػاؿ الشػػيخ نػػور اهلل ضػػرٰبو‪" :‬ال تضػػاىى قدرتػػو ػ أم اهلل ػ كال تتنػػاىى حكمتػػو تكػػذيبان‬
‫للهذلية" (ا‪٥‬بذلية فرقة من ا‪٤‬بعتزلة أتباع شيخهم أيب ا‪٥‬بذيل)‪.‬‬
‫ق ػػاؿ‪" :‬حقوق ػػو الواجب ػػة كحجت ػػو البالغ ػػة كال ح ػػق ألح ػػد علي ػػو إذا طالبت ػػو نقض ػان للقاع ػػدة‬
‫النظامية" (النظامية من ا‪٤‬بعتزلة أتباع إبراىيم النظاـ)‪.‬‬
‫قػػاؿ الشػػيخ ر‪ٞ‬بػػو اهلل تعػػأب‪" :‬عػػادؿ ال يظلػػم ُب أحكامػػو صػػادؽ ال ٱبلػػف ُب إعبلمػػو‬
‫متكلم بكبلـ قد‪ٙ‬ب أزٕب ال خالق لكبلمو‪ ،‬أنزؿ القرآف فأعجز الفصحاء ُب نظامو إرغاما ‪٢‬بجػج‬
‫ا‪٤‬براديػػة‪( ،‬كىػػم مػػن ا‪٤‬بعتزلػػة أتبػػاع عيسػػى ا‪٤‬بعػػركؼ بػػأيب موسػػى ا‪٤‬بػػردار كم ػن عقائػػدىم القػػوؿ بػػأف‬
‫الناس قادركف على أف يأتوا ٗبثل ىذا القرآف كٗبا ىو أفصح منو كما قالو النظاـ أيضان)‪.‬‬
‫قػػاؿ الشػػيخ‪" :‬يس ػػَب العيػػوب ربنػػا كيغف ػػر الػػذنوب ‪٤‬ب ػػن يتػػوب‪ ،‬فػػإف ام ػػرؤ إٔب ذنبػػو ع ػػاد‬
‫فا‪٤‬باضي ال يعاد ‪٧‬بضان للبشر تنىزه عن الزيف كتقدس عن ا‪٢‬بيف‪.‬‬
‫كنؤمن أنو ألف بْب قلوب ا‪٤‬بػؤمنْب كأنػو أضػل الكػافرين ردان علػى ا‪٥‬بامشيػة (كىػم فرقػة مػن‬
‫ا‪٤‬بعتزلػػة أتبػػاع ىشػػاـ بػػن عمػػرك القػػوطي ككػػاف ىشػػاـ ٲبنػػع النػػاس مػػن أف يقولػوا أف اهلل تعػػأب ألػػف‬
‫بْب قلوب ا‪٤‬بؤمنْب كأضل الفاسقْب‪ ،‬كٲبنعهم من قوؿ حسبنا اهلل كنعم الوكيل ألنو كاف ينكر أف‬
‫الوكيل من أ‪٠‬باء اهلل كىذه اعتقادات فيها تكذيب للقرآف)‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫قػػاؿ الشػػيخ‪" :‬كنصػػدؽ أف فسػػاؽ ىػػذه األمػػة خػػّب مػػن اليهػػود كالنصػػارل كاجملػػوس ردان‬
‫على ا‪١‬بعفرية (كىم من ا‪٤‬بعتزلة أتباع جعفر بن حرب كجعفر بن مبشر)‬
‫قاؿ الشيخ‪" :‬كنقر أنو ػ أم اهلل تعأب ػ يرل نفسو كيرل غّبه كأنو ‪٠‬بيػع بكػل نػداء بصػّب‬
‫بكل خفاء ردان على الكعبية (كىم فرقػة مػن ا‪٤‬بعتزلػة أتبػاع أيب القاسػم عبػد اهلل بػن أ‪ٞ‬بػد ا‪٤‬بعػركؼ‬
‫بالكعيب كىؤالء يعتقدكف أف اهلل ال يسمع كال يبصر كأف ما كرد ُب القرآف مػن أنػو سػبحانو ‪٠‬بيػع‬
‫بصّب على معُب العلم كىذا تعطيل للصفات تكذيب للشرع كالعقل)‪.‬‬
‫قػػاؿ الشػػيخ‪" :‬خلػػق خلقػػو ُب أحسػػن فطػػرة كأعػػادىم بالفنػػاء ُب ظلمػػة ا‪٢‬بفػػرة كسػػيعيدىم‬
‫كما بدأىم أكؿ مرة ردان على الدىرية (كىم أىل ا‪١‬بحود كاإل‪٢‬باد)"‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ‪" :‬فإذا ‪ٝ‬بعهم ليوـ حسابو يتجلى ألحبابو فيشػاىدكنو بالبصػر يػرل كػالقمر(‬
‫أم كما أف الذم يرل القمر ليلة البدر كال يشك ُب أف الذم يراه ىو القمر كذلك عنػدما يػرل‬
‫ا‪٤‬بؤمن ربو ُب اآلخرة بعْب رأسو ال يشك أف الػذم رآه ىػو اهلل سػبحانو كتعػأب‪ ،‬كلػيس معنػاه أف‬
‫اهلل يشبو القمر فهو سبحانو يرل كما كصف نفسو ليس كمثلو شيء)‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ‪" :‬ال ٰبجب إال من أنكر الرؤية (ا‪٤‬بعتزلة ينكركف رؤية ا‪٤‬بؤمن لربػو ُب اآلخػرة‬
‫مػأكلْب قولػػو تعػػأب (وجػػوه يؤمنػػذ اضػػرة إلػػى ربهػػا ػػاظرة) [سػػورة القيامػػة] أم نعمػػة رهبػػا كىػػذا‬
‫‪٨‬بػالف للقػػرآف كالسػنة كاإل‪ٝ‬بػػاع كالعقػل فإنػػو يصػح ُب العقػػل أف يػرل كمػػا قػاؿ اإلمػػاـ األشػػعرم‪،‬‬
‫أما الكفار فإهنم ‪٧‬بجوبوف عن رؤيتو سبحانو)‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ عند ذكر آخػر عقيدتػو‪" :‬ىديػة ا‪٢‬بػب قػد أصػبحت كاضػحة جليػة فيا‪٥‬بػا مػن‬
‫قواؼ هبية كعقيدة سػنية علػى أصػوؿ مػذاىب ا‪٢‬بنفيػة كالشػافعية كا‪٤‬بالكيػة كا‪٢‬بنبليػة‪ :‬عصػمُب اهلل‬
‫تعأب كإياكم من الذين فرقوا فمرقوا كما ٲبرؽ السهم من الرمية‪.‬‬

‫كقد كرد حديث ُب ا‪٣‬بػوارج كىػو قولػو ‪ُ ‬ب رأس ا‪٣‬بػوارج كأصػحابو‪" :‬فػإف لػو أصػ اباً‬
‫ي قر أحدكم ص تو م ص تو وصيامو م صيامو يمرقوف من الدين كما يمرؽ السهم من‬
‫الرمية" ركاه ابن حجر ُب فتح البارم كركل أ‪ٞ‬بد ُب مسنده‪ " :‬إ هػم يقػرأوف القػر ف ال ي ػاوز‬
‫تراقيهم يمرقوف من الدين كما يمرؽ السهم من الرمية ثم ال يعودوف فيو فػاقتلوىم ىػم ػر‬
‫البريػػة"‪ .‬كا‪٣‬ب ػوارج فػػرؽ متعػػددة بعػػض األئمػػة كفػػركىم با‪١‬بملػػة لقػػوؿ النػػيب ‪ ‬فػػيهم ٲبرقػػوف مػػن‬
‫الػػدين" كا‪٣‬ب ػوارج ىػػم الػػذين يكفػػركف مرتكػػب الكبػػّبة كيكفػػركف مػػن ٓب ينتسػػب إلػػيهم كاسػػتحلوا‬

‫‪74‬‬
‫دماء ا‪٤‬بسلمْب بدعول التأكيل فحكموا على سيدنا علػي ‪ ‬بػالكفر‪ ،‬كعبػد الػر‪ٞ‬بن بػن ملجػم‬
‫الذم قتل عليان من ا‪٣‬بوارج‪.‬‬

‫فمػػع كصػػف النػػيب ‪٥‬بػػم بػػأهنم يكثػػركف مػػن الصػػبلة كالصػػياـ كق ػراءة القػػرآف كصػػفهم أيض ػان‬
‫بػػأهنم خػػارجوف مػػن اإلسػػبلـ ‪٤‬بخػػالفتهم ُب االعتقػػاد كمفارقػػة اإل‪ٝ‬بػػاع كقػػد قػػاؿ ‪" :‬مػػن فػػارؽ‬
‫ال ماعة قيد بر فقد بل ربقة اإلس ـ وإف صاـ وصلى وزعم أ و مسلم" ركاه مسلم‪.‬‬
‫فإف ا‪٤‬بخالفة ُب االعتقاد ظلم عظيم فإف أكثر الفرؽ الٍب شذت عػن أىػل السػنة كصػلوا‬
‫إٔب حػػد الكفػػر بسػػبب خػػرقهم لئل‪ٝ‬بػػاع ُب مسػػائل االعتقػػاد مػػع كػػوف الكثػػّب مػػنهم يػػؤدم صػػورة‬
‫الص ػػبلة كالص ػػياـ كا‪٢‬ب ػػج كمث ػػل ى ػػؤالء ا‪٤‬بش ػػبهة كا‪٢‬بلولي ػػة كص ػػلوا كزعم ػػاء ا‪٤‬بعتزل ػػة كم ػػن ت ػػبعهم ُب‬
‫اعتقاداهتم الكفرية كالتكذيب بالقدر‪ ،‬كالفبلسفة الذين اعتقدكا قدـ العآب كغّبىم‪.‬‬
‫كلػػو أهنػػم ارتكبػوا احملرمػػات مػػع االعتقػػاد الصػػحيح مػػا كصػػلوا إٔب حػػد الكفػػر ككػػاف مػػآ‪٥‬بم‬
‫كلو بعد العذاب إٔب ا‪١‬بنة عافانا اهلل من االبتداع كاتباع األىواء‪.‬‬
‫كإف سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر حػػذر مػػن كػػل فػػرؽ الضػػبلؿ مػػع ذكػػر أ‪٠‬بػػائهم ُب بعػػض‬
‫كتبو فمن ‪ٝ‬بلة من حذر منهم الرافضة كىػم فػرؽ كثػّبة كا‪١‬بهميػة القػائلْب بػأف العبػد ‪٦‬بػرب كلػيس‬
‫لو شيء من االختيار بعكػس ا‪٤‬بعتزلػة كالقػائلْب بفنػاء ا‪١‬بنػة كالنػار كغػّبىم مػن الفػرؽ الشػاذة عػن‬
‫أىل السنة كا‪١‬بماعة فتبْب أف كبلـ اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ُب طعن الفلسفة كعلم الكػبلـ ا‪٤‬بػراد بػو كػبلـ‬
‫أىػػل األىػواء كلػػيس كػػبلـ أىػػل السػػنة‪ ،‬كمػػا يفهػػم بعػػض ا‪١‬بهلػػة مػػن أف ذـ الشػػافعي كغػػّبه لعلػػم‬
‫الكبلـ من غّب تفصيل‪ ،‬يفهموف أف كل علم الكبلـ مذموـ كىذا خطأ ألف الشافعي كغػّبه مػن‬
‫أئمة ا‪٥‬بدل اشتغلوا بعلم الكبلـ الذم يتوافق مع كتاب اهلل كسنة نبيو للرد على الفرؽ الضالة‪.‬‬
‫كمن كبلـ اإلماـ عبد القادر ‪ُ ‬ب التٍنزيو ما نقلو الشيخ ‪٧‬بمد بن ٰبٓب التػادَب ا‪٢‬بنبلػي‬
‫عنػػو ُب قبلئػػد ا‪١‬ب ػواىر‪ ،‬كاإلمػػاـ اليػػافعي ُب كتابػػو نشػػر احملاسػػن الغاليػػة‪ ،‬قػػاؿ‪ " :‬ال إلػػو إال ىػػو"‬
‫كذب العادلوف بو‪ ،‬ك(كذب أيضا)من ادعى لو ندا أك اعتقد لو شبيها أك ‪٠‬بيػا سػبحاف اهلل عػز‬
‫كجل‪....‬‬
‫كقػػاؿ‪" :‬كاحػػد ػ أم اهلل ػ أحػػد فػػرد صػػمد ٓب يلػػد كٓب يولػػد كٓب يكػػن لػػو كفػوان أحػػد لػػيس‬
‫كمثلو شيء كىو السميع البصػّب‪ ،‬ال شػبيو لػو كال نظػّب كال عػوف لػو كال ظهػّب كال شػريك لػو كال‬
‫كزيػػر كال نػػد لػػو كال مشػػّب‪ ،‬لػػيس ٔبسػػم فػػيمس‪ ،‬كال جػػوىر فػػيحس‪ ،‬كال عػػرض فينتفػػي‪ ،‬كال ذل‬
‫تركيب فيتبعض كال ذم آلػة فيمثػل كال ذل تػأليف فيكيػف كال ذم ماىيػة ‪٨‬بيلػة فيحػدد كال ذم‬

‫‪75‬‬
‫طبيعػػة مػػن الطبػػائع كال طػػالع مػػن الطوالػػع كال ظلمػػة تظهػػر كال نػػور يزىػػر‪ ،‬حاضػػر األشػػياء علمػػا‬
‫ػود ح هػي ال ٲبػوت أزٕب ال‬ ‫من غّب ‪٩‬بازجة‪ ،‬شاىد ‪٥‬با اطبلعان من غّب ‪٩‬باسة‪ ،‬قاىر حاكم فرد‪ ،‬معب ه‬
‫يفػػوت‪ ،‬حػػاكم عػػادؿ قػػادر راحػػم غػػافر سػػاتر خػػالق فػػاطر‪ ،‬أبػػدم ا‪٤‬بلكػػوت سػػرمدم ا‪١‬بػػربكت‪،‬‬
‫قيوـ ال يناـ عزيز ال يضاـ منيع ال يراـ‪ ،‬لو األ‪٠‬باء ا‪٢‬بسػُب كالصػفات العليػا كا‪٤‬بثػل األعلػى كا‪١‬بػد‬
‫األبق ػػى‪ ،‬ال تص ػػوره األكى ػػاـ كال تق ػػدره األفه ػػاـ كال ي ػػدرؾ بالقي ػػاس كال ٲبث ػػل بالن ػػاس كال تكيف ػػو‬
‫العقوؿ كال ‪ٙ‬بده األذىاف جل أف يشبو ٗبا صنعو أك يضاؼ إٔب ما اخَبعو‪...‬‬
‫ٍب قاؿ‪ " :‬أجرل أفعاؿ عباده على مقتضى مراده مػنهم فاسػتحق أف يقػاؿ لػو عػآب علػى‬
‫ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬ال يشاهبو أحد كال ٲبثل كال يكيف كال يشابو ذاتػو كال صػفاتو ذات كال صػفات فوجػب‬
‫أف يقاؿ لو ليس كمثلو شيء‪..‬‬
‫كمػػن أقوالػػو ُب التوحيػػد أيضػان‪" :‬كمبػػادئ التوحيػػد كالتٍنزيػػو تنػػادم ُب صػػفحات الوجػػود أف‬
‫اهلل ٓب ينتقل إٔب مكاف كٓب يتغّب عما كاف‪،‬‬
‫كمن أقوالو‪" :‬كىو أم اهلل ػ منىزه عن مشاهبة خلقو‪ ،‬كال ٱبلو عػن علمػو مكػاف‪ ،‬كال ٯبػوز‬
‫كصفو بأنو ُب كل مكاف‪.‬‬
‫كمثلػػو قػػاؿ ابػػن فيػ ىورؾ األشػػعرم ا‪٤‬بتػػوَب سػػنة َْٔى ػ ٍب قػػاؿ أم ابػػن فػػورؾ كىػػو مػػذىب‬
‫ا‪٤‬بعتزلة‪ .‬أم قوؿ( اهلل موجود ُب كل مكاف) يعِب أف ىذه الكلمة من مػذىب ا‪٤‬بعتزلػة كىػم أكؿ‬
‫من أحدثها‪.‬‬
‫كا‪١‬بهمية يعتقدكف أف اهلل بذاتو ُب كل مكاف كىذا مثل قوؿ ا‪٢‬بلولية كىو كفر‪.‬‬
‫أما بعض الناس فيقولوف (اهلل موجود ُب كل مكاف كيفهموف منها أنو عآب بكل مكاف‬
‫فهؤالء ينبهوف عن ىذه الكلمة كال يكفركف ألهنم ٓب يفهموا منها ا‪٤‬بعُب ا‪٤‬بكفر‪.‬‬
‫كمن الذين حذركا من قوؿ (اهلل موجود ُب كل مكاف) البيهقػي كابػن كثػّب كالغػزإب كعبػد‬
‫الوىاب الشعرا٘ب كغّبىم كنقل ابن كثّب اإل‪ٝ‬بػاع ُب النهػي عػن ىػذا القػوؿ الػذم ىػو مػن عقائػد‬
‫ا‪١‬بهمية كبعض ا‪٤‬بتصوفة ا‪٢‬بلولية نقل اإل‪ٝ‬باع ُب تفسّبه‪.‬‬
‫كق ػػاؿ الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر ق ػػدس س ػػره‪ " :‬ىن ػػاؾ طائف ػػة ض ػػلوا ُب تي ػػو التموي ػػو ككقع ػوا ُب‬
‫التجس ػػيم كالتش ػػبيو‪ ،‬ال ػػذين أىلكه ػػم الش ػػقاء ح ػػْب ابتل ػػى أخب ػػارىم‪ ،‬أكلئ ػػك ال ػػذين لع ػػنهم اهلل‬
‫فأصمهم كأعمى أبصارىم‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫كمنهم فرقة حاركا ُب أضاليل التعطيل‪.‬‬
‫كمػنهم عصػػابة ىلكػوا بأباطيػػل ا‪٢‬بلػػوؿ‪ ،‬كأغرقػوا فػػأدخلوا نػػاران فلػػم ٯبػػدكا ‪٥‬بػػم مػػن دكف اهلل‬
‫أنص ػػاران‪ .‬كق ػػاؿ كاص ػػفا ح ػػاؿ الص ػػوُب‪" :‬متعب ػػدان لرب ػػو ٗبفارق ػػة ا‪١‬به ػػات الس ػػت" كك ػػبلـ الش ػػيخ ُب‬
‫التوحيد كالتٍنزيو كثّب فإنو كما ذكػرت ُب بدايػة ىػذا الفصػل ال ٱبلػو ‪٦‬بلػس مػن ‪٦‬بػالس كعظػو إال‬
‫كتكلم فيو بشيء من التوحيد‪.‬‬
‫ٍب إن ػػو تكل ػػم ُب بقي ػػة أم ػػور االعتق ػػاد ال ػػٍب ٯب ػػب عل ػػى ك ػػل مس ػػلم معرفته ػػا كس ػػأذكرىا‬
‫باختصار‪.‬‬

‫ي ب اإليماف بالم ئكة كأهنم خلقوا من نور ليسوا بإناث كال ذكػور كيتشػكلوف هبيئػة‬
‫الذكور فقط من غّب آلة الذكوريػة ك‪٥‬بػم أجنحػة مثػُب كثػبلث كربػاع كمػنهم أكثػر بكثػّب‪ ،‬كأهنػم ال‬
‫يأكلوف كال يشربوف كال يعصوف اهلل ما أمرىم كيفعلوف ما يؤمركف‪ ،‬كعػددىم كبػّب جػدان ال يعلمػو‬
‫ػح إِال ُى َػو ‪ ‬سػورة ا‪٤‬بػدَّثر‪ ،‬كاإلضػافة ُب اآليػة للتشػريف‬
‫ػود َربك َ‬
‫إال اهلل قاؿ تعػأب‪َ ‬وَما يَػ ْعلَ ُم ُجنُ َ‬
‫ألف اهلل ٕباجة إٔب ا‪٤‬ببلئكة‪.‬‬ ‫ال َّ‬

‫كأف ىاركت كماركت ملكاف ٓب يعصيا اهلل كما ييفَبل عليهما بأهنما أحبا امرأة يقػاؿ ‪٥‬بػا‬
‫الزىرا كزنيػا هبػا كشػربا ا‪٣‬بمػر كقػتبل الغػبلـ فهػذا كلػو كػذب كافػَباء كقصػتهما ُب سػورة البقػرة لػيس‬
‫فيهػػا شػػيء مػػن ىػػذا بػػل الػػذم كرد َّأهنمػػا نػزال بػػأم ور مػػن اهلل ليعلمػػاف النَّػػاس السػػحر ال ليعملػوا بػػو‬
‫إف سػػيدنا سػػليماف عليػػو السػػبلـ كػػاف‬ ‫ألف بعػػض ا‪١‬بػ ِّػن قػػالوا َّ‬ ‫َّ‬
‫كإ٭بػػا ليميػػزكا بػػْب السػػحر كا‪٤‬بعجػػزة َّ‬
‫ػخرىم بواسػػطة السػػحر فصػػدَّؽ بػػذلك بعػػض النَّػػاس كىػػذا كفػػر فبػ َّػْب ا‪٤‬بلكػػاف للنَّػػاس حقيقػػة‬ ‫يسػ ِّ‬
‫ا‪١‬بن لسيدنا سليماف كاف ٗبعجزة من اهلل تعأب كليس بالسحر‪.‬‬ ‫أف تسخّب ِّ‬ ‫السحر حٌب يعلموا َّ‬

‫كا‪٤‬ببلئكة عليهم السػبلـ ‪٥‬بػم كظػائف أطلعنػا اهلل علػى بعضػها فمنهػا نػزكؿ سػيدنا جربيػل‬
‫عليػػو السػػبلـ بػػالوحي علػػى أنبيػػاء اهلل علػػيهم الصػػبلة كالسػػبلـ كلػػو كظػػائف أخػػرل كىػػو أفضػػل‬
‫ػحب كالري ػػاح ككك ػػل عزرائي ػػل بق ػػبض األركاح كإس ػرافيل ب ػػالنفخ ُب‬
‫بالس ػ ي‬
‫ا‪٤‬ببلئك ػػة ككك ػػل ميكائي ػػل ي‬
‫الصػػور كرقيػػب كعتيػػد بكتػػب ا‪٢‬بسػػنات كالسػػيئات كمنكػػر كنكػػّب بس ػؤاؿ ا‪٤‬بيػػت ُب القػػرب كمػػنهم‬
‫ا‪٢‬بفظػػة كمػػنهم مبلئكػػة الر‪ٞ‬بػػة كالعػػذاب كمػػنهم رض ػواف خػػازف ا‪١‬بنػػة كمػػنهم مالػػك خػػازف النػػار‬
‫كمػػنهم إ‪٠‬باعيػػل خػػازف ‪٠‬بػػاء الػػدنيا كمػػنهم ريتائيػػل موكػػل بسػػلي األحػزاف مػػن قلػػوب ا‪٤‬بػػؤمنْب كاهلل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫كأف إبليس من ا‪١‬بن كىو أبو ا‪١‬بن ليس مػن ا‪٤‬ببلئكػة كلػيس طػاككس ا‪٤‬ببلئكػة كقػد كفػر‬
‫باهلل بعد أف كاف مؤمنا كثّب العبادة بسبب غركره كتكربه كحسده‪ ،‬كأف ا‪١‬بن خلقػوا مػن نػار‪ ،‬كال‬
‫يػراىم أحػػد مػػن بػػِب آدـ علػػى ىيئػػتهم األصػػلية إ٭بػػا قػػد نػراىم متشػػكلْب‪ ،‬كىػػم يتشػػكلوف بصػػور‬
‫شٌب‪.‬‬

‫وي ب اإليماف بكتب ا كىي مائة كأربعة كتب كأشهرىا القرآف كاإل‪٪‬بيل كالزبور كالتوراة‪.‬‬

‫وي ػػب اإليمػػاف ب بيػػاء ا ورسػػلو كعػػددىم مائػػة كأربعػػة كعشػػركف ألفػان‪ ،‬مػػنهم ثػػبلث مائػػة‬
‫كثبلثػػة عشػػر رسػػوالن‪ ،‬كأكؿ نػػيب رسػػوؿ آدـ عليػػو الصػػبلة كالسػػبلـ كأكؿ رسػػوؿ أرسػػل إٔب الكفػػار‬
‫سيدنا نوح ‪ ، ‬أما سيدنا آدـ فإف ذريتػو إٔب زمػن سػيدنا إدريػس ‪ ‬كلهػم كػانوا علػى اإلٲبػاف‬
‫كٓب ٰبصل الشرؾ بْب الناس إال بعد نػيب اهلل إدريػس عليػو الصػبلة كالسػبلـ فكػاف أكؿ رسػوؿ إٔب‬
‫الكفار ىو نيب اهلل نوح عليو الصبلة كالسبلـ‪.‬‬
‫كآخر األنبياء كا‪٤‬برسػلْب ىػو سػيدنا ‪٧‬بمػد بػن عبػد اهلل القرشػي ‪ ‬كىػو أفضػلهم كأفضػل‬
‫خلق اهلل أ‪ٝ‬بعْب‪ ،‬كأكلوا العزـ من الرسل ‪ٟ‬بسة كىم سيدنا ‪٧‬بمد كإبراىيم كموسى كعيسى كنوح‬
‫‪.‬‬
‫ككل رسوؿ نيب كليس كل نيب رسوالن ‪ ،‬كالرسوؿ من أكحػي إليػو بشػرع جديػد‪ .‬كالنػيب مػن‬
‫أكحػػي إليػػو بإتبػػاع شػػرع الرسػػوؿ الػػذم قبلػػو ككبلٮبػػا أمػػر بػػالتبلي لقولػػو تعػػأب‪ :‬كػػاف النػػاس أمػػة‬
‫واحدة فبعث ا النبيين مبشرين ومنذرين‪[ .‬سورة البقرة]‪.‬‬

‫كلقولػػو صػػلى اهلل عليػػو كآلػػو كسػػلم‪" :‬وكػػاف النبػػي يبعػػث إلػػى قومػػو باصػػة وبعثػػت إلػػى‬
‫النػػاس كافػػة"‪ .‬ركاه البخػػارم فقولػػو يبعػػث إٔب قومػػو أم أمػػر بتبلػػيغهم‪ ،‬كأمػػا مػػا جػػاء ُب بعػػض‬
‫الكتػػب مػػن القػػوؿ‪( :‬بػ َّ‬
‫ػأف النػػيب مػػن أكحػػي إليػػو بشػػرع كٓب يػػؤمر بتبليغػػو‪ ،‬فػػإف أمػػر بتبليعػػو فهػػو نػػيب‬
‫رسوؿ)‪ ،‬فهػذا ينػاُب مػا جػاء ُب الكتػاب كالسػنة كمػا مػر معنػا‪ ،‬ألنػو مػا معػُب أف يبعػث اهلل نبيػا‬
‫كٓب يأمره بالتبلي ‪ ،‬فإذا كاف الواحد منا مأموران باألمر بػا‪٤‬بعركؼ كالنهػي عػن ا‪٤‬بنكػر فكيػف بأنبيػاء‬
‫اهلل صػػلوات اهلل كسػػبلمو عل ػػيهم أ‪ٝ‬بعػػْب‪ ،‬قل ػػت‪ :‬كالػػذم علين ػػا أف ‪٫‬بسػػن الظ ػػن هبػػؤالء العلم ػػاء‬
‫الػػذين قػػالوا هبػػذا القػػوؿ مػػن أهنػػم يفهمػػوف منػػو معنػان يوافػػق ا‪٢‬بػػق‪ ،‬ألنػػو إف ٓب يكػػن كػػذلك كأيخػػذ‬
‫علػػى ظػػاىره فظػػاىره فيػػو تكػػذيب لكثػػّب مػػن األيػػات القرآنيػػة كالسػػنة النبويػػة‪ ،‬فػػالقوؿ األكؿ ىػػو‬
‫الصػػحيح الػػذم اعتمػػده احملققػػوف مػػنهم‪ :‬اإلمػػاـ ا‪٤‬بنػػاكم ذكػػر ذلػػك ُب مقدمػػة فػػيض القػػدير (ص‬
‫ُٓ) كينقػػل ذلػػك عػػن أئمػػة أعػػبلـ كالكمػػاؿ بػػن ا‪٥‬بمػػاـ كال ػرازم كا‪١‬برجػػا٘ب كالتفتػػازا٘ب‪ ،‬كمػػنهم‬

‫‪78‬‬
‫ا‪٢‬بافظ الذم توُب منذ سنوات قليلة السيد أ‪ٞ‬بد الغمارم‪ ،‬مع رده على القائلْب بػالقوؿ اآلخػر‬
‫كذلػػك ُب كتابػػو (جؤنػػة العطػػار)‪ ،‬كمػػنهم ا‪٤‬بفسػػر البيضػػاكم ُب تفسػػّبه (ا‪١‬بػػزء الرابػػع ص ٕٓ) ك‬
‫غّبىم كثّب‪.‬‬
‫كاهلل تعػأب ٓب يقػص ُب القػرآف إال بعػض قصصػهم‪ ،‬فلػػم يطلعنػا علػى أ‪٠‬بػاء كػل األنبيػػاء‬
‫صلوات اهلل كسبلمو عليهم أ‪ٝ‬بعْب‪ ،‬كاألنبياء الذين كردت أ‪٠‬باؤىم ُب القػرآف ىػم‪ :‬سػيد ا دـ‪،‬‬
‫وسيد ا إدريل‪ ،‬وسيد ا وح‪ ،‬و سيد ا ىود‪ ،‬وسيد ا صالح‪ ،‬وسيد ا إبراىيم‪ ،‬وسيد ا لوط‪،‬‬
‫وس ػػيد ا إس ػػماعيل‪ ،‬وس ػػيد ا إسػ ػ اؽ‪ ،‬وس ػػيد ا يعق ػػوب‪ ،‬وس ػػيد ا يوس ػػف‪ ،‬وس ػػيد ا أي ػػوب‪،‬‬
‫وسيد ا عيب‪ ،‬وسيد ا موسى‪ ،‬وسيد ا ىػاروف‪ ،‬وسػيد ا ذو الكفػل‪ ،‬وسػيد ا داود‪ ،‬وسػيد ا‬
‫سػػليماف‪ ،‬وسػػيد ا إليػػاس‪ ،‬وسػػيد ا اليس ػ ‪ ،‬وسػػيد ا يػػو ل‪ ،‬وسػػيد ا زكريػػا‪ ،‬وسػػيد ا ي يػػى‪،‬‬
‫وسيد ا عيسى‪ ،‬وسيد ا م مد عليهم الص ة والس ـ‪.‬‬

‫كأفضػػلهم ‪ٟ‬بسػػة يسػػموف أكلػػوا العػػزـ كىػػم‪ :‬سػػيد ا م مػػد‪ ،‬وسػػيد ا إبػػراىيم‪ ،‬وسػػيد ا‬
‫موسى‪ ،‬وسيد ا عيسى‪ ،‬وسيد ا وح‪ ،‬صلوات ا وس مو عليهم أجمعين‪.‬‬
‫كمػػا كردت أ‪٠‬بػػاء بعػػض األنبيػػاء ُب بعػػض األحاديػػث ككتػػب التػػاريخ غػػّب الػػذين أكردنػػا‬
‫ذكػرىم كسػيد ا يو ػ عليػو السػ ـ فإنػو ‪٦‬بمػع علػى نبوتػو كمػا ُب كتػاب أصػوؿ الػدين لئلمػاـ‬
‫عبد القاىر البغدادم‪.‬‬

‫كمػػا اختلػػف ُب بعػػض مػػنهم كسػػيد ا الخضػػر عليػػو الس ػ ـ فمػػنهم مػػن قػػاؿ بنبوتػػو‬
‫كمنهم من قاؿ بأنو من أكلياء اهلل‪.‬‬

‫عصمة األ بياء‬


‫٘بب العصمة ألنبياء اهلل من الكفر كالكبػائر كصػغائر ا‪٣‬بسػة قبػل النبػوة‪ ،‬كأمػا بعػد النبػوة‬
‫فقػػد قػػاؿ اإلمػػاـ األسػػتاذ عبػػد القػػاىر بػػن طػػاىر التميمػػي البغػػدادم ُب كتابػػو( أصػػوؿ الػػدين ص‬
‫ُٕٔ )‪ :‬أ‪ٝ‬بع أصحابنا على كجوب كػوف األنبيػاء معصػومْب بعػد النبػوة عػن الػذنوب كلها‪،‬كأمػا‬
‫السػػهو كا‪٣‬بطػػأ فليسػػا مػػن الػػذنوب‪ (...‬أم ا‪٣‬بطػػأ الغػػّب متعمػػد فػػإف األنبيػػاء معصػػموف مػػن تعمػػد‬
‫ا‪٣‬بطأ) كأجازكا عليهم الذنوب قبل النبوة ( أم الصػغائر الػٍب ال خسػة فيهػا)‪ ،‬كتػأكلوا علػى ذلػك‬
‫كػػل مػػا حكػػي ُب القػػرآف مػػن ذنوهبم‪...‬أى ػ كقػػاؿ اإلمػػاـ فخػػر الػػدين الػرازم ُب تفسػػّبه كُب كتابػػو‬
‫(األربعْب ُب أصوؿ الدين ) عند كبلمو عن عصمة األنبياء ‪ :‬كاألكثركف علػى ىػذا القػوؿ‪ ،‬كقػاؿ‬
‫بذلك أيضان اإلماـ القاضي عياض ا‪٤‬بالكي ُب كتابو ( الشفا ) كغّبه‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫كأما ما كرد ُب حق سيدنا آدـ ‪ُ ‬ب قولو تعػأب‪  :‬وعصػى دـ ربػو فغػوب‪ ‬سػورة‬
‫طػػو فػػإف ذلػػك كػػاف قبػػل النبػػوة‪ ،‬كىػػذه ا‪٤‬بعصػػية الػػٍب ىػػي األكػػل مػػن الشػػجرة ليسػػت مػػن الكبػػائر‬
‫كالمػػن الصػػغائر الػػٍب فيهػػا خسػػة‪ ،‬ك‪٩‬بػػا يػػدؿ علػػى أف ىػػذه ا‪٤‬بعصػػية ال خسػػة فيهػػا أف العتػػاب ُب‬
‫القػػرآف كػػاف لسػػيدنا آدـ أكثػػر ‪٩‬بػػا ىػػو لسػػيدتنا ح ػواء كذلػػك بس ػبب علػػو مرتبتػػو عنػػد اهلل حيػػث‬
‫اجتبػػاه اهلل بعػػد أكلػػو مػػن الشػػجرة كجعلػػو نبي ػان رسػػوال‪ ،‬كأمػػا بعػػد النبػػوة فكػػل مػػا كرد ُب القػػرآف‬
‫كالسنة ‪٩‬با ظاىره يػوىم نسػبة ا‪٤‬بعصػية كاالٍب إلػيهم فهػو مػؤكؿ‪ ،‬كمػا كرد ُب القػرآف مػن عتػاب اهلل‬
‫لبعض أنبيائو صلوات اهلل كسبلمو عليهم أ‪ٝ‬بعْب فإف ذلك من باب النتبيو ‪٢‬بصوؿ خطأ ما غّب‬
‫متعمد ال يصل إٔب حد اإلٍب‪ ،‬كما ذلػك إال لعلػو مػراتبهم‪ ،‬فإنػك ٘بػد بػْب النػاس أحيانػان العتػاب‬
‫علػػى رجػػل راجػػح العقػػل كثػػّب العلػػم أشػػد إذا صػػدر منػػو تصػػرؼ خطػػأ كإف ٓب يكػػن فيػػو إٍب أكثػػر‬
‫من عتاهبم على من ىو أقل منو مرتبة‪ ،‬فبل يدؿ عتاب اهلل لبعض أنبيائو على أف ىذا النػيب كقػع‬
‫ُب اإلٍب‪ ،‬فإف قيل كرد ُب القرآف ذكر التوبػة ُب حػق بعػض األنبيػاء قلنػا إهنػا توبػة عػن خطػأ لػيس‬
‫فيػػو معصػػية كال ٰبػػط مػػن م ػراتبهم العاليػػة‪ ،‬فػػإف التوبػػة ٗبعػػُب النػػدـ تكػػوف أحيانػػا عػػن فعػػل تػػرؾ‬
‫األكٔب‪ ،‬فػػإذا كػػاف بعػػض األكليػػاء أحيانػػا يبكػػوف أيامػػا ‪٢‬بصػػوؿ فعػػل أمػػر مػػنهم لػػيس فيػػو معصػػية‪،‬‬
‫كقػػد قػػاؿ اإلمػػاـ ذك النػػوف ا‪٤‬بصػػرم‪ (:‬توبػػة الع ػواـ تكػػوف مػػن الػػذنوب كتوبػػة ا‪٣‬ب ػواص تكػػوف مػػن‬
‫الغفلة ) فما بالكم بأنبيػاء اهلل الػذين ىػم أفضػل خلػق اهلل كأعلػم ا‪٣‬بلػق بػاهلل كأخشػاىم لػو‪ ،‬كمػع‬
‫ذلك قد ال ٰبصل مثل ىذه األخطاء مع أنبياء اهلل إال مرة ُب العمر‪.‬‬
‫كال ٯبوز على األنبياء ا‪٣‬بطأ ُب الدين كفيما أمركا بتبليغو‪ ،‬كما حصل من سػهو مػع النػيب‬
‫ُب الصػػبلة ال يسػػمى خطػػأ ُب الػػدين‪ ،‬كا‪٢‬بكمػػة ُب ذلػػك ظػػاىرة حيػػث تعلمنػػا مػػن ذلػػك مسػػألة‬
‫شرعية‪ ،‬كمثل ىذا السهو ليس فيو تنقيص من قدره ‪.‬‬
‫ك٘بب العصمة لؤلنبياء عػن ا‪٣‬بطػأ ُب نقػل األخبػار كإف كانػت ىػذه األخبػار تتعلػق بػأمر‬
‫دنيوم كمػا جػاء ُب كتػاب الشػفا للقاضػي عيػاض ا‪٤‬بػالكي‪ ،‬كأمػا مػا جػاء ُب ا‪٢‬بػديث الػذم ركاه‬
‫مسلم( أ و ‪ ‬قدـ المدينة وىم يػؤبر النخل ( أي يلق و ها) فقاؿ‪ :‬ما تصنعوف؟ قالوا‪ :‬كنا‬
‫صػػنعو ‪ ...‬قػػاؿ لعلكػػم لػػو لػػم تفعلػػوا كػػاف بيػػراً فتركػػوه فنقصػػت‪ ،‬فػػذكروا ذلػػح لػػو‪ ،‬فقػػاؿ‪:‬‬
‫بشر ‪ ...‬إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا بو وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإ مػا‬ ‫إ ما أ ا ٌ‬
‫بشر فما حدثتكم عػن ا‬ ‫شر)‪ ،‬كُب ركاية ( أ تم أعلم ب مر د ياكم) كُب ركاية ( إ ما أ ا ٌ‬ ‫أا ب ٌ‬
‫فهو ح ‪ ،‬وما قلت فيو مػن قبػل فسػي فإ مػا أ ػا بش ٌػر أبطػ وأصػيب) فػإف مػا كرد ُب ىػذا‬
‫ا‪٢‬بديث ال يدؿ على أنو ‪ ‬أخطػأ ُب نقػل خػرب دنيػوم‪ ،‬كأمػا ىػذا يسػمى إنشػاءن أم إبػداء رأيػو‬
‫ُب أمػػر دنيػػوم ال يقػػدح بقػػدره‪ ،‬ألنػػو أبػػداه مػػن قبػػل الظػػن ال مػػن قبػػل الػػوحي‪ ،‬كإال فهػػو ‪ ‬مػػن‬

‫‪81‬‬
‫أعلػػم النػػاس حػػٌب ب ػأمور الػػدنيا كمػػا دلػػت األحاديػػث الكثػػّبة علػػى ذلػػك‪ ،‬كأمػػا ا‪٢‬بكمػػة مػػن‬
‫ػاطوا ُب أمػور دنيػاىم ٗبػا يعرفػوف ‪٩‬بػا ال‬
‫حصوؿ مثل ىذا ا‪٣‬بطػأ كأمثالػو ىػو تػرؾ اجملػاؿ للنػاس ليتع ٍ‬
‫ٱبالف الشرع‪ ،‬كيفيد ذلك أيضان أنو ‪ ‬ال يعلم كل الغيب‪.‬‬
‫كال يصح على األنبياء سبق اللساف‪ ،‬ألف سبق اللساف الذم ٰبصل مع غّب األنبياء ىػو‬
‫كػػذب غػػّب متعمػػد يصػػدر مػػن غػػّب إرادة‪ ،‬كلػػو كػػاف ٰبصػػل مػػع النػػيب مثػػل ىػػذا لقػػاؿ مػػن قػػاؿ مػػا‬
‫يدرينا أف ىذا ا‪٢‬بديث حصل سبق لساف أك غّب سبق لساف كىذا يؤدم إٔب التشكيك‪.‬‬
‫كال يصػػح مػػا يػػركل مػػن أف الشػػيطاف تكلػػم علػػى لسػػاف النػػيب ‪ ،‬فػػإذا كػػاف ق ػرين النػػيب‬
‫أسلم فكيف يصح أف يلبس الشيطاف نبيان من أنبياء اهلل‪.‬‬
‫كعلػػى ىػػذه القواعػػد الػػٍب بينَّاىػػا فػػإف سػػيدنا إب ػراىيم ‪ٓ ‬ب يعبػػد إال اهلل كإ٭بػػا قولػػو عػػن‬
‫الكوكػب كالقمػر كالشػمس ىػذا ريب إ٭بػا ىػو مػن بػاب االسػتفهاـ اإلنكػارم‪ ،‬أم لػيس ىػذا بػرب‬
‫يستحق األلوىية قاؿ تعأب‪ :‬ولقد تينا إبراىيم ر ده من قبل‪[ ‬سػورة األنبيػاء]‪.‬كمن ا‪٤‬بعلػوـ‬
‫أف مناقشة سيدنا إبراىيم لعبدة الكواكب السبعة كانت بعد دعوتو للنمركد كقومو إٔب عبػادة اهلل‬ ‫َّ‬
‫كما ذكره ا‪٢‬بافظ ابن كثّب ُب كتابيو قصص األنبياء ك البداية كالنهاية‪ ،‬قاؿ‪ :‬كانت مناقشتو ‪٥‬بػم‬
‫ا‪١‬بهػػاؿ أف سػػيدنا‬‫ُب حػَّراف عنػػدما كػػاف ُب طريقػػو مػػن العػراؽ إٔب فلسػػطْب‪ ،‬فكيػػف يقػػوؿ بعػػض َّ‬
‫ػاكان بوجػػود اهلل ٍب اسػػتدؿ مػػن خػػبلؿ ذلػػك علػػى كجػػوده تعػػأب علػػى حػػد قػػو‪٥‬بم‪،‬‬ ‫إبػراىيم كػػاف شػ َّ‬
‫قو‪٥‬بم ىذا فيو نسبة الشػك إٔب سػيدنا إبػراىيم بعػد أف كػاف مؤمنػان يػدعو إٔب عبػادة اهلل‪ ،‬كمػن قػرأ‬
‫اآليات الٍب ذكرت ىذه القصة ُب سورة األنعاـ كٓب يكن سقيم العقل فى ًه ىم منهػا أنػو كػاف ينػاقش‬
‫قومان كانوا يعبدكف تلك الكواكب بقصد إقامة ا‪٢‬بجة علػيهم بػدليل قولػو ُب هنايػة ح ػواره ‪٥‬بػم‪ :‬‬
‫إ ي بريء مما تشركوف‪[ .‬سورة األنعاـ]‪.‬‬

‫ككذلك ما كرد ُب ا‪٢‬بديث من أنػو قػاؿ‪" :‬كػذبت ثػبلث كػذبات" فػإف ذلػك لػيس كػذبان‬
‫من حيػث ا‪٢‬بقيقػة كالبػاطن بػل ىػو صػدؽ‪ ،‬فقولػو عػن زكجتػو حػْب دخػل أرض ا‪١‬ببػار ُب مصػر ػ‬
‫أخٍب ػ أم أختو ُب الدين‪ ،‬كقولو إ٘ب سقيم أم من كفركم كأفعػالكم‪ ،‬كقولػو بػل فعلػو كبػّبىم أم‬
‫مبػػالغتكم ُب تعظػػيم كبػػّب األصػػناـ ‪ٞ‬بلػػِب علػػى تكسػػّبىم كتركػػو أم تػػرؾ كبػػّبىم مػػن غػػّب ‪ٙ‬بطػػيم‬
‫إلقامة ا‪٢‬بجة عليهم‪.‬‬
‫ككذلك فإنو ٓب يشك ُب قدرة اهلل حْب سألو أف يريو كيػف يٰبيػي ا‪٤‬بػوتى‪ ،‬كإف مػا كرد ُب‬
‫ا‪٢‬بديث‪" :‬شك إبراىيم ك‪٫‬بن أحق بالشك منو" ركاه البيهقي ُب كتاب األ‪٠‬باء كالصفات‪ ،‬فهذا‬

‫‪80‬‬
‫فيػػو نفػػي الشػػك عنػػو يعػػُب مػػا شػػك إب ػراىيم إذ لػػو شػػك لكنػػا ‪٫‬بػػن أحػػق بالشػػك منػػو‪ ،‬كقػػاؿ‬
‫بعضهم شك ُب أنو ىل يستجاب لو كٓب يشك ُب قدرة اهلل‪.‬‬
‫ككػػذلك سػػيدنا يوسػػف ٓب يهػػم بػػالزٗب بػػإمرأة العزيػػز إ٭بػػا ىػػم بض ػرهبا كدفعهػػا عػػن نفسػػو‪،‬‬
‫كقيػػل أيض ػان ُب قولػػو كىػػم هبػػا لػػوال أف رأل برىػػاف ربػػو" نف ػي ا‪٥‬بػػم عنػػو أم لػػوال أنػػو مػػن عبػػاد اهلل‬
‫ا‪٤‬بخلصْب كأنو رأل برىاف ربو كأنو من األنبياء لكاف ىم هبا كىو القوؿ الراجح‪.‬‬
‫كمػػن االفػَباء العظػػيم مػػا ينسػػب لنػػيب اهلل داكد عليػػو الصػػبلة كالسػػبلـ مػػن أنػػو كجػػد امػرأة‬
‫عارية فتعلق هبا ٍب أرسػل زكجهػا إٔب ا‪٤‬بعركػة ليػتخلص منػو كيتزكجهػا‪ ،‬فػإف ىػذا ال نرضػاه ألنفسػنا‬
‫فكيف يرضاه عاقل لنيب من أنبياء اهلل‪.‬‬
‫كافػػَبل بعػػض ا‪٤‬ببلحػػدة علػػى نبينػػا ‪ ‬أنػػو شػػرب ا‪٣‬بمػػر فلمػػا سػػكر ٍب أفػػاؽ مػػن سػػكره‬
‫حرمو‪ ،‬كأنو سجد للصنم قبل البعثة‪ ،‬كأنو كاف متعلق القلب بالنساء‪ ،‬كىذه األباطيل‪ ،‬من اطلػع‬
‫عل ػػى س ػّبتو ‪ ‬عل ػػم أهن ػػا ك ػػذب كاف ػَباء ف ػػإف الن ػػيب ‪ ‬ك ػػاف ُب ص ػػغر س ػػنو إذا اس ػػتحلفو أح ػػد‬
‫بالبلت كالعزل قاؿ ٓب أجد ُب قليب بغضا ألحد كبغضػي ‪٥‬بػذه األكثػاف‪ ،‬كا‪٣‬بمػر حرمهػا اهلل علػى‬
‫مراحػػل ككػػاف ‪ٙ‬برٲبهػػا النهػػائي بعػػد ا‪٥‬بجػػرة كلػػيس كمػػا قػػاؿ ا‪٤‬ببطلػػوف‪ ،‬أنػػو ش ػرهبا فلمػػا سػػكر قتػػل‬
‫الراىب ٕبّبا فلما رأل ما حصل حرـ ا‪٣‬بمر‪ ،‬فػإف النػيب ‪ ‬التقػى بالراىػب ٕبػّبا قبػل البعثػة كػاف‬
‫ُب سن الثانية عشرة‪.‬‬
‫كأمػػا تعػػدد زكجاتػػو فكػػاف ‪٤‬بصػػلحة نشػػر الػػدين بػػْب النسػػاء كلتقػػارب األنسػػاب كإ٭بػػا كػػاف‬
‫ذلػػك بػػوحي مػػن اهلل‪ ،‬كإال فنبينػػا ‪ ‬كػػاف متواصػػل األحػزاف دائػػم الفكػػر كثػػّب البكػػاء مػػن خشػػية‬
‫اهلل مشتغبل بالدعوة كا‪١‬بهاد‪.‬‬
‫ك٘بػػب ‪٥‬بػػم العفػػة كالفطانػػة كالػػذكاء كالشػػجاعة كيسػػتحيل علػػيهم الغبػػاكة كبػػبلدة الػػذىن‬
‫كا‪١‬بنب كغّب ذلك من الصػفات القبيحػة‪ ،‬فسػيدنا موسػى ‪ٓ ‬ب يفػر مػن فرعػوف جبنػا كخوفػا منػو‬
‫إ٭با ذىػب ببػِب إسػرائيل بػأمر مػن اهلل‪ ،‬كػذلك سػيدنا ‪٧‬بمػد ‪ٓ ‬ب يفػر مػن قومػو جبنػان إ٭بػا ىػاجر‬
‫بأمر اهلل‪.‬‬
‫كسيدنا عيسى ‪ٓ ‬ب ٰبل أكل ا‪٣‬بٍنزير فإف أكل ا‪٣‬بنزير ‪٧‬بػرـ ُب كػل الشػرائع‪ ،‬كٓب يقػل‪:‬‬
‫( قليل من ا‪٣‬بمر يفرح القلب)‪.‬‬
‫كمػػن الضػػبلؿ مػػا ينسػػب إٔب سػػيدنا موسػػى أنػػو قػػاؿ للكلػػب أنػػت أفضػػل مػػِب‪ ،‬كأنػػو رأل‬
‫إنسػػانان ال يعػػرؼ الصػػبلة فعلمػػو ٍب انشػػق لػػو البحػػر‪ٍ ،‬ب إف الرجػػل نسػػي مػػا علمػػو فلحقػػو فمشػى‬

‫‪82‬‬
‫علػػى كجػػو ا‪٤‬بػػاء كقػػاؿ لػػو يػػا نػػيب اهلل علمػػِب فػػإ٘ب قػػد نسػػيت فقػػاؿ لػػو ابػ ىػق كمػػا أنػػت فأنػػت خػػّب‬
‫مِب‪ ،‬فمثل ىذه ا‪٢‬بكايات تؤدم بالذم يعتقدىا إٔب الكفر كالعياذ باهلل‪.‬‬
‫كمثلها ما يركل عػن بعػض أنبيػاء اهلل يقولػوف إنػو كجػد كلبػان جائعػان فصػار يقطػع مػن ‪٢‬بػم‬
‫ػب إٔب أنبيػاء اهلل‪ :‬كبعػض ا‪١‬بهلػة قػاؿ إف النػيب‬
‫فخذه كيطعمو‪ ،‬فهذا ‪٩‬با هنى اهلل عنو فكيػف يينس ي‬
‫‪٤ ‬با انقطع عنػو الػوحي فػَبة حػاكؿ االنتحػار كىػذا كفػر مػن قائلػو‪ ،‬كإ٭بػا الػذم كرد ُب ا‪٢‬بػديث‬
‫أنو أراد أف يلقي نفسو عن شػاىق يعػِب ‪ ‬كػاف علػى حػاؿ أنػو لػو ألقػى بنفسػو ٓب يتػأذَّ‪ ،‬كلػيس‬
‫فيو لفظ االنتحار‪ ،‬كالنيب كاف على حاؿ عظيم يعلم أنو لو ألقى بنفسو ٓب يتضرر‪ ،‬كإال ٓب يكن‬
‫يهم ٗبثػل ىػذا الفعػل الػذم فيػو ىػبلؾ للػنفس كىػذا حػراـ‪ ،‬كمػع ذلػك فػإف ىػذا ا‪٢‬بػديث مقطػوع‬
‫كما قاؿ ابن حجر ُب فتح البارم‪.‬‬
‫فم ػػا ك ػػاف م ػػن ا‪٢‬بكاي ػػات ‪٩‬ب ػػا في ػػو تنق ػػيص م ػػن ق ػػدر األنبي ػػاء فانب ػػذه‪ ،‬ف ػػإف أكثرى ػػا م ػػن‬
‫اإلس ػرائيليات أك ‪٩‬بػػا أدخلػػو أىػػل اإل‪٢‬ب ػاد‪ ،‬فػػإف اهلل ٓب ٱبػػَب ‪٤‬بنصػػب النبػػوة إال أكمػػل النػػاس قػػاؿ‬
‫تعأب عن أنبيائو‪ :‬وك ً فضلنا على العالمين‪[ .‬سورة األنعاـ]‪.‬‬
‫ل ػػذلك ال تص ػػح النب ػػوة إلخ ػػوة يوس ػػف ال ػػذين ارتكب ػوا كب ػػائر ال ػػذنوب‪ ،‬كى ػػم ىم ػ ٍن س ػػول‬
‫بنيامْب كاألسباط الذين ذكرىم اهلل ُب القرآف ىم من نػيبِّ ىئ من ذريتهم‪.‬‬
‫كقد حفظ اهلل أنبياءه من األعراض كاألمراض ا‪٤‬بنفرة‪ ،‬كا‪١‬بذاـ كخركج الدكد من ا‪١‬بسػد‪،‬‬
‫كمػػا يفػػَبل علػػى نبيػػو أيػػوب عليػػو السػػبلـ‪ ،‬كمػػن ا‪٣‬بػػرس كالطػػرش كالعمػػى كغػػّب ذلػػك‪ ،‬كسػػيدنا‬
‫يعقػػوب عليػػو السػػبلـ ابيضػػت عينػػاه مػػن ا‪٢‬بػػزف فقيػػل إنػػو حصػػل لػػو العمػػى لفػػَبة ٍب شػػفاه اهلل ‪،‬‬
‫يعم ‪ٛ‬بامان إ٭با حصل لو ضعف ُب بصره من كثرة بكائو ٍب عاد كما كاف‪.‬‬ ‫كقيل إنو ٓب ى‬
‫كٯبوز عليهم مػا سػول ذلػك مػن األمػراض الػٍب ال تنفػر كاألكجػاع فػإف النػيب ‪ ‬قػاؿ ُب‬
‫مػػرض كفاتػػو‪" :‬إ نػػي أوعػػح كمػػا يوعػػح الػػرج ف مػػنكم"‪ ،‬ركاه الشػػيخاف كغّبٮبػػا‪ ،‬كأيضػان ٯبػػوز‬
‫عليهم ا‪٣‬بوؼ الطبيعي الذم ال ٲبنع من القياـ ٗبا أمركا بو من التبلي كالثبػات ُب مبلقػاة العػدك‪،‬‬
‫ػنب‪ ،‬كا‪٣‬بػوؼ الطبيعػي مثػل الػذم حصػل لسػيدنا موسػى عنػدما رأل فجػأة‬ ‫أم الذم ليس فيػو ج ه‬
‫عصاه انقلبػت حيػة ضػخمة جػدان بقػدرة اهلل‪ٍ ،‬ب ‪٤‬بػا أمػره اهلل أف يأخػذىا أخػذىا مػن ً‬
‫ناهبػىا متػوكبلن‬
‫على ربو من غّب خوؼ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كال يوجد ُب ا‪١‬بن أنبياء‪ ،‬إ٭با فيهم العلماء كاألكلياء منهم ا‪٤‬بؤمن كمنهم الكافر‪ ،‬كال ُب‬
‫النساء إال قوالن ضعيفا ُب سيدتنا مػر‪ٙ‬ب أهنػا نبيػة‪ ،‬قػاؿ تعػأب‪ :‬ومػا أرسػلنا مػن قبلػح إال رجػاالً‬
‫وحي إليهم‪[ .‬سورة يوسف]‪ ،‬كقاؿ بعضهم بنبوة آسية زكجة فرعوف ‪،‬كىذا أيضان ضعيف‪.‬‬
‫كٯبػػب اعتقػػاد أف كػػل األنبيػػاء مػػن سػػيدنا آدـ إٔب سػػيدنا ‪٧‬بمػػد جػػاءكا بػػدين كاحػػد ىػػو‬
‫اإلس ػػبلـ‪ ،‬كك ػػل دي ػػن س ػػول اإلس ػػبلـ باط ػػل ابتدع ػػو الكف ػػار ق ػػاؿ تع ػػأب‪ :‬إف ال ػػدين عن ػػد ا‬
‫اإلس ـ‪[ ‬سورة آؿ عمراف] كقاؿ تعأب‪ :‬ومػن يبتػغ غيػر اإلسػ ـ دينػاً فلػن يقبػل منػو وىػو‬
‫في اآلبرة من الخاسرين‪[ ‬سورة آؿ عمراف] كقػاؿ تعػأب‪  :‬ػرع لكػم مػن الػدين مػا وصػى‬
‫بػػو وحػاً والػػذي أوحينػػا إليػػح ومػػا وصػػينا بػػو إبػػراىيم وموسػػى وعيسػػى أف أقيمػػوا الػػدين وال‬
‫تتفرقوا فيو كبر على المشركين ما تدعوىم إليو‪[ .‬سورة الشورل]‬
‫كا‪٢‬بكمػػة ُب أف ديػػنهم كاحػػد أمػػر ظػػاىر فػػإف ذلػػك يػػدعو إٔب توحيػػد النػػاس علػػى عقيػػدة‬
‫كاحػػدة‪ ،‬كقػػوؿ الػػبعض بػػأف اهلل أرسػػل كػػل نػػيب بػدين غػػّب الػػدين الػػذم عليػػو غػػّبه مػػن األنبيػػاء فيػػو‬
‫نسبة عدـ ا‪٢‬بكمة إٔب اهلل تعػأب حيػث جعلػوا اهلل يػأمر بالتفرقػة‪ ،‬كإ٭بػا الصػحيح أف يقػاؿ كلهػم‬
‫علػى ديػػن كاحػد كىػػو عبػادة اهلل كحػػده كعػدـ اإلشػراؾ بػو شػػيئان‪ ،‬كأف شػرائع الرسػػل ‪٨‬بتلفػة حيػػث‬
‫أف اهلل أنػػزؿ علػػى كػػل رسػػوؿ أحكامػػا تناسػػب ا‪٢‬بػػاؿ الػػذم عليػػو النػػاس‪ ،‬فلػػذلك يقػػاؿ الش ػرائع‬
‫السماكية أك الكتب السماكية كال يقاؿ األدياف السماكية‪.‬‬

‫ق ػػاؿ ‪" :‬األ بي ػػاء إب ػػوة لِ َعػ ػ ت دي ػػنهم واح ػػد وأمه ػػاتهم ػػتى وأ ػػا أول ػػى الن ػػاس‬
‫بعيسى بػن مػريم لػيل بينػي وبينػو بػي" ركاه البخػارم‪ ،‬معنػاه أف ديػن األنبيػاء كاحػد كشػرائعهم‬
‫‪٨‬بتلفة أم متعددة‪.‬‬
‫كمػػع اخػػتبلؼ الشػرائع ُب بعػػض األمػػور فػػإف ىنػػاؾ أمػػوران كاجبػػة ُب كػػل الشػرائع كػػاألمور‬
‫ض‪ ،‬كغّبىا‪.‬‬ ‫الست الٍب ىي‪ :‬حفظ الدين كالنفس كالنسب كالعقل كا‪٤‬باؿ كالعًٍر ً‬

‫كىنػػاؾ أيضػان أمػػور ‪٧‬برمػػة ُب كػػل الشػرائع كأكػػل ‪٢‬بػػم ا‪٣‬بنزيػػر كالػػدـ ا‪٤‬بسػػفوح كا‪٤‬بيتػػة كالربػػا‬
‫كقتل النفس بغّب حق كالزنا‪...‬‬
‫كاعلػػم أف الػػدين كضػػع إ‪٥‬بػػي سػػائق لػذكم العقػػوؿ السػػليمة باختيػػارىم احملمػ ً‬
‫ػود إٔب مػػا ىػػو‬ ‫ي‬ ‫ه‬
‫خّب ‪٥‬بم بالذات‪ ،‬كىو السعادة األبدية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ػاب‪ ،‬كالسػػنة‪ ،‬كاإل‪ٝ‬بػػاع كالقيػػاس ا‪٤‬بعت ػرباف‪ ،‬كمػػا خػػالف ىػػذه‬
‫كأصػػوؿ الػػدين أربعػػة‪ :‬الكتػ ي‬
‫األربعػةى فهػػو بدعػػة كضػػبللة‪ ،‬كمػػن كػػاف مسػػلوب العقػػل أك مغلوبػان عليػػو (كاجملاذيػػب) نفػػوض إٔب‬
‫شأهنم مع كجوب إنكار ما يقع منهم ‪٨‬بالفان للشرع حفظان لقوانْب الشريعة‪.‬‬ ‫اهلل ى‬
‫كٯبب على كل بال عاقل يكلً ىد صحيح السمع ك‪٠‬بع بأصل الدعوة اإلسػبلمية أف يػدخل‬
‫ُب دين اإلسبلـ‪ ،‬فإف من ‪٠‬بع باإلسبلـ كٓب يدخل بو كمات على ذلك خلد ُب نار جهنم‪.‬‬
‫كاعلػػم أف مػػن الفسػػاد العظػػيم قػػوؿ بعػػض أدعيػػاء العلػػم ا‪٤‬بػػداىنْب إف اهلل أعطػػى حريػػة‬
‫األديػػاف مستشػػهدين بقولػػو تعػػأب‪ :‬ال إكػػراه فػػي الػػدين‪ ‬كقولػػو تعػػأب‪  :‬أف ػػت تكػػره النػػاس‬
‫حتػػى يكو ػػوا مػػؤمنين‪ ‬األكٔب مػػن [سػػورة البقػػرة] كالثانيػػة مػػن [سػػورة يػػونس] فإنػػو ال يفهػػم مػػن‬
‫ىاتْب اآليتْب أف اهلل أعطى حرية األدياف فإف قولو تعأب ال إكراه ُب الدين" قيػل بػأف ىػذه اآليػة‬
‫منسػػوخة بآيػػات القتػػاؿ‪ ،‬كقيػػل فيهػػا‪ :‬أنػػك ال تسػػطيع إك ػراه قلػػوب النػػاس علػػى اإلسػػبلـ كإ٭بػػا‬
‫ظػواىرىم‪ ،‬كقيػػل فيهػػا‪ :‬إذا دفػػع أىػػل الكتػػاب ا‪١‬بزيػػة كعاشػوا ‪ٙ‬بػػت حكػػم ا‪٤‬بسػػلمْب فلػػيس عليػػك‬
‫إك ػراىهم‪ ،‬كػػذلك قولػػو تعػػأب‪" :‬أف ػػت تكػػره النػػاس حتػػى يكو ػػوا مػػؤمنين" فا‪٤‬بقصػػود أننػػا ال‬
‫نسػػتطيع إك ػراه قلػػوهبم علػػى حػػب اإلسػػبلـ‪ ،‬كإال فػػإف علينػػا جهػػادىم لػػردعهم عػػن الكفػػر كاهلل‬
‫ػدين فػإف ا ته ْػوا فػ‬
‫يتؤب سرائرىم‪ ،‬قاؿ تعػأب‪ :‬وقػاتلوىم حتػى ال تكػوف فتنػة ويكػو َف ال ُ‬
‫عػدواف إال علػى الظػالمين ‪[ ‬سػورة البقػرة]‪ ،‬كا‪٤‬بقصػود بالفتنػة ُب ىػذه اآليػة ىػو انتشػار الكفػر‬
‫ككذلك قولو تعأب‪ :‬واقتلوىم حيث ثقفتموىم وأبرجوىم من حيث أبرجوكم والفتنة أ ُّد‬
‫مػػن القتػػل‪ ‬فلػػيس ا‪٤‬بقصػود بالفتنػػة ىنػػا الفتنػػة بػػْب رجلػػْب كمػا يتػػوىم بعػػض النػػاس إ٭بػػا ا‪٤‬بقصػػود‬
‫منهػػا انتشػػار الكفػػر كىػػو أم انتشػػاره بػػْب النػػاس أشػػد مػػن القتػػل كقػػاؿ تعػػأب‪ :‬قػػاتلوا الػػذين ال‬
‫يؤمنػػوف بػػا وال بػػاليوـ اآلبػػر وال ي رمػػوف مػػا حػػرـ ا ورسػػولو وال يػػدينوف ديػػن ال ػ مػػن‬
‫الػػذين أوتػػوا الكتػػاب حتػػى يعطػػوا ال يػػة عػػن يػػد وىػػم صػػاغروف‪[ ‬سػػورة التوبػػة]‪ .‬فهػػؤالء‬
‫األدعياء للعلم حرفوا ُب دين اهلل كعطلػوا بػذلك بػاب ا‪١‬بهػاد‪ ،‬كعلػى زعمهػم ال ٯبػوز للمسػلمْب‬
‫أف يقاتلوا الكفار إال دفاعان‪.‬‬
‫كإ٭بػػا الص ػواب أف ا‪١‬بهػػاد مػػن أعظػػم األعمػػاؿ كىػػو يكػػوف دفاع ػان كيكػػوف لنشػػر ال ػػدين‬
‫عدؿ كليس ظلما كما يقوؿ بعػض أصػحاب‬ ‫كيكوف لقمع الكفر الذم ىو أعظم الذنوب‪ ،‬ىذا ه‬
‫األديػػاف األخػػرل‪ ،‬فهػػل نشػػر الفض ػيلة كاإلسػػبلـ الػػذم بػػو يػػدخل اإلنسػػاف ا‪١‬بنػػة كينجػػو بػػو مػػن‬
‫ا‪٣‬بلود ُب جهنم كقمع أعظم ا‪٤‬بنكرات الػذم ىػو الكفػر يكػوف ظلمػان‪ ،‬فا‪١‬بهػاد يشػ ًرع ر‪ٞ‬بػة للنػاس‬
‫قاؿ تعأب عن نبيو‪":‬وما أرسلناؾ إال رحمةً للعالمين" سورة األنبيػاء‪ .‬فلمػا قػاـ بعػض الطغػاة‬

‫‪85‬‬
‫بصد الناس عن الدخوؿ ُب ىذه الر‪ٞ‬بة الٍب ىي دين اإلسبلـ ديػن العػدؿ الػذم بػو النجػاة مػن‬
‫النار كا‪٣‬بلود األبدم ُب ا‪١‬بنة شرع اهلل ‪٥‬بذه األمة قتا‪٥‬بم ألهنم ينشركف الفساد كالظلم ُب األرض‬
‫فػػإذا كػػاف قتػػل ا‪٢‬بيػػة كالعقػػرب كا‪٥‬بػواـ ا‪٤‬بؤذيػػة مشػركع بسػػبب مػػا يصػػيب النػػاس مػػن أذاىػػا فكيػػف‬
‫بالػػذم أذاه أشػػد مػػن ذلػػك بكثػػّب كىػػو الصػػد عػػن سػػبيل اهلل كالر‪ٞ‬بػػة كا‪١‬بنػػة‪ ،‬كدعوتػػو إٔب الكفػػر‬
‫كالفس ػػاد ُب األرض ال ػػذم ب ػػو ا‪٣‬بل ػػود األب ػػدم ُب جه ػػنم‪ٍ ،‬ب إف ك ػػل القػ ػوانْب الوض ػػعية تعاق ػػب‬
‫ا‪٣‬بارجْب على القػانوف فلمػاذا يعَبضػوف علػى ا‪٤‬بسػلمْب أف يقيمػوا دسػتور رهبػم‪ ،‬كقػد قػاؿ ‪" :‬‬
‫أتدروف ما ح ا على العباد قالوا ا ورسػولو أعلػم قػاؿ‪ :‬أف يعبػدوه وال يشػركوا بػو ػيئاً‬
‫" ركاه البخػػارم‪ ،‬كمػػع ذلػػك فػػإف للجهػػاد شػػركط كقػػد يكػػوف ىنػػاؾ صػػلح بػػْب ا‪٤‬بسػػلمْب كالكفػػار‬
‫ذمة كل ذلك بشركط ذكرىا الفقهاء ُب كتب الفقو‪.‬‬ ‫كعقد أماف أك َّ‬
‫كمػن الػػببلء مػا يفعلػػو الػبعض حيػػث فتحػوا مكاتػػب للػدخوؿ ُب اإلسػػبلـ فػإذا جػػاء أحػػد‬
‫بعػػد الوقػػت احملػػدد ليػػدخل ُب اإلسػػبلـ قػػالوا لػػو ائػ ً‬
‫ت ُب كقػػت آخػػر فيؤخركنػػو عػػن اإلسػػبلـ كىػػذا‬
‫يسمى رضا بالكفر كالرضا بالكفر كفر قاؿ تعأب‪" :‬وال يرضى لعباده الكفر"‪ .‬سورة الزمر‬
‫فػػبل ٯبػػوز تػػأخّب مػػن أراد الػػدخوؿ ُب اإلسػػبلـ كال ‪٢‬بظػػة حػػٌب كلػػو كنػػت ُب ا‪٣‬بػػبلء فقػػاؿ‬
‫لك رجل علمِب اإلسبلـ فقل لو قل أشهد أف ال إلو إال اهلل كأف ‪٧‬بمدان رسوؿ اهلل‪.‬‬
‫ركل اإلماـ مسلم ٗبا معناه أف رسوؿ اهلل ‪( ‬أتاه رجل مرة كىو ٱبطب كقاؿ يػا رسػوؿ‬
‫اهلل علم ػػِب اإلس ػػبلـ فقط ػػع الرس ػػوؿ خطبت ػػو كن ػػزؿ ع ػػن ا‪٤‬بن ػػرب كأم ػػره بالتش ػػهد ٍب ع ػػاد كاس ػػتأنف‬
‫ا‪٣‬بطبة)‪ .‬فبل يي ٍشغى يل باالغتساؿ قبل الدخوؿ ُب اإلسبلـ‪ ،‬كإف كاف ال ٰبتاج إٔب إقناع فبل تشرح‬
‫لو التفاصيل قبل أف يدخل ُب اإلسبلـ فإف ُب ذلك تأخّبه عن أعظم ا‪٣‬بّب ٕبيث لو مػات قبػل‬
‫ذلك مات كافران فكيف يػي ىؤ َّخر بعد أف أراد اإلسبلـ‪.‬‬
‫ػوص هلل تعػػأب‪ ،‬كيصػػح أف يقػػاؿ ىػػو‬ ‫ػاد ‪٨‬بصػ ه‬ ‫كاإلسػػبلـ لغػػة ىػػو االنقيػػاد كشػػرعان ىػػو انقيػ ه‬
‫االلت ػزاـ بأحك ػػاـ ال ػػدين م ػػع التش ػػهد‪ ،‬كأق ػػل اإلس ػػبلـ ى ػػو النط ػػق بالش ػػهادتْب كأق ػػل اإلٲب ػػاف ى ػػو‬
‫التصػػديق بالقلػػب ‪٤‬بعػػُب الشػػهادتْب فػػبل يصػػح أحػػدٮبا دكف اآلخػػر كمػػا قػػاؿ اإلمػػاـ أبػػو حنيفػػة‪:‬‬
‫"فهما كالظهر مػع الػبطن" فمػن نطػق بلسػانو كٓب يصػدؽ بقلبػو فهػو كػافر منػافق لػيس ٗبسػلم كال‬
‫مؤمن كإف حكمنػا عليػو مػن حيػث الظػاىر بأنػو مسػلم ألننػا ال نعلػم مػا ُب القلػوب أمػا عنػد اهلل‬
‫فهو كافر‪ ،‬ككذلك العكس إال إذا عجز عن النطق بسػبب ا‪٣‬بػرس أك مفاجػأة ا‪٤‬بػوت أم أراد أف‬
‫ينطق بالشهادتْب قبل حالة اليأس كالغرغرة فمنعو من ذلك فجأة ا‪٤‬بوت فهذا إسبلمو صحيح‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫فقػػوؿ بعػػض النػػاس‪ :‬كػػل مػػؤمن مسػػلم كلػػيس كػػل مسػػلم مؤمن ػان لػػيس بصػػحيح ألنػػو ال‬
‫يصح أحدٮبا دكف اآلخر‪.‬‬
‫ككل ا‪٤‬بؤمنْب ُب أصػل اإلٲبػاف سػواء‪ٍ ،‬ب تكػوف الزيػادة ُب اإلٲبػاف علػى حسػب األعمػاؿ‪،‬‬
‫فاإلٲبػػاف يػػزداد بالطاعػػات كيػػنقص با‪٤‬بعاصػػي‪ ،‬كال يسػػلب اسػػم اإلٲبػػاف عػػن ا‪٤‬بػػؤمن مهمػػا ارتكػػب‬
‫مػػن ا‪٤‬بعاصػي مػػآب يقػػع بنػػوع مػػن أنػواع الكفػػر‪ ،‬كمػػا كرد مػػن آيػػات أك أحاديػػث ظاىرىػػا يػػوىم أف‬
‫مرتكػػب بعػػض ا‪٤‬بعاصػػي ال يػػدخل ا‪١‬بنػػة ف ػػإف معنػػاه أنػػو ال يػػدخل ا‪١‬بنػػة مػػع األكلػػْب كمآلػػو ُب‬
‫النهاية على أم حاؿ إٔب ا‪١‬بنة ما ٓب يقع ُب الكفر كالعياذ باهلل‪.‬‬

‫كمن ذلك قولو ‪ " :‬ال يدبل ال نة قتّات" (أم ٭باـ)‪ .‬ركاه البخارم‪.‬‬

‫ػاؽ لوالديػو‪ ،‬والػديوث‪ ،‬ورجلػة النسػاء"‬ ‫كمنها قولػو ‪" :‬ث ثة ال يدبلوف ال نػة الع ُّ‬
‫ركاه النسػػائي كالبػزار كا‪٢‬بػػاكم (أم ال يػػدخلوف ا‪١‬بنػػة مػػع األكلػػْب) ككػػذلك حػػديث‪" :‬ا‪٤‬بسػػلم مػػن‬
‫سلم ا‪٤‬بسلموف من لسانو كيده"‪.‬‬
‫فلػػيس ا‪٤‬بقصػػود منػػو أنػػو لػػيس ٗبسػػلم إذا ٓب يسػػلم ا‪٤‬بسػػلموف مػػن لسػػانو كيػػده‪ ،‬كإ٭بػػا معنػػاه‬
‫ليس مسلمان كامبلن‪.‬‬
‫فمرتكػػب ا‪٤‬بعاصػػي يقػػاؿ عنػػو مسػػلم عػػاص أك نػػاقص كيقػػاؿ لػػو مػػؤمن عػ و‬
‫ػاص أك نػػاقص‪،‬‬
‫كا‪٤‬بؤمن الذم أدل الوجبات كاجتنب احملرمات يقاؿ عنو مؤمن كامل أك مسلم كامل‪.‬‬

‫وي ب اإليماف بالقدر بيره و ره أم ا‪٤‬بقدكر خّبه كشره من اهلل‪.‬‬

‫وي ػػب اإليمػػاف بكػػل مػػا بلغػػو الرسػػوؿ ‪ ‬عػػن ربػػو فمػػن ذلػػح‪ ،‬عػػذاب القػػرب كنعيمػػو‬
‫كسؤاؿ ا‪٤‬بلكْب منكر كنكّب‪.‬‬
‫كيسػػتثُب مػػن الس ػؤاؿ األطفػػاؿ الػػذين مػػاتوا دكف البلػػوغ كالشػػهداء كاألنبيػػاء صػػلوات اهلل‬
‫كس ػػبلمو عل ػػيهم‪ ،‬كإف األنبي ػػاء أحي ػػاء ُب قب ػػورىم يص ػػلوف ف ػػبل تبل ػػى أجس ػػادىم كك ػػذلك ش ػػهداء‬
‫ا‪٤‬بعركػػة ككػػذلك بعػػض أكليػػاء اهلل‪،‬ككػػذلك ا‪٤‬بؤذنػػوف احملتسػػبوف ‪٢‬بػػديث (المػػؤذف الم تسػػب ال‬
‫يدود كالشهيد) ركاه الطربا٘ب‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫وي ب اإليماف بالنف في الصور كالذم ينفخ ُب الصػور إسػرافيل عليػو السػبلـ‪ ،‬كأنػو‬
‫ٲبوت كيصػعق مػن أثػر ذلػك مػن ُب السػموات كاألرض إال مػن شػاء اهلل‪ ،‬فػإف ا‪٢‬بػور كالولػداف ُب‬
‫ا‪١‬بنة ال ٲبوتوف بإذف اهلل‪ ،‬ككذلك الشهداء ال يصعقوف ألف أركاحهم تكوف ُب ا‪١‬بنة‪.‬‬
‫كآخػػر مػػن ٲبػػوت ملػػك ا‪٤‬بػػوت فػػإف اهلل ٱبػػرج ركحػػو بقدرتػػو لػػيس ىػػو الػػذم يقػػبض ركح‬
‫نفسو كما يشاع عند البعض فليس بصحيح ما يركيو البعض بأنو يقػبض ركح نفسػو كيقػوؿ عنػد‬
‫ذلػػك لػػو كنػػت أعلػػم مػػا ٰبصػػل بقػػبض الػػركح مػػا كنػػت قبضػػت ركح أحػػد" فهػػذا كػػذب كفيػػو‬
‫اعَباض على اهلل فملك ا‪٤‬بوت مأمور من اهلل‪ ،‬كيعلم أف قبض الركح يسبب اآلالـ كىػو ملػك ال‬
‫يعص ػي اهلل كال يهػ َّػم با‪٤‬بعصػػية حيػػث ا‪٤‬ببلئكػػة يجبًلي ػوا علػػى طاعػػة اهلل ك‪٧‬ببتػػو كالتسػػليم لػػو ككلهػػم‬
‫أكلياء هلل كمنهم رسل‪.‬‬
‫كاسم ملك ا‪٤‬بوت عزرائيل ىكذا كرد ا‪٠‬بو ُب حديث ركاه الطربا٘ب كنقل القاضي عياض‬
‫ُب الشفا اإل‪ٝ‬باع على أف تسمية ملك ا‪٤‬بوت عزرائيل‪.‬‬

‫وي ب اإليماف بالبعػث مػن القبػور‪ ،‬وكػذلح ال شػر‪ ،‬كيكػوف النػاس يػوـ ا‪٢‬بشػر علػى‬
‫ثبلثة أحواؿ‪:‬‬
‫ُ‪ .‬األتقياء كيكونوف راكبْب كاسْب طاعمْب ‪ٙ‬بت ظل العرش‪.‬‬
‫ِ‪ .‬كمنهم حفاة عراة على األقداـ كىم الفساؽ‪.‬‬
‫ّ‪ .‬كمػنهم حفػػاة عػراة ٰبشػػركف علػى كجػػوىهم كىػم الكفػػار يطػأىم النػػاس بأقػػدامهم‬
‫لكفػػرىم كتكػػربىم‪ .‬ىػػذه األح ػواؿ الػػثبلث كردت ُب حػػديث ركاه اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد‬
‫كغّبه‪.‬‬

‫وي ػػب اإليمػػاف بػػالمي اف‪ ،‬ووزف األعمػػاؿ‪ ،‬وال سػػاب ‪ ،‬والصػػراط‪ ،‬وال نػػة والنػػار‬
‫وأ هما موجودتػاف اآلف‪ ،‬وأف المػؤمنين بالػدوف فػي ال نػة‪ ،‬وأف الكفػار بالػدوف فػي النػار‪،‬‬
‫وأف بعض الفساؽ من المؤمنين يدبلوف النار ثم يخرجوف منها‪ ،‬وي ب اإليمػاف بػال وض‬
‫والرؤية تعالى بالعين في اآلبرة للمؤمنين ب كيف وال جهة وال مكػاف‪ ،‬وي ػب اإليمػاف‬
‫بالشػػفاعة‪( ،‬والشػػفاعة لػػب الخيػػر مػػن الغيػػر إلػػى الغيػػر)‪ ،‬يعنػػي أف الشػػفعاء يػػوـ القيامػػة‬
‫يطلبوف المغفرة من ا لبعض العصاة‪.‬‬
‫كأكؿ م ػػن يش ػػفع ي ػػوـ القيام ػػة س ػػيدنا ‪٧‬بم ػػد يش ػػفع الش ػػفاعة العظم ػى كى ػػي لك ػػل أتب ػػاع‬
‫األنبياء ا‪٤‬بؤمنْب لتعجيل ا‪٢‬بساب ٍب يشفع ألمتو‪ٍ ،‬ب األنبياء يشفعوف من بعده‪ ،‬ك‪٩‬بن يشفع يػوـ‬

‫‪88‬‬
‫القيامػ ػػة العلمػ ػػاء العػ ػػاملوف كالشػ ػػهداء كاألطفػ ػػاؿ الػ ػػذين مػ ػػاتوا دكف البلػ ػػوغ يشػ ػػفعوف لوالػ ػػديهم‬
‫ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬كال أحد يشفع لكافر يوـ القيامة‪ ،‬كيبقى قسم من الفساؽ أىل الكبائر ال أحد يشفع‬
‫‪٥‬بم فيخرجهم اهلل تعأب مػن النػار بعػد مػدة عقػاهبم بعفػوه‪ ،‬كيسػموف عتقػاء الػر‪ٞ‬بن كعنػدما ٱبػرج‬
‫آخر رجل من ا‪٤‬بؤمنْب من النار يزداد الكفػار حسػرة حيػث ال خػركج ‪٥‬بػم منهػا كال ٱبفػف عػنهم‬
‫من عذاهبا‪.‬‬

‫وي ب اإليماف بما جاء في القر ف أو ال ديث من أببار األمم السػابقة وبمػا جػاء‬
‫مػػن أببػػار الحقػػة‪ ،‬فمػػا أخػػرب بػػو النػػيب ‪ ‬مػػن مغيبػػات فهػػو مػػن ‪ٝ‬بلػػة معجزاتػػو‪ ،‬كإخبػػاره بػػأف‬
‫الناس يتطاكلوف ُب البنياف ككثرة الزٗب كشػرب ا‪٣‬بمػر كرفػع ا‪٢‬بيػاء كا‪٣‬بشػوع كالعلػم كانتشػار ا‪١‬بهػل‬
‫كأف زمػػاـ األمػػور يتسػػلمو غػػّب أىلػػو‪ ،‬كظهػػور ا‪٤‬بهػػدم كىػػذه مػػن عبلمػػات السػػاعة الصػػغرل كقػػد‬
‫ظهػر أكثرىػا‪ ،‬ككػذلك عبلمػات السػاعة الكػربل ػ أم ٯبػب اإلٲبػاف هبػا‪ ،‬كخػركج الػدجاؿ كنػزكؿ‬
‫عيسػى عليػػو السػػبلـ مػػن السػماء كخػػركج يػأجوج كمػػأجوج كخػركج دابػػة األرض كغػػّب ذلػػك‪ ،‬فػػإف‬
‫كػػل مػػا ذكرتػػو مػػن عقائػػد ٘بػػده ُب كتػػب خاصػػة موسػػعة مػػع أدلتهػػا كلػػوال أ٘ب أردت االقتصػػار‬
‫لوسعت ُب ذلك مع ذكر األدلة فمن أراد االستزادة فليطلب ذلك‪.‬‬

‫وي ب اإليماف بمع ات األ بياء وكرامات األولياء‪.‬‬


‫ف ػػا‪٤‬بعجزة أم ػػر خ ػػارؽ للع ػػادة تظه ػػر عل ػػى ي ػػد ن ػػيب للدالل ػػة عل ػػى ص ػػدقو‪ ،‬كى ػػي مقركن ػػة‬
‫بالتحدم‪ ،‬سا‪٤‬بة من ا‪٤‬بعارضة با‪٤‬بثل‪ ،‬أم ال يستطيع أحد أف يأٌب ٗبثلهػا‪ٖ ،‬بػبلؼ السػحر الػذم‬
‫يكوف ٗبعاكنة ا‪١‬بن فإنو بإمكاف ساحر آخر أف يأٌب بسحر مثلو‪.‬‬

‫فإف الكفػار كػانوا إذا ظهػر فػيهم النػيب طلبػوا منػو دلػيبلن علػى صػدقو كمػع ذلػك فػإف كثػّبان‬
‫منهم ٓب يؤمنوا بعد رؤيتهم للمعجزات تكربان منهم كعنادان‪.‬‬
‫فمػن ا‪٤‬بعجػزات خػػركج الناقػة كفصػػيلها مػن صػػخرة لنػيب اهلل صػػاّب ‪ ،‬كمنهػا أف النػػار ٓب‬
‫تؤثر ُب نيب اهلل كخليلو إبراىيم ‪. ‬‬
‫كمنها انقبلب عصا موسى حية حقيقية كبّبة فأكلت حباؿ السػحرة كعصػيهم فأسػلموا‬
‫ألهنم كانوا يعرفوف السحر‪ ،‬كتبْب ‪٥‬بم أف انقبلب عصا موسى ‪ ‬حية حقيقية ليس سحران كإ٭با‬
‫بقدرة اهلل سبحانو‪ ،‬كمنها انشقاؽ البحر لو‪ ،‬كغّب ذلك‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫كمنها تسخّب الرياح لنبيو سليماف ‪ ‬كا‪١‬بن كأنو عيلِّ ىم منطق الطّب كغّب ذلك‪.‬‬
‫كمنها ما حصل لنبيػو عيسػى ‪ ‬مػن إحيػاء ا‪٤‬بػوتى كإبػراء األكمػو ػ األعمػى ػ كاألبػرص‬
‫كا‪٤‬بشي على كجو ا‪٤‬باء كغّب ذلك‪.‬‬
‫كأما معجزات نيب اهلل كحبيبو ‪٧‬بمد رسػوؿ اهلل صػلى اهلل عليػو كسػلم فػبل ٰبصػيها إال اهلل‬
‫تعأب كقد قاؿ إمامنا الشافعي ‪" :‬مػا أعطػى اهلل نبيػا معجػزة إال كأعطػى نبينػا مثلهػا أك أعظػم‬
‫منها"‪.‬‬
‫كأعظ ػػم معج ػزات س ػػيدنا ‪٧‬بم ػػد ‪ ‬الق ػػرآف‪ ،‬ألن ػػو معج ػػزة دائم ػػة عل ػػى م ػػر العص ػػور كم ػػا‬
‫استطاع أحد أف يأٌب ٗبثلو أك بسورة منو كال يستطيع‪ ،‬كحفظ من التحريف كالتبديل‪.‬‬
‫كأما معجزاتػو ‪ُ ‬ب حياتػو فكثػّبة منهػا خػركج ا‪٤‬بػاء مػن بػْب أصػابعو كمنهػا حنػْب ا‪١‬بػذع اليبػيس‬
‫لو‪ ،‬كمنها انشقاؽ القمر لو‪.‬‬
‫كمنهػػا إس ػراؤه مػػن مكػػة إٔب ا‪٤‬بسػػجد األقصػػى كعركجػػو مػػن ىنػػاؾ إٔب مػػا فػػوؽ السػػماء‬
‫السابعة كدخولو ا‪١‬بنة‪ ،‬كرؤيتو لربو سبحانو ببل كيف كال مكاف بفؤاده على قوؿ ‪ٝ‬بهور العلماء‪.‬‬
‫كعلػػى قػػوؿ بعضػػهم بعػػْب رأسػػو ك‪٩‬بػػن قػػاؿ بػػذلك الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب فهػػذا مػػن‬
‫ا‪٤‬بختلف فيو‪ ،‬كاعتربكا أف ذلك خصوصية للنيب صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬أم رؤيتو لربو بعينو كاعلػم‬
‫أف ا‪٤‬بع ػراج لػػيس ا‪٤‬بقصػػود منػػو كصػػوؿ النػػيب ‪ ‬إٔب مكػػاف ينتهػػي فيػػو كجػػود اهلل تعػػأب‪ ،‬فػػإف اهلل‬
‫تعػػأب كمػػا بينػػا بطريػػق الشػػرع كالعقػػل‪ ،‬موجػػود ال كػػا‪٤‬بوجودات موجػػود بػػبل مكػػاف‪ ،‬كإ٭بػػا ا‪٤‬بقصػػود‬
‫با‪٤‬بعراج إطبلع النيب ‪ ‬على عجائب العآب العلوم‪.‬‬
‫كقد ‪٠‬بع النيب ‪ ‬كبلـ اهلل الذاٌب الذم ال يشبو كبلـ خلقو‪.‬‬
‫كمػػا ‪٠‬بعػػو موسػػى ‪ ،‬كموسػى كػػاف علػػى األرض‪ ،‬فػػإف اهلل يسػػتحيل عليػػو أف يكػػوف لػػو‬
‫مكاف على األرض يسػتحيل عليػو أف يكػوف ُب أم مكػاف آخػر فكػل األمػاكن ىخ ٍل يقػو تعػأب كاهلل‬
‫ال ٰبتاج إٔب شيء من خلقو‪.‬‬
‫كأحػػذر مػػن بعػػض مػػا راج علػػى ألسػػنة بعػػض النػػاس بسػػبب مطػػالعتهم لػػبعض الكتػػب‬
‫ا‪٤‬بزيفة‪ ،‬منها القوؿ‪ :‬إف اهلل أ‪٠‬بػع نبيػو صػوت أيب بكػر ُب السػماء حػٌب يسػتأنس بػو‪ ،‬كأعظػم مػن‬
‫ذلك ما قالو البعض من أف اهلل كلمو بصوت أيب بكر كىذا كفر ألنو تشبيو هلل ٖبلقو‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫كمنها ما شاع من أف النيب قاؿ‪ :‬التحيات هلل اْب فقػاؿ اهلل لػو السػبلـ عليػك أيهػا النػيب‬
‫كر‪ٞ‬بة اهلل كبركاتػو‪ ،‬فقالػت ا‪٤‬ببلئكػة السػبلـ علينػا كعلػى عبػاد اهلل الصػا‪٢‬بْب‪ ،‬فهػذا كػذب كصػيغة‬
‫التشػػهد ُب الصػػبلة‪ ،‬النػػيب ‪ ‬علمهػػا ألصػػحابو عنػػدما ‪٠‬بعهػػم يقولػػوف ُب صػػبلهتم السػػبلـ علػػى‬
‫اهلل السبلـ على جربيل‪ ...‬فقاؿ ‪٥‬بم إف اهلل ىػو السػبلـ كلكػن قولػوا التحيػات‪ "...‬ركاه البخػارم‬
‫كغػػّبه‪ ،‬كمنهػػا مػػا ىػػو موجػػود ُب كتػػاب اإلسػراء كا‪٤‬بعػراج ا‪٤‬بنسػػوب زكرا كهبتانػػا ال بػػن عبػػاس ففيػػو‬
‫أقواؿ كثّبة ‪٨‬بالفة للشرع منها بعض الذم بينػاه كمنهػا القػوؿ‪ :‬إف النػيب رأل امػرأة معلقػة بثػدييها‬
‫فسأؿ سيدنا جربيل عػن ذلػك فقػاؿ لػو ىػذه الػٍب ترضػع كلػد غّبىػا بغػّب إذف زكجهػا‪ ،‬فػإف ذلػك‬
‫‪٨‬بالف ‪٤‬با جاء ُب الشرع حيػث أف الفقهػاء بينػوا أنػو ٯبػوز للمػرأة أف ترضػع كلػد غّبىػا كلػو بغػّب‬
‫إذف زكجها ألف اللنب ملكها كليس ملك زكجها‪.‬‬
‫كمنها القوؿ‪ :‬إف جربيل قاؿ للنيب ‪ ‬عند بيػت ا‪٤‬بقػدس لػو شػربت ا‪٤‬بػاء لتهػودت أمتػك‬
‫كلػػو شػربت ا‪٣‬بمػػر لتنصػػرت أمتػػك‪ ،‬كالثابػػت أف جربيػػل قػػدـ للنػػيب ‪ ‬كأسػان فيػػو مػػن ‪ٟ‬بػػر ا‪١‬بنػػة‬
‫الذم ال يسكر ككأسان من لنب ا‪١‬بنة فاختار النيب اللنب فقاؿ لو جربيل اخَبت الفطرة‪.‬‬
‫فإ٘ب أحذر من القراءة ُب ىذا الكتاب ككتاب مولد العػركس ككتػاب مناجػاة موسػى فػإف‬
‫فيها كثّبان من الضبلؿ‪ ،‬كبا‪١‬بملة أنصح بأف ال يأخذ أحد علمػو مػن الكتػب فػإف مػن ٓب يػتمكن‬
‫بعلم العقيدة كشيء من علوـ الفقو كغّبه ً‬
‫ؼ ًُإنو ال يستطيع أف ٲبيز بْب الصواب كغّبه‪.‬‬
‫ٍب مػػن أراد أف يعلػػم أكث ػػر عػػن أخبػػار معج ػزات س ػػيدنا ‪٧‬بمػػد ‪ ‬فليطل ػػع علػػى كت ػػاب‬
‫الشفا ُب تعريف حقوؽ ا‪٤‬بصطفى‪ ،‬للقاضي عياض ا‪٤‬بالكي كغّبه من الكتب ا‪٤‬بعتمدة‪.‬‬

‫وأما الكرامة‪ :‬فهي أمر خارؽ للعادة فهي تشبو ا‪٤‬بعجزة من ىذه الناحية تظهر على يػد‬
‫ا‪٤‬بؤمن الكامل ا‪٤‬بستقيم بطاعة اهلل كىي دليل على صدؽ من ظهرت على يديو‪ُ ،‬ب متابعة نبيو‪،‬‬
‫فػػإف األمػػر ا‪٣‬بػػارؽ للعػػادة الػػذم يظهػػر علػػى يػػد كٕب مػػن أكليػػاء اهلل كرامػػة ‪٥‬بػػذا الػػوٕب ىػػو أيض ػان‬
‫معج ػػزة للن ػػيب ال ػػذم اتبع ػػو ى ػػذا ال ػػوٕب إذ ل ػػو ٓب يتبع ػػو متابع ػػة كامل ػػة ب ػػأداء الواجب ػػات كاجتن ػػاب‬
‫احملرم ػػات كاإلكث ػػار م ػػن نواف ػػل األعم ػػاؿ م ػػا ظه ػػرت عل ػػى يدي ػػو تل ػػك الكرام ػػة‪ ،‬كالكرام ػػة ليس ػػت‬
‫بالضركرة مقركنة بالتحدم حٌب تظهػر علػى يػد الػوٕب فقػد تظهػر الكرامػة مػن غػّب ‪ٙ‬ب وػد‪ ،‬فأحيانػا‬
‫يظهػػر الػػوٕب الكرامػػة لنصػػرة الػػدين كأحيانػػا لتقويػػة إٲبػػاف مريدي ػو كغػػّبىم‪ ،‬كأحيانػػا لكػػف ألٍ ًسػ ًػنة ىُ‬
‫بعػػض الػػذين يفػػَبكف عليػػو بشػػيء ‪٨‬بػػالف للػػدين كلػػيس فيػػو ليمتنع ػوا عػػن ا‪٤‬بعصػػية هلل بإيػػذائهم‬
‫ألكلياء اهلل‪ ،‬كقد تظهر الكرامة للوٕب من غػّب طلػب منػو ‪ ،‬كأحيانػا مػن غػّب أف يعػرؼ فضػبل مػن‬
‫اهلل‪ ،‬كذل ػػك ألف أكث ػػر األكلي ػػاء ال يعرف ػػوف أنفس ػػهم أهن ػػم كص ػػلوا إٔب ى ػػذا ا‪٤‬بق ػػاـ كى ػػم ُب ح ػػاؿ‬

‫‪90‬‬
‫حيػػاهتم‪ ،‬كلكػػن عنػػد خػػركج ركحػػو مػػن جسػػده كػػل كٕب يعػػرؼ نفسػػو ألف ا‪٤‬ببلئكػػة يقولػػوف لػػو‪:‬‬
‫أبشر يا كٕب اهلل بر‪ٞ‬بة اهلل كرضوانو‪.‬‬
‫فػػإف ال ػوٕب ُب الػػدنيا مػػن شػػأنو التواضػػع كاالهتػػاـ لنفسػػو بالتقصػػّب‪ ،‬كا‪٣‬بمػػوؿ ‪ -‬أم عػػدـ‬
‫الظهػػور ككلمػا ازداد قربػػا ظػػن أنػػو مقصػػر ألف معرفتػػو بػػاهلل تػػزداد كيػػرل أف اهلل ىػػو ا‪٤‬بتفضػػل عليػػو‬
‫فيزداد حياؤه من ربو كخوفو منو ك‪٧‬ببتو لو‪.‬‬
‫ف ػػالوٕب ُب الغال ػػب يس ػػتحي م ػػن الظه ػػور بإظه ػػار كرامات ػػو إال لض ػػركرة كنص ػػرة ال ػػدين أك‬
‫بإشػارة ‪٤‬بصػػلحة إرشػػاد النػػاس كدعػػوهتم إٔب ا‪٢‬بػػق‪ ،‬كاإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب كالرفػػاعي كالبػػدكل كالدسػػوقي‬
‫كالشػاذٕب كالنقشػػبندم كغػّبىم فػػإف ظهػػورىم كػاف فيػػو مصػلحة عظيمػػة حيػػث تػاب العديػػد علػػى‬
‫أيديهم كاشتغل أتباعهم بنشر العلم كاإلصػبلح بػْب النػاس كجاىػدكا بػأموا‪٥‬بم كأنفسػهم ُب سػبيل‬
‫اهلل يمقتػػدين ُب ذلػػك بأصػػحاب النػػيب ‪ٍ ،‬بَّ إنػػو ُب اآلكنػػة األخػػّبة صػػار كثػػّب ‪٩‬بػػن ينتسػػبوف إٔب‬
‫ؼ البعض أصوؿ‬ ‫كحَّر ى‬
‫ىؤالء األكابر يكتفوف باالنتساب إٔب طرقهم مع ترؾ العلم‪ ،‬كقلة العمل‪ ،‬ى‬
‫طػرقهم ا‪٤‬ببنيػػة علػى أصػػوؿ الػدين كأكثػػر مػا يشػػتغلوف بػو ذكػػر حكايػات الصػػا‪٢‬بْب كأحيانػان يػػرككف‬
‫حكايات ال أسػاس ‪٥‬بػا‪ ،‬مػع تػركهم االقتػداء بأعمػا‪٥‬بم‪ ،‬كإال فعنػد ذكػر الصػا‪٢‬بْب تٍنػزؿ الر‪ٞ‬بػات‪،‬‬
‫كلكن العربة ُب ذكر حكاياهتم ىو تنشيط ا‪٥‬بمم للعمل ‪ ،‬ال ‪٦‬برد ذكر ذلػك مػع الكسػل كإيهػاـ‬
‫الناس بأنو على شيء‪ ،‬فالرجػل الكامػل ىػو الػذم يػؤثر ُب قلػوب النػاس ٕبالػو كمقالػو‪ ،‬كُب حالػو‬
‫أكثر من مقالو‪.‬‬
‫كقد قاؿ اإلماـ الرفاعي‪" :‬ال تقولوا قاؿ أبو يزيد قاؿ ا‪٢‬ببلج قاؿ فبلف كلكػن قولػوا قػاؿ‬
‫النعماف قاؿ الشافعي قاؿ مالك" أك كما قػاؿ كمثلػو كػاف يقػوؿ البػاز األشػهب ا‪١‬بػيبل٘ب يعػِب ال‬
‫تستغنوا عن طلب العلم كالعمل بو بذكر حكايات الصا‪٢‬بْب‪.‬‬

‫ٍب إن ػػو م ػػا ج ػػاز أف يك ػػوف معج ػػزةن لن ػػيب ج ػػاز أف يك ػػوف كرام ػػة ل ػػوٕب إال م ػػا ك ػػاف خاص ػان‬
‫باألنبيػػاء‪ ،‬كػػالقرآف فإنػػو معجػػزة خاصػػة للنػػيب ‪ ‬فػػبل ين ػزؿ مثلػػو علػػى كٕب‪ ،‬كػػذلك النػػيب فػػتح لػػو‬
‫باب ا‪١‬بنة ليلة ا‪٤‬بعراج كدخلها كسلم على ا‪٢‬بػور العػْب بػالقوؿ كرددف عليػو السػبلـ كقلػن لػو ‪٫‬بػن‬
‫خّبات حساف زكجات قػوـ كػراـ‪ ،‬كمػا شػابو ذلػك مػن ا‪٣‬بصوصػيات‪ ،‬فإنػو ال ٰبصػل مثلػو لػوٕب‪،‬‬
‫ككػػذلك ىنػػاؾ أمػػور خاصػػة بػػالنيب ‪ ‬لػػيس ألحػػد أف يقتػػدم هبػػا‪ ،‬مثػػل‪ :‬دخولػػو ا‪٤‬بسػػجد كىػػو‬
‫جنب كمثل تعدد الزكجات أكثر من أربع كغّب ذلك من ا‪٣‬بصوصيات‪.‬‬
‫ٍب إف بعض الكرامات الٍب ظهرت على يد األكلياء ‪٩‬با ٓب ٰبصل مثلها ‪ٛ‬باما معجزة على‬
‫ي ػػد األنبي ػػاء‪ ،‬ك ػػالطّباف ُب ا‪٥‬ب ػواء م ػػثبلن ف ػػإف ى ػػذا ال ي ػػدؿ عل ػػى تفض ػػيل ال ػػوٕب عل ػػى الن ػػيب‪ ،‬فك ػػل‬

‫‪92‬‬
‫األكلياء ال يعدلوف درجة نػيب كاحػد‪ ،‬كمػع ذلػك فػإف ىػذا يشػبو ا‪٤‬بعجػزة مػن حيػث خػرؽ العػادة‬
‫فليس للجاىل أف ينكر مثل ىذه الكرامات بدعول أنو ٓب ٰبصل مثلها علػى يػد األنبيػاء‪ ،‬فأىػل‬
‫الكهف الذين قص اهلل لنا حكػايتهم ُب سػورة الكهػف كػانوا أكليػاء مػن أمػة سػيدنا عيسػى عليػو‬
‫الصبلة السبلـ‪ ،‬ألقى اهلل علػيهم النػوـ فنػاموا ثػبلث مائػة سػنْب كازدادكا تسػعان مػن غػّب طعػاـ كال‬
‫شػراب كٓب ٲبوتػوا كٓب ٲبرضػوا ٍب بعػػثهم بعػػد نػػومهم أم أيقظهػػم فظنػوا أهنػػم ٓب يلبثػوا ُب نػػومهم إال‬
‫يومان أك بعض يوـ‪ ،‬كىذا ما ‪٠‬بعنا بأنو حصل لنيب من أنبياء اهلل مثلو‪ ،‬فهػل ينكػر بػدعول أنػو ٓب‬
‫ٰبصل مع نيب مثلو‪ ،‬كىل يقتضي تفضيلهم بذلك على األنبياء ؟‪ .‬كبل فالنبوة أعظم ا‪٤‬بقامات‪.‬‬
‫كليس ألحد من األكلياء أف يػدرؾ مقػاـ النبػوة مهمػا جاىػد نفسػو كاشػتغل بالعبػادات ٍب‬
‫إف ظهػػور ا‪٣‬بػوارؽ علػػى يػػد الػػوٕب ال يػػدؿ دائمػػا علػػى أنػػو أفضػػل مػػن غػػّبه مػػن األكليػػاء الػػذين ٓب‬
‫نسػػمع بظهػػور ا‪٣‬ب ػوارؽ علػػى أيػػديهم‪ ،‬فػػإف كث ػّبان مػػن أخي ػار الصػػحابة ٓب نسػػمع بظهػػور ا‪٣‬ب ػوارؽ‬
‫على أيديهم‪ ،‬كمع ذلك ىم أفضل ‪٩‬بن جاء بعدىم‪.‬‬
‫فإنو يكفيهم من الكرامات صحبة النيب ‪ ‬كقػوة يقيػنهم كتػوكلهم علػى اهلل كمػا فػتح اهلل‬
‫على أيديهم من الببلد‪ ،‬كنشر اإلسبلـ‪ ،‬كما يىػٍنػ ىع يم بو ا‪٤‬بسلموف حٌب اليوـ ىو بربكة جهدىم‪.‬‬
‫فإف الصحابة ر ٍأكا ا‪٤‬بعجزات من نبينػا ‪ ‬فكػاف ذلػك سػببان ُب تقويػة يقيػنهم‪ ،‬فكػأهنم ٓب‬
‫يعودكا ٕباجة إٔب رؤية ا‪٣‬بػوارؽ ٖبػبلؼ مػن جػاء مػن بعػدىم‪ ،‬فإنػو كثػر بيػنهم رؤيػة ا‪٣‬بػوراؽ علػى‬
‫يد األكلياء‪ ،‬فكاف ُب ذلك مصلحة لتثبيت العواـ كداللة على أف ما جاء بو النيب حق كصػدؽ‪،‬‬
‫كمع ذلك فإنو حصل بعض ا‪٣‬بوارؽ على يد بعض الصحابة‪.‬‬
‫كالكرامػػات الػػٍب تظهػػر علػػى أيػػدم أكليػػاء اهلل كثػػّبة كمتعػػددة كلػػيس شػػرطا أف تظهػػر كػػل‬
‫أنػواع الكرامػػات علػػى يػػد كػػل كٕب هلل فػػاهلل تعػػأب خػػص كػػل كٕب بأشػػياء قػػد ال تكػػوف لػػوٕب آخػػر‬
‫كتتفاكت مقامات األكلياء فقد يكوف بػْب كٕب ككٕب مػن حيػث ا‪٤‬بقػاـ كمػا بػْب السػماء كاألرض‪،‬‬
‫كأحيانان أكثر‪.‬‬
‫كبعض أكابر األكلياء يعطيهم اهلل التصرؼ التاـ بالكرامات فتظهػر علػى أيػديهم خػوارؽ‬
‫كثػػّبة ‪٨‬بتلفػػة كمػػن ىػػؤالء اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب كالرفػػاعي رضػػي اهلل عنهمػػا كقػػد تكػػوف الكرامػػة معنويػػة‬
‫كػػأف يػي ٍف ػتى ىح علػػى ىػػذا الػػوٕب بػػاب العلػػم أك كثػػرة العبػػادة أك كثػػرة اجملاىػػدة أك ينػػزؿ بػػو بػػبلء كبػػّب‬
‫فيوفق للصرب العظيم كالتسليم الكامل‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫فاألصػ ػػل ىػ ػػو االسػ ػػتقامة كلػ ػػيس األمػ ػػر ا‪٣‬بػ ػػارؽ قػ ػػاؿ اإلمػ ػػاـ النػ ػػوكم ر‪ٞ‬بػ ػػو اهلل تعػ ػػأب‪:‬‬
‫"االستقامة عْب الكرامة" ألنو قد يظهر على يد رجل أمر خارؽ ٗبساعدة ا‪١‬بن أك اسػتدراج‪ ،‬أك‬
‫بً ِّس ًر غّبه فتكوف الكرامة ليست لو إ٭با للػذم كانػت بسػره‪ ،‬فػإذا ظهػر أمػر خػارؽ علػى يػد رجػل‬
‫حس ػنا بػػو الظػػن أنػػو مػػن األكليػػاء‪ ،‬كإال فػػبل نظػػن بػػو الواليػػة‪ ،‬كػػأف كػػاف‬ ‫نظرنػػا إف كػػاف مسػػتقيمان َّ‬
‫جاىبلن ُب معرفة أمور الدين الضركرية أك كاف يػَبؾ بعػض الفػرائض أك كػاف يصػر علػى ا‪٤‬بعاصػي‪،‬‬
‫فالوٕب ليس معصػومان عػن ا‪٤‬بعاصػي كلكػن كقوعػو ُب ا‪٤‬بعصػية يكػوف قلػيبلن كال يصػر عليهػا كيتػوب‬
‫فوران مع ندـ شديد‪.‬‬
‫كاألدلة على ثبػوت الكرامػة ُب القػرآف كالسػنة كثػّبة‪ ،‬كقػد أنكػرت ا‪٤‬بعتزلػة كجػود الكرامػة‪،‬‬
‫كمػن ‪ٝ‬بلػػة أسػػباب إنكػػارىم ‪٥‬بػػا أنػو ٓب تظهػػر كرامػػة علػػى يػػد كاحػد مػػنهم ككػػذلك كػػل الفػػرؽ الػػٍب‬
‫شذت عن اإل‪ٝ‬باع ٓب تظهر كرامة على يػد كاحػد مػنهم لػذلك ‪٪‬بػد الكثػّب مػن أتبػاع ىػذه الفػرؽ‬
‫ينكركف الكرامات‪ ،‬كىذا مثػل األعمػى الػذم ال يػرل الشػمس فقػد ينكػر كجػود الشػمس ألنػو ٓب‬
‫يرىا‪.‬‬

‫فمػػن أدلػػة القػػرآف غػػّب قصػػة أىػػل الكهػػف قصػػة مػػر‪ٙ‬ب قػػاؿ تعػػأب‪ :‬كلمػػا دبػػل عليهػػا‬
‫زكريا الم راب وجد عندىا رزقػا قػاؿ يػا مػريم أ ػى لػح ىػذا قالػت ىػو مػن عنػد ا إف ا‬
‫يرزؽ من يشاء بغير حساب‪[ ‬سورة آؿ عمراف]‪.‬‬
‫ككذلك قصة صاحب سليماف عليو الصبلة كالسبلـ آصف بن براخيػا الػذم أتػى بعػرش‬
‫بلقيس بلحظة بإذف اهلل قاؿ تعػأب‪ :‬قاؿ الذي عنده علم من الكتػاب أ ػا تيػح بػو قبػل أف‬
‫يرتد إليح رفح فلما ر ه مستقراً عنده قاؿ ىذا من فضل ربي‪[ ‬سورة النمل]‪.‬‬

‫كجػػاء ُب ا‪٢‬بػػديث قولػػو ‪" :‬اتقػػوا فِراسػػة المػػؤمن فإ ػػو ينظػػر بنػػور ا " ركاه الَبمػػذم‬
‫كغّبه‪.‬‬

‫كأيضان عن أيب ىريرة ‪ ‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬إف ا تعػالى قػاؿ‪ :‬مػن عػادب لػي‬
‫ولياً فقػد ذ تػو بػال رب‪ ،‬ومػا تقػرب إل ّػي عبػدي بشػيء أحػب إلػي ممػا افترضػت عليػو ومػا‬
‫سمعوُ الػذي يسػم ُ بػو وبصػره‬ ‫كنت َ‬ ‫ي اؿ عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبوُ فإذا أحببتُوُ ُ‬
‫ػبطي بهػػا ورجلَػػوُ التػػي يمشػػى بهػػا إف س ػ لني أعطيتُػػوُ ولػػئِن‬
‫الػػذي يُبصػ ُػر بػػو ويػػدهُ التػػي يػ ُ‬
‫استعاذ ي ألعي َذ وُ "‪ .‬ركاه البخارم‬

‫‪94‬‬
‫كُب ركايػػة "ومػػن أحببتػػو كنػػت لػػو سػػمعاً وبصػػراً ومؤيػػداً"‪ .‬كىػػو ‪٦‬بػػاز ككنايػة عػػن نصػػرة‬
‫العبد كتأييده كإعانتو‪.‬‬

‫كُب ركاية‪" :‬فبي يسم وبي يبصر‪ ،‬وبي يبطي"‪.‬‬


‫كا‪٤‬بعُب‪ :‬أنو ال يسمع إال ذكرم ‪ ،‬كال يلتذ إال بتبلكة كبلمي كال يػأنس إال ٗبناجػاٌب‪ ،‬كال‬
‫ينظ ػػر إال ُب عجائ ػػب ملك ػػوٌب‪ ،‬كال ٲب ػػد ي ػػده إال فيم ػػا في ػػو رض ػػام‪ ،‬كرجل ػػو ك ػػذلك‪ ،‬كم ػػا قال ػػو‬
‫الفاكها٘ب‪.‬‬
‫يعػػُب أف اهلل يوفقػػو ُب ىػػذه ا‪١‬بػوارح لبلزديػػاد مػػن ا‪٣‬بػّبات كا‪٢‬بس ػنات الػػٍب تقربػػو مػػن ربػػو‬
‫كٰبفظ لو جوارحو من الوقوع ُب ا‪٤‬بعاصي‪.‬‬
‫كليس كما يقوؿ أىل اال‪ٙ‬باد كىو قو‪٥‬بم أف اهلل يكوف يد الوٕب كرجلػو كعينػو ك‪٠‬بعػو علػى‬
‫ا‪٢‬بقيقة كىذا كفر كالعياذ باهلل‪.‬‬
‫كالػػوٕب مػػع كونػػو لػػيس ٗبعصػػوـ مػػن ا‪٤‬بعاصػػي فهػػو ‪٧‬بفػػوظ مػػن الكفػػر فػػبل يصػػدر منػػو نػػوع‬
‫مػػن أنػواع الكفػػر ُب حالػػة صػػحوه إال أف يكػػوف مسػػتغرقان مغلوبػان فقػػد يصػػدر منػػو كػػبلـ كفػػرم ُب‬
‫ىذه ا‪٢‬بالة أحيانا‪ ،‬لكنو معذكر ألنو ال يكوف مكلفان ُب ىذه ا‪٢‬بالة كمػع ذلػك ينهػى كيزجػر عػن‬
‫ذلػػك كػػاجملنوف كال يقتػػدل بػػالوٕب ا‪٤‬بغلػػوب أم اجملػػذكب كىػػو ُب حػػاؿ ا‪١‬بػػذب‪ ،‬فػػإف قػػاؿ قائػػل‬
‫كيف يغيب الوٕب عن كعيو؟ نقوؿ ٓب يرد ُب الكتاب كالسػنة مػا يػدؿ علػى أف الػوٕب ‪٧‬بفػوظ مػن‬
‫ذلػػك‪ ،‬كىػػذا ال ينػػاُب العقػػل‪ ،‬فػػإف الواحػػد منػػا إذا غلػػب عليػػو حػػب شػػيء مػػن ملػػذات الػػدنيا قػػد‬
‫يدىش بو كيغيب عمن حولو فقد تراه غّب شاعر ٗبا حولو‪ ،‬كذلك إذا خاؼ أحدىم مػن شػيء‬
‫مػػا فقػػد يػػؤدم بػػو ا‪٣‬بػػوؼ إٔب الضػػياع كا‪١‬بنػػوف ‪ ،‬فمػػن ىػػذا ٯبػػوز علػػى الػػوٕب أف يغيػػب عػػن كعيػػو‬
‫بسػبب غلبػػة ا‪٢‬بػػب هلل كالشػػوؽ إٔب لقائػو كا‪٣‬بػػوؼ منػػو‪ ،‬كبعػػض األكليػػاء عنػػدىم قػػوة ‪ٙ‬بمػػل أكثػػر‬
‫مػػن الػػبعض اآلخػػر‪ :‬لػػذلك أكليػػاء الصػػحابة ٓب نسػػمع بأنػػو كػػاف يغيػػب أحػػدىم مػػع كػػوهنم أفضػػل‬
‫‪٩‬بن جاء بعدىم كذلك بسبب ‪ٛ‬بكنهم ُب ا‪٤‬بقامات‪.‬‬

‫كالػػدليل علػػى أف الػػوٕب ال يصػػدر منػػو كفػػر ُب حػػاؿ صػػحوه قولػػو تعػػأب‪ :‬أال إف أوليػػاء‬
‫ا ال بػػوؼ علػػيهم وال ىػػم ي ػػوف الػػذين منػػوا وكػػا وا يتقػػوف لهػػم البشػػرب فػػي ال يػػاة‬
‫الد يا وفي اآلبرة‪ ،‬ال تبديل لكلمات ا ذلح ىو الفوز العظيم‪[ ‬سورة يونس]‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫كاعلم أف الكرامات قد تواتر خربىا بكثرة عػن أكليػاء السػلف كا‪٣‬بلػف‪ ،‬كحكػم منكرىػا‬
‫علػى كجػو العنػاد كػأف علػم ذكػر الكرامػة ُب القػرآف ػ الكفػر ػ كمػن ٓب يعلػم ذلػك كٓب يكػن إنكػاره‬
‫على كجو العناد يػي ىعلَّ يم كال ييكفر‪.‬‬
‫ت ُب‬‫صػ ػنِّػ ىف ٍ‬
‫كم ػػن أراد أف يتع ػػرؼ إٔب الكث ػػّب م ػػن الكرام ػػات فليطلػ ػع عل ػػى الكت ػػب ال ػػٍب ي‬
‫ذلك‪ ،‬ككتاب طبقات الصوفية للمناكم ككتاب صفة الصػفوة البػن ا‪١‬بػوزم كحليػة األكليػاء أليب‬
‫نعيم كالطبقات للشعرا٘ب كجامع كرامات األكلياء للنبها٘ب كغّبىا‪.‬‬

‫جواز التوسل ب بياء ا والصال ين‬


‫اعلم أف التوسل باألنبياء كالصا‪٢‬بْب ال يناُب التوحيد‪ ،‬فليس شػركان بػاهلل‪ ،‬كأف أمػة سػيدنا‬
‫‪٧‬بمػػد ‪ ‬الػػٍب كرد فيهػػا ُب ا‪٢‬بػػديث الػػذم ركاه مسػػلم نصػػف أىػػل ا‪١‬بنػػة‪ ،‬كُب حػػديث الَبمػػذم‬
‫ثلثا أىل ا‪١‬بنػة‪ ،‬أكثػر مػن ثبلثػة أرباعهػا يتوسػلوف بػالنيب صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ ،‬فلػو كػاف التوسػل‬
‫شركان ‪٤‬با كاف ثلثا أىل ا‪١‬بنة منها‪.‬‬
‫كالنيب ‪ ‬سجد لو معاذ بن جبل على كجو التحية كالتعظيم عندما عاد من الشاـ فقاؿ‬
‫لػػو النػػيب ‪" :‬مػػا ىػػذا؟ قػػاؿ يػػا رسػػوؿ اهلل رأيػػت أىػػل الشػػاـ يسػػجدكف لبطػػاركتهم (أم قػوادىم)‬
‫كأساقفتهم كأنت أكٔب بذلك قاؿ‪" :‬ال تفعل‪ ،‬لو كنت آ يم ير أحػدان أف يسػجد ألحػد ألمػرت ا‪٤‬بػرأة‬
‫أف تسػػجد لزكجهػػا"‪ .‬ركاه ابػػن حبػػاف كابػػن ماجػػو فمػػع كػػوف السػػجود ُب ش ػريعتنا لشػػخص علػػى‬
‫كجػػو التحيػػة ال العبػػادة ‪٧‬برم ػان فػػإف النػػيب ‪ ‬هنػػى معػػاذان ‪ ‬عػػن ذلػػك كٓب يكفػػره فكيػػف يتسػػرع‬
‫أحػػدىم ُب تكفػػّب مػػن قػػاؿ يػػا ‪٧‬بمػػد أك يػػا بػػدكم مػػثبلن كقػػوؿ ا‪٤‬بنكػرين علػػى ا‪٤‬بتوسػػلْب بػػبل دليػػل‪،‬‬
‫كى ػػو بدع ػػة أم اإلنك ػػار ى ػػو البدع ػػة ألف الن ػػيب ‪ ‬ى ػػو ال ػػذم علمن ػػا أف نتوس ػػل ب ػػو كبعب ػػاد اهلل‬
‫الصا‪٢‬بْب كباألعماؿ الصا‪٢‬بة‪.‬‬
‫كى ػػؤالء ا‪٤‬بنك ػػركف ٰبتج ػػوف بآي ػػات نزل ػػت ُب الكف ػػار كى ػػم ٰبملوهن ػػا عل ػػى غ ػػّب كجهه ػػا‬
‫ػركا بسػبب ذلػك‬ ‫كعملهم ىذا كعمل ا‪٣‬بوارج من قبل فقد َّأكلوا بعض اآليػات علػى أىػوائهم فى ىك َّف ي‬
‫ا‪٤‬بسػػلمْب كمػػن ‪ٝ‬بلػة الػػذين كفػػركىم سػػيدنا عليػان ‪ ‬كمعاكيػػة بػػن أيب سػػفياف كعمػػرك بػػن العػػاص‬
‫كغّبىم‪.‬‬
‫كاإل‪ٝ‬ب ػػاع منعقػػد عل ػػى ج ػواز التوس ػػل بػػالنيب ‪ُ ‬ب حياتػػو ُب حض ػرتو كُب غػػّب حض ػرتو‬
‫كبعد كفاتو‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫كمن األحاديث الٍب كردت ُب جواز التوسل ما ركم عن سيدنا عمػر بػن ا‪٣‬بطػاب ‪‬‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسػوؿ اهلل ‪" :‬لما اعترؼ دـ عليو الس ـ بالخطيئة قاؿ ‪ :‬يا رب أس لح ب‬
‫م مد لما غفرت لي فقاؿ ا يػا دـ ‪ ،‬وكيػف عرفػت م مػداً ولػم أبلقػو ‪ ،‬قػاؿ ‪ :‬يػا رب‬
‫أل ػػح لمػػا بلقتنػػي بيػػدؾ و فخػػت فػػي مػػن روحػػح رفعػػت رأسػػي فرأيػػت علػػى قػػوائم العػػرش‬
‫مكتوبػاً‪ ( :‬ال إلػػو إال ا م مػػد رسػػوؿ ا ) فعرفػػت أ ػػح لػػم تضػػف إلػػى اسػػمح إال أحػػب‬
‫الخلػ إليػػح ‪ ،‬فقػػاؿ ا ‪ ،‬صػػدقت يػػا دـ ‪ ،‬إ ػػو ألحػػب الخلػ إلػ ّػي‪ ،‬إذ سػ لتني ب قػػو فقػػد‬
‫غفرت لح‪ ،‬ولػوال م مػد مػا بلقتػح" ركاه ا‪٢‬بػاكم كقػاؿ‪ :‬ىػذا حػديث صػحيح اإلسػناد كركاه‬
‫البيهقػػي أيضػان ُب دالئػػل النبػػوة كركاه الطػربا٘ب كزاد فيػػو ‪ ( :‬كىػػو آخػػر األنبيػػاء مػػن ذريتػػك)‪ .‬كركاه‬
‫السيوطي ُب خصائص النبوة‪.‬‬
‫فهػػذا ا‪٢‬بػػديث دليػػل علػػى ج ػواز التوسػػل بػػو ‪ ‬قبػػل خلقػػو فػػإف أكؿ األنبيػػاء كا‪٤‬برسػػلْب‬
‫توسػػل بػػو مػػع عظػػم قػػدره عنػػد اهلل كتوكلػػو علػػى اهلل‪ ،‬فعلػػم أف التوسػػل ال ينػػاُب التوحيػػد كالتوكػػل‬
‫علػػى اهلل كىػػو سػػبب لتف ػريج الكػػركب كقضػػاء ا‪٢‬ب ػوائج‪ ،‬فكمػػا أف شػػرب الػػدكاء قػػد يكػػوف سػػببان‬
‫للشػػفاء كالشػػاُب ُب ا‪٢‬بقيقػػة ىػػو اهلل تعػػأب كلػػيس الػػدكاء‪ ،‬فهػػل جملػػرد األخػػذ بسػػبب مػػن أسػػباب‬
‫الشػػفاء يعتػػرب ىػػذا اإلنسػػاف الػػذم تعاطػػاه صػػار مشػػركان مػػع اعتقػػاده أف اهلل ىػػو ا‪٤‬بػػؤثر ا‪٢‬بقيقػػي‬
‫سبحانو‪ ،‬كذلك ‪٦‬برد النداء أك االستغاثة بالنيب أك الوٕب حيان كاف أك ميتان مع صػحة االعتقػاد أف‬
‫اهلل ىػو الفعػاؿ ‪٤‬بػػا يريػد كىػو خػػالق األسػباب كا‪٤‬بسػببات‪ ،‬كلػػيس ‪٦‬بػرد ىػذا النػػداء إال سػببان عسػػى‬
‫أف يغيثػػو اهلل بربكػػة ىػػذا النػػيب أك الػػوٕب‪ ،‬ال يكػػوف كفػران أك شػػركان كحػػديث‪(:‬إذا اسػػتعنت فاسػػتعن‬
‫با ) فليس فيو ما ٱبالف ما نقػوؿ ألف اعتقػاد ىػذا ا‪٤‬بتوسػل أف اهلل ىػو الػذم يقضػي ا‪٢‬باجػات‬
‫‪ٛ‬باما كشارب الػدكاء فاسػتعانتو بتنػاكؿ الػدكاء كاسػتعانتو بالطبيػب لػيس فيهػا معػُب االسػتغناء عػن‬
‫اهلل تعػػأب بغػػّبه‪ ،‬كمػػع ذلػػك مػػن أراد أف يػػدعو اهلل تعػػأب مػػن غػػّب أف يتوسػػل فليفعػػل‪ ،‬كلكػػن مػػن‬
‫غػػّب أف ٰبكػػم علػػى ا‪٤‬بسػػلم الػػذم توسػػل بالشػػرؾ كالضػػبلؿ‪ ،‬ففػػي قولػػو ىػػذا تكفػػّب األمػػة قاطبػػة‬
‫سلفها كخلفها‪ ،‬ناىيك عن األنبياء فإف النيب ‪ ‬ىو الػذم شػرع لنػا ذلػك فهػذا سػيدنا عبػد اهلل‬
‫بػػن عمػػر رضػػي اهلل عنهمػػا ‪٤‬بػػا خػػدرت رجلػػو قيػػل لػػو اذكػػر أحػػب النػاس إليػػك‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬يػػا ‪٧‬بمػػد)‬
‫ركاه البخػػارم ُب األدب ا‪٤‬بفػػرد كغػػّبه‪ ،‬فهػػل يعتربكنػػو كػػافران ألجػػل ىػػذا النػػداء‪ ،‬مػػع أف الفقهػػاء‬
‫يذكركف ىذا ا‪٢‬بديث ليعمل بو الناس حٌب يومنا ىذا‪ .‬ك‪٩‬بن ركل حديث ابن عمر ابن تيميػة ُب‬
‫كتابو الكلم الطيب‪.‬‬

‫ضػ ُّػرهُ أقػػرب مػػن فعػػو‪[ ‬سػػورة‬


‫كأم ػا مػػا ٰبتجػػوف بػػو مثػػل قولػػو تعػػأب‪ :‬ي ػدعو لَ َمػ ْػن َ‬
‫ا‪٢‬بػػج]‪ ،‬كقولػػو تعػػأب ‪‬ومػػن أض ػل ممػػن يػػدعو مػػن دوف ا مػػن ال يسػػت يب لػػو‪[ .‬سػػورة‬

‫‪97‬‬
‫األحقاؼ]‪ ،‬كقولو تعأب‪ :‬ما عبدىم إال ليقربو ا إلػى ا زلفػى‪[ ‬سػورة الزمػر] ػ كغػّب ذلػك‬
‫من اآليات فبل يوجد مفسر من ا‪٤‬بفسرين قاؿ إف ىذا ُب النداء أك االستغاثة إ٭با فسركه بالدعاء‬
‫على كجو العبادة الٍب ىي هناية التذلل‪ ،‬كال يوجد مفسر أك لغوم فسر قولو تعأب ( مػا عبػدىم‬
‫إال ليقربو ا إلى ا زلفى) علػى أف ىػذا النػداء ىػو عبػادة لغػّب اهلل تعػأب كال أحػد مػن ا‪٤‬بفسػرين‬
‫فهم من قولو تعأب‪ :‬إياؾ عبد وإياؾ ستعين‪[ ‬سورة الفا‪ٙ‬بة]‪ .‬أف االسػتعانة ٗبخلػوؽ تكػوف‬
‫شركان‪ ،‬كإال ‪٤‬با قاؿ ‪( :‬وا في عوف العبد ما داـ العبد في عوف أبيو)‪.‬‬

‫كقاؿ ‪" :‬تد و الشمل من رؤوس الناس يوـ القيامة فبينما ىم كذلح إ ْذ استغاثوا‬
‫بآدـ ‪ :‬يا دـ أ ت أبو البشر ا ف لنا إلى ربنا‪ "...‬ركاه مسلم‪ .‬ففي ا‪٢‬بديث ذكر االسػتغاثة‬
‫بسيدنا آدـ فلذلك ال يفهم من قولو تعأب‪( :‬وإياؾ ستعين) ‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب االسػتعانة أك االسػتغاثة بغػّب‬
‫اهلل مع حسن االعتقاد‪.‬‬
‫كأمػػا ا‪٢‬بػػديث الػػذم كرد فيػػو‪ :‬أف أبػػا بكػػر قػػاؿ‪ :‬قومػوا بنػػا نسػػتغيث برسػػوؿ اهلل مػػن ىػػذا‬
‫ا‪٤‬بنافق‪ ،‬فقاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬إ و ال يستغاث بي‪ ،‬إ ما يستغاث با " فهو حديث متفق علػى‬
‫ضعفو ففيو (ابن ‪٥‬بيعة) كىو ضعيف كىو معارض للحديث الػذم قبلػو كىػو صػحيح ركاه مسػلم‬
‫كقد ‪٠‬بى النيب ‪ُ ‬ب حديث االستسقاء ػ ا‪٤‬بطر ػ (غيثا مغيثا)‪.‬‬
‫ٍب مػػن األحاديػػث الدالػػة علػػى ج ػواز التوسػػل أيض ػان مػػا ركاه الط ػربا٘ب ُب معجميػػو الكبػػّب‬
‫كالصغّب عن عثماف بن حنيف أف رج ً كاف يختلف إلى عثماف بن عفاف ‪ ،‬فكاف عثماف‬
‫ال يلتفػػت إليػػو وال ينظػػر فػػي حاجتػػو فلقػي عثمػػاف بػػن حنيػػف فشػػكا إليػػو ذلػػح‪ ،‬وقػػاؿ إيػػت‬
‫الميض ة فتوض ثم ص كل ركعتين‪ ،‬ثم قل‪ :‬أللهم إ ػي أسػالح وأتوجػو إليػح بنبينػا م مػد بػي‬
‫الرحمة‪ ،‬يا م مد إ ي أتوجو بح إلى ربي في حاجتي لتُقضى لي‪ ،‬ثم رح حتى أروح معح‪.‬‬
‫فػا طل الرجػل ففعػل مػا قػاؿ‪ ،‬ثػم أتػى بػػاب عثمػاف ف ػاء البػواب ف بػذ بيػده ف دبلػو علػػى‬
‫عثمػػاف بػػن عفػػاف ف جلسػػو علػػى نفسػػتو‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬مػػا حاجتػػح؟ فػػذكر لػػو حاجتػػو‪ ،‬فقضػػى لػػو‬
‫ذكرت حاجتح حتى كا ت ىذه الساعة‪ ،‬ثم برج من عنده فلقي عثمػاف‬ ‫ُ‬ ‫حاجتو وقاؿ‪ :‬ما‬
‫بن حنيف فقاؿ‪ :‬ج اؾ ا بيراً ما كاف ينظر في حاجتي وال يلتفػت إل ّػي حتػى كلمتػو ف ّػي‪،‬‬
‫فقاؿ عثماف بن حنيف‪ :‬وا ما كلمتو‪ ،‬ولكن هدت رسوؿ ا ‪ ‬وقد أتاه ضرير فشػكا‬
‫إليو ذىاب بصره‪ ،‬فقاؿ‪( :‬إف ػئت صػبرت وإف ػئت دعػوت لػح) قػاؿ ‪ :‬يػا رسػوؿ ا‬
‫إ ػػو ػ علػ ّػي ذىػػاب بصػػري وإ ػػو لػػيل لػػي قائػػد‪ ،‬فقػػاؿ لػػو‪ :‬إيػػت الميض ػ ة فتوض ػ وصػػل‬
‫ركعتين ثم قل ‪ :‬اللهم إ ي أس لح‪ ...‬الدعاء قاؿ عثماف بن حنيف‪ :‬ففعػل الرجػل مػا قػاؿ‪،‬‬

‫‪98‬‬
‫فوا ما تفرقنا وال اؿ بنا الم لل حتى دبل علينا الرجػل وقػد أبصػر ك ػو لػم يكػن بػو‬
‫ض ّر قط)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ى ػػذا ا‪٢‬ب ػػديث في ػػو دلي ػػل عل ػػى ج ػ ػواز التوس ػػل ب ػػالنيب ‪ُ ‬ب حض ػ ػرتو كُب غ ػػّب حض ػ ػرتو‬
‫كالشػػاىد ُب ا‪٢‬بػػديث قػػوؿ عثمػػاف بػػن حنيػػف (ف ػواهلل مػػا تفرقنػػا كال طػػاؿ بنػػا اجمللػػس حػػٌب دخػػل‬
‫علينػػا الرجػػل كقػػد أبصػػر) يعػػُب أنػػو ‪٤‬بػػا توسػػل كػػاف ُب مكػػاف غػػّب ا‪٤‬بكػػاف الػػذم كػػاف فيػػو النػػيب ‪‬‬
‫حػػْب علمػػو الػػدعاء الػػذم فيػػو التوسػػل بػػو صػػلى اهلل عليػػو كسلم‪،‬كالشػػاىد ُب ا‪٢‬بػػديث ايضػان قػػوؿ‬
‫الصحايب يا ‪٧‬بمد‪ ،‬يعِب ‪٤‬با توسل بو ٓب يكن ُب حضرتو ‪ ،‬ألنو من ا‪٤‬بعركؼ حرمة قػوؿ يػا ‪٧‬بمػد‬
‫ُب حض ػرتو ألف اهلل امرن ػػا بتعظيم ػػو ‪ ،‬فه ػػذا في ػػو رد عل ػػى م ػػن ق ػػاؿ ال ٯب ػػوز التوس ػػل إال ُب ا‪٢‬ب ػػي‬
‫ا‪٢‬باضر ‪،‬فإذا ذكرنا ‪٥‬بم حديث األعمى يقولوف ىذا ُب حياتو‪ ،‬متوٮبْب انو توسل بػو ُب حضػرتو‬
‫كٓب ينتبه ػوا إٔب مػػا ُب ىػػذا ا‪٢‬بػػديث مػػن معػػا٘ب‪ ،‬منهػػا أنػػو توسػػل ُب غػػّب حض ػرتو ‪،‬كانػػو صػػلى اهلل‬
‫عليػػو كسػػلم علمنػػا ىػػذا ليتوسػػل بػػو كػػل مػػن أراد إٔب مػػا شػػاء اهلل‪ ،‬كإال ‪٤‬بػػا كػػاف سػػيدنا عثمػػاف بػػن‬
‫حنيف علمو لذلك الرجل‪ ،‬كال شك اف الصحابة أفهم مػن غػّبىم ٕبػديث رسػوؿ اهلل صػلى اهلل‬
‫عليػػو كسػػلم‪ ،‬كمػػا يفهػػم إٔب مػػا أشػرنا إليػػو حػػديث سػػيدنا عبػػد اهلل بػػن عمػػر رضػػي اهلل عنهمػػا ‪٤‬بػػا‬
‫خدرت رجلو فقاؿ‪(:‬يا م مد) فنشط كأنو قاـ مػن عقػاؿ‪ ،‬فبقولػو يػا ‪٧‬بمػد علمنػا أنػو توسػل بػو‬
‫ُب غّب حضرتو‪ ،‬فإذا جػاز التوسػل بػو قبػل خلقػو كُب حياتػو بغػّب حضػرتو جػاز التوسػل بػو بعػد‬
‫كفاتو كإال ‪٤‬با علم عثماف بن حنيف صاحبو أف يتوسل بالنيب بعد كفاتو‪ ،‬كعثماف بن حنيف من‬
‫الصػػحابة الػػذين ىػػم أفهػػم منػػا ٕبػػديث النػػيب ‪ ‬كيقينػػو أقػػول مػػن يقيننػػا‪ ،‬كمػػا ق ػولكم ُب أمػػّب‬
‫ا‪٤‬بػػؤمنْب الفػػاركؽ عمػػر بػػن ا‪٣‬بطػػاب ‪ ‬الػػذم جػػاءه بػػبلؿ بػػن ا‪٢‬بػػارث ا‪٤‬بػػز٘ب عػػاـ الرمػػادة كأخػػربه‬
‫بأنػو توسػل بػالنيب ‪ ‬عنػد قػربه بقػوؿ ػ يػا رسػوؿ اهلل استسػق اهلل ألمتػك فػإهنم قػد ىلكػوا‪ ،‬فأتػاه‬
‫رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بناـ فقاؿ‪ :‬إيت عمر فأقرئو مػِب السػبلـ كأخػربه أهنػم مسػقوف كقػل لػو‪ :‬عليػك‬
‫بػػالكيس الكػػيس‪ ،‬فلمػػا ‪٠‬بػػع عمػػر منػػو بكػػى كقػػاؿ ‪ :‬يػػا رب مػػا ءال ػوا إال مػػا عجػػزت ) يعػػِب أف‬
‫عمر ‪ ‬أقره على ذلك كٓب يزجره فلو كاف فيو كراىة لكاف هنػاه كزجػره فكيػف لػو كػاف ‪٧‬برمػا أك‬
‫كػػاف شػػركان كىػػذا ا‪٢‬بػػديث أخرجػػو البيهقػػي ُب دالئػػل النبػػوة ‪ ،‬كأكرده ا‪٢‬بػػافظ ابػػن كثػػّب ُب البدايػػة‬
‫كالنهاية كقاؿ عقبو (كىذا إسناد صحيح)‪.‬‬
‫كحديث عثماف بن حنيف الذم ركاه الطربا٘ب ُب معجميػو قػاؿ فيػو( كا‪٢‬بػديث صػحيح)‬
‫كىو أصح حديث للطربا٘ب‪.‬‬
‫كأما التوسل بالصا‪٢‬بْب فدليلػو حػديث ا‪٣‬بػركج إٔب ا‪٤‬بسػجد الػذم كرد فيػو‪( :‬مػن قػاؿ إذا‬
‫أش ىػران‬
‫خرج إٔب ا‪٤‬بسجد‪ :‬اللهم إ٘ب أسألك ٕبق السائلْب عليك كٕبق ‪٩‬بشام ىػذا‪ ،‬فػإ٘ب ٓب اخػرج ى‬

‫‪99‬‬
‫كال بطران كال رياءن كال ‪٠‬بعة‪ ،‬خرجػت اتقػاء سػخطك كابتغػاء مرضػاتك‪ ،‬فأسػألك أف تنقػذ٘ب مػن‬
‫النار كأف تغفر ٕب ذنويب إنو ال يغفر الذنوب إال أنت‪ ،‬أقبل اهلل عليو بوجهػو كاسػتغفر لػو سػبعوف‬
‫ألػػف ملػػك) كمعػػُب أقبػػل اهلل عليػػو بوجهػػو أم بر‪ٞ‬بتػػو) ركاه ابػػن ماجػػو كغػػّبه كحسػػنو ا‪٢‬بػػافظ ابػػن‬
‫حجر العسػقبل٘ب ُب نتػائج األفكػار كا‪٢‬بػافظ الػدمياطي ُب ا‪٤‬بتجػر الػرابح ُب ثػواب العمػل الصػاّب‬
‫كا‪٢‬بػ ػػافظ أبػ ػػو ا‪٢‬بسػ ػػن ا‪٤‬بقدسػ ػػي ُب الَبغيػ ػػب كالَبىيػ ػػب‪ ،‬كا‪٢‬بػ ػػافظ العراقػ ػػي ُب ا‪٤‬بغػ ػػِب عػ ػػن ‪ٞ‬بػ ػػل‬
‫األسفار‪.‬‬
‫كالشاىد ُب ا‪٢‬بديث قولو‪ٕ (:‬بق السائلْب عليك) كأمػا قولػو‪ٕ ( :‬بػق ‪٩‬بشػام) دليػل علػى‬
‫ػأؿ اهلل بغػػّبه) عنػػدىم‬
‫جػواز التوسػػل باألعمػػاؿ الصػػا‪٢‬بة‪ ،‬فقػوؿ مػػن ٰبػػرـ التوسػػل (ال ٯبػوز أف يي ٍسػ ى‬
‫معنػاه ال ٯبػوز التوسػل بػا‪٤‬بخلوؽ إٔب اهلل ػ كمػع ذلػك يقولػوف ٯبػوز التوسػل بالعمػل الصػاّب‪ ،‬فهػل‬
‫األعماؿ غّب ‪٨‬بلوقة بػزعمهم أـ يقولػوف ذلػك حػٌب ٲبوىػوا علػى النػاس لكػي ٲبنعػوىم مػن التوسػل‬
‫ٕببيب اهلل ‪.‬‬
‫فمػػن اعتقػػاد أىػل السػػنة كا‪١‬بماعػػة أف كػػل مػػا دخػػل ُب الوجػػود ‪٨‬بلػػوؽ هلل حػػٌب األعمػػاؿ‬
‫قاؿ تعأب‪ :‬وا بلقكم وما تعملوف‪[ ‬سورة الصافات]‪.‬‬

‫رب العػػالمين‪[ .‬سػػورة‬ ‫كقػػاؿ تعػػأب‪ :‬قػػل إف صػ تي و سػػكي وم يػػاي وممػػاتي‬


‫األنعاـ]‪.‬‬
‫أفهمنا اهلل تعأب من ىذه اآلية أف األعماؿ الٍب لنا فيهػا اختيػار كالصػبلة كالػٍب لػيس لنػا‬
‫فيه ػػا اختي ػػار ك ػػا‪٤‬بوت مل ػػك هلل ‪٨‬بل ػػوؽ ل ػػو‪ ،‬فكم ػػا ٯب ػػوز التوس ػػل بالعم ػػل الص ػػاّب ٯب ػػوز التوس ػػل‬
‫بالذكات الفاضلة كذكات األنبياء صلوات اهلل كسبلمو عليهم‪ ،‬كمن األحاديث الدالة على جواز‬
‫التوسػػل باألكليػػاء مػػا ثبػػت عػػن ابػػن عبػػاس رضػي اهلل عنهمػػا مرفوعػان إٔب النػػيب ‪" :‬فػػإذا أصػػاب‬
‫أحػػدكم عرجػةً بػ رض فػ ة فلينػػاد‪ :‬أعينػػوا عبػػاد ا " ركاه البػزار كحسػػنو ا‪٢‬بػػافظ ابػػن حجػػر ُب‬
‫األمإب‪ ،‬كقاؿ ا‪٢‬بافظ ا‪٥‬بيثمي ُب ‪٦‬بمع الزكائد كرجالو ثقات‪.‬‬
‫كمن أقواؿ العلماء ُب جواز التوسل ما ذكػره الشػيخ عػبلء الػدين علػي ا‪٤‬بػرداكم كىػو مػن‬
‫مشػػاىّب علمػػاء ا‪٢‬بنابلػػة ُب كتابػػو اإلنصػػاؼ مػػا نصػػو‪( :‬كمنهػػا ٯبػػوز التوسػػل بالرجػػل الصػػاّب علػػى‬
‫الصحيح من ا‪٤‬بذىب‪ ،‬كقيل‪ :‬يستحب‪ ،‬قاؿ اإلماـ أ‪ٞ‬بػد للمػركذم‪ :‬يتوسػل بػالنيب ‪ُ ‬ب دعائػو‬
‫كجزـ بو ُب ا‪٤‬بستوعب كغّبه)‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫كذكػػر اإلمػػاـ السػػيوطي ُب طبقػػات ا‪٢‬بفػػاظ فقػػاؿ‪ :‬كذيكػػر (أم صػػفواف بػػن سػػليم) عنػػد‬
‫أ‪ٞ‬بد فقاؿ‪ :‬ىذا رجل يستسقى ٕبديثو كيٍنزؿ القطر مػن السػماء بػذكره‪ ،‬مػات صػفواف بػن سػليم‬
‫سنة أربع كعشرين كمائة‪ .‬يعِب أف اإلماـ أ‪ٞ‬بد قاؿ ذلك بعد كفاتو بزمن‪.‬‬
‫كُب كتاب العلل كمعرفة الرجاؿ عن عبد اهلل بن أ‪ٞ‬بد بن حنبل عن أبيو أ‪ٞ‬بػد بػن حنبػل‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ ابن عيينة‪ :‬رجبلف صا‪٢‬باف يستسقى هبما ابن عجبلف كيزيد بن يزيد بن جابر‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ ا‪٢‬بافظ التقي السػبكي ُب شػفاء السػقاـ مػا نصػو‪( :‬كأقػوؿ إف التوسػل بػالنيب‬
‫‪ ‬جػػائز ُب كػػل حػػاؿ‪ :‬قبػػل خلقػػو‪ ،‬كبعػػد خلقػػو ُب مػػدة حياتػػو ُب الػػدنيا‪ ،‬كبعػػد موتػػو ُب مػػدة‬
‫الربزخ‪ ،‬كبعد البعث ُب عرصات القيامة كا‪١‬بنة‪ ،‬كىو على ثبلثة أنواع‪.‬‬
‫ٍب بْب ر‪ٞ‬بو اهلل ىذه األنواع مع أدلتها‪ ،‬كاعلم انو لو أردنا أف نذكر كل مػا كرد ُب جػواز‬
‫التوسل الحتاج ذلك إٔب كتاب خاص ضخم‪.‬‬
‫فػػإف قيػػل ًٓبى ىٓبٍ يؤلػػف علمػػاء السػػلف كتب ػان خاصػػة ٔب ػواز التوسػػل‪ ،‬قيػػل إنػػو ٓب يكػػن أيػػاـ‬
‫السػػلف مػػن يػػتكلم علػػى ‪ٙ‬بػػر‪ٙ‬ب التوسػػل ٍب أيػػاـ ا‪٣‬بلػػف ٓب يػػتكلم أحػػد ُب ذلػػك إٔب أف ظهػػر مػػن‬
‫ادعى أف التوسل بالنيب ‪ ‬بدعة قبيحة باإل‪ٝ‬باع‪ ،‬كا‪٢‬بقيقة أنو ىو الذم خالف اإل‪ٝ‬باع‪ ،‬لذلك‬
‫ألف بعد ذلك إٔب يومنا عدة كتب ذكر فيها جواز التوسل‪.‬‬
‫ك‪٫‬بن نعلم أف ا‪٤‬بسلم إذا توسل بػالنيب ‪ ‬أك بالرجػل الصػاّب‪ ،‬ال يعتقػد أف النػيب ‪ ‬ىػو‬
‫الػػذم يقضػػى حاجػػة ىػػذا ا‪٤‬بتوسػػل بنفسػػو‪ ،‬إ٭بػػا اعتقػػاده أنػػو سػػبب ُب ذلػػك‪ ،‬فىلًػ ىػم يٍٰب ىكػ يػم عليػػو‬
‫بالكفر‪ ،‬كقد قاؿ اإلماـ القاضي عياض ُب كتاب الشػفا‪(:،‬ككذلك نقطػع بتكفػّب كػل قائػل قػوالن‬
‫يتوصل بو إٔب تضليل األمة)‪.‬‬
‫فاألمػة كمػػا ذكرنػػا مػػن قبػػل ال ٘بتمػػع علػػى ضػػبللة فػػإذا كػػاف كػػل ا‪٤‬بسػػلمْب مػػن خواصػػهم‬
‫كعوامهم ٯبيزكف التوسل كيتوسلوف بالنيب كالصا‪٢‬بْب فكيف ينكر عليهم‪.‬‬
‫كأما قو‪٥‬بم كيف يسػمع البعيػد أك ا‪٤‬بيػت فػبل حجػة بػو‪ ،‬فإنػو ثبػت أف ا‪٤‬بيػت يسػمع‪ ،‬كاهلل‬
‫قادر على إ‪٠‬باع البعيػد كرامػة للػوٕب أك معجػزة للنػيب صػلى اهلل عليػو كسػلم‪ ،‬ألػيس ثبػت عػن أمػّب‬
‫ا‪٤‬بػػؤمنْب عمػػر ‪ ‬أنػػو كػػاف ٱبطػػب ا‪١‬بمعػػة با‪٤‬بدينػػة كنػػادل عػػن ا‪٤‬بنػػرب ػ يػػا سػػارية ا‪١‬ببػػل ا‪١‬ببػػل ػ‬
‫فسػمع سػارية بػن زنػيم النػداء فا‪٫‬بػاز إٔب ا‪١‬ببػل كىػزـ جػيش الكفػار‪ ،‬كىػو كػاف ُب هناكنػد البعيػدة‬
‫ع ػػن ا‪٤‬بدين ػػة مئ ػػات اآلمي ػػاؿ‪ ،‬كى ػػذه الكرام ػػة ركاى ػػا البيهق ػػي كأفردى ػػا ا‪٢‬ب ػػافظ ال ػػدمياطي بت ػػأليف‬
‫كصػػححها كاألحاديػػث الػػٍب كردت ُب أف ا‪٤‬بيػػت يسػػمع كأف األنبيػػاء أحيػػاء ُب قبػػورىم كثػػّبة كأف‬

‫‪010‬‬
‫النيب يرد السبلـ على من سلم عليو سواء كاف ا‪٤‬بسلم عند قربه أك بعيػدان‪ ،‬فعلػى مريػد االسػتزادة‬
‫من األدلة فلّباجع الكتب ا‪٤‬بختصة بذلك فإف ما بينتو يكفي لذم لب كفهم‪ ،‬كاهلل ا‪٤‬بوفق‪.‬‬

‫فضػل العلػم‬

‫قػػاؿ اهلل تعػػأب‪ :‬يرف ػ ا الػػذين منػػوا مػػنكم والػػذين أوتػػوا العلػػم درجػػات‪[ ‬سػػورة‬
‫اجملادلة]‪.‬‬

‫كقاؿ تعأب‪ :‬قل ىل يستوي الذين يعلموف والذين ال يعلموف‪[ ‬سورة الزمر]‪.‬‬

‫كق ػػاؿ تع ػػأب‪ :‬إ م ػػا يخش ػػى ا م ػػن عب ػػاده العلم ػػاء‪[ ‬س ػػورة ف ػػاطر] أم أف العلم ػػاء‬
‫العاملْب ىم أشد خشية هلل من غّبىم‪.‬‬

‫كقاؿ تعأب‪ :‬فلوال فر من كل فرقة منهم ائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم‬
‫إذا رجعوا إليهم لعلهم ي ذروف‪[ ‬سورة التوبة]‪.‬‬

‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪ " :‬لب العلم فريضة على كل مسلم" ركاه البيهقي‪.‬‬

‫كقػػاؿ ‪" :‬مػػن سػػلح ريق ػاً يلػػتمل بػػو علمػػا سػػهل ا لػػو ريق ػاً إلػػى ال نػػة" ركاه‬
‫مسلم‪.‬‬

‫كقاؿ ‪" :‬فضل العالم على العابد كفضلي على أد اكم"‪.‬‬

‫كق ػػاؿ ‪" :‬إف ا وم ئكت ػػو وأى ػػل الس ػػموات واألرض حت ػػى النمل ػػة ف ػػي ج رى ػػا‬
‫وحتى ال وت ليصلوف على معلمي الناس الخير"‪ .‬ركاه الَبمذم‬
‫كمعُب الصبلة ىنا من اهلل الر‪ٞ‬بة كمن ا‪٤‬ببلئكة كالنملة كا‪٢‬بوت ػ االستغفار‪.‬‬

‫ػرب ُمبَػل ػ ٍغ أوعػػى مػػن‬


‫كقػػاؿ ‪َ " :‬ض ػر ا أم ػراً سػػم منػػا ػػيئاً فبلغػػو كمػػا سػػمعو فػ ّ‬
‫سام " ركاه الَبمذم‪.‬‬

‫‪012‬‬
‫كقػػاؿ ‪" :‬يػػا أبػػا ذر ألف تغػػدو فَػػتعلم يػػو مػػن كتػػاب ا تعػػالى بيػػر لػػح مػػن أف‬
‫تصلي مائة ركعة‪ ،‬وألف تغدو فَتعلم بابا من العلم عُ ِم َل بو أو لػم يُعمػل بػو بيػر لػح مػن أف‬
‫تصلي ألف ركعة" ركاه ابن ماجو‪.‬‬

‫كقػػاؿ ‪" :‬مػػن سػػلح ريق ػاً يبتغػػى فيػػو علم ػاً سػػهل ا لػػو ريق ػاً إلػػى ال نػػة واف‬
‫الم ئكػػة لتض ػ أجن تهػػا لطالػػب العلػػم رض ػاً بمػػا صػػن فػػإف العػػالم ليسػػتغفر لػػو مػػن فػػي‬
‫السموات واألرض حتػى ال يتػاف فػي الب ػر وفضػل العػالم علػى العابػد كفضػل القمػر علػى‬
‫سػػائر الكواكػػب وإف العلمػػاء ورثػػة األ بيػػاء وإ ّف األ بيػػاء لػػم يورثػػوا دينػػاراً وال درىمػػا وإ مػػا‬
‫ورثوا العلم فمن أبذه أبذ ب ظ وافر"‪ .‬ركاه ابو داكد كالَبمذم‪.‬‬

‫كقػاؿ ‪ " :‬من يرد ا بو بيراً يف كق ْهوُ في الػدين" ركاه البخػارم‪ ،‬أم مػن أراد اهلل بػو‬
‫خّبان يسر لو من يعلمو أمور الدين‪.‬‬

‫كقاؿ ‪" :‬من برج في لب العلم فهو في سبيل ا حتى يرج " ركاه الَبمذم‪.‬‬

‫كقػػاؿ ‪" :‬إذا مػػات ابػػن دـ ا قط ػ عملػػو إال مػػن ث ػ ث‪ :‬صػػدقة جاريػػة أو علػ ٍػم‬
‫صالح يدعو لو" ركاه مسلم‪.‬‬
‫ولد ٍ‬ ‫ينتف بو‪ ،‬أو ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫كقػػد كرد عػػن سػػيدنا عيسػػى ‪ُ ‬ب مػػدح أمػػة سػػيدنا ‪٧‬بمػػد ‪( :‬علمػػاء حكمػػاء بػػررة‬
‫أتقياء كأهنم من الفقو أنبياء)‪.‬‬
‫كعنو عليو السػبلـ أيضػان‪( :‬مػن تعلػم كعمػل كعلػم يػدعى عظيمػان ُب ملكػوت السػموات‬
‫كاألرض ) ركاه الغزإب ُب اإلحياء‪.‬‬
‫كقاؿ ابن رسبلف ُب الزبد‪:‬‬

‫وىػ ػ ػ ػ ػػو دليػ ػ ػ ػ ػػل الخيػ ػ ػ ػ ػػر واإلفضػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫والعلػ ػ ػ ػ ػػم أسػ ػ ػ ػ ػػنى سػ ػ ػ ػ ػػائر األعمػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬

‫كالك ػػبلـ ُب فض ػػل العل ػػم كث ػػّب ج ػػدان فل ػػم ٘ب ػػد نبي ػػا أك عا‪٤‬ب ػػا كال ص ػػا‪٢‬بان إال كح ػػث عل ػػى‬
‫طلػػب العلػػم‪ ،‬ألنػػو ال يكػػوف عمػػل اإلنسػػاف صػػحيحان مقبػػوالن مػػن غػػّب أف يعػػرؼ شػػركطو كأركانػػو‬
‫كمبطبلتو‪،‬فما باؿ أناس ال يتعلموف كيها‪ٝ‬بوف العلم كيى ٍدعيو ىف إٔب ا‪١‬بهل كمػا ‪٠‬بعنػا مػن كثػّب مػن‬
‫الن ػػاس يقول ػػوف إذا ٓب ي ػػتعلم اإلنس ػػاف ال يؤاخ ػػذه اهلل ألن ػػو جاى ػػل‪ ،‬يقول ػػوف ا‪١‬باى ػػل ذنب ػػو ب ػػذنب‬
‫كا‪٤‬بتعلم ذنبو بسبعة فنحن ال نتعلم ألجل ذلك‪.‬‬

‫‪013‬‬
‫فهػػذا ا‪١‬باىػػل فضػػل ا‪١‬بهػػل علػػى العلػػم كالظػػبلـ علػػى النػػور‪ ،‬فػػإف ا‪٤‬بػػتعلم الػػذم ال يعمػػل‬
‫بعلمػػو ال شػػك مؤاخػػذ ألف الغػػرض مػػن طلػػب العلػػم العمػػل بػػو‪ ،‬كلوضػػع األمػػور ُب ‪٧‬بلهػػا كلؤلمػػر‬
‫با‪٤‬بعركؼ كالنهػي عػن ا‪٤‬بنكػر كالػدفاع عػن ديػن اهلل‪ٍ ،‬ب إف طالػب العلػم كإف ٓب يكػن معصػومان إف‬
‫زؿ تػػاب ‪٤‬بعرفتػػو بالػػذنب كمعرفتػػو كجػػوب التوب ػة عليػػو إف كػػاف مػػن أىػػل التوفيػػق‪ ،‬أمػػا ا‪١‬باىػػل‬
‫بأحكػػاـ الػػدين فقػػد يقػػع بالػػذنوب العظيمػػة كىػػو ال يعلػػم فتػَباكم عليػػو الػػذنوب حػػٌب يفتضػػح ُب‬
‫الػػدنيا كاآلخػػرة‪ ،‬كقػػد يػػؤدم ا‪١‬بهػػل بػػبعض النػػاس إٔب حػػد أنػػو ٱبػػرج مػػن الػػدين كىػػو ال يػػرل أنػػو‬
‫ارتكب شيئان‪.‬‬
‫كمػػن أمثلػػة مػػا ٱبػػرج اإلنسػػاف مػػن دينػػو قػػوؿ بعضػػهم ػ حػػبلؿ علػػى قلػػب الشػػاطر عنػػدما‬
‫يسمع أف فبلنان سػرؽ أك ارتكػب حرامػان ػ كقػوؿ بعضػهم للمػرأة ػ أظهػرم عورتػك زكػي عنهػا فهػذا‬
‫جعل ا‪٢‬براـ كاجبان ػ كقوؿ ػ الكذب ملح الرجاؿ كعيب على الذم يصدؽ ػ كقوؿ بعضػهم كفػاؾ‬
‫ػاؿ يػا اهلل ػ كقػوؿ ػ لػو كػاف ا‪٢‬بػج ُب ا‪٤‬بكػاف‬ ‫تسبيحان هلل حٌب ال تغرقو ػ كنداء شػخص لشػخص تع ى‬
‫الفػػبل٘ب ‪٤‬بػػا حججػت ػ كقػػوؿ ػ الػػذم يصػػلى أك ٰبػػج يصػػبح كػػذابان مسػػتهزئان ػ كقػػوؿ بعضػػهم‪:‬‬
‫العػػرب جػػرب علػػى اإلطػػبلؽ إال إف قػػاؿ ذلػػك عػػن عػػرب ىػػذا الزمػػاف فػػبل يكفػػر لكػػن ح ػراـ‪،‬‬
‫ككذلك قوؿ بعضهم ػ النيب كًيكي أك النيب فحم‪ ،‬أك النيب أسود أك نسو‪٪‬بي أك نسب ا‪١‬بنب لنػيب‬
‫مػػن األنبيػػاء‪ ،‬أك نسػػب لػػو كف ػران أك كبػػّبنة أك مػػا يػػنقص مػػن قػػدره مػػن معصػػية أك مػػرض منفػػر أك‬
‫غّبه‪ ،‬ككذلك كػل اسػتهزاء بػاهلل أك أنبيائػو أك مبلئكتػو كقػوؿ بعضػهم‪ :‬يػا ابػن ا‪٤‬ببلئكػة أك نسػب‬
‫ػوـ أف ا‪٤‬ببلئكػة ‪٦‬ببولػوف علػى طاعػة اهلل لػيس ‪٥‬بػم عم هػل‬ ‫‪٥‬بم ا‪٤‬بعاصي أك التػزاكج ألنػو كمػا ىػو معل ه‬
‫إال امتث ػػاؿ أكام ػػر اهلل ق ػػاؿ اهلل تع ػػأب (ال يعص ػػوف ا م ػػا أم ػػرىم ويفعل ػػوف م ػػا ي ػػؤمروف) س ػػورة‬
‫التح ػػر‪ٙ‬ب كأهن ػػم ليسػ ػوا ب ػػذكوور كال إن ػػاث ق ػػاؿ تع ػػأب (إف ال ػػذين ال يؤمن ػػوف ب ػػاآلبرة ليس ػػموف‬
‫الم ئكة تسمية األ ثػى) سػورة الػنجم‪ ،‬ككػذلك كػل اسػتهزاء بالػدين كشػعائره‪ ،‬كمػن ذلػك أيضػان‬
‫التوسل بالنيب ‪ٗ ‬بػا فيػو تنقػيص لقػدره كػأف يتوسػل بػو ‪٢‬بصػوؿ أمػر ‪٧‬بػرـ فػإف ذلػك تنقػيص مػن‬
‫قػػدر النػػيب ‪ ،‬كىػػذا ٰبصػػل أحيانػان مػػن بعػػض األمهػػات فإهنػػا تػػدعو علػػى كلػػدىا الػػذم ىػػو دكف‬
‫التمييػز أم الطفػػل‪ ،‬فتقػػوؿ اهلل يكسػػر يػػديك ٔبػػاه ‪٧‬بمػػد‪ ،‬كأعظػػم مػػن ذلػػك إف قػػاؿ كىػػو يػػدعو‬
‫ظلمػػا علػػى أحػػد ٔبػػاه الػػذم خلقػػك إال إف حصػػل ذلػػك علػػى كجػػو سػػبق اللسػػاف فإنػػو ال يكفػػر‪،‬‬
‫فػػإف التوسػػل بػػالنيب ‪ ‬شػػرع ‪٤‬بػػا فيػػو قرب ػة أك قضػػاء حاجػػة‪ ،‬ال للوصػػوؿ إٔب مػػا يغضػػب اهلل أك‬
‫رسولو‪.‬‬
‫ككذلك من الكفػر الشػك ُب اهلل أك اليػوـ اآلخػر أك ُب نػيب ‪٦‬بمػع علػى نبوتػو‪ ،‬أك الشػك‬
‫ُب صػػفة مػػن صػػفات اهلل الواجبػػة لػػو إ‪ٝ‬باعػان كوصػػفو تعػػأب بػػالعلم أك القػػدرة‪ ،‬أك كصػػفو ٗبػػا ٯبػػب‬

‫‪014‬‬
‫تٍنزيهػػو عنػػو كوصػػفو با‪١‬بسػػمية كاألعضػػاء كا‪١‬بهػػة كا‪٢‬بػػد كا‪٤‬بكػػاف كا‪٢‬بلػػوؿ كاال‪ٙ‬بػػاد ػ سػػب ا و‬
‫وتعالى عما يقوؿ الظالموف علواً كبيراً‪.‬‬
‫كمن الكفر التكذيب بالقرآف كاالستهزاء بو كلو ٕبرؼ منو أك ٕبديث النيب كما جاء بو‪،‬‬
‫أك بنفي حرؼ من القرآف عمػدان ‪٦‬بمعػان علػى أنػو منػو ككػذلك الزيػادة عليػو عمػدان‪ ،‬أك بتبلكتػو مػع‬
‫أنغاـ ا‪٤‬بوسيقى‪ ،‬ككذلك إلقػاء األكراؽ الشػرعية عمػدان ُب القػاذكرات‪ ،‬أك كضػع البصػاؽ عليهػا أك‬
‫لشيطاف أك كوكب أك صنم كمػا يفعػل‬ ‫و‬ ‫كتابة القرآف بالبوؿ كما يفعل بعض السحرة أك السجود‬
‫ذلػػك بعػػض السػػحرة أك الػػوثنيْب‪ ،‬ككػػل مػػا فيػػو عبػػادة لغػػّب اهلل‪ ،‬كمػػن الكفػػر نسػػبة الولػػد هلل أك‬
‫الزكجة أك الشريك‪.‬‬
‫كمػن الكفػر تسػمية معابػد الكفػار بيػوت اهلل‪ ،‬كقػوؿ بعضػهم ػ أنػا كػافر ػ فتقػوؿ لػو ىػذا‬
‫كفر فيقوؿ لك أنا قصدم كافر بالشيطاف‪ ،‬فإف مثل ىذا ال يعذر‪ ،‬كيشػبو ذلػك قػوؿ بعضػهم ػ‬
‫ال ‪ٞ‬بػػد هلل كال شػػكر لػػو ال ىػػو ريب كال أنػػا أعبػػده ػ فتقػػوؿ لػػو ىػػذا كفػػر فيقػػوؿ لػػك أنػػا قصػػدم‬
‫بذلك الشيطاف الذم يلهي‪ ،‬ككذلك قوؿ بعضػهم أخلػق ٕب كػذا كمػا خلقػك اهلل إف كػاف يفهػم‬
‫معُب ما يقػوؿ‪ ،‬ككػذلك قػوؿ لػو أمػر٘ب اهلل بكػذا ٓب أفعلػو ػ أك لػو شػفع لػك النػيب ال أقبػل‪ ،‬أك لػو‬
‫اسػػتغفر لكػػافر بعػػد موتػػو ألنػػو كػػذب قػػوؿ اهلل تعػػأب‪ :‬إف ا ال يغفػػر أف يشػػرؾ بػػو ويغفػػر مػػا‬
‫دوف ذلح لمن يشاء‪[ ‬سورة النساء]‪.‬‬
‫ككذلك يكفر من يسمي جهنم مستشفى‪ ،‬أك يقوؿ لو أعطا٘ب اهلل ا‪١‬بنة ما دخلتها‪ ،‬أك‬
‫جهػػنم أحػػب إٕب ألرل فيهػػا فبلن ػان أك فبلن ػة فػػإف ذلػػك فيػػو اسػػتهزاء بوعيػػد اهلل للكػػافرين كبعػػض‬
‫العصػػاة‪ ،‬كيكفػػر أيضػان مػػن يقػػوؿ ال فػػرؽ بػػْب مسػػلم ككػػافر‪ ،‬ككػػذلك يكفػػر مػػن يقػػوؿ ٯبػػب علػػى‬
‫ا‪٤‬بسلم أف يوصل زكجتو الكتابية إٔب أماكن عبادهتم ألف ذلك إعانة على الكفر‪.‬‬
‫كم ىن ال يكف ًر العظيم سب اهلل أك سب رسولو‪ ،‬أعاذنا اهلل من كل ما فيػو كفػر أك معصػية‪.‬‬ ‫ً‬
‫ف ػػإف ذل ػػك أم الكف ػػر س ػػوء أدب عظ ػػيم م ػػع اهلل ال ػػذم خلقن ػػا كأمرن ػػا بعبادت ػػو كم ػػن ا‪٤‬بعل ػػوـ أف‬
‫اإلنساف إف عصى اهلل فإنو ال يعصيو إال بنعمتو الٍب أنعػم هبػا عليػو بػدؿ أف يشػكره عليهػا‪ ،‬كمػع‬
‫ذلك إف شكرنا فإنو سبحانو مػن كرمػو كمنٌػو يثيبنػا علػى ذلػك مػع أف شػكره كاجػب علينػا نسػأؿ‬
‫اهلل العافية‪...‬‬

‫‪015‬‬
‫كما ذكرتو ما ىو إال أمثلة قليلة عما يصدر من بعػض النػاس‪ ،‬فػإف الفقهػاء ذكػركا كثػّبان‬
‫مػػن األمثلػػة فلَباجػػع‪ ،‬ككتػػب الفقػػو علػػى ا‪٤‬بػػذاىب األربعػػة ا‪٤‬بعتػػربة كرد فيهػػا مػػا نػيبىػيِّػنيػػوي‪ ،‬فػػبل يعػػَبض‬
‫عليو إال أ‪ٞ‬بق جاىل بالفقو كالدين‪.‬‬
‫كاعل ػػم أف الك ػػافر أص ػػليان ك ػػاف أك مرت ػػدان ال يص ػػّب مس ػػلما إال ب ػػالنطق بالش ػػهادتْب بني ػػة‬
‫الػػدخوؿ باإلسػػبلـ كاإلقػػبلع عػػن الكفػػر‪ ،‬كيشػػَبط أف ال يكػػوف عازمػػا علػػى العػػود إٔب الكفػػر‪،‬‬
‫لذلك قاؿ أىػل العلػم إف التشػهد العػادم ال ينفػع للػدخوؿ ُب اإلسػبلـ ألنػو لػيس فيػو نيػة التػربؤ‬
‫مػػن الكفػػر كال نيػػة الػػدخوؿ ُب اإلسػػبلـ إال إذا أراد أف يتشػػهد بنيػػة الػػدخوؿ ُب اإلسػػبلـ فشػػرد‬
‫ئ مػن‬ ‫ذىنو فنسي أف يتشهد ٍب بعد ذلك تشهد على كجو العادة فينفعػو ىػذا التشػهد ألنػو متػرب ه‬
‫الكفػػر كمػػا منعػػو عػػن التشػػهد بنيػػة الػػدخوؿ ُب اإلسػػبلـ إال السػػهو‪ ،‬لػػذلك نفعػػو التشػػهد العػػادم‬
‫كال يلزمػػو أف يتشػػهد مػػرة ثانيػػة بنيػػة الػػدخوؿ ُب اإلسػػبلـ كلػػو تػػذكر‪ ،‬كإف فعػػل فقػػد حكػػم علػػى‬
‫نفسػػو بػػالكفر مػػن غػػّب سػػبب‪ ،‬كال يعػػذر ا‪٤‬بػػتلفظ بػػالكفر ال ُب حالػػة ا‪٤‬بػػزاح كال ا‪١‬بػػد كال الغضػػب‬
‫ػولن إ مػػا كنػػا خػػوض و لعػػب قػػل أبػػا و ياتػػو ورسػػولو كنػػتم‬ ‫لقولػػو تعػػأب‪ :‬ولػػئن سػ لتهم ليقػ ّ‬
‫تسته ئوف ال تعتذروا قد كفرتم بعد إيما كم‪[ ‬سورة التوبة]‪.‬‬

‫كقولو ‪" :‬إف العبػد ليػتكلم بالكلمػة ال يػرب بهػا ب سػاً يهػوي بهػا فػي النػار سػبعين‬
‫بريفاً" ركاه البخػارم كمسػلم كالَبمػذم كالشػاىد ُب ا‪٢‬بػديث قولػو ال يػرل هبػا بأسػان‪ ،‬كأنػو يهػوم‬
‫ُب النػػار سػػبعْب خريف ػان كذلػػك قعػػر جهػػنم كال يصػػل إٔب قعرىػػا إال كػػافر‪ ،‬فمػػن الػػببلء العظػػيم ُب‬
‫ىػػذا الزمػػاف أف بعػػض ا‪٤‬بتمشػػيخْب إذا يسػػئل أحػػدىم عػػن ا‪٤‬بػػتلفظ ٗبثػػل ىػػذه الكلمػػات الصػػرٰبة‬
‫بػػالكفر يقػػوؿ ىػػذا كفػ هػر كلكػػن ال أحكػػم علػػى قائلػػو بػػالكفر‪ ،‬فقػػو‪٥‬بم ىػػذا فيػػو عػػدـ التفريػػق بػػْب‬
‫ا‪٤‬بسػػلم كالكػػافر كبػػْب ا‪٢‬بػػق كالباطػػل كالنػػور كالظػػبلـ كىػػذا ‪٨‬بػػالف للقػػرآف كالسػػنة كاإل‪ٝ‬بػػاع فػػإف‬
‫الشك ُب الكفر الصريح كفر‪.‬‬
‫ُ) لكن قاؿ علمػاء األصػوؿ‪ :‬إف مػن تلفػظ بلفػظ كفػرم كىػو ال يفهػم معػُب مػا يقػوؿ‬
‫بل يفهم من اللفػظ معػُب آخػر فإنػو ال يكفػر‪ ،‬أمػا إف كػاف يفهػم ا‪٤‬بعػُب الفاسػد مػن الكلمػة فإنػو‬
‫يكفر كإف قاؿ أنا ما قصدت ذلك لآلية السػابقة كللحػديث السػابق الػذم كرد فيػو ال يػرب بهػا‬
‫ب سػ ػاً‪ )ِ( ،‬كك ػػذلك يس ػػتثُب م ػػن الوق ػػوع ُب الكف ػػر م ػػن نط ػػق ب ػػالكفر ُب حال ػػة غيبوب ػػة العق ػػل‬
‫كػػاجملنوف كالنػػائم‪ )ّ(،‬ككػػذلك حالػػة سػػبق اللسػػاف كالػػذم نطػػق بػػو بػػبل إرادة كػػأف أراد أف يقػػوؿ‬
‫مػػثبلن‪ :‬مػػا أنػػا مػػن ا‪٤‬بشػػركْب فسػػبق لسػػانو كقػػاؿ‪ :‬كمػػا أنػػا مػػن ا‪٤‬بسػػلمْب‪ )ْ( ،‬كحالػػة اإلكػراه كػػأف‬
‫أكػػره بالقتػػل علػػى النطػػق بػػالكفر‪ ،‬فنطػػق بػػو كىػػو مطمػػئن باإلٲبػػاف أم مػػن غػػّب انش ػراح الصػػدر‬

‫‪016‬‬
‫لكلمة الكفر‪ )ٓ( ،‬ككذلك يستثُب من ذلك من نطػق بػو علػى كجػو ا‪٢‬بكايػة كػأف قػاؿ‪( :‬فػبلف‬
‫يقػػوؿ كػػذا) فإنػػو ال يكفػػر بػػذلك إال إذا كػػاف ذلػػك علػػى كجػػو الرضػػا بػالكفر‪ ،‬فػػإف الرضػػا بػػالكفر‬
‫كفر‪ )ٔ( ،‬كقاؿ علماء األصوؿ أيضان أف من كاف قريب عهد باإلسبلـ أك شبهو كمن عػاش ُب‬
‫بادية بعيػدة عػن العلمػاء أك كػاف ُب مثػل ‪٦‬بتمعنػا اليػوـ ٓب ٯبػالس العلمػاء كأنكػر شػيئان مػن الػدين‬
‫‪١‬بهلو كإف كاف معلومان من الدين بالضركرة فإنو ال يي ىكفر إال إذا كػاف علػى كجػو العنػاد بػل يعلػم‪،‬‬
‫ىذا إذا ٓب يكن األمر من القطعيات الٍب تعرؼ عن طريػق العقػل‪ ،‬كمػن أمثلػة ذلػك أنػو ال يعػذر‬
‫مػػن شػػبو اهلل ٖبلقػػو أك نفػػى صػػفة مػػن صػػفاتو تعػػأب الػػٍب تع ػرؼ عػػن طريػػق العقػػل كوصػػفو تعػػأب‬
‫بالعلم كالقدرة كاإلرادة‪ ،‬كال يعذر أيضان من اسػتهزأ بػاهلل تعػأب أك أنبيائػو أك دينػو ألف مػن اإلٲبػاف‬
‫التعظيم هلل كلكل مػا عظمػو اهلل تعػأب‪ ،‬كاالسػتهزاء ينػاُب التعظػيم يعػِب ينػاُب اإلٲبػاف‪ )ٕ( ،‬كقػالوا‬
‫أيضػان بعػػدـ تكفػػّب ا‪٤‬بتػػأكؿ مثػػل الػػذين منعػوا الزكػػاة ُب خبلفػػة سػػيدنا أيب بكػػر الصػػديق رضػػي اهلل‬
‫عنو‪ ،‬فإهنم ظنوا أف الزكػاة ال ٘بػب علػيهم إال ُب حيػاة النػيب ‪ ‬متػأكلْب لقولػو تعػأب ‪ ‬بػذ مػن‬
‫أموالهم صدقة تطهرىم وت كيهم بها وصل عليهم إف ص تح سػكن لهػم وا سػمي علػيم‬
‫‪[ ‬سػورة التوبػة] قػػالوا إف اهلل قػػرف األمػػر بالزكػػاة مػع صػػبلة النػػيب ‪ ‬علػػيهم كبوفاتػػو ‪ ‬انقطعػػت‬
‫صػػبلتو علػػيهم كٗبػػا أف الزكػػاة مقركنػػة مػػع صػػبلتو علػػيهم فقػػد ارتفػػع حكمهػػا بوفاتػػو‪ ،‬كال شػػك أف‬
‫ىػػذا تأكيػػل فاسػػد لكػػن رفػػع عػػنهم حكػػم التكفػػّب ألف إنكػػارىم لفرضػػية الزكػػاة كػػاف عػػن تػػأكؿ كٓب‬
‫يكن عن عناد‪ ،‬كاألمثلة على ما ذكرناه كثّبة جدان‪ ،‬لكن ال يعذر ا‪٤‬بتأكؿ ُب القطعيات الٍب كقػع‬
‫هبا اجملسمة ا‪٤‬بشبهة كا‪٤‬بنكركف للقضاء كالقدر كغّب ذلك ‪٩‬با مر معنا ُب ا‪٤‬بسألة السابقة‪.‬‬
‫كنع ػػود إٔب تكمل ػػة موض ػػوع فض ػػل العل ػػم كذـ ا‪١‬به ػػل‪ ،‬إف طال ػػب العل ػػم علي ػػو أف يأخ ػػذ‬
‫علمػػو بػػالتلقي مػػن أىػػل العلػػم الثقػػات العػػاملْب األتقيػػاء الػػذين يغػػاركف علػػى ديػػن اهلل كيشػػفقوف‬
‫علػػى النػػاس كال يبيعػػوف ديػػنهم بالػػدنيا الفانيػػة‪ ،‬فػػالعلم ال يكػػوف ٗبجػػرد مطالعػػة الكتػػب كمػػا ىػػو‬
‫حاصػػل عنػػد كثػػّب مػػن النػػاس‪ ،‬فيفهمػػوف األمػػور علػػى غػػّب كجههػػا كيناقضػػوف القػػرآف كا‪٢‬بػػديث‬
‫ألهنػػم مػػا أخػػذكا أصػػوؿ العلػػم مػػن أفػواه العلمػػاء بػػالتلقي‪ ،‬فػػالعلم يػيتىػلى َّقػػى كمػػا تلقػػاه الصػػحابة مػػن‬
‫الرسوؿ ‪ٍ ،‬ب تلقاه منهم من بعدىم من التابعْب كىكذا إٔب يومنا‪.‬‬

‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬يا أيُّها الناس تعلموا فإ ما العلم بالتعلم والفقو بالتفقو فمن يرد‬
‫ا بػػو بي ػراً يفقه ػو فػػي الػػدين" ركاه الط ػربا٘ب‪ .‬فمػػن الػػببلء العظػػيم ُب أيامنػػا ىػػذه أف كث ػّبان ‪٩‬بػػن‬
‫يدعوف اإلرشاد يتصدركف إلرشاد الناس كىم ال يفهموف من الػدين شػيئان‪ ،‬كبسػبب عػدـ التمييػز‬
‫عنػػد الػػبعض يتبعػػوهنم فيضػػلوف كمػػن أمثلػػة مػػا ٰبصػػل‪ :‬أف شخصػان كػػاف يػػدرس ُب مسػػجد فقػػاؿ‪:‬‬
‫(غدا يػوـ القيامػة تػركف اهلل مثػل القمػر مػدكران) كالعيػاذ بػاهلل فهػذا شػبو اهلل بػالقمر ‪١‬بهلػو بالعقيػدة‬

‫‪017‬‬
‫كٓب يفهػػم معػػُب حػػديث النػػيب ‪ ،‬كقػػاؿ آخػػر ُب بعػػض ‪٦‬بالسػػو‪ :‬اهلل ػ يدنػػدؿ علينػػا رأسػػو مػػن‬
‫السماء فما أقبح ضبللو‪.‬‬
‫كقاؿ آخر ناسبان لسيدنا عيسى عليو الصبلة كالسبلـ‪( :‬أنو رأل خٍنزيران فقاؿ لو‪ :‬السػبلـ‬
‫عليكم) فهذا من الضبلؿ كعلى زعمو أنو يصف عيسى عليو الصبلة كالسبلـ بالتواضع‪.‬‬
‫كقاؿ آخر عػن سػيدنا موسػى عليػو الصػبلة كالسػبلـ‪ :‬إنػو قػاؿ للكلػب أنػت أفضػل مػُب)‬
‫مػػدعيان بػػذلك نسػػبة التواضػػع لسػػيدنا موسػػى ‪ ‬كٓب يعلػػم أف ذلػػك تكػػذيب للقػػرآف حي ػث قػػاؿ‬
‫تعأب إخباران عن أنبيائو‪ :‬وك ً فضلنا على العالمين‪[ ‬سورة األنعاـ]‪.‬‬
‫فهنػػاؾ كثػػّب مػػن القصػػص ا‪٤‬بكذكبػػة علػػى األنبيػػاء ككػػذلك األكليػػاء ٘بػػدىا ُب كثػػّب مػػن‬
‫الكتب‪ ،‬كذلك ٘بد كثّبان من الفتاكل ا‪٤‬بعارضة للشرع ُب بعض الكتب‪ ،‬فهذا ا‪٤‬بطػالع ‪٥‬بػا ‪٩‬بػن ٓب‬
‫يأخذ قواعد الدين كأصولو من أىػل العلػم يركيهػا علػى النػاس مػن غػّب ‪ٛ‬بييػز‪ ،‬فػبل رحػم نفسػو كال‬
‫رحم غّبه كقد قاؿ رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب ذلك‪" :‬إف ا ال يقػبض العلػم ا ت اعػاً ينت عػو مػن النػاس‬
‫الناس رؤوساً جهاالً فسػئِلوا‬
‫ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُػ ْب عالماً اتخذ ُ‬
‫ف فتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" ركاه البخارم كمسلم‪.‬‬
‫كال يغَبَّ أحد بفصاحة إنساف كحسن أسلوبو مع جهلو بالدين فإف بعض ىؤالء ينمقوف‬
‫كبلمهم كيربىجونو استدراجان للعواـ ليوقعػوىم ُب الضػبلؿ كقػد حػذر النػيب ‪ ‬مػن أمثػاؿ ىػؤالء‬
‫بقوؿ‪" :‬أبوؼ ما أباؼ على أمتى كل مناف عليم اللساف" ركاه الركدا٘ب‪.‬‬
‫كقاؿ التابعي ‪٧‬بمد بن سػّبين ‪( :‬إف ىػذا العلػم ديػن فػانظركا عمػن تأخػذكف ديػنكم)‬
‫ركاه مسلم‪.‬‬
‫فا‪٢‬بذر من أخذ العلم من غّب أىلو‪ ،‬كا‪٢‬بذر من الفتول بغّب علم‪ ،‬فػبل يسػتحي ا‪٤‬بػدرس‬
‫إف سػػئل عػػن شػػيء ال يعرفػػو مػػن قػػوؿ ال أدرم‪ ،‬فػػإف ذلػػك ال ٰبػػط مػػن قػػدره‪ ،‬فقػػد سػػئل اإلمػػاـ‬
‫مالك ‪ ‬مرة عػن ‪ٜ‬بانيػة كأربعػْب سػؤاالن فأجػاب عػن سػتة كقػاؿ عػن البقيػة ال أدرل) ركل ذلػك‬
‫عنو صاحبو ىيثم بن ‪ٝ‬بيل‪.‬‬
‫كسػػئل سػػيدنا علػػي كػػرـ اهلل كجه ػو عػػن مسػػألة فقػػاؿ ال أعلػػم كقػػاؿ‪( :‬مػػا أبردىػػا علػػى‬
‫كبدم أف أقوؿ فيما ال أعلم ال أعلم)‪.‬‬

‫‪018‬‬
‫كثبت عػن النػيب ‪ ‬أنػو قػاؿ ‪٧‬بػذران مػن الفتػول بغػّب علػم‪" :‬مػن أفتػى بغيػر علػم فعليػو‬
‫لعنة ا والم ئكػة والنػاس أجمعػين" ركاه أ‪ٞ‬بػد‪ ،‬كمػا ذلػك إال لعظػم الضػرر الػذم ٰبصػل مػن‬
‫جراء ذلك فليتق اهلل امرؤ يفعل ىذا‪.‬‬

‫كمن الناس من يفػٍب بغػّب علػم فيفسػر آيػة أك حػديثا برأٍيػو كإذا قيػ ٍل ى‬
‫ػت لػو مػا ىػذا؟ يقػوؿ‪:‬‬
‫(أنا أجتهد) فيحرؼ ا‪٢‬بقائق ٔبهلو عن كجهها الصحيح كقد يؤدم بػو ذلػك إٔب الكفػر أحيانػا‪،‬‬
‫كأقل ما يقع بو ىو ال يف يسوؽ ألف الفتول بغّب علم من الكبائر‪.‬‬
‫فهػػذا ا‪١‬باىػػل ال يعلػػم أف اإلنسػػاف لػػيس لػػو أف ٯبتهػػد إذا ٓب تتػػوفر فيػػو شػػركط االجتهػػاد‪،‬‬
‫فاجملتهدكف من ىذه األمة كاألئمة األربعة كغّبىم أفنوا حيػاهتم ُب ‪ٙ‬بصػيل العلػوـ كسػهركا الليػإب‬
‫حٌب بسطوا لنا أمور الدين فجزاىم اهلل عنا خّبان كصدؽ من قاؿ‪:‬‬
‫البحر البسيط‬

‫ولكػاف أضعفنػا هبػاً ألقوا ػا‬ ‫لوال األئمػة لم تؤمػن لنا سبل‬
‫فيت ػػبجح بع ػػض ا‪٤‬ب ػػدعْب الي ػػوـ فيقول ػػوف‪٫ :‬ب ػػن رج ػػاؿ كى ػػم رج ػػاؿ فلم ػػاذا ال ‪٪‬بته ػػد كم ػػا‬
‫اجته ػػدكا كى ػػؤالء بعض ػػهم ال يع ػػرؼ كي ػػف تق ػرأ الفا‪ٙ‬ب ػػة عل ػػى كجهه ػػا الص ػػحيح كت ػراه ال يع ػػرؼ‬
‫أحكاـ الصبلة كال الصياـ كغّب ذلػك ٍب يقػوؿ‪ :‬ال داعػي ألف نتبػع مػذىبا مػن ا‪٤‬بػذاىب األربعػة‪،‬‬
‫كبعضهم يقػوؿ‪ :‬ىػؤالء األئمػة فرقػوا األمػة بػاختبلفهم‪ ،‬ىػذا ا‪١‬باىػل الػذم يقػوؿ ىػذا الكػبلـ إ٭بػا‬
‫ػول كىػػذا مػػا‬
‫ىػػو الػػذم يريػػد تفريػػق األمػػة حيػػث يريػػد أف يكػػوف كػػل إنسػػاف علػػى ديػػن أك علػػى ىػ ن‬
‫يسػػعى إليػػو أعػػداء األمػػة اإلسػػبلمية كىػػم كراء ىػػذه األفكػػار ا‪٤‬بسػػمومة الػػٍب يبثهػػا بعػػض النػػاس ُب‬
‫ببلدنا‪.‬‬
‫م ػػن ‪ٛ‬بوي ػػو ى ػػؤالء عل ػػى الن ػػاس ق ػػو‪٥‬بم‪( :‬أل ػػيس اجملته ػػد ل ػػو أج ػػر إذا أخط ػػأ كل ػػو أج ػراف إف‬
‫يهونوا ذلك على الناس‪.‬‬ ‫أصاب) حٌب ٌ‬
‫فقػػو‪٥‬بم ىػػذا صػػحيح إف كػػاف ىػػذا اإلنسػػاف الػػذم اجتهػػد تػػوافرت فيػػو شػػركط االجتهػػاد‪،‬‬
‫أمػػا إف ٓب يكػػن مػػؤىبلن لػػذلك فمػػن أيػػن لػػو أف ٯبتهػػد كقػػد ثبػػت عػػن النػػيب ‪( :‬القضػػاة ث ثػػة‬
‫ػاض قضػى بعلػػم ب ػ فهػػو فػػي ال نػػة وقػػاض قضػػى‬ ‫ػاض فػػي ال نػػة وقاضػػياف فػػي النػػار قػ ٍ‬
‫قػ ٍ‬
‫وقاض قضى ب ور فهو في النار) ركاه أبو داكد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ي هل فهو في النار‬

‫‪019‬‬
‫فقولػػو ‪ ‬كقػ و‬
‫ػاض قضػػى ٔبهػػل يػػدؿ علػػى أنػػو ‪٤‬بػػا اجتهػػد مػػن غػػّب معرفػػة أكقػػع نفسػػو ُب‬
‫ا‪٥‬بػػبلؾ ا‪٤‬ب ػػؤدم إٔب جه ػػنم كٓب يع ػػذره جهل ػػو أم ػػا ا‪٢‬ب ػػديث ال ػػذم كرد في ػػو‪" :‬إذا اجته ػػد ال ػػاكم‬
‫ف صاب فلو أجراف وإذا أبط فلو أجر" ركاه البخارم‪.‬‬
‫ف ػػا‪٤‬براد ب ػػو م ػػن ت ػػوافرت لدي ػػو ش ػػركط االجته ػػاد‪ ،‬كش ػػركط االجته ػػاد كم ػػا بينه ػػا العلم ػػاء‬
‫كػػالغزإب ُب ا‪٤‬بستصػػفى كالنػػوكم ُب مقدمػػة اجملمػػوع كغّبٮبػػا‪ :‬أف يكػػوف حافظ ػان آليػػات األحكػػاـ‬
‫كأحاديػػث األحكػػاـ مػػع معرفػػة أسػػانيدىا كمعرفػػة أح ػواؿ الػػركاة مػػن حيػػث الثقػػة كالضػػعف كأف‬
‫يكوف عارفػا با‪٤‬بسػائل الػٍب أ‪ٝ‬بػع عليهػا اجملتهػدكف كأف يكػوف عارفػان بالناسػخ كا‪٤‬بنسػوخ كأف يكػوف‬
‫ضليعان باللغة العربية كعلم النحو كيكوف ذا قرٰبة كذكاء ‪٤‬بعرفػة اسػتنباط ا‪٤‬بسػائل‪ ،‬فهػذا الػذم إذا‬
‫اجتهػػد فأخطػػأ لػػو أجػػر كإال فقػػد أفػػٌب بغػػّب علػػم كالفتػػول بغػػّب علػػم مػػن الكبػػائر كمػػا مػػر معنػػا ُب‬
‫ا‪٢‬بديث الذم ركاه أ‪ٞ‬بد‪.‬‬
‫كل ػػيعلم أن ػػو ال ‪٦‬ب ػػاؿ لبلجته ػػاد ُب أص ػػوؿ العقي ػػدة كأن ػػو ال يع ػػذر ا‪٤‬بخط ػػئ ُب االعتق ػػاد‬
‫ٖب ػػبلؼ ا‪٤‬بخط ػػئ ُب االجته ػػاد ُب ف ػػركع األحك ػػاـ‪ ،‬ف ػػإف علم ػػاء ا‪٤‬بس ػػلمْب أ‪ٝ‬بعػ ػوا عل ػػى تكف ػػّب‬
‫القائلْب بقدـ العآب أك الذين كذبوا بالقدر أك الذين شبهوا اهلل ٖبلقػو كالػذين نسػبوا هلل ا‪١‬بهػة أك‬
‫ا‪٢‬بيػػز كا‪٤‬بكػػاف أك كصػػفوه با‪١‬بسػػمية أك بأنػػو نػػور ٲبػػؤل الفضػػاء أك أنػػو حػػاؿ باألجسػػاـ كمػػا شػػابو‬
‫ذلػػك ألف معرفػػة أف اهلل ال شػػبيو لػػو مػػن القطعيػػات فػػبل يعػػذر ا‪٤‬بخػػالف ُب مثػػل ىػػذه األمػػور كإف‬
‫ادعػػى أنػػو متػػأكؿ كإ٭بػػا علمػػاء ا‪٤‬بسػػلمْب ٓب يكفػػركا بعػػض ا‪٤‬بتػػأكلْب فيمػػا ىػػو دكف ذلػػك أم مػػع‬
‫كوهنم خالفوا اإل‪ٝ‬باع متأكلْب ال عن عناد‪.‬‬
‫فأصػػحاب رسػػوؿ اهلل ‪ ‬كمػػن تػػبعهم مػػن أئمتنػػا ٓب ٱبتلفػوا ُب أصػػوؿ العقيػػدة كإ٭بػػا كػػاف‬
‫اخػػتبلفهم ُب األحكػػاـ‪ ،‬اجتهػػدكا ُب فركعهػػا فلػػم يكػػن ُب ذلػػك تضػػليل مػػن بعضػػهم لػػبعض كال‬
‫تبديع‪ ،‬فكاف اختبلفهم ُب فركع األحكاـ ر‪ٞ‬بة لؤلمة ألنو ٯبوز اعتناؽ أم مذىب مػن مػذاىب‬
‫أىل السنة الٍب اتفقت األمة على توثيق أصحاهبا‪.‬‬
‫فبعػػد الػػذم بينػػاه أقػػوؿ إف الواحػػد منػػا مػػع مػػا ىػػو عليػػو مػػن قلػػة العلػػم لػػو أراد أف يعػػرؼ‬
‫أحكػػاـ الطهػػارة مػػثبل مػػن غػػّب طريػػق مػػذىب مػػن ا‪٤‬بػػذاىب األربعػػة ا‪٤‬بشػػهورين لعػػاش طػػوؿ حياتػػو‬
‫يبحػػث ُب القػػرآف كالسػػنة كلػػن يعػػرؼ‪ ،‬فكيػػف سػػيعرؼ بػػاقي األحكػػاـ‪ ،‬كمصػػّبه بعػػد ذلػػك أنػػو‬
‫سيقع ُب التناقض كالبدع ا‪٤‬بخالفة كما ىػو حاصػل ُب أيامنػا عنػد كثػّب مػن العػواـ ك ً‬
‫الفػىرًؽ‪ ،‬كىػذه‬
‫ىػػي نتيجػػة ا‪١‬بهػػل كالتكػػرب علػػى أئمػػة ا‪٤‬بسػػلمْب‪ ،‬فجػػزل اهلل عنػػا نبينػػا ‪ ‬خ ػّبان كجػػزل اهلل عنػػا‬
‫أئمتنا خّبان‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫كينبغي لصاحب العلم أف يكوف على ٮبة عالية مقدما رضػا ربػو علػى ىػول نفسػو فػإف‬
‫من كاف ٮبو اآلخرة ىاف عليو أمر نفسو كدنياه‪ ،‬كبذلك يفرغ من كقتو لتعلػيم النػاس كإرشػادىم‪،‬‬
‫فػػإف تقصػػّب بعػػض العلمػػاء ُب تعلػػيم النػػاس كتقصػػّب العػواـ عػػن طلػػب العلػػم أدل إٔب مػػا ‪٫‬بػػن فيػػو‬
‫من الفًب كالتخبط‪.‬‬
‫كإف كػػتم العلػػم الواجػػب تعليمػػو مػػع كجػػود الطالػػب ح ػراـ‪ ،‬فقػػد جػػاء عػػن النػػيب ‪ ‬أنػػو‬
‫ي‪١‬بًم يوـ القيامة بلجاـ من نار) ركاه ابو داكد كالَبمذم‪.‬‬ ‫قاؿ‪( :‬من سئل عن علم فكتمو أ ٍ‬
‫كقاؿ ‪" :‬إف الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أو ح أف يعمهم ا بعقاب"‪.‬‬

‫كقػػاؿ جػػل جبللػػو‪ :‬كنػػتم بيػػر أمػػة أبرجػػت للنػػاس تػ مروف بػػالمعروؼ وتنهػػوف عػػن‬
‫المنكر وتؤمنوف با ‪[ ‬سورة آؿ عمراف]‪.‬‬

‫كق ػػاؿ تع ػػأب‪ :‬ي ػػا أيُّه ػػا ال ػػذين من ػػوا ق ػػوا أ فس ػػكم وأىل ػػيكم ػػاراً وقودى ػػا الن ػػاس‬
‫ارة‪[ ‬سورة التحر‪ٙ‬ب]‪.‬‬ ‫وال‬

‫قاؿ علي ‪ُ ‬ب ىػذه اآليػة‪ :‬علمػوا أ فسػكم وأىلػيكم الخيػر‪ ‬أم أف كقايػة الػنفس‬
‫كاألىػل مػػن عػػذاب اهلل ُب اآلخػػرة ىػػي بػػتعلم علػػم الػدين‪ ،‬كعلػػم الػػدين الواجػػب علػػى كػػل مسػػلم‬
‫ىو علم ما يصح بو اعتقاده كمعرفة أحكاـ الطهارة كالصبلة كالصياـ كالزكاة كا‪٢‬بػج كبعػض أمػور‬
‫ا‪٤‬بعامبلت كأحكاـ الزكاج كمعرفة األمور احملرمة حٌب ال يقػع هبػا ككػل أمػر إذا أراد القيػاـ بػو ٯبػب‬
‫عليو أف يعرؼ حكم الدين فيو‪ ،‬فهذه األمور ىي فرض عْب على كػل مسػلم كىػي ا‪٤‬بعنيػة بقولػو‬
‫‪ " :‬لػػب العلػػم فريضػػة علػػى كػػل مسػػلم" كقولػػو كػػل مسػػلم يشػػمل الػػذكر كاألنثػػى كأمػػا بػػاقي‬
‫العلوـ كعلم التفسّب كالنحو كالطبابة كغّبىا ‪٩‬با ٰبتاج اليها ا‪٤‬بسػلموف فهػي فػرض كفايػة فػإذا قػاـ‬
‫هبا العدد الكاُب سقط اإلٍب عن الباقي‪.‬‬
‫فػػالعلم أخػػي ا‪٤‬بسػػلم ىػػو مفتػػاح أبػواب ا‪٣‬بػػّب كىػػو أكؿ طريػػق السػػالك كال تقػػول مػػن غػػّب‬
‫عل ػػم‪ ،‬كال يغرن ػػك بع ػػض ا‪٤‬بنتس ػػبْب إٔب التص ػػوؼ حي ػػث ق ػػاؿ بعض ػػهم أن ػػا عل ػػي ب ػػالتقول ٍب اهلل‬
‫يعلم ػػِب ع ػػن طري ػػق الرؤي ػػا أك غ ػػّب ذل ػػك م ػػن غ ػػّب أف أتلق ػػى العل ػػوـ م ػػن معل ػػم ٍب ق ػػاؿ أل ػػيس اهلل‬
‫يقوؿ‪(:‬كاتقػوا اهلل كيعلمكػػم اهلل) فهػػذا مػػا فهػػم معػػُب اآليػػة‪ ،‬فػػإف معػػُب اآليػػة ىػػو أف اإلنسػػاف إذا‬
‫اتقى اهلل بأف تعلم الواجب عليو من أمر الدين ٍب أداه كاجتنب ا‪٤‬بعاصي كاستقاـ علػى ذلػك مػع‬
‫اإلكثػػار مػػن النوافػػل‪ ،‬فػػتح اهلل عليػػو كعلمػػو مػػن العلػػم اللػػد٘ب الػػذم علمػػو لسػػيدنا ا‪٣‬بضػػر عليػػو‬
‫السبلـ‪ ،‬كإال فكيف يتقي اهلل كىو ٓب يعرؼ كيف حقيقة التقول‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫لذلك إف عددا ‪٩‬بن يزعموف السػلوؾ لطػرؽ أىػل اهلل تزنػدقوا ألهنػم سػلكوا مػن غػّب فقػو‬
‫ُب دين اهلل‪ ،‬فسولت ‪٥‬بم أنفسهم ككسوس ‪٥‬بم الشيطاف بأهنم على شػيء فصػاركا ال يقبلػوف مػن‬
‫أحػد‪ ،‬ألف أحػدىم علػى زعمػػو صػار أعلػى مػػن بػاقي النػاس فصػػاركا يشػطحوف‪ ،‬كيػتكلم بعضػػهم‬
‫ٗبػا ىػو كفػر صػريح مػن غػّب أف يكػوف ُب غيبوبػة عقػل كقػوؿ بعضػهم ػ أنػا اهلل ػ أك كفػرت بػدين‬
‫اهلل‪ ،‬كىنػػاؾ كثػػّب مػػن األناشػػيد الػػٍب يرددكهنػػا فيهػػا مػػا ىػػو ‪٨‬بػػرج مػػن ديػػن اهلل كقػػوؿ بعضػػهم‪( :‬مػا‬
‫الكػػوف إال القيػػوـ ا‪٢‬بػػي) كقػػوؿ بعضػػهم عػػن اهلل (أنػػت أنػػا كأنػػا أنػػت) كغػػّب ذلػػك‪ ،‬كأحػػذر مػػن‬
‫كتػاب مػزامّب داكد فػػإف فيػو كثػّبان مػػن األناشػػيد الػٍب دخلهػػا التحريػػف‪ ،‬ككثػّب مػػن كتػػب األناشػػيد‬
‫كالكتػػب الػػٍب ‪ٙ‬بتػػوم علػػى األكراد كالفوائػػد الػػٍب نراىػػا ىػػذه األيػػاـ مليئػػة بػػالكبلـ ا‪٤‬بسػػموـ‪ ،‬فػػإف‬
‫اإلنساف الذم ٓب ٰبصل العلم الذم يؤىلو التمييز يتضػرر ٗبطالعػة ىػذه الكتػب‪ ،‬أمػا ا‪٤‬بػتمكن ُب‬
‫علم الػدين فإنػو يسػتطيع أف يأخػذ مػا ىػو صػحيح مػن ىػذه الكتػب كيػَبؾ مػا ىػو فاسػد فعليػك‬
‫بتعلم الواجب عليك قبل كل شيء لتسلم‪.‬‬
‫( البحر الوافر)‬

‫وال عػ ػ ػ ػػرؼ ال ػ ػ ػ ػ ؿ مػ ػ ػ ػػن ال ػ ػ ػ ػراـ‬ ‫فل ػ ػ ػػوال العل ػ ػ ػػم م ػ ػ ػػا س ػ ػ ػػعدت رج ػ ػ ػػاؿ‬

‫فبل تستحي من أف تأٌب أىل العلم لتتعلم كتسأؿ عن أمر دينػك كاصػرب علػى ذلػك فػإف‬
‫اض وُ‬
‫الصرب ُب الدنيا على طاعة اهلل أىوف بكثػّب مػن عػذاب اهلل ُب اآلخػرة كلػئن تلػق اهلل كىػو ر و‬
‫كم َّػن عليػك بكػل نعمػة أنػت تػنعم‬
‫عنك أعظػم مػن اف تلقػاه كىػو سػاخط عليػك حيػث خلقػك ى‬
‫هبا كٓب يكلفك مػن األكامػر أكثػر مػن طاقتػك كمػع ذلػك فػإف أكثػر النػاس غػافلوف‪ ،‬كال يسػتحوف‬
‫من الذم ال يغفل كال يسهى كيتجرؤكف على الكفر كا‪٤‬بعاصػي‪ ،‬يعصػونو سػبحانو بنعمػو الػٍب ىػو‬
‫(البحر الطويل)‬ ‫أنعم عليهم هبا كال حوؿ كال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫ولػ ػػيل أبػ ػػو علػ ػػم كمػ ػػن ىػ ػػو جاىػ ػػل‬ ‫تعل ػ ػػم فل ػ ػػيل الم ػ ػػرء يول ػ ػػد عالمػ ػ ػاً ًِ‬

‫(البحر الطويل)‬ ‫كأختم ىذا الفصل بأبيا وت من كتاب ديواف الشافعي ‪:‬‬

‫فػ ػ ػ ػػإف رس ػ ػ ػ ػػوخ العلػ ػ ػ ػػم ف ػ ػ ػ ػػي برات ػ ػ ػ ػػو‬ ‫اص ػ ػػبر عل ػ ػػى م ػ ػػر ال ف ػ ػػا م ػ ػػن معل ػ ػػم‬
‫ت ػ ػ ػ ػػرع ذؿ ال هػ ػ ػ ػػل ػ ػ ػ ػػوؿ حياتػ ػ ػ ػػو‬ ‫وم ػ ػػن ل ػ ػػم ي ػ ػػذؽ م ػ ػػر ال ػ ػػتعلم س ػ ػػاعة‬
‫فكبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر عليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أربع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً لوفاتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫وم ػ ػ ػػن فات ػ ػ ػػو التعل ػ ػ ػػيم وق ػ ػ ػػت ػ ػ ػػبابو‬

‫‪002‬‬
‫إذا ل ػ ػ ػ ػػم يكو ػ ػ ػ ػػا ال اعتب ػ ػ ػ ػػار لذات ػ ػ ػ ػػو‬ ‫وذات الفتػ ػ ػ ػػى وا بػ ػ ػ ػػالعلم والتقػ ػ ػ ػػى‬

‫إعلػػم أيهػػا القػػارئ أف الغػػرض مػػن تػػأليف مثػػل ىػػذه الكتػػب‪ ،‬أم كتػػب ا‪٤‬بناقػػب كأخبػػار‬
‫الصا‪٢‬بْب‪ ،‬ليس جملرد ركايػة ا‪٢‬بكايػات كإ٭بػا لنعػرؼ كػم ىم َّػن اهلل علػى أمػة سػيدنا ‪٧‬بمػد ‪ ‬حيػث‬
‫جعل فيها من العلماء كاألكلياء كاجملاىدين ما ال ٰبصيو إال ىو كٓب يكن ذلك هبذا القدر ُب كل‬
‫األمػػم السػػابقة ‪٦‬بتمعػػة‪ ،‬فػػإف مثػػل ىػػذه الكتػػب مػػن شػػأهنا أف تشػػد عزٲبػػة القػػارئ ليشػػمر عػػن‬
‫ساعده كيعمل قدر ا‪٤‬بستطاع ليلحق باألكائل كٰبشر معهم‪ :‬فػإف ا‪٤‬بػرء ٰبشػر يػوـ القيامػة مػع مػن‬
‫قة أم موافقة من ‪ٙ‬بب‪ ،‬فهذا سيدنا أمّب ا‪٤‬بؤمنْب عمػر بػن ا‪٣‬بطػاب‬ ‫أحب كمن معا٘ب احملبة ا‪٤‬بوافى ً‬
‫‪٤ ‬با كاف عاـ الرمادة أكل الزيت ‪٤‬بدة سػنة ك‪٤‬بػا عػرض عليػو كلػده عبػد اهلل كالسػيدة عائشػة أف‬
‫يأك ػػل اللح ػػم كالس ػػمن ليتق ػػول ب ػػذلك عل ػػى القي ػػاـ بطاع ػػة اهلل كعل ػػى ش ػػؤكف ا‪٤‬بس ػػلمْب ‪ ،‬ق ػػاؿ‪:‬‬
‫يب على جادة لئًن زحت عنها لًن أبلغهما ُب ا‪٤‬بٍنزؿ)‬ ‫ً‬
‫(صدقتما كلكن تركت صاح ىَّ‬
‫يعػػُب أنػػو ُب تلػػك اجملاعػػة صػػار يأكػػل مػػا يأكلػػو أفقػػر النػػاس مػػع اسػػتطاعتو أكػػل أفخػػر‬
‫ا‪٤‬بطعومات زىدان منو اقتداء بالنيب األعظم ‪ ‬كأيب بكر الصديق األكرب ‪ ‬حٌب ٰبشر معهمػا‪،‬‬
‫فهذه من عبلمات احملبة‪( ،‬إف الم ب لمن ي ب مطي )‪.‬‬
‫كىكذا ُب كل زماف يوجد رجاؿ عظػاـ علػى طريػق سػيدنا كحبيبنػا ‪٧‬بمػد ‪ ‬قػاؿ سػيدنا‬
‫علي كرـ اهلل كجهو لكميل بن زياد‪( :‬لن ‪ٚ‬بلو األرض من قائم هلل ٕبجة)‪.‬‬
‫كم ػػن ى ػػؤالء الرج ػػاؿ ال ػػذين ب ػػرزكا س ػػيدنا كق ػػدكتنا اإلم ػػاـ اجمل ػػدد الطػ ػراز ا‪٤‬ب ػػذىب كالب ػػاز‬
‫األشػػهب قػػدكة العػػارفْب كسػػلطاف األكليػػاء كشػػيخ األقطػػاب كعلػػم الشػريعة كا‪٢‬بقيقػػة العػػآب الربػػا٘ب‬
‫عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ‪ ‬كقدس سره العزيز‬
‫فإف ذكره الطيػب كسػّبتو العطػرة هتيجػاف القلػب كا‪١‬بػوارح كتشػداف ا‪٥‬بمػم لسػلوؾ الطريػق‬
‫للوصوؿ إٔب مرضاة اهلل عز كجل كذلك ‪٤‬بن كاف لو فهم كعزٲبة كاهلل تعأب ىػو ا‪٤‬بوفػق لكػل خػّب‪،‬‬
‫اللهم افتح لنا أبواب ا‪٣‬بّبات ككفقنا للوصوؿ إٔب مرضاتك يا أكرـ األكرمْب‪.‬‬
‫كىذه سّبتو كمناقبػو أقػدمها إليػك أيهػا القػارئ علػى قػدر ا‪٤‬بسػتطاع مػع اعػَباُب بالتقصػّب‬
‫كابدأىا بذكر نسبو الطاىر الشريف‪.‬‬

‫‪003‬‬
‫ذكر سبو الشريف‬
‫أق ػػوؿ ى ػػو س ػػيدنا اإلم ػػاـ ‪٧‬ب ػػي ال ػػدين ش ػػيخ اإلس ػػبلـ أب ػػو ‪٧‬بم ػػد أب ػػو ص ػػاّب عب ػػد الق ػػادر‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب قدس سره ابن السػيد الشػريف أيب صػاّب موسػى جنكػي دكسػت كقيػل جنكػا دكسػت (‬
‫كمعنػػاه ٰبػػب القتػػاؿ كجنك ػي دكسػػت لفػػظ أعجمػػي) ابػػن السػػيد الش ػريف عبػػد اهلل ا‪١‬بيلػػي ابػػن‬
‫السػػيد ‪٧‬بمػػد ابػػن اإلمػػاـ ٰبػػٓب الزاىػػد ابػػن اإلمػػاـ ‪٧‬بمػػد ابػػن اإلمػػاـ داكد ابػػن اإلمػػاـ موسػػى ابػػن‬
‫اإلمػػاـ عبػػد اهلل الرضػػا كيلقػػب بالشػػيخ الصػػاّب أيضػان ‪ ،‬ابػػن اإلمػػاـ موسػػى ا‪١‬بىػ ٍوف ابػػن اإلمػػاـ عبػػد‬
‫اهلل احملض كيقاؿ الكامل أيضان أم ا‪٣‬بالص حيث ٓب يدخل فيو نسب آخر‪ ،‬ابن اإلمػاـ ا‪٢‬بسػن‬
‫ا‪٤‬بثػػُب ابػػن السػػيد اإلمػػاـ ا‪١‬بليػػل ا‪٣‬بليفػػة ا‪٣‬بػػامس كسػػيد شػػباب أىػػل ا‪١‬بنػػة أيب ‪٧‬بمػػد ا‪٢‬بسػػن ابػػن‬
‫السػػيد اإلمػػاـ أمػػّب ا‪٤‬بػػؤمنْب أسػػد اهلل الغالػػب علػػي بػػن أيب طالػػب ‪ ‬كعػػنهم أ‪ٝ‬بعػػْب‪ ،‬كىػػو زكج‬
‫السيدة الطاىرة الزىراء فاطمة البتوؿ رضي اهلل عنها‪ ،‬بنت سيدنا كحبيبنػا كعظيمنػا كقػدكتنا كقػرة‬
‫أعيننػػا أفضػػل األكلػػْب كاآلخػرين كحبيػػب رب العػػا‪٤‬بْب كرسػولو إٔب ‪ٝ‬بيػػع خلقػػو ‪٧‬بمػػد ‪ ‬ابػػن عبػػد‬
‫اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب بن ىاشم بن عبد مناؼ القرشي بن قصى بن كػبلب بػن مػرة بػن كعػب بػن‬
‫لؤم بن غالب بن فهربن مالك بن النضر بن كنانة بن خزٲبػة بػن مدركػة بػن اليػاس بػن مضػر بػن‬
‫معد بن عدناف‪ ،‬كنسػب عػدناف إٔب سػيدنا إ‪٠‬باعيػل بػن سػيدنا إبػراىيم ا‪٣‬بليػل صػلى اهلل‬ ‫نزار بن ِّ‬
‫على نبينا كعليهما كعلى ‪ٝ‬بيع األنبياء كا‪٤‬برسلْب كآؿ كل منهم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫كيتصػػل نسػػب بػػاز اهلل األشػػهب بسػػيدنا اإلمػػاـ ا‪٢‬بسػػْب السػػبط ‪ ‬مػػن طريػػق ِّأمػ ًػو ىأمػةى‬
‫ا‪١‬ببػػار السػػيدة ا‪١‬بليلػػة أـ ا‪٣‬بػػّب فاطمػػة ككانػػت معركفػػة ُب جػػيبلف بالزىػػد كالتقػػول كالػػورع‪ ،‬كىػػي‬

‫‪004‬‬
‫بنػػت الشػػيخ السػػيد عبػػد اهلل الصػػومعي ا‪٢‬بسػػيِب أحػػد مشػػايخ جػػيبلف كمػػن رؤسػػاء زىػػادىم لػػو‬
‫األحواؿ السنية كالكرامات ا‪١‬بلية‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد القزكيِب ُب الشيخ عبػد اهلل الصػومعي‪ :‬كػاف ‪٦‬بػاب الػدعوة‬
‫إذا غضب انتقم اهلل لو كإذا أحب أمران يسره اهلل لو‪ ،‬ككاف مع ضعف قوتو ككرب سنو كثّب النوافل‬
‫دائم الذكر ظاىر ا‪٣‬بشوع صابران على حفػظ أحوالػو كمراعػاة أكقاتػو ‪ ،‬كلقػد كػاف ٱبػرب بػاألمر قبػل‬
‫كقوعو فيقع كما ٱبرب‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كحكػػى لنػػا بعػػض أصػػحابنا أهنػػم خرج ػوا ٘بػػاران ُب قافلػػة فخرجػػت علػػيهم خيػػل ُب‬
‫صحراء ‪٠‬برقند قاؿ فصحنا بالشػيخ عبػد اهلل الصػومعي فػإذا ىػو قػائم بيننػا كنػادل سػبوح قػدكس‬
‫ربنا اهلل تفرقي يا خيل عنا ‪ ،‬ففرت هبػم ُب ركؤس ا‪١‬ببػاؿ كبطػوف األكديػة كسػلمنا مػنهم‪ ،‬كطلبنػا‬
‫الشػػيخ مػػن بيننػػا فلػػم ‪٪‬بػػده كٓب نػػر أيػػن ذىػػب‪ ،‬ك‪٤‬بػػا رجعنػػا إٔب جػػيبلف كأخربنػػا النػػاس بػػذلك قػػالوا‬
‫كاهلل ما غاب الشيخ‪.‬‬
‫كقد ظن بعض الذين ألفوا ُب مناقب الشيخ عبد القػادر أف نسػبو يعػود إٔب ا‪٢‬بسػْب ‪‬‬
‫كذلػػك بسػػبب كفػػاة كالػػد الشػػيخ عبػد القػػادر كىػػو طفػػل فكػػاف الػػذم يعتػػِب بػػو بعػػد كفػػاة كالػػده‪،‬‬
‫الشيخ الزاىد عبد اهلل ا‪٤‬بلقب بالصومعي فكػاف الػبعض يقػوؿ عػن الشػيخ عبػد القػادر ُب طفولتػو‬
‫ابػػن عبػػد اهلل الصػػومعي كالػػبعض يقػػوؿ كخصوص ػان حػػْب قػػدـ بغػػداد ىػػذا سػػبط الشػػيخ عبػػد اهلل‬
‫الصومعي كىذا ىو الصحيح‪ ،‬فيكوف السيد عبد القادر ناؿ الربكة عن طريق كالده ا‪٢‬بسِب كعػن‬
‫طريق كالدتو بنت الشيخ عبد اهلل الصومعي ا‪٢‬بسػيِب ابػن السػيد الشػريف ‪ٝ‬بػاؿ الػدين ‪٧‬بمػد ابػن‬
‫السيد الشريف أيب العطاء عبد اهلل ابن السػيد الشػريف كمػاؿ الػدين عيسػى ابػن السػيد الشػريف‬
‫اإلماـ أيب عبلء الدين ‪٧‬بمد ا‪١‬بواد ابن اإلماـ علػي الرضػا ابػن اإلمػاـ موسػى الكػاظم ابػن اإلمػاـ‬
‫جعفر الصادؽ ابن اإلماـ ‪٧‬بمػد البػاقر ابػن اإلمػاـ ا‪٥‬بمػاـ السػيد زيػن العابػدين علػي السػجاد ابػن‬
‫اإلمػػاـ ا‪٥‬بمػػاـ سػػيد شػػباب أىػػل ا‪١‬بنػػة الشػػهيد بكػرببلء أيب عبػػد اهلل ا‪٢‬بسػػْب السػػبط ‪ ‬كعػػنهم‬
‫أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬
‫كمػػا يتصػػل نسػػب سػػيدم القطػػب الربػػا٘ب با‪٣‬بليفػػة سػػيدنا الصػػديق األكػػرب ‪ ،‬فػػإف‬
‫كالػػدة السػػيد عبػػد اهلل الشػػيخ الصػػاّب ابػػن السػػيد موسػػى ا‪١‬بىػ ٍوف ا‪٠‬بهػػا أـ سػػلمة ر‪ٞ‬بهػػا اهلل تعػػأب‬
‫بنػػت السػػيد ‪٧‬بمػػد ابػػن السػػيد طلحػػة ابػػن السػػيد عبػػد اهلل ابػػن السػػيد عبػػد الػػر‪ٞ‬بن ابػػن سػػيدنا أيب‬
‫عبد الر‪ٞ‬بن عبد اهلل العتيق أيب بكر الصديق صاحب رسوؿ اهلل ‪ ‬بالغار ‪‬‬

‫‪005‬‬
‫كأيضان من طريق كالدتو‪ ،‬فإف أـ اإلماـ جعفر الصادؽ ىي فركة بنت القاسم بن ‪٧‬بمد‬
‫ابن سيدنا أيب بكر الصديق ‪‬‬
‫كقد كرد ُب آخر كتاب فتوح الغيب أف نسػب اإلمػاـ عبػد القػادر يتصػل أيضػان بالفػاركؽ‬
‫عمر كذل النورين عثماف رضي اهلل عنهما ‪ ،‬كذلك أف كالدة اإلماـ عبد اهلل احملػض ا‪١‬بػد التاسػع‬
‫لسػػيدنا الغػػوث ا‪١‬بػػيبل٘ب تزكجػػت بعػػد كفػػاة زكجهػػا ا‪٢‬بسػػن ا‪٤‬بثػػُب‪ ،‬السػػيد عبػػد اهلل بػػن ا‪٤‬بظفػػر بػػن‬
‫عمر بن أمّب ا‪٤‬بؤمنْب عثماف بن عفاف ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬
‫ككالػػدة السػػيد عبػػد اهلل بػػن ا‪٤‬بظفػػر ا‪٤‬بتقػػدـ ذكػػره ا‪٠‬بهػػا حفصػػة بنػػت اإلمػػاـ عبػػد اهلل ابػػن‬
‫سػػيدنا ثػػا٘ب ا‪٣‬بلفػػاء الراشػػدين عمػػر بػػن ا‪٣‬بطػػاب ‪ .‬كهبػػذا يكػػوف نسػػب اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب قػػدس‬
‫سره من أعرؽ األنساب‪.‬‬
‫قػػد شػػكك بعػػض نسػػابة الشػػيعة ُب صػػحة نسػػب البػػاز عبػػد القػػادر بػػل أنكػػره بعضػػهم‬
‫منهم ابن عنبة أ‪ٞ‬بد بن علي بن ا‪٢‬بسْب ا‪٤‬بتوَب سنة ِٖٖ ىػ‪.‬‬
‫قػػاؿ الػػدكتور يوسػػف زيػػداف ُب كتابػػو‪ :‬الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب‪" :‬كحجتػػو (أم ابػػن‬
‫عنبة) أف كلمة جنكى دكست عجمية‪ ،‬أقوؿ إف اسػم كالػد الشػيخ عبػد القػادر موسػى‪ ،‬كجنكػى‬
‫ب بػػو كمعنػػاه الػػذم ٰبػػب القتػػاؿ كأم غرابػػة ُب ذلػػك كخصوص ػان إذا كػػاف‬‫ػب ليِّق ػ ى‬
‫دكسػػت ىػػو لقػ ه‬
‫يعيش ُب جيبلف كىي ببلد عجمية ككم من األشػراؼ ُب الػببلد العجميػة تسػموا بأ‪٠‬بػاء عجميػة‬
‫فهل ٲبنع ىذا كوهنم من األشراؼ‪..‬‬
‫كٰبتج أيضان بأف السيد عبد اهلل بن ٰبٓب الزاىد ٓب ٱبرج من ا‪٢‬بجاز‪ ،‬فيقاؿ ما ا‪٤‬بانع بػأف‬
‫كلده خرج من ا‪٢‬بجاز ‪ ،‬فبل حجة عندىم‪ .‬أىػ‬
‫قلػػت‪ٍ :‬ب إف الشػػيخ عبػػد القػػادر نقػػل عنػػو أنػػو كػػاف ينسػػب نفسػػو إٔب أىػػل بيػػت النبػػوة كمػػا ذكػػر‬
‫ذلػػك عػػدد مػػن الػػذين ألف ػوا ُب مناقبػػو‪ ،‬كس ػػيأٌب ذكػػر بع ػػض كػػبلـ الش ػػيخ عبػػد الق ػػادر ُب ىػػذا‬
‫الشأف‪.‬‬
‫إال أ٘ب أذكػػر اآلف مػػا نقلػػو التػػادُب ُب قبلئػػد ا‪١‬ب ػواىر أف الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ ‬قػػاؿ‪:‬‬
‫رأي ػػت ُب ا‪٤‬بن ػػاـ ك ػػأ٘ب ُب حج ػػر عائش ػػة أـ ا‪٤‬ب ػػؤمنْب رض ػػي اهلل عنه ػػا كأن ػػا أرض ػػع ث ػػديها األٲب ػػن ٍب‬
‫أخرجت ثديها األيسر فرضعتو‪ ،‬فدخل رسوؿ اهلل ‪ ‬فقاؿ‪ :‬يا عائشة ىذا كلدنا حقان‪.‬‬

‫‪006‬‬
‫كقد حصل بعض االختبلؼ ُب بعض الَباجم فذكر البعض أف الشيخ ىو بن عبػد اهلل‬
‫ا‪١‬بيلي بن موسى‪ ،‬كالبعض ذكر أنو ابن موسى بن عبد اهلل كىو الصواب‪ ،‬كقاؿ بعضهم إنو مػن‬
‫ذريػػة سػػيدم اإلمػػاـ ا‪٢‬بسػػْب ‪ ‬كالصػواب أنػػو مػػن ذريػػة سػػيدم اإلمػػاـ ا‪٢‬بسػػن ‪ .‬مػػع اتصػػالو‬
‫بنسب اإلماـ ا‪٢‬بسْب‪.‬‬
‫كقػػد قػػاؿ ُب ذلػػك سػػيدم الشػػيخ القاضػػي عمػػاد الػػدين نصػػر ابػػن سػػيدم الشػػيخ عبػػد‬
‫(ٕبر الرمل)‬ ‫الرزاؽ ابن سيدم اإلماـ عبد القادر قدس اهلل أسرارىم‪:‬‬

‫مػ ػ ػ ػ ػػن بػ ػ ػ ػ ػػو أصػ ػ ػ ػ ػػلح بػ ػ ػ ػ ػػين الفئتػ ػ ػ ػ ػػين‬ ‫ػ ػ ػ ػػن مػ ػ ػ ػػن أوالد بيػ ػ ػ ػػر ال سػ ػ ػ ػػنين‬
‫كػ ػ ػ ػ ػػاف أد ػ ػ ػ ػ ػػاه ػ ػ ػ ػ ػػبيهاً بال سػ ػ ػ ػ ػػين‬ ‫يشػ ػ ػ ػ ػػبو المختػ ػ ػ ػ ػػار فػ ػ ػ ػ ػػي أع ػ ػ ػ ػ ػ ه إ ْذ‬
‫أ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو قػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ف الفقػ ػ ػ ػ ػ ػػر زيػ ػ ػ ػ ػ ػػن‬ ‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كتم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف أبين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلو‬

‫كنسػػب اإلمػػاـ عبػػد القػػادر إٔب النػػيب ‪ ‬مشػػهور ذكػػره عػػدد كبػػّب مػػن النسػػابة كا‪٤‬بػػؤرخْب‬
‫كأصػػحاب ال ػَباجم كالطبقػػات ‪٩‬بػػن ‪٥‬بػػم شػػهرة كبػػّبة كدرايػػة عاليػػة كمػػن ن ػواحي شػػٌب مػػن الػػببلد‬
‫(البحر الكامل)‬ ‫اإلسبلمية فبل ينكره إال حسود أك جهوؿ‪.‬‬

‫ػ ػ ػػورا وم ػ ػ ػػن فلػ ػ ػ ػ الص ػ ػ ػػباح عم ػ ػ ػػوداً‬ ‫س ػ ػػب علي ػ ػػو م ػ ػػن ػ ػػمل الضػ ػ ػ ى‬
‫حػ ػ ػ ػػاز المكػ ػ ػ ػػارـ والتقػ ػ ػ ػػى وال ػ ػ ػ ػػودا‬ ‫مػ ػ ػ ػ ػػا فيػ ػ ػ ػ ػػو إال سػ ػ ػ ػ ػػيد مػ ػ ػ ػ ػػن سػ ػ ػ ػ ػػيد‬
‫فػ ػ ػػي جيػ ػ ػػد ِه أيػ ػ ػػدي ال مػ ػ ػػاف عقػ ػ ػػودا‬ ‫أك ػ ػ ػػرـ بػػ ػ ػػو سػ ػ ػ ػػباً ػػ ػ ػػريفا رصػ ػ ػ ػػعت‬
‫لبسػ ػػوا مػ ػػن الشػ ػػرؼ ال ليػ ػػل بػ ػػرودا‬ ‫قػ ػ ػػد حػ ػ ػػاز فخػ ػ ػػراً فػ ػ ػػي كػ ػ ػػراـ سػ ػ ػ ٍ‬
‫ػادة‬

‫‪007‬‬
‫ترجمة موج ة ألجداد اإلماـ عبد القادر ال ي ي ‪‬‬
‫(ٔ )‬
‫(رأس أىل البيت)‬ ‫السيدة البتوؿ فا مة ال ىراء‬
‫سيدة ساء األمة عليها الس ـ ورضي ا عنها‪.‬‬

‫كىي بنت سيد األكلْب كاآلخرين سيدنا كحبيبنا ‪٧‬بمد بن عبد اهلل بن عبد ا‪٤‬بطلب بن‬
‫ىاشم بن عبد مناؼ القرشي‪ ،‬عبد اهلل كرسولو إٔب ‪ٝ‬بيع ا‪٣‬بلق صلى اهلل عليو كعلى آلو‬
‫كصحبو كسلم‪.‬‬

‫كىي رضي اهلل عنها أصغر بنات النيب ‪ ‬سنان‪ ،‬فعلى الَبتيب‪ :‬السيدة زينب ىي‬
‫األكٔب‪ ،‬زكجة أيب العاص بن الربيع ٍب السيدة رقية‪ٍ ،‬ب السيدة أـ كلثوـ‪ ،‬زكجتا سيدنا عثماف‬
‫‪ٍ ‬ب السيدة فاطمة الزىراء رضي اهلل تعأب عنهن‪.‬‬

‫ككاف كلد للنيب ‪ ‬قبلهن سيدنا القاسم عليو السبلـ مات صغّبان‪ .‬ككلد لو بعد مبعثو‬
‫‪ ‬سيدنا عبد اهلل‪ ،‬ا‪٤‬بسمى بالطيب كالطاىر‪ ،‬كمات صغّبان‪ ،‬كقيل‪ :‬الطيب كالطاىر) كلداف‬
‫آخراف‪.‬‬

‫كآخر أكالد النيب ‪ ‬ىو سيدنا إبراىيم عليو السبلـ‪ ،‬كلد ُب ذم ا‪٢‬بجة سنة ‪ٜ‬باف‬
‫للهجرة‪ ،‬كأمو مارية القبطية بنت مشعوف الٍب أىداىا إليو ا‪٤‬بلك ا‪٤‬بقوقس ملك مصر‪ ،‬دخل هبا‬
‫النيب ‪ ‬كىي ملك ٲبْب بعدما أسلمت‪ ،‬كقد عاش سيدنا إبراىيم ‪٫‬بو سبعة عشر شهران‪،‬‬
‫كمات ُب السنة العاشرة من ا‪٥‬بجرة قبل كفاة النيب ‪ ‬بنحو ثبلثة أشهر‪.‬‬

‫كما عدا سيدنا إبراىيم كلهم من السيدة خدٯبة الكربل ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫كلدت السيدة فاطمة رضي اهلل عنها قبل البعثة ٖبمس سنْب كقيل بنحو سنة‪.‬‬

‫كقد ركل ا‪٢‬بافظ الدمشقي مرفوعان‪" :‬كإ٭با ‪٠‬بيت فاطمة ألف اهلل تعأب قد فطمها‬
‫كذريتها من النار"‪.‬‬

‫‪008‬‬
‫كركل النسائي‪" :‬ألف اهلل فطمها ك‪٧‬ببيها من النار"‪.‬‬

‫وأما تسميتها بال ىراء‪" :‬فلما زاهنا اهلل تعأب بو من ‪ٝ‬باؿ كجبلؿ كصفاء لوف كإشراؽ‬
‫كجو كشبو برسوؿ اهلل ‪ ‬الذم كاف أ‪ٝ‬بل الناس كجهان‪ ،‬كىو أزىر اللوف‪ ،‬أم أبيض مشرب‬
‫با‪٢‬بمرة ‪.‬‬

‫وأما تسميتها بالبتوؿ فؤلهنا كانت منقطعة عن ملذات الدنيا كشهواهتا فبل يشغل‬
‫قلبها إال حب اهلل كذكره تعأب‪.‬‬

‫يد بن حارثة كأبا رافع‬


‫كبعد ىجرة النيب ‪ ‬كبعد شركعو ببناء مسجده كمنازلو أرسل ز ى‬
‫رضي اهلل عنهما إلحضار زكجتو أـ ا‪٤‬بؤمنْب سودة بنت زمعة كبنتيو السيدة أـ كلثوـ كالسيدة‬
‫فاطمة كمن آؿ أيب بكر سيدتنا عائشة كأمها‪ ،‬فتعرض ‪٥‬بن بعض لئاـ قريش فنجاىن اهلل تعأب‬
‫منهم‪.‬‬

‫كأما زكاجها من سيدنا علي عليو السبلـ فكاف بعد معركة بدر ُب السنة الثانية للهجرة‪،‬‬
‫كبُب هبا ُب شهر ذم ا‪٢‬بجة كقيل ُب ذم القعدة‪.‬‬

‫كقيل إف زكاجها كاف بعد معركة أحد‪.‬‬

‫ككاف سنها آنذاؾ ‪ٟ‬بس عشرة سنة كأشهران‪ ،‬ككانت سن سيدنا علي رضي اهلل عنو‬
‫يومئذ إحدل كعشرين سنة كأشهران‪ ،‬كقيل‪ :‬كاف سنها تسع عشرة سنة كقيل عشرين‪.‬‬

‫كقد ركل النسائي كابن حباف كغّبٮبا‪ :‬أف أبا بكر كعمر رضي اهلل عنهما قد تقدما‬
‫‪٣‬بطبة السيدة فاطمة رضي اهلل عنها‪ ،‬فقاؿ النيب ‪" : ‬إهنا صغّبة‪ ،‬فخطبها علي ‪‬‬
‫فزكجها منو"‪.‬‬

‫ككرد أيضان‪ :‬أف النيب ‪ ‬كاف قد كعد هبا عليان ‪ ،‬فلما تقدـ ‪٣‬بطبتها كل من سيدنا‬
‫أيب بكر كعمر اعتذر ‪٥‬بما لسابق كعده لعلي‪ ،‬كما ركاه ابن سعد ُب طبقاتو‪.‬‬
‫ك‪٤‬با تزكجت دعا ‪٥‬با رسوؿ اهلل ‪ ‬قائبلن‪" :‬اللهم إ ي أعيذىا بح وذريتها من‬
‫الشيطاف الرجيم" قبل دخوؿ علي ‪ ‬عليها‪ ،‬كدعا ‪٥‬بما أف يبارؾ اهلل ‪٥‬بما ُب ذريتهما‪.‬‬

‫‪009‬‬
‫‪ ‬أوالدىا‪:‬‬

‫رزقت السيدة الطاىرة فاطمة الزىراء رضي اهلل عنها من األكالد ساداتنا ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب‬
‫ك‪٧‬بسن كزينب كأـ كلثوـ كرقية عليهم السبلـ‪.‬‬

‫فأما رقية فماتت قبل البلوغ‪ ،‬كأما ‪٧‬بسن فمات صغّبان‪.‬‬

‫كأما السيدة زينب فقد تزكجت من ابن عمها السيد عبد اهلل ابن سيدنا جعفر الطيار‬
‫ابن أيب طالب فولدت لو عليان‪ ،‬كعونا‪ ،‬كجعفرا‪ ،‬كعباسان كأـ كلثوـ‪ ،‬كماتت رضي اهلل عنها‬
‫عنده‪.‬‬

‫كأما أـ كلثوـ رضي اهلل عنها فقد تزكجت من أمّب ا‪٤‬بؤمنْب سيدنا عمر الفاركؽ ‪.‬‬

‫ركل ابن سعد ُب طبقاتو كغّبه‪ :‬خطب عمر ‪ ‬أـ كلثوـ إٔب علي ‪ ،‬فقاؿ (أم‬
‫علي)‪ :‬إ٭با حبست بناٌب على بِب جعفر‪ ،‬فقاؿ‪ :‬زكجنيها‪ ،‬فواهلل ما على ظهر األرض رجل‬ ‫ٌ‬
‫يرصد من كرامتها ما أرصد‪ .‬قاؿ‪ :‬قد فعلت‪ ،‬فجاء عمر ‪ ‬إٔب ا‪٤‬بهاجرين بْب القرب كا‪٤‬بنرب‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬رفئو٘ب‪ ،‬فرفؤكه‪ ،‬فقالوا من تزكجت؟ قاؿ‪ :‬بنت علي ‪ ،‬إف النيب ‪ ‬قاؿ‪ " :‬كل‬
‫سب وسبب سيقط يوـ القيامة إال سبِي وسبَبِي"‪ .‬ككنت قد صاىرتُ‪ ،‬فأحببت ىذا‬
‫أيضان‪ .‬كأمهرىا سيدنا عمر ‪ ‬أربعْب ألفان‪ .‬ككلدت لو زيدان كرقية‪ ،‬مات زيد صغّبان كأما رقية‬
‫فقد تزكجت من إبراىيم بن نعيم بن عبد اهلل النحاـ فماتت عنده كٓب تلد‪ ،‬كانقطع النسب‬
‫الشريف من جهتهما‪ .‬كقيل أف زيدان مات رجبلن‪.‬‬

‫‪ ‬وأما فضائلها وبصائصها رضي ا عنها فكثيرة جداً منها‪:‬‬

‫أهنا ابنة خّب خلق اهلل ‪. ‬‬

‫كأهنا أفضل إخوهتا‪ ،‬ففي ا‪٤‬بستدرؾ للحاكم كغّبه أف النيب ‪ ‬قاؿ‪" :‬أحب أىل بيتي‬
‫إلي فا مة"‪.‬‬

‫‪ٌ 1‬عًُ ٌسواج انرسىل صهى هللا عهٍه وسهى يٍ إتُته حفصح رضً هللا عُها‬

‫‪021‬‬
‫كُب ا‪٤‬بستدرؾ أيضان‪" :‬أف أـ ا‪٤‬بؤمنْب عائشة رضي اهلل عنها يسئلت أم الناس كاف‬
‫أحب إٔب رسوؿ اهلل ‪ ‬قالت‪ :‬فاطمة‪ ،‬فقيل‪ :‬فمن الرجاؿ قالت‪ :‬زكجها‪ ،‬إف كاف ما علمت‬
‫صوامان قوامان "‪.‬‬

‫ىذا ال يتعارض مع ا‪٢‬بديث الذم كرد فيو حب النيب للسيدة عائشة كأبيها أيب بكر‬
‫الصديق رضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫كركل ابن حباف عن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬ما رأيت أحدان أشبو ‪٠‬بتان كال دالن‬
‫برسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب قيامو كقعوده من فاطمة بنت رسوؿ اهلل ‪ ،‬ككانت إذا دخلت عليو قاـ‬
‫إليها فقبلها كأجلسها ُب ‪٦‬بلسو‪ ،‬ككاف النيب ‪ ‬إذا دخل عليها قامت من ‪٦‬بلسها فقبلتو‬
‫كأجلستو ُب ‪٦‬بلسها"‪.‬‬

‫كُب ركاية‪" :‬أهنا كانت تقبل يده ‪ "‬كما ُب سنن أيب داككد كالَبمذم كا‪٤‬بستدرؾ‬
‫كصحيح ابن حباف‪.‬‬

‫كُب مسند اإلماـ أ‪ٞ‬بد كشعب اإلٲباف للبيهقي‪" :‬عن ثوباف ‪ ‬قاؿ‪ :‬كاف رسوؿ ا‬
‫‪ ‬إذا سافر بر عهده بالمدينة إتياف فا مة‪ ،‬وأوؿ من يدبل عليو إذا قدـ من سفره‬
‫فا مة رضي ا عنها"‪.‬‬

‫كُب ا‪٢‬بديث الذم ركاه البخارم كمسلم كغّبٮبا‪" :‬أف النبي ‪ ‬زارىا في مرض وفاتو‬
‫فبكت ثم زارىا ثا ية فض كت‪ ،‬ف ببرت بعد وفاتو ‪ ‬ا و في المرة األولى أببرىا بقرب‬
‫وفاتو فبكت‪ ،‬وفي المرة الثا ية قاؿ لها‪" :‬يا فا مة‪ ،‬أما ت بين أف تكو ي سيدة ساء‬
‫المؤمنين أو سيدة ساء ىذه األمة؟ "قالت فض كت"‪.‬‬

‫كُب ركاية‪" :‬أما ترضين أف تكو ي سيدة ساء أىل ال نة وأ ح أوؿ أىلي ل وقاً‬
‫بي‪ ،‬فض كت"‪.‬‬

‫ك‪٩‬با جاء ُب فضلها على النساء أف ا‪٢‬بافظ أبا داكد سئل أيهما أفضل خدٯبة أـ عائشة‬
‫فقاؿ‪ :‬خدٯبة أقرأىا النيب ‪ ‬السبلـ من رهبا‪ ،‬كعائشة أقرأىا السبلـ من جربيل فاألكٔب أفضل‪،‬‬

‫‪020‬‬
‫فقيل لو‪ :‬من أفضل خدٯبة أـ فاطمة؟ فقاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" ‬فا مة بضعة مني وال‬
‫أعدؿ ببضعة رسوؿ ا أحدا"‬

‫‪ ‬ومن بصائصها‪:‬‬

‫"انو ‪٤‬با أراد سيدنا علي ‪ ‬أف يتزكج بنت أيب جهل على فاطمة رضي اهلل عنها‪ ،‬قاؿ‬
‫النيب ‪" : ‬إ ي لست أحرـ ح الً وال أحل حراماً‪ ،‬ولكن وا ال ت تم بنت رسوؿ ا‬
‫‪ ‬وبنت عدو ا مكا اً واحداً أبداً"‪.‬‬

‫كُب ركاية ذكر فيها‪ " :‬اف فا مة بضعة مني‪ ،‬وأ ا أكره ما يسوؤىا"‪.‬‬

‫كُب ركاية‪" :‬فا مة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني"‪.‬‬

‫كُب ركاية‪" :‬فإ ما ىي بضعة مني يريبني ما رابها‪ ،‬ويؤذيني ما ذاىا" ىذه الركايات‬
‫بعضها ُب البخارم كمسلم كبعضها ُب أيب داكد كالنسائي كالَبمذم كالطربا٘ب‪.‬‬

‫منسوب إٔب النيب ‪ ،‬لقوؿ النيب ‪:‬‬


‫ه‬ ‫كمن خصائصها أف من كاف منسوبان إليها فهو‬
‫"إف فا مة بضعة مني"‪.‬‬

‫كللحديث الذم ركاه مسلم كغّبه‪ ،‬عن عائشة رضي اهلل عنها قالت‪":‬برج رسوؿ ا‬
‫ط(ٔ) مرجل(ٕ) من عر أسود‪ :‬ف اء ال سن بن علي ف دبلو‪ ،‬ثم جاء‬ ‫‪ ‬غداة وعليو ِم ْر ُ‬
‫ال سين فدبل معو‪ ،‬ثم جاءت فا مة ف دبلها‪ ،‬ثم جاء علي ف دبلو‪ ،‬ثم قاؿ‪" :‬إ ما‬
‫يريد ا ليذىب عنكم الرجل أىل البيت ويطهركم تطهيراً"‪.‬‬

‫كُب ركاية قاؿ‪" :‬اللهم ىؤالء أىل بيتي‪ ،‬اللهم ف ذىب عنهم الرجل و هرىم‬
‫تطهيراً"‪.‬‬

‫ُػ ًمر يط‪ :‬معناه ثوب غّب ‪٨‬بيط قد يكوف من الصوؼ أك ا‪٣‬بز أك الكتاف‪.‬‬
‫ِ‬
‫مرجل‪ :‬من بركد اليمن أم كاف بردة ٲبانية‪ ،‬أك عليها نقوش ألهنا تأٌب هبذا ا‪٤‬بعُب كما ُب لساف العرب‪.‬‬
‫ػ َّ‬

‫‪022‬‬
‫كللحديث الذم ركاه النسائي‪ :‬أف النيب ‪" :‬كاف يقوؿ لفا مة رضي ا عنها‪:‬‬
‫ابني ( يعني ال سن وال سين) فيضمهما إليو ويشمهما"‪ ،‬كغّب ذلك من‬ ‫ادعي لي ّ‬
‫األحاديث الٍب سيأٌب ذكر بعضها كىذه خصوصية ‪٥‬با رضي اهلل عنها‪.‬‬

‫ككوف ىذه الذرية الطاىرة منها دكف إخوهتا‪ ،‬يدؿ على علو قدرىا كشرفها كسيادهتا ُب‬
‫الدنيا كاآلخرة‪.‬‬

‫‪ ‬دعاء النبي ‪ ‬بالبركة في سل علي وفا مة عليهما الس ـ‬

‫لعلي ‪ :‬لو كانت‬ ‫ركل النسائي ُب عمل اليوـ كالليلة‪ :‬أف نفران من األنصار قالوا ٌ‬
‫عندؾ فاطمة‪ ،‬فدخل ‪ ‬على النيب ‪ ‬يعُب ليخطبها فسلم عليو فقاؿ‪ :‬ما حاجتك يا ابن‬
‫أيب طالب؟ قاؿ‪ :‬ذكرت فاطمة بنت رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪ :‬مرحبان كأىبلن كٓب يزده عليها فخرج إٔب‬
‫الرىط من األنصار كىم ينتظركنو فقالوا‪ :‬ما كراءؾ؟ قاؿ‪ :‬ما أدرم غّب أنو قاؿ ٕب مرحبان كأىبلن‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬يكفيك من رسوؿ اهلل ‪ ‬أحدٮبا قد أعطاؾ األىل كأعطاؾ الرحب‪ ،‬فلما كاف بعد‬
‫ذلك بعد ما زكجو قاؿ‪ :‬يا علي ال بد للعرس من كليمة‪ ،‬قاؿ سعد ‪ :‬عندم كبش ك‪ٝ‬بع لو‬
‫رىط من األنصار آصعان من ذرة‪ ،‬قاؿ فلما كاف ليلة البناء قاؿ‪ :‬ال ‪ٙ‬بدث شيئان حٌب تلقا٘ب‬
‫فدعا ‪ٗ ‬باء فتوضأ منو ٍب أفرغو على علي كفاطمة رضي اهلل عنهما كقاؿ‪ :‬اللهم بارؾ فيهما‬
‫كبارؾ عليهما كبارؾ ‪٥‬بما ُب نسلهما‪ .‬كركاه آخركف مع حذؼ بعضو كما قاؿ ابن حجر‬
‫ا‪٥‬بيتمي ا‪٤‬بكي ُب الصواعق احملرقة‪.‬‬

‫كىكذا نرل أف ىذا النسل ا‪٤‬ببارؾ الشريف قد مؤل األرض بدعوة النيب ‪ ‬كذلك عن‬
‫طريق السبطْب ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب عليهما السبلـ‪.‬‬

‫قاؿ النسابة الشريف إيهاب بن يعقوب الكتيب ا‪٢‬بسِب ُب كتابو ا‪٤‬بنتقى ٗبا معناه‪ :‬أف‬
‫ذرية السيدة فاطمة الزىراء عليها السبلـ ىي أكرب ذرية اليوـ كأهنا تعد با‪٤‬ببليْب‪.‬‬

‫توفيت السيدة فاطمة الزىراء رضي اهلل عنها ليلة الثبلثاء لثبلث خلوف من شهر‬
‫رمضاف سنة إحدل عشرة للهجرة كىي ابنة تسع كعشرين سنة كقيل ‪ٜ‬باف كعشرين كقيل غّب‬

‫‪023‬‬
‫ذلك بعد كفاة أبيها ‪ ‬بستة أشهر‪ ،‬فكانت أكؿ أىلو ‪٢‬بوقان بو‪ ،‬كغسلها زكجها اإلماـ علي‬
‫‪ ‬كصلى عليها‪ ،‬كقيل أف الذم صلى عليها العباس ‪ ‬كقيل أبو بكر ‪ ،‬كدخل ُب قربىا‬
‫علي كالفضل بن العباس ‪ ‬كدفنت ليبلن ُب البقيع‪ .‬ككاف سبب كفاهتا مرض أصاهبا بسبب‬
‫كمدىا على أبيها ‪ .‬كمركياهتا ُب كتب ا‪٢‬بديث ‪ٜ‬بانية عشر حديثان‪ .‬ق ٌدس اهلل ركحها الطاىرة‬
‫كرضي عنها كأمدنا ٗبددىا ػ آمْب‬

‫(ٕ )‬
‫‪ ‬راب الخلفاء الرا دين‬ ‫أمير المؤمنين سيد ا علي المرتضى‬
‫وأحد العشرة المبشرين بال نة وابن عم النبي ‪ ‬وصهره ووصيو ووارثو‪.‬‬

‫ىو عليو السبلـ سيدنا علي بن أيب طالب كا‪٠‬بو عبد مناؼ بن عبد ا‪٤‬بطلب بن ىاشم‬
‫كا‪٠‬بو عمرك بن عبد مناؼ القرشي‪ ،‬كمن أ‪٠‬بائو حيدرة‪ ،‬كيكُب بأيب ا‪٢‬بسن كأيب تراب كأيب‬
‫الرٰبانتْب كأيب السبطْب‪.‬‬

‫ومن أسمائو وألقابو‪ :‬أسد اهلل كسيفو ػ كسيد العرب ػ كيعسوب الدين كيعسوب األمو ػ‬
‫كا‪٤‬برتضى ػ كاألمْب ػ كالشريف ػ كا‪٥‬بادم ػ كا‪٤‬بهتدم ػ كذك األذف الواعي ػ كالفاركؽ ػ كالصديق‬
‫األكرب ػ كباب مدينة العلم ػ كباب دار ا‪٢‬بكمة ػ كمصباح التوحيد‪.‬‬

‫كقد ركل ‪٧‬بب الدين أ‪ٞ‬بد بن عبد اهلل الطربم ُب الرياض النضرة ُب باب مناقب‬
‫سيدنا علي كخصائصو‪ ،‬أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬من أراد أف ينظر إلى آدـ في علمو وإلى‬
‫وح في فهمو‪ ،‬وإلى إبراىيم في حلمو‪ ،‬وإلى ي يى بن زكريا في زىده‪ ،‬وإلى موسى بن‬
‫ٍ‬
‫علي بن أبي الب" كُب ركاية‪ ،‬زاد‪" :‬وإلى يوسف في جمالو‬
‫عمراف في بطشو فلينظر إلى ّ‬
‫فلينظر إلى علي بن أبي الب" (يعِب من باب التشبيو) كىو أقرب العشرة نسبان من رسوؿ‬
‫اهلل ‪.‬‬

‫‪024‬‬
‫وأمو‪ :‬فاطمة بنت أسد بن ىاشم بن عبد مناؼ‪ ،‬أكؿ ىامشية تزكجت ىامشيان‪،‬‬
‫أسلمت كىاجرت كتوفيت با‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة‪ ،‬كشهدىا النيب ‪ ‬كتؤب دفنها‪ ،‬كنزع قميصو كألبسها‬
‫إياه‪ ،‬ككاف ‪ ‬يسميها أمان ألهنا ربتو‪ ،‬كىي أـ سائر أكالد أيب طالب‪.‬‬

‫كلد ‪ ‬الثنٍب عشرة ليلة خلت من رجب سنة ثبلثْب من عاـ الفيل‪ُ ،‬ب بيت اهلل‬
‫ا‪٢‬براـ‪ ،‬كما ركاه ابن سعد ُب الطبقات كإخوتو‪ :‬طالب مات قبل البعثة‪ ،‬كعقيل كجعفر كعلي‬
‫أصغرىم ككل كاحد أكرب من اآلخر بعشر سنْب‪ ،‬كلو أختاف أـ ىانئ فاختة‪ ،‬ك‪ٝ‬بانة‪ ،‬ككل‬
‫أكالد أيب طالب أسلموا إال طالبان‪.‬‬

‫كمن خصائص سيدنا علي ‪ ‬كفالة النيب لو كذلك قبل البعثة‪ ،‬كسبب ذلك ضائقة‬
‫نزلت بأيب طالب‪ ،‬فتكفل العباس جعفرا رضي اهلل عنهما‪ ،‬كالنيب ‪ ‬عليان‪.‬‬

‫فلما بعث ‪ ‬كاف أكؿ من أسلم بعد السيدة خدٯبة‪ ،‬كأكؿ من صلى مع رسوؿ‬
‫اهلل ‪. ‬‬

‫كمن خصائصو ُب ا‪٥‬بجرة إبقاء النيب ‪ ‬لو ُب مكة ُب فراشو مكانو ليفتديو بنفسو‪،‬‬
‫كلّبد الودائع كاألمانات ألصحاهبا‪ ،‬فمكث ُب مكة ثبلثة أياـ ٍب ‪٢‬بق بالنيب ‪ ،‬كىذا يدؿ‬
‫على شجاعتو كقوة ثباتو‪.‬‬

‫كقد شهد كل ا‪٤‬بشاىد مع رسوؿ اهلل ‪ ‬إال يوـ تبوؾ خلفو الرسوؿ ‪ ‬على أىلو‬
‫كا‪٤‬بدينة‪ ،‬ك‪٤‬با قاؿ لو سيدنا علي ‪ :‬يا رسوؿ اهلل ما ‪ٚ‬بلفت عنك ُب غزاة قط قبل ىذه‪ :‬قد‬
‫زعم ا‪٤‬بنافقوف أنك خلفتِب استثقاالن فقاؿ النيب ‪" : ‬كذبوا ولكن بلفتح لما ورائي فارج‬
‫فابلفني في أىلي‪ ،‬أف ترضى أف تكوف مني بم ْن لة ىاروف من موسى إال أ و ال بي‬
‫بعدي"‪.‬‬

‫كمن خصائصو تزكٯبو بالسيدة فاطمة الزىراء‪ ،‬ككونو أبان لذرية النيب ‪. ‬‬

‫كمن خصائصو استثناؤه مع النيب ‪ ‬دخوؿ ا‪٤‬بسجد كىو جنب‪ :‬كمن خصائصو‪ :‬أنو‬
‫أكؿ من قاـ ٔبمع القرآف‪ ،‬ركم أنو ‪ٝ‬بعو على تٍنزيلو‪.‬‬

‫‪025‬‬
‫كمن خصائصو قيامو بغسل النيب ‪ ،‬كالعباس كالفضل كقثم يساعدكنو‪ ،‬كخصائصو‬
‫‪ ‬كفضائلو كثّبة جدان‪.‬‬

‫قاؿ اإلماـ أ‪ٞ‬بد ‪" :‬ما جاء ألحد من الفضائل ما جاء لعلي" ذكره ا‪٥‬بيتمي ُب‬
‫الصواعق‪ .‬كىو أكؿ خليفة أبواه ىامشياف‪.‬‬

‫بويع لو با‪٣‬ببلفة سنة ‪ٟ‬بس كثبلثْب للهجرة بعد استشهاد سيدنا عثماف ٖبمسة أياـ‪،‬‬
‫يوـ ا‪١‬بمعة ‪٣‬بمس بقْب من ذم ا‪٢‬بجة‪ ،‬كقد يشغل ‪ ‬مدة خبلفتو عن الفتح بإزالة الفًب الٍب‬
‫حصلت بعد مقتل سيدنا عثماف ‪.‬‬

‫ككاف ‪ ‬على ا‪٢‬بق ُب كل حركبو‪ .‬فقد ركل البزار كالطربا٘ب أف سيدنا عليان ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫"أمرت بقتاؿ الناكثْب كالقاسطْب كا‪٤‬بارقْب"‪.‬‬

‫(كالناكثوف) أىل ا‪١‬بمل ألهنم نكثوا بيعتو‪( ،‬كالقاسطوف) أىل الشاـ ألهنم جاركا عن‬
‫ا‪٢‬بق ُب عدـ مبايعتو‪( ،‬كا‪٤‬بارقوف) أىل النهركاف (ا‪٣‬بوارج)‪.‬‬

‫كركل الطربل ُب الرياض النضرة‪ :،‬عن أيب سعيد ا‪٣‬بدرم ‪ ‬قاؿ‪٠ :‬بعت رسوؿ اهلل‬
‫‪ :‬يقوؿ‪" :‬إف فيكم من يقاتل على ت ويل القر ف كما قاتلت على تنػ يلو‪ .‬قاؿ أبو بكر‪:‬‬
‫أ ا ىو يا رسوؿ ا ‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال‪ :‬قاؿ عمر‪ :‬ا ا ىو يا رسوؿ ا ‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال ولكن باصف‬
‫النعل" ككاف أعطى عليان نعلو ٱبصفها‪ .‬أخرجو أبو حاًب‪ .‬ككانت مدة خبلفتو ‪ٟ‬بس سنْب إال‬
‫ثبلثة أشهر‪.‬‬

‫استشهد ‪ ‬يوـ ا‪١‬بمعة سحران لسبع عشرة خلت من رمضاف سنة أربعْب للهجرة عن‬
‫عمر ثبلث كستْب سنة‪ ،‬كاختلف ُب موضع دفنو فقيل ُب قصر اإلمارة بالكوفة‪ ،‬كقيل ُب رحبة‬
‫الكوفة‪ ،‬كقيل‪ :‬بنجف ا‪٢‬بّبة‪ ،‬قاؿ ابن األثّب ُب الكامل‪ :‬كاألصح أف قربه ىو ا‪٤‬بوضع الذم يزار‬
‫كيتربؾ بو‪ .‬كغسلو ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب كعبد اهلل بن جعفر‪ ،‬ككفن بثبلثة أثواب بيض ليس فيهن‬
‫قميص‪ ،‬كصلى عليو ا‪٢‬بسن‪ .‬كالذم قتلو عبد الر‪ٞ‬بن بن ملجم ا‪٣‬بارجي الشقي ا‪٤‬بلعوف‪.‬‬

‫‪026‬‬
‫ركل الطربم ُب الرياض النضرة كغّبه‪ :‬عن صهيب قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬لعلي‪:‬‬
‫"من أ قى األولين يا علي؟ قاؿ‪ :‬الذي عقر اقة صالح عليو الس ـ‪ ،‬قاؿ‪ :‬صدقت فمن‬
‫أ قى اآلبرين؟ قاؿ‪ :‬ا ورسولو أعلم‪ ،‬قاؿ رسوؿ ا ‪ .‬أ قى اآلبرين الذي يضربح‬
‫على ىذه‪ ،‬وأ ار إلى يافوبو"‪ ،‬فكاف علي يقوؿ ألىلو‪ :‬كاهلل لوددت إف لو انبعث أشقاىا‪.‬‬

‫كركل ا‪٥‬بيتمي ُب الصواعق كغّبه‪ :‬أف سيدنا عليان ‪ ‬قاؿ على ا‪٤‬بنرب بالكوفة‪" :‬كأما أنا‬
‫فأنتظر أشقاىا ٱبضب ىذه من ىذه كأشار بيده إٔب ‪٢‬بيتو كرأسو‪ ،‬عه هد ىع ىه ىدهي إٕب حبييب ؟أبو‬
‫القاسم ‪.‬‬

‫ك‪٤‬با أصيب دعا ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب رضي اهلل عنهما فقاؿ ‪٥‬بما‪" :‬أكصيكما بتقول اهلل كال‬
‫تبغيا الدنيا كإف بغتكما كال تبكيا على شيء زكل منها عنكما‪ ،‬كقوال ا‪٢‬بق كار‪ٞ‬با اليتيم كأعينا‬
‫الضعيف كاصنعا لآلخرة ككونا للظآب خصمان كللمظلوـ أنصاران‪ ،‬كاعمبل هلل كال تأخذكما ُب اهلل‬
‫لومة الئم ٍب نظر إٔب كلده ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بنفية فقاؿ لو‪ :‬ىل حفظت ما أكصيت بو أخويك؟‬
‫قاؿ‪ :‬نعم فقاؿ أكصيك ٗبثلو كأكصيك بتوقّب أخويك لعظم حقهما عليك‪ ،‬كال تواثق أمران‬
‫دكهنما‪ٍ ،‬ب قاؿ أكصيكما بو فإنو أخوكما كابن أبيكما‪ٍ ،‬ب ٓب ينطق إال ببل إلو إال اهلل إٔب أف‬
‫قبض كرـ اهلل كجهو‪.‬‬

‫كركم أيضان أف من ‪ٝ‬بلة كصيتو بعد كبلـ طويل ُب آخرىا قاؿ‪" :‬يا بِب عبد ا‪٤‬بطلب‪،‬‬
‫ال ‪ٚ‬بوضوا دماء ا‪٤‬بسلمْب خوضان‪ ،‬تقولوف قتل أمّب ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬أال ال تقتلن يب إال قاتلي‪ ،‬انظركا‪،‬‬
‫إذا أنا مت من ضربتو ىذه فاضربوه ضربة‪ ،‬كال ‪ٛ‬بثلوا بو‪ ،‬فإ٘ب ‪٠‬بعت رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ‪:‬‬
‫إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور‪ ،‬اْب كاألخبار الٍب تتعلق هبذا ا‪٤‬بوضوع كثّبة‪ ،‬منها أف ابن‬
‫ملجم قتل كمثل بو ٍب أحرؽ‪.‬‬

‫صفتو ‪ :‬كاف عليو السبلـ شديد السمرة حسن الوجو كالقمر ليلة البدر‪ ،‬أدعج‬
‫العينْب عظيمهما كثّب التبسم‪ ،‬عظيم البطن مع كونو قليل الطعاـ‪ ،‬عظيم اللحية بيضاءىا‪ ،‬كثّب‬
‫شعر الصدر‪ ،‬ربعة من الرجاؿ إٔب الطوؿ أقرب‪ ،‬عريض ما بْب ا‪٤‬بنكبْب عظيم الكراديس‪،‬‬
‫أصلع ليس ُب رأسو شعر إال من خلفو‪ ،‬ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها‪ ،‬ضخم عضلة‬
‫الساؽ‪.‬‬

‫‪027‬‬
‫‪ ‬ذكر بعض سّبتو كفضائلو‪:‬‬
‫منها ما ركاه ابن سعد أنو ‪ٓ :‬ب يعبد األكثاف قط لصغره"‪ .‬كقاؿ ا‪٥‬بيتمي ُب‬
‫الصواعق‪ :‬كنقل أبو يعلى عنو قاؿ‪ :‬بعث رسوؿ اهلل ‪ ‬يوـ االثنْب كأسلمت يوـ الثبلثاء"‪.‬‬
‫كمنها أنو ٓب يشرب ا‪٣‬بمرة‪.‬‬

‫ومن فضائلو أ و أحد العشرة المشهود لهم بال نة‪.‬‬


‫كمنها ما ركاه البخارم كمسلم كغّبٮبا‪ :‬أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ يوـ خيرب‪" :‬ألعطين‬
‫الراية غداً رج ً يفتح ا على يديو ي ب ا ورسولو وي بو ا ورسولو‪ ،‬فبات الناس‬
‫يذكروف ػ أي يخوضوف ويت دثوف ليلتهم ػ أيهم يعطاىا‪ ،‬فلما أصبح الناس غدوا على‬
‫رسوؿ ا ‪ ‬كلهم يرجو أف يعطاىا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أين علي بن أبي الب؟ فقيل‪ :‬يشتكي‬
‫عينيو‪ ،‬قاؿ‪ :‬ف رسلوا إليو ف تي بو فبص رسوؿ ا ‪ ‬في عينيو‪ ،‬قاؿ ودعا لو فبرئ حتى‬
‫كاف ك ف لم يكن بو وج ف عطاه الراية"‪.‬‬

‫كركل الَبمذم عن ابن عمر رضي اهلل عنهما‪ " :‬بى النبي ‪ ‬بين أص ابو ف اء‬
‫بيت بين أص ابح ولم تؤاخ بيني وبين أحد‬ ‫علي ‪ ‬تدم عيناه فقاؿ يا رسوؿ ا‬
‫فقاؿ ‪ ‬أ ت أبي في الد يا واآلبرة"‪.‬‬

‫كركل مسلم ‪ ،‬عن علي ‪ ‬قاؿ‪ :‬كالذم خلق ا‪٢‬ببة كبرأ النسمة إنو لعهد النيب‬
‫األم ٌي إٕب أنو ال ٰببِب إال مؤمن كال يبغضِب إال منافق"‪.‬‬
‫كأخرج الَبمذم عن أيب سعيد ا‪٣‬بدرم قاؿ‪ :‬كنا نعرؼ ا‪٤‬بنافقْب ببغضهم عليا ‪.‬‬
‫علي رسوؿ اهلل ‪ :‬أينا أحب إليك أنا أـ فاطمة؟ قاؿ‪" :‬فا مة أحب إلي منح‬
‫"ك‪٤‬با سأؿ ٌ‬
‫وأ ت أع علي منها" ركاه الطربا٘ب‪.‬‬

‫كأخرج البزار كالطربا٘ب ُب األكسط كا‪٢‬باكم كابن عدم كالَبمذم‪ ،‬عن علي ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬أ ا مدينة العلم وعلي بابها"‪.‬‬

‫كأخرج البزار عن سعد ‪ ‬قاؿ‪ ،‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪ ‬لعلي‪" :‬ال ي ل ألحد أف ي نب‬
‫في ىذا المس د غيري وغيرؾ"‪.‬‬

‫‪028‬‬
‫كركل ا‪٢‬باكم كصححو عن أـ سلمة قالت‪" :‬كاف رسوؿ ا ‪ ‬إذا غضب لم‬
‫ي ترئ أحد أف يكلمو إال علي"‪.‬‬

‫كأخرج أ‪ٞ‬بد كا‪٢‬باكم كصححو عن أـ سلمة‪ ،‬قالت‪٠ :‬بعت رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ‪" :‬من‬
‫سب علياً فقد سبني"‪.‬‬

‫كللحاكم عن جابر ‪ ‬أف النيب ‪ ‬قاؿ‪" :‬علي إماـ البررة وقاتل الف رة منصور‬
‫من صره مخذوؿ من بذلو"‪.‬‬

‫كأخرج الَبمذم كا‪٢‬باكم أف النيب ‪ ‬قاؿ‪" :‬إف ال نة لتشتاؽ إلى ث ثة‪ :‬علي وعمار‬
‫وسلماف"‪.‬‬

‫كللشيخاف عن سهل‪ ،‬أف النيب ‪ ‬وجد علياً مضط عا في المس د وقد سقط‬
‫رداؤه عن قو ف صابو تراب ف عل النبي ‪ ‬يمس و عنو ويقوؿ‪ :‬قم أبا تراب‪ ،‬فلذلح‬
‫كا ت ىذه الكنية أحب الكنى إليو أل و ‪ ‬كناه بها‪.‬‬
‫كمن فضائلو مع ذكر غّبه معو ما ذكره الطربل ُب الرياض النضرة كغّبه‪ ،‬عن أيب ىريرة‬
‫‪ ‬قاؿ‪ ،‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬ال ي تم حب ىؤالء األربعة إال في قلب مؤمن‪ ،‬أبو بكر‬
‫وعمر وعثماف وعلي"‪.‬‬

‫كُب ركاية‪" :‬ال ي تم حبهم في قلب مناف وال ي بهم إال مؤمن‪ "...‬أخرجو ابن‬
‫عساكر عن أنس ‪.‬‬

‫كركل الطربل ُب الرياض أيضان ُب فضل عدد من الصحابة منهم علي ‪ ،‬عن أيب‬
‫ىريرة ‪" ،‬أف النبي ‪ ‬وأبا بكر وعمر وعثماف وعلياً بن أبي الب وعبد الرحمن بن‬
‫عوؼ وال بير و ل ة وسعداً وسعيداً كا وا يعني على حراء فت رؾ ال بل فقاؿ رسوؿ ا‬
‫‪ :‬اسكن حراء فما عليح إال بي وصدي و هيد‪ ،‬فسكن حراء"‪.‬‬

‫كركم عنو ‪" : ‬أرحم ىذه األمة بها أبو بكر وأقواىم في دين ا عمر وأفرضهم‬
‫زيد بن ثابت وأقضاىم علي بن أبي الب وأصدقهم حياء عثماف بن عفاف وأمين ىذه‬

‫‪029‬‬
‫األمة أبو عبيدة بن ا ل راح وأقرؤىم لكتاب ا ع وجل أُبي بن كعب وأبو ىريرة وعاء‬
‫ؿ ا وحرامو‪ ،‬وما‬ ‫من العلم وسلماف عالم ال يدرؾ ومعاذ ابن جبل أعلم الناس ب‬
‫أظلت الخضراء وال أقلت الغبراء من ذي له ة أصدؽ من أبي ذر"‪ .‬ذكره ا‪٥‬بيتمي ُب‬
‫الصواعق كذكر ركايات أخرل قريبة منو‪.‬‬

‫كاف ‪ ‬من أعلم الصحابة كأقضاىم ركل ابن سعد عنو‪ :‬قاؿ ‪ :‬كاهلل ما نزلت آية إال‬
‫كقد علمت فيم نزلت كأين نزلت كعلى من نزلت‪ ،‬إف ريب كىب ٕب قلبا عقوالن كلسانان ناطقان‬
‫كإنو الوحيد من بْب الصحابة الذم كاف يقوؿ‪" :‬اسألو٘ب" ككاف ُب آخر حياتو يقوؿ‪" :‬اسألو٘ب‬
‫قبل أف تفقدك٘ب"‪.‬‬

‫كأما شجاعتو كقوتو فما حارب جيشان إال ىزمو كما بارز فارسان إال غلبو كما صارع رجبلن‬
‫إال صرعو‪.‬‬

‫كمن صفاتو ما نقلو ا‪٥‬بيتمي كغّبه‪ ،‬أف معاكية قاؿ لضرار بن ‪ٞ‬بزة صف ٕب عليا فقاؿ‪:‬‬
‫اعفِب‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أقسمت عليك باهلل فقاؿ‪ :‬كاف كاهلل بعيد ا‪٤‬بدل شديد القول يقوؿ فصبلن‬
‫كٰبكم عدالن‪ ،‬يتفجر العلم من جوانبو كتنطلق ا‪٢‬بكمة من لسانو يستوحش من الدنيا كزىرهتا‬
‫كيأنس بالليل ككحشتو‪ ،‬ككاف غزير الدمعة طويل الفكرة‪ ،‬يعجبو من اللباس ما قصر كمن الطعاـ‬
‫ما خشن‪ ،‬ككاف فينا كأحدنا ٯبيبنا إذا سألناه كيأتينا إذا دعوناه‪ ،‬ك‪٫‬بن كاهلل مع تقريبو إيانا كقربو‬
‫منا ػ ال نكاد نكلمو ىيبة لو‪ ،‬يػي ىع ًظ يم أىل الدين كيقرب ا‪٤‬بساكْب‪ ،‬ال يطمع القوم ُب باطلو‪،‬‬
‫كال ييأس الضعيف من عدلو‪ ،‬كأشهد‪ :‬لقد رأيتو ُب بعض مواقفو كقد أرخى الليل سدكلو‬
‫كغارت ‪٪‬بومو قابضان على ‪٢‬بيتو يتململ ‪ٛ‬بلمل السليم ػ أم اللدي ػ كيبكي بكاء ا‪٢‬بزين يقوؿ‪:‬‬
‫إٕب تشوفت؟ ىيهات ىيهات‪ ،‬قد باينتك ثبلثان ال رجعة فيها‪ ،‬فعمرؾ‬ ‫يا دنيا غرم غّبم إٔب أك َّ‬
‫قصّب‪ ،‬كخطرؾ قليل آه آه من قلة الزاد كبعد السفر ككحشة الطريق‪ .‬فبكى معاكية كقاؿ‪ :‬رحم‬
‫اهلل أبا ا‪٢‬بسن كاف كاهلل كذلك‪.‬‬

‫ومن كراماتو‪ :‬أنو تَبس بباب حصن خيرب‪ ،‬فلما ألقاه ما استطاع أف ٰبملو إال أربعوف‬
‫رجبلن‪.‬‬

‫‪031‬‬
‫كمن كراماتو‪ :‬أف الشمس ردت عليو ‪٤‬با كاف رأس النيب ‪ُ ‬ب حجره كالوحي يٍنزؿ‬
‫عليو‪ ،‬كعلي ٓب يصل العصر فما سرل عنو ‪ ‬إال كقد غربت الشمس فقاؿ النيب ‪" :‬اللهم‬
‫إ و كاف في اعتح و اعة رسولح فاردد عليو الشمل فطلعت بعد ما غربت"‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬ا‪٥‬بيتمي ُب الصواعق احملرقة‪ :‬كحديث ردىا صححو الطحاكم كالقاضي ػ أم‬
‫عياض ػ ُب الشفا كحسنو شيخ اإلسبلـ أبو زرعة كتبعو غّبه كردكا على ‪ٝ‬بع قالوا إنو موضوع‪.‬‬
‫كمنها أيضان‪" :‬أنو حدث ٕبديث فكذبو رجل فقاؿ لو‪ :‬أدعو عليك إف كنت كاذبان‪،‬‬
‫قاؿ أم الرجل‪ :‬ادع‪ ،‬فدعا عليو فلم يربح حٌب ذىب بصره"‪ .‬ذكره ا‪٥‬بيتمي‪.‬‬

‫كمنها ما نقلو احملب الطربل ُب الرياض النضرة‪ ،‬عن األصب قاؿ‪" :‬أتينا مع علي‪‬‬
‫فمررنا ٗبوضع قرب ا‪٢‬بسْب ‪ ،‬فقاؿ علي‪ :‬ىهنا مناخ ركائبهم‪ ،‬كىهنا موضع رحا‪٥‬بم‪ ،‬كىهنا‬
‫مهراؽ دمائهم‪ ،‬فتية من آؿ ‪٧‬بمد ‪ ‬يقتلوف هبذه العوصة تبكي عليهم السماء كاألرض كركل‬
‫اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪" :‬أف النبي ‪ ‬بعث إلى علي ‪ ‬يوـ بيبر فقاؿ لو‪ :‬يا رسوؿ ا إ ي أرمد‬
‫العين‪ ،‬قاؿ أي علي ػ فتفل في عيني وقاؿ‪ :‬اللهم أذىب عنو ال ر والبرد" قاؿ علي‪" :‬فما‬
‫كجدت حران كال بردان منذ يومئذ"‪ .‬ككراماتو عليو السبلـ كثّبة‬

‫وأما ك مو ‪ :‬فلم ينقل عن أحد من الصحابة ما نقل عنو‪ ،‬فهو أحد أعظم العلماء‬
‫الربانيْب الذين أنطقهم اهلل با‪٢‬بكمة مع ببلغة عز نظّبىا‪.‬‬

‫ىذا كقد ركل أصحاب السّب كالتواريخ كا‪٤‬بناقب كثّبان من ثناء اإلماـ علي على ساداتنا‬
‫أيب بكر كعمر كعثماف كغّبىم من كبار الصحابة كمن ثنائهم عليو كعلى عظم احملبة الٍب‬
‫كانت فيما بينهم‪ ،‬كعلى أنو ٓب يكن بينهم غل أكحسد‪ :‬كيف يكوف ذلك كقد كرد ُب فضلهم‬
‫مئات األحاديث ما بْب صحيح كضعيف‪ :‬كقد أثُب اهلل عليهم ُب كتابو العزيز‪.‬‬

‫قاؿ اهلل عز كجل‪ :‬والسابقوف األولوف من المهاجرين واأل صار والذين اتبعوىم‬
‫بإحساف رضي ا عنهم ورضوا عنو‪[ ‬سورة التوبة]‪ .‬كغّب ذلك من اآليات البينات‪.‬‬

‫كعلى سّبة سيدنا علي ‪ ‬سار بقية أىل البيت‪ ،‬ساداتنا ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب كا‪٢‬بسن‬
‫ا‪٤‬بثُب ك‪٧‬بمد النفس الزكية‪ ،‬كعلي زين العابدين ك‪٧‬بمد الباقر كجعفر الصادؽ‪ ،‬كالعباس كأكالده‪،‬‬

‫‪030‬‬
‫كغّبىم إٔب يومنا ىذا كلهم على اعتقاد أف أفضل الناس بعد األنبياء كا‪٤‬برسلْب‪ " :‬أبو بكر‬
‫كعمر كعثماف كعلي ٍب باقي العشرة ا‪٤‬ببشرين با‪١‬بنة" رضي اهلل عنهم كنفعنا هبم كأمدنا‬
‫بإمداداهتم‪.‬‬

‫‪ ‬أوالده عليو الس ـ‪:‬‬

‫كأما أكالده ‪ ‬من غّب السيدة فاطمة عليها السبلـ فهم‪ :‬العباس ػ كجعفر ػ كعبد اهلل ػ‬
‫كعثماف‪ ،‬قتلوا مع أخيهم اإلماـ ا‪٢‬بسْب بكرببلء‪ ،‬كال بقية ‪٥‬بم غّب العباس كأمهم‪ :‬أـ البنْب‬
‫بنت حزاـ بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كبلب بن ربيعة‪.‬‬

‫كتزكج أيضان‪ :‬ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندؿ بن‬
‫هنشل بن دارـ بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ‪ٛ‬بيم‪ ،‬فولدت لو‪ :‬عبيد اهلل كأبا بكر‪.‬‬
‫قتبل مع ا‪٢‬بسْب‪ ،‬كقيل‪ :‬أ ٌف عبيد اهلل قتلو ا‪٤‬بختار با‪٤‬بذار‪ ،‬كال بقية ‪٥‬بما‪.‬‬

‫كتزكج أ‪٠‬باء بنت عميس ا‪٣‬بثعمية‪ ،‬فولدت لو‪ٰ :‬بٓب ػ كعونا ػ ك‪٧‬بمدا األصغر‪ ،‬كقيل إف‬
‫‪٧‬بمدان ألـ كلد‪ ،‬كقتل مع ا‪٢‬بسْب‪ ،‬كال بقية ‪٥‬بم‪.‬‬

‫كتزكج أيضان أمامة بنت أيب العاص بن الربيع بن عبد العزل بن عبد مشس‪ ،‬كأمها زينب‬
‫بنت رسوؿ اهلل ‪ ،‬فولدت لو‪٧ :‬بمدان األكسط كال عقب لو‪.‬‬

‫كتزكج أيضان أـ سعيد ابنة عركة بن مسعود التقنية فولدت لو أـ ا‪٢‬بسن كرملة الكربل ػ‬
‫كأـ كلثوـ‪.‬‬

‫كتزكج أيضان ‪٨‬ببئة كقيل ‪٧‬بياة بنت امرئ القيس بن عدم بن أكس بن جابر بن كعب‬
‫بن عليم‪ ،‬من كلب‪ ،‬فولدت لو جارية ماتت صغّبة‪.‬‬

‫كمن أكالده أيضان السيد ‪٧‬بمد األكرب الذم يقاؿ لو ابن ا‪٢‬بنفية‪ ،‬كأمو خولة بنت جعفر‬
‫من بِب حنيفة‪ ،‬تزكجها فولدت لو ‪٧‬بمدان كمات بالطائف كصلى عليو ابن عباس‪ ،‬كلو عقب‪،‬‬
‫كلو من الصهباء‪ ،‬كىي أـ حبيب بنت ربيعة بن ٔبرب بن العبد بن علقمة بن ا‪٢‬بارث بن عتبة‬
‫بن سعد بن زىّب بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرك بن غنم بن تغلب بن كائل‪ ،‬كىي من‬

‫‪032‬‬
‫السيب الذين أغار عليهم خالد بن الوليد ‪ ‬بعْب التمر‪ ،‬ككلدت لو‪ :‬عمر كرقية كٮبا توءماف‪،‬‬
‫فعمر السيد عمر بن علي حٌب بل ‪ٟ‬بسان ك‪ٜ‬بانْب سنة‪ ،‬فحاز على نصف مّباث علي عليو‬ ‫َّ‬
‫السبلـ‪ ،‬كمات عمر بن علي بينبع‪.‬‬

‫قاؿ ابن األثّب ُب الكامل‪ :‬ككاف لو بنات من أمهات شٌب ٓب يذكرف لنا‪ ،‬كىن‪ :‬أـ ىانئ‬
‫ػ كميمونة ػ كزينب الصغرل ػ كرملة الصغرل ػ كأـ كلثوـ الصغرل ػ كفاطمة ػ كأمامة ػ كخدٯبة ػ كأـ‬
‫الكراـ ػ كأـ سلمة ػ كأـ جعفر ػ ك‪ٝ‬بانة ػ كنفيسة‪ .‬كلهن من أمهات أكالد‪.‬‬

‫قاؿ ابن األثّب بعد أف سرد أ‪٠‬باء أكالد سيدنا علي كرـ اهلل كجهو‪" :‬فجميع كلده أربعة‬
‫عشر ذكران كسبع عشرة امرأة ككاف النسل منهم‪ :‬للحسن ػ كا‪٢‬بسْب ػ ك‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بنفية ػ‬
‫كالعباس بن الكبلبية ػ كعمر بن التغلبية‪. ،‬‬

‫ركل احملب الطربل ُب الرياض النضرة قاؿ‪ :‬عن ا‪٢‬بسن البصرل أنو ‪٠‬بع ا‪٢‬بسن بن علي‬
‫يقوؿ‪ ":‬أنو ‪٠‬بع أباه ُب سحر اليوـ الذم قتل فيو يقوؿ ‪٥‬بم‪ :‬يا بِب رأيت النيب ‪ُ ‬ب نومة‬
‫٭بتها‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل ما لقيت من أمتك من الؤلكاء كاللدد (أم ضيق العيش‪ ،‬كا‪٣‬بصومة‬
‫الشديدة) فقاؿ‪ :‬ادع اهلل عليهم‪ ،‬قلت‪ :‬اللهم أبدلِب هبم خّبان منهم‪ ،‬كأبد‪٥‬بم يب من ىو‬
‫شرمِب‪ٍ ،‬ب انتبو‪ ،‬كجاء مؤذنو يؤذنو بالصبلة فخرج فقتلو ابن ملجم‪.‬‬

‫كفضائل سيدنا علي كمناقبو كثناء السلف الصاّب عليو امتؤلت هبا الكتب كقد أفرد لو‬
‫عدد من العلماء مؤلفات خاصة ُب مناقبو كسّبتو ‪ ‬ككرـ كجهو‪.‬‬

‫‪033‬‬
‫(ٖ )‬
‫اإلمػامػاف أبو م مد ال سن الخليفة الخامل‬
‫الشهيد بكرب ء‬ ‫وأبو عبد ا ال سين‬
‫عليهما الس ـ والرضواف (أفضل أبناء الص ابة)‬

‫كلد سيدنا السبط الشهيد أبو ‪٧‬بمد ا‪٢‬بسن بن علي بن أيب طالب رضي اهلل عنهما‪،‬‬
‫ُب منتصف شعباف‪ ،‬كقيل ُب منتصف شهر رمضاف سنة ثبلث من ا‪٥‬بجرة‪ ،‬قاؿ اإلماـ ‪٧‬بمد بن‬
‫يوسف الصا‪٢‬بي الدمشقي‪ ،‬قاؿ أبو عمر ىذا أصح ما قيل‪.‬‬

‫ك‪٤‬با كلد ‪"‬أذف النبي ‪ ‬في أذ و" ركاه أ‪ٞ‬بد كغّبه‪" ،‬وع عنو كبشاً" ركاه أبو داكد‬
‫كغّبه ‪" ،‬وأمر السيدة فا مة رضي ا عنها أف ت ل رأسو وتتصدؽ بوزف عره فضة‬
‫على المساكين ففعلت" ركاه االماـ أ‪ٞ‬بد كغّبه‪.‬‬

‫ك‪٤‬با كلد سيدنا ا‪٢‬بسْب فعل لو كما فعل ألخيو ا‪٢‬بسن رضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫أما كالدة سيدنا أيب عبد اهلل ا‪٢‬بسْب فكانت‪٣ :‬بمس لياؿ خلوف من شعباف سنة أربع‪،‬‬
‫كما ُب تاريخ بغداد للخطيب كغّبه كقيل سنة ست‪.‬‬

‫ككاف ختاف كل منهما ُب اليوـ السابع‪.‬‬

‫وفاة اإلماـ ال سن عليو الس ـ‬

‫توُب ‪ ‬سنة ‪ٟ‬بسْب ُب شهر ربيع األكؿ كعمره سبع كأربعوف سنة‪ ،‬كدفن إٔب جنب‬
‫أمو السيدة فاطمة عليها السبلـ ُب البقيع‪ ،‬قاؿ ثعلبة بن أيب مالك‪ :‬شهدنا حسن بن علي يوـ‬
‫مات كدفناه بالبقيع فلقد رأيت البقيع لو طرحت إبرة ما كقعت إال على رأس إنساف"‪ .‬كما ُب‬
‫اإلصابة كهتذيب الكماؿ كبكى الناس سيدنا أبا ‪٧‬بمد ا‪٢‬بسن ‪ ‬رجاالن كنساءن ُب كل مكاف‪،‬‬

‫‪034‬‬
‫كانقطعت األسواؽ سبعة أياـ‪ ،‬كناحت عليو نساء بِب ىاشم شهران‪ ،‬كحدَّت عليو نساؤه‬
‫كنساء بِب ىاشم سنة" كما ُب ا‪٤‬بستدرؾ للحاكم كالبداية البن كثّب قاؿ ا‪٥‬بيتمي ُب الصواعق‬
‫كغّبه‪" :‬ككاف سبب موتو أف زكجتو جعدة بنت األشعث بن قيس الكندم دس إليها يزيد بن‬
‫معاكية بن أيب سفياف أف تسمو كيتزكجها كبذؿ ‪٥‬با مائة ألف درىم ففعلت‪ ،‬فمرض أربعْب‬
‫ك للحسن‬ ‫ضً‬‫يومان‪ ،‬فلما مات بعثت إٔب يزيد تسألو الوفاء ٗبا كعدىا فقاؿ ‪٥‬با‪ :‬إنا ٓب نػى ٍر ى‬
‫فنرضاؾ ألنفسنا‪ .‬كٗبوتو مسمومان ػ شهيدان ػ جزـ غّب كاحد من ا‪٤‬بتقدمْب كقتادة كأيب بكر بن‬
‫حفص كا‪٤‬بتأخرين كالزين العراقي ُب مقدمة شرح التقريب‪ ،‬كقاؿ بعض أىل العلم أف كفاتو‬
‫كانت بسبب مرض أٓب بو كليس بسبب السم‪.‬‬

‫ك‪٤‬با مرض ‪ ‬قاؿ ألخيو ا‪٢‬بسْب‪" :‬لقد سقيت السم مرارا" ما سقيتو مثل ىذه ا‪٤‬برة‬
‫كلقد لفظت طائفة من كبدم‪ ،‬فرأيتِب أقلبها بعود‪ ،‬فقاؿ لو ا‪٢‬بسْب‪:‬أم أخي من سقاؾ؟ قاؿ‪:‬‬
‫كما تريد إليو أتريد أف تقتلو؟ قاؿ نعم‪ ،‬قاؿ لئن كاف الذم أظن فاهلل أشد نقمة كإف كاف غّبه‬
‫مكتوب بْب عينيو‪ :‬قل ىو اهلل أحد‪ ،‬فاستبشر بو ىو كأىل بيتو‪،‬‬
‫ه‬ ‫فبل يقتل يب برمء كرأل كأنو‬
‫فقصوىا على سعيد بن ا‪٤‬بسيب ‪ ‬فقاؿ‪ :‬إف صدقت رؤياه فقل ما بقي من أجلو‪ ،‬فما بقي‬
‫إال أيامان حٌب مات‪.‬‬

‫كركل أبو نعيم ُب ا‪٢‬بلية‪ ،‬عن رقبة بن مصقلة قاؿ‪٤ :‬با حضر ا‪٢‬بسن بن على ا‪٤‬بوت‬
‫قاؿ‪ :‬أخرجوا فراشي إٔب صحن الدار حٌب أنظر ُب ملكوت السماكات‪ ،‬فأخرجوا فراشو‪ٍ ،‬ب رفع‬
‫رأسو إٔب السماء فنظر ٍب قاؿ‪ :‬اللهم إ٘ب أحتسب نفسي عندؾ فإهنا أعز األنفس علي فكاف‬
‫‪٩‬با صنع اهلل لو أف احتسب نفسو عنده‪.‬‬

‫كركل ا‪٢‬باكم‪ :‬أف عمّب بن اسحاؽ دخل على سيدنا ا‪٢‬بسن ُب مرض كفاتو مع رجل‬
‫من قريش‪ ،‬فقاؿ ا‪٢‬بسن للرجل‪ :‬سلِب قبل أف ال تسألِب‪ ،‬قاؿ‪" :‬ما أسألك شيئان‪ ،‬يعافيك اهلل"‪.‬‬

‫ككاف ‪ ‬قد أكصى ا‪٢‬بسْب أف يدفنو عند قرب أبيو (أم النيب ‪ ‬إال إذا خاؼ الفتنة‬
‫فلما مات ا‪٢‬بسن أتى ا‪٢‬بسْب عائشة رضي اهلل عنها فطلب ذلك إليها‪ ،‬فقالت‪ :‬نعم ككرامة‪،‬‬
‫فبل ذلك مركاف بن ا‪٢‬بكم فمنعهم‪ ،‬فحمل ا‪٢‬بسْب كمن معو السبلح‪ ،‬فبل ذلك أبا ىريرة‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬كاهلل ما ىو إال ظلم‪ ،‬ٲبنع حسنان أف يدفن مع أبيو‪ ،‬كاهلل إنو البن رسوؿ اهلل ‪ٍ ،‬ب‬

‫‪035‬‬
‫فت أف يكوف قتاؿ‬‫انطلق إٔب ا‪٢‬بسْب فكلمو كناشده اهلل كقاؿ لو‪ :‬أليس قد قاؿ أخوؾ‪ :‬إف خ ٍ‬
‫فرد٘ب إٔب مقربة ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬فلم يزؿ بو حٌب فعل ك‪ٞ‬بلو إٔب البقيع‪.‬‬
‫فلم يشهده يومئذ من بِب أمية إال سعيد بن العاص ككاف أمّب ا‪٤‬بدينة قدمو كسلم‬
‫ا‪٢‬بسْب للصبلة على أخيو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬لوال أهنا سنة ما قدمتك‪.‬‬
‫فكاف من عمره عليو السبلـ سبع سنْب مع رسوؿ اهلل ‪ ‬كشهراف ٍب مع أبيو ثبلثوف‬
‫سنة‪ٍ ،‬ب خليفة ستة أشهر ٍب تسع سنْب كنصف سنة با‪٤‬بدينة‪.‬‬

‫وفاة سيد ا اإلماـ ال سين عليو الس ـ‬


‫وبعض سيرتو‬
‫توُب ‪ ‬شهيدان بكرببلء يوـ ا‪١‬بمعة ُب العاشر من احملرـ سنة إحدل كستْب للهجرة‬
‫كلو من العمر أربع ك‪ٟ‬بسوف سنة كستة أشهر كنصف شهر‪.‬‬

‫كاختلف ُب ا‪٤‬بوضع الذم دفن فيو رأس ا‪٢‬بسْب ‪ ‬فقاؿ بعضهم‪ :‬أنو ُب عسقبلف‪،‬‬
‫كقالت الشيعة اإلمامية كبعض الصوفية أنو دفن مع الرأس بكرببلء‪ ،‬كقاؿ بعضهم إف رأس‬
‫ا‪٢‬بسْب با‪٤‬بشهد القاىرم ٗبصر كرجح القرطيب أنو ‪ٞ‬بل مع أصلو إٔب ا‪٤‬بدينة فكفن كدفن بالبقيع‬
‫عند قرب أمو كأخيو ا‪٢‬بسن‪ .‬ذكر ذلك الشيخ عبد اجمليد ا‪٣‬با٘ب الشافعي النقشبدم ُب ا‪٢‬بدائق‬
‫الوردية‪.‬‬

‫ذكر أىل التواريخ كالَباجم‪ :‬أف سيدنا ا‪٢‬بسن ‪ ‬بعد أف تنازؿ عن ا‪٣‬ببلفة ‪٤‬بعاكية ترؾ‬
‫الكوفة كعاد بأىلو كأقربائو إٔب ا‪٤‬بدينة‪ ،‬فكاف ا‪٤‬بقدـ من آؿ البيت بعد ا‪٢‬بسن أخاه ا‪٢‬بسْب‬
‫رضي اهلل عنهما‪ ،‬كٓب يزؿ اإلماـ ا‪٢‬بسْب با‪٤‬بدينة حٌب كفاة معاكية سنة ستْب‪ ،‬ك‪٤‬با طلب عامل‬
‫ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة الوليد بن عتبة بن أيب سفياف من ا‪٢‬بسْب أف يبايع يزيد بن معاكية ‪ٛ‬بهلو ا‪٢‬بسْب‪،‬‬
‫ٍبَّ خرج ليبلن إٔب مكة ا‪٤‬بكرمة بعد خركج عبد اهلل بن الزبّب بليلة‪.‬‬

‫ك‪٤‬با علم أىل الكوفة ٗبوت معاكية كأنو كاف أكصى با‪٣‬ببلفة لولده يزيد‪ ،‬صار أىل‬
‫الكوفة يراسلوف اإلماـ ا‪٢‬بسْب كيبايعونو كحثوه أف يأٌب إليهم إلعادة ا‪٢‬بق إٔب أصحابو كرفع‬

‫‪036‬‬
‫الظلم‪ ،‬فأرسل إليهم ابن عمو مسلم بن عقيل ليتقصى األخبار‪ ،‬فأرسل إليو ابن عمو أنو قد‬
‫بايعك ‪ٜ‬بانية عشر ألفان كأكثر‪.‬‬

‫فلما عزـ اإلماـ ا‪٢‬بسْب على ا‪٣‬بركج إليهم‪ ،‬نصحو سيدنا عبد اهلل بن العباس رضي اهلل‬
‫عنهما بعدـ ا‪٣‬بركج كقاؿ لو‪ٚ :‬برج إٔب قوـ قتلوا أباؾ‪ ،‬كطعنوا أخاؾ حٌب تركهم سخطة كمبلن‬
‫‪٥‬بم‪ ،‬كقاؿ لو كبلمان طويبلن‪ ،‬فلما رآه عازمان صار ابن عباس يبكى كيقوؿ "كاحبيباه"‪.‬‬
‫كنصحو أيضان عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما بعدـ ا‪٣‬بركج فوجده مصران فبكى كقبلو‬
‫بْب عينيو كقاؿ لو‪" :‬استودعتك اهلل من قتيل"‪.‬‬

‫كأدركو أبو كاقد الليثي بْب مكة كا‪٤‬بدينة فناشده اهلل بالرجوع‪ ،‬فقاؿ‪" :‬ال أرجع"‪ .‬كُب‬
‫مسّبه التقى بالفرزدؽ فقاؿ لو‪" :‬قلوب الناس معك كسيوفهم مع بِب أمية"‪.‬‬

‫ك‪٤‬با اقَبب من القادسية كىو غّب عآب ٗبا جرل ‪٤‬بسلم بن عقيل‪ ،‬أتاه خرب قتلو مع ابن‬
‫يزيد التميمي كقاؿ لو‪ :‬ارجع فما تركت لك خلفي خّبان ترجوه‪ ،‬كذلك أف أىل الكوفة خذلوا‬
‫مسلما بن عقيل ‪ ‬حٌب قتل بيد أعدائو فقاؿ لو بعض أصحابو‪ :‬ننشدؾ اهلل إال رجعت من‬
‫مكانك فإنو ليس لك بالكوفة ناصر كال شيعة بل نتخوؼ عليك أف يكونوا عليك‪ ،‬فوثب بنو‬
‫عقيل كقالوا‪ :‬كاهلل ال نربح حٌب يدرؾ ثأرنا أك نذكؽ كما ذاؽ مسلم اْب‪..‬‬

‫كىكذا خذؿ أىل العراؽ اإلماـ ا‪٢‬بسْب‪ ،‬ك‪٤‬با كاف يوـ ا‪١‬بمعة يوـ عاشوراء ككصل‬
‫ا‪٢‬بسْب إٔب كرببلء القريبة من الكوفة كٓب يكن معو من ا‪٤‬بقاتلْب إال ‪٫‬بو الثمانْب ككاف جيش‬
‫يزيد بن معاكية بقيادة عبيد اهلل بن زياد ثبلثوف ألفان‪.‬‬

‫قاؿ سيدنا ا‪٢‬بسْب حْب كصل إٔب كرببلء‪ :‬ما اسم ىذه األرض؟ قالوا كرببلء‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫"كرب كببلء"‪ .‬ككقع الببلء فقتل سيدنا ا‪٢‬بسْب بعد أف قيتً ىل أصحابو‪ ،‬كذلك بعد أف ذكرىم‬
‫بأنو ابن خّب الناس كبأف يك ٌفوا عن قتالو كلكن كانت قلوهبم أقسى من ا‪٢‬بجارة‪ ،‬كآخر من‬
‫طعن ا‪٢‬بسْب الطعنة الٍب مات هبا ىو سناف بن أيب عمرك بن أنس النخعي ٍب ذٕبو كحز رأسو‪،‬‬
‫بع كثبلثوف ضربة‪.‬‬
‫فوجد بعد قتلو ُب جسده ثبلثوف طعنة كأر ه‬
‫(ٕبر الرجز)‬ ‫ك‪٤‬با ‪ٞ‬بل سناف رأس ا‪٢‬بسْب إٔب ابن زياد قاؿ‪:‬‬

‫‪037‬‬
‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫فق ػ ػ ػ ػ ػ ػػد قتل ػ ػ ػ ػ ػ ػػت المل ػ ػ ػ ػ ػ ػػح الم‬ ‫إمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأل ركػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػابي فضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة وذىب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً‬
‫وبي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرىم إذ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذكروف النس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبا‬ ‫ومػ ػ ػػن يصػ ػ ػػلي القبلتػ ػ ػػين فػ ػ ػػي الصػ ػ ػػبا‬
‫قتلت بير الناس أماً وأبا‬

‫فغضب ابن زياد من قولو كقاؿ‪ :‬إذا علمت ىذا فلم قتلتو؟ كاهلل ال نلت مُب خّبان‬
‫كأل‪٢‬بقنك بو‪ٍ ،‬ب ضرب عنقو‪ ،‬لعنة اهلل عليهما‪ .‬كقد انتقم اهلل من كل من شارؾ بقتلو فبعضهم‬
‫مات حرقان كبعضهم مات عطشان كما منعوه من شرب ا‪٤‬باء كأصيب أكثرىم با‪١‬بنوف كسلط‬
‫على آالؼ منهم من قتلهم‪ ،‬كمن انتقاـ اهلل منهم أف الناس ما زالوا يلعنوهنم‪.‬‬

‫كمن شدة قسوهتم قطعوا رؤكس أصحابو كأرسلوا برأس ا‪٢‬بسْب إٔب يزيد مع من بقي من‬
‫النساء كابنو علي زين العابدين ككاف مريضان ىكىى َّم ابن زياد بقتلو فاعتنقتو السيدة زينب كقالت لو‬
‫أما شفيت قلوبكم فإف أردت أف تقتلو فاقتلِب معو فَبكو‪.‬‬

‫ٍب طيف برأس ا‪٢‬بسْب ُب ا‪٤‬بدف كالببلد فمركا من جانب دير فرآه راىب الدير فسأؿ‬
‫عنو فعرفوه بو فقاؿ‪ :‬بئس القوـ أنتم ىل لكم ُب عشره آالؼ دينار كيبيت الرأس عندم ىذه‬
‫الليلة قالوا نعم‪ ،‬فأخذه كغسلو كطيبو ككضعو على فخذه كقعد يبكى إٔب الصبح ٍب أسلم‪ ،‬ألنو‬
‫رأل نوران ساطعان من الرأس إٔب السماء‪ٍ ،‬ب خرج عن الدير كصار ٱبدـ أىل البيت‪.‬‬

‫كقاؿ ذمي‪ :‬بيِب كبْب داكد سبعوف أبان‪ ،‬كإف اليهود تعظمُب ك‪ٙ‬بَبمِب كأنتم قتلتم ابن‬
‫نبيكم‪.‬‬

‫(البحر الوافر)‬ ‫ككجد مكتوبان على حائط‪:‬‬


‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػفاعة جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ ال سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب‬ ‫أترج ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أم ػ ػ ػ ػ ػ ػػة قتل ػ ػ ػ ػ ػ ػػت حس ػ ػ ػ ػ ػ ػػيناً‬

‫قالت أـ سلمة فلما كانت ليلة قتل ا‪٢‬بسْب ‪٠‬بعت قائبلن يقوؿ‪ :‬كُب الكامل أف أىل‬
‫ا‪٤‬بدينة ‪٠‬بعوا مناديان ينادل‪ ،‬كذكر بعضهم أف ا‪١‬بن ناحت كىم يقولوف‪( .‬البحر ا‪٣‬بفيف)‬
‫أبشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروا بالعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذاب والتنكيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬ ‫أيه ػ ػ ػ ػ ػػا الق ػ ػ ػ ػ ػػاتلوف جهػ ػ ػ ػ ػ ػ ً حس ػ ػ ػ ػ ػػينا‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ومػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ؾ وقبي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬ ‫كػ ػ ػػل أىػ ػ ػػل السػ ػ ػػماء يػ ػ ػػدعو علػ ػ ػػيكم‬

‫‪038‬‬
‫وموس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى وص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاحب اإل ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬ ‫قػ ػ ػػد لعنػ ػ ػػتم علػ ػ ػػى لسػ ػ ػػاف ابػ ػ ػػن داود‬

‫(البحر البسيط)‬ ‫كقالت زينب ابنة عقيل بن أيب طالب‪:‬‬


‫مػ ػ ػ ػ ػػاذا فعلػ ػ ػ ػ ػػتم وأ ػ ػ ػ ػ ػػتم بػ ػ ػ ػ ػػر األم ػ ػ ػ ػ ػم‬ ‫ماذا تقولوف اف قاؿ النبي لكم بعترتى‬
‫م ػ ػ ػػنهم أس ػ ػ ػػارب وقتل ػ ػ ػػى ضػ ػ ػ ػرجوا بػ ػ ػ ػ َدـ‬ ‫وب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىلي بعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد مفتقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدي‬
‫أف تخلفػ ػ ػػو ي بسػ ػ ػػوء فػ ػ ػػي ذوي رحم ػ ػ ػي‬ ‫مػػا كػػاف ىػػذا ج ائػػي اذ ص ػ ت لكػػم‬

‫كقتل مع ا‪٢‬بسْب من ذرية السيدة فاطمة سبعة عشر رجبلن‪ ،‬كما ُب البداية البن كثّب‪،‬‬
‫كما قتل عدد من أبناء جعفر كأبناء عقيل‪ ،‬كمن إخوة ا‪٢‬بسْب ألبيو ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫ٍب إف يزيد أمر بتسيّب نساء أىل البيت كأطفا‪٥‬بم إٔب ا‪٤‬بدينة كأخرج الَبمذم أف أـ‬
‫سلمة رضي اهلل عنها رأت النيب ‪ُ ‬ب منامها باكيان كبرأسو ك‪٢‬بيتو الَباب فسألتو فقاؿ‪ :‬قتل‬
‫ا‪٢‬بسْب آنفان‪.‬‬

‫ككذلك رآه ابن عباس نصف النهار أشعث أغرب بيده قاركرة فيها دـ يلتقطو فسألو‬
‫فقاؿ ‪ :‬دـ ا‪٢‬بسْب كأصحابو ٓب أزؿ أتتبعو منذ اليوـ‪ ،‬فنظركا فوجدكه قد قتل ُب ذلك اليوـ‪.‬‬
‫ركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد كغّبه‪ ،‬عن أنس بن مالك قاؿ‪ :‬است ذف َملَح المطر ربو ع ّ وجل‬
‫أف ي ور النبي ‪ ‬ف ذف لو ف اء وىو في بيت أـ سلمة رضي ا عنها‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا أـ‬
‫سلمة احفظي علينا الباب ال يدبل علينا أحد‪ .‬فبينما ىي على الباب إذ جاء ال سين‬
‫ففتح الباب ف عل يتقف على ظهر النبي ‪ ،‬والنبي ‪ ‬يلثمو ويقبلو‪ ،‬فقاؿ لو الملح‪:‬‬
‫ت بو يا م مد؟ قاؿ عم‪ ،‬قاؿ‪ :‬أما إف أمتح ستقتلو‪ ،‬وإف ئت أف أريح من تربة المكاف‬
‫الذي يقتل فيو‪ ،‬قاؿ‪ :‬فقبض قبضة من المكاف الذي يقتل فيو ف تاه بشهلة حمراء‪،‬‬
‫ف بذتو أـ سلمة ف علتو في ثوبها‪ ،‬قاؿ ثابت البنا٘ب الذم ركل ا‪٢‬بديث عن أنس‪ :‬كنا‬
‫نقوؿ‪ :‬إهنا كرببلء‪.‬‬

‫‪039‬‬
‫كُب ركاية‪ :‬قالت أـ سلمة ٍب ناكلِب كفا من تراب أ‪ٞ‬بر كقاؿ إف ىذا من تربة األرض‬
‫الٍب يقتل هبا فمٌب صار دمان فاعلمي أنو قد قتل‪ ،‬فلما رأت أـ سلمة الرؤيا الٍب مر ذكرىا‬
‫فتحت القاركرة الٍب كضعت هبا الَباب فوجدتو قد صار دمان ككردت عدة ركايات غّب ىذه‪.‬‬

‫كركل عمر ا‪٤‬ببل عن ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬إف جبريل‬
‫ػ عليو الس ـ ػ أببر ي أف ا ػ ع ّ وجل ػ قتل بِ َدِـ ي يى بن زكريا ػ عليهما الس ـ ػ‬
‫سبعين ألفاً وىو قاتل ب َدِـ ال سين سبعين ألفاً وسبعين ألفاً"‪ .‬ىذا كقد حصلت أمور غريبة‬
‫يوـ استشهاده‪ ،‬ككل ذلك من كراماتو الدالة على علو قدره‪ ،‬كإف عظم ا‪١‬بزاء مع عظم الببلء‪.‬‬

‫صفتو‪ :‬ركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد عن علي ‪ ‬قاؿ‪ :‬كاف ا‪٢‬بسن أشبو الناس برسوؿ اهلل ‪ ‬ما‬
‫بْب الصدر إٔب الرأس‪ ،‬كا‪٢‬بسْب أشبو بو ما كاف أسفل ذلك" كاف أ‪٠‬بر ‪ٝ‬بيل الوجو فكاف ‪‬‬
‫أشبو بأبيو من الصدر إٔب أعلى‪ ،‬كىذا ال يعُب أنو ليس فيو شبو برسوؿ اهلل ‪ ‬أم ُب كجهو‪.‬‬

‫وكاف من ألقابو‪ :‬السبط ػ كالرشيد ػ كالطيب ػ كالواُب ػ كالسيد ػ كالزكي ػ كا‪٤‬ببارؾ ػ كالتابع‬
‫‪٤‬برضاة اهلل تعأب‪.‬‬
‫ككاف ‪ ‬من أشجع الشجعاف‪ ،‬كثّب العباده‪ ،‬مهيبان ػ معظمان ػ قيل لسيدنا علي زين‬
‫العابدين ‪ :‬ما كاف أقل كلد أبيك‪ ،‬قاؿ‪ :‬العجب كيف كلد لو‪ ،‬كاف يصلي ُب اليوـ كالليلة‬
‫ألف ركعة‪ ،‬فمٌب كاف يتفرغ للنساء‪.‬‬

‫كحج ‪ٟ ‬بسان كعشرين حجة ماشيان‪ ،‬كإف النجائب لتقاد بْب يديو‪.‬‬
‫كأتى مرة سيدنا عمر ‪ ‬كىو ٱبطب على ا‪٤‬بنرب فصعد إليو كقاؿ لو‪ :‬انزؿ عن منرب أيب‬
‫كاذىب إٔب منرب أبيك‪ ،‬فقاؿ لو‪ٓ" :‬ب يكن أليب منرب‪ ،‬كأخذه فأجلسو معو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬من علمك؟‬
‫فقاؿ‪ :‬كاهلل ما علمِب أحد"‪.‬‬

‫ومن ك مو ‪:‬‬

‫فتعود نًقمان‪،‬‬ ‫ً‬


‫"اعلموا أف حوائج الناس إليكم من ن ىع ًم اهلل ػ ٌ‬
‫عز كجل ػ فبل ‪ٛ‬بىلوا النىػ ىعم‪ ،‬ى‬
‫ا‪٤‬بعركؼ رجبلن لرأيتموه رجبلن ىح ىسنان‬ ‫عقب أجران‪ ،‬فلو رأيتم‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫ب ى‪ٞ‬بٍدان‪ ،‬كيي ي‬
‫كاعلى ىموا أف ا‪٤‬بعركؼ يي ٍكس ي‬
‫يسر الناظرين‪ ،‬كلو رأيتم الل ٍؤىـ رجبلن لرأيتموه رجبلن ‪٠‬بجان مقبوحان تنفر منو القلوب‪ ،‬كتغض‬ ‫‪ٝ‬بيبلن ي‬

‫‪041‬‬
‫دكنو األبصار‪ ،‬كاعلموا أف ىم ٍن جاد ساد كمن بى ًخ ًُ ىؿ رذؿ‪ .‬كمن تعجل ألخيو خّبان كجده إذا‬
‫قدـ عليو غدان‪.‬‬

‫كدـ آؿ أيب طالب‪ ،‬فإ٘ب رأيت بِب حرب‬


‫ككتب عبد ا‪٤‬بلك بن مركاف إٔب ا‪٢‬بجاج‪ :‬إياؾ ى‬
‫عز كجل ا‪٤‬بلك منهم‪.‬‬‫‪٤‬با قتلوا حسينان ‪ ‬نزع اهلل ٌ‬
‫‪ ‬أوالده وىم‪:‬‬

‫علي األكرب قتل مع أبيو‪ ،‬كأمو‪ :‬ليلى ابنة أيب مرة عركة الثقفى‪ ،‬كأمها ميمونة ابنة أيب‬
‫ٌ‬
‫سفياف بن حرب _ كجعفر ػ كعبد اهلل ػ ككلهم ٓب يعقبوا‪ ،‬فجعفر مات صغّبان ػ كعبد اهلل قتل‬
‫صغّبان مع أبيو‪ :‬أمو كأـ سكينو ىي‪ :‬الرباب ابنة امرئ القيس الكليب‪ ،‬خطبها من بعده عدد من‬
‫أشراؼ قريش فقالت‪ :‬ما كنت أل‪ٚ‬بذ ‪ٞ‬بوا بعد رسوؿ اهلل ‪ ، ‬كبقيت بعده سنة ٓب يظلها‬
‫سقف بيت حٌب ماتت كمدان‪ .‬الكامل ُب التاريخ‪ ،‬كأبو بكر قتل معو بكرببلء‪ ،‬كعلي زين‬
‫العابدين ‪ ،‬كمنو انتشرت الذرية ا‪٢‬بسينية‪.‬‬

‫ولل سين ‪ ‬من البنات‪ :‬زينب ػ كفاطمة ػ كسكينة ككن معو بكرببلء‪ ،‬ك‪ٞ‬بلن إٔب‬
‫يزيد‪.‬‬

‫أوالد زين العابدين علي عليو الس ـ والرضواف‪ :‬أحد عشر ذكران كأربع إناث‪.‬كالذين‬
‫أعقبوا منهم ستة كىم‪ :‬السادة ػ ‪٧‬بمد الباقر ػ كعبد اهلل الباىر‪ ،‬كزيد الشهيد‪ ،‬كعمر األشرؼ‬
‫كا‪٢‬بسْب األصغر ػ كعلي األصغر‪.‬‬

‫كتكاثرت ىذه الذرية الطاىرة حٌب مؤلت األقطار كهلل ا‪٢‬بمد كخرج منها أئمة عظاـ‬
‫كعلماء كأكلياء كأقطاب‪ ،‬منهم اإلماـ جعفر الصادؽ بن ‪٧‬بمد الباقر‪ ،‬كموسى الكاظم ػ كعلي‬
‫الرضا ػ ك‪٧‬بمد ا‪١‬بواد ػ كعلي ا‪٥‬بادم ػ كأبو ‪٧‬بمد ا‪٢‬بسن العسكرم ا‪٣‬بالص‪.‬‬

‫كمنهم األقطاب ػ أ‪ٞ‬بد الرفاعي ػ كأ‪ٞ‬بد البدكم ػ كإبراىيم الدسوقي كغّبىم كغّبىم ‪‬‬
‫كنفعنا هبم‪.‬‬

‫‪040‬‬
‫‪ ‬صفة اإلماـ ال سن وبعض سيرتو‪:‬‬
‫ركل البخارم كغّبه‪ ،‬عن عقبة بن ا‪٢‬بارث قاؿ‪ :‬رأيت أبا بكر الصديق ‪ٞ ،‬بل‬
‫كعلي يضحك (كركل أيضان عن أنس‬
‫بعلي ٌ‬
‫ا‪٢‬بسن كىو يقوؿ‪ :‬بأيب شبيو بالنيب‪ ،‬كليس شبيهان ٌ‬
‫بن مالك ‪ ‬قاؿ‪ٓ" :‬ب يكن فيهم أحد أشبو بالنيب من ا‪٢‬بسن بن علي"‪.‬‬

‫كركل الَبمذم‪ ،‬عن أيب جحيفة قاؿ‪ :‬رأيت النيب ككاف ا‪٢‬بسن بن علي يشبهو"‪.‬‬

‫كمرضعة ا‪٢‬بسن كانت أـ الفضل زكج العباس ‪ ،‬أرضعتو بلنب قثم بن العباس‪ .‬ركاه‬
‫أ‪ٞ‬بد‪.‬‬
‫ومن ألقابو‪ :‬السبط ػ كالسيد ػ كالتقي ػ كالزكي ػ كالطيب ػ كالوٕب ػ كاجملتىب‪ ،‬كىو اإلماـ‬
‫كا‪٣‬بليفة بعد أبيو‪.‬‬
‫بويع لو بعد أبيو فبقي با‪٣‬ببلفة ستة أشهر ٍب تنازؿ ‪٤‬بعاكية عنها إلطفاء الفتنة كحقنان‬
‫لدماء ا‪٤‬بسلمْب بعد أف شرط عليو عدة شركط‪ ،‬كىذا ا‪٤‬بوقف من أشجع ا‪٤‬بواقف الٍب تدؿ على‬
‫علو قدره كحلمو كزىده‪.‬‬

‫كهبذا تكوف معجزة جده ‪ ‬قد ‪ٙ‬بققت حيث جاء ُب ا‪٢‬بديث الذم ركاه البخارم‬
‫كأ‪ٞ‬بد كالنسائي كأبو داكد كالَبمذم كالطربا٘ب ُب ا‪٤‬بعجم الكبّب كالبيهقي ُب دالئل النبوة‬
‫بركايات متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬

‫عن أيب بكرة قاؿ‪٠ :‬بعت النيب ‪ ‬على ا‪٤‬بنرب‪ ،‬كا‪٢‬بسن إٔب جنبو ينظر إٔب الناس مرة‬
‫كإليو مرة كيقوؿ‪ ":‬إف ابِب ىذا سيد‪ ،‬كلعل اهلل أف يصلح بو بْب فئتْب من ا‪٤‬بسلمْب"‪.‬‬

‫كحديث سفينة مؤب رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬ب فة النبوة ث ثوف‬
‫سنة‪ ،‬ثم يؤتي ا الملح‪ ،‬أو ملكو من يشاء" ركاه أ‪ٞ‬بد كأبو داكد كالنسائي كغّبىم ك‪٥‬بذا‬
‫ا‪٢‬بديث ركايات أخرل‪.‬‬

‫فكانت آخر ا‪٤‬بدة يوـ سلم ا‪٢‬بسن األمر ‪٤‬بعاكية‪ ،‬كذلك يوـ االثنْب ‪٣‬بمس لياؿ بقْب‬
‫من شهر ربيع األكؿ سنة إحدل كأربعْب‪ ،‬كتسمى ىذه السنة سنة ا‪١‬بماعة" ركاه ابن حباف ُب‬

‫‪042‬‬
‫صحيحو مطوالن‪ .‬علم من ىذا أف تنازلو عن ا‪٣‬ببلفة ٓب يكن عن جنب كضعف‪ ،‬فإنو ‪٤‬با بويع‬
‫كاف جيشو َْ ألفان كقيل َٗ ألفان‪.‬‬

‫وأما عبادتو‪ :‬فإنو كاف كثّب العبادة كاف ‪ ‬كل ليلة بعد صلواتو كعبادتو يقرأ سورة‬
‫الكهف‪.‬‬

‫كركل ا‪٢‬باكم ُب ا‪٤‬بستدرؾ كغّبه عن ابن عباس رضي اهلل عنهما قاؿ‪ :‬ما ندمت على‬
‫شيء فاتِب ُب شبايب إال أ٘ب ٓب أحج ماشيان‪ ،‬كإف ا‪٢‬بسن بن علي قد حج ‪ٟ‬بسان كعشرين مرة‬
‫كإف النجائب لتقاد معو‪،‬ككاف يقوؿ ‪ :‬إ٘ب ألستحي من ريب أف ألقاه‪ ،‬كٓب ً‬
‫أمش إليو‪.‬‬
‫كركل ابن خلكاف ُب كفيات االعياف‪ :‬أنو كاف إذا توضأ كفرغ من الوضوء تغّب لونو‪،‬‬
‫فقيل لو ُب ذلك فقاؿ‪ :‬حق على من أراد أف يدخل على ذم العرش أف يتغّب لونو"‪.‬‬

‫ككاف إذا صلى الصبح جلس ُب مصبله يذكر اهلل حٌب ترتفع الشمس‪ ،‬كيتحلق حولو‬
‫كجوه الناس كأشرافهم كيتحدثوف إليو" كما ُب هتذيب الكماؿ للمزم‪.‬‬

‫‪ ‬كأما حلمو كأخبلقو‪:‬‬


‫ً‬
‫ب إذا تكلم أال يسكت من‬ ‫قاؿ عمّب بن إسحاؽ‪ :‬ما تكلم عندم أحد كنت أيح ي‬
‫ا‪٢‬بسن بن علي كما ‪٠‬بعت منو كلمة فحش قط إال مرة كاحدة‪ ....‬كىي قولو لشخص‪ :‬ليس‬
‫لو عندنا إال ما يىػ ٍرغيم أنفو‪ ،‬قاؿ‪ :‬فهذه أشد كلمة فحش ‪٠‬بعتها منو قط"‪ .‬ركاه السيوطي ُب‬
‫تاريخ ا‪٣‬بلفاء كأخرجو ابن سعد‪.‬‬

‫ككاف ‪ ‬بينو كبْب مركاف بن ا‪٢‬بكم كبلـ‪ ،‬فأقبل عليو مركاف فجعل يغلظ لو‪ ،‬كا‪٢‬بسن‬
‫ساكت‪ ،‬فامتخط مركاف بيمينو‪ ،‬فقاؿ ا‪٢‬بسن ‪ :‬كٰبك أما علمت أف اليمْب للوجو‪،‬‬
‫كالشماؿ للفرج‪ ،‬أؼ لك‪ ،‬فسكت مركاف" ركاه السيوطي ُب تاريخ ا‪٣‬بلفاء كالذىيب ُب سّبه‪،‬‬
‫يعُب أف ا‪٢‬بسن سكت ‪٤‬با كاف األمر متعلقان بو‪ ،‬فلما خالف مركاف السنة‬
‫غضب هلل‪.‬‬

‫‪043‬‬
‫٘برعو‬
‫ك‪٤‬با مات ‪ ،‬بكى مركاف ُب جنازتو‪ ،‬فقاؿ لو ا‪٢‬بسْب ‪ :‬أتبكيو كقد كنت ِّ‬
‫٘برعو؟ فقاؿ"‪ :‬إ٘ب كنت أفعل ذلك إٔب أحلم من ىذا كأشار إٔب ا‪١‬ببل" هتذيب الكماؿ‬
‫ما ِّ‬
‫للمزم‪.‬‬

‫كدخل رجل من الشاـ ا‪٤‬بدينة فرأل ا‪٢‬بسن راكبا على بغلة كٓب يكن يعرفو فقاؿ‪ٓ :‬ب ىأر‬
‫أحسن كجهان كال ‪٠‬بتا كال ثوبان كال دابة منو فماؿ قليب إليو‪،‬فسألت عنو‪ ،‬فقيل ىذا ا‪٢‬بسن بن‬
‫علي فامتؤل قليب بغضان لو‪ ،‬كحسدت عليان أف يكوف لو ابن مثلو‪ ،‬فصرت إليو‪ ،‬فقلت‪ :‬أأنت ابن‬
‫علي؟ قاؿ‪ :‬أنا ابنو‪ ،‬فقلت‪ :‬أفعل بك كبأبيك‪ ،‬أسبهما‪ ،‬فلما انقضى كبلمي‪ ،‬قاؿ ٕب‪:‬‬
‫أحسبك غريبان‪ ،‬قلت‪:‬أجل‪ ،‬قاؿ‪ :‬مل بنا فإف احتجت إٔب مٍنزؿ أنزلناؾ‪ ،‬كإف احتجت إٔب و‬
‫ماؿ‬
‫آسيناؾ‪ ،‬أك إٔب حاجة عاكناؾ‪ ،‬قاؿ‪ :‬فانصرفت عنو‪ ،‬كما على األرض أحب إٕب منو‪ ،‬كما‬
‫فكرت ُب ما صنع‪ ،‬كصنعت إال شكرتو كخزيت نفسي" ركاه ابن خلكاف ُب الوفيات‪.‬‬

‫ك‪٤‬با بويع با‪٣‬ببلفة‪ :‬كبينما ىو يصلي إذ كثب عليو رجل فطعنو ُب كركو فمرض منها‬
‫شهران‪ ،‬فقعد على ا‪٤‬بنرب كقاؿ‪" :‬قتلتم أيب باألمس كاليوـ تفعلوف يب ىذا" ٍب قاؿ‪ :‬اتقوا اهلل فينا‪،‬‬
‫فإنا أمراؤكم‪ ،‬كأضيافكم الذين قاؿ اهلل فينا‪ ":‬إ٭با يريد اهلل ليذىب عنكم الرجس أىل البيت‬
‫كيطهركم تطهّبان"‪ .‬فما زاؿ يتكلم حٌب ما يرل ُب ا‪٤‬بسجد إال باكيان" ركاه الطربا٘ب ُب ا‪٤‬بعجم‬
‫الكبّب‪.‬‬

‫وأما كرمو وسخاؤه فكاف أجود أىل عصره ففي هتذيب الكماؿ للمزم أف ‪٧‬بمد بن‬
‫سّبين ‪ ‬قاؿ‪" :‬رٗبا أجاز ا‪٢‬بسن بن علي الرجل الواحد ٗبئة ألف"‪.‬‬

‫كُب سّب األعبلـ كالنببلء للذىيب‪ :‬أف سعيد بن عبد العزيز قاؿ‪٠" :‬بع ا‪٢‬بسن رجبلن إٔب‬
‫جانبو يدعو اهلل أف ٲبلكو عشرة آالؼ درىم‪ ،‬فقاـ إٔب منزلو فبعث هبا إليو"‪.‬‬

‫كُب تاريخ ابن كثّب كغّبه‪ :‬أف ا‪٢‬بسن ‪ ‬رأل غبلمان‪ُ .‬ب حائط من حوائط ا‪٤‬بدينة‬
‫يأكل من رغيف لقمة‪ ،‬كيطعم كلبان لقمة‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬ما ‪ٞ‬بلك على ىذا؟ فقاؿ‪ :‬إ٘ب أستحي‬
‫من أف آكل كال أطعمو‪ ،‬فقاؿ لو ا‪٢‬بسن‪ :‬ال تربح مكانك حٌب آتيك‪ ،‬فذىب إٔب سيده‬

‫‪044‬‬
‫فاشَباه‪ ،‬كاشَبل ا‪٢‬بائط الذم ىو فيو‪ ،‬فأعتقو كملكو ا‪٢‬بائط (أم البستاف)‪ ،‬فقاؿ لو الغبلـ‪،‬‬
‫يا موالم قد كىبت ا‪٢‬بائط للذم كىبتِب لو‪.‬‬

‫كقاؿ اإلماـ أبو جعفر ‪٧‬بمد الباقر ‪" :‬جاء رجل إٔب ا‪٢‬بسْب بن علي استعاف بو ُب‬
‫حاجة‪ ،‬فوجده معتكفان فاعتذر إليو‪ ،‬فذىب إٔب ا‪٢‬بسن فاستعاف بو فقضى حاجتو‪ ،‬كقاؿ‪:‬‬
‫لقضاء حاجة أخ ٕب ُب اهلل أحب إٕب من اعتكاؼ شهر"‪.‬‬

‫كقاؿ ابن سّبين ر‪ٞ‬بو اهلل‪ :‬كاف ا‪٢‬بسن بن علي ال يدعو إٔب طعامو أحدان‪ ،‬كيقوؿ ىو‬
‫أىوف من أف يدعى إليو أحد‪ .‬يعِب مع عظم رخائو كاف يأكل أكل الزىاد كالفقراء‪.‬‬

‫كُب حلية األكلياء أليب نعيم‪ :‬أف ا‪٢‬بسن ‪ :‬قاسم اهلل مالو ثبلث مرات حٌب إنو كاف‬
‫يعطي ا‪٣‬بف كٲبسك النعل ‪ ،‬كقالوا ‪:‬إنو خرج من مالو مرتْب‪.‬‬

‫ككاف ‪٧ ‬بببا إٔب الناس فكانوا إجبلالن لو كتقربان من النسب الشريف يزكجونو‪ ،‬ككاف‬
‫كالده سيدنا علي عليو السبلـ يقوؿ ‪٥‬بم‪" :‬ال تزكجوه‪ ،‬فإنو مطبلؽ‪ ،‬قد خشيت أف يورثنا‬
‫العداكة ُب القبائل‪ ،‬فيقولوف‪ :‬كاهلل يا أمّب ا‪٤‬بؤمنْب لو خطب إلينا كل يوـ لزكجناه منا ىم ٍن شاء‪.‬‬
‫ابتغاء صهر رسوؿ اهلل ‪ ،‬ركاه ابن سعد ُب طبقاتو‪.‬‬

‫كركم أيضان عن علي بن ا‪٢‬بسْب رضي اهلل عنهما قاؿ‪ :‬كاف ا‪٢‬بسن مطبلقان للنساء‬
‫ص ىن تسعْب امرأة‪.‬‬
‫أح ى‬
‫ككاف ال يفارؽ امرأة إال كىي ‪ٙ‬ببو‪ ،‬ك ٍ‬
‫كركل البيهيقي كغّبه‪ ،‬أف ا‪٢‬بسن ‪ :‬كاف ٲبتع مطلقاتو متعة كثّبة‪ ،‬حٌب إنو طلق‬
‫امرأتْب ُب يوـ كاحد ػ كبعث إٔب كل كاحدة منهما بعشرة آالؼ كزقاؽ من عسل‪ ،‬فقالت‬
‫إحداٮبا‪ :‬متاع قليل من حبيب مفارؽ‪.‬‬

‫وأما عن تسليمو لربو فقد حاز مقاـ الرضا كاليقْب‪ ،‬فقد ركل ابن عساكر كغّبه أنو‪:‬‬
‫قيل للحسن ‪ ‬إف أبا ذر يقوؿ‪ :‬الفقر أحب إٕب من الغُب كالسقم أحب من الصحة إٕب‪،‬‬
‫فقاؿ ‪ :‬رحم اهلل أبا ذر‪ ،‬أما أنا فأقوؿ‪ :‬من اتكل إٔب حسن اختيار اهلل ٓب يتمن أنو ُب غّب‬
‫ا‪٢‬بالة الٍب اختارىا اهلل لو‪.‬‬

‫‪045‬‬
‫كذكر ا‪٥‬بيتمي ُب الصواعق احملرقة قاؿ‪ :‬ككاف عطاؤه كل سنة مائة ألف فحبسها عنو‬
‫معاكية ُب بعض السنْب فحصل لو إضاقة شديدة قاؿ‪ :‬فدعوت بدكاة ألكتب إٔب معاكية‬
‫ألذكره نفسي ٍب أمسكت فرأيت رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بناـ فقاؿ‪" :‬كيف أنت يا حسن؟ فقلت‬
‫ٖبّب يا أبت كشكوت إليو تأخر ا‪٤‬باؿ عُب فقاؿ‪ :‬أدعوت بدكاة لتكتب إٔب ‪٨‬بلوؽ مثلك تذكره‬
‫ذلك؟ قلت‪ :‬نعم يا رسوؿ اهلل فكيف أصنع؟ فقاؿ قل‪" :‬اللهم اقذؼ ُب قليب رجاءؾ كاقطع‬
‫رجائي عمن سؤاؾ حٌب ال أرجو أحدان غّبؾ‪ ،‬اللهم كما ضعفت عنو قوٌب كقصر عنو عملي كٓب‬
‫تنتو إليو رغبٍب كٓب تبلغو مسألٍب كٓب ٯبر على لسا٘ب ‪٩‬با أعطيت أحدان من األكلْب كاآلخرين من‬
‫اليقْب فخصِب بو يا أرحم الرا‪ٞ‬بْب" قاؿ‪ :‬فواهلل ما أ‪٪‬بحت فيو أسبوعان حٌب بعث إٕب معاكية‬
‫بألف ألف ك‪ٟ‬بسمائة ألف‪ ،‬فقلت‪ ،‬ا‪٢‬بمد هلل الذم ال ينسى من ذكره كال ٱبيب من دعاه‪،‬‬
‫فرأيت النيب ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بناـ فقاؿ‪ :‬يا حسن كيف أنت؟ فقلت ٖبّب يا رسوؿ اهلل كحدثتو ٕبديثي‪،‬‬
‫فقاؿ‪ :‬يا بِب ىكذا من رجا ا‪٣‬بالق كٓب يرج ا‪٤‬بخلوؽ‪ .‬ركاه البيهقي كابن عساكر كما ُب تاريخ‬
‫ا‪٣‬بلفاء للسيوطي‪.‬‬

‫‪ ‬إج ؿ الص ابة لو وألبيو‪:‬‬


‫فمن ذلك أف سيدنا عليان ‪ ‬كاف يكرمو إكرامان زائدان كيعظمو كٯبلو‪.‬‬
‫ركل أبو داكد ُب سننو عن علي كرـ اهلل كجهو‪ :‬أنو نظر إٔب ابنو ا‪٢‬بسن ‪ ‬فقاؿ‪:‬إف‬
‫ابِب ىذا سيدكما ‪٠‬باه النيب ‪ ‬كسيخرج من صلبو رجل يسمى باسم نبيكم يشبهو ُب ا‪٣‬بلق‬
‫كال يشبهو ُب ا‪٣‬بلق ٲبؤل األرض عدالن‪.‬‬

‫كقد مر أف الصديق األكرب ‪ ‬كاف يداعبو كٰبملو كيكرمو كذكر الذىيب كابن كثّب أف‬
‫سيدنا الفاركؽ عمر ‪ ،‬فرض عطاء ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب كعطاء أبيهما كمثل أىل بدر ‪ٟ‬بسة‬
‫آالؼ‪.‬‬

‫ككذلك سيدنا عثماف ‪ ‬كاف يكرـ السبطْب كٰببهما‪ ،‬كقد كاف ا‪٢‬بسن معو يوـ الدار‬
‫كىو ‪٧‬بصور فخشي عليو كأقسم عليو لّبجعن إٔب مٍنزلو‪ ،‬ذكره ا‪٢‬بافظ ابن كثّب ُب تارٱبو‪.‬‬
‫ٍب إف سيدنا عليان ‪ ‬قاؿ للحسن كا‪٢‬بسْب‪ :‬اذىبا بسيفيكما حٌب تقوما على باب‬
‫عثماف‪ ،‬فبل تدعا أحدان يصل إليو‪ ،‬فلما رأل احملاصركف ذلك رموا باب عثماف بالسهاـ حٌب‬

‫‪046‬‬
‫خضب ا‪٢‬بسن بالدماء على بابو‪ ،‬فلما تسور ا‪٤‬بها‪ٝ‬بوف الدار كقتلوا عثماف ‪ ‬دكف أف يعلم‬
‫أحد كبل ا‪٣‬برب عليان كطلحة كالزبّب كسعدان‪ ..‬حٌب دخلوا على عثماف فوجدكه مقتوالن‪،‬‬
‫فاسَبجعوا‪ ،‬كقاؿ علي البنيو‪ :‬كيف قتل أمّب ا‪٤‬بؤمنْب كأنتما على الباب؟ كرفع يده فلطم‬
‫ا‪٢‬بسن كضرب صدر ا‪٢‬بسْب‪ ...‬ذكره السيوطي ُب تاريخ ا‪٣‬بلفاء‪ .‬كُب اإلصابة البن حجر‪ :‬مر‬
‫ا‪٢‬بسْب بعبد اهلل بن ىع ٍم يرك بن العاص فقاؿ‪ :‬ىذا أحب أىل األرض إٔب أىل السماء اليوـ‪.‬‬

‫ككاف ابن عباس رضي اهلل عنهما يأخذ بركاب ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب إذا ركبا‪ ،‬كيرل ىذا من‬
‫النعم عليو‪.‬‬

‫ككانا إذا طافا بالبيت يكاد الناس ٰبطموهنما ‪٩‬با يزد‪ٞ‬بوف عليهما للسبلـ عليهما‪.‬‬

‫ككاف عبد اهلل بن الزبّب رضي اهلل عنهما يقوؿ‪ :‬كاهلل ما قامت النساء عن مثل ا‪٢‬بسن‬
‫بن علي ذكره ا‪٤‬بزم ُب هتذيب الكماؿ‪ .‬كركل البخارم‪ ،‬عن ابن عمر رضي اهلل عنهما كقد‬
‫سألو بعض أىل العراؽ عن ا‪٤‬ب ٍح ًرـ يقتل الذباب‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أىل العراؽ يسألوف عن الذباب‪ ،‬كقد‬
‫ي‬
‫قتلوا ابن ابنة رسوؿ اهلل ‪ ،‬كقد قاؿ‪" :‬ىما ري ا تاي من الد يا"‪.‬‬

‫‪ ‬ومن كرامات اإلماـ ال سن ‪:‬‬


‫ما نقلو اإلماـ ا‪٤‬بناكم ُب طبقاتو‪" :‬أف رجبلن تغوط على قربه فجن‪ ،‬فجعل ينبح كما‬
‫فس ًم ىع من قربه يعوم" قاؿ أخرجو أبو نعيم كابن عساكر‪.‬‬
‫تنبح الكبلب ٍب مات‪ ،‬ي‬
‫مر يومان بامرأة معها مولود‪ ،‬فجاء عيقاب فاختطفو فتعلقت أمو با‪٢‬بسن ‪‬‬
‫كمنها‪ :‬أنو َّ‬
‫كقالت‪ :‬يا ابن بنت رسوؿ اهلل ‪ ‬ابِب‪ ،‬فبسط يده كدعا‪ ،‬فجاء العقاب كجعل كلدىا على‬
‫يدىا كٓب يضره‪.‬‬

‫‪ ‬بعض أقوالو التي تدؿ على سعة علمو وب غتو‪:‬‬


‫السداد دفع ا‪٤‬بنكر‬
‫ي‬ ‫فمن كبلمو ‪ :‬أكيس الكيس التقى‪ ،‬كأ‪ٞ‬بق ا‪٢‬بمق الفجور‪.‬‬
‫با‪٤‬بعركؼ‪ ،‬كالشرؼ اصطناعي العشّبة‪ ،‬ك‪ٞ‬بل ا‪١‬بريرة‪ .‬ا‪٤‬بركءة العفاؼ كإصبلح ا‪٤‬بآؿ‪ ،‬اللؤـ احر ياز‬
‫نفسو‪ ،‬كبذلو عرسو‪.‬‬

‫‪047‬‬
‫يدؾ شرفان كما أنفقتو تلفان‪.‬‬
‫السماح البذؿ ُب العسر كاليسر‪ ،‬كالشح أف ترل ما ُب ى‬

‫اإلخاء ا‪٤‬بواساة ُب الشدة كالرخاء الغنيمة الرغبة ُب التقول‪ ،‬كالزىادة ُب الدنيا‪ ،‬فذلك‬
‫الغنيمة الباردة‪.‬‬

‫كظم الغيظ‪ ،‬كملك النفس‪ ،‬كالغُب رضا النفس ٗبا قي ًس ىم كإف قل‪ ،‬كالفقر شره‬
‫ا‪٢‬بلم ي‬
‫ي‬
‫النفس إٔب كل شيء‪ ،‬كالكلفة كبلمك فيما ال يعنيك‪.‬‬

‫ك‪٤‬با نزؿ ‪ ‬عن ا‪٣‬ببلفة‪ ،‬كاف أصحابو يقولوف لو‪ :‬يا عار ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬فيقوؿ‪ :‬العار خّب‬
‫من النار‪.‬‬

‫كقاؿ لو رجل‪ :‬السبلـ عليك يا مذؿ ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬فقاؿ‪ :‬لست ِّ‬


‫ٗبذ‪٥‬بم‪ ،‬لكِب كرىت أف‬
‫أقتلكم على ا‪٤‬بلك‪.‬‬

‫بِب كبِب أخي‪ :‬تعلموا العلم‪ :‬فمن ٓب يستطع منكم أف‬‫ككاف يقوؿ لبنيو كبِب أخيو‪ :‬يا َّ‬
‫ليض ٍعو ُب ٍبيتًو‪ ،‬ذكره اإلماـ ‪٧‬بمد الصا‪٢‬بي الشامي ُب سبل‬
‫ٰبفظىو‪ ،‬أك قاؿ‪ :‬يركيو‪ ،‬فليكتيبو ك ى‬
‫ا‪٥‬بدل كالرشاد‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كركل الدكاليب عن زيد بن ا‪٢‬بسن رضي اهلل عنهما قاؿ‪ :‬خطب ا‪٢‬بى ىس ين رضي اهلل‬
‫عليو ٍب قاؿ‪ :‬لقد قبض ُب ىذه‬ ‫تعأب عنو الناس حْب قتل أبوه علي ‪ ،‬فحمد اهلل كأثُب ٍ‬
‫الليلة رجل ٍب مدحو‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬كقد كاف رسوؿ اهلل ‪ ‬يعطيو الراية فيقاتل جربيل عن ٲبينو‬
‫كميكائيل عن يساره فما يرجع حٌب يفتح اهلل عليو كما ترؾ على ظهر األرض صفراء كال بيضاء‬
‫إال سبعمائة درىم من عطائو‪ ،‬كأراد أف يبتاع هبا خادمان ألىلو‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬أيها الناس‪ ،‬من عرفِب‬
‫بن علي كأنا ابن الرضا‪ ،‬كأنا ابن البشّب‪ ،‬كأنا ابن‬ ‫فقد ىعرفىِب ‪ ،‬كمن ٓب يعرفٍِب فأنا ا‪٢‬بسن ي‬
‫النذير‪ ،‬كأنا ابن الداعي إٔب اهلل بإذنو كالسراج ا‪٤‬بنّب‪ ،‬كأنا من أىل البيت الذم كاف جربيل ‪‬‬
‫الرجس كطهرىم تطهّبان‪،‬‬
‫ى‬ ‫من أىل البيت الذم أذىب اهلل عنهم‬ ‫كيصعد من عندنا كأنا ٍ‬
‫ي‬ ‫ينزؿ فيو‬
‫ي‬
‫مود ىهتم على كل مسلم‪ ،‬فقاؿ اهلل تبارؾ كتعأب لنبيو‬
‫افَبض اهلل تعأب َّ‬
‫ى‬ ‫كأنا من أىل البيت الذين‬
‫ا‪٤‬بودة ُب القرىب"‪.‬‬
‫‪" :‬قل ال أسألكم عليو أجران إال َّ‬

‫‪048‬‬
‫كركم أف سيدنا ا‪٢‬بسن كاف ٲبشي كأنو ا‪٤‬بلك فقيل لو أىو غركر فقاؿ‪ :‬بل عزة‬
‫اإلسبلـ‪ .‬كانت خبلفتو ستة أشهر ك‪ٟ‬بسة أياـ كما ُب سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد‪.‬‬

‫كقاؿ ُب سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد‪ :‬ككاف (أم ا‪٢‬بسن ‪ )‬سيدان حليمان زاىدان عاقبلن فاضبلن‬
‫فصيحان ذا سكينة ككقار‪ ،‬جوادان يكره الفًب كسفك الدماء‪ ،‬دعاه كرعو كزىده كحلمو إٔب ترؾ‬
‫أكداجهم دمان‪،‬‬
‫ا‪٣‬ببلفة‪ ،‬كقاؿ‪ :‬خشيت أف ٯبيء يوـ القيامة سبعوف ألفان أك أقل أك أكثر تنضح ي‬
‫ككاف من أحسن الناس كجهان كأكرمهم كأجودىم كأطيبهم كبلمان‪ ،‬كأكثرىم حياءن‪ ،‬ككاف أكثر‬
‫ىد ٍىره صائمان‪ ،‬ككاف فعلو يسبق قولو ُب ا‪٤‬بكارـ كا‪١‬بود‪ ،‬ككاف كثّب اإلفضاؿ على إخوانو ال يغفل‬
‫عن أحد منهم‪ ،‬كال يٍٰب ًو يجو إٔب أف ٍ‬
‫يسألو‪ ،‬بل يبتدئو بالعطاء‪ ،‬قبل السؤاؿ‪...‬‬

‫ركل ابن أيب الدنيا ُب كتاب اليقْب‪ ،‬عن ‪٧‬بمد بن معشر اليزبوعي قاؿ‪ :‬قاؿ علي‬
‫للحسن ابنو رضي اهلل عنهما‪ :‬كم بْب اإلٲباف كاليقْب؟ قاؿ‪ :‬أربعة أصابع‪ٍ ،‬ب ػ قاؿ‪ :‬اليقْب ما‬
‫كصدقٍت بو‪ ،‬قاؿ ػ أم علي ػ أشهد أنك ‪٩‬بن أنت منو‪،‬‬ ‫رأتو عيناؾ‪ ،‬كاإلٲباف ما ىً‪٠‬ب ىعٍتوي أذينيك ى‬
‫ذرية بعضها من بعض"‪.‬‬

‫ومن ك مو العظيم الفائدة في القضاء والقدر‪.‬‬

‫ما ركم عن ا‪٢‬بسن البصرم ‪ ،‬أنو كتب إٔب ا‪٢‬بسن بن علي رضي اهلل عنهما يسألو‬
‫بقضاء ً‬
‫اهلل‬ ‫ً‬ ‫يؤمن‬
‫"م ٍن ٓب ٍ‬ ‫علي رضي اهلل عنهما‪ :‬ى‬
‫عن القضاء كالقدر‪ ،‬فكتب فيو ا‪٢‬بسن بن ٌ‬
‫كقدره خّبه كشره فقد كفر‪ ،‬كمن ‪ٞ‬بل ذنبو على ربو فقد فجر‪ ،‬كإف اهلل تعأب ال يطاعي استكراىان‬
‫لك لً ىما ىملَّ ىك يه ٍم كقادر على ما أقٍدرىم‪ ،‬فإف ىع ًملوا بالطاعة ٓب‬
‫صى بغلبى وة‪ ،‬ألنو تعأب ما ه‬
‫كال يػي ٍع ى‬
‫جربى ٍم على ذلك‪ ،‬كلى ٍو ىجبىػىر ا‪٣‬ب ٍلق‬
‫ىٰبي ٍل بينهم كبْب ما عملوا‪ ،‬فإف ٓب يفعل فليس ىو الذم ي‬
‫عنه يم العذاب‪ ،‬كلى ٍو‬ ‫عنه يم الثواب‪ ،‬كلى ٍو جربىم على ا‪٤‬بعصية ألسقط ي‬ ‫على الطاعة ألس ىق ىط ي‬
‫أٮبلهم كاف ذلك ىع ٍجزان ُب القدرًة‪ ،‬كلكن لو فيهم ا‪٤‬بشيئة الٍب غيبىػ ىها عنهم‪ ،‬فإف عملوا بالطاعة‬
‫كاف لو ا‪٤‬بنة عليهم‪ ،‬كإف عملوا با‪٤‬بعصية فىػلىوي ا‪٢‬بجة عليهم‪.‬‬

‫انتهى كبلمو ‪ ‬كنفعنا بو ػ آمْب‪.‬‬

‫‪049‬‬
‫‪ ‬بعض األحاديث التي وردت في فضل السبطين رضي ا عنهما‬

‫أخرج ابن سعد عن عمراف بن سليماف قاؿ‪ :‬ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب ا‪٠‬باف من أ‪٠‬باء أىل‬
‫العرب هبما ُب ا‪١‬باىلية"‪.‬‬ ‫ا‪١‬بنة‪ ،‬ما َّ ً‬
‫تسمت ي‬
‫كقاؿ السيوطي ُب تاريخ ا‪٣‬بلفاء‪ :‬كقاؿ ا‪٤‬بفضل‪ :‬إف اهلل حجب اسم ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب‬
‫حٌب ‪٠‬بَّى هبما النيب عليو الصبلة كالسبلـ ابنيو ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب‪.‬‬

‫ا‪٢‬بسن أشبو برسوؿ اهلل ‪ ‬ما بْب‬


‫ي‬ ‫كركل الَبمذم كابن حباف عن علي ‪ ‬ػ ككاف‬
‫الصدر إٔب الرأس‪ ،‬كا‪٢‬بسْب أشبو بو ما كاف أسفل من ذلك"‪.‬‬

‫كركل أ‪ٞ‬بد كابن حباف حديثان جاء فيو‪" :‬أف النبي ‪ ‬كنّى ال سن أبا م مد‪،‬‬
‫وال سين أبا عبد ا "‪.‬‬

‫كركم عن أيب رافع كالطربا٘ب كابن عساكر عن السيدة فاطمة بنت رسوؿ اهلل ‪ ‬أهنا‬
‫أتت بابنيها إٔب رسوؿ اهلل ‪ُ ‬ب شكواه الٍب توُب فيها فقالت‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬ىذاف ابناؾ‬
‫وسؤددي‪ ،‬وأما حسين فإف لو جراءتي‬
‫ُ‬ ‫فورثهما شيئان فقاؿ ‪٥‬با‪" :‬وأما حسن فلو ىيبتي‬
‫وجودي" ذكره ُب سبل ا‪٥‬بدل كالرشاد‪.‬‬

‫‪051‬‬
‫كركل الطربا٘ب ُب الكبّب‪ ،‬عن أيب أيوب ‪ ‬قاؿ‪ :‬دخلت على رسوؿ اهلل ‪ ‬كا‪٢‬بسن‬
‫كا‪٢‬بسْب يلعباف بْب يديو أك ُب حجره فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل أ‪ٙ‬ببهما؟ فقاؿ‪" :‬وكيف ال أحبهما‬
‫وىما ري ا تاي من الد يا أ مهما"‪.‬‬

‫كركل أيضان كأبو نعيم‪ ،‬عن ٍيعلىى بن مرة أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬ال سن وال سين‬
‫سبطاف من األسباط"‪.‬‬
‫كعن ابن عمر كعلي ‪ :‬أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬أبناي ىذاف ال سن وال سين‬
‫سيدا باب أىل ال نة وأبوىما بير منهما"‪ .‬ركاه ابن عساكر‪.‬‬

‫كللَبمذم عن أيب سعيد ا‪٣‬بدرم ‪ ‬قاؿ ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬ال سن وال سين‬
‫سيدا باب أىل ال نة"‪.‬‬

‫كركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد كابن عساكر‪ ،‬عن علي‪ ،‬كأبو نعيم عن أيب سعيد ‪ :‬أف رسوؿ‬
‫اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬إف ال سن وال سين سيدا باب أىل ال نة إالّ ابني الخالة عيسى بن‬
‫مريم‪ ،‬وي يى بن زكريا ػ عليهما الص ة والس ـ ػ وفا مة سيدة ساء أىل ال نة إال ما‬
‫كاف من مريم ابنة عمراف"‪.‬‬

‫كركل البخارم عن ابن عباس ‪ ‬قاؿ‪ :‬كاف رسوؿ اهلل ‪ ‬يعوذ ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب‬
‫يقوؿ‪" :‬أعيذكما بكلمات ا التامة من كل يطاف وىامة ومن كل عين المة‪ ،‬ويقوؿ ‪ :‬إف‬
‫أباكم إبراىيم ػ ‪ ‬ػ كاف يعوذ بهما إسماعيل وإس اؽ" عليهما الصبلة كالسبلـ‪.‬‬

‫كعن أيب ىريرة ‪ ،‬أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬اللهم إ ي أحبهما ف ِحبهما‪ ،‬وأبغض من‬
‫أبغضهما" يعُب ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب رضي اهلل عنهما ركاه ابن أيب شيبة كالطربا٘ب ُب الكبّب‪.‬‬

‫كعنو ‪ ‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬من أحب ال سن وال سين فقد أحبني ومن‬
‫أبغضهما فقد أبغضني" ركاه اإلماـ أ‪ٞ‬بد كابن سعد كغّبٮبا‪.‬‬

‫كعن أيب ىريرة ‪ ،‬قاؿ‪ :‬كنا نصلي مع رسوؿ اهلل ‪ ‬العشاء فإذا سجد كثب ا‪٢‬بسن‬
‫كا‪٢‬بسْب على ظهره فإذا رفع رأسو أخذٮبا أخذا رقيقا فيضعهما عن ظهره‪ ،‬فإذا رفع حٌب إذا‬

‫‪050‬‬
‫قضى صبلتو أقعدٮبا على ً‬
‫فخذيٍو قاؿ‪ :‬فقمت إليو فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬أردٮبا‪ ،‬فربقت برقة‪،‬‬
‫فقاؿ ‪٥‬بما‪" :‬ال َقا ب كمكما" قاؿ‪ :‬فمكث ضوؤىا حٌب دخبل على أمهما"‪ .‬ركاه اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪.‬‬
‫كعن ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬أف رسوؿ اهلل ‪ ‬كاف حامبلن ا‪٢‬بسن بن علي على‬
‫عاتقو‪ ،‬فقاؿ رجل‪ :‬نعم ا‪٤‬بركب ركبت يا غبلـ‪ ،‬فقاؿ النيب ‪ " :‬عم الراكب ىو" ركاه‬
‫الَبمذم‪.‬‬

‫كعن عبد اهلل بن مسعود ‪ ‬قاؿ‪ :‬كاف النيب ‪ ‬يصلي كا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب يثباف على‬
‫ظهره‪ ،‬فيباعدٮبا الناس‪ ،‬فقاؿ‪" :‬دعوىما ب بي ىما وأمي‪ ،‬من أحبني فلي ب ىذين" ركاه‬
‫النسائي كابن حباف كالطربا٘ب ُب الكبّب‪.‬‬

‫كركل أ‪ٞ‬بد عن زىّب بن األقمر رجل من األزد ‪ ‬قاؿ‪٠ :‬بعت رسوؿ اهلل ‪ ‬يقوؿ‬
‫للحسن بن علي‪" :‬من أحبني فلي بو‪ ،‬فليبلغ الشاىد الغائب" كلوال عزمة رسوؿ اهلل ‪ ‬ما‬
‫حدثتكم‪.‬‬

‫ٲبص لساف ا‪٢‬بسن أك شفتو‪ ،‬كأنو‬


‫كركل أيضان عن معاكية‪ ،‬قاؿ‪ :‬رأيت رسوؿ اهلل ‪ ‬ي‬
‫لن ِّ‬
‫يعذب لساف أك شفتاف مصهما رسوؿ اهلل ‪.‬‬

‫كركل ابن حباف عن أيب ىريرة‪ ،‬أنو قبل سرة ا‪٢‬بسن كقاؿ فداؾ أيب‪ ،‬حيث رأيت رسوؿ‬
‫اهلل ‪ ‬يقبلو‪.‬‬

‫كركل الَبمذم أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪" :‬حسين مني وأ ا من حسين‪ ،‬أحب ا من‬
‫أحب حسيناً‪ ،‬وحسين سبط من األسباط"‪.‬‬

‫كركل ا‪٢‬باكم أنو ‪ ‬قاؿ‪" :‬اللهم إ ي أحبو ف حبو (يعِب ا‪٢‬بسْب)"‪،‬ككاف النيب ‪‬‬
‫يقبل فمو‪.‬‬

‫ك‪٤‬با نزلت آية ا‪٤‬بباىلة كىي قولو تعأب‪ :‬فمن حاجح فيو من بعد ما جاءؾ من‬
‫تعالوا دع أبناء ا وأبناءكم و ساء ا و ساءكم وأ فسنا وأ فسكم ثم بتهل‬
‫العلم فقل ْ‬

‫‪052‬‬
‫فن عل لعنة ا على الكاذبين‪ ‬احتضن ‪ ‬ال سين وأبذ بيد ال سن ومشت فا مة‬
‫بلفو وعلي بلفهما‪ ،‬ثم قاؿ‪" :‬أللهم ىؤالء أىل بيتي" ركاه مسلم‬
‫كُب الكامل ُب التاريخ‪٤" :‬با رآىم الوفد ا‪٤‬ببعوث من قبل نصارل ‪٪‬براف من أجل ا‪٤‬بباىلة‬
‫قالوا‪ :‬ىذه كجوه لو أقسمت على اهلل أف يزيل ا‪١‬بباؿ ألزا‪٥‬با‪ ،‬كٓب يباىلوه كصا‪٢‬بوه‪ ،‬كُب بعض‬
‫السّب ‪٤‬با عادكا إٔب قومهم كسألوا عن عدـ مباىلة النيب ‪ ‬أجاب رأسهم قائبلن‪ :‬لو باىلناه ‪٤‬با‬
‫بقي نصرا٘ب على كجو األرض‪ٍ ،‬ب قاؿ رأيت كجوىا أْب‪.....‬‬

‫كمناقب السبطْب كأىل البيت كثّبة كقد أيمرنا بتوقّبىم ك‪٧‬ببتهم‪.‬‬

‫ركل البخارم عن أيب بكر الصديق ‪ ‬أنو قاؿ‪ :‬ارقبوا ‪٧‬بمدان ‪ُ ‬ب أىل بيتو‪.‬‬

‫كُب الصواعق احملرقة قاؿ‪ :‬كصح عن أيب بكر ‪ ‬أنو قاؿ لعلي ‪" :‬كالذم نفسي‬
‫إٕب أف أصل من قرابٍب" ركاه البخارم‪.‬‬
‫بيده لقرابة رسوؿ اهلل ‪ ‬أحب ٌ‬
‫كأىل بيت النيب ‪ ‬ىم ا‪٤‬بؤمنوف من بِب ىاشم كبِب ا‪٤‬بطلب‪ ،‬كزكجانو ‪ ،‬فعلى ىذا‪:‬‬
‫فزكجاتو ‪ ‬كآؿ علي كآؿ جعفر كآؿ عقيل كآؿ العباس‪ ،‬كلهم أىل بيتو‪.‬‬

‫ركل مسلم عن زيد بن أرقم ‪ ‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬أذكركم ا في أىل بيتي‪،‬‬
‫فقيل ل يد‪ :‬ومن أىل بيتو أليل ساؤه من أىل بيتو؟ قاؿ‪ :‬ساؤه من أىل بيتو‪ ،‬ولكن أىل‬
‫بيتو من حرـ الصدقة بعده‪ ،‬ؿ علي ػ و ؿ عقيل ػ و ؿ جعفر ػ و ؿ العباس"‪.‬‬

‫ك‪٩‬با جاء ُب فضل أىل البيت قولو ‪" :‬من سره أف يكتاؿ بالمكياؿ األوفى إذا‬
‫صلى علينا أىل البيت فليقل‪" :‬اللهم صل على ػ سيد ا ػ م مد النبي وأزواجو أمهات‬
‫المؤمنين وذريتو وأىل بيتو‪ ،‬كما صليت على ػ سيد ا ػ إبراىيم إ ح حميد م يد"‪ .‬كُب‬
‫ركاية كما صليت على آؿ إبراىيم إنك ‪ٞ‬بيد ‪٦‬بيد‪.‬‬

‫كقولو ‪ُ ‬ب حجة الوداع يوـ عرفة‪" :‬إ ي تركت فيكم ما إف أبذتم بو لن تضلوا‬
‫كتاب ا وعترتي أىل بيتي" ركاه الَبمذم كحسنو‪.‬‬

‫‪053‬‬
‫كإ٭با ‪ٛ‬بيزت ذرية السبطْب عن ذرية باقي أىل البيت ألف ا‪٤‬بنسوب إليهما منسوب إٔب‬
‫النيب ‪ ،‬كىذه خصوصية‪ ،‬مع بقاء نسبتها إٔب علي رضي اهلل عنهم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬
‫فقد ركل اإلماـ أ‪ٞ‬بد عن عمر ‪ ‬قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪" :‬كل ولد أب فإف‬
‫عصبتهم ألبيهم ما ب ولد فا مة فإ ي أ ا عصبتهم"‪.‬‬
‫كركل الطربا٘ب عن سيدنا عمر كسيدتنا فاطمة رضي اهلل عنهما أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫"كل بني أ ثى فإف عصبتهم ألبيهم ما ب بني فا مة‪ ،‬فإ ي أ ا عصبتهم وأ ا أبوىم"‪.‬‬
‫ك‪٢‬بديث عمر ‪٤ ‬با خطب أـ كلثوـ ابنة علي ‪ ‬كغّب ذلك من األحاديث‪ ،‬كقد‬
‫قاؿ هبذا ا‪١‬بم الغفّب من العلماء كاألئمة األفاضل نفعنا اهلل هبم‪.‬‬
‫كبربكة النيب ‪ ‬فإف ذريتو الٍب ظهرت من نسل سبطيو ا‪٢‬بسنْب أبناء فاطمة كعلي ‪،‬‬
‫ظهر فيهم أكثر أكابر األكلياء من ىذه األمة‪ ،‬كاألئمة كالعلماء فيهم ال ٰبصوف لكثرهتم‪ ،‬كمن‬
‫راجع كتب الَباجم كالطبقات كا‪٤‬بناقب كجد فيها ما بينتو‪( .‬البحر الوافر)‬

‫ػوؿ‬
‫كم الرس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬‫ُّ‬ ‫كفػ ػ ػ ػػاكم يػ ػ ػ ػػا بن ػ ػ ػ ػي ال ىػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ػل ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ُ‬
‫إذا م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا قي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َ‬ ‫ػراء فخػ ػ ػ ػػراً‬
‫ػوؿ‬
‫وأمك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُػم المط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو َِرةُ البت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬
‫ُّ‬ ‫ػارس الهي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػي‬
‫أب ػ ػ ػ ػ ػ ػػوكم ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬
‫ػوؿ‬
‫ط ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو العق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫ػدر ال تُ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ُ‬ ‫وق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬ ‫ػت ِعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ّ ال يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬
‫وؿ‬ ‫ِألى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِػل البي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ػبيل‬
‫ت الُهػ ػ ػ ػػدب فَػ ُه ػ ػ ػ ػ ُم السػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫فػ ػ ػ ػػإ ْف ُرْم ػ ػ ػ ػ َ‬ ‫ومملكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةٌ وس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلطنةٌ وجػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاهٌ‬
‫تطاع مػ ػ ػ ػ ػػديح قػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػادـ جػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ كد ْ‬
‫ىم ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َػو َج ْبػ َرئيػػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُل‬ ‫وبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫ػوـ‬ ‫ُ‬ ‫بالمس ػ ػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ْ‬ ‫فهػ ػ ػ ػ ػػل‬

‫(الب ر البسيط)‬ ‫وفي ديواف اإلماـ الشافعي ‪:‬‬

‫ف ػ ػ ػ ػػرض م ػ ػ ػ ػػن ا ف ػ ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػ ػػر ف أ لَػ ػ ػ ػػوُ‬ ‫يػ ػ ػ ػػا ؿ بيػ ػ ػ ػػت رسػ ػ ػ ػػوؿ ا حػ ػ ػ ػػب ُك ُم‬

‫مػ ػ ػػن لػ ػ ػػم يص ػ ػ ػ كل علػ ػ ػػيكم ال ص ػ ػ ػ ة لػ ػ ػػو‬ ‫يكف ػ ػػي ُك ُم م ػ ػػن عظ ػ ػ ِ‬


‫ػيم الفخ ػ ػػر أ ُك ػ ػ ُػم‬

‫أم ال تكمل صبلتو‬

‫‪054‬‬
‫‪ ‬أوالد اإلماـ ال سن ‪‬‬

‫كعددىم ثبلثة عشر ذكران‪ ،‬كقيل ‪ٟ‬بسة عشر ذكران‪ ،‬ك‪ٜ‬باف بنات‪ ،‬كالعقب منهم الثنْب‬
‫كبنت كاحدة فقط‪ .‬كقيل ا‪٤‬بعقبوف من الذكور ثبلثة‪ .‬كقيل ست بنات‪ .‬كقيل ُب الذكور أهنم‬
‫أحد عشر ذكران‪ ،‬قوالن ثالثان‪.‬‬
‫ُ‪ .‬كىم أبو ‪٧‬بمد ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب‪ ،‬كأمو خولة بنت منظور بن زباف الفزاريٌة‪.‬‬
‫ِ‪ .‬كأبو ا‪٢‬بسن زيد‪ ،‬كاختاه‪ :‬أـ ا‪٢‬بسْب أك أـ ا‪٣‬بّب‪ -‬كأـ ا‪٢‬بسن‪ ،‬كأمهم‪ :‬أـ بشر‬
‫بنت أيب مسعود عقبة بن عمرك بن ثعلبة ا‪٣‬بزرجي األنصارم البدرم‪ .‬كالسادة‪:‬‬
‫ّ‪ .‬عمر‪.‬‬
‫ْ‪ .‬كالقاسم‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬كعبد اهلل أبو بكر‪ ،‬كعد بعضهم عبد اهلل األصغر ػ كأبو بكر فيكوف العدد حٌب‬
‫اآلف ستة ذكور‪ ،‬كأمهم أـ كلد‪ ،‬كاستشهدكا مع عمهم اإلماـ ا‪٢‬بسْب ‪‬‬
‫بطف كرببلء‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬كعبد الر‪ٞ‬بن‪ ،‬كأمو أـ كلد‬
‫ٕ‪ .‬كا‪٢‬بسْب ا‪٤‬بلقب باألشرـ‪ ،‬كأمو أـ كلد‬
‫أمهما‪:‬أـ إسحاؽ بنت طلحة بن عبيد اهلل ‪‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٖ‪ .‬كطلحة‪ ،‬كأختو‪ :‬فاطمة‪،‬‬
‫ٗ‪ .‬ك‪٧‬بمد‬
‫َُ‪ .‬كجعفر‬
‫ُُ‪ .‬كيعقوب‬
‫ُِ‪ .‬ك‪ٞ‬بزة‬
‫ُّ‪ .‬كإ‪٠‬باعيل‬
‫ُْ‪ .‬كعقيل‬
‫كمن البنات أيضان ػ أـ عبد اهلل‪ .‬كأـ سلمة ػ كرقية ػ كسكينة‪.‬‬

‫كزاد بعضهم أف من أكالده أيضان‪ :‬علي األكرب ػ كعلي األصغر ػ ك‪٧‬بمد األصغر ػ‬
‫كعمرك‪.‬‬

‫‪055‬‬
‫كذكر بعضهم‪ :‬أنو قتل مع اإلماـ ا‪٢‬بسْب من أبناء اإلماـ ا‪٢‬بسن أكثر من ستة‪.‬‬

‫كُب الكامل ُب التاريخ‪:‬أهنم أرادكا قتل ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب كعمرك فاستصغركٮبا فَبكوٮبا‬
‫قاؿ النسابوف ٓب يعقب من أكالد اإلماـ ا‪٢‬بسن عليو السبلـ أم الذكور منهم إال‬
‫اإلماماف زيد كا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب‪ ،‬كزاد بعضهم أف ‪٧‬بمدان بن ا‪٢‬بسن أعقب أيضان كلو ذرية حٌب اآلف‪،‬‬
‫قاؿ أىل ا‪٤‬بعرفة باألنساب أف ىذا غّب صحيح‪ ،‬كما يكجد ُب بعض الكتب من نسبة بعض‬
‫الناس إليو فهو خطاه من ا‪٤‬بؤلف مع صحة نسب ىذا الشيخ أك العآب إٔب اإلماـ ا‪٢‬بسن ابن‬
‫عل وي رضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫فأما السيد زيد كيكُب بأيب ا‪٢‬بسن كقيل أيب ا‪٢‬بسْب‪ .‬فكاف من أكابر أىل الفضل‬
‫كالكرـ ككاف ‪ٝ‬بيبلن جليل القدر إذا نظر إليو الناس يقولوف‪" :‬جده رسوؿ اهلل ‪ .‬كما ُب‬
‫طبقات ابن سعد‪ ،‬ككاف يثِب على أيب بكر كعمر رضي اهلل عنهما كٰبذر من بغضهما ككاف‬
‫الشعراء ٲبدحونو كثّبان‪ ،‬كلو ركايات ُب ا‪٢‬بديث عن ابن عباس كبعض التابعْب كالصحابة كٓب‬
‫ٱبرج مع عمو اإلماـ ا‪٢‬بسْب عليو السبلـ إٔب العراؽ‪ ،‬كبعد قتل عمو بايع سيدنا عبد اهلل بن‬
‫الزبّب رضي اهلل عنهما با‪٣‬ببلفة‪ ،‬ككاف معو ُب مواقعو إٔب أف قتل أم عبد اهلل بن الزبّب‪.‬‬

‫كُب أياـ سيدنا عمر بن عبد العزيز ‪ :‬كتب عمر بن عبد العزيز‪ :‬إف زيد بن ا‪٢‬بسن‬
‫فأدكا إليو صدقات رسوؿ اهلل ‪ "‬أم عطاءىم‪.‬‬
‫شريف بِب ىاشم ٌ‬
‫توُب ‪ ‬بْب مكة كا‪٤‬بدينة ٗبوضع يقاؿ لو‪ :‬حاجر فحمل إٔب ا‪٤‬بدينة كدفن ُب البقيع‪،‬‬
‫كقد عاش مائة سنة‪.‬‬

‫أكالده أربعة ذكور كبنت كىم‪ :‬السادة ‪٧‬بمد قتل مع اإلماـ ا‪٢‬بسْب بطف كرببلء ػ كأبو‬
‫ا‪٢‬بسْب ٰبٓب ػ كا‪٢‬بسْب ػ كأبو ‪٧‬بمد ا‪٢‬بسن‪ ،‬أمّب ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة أياـ العباسيْب‪.‬‬

‫كٓب يعقب منهم إال السيد ا‪٢‬بسن بن زيد‪ ،‬كمنو تفرعت ذرية السيد زيد بن اإلماـ‬
‫ا‪٢‬بسن بن أمّب ا‪٤‬بؤمنْب علي بن أيب طالب ‪.‬‬

‫‪056‬‬
‫أعقب السيد ا‪٢‬بسن بن زيد ‪ٜ‬بانية ذكور كثبلث بنات كالعقب من أكالده الذكور‬
‫‪٣‬بمسة منهم ببل خبلؼ‪ ،‬كاختلف ُب اثنْب آخرين‪.‬‬

‫كمن بناتو الثبلث‪ :‬الولية ا‪١‬بليلة السيدة نفيسة صاحبة ا‪٤‬بناقب الكثّبة كالكرمات‬
‫ا‪٤‬بدفونة ُب القاىرة ٗبصر‪ ،‬كزكجها‪ :‬السيد إسحاؽ بن اإلماـ جعفر الصادؽ ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫(ٗ )‬
‫عليو الس ـ‬ ‫اإلماـ ال سن المثنى‬
‫ابن اإلماـ ال سن السبط بن سيد ا علي ‪‬‬
‫كيكُب بػأيب ‪٧‬بمد‪ :‬كأمو خولة بنت منظور بن زباف بن سيٌار بن عمرك بن جابر بن‬
‫عقيل بن ىبلؿ بن ‪٠‬بي بن مازف بن فزارة‪ .‬كىو أصغر من أخيو زيد‪.‬‬

‫لو ‪ ‬ركايات ُب ا‪٢‬بديث عن أبيو عن جده‪ ،‬ككاف كصي أبيو‪ ،‬ككإب صدقات آؿ‬
‫علي بن أيب طالب ‪.‬‬

‫كفد على عبد ا‪٤‬بلك بن مركاف ألمور بينو كبْب ا‪٢‬بجاج‪ ،‬فأكرمو كنصره على ا‪٢‬بجاج‪،‬‬
‫كأقره كحده على كالية صدقة علي ‪.‬‬

‫ٍب إف عبد ا‪٤‬بلك بن مركاف بلغو‪ :‬أف اإلماـ ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب يكاتب أىل العراؽ‬
‫فاستحضره‪ ،‬فقاؿ لو اإلماـ علي زين العابدين بن ا‪٢‬بسْب رضي اهلل عنهما‪ :‬يا بن عم‪ ،‬قل‬
‫كلمات الفرج"‪ :‬ال إلو إال اهلل ا‪٢‬بليم الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬ال إلو إال اهلل العلي العظيم‪ ،‬ال إلو إال اهلل رب‬
‫السموات السبع كرب األرض كرب العرش الكر‪ٙ‬ب" فلما جيء بو إٔب عبد ا‪٤‬بلك خلى عنو‪،‬‬
‫كا‪٢‬بمد هلل‪.‬‬

‫ككاف ‪ٝ ‬بيبلن جوادا شجاعان‪ ،‬ككاف ٰبذر من الغلو ُب أىل بيت النيب ‪ ‬كيتربأ ‪٩‬بن‬
‫يبغض الشيخْب أبا بكر كعمر رضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫توُب ‪ ‬سنة سبع كتسعْب كقيل تسع كتسعوف كدفن ُب البقيع‪.‬‬

‫‪057‬‬
‫أكالده السادة‪٧ :‬بمد كبو كاف يكُب‪ ،‬كأمو‪ :‬رملة بنت سيدنا سعيد بن زيد بن عمرك‬
‫بن نفيل ‪ ،‬كٓب يعقب‪.‬‬

‫كعبد اهلل احملض ػ كإبراىيم الغيمر ػ كا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثلث ػ كزينب ػ كأـ كلثوـ كأمهم‪ :‬السيدة‬
‫فاطمة بنت اإلماـ ا‪٢‬بسْب بن علي ‪.‬‬
‫ركم أف ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب عليو السبلـ‪ ،‬خطب إٔب عمو ا‪٢‬بسْب‪ ،‬فقاؿ اإلماـ ا‪٢‬بسْب‪ :‬يا‬
‫بن أخي قد انتظرت ىذا منك‪ ،‬انطلق معي‪ ،‬فخرج بو حٌب أدخلو داره‪ٍ ،‬ب أخرج إليو بنتيو‬
‫فاطمة كسكينة‪ ،‬فقاؿ‪" :‬اخَب"‪ .‬فاختار فاطمة‪ ،‬فزكجو إياىا كتزكج أيضان بنت عمو ‪٧‬بمد بن‬
‫علي ‪ ،‬كتزكج أيضان بنت عمو عمر بن علي ‪ ،‬كضمهما ُب ليلة كاحدة‪ ،‬كقاؿ سيدنا‬
‫‪٧‬بمد بن علي‪ :‬و‬
‫ليلتئذ‪" :‬ىو أعز علينا منهما" فاجتمع عنده بنات أعمامو الثبلثة‪.‬‬

‫ولو من األوالد أيضاً‪ :‬جعفر ػ كداكد ػ كفاطمة ػ كأـ القاسم قسيمة ػ كمليكة‪ ،‬كأمهم أـ‬
‫كلد فارسية تدعى حبيبة‪.‬‬

‫كالعقب من أكالده ‪٣‬بمسة كىم السادة‪ :‬عبد اهلل احملض ػ كإبراىيم الغمر ػ كا‪٢‬بسن‬
‫ا‪٤‬بثلث ػ كداكد ػ كجعفر فأما السيد إبراىيم الغمر ‪ ‬فلقب بالغمر ‪١‬بوده كيكُب أبا إ‪٠‬باعيل‪،‬‬
‫توُب بالسجن سنة ‪ٟ‬بس كأربعْب كمائة عن سبع كقيل تسع كستوف سنة‪ ،‬حبسو أبو جعفر‬
‫ا‪٤‬بنصور مع اثِب عشر رجبلن من بِب اإلماـ ا‪٢‬بسن السبط عليو السبلـ كأعقابو أحد عشر كلدان‪:‬‬
‫ستة ذكور ك‪ٟ‬بس بنات‪ ،‬كذريتو كبّبة‪.‬‬

‫كأما ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثلث‪ :‬كيكُب بأيب علي‪ ،‬توُب ‪ ‬سنة ‪ٟ‬بس كأربعْب كمائة ُب حبس‬
‫ا‪٤‬بنصور با‪٥‬بامشية عن عمر ‪ٜ‬باف كستْب سنة‪ ،‬كأعقابو ستة ذكور كىم‪ :‬السادة طلحة كالعباس‬
‫كحسن ‪ -‬كإبراىيم كأبو جعفر عبد اهلل ا‪٤‬بلقب بالفاضل مات أيضان با‪٢‬ببس كلو عدة أكالد‪،‬‬
‫كأبو ا‪٢‬بسن علي ا‪٤‬بلقب بالعابد‪ ،‬كا‪٤‬بعقبوف من أكالد ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثلث ىم ثبلثة فقط‪ :‬إبراىيم‪-‬‬
‫كأبو جعفر عبد اهلل الفاضل كأبو ا‪٢‬بسن علي العابد‪.‬‬

‫كأما السيد داكد ‪ :‬كيكُب أبا سليماف‪ ،‬ككاف يلي صدقات سيدنا علي كرـ اهلل‬
‫كجهو نيابة عن أخيو السيد عبد اهلل احملض‪ ،‬فقد أفلت من حبس ا‪٤‬بنصور بدعاء علمو اإلماـ‬

‫‪058‬‬
‫جعفر الصادؽ عليو السبلـ ألمو أـ داكد كيعرؼ بدعاء أـ داكد‪ ،‬توُب با‪٤‬بدينة عن عمر ستْب‬
‫سنة‪ ،‬كأعقابو أربعة ذكراف كابنتاف كىم‪ :‬السادة ‪ :‬عبد اهلل ػ كسليماف ػ كمليكة ك‪ٞ‬بادة‪ ،‬ككلهم‬
‫أعقبوا‪ ،‬كأمهم ىي ‪:‬أـ كلثوـ بنت اإلماـ علي زين العابدين عليو السبلـ‪.‬‬

‫كأما السيد جعفر عليو السبلـ‪:‬كيكُب أبا ا‪٢‬بسن كىو أسن إخوتو‪ ،‬كيلقب با‪٣‬بطيب‬
‫لفصاحتو كببلغتو‪ ،‬فهو من ‪ٝ‬بلة من حبسهم ا‪٤‬بنصور من بِب اإلماـ ا‪٢‬بسن‪ٍ ،‬ب أفرج عنو‪،‬‬
‫كتوُب با‪٤‬بدينة عن عمر سبعْب سنة‪ ،‬كأعقابو عشرة أكالد ست بنات كأربعة ذكور‪ ،‬كذرية السيد‬
‫جعفر من الذكور من كاحد فقط كىو ‪ :‬السيد ا‪٢‬بسن بن جعفر‪.‬‬

‫س ـ ا عليهم‬

‫(ٓ )‬
‫عليو الس ـ‬ ‫وأما اإلماـ عبد ا الم ض‬

‫ككنيتو أبو ‪٧‬بمد‪ ،‬كلقب باحملض ػ كالكامل‪ ،‬ألنو علوم فاطمي من جهة األب كاألـ‪.‬‬
‫ككاف ‪ ‬شيخ بِب ىاشم من أكثرىم علمان كفضبلن ككرمان‪ ،‬كقد عاصر ا‪٣‬بليفة الراشد عمر بن‬
‫عبد العزيز ‪ُ ‬ب شبابو‪ ،‬ككاف سيدنا عمر بن عبد العزيز ٯبلو كٰبَبمو كيكرمو‪.‬‬

‫ك‪٤‬با ظهر العباسيوف قدـ مع ‪ٝ‬باعة من الطالبيْب على السفاح كىو باألنبار فأعطاه‬
‫ألف ألف درىم‪ ،‬كعاد إٔب ا‪٤‬بدينة‪ٍ ،‬ب حبسو هبا ا‪٤‬بنصور عدة سنوات من أجل ابنيو السيد‬
‫إبراىيم ك‪٧‬بمد‪ٍ ،‬ب نقلو إٔب الكوفة فسجن هبا‪ٍ ،‬ب مات ‪ ‬قتبلن ُب سجنو‪ ،‬سنة ‪ٟ‬بس كأربعْب‬
‫كمائة عن عمر ‪ٟ‬بس كسبعْب سنة‪.‬‬

‫أكالده ‪ٜ‬بانية ذكور ك‪ٟ‬بس بنات كىم السادة‪٧ :‬بمد النفس الزكية ػ كإبراىيم ػ كموسى‬
‫ا‪١‬بوف ػ كإدريس ػ كسليماف‪ ،‬كٰبٓب صاحب الديلم‪ :‬كأمو قريبة بنت ككيح ػ كعيسى ػ كىاركف‪،‬‬
‫كٓب يعقبا‪.‬‬

‫‪059‬‬
‫كأما البنات فهن‪ :‬فاطمة ػ كزينب ػ كرقية ػ ككلثم ػ كأـ كلثوـ‪ ،‬كليعلم أف أكثر الذريٌة‬
‫ا‪٢‬بسنية منو‪ ،‬كأكثر ا‪٤‬بشاىّب كاألعبلـ ا‪٢‬بسنيْب منو أيضان‪.‬‬

‫فأما السيد ‪٧‬بمد النفس الزكية ككنيتو‪ :‬أبو عبد اهلل كقيل أبو القاسم‪ ،‬كأمو ىند بنت أيب‬
‫عبيدة بن عبد اهلل بن زمعة بن األسود بن ا‪٤‬بطلب بن أسد بن عبد العزل بن قصي‪ .‬حدث‬
‫عن نافع عن ابن عمر ‪ ،‬كحدث عنو عدد من الرجاؿ‪ ،‬ككاف شديد السمرة أثر ُب كجهو‬
‫ا‪١‬بدرم‪ ،‬ضخمان طويبلن ‪٠‬بينان‪.‬‬

‫كلقب بالنفس الزكية كا‪٤‬بهدم‪ ،‬ككاف ذا ىيبة عظيمة كشجاعة باىرة كثّب الصوـ‬
‫كالعبادة‪.‬‬
‫قتل ‪ ‬على يد عيسى بن موسى ا‪٤‬بنتدب من قبل أيب جعفر ا‪٤‬بنصور العباسي ُب‬
‫معركة ضمن ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة ُب ‪٧‬بلة أحجار الزيت‪ ،‬ككاف مقتلو يوـ االثنْب بعد العصر ألربع‬
‫عشرة ليلة خلت من رمضاف سنة ‪ٟ‬بس كأربعْب كمائة كطيف برأسو‪ ،‬ككاف اإلماـ أبو حنيفة‬
‫كاإلماـ مالك رضي اهلل عنهما من أنصاره‪.‬‬

‫أكالده‪ :‬عبد اهلل األشَب قتل بكابل ػ كالقاسم ػ كعلي جيء بو من مصر فحبس ُب‬
‫بغداد ُب سجن ا‪٤‬بهدم كتوُب هبا‪ -‬كا‪٢‬بسن قتل بفخ (اسم موضع ٗبكة دفن فيو ابن عمر) قتلو‬
‫العباسيوف صربان كأمهم‪ :‬أـ سلمة بنت ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب‪.‬‬

‫كالطاىر‪ :‬كأمو‪ :‬فاختة بنت فليح من بُب الزبّب بن العواـ ‪ ‬كإبراىيم‪ :‬كأمو أـ كلد‪.‬‬
‫كأ‪ٞ‬بد ػ كٰبٓب ػ كأما البنات ػ فهن فاطمة كزينب‪ ،‬كأمهما أـ سلمة‪ ،‬كأـ كلثوـ كأـ سلمة كأـ‬
‫علي‪.‬‬

‫كأما السيد إبراىيم بن عبد اهلل احملض فيكُب أبا ا‪٢‬بسن كأمو‪ :‬ىند بنت أيب عبيدة ‪٤‬با‬
‫بلغو مقتل أخيو السيد ‪٧‬بمد النفس الزكية خرج بالكوفة على أيب جعفر ا‪٤‬بنصور‪ ،‬فعرض لو‬
‫عيسى بن موسى ُب ببا‪ٟ‬برا‪ ،‬موضع بْب الكوفة ككاسط كىو إٔب الكوفة أقرب‪ -‬فقتلو هبا كحز‬
‫رأسو ك‪ٞ‬بل إٔب ا‪٤‬بنصور‪ .‬ككاف مقتلو يوـ االثنْب ‪٣‬بمس لياؿ بقْب من ذم القعدة سنة ‪ٟ‬بس‬

‫‪061‬‬
‫كأربعْب كمائة عن عمر ‪ٜ‬باف كأربعْب سنة‪ ،‬تاركان ع ٌدة أكالد ٓب يعقب منهم إال كاحد ىو ػ‬
‫ا‪٢‬بسن بن إبراىيم‪.‬‬

‫كأما السيد إدريس‪ ،‬كأمو عاتكة بنت عبد ا‪٤‬بلك بن ا‪٢‬برث الشاعر بن خالد بن العاص‬
‫بن ىشاـ بن ا‪٤‬بغّبة ا‪٤‬بخزكمي فإنو ىرب إٔب مصر بعد أف شارؾ ُب معركة فخ مع ا‪٢‬بسْب بن‬
‫علي بن ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثلث بن ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب كالٍب قتل هبا السيد حسْب الذم كاف أمّبان على فخ ُب‬
‫مكة ا‪٤‬بكرمة على يد جيش ا‪٣‬بليفة ا‪٥‬بادم العباسي‪.‬‬
‫ٍب إف السيد إدريس انتقل إٔب ا‪٤‬بغرب األقصى كسكن ُب طنجة ُب مدينة فيها تسمى‬
‫(كليلة) كدعا فيها عدة قبائل من الرببر إٔب الدين فاستجابوا لو كبايعوه‪ ،‬كذلك سنة اثنتْب‬
‫كسبعْب كمائة‪.‬‬

‫ٍب إنو قدـ إليو أحد موأب ا‪٣‬بليفة العباسي كيعرؼ باسم ػ الشماخ اليمامي ػ فأظهر لو‬
‫الوالء‪ ،‬فدس لو السم فمات بو سنة ‪ٟ‬بس كسبعْب كمائة‪ ،‬كقيل سبع كسبعوف‪ ،‬كٓب يعقب إال‬
‫كلدان كأنثى‪ ،‬فأما البنت فهي السيدة فاطمة تزكجت من ابن عمها السيد ‪٧‬بمد بن ٰبٓب‪ ،‬كأما‬
‫الولد فهو السيد‪ :‬إدريس الثا٘ب الذم بويع ملكان على ا‪٤‬بغرب كىو الذم بُب مدينة فاس‬
‫با‪٤‬بغرب‪ ،‬كذريتو كبّبة‪ .‬كإليو يعود نسب اإلماـ عبد السبلـ بن مشيش‪ ،‬كسيدم عبد الواحد‬
‫دفْب طرابلس الشاـ‪ ،‬ىو ابن عبد الكر‪ٙ‬ب بن ‪٧‬بمد بن سيدم عبد السبلـ بن مشيش‪.‬‬

‫كأما السيد ٰبٓب بن عبد اهلل احملض‪ ،‬كيكُب أبا ا‪٢‬بسن‪ ،‬كقيل أبا ‪٧‬بمد‪ ،‬كأمو قريبة بنت‬
‫عبد اهلل بن أيب عبيدة بن عبد اهلل بن زمعو بن األسود بن ا‪٤‬بطلب بن أسد بن عبد العزل بن‬
‫قصي‪ ،‬فقد تلقى علومو على عدد منهم اإلماـ جعفر الصادؽ كاإلماـ مالك بن أنس‪ ،‬ككاف‬
‫آدـ اللوف حسن الوجو كا‪١‬بسم ٓب يكن بالطويل ككاف أصلع‪.‬‬

‫ككاف مع أخيو السيد ‪٧‬بمد النفس الزكية فبعد مقتلو‪ٚ ،‬بفى كصار ينتقل من بلد إٔب‬
‫بلد حٌب كصل إٔب ببلد الديلم‪ ،‬فاجتمع عليو أىل تلك الببلد كبايعوه حٌب ظهر أمره كعظم‬
‫بْب الناس فأرسل لو ا‪٣‬بليفة ىاركف الرشيد الفضل بن ٰبٓب الربمكي حٌب يفاكضو على التنازؿ‪،‬‬
‫فتنازؿ كقدـ بو على ا‪٣‬بليفة الرشيد‪ٍ ،‬ب سار إٔب ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة‪ ،‬فوشى بو رجل من آؿ الزبّب‬
‫كاهتمو بأنو ٰبرض الناس على ا‪٣‬بليفة كأنو يطلب منهم البيعة لنفسو‪ ،‬فاستدعي كالزبّبم إٔب‬

‫‪060‬‬
‫ا‪٣‬بليفة كحصلت بينو كبْب الزبّبم مباىلة عند الرشيد فمات الزبّبم من يومو بعد أف أصابو‬
‫ا‪١‬بذاـ كاسود كجهو‪ ،‬كقبل أف ٱبلى سبيل السيد ٰبٓب كاف قد سم ُب السجن كمات بو سنة‬
‫‪ٟ‬بس كسبعْب كمائة عن عمر ‪ٟ‬بس كستْب سنة‪ ،‬كلو من األكالد أربع بنات كسبعة ذكور‪ ،‬كٓب‬
‫يعقب من أكالده إال كلد كاحد ىو السيد ‪٧‬بمد األثيِب الذم مات بالسجن ببغداد عن عمر‬
‫سبع كثبلثْب سنة تاركان عدة أكالد ٓب يعقب منهم إال السيد عبد اهلل احملدث كالسيد أ‪ٞ‬بد‪،‬‬
‫كأمهما ىي السيدة فاطمة بنت إدريس بن عبد اهلل احملض‪.‬‬

‫كأما السيد سليماف بن عبد اهلل احملض‪ ،‬كيكُب أبا ‪٧‬بمد‪ ،‬ىو كأخوه إدريس من أـ‬
‫كاحدة ىي عاتكة‪ ،‬فقد قتل مع أخيو السيد ‪٧‬بمد النفس الزكية بفخ كما قتل معهما عدد آخر‬
‫من آؿ البيت األشراؼ‪ ،‬كحز رأس مائة رجل من أصحاب السيد ‪٧‬بمد منهم السيد سليماف‪،‬‬
‫مات عن عمر ثبلث ك‪ٟ‬بسْب سنة‪ ،‬كذلك يوـ الَبكية أم قبل الوقوؼ بعرفات بيوـ كاحد‬
‫كأكالده اثناف كٮبا‪ :‬السيد عبد اهلل كالسيد ‪٧‬بمد‪،‬فأما عبد اهلل فلم يعقب‪ ،‬كأما السيد ‪٧‬بمد فقد‬
‫خرج مع عمو السيد إدريس إٔب ا‪٤‬بغرب كمات هبا بقرية يقاؿ ‪٥‬با تلميسْب‪ ،‬كأكالده ثبلثة عشر‬
‫ذكراي نُ أعقب منهم سبعة ٍب تكاثرت ذريتهم‪.‬‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫وأما اإلماـ موسى ال ْوف بن عبد ا الم ض بن ال سن المثنى‬
‫عليهم الس ـ‬

‫فهو كشقيقاه ‪٧‬بمد النفس الزكية كإبراىيم من أـ كاحدة ىي ىند بنت أيب عبيدة‪،‬‬
‫كيكُب أبا ا‪٢‬بسن كقيل‪ :‬أبا عبد اهلل‪ ،‬ككاف لونو أسود‪ ،‬فلقبتو أمو ػ ا‪١‬بوف ػ ككانت ترقصو كىو‬
‫(ٕبر الرجز)‬ ‫طفل كتقوؿ‪:‬‬

‫يو ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػح أف تس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػودىم وتبرع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫إ ػ ػ ػ ػ ػ ػػح إف تكػػ ػ ػ ػ ػػوف جو ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أفرعػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬

‫ككاف من ‪ٝ‬بلة أبناء ا‪٢‬بسن الذين أخذىم ا‪٤‬بنصور مع السيد عبد اهلل احملض إٔب سجن‬
‫ا‪٥‬بامشية بالعراؽ‪ ،‬كطلبو ا‪٤‬بنصور ذات يوـ كضربو ألف سوط‪ٍ ،‬ب خلى سبيلو ليذىب إٔب ا‪٢‬بجاز‬
‫ليأتيو ٖبرب أخويو ‪٧‬بمد كإبراىيم‪ ،‬ىذا كاف قبل معركة فخ‪ ،‬ككانا متخفيْب كقتئذ باليمن‪.‬‬

‫‪062‬‬
‫فبعد قتل إخوتو بقي متخفيان إٔب أف حج ا‪٣‬بليفة ا‪٤‬بهدم ‪٧‬بمد بن ا‪٤‬بنصور‪ ،‬فربز لو ُب‬
‫ا‪٢‬برـ الشريف‪ ،‬فقاؿ لو ُب الطواؼ‪ :‬أيها األمّب ٕب األماف كأدلك على موسى ا‪١‬بوف بن عبد‬
‫اهلل؟ فقاؿ لو ا‪٤‬بهدم‪ :‬لك األماف إف دللتِب‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أهلل أكرب ػ أنا موسى بن عبد اهلل‪ ،‬فقاؿ‬
‫ا‪٤‬بهدم‪ :‬من يعرفك ‪٩‬بن حولك من الطالبية؟ فقاؿ‪ :‬ىذا ا‪٢‬بسن بن زيد‪ ،‬كىذا موسى الكاظم‬
‫بن جعفر الصادؽ كىذا ا‪٢‬بسن بن عبيد اهلل بن العباس بن علي كرـ اهلل كجهو‪ ،‬فقالوا ‪ٝ‬بيعان‪:‬‬
‫صدؽ‪ ،‬ىذا موسى بن عبد اهلل بن ا‪٢‬بسن فخلى سبيلو‪ ،‬كعاش إٔب أياـ ا‪٣‬بليفة ىاركف الرشيد‬
‫كمات بسويقة ػ موضع قرب ا‪٤‬بدينة يسكنو آؿ علي كرـ اهلل كجهو كىي مٍنزؿ آؿ ا‪٢‬بسن ‪.‬‬

‫أوالده‪ :‬اثنا عشر كلدان تسع بنات‪-‬كثبلثة ذكور فمن البنات‪ :‬زينب ػ كرقية ػ كخدٯبة ػ‬
‫كصفية ػ كأـ ا‪٢‬بسن ػ كمليكة ػ كفاطمة ػ ككلثم‪.‬‬
‫وأما الذكور فهم‪ :‬السيد ‪٧‬بمد درج كٓب يعقب‪ -‬كعبد اهلل الشيخ الصاّب الرضا‪-‬‬
‫كإبراىيم ا‪١‬بوف‪ ،‬كأمهما ىي‪ :‬أـ سلمة بنت ‪٧‬بمد بن طلحة بن عبد اهلل بن عبد الر‪ٞ‬بن بن أيب‬
‫بكر الصديق ‪.‬‬

‫فأما السيد ابراىيم ا‪١‬بوف فأعقب ثبلثة ذكور ك‪ٟ‬بس بنات ‪ ،‬كلو ذرية من كلديو السيد‬
‫إ‪٠‬باعيل كالسيد يوسف األخضر‪ .‬كقيل أف ذريتو فقط من السيد يوسف األخضر أمّب اليمامة‪،‬‬
‫فعقب السيد يوسف أمّب اليمامة من ستة بنْب ك‪ٟ‬بس بنات‪.‬‬

‫‪063‬‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫وأما اإلماـ عبد ا الشي الصالح بن موسى ال ْوف بن عبد ا‬
‫الم ض بن ال سن المثنى‬

‫كأمو أـ سلمة البكرية‪ ،‬فقد كاف معركفان بالزىد ككثرة العبادة يؤثر ا‪٣‬بفاء كالعزلة على‬
‫الظهور‪ ،‬توارل ُب أياـ ا‪٣‬بليفة ا‪٤‬بأموف العباسي‪ ،‬فكتب إليو بعد كفاة اإلماـ علي الرضا بن‬
‫اإلماـ موسى الكاظم‪ ،‬يدعوه إٔب الظهور ليجعلو مكانو كيبايع لو‪ ،‬فأىب كاعتزؿ‪،‬ألف ا‪٤‬بأموف‬
‫كاف قد أكصى أف تكوف ا‪٣‬ببلفة من بعده لئلماـ على الرضا لكنو توُب قبلو مسمومان كدفنو‬
‫ا‪٤‬بأموف بطوس إٔب جانب كالده ىاركف الرشيد‪.‬‬

‫ٍب إف السيد عبد اهلل الشيخ الصاّب خرج سائحان إٔب البادية كمات هبا‪ ،‬قيل إف عقب‬
‫السيد عبد اهلل ىو أكثر بِب اإلماـ ا‪٢‬بسن عددان كأشدىم بأسان كأ‪ٞ‬باىم ذمامان‪.‬‬

‫أوالده‪ :‬فمن البنات‪ :‬السيدة فاطمة ػ كعاتكة ػ كأـ سلمة كمن الرجاؿ السادة‪ :‬داكد‪-‬‬
‫كإدريس ػ كعيسى ػ كأيوب ػ كٰبٓب ػ كأ‪ٞ‬بد كموسى الثا٘ب ػ كصاّب ػ كسليماف ػ كعلي ػ ك‪٧‬بمد ػ‬
‫كإبراىيم ػ اثنا عشر ذكران‪.‬‬
‫فأما السيد ‪٧‬بمد كإبراىيم فقد أعقبا و‬
‫بنات فقط‪.‬‬

‫كقد اتفق النسابوف على أف ا‪٤‬بعقبْب من أبناء السيد عبد اهلل الشيخ الصاّب ‪ٟ‬بسة فقط‬
‫كىم السادة‪ٰ :‬بٓب الفقيو السويقي ػ كأ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بسور ػ كموسى الثا٘ب ػ كصاّب ػ كسليماف‪.‬‬

‫فأما السيد ٰبٓب الفقيو السويقي‪ ،‬فأمو‪ :‬خليدة بنت زىّب بن زمعة بن ربعي بن خزارة‬
‫بن معاكية بن قيس بن سيار بن ىبّبة من بُب أسد بن خزٲبة‪.‬‬

‫كعقب السيد ٰبٓب من اثنْب من أكالده كٮبا‪ :‬السيد‪:‬أبو حنظلة إبراىيم ػ كأبو داكد‬
‫‪٧‬بمد‪ ،‬كأمهما‪ :‬السيدة مر‪ٙ‬ب بنت السيد إبراىيم بن السيد موسى ا‪١‬بوف‪.‬‬

‫‪064‬‬
‫كأما السيد أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بسور‪ ،‬فأمو عائشة بنت عبد اهلل بن ‪ٞ‬بيد بن سهيل بن حنظلة بن‬
‫الطفيل بن مالك بن جعفر بن كبلب‪.‬‬

‫ككاف سيدان جليل القدر عظيم الشأف كثّب الفضائل ػ كر‪ٙ‬ب األخبلؽ ذاٮبة عالية كمركءة‬
‫كشهامة كفراسة كشجاعة‪ ،‬لو ُب ا‪٢‬بركب مواقف عظيمة‪ ،‬كغارات جزيلة‪.‬‬

‫كأعقابو يسموف األ‪ٞ‬بديْب‪ ،‬كىم عدد كثّب‪ ،‬أىل رياسة كسيادة‪ ،‬ككانوا يستوطنوف هنر‬
‫العلقمية من كادم ينبع مع عدد من أبناء عمومتهم من بُب ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب‪.‬‬

‫كقد اختفى السيد أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بسور بسبب مطاردة العباسيْب لو فغابت أخباره إال أف ذريتو‬
‫تكاثرت كتوسع انتشارىا ُب ببلد شٌب كمن ذريتو اؿ الكتيب ا‪٢‬بسِب ُب مكة ا‪٤‬بكرمة كا‪٤‬بدينة‬
‫ا‪٤‬بنورة‪ ،‬كعقبو من ثبلثة من أكالده كىم السادة‪٧ :‬بمد األصغر ػ كصاّب ػ كداكد األمّب‪ ،‬كذريتو‬
‫ىي األكثر كىم األكثر سيادة كإمارة‪.‬‬

‫كأما السيد صاّب فإنو أقل إخوتو عقبان كمن أكالده السيدة‪ :‬ذلفاء‪ ،‬كٓب يعقب من أكالده‬
‫إال كاحد ىو ‪ :‬السيد أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد الشاعر‪.‬‬

‫كأما السيد سليماف‪ ،‬كأمو ىي أـ شقيقو السيد موسى الثا٘ب‪ ،‬فكاف سيدان كجيهان‪،‬‬
‫كأكالده يعرفوف بالسليمانيْب‪ ،‬كيسكنوف بالبادية با‪٤‬بخبلؼ بتهامة الشمالية‪ ،‬كذريتو من كلد‬
‫كاحد ىو السيد داكد‪.‬‬

‫(‪) ٛ‬‬
‫وأما اإلماـ موسى الثا ي بن عبد ا الشي الصالح بن موسى‬
‫ال وف بن عبد ا الم ض بن ال سن المثنى‬

‫كيكُب أبا عمر‪ ،‬كأمو‪ :‬أمامة بنت طلحة بن صاّب بن عبد اهلل بن عبد ا‪١‬ببار بن منظور‬
‫بن زباف بن سيار الفزارم‪ ،‬فقد كاف من أىل ا‪٢‬بديث كمن كبار الزىاد ركم أف سعيدان ا‪٢‬باجب‬
‫أخذه ككلده إدريس أسّبين فاجتمع عدد كبّب من العرب من بُب فزارة كغّبىم ليخلصوه منو‪،‬‬

‫‪065‬‬
‫فسمو سعيد‪ ،‬كخلصوا كلده إدريس ككاف مقتلو بالسم سنة ست ك‪ٟ‬بسْب كمائتْب‪ ،‬بسويقة‬
‫كذرية السيد موسى الثا٘ب كبّبة جدان‪ ،‬كأكالده يقاؿ ‪٥‬بم ا‪٤‬بوسويوف‪ ،‬كعددىم ‪ٜ‬بانية عشر‬
‫ذكرانكعشر بنات‪.‬‬

‫فمن البنات‪ :‬أـ ‪٧‬بمد ػ كزينب ػ كفاطمة ػ كأـ موسى ىند ػ كأـ عبد اهلل ػ كأمامة ػ‬
‫كمليكة ػ كريطة ػ كمر‪ٙ‬ب‪.‬‬

‫كأما الذكور فهم السادة‪ :‬عيسى ػ كإبراىيم ػ كا‪٢‬بسْب األكرب ػ كسليماف ػ كإسحاؽ ػ‬
‫كعبد اهلل ػ كأ‪ٞ‬بد ك‪ٞ‬بزة ػ كإدريس ػ كيوسف ػ ك‪٧‬بمد األصغر ػ كٰبٓب ػ كصاّب ػ كا‪٢‬بسْب األصغر ػ‬
‫كا‪٢‬بسن ػ كعلي ػ كداكد ػ ك‪٧‬بمد األكرب‪.‬‬

‫فأما عيسى فلم يعقب‪ ،‬كأما ا‪٢‬بسْب األكرب فلم يذكر لو كلد‪.‬‬

‫كأما إبراىيم ػ كعبد اهلل ػ ك‪ٞ‬بزة ػ كا‪٢‬بسْب األصغر أك األعرج فانقرضوا‪.‬‬

‫كأما السيد سليماف‪:‬فأمو أـ كلد‪ ،‬كلو عقب‪.‬‬

‫كأما السيد إدريس‪ ،‬فكاف سيدان جليبلن كأمو أـ كلد مغربية تسمى‪ :‬أـ ‪٦‬بيد‪ ،‬مات سنة‬
‫ثبل‪ٜ‬بائة‪ ،‬كلو عقب‪.‬‬

‫كأما السيد يوسف فيلقب ػ با‪٢‬برؼ ػ كلو عقب‪.‬‬


‫كأما السيد ٰبٓب كيلقب ػ بالفقيو ػ أك ػ العابد ػ كلو عقب كأما السيد ‪٧‬بمد األصغر‬
‫كيعرؼ باألعرايب فلو عقب من كلدين ٮبا‪:‬السيد عبد اهلل أبو الزكائد ػ كأبو علي أ‪ٞ‬بد األعرج‪.‬‬

‫كأما السيد صاّب كيلقب باألرت ػ فعقبو من ابنو السيد ‪٧‬بمد‪.‬‬

‫كأما السيد أ‪ٞ‬بد فعقبو من ثبلثة ىم ػ السيد ا‪٢‬بسن كلو عقب بسمرقند ػ كموسى‬
‫الفارس كعقبو با‪٢‬بجاز ػ كالسيد غِب كقيل ٰبٓب أبو العجاج ككاف فقيها‪.‬‬

‫كأما السيد ا‪٢‬بسن‪ ،‬ككاف سيدان شريفان‪ ،‬كعقبو من ثبلثة كىم‪ :‬السادة أ‪ٞ‬بد ػ ك‪٧‬بمد‬
‫األمّب الفارس ػ كزيد‪ ،‬كذريتو بينبع كضواحيها‪.‬‬

‫‪066‬‬
‫كأما السيد علي األصغر فأعقب ‪ٟ‬بسة‪ ،‬كا‪٤‬بعقبوف منهم ثبلثة كىم‪ :‬السادة عبد اهلل‬
‫العآب ػ كعيسى ػ كا‪٢‬بسْب‪.‬‬

‫(‪) ٜ‬‬
‫وأما السيد داود األمير بن موسى الثا ي بن عبد ا الشي الصالح بن‬
‫المثنى‪.‬‬ ‫موسى ال وف بن عبد ا الم ض بن ال سن‬
‫كأمو‪٧ :‬ببوبة بنت مزاحم الكبلبية‪ ،‬فكاف يقاؿ لو للتعريف ابن الكبلبية‪ ،‬ككاف‬
‫أمّبان جليبلن كعقبو من ثبلثة كىم السادة‪:‬‬

‫‪٧‬بمد ػ كا‪٢‬بسن ػ كموسى‪ ،‬كيقاؿ إف عقب السيد موسى قد انقرض‪.‬‬

‫كأـ الثبلثة أـ كلد ركمية‪ ،‬فكاف يقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬بنو الركمية للتعريف‬

‫فأما كلده السيد ا‪٢‬بسن فقد أعقب ثبلثة رجاؿ كىم‪:‬‬

‫أبو الليل عبد اهلل ػ ك‪٧‬بمد ػ كسليماف‪ ،‬كالعقب منهم أليب الليل عبد اهلل ػ كسليماف‪.‬‬

‫(َُ)‬
‫وأما السيد م مد بن داود األمير بن موسى الثا ي بن عبد ا‬
‫الصالح‪.‬‬ ‫الشي‬
‫ففي كلده العدد‪ ،‬فأعقب من ‪ٟ‬بسة من أكالده كىم السادة‪:‬‬

‫علي‪ -‬كعبد اهلل الصليصل ػ كأ‪ٞ‬بد ػ كأبو الليل ا‪٢‬بسن ػ كٰبٓب الزاىد‪.‬‬

‫(ٔٔ)‬

‫‪067‬‬
‫ثم إف السيد ي يى ال اىد بن م مد بن داود األمير بن موسى‬
‫الصالح‪ ،‬المعروؼ بإبن الرومية‪.‬‬ ‫الثا ي بن عبد ا الشي‬
‫أعقب من ثبلثة رجاؿ كىم السادة‪٧ :‬بمد ‪ -‬كأ‪ٞ‬بد كعلي‪ ،‬فمن أكالد علي ػ الفضل‬
‫كا‪٢‬بسن‪.‬‬

‫كأعقب السيد أ‪ٞ‬بد من رجلْب ٮبا‪ :‬السيد رزؽ اهلل كالسيد عبد اهلل‪.‬‬

‫(ٕٔ)‬

‫وأما السيد م مد بن ي يى ال اىد بن م مد بن داود األمير‬


‫فعقبو من رجلْب ٮبا‪ :‬السيد ٰبٓب ػ كالسيد عبد اهلل ا‪١‬بيلي‬

‫(ٖٔ)‬

‫ثم إف السيد عبد ا بن م مد بن ي يى ال اىد‬


‫بن م مد بن داود األمير‬
‫أعق ػػب الس ػػيد ٰب ػػٓب كالس ػػيد ا‪١‬بلي ػػل أب ػ ػا ص ػػاّب موس ػػى ا‪٤‬بلق ػػب ب ػ ػ (جنك ػػي أك جنك ػػا‬
‫دكست)‪.‬‬
‫فأمػػا السػػيد ٰبػػٓب فأعقػػب‪ :‬السػػيد ‪٧‬بمػػدان ال ػوارد مػػن أرض ا‪٢‬بجػػاز إٔب أرض الع ػراؽ ػ‬
‫كذبابان‪ ،‬ك‪٥‬بما عقب‪.‬‬
‫(ٗٔ)‬

‫‪068‬‬
‫وأما السيد موسى جنكي دوست بن عبد ا ال يلي بن م مد بن‬
‫ي يى ال اىد بن م مد بن داود األمير بن موسى الثا ي بن عبد ا‬
‫الشي الصالح بن موسى ال وف بن عبد ا الم ض بن ال سن‬
‫المثنى بن ال سن السبط بن سيد ا علي زوج السيدة فا مة ال ىراء‬
‫بنت سيد ا م مد ‪‬‬

‫فأعقب السيد عبد اهلل مات شابان كٓب يعقب ػ كالسيد اإلماـ سلطاف األكلياء كعلم‬
‫األصفياء ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب كيقاؿ الكيبل٘ب كيقاؿ ا‪١‬بيلي ا‪٤‬بكُب بأيب ‪٧‬بمد كأيب‬
‫صاّب‪.‬‬

‫كىو ‪ ‬كعن أجداده أعقب تسعةن كأربعْب كلدان‪ ،‬سبعة كعشرين ذكران‪ ،‬كاثنْب كعشرين‬
‫بنتان‪ ،‬مات أغلبهم ُب حياتو‪.‬‬

‫كالعقب منهم لسبعة ذكور كبنتْب‪ ،‬على حسب الذم توصلت إٔب معرفتو كاهلل أعلم‪.‬‬

‫ىذه الَباجم الٍب بينتها من تر‪ٝ‬بة اإلماـ ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب حٌب السيد موسى جنكي دكست‬
‫‪٥‬با عدة مراجع ‪ٝ‬بع بعضها النسابة السيد إيهاب بن يعقوب الكتيب ا‪٢‬بسِب ا‪٢‬بسيِب ُب كتابو‬
‫ا‪٤‬بنتقى ُب أعقاب ا‪٢‬بسن اجملتىب‪.‬‬

‫كقاؿ شقيقو النسابة أيضان السيد أنس الكتيب ُب كتابو األصوؿ ُب ذرية البضعة البتوؿ‪:‬‬
‫"كالقادريوف من مشاىّب أىل البيت‪ ،‬كمن أصرح األنساب ا‪٤‬بنتمية إٔب اإلماـ ا‪٢‬بسن عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬فنسبهم ثابت ال غبار عليو‪ ،‬كالطوامّب مليئة بنسبهم ا‪١‬بليل كقاؿ‪ :‬كقد طالعت كثيقة‬
‫قدٲبة باللغة الفارسية فيها النسب ا‪٤‬بذكور‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كقد طعن ابن عنبة صاحب كتاب عمدة الطالب‪ ،‬كأنكر صحة نسبهم‪ ،‬إذ‬
‫يقوؿ‪ :‬أف الشيخ عبد القادر ٓب يدع ىذا النسب‪ ،‬كال أحد من أكالده‪ ،‬بل ابتدع ىذه الدعوة‬
‫كلد كلده القاضي أبو صاّب نصر بن أيب بكر (عبد الرزاؽ) بن عبد القادر‪.‬‬

‫‪069‬‬
‫قاؿ السيد أنس الكتيب‪ ،‬أقوؿ‪" :‬إف ىذا قوؿ مردكد عليو‪ ،‬فصاحب العمدة ٓب يكن‬
‫من معاصرم الشيخ عبد القادر‪ ،‬فكيف علم أف الشيخ ٓب يدع ىذا النسب ىو كال أكالده؟‬
‫كمن جهة أخرل فا‪٤‬بعركؼ أف الشيخ عبد القادر كاف رجبلن صوفيان اشتغل ٖبدمة العلم كطبلبو‬
‫طيلة حياتو‪ ،‬كجاء أكالده من بعده سائرين على هنجو‪ ،‬كخدموا طريقة كالدىم‪ ،‬فجعلوا زاكيتو‬
‫بالعراؽ مفتوحة لطبلب العلم‪ ،‬كلكن عندما جاء حفيده ككاف قاضيان عا‪٤‬بان بأمور الشريعة‪،‬‬
‫أظهر ما ُب حوزتو من كثائق كحجج كرثها عن آبائو كأجداده‪ ،‬بعد أف ظهرت ا‪٢‬بجة بصحة‬
‫النسب‪.‬‬

‫فالبيوت العلوية أدرل ٗبا فيها‪ ،‬ككل بيت علوم فيو دالئلو كحججو‪ ،‬كال نعلم أف‬
‫الشيخ عبد القادر كاف لو حكمة من عدـ إظهار نسبو كاشتهاره‪ ،‬ألنو كاف يرل أف دكره ُب‬
‫النبوة معدف ا‪٢‬بكمة كالرسالة مقتصر على تعليم الطبلب‪،‬‬
‫ىذه ا‪٢‬بياة ال سيما أنو حفيد بيت ٌ‬
‫فلم يشهر ذلك إال ‪٣‬بواصو أك من سألو‪.‬‬

‫أما قوؿ ابن عنبة أف اسم (جنكى دكست) اسم أعجمي‪ ،‬فأكد أف أكضح أف صاحب‬
‫العمدة ٓب يتحقق ‪٩‬با كتب‪ ،‬ككاف من الواجب عليو التحقق من ىذا االسم ىل ىو اسم أك‬
‫كنية أك لقب؟ فهو نسابة كيعلم أف كثّبان من األلقاب األعجمية اختلطت بأ‪٠‬باء أىل البيت‬
‫بسبب ىجراهتم‪ ،‬كتفرقهم ُب األرض‪ ،‬كىذا أمر مشهود ُب كثّب من أنساب أىل البيت‪،‬‬
‫ككتاب العمدة مليء بذلك‪.‬‬

‫كقد ثبت لنا ‪٩‬با تقدـ أف كالد الشيخ عبد القادر كاف يعيش ُب بلدة كيبلف‪ ،‬كىي بلدة‬
‫أعجمية ُب مشاؿ إيراف‪ ،‬فأىل البيت كصلت ىجراهتم إٔب أبعد من ذلك‪ ،‬فكل من سكن ُب‬
‫ببلد العجم ٓب يقتصر على التلقب بألقاب العجم‪ ،‬بل ‪٠‬بى بأ‪٠‬بائهم‪ ،‬فكلمة جنكى دكست‬
‫جاء معناىا ُب ا‪٤‬بعجم الفارسي ػ أم العظيم القدر‪.‬‬

‫كىنا نتوقف كنقوؿ‪ :‬إف كالد الشيخ عبد القادر ىو موسى‪ ،‬ككنيتو أبو صاّب‪ ،‬كلقبو‬
‫جنكى دكست‪ ،‬كىكذا ما أيده كثّب من ا‪٤‬بؤرخْب كالنسابْب‪ ،‬كعند ‪ٙ‬بققي ‪٥‬بذا األمر كقفت‬
‫على كثيقة قدٲبة ‪٧‬بفوظة أصلها ُب خزانتنا يصل عمرىا إٔب أكثر من ‪ٟ‬بسمائة عاـ‪ ،‬كىي نسبة‬

‫‪071‬‬
‫أك إجازة ُب الطريقة القادرية ألحد أجدادنا‪ ،‬كجاء فيها نسب الشيخ عبد القادر ما نصو‪ :‬ىو‬
‫عبد القادر بن أيب صاّب موسى جنكى دكست بن عبد اهلل ا‪١‬بيلي‪...‬‬

‫قاؿ‪ :‬إنو ال شك كال شبهة ُب صحة نسب الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب‪ ،‬فنسبو كنسب‬
‫ذريتو كاضح كالشمس ُب رابعة النهار‪ ،‬كقد بارؾ اهلل ُب ىذه الذرية‪ ،‬كانتشرت ُب كثّب من بقاع‬
‫األرض‪ .‬فالقادريوف كما يقوؿ البعض أك ا‪١‬بيبلنيوف أك الكيبلنيوف‪ ،‬ككلهم نسبتهم كاحدة‪،‬كىم‬
‫منتشركف ُب ا‪٢‬بجاز كمصر كفلسطْب كببلد الشاـ كا‪٥‬بند كببلد فارس كغّب ذلك‪ ،‬نسبتهم‬
‫صحيحة‪.‬اىػ‪.‬‬

‫قلت‪ :‬من ا‪٤‬بعركؼ عادة أنو ال يوجد ُب نسب من األنساب صلحاء كعلماء كما ُب‬
‫نسب أىل البيت‪ ،‬فذرية اإلماـ عبد القادر فيها من الصلحاء كاألكلياء األكابر كالعلماء‬
‫كالفقهاء كاحملدثْب عدد كبّب يصعب حصره‪:‬كىذا ال يكوف هبذه الكثرة عادة إال ُب نسب آؿ‬
‫البيت األطهار األشراؼ‪.‬‬

‫‪070‬‬
‫ذكر بعض مشايخو‪ ،‬وبعض من أبذ عنو‬
‫ومكا تو بين العلماء واألولياء‪ ،‬وأ و ‪ ‬ي عصره وإماـ وقتو‬

‫إف سػػيدم الشػػيخ عبػػد القػػادر قػػدس سػػره تػػرؾ جػػيبلف ابػػن سػػتة عشػػر عامػػا" كقيػػل ابػػن‬
‫عشػػر سػػنْب كبقػػي ُب صػػحراء الع ػراؽ إٔب أف دخػػل بػػأمر مػػن سػػيدنا ا‪٣‬بضػػر عليػػو السػػبلـ بغػػداد‬
‫كعمػػره ‪ٜ‬بػػا٘ب عشػػرة سػػنة ُب السػػنة الػػٍب مػػات هبػػا التيمػػي كىػػي سػػنة ‪ٜ‬بػػاف ك‪ٜ‬بػػانْب كأربعمائػػة‪ ،‬ككػػاف‬
‫ا‪٣‬بليفة ببغداد إذ ذاؾ ا‪٤‬بستظهر باهلل أبو العباس أ‪ٞ‬بد بػن ا‪٤‬بقتػدم بػأمر اهلل أبػو القاسػم عبػد اهلل‬
‫العباسى‪.‬‬

‫ٍب بعد دخولو بغداد ‪ٝ‬بع بْب طلب العلم كالسياحة كاجملاىدة إٔب أف ظهر أمره‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ نور الدين أبو ا‪٢‬بسن علي بن يوسف الشافعي اللخمي صاحب كتاب‬
‫هبجػػة األسػرار‪( :‬فيالػػو مػػن قػػادـ تػواردت بقدكمػػو مقػػدمات السػػعادة ألرض نػػزؿ ببلدىػػا‬
‫كترادفت عليها سحائب الر‪ٞ‬بػة فعمػت طارفهػا كتبلدىػا كتضػاعف فيهػا ا‪٥‬بػدل فأضػاءت أبػدا‪٥‬با‬
‫كأكتادىا كتتابعت إليها كفود التها٘ب فأصبحت كل أحياهنػا أعيادىػا‪ ،‬كأضػحى قلػب العػراؽ بنػور‬
‫كده بالبشر متواجد كلساف ثغره بإقباؿ كجهو ينطق هلل باحملامد‪.‬‬
‫(البحر الطويل)‬
‫ػح الر ْ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُد‬
‫وزاؿ الغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُّػي واتضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َ‬
‫َ‬ ‫ػب‬
‫اب وأعشػ ػ ػ َ‬ ‫لمقدمػ ػ ػػو ا ْهػ ػ ػػل السػػ ػ ػ ُ‬
‫وحص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػباؤهُ در وأ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػواره ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه ُد‬ ‫الع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرا ُؽ‬
‫وف ػ ػػي قل ػ ػػب ػ ػ ٍػد م ػ ػػن م اس ػ ػػنو وجػ ػ ػ ُد‬ ‫فعيدا ُػ ػ ػ ػ ػوُ ر ػ ػ ػ ػ ػ ٌد وص ػ ػ ػ ػ ػ راؤه ِحمػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫وفػ ػػي الغػ ػ ِ‬
‫ػرب مػ ػػن ذكػ ػػرب ج لتػ ػػو رع ػ ػ ُد‬ ‫ػدر العػػ ػ ػػراؽ صػ ػ ػ ػػبابةً‬ ‫ػيل بػػ ػ ػػو صػػ ػ ػ ُ‬ ‫يمػػ ػ ػ ُ‬
‫وفػ ػػي الشػ ػػرؽ بػ ػػر ٌؽ مػ ػػن مقػ ػػابل ػ ػ ِ‬
‫ػوره‬
‫قاؿ الشيخ ‪٧‬بمد بن ٰبػٓب التػادُب ا‪٢‬بنبلػي ُب قبلئػد ا‪١‬بػواىر‪ :‬ك‪٤‬بػا علػم ( أم السػيد عبػد‬
‫القادر ‪ )‬أف طلب العلم علػى كػل مسػلم فريضػة كأنػو شػفاء لؤلنفػس ا‪٤‬بريضػة‪ ،‬إذ ىػو أفصػح‬
‫منه ػػاج التق ػػى س ػػبيبل كأبلغه ػػا حج ػػة كأظهرى ػػا دل ػػيبلن كأرف ػػع مع ػػارج اليق ػػْب كأعل ػػى م ػػدارج ا‪٤‬بتق ػػْب‬
‫كأعظػػم مناص ػػب ال ػػدين كأفخ ػػر مرات ػػب ا‪٤‬بهت ػػدين‪ ،‬مش ػػر ع ػػن س ػػاعد ا‪١‬ب ػػد كاالجته ػػاد ُب ‪ٙ‬بص ػػيلو‬

‫‪072‬‬
‫كسارع ُب طلب فركعو كأصولو كقصد أشػياخ األئمػة أعػبلـ ا‪٥‬بػدل ُب األمػة ‪،‬كتفقػو بعػد أف قػرأ‬
‫القػػرآف العظػػيم حػػٌب أتقنػػو كعمػػر بدراسػػتو سػػره كعلنػػو‪ ،‬بػػأيب الوفػػاء علػػي بػػن عقيػػل ا‪٢‬بنبلػػي كأيب‬
‫ا‪٣‬بطاب ‪٧‬بفوظ الكلوذا٘ب ا‪٢‬بنبلي كأيب ا‪٢‬بسن ‪٧‬بمد بن القاضي أيب يعلى ‪٧‬بمػد بػن ا‪٢‬بسػْب بػن‬
‫مخ ًرمػػي ا‪٢‬بنبلػػي‪ ،‬مػػذىبا كخبلفػان‬
‫‪٧‬بمػػد بػػن الفػراء ا‪٢‬بنبلػػي كالقاضػػي أيب سػػعيد ا‪٤‬ببػػارؾ بػػن علػػي الي ى‬
‫كفركعان كأصوالن‪.‬‬

‫كقرأ األدب على أيب زكريا ٰبٓب بن علي التربيزم‪.‬‬

‫ك‪٠‬بع ا‪٢‬بديث من ‪ٝ‬باعة منهم أبو غالب ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بسن الباقبل٘ب‪.‬‬

‫كأبو سعيد ‪٧‬بمد بن عبد الكر‪ٙ‬ب بن خشيشا‪.‬‬

‫كأبو الغنائم ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن علي بن ميموف الفرسى‪.‬‬

‫كأبو بكر أ‪ٞ‬بد بن ا‪٤‬بظفر‪.‬‬

‫كأبو جعفر بن أ‪ٞ‬بد بن ا‪٢‬بسْب القارل السراج‪.‬‬

‫كأبو القاسم علي بن أ‪ٞ‬بد بن بناف الكرخي‪.‬‬

‫كأبو طالب عبد القادر بن ‪٧‬بمد بن يوسف‪ ،‬كابن عمو عبد الر‪ٞ‬بن بن أ‪ٞ‬بد‬

‫كأبو الربكات ىبة اهلل بن ا‪٤‬ببارؾ‪.‬‬

‫كأبو العز ‪٧‬بمد بن ا‪٤‬بختار‪.‬‬

‫كأبو نصر ‪٧‬بمد‪ ،‬كأبو غالب أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كأبو عبد اهلل ٰبٓب أكالد علي البنا‪.‬‬

‫كأبو ا‪٢‬بسن بن ا‪٤‬ببارؾ بن الطيور‪.‬‬

‫كأبو منصور عبد الر‪ٞ‬بن القزاز‪.‬‬

‫كأبو الربكات طلحة العاقوٕب ‪ ،‬كغّبىم ‪ ،‬كأخذ الفقو الشافعي كعلومان أخرل‬

‫‪073‬‬
‫كأخػػذ التصػػوؼ عػػن شػػيخ بغػػداد أيب ا‪٣‬بػػّب ‪ٞ‬بػػاد الػػدباس بػػن مسػػلم بػػن داكه الػػدباس‬
‫كتأدب بو كسلك على يده‪.‬‬

‫مخ ًرمي كلبس ا‪٣‬برقة منو‪.‬‬


‫كأخذ أيضان عن الشيخ أيب سعيد ا‪٤‬ببارؾ بن علي الي ى‬
‫كأخذ أيضان عن الشيخ يوسف ا‪٥‬بمدا٘ب‪.‬‬

‫كقد انتمى إليو ‪ٝ‬بػع مػن العلمػاء كتتلمػذ لػو خلػق كثػّب ال ٰبصػوف فممػن انتمػى إليػو مػن‬
‫ا‪٤‬بشػػايخ كأخػػذ عنػػو مػػن العلػػوـ الشػػيخ القػػدكة أبػػو عمػػرك عثمػػاف بػػن مػػرزكؽ بػػن ‪ٞ‬بيػػد بػػن سػػبلمة‬
‫القرشي نزيل مصر‪.‬‬

‫قاؿ الشػيخ عبػد الػرزاؽ ابػن الشػيخ عبػد القػادر رضػي اهلل عنهمػا ‪٤ :‬بػا حػج كالػدم ر‪ٞ‬بػو‬
‫اهلل تعػػأب ُب السػػنة الػػٍب كنػػت معػػو فيهػػا اجتمػػع بػػو ُب عرفػػات الشػػيخاف ابػػن مػػرزكؽ كأبػػو مػػدين‬
‫قدس سرٮبا كلبسا منو خرقة بركة‪ ،‬ك‪٠‬بعا عليو جزءان من مركياتو كجلسا بْب يديو‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ سػػعد بػػن عثمػػاف بػػن مػػرزكؽ ا‪٤‬بػػذكور‪ :‬ككػػاف أيب ر‪ٞ‬بػػو اهلل تعػػأب يقػػوؿ‪ :‬قػػاؿ‬
‫شيخنا عبد القادر كذا ككذا‪ ،‬رأيت سيدنا الشيخ عبد القادر يفعل كذا‪٠ ،‬بعػت أسػتاذنا الشػيخ‬
‫أبا ‪٧‬بمد عبد القادر يقوؿ كذا‪ ،‬كاف إمامنا كقدكتنا الشيخ عبد القادر يفعل كذا‪.‬‬

‫كمن الذين أخذكا عنو أيضان القاضي أبػو يعلػى ‪٧‬بمػد بػن ‪٧‬بمػد الفػراء ا‪٢‬بنبلػي‪ ،‬قػاؿ عبػد‬
‫العزيز بن األخضر ‪٠‬بعت أبا يعلى يقوؿ جالست الشيخ عبد القادر كثّبان كقلت بإرادتو‪.‬‬

‫كأخػػذ عنػػو الشػػيخ الفقيػػو أبػػو الفػػتح نص ػر ا‪٤‬بػػُب‪ ،‬كالشػػيخ أبػػو ‪٧‬بمػػد ‪٧‬بمػػود بػػن عثمػػاف‬
‫البقاؿ‪ ،‬كالشيخ أبو حفص عمر بػن أيب نصػر علػي الغػزاؿ ػ كالشػيخ أبػو ‪٧‬بمػد ا‪٢‬بسػن الفارسػي ػ‬
‫كالشػيخ عبػد اهلل بػن أ‪ٞ‬بػد ا‪٣‬بشػاب ػ كاإلمػاـ أبػو عمػرك عثمػاف ا‪٤‬بلقػب بشػافعي زمانػو‪ -‬كالشػيخ‬
‫‪٧‬بمد بن الكيزاف ػ كالشيخ الفقيو رسبلف بن عبد اهلل بن شػعباف ػ كالشػيخ ‪٧‬بمػد بػن قائػد األكا٘ب‬
‫ػ كالشيخ عبد اهلل بن سناف الرديِب ػ كالشيخ ا‪٢‬بسن عبد اهلل بن رافػع األنصػارم ػ كالشػيخ طلحػة‬
‫بن مظفر بن غاٖب العلثمي ػ كالشيخ أ‪ٞ‬بد بن سعد بن كىب بن علي ا‪٥‬بركم ػ كالشيخ ‪٧‬بمد بػن‬
‫األزىػػر الصػػّبفيُب ػ كالشػػيخ ٰبػػٓب بػػن الربكػػة ‪٧‬بفػوظ الػػديبقي ػ كالشػػيخ علػػي بػػن أ‪ٞ‬بػػد بػػن كىػػب‬

‫‪074‬‬
‫األزجي ػ كالشيخ ا‪٤‬بلقب بقاضي القضاة عبد ا‪٤‬بلك بن عيسى بن ىرباس ا‪٤‬باراتى كأخوه الشيخ‬
‫عثمػػاف ككلػػده الشػػيخ عبػػد الػػر‪ٞ‬بن ػ كالشػػيخ عبػػد اهلل بػػن نصػػر بػػن ‪ٞ‬بػػزة البكػػرم ػ كالشػػيخ عبػػد‬
‫ا‪١‬ببػار بػن أيب الفضػل القفصػي ػ كالشػيخ علػي بػن أيب ظػاىر األنصػارم ػ كالشػيخ عبػد الغػُب بػن‬
‫عبػد الواحػد ا‪٤‬بقدسػي ا‪٢‬بػافظ ػ كاإلمػاـ موفػق الػدين عبػد اهلل بػن أ‪ٞ‬بػد بػن ‪٧‬بمػد قدامػة ا‪٤‬بقدسػي‬
‫ا‪٢‬بنبلي‪.‬‬

‫قػػاؿ الشػػيخ مشػػس الػػدين عبػػد الػػر‪ٞ‬بن بػػن أيب عمػػر ا‪٤‬بقدسػػي ‪٠‬بعػػت عمػػي الشػػيخ موفػػق‬
‫الػػدين يقػػوؿ‪ :‬لبسػػت أنػػا كا‪٢‬بػػافظ عبػػد الغػػِب ا‪٣‬برقػػة مػػن يػػد شػػيخ اإلسػػبلـ عبػػد القػػادر ُب كقػػت‬
‫كاحػػد كاشػػتغلنا عليػػو بالفقػػو ك‪٠‬بعنػػا منػػو كانتفعنػػا بصػػحبتو‪ ،‬كٓب نػػدرؾ مػػن حياتػػو غػػّب ‪ٟ‬بسػػْب ليلػػة‬
‫كمػػنهم أيض ػان الشػػيخ إب ػراىيم بػػن عبػػد الواحػػد ا‪٤‬بقدسػػي ا‪٢‬بنبلػػي ػ كالشػػيخ ‪٧‬بمػػد بػػن أ‪ٞ‬بػػد بػػن‬
‫ٖبتيار‪ -‬كالشػيخ خلػف بػن عبػاس ا‪٤‬بصػرم كالشػيخ عبػد ا‪٤‬بػنعم بػن علػي ا‪٢‬بػرا٘ب ػ كالشػيخ إبػراىيم‬
‫ا‪٢‬بداد اليمِب ػ كالشيخ عبد اهلل األسدم اليمػُب ػ كالشػيخ عطيػف بػن زيػاد اليمػِب ػ كالشػيخ عمػر‬
‫بػن أ‪ٞ‬بػد اليمػِب ا‪٥‬بجػرم ػ كالشػيخ مػدافع بػن أ‪ٞ‬بػد ػ كالشػيخ إبػراىيم بػن بشػارة العػدٕب ػ كالشػيخ‬
‫عمر بن مسػعود البػزاز كأسػتاذه الشػيخ مػّب بػن ‪٧‬بمػد ا‪١‬بػيبل٘ب ػ كالشػيخ عبػد اهلل البطػائحي نزيػل‬
‫بعلبك ػ كالشيخ مكي بن أيب عثمػاف السػعدم ككلػده الشػيخ عبػد الػر‪ٞ‬بن كصػاّب‪ -‬كالشػيخ عبػد‬
‫اهلل بن ا‪٢‬بسن بن العكربم ػ كالشيخ أبو القاسم بن أيب بكر أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كأخػواه الشػيخ أ‪ٞ‬بػد كعتيػق ػ‬
‫كالشيخ عبد العزيز بن أيب نصر ا‪١‬بنايدم كالشيخ ‪٧‬بمد بن أيب ا‪٤‬بكارـ ا‪٢‬بجػة اليعقػويب ػ كالشػيخ‬
‫عبد ا‪٤‬بلػك بػن ديػاؿ‪ ،‬ككلػده الشػيخ أبػو الفػرج ػ كالشػيخ أبػو أ‪ٞ‬بػد الفضػيلة ػ كالشػيخ عبػد الػر‪ٞ‬بن‬
‫بن ‪٪‬بم ا‪٣‬بزرجي ػ كالشيخ ٰبٓب التكريٍب ػ كالشيخ ىػبلؿ بػن أميػة العػد٘ب ػ كالشػيخ يوسػف مظفػر‬
‫العػاقوٕب ػ كالشػيخ أ‪ٞ‬بػد بػن إ‪٠‬باعيػل بػن ‪ٞ‬بػزة ػ كالشػيخ عبػد اهلل بػن أ‪ٞ‬بػد بػن ا‪٤‬بنصػورم سػػدكنة‬
‫الصّبيفيُب ػ كالشيخ عثماف الباسرم ػ كالشيخ ‪٧‬بمد الواعظ ا‪٣‬بياط‪ -‬كالشيخ تاج الدين بن بطػة‬
‫ػ كالشػػيخ عمػػر بػػن ا‪٤‬بػػدايِب كالشػػيخ عبػػد الػػر‪ٞ‬بن بػػن بقػػا ػ كالشػػيخ ‪٧‬بمػػد النخػػاؿ ػ كالشػػيخ عبػػد‬
‫العزيز بن كلف ‪ -‬كالشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب بن ‪٧‬بمػد ا‪٤‬بصػرم ػ كالشػيخ عبػد اهلل بػن ‪٧‬بمػد بػن الوليػد ػ‬
‫كالشيخ عبد احملسن بن الػدكيرة ػ كالشػيخ ‪٧‬بمػد بػن أيب ا‪٢‬بسػْب ػ كالشػيخ دلػف ا‪٢‬برٲبػي ػ كالشػيخ‬
‫أ‪ٞ‬بػػد بػػن الػػدبيقي كالشػػيخ ‪٧‬بمػػد بػػن أ‪ٞ‬بػػد ا‪٤‬بػػؤذف‪ -‬كالشػػيخ يوسػػف بػػن ىبػػة اهلل الدمشػػقي ػ‬
‫كالشػيخ أ‪ٞ‬بػد بػن مطيػع ػ كالشػيخ علػي بػن النفػيس ا‪٤‬بػأمو٘ب ػ كالشػيخ ‪٧‬بمػد بػن الليػث الضػرير ػ‬

‫‪075‬‬
‫كالشػيخ الشػريف أ‪ٞ‬بػد بػن منصػور ػ كالشػيخ علػي بػن أيب بكػر بػن إدريػس ػ كالشػيخ ‪٧‬بمػد بػن‬
‫نصرة ػ كالشيخ عبد اللطيف بن ‪٧‬بمد ا‪٢‬برا٘ب ػ كالشيخ أبو ‪٧‬بمد عبد اهلل ا‪١‬ببائي‪.‬‬

‫قػػاؿ ا‪٢‬بػػافظ بػػن النج ػار ُب تارٱبػػو مػػا معنػػاه‪( :‬عبػػد اهلل ا‪١‬ببػػائي الشػػامي مػػن ط ػرابلس‪،‬‬
‫(أصلو من قرية بشػرم مػن قػرل جػركد مشػاؿ لبنػاف)‪ ،‬كػاف أبػوه نصػرانيا فمػات كالػده كىػو صػغّب‬
‫فأسلم ُب صغره كحسن إسبلمو كحفظ القرآف كقدـ بغداد طالبان للعلم ُب سنة أربعْب ك‪ٟ‬بسمائة‬
‫كصػػحب الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بيلػػي كتفقػػو عل ػى مػػذىب اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد بػػن حنبػػل‪ ...‬كلػػد سػػنة‬
‫إحػػدل كعشػرين تقريبػان كأسػػلم ُب ا‪٢‬باديػػة عشػػرة مػػن عمػػره كمػػات بأصػػبهاف يػػوـ السػػبت لػػثبلث‬
‫خلوف من ‪ٝ‬بادل اآلخرة سنة ‪ٟ‬بس كستمائة‪ ،‬كدفن ٖبانقاه هباء الػدين ا‪٢‬بسػن بػن أيب ا‪٥‬بيجػاء‪.‬‬
‫كركل عنو عدد من األكابر‪ .‬ككاف من أصحاب الكرامات كاألحواؿ النفيسة)‪.‬‬

‫كمنهم الشيخ بديع الدين خلف بن عياش الشارعي الشافعي‪.‬‬

‫قػػاؿ الشػػيخ بػػديع الػػدين‪( :‬بعثػػِب الشػػيخ أبػػو عمػػرك عثمػػاف السػػعدم شػػافعي زمانػػو إٔب‬
‫بغػػداد ألحصػػل لػػو مسػػند اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد ‪ ،‬فلمػػا قػػدمت بغػػداد كجػػدت النػػاس ملهجػػْب بػػذكر‬
‫الشػػيخ ‪٧‬بيػي الػػدين عبػػد القػػادر ‪ ،‬فقلػػت ُب نفسػػي إف كػػاف ىػػذا الرجػػل كمػػا يقػػاؿ عنػػو فهػػو‬
‫يكاشػفِب ٗبػػا أصػػوره ُب نفسػػي ٍب رتبػػت صػػورة ال توافػق العػػادة كقلػػت ُب نفسػػي أريػػد إذا دخلػػت‬
‫علػى الشػيخ كسػػلمت عليػو ال يػػرد علػى كيعػرض عػػِب بوجهػو كيقػػوؿ ‪٣‬بادمػو ائتػُب بقطعػػة مػن ‪ٛ‬بػػر‬
‫علػػى قػػدر قرعػػة ىػػذا الرجػػل كبقػػل بػػدانقْب ال يزيػػد حبػػة كال يػػنقص حبػػة فػػإذا أتػػاه بػػذلك ألبسػػِب‬
‫الطاقية قبل أف أسػألو كيػرد علػي السػبلـ‪ ،‬قػاؿ كقمػت علػى الفػور كأتيػت مدرسػتو فوافيتػو جالسػان‬
‫إٕب نظرة فهمت منهػا أنػو علػم ‪ٝ‬بيػع مػا ُب نفسػي‪ ،‬قػاؿ فسػلمت عليػو فلػم يػرد‬ ‫ُب احملراب فنظر ٌ‬
‫علػي السػبلـ كحػوؿ كجهػو عػِب كقػاؿ ‪٣‬بادمػو افعػػل كػذا ككػذا أم مػا قلتػو ُب نفسػي‪ ،‬فلمػا جػػاءه‬
‫خادمػػو أخػػذ الطاقيػػة كىػػي طػػاقيٍب كجعػػل فيهػػا قطع ػة مػػن ‪ٛ‬بػػر فكانػػت كأهنػػا ‪٥‬بػػا قالػػب كقػػدـ ٕب‬
‫البقػػل ٍب ألبسػػِب الطاقيػػة كرد علػي السػػبلـ ٍب قػػاؿ ‪ :‬يػػا خلػػف أنػػت أردت ىػػذا كلػػو قػػاؿ فأقمػػت‬
‫عنده ك‪ٙ‬بملت عنو العلم ك‪٠‬بعت عليو ا‪٢‬بديث‪ ،‬كالشيخ بػديع الػدين كػاف مػن العلمػاء الصػلحاء‬
‫احملػػدثْب سػػكن ٗبصػػر كىػػو الػػذم ألػػبس أىلهػػا ا‪٣‬برقػػة القادريػػة‪ ،‬أم أكؿ مػػن نشػػر ىػػذه الطريقػػة‬
‫ٗبصر‪.‬‬

‫‪076‬‬
‫ٍب إف ‪٩‬بػػن كػػاف ٰبضػػر ‪٦‬بػػالس الشػػيخ عبػػد القػػادر كيأخػػذ عنػػو مػػن أجػػبلء مشػػايخ ذلػػك‬
‫العصػػر الشػػيخ الكبػػّب علػػي بػػن ا‪٥‬بيػػٍب ػ كالشػػيخ بقػػا بػػن بطػػو ػ كالشػػيخ موسػػى بػػن مػػاىْب كقيػػل‬
‫ماىػاف ػ كالشػيخ ضػياء الػدين أبػو النجيػب عبػد القػاىر السػهركردم ػ كابػن أخيػو الشػيخ عمػر بػن‬
‫‪٧‬بمد السهركردم البكرم شػيخ الطريقػة السػهركردية ػ كالشػيخ ا‪٣‬بليفػة بػن موسػى النهػر ملكػي ‪-‬‬
‫كالشػػيخ مكػػارـ بػػن إدريػػس النهرخالص ػي ػ ػ كالشػػيخ جػػاكّب الكػػردم‪ -‬كالشػػيخ مطػػر البػػاذرا٘ب ػ‬
‫كالشيخ أبا ا‪٢‬بسػن ا‪١‬بوسػقى ػ كغػّبىم مػن أعيػاف مشػايخ العػراؽ كسػاداهتا‪ ،‬كبا‪١‬بملػة فػإف غالػب‬
‫مشايخ عصره انتموا إليو‪.‬‬

‫كالشػػيخ شػػعيب أك مػػدين ا‪٤‬بغػػريب ‪ ‬أحػػد الصػػديقْب األك ػابر كىػػو شػػيخ ا‪٤‬بغػػرب كىػػو‬
‫أحػػد ا‪٤‬بشػػايخ الػػذين أخػػذ عػػنهم اإلمػػاـ القطػػب شػػيخ الطريقػػة الشػػاذلية السػػيد أبػػو ا‪٢‬بسػػن علػػي‬
‫الشاذٕب ا‪٢‬بسِب قدس سره العزيز‪.‬‬

‫ككذلك الشيخ عثماف بن مرزكؽ القرشي ىو أحد أعياف ا‪٤‬بشايخ ُب مصر الذين أبػرزىم‬
‫اهلل ككاف على شأف عظيم من حيث ا‪٤‬بقاـ كالتصرؼ ‪.‬‬

‫كأمػػا الشػػيخ ا‪٢‬بػػافظ بػػن قدامػػة ا‪٤‬بقدسػػي فهػػو صػػاحب كتػػاب ا‪٤‬بغػػِب كىػػو أحػػد أصػػحاب‬
‫السلطاف صبلح الدين يوسف بن أيػوب ‪ ‬أ‪ٝ‬بعػْب كػذلك ابػن ‪٪‬بػا الػواعظ كػاف مػن أصػحاب‬
‫السلطاف صبلح الدين كمستشاره كابن قدامة‪.‬‬
‫كقد ذكر ا‪٤‬بؤلف ماجد عرساف الكيبل٘ب ُب كتاب (ىكذا ظهػر جيػل صػبلح الػدين) أف‬
‫أكثػػر جػػيش السػػلطاف صػػبلح الػػدين كػػاف ‪٩‬بػػن ‪ٚ‬برج ػوا مػػن مدرسػػة الشػػيخ عبػػد القػػادر كالشػػيخ‬
‫اإلماـ ‪٧‬بمد الغزإب قدس سرٮبا‪.‬‬

‫كال يوجد إحصاء كامل لعدد الذين تأىلوا لئلرشاد ‪٩‬بن صػحبوا اإلمػاـ عبػد القػادر كمػن‬
‫صحبوا تبلميذه ُب حياتو إال أف ‪٧‬بمد العيِب أستاذ جامعة استنبوؿ سابقان ذكر ُب كتابو ػ الشيخ‬
‫عبػػد القػػادر الكػػيبل٘ب ػ النسػػخة الفرنسػػية أنػػو كػػاف يتخػػرج علػػى يػػد الشػػيخ كػػل سػػنة ثبلثػػة آالؼ‬
‫رج ػػل‪ ،‬قل ػػت‪ :‬كال ػػذين ‪ٚ‬برج ػوا بص ػػحبتو ك ػػانوا ينتش ػػركف ُب األرض لنش ػػر ال ػػدعوة كا‪١‬به ػػاد كنش ػػر‬
‫طريقتػػو كىكػػذا ‪ٚ‬بػػرج بصػػحبتهم عػػدد كبػػّب‪ٍ ،‬ب ذريػػة الشػػيخ كتبلميػػذه مػػن بعػػده اش ػتغلوا بنشػػر‬
‫الػػدعوة كالعلػػم ُب أ‪٫‬بػػاء العػػآب حػػٌب صػػارت الطريقػػة القادريػػة أكثػػر الطػػرؽ انتشػػاران ُب العػآب حػػٌب‬

‫‪077‬‬
‫يومنػػا ىػػذا‪ ،‬كمػػا ‪ٚ‬بػػرج بػػو عػػدد مػػن النسػػاء مػػنهن بناتػػو‪ ،‬كالشػػيخة عائشػػة بنػػت ‪٧‬بمػػد البغػػدادم‬
‫ككانت مشهورة بالعلم كالوعظ كالصبلح‪ ،‬عمػرت طػويبلن‪ ،‬توفيػت سػنة ُْٔى ػ كمػا ُب شػذرات‬
‫الذىب البن العماد ا‪٢‬بنبلي‪ .‬كالشيخة ا‪٤‬بعركفة باسم تاج النساء بنت فضائل بن علي التكػريٍب‪،‬‬
‫زكجػػة السػػيد عبػػد الػػرزاؽ بػػن اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب‪ ،‬توفيػػت سػػنة ُّٔى ػ كدفنػػت ببػػاب حػػرب‪ ،‬ذكرىػػا‬
‫الشيخ عبد العظيم ا‪٤‬بنذرم ُب التكملة لوفيات النقلة‪ ...‬كغّبىن كثّب‪.‬‬

‫كعدد العلماء كاألكلياء ا‪٤‬بنتسبْب ‪٥‬بػذه الطريقػة العليػة مػن زمػن اإلمػاـ الشػيخ عبػد القػادر‬
‫حٌب يومنا يصػعب ‪ٝ‬بػع أ‪٠‬بػائهم كمنػاقبهم لكثػرهتم زادىػم اهلل كبػارؾ فػيهم كبكػل مػن انتمػى إٔب‬
‫طريق من طرؽ أىل اهلل ككاف على ا‪٢‬بق آمْب‪.‬‬

‫ك‪٩‬بن كاف ٰبضر ‪٦‬بالس الشيخ عبد القادر كأخذ عنو مػن األعػبلـ ا‪٤‬بشػاىّب كزيػر ا‪٤‬بقتفػي‬
‫ألمػػر اهلل‪ ،‬عػػوف الػػدين أبػو ا‪٤‬بظفػػر ٰبػػٓب بػػن ‪٧‬بمػػد بػػن ىبػػّبة‪ ،‬ككػػاف عا‪٤‬بػػا أديبػػا حنبلػػي ا‪٤‬بػػذىب‪،‬‬
‫كىو أحػد مشػايخ اإلمػاـ أيب الفػرج عبػد الػر‪ٞ‬بن ا‪٤‬بعػركؼ بػابن ا‪١‬بػوزم ا‪٢‬بنبلػي مػن نسػب سػيدنا‬
‫ا‪٣‬بليفة الراشد أيب بكر الصديق ‪.‬‬

‫كاعل ػػم أف اإلم ػػاـ القط ػػب الكب ػػّب الش ػريف الش ػػيخ أ‪ٞ‬ب ػػد عل ػواف ا‪٢‬بس ػػِب النس ػػب ال ػػذم‬
‫اشتهر باليمن ٔبوزم اليمن ‪٢‬بسن كعظو شيخ الطريقة العلوانية قدس سره أخذ من عدة مشػايخ‬
‫من ا‪٤‬بشاىّب كمن ‪ٝ‬بلة من أخذ عنهم الشيخ أبػو الغيػث بػن ‪ٝ‬بيػل كىػو أخػذ مػن الشػيخ ا‪١‬بليػل‬
‫الشريف علي بن عمر األىدؿ كىو أخذ من الشيخ الكبػّب العػارؼ علػي األحػور كىػو أخػذ مػن‬
‫اإلماـ شيخ الشيوخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب قدست أركاحهم الطاىرة‪.‬‬

‫كالشػػيخ علػي األحػػور أخػػذ بعػػد كفػػاة الشػػيخ عبػػد القػػادر مػػن اإلمػػاـ الكبػػّب شػػيخ زمانػػو‬
‫أ‪ٞ‬بد الرفاعي ا‪٢‬بسيِب قدس سره العزيز فكمػا ذكػرت آنفػا فػإف معظػم أكػابر ذلػك العصػر انتمػوا‬
‫إٔب سػػيدم اإلمػػاـ عبػػد القػػادر ‪ ،‬كإف مػػن أعظػػم أتبػػاع الشػػيخ عبػػد القػػادر اإلمػػاـ الشػػيخ أب ػا‬
‫السعود بن شبل البغدادم‪ ،‬فإنو كاف إماـ كقتو ُب الطريق‪.‬‬

‫‪078‬‬
‫ك‪٤‬بػػا انتشػػر صػػيت سػػيدم اإلم ػػاـ ُب أصػػقاع األرض توافػػدت إليػػو الش ػػيوخ كا‪٤‬بري ػدكف‪،‬‬
‫فكاف يصل عدد ا‪٢‬بضور ُب ‪٦‬بلس كعظو إٔب السبعْب ألفان كأحيانا إٔب مئة ألف كما ذكر بعض‬
‫أىل الَباجم ككاف من كراماتو أف الكل يسمعوف صوتو كما يسمع القريب منو‪.‬‬

‫كقػػد ذكػػر التػػادُب كغػػّبه أف سػػيدم الشػػيخ عبػػد الوىػػاب بػػن اإلمػػاـ الشػػيخ عبػػد القػػادر‬
‫قػػاؿ‪ (":‬كػػاف كالػػدم يػػتكلم ُب األسػػبوع ثػػبلث م ػرات با‪٤‬بدرسػػة بكػػرة ا‪١‬بمعػػة كعشػػية الثبلثػػاء‪،‬‬
‫كبالرباط بكرة األحد ككػاف ٰبضػره العلمػاء كالفقهػاء كا‪٤‬بشػايخ كغػّبىم‪ ،‬كمػدة كبلمػو علػى النػاس‬
‫أربعوف سنة أك‪٥‬با سنة إحدل كعشرين ك‪ٟ‬بسمائة كآخرىا سنة إحدل كستْب ك‪ٟ‬بسمائة‪.‬‬

‫كمدة تصدره للتدريس كالفتول ثبلث كثبلثوف سنة أك‪٥‬با سنة ‪ٜ‬باف كعشرين كآخرىا سػنة‬
‫إحدل كستْب‪ ،‬ككاف يقرأ ُب ‪٦‬بلسو قارئاف قراءة مرسػلة ‪٦‬بػردة بغػّب أ‪٢‬بػاف‪ ،‬كيقػرأ أيضػان ُب ‪٦‬بلسػو‬
‫الشريف مسعود ا‪٥‬بامشي‪.‬‬

‫ككاف ٲبوت ُب ‪٦‬بلسو الرجبلف كالثبلثػة‪ ،‬كيكتػب مػا يقػوؿ ُب ‪٦‬بلسػو أربعمائػة ‪٧‬بػربة عػآب‬
‫كغػػّبه‪ ،‬ػ أم ٲبوتػػوف مػػن قػػوة ا‪٢‬بػػاؿ يعػػُب شػػدة الوجػػد‪ -‬ككػػاف كثػّبان مػػا ٱبطػػو ُب ا‪٥‬بػواء ُب ‪٦‬بلسػػو‬
‫على رؤكس الناس خطوات ٍب يرجع إٔب الكرسي ‪ ‬إىػ‪.‬‬

‫كقػػد ذكػػر شػػيخ اإلسػػبلـ أ‪ٞ‬بػػد بػػن حجػػر العسػػقبل٘ب ر‪ٞ‬بػػو اهلل ُب كتابػػو غبطػػة النػػاظر ُب‬
‫مناقب الشيخ عبد القػادر أف سػبط ابػن ا‪١‬بػوزم قػاؿ ُب مػرآة الزمػاف‪( :‬كانػت الفتػاكل تػأٌب إليػو‬
‫من ببلد العراؽ كغّبىا فما كاف يبيت عنده فتول بل يكتب عليو عقيب قراءهتا من غّب تفكر‪،‬‬
‫ككػػاف يفػٍب علػػى مػػذىب الشػػافعي كعلػػى مػػذىب أ‪ٞ‬بػػد بػػن حنبػػل كتعػػرض أجوبتػػو علػى العلمػػاء‬
‫فيكوف تعجبهم من إسراعو)‪.‬‬

‫ككاف كل مػن اشػتغل عليػو بفػن مػن الفنػوف مهػر ُب ذلػك الفػن حػٌب يفػوؽ أقرانػو ىكيٰبتػاج‬
‫إليو‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كنقػػل عػػن األكػػابر أف الشػػيخ كػػاف يقػرأ ُب ثبلثػػة عشػػر علمػان (أم كػػل يػػوـ) ككػػاف‬
‫يبػػدأ ُب مدرسػػتو بػػدرس مػػن التفسػػّب كدرس مػػن ا‪٢‬بػػديث كدرس مػػن الفقػػو كدرس مػػن ا‪٣‬بػػبلؼ‪،‬‬
‫كييقرأي عليو القرآف با‪٤‬بركيات بعد الظهر‪.‬‬

‫‪079‬‬
‫كقاؿ صاحب البهجػة كالتػادُب‪( :‬كقػاؿ الشػيخ عمػر بػن مسػعود البػزاز (مػا رأت عينػام‬
‫أفقػو ُب علػوـ ا‪٢‬بقػائق مػػن سػيدم الشػيخ عبػد القػػادر قيػل لػو إف أحػد مريديػو يقػوؿ إنػو يػػرل اهلل‬
‫عز كجل بعْب رأسو فاستدعاه كسألو عن ذلك فقاؿ ‪ :‬نعم‪ ،‬فانتهره كهناه عػن ىػذا القػوؿ كأخػذ‬
‫عليػػو َّأال يعػػود فقيػػل لػػو أ‪٧‬بػػق ىػػذا أـ مبطػػل قػػاؿ ىػػو ‪٧‬بػػق ملػػبس عليػػو‪ ،‬كذلػػك أنػػو شػػهد ببصػّبتو‬
‫كبص ػّبتو يتصػػل شػػعاعها بنػػور شػػهوده فظػػن أف بصػػره رأل مػػا شػػهدتو بصػػّبتو كإ٭بػػا رأل بصػػره‬
‫بص ػّبتو فحسػػب كىػػو ال يػػدرم‪ ،‬ككػػاف ‪ٝ‬بػػع مػػن ا‪٤‬بشػػايخ كالعلمػػاء حاض ػرين فػػأطرهبم ‪٠‬بػػاع ىػػذا‬
‫الكبلـ كدىشوا من حسن إفصاحو عن حاؿ الرجل ‪.‬‬
‫كقػػاؿ ا‪٢‬بػػافظ أبػػو العبػػاس أ‪ٞ‬بػػد بػػن أ‪ٞ‬بػػد البنػػدنيجى حضػػرت أنػػا كالشػػيخ ‪ٝ‬بػػاؿ الػػدين‬
‫ا‪١‬بػػوزم (اإلمػػاـ ا‪٤‬بشػػهور بػػابن ا‪١‬بػػوزم) ر‪ٞ‬بهمػػا اهلل تعػػأب ‪٦‬بلػػس سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر ر‪ٞ‬بػػة‬
‫كجها‪ ،‬فقلت للشػيخ ‪ٝ‬بػاؿ الػدين أتعلػم ىػذا‬ ‫اهلل عليو‪ ،‬فقرأ القارئ آية فذكر الشيخ ُب تفسّبىا ن‬
‫الوجو قاؿ نعم‪ٍ ،‬ب ذكر كجهان آخر فقلت لو أتعلم ىذا الوجو قاؿ نعم‪ ،‬فػذكر الشػيخ فيهػا أحػد‬
‫عشر كجهان كأنا أقوؿ لو أتعلم ىذا الوجو كىو يقػوؿ نعػم ٍب الشػيخ ذكػر فيهػا كجهػان آخػر فقلػت‬
‫لػػو أتعلػػم ىػػذا قػػاؿ ال حػػٌب ذكػػر فيهػػا كمػػاؿ األربعػػْب كجهػان يعػػزك كػػل كجػػو إٔب قائلػػو كالشػػيخ‬
‫‪ٝ‬باؿ الدين يقوؿ ال أعرؼ ىذا الوجو‪ ،‬كاشتد عجبو من سعة علػم سػيدنا الشػيخ ‪ٍ ،‬ب قػاؿ ػ‬
‫أم الشػيخ عبػػد القػػادر ػ نػػَبؾ القػػاؿ كنرجػػع إٔب ا‪٢‬بػاؿ ال إلػػو إال اهلل ‪٧‬بمػػد رسػػوؿ اهلل فاضػػطرب‬
‫الناس اضطرابان شديدان‪ ،‬كخرؽ الشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين ثيابو‪.‬‬

‫يعػػِب أف سػػيدم اإلمػػاـ كمػػا ىػػو رأس ُب علػػوـ الش ػريعة ىػػو رأس ُب علػػوـ ا‪٢‬بقػػائق كقػػوة‬
‫ا‪٢‬بػػاؿ حػػٌب إف حالػو كػػاف يسػػرم ُب كػػل ا‪٢‬باضػرين مػػع كثػػرة عػػددىم كقػػد نقػػل عػػن الشػػيخ موفػػق‬
‫الػػدين بػػن قدامػػة ا‪٤‬بقدسػػي أنػػو تػػاب علػػى يػػد الشػػيخ عبػػد القػػادر معظػػم أىػػل بغػػداد كأسػػلم علػػى‬
‫يديو معظم يهود كنصارل بغداد‪ -‬كسكاف بغداد ُب ذلك الوقت يقدركف بألفي ألف تقريبان‪.‬‬

‫ك‪٩‬با يشهد على أنػو سػيد أىػل عصػره كإمػاـ كقتػو ثنػاء أكػابر العلمػاء كالعػارفْب عليػو ‪٩‬بػن‬
‫عاصركه كمن جاء بعدىم إٔب أيامنا‪ ،‬ككذلك عامة العلماء كمؤلفو كتب التواريخ كا‪٤‬بناقب‪.‬‬

‫فم ػػن ذل ػػك م ػػا ذك ػػره اب ػػن ا‪٤‬بلق ػػن ُب طبق ػػات األكلي ػػاء كغ ػػّبه أف اإلم ػػاـ القط ػػب الش ػػهّب‬
‫الشػػيخ أ‪ٞ‬بػػد الرفػػاعي الكبػػّب ا‪٢‬بسػػيِب قػػاؿ عنػػدما ذكػػر الشػػيخ عبػػد القػػادر ُب ‪٦‬بلسػػو‪ (" :‬الشػػيخ‬

‫‪081‬‬
‫عبد القادر من يستطيع كصػف مناقبػو كمػن يبلػ مبلغػو ذاؾ رجػل ٕبػر الشػريعة عػن ٲبينػو‪ ،‬كٕبػر‬
‫ا‪٢‬بقيقة عن يساره‪ ،‬من أيَّهما شاء اغَبؼ‪ ،‬ال ثا٘ب لو ُب كقتنا ىذا‪.‬‬

‫كقػػاؿ التػػادُب قػػاؿ الشػػيخ عبػػد الػػرحيم الرفػػاعي‪( :‬قػػدمت بغػػداد كحضػػرت الشػػيخ ‪٧‬بي ػي‬
‫الدين عبد القادر سبلـ اهلل عليو فرأيت من حالو كفراغ قلبو كخلو سره ما أذىلػِب‪ ،‬فلمػا رجعػت‬
‫إٔب أـ عبيػدة أخػػربت خػػإب الشػػيخ أ‪ٞ‬بػػد عنػػو بػػذلك فقػػاؿ‪ :‬يػػا كلػػدم مػػن يطيػػق مثػػل قػػوة الشػػيخ‬
‫عبد القادر كما ىو عليو كما كصل إليو‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ ‪٪‬بػػم الػػدين أبػػو العبػػاس أ‪ٞ‬بػػد بػػن أيب ا‪٢‬بسػػن علػػى البطػػائحي ر‪ٞ‬بػػة اهلل عليػػو‬
‫‪٠‬بعػت أخػي الشػيخ إبػراىيم األعػػزب ر‪ٞ‬بهمػا اهلل تعػأب ػ يقػوؿ‪ :‬الشػػيخ ‪٧‬بيػي الػدين عبػد القػػادر‬
‫‪ ‬سػػيدنا كشػػيخ احملققػػْب كإمػػاـ الصػػديقْب كحجػػة العػػارفْب كقػػدكة السػػالكْب إٔب رب العػػا‪٤‬بْب‬
‫‪‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫كسيدم الشيخ إبراىيم األعزب ىو ابن السيدة فاطمة بنت اإلمػاـ الكبػّب أ‪ٞ‬بػد الرفػاعي‬
‫‪ ‬كنفعنػػا بػػو‪ ،‬كػػاف مػػن أك ػػابر العػػارفْب كانتسػػب إليػػو عػػدد كبػػّب كك ػػاف لػػو تصػػرؼ عظػػيم ُب‬
‫الكرامػػات كلػػو حػػاؿ شػػبيو ٕبػػاؿ اإلمػػاـ الشػػيخ عبػػد القػػادر‪ ،‬كقػػد تػػرىب الشػػيخ إب ػراىيم علػػى يػػد‬
‫جده الشيخ أ‪ٞ‬بد الرفاعي قدس سره‪.‬‬

‫كحكػي عػػن ‪ٝ‬باعػػة مػػن أصػػحاب الشػػيخ أ‪ٞ‬بػػد الرفػػاعي ‪ ‬أهنػػم قػػالوا ذكػػر الشػػيخ عبػػد‬
‫القادر ‪ ‬عند شيخنا الشيخ منصور البطائحي فقاؿ‪ :‬سيأٌب زمػاف يفتقػر إليػو فيػو كتعلػو مٍنزلتػو‬
‫بػػْب العػػارفْب كٲبػػوت كىػػو أحػػب أىػػل األرض إٔب اهلل تعػػأب كرس ػولو ُب ذلػػك الزمػػاف فمػػن أدركػػو‬
‫منكم فليعرؼ حرمتو كيعظم أمره‪.‬‬

‫كالشيخ منصور ىو القطب الربا٘ب صاحب ا‪٤‬بقامات العالية كالكرامات الظاىرة كاألقداـ‬
‫الراسػػخة كىػػو شػػيخ اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد الرفػػاعي الكبػػّب كخالػػو‪ ،‬كىػػو أخػػذ عػػن الشػػيخ الكبػػّب أيب ‪٧‬بمػػد‬
‫الشنبكي كىو أخذ عن شيخ الشيوخ اإلماـ أيب بكر بن ىوارا‪ ،‬كسيدم الشيخ أبو بكػر ا‪٥‬بػوارم‬
‫البطػػائحي أخػػذ عػػن سػػيدنا أيب بكػػر الصػػديق ُب ا‪٤‬بنػػاـ بػػأمر رسػػوؿ اهلل ‪ ،‬كقػػد ألبسػػو سػػيدنا‬
‫خليفػػة رسػػوؿ اهلل الصػػديق األكػػرب ُب ا‪٤‬بنػػاـ طاقيػػة كعبػػاءة فلمػػا اسػػتيقظ مػػن منامػػو كجػػد الطاقيػػة‬

‫‪080‬‬
‫كالعباءة عليو‪ٍ ،‬ب أخذ باليقظة عن سيدم اإلماـ سهل بن عبد اهلل التسػَبم ا‪٤‬بتػوَب سػنة ِّٖ‬
‫ىػ‪ ،‬ككاف سيدم أبو بكر ا‪٥‬بوارم من أعظم شيوخ عصره فقد أحيا اهلل على يديو ا‪٤‬بوتى مع غػّب‬
‫ذلػك مػػن الكرامػػات الكثػػّبة كالػػٍب منهػا أنػػو دعػػا اهلل تعػػأب أف ٰبفػػظ مػن يػػزكر قػػربه بعػػد موتػػو مػػن‬
‫الن ػػار‪ ،‬كق ػػاؿ ق ػػد اس ػػتجيب ٕب ذل ػػك‪ ،‬كم ػػن كرامات ػػو ال ػػٍب ذكرى ػػا ع ػػدد م ػػن أى ػػل الػ ػَباجم م ػػنهم‬
‫الشعرا٘ب ُب الطبقات الكربل أنو حدث مرة بالكشف قبػل مولػد الشػيخ عبػد القػادر بػزمن‪ ،‬قػاؿ‬
‫الشػػيخ أبػػو ‪٧‬بمػػد الشػػنبكي قػػدس سػػره ‪٠‬بعػػت شػػيخنا أبػػا بكػػر بػػن ى ػوارا يقػػوؿ ‪ (:‬أكتػػاد الع ػراؽ‬
‫‪ٜ‬بانيػة معػركؼ الكرخػي ػ كاإلمػاـ أ‪ٞ‬بػد بػن حنبػل ‪ -‬كبشػر ا‪٢‬بػاُب ػ كمنصػور بػن عمػار ػ كا‪١‬بنيػد ػ‬
‫كالسػػرم ػ كسػػهل بػػن عبػػد اهلل التسػػَبم ػ كعبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب‪ ،‬قلػػت كمػػن عبػػد القػػادر قػػاؿ‪(:‬‬
‫عجمي شريف يسكن بغداد يكوف ظهوره ُب القرف ا‪٣‬بامس كىو أحد الصديقْب األكتاد األفػراد‬
‫أعياف الدنيا أقطاب الزماف ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫نرل أف ‪٩‬با أكرـ اهلل بو سيدم اإلمػاـ عبػد القػادر أف البشػائر بظهػوره بػدأت قبػل مولػده‬
‫بأكثر من مئة كسبعْب سنة تقريبان نفعنا اهلل بو‪.‬‬

‫قاؿ التػادُب قػاؿ الشػيخ الفاضػل أبػو طػاىر ‪٧‬بمػد بػن ا‪٢‬بسػن األنصػارم ا‪٣‬بطيػب ‪٠‬بعػت‬
‫الشيخ أبا عبد اهلل ‪٧‬بمد القرشي ‪ ‬يقوؿ ‪٠‬بعت الشيخ أبا الربيع سليما٘ب ا‪٤‬بػالقي يقػوؿ‪ :‬سػيد‬
‫أىل زمانو الشيخ عبد القادر ‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬أبػػو طػػاىر فقلػػت للشػػيخ القرشػػي ‪ ‬الشػػيخ عبػػد القػػادر سػػيد أىػػل زمانػػو؟ فقػػاؿ‬
‫نع ػػم‪ ،‬أم ػػا األكلي ػػاء ‪‬فه ػػو أعبلى ػػم كأكمله ػػم‪ ،‬كأم ػػا العلم ػػاء ‪‬فه ػػو أكرعه ػػم كأزى ػػدىم‪ ،‬كأم ػػا‬
‫العارفوف فهو أعلمهم كأ‪ٛ‬بهم كأما ا‪٤‬بشايخ فهو أمكنهم كأقواىم‪.‬‬

‫كق ػػاؿ الش ػػيخ األج ػػل أب ػػو ا‪٢‬بس ػػن ا‪١‬بوس ػػقي ‪( : ‬ص ػػمت أذن ػػا٘ب كعمي ػػت عين ػػال إف‬
‫كنت رأيت مثل سيدم الشيخ عبد القادر ‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ الكبػػّب أبػػو مػػدين شػػعيب ا‪٤‬بغػػريب ‪( :‬لقيػػت ا‪٣‬بضػػر عليػػو السػػبلـ فسػػألتو‬
‫عػػن مشػػايخ ا‪٤‬بشػػرؽ كا‪٤‬بغػػرب اآلف كسػػألتو عػػن الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بيلػػي ‪ ‬فقػػاؿ‪ :‬ىػػو إمػػاـ‬
‫الصديقْب كحجة العارفْب كىو ركح ُب ا‪٤‬بعرفة كشأنو القربة بْب األكلياء كلهم ‪.‬‬

‫‪082‬‬
‫كقاؿ الشيخ سويد السػنجارم ‪ ‬غػّب مػرة‪ ( :‬الشػيخ عبػد القػادر ‪ ‬سػيدنا كشػيخنا‬
‫كإمامنا كقدكتنا إٔب اهلل تعأب كإٔب رسولو كىو ا‪٤‬بقدـ على ‪ٝ‬بيع أىل عصره‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ أبو سليماف داكد ا‪٤‬بنبجي كنت يومان عنػد الشػيخ عقيػل قػدس سػره فقيػل لػو‬
‫قد اشتهر ببغداد امرؤ شاب أعجمي شريف ا‪٠‬بو عبد القادر فقاؿ الشيخ عقيػل‪ (:‬فػإف أمػره ُب‬
‫السماء أشهر منو ُب األرض‪...‬‬

‫كالشػػيخ عقيػػل ا‪٤‬بنبجػػي كػػاف شػػيخ مشػػايخ الشػػاـ ُب كقتػػو كىػػو شػػيخ الطريقػػة ا‪٤‬بنبجيػػة أك‬
‫العمريػػة‪ ،‬كنسػػبو يعػػود إٔب ا‪٣‬بليفػػة الراشػػد أمػػّب ا‪٤‬بػػؤمنْب عمػػر الفػػاركؽ ‪ ،‬ككػػاف مػػن أصػػحاب‬
‫الكرامػػات كلقػػب بالطيػػار ألنػػو طػػار مػػرة ك‪ٚ‬بػػرج بصػػحبتو عػػدد مػػن األكػػابر مثػػل الشػػيخ األجػػل‬
‫عدم بن مسافر كغّبه‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ عمػػر الصػػنهاجي جػػاء بعػػض أصػػحابنا إٔب الشػػيخ أيب نصػػّب يسػػتأذنو ُب‬
‫ا‪٤‬بسّب إٔب بغػداد فقػاؿ لػو‪ :‬إذا أتيػت بغػداد فػبل يفوتػك فيهػا رؤيػة رجػل هبػا شػريف عجمػي ا‪٠‬بػو‬
‫ػنس أبػا نصػّب مػن قلبػك فإنػو كاهلل‬
‫عبد القادر فإذا رأيتو فسلم عليو عػِب كاسػألو الػدعاء كقػل ال ت ى‬
‫ٓب ٱبلق ُب العجم بأسره مثلو كإنك لن ترل ُب العػراؽ مثلػو كإف ا‪٤‬بشػرؽ ليفضػل علػى ا‪٤‬بغػرب بػو‬
‫كإف علمو كنسبو ميزاه على األكلياء ‪ٛ‬بييزا كاضحا كثّبان‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ عمر البزاز اشتقت إٔب رؤية الشيخ عدم بػن مسػافر قػدس سػره كاسػتأذنت‬
‫الشػػيخ عبػػد القػػادر ُب زيارتػػو فػػأذف ٕب‪ ،‬فسػػافرت حػػٌب أتيػػت جبػػل ا‪٥‬بكػػار فوجػػدت الشػػيخ عػػديان‬
‫قائمػان علػػى بػػاب زاكيتػػو فقػػاؿ ٕب‪ :‬أىػبلن يػػا عمػػر تركػػت البحػػر كجئػت إٔب السػػاقية يػػا عمػػر الشػػيخ‬
‫عبد القادر مالك أزمة األكلياء كلهم كقائد ركب احملبْب بأسرىم ُب ىذا الوقت ‪.‬‬

‫كق ػػاؿ الش ػػيخ الع ػػارؼ الق ػػدكة عل ػػى ب ػػن كى ػػب الش ػػيبا٘ب الربيع ػػي ا‪٤‬بوم ػػوم الس ػػنجارم‪:‬‬
‫(الشيخ عبد القادر من ىدايا اهلل تعأب إٔب الكوف‪ ،‬طػوىب ‪٤‬بػن جالسػو طػوىب ‪٤‬بػن بػات ُب خػاطره‬
‫الشيخ عبد القادر‪.‬‬

‫كقػاؿ الشػػيخ ٰبػٓب التكػريٍب ‪٤‬بػػا قػدـ الشػػيخ موسػى بػػن مػػاىْب بغػداد ُب طريقػو إٔب ا‪٢‬بػػج‪،‬‬
‫كنت أنا ككالدم معو فلمػا اجتمػع بالشػيخ عبػد القػادر ‪ ‬رأينػا احػَباـ الشػيخ موسػى لػو كأدبػو‬

‫‪083‬‬
‫معػػو مػػا ٓب نػػره فعلػػو مػػع غػػّبه‪ ،‬فلمػػا خلونػػا بػػو قػػاؿ لػػو كالػػدم مػػا رأيتػػك احَبمػػت أحػػدان مثػػل مػػا‬
‫احَبمػػت الشػػيخ عبػػد القػػادر‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬الش ػػيخ عبػػد القػػادر خػػّب النػػاس ُب زمانن ػػا ىػػذا كسػػلطاف‬
‫األكلياء كسيد العارفْب ُب كقتنا‪ ،‬ككيف ال أتأدب مع من يتأدب معو مبلئكة السماء‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ أبػػو ا‪٢‬بسػػن عبػػد اللطيػػف بػػن شػػيخ الشػػيوخ أيب الربكػػات إ‪٠‬باعيػػل بػػن أ‪ٞ‬بػػد‬
‫النيسابورم ‪٠‬بعت بدمشق سنة سػت كتسػعْب ك‪ٟ‬بسػمائة الشػيخ رسػبلف ػ الدمشػقي ػ ‪ ‬يقػوؿ‬
‫كقد ذكر الشيخ عبد القادر ‪( :‬الشيخ عبد القادر ‪ ‬من صدكر ا‪٢‬بضرة كأفراد الوجػود‪ ،‬قػد‬
‫أنطق با‪٢‬بكمة كسلمت إليو أحكاـ التصريف‪ ...‬كىو نائب رسوؿ ‪.‬‬

‫ثنوا على سيدم الشيخ عبد القػادر ىػم مػن أعيػاف ذلػك العصػر‪،‬‬
‫كىؤالء األكابر الذين أ ٍ‬
‫انظر ترا‪ٝ‬بهم ُب قبلئد ا‪١‬بواىر‪ ،‬كالطبقات الكربل للشعرا٘ب كالطبقات للمناكم كغّبىم‪.‬‬

‫كذكر ا‪٢‬بافظ الذىيب ُب سّب أعبلـ النببلء أف الشػيخ عػز الػدين بػن عبػد السػبلـ ا‪٤‬بلقػب‬
‫بسلطاف العلماء قاؿ‪ :‬إنو ٓب تتواتر كرامات أحد من ا‪٤‬بشايخ إال الشيخ عبد القادر‪ ،‬فإف كراماتو‬
‫نقلت بالتواتر‪.‬‬

‫كذكػػر ا‪٤‬بنػػاكم أف الشػػيخ العػػز بػػن عبػػد السػػبلـ قػػاؿ ُب حػػق الشػػيخ عبػػد القػػادر‪( :‬بلغػػت‬
‫اإلمامة مبل القطع)‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ الذىيب ُب تاريخ اإلسبلـ‪ :‬الشيخ أبو ‪٧‬بمد ‪٧‬بيي الدين كالسنة عبػد القػادر‬
‫بن أيب صاّب ا‪١‬بيلي الزاىد صاحب الكرامات كا‪٤‬بقامات كشيخ الفقهاء كالفقراء – أم الصػوفية‬
‫ػ‪ ،‬ككاف إماـ زمانو كقطب عصره كشيخ شيوخ الوقت ببل مدافعة‪...‬‬

‫كاف الشيخ عبػد القػادر ‪ ‬رأسػان ُب العلػم كالعمػل كُب ا‪١‬بملػة فكراماتػو متػواترة ‪ٝ‬بػة كٓب‬
‫ٱبلف بعده مثلو‪.‬‬

‫كقػػاؿ الػػذىيب ُب سػػّب أعػػبلـ النػػببلء‪ :‬الشػػيخ اإلمػػاـ العػػآب الزاىػػد العػػارؼ القػػدكة شػػيخ‬
‫اإلس ػػبلـ عل ػػم األكلي ػػاء ت ػػاج األص ػػفياء ‪٧‬بي ػي الس ػػنة ‪٩‬بي ػػت البدع ػػة معق ػػل العل ػػم الس ػػيد الش ػريف‬

‫‪084‬‬
‫ا‪٢‬بسػػيب النسػػيب ا‪٢‬بػػافظ ألحاديػػث جػػده سػػيد ا‪٤‬برسػػلْب ‪٧‬بمػػد ‪ ،‬الشػػيخ ‪٧‬بي ػي الػػدين أبػػو‬
‫‪٧‬بمد عبد القادر بن أيب صاّب ا‪١‬بيلي ا‪٢‬بنبلي شيخ بغداد كغفّبىا ‪.‬‬

‫كقػػاؿ الػػذىيب ُب العػػرب‪ :‬الشػػيخ عبػػد القػػادر بػػن أيب صػػاّب جنكػػى دكسػػت ا‪١‬بيلػػي شػػيخ‬
‫بغداد الزاىػد شػيخ العصػر كقػدكة العػارفْب كصػاحب ا‪٤‬بقامػات كالكرامػات كمػدرس ا‪٢‬بنابلػة ‪٧‬بيػي‬
‫الدين انتهى إليو التقدـ ُب الوعظ كالكبلـ على ا‪٣‬بواطر‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ أبو سعيد عبد الكر‪ٙ‬ب بن ‪٧‬بمػد بػن منصػور السػمعا٘ب ُب تارٱبػو‪ :‬أبػو ‪٧‬بمػد‬
‫عبػػد القػػادر مػػن أىػػل جػػيبلف إمػػاـ ا‪٢‬بنابلػػة كشػػيخهم ُب عصػػره فقيػػو صػػاّب ديػػن خػػّب كثػػّب الػػذكر‬
‫دائم الفكر سريع الدمعة كتب عنو‪.‬‬

‫كقاؿ ابن النجار ُب تارٱبو (ذيل تاريخ بغداد)‪ :‬عبد القادر بن أيب صػاّب جنكػا دكسػت‬
‫الزاىد من أىػل جػيبلف أحػد أئمػة ا‪٤‬بسػلمْب العػاملْب بعلمهػم صػاحب الكرامػات الظػاىرة‪ ،‬ذكػر‬
‫أنو دخل بغػداد ُب سػنة ‪ٜ‬بػاف ك‪ٜ‬بػانْب كأربعمائػة كلػو ‪ٜ‬بػا٘ب عشػرة سػنة فقػرأ الفقػو كأحكػم األصػوؿ‬
‫كالف ػػركع كا‪٣‬ب ػػبلؼ‪ ،‬ك‪٠‬ب ػػع ا‪٢‬ب ػػديث كاش ػػتغل ب ػػالوعظ إٔب أف ب ػػرز في ػػو‪ٍ ،‬ب الزـ االنقط ػػاع كا‪٣‬بل ػػوة‬
‫كالرياسػػة كالسػػياحة كاجملاىػػدة الشػػديدة ك‪ٙ‬بمػػل األح ػواؿ ا‪٤‬ب ًشػػقة كالػػدخوؿ ُب األمػػور الصػػعبة مػػن‬
‫ي‬
‫‪٨‬بالف ػػة ال ػػنفس كمبلزم ػػة الس ػػهر كا‪١‬ب ػػوع كا‪٤‬بق ػػاـ ُب ا‪٣‬ب ػراب كالص ػػحارم‪ ،‬كص ػػحب الش ػػيخ ‪ٞ‬ب ػػادنا‬
‫الػػدباس الزاىػػد كأخػػذ عنػػو علػػم الطريقػػة ٍب إف اهلل أظهػػره للخلػػق كأكقػػع لػػو القبػػوؿ العظػػيم عنػػد‬
‫ا‪٣‬باص كالعاـ‪.‬‬

‫كق ػػاؿ ا‪٢‬ب ػػافظ اب ػػن رج ػػب ُب طبقات ػػو‪ :‬عب ػػد الق ػػادر ب ػػن أيب ص ػػاّب عب ػػد اهلل ب ػػن جنك ػػى‬
‫دكسػػت بػػن أيب عبػػد اهلل ا‪١‬بيلػػي ٍب البغػػدادم الزاىػػد شػػيخ العصػػر كعبلمػػة ا‪٢‬بػػْب كقػػدكة العػػارفْب‬
‫كسلطاف ا‪٤‬بشايخ كسيد أىل الطريقة ‪٧‬بيي الدين أبو ‪٧‬بمد‪...‬ظهر للناس كحصل لو القبوؿ التػاـ‬
‫كانتص ػػر أى ػػل الس ػػنة الشػ ػريفة بظه ػػوره كا‪٬‬ب ػػذؿ أى ػػل الب ػػدع كاألىػ ػواء‪ ،‬كاش ػػتهرت أحوال ػػو كأقوال ػػو‬
‫ككراماتػػو كمكاشػػفاتو‪ ،‬كجاءتػػو الفتػػاكل مػػن سػػائر األقطػػار كالػػببلد كىابػػو ا‪٣‬بلفػػاء كالػػوزراء كا‪٤‬بلػػوؾ‬
‫فمن دكهنم‪.‬‬

‫‪085‬‬
‫كقاؿ ابن حجر العسقبل٘ب ُب غبطة الناظر‪ :‬كقاؿ ا‪٢‬بافظ زين الدين بن رجػب ُب ذيػل‬
‫الطبق ػػات‪ :‬س ػػيد ا‪٢‬بنابل ػػة عب ػػد الق ػػادر ش ػػيخ العص ػػر كس ػػلطاف ا‪٤‬بش ػػايخ كس ػػيد الطريق ػػة ُب كقت ػػو‬
‫صاحب ا‪٤‬بقامات إٔب أف قاؿ‪ :‬كحصل لو القبوؿ التاـ كاعتقػدكا صػبلحو كديانتػو كانتفعػوا بوعظػو‬
‫كانتصر بو أىل السنة كاشتهرت أحوالو ككراماتػو ككػاف معظمػان ُب عصػره عنػد مشػايخ الوقػت مػن‬
‫العلماء كالزىاد ككاف يتوب عنده ُب ‪٦‬بلسو خلق كثّب‪.‬‬

‫كقػػاؿ التػػادُب‪ :‬كقػػاؿ شػػيخ اإلسػػبلـ الشػػيخ ‪٧‬بي ػي الػػدين النػػوكم ر‪ٞ‬بػػة اهلل تعػػأب عليػػو ُب‬
‫كتابو بستاف العارفْب‪ :‬ما علمنا فيما بلغنػا مػن الثقػات النػاقلْب كرامػات األكليػاء أكثػر ‪٩‬بػا كصػل‬
‫إلينػػا مػػن كرامػػات القطػػب شػػيخ بغػػداد ‪٧‬بيػي الػػدين عبػػد القػػادر ا‪١‬بيلػػي ‪ ،‬كػػاف شػػيخ السػػادة‬
‫الشافعية كالسادة ا‪٢‬بنابلة ببغداد كانتهت إليو رياسة العلم ُب كقتو ك‪ٚ‬برج بصحبتو غػّب كاحػد مػن‬
‫األكابر كانتمى إليو أكثر أعياف مشايخ العراؽ كقاؿ بإرادتو جم غفّب من ذكل األحواؿ الفاخرة‬
‫كتلمػػذ لػػو خلػػق ال ٰبصػػوف عػػددان ككثػػرة مػػن أربػػاب ا‪٤‬بقامػػات الرفيعػػة كانعقػػد عليػػو إ‪ٝ‬بػػاع ا‪٤‬بشػػايخ‬
‫كالعلم ػ ػػاء ‪ ‬بالتبجي ػ ػػل كاإلعظ ػ ػػاـ كاإلحك ػ ػػاـ كالرج ػ ػػوع إٔب قول ػ ػػو كا‪٤‬بص ػ ػػّب إٔب حكم ػ ػػو كقص ػ ػػد‬
‫بالزيارات مع النذكرات من كل قطر كرمي باآلماؿ من كل جهة كأىرع إليو أىل السلوؾ من كل‬
‫فج عميق‪ ،‬ككاف ‪ٝ‬بيل الصفات شريف األخبلؽ كامل األدب كا‪٤‬بركءة كثّب التواضع دائم البشػر‬
‫كافػػر العلػػم كالعقػػل شػػديد االقتفػػاء لكػػبلـ الشػػرع كأحكامػػو معظم ػان ألىػػل العلػػم مكرم ػان ألربػػاب‬
‫الدين كالسنة مبغضان ألىل البدعػة كاألىػواء ‪٧‬ببػان ‪٤‬بريػدم ا‪٢‬بػق مػع دكاـ اجملاىػدة كلػزكـ ا‪٤‬براقبػة إٔب‬
‫ا‪٤‬بػػوت‪ ،‬ككػػاف لػػو كػػبلـ عػػاؿ ُب علػػوـ ا‪٤‬بعػػارؼ شػػديد الغضػػب إذا انتهكػػت ‪٧‬بػػارـ اهلل سػػبحانو‬
‫كتعأب سخي الكف كر‪ٙ‬ب النفس على أ‪ٝ‬بل طريقة كبا‪١‬بملة فلم يكن ُب زمنو مثلو ‪.)‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ زيػػن الػػدين ‪٧‬بمػػد عبػػد الػػرؤكؼ ا‪٤‬بنػػاكم ُب كتابػػو طبقػػات الصػػوفية الكػػربل‪:‬‬
‫(عبػػد القػػادر بػػن موسػػى ا‪١‬بػػيبل٘ب ا‪٢‬بنبلػػي‪ ،‬مػػن ذريػػة ا‪٢‬بسػػن ‪ ‬الػػذم طػػار ذكػػره ُب اآلفػػاؽ‪،‬‬
‫كأ‪ٝ‬بع على إمامتو أىل ا‪٣‬ببلؼ كالوفاؽ‪ ،‬كػاف جػرمء اللسػاف‪ ،‬ثابػت ا‪١‬بػأش كا‪١‬بنػاف‪ ،‬كلػو إقػداـ‬
‫ك‪ٛ‬بكػػن أقػػداـ‪ ،‬ملػػوكي الفػػتح‪ ،‬عظػػيم ا‪٤‬بٍنزلػػة ُب التص ػريف‪ ،‬كمواعظػػو مشػػحونة بلطػػائف كرقػػائق‪،‬‬
‫ك‪ٚ‬بشػػى الص ػواعق‪ ،‬ك‪٦‬بػػالس ييثػػِب عليهػػا األئمػػة‪ ،‬كلػػو سػػكتوا أثنػػت حػػدائق‬ ‫الرجػػاء منهػػا ي‬
‫ييرجػػى َّ‬
‫ا‪٢‬بقائق)‪.‬‬

‫‪086‬‬
‫إماما‪ ،‬كُب التصوؼ ال يساـ رفعة كال يسامى‪ ،‬قد تضلع مػن األصػوؿ‬
‫ككاف ُب الفقو ن‬
‫قل نظّبه كعبل على أعلػى األطلػس أثػّبه‪ ،‬اعػَبؼ‬
‫كالفركع‪ ،‬كتقدـ على غّبه ُب كل فن مشركع‪ٌ ،‬‬
‫لو بذلك كل فقهاء عصره‪ ،‬كصوفية مصره كحسبك قوؿ العز بن عبد السبلـ ُب حقو ‪ (:‬بلغػت‬
‫اإلمامة مبل القطع)‪.‬‬

‫ٍب لو أردت أف أذكر ُب كتايب ىذا كل مػن أثػُب علػى إمامنػا كسػيدنا الشػيخ عبػد القػادر‬
‫‪ ‬فػػإ٘ب قػػد أمػػوت قبػػل أف أهنػػي الكتػػاب كإف مػػا ذكرتػػو كمػػا سػػأذكره فهػػو مػػن بػػاب االسػػتئناس‬
‫كالتربؾ بذكر سّبتو كمناقبو كإال فشهرتو تغِب عن التعريف ‪ ‬كنفعنا بو‪.‬‬

‫كقد ألف سيدم اإلماـ عدة كتب فما أعرفو منها‪:‬‬


‫ُ‪ .‬كتاب الغنية لطاليب طريق ا‪٢‬بق‬
‫ِ‪ .‬يواقيت ا‪٢‬بكم‪.‬‬
‫ّ‪ .‬إغاثة العارفْب كغاية مُب الواصلْب‪.‬‬
‫ْ‪ .‬رسػػائل الشػػيخ عبػػد القػػادر باللغػػة الفارسػػية كقػػد تر‪ٝ‬بهػػا إٔب العربيػػة حسػػاـ الػػدين‬
‫ا‪٤‬بطاقي‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬تنبيو الغيب إٔب رؤية النيب ‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬الرد على الرافضة‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬الكربيت األ‪ٞ‬بر‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬جواىر الر‪ٞ‬بن‪.‬‬
‫ٗ‪ٙ .‬بفة ا‪٤‬بتقْب كسبيل العارفْب‪.‬‬
‫أدب ا‪٤‬بريد‪.‬‬ ‫َُ‪.‬‬
‫كتاب سر األسرار‪.‬‬ ‫ُُ‪.‬‬
‫ُِ‪ .‬تفسػػّب القػػرآف الكػػر‪ٙ‬ب‪ ،‬ذكػػر ا‪٤‬بؤلػػف عبػػد الػػرزاؽ الكػػيبل٘ب ُب كتابػػو‪ -‬الشػػيخ عبػػد‬
‫القادر ‪ -‬أنو ‪٨‬بطػوط ُب جػزأين‪ ،‬كتوجػد نسػخة منػو ُب مكتبػة الشػيخ رشػيد كالػد‬
‫عبد ا‪٢‬بميد كرامي أفندم ُب طرابلس الشاـ‪.‬‬
‫ُّ‪ .‬كقػػد ‪ٝ‬بعػػت عػػدة م ػواعظ مػػن الػػٍب ك ػػاف يلقيه ػػا اإلم ػػاـ ُب ‪٦‬ب ػػالس كعظػػو فمػػن‬
‫الكتب الٍب اشتملت على ىذه ا‪٤‬بواعظ كتاب فتوح الغيب‪.‬‬

‫‪087‬‬
‫ُْ‪ .‬ككتاب جبلء ا‪٣‬باطر ُب الظاىر كالباطن‪.‬‬
‫ُٓ‪ .‬ككتاب الفتح الربا٘ب كالفيض الر‪ٞ‬با٘ب‪.‬‬
‫ُٔ‪ .‬كلػػو ‪ ‬أشػػعار ‪ٝ‬بػػع بعضػػها بعػػض ا‪٤‬بػؤلفْب كلػػو أكراد كأحػزاب ‪ٝ‬بعػػت ُب بعػػض‬
‫الكتب منها‪.‬‬
‫ُٕ‪ .‬كتاب األكراد القادرية ‪ ،‬ضبطو ‪٧‬بمد سآب ٌبواب‪.‬‬
‫ُٖ‪ .‬ككتاب الطريق إٔب اهلل‪ٙ ،‬بقيق ‪٧‬بمد غساف نصوح عزقوؿ‪.‬‬

‫قػاؿ بعػض الػذين ألفػوا ُب مناقػب الشػيخ عبػد القػادر إنػو قػد تكػوف ىنػاؾ عػدة مؤلفػػات‬
‫للشػيخ عبػد القػادر غػّب الػػٍب ذكػرت‪ ،‬بعضػها ٓب يتعػرؼ إليهػا بعػػد‪ ،‬كقػد يكػوف أتلػف منهػا قسػػم‬
‫عند غزك التتار للببلد اإلسػبلمية كدخػو‪٥‬بم بغػداد ك‪ٚ‬بريبهػا كىػدـ مدرسػة الشػيخ عبػد القػادر ‪‬‬
‫كالػػٍب أعيػػد بناؤىػػا بعػػد زكاؿ دكلػػتهم‪ ،‬فػػإف اجتيػػاح بغػػداد مػػن قبػػل التتػػار كػػاف سػػنة ٔٓٔ ى ػ أم‬
‫بعد كفاة الشيخ عبد القادر ٖبمس كتسعْب سنة‪.‬‬

‫كأذكر أف من أراد ا‪٤‬بطالعة للكتب عليو أف يكوف من أىػل التمييػز حػٌب ال يفهػم األمػور‬
‫عل ػػى غ ػػّب كجههػ ػا م ػػن ناحي ػػة‪ ،‬كم ػػن ناحي ػػة أخ ػػرل ف ػػإف أكث ػػر كتػ ػب التص ػػوؼ دخله ػػا ال ػػدس‬
‫كالتحريف‪ ،‬كألصق بعدد كبّب من أكابر العارفْب كبلـ خطّب منو ما يؤدم إٔب ا‪٣‬بػركج مػن ا‪٤‬بلػة‪،‬‬
‫ت‬‫كىػػم مػػن ذلػػك بػ ػرآء‪ ،‬ككمػػا بينػػت ُب صػػدر ىػػذا الكتػػاب أف إمامنػػا الشػػيخ عبػػد القػػادر د َّس ػ ً‬
‫ى‬ ‫يى ي‬
‫ا‪٤‬بشػػبهة كالباطنيػػة ُب بعػػض كتبػػو عقائػػد باطلػػة منهػػا كتػػاب الغنيػػة كغػػّبه فليتنبػػو لػػذلك‪ ،‬كبعػػض‬
‫األكراد ا‪٤‬بنسوبة إليو فيها ما ٱبالف الشرع‪ ،‬فتحتاج أب تدقيق كتنقية‪.‬‬

‫ف ػػإف أع ػػداء ال ػػدين م ػػن ا‪٤‬بنتس ػػبْب لئلس ػػبلـ لفظػ ػان ال حقيق ػػة كغ ػػّبىم يس ػػتغلوف ُب نش ػػر‬
‫أفك ػػارىم ا‪٤‬بس ػػمومة كا‪٤‬بش ػػبوىة أ‪٠‬ب ػػاء ى ػػؤالء األك ػػابر كاألعػ ػبلـ فيٍن يسػ ػبو ىف إل ػػيهم ى ػػذه البض ػػاعة‬
‫الفاسػػدة لَبكٯبهػػا بػػْب الع ػواـ‪ ،‬كالسػػبلمة مػػن ذلػػك ٗبعرفػػة مػػا كػػاف عليػػو النػػيب ‪ ‬كمػػن تبعػػو مػػن‬
‫أئمتنا األخيار من العقائػد كاألحكػاـ‪ ،‬بتلقيهػا مػن أىػل العلػم الثقػات أصػحاب الغػّبة علػى ىػذا‬
‫الدين العظيم‪.‬‬

‫‪088‬‬
‫سند الطريقة القادرية‬
‫وأ ها مبنية على الكتاب والسنة‬

‫أخذ سيدل اإلمػاـ عبػد القػادر قػدس سػره التصػوؼ عػن عػدد مػن أكػابر أعيػاف عصػره‪،‬‬
‫كالشيخ الكبّب ‪ٞ‬باد الدباس كالشيخ ا‪١‬بليػل أيب سػعيد ا‪٤‬بخرمػي كالشػيخ تػاج العػارفْب أيب الوفػاء‬
‫‪٧‬بمد ا‪٢‬بسيِب النسب كالشيخ القطب الربا٘ب يوسف ا‪٥‬بمدا٘ب‪.‬‬

‫أما سنده ُب لبس ا‪٣‬برقة كتلقْب الػذكر فهػو مػن الشػيخ العػآب ا‪١‬بليػل أيب سػعيد ا‪٤‬بخرمػي‬
‫قدس سره‪ ،‬كىو أخذ من الشيخ الكامل أيب ا‪٢‬بسن علي بن ‪٧‬بمد ا‪٥‬بكارم القرشػي‪ ،‬كُب بعػض‬
‫ال ػ ػَباجم يػ ػػذكركف ا‪٠‬بػ ػػو علػ ػػي بػ ػػن أ‪ٞ‬بػ ػػد ا‪٥‬بكػ ػػارم‪ ،‬كىػ ػػو أخػ ػػذ مػ ػػن الشػ ػػيخ العظػ ػػيم أيب الفػ ػػرج‬
‫الطرسوسي كىو أخذ من الشيخ أيب الفضل عبد الواحد التميمػي كىػو أخػذ مػن الشػيخ العػارؼ‬
‫الكامػػل أيب بكػػر دلػػف بػػن جحػػدر الشػػبلي كىػػو أخػػذ مػػن إمػػاـ الطػػائفتْب سػػيدم أيب القاسػػم‬
‫ا‪١‬بنيد البغدادم كىو أخذ من خالو اإلماـ الشيخ السػرم السػقطي كىػو أخػذ مػن اإلمػاـ الشػيخ‬
‫الَبياؽ اجملرب معػركؼ الكرخػي كىػو أخػذ مػن اإلمػاـ الشػيخ ا‪٤‬ببػارؾ داكد الطػائي كىػو أخػذ مػن‬
‫اإلمػػاـ ا‪٤‬بتوكػػل حبيػػب العجمػػي كىػػو أخػػذ مػػن اإلمػػاـ األفخػػم ا‪٤‬بشػػهور بسػػيد الزاىػػدين ُب عصػػره‬
‫أيب سػػعيد ا‪٢‬بسػػن البصػػرم كىػػو أخػػذ مػػن سػػيدنا أمػػّب ا‪٤‬بػػؤمنْب حيػػدرة الكػرار بػػاب مدينػػة العلػػم‬
‫علػػي ا‪٤‬برتضػػى ‪ ‬كعػػنهم أ‪ٝ‬بعػػْب كىػػو أخػػذ مػػن سػػيد األكلػػْب كاآلخ ػرين ك‪٧‬ببػػوب رب العػػا‪٤‬بْب‬
‫سيدنا كحبيبنا كعظيمنا كقدكتنا كقرة أعيننا كشفيعنا يوـ الدين ‪٧‬بمد ‪.‬‬

‫ك‪٥‬بذه الطريقة العلية سند آخػر ٲبػر بأئمػة أىػل البيػت الكػراـ رضػواف اهلل علػيهم‪ ،‬كىػو أف‬
‫سػػيدم اإلمػػاـ الشػػيخ معػػركؼ الكرخػػي أخػػذ أيض ػان عػػن سػػيدم اإلمػػاـ عل ػي الرضػػا عػػن سػػيدم‬
‫اإلمػػاـ موسػػى الكػػاظم عػػن سػػيدم اإلمػػاـ جعفػػر الصػػادؽ عػػن سػػيدم اإلمػػاـ ‪٧‬بمػػد البػػاقر عػػن‬
‫سػػيدم اإلمػػاـ السػػجاد علػي زيػػن العابػػدين عػػن سػػيدنا اإلمػػاـ الشػػهيد أيب عبػػد اهلل ا‪٢‬بسػػْب عػػن‬
‫أخيو اإلماـ ا‪٣‬بليفة ا‪٣‬بامس أيب ‪٧‬بمد ا‪٢‬بسن عػن أبيػو أمػّب ا‪٤‬بػؤمنْب علػي بػن أيب طالػب كػرـ اهلل‬
‫كجهو كرضي عنهم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫‪089‬‬
‫ك‪٥‬بذه الطريقػة سػند يعػود إٔب الصػديق األكػرب ‪ ،‬كىػو أف اإلمػاـ جعفػر الصػادؽ ‪‬‬
‫أخذ أيضان عن جده ألمو اإلماـ القاسم بن ‪٧‬بمد بن سيدنا أيب بكر الصديق ‪.‬‬

‫كيركل أيضان أف اإلماـ القاسم أخذ عن سيدنا سلماف الفارسي ‪.‬‬

‫كيركل أيضان أف الشيخ حبيب العجمػي أخػذ قبػل أف يأخػذ مػن سػيدم ا‪٢‬بسػن البصػرل‬
‫من اإلماـ ا‪١‬بليل ‪٧‬بمد بن سّبين كىو أخذ من سيدنا أنػس بػن مالػك ‪ ‬كعػنهم أ‪ٝ‬بعػْب‪ .‬كرد‬
‫ىذا ُب طي السجل لئلماـ ‪٧‬بمد مهدل الشهّب بالركاس‪ .‬ككرد ‪٥‬بذه الطريقة أسانيد أخرل‪.‬‬

‫كأما ا‪٤‬بشايخ الذين أخذ عنهم سيدل اإلماـ علوـ ا‪٢‬بقائق كالتصوؼ فمن أجل مشػايخ‬
‫ذلػػك العصػػر مػػنهم‪ :‬الشػػيخ ‪ٞ‬بػػاد بػػن مسػػلم بػػن داكد الػػدباس ‪ ،‬كػػاف أحػػد العلمػػاء الراسػػخْب‬
‫ُب علوـ ا‪٢‬بقائق كانتهت إليو تربية ا‪٤‬بريدين ببغداد‪ ،‬كانتمػى إليػو معظػم مشػايخ بغػداد كصػوفيتهم‬
‫ككػػاف مػػن أكػػابر أىػػل الكشػػف كلػػو كرامػػات مشػػهورة ككػػاف الشػػيخ عبػػد القػػادر يثػػِب عليػػو كيػػركم‬
‫كراماتو‪.‬‬

‫كذكػر بعػض أىػل الػَباجم قػػو‪٥‬بم إف الشػيخ ‪ٞ‬بػاد صػحب الشػػيخ عبػد القػادر بػدؿ قػػو‪٥‬بم‬
‫الشػيخ عبػػد القػػادر صػحب الشػػيخ ‪ٞ‬بػػاد‪ ،‬كذلػػك ألسػباب منهػػا شػػهرة الشػيخ عبػػد القػػادر كمنهػػا‬
‫أف الشيخ عبد القادر قدس سػره مػا أخػذ فنػان مػن الفنػوف مػن أحػد إال كفاقػو ُب ذلػك الفػن ح ٌػٌب‬
‫ٰبتاج إليو من أخذ عنو‪ ،‬كقد ذكر التادَب أف الشيخ ‪ٞ‬باد قاؿ للشيخ عبد القادر‪( :‬الدكلػة اليػوـ‬
‫لنا فإذا صارت لك فارفق بنا)‪.‬‬

‫ككػػاف الشػػيخ ‪ٞ‬بػػاد لػػو كػػبلـ عػػاؿ ُب طريػػق القػػوـ‪ ،‬كانعقػػد إ‪ٝ‬بػػاع ا‪٤‬بشػػايخ علػػى إمامتػػو‬
‫باإلرشاد توُب ببغداد سنة ‪ٟ‬بس كعشرين ك‪ٟ‬بسمائة كدفن ٗبقربة الشونيزل ‪ ‬كنفعنا بو‪.‬‬

‫كالشيخ ‪ٞ‬باد لبس ا‪٣‬برقة من الشيخ منصور البطائحى خاؿ الشيخ السيد أ‪ٞ‬بػد الرفػاعي‬
‫الكبّب‪ ،‬عن الشيخ أيب ‪٧‬بمد الشنبكى عن الشيخ أيب بكر ا‪٥‬بوارل‪.‬‬

‫كأما الشيخ تاج العارفْب فهو السيد ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن زيد بن حسػن ا‪٤‬برتضػى‬
‫األكرب العريضي بن زيد بن اإلماـ زين العابدين علي بن اإلماـ ا‪٢‬بسْب السبط ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫‪091‬‬
‫قػػاؿ أى ػػل ال ػَباجم ى ػػو أكؿ م ػػن لق ػػب بت ػػاج الع ػػارفْب ُب الع ػراؽ‪ ،‬كك ػػاف س ػيد مش ػػايخ‬
‫العراؽ ُب كقتو كلو الكرامات ا‪٣‬بارقة كانتهت اليو رياسة ىذا الشأف ُب زمانو ك‪ٚ‬برج بو ‪ٝ‬باعة مػن‬
‫صػػدكر مشػػايخ الع ػراؽ مثػػل الشػػيخ علػػى بػػن ا‪٥‬بيػػٌب كالشػػيخ بقػػا بػػن بطػػو كالشػػيخ عبػػد الػػر‪ٞ‬بن‬
‫الطفسػو‪٪‬بي كغػّبىم كلػو ‪ ‬كػبلـ شػريف علػى لسػاف أىػل ا‪٢‬بقػائق ككػاف لػو أربعػوف خادمػان مػػن‬
‫أصحاب األحواؿ‪.‬‬

‫ككاف ُب أكؿ أمره قاطع طريق فتػاب علػى يػد الشػيخ العػارؼ الكبػّب أيب ‪٧‬بمػد الشػنبكي‬
‫كقػػاؿ فيػػو شػػيخو بعػػد صػػحبة ثبلثػػة أيػػاـ أنػػو كصػػل إٔب مقػػاـ عظػػيم كىػػو ‪٧‬بػػاذاة الغوثيػػة‪ ،‬كذلػػك‬
‫بسبب قوة صدقو بالتوبػة‪ ،‬ككػاف شػافعي ا‪٤‬بػذىب كقيػل حنبلػي‪ ،‬تػوُب ُب العشػرين مػن شػهر ربيػع‬
‫األكؿ سػػنة إحػػدل ك‪ٟ‬بسػػمائة بقلمينيػػا بلػػدة إٔب جانػػب بغػػداد ‪« .‬كتسػػمى طريقتػػو الطريقػػة‬
‫الوفائيػػة الشػػنبكية فإنػػو قػػدس سػػره أخػػذ عػػن أيب ‪٧‬بمػػد الشػػنبكى عػػن أيب بكػػر ا‪٥‬بػوارم عػػن سػػهل‬
‫بن عبد اهلل التسػَبم عػن ذم النػوف ا‪٤‬بصػرم عػن إسػرافيل ا‪٤‬بغػريب عػن أيب عبػد اهلل ‪٧‬بمػد حبيشػة‬
‫التػػابعي عػػن سػػيدنا جػػابر األنصػػارم عػػن سػػيدنا علػ ٌػي عليػػو السػػبلـ ‪ ‬أ‪ٝ‬بعػػْب» ذكػػره ُب طػػي‬
‫السجل‪.‬‬

‫كأما الشيخ أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن ا‪٢‬بسػْب بػن زىػرة ا‪٥‬بمػدا٘ب ‪،‬‬
‫فقد قاؿ أىل الَباجم‪ :‬إنو أحد أركاف اإلسػبلـ كإليػو انتهػت تربيػة ا‪٤‬بريػدين ٖبرسػاف‪ ،‬ككػاف ٯبتمػع‬
‫عنده العلماء كالفقهاء كالصلحاء ككاف منذ صغره حػٌب كفاتػو علػى الطريػق ا‪٤‬بسػتقيمة ككػاف علػى‬
‫قػػدر ُب الػػوعظ كالكػػبلـ علػػى طريقػػة أىػػل ا‪٢‬بقػػائق كلػػو كرامػػات عظيمػػة‪ ،‬دخػػل بغػػداد ُب أكاخػػر‬
‫حياتػػو فصػػحبو الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪٤‬بػػدة قصػػّبة كانتفػػع بػػو‪ ،‬ككانػػت كفاتػػو ُب قريػػة مػػن قػػرل ٮبػػداف‬
‫تسمى بيامْب ثا٘ب عشر ربيع األكؿ سنة ‪ٟ‬بس كثبلثْب ك‪ٟ‬بسمائة كدفن هبا مػدة ٍب ‪ٞ‬بلػت جثتػو‬
‫كهيئتهػػا إٔب مػػرك كدفػػن هبػػا بأقصػػى سػػنجار ُب ا‪٢‬بضػػرة ا‪٤‬بنسػػوبة إليػػو كقػػربه ىنػػاؾ ظػػاىر يػزار ‪‬‬
‫كنفعنا بو‪ ،‬ككاف يطلق عليو لقب القطب الغوث كلطريقتو عدة أسانيد منها ىذا السػند ا‪٤‬بشػهور‬
‫عند السادة النقشبندية‪ ،‬كىو أف الشيخ يوسف ا‪٥‬بمدا٘ب أخذ عن الشيخ أيب علي فارمدم كىػو‬
‫عن الشيخ علي بن جعفر أيب ا‪٢‬بسن ا‪٣‬برقا٘ب عػن اإلمػاـ أيب يزيػد طيفػور البسػطامي عػن اإلمػاـ‬
‫جعفػػر الصػػادؽ عػػن جػػده اإلمػػاـ القاسػػم بػػن ‪٧‬بمػػد بػػن أيب بكػػر الصػػديق عػػن سػػيدنا سػػلماف‬

‫‪090‬‬
‫الفارسي عن سيدنا امّب ا‪٤‬بؤمنْب علي كسػيدنا ا‪٣‬بليفػة األكؿ أيب بكػر الصػديق رضػي اهلل عػنهم‬
‫ا‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫كأما الشيخ أبػو سػعيد ا‪٤‬ببػارؾ بػن علػي بػن ا‪٢‬بسػن بػن بنػدار ا‪٤‬ب ىخٌرمػي كُب بعػض الػَباجم‬
‫ي‬
‫ا‪٤‬بخزكمػػي كا‪٤‬بخرمػػي أشػػهر نسػػبة أب ‪٧‬بلػػة ا‪٤‬بخ ػ ًرٌـ شػػرقي بغػػداد‪ ،‬نػػزؿ هب ػػا بعػػض أكالد يزيػػد بػػن‬
‫ا‪٤‬بخرـ‪ ،‬فسميت بو ككاف ‪٧‬بدثان فقيهان على مذىب اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كاف شيخ ا‪٢‬بنابلػة ببغػداد ككػاف‬ ‫ِّ‬
‫على قدر ُب األخبلؽ كاألكصاؼ ا‪٢‬بميدة‪ ،‬كقد ‪ٝ‬بع قدران كبّبان من الكتب‪ ،‬كضعها ُب مدرسػتو‬
‫بباب األزج‪ ،‬كقد سلم مدرسػتو لئلمػاـ عبػد القػادر ‪ ،‬كسػند طريقتػو ا‪٤‬بػذكور آنفػان ذكػره عػدد‬
‫مػػن أىػػل ال ػَباجم مػػنهم التػػادُب‪ ،‬كالشػػيخ عبػػد الغػػِب النابلس ػي ُب كتابػػو ا‪٢‬بقيقػػة كاجملػػاز‪ ،‬كالشػػيخ‬
‫‪٧‬بمد مهدم الصيادم الرفاعي الركاس ُب كتابو طي السجل كغّبىم‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ أبػو سػعيد ا‪٤‬بخرمػي‪( :‬لػبس عبػد القػادر ا‪١‬بيلػي مػِب خرقػة كلبسػت منػو خرقػة‬
‫يتربؾ كل كاحد منا باآلخر‪ ،‬كقد ذكر الشيخ ا‪٢‬بػافظ ‪ٝ‬بػاؿ الػدين يوسػف بػن اإلمػاـ بػدر الػدين‬
‫حسن بن عبد ا‪٥‬بادم ا‪٢‬بنبلي القادرم ُب كتابو (العُلَقة في إلباس الخرقػة) أف كػبل مػن اإلمػاـ‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب كا‪٤‬بخرمي لبس ا‪٣‬برقة من شيخ اإلسػبلـ أيب ا‪٢‬بسػن علػي بػن أ‪ٞ‬بػد ا‪٥‬بكػارم القرشػي‪ٍ ،‬ب‬
‫تربؾ كل منهما بلبس ا‪٣‬برقة من اآلخر‪.‬‬

‫توُب سنة ُّٓ ىػ عن عمر كبّب‪ ،‬كقيل سنة ِٖٓ‪.‬‬

‫يسػػس ىػػذه الطريقػػة فهػػي مبنيػػة علػػى كتػػاب اهلل كسػػنة نبيػػو صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم‬
‫كأمػػا أ ي‬
‫كأكرب شاىد على ذلك ثناء األكابر عليو من أىل عصره حٌب أيامنا ىذه‪.‬‬

‫نقػل التػادُب ُب القبلئػػد أف الشػيخ عبػػد القػادر قػػدس سػره قػػاؿ‪( :‬كػل كٕب علػػى قػدـ نػػيب‬
‫كأنػػا علػػى قػػدـ جػػدم ‪ ‬كمػػا رفػػع قػػدما إال كض ػعت قػػدمي ُب موضػػعو إال أف يكػػوف قػػدمان مػػن‬
‫أقداـ النبوة)‪.‬‬

‫كنقػػل التػػادُب كالشػػعرا٘ب كغّبٮبػػا أف الشػػيخ عل ػي بػػن ا‪٥‬بيػػٍب قػػدس سػػره كػػاف يقػػوؿ عػػن‬
‫الشيخ عبد القادر ‪( :‬كاف قدمو علػى التفػويض كا‪٤‬براقبػة مػع التػربم مػن ا‪٢‬بػوؿ كالقػوة ككانػت‬
‫طريقتو ٘بريد التوحيد كتوحيد التفريد مع ا‪٢‬بضور ُب موقف العبودية)‪.‬‬

‫‪092‬‬
‫ككاف الشػيخ عػدم بػن مسػافر قػدس سػره يقػوؿ‪ (:‬كػاف الشػيخ عبػد القػادر ‪ ‬طريقتػو‬
‫الذبوؿ ‪ٙ‬بت ‪٦‬بارم األقدار ٗبوافقة القلب كالركح‪ ،‬كا‪ٙ‬باد الباطن كالظاىر‪.‬‬

‫ككػػاف الشػػيخ بقػػا بػػن بطػػو قػػدس سػػره يقػػوؿ‪ (:‬كػػاف طريػػق الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ ،‬ا‪ٙ‬بػػاد‬
‫القوؿ كالفعل كالنفس كالوقت كمعانقة اإلخبلص كالتسليم كموافقة الكتاب كالسػنة ُب كػل نفػس‬
‫كخطػػرة ككارد‪ ،‬كحػػاؿ الثبػػوت مػػع اهلل عػػز كجػػل‪ ،‬كقػػاؿ ‪(:‬كانػػت قػػوة الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ُ ‬ب‬
‫طريق ػو إٔب ربػػو كقػػول ‪ٝ‬بيػػع أىػػل الطريػػق شػػدة كلزكمػػا‪ ،‬ككانػػت طريقتػػو التوحيػػد كصػػفان كحكم ػان‬
‫كحاالن‪ ،‬ك‪ٙ‬بقيقو الشرع ظاىران كباطنان)‪.‬‬

‫كقاؿ اإلماـ الرفاعي ‪ :‬من يطيق مثل قوة الشيخ عبد القادر كما ىػو عليػو كمػا كصػل‬
‫إليو؟‬

‫كمػن أركػاف ىػذه الطريقػة االفتقػػار هلل عػز كجػل حيػث قػػاؿ الشػيخ عبػد القػادر‪( :‬دخلػػت‬
‫من باب الفقر) كسنورد القصة الٍب قاؿ فيها ىذا القوؿ ُب الباب اآلٌب‪.‬‬

‫ك‪٥‬بػػذه الطريقػػة أكراد تؤخػػذ مػػن الشػػيخ ا‪٤‬برشػػد تزيػػد ا‪٤‬بريػػد ٮبػػة ُب السػػلوؾ كتسػػاعده ُب‬
‫التحقق با‪٤‬بقامات العاليػة كالصػفات ا‪٤‬برضػية إف كػاف ذلػك مقركنػان بالصػدؽ كاإلخػبلص كالعزٲبػة‪.‬‬
‫كعلى كل من سػلك طريقػان مػن طػرؽ أىػل اهلل ا‪٤‬بوافقػة لطريػق ا‪٤‬بصػطفى ‪ ‬أف يتجمػل بػاآلداب‬
‫ا‪٤‬بقركنة بالفقو بالعقائد كاألحكاـ مع العمل كاإلخبلص هلل كحػده‪ ،‬كسػنذكر بعػض ىػذه اآلداب‬
‫ُب فصل الحق مع ذكر ‪ٝ‬بلة من كبلـ اإلماـ ُب الوعظ كاإلرشاد‪.‬‬

‫‪093‬‬
‫مػولػده ‪‬‬
‫م ذكر بداياتو وبعض األببار عن م اىداتو إلى حين ظهوره‬

‫ذكر أكثر أىل التواريخ كا‪٤‬بناقب كالَباجم أف مولد اإلماـ السيد عبد القادر كاف سنة‬
‫سبعْب كأربعمائة‪ ،‬ا‪٤‬بوافق َُٕٕ كٓب ٱبتلفوا ُب أف كفاتو ُب سنة إحدل كستْب ك‪ٟ‬بسمائة‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ ا‪٢‬بافظ الشيخ عبد الرزاؽ بن اإلماـ السيد عبد القادر‪( :‬سألت كالدم عن مولده‬
‫فقاؿ‪( :‬ال أعلم حقيقة لكِب قدمت بغداد ُب السنة الٍب مات فيها التميمي‪ ،‬كعمرم إذ ذاؾ‬
‫‪ٜ‬با٘ب عشرة سنة‪ ،‬كالتميمي مات سنة ‪ٜ‬باف ك‪ٜ‬بانْب كأربعمائة)‪ .‬قالو الشيخ اليونيِب كالتادُب‬
‫كغّبٮبا‪.‬‬

‫كالتميمي ىو أبو ‪٧‬بمد رزؽ اهلل بن عبد الوىاب‪ ،‬الفقيو ا‪٢‬بنبلي ككػاف عارفػا بعػدة علػوـ‬
‫ككاف مقربان من السبلطْب‪ ،‬مات ُب ىذه السنة ُب ‪ٝ‬بادل األكٔب‪.‬‬

‫كُب ىذه السنة أيضان أم الٍب دخل فيها الباز األشهب بغداد‪ ،‬ترؾ اإلماـ حجة‬
‫اإلسبلـ أبو حامد الغزإب التدريس ُب ا‪٤‬بدرسة النظامية ببغداد‪ ،‬كاستناب أخاه‪ ،‬كتزىد كلبس‬
‫ا‪٣‬بشن كأكل الدكف‪ ،‬ككصل ُب سياحتو إٔب الشاـ كزار بيت ا‪٤‬بقدس‪ ،‬كُب أثناء سياحتو ألف‬
‫كتابو إحياء علوـ الدين‪ ،‬كقد ‪٠‬بع منو ا‪٣‬بلق الكثّب بدمشق ٍب حج كعاد إٔب بغداد ٍب سار أب‬
‫خراساف كُب أثناء ذلك كاف يعظ كيرشد‪ ،‬مات الغزإب ‪ ‬سنة ‪ٟ‬بس ك‪ٟ‬بسمائة بطوس‪ ،‬ذكر‬
‫ذلك ابن األثّب ُب كتاب الكامل ُب التاريخ‪.‬‬
‫فعلى ىذا فإف مولد الشيخ عبد القادر سنة سبعْب أك سنة إحدل كسبعْب كما ذكر البعض‬
‫اآلخر من أىل الَباجم‪.‬‬

‫ككػػاف مولػػده ‪ُ ‬ب شػػهر رمضػػاف كقيػػل ُب منتصػػف شػػهر رمضػػاف كمػػا ُب سػػّب أعػػبلـ‬
‫النببلء للذىيب‪.‬‬

‫كلد ببلدة ا‪١‬بيل‪ ،‬كا‪١‬بيل موضعاف أحدٮبا اسم لصقع كاسع ‪٦‬بػاكر لػببلد الػديلم مشػتمل‬
‫على ببلد كثّبة ليس منها مدينة كبّبة‪.‬‬

‫‪094‬‬
‫كاآلخ ػػر بل ػػدة الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر كى ػػي ا‪١‬بي ػػل كتس ػػمى الكي ػػل بك ػػاؼ مش ػػوبة ب ػػا‪١‬بيم‬
‫كبكاؼ خالصة‪ ،‬ك‪٠‬باىا ا‪٢‬بافظ أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد بن سعد الدينثى الكاؿ ككأنػو أخػذه مػن ابػن‬
‫ا‪٢‬بجاج الشاعر فإنو ‪٠‬باىا ُب بعض شعره بالكاؿ كىي قرية ‪ٙ‬بػت مػدائن كسػرل‪ ،‬ىكػذا كرد ُب‬
‫القبلئد للتادُب ا‪٢‬بليب‪.‬‬

‫كقاؿ مؤلف الركض الزاىر ُب تر‪ٝ‬بتو‪( :‬ىو منسوب إٔب جيل بكسر ا‪١‬بيم كسػكوف اليػاء‬
‫كبعدىا الـ‪ ،‬كىي ببلد متفرقة كراء طربستاف‪ ،‬كيقاؿ ‪٥‬با أيضان جيبلف كيقاؿ فيها كيل ككيبلف‪.‬‬

‫م ػ النسب فا‪٤‬بقصود بػو أنػو كلػد ُب قريػة‬ ‫ً‬


‫كما قيل من أف سيدم الشيخ عبد القادر بي ٍشَب ي‬
‫مػن قػرل جػيبلف تسػمي ػ بي ٍشػتً ٍّب ػ كمػا قػاؿ يػاقوت ا‪٢‬بمػوم ُب معجػم البلػداف‪ ،‬كلػيس ا‪٤‬بػراد كمػا‬
‫قػػاؿ بعػػض ا‪٢‬باسػػدين أك الػػذين ال علػػم ‪٥‬بػػم مػػن أف الشػػيخ عبػػد القػػادر لػػيس منسػػوبان إٔب سػػيدنا‬
‫‪٧‬بمد ‪ ،‬كإ٭بػا ا‪٤‬بػراد بالنسػبة ىنػا أب تلػك القريػة نسػبة مولػده فيهػا‪ ،‬كإال فنسػب سػيدم الشػيخ‬
‫عبد القادر إٔب ا‪٢‬ببيب ‪٧‬بمد ‪ ‬ظاىر مشهور كما مر معنا عند ذكر نسبو الشريف‪.‬‬

‫فإف من ا‪٤‬بعلوـ كما ذكر ا‪٤‬بؤرخوف ُب كتبهم كصاحب الكامل ُب التاريخ‪ :‬أف أىل بيػت‬
‫النيب ‪ ‬كصلوا إٔب ىػذه الػببلد كأهنػم حكمػوا فيهػا أكثػر مػن ‪ٟ‬بسػْب سػنة بقيػادة السػيد زيػد بػن‬
‫‪٧‬بمػػد مػػن سػػبللة سػػيدنا ا‪٢‬بسػػن بػػن علػػي رضػػي اهلل عنهمػػا ككػػاف معػػو مػػن أقربائ ػو مػػن سػػبللة‬
‫ا‪٢‬بس ػػْب ‪ ،‬ركم أن ػػو ك ػػاف مع ػػو ج ػػد س ػػيدم عب ػػد الق ػػادر الراب ػػع ك‪٠‬بي ػػت ى ػػذه الدكل ػػة بالدكل ػػة‬
‫الزيديػػة‪ .‬كجػػيبلف اليػػوـ تعت ػرب ضػػمن دكلػػة إي ػراف تقػػع ُب ا‪١‬بنػػوب الغػػريب مػػن ٕبػػر قػػزكين‪ ،‬كٰبػػدىا‬
‫مشاالن ركسيا‪.‬‬

‫كقػػد كلػػد ‪ُ ‬ب بيػػت معػػركؼ بالصػػبلح كالعلػػم‪ ،‬فوالػػده كػػاف مػػن العلمػػاء العػػاملْب كػػاف‬
‫مشهوران ُب بلده بالعلم كالورع كالتقول‪ ،‬كقد مات كالسيد عبد القادر صغّب فعاش يتيمان‪.‬‬

‫ككاف للشيخ عبد القادر أخ ا‪٠‬بو عبد اهلل نشأ على العلم كالعبادة لكنو مات شابان ر‪ٞ‬بػو‬
‫اهلل تعأب‪ ،‬مات بعد مغادرة السيد عبد القادر جيبلف كدخولو بغداد‪.‬‬

‫فالذم تكفل بَببيػة السػيد عبػد القػادر بعػد كفػاة كالػده أمػو الوليػة الصػا‪٢‬بة أـ ا‪٣‬بػّب بنػت‬
‫الشيخ عبد اهلل الصومعي ككالدىا‪ ،‬الشيخ عبد اهلل صاحب ا‪٤‬بقامات كالكرامات‪.‬‬

‫‪095‬‬
‫ككالدة اإلماـ عبد القادر كانت معركفػة أيضػان بػا‪٣‬بّب كالصػبلح كالكرامػات ككػاف للسػيد‬
‫عبد القادر عمة اشػتهرت ُب بلػدىا بالصػبلح‪ ،‬فقػد ذكػر ابػن العمػاد ُب شػذرات الػذىب‪ ( :‬أف‬
‫جػيبلف أجػػدبت فلجػأكا إٔب عمػػة الشػيخ عبػػد القػادر‪ -‬كا‪٠‬بهػػا عائشػة كتكػػُب بػأـ ‪٧‬بمػػد‪ -‬كطلبػوا‬
‫منها أف تستسقي ‪٥‬بم‪ ،‬فصلت ركعتْب كدعت اهلل‪ ،‬فاجتمع السحاب فوران كاهنمر ا‪٤‬بطر‪.‬‬

‫كأمػػا كفػػاة السػػيدة الفاضػػلة أـ ا‪٣‬بػػّب فاطمػػة كالػػدة الشػػيخ عبػػد القػػادر فكانػػت بعػػد ظهػػور‬
‫الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر ُب بغ ػػداد‪ ،‬فق ػػد ذك ػػر الش ػػطنوُب ُب هبج ػػة األس ػرار كنق ػػل ذل ػػك اب ػػن حج ػػر‬
‫العسػقبل٘ب ُب غبطػػة النػػاظر‪ :‬أف الشػػيخ مفػػرج بػػن شػهاب كػػاف ُب ‪٦‬بلػػس السػػيد عبػػد القػػادر ‪‬‬
‫فأرخنػػاه‬
‫كىػػو يػػتكلم‪ ،‬فقطػػع الشػػيخ كبلمػػو كدمعػػت عينػػاه كقػػاؿ‪ :‬ماتػػت أمػػي‪ ،‬قػػاؿ ابػػن شػػهاب َّ‬
‫فجاء ا‪٣‬برب بعد مدة بأهنا ماتت ُب ذلك الوقت؛ كدفنت قدس سػرىا ُب صػومعة ىس ىػرا‪ ،‬بلػدة مػن‬
‫ن ػواحي كػػيبلف‪ُ ،‬ب شػػارع سػػردار جنكػػل‪ ،‬ك‪٥‬بػػا مشػػهد ىنػػاؾ يػػزكره النػػاس‪ ،‬كمػػن ألقاهبػػا (سػػيدة‬
‫النساء)‪.‬‬

‫قػػاؿ اإلمػػاـ العسػػقبل٘ب ُب غبطػػة النػػاظر‪ :‬كأسػػند الشػػطنوُب عػػن نصػػر بػػن عبػػد الػػرزاؽ‪:‬‬
‫‪٠‬بعت األكابر من مشايخ العجم كعلمػائهم يػرككف عػن آبػائهم أف الشػيخ عبػد القػادر ‪ ‬كػاف‬
‫ال يرضع ُب شهر رمضاف من ثدم أمو‪.‬‬

‫قاؿ التادُب ا‪٢‬بليب ُب القبلئد‪ :‬قالػت كالدتػو أـ ا‪٣‬بػّب السػيدة فاطمػة ر‪ٞ‬بهػا اهلل تعػأب‪٤ :‬بػا‬
‫كضعت ابػِب عبػد القػادر كػاف ال يرضػع ثديػو ُب هنػار رمضػاف‪ ،‬كغػم علػى النػاس ىػبلؿ رمضػاف ػ‬
‫أم ُب السنة الثانية ػ فأتو٘ب كسألو٘ب عنو فقلت ‪٥‬بم ٓب يلقػم اليػوـ ثػديان‪ٍ ،‬ب اتضػح أف ذلػك اليػوـ‬
‫كاف من رمضاف‪ ،‬كاشتهر ذلك بػببلد جػيبلف أنػو كلػد لؤلشػراؼ كلػد ال يرضػع ُب هنػار رمضػاف‪.‬‬
‫كقيل إف أمو ‪ٞ‬بلت بو كىي ُب الستْب من عمرىا‪ ،‬كال ‪ٙ‬بمل عادة ُب سن الستْب إال قرشية‪.‬‬

‫بداية الشي عبد القادر قدس سره الع ي‬

‫قاؿ التادُب‪ :‬كانت ا‪٤‬ببلئكة ‪ٛ‬بشي حولو كىو ابن عشر سنْب تبشره بالوالية‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كقاؿ اإلمػاـ ا‪١‬بػيبل٘ب ‪٤ ‬بػا كنػت صػغّبان ُب ا‪٤‬بكتػب كػاف يػأتيِب ُب كػل يػوـ ملػك‬
‫ال أعػػرؼ أنػػو ملػػك علػػى صػػورة بػػِب آدـ يوصػػلِب مػػن دارنػػا إٔب ا‪٤‬بكتػػب ككػػاف يػػأمر الصػػبياف أف‬

‫‪096‬‬
‫يوسعوا ٕب ُب اجمللػس كٯبالسػِب حػٌب أنصػرؼ إٔب دارنػا‪ ،‬فسػألتو يومػان مػن تكػوف فقػاؿ أنػا ملػك‬
‫مػػن ا‪٤‬ببلئكػػة علػػيهم السبلـ‪،‬أرسػػلِب اهلل تعػػأب إليػػك أكػػوف معػػك مػػا دمػػت ُب ا‪٤‬بكتػػب‪ ،‬ككنػػت‬
‫أتعلم ُب كل يوـ ما ال يتعلمو غّبم ُب أسبوع‪.‬‬

‫كقيػػل لػػو ‪ ‬مػػٌب علمػػت أنػػك كٕب اهلل تعػػأب قػػاؿ‪ :‬كنػػت كأنػػا ابػػن عشػػر سػػنْب ُب بلػػدنا‬
‫أخرج من دارنا كأذىب إٔب ا‪٤‬بكتب فأرل ا‪٤‬ببلئكة علػيهم السػبلـ ٲبشػوف حػوٕب فػإذا كصػلت إٔب‬
‫ا‪٤‬بكتب ‪٠‬بعت ا‪٤‬ببلئكة يقولوف أفسحوا لوٕب اهلل حٌب ٯبلس‪ ،‬فمر بنا يومان رجػل مػا عرفتػو يومئػذ‬
‫فسػػمع ا‪٤‬ببلئكػػة يقولػػوف ذلػػك فقػػاؿ ألحػػدىم مػػن ىػػذا الصػػيب فقػػاؿ لػػو أحػػدىم ىػػذا مػػن بيػػت‬
‫األشراؼ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬سيكوف ‪٥‬بذا شأف عظيم‪ ،‬ىػذا يعطػى فػبل ٲبنػع كٲبكػن فػبل ٰبجػب كيقػرب فػبل‬
‫ٲبكػػر بػػو‪ ،‬قػػاؿ الشػػيخ عبػػد القػػادر‪ٍ :‬ب عرفػػت ذلػػك الرجػػل بعػػد أربعػػْب سػػنة فػػإذا ىػػو مػػن أبػػداؿ‬
‫ذلك الوقت‪.‬‬

‫‪ ‬توبة قطاع الطرؽ على يديو‪:‬‬


‫ففي غبطة الناظر كالقبلئد قاؿ الشيخ ‪٧‬بمد بن قائد األكا٘ب ر‪ٞ‬بػة اهلل عليػو‪ :‬كنػت عنػد‬
‫سػػيدم الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ ‬فسػػألتو مسػػائل منهػػا عػػبلـ بنيػػت أمػػرؾ؟ فقػػاؿ علػػى الصػػدؽ مػػا‬
‫كذبت قط‪ٍ ،‬ب قاؿ كنت ُب بلدنا فخرت إٔب السواد ُب يوـ عرفة‪ ،‬كتبعػت بىػ ىق ىػر ا‪٢‬براثػة فالتفتػت‬
‫إٕب بقػػرة كقالػػت يػػا عبػػد القادرمػػا ‪٥‬ب ػذا خلقػػت(ُ)‪ ،‬فرجعػػت فزع ػان إٔب دارنػػا كصػػعدت إٔب سػػطح‬ ‫ٌ‬
‫الػػدار فرأيػػت النػػاس كاقفػػْب بعرفػػات‪ ،‬فجئػػت إٔب أمػػي كقلػػت ‪٥‬بػػا ىبيػػِب هلل عػػز كجػػل أل٘ب أرل‬
‫ا‪٤‬بس ػػّب إٔب بغ ػػداد ألش ػػتغل ب ػػالعلم كأزكر الص ػػا‪٢‬بْب فس ػػألتِب ع ػػن س ػػبب ذل ػػك فأخربهت ػػا خ ػػربم‪،‬‬
‫فبكت كقامت إٔب ‪ٜ‬بانْب ديناران أكرثها أيب فَبكػت ألخػي أربعػْب دينػاران كخاطػت ُب دلقػي أربعػْب‬
‫ديناران كأذنت ٕب ُب ا‪٤‬بسّب كعاىدتِب على الصدؽ ُب كػل أحػوإب كخرجػت مودعػة ٕب كقالػت يػا‬
‫كلدم اذىب فقد خرجت عنك هلل عز كجل فهذا كجو ال أراه إٔب يوـ القيامة‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬فسػػرت مػػع قافلػػة صػػغّبة بطلػػب بغػػداد فلمػػا ٘باكزنػػا ٮبػػداف ككنػػا بػػأرض فػػبلة خػػرج‬
‫علينا ستوف فارسان فأخذكا القافلة كٓب يتعرض ٕب أحد فاجتاز يب أحدىم كقاؿ يا فقّب ما معػك؟‬

‫ُػ كرد ُب حديث ركاه البخارم كمسلم أف النيب ‪ ‬حدث بأف راعيػان ‪٠‬بػع كػبلـ البقػرة‪ ،‬ككرد أيضػان أف ذئبػان قػد كلَّػم الراعػي‬
‫بإذف اهلل ٱبربه برسالة سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬فأسلم الراعي كىذه معجزة للنيب ‪ ،‬ذكره القاضي عياض ُب الشفاء كغّبه‬

‫‪097‬‬
‫فقلت‪ :‬أربعوف ديناران‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كأين ىي؟ فقلت‪٨ :‬باطة ُب دلقي ‪ٙ‬بت إبطي‪ ،‬فظن أ٘ب أسػتهزئ‬
‫بو فَبكِب كانصػرؼ كم َّػر يب آخػر فقػاؿ مثػل مػا قػاؿ األكؿ كأجبتػو كجػواب األكؿ فَبكػِب كتوافيػا‬
‫عنػػد مقػ َّػدمهم كأخ ػرباه ٗبػػا ‪٠‬بعػػاه مػػُب فقػػاؿ علػػي بػػو‪ ،‬فػػأٌب يب إليػػو كإذا ىػػم علػػى تػػل يقتسػػموف‬
‫أمواؿ القافلة فقاؿ ٕب ما معك؟ فقلت‪ :‬أربعْب ديناران قاؿ أين ىي؟ قلت‪٨ :‬باطة ُب دلقي ‪ٙ‬بػت‬
‫إبطي فأمر بدلقي ففتق فوجد فيو أربعْب ديناران فقاؿ ما ‪ٞ‬بلػك علػى ىػذا االعػَباؼ؟ قلػت ‪ :‬إف‬
‫أمي عاىدتِب على الصدؽ كأنا ال أخوف عهدىا‪ ،‬فبكػى كقػاؿ أنػت ٓب ‪ٚ‬بػن عهػد أمػك كإ٘ب إٔب‬
‫يػػوـ كػػذا ككػػذا سػػنة أخػػوف عهػػد ريب فتػػاب علػػى يػػدم‪ ،‬فقػػاؿ لػػو أصػػحابو أنػػت مقػػدمنا ُب قطػػع‬
‫الطريق كأنت اآلف مقدمنا ُب التوبػة فتػابوا كلهػم علػى يػدم كردكا علػى القافلػة مػا أخػذكه مػنهم‪،‬‬
‫فهم أكؿ من تاب على يدم‪.‬‬

‫كقاؿ ‪ :‬كنت صغّبان ُب أىلي كلما ٮبمت أف ألعب مع الصبياف أ‪٠‬بع قػائبلن يقػوؿ ٕب‬
‫يا مبارؾ فأىرب فزعان كألقي نفسي ُب حجر أمي‪،‬كإ٘ب ال أ‪٠‬بع اآلف ىذا ُب خلواٌب‪.‬‬

‫م ػػن أبب ػػار س ػػياحتو وم اىدات ػػو‪ ،‬والتقائ ػػو بالخض ػػر علي ػػو السػ ػ ـ‪ .‬قػػاؿ الشػػيخ أبػػو‬
‫السعود ا‪٢‬برٲبي‪٠ :‬بعت سيدم الشيخ عبد القادر ‪ ‬يقوؿ‪ :‬أقمػت ُب صػحارم العػراؽ كخرابػو‬
‫‪ٟ‬بسان كعشرين سنة ‪٦‬بردان سػائحان ال أعػرؼ ا‪٣‬بلػق كال يعرفػونِب‪ ،‬تػأتيِب طوائػف مػن رجػاؿ الغيػب‬
‫كا‪١‬باف أعلمهم الطريق إٔب اهلل عز كجل‪ ،‬كرافقػِب ا‪٣‬بضػر عليػو السػبلـ ُب أكؿ دخػوٕب إٔب العػراؽ‬
‫كمػػا كنػػت عرفتػػو‪ ،‬كشػػرط أال أخالفػػو‪ ،‬كقػػاؿ ٕب اقعػػد ىنػػا فجلسػػت ُب ا‪٤‬بكػػاف الػػذم أقعػػد٘ب فيػػو‬
‫ث ػػبلث س ػػنْب ي ػػأتيِب ُب ك ػػل س ػػنة م ػػرة كيق ػػوؿ ٕب مكان ػػك ح ػػٌب آتي ػػك‪ ،‬ككان ػػت ال ػػدنيا كزخرفه ػػا‬
‫كشهواهتا تأتيِب ُب صورىا فيحميِب اهلل عز كجل من االلتفات إليها‪ ،‬كتػأتيِب الشػياطْب ُب صػور‬
‫شٌب مزعجػات كيقػاتلونِب فيقػويِب اهلل علػيهم‪ ،‬كتػربز إٕب نفسػي ُب صػورة فتػارة تطػالبِب ٗبػا تريػده‬
‫كتارة ‪ٙ‬باربِب فينصر٘ب اهلل عليهػا كمػا أخػذت نفسػي ُب حػاؿ البدايػة بطريػق مػن طػرؽ اجملاىػدات‬
‫إال كالزمتو كاعتنقتو كأخذتو بكلٍب يدم‪.‬‬

‫كأقمت زمانا ُب خراب ا‪٤‬بدائن آخذ نفسي بطريق اجملاىػدات فمكثػت سػنة آكػل ا‪٤‬بنبػوذ‬
‫كال أشػػرب ا‪٤‬بػػاء كسػػنة أشػػرب ا‪٤‬بػػاء كال آكػػل ا‪٤‬بنبػػوذ كسػػنة ال آك ػل كال أشػػرب كال أنػػاـ‪ ،‬ك٭بػػت‬

‫‪098‬‬
‫بإيواف كسرل ُب ليلة شديدة الربد كاحتلمت فقمت كذىبت إٔب الشط فاغتسلت‪ ،‬فاحتلمت‬
‫تلك الليلة أربعْب مرة كاغتسلت ُب الشط أربعْب مرة ٍب صعدت إٔب اإليواف خوؼ النوـ‪.‬‬

‫كأقمػػت ُب خ ػراب الكػػرخ سػػنْب ال أقتػػات فيهػػا إال بػػالربدل كيػػأتيِب رجػػل ُب رأس كػػل‬
‫سنة ٔببة صوؼ‪ ،‬كدخلت ُب ألف فن حٌب أسَبيح من دنياكم‪ ،‬كما كنت أعرؼ إال بالتخارس‬
‫كا‪١‬بنوف‪ ،‬ككنت أمشي حافيان ُب الشوؾ كغّبه‪ ،‬كما ىالِب شػيء إال سػلكتو كال غلبتػِب نفسػي ُب‬
‫ما تريده قط‪ ،‬كال أعجبِب من زينة الدنيا شيء قط‪.‬‬

‫‪ ‬ومن م اىداتو‪ ،‬وا تصاره على الشيطاف‪:‬‬


‫ركم عػػن الشػػيخ عثمػػاف الصػػّبفيِب قػػاؿ‪٠ :‬بعػػت سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر يقػػوؿ كنػػت‬
‫أجلس ُب ا‪٣‬براب بالليل كالنهار كال آكم ُب بغداد ككانت الشياطْب تػأتيُب صػفوفان رجػاالن بػأنواع‬
‫السبلح كأزعج الصور يقاتلونِب كيرمونِب بالنار فأجد ُب قليب تثبتان ال يعرب عنو كأ‪٠‬بع ‪٨‬باطبػان مػن‬
‫ا‪١‬بو يقوؿ قم إليهم يا عبد القادر فما ىو إال أف أهنض إلػيهم فيفػركف ٲبينػان كمشػاالن كيػذىبوف مػن‬
‫حيث أتوا‪.‬‬

‫ككاف يأتيِب الشيطاف منهم كحده كيقوؿ ٕب اذىب من ىنػا كإال فعلػت كفعلػت كٰبػذر٘ب‬
‫‪ٙ‬بػذيران كثػّبان فألطمػو بيػدم فيفػر مػُب فػػأقوؿ ال حػوؿ كال قػوة إال بػاهلل العلػي العظػيم فيحػَبؽ كأنػػا‬
‫أنظر إليو‪ ،‬كأتا٘ب مرة شخص كريو ا‪٤‬بنظر منًب الريح كقاؿ أنا إبليس أتيتك أخدمك فقد أعييتِب‬
‫كأعييػػت أتبػػاعي فقلػػت اذىػػب فػػإ٘ب ال آمنػػك فجػػاءت يػػد مػػن فوقػػو كضػربت أـ رأسػػو فغػػاص ُب‬
‫األرض‪ٍ ،‬ب أتػػا٘ب ثانيػػة كبيػػده شػػهاب مػػن نػػار يقػػاتلِب بػػو فأتػػا٘ب رجػػل ملػػثم راكػػب فرس ػان أشػػهبان‬
‫كنػػاكلِب سػػيفا فػػنكص إبلػػيس علػػى عقبيػػو‪ٍ ،‬ب رأيتػػو ثالثػػة جالس ػان بالبعػػد مػػُب كىػػو يبكػػي كٰبثػػو‬
‫الػَباب علػػى رأسػػو كيقػػوؿ قػػد أيسػػت منػػك يػػا عبػػد القػػادر فقلػػت لػػو اخسػػأ يػػا لعػػْب فػػإ٘ب ال أزاؿ‬
‫حذران منك فقاؿ ىذه أشد‪ٍ ،‬ب كشف ٕب عن أشراؾ كثّبة كمصايد ك‪٨‬بايل فقلػت مػا ىػذه فقيػل‬
‫ٕب ىػػذه أشػراؾ الػػدنيا يصػػيد هبػػا مثلػػك ‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬فنهرتػػو فػػؤب ىاربػػا‪ ،‬فتوجهػػت ُب أمرىػػا سػػنة حػػٌب‬
‫تقطعت كلها‪ٍ ،‬ب كشف ٕب عػن أسػباب كثػّبة متصػلة يب مػن كػل جهػة فقلػت مػا ىػذه فقيػل ٕب‬
‫ىػػذه أسػػباب ا‪٣‬بلػػق متصػػلة بػػك فتوجهػػت ُب أمرىػػا سػػنة أخػػرل حػػٌب تقطعػػت كلهػػا كانفػػردت‬

‫‪099‬‬
‫عنهػػا‪ٍ ،‬ب كشػػف ٕب عػػن بػػاطُب فرأيػػت قلػػيب مناطػان بعبلئػػق كثػػّبة فقلػػت مػػا ىػػذه فقيػػل ٕب ىػػذه‬
‫إرادتػك كاختياراتػك فتوجهػت ُب أمرىػػا سػنة أخػرل حػٌب تقطعػػت ‪ٝ‬بيعهػا ك‪ٚ‬بلػص منهػا قلػػيب‪ٍ ،‬ب‬
‫كشػػف ٕب عػػن نفسػػي فرأيػػت أدكاءىػػا باقيػػة كىواىػػا حيػػا فتوجهػػت ُب ذلػػك سػػنة أخػػرل فػػربأت‬
‫أدكاء نفسي كمات ا‪٥‬بول كصار األمر كلو هلل تعأب كبقيت كحػدم‪ ،‬كالػدنيا كىواىػا مػن خلفػى‪،‬‬
‫كمػػا كصػػلت إٔب مطلػػويب بعػػد‪ ،‬فاجتػػذبت إٔب بػػاب التوكػػل ألدخػػل منػػو علػػى مطلػػويب كإذا عنػػده‬
‫ز‪ٞ‬بػػة فجزتػػو‪ٍ ،‬ب اجتػػذبت إٔب بػػاب الشػػكر ألدخػػل منػػو كإذا عنػػده ز‪ٞ‬بػػة فجزتػػو‪ٍ ،‬ب اجتػػذبت إٔب‬
‫بػػاب الغػػُب أدخػػل منػػو فوجػػدت عنػػده ز‪ٞ‬بػػة فجزتػػو‪ٍ ،‬ب اجتػػذبت إٔب بػػاب القػػرب ألدخػػل منػػو‬
‫علػػى مطلػػويب فػػإذا عنػػده ز‪ٞ‬بػػة فجزتػػو‪ٍ ،‬ب اجتػػذبت إٔب بػػاب ا‪٤‬بشػػاىدة ألدخػػل منػػو علػػى مطلػػويب‬
‫فإذا عنده ز‪ٞ‬بة فجزتو‪ٍ ،‬ب اجتذبت إٔب باب الفقر فإذا ىػو خػاؿ‪ ،‬فػدخلت منػو فػإذا فيػو كػل مػا‬
‫تركتػػو كفػػتح ٕب منػػو الكٍن ػز األكػػرب كالعػػز األعظػػم كالغػػُب السػػرمد كا‪٢‬بريػػة ا‪٣‬بالصػػة ك‪٧‬بقػػت البقايػػا‬
‫كنسخت الصفات كجاء الوجد الثا٘ب‪.‬‬

‫كقػػاؿ سػػيدم الشػػيخ موسػػى بػػن سػػيدنا القطػػب الغػػوث عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب رضػػي اهلل‬
‫عنهمػػا‪٠ :‬بعػػت كالػػدم يقػػوؿ خرجػػت ُب بعػػض سػػياحٌب إٔب الربيػػة كمكثػػت أيام ػان ال أجػػد مػػاءن‬
‫فاشتد يب العطش فظللتِب سحابة كنػزؿ علػ َّي منهػا شػيء يشػبو النػدل فَبكيػت بػو‪ٍ ،‬ب رأيػت نػوران‬
‫أضاء بو األفق كبدت صػورة كنوديػت منػو يػا عبػد القػادر أنػا ربػك كقػد أحللػت لػك احملرمػات أك‬
‫قاؿ ما حرمت على غّبؾ‪ ،‬فقلت أعوذ باهلل من الشيطاف الرجيم اخسأ يالعْب‪ ،‬كإذا ذلػك النػور‬
‫ظػػبلـ كتلػػك الصػػورة دخػػاف ٍب خػػاطبِب كقػػاؿ يػػا عبػػد القػػادر ‪٪‬بػػوت مػػُب بعلمػػك كٕبكػػم ربػػك‬
‫كفقهػػك ُب أحػواؿ منازالتػػك‪ ،‬كلقػػد أضػػللت ٗبثػػل ىػػذه الواقعػػة سػػبعْب مػػن أىػػل الطريػػق‪ ،‬فقلػػت‬
‫لريب الفضل كا‪٤‬بنة‪ ،‬فقيل لو كيف علمػت أنػو شػيطاف فقػاؿ بقولػو أحللػت لػك احملرمػات فعلمػت‬
‫أف اهلل ال يأمر بالفحشاء‪.‬‬

‫‪ ‬ومن أبباره‪:‬‬
‫قػػاؿ الشػػيخ أبػػو ‪٧‬بمػػد عبػػد اهلل ا‪١‬ببػػائي‪ :‬قػػاؿ ٕب الشػػيخ عبػػد القػػادر كنػػت يوم ػان جالس ػان‬
‫ػَبض‬
‫على مكاف بالصػحراء أكػرر الفقػو كأنػا ُب مشػقة مػن الفقػر فقػاؿ ٕب قائػل ٓب أر شخصػو اق ٍ‬

‫‪211‬‬
‫مػػا تسػػتعْب بػػو علػػى الفقػػو أك قػػاؿ علػػى طلػػب العلػػم فقلػػت كيػػف أقػػَبض كأنػػا فقػػّب كلػػيس ٕب‬
‫شػػيء أقضػػيو منػػو فقػػاؿ ٕب اقػػَبض كعلينػػا الوفػػاء فجئػػت إٔب رجػػل يبيػػع البقػػل فقلػػت لػػو تعػػاملِب‬
‫بشرط إذا سػهل اهلل ٕب شػيئان أعطيػك كإف مػت ٘بعلػِب ُب حػل‪ ،‬تعطيػِب كػل يػوـ رغيفػا كبنصػف‬
‫رغيػف رشػػادان قػػاؿ‪ :‬فبكػػى البقػاؿ كقػػاؿ يػػا سػيدل أنػػا ٕبلػك أم شػػيء أردت فخػػذ مػػِب‪ ،‬فكنػػت‬
‫آخػػذ منػػو كػػل يػػوـ رغيفػػا كبنصػػف رغيػف رشػػادان‪ ،‬فأقمػػت علػػى ذلػػك مػػدة فضػػاؽ صػػدرم يومػان‬
‫لكو٘ب ال أقػدر علػى شػيء أعطيػو ‪ ،‬فقيػل ٕب امػض إٔب ا‪٤‬بوضػع الفػبل٘ب فػأيش رأيػت علػى الدكػة‬
‫فخذه كادفعو إٔب البقاؿ أك قاؿ فاقض بو دينك فلما جئػت إٔب ذلػك ا‪٤‬بوضػع رأيػت علػى الدكػة‬
‫قطعة ذىب كبّبة فأخذهتا كأعطيتها للبقاؿ‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كقػػاؿ ٕب الشػػيخ عبػػد القػػادر‪( :‬كػػاف ‪ٝ‬باعػػة مػػن أىػػل بغػػداد يشػػتغلوف بالفقػػو فػػإذا‬
‫كاف يوـ الغلة ٱبرجوف إٔب الرستاؽ يطلبوف شػيئان مػن الغلػة فقػالوا ٕب يومػان اخػرج معنػا إٔب بعقوبػا‬
‫‪٫‬بصل منها شيئان ككنت ُب ضػيق فخرجػت معهػم ككػاف ُب بعقوبػا رجػل صػاّب يقػاؿ لػو الشػريف‬
‫اليعقػػويب فمضػػيت ألزكره فقػػاؿ ٕب‪( :‬مريػػدك ا‪٢‬بػػق كالصػػا‪٢‬بوف ال يسػػألوف النػػاس شػػيئان كهنػػا٘ب أف‬
‫أسأؿ الناس فما خرجت إٔب شيء من ذلك بعدىا قط‪.‬‬

‫قػاؿ الشػيخ ا‪١‬ببػائي‪( :‬كقػاؿ ػ أم الشػيخ عبػد القػادر ػ طػرقِب ذات ليلػة ا‪٢‬بػاؿ فصػرخت‬
‫صػػرخة عظيمػػة فسػػمع العيػػاركف ففزعػوا مػػن ا‪٤‬بسػػا‪٢‬بة فجػػاءكا حػػٌب كقفػوا علػ َّي كأنػػا مطػػركح علػػى‬
‫األرض فعرفو٘ب فقالوا ىذا عبد القادر اجملنوف أزعجتنا ال ذكرؾ اهلل ٖبّب‪.‬‬

‫العيػػار ىػػو الػػذم يكثػػر اجملػػيء كالػػذىاب‪ ،‬كىنػػا ىػػم ( ا‪٤‬بتلصصػػة ) كػػانوا يػػدكركف حػػوؿ‬
‫بغداد بالليل لعلهم يركف أحدان يسلبونو‪ .‬كا‪٤‬ب ىسا‪٢‬بة ىم (ا‪٢‬برس ألهنم يكونوف أصحاب سبلح‪.‬‬
‫ى‬
‫كقػػاؿ الشػػيخ أبػػو عبػػد اهلل النجػػار قػػاؿ ٕب سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر‪ :‬كانػػت تػػرد علػ َّي‬
‫األثقػػاؿ الكثػػّبة لػػو كضػػعت علػػى ا‪١‬ببػػاؿ تفسػػخت فػػإذا كثػػرت علػ َّي كضػػعت جنػػيب علػػى األرض‬
‫كقلت ػ فإف مع العسر يسران إف مع العسر يسران ػ ٍب أرفع رأسي كقد انفرجت عِب تلك األثقاؿ‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬كقػػاؿ ٕب كنػػت أشػػتغل بالفقػػو علػػى ا‪٤‬بشػػايخ كأخػػرج إٔب الصػػحراء كال آكم بغػػداد‬
‫كأجلػػس ُب ا‪٣‬بػراب بالليػػل كالنهػػار ككنػػت ألػػبس جبػػة صػػوؼ كعلػػى رأسػػي خريقػػة ككنػػت أمشػػي‬
‫حافيػػا ُب الشػػوؾ كغػػّبه كأقتػػات ٖبرنػػوب الشػػوؾ كقمامػػة البقػػل ككرؽ ا‪٣‬بػػس مػػن جانػػب النهػػر‬

‫‪210‬‬
‫كالشط كما ىالِب شيء إال سػلكتو ككنػت آخػذ نفسػي باجملاىػدة حػٌب طػرقِب مػن اهلل عػز كجػل‬
‫طارؽ ككاف يطرقِب بالليل كالنهار كآتى الصحراء فأصرخ كأىج على كجهي كما كنػت أعػرؼ إال‬
‫بالتخػػارس كا‪١‬بنػػوف‪ ،‬ك‪ٞ‬بلػػت إٔب ا‪٤‬بارسػػتاف كطػػرقتُب األحػواؿ حػػٌب مػػت كجػػيء بػػالكفن كالغاسػػل‬
‫م عِب‪.‬‬ ‫كجعلو٘ب على ا‪٤‬بغسل ٍب يسِّر ى‬
‫كقػػاؿ الشػػيخ طلحػػة بػػن مظفػػر العلثم ػي‪ (:‬قػػاؿ شػػيخنا عبػػد القػػادر ‪ :‬أقمػػت ببغػػداد‬
‫عشػرين يومػان مػػا أجػػد مػػا أقتػػات بػػو كال أجػػد مباحػان ‪ ،‬فخرجػػت إٔب إيػواف كسػػرل أطلػػب مباحػان‬
‫فوجػػدت ىن ػػاؾ سػػبعْب رج ػبلن مػػن األكلي ػاء كلهػػم يطلب ػػوف فقلػػت ل ػػيس م ػػن ا‪٤‬ب ػػركءة أف أزا‪ٞ‬به ػػم‬
‫فرجعػػت إٔب بغػػداد فلقيػػِب رجػػل ال أعرفػػو مػػن أىػػل بلػػدم فأعطػػا٘ب قراضػػة كقػػاؿ ىػػذه بعثػػت هبػػا‬
‫أمك إليك معى فأخذت منها قطعة تركتهػا لنفسػي كأسػرعت بالبػاقي إٔب خػراب اإليػواف كفرقػت‬
‫القراضة على أكلئك السبعْب فقالوا ما ىػذا؟ قلػت‪ :‬إنػو قػد جػاء٘ب ىػذا مػن عنػد أمػي كمػا رأيػت‬
‫أف أخػػتص بػػو دكنكػػم ٍب رجعػػت إٔب بغػػداد كاشػػَبيت بالقطعػػة الػػٍب معػػي طعامػان كناديػػت الفقػراء‬
‫فأكلنا ‪ٝ‬بيعان‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ أبػػو بكػػر التيمػػي ‪٠‬بعػػت سػػيدنا الشػػيخ ‪٧‬بي ػي الػػدين ‪ ‬يقػػوؿ‪ :‬بلغػػت يب‬
‫الضػػائقة ُب غػػبلء نػػزؿ ببغػػداد إٔب أف بقيػػت أيامػان ال آكػػل فيهػػا طعامػان بػػل كنػػت أتتبػػع منبػػوذات‬
‫أطعمها فخرجت يومػان مػن شػدة ا‪١‬بػوع إٔب الشػط لعلػي أجػد كرؽ ا‪٣‬بػس كالبقػل كغػّب ذلػك مػن‬
‫ا‪٤‬بنبػػوذات أتقػػوت بػػو فمػػا ذىبػػت إٔب موضػػع إال كجػػدت غػػّبل قػػد سػػبقُب إليػػو كإف أدركػػت شػػيئان‬
‫كجػدت ‪ٝ‬باعػػة مػػن الفقػراء كال أستحسػػن مػزا‪ٞ‬بتهم عليػػو فرجعػػت أمشػػي كسػػط ا‪٤‬بدنيػػة فػػبل أدرؾ‬
‫موضعا قد كاف فيو شيء منبوذ إال كقد سبقت إليو حٌب كصلت إٔب مسجد ُب سوؽ الرٰبػانيْب‬
‫كقػػد أجهػػد٘ب ا‪١‬بػػوع كعجػػزت عػػن التماسػػك فػػدخلت عليػػو كقعػػدت ُب جانػػب منػػو كقػػد كنػػت‬
‫أصافح ا‪٤‬بوت إذ دخل شاب أعجمي معو خبز كشواء كجلس يأكل فكنت أكاد كلما رفع يده‬
‫إٕب‬
‫باللقمػػة أفػػتح فم ػي مػػن شػػدة ا‪١‬بػػوع حػػٌب أنكػػرت علػػى نفسػػي كقلػػت مػػا ىػػذا‪ ،‬إذ التفػػت ٌ‬
‫العجم ػػي ف ػػرآ٘ب فق ػػاؿ بس ػػم اهلل ي ػػا أخ ػػي فأبي ػػت علي ػػو فأقس ػػم عل ػػي فب ػػدرت نفس ػػي إٔب إجابت ػػو‬
‫فأكلت مقصران ‪ ،‬كأخذ يسػألِب مػا شػغلك كمػن أيػن أنػت كمػن تعػرؼ فقلػت أمػا شػغلي فمتفقػو‬
‫كأما من أين أنا فمن كيبلف‪ ،‬فقػاؿ ٕب كأنػا مػن كػيبلف فهػل تعػرؼ مػن كػيبلف رجػبلن يسػمى عبػد‬
‫القػػادر الكػػيبل٘ب كيعػػرؼ بسػػبط الزاىػػد أيب عبػػد اهلل الصػػومعي‪ ،‬فقلػػت أنػػا ىػػو فاضػػطرب لػػذلك‬

‫‪212‬‬
‫كتغػػّب لونػػو كقػػاؿ كاهلل يػػا أخػػي لقػػد كصػػلت إٔب بغػػداد كمعػػي بقيػػة نفقػػة ٕب فسػػألت عنػػك فلػػم‬
‫يرشػػد٘ب أحػػد إٔب أف نفػػدت نفقػػٍب كبقيػػت بعػػدىا ثبلثػػة أيػػاـ ال أجػػد ‪ٜ‬بػػن قػػوٌب إال ‪٩‬بػػا لػػك معػػي‬
‫فلما كػاف ىػذا اليػوـ كىػو الثالػث قلػت قػد ٘بػاكزتِب ثبلثػة أيػاـ ٓب آكػل فيهػا طعامػان كقػد أحػل ٕب‬
‫الشارع أكل ا‪٤‬بيتة إذا اضطررت فأخذت من كديعتك ‪ٜ‬بن ا‪٣‬ببز كالشواء فكل طيبان فإ٭بػا ىػو لػك‬
‫كأنػػا ضػػيفك بعػػد أف كػػاف ُب الظػػاىر ٕب أنػػت ضػػيفي‪ ،‬فقلػػت كمػػا ذاؾ فقػػاؿ‪ :‬إف أمػػك كجهػػت‬
‫لك معي ‪ٜ‬بانية دنانّب فاشَبيت منها ىذا الطعاـ كأنا معتذر بو إليك من خيانٍب لك مػع فسػحة‬
‫الشرع ٕب ُب بعض ذلك ‪ ،‬فسكنتو كطيبت من نفسو كفضل من طعامنا ما دفعتو إليو مع شػيء‬
‫من الذىب فقبلو كانصرؼ‪.‬‬

‫إٕب‬
‫إٕب فتكت ػػب ٌ‬
‫ق ػػاؿ ُب غبط ػػة الن ػػاظر‪ :‬ق ػػاؿ الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر‪ :‬ككان ػػت أم ػػي تش ػػتاؽ ٌ‬
‫إٕب‪ ،‬فأكتػػب إليهػػا إف شػػئت‬
‫إٕب كتقطػػع شػػعرىا ٘بعلػو ُب الكتػػاب كتنفػػذه ٌ‬ ‫الكتػب بػػذكر شػػوقها ٌ‬
‫إٕب ال ٘بيئ كاشتغل بالعلم‪.‬‬ ‫تركت كجئت إليك‪ ،‬فتنفذ ٌ‬
‫كقػاؿ الشػػيخ عبػػد اهلل السػػلمي‪٠ :‬بعػػت سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر يقػػوؿ‪ :‬بقيػػت أيامػػا ٓب‬
‫أسػػتطعم فيهػػا بطعػػاـ فبينمػػا أنػػا ُب ‪٧‬بلػػة القطيعػػة الشػػرقية إذا رجػػل قػػد جعػػل ُب يػػدم قرطاسػػة‬
‫مصركرة كانصرؼ فأقبلت حٌب دفعتها لبعض البقالْب كأخذت منػو خبػزان ‪٠‬بيػدان كخبيصػان كجئػت‬
‫إٔب مسجد مفرد كنت أخلو فيو إلعادة الدرس كتركت ذلػك ُب القبلػة بػْب يػدم كأخػذت أفكػر‬
‫ىل آكل أـ ال فلمحت قرطاسان مطويان ُب ظل ا‪٢‬بائط فتناكلتو فإذا مكتوب فيو مػن كػبلـ بعػض‬
‫الكتػػب السػػالفة‪ :‬مػػا لؤلقويػػاء كالشػػهوات إ٭بػػا جعلػػت الشػػهوات لضػػعفاء ا‪٤‬بػػؤمنْب ليسػػتعينوا هبػػا‬
‫علػى الطاعػات) فأخػذت ا‪٤‬بنػديل كتركػت مػا كػاف فيػو ُب القبلػة كصػليت ركعتػْب كانصػرفت ‪،‬قػاؿ‬
‫فلما قرأهتا خرجت تلك الشهوة من قليب‪.‬‬

‫‪ ‬ومن أبباره‪:‬‬
‫قاؿ سيدم الغوث باز اهلل ا‪١‬بيبل٘ب قػدس سػره‪ :‬أكؿ مػا حججػت مػن بغػداد كأنػا شػاب‬
‫علػػى قػػدـ التجريػػد كحػػدم فلمػػا كنػػت عنػػد ا‪٤‬بنػػارة ا‪٤‬بعركفػػة بػػأـ القػػركف لقيػػت الشػػيخ عػػدم بػػن‬
‫مسافر ‪ ‬كحده فقاؿ ٕب إٔب أين فقلػت إٔب مكػة ا‪٤‬بشػرفة فقػاؿ ىػل لػك ُب الصػحبة فقلػت لػو‬
‫إ٘ب علػػى قػػدـ التجريػػد قػػاؿ كأنػػا علػػى قػػدـ التجريػػد‪ ،‬فسػرنا ‪ٝ‬بيعػػا فلمػػا كنػػا ُب بعػػض الطريػػق إذا‬

‫‪213‬‬
‫‪٫‬بن ٔبارية حبشية ‪٫‬بيفة البدف مربقعة فوقفت بْب يدم كحػدقت النظػر ُب كجهػي كقالػت‪ :‬مػن‬
‫أيػػن أنػػت يػػا فػػٌب؟ قلػػت مػػن بغػػداد مػػن العجػػم قالػػت‪ :‬أتعبتػػِب اليػػوـ فقلػػت كٓب؟ قالػػت إ٘ب كنػػت‬
‫السػػاعة ُب بػػبلد ا‪٢‬ببشػػة فشػػهدت أف اهلل منحػػك مػػن فضػػلو مػػا ٓب ٲبػػنح مثلػػو غػػّبؾ فيمػػا أعلػػم‬
‫فأحببت أف أعرفك‪ٍ ،‬ب قالت أنا اليوـ أصحبكما كأفطر الليلػة معكمػا قلنػا حبػان ككرامػة فجعلػت‬
‫‪ٛ‬بشي ُب جانػب الػوادم ك‪٫‬بػن ٭بشػي ُب ا‪١‬بانػب اآلخػر فلمػا كػاف كقػت ا‪٤‬بغػرب كحػل األكػل إذا‬
‫‪٫‬بػػن بطبػػق نػػازؿ مػػن ا‪١‬بػػو فلمػػا اسػػتقر بػػْب أيػػدينا كجػػدنا فيػػو سػػتة أرغفػػة كخػػبل كبق ػبلن‪ ،‬فقالػػت‬
‫ا‪٢‬بمد هلل الذم أكرمِب كأكرـ ضيفي إنو لذلك أىل‪ُ ،‬ب كل ليلػة يٍنػزؿ عل ٌػي رغيفػاف كالليلػة سػتة‬
‫إكرامان ألضياُب‪ ،‬فأكلنا كل كاحد رغيفْب ٍب نزؿ علينا بعد ذلك أباريق من ماء فشربنا منها ماءن‬
‫ال يشبو ماء األرض لو لذة كحبلكة‪ٍ ،‬ب ذىبت عنػا ُب ليلتهػا‪ ،‬قػاؿ‪ :‬كأتينػا مكػة ا‪٤‬بشػرفة فلمػا كنػا‬
‫من اهلل تعأب على الشيخ عدم ٗبنازلػة مػن أنػواره فغشػي عليػو حػٌب يقػوؿ القائػل إنػو‬ ‫ُب الطواؼ َّ‬
‫مات‪ ،‬كإذا بتلك ا‪١‬بارية كاقفة على رأسو تقلبو كتقوؿ لو ٰبييك الذم أماتك‪ ،‬سػبحاف الػذم ال‬
‫تق ػػوـ ا‪٢‬بادث ػػات لتجل ػػي ن ػػور جبلل ػػو إال بتثبيت ػػو كال تس ػػتقر الكائن ػػات لظه ػػور صػ ػفاتو (أم آث ػػار‬
‫صفاتو) إال بتأييده‪.‬‬

‫ٍب إف اهلل كلػػو ا‪٢‬بمػػد مػ ٌػن علػ َّػي ٗبنازلػػة مػػن أن ػواره ُب الط ػواؼ‪ ،‬ك‪٠‬بعػػت أيض ػان خطاب ػان مػػن‬
‫بػػاطُب كقػػاؿ ٕب ُب آخػػر مػػا قػػاؿ يػػا عبػػد القػػادر اتػػرؾ التجػػرد الظػػاىر كالػػزـ التفريػػد مػػن التوحيػػد‬
‫ك٘بريد التفريد فسنريك من آياتنا عجبا‪...‬‬

‫ك‪٩‬ب ػػا ‪٠‬بع ػػو‪ :‬كاجل ػػس لنف ػػع الن ػػاس ف ػػإف خاص ػػة م ػػن عبادن ػػا سنوص ػػلهم عل ػ ػى ي ػػدؾ إٔب‬
‫قربنا(الذم ‪٠‬بعو عن طريق اإل‪٥‬باـ)‪.‬‬

‫فقالػػت ٕب ا‪١‬باريػػة يػػا فػػٌب مػػا أدرم مػػا شػػأنك اليػػوـ‪ ،‬إنػػو ض ػربت علينػػا خيمػػة مػػن نػػور‬
‫كأحاطت بك ا‪٤‬ببلئكة عليهم السبلـ إٔب عنػاف السػماء‪ ،‬كشخصػت األبصػار إليػك مػن األكليػاء‬
‫ُب مقاماهتم‪ٍ ،‬ب ذىبت كغابت فلم أرىا بعد ذلك ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫‪ ‬ومن أبباره‪:‬‬

‫‪214‬‬
‫ق ػػاؿ سػػيدنا كق ػػدكتنا الش ػػيخ عبػػد الق ػػادر ق ػدس س ػػره ببغػػداد علػػى الكرس ػػي س ػػنة ‪ٜ‬ب ػػاف‬
‫ك‪ٟ‬بس ػػْب ك‪ٟ‬بس ػػمائة‪ :‬مكث ػػت ‪ٟ‬بس ػان كعش ػرين س ػػنة متج ػػردان يُ س ػػائحان ُب ب ػرارم الع ػراؽ كخراب ػػو‬
‫كأربعْب سنة أصلي الصبح بوضوء العشاء ‪ٍ ،‬ب أفتتح القرآف كأنا كاقف علػى رجػل كاحػدة كيػدل‬
‫ُب كتػػد مضػػركب ُب ا‪٢‬بػػائط خػػوؼ النػػوـ حػػٌب أنتهػػي إٔب آخػػر القػػرآف عنػػد السػػحر‪ ،‬ككنػػت ليلػػة‬
‫طالعػان ُب سػػلم فقالػػت ٕب نفسػػي لػػو ٭بػػت سػػاعة‪ ،‬فقمػػت فوقفػػت موضػػع خطػػر ٕب ىػػذا األمػػر ٍب‬
‫انتصبت على رجل كاحدة كافتتحت القرآف حٌب أتيت آخره كأنا على ىذه ا‪٢‬بالة‪.‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ ‬ص بتو للشي حماد الدباس رضي ا عنهما (غبطة الناظر)‪.‬‬

‫كمػػن أخبػػاره مػػا قالػػو الشػػيخ عبػػد اهلل ا‪١‬ببػػائي ر‪ٞ‬بػػو اهلل‪ :‬قػػاؿ ٕب الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪:‬‬
‫كقػػع ُب نفسػػي أف أخػػرج مػػن بغػػداد لكثػػرة الفػػًب الػػٍب هبػػا فأخػػذت مصػػحفي كعلقتػػو علػػى كتفػػى‬
‫كمشيت إٔب باب ا‪٢‬بلبة ألخرج منو إٔب الصحراء‪ ،‬فقاؿ ٕب قائل أين ‪ٛ‬بشي كدفعػِب دفعػة خػررت‬
‫منهػػا أظنػػو قػػاؿ علػػى ظهػػرم‪ ،‬كقػػاؿ ارجػػع فػػإف للنػػاس فيػػك منفعػػة ‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬فقلػػت ايػػش علػي مػػن‬
‫ا‪٣‬بلػػق أنػػا أريػػد سػػبلمة ديػػِب قػػاؿ ارجػػع كلػػك سػػبلمة دينػػك كٓب أر شػػخص القائػػل ٍب بعػػد ذلػػك‬
‫طرقتِب أحواؿ أشكلت علي فكنت أ‪ٛ‬بُب على اهلل أف يسهل ٕب من يكشفها فلما كاف من الغػد‬
‫اجتزت با‪٤‬بظفرية ففػتح رجػل بػاب داره كقػاؿ ٕب يػا عبػد القػادر تعػاؿ فجئػت فوقفػت عليػو فقػاؿ‬
‫أيش طلبت البارحة أك قاؿ أيش سألت اهلل بالليل فسكت كال أدرم ما أقوؿ فاغتاظ مِب كدفع‬
‫الباب ُب كجهي دفعة عظيمة حٌب طار الغبار من جوانب الباب إٔب كجهي‪ ،‬فلما مشيت قليبلن‬
‫ذكرت الذم سألت اهلل ككقػع ُب نفسػي أنػو مػن الصػا‪٢‬بْب أك قػاؿ مػن األكليػاء‪ ،‬فرجعػت أطلػب‬
‫الب ػػاب فل ػػم أعرف ػػو فض ػػاؽ ص ػػدرم كك ػػاف ذل ػػك الرج ػػل الش ػػيخ ‪ٞ‬ب ػػاد ال ػػدباس ٍب عرفت ػو كص ػػحبتو‬
‫ككشف ٕب ما كاف يشكل عل َّي‪.‬‬

‫كركل الشػػيخ كمػػاؿ الػػدين ‪٧‬بمػػد بػػن موسػػى ا‪٤‬بشػػهور بالػ يػدمّبم ُب كتابػػو حيػػاة ا‪٢‬بي ػواف‬
‫الكربل قاؿ‪ :‬قاؿ الشيخ الزاىد أبو العباس القسطبل٘ب‪٠ :‬بعت الشيخ أبا شجاع زاىر بن رسػتم‬
‫األصبها٘ب إمػاـ مقػاـ إبػراىيم ٗبكػة يقػوؿ‪٠ :‬بعػت الشػيخ أ‪ٞ‬بػد خػادـ الشػيخ أ‪ٞ‬بػد خػادـ الشػيخ‬
‫‪ٞ‬باد يقوؿ ‪ :‬دخػل الشػيخ عبػد القػادر علػى الشػيخ ‪ٞ‬بػاد الػدباس يػزكره فنظػر إليػو الشػيخ‪ ،‬ككػاف‬
‫قد رأل أنو قد اصطاد بازيا فأثرت نظرة الشيخ فيو‪ ،‬فخرج من عنده ك٘برد عن أسبابو ككاف مػن‬
‫أكابر أصحابو‪.‬‬

‫قاؿ الدمّبم‪ :‬ك‪٥‬بذا كاف الشيخ عبد القادر يقوؿ‪:‬‬

‫ربػ ػ ػ ػاً وف ػ ػ ػػي العلي ػ ػ ػػاء ب ػ ػ ػػاز أ ػ ػ ػػهب‬ ‫أ ػ ػ ػػا بلب ػ ػ ػػل األفػ ػ ػ ػراح أم ػ ػ ػػأل دوحه ػ ػ ػػا‬

‫‪216‬‬
‫كقاؿ الشيخ تقي الدين ‪٧‬بمد الواعظ اللبنػا٘ب ُب كتابػو ركضػة األبػرار ك‪٧‬باسػن األخيػار‪:‬‬
‫(فلمػا دخػل ػ أم الشػيخ عبػد القػادر ػ إٔب بغػداد كقػف لػو ا‪٣‬بضػر عليػو السػبلـ كمنعػو الػدخوؿ‬
‫كقاؿ لو ما معي أمر بأف تدخل إٔب سبع سػنْب فأقػاـ علػى الشػط سػبع سػنْب يلػتقط مػن البقالػة‬
‫من ا‪٤‬ببػاح حػٌب صػارت ا‪٣‬بضػرة تبػْب مػن عنقػو‪ٍ ،‬ب قػاـ ذات ليلػة فسػمع ا‪٣‬بطػاب يػا عبػد القػادر‬
‫ادخل بغداد فدخل ككانت ليلة ‪٩‬بطرة باردة فجاء إٔب زكاية الشيخ ‪ٞ‬باد بن مسلم الػدباس فقػاؿ‬
‫الشػػيخ‪ :‬أغلق ػوا بػػاب الزاكيػػة كأطفئ ػوا الضػػوء فجلػػس الشػػيخ عبػػد القػػادر علػػى البػػاب فػػألقى اهلل‬
‫تعأب عليو النوـ فناـ فأجنب ٍب قاـ فاغتسل فألقى اهلل تعأب عليػو النػوـ فأجنػب كٓب يػزؿ كػذلك‬
‫سبع عشرة مرة كىو يغتسل عقب كل مرة فلما كاف عند الصباح فتح الباب فدخل الشػيخ عبػد‬
‫القػػادر فقػػاـ إليػػو الشػػيخ ‪ٞ‬بػػاد فاعتنقػػو كضػػمو إليػػو كبكػػى كقػػاؿ لػػو‪ :‬يػػا كلػػدم عبػػد القػػادر الدكلػػة‬
‫اليوـ لنا كغدان لك فإذا كليت فاعدؿ هبذه الشيبة‪.‬‬

‫كركل العسػػقبل٘ب ُب غبطػػة النػػاظر‪ :‬قػػاؿ الشػػيخ عبػػد اهلل ا‪١‬ببػػائي عػػن الشػػيخ عبػػد القػػادر‬
‫قاؿ‪( :‬ككنت إذا غبت عنو أطلب العلم كرجعت إليو يقوؿ ٕب ايش جاء بك إلينا أنػت فقيػو مػر‬
‫إٔب الفقهاء كأنا أسكت‪ ،‬فلما كاف يوـ ا‪١‬بمعة خرج من بغداد كمعو ‪ٝ‬باعة من أصحابو ليصػلي‬
‫صػػبلة ا‪١‬بمعػػة ُب جػػامع الرصػػافة كأنػػا معػػو ككػػاف ُب شػػدة الػػربد ُب الك ػوانْب‪ ،‬فلمػػا كصػػلت إٔب‬
‫قنطػػرة النهػػر دفعػػِب حػػٌب رمػػا٘ب ُب ا‪٤‬بػػاء فقلػػت‪ :‬بسػػم اهلل غس ػل ا‪١‬بمعػػة‪ ،‬ككػػاف علػ ٌػي جبػػة مػػن‬
‫صوؼ كُب كمي أجػزءان فرفعػت يػدم حػٌب ال تبتػل‪ ،‬كخلػو٘ب كمشػوا فخرجػت مػن ا‪٤‬بػاء كعصػرت‬
‫ا‪١‬ببة كتبعتهم‪ ،‬كتأذيت من الربد أذية كبّبة‪ ،‬ككاف الشيخ ‪ٞ‬باد يؤذيِب أذية كبّبة‪ ،‬كإذا غبت عنػو‬
‫أطلػػب العلػػم كرجعػػت إليػػو يقػػوؿ‪ :‬قػػد جاءنػػا اليػػوـ ا‪٣‬ببػػز الكثػػّب كالفػػالوذج كأكلنػػا كمػػا خبأنػػا لػػك‬
‫شيئا‪ ،‬فطمع أصحابو لكثرة ما يركنو يؤذيِب أذية كبّبة كجعلوا يقولوف أنت فقيو ايش تعمل معنا‬
‫ػؤذكنِب غػػار ٕب فػػوٖبهم كقػػاؿ ًٓبى تؤذكنػػو كاهلل مػػا فػػيكم‬
‫كأيػػش جػػاء بػػك إلينػػا فلمػػا رآىػػم الشػػيخ يػ ي‬
‫أحد مثلو إ٭با أردت ألمتحنو فأراه جببلن ال يتحرؾ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫‪ ‬دبولو م لل الشي منصور البطائ ي رضي ا عنهما‪:‬‬
‫ذكػػر اإلمػػاـ الػػركاس ر‪ٞ‬بػػو اهلل ُب كتابػػو طػػي السػػجل عنػػد تر‪ٝ‬بػػة الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬دخػػل ‪٦‬بلػػس سػػيدنا الشػػيخ منصػػور الربػػا٘ب ‪ ‬فلػػم يلتفػػت إليػػو أحػػد ككػػاف إذ ذاؾ شػػابان‪،‬‬
‫فقاؿ الشيخ منصور أفسحوا ‪٥‬بذا الشاب فسيصّب لو مع أىل الصدؽ مٍنزلة ‪٧‬بمودة‪.‬‬

‫‪ ‬حضوره م الل الشي تاج العارفين أبي الوفاء رضي ا عنهما‪:‬‬


‫قػػاؿ التػػادُب ُب القبلئػػد‪ :‬قػػاؿ الشػػيخ مطػػر‪ :‬كنػػت يومػػا عنػػد شػػيخنا أيب الوفػػا بزاكيتػػو‬
‫علي فامنعو‪ ،‬فقمت فػإذا‬ ‫بقلمينيا فقاؿ‪ :‬يا مطر أغلق الباب فإذا شاب عجمي يطلب الدخوؿ ٌ‬ ‫ٍ‬
‫الشػػيخ عبػػد القػػادر كىػػو يؤمئػػذ شػػاب يطلػػب الػػدخوؿ عليػػو فاسػػتأذف الشػػيخ فلػػم يػػأذف لػػو ُب‬
‫الدخوؿ‪ ،‬كرأيتو ٲبشي ُب الزاكيػة كػا‪٤‬بٍنزعج ٍب أذف لػو فلمػا رآه مشػى إليػو خطػوات كاعتنقػا طػويبلن‬
‫كقػػاؿ لػػو‪ :‬يػػا عبػػد القػػادر كعػػزة مػػن لػػو العػػزة مػػا منعتػػك مػػن الػػدخوؿ أكؿ مػػرة جحػػدان ‪٢‬بقػػك بػػل‬
‫خشية منك لكن ‪٤‬با علمت أنك تأخذ مِب كتعطيِب أمنت إليك‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن الطفسو‪٪‬بي‪ :‬كاف الشيخ عبػد القػادر يػأٌب كىػو شػاب إٔب زيػارة‬
‫شيخنا تاج العارفْب أيب الوفا‪ ،‬فحْب يراه ينهض كيقوؿ ‪٤‬بن حضره قوموا لوٕب اهلل كرٗبا مشى إليو‬
‫ُب كقت خطوات يتلقاه كرٗبا قاؿ ُب كقت من ٓب يقم فليقم لوٕب اهلل‪ ،‬فلما تكرر ذلػك منػو قػاؿ‬
‫بعض أصحابو ُب ذلك فقاؿ‪٥ :‬بذا الشاب كقت إذا جاء افتقر إليو ا‪٣‬بػاص كالعػاـ‪ ،‬كقػاؿ إذ ىػو‬
‫قطبهم فمن أدرؾ منكم ذلك الوقت فليلزـ خدمتو‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ علػػى بػػن ا‪٥‬بيػػٌب قػػدس سػػره‪ :‬كػػاف شػػيخنا أبػػو الوفػػا يػػتكلم علػػى النػػاس فػػوؽ‬
‫الكرسػػي فػػدخل الشػػيخ عبػػد القػػادر فقطػػع كبلمػػو كأمػػر بإخراجػػو ٍب تكػػرر األمػػر كُب الثالثػػة نػػزؿ‬
‫الشيخ أبو الوفا كاعتنقو كقبل بْب عينيو كقػاؿ قومػوا لػوٕب اهلل يػا أىػل بغػداد ‪ ،‬مػا أمػرت بإخراجػو‬
‫إىانة لو بل لتعرفوه‪ ،‬فوعزة ا‪٤‬بعبود على رأسو صناجق قد جاكزت دارهتا ا‪٤‬بشرؽ كا‪٤‬بغػرب‪ٍ ،‬ب قػاؿ‬
‫لػػو‪ :‬يػػا عبػػد القػػادر الوقػػت اآلف لنػػا كسيصػػّب لػػك ‪ ،‬يػػا عبػػد القػػادر كىبػػوؾ الع ػراؽ‪ ،‬ككػػل ديػػك‬
‫يصػيح كيسػػكت إال ديكػػك فإنػػو يصػيح إٔب يػػوـ القيامػػة ‪ ،‬كأعطػػاه سػػجادتو كقميصػػو كمسػػبحتو‬
‫كقصعتو كعكازه‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫فقيػػل لػػو خػػذ عليػػو بالعهػػد‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬علػػى جبينػػو داغ ا‪٤‬بخرمػػي‪ٍ ،‬ب سػػألو مسػػائل فأجػػاب‬
‫عليو‪ٍ ،‬ب قاؿ لو‪ :‬لك كقػت فػإذا جػاء فػاذكر ىػذه الشػيبة كقػبض علػى كرٲبتػو‪ ،‬رضػي اهلل عنهمػا‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ عمر البزاز فكانت مسػبحة الشػيخ أيب الوفػا الػٍب أعطاىػا لسػيدنا الشػيخ عبػد القػادر‬
‫إذا كضػػعها سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر علػػى األرض تػػدكر كحػػدىا حبػػة حبػػة فلمػػا مػػات أخػػذىا‬
‫بعده الشيخ على بن ا‪٥‬بيٍب‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ مسػػلمة بػػن نعمػػة السػػركجي ر‪ٞ‬بػػو اهلل تعػػأب ُب جػواب مػػن سػػألو يومػػا عػػن‬
‫القطػػب مػػن ىػػو‪ :‬ىػػو اآلف ٗبكػػة ‪٨‬بتػػف ال يعرفػػو إال الصػػا‪٢‬بوف‪ ،‬كسػػيظهر ىنػػا كأشػػار إٔب جهػػة‬
‫العراؽ فٌب أعجمي شريف يسمى عبد القادر‪ ،‬لو مظهػر عظػيم بالكرامػات ا‪٣‬بارقػات ىػو قطػب‬
‫كقتو كغوث زمانو‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬ذلك الذم ينفع اهلل بو كبكراماتو من صدؽ هبا من سائر الناس‪.‬‬

‫‪ ‬معرفتو بالشي أبي سعيد المخرمي وص بتو لو رضي ا عنهما‪:‬‬


‫قػػاؿ بعػػض أىػػل ال ػَباجم مػػنهم التػػادُب ا‪٢‬بلػػيب ُب القبلئػػد قػػاؿ الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪:‬‬
‫(أقمػػت ُب الػػربج ا‪٤‬بسػػمى اآلف بػػربج العجمػػي إحػػدل عشػػرة سػػنة كلطػػوؿ إقػػامٍب فيػػو ‪٠‬بػػي بػػربج‬
‫العجمي‪ ،‬ككنت بايعت اهلل تعػأب فيػو أف ال آكػل حػٌب ألقػم كال أشػرب حػٌب أسػقى فبقيػت فيػو‬
‫مػػدة أربعػػْب يوم ػان ال آكػػل شػػيئان فبعػػد األربعػػْب جػػاء رجػػل معػػو خبػػز كطعػػاـ ككضػػعو بػػْب يػػدم‬
‫كمضػى كتػركِب‪ ،‬فعػادت نفسػي تقػع علػػى الطعػاـ فقلػت كاهلل ال حلػت عمػا عاىػدت اهلل عليػػو ‪،‬‬
‫فسػػمعت صػػارخان مػػن بطػػُب ينػػادم ا‪١‬بػػوع فلػػم أرتػػع لػػو‪ ،‬قػػاؿ ‪ :‬فاجتػػاز يب أبػػو سػػعيد ا‪٤‬بخرمػػي‬
‫علي كقاؿ ما ىذا يا عبد القادر قلت‪ :‬ىذا قلق النفس ػ أم ىواىا ػ كأما‬ ‫فسمع الصوت فدخل ٌ‬
‫عز كجل ػ أم ُب حب موالىا مستأنسة بو‪.‬‬ ‫الركح فساكنة ُب موالىا ٌ‬
‫فقػػاؿ ٕب تعػػاؿ إٔب بػػاب األزج ٍب مضػػى كتػػركُب علػػى حػػإب ‪ ،‬فقلػػت ُب نفسػػى ال أخػػرج‬
‫مػػن ىػػذه إال بػػأمر‪ ،‬قػػاؿ فجػػاء٘ب ا‪٣‬بضػػر عليػػو السػػبلـ كقػػاؿ ٕب قػػم كانطلػػق إٔب أيب سػػعيد‪ ،‬قػػاؿ‬
‫فجئػػت فػػإذا ىػػو كاقػػف علػػى بػػاب داره ينتظػػر٘ب ‪ ،‬كقػػاؿ ٕب‪ :‬يػػا عبػػد القػػادر أٓب يكفػػك قػػوٕب لػػك‬
‫تعاؿ‪ٍ ،‬ب ألبسِب ا‪٣‬برقة بيده كال زمت بعد ذلك االشتغاؿ عليو‪.‬‬

‫‪ ‬تعرفو إلى الشي يوسف الهمدا ي وأبذه عنو رضي ا عنهما‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫أكرد اإلمػػاـ العسػػقبل٘ب ُب غبطػػة النػػاظر كالتػػادُب ُب القبلئػػد أف الشػػيخ عبػػد اهلل ا‪١‬ببػػائي‬
‫قاؿ‪ :‬قاؿ الشيخ عبد القادر ‪ :‬قدـ بغداد رجػل يقػاؿ لػو الشػيخ يوسػف ا‪٥‬بمػدا٘ب ككػاف يقػاؿ‬
‫ل ػػو القط ػػب كن ػػزؿ ُب رب ػػاط فلم ػػا ‪٠‬بع ػػت ب ػػو مش ػػيت إٔب ذل ػػك الرب ػػاط فل ػػم أره فقي ػػل ٕب ى ػػو ُب‬
‫السرداب قاؿ‪ :‬فنىزلت إليػو فلمػا رآ٘ب قػاـ إٕب كأخػذ بيػدم كأجلسػِب إٔب جانبػو ففرسػِب كذكػر ٕب‬
‫‪ٝ‬بيع أحوإب كحل ٕب ‪ٝ‬بيع ما كاف مشكبلن عل َّي ٍب قاؿ‪ :‬يا عبػد القػادر تكلػم علػى النػاس قػاؿ‪:‬‬
‫قلػػت لػػو يػػا سػػيدم أنػػا رجػػل عجمػػي كايػػش أتكلػػم علػػى فصػػحاء بغػػداد فقػػاؿ ٕب‪ :‬أنػػت حفظػػت‬
‫القرآف العظيم كالفقو كأصوؿ الفقو مع ا‪٣‬ببلؼ كالنحو كاللغة كتفسّب القػرآف العظػيم‪ ،‬أال يصػلح‬
‫لك أف تتكلم على الناس‪ ،‬إصعد الكرسي كتكلم فإ٘ب أرل فيك عرقان كسيعود ‪٬‬بلة‪.‬‬

‫‪ ‬أوؿ ك مو على الناس‪:‬‬


‫قاؿ سيدنا الشيخ عبد القادر ‪ :‬نوديت ُب سرم يا عبػد القػادر ادخػل بغػداد كتكلػم‬
‫علػػى النػػاس‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬فػػدخلت بغػػداد فرأيػػت النػػاس علػػى حالػػة ٓب تعجبػػِب فخرجػػت مػػن بيػػنهم‪،‬‬
‫فنوديت ثانية يا عبد القادر ادخل كتكلم على الناس‪ ،‬فإف ‪٥‬بػم بػك منفعػة فقلػت مػإب كللنػاس‪،‬‬
‫عل ػي بسػػبلمة ديػػِب فقيػػل ٕب إرجػػع كلػػك سػػبلمة دينػػك‪ ،‬فأخػػذت مػػن ريب سػػبعْب موثقػػا أنػػو ال‬
‫ٲبيٍ ىك ير يب كأف ال ٲبوت ٕب مريد إال عن توبة‪ ،‬فرجعػت فتكلمػت علػى النػاس فرأيػت األنػوار ‪ٚ‬بػَبؽ‬
‫كىػػي تػػأٌب إٕب‪ ،‬فقلػػت مػػا ىػػذا ا‪٢‬بػػاؿ كمػػا ا‪٣‬بػػرب فقيػػل ٕب إف رسػػوؿ اهلل ‪ ‬يهنئ ػك ٗبػػا فػػتح اهلل‬
‫عليػػك‪ٍ ،‬ب زادت األنػوار فطػػرقُب ا‪٢‬بػػاؿ فتمايلػػت طربػػا‪ ،‬فرأيػػت رسػػوؿ اهلل ‪ ،‬فقػػاؿ ٕب يػػا عبػػد‬
‫القػػادر فخطػػوت ُب ا‪٥‬ب ػواء سػػبع خط ػوات فرح ػان برسػػوؿ اهلل ‪ ‬فتفػػل ُب فمػػي سػػبعان‪ٍ ،‬ب جػػاء٘ب‬
‫عل ػي ‪ ‬فتفػػل ُب فمػػي ثبلثػػا‪ ،‬فقلػػت ًٓبى ىٓبٍ تفعػػل مثػػل مػػا فعػػل النػػيب ‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬أدب ػان معػػو‪ٍ ،‬ب‬
‫ألبسػػُب رسػػوؿ اهلل ‪ ‬خلعػػة فقلػػت مػػا ىػػذه فقػػاؿ‪ :‬ىػػذه خلعػػة كاليتػػك ‪٨‬بصوصػػة بالقطبيػػة علػػى‬
‫األكلياء ففتح عل َّي فتكلمت على الناس‪.‬‬

‫قػاؿ الشػيخ عبػد اهلل ا‪١‬ببػائي ر‪ٞ‬بػو اهلل قػاؿ أسػتاذنا الشػيخ عبػد القػادر ‪ ‬رأيػت رسػػوؿ‬
‫اهلل ‪ ‬قبػػل الظهػػر فقػػاؿ ٕب يػػا بػػِب ًٓبى ال تػػتكلم فقلػػت‪ :‬يػػا أبػػاه أنػػا رجػػل أعجمػػي كيػػف أتكلػػم‬
‫على فصحاء بغداد فقاؿ ٕب افتح فاؾ ففتحتػو فتفػل فيػو سػبعان كقػاؿ تكلػم علػى النػاس كادع إٔب‬
‫سبيل ربك با‪٢‬بكمة كا‪٤‬بوعظة ا‪٢‬بسنة فصليت الظهر كجلست كحضػر٘ب خلػق كثػّب فػارتج علػ َّي‪،‬‬
‫فرأيػت عليػان ‪ ‬فقػػاؿ افػتح فػػاؾ ففتحتػػو فتفػل فيػػو سػػتان فقلػت ٓب ال تكملهػػا سػػبعان قػاؿ أدبػان مػػع‬

‫‪201‬‬
‫رسػػوؿ اهلل ‪ٍ ،‬ب تػوارل عػػُب‪ ،‬فقلػػت‪ :‬غػواص الفكػػر يغػػوص ُب ٕبػػر القلػػب علػػى درر ا‪٤‬بعػػارؼ‬
‫فيس ػػتخرجها إٔب سػػاحل الصػػدر فينػػادم عليهػػا ‪٠‬بسػػار تر‪ٝ‬ب ػػاف اللس ػػاف فتش ػػَبل بنف ػػائس ا‪ٜ‬ب ػػاف‬
‫حسن الطاعة (ُب بيوت أذف اهلل أف ترفع) ٍب أنشد‪:‬‬

‫وي ل ػ ػ ػػو ل ػ ػ ػػو م ػ ػ ػػر المناي ػ ػ ػػا ويع ػ ػ ػػذب‬ ‫علػ ػػى مثػ ػػل ليل ػ ػى يقتػ ػػل المػ ػػرء فسػ ػػو‬

‫‪ ‬ظهوره ‪ ‬وبناء مدرستو‪.‬‬


‫قػػاؿ الشػػيخ عبػػد اهلل ا‪١‬ببػػائي ر‪ٞ‬ب ػو اهلل تعػػأب‪ :‬قػػاؿ ٕب الشػػيخ عبػػد القػػادر قػػدس سػػره‪:‬‬
‫كنػػت أءمػػر كأ ٍهنػػى ُب النػػوـ كاليقظػػة‪ ،‬ككػػاف يغلػػب علػ َّي الكػػبلـ كيػػزدحم علػػى قلػػيب إف ٓب أتكلػػم‬
‫أكػػاد أختن ػػق كال أق ػػدر أف أس ػػكت‪ ،‬كك ػػاف ٯبل ػػس عن ػػدم رجػػبلف أك ثبلث ػػة يس ػػمعوف كبلم ػػي ٍب‬
‫تسػامع النػػاس كازدحػم علػ َّي ا‪٣‬بلػق‪ ،‬فكنػػت أجلػس ُب ا‪٤‬بصػػلى ببػاب ا‪٢‬بلبػػة ٍب ضػاؽ علػ َّػي النػػاس‬
‫ف ػػأخرجوا الكرس ػػي إٔب داخ ػػل الس ػػور ب ػػْب التن ػػانّب‪ ،‬كك ػػاف الن ػػاس ٯبيئ ػػوف ُب اللي ػػل عل ػػى الش ػػمع‬
‫كا‪٤‬بشػػاعل يأخػػذكف ‪٥‬بػػم مواضػػع ٍب ضػػاؽ علػػى النػػاس ا‪٤‬بوضػػع‪ ،‬فحمػػل الكرسػػي إٔب خػػارج البلػػد‪،‬‬
‫ككاف الناس ٯبيئوف على ا‪٣‬بيل كالبغاؿ كا‪٢‬بمّب كا‪١‬بمػاؿ كيقفػوف ٗبػا دار ُب اجمللػس كالسػرر ككػاف‬
‫ٰبضر اجمللس ‪٫‬بو من سبعْب ألفان‪.‬‬

‫قػػاؿ اإلمػػاـ العسػػقبل٘ب ُب غبطػػة النػػاظر قػػاؿ أبػػو الفػػرج بػػن ا‪١‬بػػوزم ُب ا‪٤‬بنػػتظم‪( :‬كػػاف‬
‫القاضػػي أبػػو سػػعيد ا‪٤‬بخزكمػػي (ا‪٤‬بخرمػػي) بػػُب مدرسػػة لطيفػػة ببػػاب األزج ففوضػػت بعػػده لعبػػد‬
‫القادر فػتكلم علػى النػاس بلسػاف الػوعظ كظهػر لػو صػيت ك‪٠‬بػت كضػاقت ا‪٤‬بدرسػة بالنػاس ككػاف‬
‫ٯبلس عند سور بغداد كيستند إٔب الطريق كيتػوب عنػده ُب ‪٦‬بلسػو خلػق كثػّب ٍب عمػرت ا‪٤‬بدرسػة‬
‫يدرس كيعظ‪.‬‬ ‫ككسعت كتعصبت العامة ُب ذلك فأقاـ فيها ِّ‬

‫كق ػػاؿ أبػ ػن النج ػػار ُب تارٱب ػػو‪٤( :‬ب ػػا ض ػػاقت ا‪٤‬بدرس ػػة أض ػػيف ‪٥‬ب ػػا م ػػا حو‪٥‬ب ػػا م ػػن ا‪٤‬بن ػػازؿ‬
‫كاألمكن ػػة فعمركى ػػا بالن ػػاس ككس ػػعوىا‪ ،‬كب ػػذؿ األغني ػػاء أمػ ػوا‪٥‬بم ُب عمارهت ػػا كعم ػػل الفقػ ػراء فيه ػػا‬
‫بأنفس ػػهم كذل ػػك ُب س ػػنة ‪ٟ‬بس ػػمائة ك‪ٜ‬ب ػػاف كعش ػرين‪ ،‬كتص ػػدل الش ػػيخ فيه ػػا ب ػػالفتول كالت ػػدريس‬
‫كالوعظ كصار يقصد بالصدقات كا‪٤‬بربات‪ ،‬كصنَّف كتبان مفيدة ُب أصوؿ الدين كالتصوؼ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫كُب غبطػػة النػػاظر‪ ،‬قػػاؿ أبػػو سػػعيد السػػمعا٘ب‪ :‬ك ػػاف الش ػػيخ يس ػػكن ب ػػاب األزج فلمػػا‬
‫فوضػػت لػػو مدرسػػة أيب سػػعيد ا‪٤‬بخزكمػػي أراد أف يوسػػعها كيعمرىػػا فكػػاف الرجػػاؿ كالنسػػاء يأتونػػو‬
‫الع ىملىػة فقالػت للشػيخ‪ :‬ىػذا زكجػي‬ ‫بالشيء فيبِب حٌب يعمرىا‪ ،‬كجػاءت امػرأة كزكجهػا ككػاف مػن ى‬
‫كٕب عليػػو عشػػركف دينػػاران ككىبػػت لػػو النصػػف بشػػرط أف يعمػػل ُب مدرسػػتك بالنصػػف الثػػا٘ب كقػػد‬
‫ارتضينا على ىذا فقبل الزكج ذلك‪ ،‬كأحضرت ا‪٤‬برأة ا‪٣‬بط فسلمتو للشيخ‪ ،‬ككػاف يسػتعمل الػزكج‬
‫ُب ا‪٤‬بدرسة‪ ،‬ككاف يومان يعطيو األجرة كيومان ٰباسبو لعلمو بفقػره إف عمػل ٖبمسػة دنػانّب أخػرج لػو‬
‫ا‪٣‬بط فدفعو لو‪.‬‬

‫كقاؿ الشػيخ ‪٧‬بمػد التػادُب ا‪٢‬بنبلػي ُب القبلئػد‪ :‬كتكملػت ا‪٤‬بدرسػة ُب سػنة ‪ٜ‬بػاف كعشػرين‬
‫ك‪ٟ‬بس ػػمائة كص ػػارت منس ػػوبة إلي ػػو كتص ػػدر هب ػػا للت ػػدريس كالفت ػػول كال ػػوعظ كاالجته ػػاد ُب العل ػػم‬
‫كالعمػػل‪ ،‬كقصػػد بالزيػػارات كالنػػذكر مػػن ‪ٝ‬بيػػع األقطػػار كالػػببلد‪ ،‬كاجتمػػع عنػػده هبػػا مػػن العلمػػاء‬
‫كالصلحاء ‪ٝ‬باعة من اآلفاؽ فحملوا عنو ك‪٠‬بعوا منو كانتهت إليو تربية ا‪٤‬بريدين بالعراؽ‪.‬‬

‫كاختلفت األلسن ببدائع أكصافو فمن كاصف لو‪ -‬بذل البيانْب ػ كمن ناعت لو ػ بكػر‪ٙ‬ب‬
‫ا‪١‬بدين كالطرفْب ػ كمن ملقب لػو ػ بصػاحب الربىػانْب كالسػلطانْب ػ كمػن داع لػو ػ بإمػاـ الفػريقْب‬
‫كالطػريقْب ػ كمػػن مسػػم لػػو ػ بػػذم السػراجْب كا‪٤‬بنهػػاجْب ػ كلػػذلك انتمػػى إليػو ‪ٝ‬بػػع مػػن العلمػػاء‬
‫كتلمذ لو خلق كثّب ال ٰبصوف‪.‬‬

‫فعلػػى ىػػذا كانػػت مػػدة كبلمػػو علػػى النػػاس أربعػػْب سػػنة ابتػػداؤىا سػػنة إحػػدل كعش ػرين‬
‫ك‪ٟ‬بس ػػمائة كانتهاؤى ػػا س ػػنة إح ػػدل كس ػػتْب ك‪ٟ‬بس ػػمائة كق ػػد درس ‪ ‬أيضػ ػان با‪٤‬بدرس ػػة النظامي ػػة‬
‫ا‪٤‬بشػػهورة ببغػػداد‪ .‬كُب ذيػػل طبقػػات ا‪٢‬بنابلػػة البػػن رجػػب قػػاؿ‪(:‬ظهر للنػػاس كجلػػس للػػوعظ بعػػد‬
‫العش ػ ػرين ك‪ٟ‬بسػ ػػمائة كحصػ ػػل لػ ػػو القبػ ػػوؿ التػ ػػاـ مػ ػػن النػ ػػاس كاشػ ػػتهرت أحوالػ ػػو كأقوالػ ػػو ككراماتػ ػػو‬
‫كمكاشفاتو كىابو ا‪٤‬بلوؾ فمن دكهنم‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫إس ـ معظم يهود و صارب بغداد على يديو‪ ،‬وتوبة معظم أىل بغداد‪.‬‬

‫ُب الفَبة األكٔب من حياة سػيدم الشػيخ عبػد القػادر إٔب حػْب ظهػوره كانػت الفػًب كثػّبة‬
‫ُب بغػػداد مػػن اغتيػػاالت للخلفػػاء كاألم ػراء كظهػػور بػػدع كص ػراعات بػػْب أىػػل ا‪٤‬بػػذاىب‪ ،‬كظهػػور‬
‫ا‪٢‬بانػػات كشػػرب ا‪٣‬بمػػر كالسػػرقة كغػػّب ذلػػك‪ ،‬فػػأظهر اهلل تعػػأب الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪٦‬بػػددا للػػدين‬
‫فأحيػػا السػػنة ا‪٤‬بطهػػرة كحػػارب البػػدع بأنواعهػػا كاشػػتغل بَببيػػة ا‪٤‬بريػػدين فتخػػرج بصػػحبتو كمػػا قػػاؿ‬
‫كٕب كخػػرج مػػن العلمػػاء كا‪٤‬برشػػدين آالؼ كثػػّبة كتػػاب علػػى يديػػو‬ ‫بعػػض العلمػػاء اثنػػا عشػػر ألػػف و‬
‫معظػػم أىػػل بغػػداد كمػػا أسػػلم علػػى يديػػو معظػػم يهػػود كنصػػارل بغػػداد‪ ،‬كقػػد شػػارؾ الكثػػّب مػػن‬
‫تبلميذه با‪٢‬بركب ضد الصليبْب‪ ،‬كانتشر أتباعو ُب أ‪٫‬باء األرض يػدعوف إٔب اإلسػبلـ مػع نشػرىم‬
‫العلم كالتصوؼ بْب ا‪٤‬بسلمْب‪.‬‬

‫قػاؿ أبػػو ا‪٤‬بظفػر يوسػػف سػبط ابػػن ا‪١‬بػوزم ُب تارٱبػػو مػرآة الزمػػاف‪ (:‬تػاب علػػى يديػو أىػػل‬
‫بغداد كأسلم أكثػر اليهػود كالنصػارل‪ ،‬ككػاف يصػدع بػا‪٢‬بق علػى ا‪٤‬بنػرب‪ ،‬ككانػت لػو كرامػات ظػاىرة‬
‫أدركو ‪ٝ‬باعة ٰبكوف منها ‪ٝ‬بلة‪.‬‬

‫كقاؿ التادُب ُب القبلئد كغّبه قػاؿ ا‪١‬ببػائي‪ .‬قػاؿ ٕب سػيدنا الشػيخ عبػد القػادر‪(:‬أ‪ٛ‬بُب أف‬
‫أكوف ُب الصحارم كالػربارم كمػا كنػت ُب األكؿ ال أرل ا‪٣‬بلػق كال يػرك٘ب‪ٍ ،‬ب قػاؿ‪( :‬أراد اهلل عػز‬
‫كجػػل مػػُب منفعػػة ا‪٣‬بلػػق‪ ،‬فإنػػو قػػد أسػػلم علػػى يػػدم أكثػػر مػػن ‪ٟ‬بسػػة آالؼ مػػن اليهػػود كالنصػػارل‬
‫كتاب على يدم من العيارين كا‪٤‬بسا‪٢‬بة أكثر من مائة ألف كىذا خّب كثّب ‪.‬‬

‫كقاؿ اإلماـ العسقبل٘ب قػاؿ عمػر الكيمػا٘ب‪ٓ(:‬ب تكػن ‪٦‬بالسػو ‪ٚ‬بلػو ‪٩‬بػن يسػلم مػن اليهػود‬
‫كالنصػػارل أك يتػػوب مػػن ا‪٤‬بسػػلمْب مػػن ق ػاطع الطريػػق أك قاتػػل الػػنفس كغػػّب ذلػػك‪ ،‬قػػاؿ‪ (:‬كأتػػاه‬
‫راىػػب فأسػػلم علػػى يديػػو ٍب قػػاؿ للنػػاس إ٘ب رجػػل مػػن أىػػل الػػيمن كإف اإلسػػبلـ كقػػع ُب نفسػػي‬
‫كقول عزمي على أف ال أسلم إال على يد خّب أىل اليمن ُب ظِب كجلست متفكػران فغلػب علػي‬
‫النػػوـ فرأيػػت السػػيد ا‪٤‬بسػػيح عيسػػى بػػن مػػر‪ٙ‬ب عليػػو الصػػبلة كالسػػبلـ يقػػوؿ ٕب يػػا سػػناف إذىػػب إٔب‬
‫بغداد كأسلم على يد الشيخ عبد القادر فإنو خّب أىل األرض ُب ىذا الوقت‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫كال يفهػػم مػػن ىػػذا أف الراىػػب أخػػر إسػػبلمو حػػٌب كصػػل إٔب بغػػداد كإ٭بػػا ا‪٤‬ب ػراد إعػػبلف‬
‫إسبلمو عند الشيخ عبد القادر ٍب السلوؾ على يديو‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ عمر الكيما٘ب أيضان‪ :‬كأتاه ثبلثة عشر رجبلن نصارل فأسػلموا علػى يديػو ُب‬
‫‪٦‬بلس كعظو قالوا ‪٫‬بن من نصارل العرب أردنا اإلسػبلـ فَبددنػا فػيمن نقصػده لنسػلم علػى يديػو‬
‫فهتف بنا ىاتف نسمع كبلمو كال نراه يقوؿ أيها الركب ذا الفبلح ائتػوا بغػداد كأسػلموا علػى يػد‬
‫الشيخ عبد القادر فإنو يوضع ُب قلوبكم من اإلٲباف عنده بربكتو ما ٓب يوضع فيها عند غّبه مػن‬
‫سائر الناس ُب ىذا الوقت‪ .‬كىكذا تزاحم ا‪٣‬باصة كالعامة ببابو ‪ ‬إٔب حْب كفاتو‪.‬‬

‫قاؿ التادُب قاؿ ابن نقطة الصّبيفيِب‪:‬‬

‫ويكث ػػر ف ػػي وق ػػت السػ ػ ـ ازدحامه ػػا‬ ‫تػ ػ ػ ػ ػ ػ احم تي ػ ػ ػ ػ ػػاف المل ػ ػ ػ ػ ػػوؾ بباب ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫وإف ىػ ػ ػػي لػ ػ ػػم تفعػ ػ ػػل ترجػ ػ ػػل ىامهػ ػ ػػا‬ ‫إذا عاينتػ ػ ػ ػ ػػو مػ ػ ػ ػ ػػن بعيػ ػ ػ ػ ػػد ترجلػ ػ ػ ػ ػػت‬

‫كابن نقطة كا‪٠‬بو عبد اهلل كاف رجبلن مقامران فتػاب علػى يػد الشػيخ كصػار شػيخا عظيمػان‪،‬‬
‫كقد قاؿ فيو الشيخ عبد القادر‪ :‬ابن نقطة جاء بعد الكل فلحق هبم‪ ،‬كحط رحالو بػْب رحػا‪٥‬بم‪،‬‬
‫كىو من ا‪٣‬بواص‪.‬‬

‫كق ػػد تق ػػدـ أف ظه ػػور س ػػيدنا الش ػػيخ ككبلم ػػو عل ػػى ‪ٝ‬ب ػػوع الن ػػاس ك ػػاف ُب س ػػنة إح ػػدل‬
‫كعشرين ك‪ٟ‬بسمائة‪.‬‬

‫أم ػػا بداي ػػة أم ػػره ُب التعل ػػيم كاإلرش ػػاد فك ػػاف س ػػنة إح ػػدل عش ػػر ك‪ٟ‬بس ػػمائةكما كرد ُب‬
‫البهجة‪،‬فكاف يتكلم على الواحد كاالثنْب ٍب صار أمره يظهر شيئا فشيئا حٌب ذاع صيتو‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫ذكر جملة من كراماتو ومناقبو إضافة لما مر معنا‬
‫قد بينت ُب القسم األكؿ من ىذا الكتاب أف الكرامة جائزة شػرعان كعقػبلن ككػل مػا جػاز‬
‫أف يكػػوف معجػػزة لنػػيب جػػاز أف يكػػوف كرامػػة لػػوٕب إال مػػا كػػاف خاص ػان باألنبيػػاء علػػيهم الصػػبلة‬
‫كالسبلـ‪ ،‬كاهلل على كل شيء قدير‪.‬‬

‫كقػػد ذكػػر عػػدد مػػن أىػػل التػواريخ كالػَباجم كالعلمػػاء أنػػو ٓب يعػػرؼ عػػن أحػػد مػػن األكليػػاء‬
‫كثرة الكرامات على يديو كالشػيخ عبػد القػادر ‪ :‬كأف كثػرة الكرامػات علػى يديػو قػد تػواترت‪،‬‬
‫فبل يكذب هبا أك بغّبىا من كرامات غّبه من األكلياء إال من كاف ُب قلبو زي كتكرب‪.‬‬

‫ففي غبطة الناظر للعسقبل٘ب‪ ،‬قاؿ الشيخ موفػق الػدين ابػن قدامػة ا‪٤‬بقدسػي ا‪٢‬بنبلػي‪ٓ( :‬ب‬
‫أ‪٠‬بع عن أحد ٰبكى عنو من الكرامات أكثر ‪٩‬با ٰبكى عنػو‪ ،‬كال رأيػت أحػدان يعظمػو النػاس مػن‬
‫أجل الدين أكثر منو)‪.‬‬

‫كذكر عن العز بن عبد السبلـ مثلو‪.‬‬

‫كذكػػر الشػػيخ عبػػد اجمليػػد بػػن ‪٧‬بمػػد ا‪٣‬بػػا٘ب الشػػافعي ُب كتابػػو الكواكػػب الدريػػة أف اإلمػػاـ‬
‫الربػػا٘ب ‪٦‬بػػدد األلػػف الثػػا٘ب الشػػيخ أ‪ٞ‬بػػد الفػػاركقي السػػهرندم الق ػػادرم النقشػػبندم قػػدس سػػره‬
‫قاؿ‪ (:‬كلطا‪٤‬با كاف ٱبطر ببػإب أنػو مػا السػبب ُب كػوف ا‪٣‬بػوارؽ الػٍب ظهػرت علػى يػد الشػيخ عبػد‬
‫كمػل األكليػاء السػابقْب؟ حػٌب أطلعػِب اهلل تعػأب علػى سػر‬ ‫القادر ‪ٓ ‬ب تظهر على يد كثّب مػن َّ‬
‫ذلػػك ‪ ،‬كىػػو أنػػو كػػاف عركجػػو أعلػػى مػػن أكثػػر األكليػػاء ‪ ،‬كُب جانػػب النػزكؿ كػػاف نزكلػػو إٔب مقػػاـ‬
‫الركح الذم ىو فوؽ عآب األسباب‪.‬‬

‫كقػػد ذكػػر عػػدد كبػػّب مػػن ا‪٤‬ب ػؤلفْب مػػن كرامػػات الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ ،‬ففػػي طبقػػات‬
‫الشافعية الكربل لئلماـ السبكي ُب اجمللد الثا٘ب عند كبلمو عن الكرامات‪ ،‬ذكر أف من كرامات‬
‫الشيخ عبد القادر إحياء ا‪٤‬بوتى ك‪٠‬باع كبلـ ا‪٤‬بوتى‪ ،‬كإبراء العلل‪.‬‬

‫كقاؿ اإلماـ الشعرا٘ب ُب كتابو ا‪٤‬بنن ما معناه‪( :‬حكي عنو ػ أم الشيخ عبد القػادر ػ أنػو)‬
‫قػػاؿ‪" :‬مػػا جلسػػت للنػػاس حػػٌب سػػحت ‪ٟ‬بسػػا كعش ػرين سػػنة ُب ال ػربارم ككنػػت آكػػل مػػن نبػػات‬

‫‪205‬‬
‫األرض كأشرب مػن األهنػار‪ ،‬ككنػت أصػرب عػن ا‪٤‬بػاء السػنة كأكثػر قػاؿ‪" :‬كأعطيػت التصػرؼ كأنػا‬
‫سػػائح ُب الربيػػة فكنػػت أجػػد ا‪٤‬بوائػػد منصػػوبة فآكػػل منهػػا مػػا أشػػتهى‪ ،‬كأقطػػع مػػن ا‪١‬ببػػل ا‪٢‬بلػػول‬
‫كآكػػل‪ ،‬كأشػػرب مػػن الرمػػل السػػكر فأضػػع الرمػػل كأصػػب عليػػو مػػن البحػػر ا‪٤‬بػػاّب كأشػربو حلػوان‪ٍ ،‬ب‬
‫تركت ذلك أدبا مع اهلل تعأب"‪.‬‬

‫أمػػا رؤيتػػو لنبينػػا ‪ ‬يقظػة مػرات عػػدة فهػػذا أيضػان مػػن كراماتػػو العظيمػػة كىػػذا األمػػر جػػائز‬
‫عقبل‪ ،‬فقد ثبت ُب صحيح مسػلم‪ ،‬أف النػيب ‪ ‬رأل ليلػة أسػرم بػو سػيدنا موسػى عليػو الصػبلة‬
‫كالسبلـ قائما يصلي ُب قربه‪.‬‬

‫كأيضػان اجتمػػاع نبينػػا ‪ ‬باألنبيػػاء كا‪٤‬برسػػلْب يقظػػة ُب بيػػت ا‪٤‬بقػػدس ٍب اجتماعػػو ببعضػهم‬
‫ُب السماكات عند عركجو‪.‬‬

‫كقػػد جػػاء با‪٢‬بػػديث‪" :‬مػػن رآ٘ب ُب منامػػو فس ػّبا٘ب ُب اليقظػػة"‪ ،‬ركاه مسػػلم كغػػّبه‪ ،‬قػػاؿ‬
‫بعض العلماء ُب تفسّبه أف رؤيتو ‪ُ ‬ب اليقظة تكوف يوـ القيامػة كقػاؿ الػبعض اآلخػر أف رؤيتػو‬
‫تكػػوف ُب الػػدنيا قبػػل مػػوت الرائػػي كإال ٓب تكػػن لػػو مزيػػة ُب ذلػػك حيػػث أف كػػل مػػن مػػات علػػى‬
‫اإلٲباف سّباه يوـ القيامة كىذا ىو األصح‪.‬‬

‫فػػأكثر الػػذين يػػركف النػػيب ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بنػػاـ‪ ،‬يركنػػو يقظػػة عنػػد خػػركج الػػركح‪ ،‬يكشػػف لػػو فػػّبل‬
‫النػػيب ‪ُ ‬ب قػػربه مػػع بعػػد ا‪٤‬بسػػافة فيبشػػره‪ ،‬كالػػبعض اآلخػػر كىػػم قليػػل يركنػػو يقظػػة كىػػم ُب حػػاؿ‬
‫حياهتم العادية أم قبل خركج الركح بزمن قليل أك كثّب‪ ،‬كقد حصل مثل ىذه الكرامػة لعػدد مػن‬
‫األكلياء‪.‬‬

‫كقػػد ذكػػر الشػػيخ ‪٧‬بمػػد التػػادُب ا‪٢‬بنبلػػي ُب القبلئػػد‪ :‬انعقػػاد اإل‪ٝ‬بػػاع مػػن ‪ٝ‬بػػاىّب األشػػياخ‬
‫مػن الفقهػاء كالفقػراء ػ أم الصػوفية ػ كتضػمنت الكتػب ا‪٤‬بدكنػة أف أصػحاب التصػرؼ التػاـ ( أم‬
‫ُب كث ػ وّب مػػن أن ػواع الكرامػػات ا‪٤‬بختلفػػة) مػػن السػػادة القػػادة األكليػػاء ‪٥‬بػػم تصػػرؼ ُب حيػػاهتم كُب‬
‫قب ػػورىم بع ػػد كف ػػاهتم كتص ػػرؼ األحي ػػاء بتخص ػػيص م ػػن اهلل تع ػػأب ‪٥‬ب ػػم‪ :‬كس ػػيدنا الش ػػيخ عب ػػد‬
‫القادر‪ٍ،‬ب ذكر عددا من األكلياء غّبه‬

‫‪206‬‬
‫أقػػوؿ كىػػذا أيض ػان ال ينكػػره إال معانػػد عػػد‪ٙ‬ب التسػػليم كالبصػػّبة‪ ،‬ألف النػػافع كالضػػار ُب‬
‫ا‪٢‬بقيقة ىو اهلل تعأب كىو الفعاؿ ‪٤‬بػا يريػد‪ ،‬فػإف اهلل تعػأب جعػل النفػع مػثبل ُب الشػجرة حيػث ال‬
‫ركح فيها‪ ،‬فبل توصف ٕبياة حقيقية كال مػوت حقيقػي‪ ،‬ككمػا أف اهلل تعػأب جعػل النفػع ُب الػوٕب‬
‫ُب حياتو فليس ٗبحاؿ أف ٯبعل فيو نفعا بعد ‪٩‬باتو‪.‬‬

‫فهذا سيدنا موسى ‪ :‬أليس نفع أمػة سػيدنا ‪٧‬بمػد ‪ ‬بعػد كفاتػو‪ ،‬حيػث كػاف السػبب‬
‫ُب ‪ٚ‬بفيػػف الصػػلوات مػػن ا‪٣‬بمسػػْب إٔب ا‪٣‬بمسػػة‪ ،‬مػػع بقػػاء األجػػر ٖبمسػػْب‪ ،‬كذلػػك حػػْب فرضػػت‬
‫الصػػلوات علػػى ىػػذه األمػػة)‪ ،‬عنػػدما كػػاف النػػيب ‪ُ ‬ب معراجػػو‪ ،‬فػػإف اهلل فػػرض علػػى أمتػػو ‪ٟ‬بسػػْب‬
‫صػػبلة‪ ،‬فلمػػا عػػاد إٔب السػػماء السادسػػة قػػاؿ لػػو سػػيدنا موسػػى كػػم فػػرض اهلل علػػى أمتػػك مػػن‬
‫الصبلة فقاؿ لو‪ٟ :‬بسْب صبلة‪ ،‬فقاؿ لو إف أمتك ال تطيق ذلك فاسأؿ ربك التخفيف‪ ،‬فسأؿ‬
‫ربو التخفيف حٌب صارت ‪ٟ‬بس صلوات‪.‬‬

‫فكم ػػا أف اهلل تع ػػأب أخ ػػرج موس ػػى م ػػن ق ػػربه بع ػػد موت ػػو إٔب الس ػػماء السادس ػػة كاجتم ػػع‬
‫بس ػػيدنا ‪٧‬بم ػػد ‪ٍ ‬ب ك ػػاف الس ػػبب ُب التخفي ػػف ع ػػن ى ػػذه األم ػػة فإن ػػو ٯب ػػوز أف ٰبص ػػل ل ػػبعض‬
‫األكلياء أف يتصرؼ بعػد موتػو كينفػع كقػد ٱبػرج مػن القػرب بػإذف اهلل تعػأب‪ ،‬ألػيس كرد ُب ا‪٢‬بػديث‬
‫الصحيح أنو ‪٤‬با استشهد سيدنا جعفر بن أيب طالب ُب معركة مؤتة كقػد قطعػت يػداه أف رسػوؿ‬
‫اهلل صلى اهلل عليو كسلم قاؿ كىو ُب ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة‪(:‬ىذا جبريل وميكائيل ومعهما جعفر أبدلو‬
‫ا بدؿ يديو جناحين يطير بهما حيػث ػاء)‪ ،‬رواه الطبرا ػي وغيػره بروايػات متعػددة‪ ،‬ىػذا‬
‫حصػل بعػد مػوت سػػيدنا جعفػر رضػي اهلل عنػػو كدفنػو كُب ىػذا دليػل كاضػػح علػى إمكانيػة خػػركج‬
‫الوٕب من قربه كرامة لو‪.‬‬
‫كىناؾ كثّب من الكتب ا‪٤‬بعتمدة ذيكًىر فيها الكثّب مػن مثػل مػا ذكرنػا مػن تصػرفات بعػض‬
‫ب ٗبثل ىذا بعد الذم بيناه كبينو أكابر العلماء كاألكلياء ُب كتػبهم‬ ‫األكلياء بعد موهتم‪ ،‬فبل يي ِّ‬
‫كذ ي‬
‫إال معاند عد‪ٙ‬ب الفهم‪.‬‬

‫فإذا كانت الشػجرة أك ا‪٢‬بجػر ينفػع بػإذف اهلل فػالوٕب أكٔب بػذلك كلػو بعػد موتػو فإنػو كػاف‬
‫ُب حياتو طائعان ذاكران ‪٨‬بلصان‪ ،‬فكما أعطاه اهلل من الكرامات ُب حياتو ٯبوز أف يعطيو ذلك بعػد‬
‫‪٩‬باتو فضبلن منو كر‪ٞ‬بة كإذا كانت ا‪١‬بمادات بعضها ينفع بإذف اهلل فأكٔب بذلك ذك ركح كلو بعػد‬

‫‪207‬‬
‫ا‪٤‬بمػػات فػػإف الػػركح ال تفػػُب بػػإذف اهلل تعػػأب ‪ ،‬كأركاح األكليػػاء ‪٥‬بػػا انطػػبلؽ بعػػد ا‪٤‬بػػوت ليسػػت‬
‫كغّبىا‪ ،‬كاهلل تعأب على ما يشاء قدير‪.‬‬

‫أقػػوؿ‪ :‬ككرامػػات سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر كثػػّبة جػػدان أذكػػر بعضػػها ‪٩‬بػػا جػػاء ُب كتػػب‬
‫الَباجم كالتواريخ كا‪٤‬بناقب‪.‬‬

‫فمن ذلك ما كرد ُب غبطة الناظر‪:‬قاؿ مفرج بن شهاب‪ ،‬كقيل كما ُب القبلئد مفرج بن‬
‫نبهاف بن بركات الشيبا٘ب‪:‬‬

‫‪٤‬با اشتهر أمر سيدنا الشػيخ عبػد القػادر ‪ ‬اجتمػع مائػة فقيػو مػن أعيػاف فقهػاء بغػداد‬
‫كأذكيػػائهم علػػى أف يسػػأؿ كػػل كاحػػد مػػنهم مسػألة كاحػػدة ُب فػػن مػػن العلػػوـ غػػّب مسػألة صػػاحبو‬
‫ليقطعوه هبا كأتػوا ‪٦‬بلػس كعظػو ككنػت يومئػذ فيػو فلمػا اسػتقر هبػم ا‪١‬بلػوس أطػرؽ الشػيخ فظهػرت‬
‫مػػن صػػدره بارقػػة مػػن نػػورال يراىػػا إال مػػن شػػاء اهلل تعػػأب‪ ،‬كمػػرت علػػى صػػدكر ا‪٤‬بائػػة كال ‪ٛ‬بػػر علػػى‬
‫أح ػػد م ػػنهم إال كيبه ػػت كيض ػػطرب ٍب ص ػػاحوا ص ػػيحة كاح ػػدة كمزقػ ػوا ثي ػػاهبم ككش ػػفوا رؤكس ػػهم‬
‫كصعدكا إليو فوؽ الكرسي ككضعوا رؤكسهم على رجليو كضج أىل اجمللس ضػجة كاحػدة ظننػت‬
‫أف بغداد رجت ‪٥‬با فجعل الشيخ يضم إٔب صػدره كاحػدان مػنهم بعػد كاحػد حػٌب أتػى إٔب آخػرىم‬
‫ٍب ق ػػاؿ ألح ػػدىم أم ػػا أن ػػت فمس ػألتك ك ػػذا كجواهب ػػا ك ػػذا ح ػػٌب ذك ػػر لك ػػل كاح ػػد م ػػنهم مس ػألتو‬
‫كجواهبػػا‪ ،‬فلمػػا انقضػػى اجمللػػس أتيػػتهم كقلػػت ‪٥‬بػػم مػػا شػػأنكم قػػالوا إنػػا ‪٤‬بػػا جلسػػنا فقػػدنا ‪ٝ‬بيػػع مػػا‬
‫نعرفػػو مػػن العلػػم حػػٌب كأنػػو ٓب ٲبػػر بنػػا قػػط فلمػػا ضػػمنا إٔب صػػدره رجػػع إٔب كػػل منػػا مػػا نػػزع مػػن‬
‫العلم‪ ،‬كلقد ذكر لنا مسائلنا الٍب بيتناىا لو كذكر عنها أجوبة ال نعرفها‪.‬‬

‫كذكر الشيخ أبو ا‪٥‬بدل الصيادل ُب كتابو قبلدة ا‪١‬بواىر عند تر‪ٝ‬بة الشػيخ عبػد القػادر‪،‬‬
‫كما ذكر ذلك غّبه أيضان‪.‬‬

‫أف الشيخ عبد القادر قدس سره كاف يتكلم يومان ُب ‪٦‬بلس كعظو‪ ،‬ففَب الناس فأنشد‪:‬‬
‫أ ػ ػ ػ ػػي أ ػ ػ ػ ػػح بهػ ػ ػ ػػا علػ ػ ػ ػػى ال ػ ػ ػ ػ س‬ ‫ال تس ػ ػ ػػقني وح ػ ػ ػػدي فم ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػػودتني‬
‫أف يعبػ ػ ػ ػ ػ ػػر النػ ػ ػ ػ ػ ػػدماء دوف الكػ ػ ػ ػ ػ ػػاس‬ ‫أ ػ ػ ػػت الكػ ػ ػػريم وىػ ػ ػػل يليػػ ػ ػ تكرمػ ػ ػ ػاً‬

‫‪208‬‬
‫فاضطرب الناس كمات ُب اجمللس كاحد كاثناف‪.‬‬

‫كُب غبط ػػة الن ػػاظر كغ ػػّبه‪ :‬ق ػػاؿ الش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد ب ػػن ا‪٣‬بض ػػر الس ػػنجارم ‪٠‬بع ػػت أيب يق ػػوؿ‪:‬‬
‫"كػػاف يعػػد مػػن كرامػػات الشػػيخ عبػػد القػػادر أف مػػن ُب أقصػػى ‪٦‬بلسػػو يسػػمع كبلمػػو كمػػا يسػػمع‬
‫أدنػػاىم مػػع كثػرهتم‪ ،‬ككػػاف يػػتكلم علػػى خػواطر أىػػل ‪٦‬بلسػػو كيػواجههم بالكشػػف‪ ،‬كإذا قػػاـ قػػاموا‬
‫إجػػبلالن لػػو‪ ،‬كإذا قػػاؿ ‪٥‬بػػم اسػػكتوا ٓب يسػػمع ‪٥‬بػػم حػػس سػػول أنفاسػػهم‪ ،‬كذكػػر أف مػػنهم مػػن كػػاف‬
‫يضػػع يػػده ُب ‪٦‬بلسػػو فيػػدرؾ بػػاللمس مػػن ال ي ػراه كرٗبػػا ‪٠‬بع ػوا كجبػػة عظيمػػة مػػن ا‪١‬بػػو إٔب أرض‬
‫اجمللس"‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ ا‪٤‬بظفػػر منصػػور بػػن ا‪٤‬ببػػارؾ الواسػػطي ا‪٤‬بعػػركؼ ٔبػػدادة‪ :‬دخلػػت كأنػػا شػػاب‬
‫عل ػػى الش ػػيخ ‪٧‬بي ػي ال ػػدين عب ػػد الق ػػادر ‪ ‬م ػػع ‪ٝ‬باع ػػة كمع ػػي كت ػػاب مش ػػتمل عل ػػى ش ػػيء م ػػن‬
‫الفلسفة كعلوـ الركحانيات‪ ،‬فلما دخلنا عليو قاؿ ٕب من دكف ا‪١‬بماعة قبل أف ينظر ُب الكتػاب‬
‫أك يسألِب عما فيو بئس الرفيق كتابك ىذا قم فاغسلو فعزمت أف أقوـ من بْب يديػو كأطرحػو ُب‬
‫شيء ٍب ال أ‪ٞ‬بلو بعد ذلك خوفا من الشيخ كٓب تسػمح نفسػي بغسػلو حملبػٍب فيػو‪ ،‬ككػاف قػد علػق‬
‫إٕب الشػػيخ كا‪٤‬بتعجػػب‬
‫بػػذىِب شػػيء مػػن مسػائلو كأحكامػػو فنهضػػت ألقػػوـ علػػى ىػػذه النيػػة فنظػػر َّ‬
‫مِب فلم أستطع النهػوض كإذا حػإب مقيػد علػ َّي‪ ،‬فقػاؿ نػاكلِب كتابػك ىػذا قػاؿ‪ :‬ففتحػو فػإذا ىػو‬
‫كاغد أبيض ال حرؼ مكتوب فيو فأعطيتػو إيػاه فتصػفح أكراقػو كقػاؿ ىػذا كتػاب فضػائل القػرآف‬
‫البن الضريس ‪٧‬بمد كأعطانيو فإذا ىو فضائل القرآف البن الضريس مكتوبا بأحسن خػط‪ ،‬فقػاؿ‬
‫ٕب الشػػيخ تتػػوب أف تقػػوؿ بلسػػانك مػػا لػػيس ُب قلبػػك فقلػػت نعػػم يػػا سػػيدم فقػػاؿ قػػم فنهضػػت‬
‫فإذا أنا قد أنسيت الفلسفة كأحكاـ الركحانيات كنسخ من باطِب حٌب كأنو ٓب ٲبر يب قط‪.‬‬

‫كقػػاؿ‪ :‬شػػهدتو ‪ ‬مػػرة متوسػػدان فقيػػل لػػو‪ :‬إف فبلنػػا ك‪٠‬ب ػى رج ػبلن كػػاف مشػػهوران ُب ذلػػك‬
‫الوقت بالكرامات كالعبادة ُب ا‪٣‬بلوات كالزىد كالطاعات (أم ٕبسب الظػاىر للنػاس يظنونػو مػن‬
‫األكلياء كىو مستدرج) نقل عنو أنو قد قاؿ قد ٘باكزت مقاـ يونس بن مٌب نيب اهلل عليو السػبلـ‬
‫فتبػػْب الغضػػب ُب كجهػػو حػػٌب اسػػتول جالسػان كتنػػاكؿ الوسػػادة بيػػده كألقاىػػا بػػْب يديػػو كقػػاؿ قػػد‬
‫أصبت قلبو‪ ،‬فنهضنا مسػرعْب إليػو فوجػدناه قػد فاضػت نفسػو ُب ذلػك الوقػت ككػاف قبػل ذلػك‬
‫سويا ال علة بو‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫كقػػاؿ شػػيخ الصػػوفية شػػهاب الػػدين عمػػر بػػن ‪٧‬بمػػد السػػهركردم قػػدس سػػره‪" :‬اشػػتغلت‬
‫بعلم الكبلـ كأنا شاب كحفظت فيو كتبان كصرت فيو فقيها" ككاف عمػي يزجػر٘ب عنػو فػبل أزدجػر‬
‫فأتى يومان كأنا معو إٔب زيارة الشيخ عبد القادر ‪ ‬فقاؿ ٕب يا عمر ىا ‪٫‬بن داخلػوف علػى رجػل‬
‫ٱبرب قلبو عن اهلل تعأب فانظر كيف تكوف بْب يديو لتنظر بركات رؤيتو قاؿ فلمػا جلسػنا قػاؿ لػو‬
‫عمػػي‪( :‬يػػا سػػيدم ىػػذا ابػػن أخػػي مشػػتغل بعلػػم الكػػبلـ كقػػد هنيتػػو كٓب ينتػػو فقػػاؿ ٕب يػػا عمػػر أم‬
‫كتػػاب حفظتػػو فيػػو‪ ،‬فقلػػت‪ :‬الكتػػاب الفػػبل٘ب كالكتػػاب الفػػبل٘ب قػػاؿ‪ :‬فمػػر بيػػده ا‪٤‬بباركػػة علػػى‬
‫صػػدرم‪ ،‬فػواهلل مػػا نزعهػػا كأنػػا أحفػػظ مػػن الكتػػب لفظػػة كاحػػدة كأنسػػا٘ب اهلل مسػػائلها كأقػػر اهلل ُب‬
‫صػػدرم العلػػم اللػػد٘ب ُب الوقػػت العاجػػل‪ ،‬كقمػػت بػػْب يديػػو كأنػػا أنطػػق با‪٢‬بكمػػة كقػػاؿ ٕب يػػا عمػػر‬
‫أن ػػت آخ ػػر ا‪٤‬بش ػػهورين ُب الع ػ ػراؽ ق ػػاؿ‪ :‬فك ػػاف الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر ‪ ‬س ػػلطاف أى ػػل الطري ػػق‬
‫ا‪٤‬بتصػػرؼ ُب الوجػػود بػػإذف اهلل‪ ( ،‬أم أعطػػي التصػػرؼ ُب أنػواع كثػ و‬
‫ػّبة مػػن الكرامػػات كلػػيس ا‪٤‬بػراد‬
‫أف لو التصرؼ ا‪٤‬بطلق ألف ا‪٤‬بتصرؼ ُب ىذا الوجود على اإلطبلؽ ىو اهلل كحده)‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػرؼ ابػػن اجملػػد عيسػػى بػػن الشػػيخ موفػػق الػػدين بػػن قدامػػة ‪٠‬بعػػت أبػػا عبػػد اهلل‬
‫ا‪٤‬برابٍب يقوؿ ‪٠‬بعت أبا بكر العمػاد يقػوؿ كنػت قػرأت ُب أصػوؿ الػدين شػيئان فػأكقع عنػدم شػكان‬
‫فقلت حٌب أمضي إٔب ‪٦‬بلس الشيخ عبد القادر فقد ذكر أنػو يػتكلم علػى ا‪٣‬بػواطر فمضػيت إٔب‬
‫‪٦‬بلسو كىػو يػتكلم فقػاؿ‪ :‬اعتقادنػا اعتقػاد السػلف الصػاّب كالصػحابة فقلػت ُب نفسػي قػاؿ ىػذا‬
‫الكػػبلـ اتفاقػان فػػتكلم ٍب التفػػت إٔب الناحيػػة الػػٍب أنػػا فيهػػا فأعػػاد القػػوؿ فقلػػت يلتفػػت مػػرة ىكػػذا‬
‫كمػػرة ىكػػذا فالتفػػت مػػرة ثالثػػة فقػػاؿ يػػا أبػػا بكػػر كأعػػاد القػػوؿ ٍب قػػاؿ‪ :‬قػػم فقػػد جػػاء أبػػوؾ فقػػاؿ‪:‬‬
‫ككاف أيب مسافرا فقمت مبادران إٔب البيت كإذا بأيب قد جاء من السفر‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ يوسف سبط ابن ا‪١‬بوزم ُب مرآة الزماف‪ :‬حكى ٕب خإب خاص بػك قػاؿ‪:‬‬
‫كاف الشيخ ٯبلس يوـ األحد فبت مهتمان ٕبضور ‪٦‬بلسو فػاتفق أ٘ب ٭بػت فاحتلمػت ككانػت ليلػة‬
‫باردة فقلت مػا أفػوت ‪٦‬بلسػو كإذا انفػض اجمللػس اغتسػلت‪ ،‬كجئػت ا‪٤‬بدرسػة‪ ،‬كالشػيخ علػى ا‪٤‬بنػرب‬
‫فساعة كقعت عينو علي فقاؿ‪ :‬يا دبّب ‪ٙ‬بضر ‪٦‬بلسنا كأنت جنب ك‪ٙ‬بتج بالربد‪.‬‬

‫كق ػػاؿ الش ػػيخ يوس ػػف أيضػ ػان‪ :‬أف عب ػػد الص ػػمد ب ػػن ٮب ػػاـ ك ػػاف مػ ػن ذكم اليس ػػار كالثػ ػركة‬
‫الواسػػعة ككػػاف منحرفػان عػػن الشػػيخ عبػػد القػػادر كثػػّب اإلنكػػار ‪٤‬بػػا ٰبكػػى عنػػو مػػن الكرامػػات ككػػاف‬

‫‪221‬‬
‫منقطعان عنو بالكلية ٍب الزمو مبلزمة شديدة فتعجب الناس من ذلك فسئل عن ذلك بعد كفاة‬
‫الشيخ قاؿ‪ :‬كنت على ما كنت عليو فاتفق أ٘ب اجتزت يومان ٗبدرسة الشيخ كقد أقيمت الصػبلة‬
‫فقلػػت ُب نفسػػي أصػػلي بسػػرعة ٍب أزيػػل مػػا يب ككنػػت حاقن ػان فػػدخلت فوجػػدت حائط ػو الػػذم‬
‫ٯبلس فيو خاليا فصليت فيو كأنا ال أشعر يوـ اجمللس فتكاثر الناس ٕبضػور اجمللػس تكػاثران منعػِب‬
‫من التصرؼ ُب نفسي كا‪٣‬بركج ‪٩‬بػا كػاف يب كتزايػد مػا يب مػن االحتيػاج إٔب ا‪٣‬بػبلء كصػعد الشػيخ‬
‫إٔب ا‪٤‬بنػػرب كقػػد كػػدت أتل ػػف فتضػػاعف م ػػا يب ُب بغػػض الش ػػيخ ذلػػك الوقػػت ك‪ٙ‬ب ػػّبت ُب أم ػػرم‬
‫ككػػدت أحػػدث ُب ثيػػايب ٍب قلػػت افتضػػح بػػْب النػػاس كيشػػم مػػُب رائحػػة خبيثػػة فعاينػػت ا‪٤‬بػػوت ُب‬
‫دفػػع ذلػػك‪ ،‬فبينمػػا أنػػا مفكػػر ُب أمػػر أفعلػػو إذ نػػزؿ الشػػيخ مػػن ا‪٤‬بنػػرب درجػػات كأسػػبل كمػػو علػػى‬
‫رأس ػػي فرأي ػػت نفس ػػي ُب ركض ػػة خضػ ػراء بف ػػبلة م ػػن األرض كم ػػاء ج ػػار فأزل ػػت م ػػايب كتوض ػػأت‬
‫للصبلة كصليت ركعتْب ٍب رفع الشيخ كمو عن رأسي فإذا أنا ‪ٙ‬بت ا‪٤‬بنرب على حإب كقػد زاؿ مػا‬
‫يب ‪ٝ‬بيعػػو فكثػػر تعجػػيب مػػن ذلػػك جػػدان ككجػدت أطػراُب رطبػػة مػػن أثػػر الوضػػوء فتحػػّبت ُب أمػػرم‬
‫كذىػػل عقل ػي فلمػػا انفػػض اجمللػػس قمػػت ففقػػدت منػػديلي كمفتػػاح صػػندكقي كطلبػػت ذلػػك ُب‬
‫موضعي الذم كنػت فيػو قاعػدان كفيمػا يليػو فلػم أجػده فمضػيت إٔب مٍنػزٕب كأحضػرت صػانعان فػتح‬
‫الصػػندكؽ كعمػػل مفػػاتيح‪ ،‬ككنػػت ذلػػك الوقػػت علػػى عػػزـ السػػفر إٔب ع ػراؽ العجػػم ‪٤‬بهػػم ع ػرا٘ب‬
‫فتوجهت غداة اليوـ الذم فيو اجمللػس فلمػا سػرت عػن بغػداد ثبلثػة أيػاـ جػزت ٗبكػاف أفػيح كفيػو‬
‫ركضػػة خضػراء كمػػاء جػػار فقػػاؿ ٕب بعػػض الرفقػػة أال نٍنػزؿ ىهنػػا نصػػلي كنأكػػل شػػيئان فإنػػا ال ‪٪‬بػػد‬
‫أمامنػػا مػػاءن فنىزلػػت فتخيلتػػو ا‪٤‬بكػػاف الػػذم أريتػػو آنف ػان ال أشػػك فيػػو‪ ،‬فتوضػػأت للصػػبلة كقصػػدت‬
‫مكانا أصلي فيو فػإذا منػديلي بعينػو كفيػو مفػاتيحي الػٍب فقػدت يػوـ اجمللػس ىنػاؾ فكػدت أخػرج‬
‫مػػن عقلػػي فقضػػيت سػػفرم كعػػدت كأىػػم األمػػور عنػػدم مبلزمتػػو‪ ،‬كىػػذا مػػا ال أذكػػره ‪٨‬بافػػة أف‬
‫يشػػك السػػامع ُب حػػديثي‪ ،‬فقلػػت لػػو حػػدث ٗبػػا رأيػػت منػػو فمثلػػك ال يتطػػرؽ إليػػو الػػتهم فيمػػا‬
‫ٰبكي‪ ،‬فقاؿ ليس ٕب حاجة فقد كاف ٰبكي عنػو مػن ال أشػك ُب صػدقو كعدالتػو مػا يشػبو ىػذا‬
‫فبل أصدقو‪ ،‬فقلت أراد اهلل بك خّبان‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ا‪٢‬بمد هلل إذ ٓب أمت على ما كنت عليو من قبل‪.‬‬

‫كُب القبلئػػد‪ :‬قػػاؿ أبػػو الفػػرج بػػن ا‪٢‬بمػػامي كنػػت كث ػّبان مػػا أ‪٠‬بػػع عػػن الشػػيخ عبػػد القػػادر‬
‫أشياء أستبعد كقوعها كأنكرىا كأدفعها ككنػت ٕبسػب ذلػك أتشػوؽ إٔب لقائػو كاتفػق أ٘ب مضػيت‬
‫إٔب باب األزج ‪٢‬باجة كانت ٕب ىناؾ فلمػا عػدت مػررت ٗبدرسػتو كا‪٤‬بػؤذف يقػيم الصػبلة فتنبهػت‬

‫‪220‬‬
‫باإلقامة على ما كاف ُب نفسي كقلت أصلي العصر كأسلم على الشػيخ كذىػب عػُب أنػِب علػى‬
‫غػػّب كضػػوء فصػػلى بنػػا العصػػر فلمػػا فػػرغ مػػن الصػػبلة كالػػدعاء أقبػػل علػ َّػي كقػػاؿ أم بػػِب لػػو قػػدمتِب‬
‫بالقصد على حاجتك لقضيت لك كلكن الغفلة شاملة لك حيػث قػد صػليت علػى غػّب كضػوء‬
‫كقػد سػهوت عػػن ذلػك‪ ،‬كقػاؿ‪ :‬فتػػداخلِب مػن العجػب ٕبالػػو مػا أدىشػِب كأذىػػل عقلػي مػن كونػػو‬
‫علػػم مػػن حػػإب مػػا خفػػي عػػُب كخػػرب٘ب بػػو‪ ،‬كمػػن حينئػػذ الزمػػت صػػحبتو كتعلقػػت ٗبحبتػػو كخدمتػػو‬
‫كتعرفت بذلك مشوؿ بركتو‪.‬‬

‫كُب غبطػػة النػػاظر بالسػػند إٔب ا‪٢‬بػػافظ بػػن النجػػار قػػاؿ كنقلػػت مػػن خػػط ا‪١‬ببػػائي‪" :‬كػػاف‬
‫رجل من أىل جيبلف مقيمػا ُب مدرسػة الشػيخ كتفقػو عليػو قػاؿ‪ :‬كػانوا إذا أذ ٌف الظهػر يتسػابقوف‬
‫ُب القراءة عليو كيضع السابق كتابو عند سجادة الشيخ كيأخػذ بالسػبق فػإذا صػلى الظهػر قػرأ بػو‬
‫قػػاؿ ككنػػت قػػد ٭بػػت قبػػل الظهػػر فاحتلمػػت كانتبهػػت عنػػد أذاف الظهػػر فقلػػت إيػػش أعمػػل إف‬
‫مشيت كاغتسلت فاتِب السبق فأخذت الكتاب ككضعتو عند سجادة الشػيخ فلمػا صػلى الظهػر‬
‫جلست بْب يديو كأخذت الكتاب ألقرأ‪ ،‬فصاح علي كقاؿ‪ :‬قي ٍم فمضيت كاغتسلت"‪.‬‬

‫كقػػاؿ ابػػن النجػػار‪ :‬كتػػب إٕب أبػػو ‪٧‬بمػػد عبػػد اهلل بػػن أيب ا‪٢‬بسػػن علػي ا‪١‬ببػػائي قػػاؿ‪ :‬كػػاف‬
‫الشيخ ‪ ‬يومان يتكلم ُب ا‪٣‬ببلص من العجب كأنا حاضر فحضر ُب نفسي كيف ا‪٣‬ببلص من‬
‫العجب‪ ،‬فالتفت إٕب الشيخ كقاؿ‪( :‬إذا رأيت األشياء من اهلل كأنو كفقك لعمػل ا‪٣‬بػّب كأخرجػت‬
‫نفسك من البْب سلمت من العجب)‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪١‬ببائي أيضان‪ :‬كنت أ‪٠‬بع كتاب حلية األكلياء على ابن ناصر فػرؽ قلػيب كقلػت ُب‬
‫نفسػػي أشػػتهي أف أنقطػػع عػػن ا‪٣‬بلػػق ُب زاكيػػة كأشػػتغل بالعبػػادة كمضػػيت كصػػليت خلػػف الشػػيخ‬
‫إٕب كقػاؿ‪ :‬إذا أردت االنقطػاع فػبل تنقطػع حػٌب‬ ‫عبد القادر‪ ،‬فلما صلى جلسػت بػْب يديػو فنظػر ٌ‬
‫تتفقو ك٘بالس الشيوخ كتتػأدب هبػم فحينئػذ يصػلح لػك االنقطػاع‪ ،‬كإال فتمضػي كتنقطػع قبػل أف‬
‫تتفقػػو كأنػػت فػريخ مػػا ريشػػت فػػإف أشػػكل عليػػك شػػيء مػػن أمػػر دينػػك ‪ٚ‬بػػرج مػػن زاكيتػػك كتسػػأؿ‬
‫الناس عن أمر دينك‪ ،‬ما أحسن صاحب الزاكية أف يكوف كالشمعة يستضاء بنورىا‪.‬‬

‫ككاف سيدم الشيخ ‪ ‬يقص الشعر ُب ‪٦‬بلسو كثّبان‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫فف ػػي القبلئ ػػد كغبط ػػة الن ػػاظر‪ :‬ق ػػاؿ ٰب ػػٓب ب ػػن جن ػػاح األدي ػػب قل ػػت ُب نفس ػػي أري ػػد أف‬
‫أحصي كم يقص الشيخ شعران ُب ‪٦‬بلس كعظو‪ ،‬فحضرت اجمللس كمعي خيط فكلما قػص شػعران‬
‫عقدت عقدة ‪ٙ‬بت ثيايب من ا‪٣‬بيط كأنا ُب آخر الناس كإذا بو يقوؿ أنا أحل كأنت تعقد‪.‬‬
‫كُب غبطة الناظر بالسند إٔب ابن النجار قاؿ‪ :‬ك‪٠‬بعت عبد ا‪٤‬بلػك يقػوؿ إف أبػا ‪٧‬بمػد بػن‬
‫ا‪٣‬بشػػاب النحػػوم يقػػوؿ‪ :‬كنػػت كأنػا شػػاب أقػرأ النحػػو كأ‪٠‬بػػع النػػاس يصػػفوف الشػػيخ عبػػد القػػادر‬
‫كيػػذكركف حسػػن كبلمػػو فكنػػت أريػػد أف أ‪٠‬بعػػو فػػبل يتسػػع كقػػت لػػذلك فػػاتفق أ٘ب حضػػرت يوم ػان‬
‫‪٦‬بلسػػو مػػع النػػاس فلمػػا تكلػػم ٓب أستحسػػن كبلمػػو كٓب أفهمػػو كمػػا ينبغػػي فقلػػت ُب نفسػػي ضػػاع‬
‫صػً ٍّبؾ سػيبويو‪،‬‬ ‫اليوـ مػِب قػاؿ‪ :‬فالتفػت الشػيخ إٔب ا‪١‬بهػة الػٍب كنػت فيهػا كقػاؿ يػا ىػذا اصػحبنا ني ى‬
‫كزاد ُب القبلئػػد‪ ،‬قػػاؿ فػواهلل لقػػد الزمتػػو فانتفعػػت بػػو نفعػان كثػّبان كتأصػػل عنػػدم مػػن قواعػػد النحػػو‬
‫كأحكامو كغّبه من العلوـ العقلية كالنقلية ما ال كنت أعرفػو كال ‪٠‬بعتػو مػن غػّبه‪ ،‬كحصػل ٕب منػو‬
‫ُب أقل من سنة أكثر ‪٩‬با مضى من عمرم ‪ٝ‬بيعو‪.‬‬

‫كذكر الشيخ علي نور الدين الشطنوُب ُب هبجة األسرار‪ :‬قاؿ أبو ا‪٣‬بػّب كػركـ بػن الشػيخ‬
‫القػػدكة مطػػر البػػازرا٘ب‪٤ :‬بػػا حضػػرت أيب الوفػػاة قلػػت لػػو أكصػػِب ٗبػػن أقتػػدم بعػػدؾ‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬بالشػػيخ‬
‫عبػػد القػػادر فظننػػت أنػػو غلبػػو مرضػػو فَبكتػػو سػػاعة ٍب قلػػت لػػو أكصػػِب ٗبػػن أقتػػدم بعػػدؾ؟ فقػػاؿ‬
‫بالشػػيخ عبػػد القػػادر فَبكتػػو سػػاعة ٍب أعػػدت عليػػو القػػوؿ فقػػاؿ‪ :‬ليكػػوف زمػػاف فيػػو الشػػيخ عبػػد‬
‫القادر ال يقتدل إال بو‪ ،‬فلما مات أتيت بغداد كحضرت ‪٦‬بلس الشيخ عبد القادر كفيػو بقػا بػن‬
‫بطػػو كالشػػيخ أبػػو سػػعيد القيلػػول كالشػػيخ عل ػي بػػن ا‪٥‬بيػػٍب كغػػّبىم مػػن أعيػػاف ا‪٤‬بشػػايخ فسػػمعتو‬
‫يقوؿ‪:‬لسػػت كػػواعظكم إ٭بػػا كبلمػػي علػػى رجػػاؿ ُب ا‪٥‬ب ػواء كجعػػل يرفػػع رأسػػو إٔب ا‪٥‬ب ػواء‪ ،‬فرفعػػت‬
‫رأسي إٔب الفضاء فإذا بإزائو صفوؼ رجاؿ من نور على خيل من نور قد حالوا بْب نظرم كبْب‬
‫السػػماء مػػن كث ػرهتم كىػػم مطرقػػوف كمػػنهم مػػن يبكػػي كمػػنهم مػػن يرعػػد كمػػنهم مػػن ُب ثيابػػو نػػار‪،‬‬
‫فأغشي عل َّي ٍب قمت أعدك كأشػق النػاس حػٌب طلعػت إليػو فػوؽ الكرسػي فأمسػك بػأذ٘ب كقػاؿ‪:‬‬
‫يا كركـ أما اكتفيت بأكؿ مرة من كصية أبيك‪ ،‬فأطرقت من ىيبتو ‪.‬‬

‫كُب البهجة أيضان‪ :‬قاؿ حامد ا‪٢‬برا٘ب ا‪٣‬بطيب‪ :‬دخلت على الشيخ عبد القادر ر‪ٞ‬بػة اهلل‬
‫عليػػو ٗبدرسػػتو ببغػػداد كجلسػػت عنػػده علػػى سػػجادة ٕب فنظػػر إٕب كقػػاؿ‪ :‬يػػا حامػػد لتجلسػػن علػػى‬

‫‪223‬‬
‫بسػاط ا‪٤‬بلػوؾ‪ ،‬فلمػا رجعػت إٔب حػراف جػرب٘ب السػلطاف نػور الػدين الشػهيد علػى مبلزمتػو كقػربِب‬
‫كأجلسِب على بساطو ككال٘ب األكقاؼ فكنت أتذكر كبلـ الشيخ ‪.‬‬

‫كُب غبطة الناظر‪ :‬قاؿ عمر بن حسْب بن خليل الطيب‪ :‬حضرت ‪٦‬بلػس سػيدنا الشػيخ‬
‫عبد القادر ككنت قاعدان ‪٧‬باذيان كجهو فرأيت شيئان على ىيئػة القنػديل البلػور نػزؿ مػن السػماء إٔب‬
‫أف قارب فم الشيخ ٍب عاد كصعد سريعان ىكذا ثبلث مرات فما ‪ٛ‬بالكت أف قلت ألقػوؿ للنػاس‬
‫من فرط تعجيب‪ ،‬فبادر٘ب كقاؿ‪ :‬أقعد فإف اجملالس باألمانات فلم أتكلم بو إال بعد موتو‪.‬‬

‫كُب البهجػة‪ :‬قػاؿ كتكلػػم يومػان ُب قػػدرة اهلل تعػأب فحصػػل للحاضػرين ىيبػػة كخشػوع فمػػر‬
‫بػػاجمللس طػائر عجيػػب ا‪٣‬بلقػػة فشػػغل بعػػض النػػاس بػػالنظر إليػػو عػػن اسػػتماع كػػبلـ الشػػيخ فقػػاؿ‪:‬‬
‫كعزة ا‪٤‬بعبود لو شئت أف أقوؿ ‪٥‬بذا الطائر مت قطعا ‪٤‬بػات قطعػان فمػا ًب كبلمػو حػٌب كقػع الطػائر‬
‫إٔب أرض اجمللس قطعان‪.‬‬

‫كُب البهجػػة‪( :‬كقػػاؿ احملػػدث أبػػو الفضػػل أ‪ٞ‬بػػد بػػن صػػاّب بػػن شػػافع ا‪٢‬بنبلػػي)‪ :‬كنػػت مػػع‬
‫الشػػيخ با‪٤‬بدرسػػة النظاميػػة‪ ،‬كاجتمػػع إليػػو الفقهػػاء كالفق ػراء ف ػتكلم ُب القضػػاء كالقػػدر فبينمػػا ىػػو‬
‫يتكلم إذ سقطت حية عظيمة ُب حجره من السقف ففر كػل مػن كػاف حاضػران عنػده كثبػت ىػو‬
‫على حالو فدخلت ا‪٢‬بية ‪ٙ‬بت ثيابو كمػرت علػى جسػده كخرجػت مػن طوقػو فػالتوت علػى عنقػو‬
‫فما قطع كبلمو كال تغّبت ىيئتو فنىزلت إٔب األرض كقامت على ذنبها بْب يديو فصوتت بشيء‬
‫ٍب ذىبت‪ ،‬فَباجع الناس فسألوه عما قالت قاؿ‪ :‬قالت ٕب لقد اختربت كثّبان من األكلياء فلم أر‬
‫ػك فقلػػت ‪٥‬بػػا إنػػك سػػقطت علػػي كأنػػا أتكلػػم ُب القضػػاء كالق ػدر كىػػل أنػػت إال دكيػػدة‬ ‫مثػػل ثباتػً ى‬
‫ٰبركك القدر كيسكنك فأردت أف أتبع قوٕب فعلي‪.‬‬

‫كُب القبلئػػد‪ :‬قػػاؿ الشػػيخ القػػدكة ‪٧‬بمػػد بػػن قائػػد األكا٘ب)‪ :‬مػػرت ٗبجلػػس الشػػيخ عبػػد‬
‫القػػادر ‪ ‬حػػدأة طػػائرة ُب يػػوـ شػػديد الػريح فصػػاحت فشوشػػت علػػى ا‪٢‬باضػرين‪ ،‬فقػػاؿ الشػػيخ‬
‫‪ :‬يػػا ريػػح خػػذم رأس ىػػذه ا‪٢‬بػػدأة فوقعػػت لوقتهػػا ميتػػة رأسػػها ُب ناحيػػة كىػػي ُب ناحيػػة فنىػزؿ‬
‫الشػػيخ ‪ ‬مػػن الكرسػػي كأخػػذ رأسػػها بيػػده كمػ َّػر يػػده األخػػرل عليهػػا كق ػػاؿ‪ :‬بس ػػم اهلل الػػر‪ٞ‬بن‬
‫الرحيم فحييت كطارت بإذف اهلل تعأب كالناس ينظركف ذلك‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫كُب غبطة الناظر‪ :‬قاؿ الشيخ ‪٧‬بمد بن ا‪٥‬بركم‪ :‬حضرت يومان ‪٦‬بلس سيدنا الشيخ عبد‬
‫القػػادر ر‪ٞ‬ب ػة اهلل عليػػو فػػتكلم حػػٌب اسػػتغرؽ ُب كبلمػػو كقػػاؿ‪ :‬لػػو أراد اهلل تعػػأب أف يبعػػث ط ػّبان‬
‫كدخػل ُب كمػو‬ ‫أخضران يسمع كبلمي لفعل فلم يتم كبلمو حػٌب جػاء طػّب أخضػر حسػن الصػورة ى‬
‫كما خرج‪.‬‬

‫كقاؿ أيضان‪ :‬تكلم الشيخ يومان ُب ‪٦‬بلسو فتداخل بعض الناس فَبة فقاؿ‪:‬‬
‫لو أراد اهلل سبحانو أف يرسل طيوران خضران تسمع كبلمي لفعل فلم يتم كبلمو حٌب امتؤل‬
‫اجمللس طيوران خضران يراىا من حضر‪.‬‬

‫كذكػػر صػػاحب القبلئػػد كغػػّبه قػػاؿ الشػػيخ ‪٧‬بمػػد بػػن قائػػد األكا٘ب ‪ :‬جػػاءت امػرأة إٔب‬
‫الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر ‪ ‬بول ػػدىا كقال ػػت‪ :‬إ٘ب رأي ػػت قل ػػب كل ػػدم ى ػػذا ش ػػديد التعل ػػق ب ػك كق ػػد‬
‫خرجت عن حقي فيو هلل تعأب ٍب لك ‪ ،‬فقبلو الشيخ ‪ ‬كأمره باجملاىدة كسػلوؾ طريػق السػلف‬
‫قاؿ‪ :‬فدخلت عليو أمو يومػان فوجدتػو ‪٫‬بػيبل مصػفران مػن أثػر ا‪١‬بػوع كالسػهر كرأتػو يأكػل مػن قػرص‬
‫شعّب قاؿ كدخلػت علػى الشػيخ فػرأت بػْب يديػو إنػاءن فيػو عظػاـ دجاجػة قػد أكلهػا فقالػت لػو يػا‬
‫شيخ أنت تأكل الدجاج ككلدم يأكل خبز الشعّب؟ قاؿ‪ :‬فوضع الشيخ يػده علػى تلػك العظػاـ‬
‫كقاؿ ‪٥‬با قومي بإذف اهلل تعأب الػذم ٰبػي العظػاـ كىػي رمػيم فقامػت الدجاجػة سػوية كصػاحت‪:‬‬
‫ال إلو إال اهلل ‪٧‬بمد رسوؿ اهلل الشيخ عبد القادر كٕب اهلل‪ ،‬فقاؿ ‪٥‬با الشيخ إذا صار كلػدؾ ىكػذان‬
‫فليأكل مهما شاء ‪ ‬كرضي عنا بو‪.‬‬

‫كُب غبطػػة النػػاظر‪ :‬قػػاؿ الشػػيخ عمػػر بػػن مسػػعود البػزاز‪ :‬كػػاف سػػيدم الشػػيخ عبػػد القػػادر‬
‫‪ ‬يومػػا يتوضػػأ ُب ا‪٤‬بدرسػػة فبػػاؿ عليػػو عصػػفور فرفػػع رأسػػو كىػػو طػػائر فسػػقط ميت ػان‪ ،‬فلمػػا أًب‬
‫كضوءه غسل موضع البوؿ من الثوب كخلعو كأعطانيو كأمر٘ب أف أبيعو كأتصدؽ بثمنو كقاؿ ىػذا‬
‫هبذا‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ ا‪٤‬بعمػػر جػرادة‪ :‬لقػػد كنػػت يومػان ُب دار سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ ‬كىػػو‬
‫جالس ينسخ فسقط عليػو تػراب مػن السػقف فنفضػو ثػبلث مػرات فسػقط عليػو كىػو ينفضػو ٍب‬
‫رفػػع رأسػػو ُب الرابعػػة إٔب السػػقف ف ػرأل فػػأرة تبعثػػر‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬طػػار رأسػػك فسػػقطت جثتهػػا ناحيػػة‬

‫‪225‬‬
‫كرأسها ناحية فَبؾ النسخ كبكى ‪ ،‬فقلت يا سيدم ما يبكيك قاؿ أخشى أف يتأذل قليب مػن‬
‫رجل مسلم فيصيبو ما أصاب ىذه الفأرة‪.‬‬

‫كُب هبجػة األسػرار‪ :‬قػػاؿ سػػيدم الشػػيخ عبػػد الػرزاؽ بػػن سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر رضػػي‬
‫اهلل عنهمػػا‪٠ :‬بعػػت كالػػدم يقػػوؿ كنػػت ليلػػة ُب جػػامع ا‪٤‬بنصػػورم أصػػلي فسػػمعت حػػس مش ػي‬
‫شيء على البوارم فجاءت أصلة عظيمة ػ أم دابة كبّبة كىي من أنواع األفاعي ػ ففتحػت فاىػا‬
‫موضػػع سػػجودم فلمػػا أردت السػػجود دفعتهػػا بيػػدم كسػػجدت فلمػػا جلسػػت للتشػػهد مشػػت‬
‫علػػى فخػػذم كطلعػػت علػػى عنقػػى كالتفػػت عليػػو فلمػػا سػػلمت ٓب أرىػػا‪ ،‬فلمػػا كػػاف الغػػد دخلػػت‬
‫خرب ػػة بظ ػػاىر ا‪١‬ب ػػامع فرأي ػػت شخص ػػا عين ػػاه مش ػػقوقتاف ط ػػوالن‪ ،‬فعلم ػػت أن ػػو ج ػػِب فق ػػاؿ ٕب‪ :‬أن ػػا‬
‫األصلة الٍب رأيتها البارحة كلقد اختربت كثّبان مػن األكليػاء ٗبػا اختربتػك بػو فلػم يثبػت أحػد مػنهم‬
‫ٕب كثباتػػك ككػػاف مػػنهم مػػن اضػػطرب ظػػاىران كباطنػػا كمػػنهم مػػن اضػػطرب باطنػػو كثبػػت ظػػاىره‬
‫كرأيتك ٓب تضطرب ظاىران كال باطنا‪ ،‬كسألِب أف يتوب على يدم فتوبتو‪.‬‬

‫كُب القبلئػػد‪ :‬قػػاؿ أبػػو نظػػر بػػن عمػػر البغػػدادم ا‪٤‬بثػػُب ا‪٤‬بعػػركؼ بالصػػحراكم ‪٠‬بعػػت أيب‬
‫يقػػوؿ‪ :‬اسػػتدعيت ا‪١‬بػػاف مػػرة بػػالعزائم كأبطػػأت إجػػابتهم أكثػػر مػػن عػػادٌب ٍب أتػػو٘ب كقػػالوا‪ :‬ال تعػػد‬
‫تسػػتدعينا إذا كػػاف الشػػيخ عبػػد القػػادر يػػتكلم علػػى النػػاس‪ ،‬فقلػػت‪ :‬كٓب؟ قػػالوا إنػػا ‪٫‬بضػػره‪ ،‬قلػػت‬
‫كأنتم أيضػان؟ قػالوا إف ازدحامنػا ٗبجلسػو أشػد مػن ازدحػاـ اإلنػس كإف طوائػف منػا كثػّبة أسػلمت‬
‫كتابت على يديو‪.‬‬

‫كقاؿ رؤساء صناعة التعز‪ٙ‬ب‪ :‬إف بغداد مكثت ُب حياة الشيخ عبد القادر أربعػْب سػنة ال‬
‫يصرع فيها أحد‪ ،‬فلما مات الشيخ كقع الصرع ببغداد‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬كجػػاء رجػػل إٔب سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ ‬كقػػاؿ لػػو أنػػا رجػػل مػػن أصػػبهاف كٕب‬
‫زكجػػة تصػػرع كث ػّبان كقػػد أعيػػا٘ب أمرىػػا كأعػػٓب ا‪٤‬بعػػزمْب‪ ،‬فقػػاؿ لػػو الشػػيخ ‪ :‬ىػػذا مػػارد مػػن مػػردة‬
‫كادل سػرنديب ا‪٠‬بػػو خػػانس‪ ،‬فػػإذا صػػرعت زكجتػػك فقػػل ُب أذهنػػا‪ :‬يػػا خػػانس يقػػوؿ لػػك الشػػيخ‬
‫عبد القادر ا‪٤‬بقيم ببغداد ال تعد كإف عدت بعدىا ىلكت فذىب الرجػل كغػاب سػنْب ٍب جػاء‪،‬‬
‫فسئل فقاؿ‪ :‬فعلت ما قاؿ الشيخ‪ ،‬فلم يعد الصرع إٔب اآلف‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫كقػػاؿ صػػاحب حيػػاة ا‪٢‬بيػواف الكػػربل‪ ،‬كصػػاحب القبلئػػد‪ :‬كقػػاؿ أبػػو سػػعيد عبػػد اهلل بػػن‬
‫أ‪ٞ‬بػػد بػػن علػػي البغػػدادم األزجػػي‪ :‬صػػعدت ابنػػة ٕب ا‪٠‬بهػػا فاطمػػة إٔب سػػطح دار ُب سػػنة سػػبع‬
‫ػت ع ٍشػىرىة سػػنة فأتيػػت الشػػيخ ‪٧‬بيػي الػػدين‬ ‫كثبلثػػْب ك‪ٟ‬بسػػمائة فاختطفػػت ككانػػت بكػران كسػػنها سػ َّ‬
‫عبػػد القػػادر كذكػػرت لػػو ذلػػك فقػػاؿ‪ :‬اذىػػب الليلػػة إٔب خػراب الكػػرخ فػاجلس عنػػد التػػل ا‪٣‬بػػامس‬
‫كخػػط عليػػك دائػػرة ُب األرض كقػػل كأنػػت ‪ٚ‬بطهػػا بسػػم اهلل الػػر‪ٞ‬بن الػػرحيم علػػى نيػػة عبػػد القػػادر‪،‬‬
‫فإذا كانت فحمة الليل مرت بػك طوائػف ا‪١‬بػن علػى صػور شػٌب فػبل يزعجػك شػيء مػنهم‪ ،‬فػإذا‬
‫كاف كقت السحر مر بك ملكهػم ُب جحفػل مػنهم فليسػألك عػن حاجتػك فقػل لػو بعثػِب عبػد‬
‫القادر إليك كاذكر لو شأف ابنتػك‪ ،‬قػاؿ فػذىبت كفعلػت كمػا أمػر٘ب فمػر يب مػنهم صػور مزعجػة‬
‫ا‪٤‬بنظػػر كال يقػػدر أحػػد مػػنهم يػػدنو مػػِب كال مػػن الػػدائرة كمػػا زال ػوا يعػػربكف زم ػران زم ػران إٔب أف جػػاء‬
‫ملكهػػم راكبػػا علػػى فػػرس كبػػْب يديػػو أمػػم مػػنهم‪ ،‬فجػػاء ككقػػف بػػازاء الػػدائرة‪ ،‬كقػػاؿ‪ :‬يػػا إنسػػي مػػا‬
‫حاجتػػك فقلػػت لػػو بعثػػِب إليػػك الشػػيخ عبػػد القػػادر فلمػػا ‪٠‬بػػع بػػذكر الشػػيخ ‪ ‬نػػزؿ عػػن الفػػرس‬
‫كقبل األرض كجلس خارج الدائرة كجلس من معو كقاؿ‪ :‬مػا شػأنك فػذكرت لػو قصػٍب فقػاؿ ‪٤‬بػن‬
‫معو من فعل ىذا فلم يعلموا من فعلو‪ ،‬فأتى مارد كىي معو فقيل لو ىػذا مػن مػردة الصػْب فقػاؿ‬
‫ما ‪ٞ‬بلك أف ‪ٚ‬بطف من ‪ٙ‬بت ركاب القطب‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إهنا كقعت ُب نفسي كأحببتها‪ ،‬فأمر ا‪٤‬بلك‬
‫بضرب عنقو ُب ا‪٢‬باؿ كأعطا٘ب ابنٍب‪ ،‬فقلت لو ما رأيت منك الليلة ُب امتثالك أمر الشػيخ عبػد‬
‫القادر ‪ ،‬فقاؿ نعم إنو ينظر من داره إٔب ا‪٤‬بردة منا كىم بأقصى األرض فيفركف مػن ىيبتػو إٔب‬
‫مساكنهم‪ ،‬كإف اهلل تعأب إذا أقاـ قطبا مكنو من ا‪١‬بن كاإلنس‪.‬‬

‫ومػػن كراماتػػو‪ :‬ففػػي هبجػػة األسػرار قػػاؿ‪ :‬زادت الدجلػػة ُب بعػػض السػػنوات حػػٌب أشػػرفت‬
‫على بغػداد كأيقنػوا بػالغرؽ فػأتى النػاس إٔب الشػيخ عبػد القػادر مسػتغيثْب بػو‪ ،‬فأخػذ عكػازه كأتػى‬
‫الشط كركزه عند حد ا‪٤‬باء فقاؿ إٔب ىنا فنقص ا‪٤‬باء من كقتو‪.‬‬

‫كُب القبلئػػد قػػاؿ‪ :‬كقػػاؿ عبػػد اهلل ذيػػاؿ‪ :‬كنػػت قائمػػا ٗبدرسػػة الشػػيخ ‪٧‬بي ػي الػػدين عبػػد‬
‫القادر ‪ُ ‬ب سنة ستْب ك‪ٟ‬بسػمائة فخػرج مػن داره كبيػده عكػاز فخطػر ٕب أف لػو أرا٘ب ُب ىػذه‬
‫العكػازة كرامػػة‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬فنظػػر ٕب متبسػما كركزىػػا ُب األرض فػػإذا ىػػي نػور يػػتؤلأل متصػػاعدا نػػوره إٔب‬
‫‪٫‬بو السماء كأشرؽ بو ا‪١‬بو‪ ،‬كبقيت كذلك ساعة زمانية ٍب أخذىا فعادت كما كانت‪ ،‬فقػاؿ ٕب‬
‫يا ذياؿ أنت أردت ىذا‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫كقاؿ عبد اهلل ا‪١‬ببائي حدثِب أبو ا‪٢‬بسن علي بن مبلعب القػواس ككػاف صػدكقان‪ :‬قػاؿ‪:‬‬
‫حضػػرت مػػع ‪ٝ‬باعػػة كثػػّبة نػػزكر الشػػيخ عبػػد القػػادر ككػػانوا قػػد قصػػدكه ُب مهػػم يسػػألونو الػػدعاء‬
‫كتػبعهم خلػق كثػػّب مػن العػواـ كفػيهم صػػيب أمػرد أعرفػػو سػيِّئ الطريقػػة ال يػزاؿ جنبػان كال يتطهػر مػػن‬
‫بوؿ كال غّبه كاتفق أف لقينا الشيخ عبػد القػادر كذكػر لػو ا‪١‬بماعػة مػا أرادكه كسػألوه الػدعاء ‪٥‬بػم‪،‬‬
‫ٍب تقدمنا إليو كقبلنا يديو كاهنرع ا‪١‬بماعة إٔب تقبيل يده بػأ‪ٝ‬بعهم فلمػا كصػل ذلػك الصػيب األمػرد‬
‫إليو كأراد أخذ يده ليقبلها جعلها الشيخ ُب كمو كنظر إٔب الصيب نظػرنة فخػر الصػيب مغمػى عليػو‬
‫ٍب أفاؽ كقد نبتت ‪٢‬بيتو ُب تلػك السػاعة فقػاـ إٔب الشػيخ كتػاب مػن كقتػو‪ ،‬فصػافحو الشػيخ‪ ،‬كٓب‬
‫يزؿ الشيخ على ذلك إٔب أف دخل داره كخرجنا‪.‬‬

‫كقػاؿ الشػيخ القػدكة أبػو ا‪٢‬بسػن علػي القرشػي ‪ :‬شػهدت ‪٦‬بلػس سػيدنا الشػيخ ‪٧‬بيػي‬
‫الػػدين عب ػػد الق ػػادر ‪ ‬م ػػرة ُب سػػنة تس ػػع ك‪ٟ‬بس ػػْب ك‪ٟ‬بس ػػمائة فأت ػػاه ‪ٝ‬ب ػػع م ػػن الرافض ػػة بقفت ػػْب‬
‫‪٨‬بيطتػػْب ‪٨‬بتػػومتْب كقػػالوا لػػو‪ :‬قػػل لنػػا مػػا ُب ىػػاتْب القفتػػْب؟ قػػاؿ‪ :‬فنىػزؿ عػن الكرسػػي ككضػػع يػػده‬
‫على أحدٮبا كقػاؿ‪ُ :‬ب ىػذه صػيب مقعػد كأمػر كلػده عبػد الػرزاؽ بفتحهػا قػاؿ‪ :‬ففتحهػا فػإذا فيهػا‬
‫كما قاؿ فمسكو بيده كقاؿ‪ :‬لو قم بػإذف اهلل‪ ،‬قػاؿ فقػاـ يعػدك‪ ،‬قػاؿ‪ :‬ككضػع يػده علػى األخػرل‬
‫كقاؿ‪ :‬كُب ىذه صيب ال عاىة فيو كأمر بفتحها أيضان كلػده فػإذا فيهػا كلػد صػغّب فقػاـ ٲبشػي قػاؿ‬
‫فأمسػػك الشػػيخ ‪ ‬بناصػػيتو كقػػاؿ لػػو أقعػػد فأقعػػد بػػإذف اهلل تعػػأب‪ ،‬قػػاؿ فتػػابوا عػػن الػػرفض علػػى‬
‫يده‪ ،‬كمات ُب اجمللس ثبلثة نفر‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬كلقػػد حضػػرت عنػػده يومػػا فاستقضػػا٘ب حاجػػة فأسػػرعت ُب قضػػائها فقػػاؿ ٕب‪ٛ :‬بػ َّػن‬
‫عل ػ َّي مػػا تريػػد قلػػت‪ :‬أريػػد كػػذا كػػذا كذكػػرت لػػو أم ػران مػػن أمػػور البػػاطن‪ ،‬فقػػاؿ ٕب‪ :‬خػػذه إليػػك‪،‬‬
‫فوجدتو ُب ساعٍب‪.‬‬

‫كقاؿ الصاّب أبو العبػاس أ‪ٞ‬بػد بػن ‪٧‬بمػد بػن أ‪ٞ‬بػد القرشػي البغػدادم‪ :‬ركػب الشػيخ عبػد‬
‫القادر ‪ ‬يومان كأتى إٔب جامع ا‪٤‬بنصورم ٍب رجع إٔب مدرستو ككشف الطرحة عػن كجهػو كألقػى‬
‫بيده من على جبهتو عقربان فسػعت علػى األرض كقػاؿ ‪٥‬بػا مػوٌب بػإذف اهلل تعػأب فماتػت مكاهنػا‪،‬‬
‫ٍب قاؿ‪ :‬يا أ‪ٞ‬بد إف ىذه ضربتِب من ا‪١‬بامع إٔب ىنا ستْب مرة‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫كقػػاؿ الشػػيخ خضػػر ا‪٢‬بسػػيِب ا‪٤‬بوصػػلي‪ :‬خػػدمت الش ػيخ عبػػد القػػادر ‪ ‬ثػػبلث عشػػرة‬
‫سنة كشهدت لو ا‪٣‬بارقات منها أنو كاف إذا أعيا األطباء مريض أءٌب بػو إليػو فيػدعو لػو كٲبػر يػده‬
‫عليو فيقوـ من بْب يديو كقد شفي كال يزاؿ يسرم عنو حٌب يصح ُب أسرع كقت‪.‬‬

‫ػأمر يػده عليػو فقػاـ‬


‫قاؿ‪ :‬كأٌب مرة ٗبستسقى من أقارب اإلماـ ا‪٤‬بستنجد كقد عػبل بطنػو ف َّ‬
‫ضامر البطن كأف ٓب يكن بو شيء‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬كأتػػاه أبػػو ا‪٤‬بعػػإب أ‪ٞ‬بػػد البغػػدادم ا‪٢‬بنبلػػي كقػػاؿ لػػو إف ابػػِب ‪٧‬بمػػدان مػػن ‪ٟ‬بسػػة عشػػر‬
‫شهران ال تفارقو ا‪٢‬بمى فقػاؿ ‪ :‬إذىػب كقػل ُب أذنػو يػا أـ ملػدـ يقػوؿ لػك عبػد القػادر ار‪ٙ‬بلػي‬
‫عن كلدم إٔب ا‪٢‬بلة‪ٍ ،‬ب سألناه عن كلده قاؿ‪ :‬ذىبت عنػو ‪٤‬بػا قلػت مػا أمػر٘ب بػو الشػيخ فلػم تعػد‬
‫إٔب كلدم‪ ،‬كسألناه بعد سنْب فقاؿ ما رجعت إٔب بغداد أبدان‪ ،‬كجاء ا‪٣‬بػرب أف أىػل ا‪٢‬بلػة ٰبمػوف‬
‫كثّبان‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كمرض الشيخ أبو ا‪٢‬بسن علي األزجي فعاده فرأل ُب بيتػو راعبيػا كقمريػان فقػاؿ‪ :‬يػا‬
‫سػػيدم ىػػذا الػراعيب مػػا يبػػيض منػػذ سػػتة أشػػهر‪ ،‬كىػػذا القمػػرم مػػا يصػػيح منػػذ سػػتة أشػػهر‪ ،‬قػػاؿ‪:‬‬
‫ػك‪ ،‬ككق ػػف عل ػػى القم ػػرم كق ػػاؿ ل ػػو س ػػبح‬ ‫ً‬
‫فوق ػػف الش ػػيخ ‪ ‬عل ػػى ال ػراعيب كق ػػاؿ ل ػػو مت ػػع مال ىك ػ ى‬
‫خالقك‪ ،‬قاؿ فصاح القمرم من كقتو حٌب كاف أىل بغداد ٯبتمعوف إليو يسمعوف كبلمػو كبػاض‬
‫الراعيب كفرخ إٔب أف مات بربكة الشيخ‪.‬‬

‫كقاؿ أبو الفضل أ‪ٞ‬بد بن القاسم بن عبداف القرشي البغدادم البزار‪ :‬كاف الشػيخ ‪٧‬بيػي‬
‫الدين عبد القادر ‪ ‬يلبس الرفيع من القماش كلقد أتػا٘ب يومػان خادمػو بػذىب كقػاؿ أريػد خرقػة‬
‫ذراعها بػدينار ال يزيػد حبػة كال يػنقص حبػة قػاؿ فأعطيتػو كقلػت ‪٤‬بػن ىػي؟ فقػاؿ لسػيدم الشػيخ‬
‫عبػػد القػػادر ‪ ‬قػػاؿ فقلػػت ُب نفسػػي مػػا تػػرؾ الشػػيخ للخليفػػة لباس ػان قػػاؿ‪ :‬فلػػم يػػتم كبلمػػي ُب‬
‫علي لنىزعو فلم‬
‫خاطرم حٌب كجدت ُب رجلي مسماران‪ ،‬كشاىدت من أ‪٤‬بو ا‪٤‬بوت كاجتمع الناس ٌ‬
‫يسػتطيعوا قػػاؿ‪ :‬فقلػػت ا‪ٞ‬بلػػو٘ب إٔب الشػػيخ عبػػد القػػادر‪ ،‬قػاؿ فلمػػا طرحػػو٘ب عنػػده بػػْب يديػػو قػػاؿ‪:‬‬
‫ت حٌب قيػل ٕب الػبس قميصػا ذراعػو‬ ‫لبس ي‬
‫‪ :‬يا أبا الفضل كٓب تتعرض بباطنك‪ ،‬كعزة ا‪٤‬بعبود ما ٍ‬
‫بػػدينار‪ ،‬يػػا أبػػا الفضػػل ىػػذا كفػػن ا‪٤‬بػػوت ككفػػن ا‪٤‬بػػوت ٯبمػػل‪ ،‬ىػػذا بعػػد ألػػف موت ػة‪ٍ ،‬ب مػػر يػػده‬
‫ا‪٤‬بباركة على رجلي فػذىب ا‪٤‬بسػمار كاألٓب لوقتػو‪ ،‬ككاهلل ال أدرم مػن أيػن جػاء كال أيػن ذىػب كال‬

‫‪229‬‬
‫رأيتو إال ُب رجلي فقمت أعدك‪ ،‬فقاؿ الشيخ ‪٤ ‬بن حضر‪ :‬اعَباضو علينا شكل لو ُب صورة‬
‫مسمار‪.‬‬

‫ومن كراماتو‪:‬‬

‫قاؿ التادُب‪ :‬كقصد سلطاف العجم مرة بغداد ٔبيش عرمرـ كعجػز ا‪٣‬بليفػة عنػو فجػاء إٔب‬
‫الشػػيخ عبػػد القػػادر يسػػتغيث بػػو فقػػاؿ الشػػيخ للشػػيخ علػػى بػػن ا‪٥‬بيػػٌب م ػر ىػػؤالء أف يرحل ػوا عػػن‬
‫بغػػداد قػػاؿ ‪٠‬بعػان كطاعػػة فقػػاؿ ‪٣‬بادمػػو اذىػػب إٔب جػػيش العجػػم كانتػػو إٔب آخػػره ٘بػػد مئػػزران مرفوعػان‬
‫على عصا كا‪٣‬بيمة ك‪ٙ‬بتو ثبلثة رجاؿ كقػل ‪٥‬بػم يقػوؿ لكػم علػي بػن ا‪٥‬بيػٍب ارحلػوا عػن بغػداد فػإذا‬
‫قػػالوا لػػك إنػػا مػػا أتيناىػػا إال بػػأمر‪ ،‬فقػػل ‪٥‬بػػم كأنػػا أيضػان مػػا جئػػتكم إال بػػأمر فانصػػرؼ ا‪٣‬بػػادـ حػػٌب‬
‫أتػػاىم كأخػػربىم كأخػػربكه فمػػد أحػػدىم يػػده إٔب تلػػك العصػػا فألقاىػػا كطػػول ا‪٤‬بئػػزر كانصػػرفوا ‪٫‬بػػو‬
‫العجػػم فػػإذا ا‪١‬بػػيش قػػد ألقػػى ا‪٣‬بػػيم كرجػػع مػػن حيػػث جػػاء‪ .‬معنػػاه أف اهلل ألقػػى ُب قلػػوهبم الرعػػب‬
‫كرامة لسيدم الشيخ عبد القادر‪.‬‬

‫كُب غبط ػػة الن ػػاظر ق ػػاؿ‪ :‬كق ػػاؿ اب ػػن النج ػػار‪ :‬بلغ ػػِب ع ػػن أيب نص ػػر ال ػربتِب القاض ػػي ق ػػاؿ‪:‬‬
‫عزمت على أف أقصد الشيخ عبد القادر كأسألو أف يدعو ٕب أف يكفيػِب اهلل شػر ‪ٝ‬باعػة يػؤذكنِب‬
‫إٕب كتبس ػ ػ ػػم‬
‫ف ػ ػ ػػاتفق أ٘ب لقيت ػ ػ ػػو ُب ب ػ ػ ػػاب ا‪١‬ب ػ ػ ػػامع القص ػ ػ ػػر ف ػ ػ ػػأردت أف أق ػ ػ ػػوؿ ل ػ ػ ػػو ذل ػ ػ ػػك فنظ ػ ػ ػػر ٌ‬
‫كقاؿ‪(:‬فسيكفيكهم اهلل كىو السميع العليم) فأغنا٘ب عن السؤاؿ‪.‬‬

‫كُب القبلئ ػػد ق ػػاؿ‪ :‬ق ػػاؿ عب ػػد اهلل ا‪١‬بب ػػائي‪ :‬لقي ػػت هبم ػػداف رج ػبلن م ػػن أى ػػل دمش ػػق ا‪٠‬ب ػػو‬
‫طريف قاؿ‪ :‬لقيت بشرا ا‪٤‬بفرض ُب طريق نيسابور كمعو أربعة عشر ‪ٞ‬ببلن سكران فقػاؿ ٕب نزلنػا ُب‬
‫برية قفراء ‪٨‬بوفة ال يقف األخ ألخيو فيها من ا‪٣‬بوؼ فلما ‪ٞ‬بلػت ا‪١‬بمػاؿ مػن أكؿ الليػل فقػدت‬
‫أربعػػة ‪ٝ‬بػػاؿ ‪٧‬بملػػة فطلبتهػػا فلػػم أجػػدىا فانقطعػػت عػػن القافلػػة فتعصػػب ٕب ا‪١‬بى َّمػػاؿ ككقػػف معػػي‬
‫فلما انشق الفجر ذكرت الشيخ عبػد القػادر ‪ ،‬ككػاف قػاؿ ٕب إف كقعػت ُب شػدة فنػاد٘ب فإهنػا‬
‫تكشػف عنػك‪ ،‬فقلػػت يػا شػيخ عبػػد القػادر ‪ٝ‬بػإب فػَّرت‪ ،‬كنظػرت إٔب مطلػع ضػػوء الفجػر فرأيػػت‬
‫رجػبلن علػػى رابيػػة كعليػػو ثيػػاب بػػيض كىػػو يشػػّب إٔب بكمػػو فلمػػا صػػعدت التػػل ٓب أجػػد أحػػدان ‪ٍ ،‬ب‬
‫رأيت األربعة ‪ٝ‬باؿ بأ‪ٞ‬با‪٥‬با ‪ٙ‬بت التل باركة فأخذهتا ك‪٢‬بقنا القافلة‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫كق ػػاؿ أب ػػو الغن ػػائم ا‪٢‬بس ػػيِب ر‪ٞ‬ب ػػة اهلل تع ػػأب علي ػػو‪ :‬كن ػػت ف ػػوؽ س ػػطح مدرس ػػة ش ػػيخنا‬
‫الشيخ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر بْب ا‪٤‬بغرب كالعشاء كالوقت صائف ملقػى علػى ظهػرم‪ ،‬كسػيدم‬
‫الشيخ ‪ ‬قدامي مستقبل القبلة علػى السػطح فرأيػت ُب ا‪١‬بػو رجػبلن مػاران ُب ا‪٥‬بػواء مػركر السػهم‬
‫على رأسو عمامة لطيفة ‪٥‬با عذبة بْب كتفيو كعليو ثوب أبيض كُب كسطو فوطة فلما قػارب رأس‬
‫الشيخ نزؿ كالعقاب على الصيد حٌب جلس بْب يديو كسلم عليو ٍب ذىب ُب ا‪٥‬بواء حػٌب غػاب‬
‫عػػن بصػػرم فقمػػت كقبلػػت يػػدم الشػػيخ كسػػألتو عنػػو فقػػاؿ ىػػو مػػن رجػػاؿ الغيػػب السػػيارة علػػيهم‬
‫سبلـ اهلل تعأب كر‪ٞ‬بتو كبركاتو كأزكى ‪ٙ‬بياتو‪.‬‬

‫كقػاؿ الشػيخاف أبػو عمػرك عثمػاف الصػّبفيِب كأبػو ‪٧‬بمػد عبػد ا‪٢‬بػق ا‪٢‬برٲبػي كنػا بػْب يػدم‬
‫الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ٗ ‬بدرسػػتو يػػوـ األحػػد ثالػػث صػػفر سػػنة ‪ٟ‬بػػس ك‪ٟ‬بسػػْب ك‪ٟ‬بسػػمائة فقػػاـ‬
‫كتوضػػأ للصػػبلة علػػى قبقػػاب كصػػلى ركعتػػْب فلمػػا سػػلم صػػرخ صػػرخة عظيمػػة كأخػػذ فػػردة قبقػػاب‬
‫كرمى هبا ُب ا‪٥‬بواء فغابت عػن أبصػارنا ٍب صػرخ صػرخة أخػرل كرمػى بػالفردة الثانيػة فغابػت أيضػان‬
‫عن أبصارنا ٍب جلس كٓب ٯبسر أحد منا على سػؤالو‪ ،‬فلمػا كػاف بعػد ثبلثػة أيػاـ مػع عشػرين يومػان‬
‫قػػدمت قافلػػة مػػن بػػبلد العجػػم‪ ،‬كقػػالوا معنػػا للشػػيخ نػػذر فاسػػتأذناه فػػأذف ‪٥‬بػػم‪ ،‬قػػاؿ خػػذكه مػػنهم‬
‫فأعطونػػا ثياب ػان مػػن حريػػر كذىب ػان‪ ،‬كقبقػػاب الشػػيخ الػػذم رمػػى بػػو‪ ،‬فقلنػػا ‪٥‬بػػم مػػن أيػػن لكػػم ىػػذا‬
‫القبقاب ؟ قالوا‪ :‬بينما ‪٫‬بن سائركف يوـ األحد ثالث صفر خرج علينا عػرب ‪٥‬بػم مقػدماف فنهبػوا‬
‫أموالنا كقتلوا منػا ‪ٝ‬باعػة كنزلػوا كاديػا يقتسػموف أموالنػا فقلنػا لػو جعلنػا للشػيخ عبػد القػادر ‪ُ ‬ب‬
‫ىػػذا الوقػػت شػػيئان مػػن أموالنػػا إف سػػلمنا‪ ،‬فمػػا اسػػتتم كبلمنػػا كذكرنػػاه كجعلنػػا لػػو شػػيئان حػػٌب ‪٠‬بعنػػا‬
‫صرختْب عظيمتْب مؤلتا الوادم‪ ،‬كرأيناىم مػذعورين فظننػا أف قػد جػاءىم أحػد يأخػذىم‪ ،‬فجػاء‬
‫إلينػا بعضػػهم‪ ،‬كقػػاؿ لنػػا‪ :‬تعػػالوا خػػذكا أمػوالكم كانظػركا مػػا ذىلنػػا‪ ،‬فػػأتوا بنػػا إٔب مقػػدميهم فوجػػدنا‬
‫ٮبػػا ميتػػْب كعنػػد كػػل كاحػػد منهمػػا فػػردة مػػن القبقػػاب مبتلػػة ٗبػػاء‪ ،‬فػػردكا علينػػا أموالنػػا كقػػالوا لنػػا إف‬
‫‪٥‬بذا األمر نبأن عظيمان‪.‬‬

‫كركم أف أحد النصارل ككاف ساحران يتعامل مع الشياطْب قيل لو إف الشيخ عبد القػادر‬
‫كمَّر مػن فػوؽ الشػيخ عبػد القػادر‪ ،‬فأخػذ‬
‫يطّب ُب ا‪٥‬بواء‪ ،‬قاؿ‪ :‬كأنا أطّب‪ ،‬فطار الساحر ُب ا‪٥‬بواء ى‬
‫الشيخ نعلو كرماه بو فطار النعل فأصاب الساحر فوقع على األرض ميتان‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫كُب هبجػػة األس ػرار‪ :‬قػػاؿ الشػػيخ نصػػر بػػن الشػػيخ عبػػد الػػرزاؽ بػػن الشػػيخ عبػػد القػػادر‬
‫قدسػت أسػرارىم‪٠ ،‬بعػػت أيب يقػػوؿ‪ :‬خػػرج أيب إٔب صػػبلة ا‪١‬بمعػػة كخرجػػت معػػو أنػػا كإخػػوٌب عبػػد‬
‫الوىػػاب كعيسػػى فمػػر بنػػا ُب الطريػػق ثبلثػػة أ‪ٞ‬بػػاؿ مػػن ‪ٟ‬بػػر السػػلطاف‪ ،‬ففاحػػت رائحتهػػا كمعهػػا‬
‫األعواف‪ ،‬فقاؿ ‪٥‬بم الشيخ‪ :‬قفوا‪ ،‬فأسرعوا كساقوا الػدكاب‪ ،‬فقػاؿ الشػيخ للػدكاب‪ :‬قفػي فوقفػت‪،‬‬
‫فضربوىا فلم تتحرؾ من موضػعها‪ ،‬كأخػذىم القػولنج‪ ،‬فضػجوا بالتوبػة فػزاؿ عػنهم األٓب‪ ،‬كانقلػب‬
‫ا‪٣‬بمر خبل ُب ا‪٢‬باؿ‪ ،‬كمشػت الػدكاب‪ ،‬كعلػت األصػوات بالتسػبيح‪ ،‬فبلػ ا‪٣‬بػرب للسػلطاف فبكػى‬
‫كارتعد كزار الشيخ‪.‬‬

‫كعػػن ا‪٣‬بضػػر بػػن عبػػد اهلل بػػن ٰبػػٓب ا‪٤‬بوصػػلي أنبأنػػا أيب قػػاؿ‪ :‬كنػػا ٗبدرسػػة الشػػيخ فػػدخل‬
‫عليػو ا‪٣‬بليفػة ا‪٤‬بسػتنجد فاسَبضػػاه ككضػع بػْب يديػػو عشػرة أكيػاس ٰبملهػػا عشػرة‪ ،‬فػأىب أف يقبلهػػا‬
‫كقاؿ‪ :‬ال حاجة ٕب فيها فأّب عليو القوؿ‪ ،‬فأخذ منها كيسان بيمينو ككيسان بيساره‪ ،‬كعصرٮبا بيده‬
‫فساال دمان فقاؿ لو‪ :‬يا أبا ا‪٤‬بظفر أما تستحي تأخذ دماء النػاس تقػابلِب هبػا فغشػي عليػو‪ ،‬فقػاؿ‪:‬‬
‫لوال حرمة اتصالك برسوؿ اهلل ‪ ‬لَبكت الدـ ٯبرم إٔب مٍنزلك‪.‬‬

‫قاؿ‪:‬كرأيتو عنده يومان فقاؿ أريد أف أرل شػيئان‪ ،‬فقػاؿ مػا تشػتهي؟ قػاؿ‪ :‬تفػاح‪ ،‬فمػد يػده‬
‫ُب ا‪٥‬بواء فأخػذ تفػاحتْب فناكلػو أحػداٮبا ككسػر األخػرل‪ ،‬ففػاح منهػا ريػح ا‪٤‬بسػك‪ ،‬ككسػر ا‪٣‬بليفػة‬
‫ا‪٤‬بسػػتنجد تفاحتػػو فػػإذا فيهػػا دكدة فقػػاؿ‪ :‬مػػا ىػػذا؟ قػػاؿ ىػػذه ‪٤‬بسػػتها يػػد الظػػآب فػػدكدت‪ ،‬زاد ُب‬
‫القبلئد‪( :‬كىذه ‪٤‬بستها يد الوالية فطابت)‪.‬‬

‫كُب مرآة الزمػاف‪ ،‬قػاؿ الشػيخ يوسػف سػبط ابػن ا‪١‬بػوزم‪ :‬كحكػى ٕب ا‪٤‬بظفػر ا‪٢‬بػريب ككػاف‬
‫رجبلن صا‪٢‬بان قاؿ‪ :‬كنت أناـ ُب مدرستو ألجلس ُب اجمللػس فمضػيت ليلػة فصػعدت علػى سػطح‬
‫ا‪٤‬بدرسػػة فكػػاف ا‪٢‬بىػػر شػػديدان فاشػػتهيت رطب ػان فقلػػت‪ :‬يػػا ا‪٥‬بػػي كسػػيدم كمػػوالم كلػػو أهنػػا ‪ٟ‬بػػس‬
‫رطبات‪ ،‬فصاح‪ :‬يا مظفر كما كاف يعرفِب قبلها خذ ما طلبت‪.‬‬

‫كُب القبلئد‪ :‬قاؿ الشيخ بقا بن بطو النهر ملكي ‪ :‬جاء الشيخ عبد اهلل كمعو شاب‬
‫كدخل على الشيخ عبد القادر ‪ ‬كقاؿ لو يا سيدم ادع لو فإنو كلدم‪ ،‬كٓب يكن كلده بل كاف‬
‫علػػى س ػريرة غػػّب صػػا‪٢‬بة‪ ،‬فغضػػب الشػػيخ ‪ ‬كقػػاؿ‪ :‬بل ػ مػػن أمػػركم معػػي إٔب ىػػذا ا‪٢‬بػػد كقػػاـ‬
‫كدخػػل داره فوقػػع ا‪٢‬بريػػق ُب أرجػػاء بغػػداد مػػن كقتػػو ككلمػػا طفػػئ مكػػاف اشػػتعلت النػػار ُب مكػػاف‬

‫‪232‬‬
‫آخ ػػر‪ ،‬كرأي ػػت ال ػػببلء ن ػػازالن عل ػػى بغ ػػداد كقط ػػع الغم ػػاـ بس ػػبب غض ػػب الش ػػيخ‪ ،‬فأس ػػرعت ُب‬
‫الدخوؿ فوجدتو علػى حالػو فجلسػت كقلػت‪ :‬قػد ىلػك النػاس فسػكن غضػبو‪ ،‬فرأيػت الػببلء قػد‬
‫انكشف فانطفأ ا‪٢‬بريق كلو ُب ا‪٢‬باؿ‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ عمػػر الب ػزاز توجهػػت مػػع سػػيدم الشػػيخ ‪٧‬بي ػي الػػدين عبػػد القػػادر ‪ ‬إٔب‬
‫ا‪١‬بامع يوـ ا‪١‬بمعة فلم يسلم عليو أحد‪ ،‬فقلػت ُب نفسػي ‪٫‬بػن ُب كػل ‪ٝ‬بعػة ال نصػل إٔب ا‪١‬بػامع‬
‫إال ٗبشػػقة مػػن ازدحػػاـ النػػاس علػػى الشػػيخ‪ ،‬فلػػم يػػتم كبلمػػي ُب خػػاطرم حػػٌب ىػػرع النػػاس إٔب‬
‫السػػبلـ عليػػو فنظػػر إٕب متبسػػما‪ ،‬فقلػػت ُب نفسػػي ذلػػك ا‪٢‬بػػاؿ خػػّب مػػن ىػػذا ا‪٢‬بػػاؿ فالتفػػت إٕب‬
‫مسابقان ‪٣‬باطرم‪ ،‬كقاؿ‪ :‬يا عمر أنت طلبت ىذا‪ٍ ،‬ب قاؿ ٗبا معناه‪ :‬إف اهلل مكنِب من قلوهبم إف‬
‫إٕب‪.‬‬
‫شئت صرفتها عِب كإف شئت جذبتها َّ‬
‫ومن كراماتو‪:‬‬
‫ق ػػاؿ الت ػػادُب كق ػػاؿ الص ػػاّب أب ػػو العب ػػاس أ‪ٞ‬ب ػػد ب ػػن ‪٧‬بم ػػد ب ػػن أ‪ٞ‬ب ػػد القرش ػػي البغ ػػدادم‪:‬‬
‫إٕب كيبة من بر ػ أم مكيػاالن مػن القمػح ػ‬ ‫شكوت إليو الفاقة كالعياؿ ُب غبلء نزؿ ببغداد فأخرج ٌ‬
‫كق ػػاؿ ٕب ض ػػع ى ػػذه ُب كػ ػوارة كس ػػد رأس ػػها كاف ػػتح ُب جنبه ػػا فتحػ ػان‪ ،‬كأخرجػ ػوا من ػػو كاطحنػ ػوا كال‬
‫تعػػّبكه‪ ،‬قػػاؿ فأكلنػػا منػػو ‪ٟ‬بػػس سػػنْب ٍب فتحتهػػا زكجػػٍب فوجدتػػو علػػى حال ػو أكؿ مػػرة كقعػػد إٔب‬
‫سبعة أياـ‪ ،‬فقلت ذلك للشيخ فقاؿ لو تركتو على حالو ألكلتم منو حٌب ‪ٛ‬بوتوا‪.‬‬

‫كمنها ما قالو خادمو الشيخ أبو الرضا‪ :‬كاف الشيخ يومان يػتكلم ُب اإليثػار علػى ا‪٤‬بنػرب ٍب‬
‫ػت إليػو كبقػي النػاس متعجبػْب فقػاؿ يػا‬ ‫ً‬
‫شخص كسكت ٍب قاؿ‪ :‬ال أتكلم إال ٗبائة دينػار‪ ،‬فىحملى ٍ‬
‫أبا الرضا قلت لبيك فقاؿ‪ :‬امض إٔب ا‪٤‬بقربة الشونيزية ٘بد ىنػاؾ شػيخا يلعػب بػالعود أعطػو ىػذا‬
‫ال ػػذىب كات ػػِب ب ػػو ف ػػذىبت فوج ػػدت ش ػػيخا قائم ػػا يلع ػػب ب ػػالعود فس ػػلمت علي ػػو كدفع ػػت إلي ػػو‬
‫الػػذىب‪ ،‬فصػػرخ ككقػػع مغشػػيان عليػػو فلمػػا أفػػاؽ قلػػت‪ ،‬يػػا ىػػذا الشػػيخ عبػػد القػػادر يػػدعوؾ فػامض‬
‫معػػي فلمػػا أتيػػت بػػو إٔب ا‪٤‬بيعػػاد كقػػاؿ‪ :‬ارفعػػو إٔب ا‪٤‬بنػػرب فصػػعد كالعػػود علػػى كتفػػو فقػػاؿ لػػو يػػا ىػػذا‬
‫قص قصتك‪ ،‬فقاؿ يػا سػيدم كنػت ُب حػاؿ الصػبا أغػِب ككػاف ٕب قبػوؿ فلمػا كػرب السػن مػِب مػا‬
‫إٕب فخرجػػت مػػن بغػػداد كقلػػت ال غنيػػت إال للمػػوتى فبينمػػا أنػػا أطػػوؼ علػػيهم‬ ‫بقػػي أحػػد ينظػػر َّ‬
‫فجلست عند القرب فإذا بو قد انشق كأخرج الرجل إٕب رأسو كقاؿ‪ :‬كم تغػُب للمػوتى‪ٍ ،‬ب قػاؿ ٕب‬

‫‪233‬‬
‫س ػػل ا‪٢‬ب ػػي القي ػػوـ م ػػرة كاح ػ ػدة كق ػػد أعط ػػاؾ م ػػا س ػػألتو‪ ،‬ف ػػأغمي عل ػ ػي ٍب قم ػػت كأن ػػا أق ػػوؿ‪:‬‬
‫(البحر الكامل)‬

‫إال رج ػ ػ ػ ػ ػػا قلب ػ ػ ػ ػ ػػي و طػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ لس ػ ػ ػ ػ ػػا ي‬ ‫ػوـ اللق ػ ػ ػ ػػا‬


‫رب م ػ ػ ػ ػػالي ع ػ ػ ػ ػػدة ي ػ ػ ػ ػ َ‬
‫ي ػ ػ ػ ػػا ك‬
‫ت بال رمػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ػاف‬ ‫وا َب ْيبتػ ػ ػ ػ ػ ػػا إف عُ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ْد ُ‬ ‫ػح الراجػ ػ ػػوف يبغػ ػ ػػوف المنػ ػ ػػى‬
‫قػ ػ ػػد ّأمػ ػ ػ َ‬
‫ف ػ ػ ػ ػػبمن يل ػ ػ ػ ػػوذ ويس ػ ػ ػ ػػت ير ال ػ ػ ػ ػػا ي‬ ‫إ ْف ك ػ ػ ػ ػ ػػاف ال يرج ػ ػ ػ ػ ػػوؾ إال م س ػ ػ ػ ػ ػ ٌػن‬
‫فعس ػ ػ ػ ػ ػػاؾ تُنق ػ ػ ػ ػ ػػذ ي م ػ ػ ػ ػ ػػن النيػ ػ ػ ػ ػ ػر ِ‬
‫اف‬ ‫ػوـ عرضػ ػ ػػي واللقػ ػ ػػا‬
‫ػ ػ ػػيبي ػ ػ ػػفي ٌ يػ ػ ػ َ‬

‫فبينما أنا قائم كخادمك أتا٘ب هبذه ا‪٤‬بائة دينار‪ ،‬كأنا تائب إٔب اهلل تعأب‪ٍ ،‬ب كسر العود‪،‬‬
‫فقاؿ الشيخ‪ :‬يػا فقػراء إذا كػاف ىػذا صػدؽ ُب اللهػو فنػاؿ مػا أراد‪ ،‬فكيػف ا‪٢‬بػاؿ ٗبػن يصػدؽ ُب‬
‫فقػػره كطريقػػو ك‪ٝ‬بيػػع أحوالػػو‪ٍ ،‬ب قػػاؿ‪ :‬علػػيكم بالصػػدؽ كالصػػفاء كلوالٮبػػا ٓب يتقػػرب بشػػر إٔب اهلل‬
‫تعأب أٓب تسمعوا إٔب قوؿ ا‪٢‬بق تعأب‪(:‬كإذا قلتم فاعدلوا) أم فاصدقوا‪.‬‬

‫ك‪٤‬با طلب الشيخ الذىب ‪ٞ‬بل إليو أربعوف رجبلن كل مػنهم مائػة دينػار فلػم يأخػذ إال مػن‬
‫رجل كاحد‪ ،‬فلما تاب ا‪٤‬بغى ٌِب أعطاه بقية القوـ ما كانوا ‪ٞ‬بلوه للشػيخ‪ ،‬كمػات بسػبب ذلػك اليػوـ‬
‫ي‬
‫‪ٟ‬بسة أنفار‪.‬‬

‫كُب غبط ػػة الن ػػاظر ق ػػاؿ‪ :‬كنق ػػل ع ػػن أيب بك ػػر العم ػػرم ق ػػاؿ‪ :‬كن ػػت ُب أكؿ أم ػػرم ‪ٝ‬ب ػػاالن‬
‫بطريق مكة فاتفق أف رجبلن حج معي من جيبلف فمرض ُب الطريق فلما أحس بػا‪٤‬بوت قػاؿ ٕب‪:‬‬
‫خػػذ ىػػذه ا‪٣‬برقػػة كفيهػػا عشػػرة دنػػانّب كىػػذا الكسػػا كسػػلم علػػى الشػػيخ عبػػد القػػادر كقػػل لػػو يػػَبحم‬
‫علي ٍب مات فطمعت ُب الذىب ألنو ٓب يطلع على الذىب أحد من الناس فبينما أنا ُب بعػض‬
‫األيػػاـ أمشػػي فػػإذا أنػػا بالشػػيخ عبػػد القػػادر قػػد أقبػػل مػػن تلقػػاء كجهػػي فبػػادرت بالسػػبلـ عليػػو‬
‫كصافحتو فقبض على يدم قبضػا شػديدان كقػاؿ ٕب‪ :‬أم مسػلم ألجػل عشػرة دنػانّب ككسػا خنػت‬
‫اهلل كأمانػػة ذلػػك العجمػػي قػػاؿ‪ :‬فوقعػػت مغشػػيا علػ َّػي فمضػى الشػػيخ كتػػركِب فلمػػا أفقػػت أخػػذت‬
‫الذىب كالكسا فحملتها إليو‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كبالسند إٔب ابن النجار‪ :‬قاؿ أبو الفتح أ‪ٞ‬بد بػن ا‪٤‬بظفػر بػن الػوزير أيب ا‪٤‬بظفػر ٰبػٓب‬
‫بػػن ىبػػّبة قػػاؿ‪ :‬سػػألت جػػدم الػػوزير أف يػػأذف ٕب ُب زيػػارة الشػػيخ عبػػد القػػادر فػػأذف ٕب كأعطػػا٘ب‬

‫‪234‬‬
‫مبلغان من الذىب كأمر٘ب أف أدفعو إليو كأبتدل بالسبلـ عليو‪ ،‬قاؿ فحضرت ‪٦‬بلسو فلما انفض‬
‫كنػػزؿ عػػن ا‪٤‬بنػػرب فتحرجػػت مػػن دفػػع الػػذىب إليػػو ُب ذلػػك ا‪١‬بمػػع كنويػػت أف أدخػػل إٔب زاكيتػػو‬
‫كأسلمو لو ُب خلوة فبادر٘ب الشيخ سابقان لفكرم كقاؿ‪ :‬ىات ما معك كال عليك من النػاس كال‬
‫حاجة بك إٔب قصد الزاكية‪ ،‬كسلم على الوزير ٰبٓب‪ ،‬قاؿ‪ :‬فدفعت لو كانصرفت مدىوشان‪.‬‬

‫كقاؿ التادُب ا‪٢‬بليب‪ :‬كقاؿ ا‪٣‬بضػر ا‪٢‬بسػيِب ا‪٤‬بوصػلي‪ :‬قػاؿ ٕب الشػيخ عبػد القػادر ُب سػنة‬
‫ستْب ك‪ٟ‬بسمائة‪ :‬اذىب إٔب ا‪٤‬بوصل ففػي ظهػرؾ ذريػة يظهػركف أك‪٥‬بػا كلػد ذكػر ا‪٠‬بػو ‪٧‬بمػد يعلمػو‬
‫القػػرآف رجػػل بغػػدادم أعمػػى ا‪٠‬بػػو علػػي ُب سػػبعة أشػػهر يسػػتكمل حفظػػو كىػػو ابػػن سػػبع سػػنْب‬
‫كتعيش أنت أربعان كتسعْب سنة كشهران كسػبعة أيػاـ ك‪ٛ‬بػوت باربػل صػحيح السػمع كالبصػر كالقػوة‪،‬‬
‫قاؿ‪ :‬كلده أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد سكن كالدم ا‪٤‬بوصػل ككلػدت هبػا مسػتهل صػفر ا‪٣‬بػّب سػنة إحػدل‬
‫كستْب كأحضر ٕب كالدم رجبلن أعمى يلقػُب القػرآف حفظػان جيػدان‪ ،‬فسػألو كالػدم عػن ا‪٠‬بػو كبلػده‬
‫فقػػاؿ‪ :‬ا‪٠‬بػػى علػػي كبلػػدم بغػػداد قػػاؿ‪ :‬فػػذكر كػػبلـ الشػػيخ ‪ ،‬كمػػات كالػػدم بإربػػل ُب تاسػػع‬
‫صفر سنة ‪ٟ‬بس كعشرين كستمائة كقد استكمل أربعان كتسػعْب سػنة كشػهران كسػبعة أيػاـ‪ ،‬كحفػظ‬
‫اهلل عليو حواسو إٔب حْب مات ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬

‫كق ػػاؿ الش ػػيخ زي ػػن ال ػػدين أب ػػو ا‪٢‬بس ػػن علػ ػي ب ػػن أيب ط ػػاىر إبػ ػراىيم ب ػػن ‪٪‬ب ػػا ب ػػن غن ػػائم‬
‫األنصارم الدمشقي نزيل مصر الفقيو ا‪٢‬بنبلي الواعظ‪ :‬حججت مػرة كأتيػت بغػداد أنػا كرفيػق ٕب‬
‫بطسػوج (أم حبتػْب‬ ‫كما كنا دخلناىا قبل كال أعرؼ فيها أحدان‪ ،‬كٓب يكن معنا إال مديػة فبعناىػا ي‬
‫مػن الػدكانق كالػدانق سػدس الػدرىم يعػِب شػيء يسػّب ) كاشػَبينا بػو أرزان كأكلنػا فلػم يطػب لنػا كٓب‬
‫نشػػبع ‪ ،‬كأتينػػا ‪٦‬بلػػس الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ ‬فلمػػا دخلنػػا قطػػع كبلمػػو‪ ،‬كقػػاؿ‪ :‬مسػػاكْب الغربػػاء‬
‫جاؤا من ا‪٢‬بجاز كٓب يكن معهػم إال مديػة باعوىػا بطسػوج كاشػَبكا بػو أرزان كأكلػوا فلػم يطػب ‪٥‬بػم‬
‫كٓب يشبعوا فعجبنا منو عجبا شديدان ‪ ،‬فلمػا انقضػى كبلمػو أمػر ٗبػد السػماط‪ ،‬فقلػت لرفيقػي سػران‬
‫ما تشتهي فقاؿ كشكان بدراج‪ ،‬فقلت ُب نفسي كأنا أشػتهي شػهدان ‪ ،‬فقػاؿ الشػيخ للخػادـ علػى‬
‫الفور أحضر لنا كشكان بدراج كشهدان‪ ،‬فأحضرٮبا فقاؿ‪ :‬ضعهما بْب يػدم ذيػاؾ الػرجلْب كأشػار‬
‫إلينػػا فوضػػع الكشػػك قػػدامي كالشػػهد قػػداـ رفيقػػي‪ ،‬فقػػاؿ الشػػيخ‪ :‬اقلػػب تصػػب‪ ،‬فلػم أ‪ٛ‬بالػػك أف‬
‫صرخت‪ ،‬كقمت أ‪ٚ‬بطى رقاب الناس إليو‪ ،‬فقاؿ ٕب‪ :‬أىػبلن بػواعظ الػديار ا‪٤‬بصػرية‪ ،‬قػاؿ قلػت لػو‪:‬‬
‫يػػا سػػيدم فكيػػف كأنػػا ال أحسػػن الفا‪ٙ‬بػػة‪ ،‬فقػػاؿ ٕب‪ :‬هبػػذا أمػػرت أف أقػػوؿ لػػك ىػػذا القػػوؿ‪ ،‬قػػاؿ‪:‬‬

‫‪235‬‬
‫فاشػػتغلت عليػػو بػػالعلم ففػػتح اهلل عػػز كجػػل عل ػي ُب سػػنة ٗبػػا ٓب يفػػتح علػػى غػػّبم ُب عش ػرين‬
‫سنة‪ ،‬كتكلمت ببغداد ٍب اسػتأذنت منػو السػفر إٔب مصػر‪ ،‬فقػاؿ ٕب‪ :‬إنػك تصػل إٔب دمشػق ٘بػد‬
‫هبا الغز متأىبْب للدخوؿ إٔب مصر ليملكوىػا‪ ،‬فقػل ‪٥‬بػم إنكػم لػن تنػالوا مػا تريػدكف مػن مصػر ُب‬
‫ىػػذه ا‪٤‬بػػرة‪ ،‬أال ترجعػػوف كتعػػودكف إليهػػا مػػرة أخػػرل فتملكوهنػػا ‪ ،‬قػػاؿ فلمػػا قػػدمت دمشػػق كجػػدت‬
‫األمر كما قاؿ ٕب ‪ ،‬كقلت ‪٥‬بم ما قاؿ ٕب فلم يقبلوا مُب‪ ،‬كدخلت مصر فوجدت ا‪٣‬بليفة هبػا‬
‫متأىبان للقائهم‪ ،‬فقلػت لػو ال بػأس عليػك إهنػم سػينقلبوف خػائبْب كترجعػوف ظػاىرين‪ ،‬فلمػا كصػل‬
‫الغ ػػز إٔب مص ػػر يك ًس ػ يػركا‪ ،‬كا‪ٚ‬ب ػػذ٘ب ا‪٣‬بليف ػػة جليس ػان كأطلع ػػِب عل ػػى أس ػراره‪ٍ ،‬ب ج ػػاء الغ ػػز ُب الثاني ػػة‬
‫كملكػوا مصػػر كأكرمػػو٘ب إكرامػان عظيمػان بػػالكبلـ الػػذم قلتػػو ‪٥‬بػػم بدمشػػق كحصػػل ٕب مػػن الػػدكلتْب‬
‫مائة ألف ك‪ٟ‬بسوف ألف دينار بكلمة كاحدة من الشيخ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ‪ ‬كعنَّا بو‪.‬‬

‫كمنهػػا مػػا قالػػو الشػػيخ عبػػد اهلل ‪٧‬بمػػد بػػن أيب الغنػػائم ا‪٢‬بسػػيِب‪ :‬دخػػل الشػػيخ أبػػو ا‪٢‬بسػػن‬
‫علػي بػػن ا‪٥‬بيػػٍب يومػان إٔب دار سػػيدم الشػػيخ عبػػد القػػادر رضػػي اهلل عنهمػػا كأنػػا معػػو‪ ،‬فوجػػدنا ُب‬
‫الدىليز شابان ملقى على قفاه‪ ،‬فقاؿ للشيخ علي بن ا‪٥‬بيٍب‪ :‬يا سيدم اشفع ٕب عند الشيخ عبد‬
‫القادر ‪ ‬قاؿ‪ :‬فلما دخلنا على الشػيخ قػاؿ‪ :‬قػد كىبتػو لػك‪ ،‬فخػرج إليػو الشػيخ علػي كأنػا معػو‬
‫كعرفو ذلك فقاـ كخرج من الكوة كطار ُب ا‪٥‬بواء‪ ،‬كأنػا أنظػر إليػو ٍب دخلنػا إٔب عنػد الشػيخ فقلنػا‬
‫لو ما ىذا؟ فقاؿ‪ :‬إنو عػرب مػاران ُب ا‪٥‬بػواء كقػاؿ ُب نفسػو مػا ُب بغػداد رجػل مثلػي‪ ،‬فسػلبتو حالػو‪،‬‬
‫كلوالن الشيخ علي ما رددتو عليو‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كاجتمع يومان ُب شهر اهلل احملرـ سػنة تسػع ك‪ٟ‬بسػْب ك‪ٟ‬بسػمائة ُب ربػاط الشػيخ مػن‬
‫الػػركاؽ با‪٢‬بلبػػة مػػن الػػزكار ‪٫‬بػػو مػػن ثلثمائػػة رجػػل‪ ،‬فخػػرج الشػػيخ مػػن داخػػل الػػدار ىع ىجػبلن‪ ،‬كصػػاح‬
‫إٕب‪ ،‬فأسرعوا إليو حٌب ٓب يبق ُب الركاؽ أحد‪ ،‬فسقط السقف‪ ،‬كسلم‬ ‫إٕب أسرعوا َّ‬ ‫بالناس أسرعوا َّ‬
‫الناس‪ ،‬فقاؿ إ٘ب كنت ُب الدار فقيل ٕب أنو سيقع السقف اآلف فأشفقت عليكم ‪.‬‬
‫كقاؿ الشػيخ أبػو ‪٧‬بمػد صػاّب بػن كيرجػاف الزكػإب قػاؿ ٕب سػيدم الشػيخ أبػو مػدين ‪:‬‬
‫سػػافر إٔب بغػػداد كأٍ ًت الشػػيخ عبػػد القػػادر ليعلمػػك الفقػػر‪ ،‬قػػاؿ فسػػافرت إٔب بغػػداد فلمػػا رأيتػػو‬
‫رأيت رجبلن ما رأيت أكثر ىيبة منو فأجلسِب ُب خلوة بابو عشرين يومان ٍب دخػل علػي فقػاؿ‪ :‬يػا‬
‫صاّب أنظر إٔب ىنا كأشار إٔب جهة القبلة كقاؿ‪ :‬ما ترل؟ قلت الكعبة‪ ،‬قاؿ انظر إٔب ىنا كأشار‬
‫إٔب جهة ا‪٤‬بغرب فنظرت فقاؿ‪ :‬ما ترل؟ فقلت شيخي أبا مدين ٍب قاؿ‪ :‬أين تريد إٔب الكعبة أك‬

‫‪236‬‬
‫إٔب ا‪٤‬بغػػرب؟ فقلػػت‪ :‬بػػل إٔب شػػيخي أيب مػػدين‪ ،‬قػػاؿ‪ُ :‬ب خطػػوة أك كمػػا جئػػت؟ قلػػت بػػل كمػػا‬
‫جئت‪ ،‬قاؿ‪ :‬ىػو أًب‪ٍ ،‬ب قػاؿ ٕب‪ :‬يػا صػاّب إذا أردت الفقػر فإنػك لػن تنالػو حػٌب ترقػى ُب سػلمو‬
‫كسلمو التوحيد‪ ،‬كمبلؾ التوحيد ‪٧‬بوكل متلوح مػن احملػدثات بعػْب السػر‪ ،‬فقلػت‪ :‬يػا سػيدم أريػد‬
‫إٕب نظرة فتفرقت عن قلػيب جػواذب اإلرادة كمػا يتفػرؽ ظػبلـ‬ ‫أف ‪ٛ‬بد٘ب منك هبذا الوصف‪ ،‬فنظر ى‬
‫اللي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ‪٥‬بجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوـ النهار‪،‬كأن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا انف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن تل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك‬
‫النظرة ‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ أبػػو ا‪٢‬بسػػن ا‪٤‬بعػػركؼ بػػابن السػػطنطنة البغػػدادم‪ :‬كنػػت أشػػتغل بػػالعلم علػػى‬
‫سيدنا الشيخ عبد القادر ‪ ‬ككنت اسهر أكثر الليل أترقب حاجة لو‪ ،‬فخرج من داره ليلػة مػن‬
‫صػػفر سػػنة ثػػبلث ك‪ٟ‬بسػػْب ك‪ٟ‬بسػػمائة فناكلتػػو إبريقػان فلػػم يأخػػذه كقصػػد بػػاب ا‪٤‬بدرسػػة فػػانفتح لػػو‬
‫البػػاب فخػػرج كخرجػػت خلفػػو كأنػػا أقػػوؿ ُب نفسػػي إنػػو ال يشػػعر يب كانغلػػق بػػاب ا‪٤‬بدرسػػة كمشػػى‬
‫إٔب قػػرب مػػن بػػاب بغػػداد فػػانفتح لػػو البػػاب كخػػرج كخرجػػت خلفػػو‪ ،‬كعػػاد البػػاب مغلقػان‪ ،‬كمشػػى‬
‫غ ػػّب بعي ػػد ف ػػإذا ‪٫‬ب ػػن ُب بل ػػد ال أعرف ػػو ف ػػدخل مكان ػػا ش ػػبيها بالرب ػػاط كإذا في ػػو س ػػتة نف ػػر فب ػػادركا‬
‫بالسبلـ عليػو‪ ،‬قػاؿ‪ :‬فالتجػأت إٔب سػارية ىنػاؾ ك‪٠‬بعػت ُب جانػب ذلػك ا‪٤‬بكػاف أنينػان فلػم نلبػث‬
‫إال يسّبان حٌب سكت األنْب كدخل رجل كقصػد إٔب تلػك ا‪١‬بهػة الػٍب فيهػا األنػْب ٍب خػرج ٰبمػل‬
‫شخصان على عاتقػو كدخػل رجػل آخػر مكشػوؼ الػرأس طويػل شػعر الشػارب‪ ،‬كجلػس بػْب يػدم‬
‫الشيخ فأخذ الشيخ عليو الشهادتْب كقص شعر شػاربو كرأسػو كألبسػو طاقيػة ك‪٠‬بػاه ‪٧‬بمػدان‪ ،‬كقػاؿ‬
‫ت أف يكػػوف ىػػذا بػػدالن عػػن ا‪٤‬بيػػت‪ ،‬فقػػالوا ‪٠‬بع ػان كطاعػػة‪ٍ ،‬ب خػػرج كتػػركهم‬ ‫ً‬
‫ألكلئػػك النفػػر قػػد أمػ ٍػر ي‬
‫كخرجػػت خلفػػو ماشػػيا‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬فمشػػينا غػػّب بعيػػد كإذا ‪٫‬بػػن عنػػد بػػاب بغػػداد فػػانفتح البػػاب كػػأكؿ‬
‫مرة‪ٍ ،‬ب أتى ا‪٤‬بدرسة فانفتح باهبا كدخل داره‪ ،‬فلما كاف من الغد جلست بْب يػدم الشػيخ ألقػرأ‬
‫فأقسػػمت عليػػو أف يبػػْب ٕب مػػا رأيػػت‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬أمػػا البلػػد فنهاكنػػد مػػن أقطػػار الػػببلد‪ ،‬كأمػػا السػػتة‬
‫الذين رأيت فهم األبداؿ النجباء كصاحب األنػْب ىػو سػابعهم كػاف مريضػان فلمػا حضػرت كفاتػو‬
‫جئػت ألحضػػره‪ .‬كأمػػا الرجػػل الػذم أخػػذت عليػػو الشػػهادتْب فهػػو مػػن أىػػل القسػػطنطينية نصػرانيا‬
‫أمػػرت أف يكػػوف بػػدالن عػػن ا‪٤‬بيػػت فػػأٌب بػػو كأسػػلم علػػى يػػدم كىػػو اآلف مػػنهم‪ .‬كأمػػا الرجػػل الػػذم‬
‫دخػل كخػػرج ٰبمػػل شخصػان علػػى عاتقػػو فػػأبو العبػاس ا‪٣‬بضػػر عليػػو السػػبلـ ذىػب بػػو ليتػػؤب أمػػره‪،‬‬

‫‪237‬‬
‫علي الشيخ ‪ ‬أف ال أ‪ٙ‬بدث بذلك ألحد حاؿ حياتو‪ ،‬كقػاؿ ‪ :‬احػذر مػن إفشػاء‬
‫قاؿ‪ :‬كأخذ ٌ‬
‫السر ُب حياٌب‪.‬‬

‫تعلي‬

‫قلت‪ :‬إف ثبتت ىذه القصة فقد كردت باختصار‪ ،‬ككثّب من القصػص ُب القػرءاف الكػر‪ٙ‬ب‬
‫كردت باختصار‪ ،‬ككثّب من مؤلفي السّبة النبوية كأخبار الصػحابة كالصػا‪٢‬بْب كا‪٢‬بػوادث التارٱبيػة‬
‫اختصركا‪ ،‬كاختصارىم ىذا ال يؤدم إٔب عػدـ فهػم ا‪٤‬بعػا٘ب إال إذا كػاف القػارئ ‪٥‬بػا لػيس مػن أىػل‬
‫الدراية كالعلم‪ ،‬مثاؿ ذلك أنك تقرأ أحيانان قصة صحايب فتجد فيهػا‪ :‬أنػو أسػلم ٍب قػاـ ٯباىػد ُب‬
‫سػػبيل اهلل كينشػػر ديػػن اهلل بػػْب النػػاس مػػن غػػّب ذكػػر أنػػو تعلػػم كاسػػتقاـ مػػع أف ذلػػك حصػػل‪ ،‬كال‬
‫يفهم القارئ ‪٥‬با أنو صار كليان من غّب تعلم كاستقامة مع أف ذلك ٓب يذكر ُب القصة‪ ،‬ككثػّب مػن‬
‫الصحابة كصلوا إٔب الوالية من ساعة دخو‪٥‬بم ُب اإلسبلـ كتعلمهم مػا ٰبتاجونػو مػن أمػور الػدين‬
‫الضػػركرية بربكػػة سػػيدنا ‪٧‬بمػػد ‪ٗ ‬بػػا أفػػاض اهلل علػػى قلػػوهبم مػػن األنػوار كالفهػػم‪ ،‬كبعضػػهم كصػػل‬
‫إٔب مقػػاـ عػ و‬
‫ػاؿ جػػدان قبػػل نػػزكؿ أكثػػر األحكػػاـ الشػػرعية بسػػبب التػزامهم ٗبػػا أمػػركا بػػو كاسػػتقامتهم‬
‫كسيدنا أيب بكر كعمر كغّبٮبػا‪ ،‬كمػنهم مػن مػات قبػل أف تفػرض الصػلوات ا‪٣‬بمػس كغّبىػا مػن‬
‫األحكػػاـ كالسػػيدة خدٯبػػة رضػػي اهلل عنهػػا مػػع كوهنػػا أفضػػل ثالػػث امػرأة ُب الػػدنيا‪ ،‬كتعلػػم األمػػور‬
‫الضػػركرية مػػن الػػدين ال يسػػتغرؽ أكثػػر مػػن سػػاعة كأحيان ػان أقػػل مػػن ذلػػك بالنسػػبة إلنسػػاف ذك ػ وي‬
‫فطن‪ ،‬فكيف إذا كػاف ذلػك مقركنػان بفػيض مػن اهلل تعػأب‪ ،‬أعػِب ذلػك الرجػل الػذم علمػو اإلمػاـ‬
‫ا‪١‬بػػيبل٘ب بعػػد أف دخػػل علػػى يديػػو ُب اإلسػػبلـ كإف ٓب يػػذكر ذلػػك ُب القصػػة ألف ذلػػك معلػػوـ‬
‫ألىل الدراية‪ ،‬كإ٭با ذكرت القصة باختصار ألجل إظهار كرامة اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب صاحب األحواؿ‬
‫كاألمداد الباىرة‪ ،‬فبل يتوىم القارئ ‪٥‬بذه القصة أف ىذا الرجل كصل إٔب ىذا ا‪٤‬بقاـ من غّب تعلم‬
‫كاستقامة‪ ،‬كيف كقد أكردت ُب عدة مواضع ُب الكتػاب أف اإلنسػاف ال يصػّب كليػان إال بعػد علػم‬
‫كاسػػتقامة كقػػد بينػػت أيض ػان أف بعػػض النػػاس يوفقػػوف لبلسػػتقامة بلحظػػة‪ ،‬كقػػد قػػاؿ الرفػػاعي ُب‬
‫الربىػاف ا‪٤‬بؤيػد‪( :‬مػػا ا‪ٚ‬بػذ اهلل كليػان جػػاىبلن كلػو ا‪ٚ‬بػذه لعلمػػو) فػبل يسػتغرب كصػػوؿ ىػذا الرجػػل إٔب‬

‫‪238‬‬
‫الوالية بسرعة فقد حصل ىػذا لعػدد مػن سػلف األمػة كخلفهػا‪ ،‬كحصػل مثػل ىػذا علػى يػد غػّب‬
‫اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب كاإلمػػاـ البػػدكم كغػػّبه‪ ،‬فقػػد كػػاف يػػأٌب ا‪٤‬بريػػد إٔب اإلمػػاـ البػػدكم فيمػػر أكالن علػػى‬
‫خليفتو الشيخ عبد العاؿ ٍب يعرضو على اإلماـ البدكم فينظػر إليػو اإلمػاـ نظػرة خاصػة يصػل هبػا‬
‫ا‪٤‬بري ػ ػػد إٔب مق ػ ػػاـ الش ػ ػػهود‪ ،‬ف ػ ػػإف قي ػ ػػل كي ػ ػػف يفه ػ ػػم الع ػ ػ ػواـ ى ػ ػػذه التفاص ػ ػػيل كرم ػ ػػوز الص ػ ػػوفية‬
‫كمصػػطلحاهتم؟ يقػػاؿ إف بعػػض العػواـ إذا قػرأكا أمػػور العقيػػدة كالطهػػارة كالصػػبلة كغّبىػػا ‪٩‬بػػا ألِّػػف‬
‫للمبتدئْب ٓب يفهموىا إف ٓب تشػرح ‪٥‬بػم‪ ،‬فهػل تلغػى كتػب الفقػو كالتصػوؼ كغّبىػا ألف كثػّبان مػن‬
‫النػػاس إذا قرأكىػػا ٓب يفقه ػوا مػػا فيهػػا كىػػل تلغػػى اآليػػات كاألحاديػػث الػػٍب ٓب يفهػػم معانيهػػا إال‬
‫الراسخوف ُب العلم؟ الصواب أف يقاؿ‪ :‬إف لكل فن رجػاؿ‪ ،‬كعلػى ا‪٤‬بريػد طالػب ا‪٢‬بػق أف يطلػب‬
‫أمر فليسأؿ عنو أىل االختصاص‪ ،‬فإنو ليس من شرط ا‪٤‬بؤلف أف يبسػط‬ ‫العلم كإذا أشكل عليو ه‬
‫من كبلمو من أجل أقل الناس فهمان حٌب ال تفقد الكلمات فخامتها كخصوصان إذا كاف الكػبلـ‬
‫ُب التصػػوؼ كمصػػطلحاتو كمػػا كػػاف مػػن كػػبلـ العػػارفْب‪ ،‬فػػإف دقػػائق كػػبلـ العػػارفْب كدقػػائق ىػػذا‬
‫العلػػم ال يفهػػم حقيقتػػو أحيان ػان بعػػض أىػػل الفقػػو ألنػػو قػػد ال يفهػػم إال بالػػذكؽ كبفػػيض مػػن اهلل‬
‫تعأب‪.‬‬

‫ومن كراماتو‪:‬‬

‫قػػاؿ التػػادُب‪ :‬كصػػعد مػػرة الكرسػػي كٓب يػػتكلم كٓب يق ػرأ القػػارئ فأخػػذ النػػاس كجػػد عظػػيم‬
‫كتػػداخلهم أمػػر جليػػل فخطػػر ُب بػػاؿ بعػػض ا‪٢‬باضػرين مػػا ىػػذا؟ فقػػاؿ الشػػيخ‪ :‬جػػاء مريػػد ٕب مػػن‬
‫بيػت ا‪٤‬بقػدس إٔب ىنػا ُب خطػوة كتػاب علػى يػدم كا‪٢‬باضػركف اليػوـ ُب ضػيافتو‪ ،‬فخطػر ببالػو مػن‬
‫يكػػوف ىػػذا حالػػو مػػم يتػػوب؟ فأجػػاب الشػػيخ ُب ا‪٢‬بػػاؿ‪ :‬مػػن ا‪٣‬بطػػو ُب ا‪٥‬ب ػواء فػػبل يرجػػع إليػػو‪،‬‬
‫كٰبتاج إٔب أف أعلمو الطريق إٔب احملبة‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ أبػػو البقػػاء العكػػربم‪ :‬مػػررت يوم ػان ٗبجلػػس سػػيدنا الشػػيخ ‪٧‬بي ػي الػػدين عبػػد‬
‫القادر ‪ ‬كما كنت اجتمعت بو كال ‪٠‬بعػت كبلمػو فقلػت ُب نفسػي أحضػر ىػذا اجمللػس كأ‪٠‬بػع‬
‫كبلـ ىذا العجمي كدخلت ا‪٤‬بدرسة فوافيتو يتكلم فقطع الكبلـ كقاؿ‪ :‬يا أعمى العْب ما تصنع‬
‫بكبلـ ىذا العجمػي‪ ،‬فلػم أ‪ٛ‬بالػك أف صػعدت إليػو إٔب فػوؽ الكرسػي ككشػفت رأسػي كسػألتو أف‬

‫‪239‬‬
‫يلبس ػػِب ا‪٣‬برق ػػة ففع ػػل‪ ،‬كق ػػاؿ ٕب‪ :‬ي ػػا عب ػػد اهلل ل ػػوال أف اهلل أطلع ػػِب عل ػػى عاقب ػػة أم ػػرؾ ‪٥‬بلك ػػت‬
‫بالذنوب‪ ،‬أدخل ُب حسبنا قد صرت منا‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ العارؼ أبو القاسػم ‪٧‬بمػد بػن أ‪ٞ‬بػد بػن ا‪١‬بهػِب‪ :‬كنػت جالسػان ‪ٙ‬بػت كرسػي‬
‫الشػػيخ ‪٧‬بي ػي الػػدين عبػػد القػػادر ‪ ‬ككػػاف النقبػػاء ٯبلسػػوف ُب مراقػػي الكرسػػي علػػى كػػل مرقػػاة‬
‫اثناف‪ ،‬ككاف ال ٯبلس على األكؿ إال صاحب حاؿ ككاف ٯبلس ‪ٙ‬بت كرسيو رجاؿ كأهنم األسد‬
‫ىيب ػػة كلق ػػد اس ػػتغرؽ م ػػرة عل ػػى الكرس ػػي ح ػػٌب ا‪٫‬بل ػػت طي ػػة م ػػن عمامت ػػو كى ػػو ال ي ػػدرم ف ػػألقى‬
‫ا‪٢‬باضػػركف عمػػائمهم كطػواقيهم‪ ،‬فلمػػا فػػرغ مػػن كبلمػػو أصػػلح عمامتػػو كقػػاؿ ٕب‪ :‬يػػا أبػػا القاسػػم رد‬
‫على النػاس عمػائمهم كطػواقيهم ففعلػت‪ ،‬ك‪ٚ‬بلػف معػي عصػابة ال أدرم ‪٤‬بػن ىػي كال بقػي ألحػد‬
‫ُب اجمللػػس شػػيء‪ ،‬فقػػاؿ ٕب الشػػيخ أعطػػِب إياىػػا‪ ،‬فأعطيتػػو فوضػػعها علػػى كتفػػو األٲبػػن‪ٍ ،‬ب نظػػرت‬
‫فلػػم أرىػػا‪ ،‬فبهػػت فلمػػا نػػزؿ عػػن الكرسػػي توكػػأ علػػى كتفػػي كقػػاؿ‪ :‬يػػا أبػػا القاسػػم ‪٤‬بػػا كضػػع أىػػل‬
‫ت أخػت لنػا بأصػبهاف عصػابتها‪ ،‬فلمػا رددت علػى النػاس كجعلتهػا علػى‬ ‫ض ىػع ٍ‬
‫اجمللس عمائمهم ىك ى‬
‫َّت يدىا من أصبهاف كأخذهتا‪  ،‬كعنها‪.‬‬ ‫كتفي ىمد ٍ‬
‫كقػػاؿ الشػػيخ أبػػو ىع ٍمػ يػرك عيثٍمػػاف‪ :‬رأيػػت ُب ا‪٤‬بنػػاـ أف هنػػر عيسػػى صػػار دمػػا كقيحػػا ك‪٠‬بكػػو‬
‫حيػػات كحش ػرات كىػػو ينمػػو كأنػػا ىػػارب منػػو خوف ػان أف ينػػالِب منػػو شػػيء حػػٌب أتيػػت إٔب مٍن ػزٕب‪،‬‬
‫فنػػاكلِب رجػػل مػػن داخػػل ا‪٤‬بٍنػزؿ مركحػػة كقػػاؿ ٕب‪ٛ:‬بسػػك هبػػا شػػديدان فقلػػت‪ :‬إهنػػا ال ‪ٙ‬بملػػِب‪ ،‬فقػػاؿ‬
‫إٲبانػػك ٰبملػػك أمسػػك بطرفهػػا‪ ،‬فمسػػكت فػػإذا أنػػا عنػػده فػػوؽ س ػريره ُب مٍن ػزٕب فسػػكن ركعػػي‪،‬‬
‫فقلػػت لػػو بالػػذم مػ َّػن عل ػي بػػك مػػن أنػػت؟ فقػػاؿ‪ :‬أنػػا نبيػػك ‪٧‬بمػػد ‪ ،‬فارتعػػدت مػػن ىيبتػػو‪،‬‬
‫فقلػػت‪ :‬يػػا حبيػػيب يػػا رسػػوؿ اهلل ‪ ‬ادع اهلل تعػػأب ٕب أف أمػػوت علػػى الكتػػاب كالسػػنة‪ ،‬فقػػاؿ ‪‬‬
‫نعػػم كشػػيخك الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ ،‬قلػػت‪ :‬يػػا رسػػوؿ اهلل ادع اهلل تعػػأب ٕب أف أمػػوت علػػى‬
‫كتابو كسنتك‪ ،‬قاؿ نعم كشيخك الشيخ عبد القادر‪ٍ ،‬ب استيقظت من منػامي كقصصػت الرؤيػا‬
‫علػى أيب كمضػينا لزيػارة الشػيخ عبػد القػادر‪ ،‬ككػاف ذلػك اليػوـ يػتكلم بالربػاط‪ ،‬فوافينػاه يػػتكلم كٓب‬
‫نق ػػدر عل ػػى ا‪١‬بل ػػوس ب ػػالقرب من ػػو لكث ػػرة الن ػػاس فجلس ػػنا ُب آخ ػػرىم‪ ،‬فقط ػػع كبلم ػػو كاس ػػتدعانا‪،‬‬
‫فحملنا على أعناؽ الرجاؿ حٌب أتى بنا إٔب الكرسي‪ ،‬فطلع أيب كأنػا خلفػو فقػاؿ أليب‪ :‬مػا تأتينػا‬
‫إال بدليل كألبسو قميصو كألبسِب الطاقية الٍب كانت على رأسو كجلسنا مػع النػاس فػإٌذا القمػيص‬
‫مقلػػوب فهػػم أيب أف يصػػلحو فقيػػل لػػو اصػػرب حػػٌب يػػنفض النػػاس ‪ ،‬فلمػػا نػػزؿ الشػػيخ أراد أيب أف‬

‫‪241‬‬
‫يصػػلحو فػػإذا ىػػو مصػػلوح غػػّب مقلػػوب فغشػػي عليػػو كاضػػطرب النػػاس لػػذلك‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬الشػػيخ‪:‬‬
‫ائتػػو٘ب بػػو‪ ،‬فػػدخلنا عليػػو فػػإذا ىػػو ُب قبػػة األكليػػاء‪ ،‬كىػػي قبػػة الربػػاط ك‪٠‬بيػػت بػػذلك لكثػػرة كركد‬
‫األكلياء كرجاؿ الغيب إليو فيها‪ ،‬فقاؿ أليب‪ :‬من يكوف دليلو رسوؿ اهلل ‪ ‬كشيخو الشيخ عبػد‬
‫القادر كيف ال تكوف لو كرامة‪ ،‬كىذه كرامة لك ٍب استدعى بدكاة كقرطاس ككتب لنا أنػو ألبسػنا‬
‫خرقتو ‪.‬‬

‫قػػاؿ التػػادُب‪ :‬كقػػاؿ الشػػيخ عبػػد اهلل األصػػفها٘ب ا‪١‬ببلػػي ك‪٠‬بػػي بػػا‪١‬ببلي لطػػوؿ إقامتػػو ٔببػػل‬
‫لبناف‪ :‬كنت ٔببل لبنػاف ُب ليلػة مقمػرة فرأيػت أىػل ا‪١‬ببػل ٯبتمػع بعضػهم إٔب بعػض كيطػّبكف ُب‬
‫ا‪٥‬بواء إٔب جهة العراؽ ‪ٝ‬باعة بعػد ‪ٝ‬باعػة فقلػت لصػاحب ٕب مػنهم إٔب أيػن تػذىبوف؟ قػاؿ‪ :‬أمرنػا‬
‫ا‪٣‬بضر عليو السػبلـ أف نتوجػو إٔب بغػداد ك‪٫‬بضػر بػْب يػدم القطػب‪ ،‬فقلػت لػو مػن ىػو القطػب؟‬
‫فقاؿ الشيخ عبد القادر ‪ ‬فاستأذنتو ُب ا‪٤‬بسّب معو فقاؿ نعم‪ ،‬فسرنا ُب ا‪٥‬بػواء يسػّبان فػإذا ‪٫‬بػن‬
‫ببغداد كىم بْب يديو صفوفان‪ ،‬كأكابرىم يقولوف يا سيدنا كىو يأمرىم كيبادركف المتثػاؿ أمػره‪ٍ ،‬ب‬
‫أمػػرىم باالنصػراؼ فرجعػوا مػػن بػػْب يديػػو القهقػػرل حػػٌب اسػػتقلوا ُب ا‪٥‬بػواء سػػائرين كأنػػا معهػػم ُب‬
‫ص ػػحبة ص ػػاحيب‪ ،‬فلم ػػا رجعن ػػا إٔب ا‪١‬بب ػػل قل ػػت ل ػػو م ػػا رأي ػػت أدبك ػػم ب ػػْب يدي ػػو ُب ى ػػذه الليل ػػة‬
‫كإسراعكم المتثاؿ أمره؟ فقاؿ‪ :‬يا أخي ككيف ال كقد أمرنا بطاعتو كاحَبامو‪.‬‬

‫كقػػاؿ ا‪٢‬بػػافظ أبػػو زرعػػة ظػػاىر بػػن ‪٧‬بمػػد بػػن ظػػاىر ا‪٤‬بقدسػػي الػػدارم‪ :‬حضػػرت ‪٦‬بلػػس‬
‫الشػػيخ ‪٧‬بيػي الػػدين عبػػد القػػادر ‪ ‬ك‪٠‬بعتػػو يقػػوؿ‪ :‬أنػػا كبلمػػي علػػى رجػػاؿ ٰبضػػركف ‪٦‬بلسػي مػػن‬
‫كراء جبػػل قػػاؼ‪ ،‬أقػػدامهم ُب ا‪٥‬بػواء كقلػػوهبم ُب حضػػرة القػػدس‪ ،‬تكػػاد قبلنسػػهم كطػواقيهم ‪ٙ‬بػػرؽ‬
‫مػػن شػػدة شػػوقهم إٔب رهبػػم عػػز كجػػل‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬ككػػاف كلػػده عبػػد الػػرزاؽ حاضػػران اجمللػػس ‪ٙ‬بػػت رجػػل‬
‫أبيػػو‪ ،‬فرفػػع رأسػػو ‪٫‬بػػو السػػماء كشػػخص سػػاعة فاحَبقػػت طاقيتػػو كزيقػػو فنىػزؿ الشػػيخ ‪ ‬كأطفأىػػا‬
‫كقاؿ‪ :‬كأنت يا عبد الرزاؽ منهم قاؿ‪ :‬فسألت عبد الرزاؽ ‪ ‬عما أغشاه فقػاؿ‪٤ :‬بػا نظػرت إٔب‬
‫ا‪٥‬بواء رأيت رجاالن كاقفْب مطػرقْب منصػتْب لكبلمػو كقػد مػؤلكا األفػق‪ ،‬كُب لباسػهم كثيػاهبم النػار‪،‬‬
‫كمنهم من يصػيح كيعػدك ُب ا‪٥‬بػواء‪ ،‬كمػنهم مػن يسػقط إٔب األرض ُب ‪٦‬بلػس الشػيخ‪ ،‬كمػنهم مػن‬
‫يرتعد ُب مكانو‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫كُب غبطػػة النػػاظر‪ :‬قػػاؿ كنقػػل القطػػب اليػػونيِب ُب ‪٨‬بتصػػر ا‪٤‬بػػرآة عػػن الشػػيخ أيب سػػعيد‬
‫القيلػػوم قػػاؿ‪ :‬رأيػػت أركاح األنبيػػاء ‪ٙ‬بضػػر ‪٦‬بلػػس الشػػيخ غػػّب مػػرة‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬كرأيػػت رجػػاؿ الغيػػب‬
‫يتسابقوف إٔب ‪٦‬بلسو‪ ،‬كرأيت ا‪٣‬بضر يكثر من حضوره‪ ،‬فسألتو عن ذلك فقاؿ‪ :‬مػن أراد الفػبلح‬
‫فعليو ٗببلزمتو‪.‬‬

‫قػػاؿ ا‪٢‬بػػافظ الػػذىيب ُب سػػّب األعػػبلـ كالنػػببلء‪( :‬لػػيس ُب كبػػار ا‪٤‬بشػػايخ مػػن لػػو أح ػواؿ‬
‫لكن كثّبان منها ال يصح)‪.‬‬
‫ككرامات أكثر من الشيخ عبد القادر‪َّ ،‬‬

‫يعِب أنو مع كثرة ظهور الكرامات على يديو مع علو القدر كالشأف‪ ،‬فإف البعض أضاؼ‬
‫لو كرامات ٓب ‪ٙ‬بصل‪ ،‬كىو ‪ ‬ليس ٕباجػة لػذلك مػن أجػل إظهػار قػدره‪ ،‬فيكفيػو مػا خصػو اهلل‬
‫بو من العلم كالقدر كالسلطنة على األكلياء كالوالية ا‪٣‬باصػة‪ ،‬فػبل داعػ ىي إٔب الكػذب كالغلػو‪ .‬فػإف‬
‫بعض ما نسب إليو ‪ ‬ال يقبلو العقل‪ ،‬كٓب أذكػر ُب كتػايب ‪٩‬بػا نسػب إليػو مػن كرامػات ‪٩‬بػا ٰبيلػو‬
‫العقل‪.‬‬

‫إف بعض ما ذكرتو من الكرامات قد ال يقبلو بعض النػاس فػذلك إمػا لضػعف يقيػنهم‬ ‫ٍب َّ‬
‫أك ع ػػدـ اطبلعه ػػم عل ػػى مث ػػل ى ػػذه األم ػػور كع ػػدـ مش ػػاىدهتم ‪٤‬بث ػػل ى ػػذه ا‪٣‬ب ػ ػوارؽ‪ ،‬كال حج ػػة‬
‫إلنكػػارىم ىػػذه ا‪٣‬ب ػوارؽ إذا ٓب يشػػاىدكا مثلهػػا‪ ،‬فكيػػف كى ػم غػػارقوف بػػالغفبلت كالشػػهوات كٓب‬
‫يصحبوا األكلياء‪ ،‬حٌب إف بعض الناس من شدة ا‪١‬بهل كأهنم ٓب يسمعوا باألكلياء ُب القػرآف مػرة‬
‫ُب حي ػػاهتم ليتعرفػ ػوا إٔب ثب ػػوت الكرام ػػات ُب الق ػػرآف كال اطلعػ ػوا عل ػػى السػ ػنَّة ا‪٤‬بطه ػػرة‪ ،‬فا‪١‬باى ػػل‬
‫كاألعمى الذم ينكر ضػوء الشػمس ُب رابعػة النهػار‪ ،‬اللهػم علمنػا مػا ينفعنػا كانفعنػا ٗبػا علمتنػا‬
‫كزدنا علمان آمْب‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫ومن كراماتو ‪ ‬كثرة أتباعو و فاعتو لمريديو‪،‬‬
‫و‬ ‫وعلو قدره وعظيم‬

‫ومن كراماتو‪:‬‬
‫قاؿ الشيخ علي القرشي قاؿ سيدنا الشيخ عبد القادر ‪( :‬أعطيت سجبلن مد البصر‬
‫فيو أ‪٠‬باء أصحايب كمريدم إٔب يوـ القيامة‪ ،‬كقيل ٕب قد كىبوا لك)‪.‬‬

‫كقػػاؿ ا‪٤‬بشػػايخ أبػػو السػػعود عبػػد اهلل ك‪٧‬بمػػد األكا٘ب كعمػػر الب ػزاز‪( :‬ضػػمن سػػيدنا الشػػيخ‬
‫عبد القادر ‪٤‬بريديو إٔب يوـ القيامة أف ال ٲبوت أحد منهم إال على توبة)‪.‬‬

‫أعطي أف مريديو كمريدم مريديو إٔب سبعة يدخلوف ا‪١‬بنة‪.‬‬


‫ك ى‬
‫ٍب قػػاؿ الشػػيخ قػػدس سػػره‪ :‬كأ ٍىم يرنىػػا مػػن حيػػث ا‪٢‬بػػاؿ كالقػػدر أف ٰبفػػظ هبًً ىم ًمنىػػا أصػػحابنا‬
‫كطوىب ‪٤‬بن رآ٘ب‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ أبو الفتح ا‪٥‬بركل‪٠ :‬بعت الشيخ على بن ا‪٥‬بيثي يقوؿ‪ :‬ال مريدين بشيخهم‬
‫أسعد من مريدم الشيخ عبد القادر ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ ا‪٥‬بركم‪٠ :‬بعت الشيخ أبا سعيد القيلػوم كقيػل أبػو سػعد يقػوؿ مػا معنػاه‪(:‬‬
‫أف سيدنا الشيخ عبد القادر أعطي العهد ‪ ،‬أف من ‪ٛ‬بسك بذيلو ‪٪‬با)‪.‬‬

‫كقػاؿ الشػػيخ بقػػا بػػن بطػػو قػػدس سػػره‪ :‬رأيػػت أصػػحاب سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر كلهػػم‬
‫غ ػران ُب جحف ػػل الس ػػعداء‪ ،‬كق ػػاؿ بعض ػػهم‪ :‬أن ػػو قي ػػل للش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر ‪ُ ‬ب مري ػػديك الب ػػار‬
‫كالفاجر؟ فقاؿ‪ :‬البار ٕب كالفاجر أنا لو ػ أم آخذ بيده فيتوب بفضل اهلل كمشيئتو‪.‬‬

‫كقػاؿ الشػيخ عػدم بػن أيب الربكػػات صػخر بػن صػخر بػػن مسػافر‪٠ ،‬بعػت كالػدم يقػػوؿ‪:‬‬
‫قػػاؿ عمػػي الشػيخ عػػدم بػػن مسػػافر ‪ ‬سػػنة أربػػع ك‪ٟ‬بسػػْب ك‪ٟ‬بسػػمائة بزاكيتػػو با‪١‬ببػػل مػػن سػػألِب‬
‫مػػن أصػػحاب ا‪٤‬بشػػايخ أف أيلٍبًسػػو خرقػػة فعلػػت لػػو ذلػػك إال أصػػحاب الشػػيخ عبػػد القػػادر فػػإهنم‬
‫منغمسوف ُب الر‪ٞ‬بة‪ ،‬كىل يَبؾ أحد البحر كيأٌب الساقية‪.‬‬

‫‪243‬‬
‫كقػػاؿ السػػادة ا‪٤‬بشػػايخ ا‪٢‬بػػافظ عبػػد الغػػِب‪ ،‬كالشػػيخ موفػػق الػػدين بػػن قدامػػة ا‪٤‬بقدسػػي‪،‬‬
‫كعبػػد ا‪٤‬بلػػك بػػن ديػػاؿ ر‪ٞ‬بػػة اهلل علػػيهم‪٠ :‬بعنػػا شػػيخنا عبػػد القػػادر ‪ ‬يقػػوؿ علػػى الكرسػػي كقػػد‬
‫سئل عن فضل من انتمى إليو‪( :‬البيضة منا بألف)‪.‬‬

‫قػػاؿ التػػادُب كقػػاؿ الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪( :‬أٲبػػا مسػػلم عػػرب علػػى بػػاب مدرسػػٍب فػػإف‬
‫عذاب يوـ القيامة ٱبفف عنو)‪.‬‬

‫كجاء رجل من أىػل بغػداد كقػاؿ لػو يػا سػيدم أيب قػد مػات كرأيتػو البارحػة ُب ا‪٤‬بنػاـ كقػد‬
‫ذكر ٕب أنو يعذب ُب قربه‪ ،‬كقاؿ ٕب يا بِب اذىب إٔب الشيخ عبد القادر كسلو ٕب الدعاء‪ ،‬فقػاؿ‬
‫لو الشيخ‪ :‬أعرب أبوؾ على باب مدرسٍب؟ قاؿ‪ :‬نعم‪ ،‬فسكت ‪ٍ ،‬ب عاد إليو ُب ثا٘ب يوـ كقاؿ لػو‬
‫يػػا سػػيدم رأيػػت كالػػدم البارحػػة ضػػاحكان عليػػو حلػػة خض ػراء‪ ،‬كقػػاؿ ٕب ‪ :‬قػػد رفػػع عػػِب العػػذاب‬
‫بربكة الشيخ عبد القادر‪ ،‬كقد كسيت حلة كما ترل‪ ،‬فعليك يا كلدم ٗببلزمتو‪ ،‬فقػاؿ الشػيخ ٗبػا‬
‫معناه‪ :‬إف ‪٩‬با أعطا٘ب ريب أف ٱبفف العذاب عن كل من عرب على باب مدرسٍب من ا‪٤‬بسلمْب‪.‬‬

‫كقيل لو‪ :‬إنو يً‪٠‬ب ىع صراخ ميت مػن قػرب ٗبقػربة بػاب األزج‪ ،‬فقػاؿ‪ :‬ألػبس مػِب خرقػة؟ فقيػل‬
‫لػػو مػػا نعلػػم‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬أفحضػػر ‪٦‬بلسػػي؟ قػػالوا مػػا نعلػػم ذلػػك‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬أفصػػلى خلفػػي؟ قػػالوا مػػا نعلػػم‪،‬‬
‫فقػاؿ‪ :‬ا‪٤‬بفػػرط أكٔب با‪٣‬بسػارة‪ ،‬كأطػػرؽ سػاعة فتجللتػػو ا‪٥‬بيبػػة كعػبله الوقػػار‪ٍ ،‬ب رفػع رأسػػو كقػػاؿ‪ :‬إف‬
‫ا‪٤‬ببلئكة عليهم السبلـ قالت ٕب إنو رأل كجهك كأحسن بك الظن‪ ،‬كأف اهلل تعأب ر‪ٞ‬بو بػك أك‬
‫قاؿ بذلك‪ ،‬كٓب يسمع لو صراخ بعد ذلك بربكة الشيخ‪.‬‬

‫كُب غبطة الناظر‪:‬‬


‫كقػػاؿ الشػػيخ داكد البغػػدادم‪ :‬رأيػػت ُب منػػامي ُب سػػنة ‪ٜ‬بػػاف كأربعػػْب ك‪ٟ‬بسػػمائة الشػػيخ‬
‫معركفػ ػان الكرخ ػػي ‪ ‬فق ػػاؿ ٕب‪ :‬ي ػػا داكد ى ػ ً‬
‫ػات قص ػػتك أعرض ػػها عل ػػى اهلل تع ػػأب‪ ،‬ق ػػاؿ فقل ػػت‪:‬‬
‫كشيخي عزلػوه أعػِب الشػيخ عبػد القػادر‪ ،‬فقػاؿ ال كاهلل مػا عزلػوه كال يعزلونػو‪ ،‬فاسػتيقظت كأتيػت‬
‫ُب السػػحر إٔب مدرسػػة الشػػيخ كجلسػػت علػػى البػػاب ألخػػربه فنػػادا٘ب مػػن داخػػل داره قبػػل أف أراه‬
‫كأكلمو‪ :‬يا داكد شيخك ما عزلوه كال يعزلونو ىػات قصػتك أعرضػها علػى اهلل تعػأب‪ ،‬فىػ ىوعزتػً ًو مػا‬
‫عرضت قصة ألصحايب كال لغّبىم فردت علي مسألٍب فيها‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫كُب القبلئد‪:‬‬

‫كقاؿ الشريف أبو الفتح ا‪٥‬بامشي ا‪٤‬بقرل‪ :‬استدعا٘ب الشػيخ ‪٧‬بيػي الػدين عبػد القػادر ‪‬‬
‫للقراءة‪ ،‬فلما قػرأت بكػى كقػاؿ‪ :‬كاهلل ألطلبنػك مػن اهلل تعػأب‪ ،‬فقػاـ رجػل مػن األكليػاء ‪ ‬كقػاؿ‬
‫لو‪ :‬يا سيدم رأيت ُب النوـ رب العزة سبحانو كتعأب‪ ،‬كقد فتحت أبواب ا‪١‬بنة كقد نصػب لػك‬
‫الكرس ػػي‪ ،‬كقي ػػل ل ػػك تكل ػػم فقل ػػت‪ :‬إذا حض ػػر الشػ ػريف ا‪٤‬بق ػػرم‪ ،‬فقي ػػل ق ػػد حض ػػر فقل ػػت اآلف‬
‫أتكلم‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ أبو النجيب عبد القاىر السهركردل قدس سػره‪ :‬كػاف الشػيخ ‪ٞ‬بػاد الػدباس‬
‫‪ ‬يي ٍسػ ىػم يع عنػػده كػػل ليلػػة دكم كػػدكم النحػػل فقػػاؿ أصػػحابو للشػػيخ عبػػد القػػادر ُب سػػنة ‪ٜ‬بػػاف‬
‫ك‪ٟ‬بسمائة ككاف يومئذ ُب صحبو‪ ،‬اسألو عن ذلك‪ ،‬فسألو فقاؿ لو‪ :‬إف ٕب اثػِب عشػر ألػف مريػد‬
‫كإ٘ب أذكر أ‪٠‬بػاءىم كػل ليلػة كأسػأؿ لكػل مػنهم حاجتػو إٔب اهلل عػز كجػل‪ ،‬كإذا أصػاب مريػد إٔب‬
‫ذنػػب فػػبل تنقضػي عنػػو شػػهوة ذلػػك إال كيتػػوب إشػػفاقان عليػػو أف يتمػػادل فيػػو‪ ،‬فقػػاؿ الشػػيخ عبػػد‬
‫ػدم إٔب يػػوـ‬
‫القػػادر لػػئن أعطػػا٘ب اهلل تعػػأب مٍنزلػػة عنػػده ألخػػذت مػػن ريب تبػػارؾ كتعػػأب عهػػدان ‪٤‬بريػ َّ‬
‫القيامػػة أف ال ٲبػػوت أحػػدىم إال علػػى توبػػة‪ ،‬كألكػػونن بػػذلك ضػػمينا ‪٥‬بػػم‪ ،‬فقػػاؿ الشػػيخ ‪ٞ‬بػػاد‪:‬‬
‫أشهد أف اهلل سيعطيو ذلك كيبسط ظل جاىو عليهم‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٤‬بشايخ أبو الفرج الدكيرة كعبػد الكػر‪ٙ‬ب األثػرم‪ ،‬كٰبػٓب الصرصػرم‪ ،‬كعلػى بػن ‪٧‬بمػد‬
‫الشػػهربائي‪( :‬كنػػا عنػػد الشػػيخ علػػى بػػن إدريػػس اليعقػػويب سػػنة عشػػر كسػػتمائة فجػػاء الشػػيخ عمػػر‬
‫ا‪٤‬بريدم ا‪٤‬بعركؼ بَبيدة فقاؿ لو الشيخ علػي بػن إدريػس أقصػص علػيهم رؤيػاؾ) فقػاؿ‪ :‬رأيػت ُب‬
‫النوـ أف القيامة قد قامت كاألنبيػاء كأ‪٩‬بهػم قػادمْب ا‪٤‬بوقػف كيتبػع بعػض األنبيػاء صػلى اهلل علػيهم‬
‫كسػػلم الرجػػل الواحػػد ٍب أقبػػل رسػػوؿ اهلل ‪ ‬كتقدمػػو أمتػػو كالسػػيل ككالليػػل‪ ،‬كفػػيهم ا‪٤‬بشػػايخ كمػػع‬
‫كػػل شػػيخ أصػػحابو يتفػػاكتوف عػػددان كنػػوران كهبجػػة‪ ،‬كأقبػػل رجػػل ُب عػػدد ا‪٤‬بشػػايخ معػػو خلػػق كثػػّب‬
‫يفضلوف غّبىم‪ ،‬فسألت عنو فقيل‪ :‬ىػذا الشػيخ عبػد القػادر كأصػحابو‪ ،‬فتقػدمت إليػو كقلػت لػو‬
‫يا سيدم ما رأيت ُب ا‪٤‬بشايخ أهبى منك كال ُب أتباعهم أحسن من أتباعك‪ ،‬فأنشد الشيخ‪:‬‬

‫ع ى ػ ػػا وإف ض ػ ػػا َؽ الخن ػ ػػاؽ حماى ػ ػػا‬ ‫إذا كػػ ػ ػػا َف من ػ ػ ػ ػا سػ ػ ػ ػػيد فػ ػ ػ ػػي عشػ ػ ػ ػػيرة‬

‫‪245‬‬
‫وال افتخ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرت إال وك ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف فتاى ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ومػ ػ ػػا ا ْبتُبِػ ػ ػ َػر ْ‬
‫ت إال وأصػ ػ ػػبح ػ ػ ػػيخها‬
‫ف ص ػ ػ ػػبح مػ ػ ػ ػ وب الط ػ ػ ػػارقين س ػ ػ ػػواىا‬ ‫وم ػ ػ ػ ػػا ض ػ ػ ػ ػػربت ب ػ ػ ػ ػػاالبرقين بيامن ػ ػ ػ ػػا‬

‫قػػاؿ‪ :‬فاسػػتيقظت كأنػػا أحفظهػػن‪ ،‬ككػػاف الشػػيخ ‪٧‬بمػػد ا‪٣‬بيػػاط ال ػواعظ حاض ػران فقػػاؿ لػػو‬
‫الشػػيخ عل ػي بػػن إدريػػس‪ :‬يػػا ‪٧‬بمػػد أنشػػدنا شػػيئان ُب ىػػذا ا‪٤‬بعػػُب علػػى لسػػاف الشػػيخ عبػػد القػػادر‬
‫(البحر الطويل)‬ ‫فقاؿ‪:‬‬

‫أس ػػير به ػػم قص ػػداً إل ػػى م ْنػ ػ ؿ رح ػ ِ‬


‫ػب‬ ‫ىنيئػ ػ ػاً لصػ ػ ػ بي أ ن ػ ػػي قائ ػ ػػد الرك ػ ػ ِ‬
‫ػب‬
‫وأ ػ لهم فػػي حضػػرة القػػدس مػػن ربػػي‬ ‫وأكػ ػ ػػنفهم والكػ ػ ػػل فػ ػ ػػي ػ ػ ػػغل أمػ ػ ػ ِ‬
‫ػره‬
‫ضػ ِ‬
‫ب‬ ‫الع ْ‬
‫لهم ىمػة أمضػى مػن الصػارـ َ‬ ‫وأىػ ػػل الصػ ػػفا يسػ ػ َػع ْوف بلفػ ػ َػي كلُّهػ ػػم‬

‫قلػػت‪ :‬قولػػو أن ػز‪٥‬بم ُب حضػػرة القػػدس مػػن ريب كنايػػة عػػن مقػػاـ الشػػهود كالقػػرب مػػن اهلل‬
‫كقد بينَّا ُب مقدمة الكتاب أف القريب قريب من اهلل على معُب الكرامػة كأف البعيػد بعيػد مػن اهلل‬
‫على معُب اإلىانة كما قالو اإلماـ أبو حنيفة ‪ ،‬كأما الشهود فسػيأٌب معنػاه ُب الفصػل السػابع‬
‫بعد ذكر كبلـ اإلماـ ُب اآلداب كبعض ا‪٤‬بقامػات‪ ،‬كلػيس ُب ىػذا الكػبلـ مػا يػوىم نسػبة ا‪٤‬بكػاف‬
‫يسع ٍوف خلفي أم من أىل عصره‪.‬‬ ‫هلل تنزه كتعأب عن ذلك‪ ،‬كقولو أىل الصفا ى‬
‫كقاؿ الشيخ علي الغرثِب‪ :‬قيل للشيخ عبد القادر‪ :‬أرأيت إف تسمى لك رجل كٓب يأخػذ‬
‫إٕب قبلػػو اهلل‬
‫منػػك كٓب يلػػبس لػػك خرقػػة ىػػل يعػػد مػػن أصػػحابك؟ فقػػاؿ‪ :‬مػػن تسػػمى ٕب أك انتمػػى َّ‬
‫تعأب كىو من ‪ٝ‬بلة أصحايب‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ‪٧‬بمد بن رافع ُب تارٱبو ‪٠‬بعت إبراىيم بن سعد بن ‪٧‬بمد بن غاٖب بػن عبػد‬
‫اهلل الثعلػػيب الركمػػي ُب الثػػامن عشػػر مػػن ذم القعػػدة سػػنة تسػػع كثبلثػػْب كسػػتمائة بػػدار ا‪٢‬بػػديث‬
‫بالقاىرة يقوؿ‪٠ :‬بعت الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيلي يقوؿ كقد سئل عػن ا‪٢‬بػبلج فقػاؿ‪ :‬جنػاح طػاؿ‬
‫دعواه فسلط عليو مقراض الشريعة‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫كقػػاؿ الشػػيخ ‪٧‬بمػػد أبػػو ا‪٥‬بػػدل الصػػيادم الرفػػاعي ُب كتابػػو قػػبلدة ا‪١‬ب ػواىر عنػػد تر‪ٝ‬بػػة‬
‫الشيخ عبد القػادر‪ ،‬قػاؿ اإلمػاـ الشػعرا٘ب قػدس سػره ُب طبقاتػو الوسػطى‪ :‬إف سػيدنا الشػيخ عبػد‬
‫القادر ا‪١‬بيبل٘ب ‪ ‬كاف يقوؿ‪ :‬عثر ا‪٢‬بسْب ا‪٢‬ببلج عثرة فلم يكن ُب زمنو من يأخػذ بيػده‪ ،‬كأنػا‬
‫لكل من عثر مركوبو من ‪ٝ‬بيع أصحايب كمريدم ك‪٧‬بيب إٔب يوـ القيامػة آخػذ بيػده كلمػا عثػر حيػا‬
‫كميتػػا‪ ،‬فػػإف فرسػػي مسػػرج كر‪٧‬بػػي منصػػوب كسػػيفي مشػػهور كقوسػػي موتػػور ‪٢‬بفػػظ مريػػدم كىػػو‬
‫غافل‪.‬‬

‫كُب ركاية كما ُب القبلئد كغّبه‪( :‬عثر ا‪٢‬بسْب ا‪٢‬ببلج فلم يكن ُب زمنػو مػن يأخػذ بيػده‬
‫كلو كنت ُب زمنو ألخذت بيده)‪...‬‬

‫كقاؿ الشيخ أبو ا‪٢‬بسػن ا‪١‬بوسػقي حضػر عنػد سػيدنا الشػيخ عبػد القػادر سػبلـ اهلل عليػو‬
‫الشػػيخ علػي ا‪٥‬بيػػٍب كالشػػيخ بقػػا بػػن بطػػو فقػػاؿ الشػػيخ عبػػد القػػادر‪ٕ( :‬ب مػػن كػػل طوالػػة فحػػل ال‬
‫يق ػػاكل‪ ،‬كٕب ُب ك ػػل أرض خي ػػل ال تس ػػابق كٕب ُب ك ػػل ج ػػيش س ػػلطاف ال ٱب ػػالف كٕب ُب ك ػػل‬
‫منصػػب خليفػػة ال يعػػزؿ)‪ ،‬فقػػاؿ الشػػيخ علػي ا‪٥‬بيػٍب‪ :‬يػػا سػػيدم أنػػا ك‪ٝ‬بيػػع أصػػحايب غلمانػػك ‪‬‬
‫أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫قػػاؿ التػػادُب‪ :‬ككػػاف ‪ ‬ٲبشػػي ُب ا‪٥‬ب ػواء علػػى رؤكس األشػػهاد ُب ‪٦‬بلسػػو‪ ،‬ككػػاف يقػػوؿ‪:‬‬
‫عيِب ُب اللوح احملفوظ كأنػا غػائص ُب ٕبػار علمػو كمشػاىدتو‪ ،‬كأنػا حجػة علػيكم‪ ،‬كنائػب رسػوؿ‬
‫اهلل ‪ ‬ككارثو ُب األرض‪.‬‬

‫ككاف يقوؿ‪ :‬كل كٕب على قدـ نيب كأنا على قػدـ جػدم ‪ ،‬كمػا رفػع قػدما إال كضػعت‬
‫قدمي ُب موضعو‪ ،‬إال أف يكوف قدمان من أقداـ النبوة‪.‬‬

‫كقاؿ ‪ :‬أنا شيخ اإلنس كا‪١‬بن‪.‬‬

‫كقػػاؿ مػػرة علػػى الكرسػػي إذا سػػألتم اهلل تعػػأب فاسػػألوه يب‪ ،‬كيػػا أىػػل األرض شػػرقان كغرب ػان‬
‫تعػػالوا تعلم ػوا مػػِب‪ ،‬يػػا أىػػل الع ػراؽ األح ػواؿ عنػػدم كثيػػاب معلقػػة ُب بيػػت أيهػػا شػػئت لبسػػت‪،‬‬
‫فعليكم بالسبلـ‪ ،‬أك آلتينكم ٔبنود ال قبل لكم هبا‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫يا غػبلـ سػافر ألػف عػاـ لتسػمع مػُب كلمػة‪ ،‬يػا غػبلـ الواليػات ىهنػا‪ ،‬الػدرجات ىهنػا‪،‬‬
‫ُب ‪٦‬بلسػػي تفػػرؽ ا‪٣‬بلػػع‪ ،‬يػػا غػػبلـ سػػل عػػِب منكػران كنكػّبان عليهمػػا السػػبلـ حػػْب ‪٦‬بيئهمػػا إٔب قػػربؾ‬
‫ٱبرباؾ عِب‪.‬‬

‫كقاؿ كٕبرم ‪٧‬بيط بالبحار بأسرىا‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ علي ا‪٣‬بباز ‪٠‬بعت الشيخ أبا القاسم عمران يقوؿ ‪٠‬بعت سيدم الشػيخ عبػد‬
‫القادر ‪ ‬يقوؿ‪ :‬من استغاث يب ُب كربة كشفت عنو‪ ،‬كمن نادل با‪٠‬بي ُب شدة فرجت عنػو‪،‬‬
‫كم ػػن توس ػػل إٔب اهلل يب ُب حاج ػػة قض ػيت حاجت ػػو‪ ،‬كم ػػن ص ػلَّى ركعت ػػْب يق ػرأ ُب ك ػػل ركع ػػة بع ػػد‬
‫الفا‪ٙ‬بة سػورة اإلخػبلص إحػدل عشػرة مػرة كيصػلى علػى رسػوؿ اهلل ‪ ‬بعػد السػبلـ مػن التشػهد‬
‫إحدل عشرة مرة‪ ،‬كيسلم علي كيذكر٘ب با‪٠‬بي كيذكر حاجتو فإهنا تقضى إف شاء اهلل تعأب‪.‬‬

‫كذكر بعض أىل الَباجم أف الشيخ عبد القادر ‪ ‬قاؿ‪ :‬اإلنس ‪٥‬بم مشايخ‪ ،‬كا‪١‬بن ‪٥‬بم‬
‫مشايخ‪ ،‬كأنا شيخ الكل‪.‬‬

‫كمن كراماتو ‪٩ ‬با يدؿ على علو قدره‪.‬‬

‫قػػاؿ التػػادُب‪ :‬قػػاؿ سػػيدنا الشػػيخ عبػػد القػػادر ‪ :‬رأيػػت رسػػوؿ اهلل ‪ ‬كموسػػى عليػػو‬
‫السػػبلـ إٔب جانبػػو فقػػاؿ‪ :‬يػػا موسػػى أُب أمتػػك رجػػل كهػػذا قػػاؿ ‪:‬ال‪ ،‬فقػػاؿ ٕب ‪ :‬يػػا عبػػد القػػادر‬
‫كعانقِب كألبسِب خلعة كانت عليو‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذه خلعة القطبية على الرجػاؿ كاألبػداؿ‪ٍ ،‬ب تفػل ُب‬
‫فمي ثبلثان‪.‬‬

‫قػاؿ‪ :‬كيػػركل عػػن الشػػيخ أيب ‪٧‬بمػػد الشػػنبكي كقيػػل ‪٧‬بمػػد ػ مػػن البشػػارة الػػٍب تػػدؿ علػػى‬
‫جبللػة قػدره بػْب األكليػاء‪ ،‬كذلػك قبػل مولػده بػزمن ػ قػاؿ ‪ :‬كػاف شػيخنا الشػيخ أبػو بكػر بػن‬
‫ى ػوارا يػػذكر الشػػيخ عبػػد القػػادر يقػػوؿ‪ :‬الػػذم سػػوؼ يظهػػر بػػالعراؽ ُب كسػػط القػػرف ا‪٣‬بػػامس‪،‬‬
‫كي ػػنص عل ػػى فض ػػلو‪ ،‬كم ػػا ك ػػاف علم ػػي ٯب ػػاكز ‪٠‬بع ػػي‪ٍ ،‬ب كوش ػػفت ٗبقام ػػات األكلي ػػاء ف ػػإذا ى ػػو‬
‫صدرىم‪ ،‬ككوشفت ٗبقامات ا‪٤‬بقربْب فإذا ىو من أعبلىم‪ ،‬ككوشفت بأطوار ا‪٤‬بكاشفْب فإذا ىػو‬
‫من أجلهم‪ ،‬كسيظهره اهلل مظهران ال يظهر فيػو إال الصػديقوف كا‪٤‬بؤيػدكف العلمػاء بػاهلل تعػأب‪ ،‬كىػو‬

‫‪248‬‬
‫‪٩‬بن يقتدل بأفعالو كأقوالو كسوؼ يرفع اهلل بربكتو خلقا من عباده إٔب الدرجات العلى كىو ‪٩‬بن‬
‫يباىي اهلل بو األمم يوـ القيامة ‪ ‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫كمن مناقبو ككراماتو كما ُب غبطة الناظر كالقبلئد‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ علي بن ا‪٥‬بيٍب قدس سره‪ :‬زرت مع سػيدم الشػيخ عبػد القػادر‪ ،‬كالشػيخ بقػا‬
‫بػػن بطػػو قػػرب اإلمػػاـ أ‪ٞ‬بػػد بػػن حنبػػل ‪ ،‬فشػػهدتو خػػرج مػػن قػػربه كضػػم الشػػيخ عبػػد القػػادر إٔب‬
‫صػػدره كألبسػػو خلعػة كقػػاؿ‪ :‬يػػا شػػيخ عبػػد القػػادر قػػد افتقػػر إليػػك ُب علػػم الشػريعة كعلػػم ا‪٢‬بقيقػػة‬
‫كعلم ا‪٢‬باؿ‪.‬‬

‫كقػػاؿ‪ :‬زرت مػػع الشػػيخ عبػػد القػػادر قػػرب اإلمػػاـ معػػركؼ الكرخػػي ‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬السػػبلـ‬
‫عليك يا شيخ معركؼ عربناؾ بدرجتْب فقاؿ لو‪ :‬من القرب كعليك السبلـ يا سيد أىل زمانو‪.‬‬

‫قػػاؿ التػػادُب‪ :‬كحكػػي أف بعػػض ‪٧‬ببيػػو حلػػف بػػالطبلؽ الػػثبلث أنػػو أفضػػل مػػن أيب يزيػػد‬
‫البسطامي ‪ٍ ،‬ب استفٌب علمػاء العػراؽ فلػم ٯببػو أحػد فتحػّب ُب أمػره‪ ،‬فقيػل لػو عليػك بالشػيخ‬
‫عبد القادر فهو أخرب بذلك فجاء إليو كقص عليو قصتو فقاؿ لو‪ :‬كما ‪ٞ‬بلك على ذلك؟ فقاؿ‬
‫قد كقع ذلك مِب فمر٘ب ما أفعل أفارؽ زكجٍب أك أستمر معهػا؟ فقػاؿ لػو‪ :‬ضػاجع زكجتػك فكػل‬
‫مػػا كصػػل إليػػو أبػػو يزيػػد البسػػطامي كصػػلت إليػػو‪ ،‬كسػػبقتو بفضػػيلة علػػم الفتػػول كىػػو ٓب يفػ ً‬
‫ػت‪،‬‬
‫كتزكجت كٓب يتزكج‪ ،‬كرزقت األكالد كٓب يرزؽ ‪ ،‬رضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ أبو مدين ا‪٤‬بغريب شيخ ا‪٤‬بغػرب ‪ :‬لقيػت ا‪٣‬بضػر عليػو السػبلـ فسػألتو عػن‬
‫مش ػػايخ ا‪٤‬بش ػػرؽ كا‪٤‬بغ ػػرب اآلف‪ ،‬كس ػػألتو ع ػػن الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر ا‪١‬بيل ػػي ‪ ‬فق ػػاؿ‪ :‬ى ػػو إم ػػاـ‬
‫الصديقْب كحجة العارفْب كىو ركح ُب ا‪٤‬بعرفة كشأنو القربة بْب األكلياء كلها‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ العػػارؼ مسػػعود ا‪٢‬بػػارثي ‪ :‬حضػػرت الشػػيخ جػػاكّب كالشػػيخ عل ػي بػػن‬
‫إدريػػس رضػػي اهلل عنهمػػا‪ ،‬فافتتحػػا ذكػػر ا‪٤‬بشػػايخ كمػػا سػػلف ‪٥‬بػػم مػػن صػػحبتهم‪ ،‬فقػػاؿ الشػػيخ‬
‫جػػاكّب‪ٓ :‬ب يظهػػر ُب الوجػػود مػػن ا‪٤‬بشػػايخ بعػػد سػػيدم تػػاج العػػارفْب أيب الوفػػا أًب حػػاالن كال أنفػػذ‬
‫تص ػريفان كال أقػػول ‪ٛ‬بكينػػا كال أًب كصػػفا كال أعلػػى مقام ػان مػػن سػػيدم الشػػيخ عبػػد القػػادر‪ ،‬كمنػػو‬
‫انتقلت القطبية إٔب سيدم علي بن ا‪٥‬بيٍب‪.‬‬

‫‪249‬‬
‫ٍب قػاؿ‪ :‬سػيدم الشػػيخ عبػد القػادر مػػن ‪ٛ‬بكنػو ُب أحػواؿ القطبيػػة ُب مقاماهتػا كاسػػتغراقو‬
‫ُب مػػدارجها كاسػػتيبلئو علػػى ‪ٝ‬بيػػع أطرافهػػا ك‪ٝ‬بعػػو بػػْب أسػػباهبا نػػاؿ مػػا ٓب ينلػػو غػػّبه مػػن ا‪٤‬بشػػايخ‬
‫فيما نعلم‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬فلمػػا انفردنػػا بالشػػيخ علػػى بػػن إدريػػس سػػألناه عػػن قػػوؿ الشػػيخ جػػاكّب قػػدس سػػره‪،‬‬
‫فقػػاؿ‪ :‬أخػػرب عمػػا شػػاىد كنطػػق عمػػا علػػم ‪٩‬بػػا علمػػو اهلل تعػػأب كىػػو العػػدؿ ا‪٤‬بػػربكر ُب كػػل أقوالػػو‬
‫كأفعالو‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ عمػػر الص ػنهاجي جػػاء بعػػض أصػػحابنا إٔب الشػػيخ أيب نصػػّب يسػػتأذنو ُب‬
‫ا‪٤‬بسّب إٔب بغػداد فقػاؿ لػو‪ :‬إذا أتيػت بغػداد فػبل يفوتػك فيهػا رؤيػة رجػل هبػا شػريف عجمػي ا‪٠‬بػو‬
‫عبػػد القػػادر‪ ،‬فػػإذا رأيتػػو فسػػلم عليػػو عػػِب كاسػػألو الػػدعاء كقػػل ال تػػنس أبػػا نصػػّب مػػن قلبػػك‪ ،‬فإنػػو‬
‫كاهلل ٓب ٱبلػػق ُب العجػػم بأسػػره مثلػػو كإنػػك لػػن تػػرل ُب الع ػراؽ مثلػػو‪ ،‬كإف ا‪٤‬بشػػرؽ ليفضػػل علػػى‬
‫ا‪٤‬بغرب بو‪ ،‬كإف علمو كنسبو ميزاه على األكلياء ‪ٛ‬بييزان كاضحان كثّبان‪.‬‬

‫كُب غبطة النػاظر‪( :‬كقػاؿ ‪٧‬بمػد بػن أيب العبػاس ا‪٣‬بضػر ا‪٢‬بسػيِب ا‪٤‬بوصػلي عػن أبيػو قػاؿ‪:‬‬
‫رأيت ُب النوـ ببغداد ٗبدرسة سػيدنا الشػيخ عبػد القػادر ‪ُ ‬ب سػنة إحػدل ك‪ٟ‬بسػْب ك‪ٟ‬بسػمائة‬
‫مكان ػػا عظػػيم الس ػػعة كفيػػو مش ػػايخ الػػرب كالبح ػػر كس ػػيدنا الش ػػيخ عبػػد الق ػػادر ُب ص ػػدرىم‪ ،‬كم ػػن‬
‫ا‪٤‬بشػػايخ مػػن علػػى رأسػػو عمامػػة‪ ،‬كمػػنهم مػػن فػػوؽ عمامتػػو طرحػػة‪ ،‬كمػػنهم فػػوؽ عمامتػػو طرحتػػاف‪،‬‬
‫كفوؽ عمامة سيدنا الشيخ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ثبلث طرحات‪.‬‬

‫كزاد ُب القبلئ ػ ػد‪ :‬قػ ػػاؿ فبقيػ ػػت ُب النػ ػػوـ مفك ػ ػران ُب تلػ ػػك الطرحػ ػػات الػ ػػثبلث مػ ػػا ىػ ػػن؟‬
‫كاسػػتيقظت كإذا بػػو قػػائم علػػى رأسػػي فقػػاؿ‪ :‬طرحػػة تشػريف علػػم الشػريعة‪ ،‬كطرحػػة تشػريف علػػم‬
‫ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كطرحة الشرؼ‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ أبو الربكات صخر بن صخر بػن مسػافر ‪ :‬أخػذ لػو العهػد علػى كػل كٕب‬
‫ُب زمانو أف ال يتصرؼ ٕبالو ُب ظاىر أك باطن إال بإذنو‪ ،‬كىو من لػو الكػبلـ ُب حضػرة القػدس‬
‫ا‪٤‬بطهػػرة بػػإذف اهلل تعػػأب‪ ،‬كىػػو ‪٩‬بػػن أعطػػي التص ػريف بعػػد موتػػو كمػػا كػػاف قبػػل موتػػو ‪ ‬كرضػػي‬
‫عنابو‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫كنيًق ىل ُب غبطة الناظر عن هبجة األسرار للشطنوُب‪ :‬كقػاؿ عبػد اهلل ا‪١‬ببػائي كػاف للشػيخ‬
‫عبػػد القػػادر تلميػػذ يقػػاؿ لػػو عمػػر ا‪٢‬بػػبلكم‪ ،‬فخػػرج مػػن بغػػداد كغػػاب سػػنْب فلمػػا رجػػع إٔب بغػػداد‬
‫قلػػت لػػو أيػػن كنػػت؟ قػػاؿ‪ :‬طفػػت بػػبلد الشػػاـ كمصػػر كا‪٤‬بغػػرب كأظنػػو قػػاؿ كبػػبلد العجػػم كلقيػػت‬
‫ثبل‪ٜ‬بائػػة كسػػتْب شػػيخا مػػن األكليػػاء فمػػا مػػنهم مػػن أحػػد إال كيقػػوؿ الشػػيخ عبػػد القػػادر شػػيخنا‬
‫كقدكتنا إٔب اهلل تعأب‪.‬‬

‫كُب القبلئد‪ :‬كقاؿ الشيخ ا‪٣‬بضر ا‪٢‬بسيِب ا‪٤‬بوصلي‪ :‬رأيت الشػيخ قضػيب البػاف ا‪٤‬بوصػلي‬
‫‪ ‬متواضعا متصاغران ك‪٠‬بعتو يقوؿ‪ :‬الشػيخ عبػد القػادر ‪ ‬قائػد ركػب احملبػْب كقػدكة السػالكْب‬
‫كإماـ الصديقْب كحجة العارفْب كصدر ا‪٤‬بقربْب ُب ىذا الوقت‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ خليفة النهرملكي تلميذ الشيخ أيب سػعيد القيلػوم قػدس سػرٮبا‪ :‬جػزت مػرة‬
‫بػػببلد الس ػواد فرأيػػت شخص ػان جالس ػان ُب ا‪٥‬ب ػواء فسػػلمت عليػػو كقلػػت لػػو جلسػػت ُب ا‪٥‬ب ػواء؟‬
‫فقاؿ‪ :‬يا خليفة خالفت ا‪٥‬بول كركبت التقول فأسكنت ُب ا‪٥‬بواء ٍب قاؿ‪ :‬أتيت إٔب زيارة الشػيخ‬
‫عبػػد القػػادر برباطػػو فرأيتػػو جالسػان ُب قبػػة األكليػػاء كذلػػك الرجػػل الػػذم رأيتػػو ُب ا‪٥‬بػواء جػػالس بػػْب‬
‫يديػػو متواضػػعا‪ ،‬فكلمػػو الرجػػل كسػػألو عػػن أحكػػاـ ُب ا‪٢‬بقػػائق كا‪٤‬بعػػارؼ مػػا فهمػػت منػػو شػػيئان‪ٍ ،‬ب‬
‫قاـ الشيخ كخلوت بالرجل فقلت لو أراؾ ىنػا فقػاؿ‪ :‬ىػل هلل كٕب مصػطفى أك حبيػب مقػرب إال‬
‫كلػو إٔب ىنػػا تػػردد كاسػػتمرار‪ ،‬فقلػػت لػػو‪ :‬مػػا فهمػت مػػن كبلمػػك شػػيئان‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬لكػػل مقػػاـ أحكػػاـ‬
‫كلكل حكم معاف كلكل معُب عبارة يعرب هبا عنو كال يفهم العبارة إال من فهم معناىػا كال يػدرؾ‬
‫ا‪٤‬بعُب إال مػن ‪ٙ‬بقػق ا‪٢‬بكمػة كال يتحقػق ا‪٢‬بكمػة إال مػن كصػل إٔب ا‪٤‬بقػاـ ا‪٤‬بشػار إليػو‪ ،‬فقلػت‪ :‬مػا‬
‫رأي ػػت كتواض ػػعك الي ػػوـ ب ػػْب ي ػػدم الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر ‪ ‬فق ػػاؿ‪ :‬كي ػػف ال أتواض ػػع ‪٤‬ب ػػن كال٘ب‬
‫كصػػرفِب‪ ،‬فقلػػت لػػو‪ :‬مػػا كالؾ كفػػيم صػػرفك؟ فقػػاؿ‪ :‬كال٘ب التقدمػػة علػػى مائػػة غيػػيب سػػاكنْب ُب‬
‫ا‪٥‬بواء الذين ال يراىم إال من يشاء اهلل تعأب كيأذف لو‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ أبو سعيد القيلوم‪ :‬قوة سيدنا الشيخ عبد القادر ‪ ‬مع اهلل كُب اهلل كبػاهلل‬
‫ضعفت عنػدىا قػول الصػناديد‪ ،‬كلقػد سػبق كثػّبان مػن ا‪٤‬بتقػدمْب بعػركة مػن طريقػة ال انفصػاـ ‪٥‬بػا‪،‬‬
‫كلقد رفعو اهلل إٔب مقاـ عزيز بتدقيقو ُب ‪ٙ‬بقيقو‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫يتبػػْب لنػػا بوضػػوح بعػػد أف نقلنػػا أقػواؿ بعػػض األكػػابر ُب الثنػػاء علػػى اإلمػػاـ عبػػد القػػادر‬
‫كما نقلنا عنو من ا‪٤‬بناقب كاألخبار كالكرامػات أنػو أحػد أفػراد ىػذه األمػة كأف مػا خصصػو اهلل بػو‬
‫م ػػن العناي ػػة كالوالي ػػة ‪٩‬بي ػػز كأف ل ػػو خصوص ػػية كاض ػػحة ب ػػْب األكلي ػػاء‪ ،‬ككون ػػو ‪ ‬القط ػػب الغ ػػوث‬
‫سػػلطاف الرجػػاؿ ُب عصػػره كا‪٤‬برجػػع كسػػيد العصػػر‪ ،‬كاضػػح جلػػي بإ‪ٝ‬بػػاع ‪ٝ‬بػػاىّب ا‪٤‬بشػػايخ ُب عصػػره‬
‫إٔب يومنػػا ىػػذا‪ ،‬كلقػػد كرد عػػن عػػدد كبػػّب مػػن أىػػل ا‪٤‬بعرفػػة أنػػو ٓب يػػأت مثلػػو حػػٌب عص ػرنا‪ ،‬‬
‫كنفعنا بو‪.‬‬

‫كقد قاؿ ابن ا‪٤‬بقرفل كاف شيخنا الرديِب ينتمي إٔب الشيخ عبد القػادر كينشػد إذا ذكػرت‬
‫(البحر ا‪٤‬بنسرح)‬ ‫مناقبو‪:‬‬
‫ك ػ ػ ػػالب ر ح ػ ػ ػػدث عن ػ ػ ػػو وال ح ػ ػ ػػرج)‬ ‫(حسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػنح ال تنقض ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ع ائب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬

‫(البحر البسيط)‬ ‫كقاؿ غّبه‪:‬‬

‫عل ػ ػ ػػى البري ػ ػ ػػة ال ػ ػ ػػار عل ػ ػ ػػى عل ػ ػ ػػم)‬ ‫(ك ػػو الشػػمل فػػي البػػرج المنيػػف بػػو‬

‫كقػػاؿ القاضػػي أبػػو بكػػر بػػن القاضػػي موفػػق الػػدين إسػػحق بػػن إبػراىيم ا‪٤‬بعػػركؼ بػػابن عبػػد‬
‫الفتاح ا‪٤‬بصرم ٲبدحو مبتدءان بذكر اهلل‪:‬‬

‫(البحر الكامل)‬

‫ف ِمػ ػ ػ ػ ْ‬
‫ػت بػ ػ ػ ػػو كيػ ػ ػ ػػد الغػ ػ ػ ػػرور الغػ ػ ػ ػػادر‬ ‫ذك ػ ػ ػػر اإلل ػ ػ ػػو حي ػ ػ ػػاة قل ػ ػ ػػب ال ػ ػ ػػذاكر‬
‫ذكػ ػ ػ ػ ػػراً تعنػ ػ ػ ػ ػػت بالػ ػ ػ ػ ػػذكور الشػ ػ ػ ػ ػػاكر‬ ‫واذكػ ػ ػ ػ ػػره وا ػ ػ ػ ػ ػػكره علػ ػ ػ ػ ػػى إلهامػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاألبرقين وبالع ػ ػ ػ ػ ػ ػػذيب وى ػ ػ ػ ػ ػ ػػاجر‬ ‫ػاؿ قػػد مضػػت‬ ‫وأعػػد حػػديثح عػػن ليػ ٍ‬
‫ولك ػ ػػل مػ ػ ػػن ورد ال مػ ػ ػػى مػػ ػػن زائػ ػ ػػر‬ ‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػػقيا ألي ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ العقيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وأىل ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫وته ػ ػ ػ ػػاجر‬ ‫والوص ػ ػ ػ ػػل بع ػ ػ ػ ػػد تق ػ ػ ػ ػػا‬ ‫أبل ػ ػػى م ػ ػػن األم ػ ػػن اس ػ ػػتباف لخ ػ ػػائف‬
‫عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا وال غ ال هػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا بنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوافر‬ ‫وب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬ ‫أي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ ال أقمارى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا م‬
‫عن ػ ػ ػ ػػي وتم ػ ػ ػ ػػأل بالس ػ ػ ػ ػػرور سػ ػ ػ ػ ػرائري‬ ‫وتعػ ػ ػ ػ ػػود أعيػ ػ ػ ػ ػػادي بعػ ػ ػ ػ ػػود رضػ ػ ػ ػ ػػاكم‬
‫ع ػ ػػن أى ػ ػػل ذاؾ ال ػ ػػي وقف ػ ػػة ح ػ ػػائر‬ ‫ولقػ ػػد وقفػ ػػت علػ ػػى الطلػ ػػوؿ مسػ ػػائ‬

‫‪252‬‬
‫في ػ ػ ػػو دم ػ ػ ػػوعي كالسػ ػ ػ ػ اب الم ػ ػ ػػا ر‬ ‫ف ج ػ ػػابني رس ػ ػػم ال ػ ػػديار وق ػ ػػد ج ػ ػػرت‬
‫فعسػ ػ ػػاؾ أف ت ظػ ػ ػػى ب ػ ػ ػ جر الصػ ػ ػػابر‬ ‫هم واصػ ػػطبِر‬ ‫ِ‬
‫فاحتَسػ ػ ْػب ُ‬
‫ذىبػ ػػوا جميعػ ػػا ْ‬
‫وبغي ػ ػ ػ ػػر زاد كي ػ ػ ػ ػػف ح ػ ػ ػ ػػاؿ مس ػ ػ ػ ػػافر‬ ‫وت ػ ػ ػ ػ ػ ود التقػ ػ ػ ػ ػػوب ف ػ ػ ػ ػ ػػت مسػ ػ ػ ػ ػػافر‬
‫في ػ ػ ػ ػ ػػو فس ػ ػ ػ ػ ػػارع بال مي ػ ػ ػ ػ ػػل وب ػ ػ ػ ػ ػػادر‬ ‫فالوق ػ ػػت اقص ػ ػػر م ػ ػػدة م ػ ػػن أف تن ػ ػػى‬
‫مػ ػ ػػن ذي ال ػ ػ ػ ؿ ببػ ػ ػػا ن وبظػ ػ ػػاىر‬ ‫واجعػ ػ ػ ػػل مػ ػ ػ ػػدي ح إف أردت تقرب ػ ػ ػ ػاً‬
‫والشػ ػػي م ي ػ ػي الػ ػػدين عبػ ػػد القػ ػػادر‬ ‫للمص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطفى وآللِ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِػو ِ‬
‫وصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َ ابِو‬
‫ورث الواليػ ػ ػ ػ ػػة كػ ػ ػ ػ ػػابراً عػ ػ ػ ػ ػػن كػ ػ ػ ػ ػػابر‬ ‫ب ػػر العل ػػوـ ال ب ػػر والقطػػػب ال ػػذي‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػػب بػ ػ ػ ػ ػ ػ قش ػ ػ ػ ػ ػػر كثي ػ ػ ػ ػ ػػر م ػ ػ ػ ػ ػػآثر‬ ‫ػ ػػي الش ػ ػػيوخ وص ػ ػػدرىم وإم ػ ػػامهم‬
‫ف رىػ ػ ػ ػ ػ ػػا ػ ػ ػ ػ ػ ػػور الظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ـ العػ ػ ػ ػ ػ ػػاكر‬ ‫تػ ػػاج ال قيقػ ػػة فخرىػ ػػا ػ ػػم الهدايػ ػػة‬
‫مسػ ػ ػ ػ ػػها لػ ػ ػ ػ ػػب اللبػ ػ ػ ػ ػػاب الفػ ػ ػ ػ ػػابر‬ ‫روح الوالي ػ ػ ػػة أ س ػ ػ ػػها ب ػ ػ ػػدر الهداي ػ ػ ػػة‬
‫قطبهػ ػ ػ ػ ػ ػػا ػ ػ ػ ػ ػ ػػل النبػ ػ ػ ػ ػ ػػي الطػ ػ ػ ػ ػ ػػاىر‬ ‫صػ ػػدر الشػ ػػريعة قلبهػ ػػا فػ ػػرد الطريقػ ػػة‬
‫بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرائر وبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوا ن وظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػواىر‬ ‫ودليل ػ ػ ػػو الوق ػ ػ ػػت المخا ػ ػ ػػب قلب ػ ػ ػػو‬
‫بغي ػ ػ ػ ػ ػػوب أس ػ ػ ػ ػ ػػرار وس ػ ػ ػ ػ ػػر ض ػ ػ ػ ػ ػػمائر‬ ‫وىػ ػ ػػو المقػ ػ ػػرب والمكا ػ ػ ػػف جهػ ػ ػػرة‬
‫ول ػ ػ ػ ػػو فت ػ ػ ػ ػػوح الغي ػ ػ ػ ػػب ي ػ ػ ػ ػػة ق ػ ػ ػ ػػادر‬ ‫وى ػ ػ ػ ػػو الممنطػ ػ ػ ػ ػ والمؤي ػ ػ ػ ػػد قولػػ ػ ػ ػػو‬
‫مػ ػ ػ ػ ػ ػػن ربػ ػ ػ ػ ػ ػػو بمعػ ػ ػ ػ ػ ػػارؼ ك ػ ػ ػ ػ ػ ػػواىر‬ ‫ول ػ ػ ػ ػػو الت ب ػ ػ ػ ػػب والت ػ ػ ػ ػػودد والرض ػ ػ ػ ػػا‬
‫وعلومػ ػ ػ ػ ػ ػػو كضػ ػ ػ ػ ػ ػػياء بػ ػ ػ ػ ػ ػػدر زاىػ ػ ػ ػ ػ ػػر‬ ‫س ػ ػػلح الطريػ ػ ػ ف ػ ػػرقت م ػ ػػن ػ ػػوره‬
‫وأمػ ػ ػ ػ ػ ػػده مػ ػ ػ ػ ػ ػػن جنػ ػ ػ ػ ػ ػػده بعسػ ػ ػ ػ ػ ػػاكر‬ ‫بل ػ ػ ػ ػ اإللػ ػ ػ ػػو عليػ ػ ػ ػػو ثػ ػ ػ ػػوب واليػ ػ ػ ػػة‬
‫ال ػ ػػوافي وبالنس ػ ػػب الش ػ ػػريف الب ػ ػػاىر‬ ‫فل ػ ػػو الفخ ػ ػػار عل ػ ػػى الفخ ػ ػػار بفض ػ ػػلو‬
‫فػ ػ ػ ػ ػػي كػ ػ ػ ػ ػػل ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػاد ذا ث ػ ػ ػ ػ ػراء عػ ػ ػ ػ ػػامر‬ ‫ولػ ػ ػ ػػو المناقػ ػ ػ ػػب جمعػ ػ ػ ػػت وتفرقػ ػ ػ ػػت‬
‫وأب ػ ػ ػػو الوف ػ ػ ػػا وع ػ ػ ػػدي ب ػ ػ ػ ُػن مس ػ ػ ػػافر‬ ‫ف ػ ػ ػػابن الرف ػ ػ ػػاعي واب ػ ػ ػػن عب ػ ػ ػػد بع ػ ػ ػػده‬
‫معهػ ػ ػػم ضػ ػ ػػياء الػ ػ ػػدين عبػ ػ ػػد القػ ػ ػػاىر‬ ‫وكػ ػػذا ابػ ػػن قػ ػػيل م ػ ػ عل ػ ػي م ػ ػ بقػ ػػا‬
‫م ػ ػػا ب ػ ػػين ب ػ ػػادب فض ػ ػػلهم وال اض ػ ػػر‬ ‫ػ ػ ػػهدوا ب ػ ػ ػ جمعهم مشػ ػ ػػاىد م ػ ػ ػػده‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػػرد ػ ػ ػ ػ ػػريف ذو مق ػ ػ ػ ػ ػػاـ ظ ػ ػ ػ ػ ػػاىر‬ ‫وأقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل األوليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ٍد لك ػ ػ ػ ػ ػ ػػل مناض ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ومن ػ ػ ػ ػ ػ ػػاظر‬ ‫أصػ ػ ػ ابو ِع ػ ػػم الصػ ػ ػ اب وفض ػ ػػلهم‬
‫قط ػ ػ ػ ػ ػػاب بػ ػ ػ ػ ػ ػػين مي ػ ػ ػ ػ ػػامن ومياسػ ػ ػ ػ ػ ػػر‬ ‫وى ػ ػ ػ ػػم رؤوس األولي ػ ػ ػ ػػاء وم ػ ػ ػ ػػنهم األ‬

‫‪253‬‬
‫ص ػ ػ ػ ػ ػ ت بإجمػ ػ ػ ػ ػػاع و ػ ػ ػ ػ ػػص تػ ػ ػ ػ ػػواتر‬ ‫ي ػ ػػا م ػ ػػن تخص ػ ػػص بالكرام ػ ػػات الت ػ ػػي‬
‫س ػ ػ ػ ػػيرا حل ػ ػ ػ ػػت لمس ػ ػ ػ ػػامر ومس ػ ػ ػ ػػافر‬ ‫وتناق ػ ػ ػ ػ ػػل الركب ػ ػ ػ ػ ػػاف م ػ ػ ػ ػ ػػن أببارى ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫وعل ػ ػػوت م ػ ػػداً ف ػ ػػوؽ ك ػ ػػل معاص ػ ػػر‬ ‫وظه ػ ػػرت فضػ ػ ػ ً واحت ب ػ ػػت ج ل ػ ػػة‬
‫حت ػػى د ػػوت(ٔ) م ػػن الكػ ػريم الغ ػػافر‬ ‫وعظم ػ ػ ػ ػػت ق ػ ػ ػ ػػدراً فارتقي ػ ػ ػ ػػت مكا ػ ػ ػ ػ ػة‬
‫م ػ ػ ػػن رب ػ ػ ػػح األعل ػ ػ ػػى بخي ػ ػ ػػر بش ػ ػ ػػائر‬ ‫رقكي ػ ػ ػ ػػت غاي ػ ػ ػ ػػات ال ػ ػ ػ ػػوال مستبش ػ ػ ػ ػػراً‬
‫وحضػ ػػرت لمػ ػػا غبػ ػػت حضػ ػػرة ػ ػػاظر‬ ‫وبقي ػ ػ ػ ػػت لم ػ ػ ػ ػػا أف فني ػ ػ ػ ػػت م ػ ػ ػ ػػرداً‬
‫وك ػ ػػذا ػ ػػهود ال ػ ػ ػ كش ػ ػػف بص ػ ػػائر‬ ‫فشػ ػ ػػهدت حق ػ ػ ػاً إذ دىشػ ػ ػػت مهابػ ػ ػػة‬
‫عػ ػػن وصػ ػػف ب ػ ػػرؾ بالعطػ ػػاء الػ ػػوافر‬ ‫مػ ػ ػ ػػدحي الطويػ ػ ػ ػػل مقصػ ػ ػ ػػر بمديػ ػ ػ ػػده‬
‫واآلؿ واألصػ ػ ػ ػ اب بي ػ ػ ػػر ذب ػ ػ ػػائري‬ ‫أعػػددت حبػػح بعػػد حػػب المصػػطفى‬
‫ال إلج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػازة كالش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاعر‬ ‫وجعلػ ػػت فيػ ػػح المػ ػػدح بيػ ػػر وسػ ػػيلة‬
‫ي ي ػػا به ػػا ف ػػي العم ػػر مي ػػت ب ػػا ري‬ ‫ورجػ ػػوت مػ ػػن ف ػ ػات تربػ ػػح ف ػ ػة‬

‫بي ػ ػ ػ ػػر ال ػ ػ ػ ػػورب م ػ ػ ػ ػػن أوؿ أو ب ػ ػ ػ ػػر‬ ‫ثػ ػػم الص ػ ػ ة علػ ػػى النبػ ػ كػي المص ػ ػطفى‬
‫وة قدس ػ ػ ػػها لل ػ ػ ػ ػ أ ػ ػ ػػرؼ اص ػ ػ ػػر‬ ‫فل ػ ػ ػػح الرس ػ ػ ػػالة مس ػ ػ ػػها روح النب ػ ػ ػ ػ‬
‫يتلػ ػ ػػى فمػ ػ ػػاذا قػ ػ ػػوؿ ػ ػ ػػعر الشػ ػ ػػاعر‬ ‫ا أ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ؿ مدحػ ػ ػ ػ ػ ػػو فػ ػ ػ ػ ػ ػػي ذكػ ػ ػ ػ ػ ػػره‬
‫مػ ػ ػ ػػا فوقػ ػ ػ ػػو غيػ ػ ػ ػػر المليػ ػ ػ ػػح القػ ػ ػ ػػادر‬ ‫كػ ػ ػ ػػل الخ ئػػ ػ ػ ػ والم ئػ ػ ػ ػػح دو ػ ػ ػ ػػو‬
‫عػ ػػن جػ ػػوىر الصػ ػػبح المنيػ ػػر السػ ػػافر‬ ‫صػ ػػلى عليػ ػػو ا مػ ػػا ابتسػ ػػم الػ ػػدجى‬

‫(ُ) ال ػػدنو ىن ػػا معن ػػاه الق ػػرب ا‪٤‬بعن ػػوم‪ ،‬ف ػػبل ٱبط ػػر بب ػػاؿ م ػػؤمن ُب ى ػػذا ا‪٤‬بوض ػػع الق ػػرب‬
‫ا‪٤‬بساُب ألف اهلل مٍنزه عن ذلك‪ ،‬كقد مر معنا شرح ىذا ُب الباب األكؿ من الكتاب‪.‬‬

‫ىػػذا كقػػد نقػػل ا‪٤‬بنػػاكم ُب طبقاتػػو كغػػّبه أف اإلمػػاـ عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب صػػرح بأنػػو نػػاؿ‬
‫مرتبػػة الغوثيػػة كالسػػلطنة علػػى األكليػػاء ‪ ،‬كٓب ينكػػر عليػػو أحػػد مػػن أىػػل عصػػره‪ ،‬بػػل شػػهدكا لػػو‬
‫بػػذلك‪ ،‬كػػذلك مػػن جػػاء بعػػدىم‪ .‬إف صػػحبة سػػيدم اإلمػػاـ عبػػد القػػادر للشػػيخ ‪ٞ‬بػػاد الػػدباس‬
‫البغ ػػدادم كالش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد ت ػػاج الع ػػارفْب أيب الوف ػػا كالش ػػيخ منص ػػور البط ػػائحي كالش ػػيخ يوس ػػف‬
‫ا‪٥‬بمػدا٘ب كالشػيخ أيب سػػعيد ا‪٤‬بخرمػي كانػت سػػببا ُب أف يعػرؼ مػوارد الطائفػػة الصػوفية بأكملهػػا‪،‬‬

‫‪254‬‬
‫كمذاقها كقد شرب من كل ىذه ا‪٤‬بوارد‪ ،‬ككصل حبلو بكل فركع ىذه الطائفػة علويػة كانػت أك‬
‫حسنية أك حسػينية كصػديقية كأكيسػية كجنيديػة كشػنبكية ىواريػة تسػَبية كغّبىػا ‪٩‬بػا جعػل طريقتػو‬
‫مػػن أعلػػى الطػػرؽ‪ ،‬حيػػث اهنالػػت عليػػو ٕبػػور مػػن الفيوضػػات فػػامتزج بعضػػها بػػبعض فأصػػبحت‬
‫‪٧‬بيطان تتفرع منو ٕبور كأهنار‪ ،‬كىذا معُب قولو قدس سره‪ٕ :‬برم ‪٧‬بيط بالبحور بأسرىا‪.‬‬

‫ف ػ أرب قػػدماً تعلػػو علػػى قػػدمي‬ ‫كقولو‪ :‬غصت الب ار وقد أظهرت جوىرىا‬

‫ىذا كقد رأيػت أف أكثػر طػرؽ أىػل اهلل ‪٥‬بػا صػلة بطريقػة اإلمػاـ عبػد القػادر قػدس سػره ‪،‬‬
‫كىػػذا أيضػان يوضػػح معػػُب قولػػو‪ٕ :‬بػػرم ‪٧‬بػػيط بػػالبحور بأسػػرىا‪ ،‬لػػذلك أطلػػق عليػػو عػػدد مػػن أكػػابر‬
‫العارفْب (شػيخ الكػل) (كشػيخ الطػرؽ كلهػا)‪ :‬فهػو ‪٦ ‬بمػع الطػرؽ كمػن ٕبػث كدقػق ك‪ٙ‬بقػق ال‬
‫ٯبد ُب كبلمي غلوا أك تعصبا‪ ،‬كغاية ما أردت بياف ا‪٢‬بق كما ىو حاصل‪.‬‬

‫فمن ىذه الطرؽ المشهورة المستقلة التي تتصل بطريقةاإلماـ ال ي ي‬


‫‪‬‬
‫"الطريقة السهروردية" وإماـ ىذه الطريقة ىو‪:‬‬
‫الشػػيخ الكبػػّب كالقطػػب الشػػهّب العػػارؼ الربػػا٘ب سػػيدم أب ػو النجيػػب ضػػياء الػػدين عبػػد‬
‫القاىر السػهركردم البغػدادم الصػديقي ابػن عبػد اهلل بػن ‪٧‬بمػد بػن عمويػو عبػد اهلل بػن سػعد بػن‬
‫ا‪٢‬بسْب بن القاسم بن علقمة بن النصر بن عبد الر‪ٞ‬بن بن القاسم بن ‪٧‬بمد ابن سيدنا أيب بكر‬
‫الصديق ‪ ،‬ىذا نسبو كما ذكره عدد من ا‪٤‬بؤلفْب منهم اإلماـ الركاس ُب كتاب طي السجل‪.‬‬

‫فػػإف الشػػيخ عبػػد القػػاىر قػػدس سػػره صػػحب اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب كأخػػذ عنػػو تربك ػان كمػػا كػػاف‬
‫ٰبضر ‪٦‬بالسو‪ :‬كابن أخيو اإلماـ شػهاب الػدين عمػر السػهركردم‪ ،‬صػحب اإلمػاـ ا‪١‬بػيبل٘ب بػرأم‬
‫عمو كأخذ عنو كما أخذ عن عمػو‪ ،‬كالشػيخ عمػر ىػو الػذم أحػٓب الطريقػة السػهركردية كنشػرىا‪،‬‬
‫كما أطلق عليو شيخ بغداد‪ ،‬كاف من اصػحاب األحػواؿ كا‪٤‬بقامػات العاليػة كالكرامػات الظػاىرة‪،‬‬
‫كلو كبلـ عاؿ على لساف أىل ا‪٢‬بقيقة كا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كلو عدة تآليف منها‪:‬‬

‫ُ‪ .‬هبجة األبرار ُب مناقب الغوث الكيبل٘ب‬

‫‪255‬‬
‫ِ‪ .‬بغية البياف ُب تفسّب القرآف‬

‫ّ‪ .‬إرشاد ا‪٤‬بريدين كا‪ٙ‬باد الطالبْب‬

‫ْ‪ .‬أدلة العياف كالربىاف‬

‫ٓ‪ .‬الرحيق ا‪٤‬بختوـ لذكم العقوؿ كالفهوـ‬

‫ٔ‪ .‬األ‪٠‬باء األربعوف‬

‫ٕ‪ .‬رسالة ُب السلوؾ‬

‫ٖ‪ .‬رشح النصائح اإلٲبانية ككشف الفضائح اليونانية‪ٞ ،‬بل فيو على الفلسفة‬
‫اليونانية‬

‫ٗ‪ .‬أعبلـ ا‪٥‬بدل كعقيدة أرباب التقى‬

‫َُ‪ .‬السّب كالطّب‬

‫ُُ‪ .‬جذب القلوب إٔب مواصلة احملبوب‬

‫ُِ‪ .‬عوارؼ ا‪٤‬بعارؼ‪ ،‬كغّبىا‬

‫ػ ػ تػػوُب اإلمػػاـ عمػػر السػػهركردم قػػدس سػػره ببغػػداد سػػنة ِّٔى ػ ُِّْر كأمػػا مولػػده‬
‫فكػػاف سػػنة ّٗٓىػ ػ ُُْْر بسػػهركرد ٗبقاطعػػة ا‪١‬ببػػل بفػػارس‪ .‬كأمػػا عمػػو قػػدس سػػره فمولػػده‬
‫بسهركرد كقيل بشهرزكر سنة َْٗىػ ككفاتو ببغداد ليلة السبت ُٖ ‪ٝ‬بادل األكٔب سنة ّٔٓىػ‬

‫كللطريقػػة السػػهركردية سػػند آخػػر ذكػػره عػػدد مػػن ا‪٤‬ب ػؤلفْب مػػنهم اإلمػػاـ الػػركاس ُب (طػػي‬
‫السجل) فلّباجع‪.‬‬

‫وأما اتصاؿ الدسوقية بالقادرية باإلضافة إلى سندىا الخاص‪،‬‬

‫‪256‬‬
‫فهو أف اإلماـ الربا ي والقطب النوار ي‬
‫واألستاذ العالي سيدي الشي إبراىيم الدسوقي ال سيني ‪،‬‬

‫من ‪ٝ‬بلة الذين أخػذ عػنهم‪ :‬الشػيخ ‪٪‬بػم الػدين ‪٧‬بمػود األصػفها٘ب كىػو اخػذ عػن الشػيخ‬
‫نور الدين عبد الصمد النظرم عػن الشػيخ ‪٪‬بيػب الػدين علػي الػَبازم عػن الشػيخ القطػب الكبػّب‬
‫شهاب الدين عمر السهركردم عن اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬

‫كاإلماـ الدسوقي ىو احد األقطاب األربعة ا‪٤‬بشهورين الػذين انعقػد اإل‪ٝ‬بػاع علػى جبللػة‬
‫قدرىم ككاليتهم‪ ،‬من أصحاب التصرؼ كا‪٤‬بقامات العالية كالكرامات الباىرة كقد أفرده عدد مػن‬
‫ا‪٤‬بػ ػؤلفْب بػ ػَباجم خاصة‪،‬كنس ػػبو إٔب اإلم ػػاـ ا‪٢‬بس ػػْب ‪ ‬عل ػػى النح ػػو اآلٌب فه ػػو‪ :‬اإلم ػػاـ الس ػػيد‬
‫الشريف إبراىيم الدسوقي بن أيب اجملد عبد العزيز بن علي قريش ابن السيد ‪٧‬بمد أيب الرضػا ابػن‬
‫السيد ‪٧‬بمد أيب النجا ابن السيد علي زين العابدين ابن السيد عبد ا‪٣‬بالق ابػن السػيد ‪٧‬بمػد ابػن‬
‫السيد ‪٧‬بمد ابن السيد عبد ا‪٣‬بالق ابػن السػيد موسػى ابػن السػيد القاسػم ابػن السػيد إدريػس ابػن‬
‫السيد أيب القاسم جعفر الزكي ابن اإلماـ علي ا‪٥‬بادم ابػن اإلمػاـ ‪٧‬بمػد ا‪١‬بػواد ابػن اإلمػاـ علػي‬
‫الرضػػا ابػػن اإلمػػاـ موسػػى الكػػاظم ابػػن اإلمػػاـ جعفػػر الصػػادؽ ابػػن اإلمػػاـ ‪٧‬بمػػد البػػاقر ابػػن اإلمػػاـ‬
‫علي زين العابدين ابن اإلماـ ا‪٢‬بسْب السبط الشهيد ‪.‬‬

‫كأما كفاتو قدس سره فكانت سنة ٕٔٔىػ كدفن ُب دسوؽ من الديار ا‪٤‬بصرية‪ ،‬كٓب يعمػر‬
‫كثّبان كٓب يتزكج‪ ،‬كالعائلة الدسوقية يعود نسبها إٔب أشقاء اإلماـ نفعنا اهلل هبم‪.‬‬

‫أما الطريقة الشاذلية فاتصالها بالقادرية باإلضافة إلى أسا يدىا األبرب‪ ،‬فهو أف‬
‫اإلماـ القطب الشهير والولي الكبير ي الصوفية السيد الشريف سيدي أبا‬
‫ال سن الشاذلي ال سني المغربي‪ ،‬ثم المصري ‪‬‬

‫‪257‬‬
‫من ‪ٝ‬بلػة الػذين اخػذ عػنهم‪ :‬الشػيخ ا‪١‬بليػل ‪٧‬بمػد بػن أيب ا‪٢‬بسػن علػي بػن حػرازـ‪ ،‬كىػو‬
‫اخذ عن الشيخ أيب ‪٧‬بمد صاّب بن بنصار بن غفياف الدكإب عن الشػيخ الصػديق كالقطػب ذم‬
‫التمكْب كالتحقيق سيدم أيب مدين شػعيب األندلسػي ٍب ا‪٤‬بغػريب األنصػارم عػن اإلمػاـ ا‪١‬بػيبل٘ب‬
‫‪.‬‬

‫كلد اإلماـ الشػاذٕب سػنة ّٗٓى ػ كتػوُب ُب شػهر شػواؿ سػنة ٔٓٔى ػ كدفػن ػ ٕبميثػرا ػ ُب‬
‫برية عيذاب ُب كاد على طريق الصعيد بالديار ا‪٤‬بصرية‪.‬‬

‫ككاف من أعظم مشاٱبو القطب ا‪١‬بليل السػيد الشػريف عبػد السػبلـ بػن مشػيش ا‪٢‬بسػِب‬
‫ا‪٤‬بغ ػػريب ال ػػذم أخ ػػذ ى ػػو أيض ػ ػان ع ػػن س ػػيدم أيب م ػػدين‪ ،‬كاإلم ػػاـ الش ػػاذٕب ى ػػو اح ػػد األقط ػػاب‬
‫ا‪٤‬بشهورين أبرزه اهلل كأظهره ‪٤‬بصلحة من شاء من عباده‪ ،‬ككاف كثّب الػببلء عظػيم الصػرب كالتسػليم‬
‫هلل عز كجل‪ ،‬من أصحاب ا‪٤‬بقامات العالية كالتصرؼ‪ ،‬كنسبو إٔب اإلماـ ا‪٢‬بسن ‪ ‬على النحو‬
‫اآلٌب فهو‪ :‬أبو ا‪٢‬بسػن علػي الشػاذٕب ابػن السػيد عبػد اهلل ابػن السػيد عبػد ا‪١‬ببػار ابػن السػيد ‪ٛ‬بػيم‬
‫ابػػن السػػيد ىرمػػز ابػػن السػػيد حػػاًب ابػػن السػػيد قصػػي ابػػن السػػيد يعقػػوب ابػػن السػػيد يوشػػع ابػػن‬
‫السػػيد كرداف ابػػن السػػيد علػػي ابػػن السػػيد أ‪ٞ‬بػػد ابػػن السػػيد ‪٧‬بمػػد ابػػن السػػيد عيس ػى ابػػن السػػيد‬
‫إدريػػس ابػػن السػػيد عمػػر ابػػن اإلمػػاـ إدريػػس الثػػا٘ب ابػػن اإلمػػاـ إدريػػس األكؿ ابػػن اإلمػػاـ عبػػد اهلل‬
‫احملض ابن اإلماـ ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب ابن اإلماـ ا‪٢‬بسن السبط الشهيد ‪.‬‬

‫كقد ترجم لئلماـ الشاذٕب عدد من ا‪٤‬بؤلفْب‪ ،‬قدس سره‪.‬‬

‫وأما اتصاؿ البدوية بالقادرية‪ ،‬فإف اإلماـ القطب الغوث الغضنفر مرعب‬
‫األعادي ي العرب الملثم سيدي أحمد الملقب بالبدوي ال سيني‪ ،‬المغربي‬
‫ثم الطنطاوي ‪،‬‬
‫من جملة الذين أبذ عنهم باإلضافة إلى بقية أسا يده‪:‬‬

‫‪258‬‬
‫الشػػيخ أبػػو العبػػاس البسػػٍب ك ىػػو أخػػذ عػػن الشػػيخ أيب مػػدين شػػعيب ا‪٤‬بغػػريب األنصػػارم‬
‫عن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬

‫كاإلمػػاـ البػػدكم أحػػد األقطػػاب األربعػػة الػػذين أبػػرزىم اهلل ‪٤‬بصػػلحة العبػػاد صػػاحب ا‪٤‬بػػدد‬
‫القوم ك التصرؼ ا‪١‬بلي‪.‬‬

‫كلػػد سػػنة ٔٗٓ ى ػ ٗبدينػػة فػػاس ا‪٤‬بغربيػػة‪ ،‬كتػػوُب سػػنةٕٓٔ ى ػ كدفػػن ُب مدينػػة طنػػدتا مػػن‬
‫الديار ا‪٤‬بصرية‪ ،‬تر‪ٝ‬بو عدد من ا‪٤‬بؤلفْب‪ ،‬كنسبو إٔب اإلماـ ا‪٢‬بسْب علػى النحػو اآلٌب فهػو‪ :‬اإلمػاـ‬
‫أ‪ٞ‬بػد البػدكم ابػن السػػيد علػي ا‪٤‬بكػي ابػن السػػيد إبػراىيم ابػن السػيد ‪٧‬بمػػد علػي بػن أيب بكػر ابػػن‬
‫السيد إ‪٠‬باعيل ابن السيد عمر ابن السيد علي ابن السػيد عثمػاف ابػن السػيد حسػْب ابػن السػيد‬
‫‪٧‬بمد ابن السيد ‪٧‬بمد ابن السيد موسى ابن السيد ٰبٓب ابػن السػيد عيسػى ابػن السػيد علػي ابػن‬
‫السيد ‪٧‬بمد ابن السػيد ا‪٢‬بسػن ابػن السػيد أيب القاسػم جعفػر الزكػي ابػن اإلمػاـ علػي ا‪٥‬بػادم ابػن‬
‫اإلماـ ‪٧‬بمد ا‪١‬بواد ابن اإلماـ علػي الرضػا ابػن اإلمػاـ موسػى الكػاظم ابػن اإلمػاـ جعفػر الصػادؽ‬
‫ابن اإلماـ ‪٧‬بمد الباقر ابن اإلماـ علي زين العابدين ابن اإلماـ ا‪٢‬بسػْب السػبط الشػهيد ‪ .‬كٓب‬
‫يتزكج‪ ،‬كآؿ البدكم ىم من ذرية شقيقو‪.‬‬

‫وأما اتصاؿ الطريقة العلوا ية بالقادرية‪ :‬فهو أف اإلماـ ي اإلس ـ لساف‬


‫المتكلمين وقطب العارفين الملقب ب وزي اليمن السيد الشريف صفي الدين أحمد بن‬
‫علواف ال سني اليمني ‪.‬‬

‫أخذ عن الشيخ أيب الغيث سعيد بن ‪ٝ‬بيل كىو أخػذ عػن القطػب السػيد علػي بػن عمػر‬
‫األىدؿ عن الشيخ الكبّب علي األحور عن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬
‫كيعود نسبو إٔب اإلماـ ا‪٢‬بسن‪ ،‬فهو‪ :‬السيد أ‪ٞ‬بد بن علواف بن عطاؼ ابن السيد مطاع‬
‫ابن السيد عبد الكر‪ٙ‬ب ابن السيد حسن ابن السيد عيسى ابن السيد عبد اهلل ابػن السػيد ا‪٢‬بسػن‬
‫ا‪٤‬بثلػػث ابػػن اإلمػػاـ ا‪٢‬بسػػن ا‪٤‬بثػػُب ابػػن اإلمػػاـ ا‪٢‬بسػػن الشػػهيد ‪ ،‬كاإلمػػاـ السػػيد أ‪ٞ‬بػػد بػػن علػواف‬
‫أحػػد أكػػابر األكليػػاء البػػارزين لقػػب ٔبػػوزم الػػيمن لقػػوة كعظػػو كلػػو كرامػػات كثػػّبة تػػوُب ُب شػػهر‬
‫فرس على ‪٫‬بو مرحلة من مدينة تىعًز اليمنية قدس سره‪.‬‬ ‫رجب سنةٓٔٔ‪ ،‬كدفن ُب قريتو يى ي‬

‫‪259‬‬
‫وأما اتصاؿ الطريقة الم يوية ويقاؿ ال اتمية بالقادرية فهو أف اإلماـ الشي‬
‫األكبر سلطاف العارفين سيدي م يى الدين م مد بن علي بن م مد ال اتمي المشهور‬
‫ب بن العربي ‪‬‬
‫لبس ا‪٣‬برقة القادرية عن سيدم الشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين يونس بن ٰبٓب بن أيب ا‪٢‬بسن كيقاؿ‬
‫أيب الربكات ا‪٥‬بامشي العباسي القصار ٗبكة با‪٢‬برـ الشريف بعد أف صحبو كتأدب بو كإف الشيخ‬
‫‪ٝ‬باؿ الدين لبس ا‪٣‬برقة عن سيدنا شيخ الوقت الغوث ا‪١‬بيبل٘ب‪،‬كالشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين أكؿ ما نزؿ‬
‫ُب جوفو ريق اإلماـ عبد القادر قدس سره فهو الذم حنَّكو كىو أحد خلفائو البارزين‪ ،‬كرد ىذا‬
‫ُب كتاب العلقة بلبس ا‪٣‬برقة للشيخ ا‪٢‬بافظ ‪ٝ‬باؿ الدين يوسف بن اإلماـ بدر الدين حسن بن‬
‫عبد ا‪٥‬بادم ا‪٢‬بنبلي القادرم ‪.‬‬
‫كقد رأيت ُب سند الشيخ ‪٧‬بمد بن عبد القادر ا‪٤‬بعيِب الذم أخذ عن الشيخ السيد‬
‫أف سيدم اإلماـ ‪٧‬بيي الدين بن العريب‬ ‫إبراىيم الكسنىزا٘ب الربز‪٪‬بي ا‪٢‬بسيِب نسبان القادرم طريقة َّ‬
‫أخذ عن سيدم اإلماـ ا‪٢‬بافظ أيب بكر عبد الرزاؽ مباشرة عن كالده اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب قدست‬
‫أسرارىم ‪ٝ‬بيعان‪.‬‬
‫كما أخذ الشيخ ‪٧‬بيي الدين عن عدد آخر من أصحاب الشيخ عبد القادر منهم‬
‫الشيخ الفرد الكبّب ‪٧‬بمد بن قائد األكا٘ب كالشيخ الكبّب عبد العزيز بن األخضر كغّبٮبا‪.‬‬
‫كىذا الفرع القادرم ينتسب إليو عدد كبّب من مشاىّب العلماء كما رأيت ذلك ُب‬
‫بشي العلوم الذم ألفو تلميذه الشيخ عبد‬ ‫كتاب فتح القوم ُب ذكر أسانيد السيد حسْب ا‪٢‬بً ً‬
‫اهلل بن ‪٧‬بمد غازم ا‪٥‬بندم ا‪٤‬بكي ‪ ،‬قاؿ عند ذكر بعض أسانيد شيخو بالطريقة القادرية‪ :‬أنو‬
‫بشي(ا‪٢‬ببشي بكسر ا‪٢‬باء كالباء الساكنة –‬ ‫أخذ عن كالده العبلمة السيد ‪٧‬بمد بن حسْب ا‪٢‬بً ً‬
‫لقب ألحد بيوتات بِب علوم اليمنيْب) كىو أخذ عن العبلمة السيد طاىر بن حسْب بن طاىر‬
‫عن السيد عيدركس ا‪٢‬بسيِب نسبان بن عبد الر‪ٞ‬بن بلفقيو عن كالده السيد عبد الر‪ٞ‬بن عن كالده‬
‫السيد عبد اهلل بن أ‪ٞ‬بد بلفقيو عن العبلمة ا‪١‬بامع الشيخ أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن يوسف الشهّب‬
‫بالقشاشي عن الشيخ أيب ا‪٤‬بواىب أ‪ٞ‬بد بن علي الشناكم عن كالده الشيخ علي بن عبد‬
‫الوىاب الشعرا٘ب عن اإلماـ جبلؿ الدين أيب الفضل عبد الر‪ٞ‬بن‬ ‫القدكس عن اإلماـ عبد َّ‬
‫السيوطي عن اإلماـ كماؿ الدين ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد ا‪٤‬بعركؼ بابن إماـ الكاملية عن اإلماـ مشس‬

‫‪261‬‬
‫الدين ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد ا‪١‬بزرم عن الشيخ الزين عمر بن ا‪٢‬بسن ا‪٤‬براغي عن اإلماـ عز الدين‬
‫أ‪ٞ‬بد بن إبراىيم عن اإلماـ ‪٧‬بيي الدين بن العريب ‪...‬‬
‫كىذا الفرع ينتسب إليو عدد كبّب من علماء الشاـ كمصر كالعراؽ تركنا ذكرىم خشية‬
‫اإلطالة‪.‬‬

‫توُب الشيخ ‪٧‬بيي الدين بن العريب سنة ّٖٔ ىػ كدفن ُب مدينػة دمشػق تاركػا التصػانيف‬
‫يف‪.‬‬
‫الكثّبة كالٍب دخل عددا منها الدس كالتحر ي‬
‫وأما اتصاؿ النقشبندية بالقادرية‪ ،‬فهو أف السادة النقشبندية عندما يعدوف مشاي‬
‫سلسلتهم في بتمهم يعدوف اإلماـ ال ي ي منهم‪ ،‬يقولوف‪ :‬إف اإلماـ القطب الكبير‬
‫ي الم بين وقدوة العارفين ي الطريقة النقشبندية السيد م مد بن م مد بن م مد‬
‫اه قشبند البخاري ال سيني سبا ومشربا واألويسي الصديقي مشربا قدس سره‪.‬‬

‫ظهػػر لػػو اإلمػػاـ القطػػب الغػػوث األعظػػم سػػيدم عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب رضػػي اهلل عنهمػػا‬
‫كقاؿ لو‪ :‬أنقشِب ُب ختمك‪.‬‬

‫ىػػذا كإف كبػػار ا‪٤‬بشػػايخ النقشػػبندية كصػػلوا حػػبلهم بطريقػػة اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب‪ ،‬مػػنهم ‪٦‬بػػدد‬
‫األلف الثا٘ب اإلمػاـ الربػا٘ب الشػيخ أ‪ٞ‬بػد السػهرندم الفػاركقي نسػبا‪ ،‬كاإلمػاـ اجملػدد موالنػا الشػيخ‬
‫خالػػد بػػن حسػػْب الشػػهرزكرم العثمػػا٘ب نسػػبا الشػػهّب بػػذم ا‪١‬بنػػاحْب دفػػْب سػػفح جبػػل قاسػػيوف‪،‬‬
‫كغّبٮبا‪.‬‬
‫كىػػذا سػػند بالطريقػػة القادريػػة ألحػػد مشػػاىّب النقشػػبندية ا‪٤‬برشػػد الكامػػل القطػػب السػػيد‬
‫‪٧‬بمد عثماف سراج الدين ا‪٢‬بسيِب نسبان‪.‬‬

‫أخػػذ الشػػيخ عثمػػاف س ػراج الػػدين الطريقػػة القادريػػة كاإلجػػازة هبػػا عػػن كالػػده السػػيد ‪٧‬بمػػد‬
‫عػػبلء الػػدين العثمػػا٘ب عػػن كالػػده السػػيد عمػػر ضػػياء الػػدين عػػن كالػػده السػػيد عثمػػاف سػراج الػػدين‬
‫الطػػويلي النعيمػػي ا‪٢‬بسػػيِب عػػن موالنػػا الشػػيخ خالػػد ذم ا‪١‬بنػػاحْب العثمػػا٘ب نسػػبا القػػادرم حسػػبا‬
‫عن الشيخ عبد اهلل الدىلوم ا‪٤‬بدعو بغبلـ علي عن مشس الدين جاف جانػاف مظهػر عػن الشػيخ‬
‫‪٧‬بمػػد عابػػد السػػنامي عػػن الشػػيخ عبػػد األحػػد عػػن كالػػده الشػػيخ ‪٧‬بمػػد سػػعيد خػػازف الر‪ٞ‬بػػة عػػن‬

‫‪260‬‬
‫كالده اإلماـ الربا٘ب الشيخ أ‪ٞ‬بد الفاركقي السهرندم ‪٦‬بدد األلف الثا٘ب عن الشاه اسكندر عن‬
‫الشػاه كمػاؿ الكيتهلػي عػن الشػاه فضػيل عػن الشػيخ السػيد كػػدار ر‪ٞ‬بػاف الثػا٘ب عػن مشػس الػػدين‬
‫عػػارؼ عػػن الشػػيخ كػػدار ر‪ٞ‬بػػاف األكؿ عػػن مشػػس الػػدين الصػػحرائي عػػن السػػيد عقيػػل عػػن السػػيد‬
‫هباء الدين عن السيد عبد الوىػاب عػن السػيد شػرؼ القتػاؿ عػن السػيد ا‪٢‬بػافظ عبػد الػرزاؽ عػن‬
‫كالده الغوث األعظم سيدم عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب قدست أسرارىم الطاىرة‪.‬‬

‫كمػ ػػا أف معظػ ػػم أكػ ػػابر السػ ػػادة النقشػ ػػبندية عرف ػ ػوا بأصػ ػػحاب الطػ ػػرؽ ا‪٣‬بمسػ ػػة كىػ ػػي‪:‬‬
‫النقشبندية ػ كالقادرية ػ كالسهركردية ػ كالكربكية ػ كا‪١‬بشتية‪.‬‬

‫عػػرؼ شػػيخ الطريقػػة النقشػػبندية اإلمػػاـ ‪٧‬بمػػد هبػػاء الػػدين شػػاه نقشػػبند با‪٤‬بقامػػات العاليػػة‬
‫كا‪٥‬بمة القوية ا‪١‬باذبة كالكرامات الباىرة‪ ،‬كلد سنةُٕٕ ىػ ُب قرية قصر العارفاف علػى فرسػخ مػن‬
‫ٖبارل‪ ،‬كتوُب سنةُٕٗ ُب ليلة االثنْب ثالث شهر ربيع األكؿ‪ ،‬كدفن ُب بستانو‪.‬‬

‫فهػػذه أكثػػر الطػػرؽ شػػهرة‪ ،‬كمعظػػم الطػػرؽ الػػٍب جػػاءت مػػن بعػػدىا إمػػا فػػركع ‪٥‬بػػا أك‪٥‬بػػا‬
‫اتصاؿ هبا‪.‬‬

‫كليعلم أف أكثر الطرؽ اشتهارا بكثػرة الفػركع كصػلة بعػض الطػرؽ ا‪٤‬بسػتقلة هبػا‪ :‬القادريػة ػ‬
‫كالرفاعية‪ ،‬فاف بعض الطرؽ الٍب مر ذكرىا كغّبىا ‪٥‬با صلة بالطريقػة الرفاعيػة‪ ،‬كصػلة ىػذه الطػرؽ‬
‫بالقادرية أك الرفاعية ال يدؿ على التقليل من قدرىا بل العكس لتعدد مشارهبا‪.‬‬

‫كأكثر الطرؽ انتشاران على مدل العصور‪ :‬القادرية فقػد ذكػر عػدد كبػّب مػن أىػل الػَباجم‬
‫أهنا أكسع الطرؽ انتشارا على مدل العصور‪ ،‬كما انتسب إليها ا‪٤‬بئػات كاآلالؼ مػن أئمػة أعػبلـ‬
‫كعلماء كأكلياء‪.‬‬

‫كقد أجاد الدكتور ‪٧‬بمد درنيقة حيث ترجم أكثر من ََّ من أعػبلـ مشػاىّب القادريػة‬
‫ُب كتابػػو( الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب كأعػػبلـ القادريػػة) كمػػع ذلػػك فػػاف الػػذين ٓب يػػذكرىم أكثػػر‬
‫بكثّب‪ ،‬إال أنػو كغػّبه مػن مػؤلفي ىػذا العصػر ٘بنبػوا ذكػر كرامػات أىػل الكرمػات‪ ،‬كاكتفػوا بشػهرة‬
‫الشيخ كذكر علمو كمؤلفاتو كأحيانان صبلحو‪.‬‬

‫‪262‬‬
‫فلعل سبب ٘بنبهم لذكر الكرامات أف غّبىم من مػؤلفْب كتبػوا ُب ذلػك‪ ،‬كسػبب آخػر‬
‫ىو‪ :‬أالَّ يفتحوا على أنفسهم بابان من ا‪١‬بدؿ مع العواـ كبعض ا‪٤‬بنسػبْب إٔب فػرؽ شػاذة‪ ،‬إال أهنػم‬
‫بينوا أف لؤلكلياء كرامات كبينوا بعض األدلة على ذلك‪.‬‬

‫كالذم أراه أنو ال بأس بػذكر الكرامػات ال سػيما كرامػات ا‪٤‬بتػأخرين حػٌب يعلػم النػاس أف‬
‫الدنيا ال ‪ٚ‬بلو من أكلياء ذكم الكرامات‪.‬‬

‫كمن أمثلة‪ :‬انتشار القادرية بشػكل كاسػع‪ ،‬مػا ذكػره الػدكتور يوسػف ‪٧‬بمػد طػو زيػداف ُب‬
‫كتابػػو (الطريػػق الصػػوُب كفػػركع القادريػػة ُب مصػػر) نقػبلن عػػن كتػػاب بغيػػة ا‪٤‬برتػػاض كغػػّبه‪ .‬قػػاؿ‪ :‬إف‬
‫ابن تيمية يقوؿ ُب القرف السابع ا‪٥‬بجرم‪ ،‬أنو كلما قابل كاحدان من عامة ا‪٤‬بسلمْب كجده منتسػبان‬
‫للطريقة القادرية‪ٍ ،‬بَّ بْب انتشار الطريقة ُب العآب‪.‬‬

‫كيقوؿ الشيخ يونس بػن إبػراىيم السػامرائي ُب كتابػو (الشػيخ عبػد القػادر ا‪١‬بػيبل٘ب ‪:)‬‬
‫"ٍبَّ إف صا‪٢‬بان بن مهدم يذكر ُب كتابو األعبلـ الشا‪٨‬بة ُّٖ رباطان قادريان حوإب سنة ُٔٔ ىػ‬
‫ُب مكة ا‪٤‬بكرمة" فهذا دليل كاضح على انتشار الطريقة بشكل كاسع جدان‪.‬‬

‫ٍبَّ بػْب ُب كتابػػو أف التكايػػا القادريػػة مػػؤلت الػػببلد‪ٍ ،‬ب ذكػػر عػػددان مػػن التكايػػا القادريػػة ُب‬
‫العراؽ‪ ،‬كىا أنا أذكرىا‪ ،‬قاؿ‪:‬‬

‫ُ‪ .‬تكيػػة العقػػر (أك عقػػرة) للشػػيخ عبػػد العزيػػز بػػن الشػػيخ عبػػد القػػادر الكػػيبل٘ب‪ ،‬لػػو‬
‫مقػػاـ خػػارج العقػػر مػػن جبػػاؿ ا‪٤‬بوصػػل كُب شػػرؽ سػػوريا قريػػب إٔب سػػنجار بػػبلد‬
‫ا‪١‬ببػػاؿ فيهػػا جبػػل يسػػمى [جبػػل عبػػد العزيػػز]‪ ،‬مػػدفوف فيػػو مشػػس الػػدين ‪٧‬بمػػد‬
‫[االكحػػل مػػن ذريػػة الشػػيخ] عبػػد العزيػػز‪ ،‬ا‪٤‬بتػػوُب سػػنة ّٕٗ ىػ ػ ُّّٖـ بقريػػة‬
‫ا‪٢‬بياؿ‪...‬‬

‫ِ‪ .‬تكية الشيخ بّبحبلف ُب بركارم زير‪.‬‬

‫ّ‪ .‬تكية الشيخ أيب الوفاء الَبخسي‪ ،‬خليفة الشنبكي كزاكيتو ُب العقر كقربه يزار‪.‬‬

‫ْ‪ .‬تكية الشيخ علي ا‪٥‬بيٍب ُب القرية ما بْب زاخو كفيشخابور‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫ٓ‪ .‬تكيػػة الشػػيخ حسػػن ا‪١‬بوسػػقي ُب قريػػة جوسػػق الواقعػػة ُب مشػػاؿ جبػػاؿ ٖبػػّب ُب‬
‫جهة الغرب قريبة من قرية باكرمة كىي اآلف خربة‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬تكية الشيخ بقاء بن بطو‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬تكية الشيخ جنكيز البهدينا٘ب‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬تكيػػة الشػػيخ علػ ٌػي الرببػػانكي ُب قريػػة بربانػػك مػػن قػػرل العماديػػة كىػػي قريبػػة مػػن‬
‫سرسنك‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬تكية العمادية‪ :‬أسسها ا‪٤‬بلك خليل العباسي‪.‬‬

‫َُ‪ .‬تكيػػة زيوكػػاف القادريػػة‪ :‬أسسػػها الشػػيخ بػػّب ‪٧‬بمػػود الزيػػوكي العباسػػي ُب هنايػػة‬
‫القرف العاشر للهجرة‪.‬‬

‫ُُ‪ .‬تكيػػة بريفكػػاف القادريػػة‪ :‬أسسػػها الشػػيخ مشػػس الػػدين قطػػب ابػػن السػػيد عبػػد‬
‫الكر‪ٙ‬ب كىو من ذرية اإلماـ علي ‪.‬‬

‫ُِ‪ .‬تكية كلي رماف‪ :‬أسسها الشيخ أ‪ٞ‬بد الكلي رما٘ب‪.‬‬

‫ُّ‪ .‬تكيػػة السػػيد علػػي البنػػدنيجي‪ :‬أسسػػها السػػيد علػػي البنػػدنيجي ُب بغػػداد ُب‬
‫القرف الثا٘ب عشر للهجرة كىي كاقعة شرقي جامع الشيخ عبد القادر ُب ‪٧‬بلػة‬
‫فضوة عرب‪ ،‬يشرؼ عليها احملامي ىاشم بن صفاء الدين عبد اهلل‪.‬‬

‫ُْ‪ .‬تكية الشيخ موسى البندنيجي ُب مندٕب‪.‬‬

‫ُٓ‪ .‬تكية الشيخ خليفة معركؼ ُب مندٕب‪.‬‬

‫ُٔ‪ .‬تكية آؿ العابد ُب سامراء‪.‬‬

‫ُٕ‪ .‬تكية الشيخ إبراىيم ‪٧‬بمد ا‪٣‬بلف السامرائي ُب ‪٧‬بلة القلعة بسامراء‪.‬‬

‫ُٖ‪ .‬تكية الشيخ عبد القادر مصطفى آؿ شيخ ا‪٢‬بلقة ُب عقد النقيب‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫ُٗ‪ .‬تكي ػػة الش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد ب ػػن الش ػػيخ س ػػعيد ب ػػن الش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد كاك ػػو أ‪ٞ‬ب ػػد ُب‬
‫السليمانية‪.‬‬

‫َِ‪ .‬تكية الشيخ ‪٧‬بمد ‪ٝ‬بيل بن الشيخ ‪٧‬بمد علي الطالبا٘ب ُب مدينة كركوؾ‪.‬‬

‫ُِ‪ .‬تكية الشيخ ‪٧‬بيي الدين السيد صاّب الربز‪٪‬بي (ا‪٢‬بسيِب) مدينة أربيل‪.‬‬

‫ِِ‪ .‬تكية الشيخ شريف بن ا‪٢‬باج مصطفى ُب مدينة أربيل‪.‬‬

‫ِّ‪ .‬تكيػػة قريػػة ا‪١‬ببػػارم التابعػػة لناحيػػة قػػادر كػػرـ ُب ‪٧‬بافظػػة كركػػوؾ القػػائم عليهػػا‬
‫السيد عبد ا‪٥‬بادم بن السيد ‪٪‬بيب ا‪١‬ببارم كىم من السادة ا‪٢‬بسينية‪.‬‬

‫ِْ‪ .‬تكية بيت السيد قاسم التوٯبرم ُب منطقة كنعاف‪.‬‬

‫ِٓ‪ .‬تكيػة الشػيخ كاكػو مصػطفى بػن كاكػػو عبػد اهلل ُب قريػة ىػّباف قػرب شػػقبلكة‪،‬‬
‫كمػػا توجػػد ‪٥‬بػػذا الشػػيخ تكايػػا ُب راكتػػدكز كاربيػػل كداينػػة كُب كويسػػنجق كُب‬
‫صاببلؽ‪.‬‬

‫ِٔ‪ .‬تكية الشيخ عبد ا‪١‬بليل القادرم ُب كركوؾ‪.‬‬

‫ِٕ‪ .‬تكية الشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب التلعفرم ُب أربيل‪.‬‬

‫ِٖ‪ .‬تكية الشيخ حساـ الدين بن عز الدين الطالبا٘ب ُب كويسنجق‪.‬‬

‫ِٗ‪ .‬التكية الطالبانية مرشدىا اآلف الشيخ علي الطالبا٘ب ُب كركوؾ‪.‬‬

‫َّ‪ .‬تكية الشيخ حساـ الدين بن الشيخ هباء الدين ُب ‪٧‬بلة الشاترلو ُب كركوؾ‪.‬‬

‫ُّ‪ .‬تكيػػة السػػيد ‪٧‬بمػػد بػػن الشػػيخ عبػػد الكػػر‪ٙ‬ب بػػن السػػيد عبػػد القػػادر بػػن السػػيد‬
‫عبػػد الكػػر‪ٙ‬ب الكسػػنىزا٘ب الربز‪٪‬بػػي (ا‪٢‬بس ػػيِب) ُب كركػػوؾ‪( ،‬ينتسػػب اليػػوـ ‪٥‬بػػذا‬
‫الفػ ػػرع مريػ ػػدكف كثػ ػػر)‪ ،‬كق ػ ػػد ألػ ػػف الشػ ػػيخ ‪٧‬بم ػ ػػد كتاب ػ ػان بالطريقػ ػػة (القادري ػ ػػة‬
‫الكسنىزانية)‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫ِّ‪ .‬تكية الشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب داره خورما ُب ‪٧‬بلة خانقاه ُب أربيل‪.‬‬

‫ّّ‪ .‬تكية الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن بن شيخ ‪٧‬بمد األتركشي ُب أتركش‪.‬‬

‫ّْ‪ .‬تكية الشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب قادر كرـ ُب كركوؾ‪.‬‬

‫ّٓ‪ .‬تكية الشيخ أنور ‪٧‬بمد الشيخ عبد القادر الربيفكا٘ب ُب دىوؾ‪.‬‬

‫ّٔ‪ .‬تكية الشيخ ‪٧‬بمد بن الشيخ عبد القهار ُب قرية ماماف ُب ناحية الدكزكي ُب‬
‫دىوؾ‪.‬‬

‫ّٕ‪ .‬تكيػػة الشػػيخ جػػبلؿ الػػدين الربيفكػػا٘ب ُب قريػػة بريفكػػاف أسسػػها الشػػيخ نػػور‬
‫الدين الربيفكا‪.‬‬

‫ّٖ‪ .‬تكية الشيخ ‪٧‬بمد طاىر بن الشيخ طاىر ُب قرية الصولة‪.‬‬

‫ّٗ‪ .‬تكية الشيخ كاكا بن الشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب ُب أربيل‪.‬‬

‫َْ‪ .‬تكية الشيخ ذياب الشيخ ‪ٞ‬بادم ُب مدينة ا‪٢‬برية قرب الكاظمية‪.‬‬

‫ُْ‪ .‬تكية الشيخ سآب أ‪ٞ‬بد العلي ُب مدينة ا‪٢‬برية قرب الكاظمية‪.‬‬

‫ِْ‪ .‬تكية الشيخ سليماف الشيخ أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬بسْب ُب مدينة ا‪٢‬برية ُب الكاظمية‪.‬‬

‫ّْ‪ .‬تكية السيد ‪٧‬بمد نورم بن جرجيس ُب ا‪٤‬بوصل‪.‬‬

‫ْْ‪ .‬التكية القادرية ُب مسجد عثماف ا‪٣‬بطيب ُب ا‪٤‬بوصل‪.‬‬

‫ْٓ‪ .‬تكية الشيخ إبراىيم الركضاف ا‪١‬بميلي ُب بغداد ا‪١‬بديدة‪.‬‬

‫ْٔ‪ .‬تكية الشيخ ‪٪‬بم الشيخ ‪ٞ‬بيد العلواف ُب مدينة الزعفرانية قرب بغداد‪.‬‬

‫ْٕ‪ .‬تكية الشيخ ‪ٞ‬بيد كالشيخ عبد العزيز ُب صليخ ا‪١‬بديد‪.‬‬

‫ْٖ‪ .‬تكية الشيخ ‪٧‬بسن الشيخ منديل ُب بلد قرب سامراء‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫ْٗ‪ .‬تكية الشيخ أ‪ٞ‬بد الشيخ ‪٧‬بمود ا‪٢‬ببيب ُب الطارمية‪.‬‬

‫َٓ‪ .‬تكية السيد إبراىيم السيد حسْب السامرائي ُب بغداد ا‪١‬بديدة‪.‬‬

‫ُٓ‪ .‬تكية ‪٧‬بمد التوٯبرم ُب الزغفرانية ببغداد كغّبىا‪.‬‬

‫كيقوؿ الشيخ السامرائي ُب نفػس الكتػاب‪" :‬انتشػرت الطريقػة القادريػة ُب كثػّب مػن بػبلد‬
‫العػآب فهػي موجػودة‪ُ :‬ب العػراؽ ػ كسػوريا ػ كاألردف ػ كفلسػطْب ػ كلبنػاف ػ كا‪٤‬بغػرب ػ كا‪١‬بزائػر ػ‬
‫كتونس ػ كليبيا ػ كمصر ػ كالسوداف ػ كأثيوبيا ػ كالصوماؿ ػ كغانا ػ كالنيجػر ػ كمػإب ػ كغينيػا ػ كتشػاد‬
‫ػ كالكمػركف ػ كنيجريػا ػ كموزامبيػق ػ كسػّباليوف ػ كإيػراف ػ كأفغانسػتاف ػ كتركيػا ػ كالباكسػتاف ػ كا‪٥‬بنػد ػ‬
‫كبورمػا ػ كتايبلنػد ػ كماليزيػا ػ كأندكنيسػيا ػ كالصػْب ػ كاال‪ٙ‬بػاد السػوفياٌب ػ كيوغسػبلفيا ػ كألبانيػا‬
‫كغّبىا‪.‬‬

‫كتعد الطريقة القادرية أكسػع الطػرؽ الصػوفية انتشػاران ُب دكؿ العػآب ككػاف لرجا‪٥‬بػا الفضػل‬
‫الكبػػّب ُب نشػػر اإلسػػبلـ ُب قػػارة أفريقيػػا كقػػارة آسػػيا كمقارعػػة االسػػتعمار ٗبختلػػف أشػػكالو‪ ،‬كقػػد‬
‫ذاؽ االستعمار اإليطإب كالفرنسػي كاإل‪٪‬بليػزم كاألسػبا٘ب كا‪٥‬بوالنػدم كالربتغػإب علػى أيػدم أتبػاع‬
‫الطريقة القادرية األمرين‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كقد تفرعت عن الطريقة القادرية فركع كثّبة نذكر منها‪:‬‬

‫ُ‪ .‬العمارية ُب ا‪١‬بزائر كتونس‪.‬‬

‫ِ‪ .‬العركسية ُب طرابلس كا‪٤‬بغرب‪.‬‬

‫ّ‪ .‬األشرفية ُب تركيا‪ ،‬أسسها أشرُب أكغلو سنة ُّْٗر‪.‬‬

‫ْ‪ .‬البكائية ُب السوداف‪.‬‬

‫ٓ‪ .‬السمانية ُب السوداف‪.‬‬

‫ٔ‪ .‬بنياكة ُب دقاف‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫ٕ‪ .‬بوعلية ُب ا‪١‬بزائر كتونس‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬كوزرمار ُب ا‪٥‬بند‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬ا‪٤‬بشرفية ُب اليمن‪.‬‬

‫َُ‪ .‬العرابية ُب مصر‪.‬‬

‫ُُ‪ .‬ا‪٥‬بندية ُب تركيا‪.‬‬

‫ُِ‪ .‬ا‪٣‬بلوصية ُب تركيا‪.‬‬

‫ُّ‪ .‬النابلسية ُب تركيا‪.‬‬

‫ُْ‪ .‬الركمية ُب تركيا‪.‬‬

‫ُٓ‪ .‬الوسبلتية ُب تركية‪.‬‬

‫ُٔ‪ .‬اليافعية باليمن كالصوماؿ‪.‬‬

‫ُٕ‪ .‬ا‪٥‬بالسية ُب كردستاف‪ ،‬أسسها ضياء الدين الطالبا٘ب‪.‬‬

‫ُٖ‪ .‬الز‪٪‬برية ُب ألبانيا‪ ،‬أسسها علي بابا من جزيرة كريت‪.‬‬

‫ُٗ‪ .‬اليكطاشية‪ُ ،‬ب البانية‪.‬‬

‫َِ‪ .‬األىدلية‪ ،‬أسسها السيد علي بن عمر األىدؿ اليمِب‪.‬‬

‫ُِ‪ .‬البيومية‪ٗ ،‬بصر‪.‬‬

‫ِِ‪ .‬الكاباشية ُب السوداف‪ ،‬أسسها الشيخ الكاباشي‪.‬‬

‫ِّ‪ .‬الفضيلة‪ ،‬أسسها الشيخ ‪٧‬بمد فضل بالصحراء‪.‬‬

‫ِْ‪ .‬بيناكة أك القادرية االكربية ُب أندكنيسيا‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫ِٓ‪ .‬بينيوة ُب الصْب‪.‬‬

‫ِٔ‪ .‬ا‪٤‬بربدية‪ُ ،‬ب السنغاؿ‪.‬‬

‫كي ػػذكر ال ػػدكتور يوس ػػف زي ػػداف ُب كتاب ػػو الطري ػػق الص ػػوُب‪ :..‬أف ُب مص ػػر فركعػ ػان كث ػػّبة‬
‫للقادرية أبرزىا‪:‬‬

‫ِٕ‪ .‬القادرية الفارضية‪.‬‬

‫ِٖ‪ .‬كالقا‪٠‬بية‪.‬‬

‫ِٗ‪ .‬كالشرعية‪.‬‬

‫َّ‪ .‬كالنيازية‪ ،‬كسأنقل بعض كبلمو عن ىذه الفركع الحقان‪.‬‬

‫كي ػػذكر ال ػػدكتور ‪٧‬بم ػػد درنيق ػػة ُب كتاب ػػو (الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر كأع ػػبلـ القادري ػػة)‪ .‬ض ػػمن‬
‫كبلمو عن االنتشار الواسع للقادرية فركعا ‪٥‬با منها‪ :‬البكائية ُب السوداف‪.‬‬

‫ُّ‪ .‬كالقادرية ا‪٤‬بختارية‪.‬‬

‫ِّ‪ .‬كالقادرية أتباع زين العابدين بن سيدم أ‪ٞ‬بد‪.‬‬

‫ّّ‪ .‬كالقادرية أتباع الشيخ سيديا‪.‬‬

‫ّْ‪ .‬كالقادرية الفاضلية ‪ٝ‬باعة الشيخ سعديو‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬فالسػواد االعظػم مػن مسػلمي السػنغاؿ كغامبيػة كغينيػة كالنيجػر األعلػى ىػم قادريػة‬
‫من أتباع ىؤالء‪.‬‬

‫ّٓ‪ٍ .‬بَّ ُب ب ػػبلد أكالت ػػو‪ ،‬القادري ػػة الرقاني ػػة أتب ػػاع الش ػػيخ أ‪ٞ‬ب ػػد الرق ػػا٘ب كى ػػم ث ػػبلث‬
‫فرؽ‪...‬‬

‫ٍبَّ قاؿ‪ :‬كباإل‪ٝ‬باؿ فالقادرية ىم أكثر مبشرم الدين اإلسػبلمي ‪ٞ‬باسػة ُب غػرب أفريقيػا‪،‬‬
‫من السنغاؿ إٔب بنْب الٍب بقرب مصب النيجر‪...‬‬

‫‪269‬‬
‫كُب ببلد كارتا كماسينة‪ ،‬كلهم من مريدم الطريقة القادرية‪...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬الفاضلية (أك الفضيلة) كما ذكرىا السامرائي‪ ،‬تنقسم إٔب أربع فرؽ‪:‬‬

‫ّٔ‪ .‬فرقة الشيخ سعد ك‪٥‬بم نفوذ ُب منطقة الطرارزة كالسنغاؿ كغامبيا كغينيا‪...‬‬

‫ّٕ‪ .‬فرقة الشيخ ماء العينْب (ا‪٢‬بسِب) الذم قاكـ الفرنسيْب ُب ا‪٤‬بغرب كموريتانيا‪.‬‬

‫ّٖ‪ .‬كفرقة الشيخ ا‪٢‬بضرمي‪ ،‬كينتشر أتباعها ُب قبائل الساراكولية كالبمبارا‪.‬‬

‫ّٗ‪ .‬كفرقة الشيخ ‪٧‬بمد الفاضل كلد عبيدم‪...‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬كُب الشػػماؿ األفريقػػي قامػػت القادريػػة بنشػػر اإلسػػبلـ بػػْب ا‪١‬بماعػػات الرببريػػة‪ٍ ...‬بَّ‬
‫ذكر بعض الفركع الٍب مر ذكرىا‪.‬‬

‫قلػػت‪ :‬الفػػرع يكػػوف تابع ػان ألصػػل الطريقػػة‪ ،‬كقػػد يكػػوف ُب بعػػض الفػػركع بعػػض الَبتيبػػات‬
‫كالزيادات أك شيء من التخفيف اجتهادان أك بإشارة من مؤسسو علػى حسػب أحػواؿ النػاس مػع‬
‫البقاء على األصل ا‪٤‬بوافق للمؤسس األكؿ ا‪٤‬ببِب على الكتاب كالسنة‪.‬‬

‫كمػػن ا‪٫‬بػػرؼ عػػن الكتػػاب كالسػػنة ال يعػػد مػػن أىػػل الطريقػػة كإف ادعػػى االنتسػػاب إليهػػا‪،‬‬
‫فالفرع فيو شيء من االستقبللية مع بقاء النسبة لؤلصػل كسػبب تعػدد الفػركع ىػو أف شػيخان مػن‬
‫مشايخ الطريقة يوفػق للقيػاـ بالتجديػد كنشػر دعوتػو ُب ناحيػة أك عػدة نػو واح‪ ،‬فينتسػب إليػو خلػق‬
‫كثػػّبكف‪ ،‬فيسػػموف الفػػرع با‪٠‬بػػو أك اسػػم مبلئػػم للحػػاؿ فتعػػدد الفػػركع دليػػل خػػّب كدليػػل علػػى قػػوة‬
‫الطريقة كازدىارىا قلت‪ :‬كمن فركع الطريقة أيضان‪:‬‬

‫َْ‪ .‬الطريقة القادرية ا‪٤‬بوصلية‪.‬‬

‫ُْ‪ .‬كالكسنىزانية ُب العراؽ‪.‬‬

‫ِْ‪ .‬كالعزيزية نسبة إٔب السيد عبد العزيز بن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫ّْ‪ .‬كالكيبلني ػػة نس ػػبة ‪٤‬بش ػػايخ آؿ الك ػػيبل٘ب ا‪٢‬بم ػػويْب ال ػػذين ‪٥‬ب ػػم فض ػػل ُب نش ػػر‬
‫الطريقػػة ُب عػػدة دكؿ عربيػػة كعجميػػة‪ ،‬كيعػػود سػػندىا إٔب السػػيد عبػػد الػػرزاؽ‬
‫فيسميها البعض الرزاقية‪.‬‬

‫ْْ‪ .‬كالزعبية الٍب كسع انتشارىا ُب عدة دكؿ عربية كتركيا كغّبىا كقد تفرع منها‪.‬‬

‫ْٓ‪ .‬الذىبية‪ :‬نسبة إٔب الشيخ أ‪ٞ‬بد الدىيػيب الزعيب ا‪٤‬بلقب بالذىيب دفْب دار عمار‬
‫انتش ػػرت ُب نػ ػواحي طػ ػرابلس الش ػػاـ‪ُ ،‬ب الوق ػػت ال ػػذم ك ػػاف معظ ػػم ا‪٤‬بنتس ػػبْب‬
‫للطرؽ من أىل مشػاؿ لبنػاف لطريقػة القادريػة بسػبب ظهػور مشػايخ آؿ الػزعيب‪.‬‬
‫كمن فركع القادرية أيضان‪:‬‬

‫ْٔ‪ .‬الصمادية‪ُ ،‬ب دمشق نسبة ‪٤‬بشايخ آؿ الصمادم (ا‪٢‬بسينْب)‪.‬‬

‫ْٕ‪ .‬كالسفرجبلنية‪ُ ،‬ب دمشق نسبة ‪٤‬بشايخ آؿ السفرجبل٘ب (القادريْب)‪.‬‬

‫ْٖ‪ .‬كالباد‪٪‬بكية‪ُ ،‬ب حلب‪ ،‬كغّبىا‪.‬‬

‫ْٗ‪ .‬ا‪٥‬ببللية‪ُ ،‬ب حلب كغّبىا‪.‬‬

‫َٓ‪ .‬كا‪٤‬بكاشفية‪ ،‬إنتشارىا ُب السوداف كدكؿ أخرل‪.‬‬

‫ىذا كقد ذكر الشيخ السيد ‪٧‬بمػد علػي السنوسػي األدريسػي ا‪٢‬بسػِب ُب كتابػو (سلسػبيل‬
‫ا‪٤‬بعْب ُب الطرائق األربعْب) أف للطريقة القادرية أكثر مػن مػائٍب فػرع كال شػك أف الكػبلـ ُب ىػذا‬
‫اجملاؿ ٰبتاج إٔب ‪٦‬بلد ضخم ‪٤‬بن أراد التوسع فيو‪.‬‬

‫فجػػدير باإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب ‪ ‬أف يطلػػق عليػػو‪ :‬شػػيخ الكػػل ػ كشػػيخ الطػػرؽ ػ كسػػلطاف‬
‫االكلياء ػ كقطب األقطاب‪ ...‬نفعنا اهلل بو‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫ذكر يء من عره‬
‫كاف سيدنا الشيخ عبػد القػادر ‪ ‬يكثػر مػن الشػعر ُب ‪٦‬بالسػو كلػو أشػعار يتحػدث هبػا‬
‫عػػن نعػػم اهلل عليػػو‪ ،‬كمثػػل ىػػذه القصػػائد ال تصػػدر إال عػػن مػػتمكن ‪٧‬بفػػوظ مػػن الغػػركر كالكػػرب‪،‬‬
‫كبعػػد اإلذف بػػذلك‪ ،‬كإال فأمثػػاؿ الشػػيخ عبػػد القػػادر يش ػغًليوا ٕب ػب اهلل تعػػأب حػػٌب عػػن أنفسػػهم‪،‬‬
‫كىػػذا التحػػدث ٗبػػا مػ َّػن اهلل بػػو عليػػو شػػعران كػػاف أك غػػّبه ٰبػػرؾ قلػػب ا‪٤‬بريػػد كينشػػطو كيزيػػده ‪ٛ‬بسػػكان‬
‫بنهج الشيخ الكامل ا‪٤‬بوافق لكتاب اهلل تعأب كسنة نبيو‪.‬‬

‫أم ػػا إف ٘ب ػػاكز الك ػػبلـ ح ػػد التح ػػدث بنعم ػػة اهلل تع ػػأب فه ػػذا ش ػػيء م ػػذموـ م ػػردكد عل ػػى‬
‫صػػاحبو‪ ،‬كال يصػػدر ذلػػك عػػن كٕب مػػن أىػػل الصػػحو‪ ،‬أمػػا إف كػػاف مسػػتغرقان إٔب حػػد الغيبػػة عػػن‬
‫ػالف‪ ،‬كى ػػو ُب ى ػػذا ا‪٢‬ب ػػاؿ ل ػػيس مؤاخ ػػذان ألن ػػو خ ػػرج ع ػػن ح ػػد‬
‫ػبلـ ‪٨‬ب ػ ه‬
‫كعي ػػو فق ػػد يص ػػدر عن ػػو ك ػ ه‬
‫التكليف‪ ،‬كلكن ال يقتدل بو حْب يكوف هبذا ا‪٢‬باؿ‪.‬‬

‫أمػػا سػػيدم الشػػيخ عبػػد القػػادر فهػػو ‪٩‬بػػن حفظهػػم اهلل تعػػأب ُب حالػػة االسػػتغراؽ كغّبىػػا‬
‫مػػن الشػػطح الػػذم يتجػػاكز حػػد التحػػدث بنعمػػة اهلل‪ ،‬كقػػد بينػػت ُب صػػدر ىػػذا الكتػػاب أف مػػا‬
‫نسػػب إليػػو مػػن شػػطحات منهػػا مػػا يػػؤدم إٔب ا‪٣‬بػػركج مػػن ا‪٤‬بلػػة فهػػو مكػػذكب عليػػو‪ ،‬فػػإف أىػػل‬
‫عصره من األكابر ٓب ينقلوا عنو مثل ىذه التفاىات‪ ،‬بل كػانوا يعظمونػو كيقولػوف عنػو إنػو شػديد‬
‫التمسك بالشريعة‪.‬‬

‫كمػػا سػػأذكره مػػن قصػػائد ىنػػا لػػيس فيػػو مػػا يتجػػاكز حػػد التحػػدث بنعمػػة اهلل تعػػأب عليػػو‪،‬‬
‫كإف كاف بعض ظاىره قد يسميو البعض شطحان كلكنو من حيث البػاطن كا‪٤‬بعػُب فهػو حػق‪ ،‬فػإف‬
‫سيدم القطب الربا٘ب عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب من نعم اهلل تعأب على خلقو‪.‬‬

‫(البحر الكامل)‬ ‫فمن قصائده فعنا ا بو وأمد ا بإمداداتو‬


‫إال ول ػ ػ ػ ػ ػػي في ػ ػ ػ ػ ػػو األل ػ ػ ػ ػ ػ ُّػذ األ ي ػ ػ ػ ػ ػػب‬ ‫م ػ ػػا ف ػ ػػي الص ػ ػػبابة منه ػ ػػل مس ػ ػػتعذب‬
‫إال وم ْن لتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي أع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُّ وأقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب‬ ‫أو ف ػ ػػي ال ِوص ػ ػػاؿ مكا ػ ػ ػةٌ مخصوص ػ ػػة‬
‫ػت مناىله ػ ػػا و ػ ػػاب المش ػ ػػرب‬ ‫فَ َ لَ ػ ػ ْ‬ ‫ت لػ ػ ػ َػي األيػ ػ ػػاـ رو ػ ػ ػ صػ ػ ػػفوىا‬
‫َو َىبَ ػ ػ ػ ْ‬

‫‪272‬‬
‫ػب‬
‫ال يهتػػ ػػدي فيهػ ػ ػػا اللبيػػ ػػب فَػيَ ْخطُػ ػ ػ ُ‬ ‫وغػ ػ ػ ػػدوت مخطوب ػ ػ ػ ػاً لكػ ػ ػ ػػل كريمػ ػ ػ ػػة‬
‫ػب‬ ‫أ ػ ػػا مػ ػػن رجػ ػ ٍ‬
‫ػب ال مػػ ػػاف وال يػػ ػػرب م ػ ػػا يَػ ْرَىػ ػ ػ ُ‬ ‫ريْ ػ ػ َ‬ ‫ػاؿ ال يَ َخػ ػػاؼ جليسػ ػػهم‬
‫عُلْوي ػ ػ ػ ػ ػػة وبك ػ ػ ػ ػ ػػل ج ػ ػ ػ ػ ػػيي موك ػ ػ ػ ػ ػػب‬ ‫ق ػ ػ ػػوـ له ػ ػ ػػم ف ػ ػ ػػي ك ػ ػ ػػل م ػ ػ ػػد رتب ػ ػ ػػة‬
‫ربػ ػ ػ ػاً وف ػ ػ ػػي العليػ ػ ػ ػ ِاء ب ػ ػ ػػا ٌز أ ػ ػ ػػهب‬ ‫أ ػ ػ ػػا بلب ػ ػ ػػل األفػ ػ ػ ػراح أمػ ػ ػ ػألُ دوحه ػ ػ ػػا‬
‫ب‬
‫وع ػ ػ ػ ػ ػاً ومهمػ ػ ػ ػ ػػا ُرْمتُػ ػ ػ ػ ػػوُ ال يع ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫ػب ت ػ ػ ػ ػػت‬ ‫أض ػ ػ ػ ػ ت جيػ ػ ػ ػػوش ال ػ ػ ػ ػ ك‬
‫ػب‬
‫أرجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو وال َم ْوعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػود ًة أترقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫مش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيئتي‬
‫ػت مكا ػ ػ ػ ػ ػةً ال توى ػ ػ ػ ػػب‬ ‫حت ػ ػ ػ ػػى بلغ ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫أص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ت ال أمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً وال أمني ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫ػذىب‬
‫ت ى ػ ػو و ػ ػػن لهػ ػػا الط ػ ػراز المػ ػ ُ‬ ‫م ػ ػػا زل ػ ػػت أرتػ ػ ػ ف ػ ػػي مي ػ ػػادين الرض ػ ػػا‬
‫ػرب‬ ‫ِ‬
‫أب ػ ػػداً عل ػ ػػى فَػلَ ػ ػػح العُلَ ػ ػػى ال تغ ػ ػ ُ‬ ‫أضػ ػ ػ ػ ػ ى ال م ػ ػ ػ ػػاف ك ل ػ ػ ػ ػ ٍػة مرقوم ػ ػ ػ ػ ٍػة‬
‫أفلػ ػ ػػت ػ ػ ػػموس األولػ ػ ػػين و مسػ ػ ػػنا‬

‫*******‬
‫(البحر ا‪٣‬بفيف)‬ ‫ك‪٩‬با ينسب إليو‪:‬‬
‫مرحبػ ػ ػ ػ ػ ػاً مرحبػ ػ ػ ػ ػ ػاً ب ى ػ ػ ػ ػ ػػل ال م ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫ػب ع ػ ػػن ب ػ ػػدور ال م ػ ػػاؿ‬ ‫ِ‬
‫ُرفػ ػ ػ َ ال َ ْ ػ ػ ُ‬
‫ت بػ ػ ػ ػػين المػ ػ ػ ػػوالي‬ ‫فس ػ ػ ػ ػ ْد ُ‬ ‫ِ ٍ‬
‫عبػ ػ ػ ػػد رؽ ُ‬ ‫ض ػ ػ ػ ػ ػوا عػ ػ ػ ػ ػػن‬
‫ور ُ‬
‫َملكػ ػ ػ ػ ػػو ي ب ػ ػ ػ ػ ػػبهم َ‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ف ػ ػ ػػي بص ػ ػ ػػائِر الن ػ ػ ػػاس ح ػ ػ ػػالي‬ ‫ع ػ ػ ػ ػػاملو ي ِ‬
‫بلطف ِه ػ ػ ػ ػػم ف ػ ػ ػ ػػي غرام ػ ػ ػ ػػي‬
‫ػت ف ػ ػ ػ ػ ػػي ُح ُ ػ ػ ػ ػ ػػوِر ال ػ ػ ػ ػ ػػد ِ‬
‫الؿ‬ ‫فَػتَربي ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫ػواىم‬
‫فر ُح ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ي بص ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؼ َراح ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬
‫َرِح ُم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ي وأ َع ُم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوا بالوص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫إف أرادوا الصػ ػ ػ ػػدود يَػ ْفػ ػ ػ ػ َػن ُو ُجػ ػ ػ ػػودي‬
‫ىكػ ػ ػ ػ ػػذا ىكػ ػ ػ ػ ػػذا تكػ ػ ػ ػ ػػو ُف المػ ػ ػ ػ ػػوالي‬ ‫ػدو ي‬
‫ػنه ْم َىػ ػ ػ ػ ْ‬
‫وإذا مػ ػ ػ ػػا ضػ ػ ػ ػػللت عػ ػ ػ ػ ُ‬
‫إ نػ ػ ػ ػ ػ ػػي عن ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكم ع ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ وغ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالي‬ ‫ػيكم‬
‫س ػ ػ ػ ػػادتي س ػ ػ ػ ػػادتي ب ق ػ ػ ػ ػػي عل ػ ػ ػ ػ ْ‬
‫مػ ػ ػػات وىمػ ػ ػػي ب ُكػ ػ ػ ْػم وبػ ػ ػػا َف بيػ ػ ػػالي‬ ‫ػواكم‬
‫ػب قلػ ػػب سػ ػ ْ‬ ‫مػ ػػا بَػ َق ػ ػ ْي لػ ػػي حبيػ ػ ُ‬
‫س إف ِحبّػ ػ ػ ػ ػي َم َلػ ػ ػ ػ ػي‬ ‫َركوقُػ ػ ػ ػػوا الكػ ػ ػ ػ ػ َ‬ ‫ب يػ ػ ػ ػ ػ ػػاتي علػ ػ ػ ػ ػ ػػي ُك ُم يػ ػ ػ ػ ػ ػػا ُس ػ ػ ػ ػ ػ ػ َقاتي‬

‫(البحر الوافر)‬ ‫ك‪٩‬با ينسب إليو ىذه القصيدة كتسمى الغوثية‪:‬‬

‫فقل ػ ػ ػ ػػت لِ َخ ْمرت ػ ػ ػ ػػي ػ ػ ػ ػ ػ ِوي تع ػ ػ ػ ػػالي‬ ‫ػب كاس ػ ػ ػػات الوص ػ ػ ػػاؿ‬
‫س ػ ػ ػػقا ي ال ُ ػ ػ ػ ُّ‬

‫‪273‬‬
‫ػين المػ ػ ػ ػػوالي‬ ‫فهمػ ػ ػ ػػت بسػ ػ ػ ػػكرتي بػ ػ ػ ػ َ‬ ‫سػػػعت ومشػ ػػت لن ػػوي فػ ػػي ُكػ ػ ُػؤ ٍ‬
‫وس‬
‫رجػ ػ ػ ػ ػػالي‬‫بِ َ ػ ػ ػ ػ ػػا ي وادبلػ ػ ػ ػ ػػوا أ ػ ػ ػ ػ ػػتم َ‬ ‫ػت لس ػ ػ ػ ػػائر األقط ػ ػ ػ ػػاب لُ ُّم ػ ػ ػ ػػوا‬
‫وقل ػ ػ ػ ػ ُ‬
‫ػوـ ب ػ ػ ػ ػػالوافِي َم َلػ ػ ػ ػ ػي‬ ‫فس ػ ػ ػ ػػاقي الق ػ ػ ػ ػ ِ‬ ‫وىيم ػ ػ ػ ػػوا وا ػ ػ ػ ػ ػربوا أ ػ ػ ػ ػػتم جن ػ ػ ػ ػػودي‬
‫ص ػ ػ ػ ػ ػ ػاَلي‬ ‫ِ‬
‫وال لػ ػ ػ ػ ػ ػػتُ ْم عُلُػ ػ ػ ػ ػ ػ ّػوب وات ِْ َ‬ ‫ػ ػ ػػربتُ ْم فضػ ػ ػػلتِي مػ ػ ػػن بعػ ػ ػ ٍػد سػ ػ ػػكري‬
‫مقػ ػ ػ ػ ػػامي فػ ػ ػ ػ ػػوقكم مػ ػ ػ ػ ػػا زاؿ عػ ػ ػ ػ ػػالي‬ ‫ػام ُك ُم العُػ ػ ػ ػ ػ ػ جمعػ ػ ػ ػ ػ ػاً ولك ػ ػ ػ ػ ػ ْػن‬ ‫مق ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬
‫وم ػ ػػن ذا ف ػ ػػي المػ ػ ػ أُ ْعطَػ ػػى ِمثَػ ػػالي‬ ‫ػهب ك ػ ػ ػ ػ كل ػ ػ ػ ػػي ٍ‬ ‫ي أ ػػػػ ُ‬ ‫أ ػ ػ ػ ػػا البػ ػ ػ ػػاز ُّ‬
‫ت الس ػ ػػع َد ِم ػ ػ ْػن َم ػ ػ ْػولَى الم ػ ػػوالي‬
‫و لػ ػ ػ ُ‬ ‫ػرت قُطبػ ػ ػاً‬ ‫الع ْل ػ ػ َػم حت ػ ػػى ص ػ ػ ُ‬ ‫ػت ِ‬ ‫درس ػ ػ ُ‬
‫وتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو َِجني بتي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ػاف الكمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫كس ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ي بلع ػ ػ ػ ػ ػ ػػة بطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا ِز ِعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫وقل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ى وأعط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ي ُس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َػؤالي‬ ‫وأ لعن ػ ػ ػ ػ ػ ػػي عل ػ ػ ػ ػ ػ ػػى س ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػديم‬
‫فَ ُ ْك ِم ػ ػ ػ ػي اف ػ ػ ػ ػ ْذ فػ ػ ػ ػػي كػ ػ ػ ػػل عػ ػ ػ ػػالي‬ ‫ووالّ ػ ػ ػ ػػي عل ػ ػ ػ ػػى األقط ػ ػ ػ ػػاب َج ْمعػ ػ ػ ػ ػاً‬
‫ػت مػ ػ ػػن س ػ ػ ػ كر حػ ػ ػػالي‬ ‫ت وا طفػ ػ ػ ْ‬ ‫لػ ػ ػػذابَ ْ‬ ‫ػت ِس ػ ػ ػ ػ كري وسػ ػ ػ ػػط ػ ػ ػ ػػار‬ ‫فلػ ػ ػ ػػو ألقيػ ػ ػ ػ ُ‬
‫ػدرة المػ ػ ػ ػػولى َسػ ػ ػ ػ َػعى لػ ػ ػ ػػي‬ ‫لقػ ػ ػ ػػاـ بقػ ػ ػ ػ ِ‬ ‫ػت‬‫ػت س ػ ػ ػ ػ كري فػ ػ ػ ػػوؽ م ْيػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ولػ ػ ػ ػػو ألقيػ ػ ػ ػ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت وابتفػ ػ ػ ػ ػػت بػ ػ ػ ػ ػػين الرمػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ُدك ْ‬ ‫ولػ ػ ػ ػػو ألقيػ ػ ػ ػػت س ػ ػ ػ ػ كري فػ ػ ػ ػػي جبػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػاؿ‬
‫لص ػ ػػار الك ػ ػػل غ ػ ػػورا ف ػ ػػي الػ ػ ػ واؿ‪...‬‬ ‫ول ػ ػ ػ ػػو ألقي ػ ػ ػ ػػت سػ ػ ػ ػ ػ كري ف ػ ػ ػ ػػي ب ػ ػ ػ ػػا ٍر‬

‫قػاؿ‪:‬‬
‫و َ ػ ػ ػ ػاووش الس ػ ػ ػ ِ‬
‫ػعادة ق ػ ػ ػػد بَػ ػ ػ ػ َدا ل ػ ػ ػػي‬ ‫ػت‬
‫ب ػ ػػولي ف ػ ػػي الس ػ ػػما واألرض دق ػ ػ ْ‬
‫بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػآداب وحلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػم واتصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫أ ػ ػ ػػا ػ ػ ػػي المشػ ػ ػػاي ُح ػ ػ ػ ت علم ػ ػ ػاً‬
‫وـ قات ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػل عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد القتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬
‫ع ػػػػػػػ ٌ‬ ‫مريػ ػ ػ ػ ػػدي ال تخػ ػ ػ ػ ػػف َو ْ ػ ػ ػ ػ ػػياً فػ ػ ػ ػ ػػإ ي‬
‫الم َعػ ػ ػ ػ ػ ػػالي‬
‫ػت َ‬‫َحبَػ ػ ػ ػ ػ ػػا ي ِرفع ػ ػ ػ ػ ػ ػةَ لػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫مري ػ ػ ػ ػ ػػدي ال تخ ػ ػ ػ ػ ػػف ف ػ ػ ػ ػ ػػا رب ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫عل ػ ػ ػػى ق ػ ػ ػػدـ النب ػ ػ ػػي ب ػ ػ ػػدر الكم ػ ػ ػػاؿ‬ ‫وكػ ػ ػ ػ ػ ػػل ولػ ػ ػ ػ ػ ػػي لػ ػ ػ ػ ػ ػػوُ قػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ وإ ْػ ػ ػ ػ ػ ػ ِي‬
‫وأع م ػ ػ ػ ػ ػ ػػي عل ػ ػ ػ ػ ػ ػػى رؤس ال ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬ ‫أ ػ ػػا ال يل ػ ػ ُّػي م يػ ػ ػي ال ػ ػػدين اس ػ ػػمي‬
‫وج ػ ػ ػػدي ص ػ ػ ػػاحب الع ػ ػ ػػي ِن الكم ػ ػ ػػاؿ‬ ‫وعبػ ػ ػ ػػد القػ ػ ػ ػػادر المشػ ػ ػ ػػهور اسػ ػ ػ ػػمي‬
‫كتعػ ػ ػ ػ ػػداد الرمػ ػ ػ ػ ػػاؿ َم ػ ػ ػ ػ ػ َ ال بػ ػ ػ ػ ػػاؿ‪.‬‬ ‫علي ػ ػ ػ ػػو صػ ػ ػ ػ ػ ة رب ػ ػ ػ ػػي ك ػ ػ ػ ػػل وق ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػت‬

‫(البحر ا‪٣‬بفيف)‬ ‫ك‪٩‬با ينسب إليو ىذه األبيات‪:‬‬

‫‪274‬‬
‫أ ػ ػ ػ ػ ػػا ػ ػ ػ ػ ػػي الػ ػ ػ ػ ػػورب لكػ ػ ػ ػ ػػل إمػ ػ ػ ػ ػػاـ‬ ‫أ ػ ػ ػػا شػ ػ ػ ُػر العلػ ػ ػػوـ والػ ػ ػػدرس ػ ػ ػػغلي‬
‫أ ػ ػ ػػت قطػ ػ ػػب علػ ػ ػػى جمي ػ ػ ػ األ ػ ػ ػػاـ‬ ‫قالػ ػ ػ ػ ػ ػػت األوليػ ػ ػ ػ ػ ػػاء جمع ػ ػ ػ ػ ػ ػاً بع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ـ‬
‫ي بِعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ ورفع ػ ػ ػ ػ ػ ػػة واحتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراـ‬ ‫ِ‬
‫عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ْ‬ ‫ي ػ ػ ػ ػػا مري ػ ػ ػ ػػدي ل ػ ػ ػ ػػح الهن ػ ػ ػ ػػا ب ػ ػ ػ ػػدواـ‬
‫عنػ ػ ػ ػ ػػد ربػ ػ ػ ػ ػػي ف ػ ػ ػ ػ ػ يُػ ػ ػ ػ ػ َػر ُّد ك مػ ػ ػ ػ ػػي‬ ‫أ ػ ػ ػػا فػ ػ ػػي ال شػ ػ ػػر ػ ػ ػػاف ٌ لِ ُمريػ ػ ػػدي‬
‫و ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرا ٍز ِ‬
‫وبل َْع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػة بابتت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ‬ ‫يف ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫ػاج تش ػ ػ ػ ػ ػ ػر ِ‬
‫وكسػ ػ ػ ػ ػ ػػا ي بتػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ػب وقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدوة لأل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ‬
‫أ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا قطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬ ‫ػالح َوَولِػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫أ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ٌ وص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬
‫ي المطصػ ػ ػ ػػفى ػ ػ ػ ػػفي األ ػ ػ ػ ػػاـ‬ ‫ج ػ ػ ػ ػ كد َ‬ ‫أ ػ ػ ػ ػػا عبػ ػ ػ ػ ػ ٌد لق ػ ػ ػ ػػاد ٍر ػ ػ ػ ػػاب وقتػ ػ ػ ػ ػي‬
‫وعلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بِطُػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ػوؿ الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدواـ‬ ‫فعليػ ػ ػ ػػو الص ػ ػ ػ ػ ة فػ ػ ػ ػػي كػ ػ ػ ػػل وقػ ػ ػ ػػت‬
‫‪...................‬‬
‫(البحر الكامل)‬ ‫كمن شعره‪:‬‬
‫لم ػ ػ ػ ػػا بلغن ػ ػ ػ ػػا ف ػ ػ ػ ػػي الغػ ػ ػ ػ ػراـ َم َر َامنَ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ت علػ ػػى أعلػ ػػى الػ ػػورب أع منػ ػػا‬ ‫ُرفِ َع ػ ػ ْ‬
‫فُقنػ ػ ػ ػ ػ ػػا الػ ػ ػ ػ ػ ػػذين تقػ ػ ػ ػ ػ ػػد َموا قػ ػ ػ ػ ػ ػػد َامنَا‬ ‫إف كػػ ػ ػ ػ ػػاف أب َرَػػ ػ ػ ػ ػػا ال مػػ ػ ػ ػ ػػا ُف فإ نػػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫صػ ػ ْػب َن ِبيَ َامنَػ ػػا‬
‫السػ ػ َػهى َ ػ ػ َػرفاً َ َ‬ ‫وعلػ ػػى ُّ‬ ‫ػوؿ العػ ػ ػ ك ف ػ ػػي س ػ ػػاحاتنا‬
‫ت بػػ ُ‬ ‫ض ػ ػ َػربَ ْ‬‫َ‬
‫وإمامن ػ ػ ػ ػػا المه ػ ػ ػ ػػدي فه ػ ػ ػ ػػو ِبتَامن ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ولن ػ ػ ػ ػػا مقام ػ ػ ػ ػػات الوالي ػ ػ ػ ػػات العل ػ ػ ػ ػػى‬
‫ػاب ركابُػنَ ػ ػ ػػا‬ ‫ػاؿ عل ػ ػ ػػى كػ ػ ػ ػ كل ال كرك ػ ػ ػ ِ‬ ‫عػػػ ٍ‬ ‫و ُبيولُنػ ػ ػ ػ ػػا مشػ ػ ػ ػ ػػهورة بػ ػ ػ ػ ػػين الػ ػ ػ ػ ػػورب‬
‫زاؿ ف ػ ػ ػ ػ ػػي إكر ِامنَػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ومريػ ػ ػ ػ ػ ػ ُد ا م ػ ػ ػ ػ ػػا َ‬ ‫وجليس ػػنا ل ػػم يشػ ػ َ يومػ ػاً ف ػػي ال ػػورب‬
‫ص ػ ػ ػ ػػاتِنَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ػ ػ ػ ػػالع ُّ ثُػ ػ ػ ػػم العػ ػ ػ ػ ػ ُّ ف ػ ػ ػ ػػي َع َر َ‬ ‫ػي ي ػ ػػا ُمري ػ ػػدي منػ ػ ػاً ف ػ ػػي ِغ ْبطَ ػ ػ ٍػة‬ ‫عػػ ْ‬
‫ِ‬
‫ػوب المنك ػ ػ ػرين ِسػ ػ ػ َػه ُامنَا‬ ‫ت قلػ ػ ػ َ‬ ‫َر َ ػ ػ ػ َق ْ‬ ‫ػود حقيقػ ػ ػةً‬ ‫ػاب الوج ػ ػ ِ‬ ‫ػب أقط ػ ػ ِ‬ ‫أ ػ ػػا قط ػ ػ ُ‬
‫واألولي ػ ػ ػ ػ ػػا َج ْمعػ ػ ػ ػ ػ ػاً بِ ِظػ ػ ػ ػ ػ ػ كل ِببَابِنَ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫قطػ ػ ػ ػ ػػب ال مػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػاف وغَ ْوثػُ ػ ػ ػ ػػوُ وم ػ ػ ػ ػ ػ ذُهُ‬ ‫ُ‬
‫ص ػ ػ ػ ػ ػ َ ابِنَا‬ ‫اب ثػ ػ ػ ػ ػػم ِ‬ ‫واآلؿ واألصػ ػ ػ ػ ػ ِ‬ ‫ث ػ ػ ػػم الصػ ػ ػ ػ ة عل ػ ػ ػػى النب ػ ػ ػػي م م ػ ػ ػػد‬

‫(البحر الطويل)‬ ‫كلو أيضان‪:‬‬


‫ػتح البصػ ػ ػ ِ‬
‫ػيرة‬ ‫و ػ ػ ػػادمنى ص ػ ػ ػ و ِب بفػ ػ ػ ِ‬ ‫ػت س ػ ػػريرتي‬ ‫ولم ػ ػػا ص ػ ػػفا قلب ػ ػػي و اب ػ ػ ْ‬
‫وقػػد مػػن بالتص ػريف فػػي كػػل ِِ حالػ ِػة‬ ‫ت ب ػ ػ ػ ػ ف ا مػ ػ ػ ػػولى الواليػ ػ ػ ػ ِػة‬
‫ػ ػ ػ ػػه ْد ُ‬
‫س ػ ػ ػ ْك َرتي‬ ‫ِ‬
‫ف سػ ػ ػػكر ي حق ػ ػ ػاً فهمػ ػ ػػت ب َ‬ ‫سػ ػ ػػقا ي إلهػ ػ ػػي مػ ػ ػػن كػ ػ ػػؤوس ػ ػ ػػرابِ ِو‬

‫‪275‬‬
‫وم ػ ػ ػ ػػا ػ ػ ػ ػػرب العش ػ ػ ػ ػػاؽ إال بقيتػ ػ ػ ػ ػي‬ ‫س دائػػراً‬ ‫ِ‬
‫ػل تَ ػ َػر الك ػ َ‬
‫وفػػي حا نَػػا فاد ُبػ ْ‬
‫ػت لِػ َػي الكاسػػات مػػن كػػل ِو ْجهػ ِػة‬ ‫ّوُزقػ ْ‬ ‫ػت بيػولي فػػي األراضػي جميعهػػا‬ ‫وجالَ ْ‬
‫واألرض تعلػ ػ ُػم شػ ػػوتي‬ ‫ِ‬ ‫وأىػ ػػل السػ ػػما‬ ‫قت لِي الرايات في األرض والسػما‬ ‫ود ْ‬‫ِ‬
‫ػرب غوثػ ػاً ورحم ػ ِػة‬ ‫ت ألى ػػل الك ػ ِ‬ ‫فص ػ ْػر ُ‬ ‫ػار ػػرقاً ومغربػ ػاً‬ ‫و َ ػػاووش ُم ْلك ػػي َس ػ َ‬
‫وم ْه َ تِػي‬ ‫ػربت بكاسػػ ػ ػ ِ‬
‫ػات الغ ػ ػ ػ ِ‬
‫وجسػمي ُ‬ ‫بها ا تعشت روحي ْ‬ ‫ػراـ سػ ػ ػ ػ فَةً‬ ‫ػػػ ُ‬
‫أديػ ػ ػ ػ ػػر علػ ػ ػ ػ ػػيهم كػ ػ ػ ػ ػػرًة بع ػ ػ ػ ػ ػ َد كػ ػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ػرة‬ ‫ػرت أ ػػا السػػاقِى لمػ ْػن كػػاف حاضػػراً‬ ‫وص ُ‬
‫ُ‬

‫أتػػى اإلذف حتػػى تَػ ْع ِرفػػوا مػػن حقيقت ػي‬ ‫ػوؿ فخ ػ ػراً وإ مػ ػػا‬
‫ػت ىػ ػػذا القػ ػ َ‬
‫ومػ ػػا قلػ ػ ُ‬
‫ػت ولػ ػ ػ ػػي فػ ػ ػ ػػي مقػ ػ ػ ػػاـ الواليػ ػ ػ ػ ِػة‬
‫ف ػػػػ َ‬ ‫ػل وال تخػف‬ ‫وما قلت حتى قيل لػي ق ْ‬
‫ػوـ القيام ػ ػ ِػة‬
‫ػح ف ػ ػػي ال ػ ػػد يا وي ػ ػ َ‬ ‫ألح ِمي ػ ػ َ‬
‫ْ‬ ‫مري ػػدي تمس ػػح ب ػػي وك ػ ْػن بِ ػ َػي واثقػ ػاً‬
‫أريػ ػ ػ ُد ُكمو تمش ػ ػػوف ريػ ػ ػ ال مي ػ ػ ِ‬
‫ػدة‬ ‫حػ ػ ػ ػ ػػوائِ ُ ُكم مقضػ ػ ػ ػ ػػية غيػ ػ ػ ػ ػ َػر أ نِػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫ُ‬
‫ػب ِعػ ػ ػ ػ عن ػ ػ ػػد أى ػ ػ ػػل الطريق ػ ػ ػ ِػة‬ ‫ِ‬
‫مرات ػ ػ ػ ُ‬ ‫ػوس فإ هػ ػ ػػا‬ ‫كسػ ػ ػ َػر النفػ ػ ػ ِ‬ ‫وأوصػ ػ ػػيكمو ْ‬
‫ت ػ ػ ػ ْدهُ ص ػ ػػغيراً ف ػ ػػي عي ػ ػػوف األقل ػ ػػة ِِ‬ ‫وم ػ ػ ػ ػ ػ ػػن حدثت ػ ػ ػ ػ ػ ػػو فس ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بتكبّػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍر‬
‫مػ ػ ػ ػ ػ ػ َ ا َع تْ ػ ػ ػ ػ ػػوُ جميػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ البري ػ ػ ػ ػ ػ ِػة‪.‬‬ ‫ومػ ػ ػػن كػ ػ ػػاف فػ ػ ػػي حاالتِػ ػ ػ ِػو متواضػ ػ ػ ِػعاً‬

‫تع ػ ػ ػ ػػي س ػ ػ ػ ػػعيداً ص ػ ػ ػ ػػادقاً بم بت ػ ػ ػ ػػي‬ ‫مخلص ػ ػ ػاً‬‫ِ‬ ‫ػت‬ ‫فكػ ػ ػػن قػ ػ ػ ِ‬
‫ػادري الوقْػ ػ ػ ِ‬
‫َ‬
‫أ ػ ػ ػػا عب ػ ػ ػػد الق ػ ػ ػػادر ػ ػ ػػي الطريق ػ ػ ػ ِػة‬ ‫ف ػ ػ ػ ػ كدي رسػ ػ ػ ػػوؿ ا ػ ػ ػ ػػو م مػ ػ ػ ػػد‬
‫‪...................‬‬
‫(البحر الطويل)‬ ‫كمن شعره‪:‬‬
‫حبيب ػ ػ ػ ػػا ت ل ػ ػ ػ ػػى للقل ػ ػ ػ ػػوب ف ن ػ ػ ػ ػ ِ‬
‫ػت‬ ‫ػاف حضػرتي‬ ‫ظرت بعين ِ‬
‫الف ْكػ ِر فػي ح ِ‬ ‫ُ‬
‫فكػػاف مػػن السػػاقي ُبم ػاري وسػػكرتي‬ ‫س م ػ ػ ػػن مدام ػ ػ ػ ِػة حب ػ ػ ػػو‬
‫س ػ ػ ػػقا ي بكػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫فل ػ ػ ػ ػ ػػذ ب ن ػ ػ ػ ػ ػػابي إف اردت م ػ ػ ػ ػ ػػودتي‬ ‫وس ػ ػ ػ ػ ػ كري بس ػ ػ ػ ػ ػ كر ا سػ ػ ػ ػ ػػار بخلقػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ت بخل َْعتِ ػي‬ ‫ػمو ُ‬ ‫ِ‬
‫علػػى ػػور سػػينَا قػػد سػ ْ‬ ‫وأصػ ػػب ت بػ ػػالواد المقػ ػػدس جالسػػ ػاً‬
‫ػب بع ػ ػػد القطيع ػ ػ ِػة‬ ‫وأحي ػ ػػا ف ػ ػػؤاد الص ػ ػ ك‬ ‫وذك ػػري جل ػ َػى األبص ػػار بع ػػد ِغش ػػائِها‬
‫ومرتبت ػ ػ ػػي فاق ػ ػ ػػت عل ػ ػ ػػى ك ػ ػ ػػل ُرتْػبَػ ػ ػ ػ ِة‬ ‫وجػػودي سػػرب فػػي ِس ػ كر ِس ػ كر ال قيق ػة‬
‫وم ػ ػ ػ ػػوالي م ػ ػ ػ ػػا أعط ػ ػ ػ ػػاىم كعطيتػ ػ ػ ػ ػي‬ ‫وكله ػ ػ ػ ػ ػػم عنػ ػ ػ ػ ػ ػي يقول ػ ػ ػ ػ ػػوا ويَػ ْنقل ػ ػ ػ ػ ػػوا‬

‫‪276‬‬
‫ألقص ػ ػ ػػى بػ ػ ػ ػ د ا حق ػ ػ ػػت واليتػ ػ ػ ػي‬ ‫ُولكي ػ ػ ػػت عل ػ ػ ػػى ك ػ ػ ػػل ال ػ ػ ػػب د ب س ػ ػ ػػرىا‬
‫تخل ػػف ع ػػن قلب ػػي و ػػوري و ػػاعتي‬ ‫ول ػ ػ ػػيل بػ ػ ػ ػ رض ا قط ػ ػ ػػب مقط ػ ػ ػػب‬
‫وبا ػ ػػت لِػ ػ َػي األ ػ ػػوار مػ ػػن كػ ػػل وجهػ ػ ِػة‬ ‫والحػػت لِػ َػي األس ػرار مػػن كػػل جا ػػب‬
‫ت‬ ‫ػاؿ الراس ػ ػ ػػيات لَػ ػ ػ ػ ُد ْك ِ‬ ‫صػ ػ ػ ػ كم ال ب ػ ػ ػ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ػف ِس ػ ِره‬
‫ل ُ‬ ‫ػاىدت معنػػى لػػو بػػدا كشػ ُ‬ ‫و ػ ُ‬
‫أرض ا فػػي ال ػػاؿ بطػػوتي‬ ‫ػار ِ‬ ‫وأقطَػ ُ‬ ‫ػمل األُفْػ ػ ػ ِ ث ػ ػػم َمغيبُه ػ ػػا‬
‫َوَمطلػ ػ ػ ُ ػ ػ ِ‬
‫وح ْرمتػ ػي‬ ‫عل ػػى س ػػائر األقط ػػاب ق ػ ِ‬ ‫ػاب الوج ػ ػ ِ‬ ‫أ ػ ػػا قط ػ ػػب أقط ػ ػ ِ‬
‫ػولى ُ‬ ‫ػود حقيقػ ػ ػةً‬
‫ػياء ُػ ػ ّػراً به كم َِتػ ػ ػي‬ ‫ح ف ػ ػػي األ ػ ػ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ػوؿ و ػ ػ ػػد ٍة‬
‫توسػ ػ ػػل بنػ ػ ػػا فػ ػ ػػي كػ ػ ػػل ىػ ػ ػ ٍ‬
‫أغثْػ ػ ػ َ‬ ‫ْ‬
‫ي بل ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػدة‬ ‫ِ‬
‫أغثْػ ػ ػػوُ إذا م ػ ػ ػػا س ػ ػ ػػار ف ػ ػ ػػي أ ك‬ ‫مري ػ ػػدي إذا م ػ ػػا ك ػ ػػاف ػ ػػرقاً ومغربػ ػ ػاً‬
‫تع ػ ػ ػ ػػي س ػ ػ ػ ػػعيداً ص ػ ػ ػ ػػادقاً بم بت ػ ػ ػ ػػي‬ ‫ػت مخلص ػ ػ ػػا‬ ‫وك ػ ػ ػػن ق ػ ػ ػػادري الوق ػ ػ ػ ِ‬
‫ّ‬
‫‪...................‬‬
‫(البحر البسيط)‬ ‫كىذه األبيات‪:‬‬
‫ػوب قب ػػل بلػ ػ ِ الل ػػوح وال َقلَ ػ ِػم‬ ‫ولػ ػي ى ػ ً‬ ‫ل ػػي ىم ػػة بعض ػػها تَػ ْعلُ ػػو عل ػػى ال ِه َم ػ ِػم‬
‫ولػ ػ ػي مق ػ ػػاـ ولػ ػ ػي ربػ ػ ػ ٌ ولػ ػ ػي َح َرِم ػ ػػي‬ ‫ػف وال مثػ ػ ػػل‬ ‫ول ػ ػ ػي حبيػ ػ ػػب ب ػ ػ ػ كيػ ػ ػ ٍ‬
‫ػدمي‬ ‫س ػ ػيوفهم م ْش ػ ػهرات قص ػ ػ ُدىم عػ ػ ِ‬ ‫ػدت حػ ْػو َؿ ال ِ مػ َػى فرسػػا َف معركػ ٍػة‬ ‫وجػ ُ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫س ػ ػ ِػم‬ ‫ِ‬
‫ول ػ ػ ْػوا ى َامػ ػ ػاً لن ػ ػػو الػ ػ ػ ْعم بال ُ َ‬ ‫ف لػػت ف ػػيهم وف ػػي أيػػدي لَه ػ ْػم بَػتَ ػ ػ ٌر‬
‫وسػ ُّػر ػاعَ فػػي (األ َُمػ ِػم)‬ ‫بين(العبػػاد) ِ‬ ‫رسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ُم َع ْربِ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َدة‬
‫للقادريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة فُ َ‬
‫فَلػ ػ ػ ْػم أر قَ ػ ػ ػ َدماً تًػ ْعلُػ ػ ػػو َعلَػ ػ ػػى قَ ػ ػ ػ َد ِمي‬ ‫ت َج ْو َى َرَىػػا‬ ‫ػار وقّػ ْد أظ َْهػ ْػر ُ‬ ‫ػت الب ػ َ‬ ‫غصػ ُ‬

‫كتكلم ‪ ‬يومان ُب الركح ٍب سكت ٍب جلس ٍب قاـ كىو يقوؿ‪:‬‬

‫مػ ػػن قبػ ػػل وجودىػ ػػا وىػ ػػي فػ ػػي العػ ػػدـ‬ ‫ػت ب كػ ػ ػ ٍػم فػ ػ ػػي ِ‬
‫الق ػ ػ ػ َدِـ‬ ‫روحػ ػ ػػي ألفػ ػ ػ ْ‬
‫أف أ ق ػ ػػل ع ػ ػػن ػ ػػرؽ ى ػ ػػواكم ق ػ ػػدمي‬ ‫ػل بػ ػػي مػ ػػن بعػ ػػد عرفػ ػػا كم‬ ‫ىػ ػػل ي َمػ ػ ُ‬

‫ىعبى ػ َّػر بالبيػػت األكؿ مػػن القصػػيدة السػػابقة‪ ،‬كُب ىػػذه األبيػػات أف مػػا بػػو مػػن نعمػػة كمػػا‬
‫كصل إليو ىو شيء سبق ُب علػم اهلل األزٕب‪ ،‬بفضػل اهلل كعنايتػو األزليػة‪ ،‬فكيػف ينتقػل عمػا ىػو‬
‫بو من نعم كىو شيء قد كتب كفضل قد سبق كهلل ا‪٤‬بنة‪ ،‬كبْب بقولو‪ :‬من قبػل كجودىػا كىػي ُب‬

‫‪277‬‬
‫العدـ)‪ ،‬أف الركح ‪٨‬بلوقة‪ ،‬ليست أزلية كال ىي من صفات اهلل تعأب كما ادعػى بعػض ا‪٤‬بتصػوفة‬
‫ا‪٤‬بشػػبهة الػػذين ا‪٫‬برفػوا عػػن طريػػق أئمػػة التصػػوؼ كا‪٤‬بسػػلمْب قاطبػػة‪ ،‬قػػاؿ تعػػأب‪" :‬ويسػ لو ح عػػن‬
‫الروح قل الروح من أمر ربي" سورة اإلسراء‪ ،‬أم من خلق اهلل‪.‬‬

‫كسئل ‪ ‬مرة بعد رياضة قاـ هبا عن حالو مع اهلل تعأب فأجاب بأبيات منها‪:‬‬

‫َوَر ْد َػ ػ ػػا علػ ػ ػػى ب ػ ػ ػػر وسػ ػ ػػاحلو َمغْنَػ ػ ػػى‬ ‫ومػ ػ ػ ْذ َعن ػ ػ ِ‬
‫ػح غبن ػ ػػا ذل ػ ػػح الع ػ ػػاـ أ ن ػ ػػا‬ ‫ُ‬
‫َمغَا ِربُػ َهػ ػ ػ ػ ػ ػػا فينػ ػ ػ ػ ػ ػػا ومطلعُ َهػ ػ ػ ػ ػ ػػا منػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫و ػػمل عل ػػى المغن ػػى مط ػػال ورى ػػا‬
‫لطائفه ػ ػ ػػا حت ػ ػ ػػى ص ػ ػ ػػفت فت وىر ػ ػ ػػا‬ ‫ػت ي ػ ػػدا ا ج ػ ػػوىراً من ػ ػػو ركب ػ ػػت‬
‫ومس ػ ػ ْ‬

‫(البحر الطويل)‬ ‫ٍبَّ قػاؿ‪:‬‬

‫فم ػػن أي ػػن ي ػػدرب الن ػػاس أي ػػن توجهن ػػا‬ ‫تركنػ ػ ػ ػػا الب ػ ػ ػ ػػار ال ابػ ػ ػ ػػرات وراء ػ ػ ػ ػػا‬
‫ت حظػ ػ ػ ػ ػو أرواحن ػ ػ ػ ػػا عن ػ ػ ػ ػػو ماحػ ػ ػ ػ ػد ا‬ ‫ػ ػ ػػهد ا جم ػ ػ ػػاالً م ػ ػ ػػا ت ل ػ ػ ػػى لغير ػ ػ ػػا‬
‫‪..............................‬‬
‫(البحر البسيط)‬ ‫كقاؿ هبذا ا‪٤‬بعُب‪:‬‬

‫علػ ػػى الريػ ػػاض وكػ ػػاد الػ ػػوىم يػ ػػؤلمني‬ ‫ف من مػر النسػيم َسػ َرب‬
‫أصب ت ألطَ َ‬
‫وكػ ػ ػػل ا قػ ػ ػ ٍػة فػ ػ ػػي الكػ ػ ػػوف تطربنػ ػ ػػي‬ ‫م ػػن ك ػػل معن ػ ًػى لطي ػػف اجتل ػػى ق ػػدحاً‬
‫به ػ ػ ػػا عظ ػ ػ ػػامي بػ ػ ػ ػ رؤي ػ ػ ػػاه تقنعن ػ ػ ػػي‬ ‫ولػػو ػربت الب ػػار السػػب مػػا رويػػت‬
‫‪............................‬‬
‫(البحر البسيط)‬ ‫كقاؿ أيضان‪:‬‬

‫ت بع ػ ػػد ذاؾ األ ػ ػػل قفػ ػ ػراء‬


‫وأص ػ ػػب َ ْ‬ ‫ِ‬
‫ػت عنػ ػػح أسػ ػػماءُ‬ ‫ػماء با َػ ػ ْ‬
‫دار أسػ ػ َ‬ ‫يػ ػػا َ‬
‫كػ ػ ػ ػ ػ وال الروض ػ ػ ػ ػػة الغ ػ ػ ػ ػػراء غنػ ػ ػ ػ ػاءُ‬ ‫با ػ ػ ػػت ف ػ ػ ػ البػ ػ ػػاف مه ػ ػ ػ وز ػ ػ ػػمائلو‬
‫‪............................‬‬

‫‪278‬‬
‫البحر الطويل)‬ ‫كمن شعره ىذه القصيدة كالٍب يذكر فيها أ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب‪:‬‬

‫س ػ ػ ػ ػ َ ْبتِ ُم بالػ ػ ػ ػػذكر ال ميػ ػ ػ ػػد ُم َ كم ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ػ ػ ػ ػػرعت بتوحيػ ػ ػ ػػد اإللػ ػ ػ ػػو مبسػ ػ ػ ػػم ً‬
‫تكمػ ػ ػ ػ ً‬
‫ت ْنػ ػ ػ ػ َه ع ػ ػ ػػن حص ػ ػ ػػر العق ػ ػ ػػوؿ ُّ‬ ‫وأ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهد أف ا ال رب غيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُػرهُ‬
‫بيػ ػ ػاً ب ػ ػػو (ض ػ ػػاء الوج ػ ػػود) وق ػ ػػد بػ ػ ػ‬ ‫وأرس ػ ػػل فين ػ ػػا أحم ػ ػػد ال ػ ػ ػ ِ ُم ْقتَػ ػػدب‬
‫وأظهػ ػ ػ َػر فينػ ػ ػػا العلػ ػ ػ َػم وال لػ ػ ػ َػم والػ ػ ػ َػوالَ‬ ‫بي ػ ػ ػ ػ ػ ٍر ُم َؤيػ ػ ػ ػ ػ ٍػد‬
‫فعلمنػ ػ ػ ػ ػػا مػ ػ ػ ػ ػػن ُك ػ ػ ػ ػ ػ كل ْ‬
‫مػ ػ ػ ػ ػػن ا فا ْدعُػ ػ ػ ػ ػػوُ ب سػ ػ ػ ػ ػػمائِو العُ ػ ػ ػ ػ ػ َ‬ ‫فيػ ػ ػ ػ ػػا الب ػ ػ ػ ػ ػاً ع ػ ػ ػ ػ ػ اً وَك ْن ػ ػ ػ ػ ػ اً ورفع ػ ػ ػ ػ ػةً‬
‫ف سػػ ػ ػ ػ ػ لح اللهػ ػ ػ ػ ػػم صػ ػ ػ ػ ػػراً ُمع ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫فقػ ػ ػػل با كس ػ ػ ػا ٍر بعػ ػ ػػد ه ػ ػ ػ ٍر وقربػ ػ ػ ٍػة‬
‫ػيم ُم َ كمػ ػ‬ ‫أحا ػػػت فكػػػن لػػػي يػػػا رح ػ ُ‬ ‫ػح يػ ػ ػػا رحمػ ػ ػػن بالرحمػ ػ ػػة التػ ػ ػػي‬ ‫ب ِقػ ػ ػ َ‬
‫وس ػ ػلك ْم وجػ ػػودي يػ ػػا س ػ ػ ـ مػ ػػن الػ ػػب‬ ‫كس سػ ػ ػريرتي‬ ‫ػدوس قػ ػ ػد ْ‬
‫ػح قػػ ػ ُ‬ ‫وي ػ ػػا َملِػػ ػ ٌ‬
‫ِ‬
‫وسػ ػ ػ ػ ْتراً جم ػ ػ ػػي ً ي ػ ػ ػػا ُم َهػ ػ ػ ػيم ُن ُم ْس ػ ػ ػػبَ‬ ‫وي ػ ػػا م ػ ػ ْػؤِم ٌن ى ػ ػػب ل ػ ػػي أما ػ ػ ػاً ُم َ ققػ ػ ػاً‬
‫بع ػ ػ ػ َؾ يػ ػ ػػا جبػ ػ ػػار مػ ػ ػػن ك ػ ػ ػاف م ِ‬
‫عض ػ ػ ػ‬ ‫واحمن ػي‬ ‫ع ي ػ ٌ أ ِز ْؿ عػػن فسػػي الػػذؿ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وي ػػا ب ػػال ٌ ُبػ ػذ ل ػػي عػ ػ ِن الشػ ػ كر َمعػ ػ ِال‬ ‫ِ‬
‫وض ػ ػ ػ ْ ُجمل ػ ػ ػةَ األعػ ػ ػػداء يػ ػ ػػا متكبػ ػ ػ ٌػر‬
‫ػيض عم ػ ػ ٍػة‬ ‫ِ‬
‫ت علين ػ ػ ػ ػ ػػا ي ػ ػ ػ ػ ػػا مصػ ػ ػ ػ ػ ػ ِوُر أوال‬
‫ضػ ػ ػ ػ ػ ػ َ‬
‫أفَ ْ‬ ‫ػارئ النػ ْعم ػ ػػاء ِز ْد ف ػ ػ َ‬
‫وي ػ ػػا ب ػ ػ َ‬
‫ػار ػ ػ ػػيطا َي ا ْبػ ػ ػ ػ ُذال‬ ‫بقه ػ ػ ػػرؾ ي ػ ػ ػػا قه ػ ػ ػ ُ‬ ‫ػل لت ػ ػ ػػوبتي‬ ‫ار فاقبػ ػ ػ ْ‬ ‫رجوتُػ ػ ػػح يػ ػ ػػا غف ػ ػ ػ ُ‬
‫س ػ ػ ػ كه‬ ‫ِ‬ ‫ب ق ػ ػػح ي ػ ػػا وىػػ ػػاب علمػ ػ ػاً ِ‬
‫وللػ ػ ػػرزؽ يػ ػ ػػا رزا ُؽ كػ ػ ػػن لػ ػ ػػي ُم َ‬ ‫وح ْك َمػ ػ ػةً‬ ‫ُ‬
‫ضػػػػ‬ ‫يم تَػ َف ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وعلم ػ ػ ػ ػاً أ لْن ػ ػ ػ ػي يػ ػ ػ ػػا عل ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫اح ػ ػ ػ كػوْر بص ػ ػ ػػيرتي‬ ‫وب ػ ػ ػػالفتح ي ػ ػ ػػا فتػ ػ ػ ػ ُ‬
‫س ػ ػطْنِي ب ْسػ ػػرا ِرؾ العُ ػ ػ‬ ‫ط ابْ ُ‬ ‫ويػ ػػا باس ػ ػ ُ‬ ‫ػب ك ػ ِػل معا ػ ٍػد‬ ‫ض ق ْل ػ َ‬ ‫ػابض اقػ ػبِ ْ‬ ‫وي ػػا ق ػ ُ‬
‫ِ‬ ‫ويػػا بػػافض ِ‬
‫وي ػ ػ ػ ػػاراف ُ ارفعن ػ ػ ػ ػػي بَِرْوح ػ ػ ػ ػػح ْ‬
‫أسػ ػ ػ ػ ػ َال‬ ‫ػض ق ػ ْد َر ك ػ كل منػػاف ٍ‬ ‫ابفػ ْ‬ ‫ُ‬
‫المين ُم ػ ػ ػ ػ ػػنَ كك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُم ػ ػ ػ ػ ػػذ ٌؿ فػ ػ ػ ػ ػ ػذؿ الظػ ػ ػ ػ ػ ػ َ‬ ‫ح ِع ػ ػ ػ ػ ػ ّاً يػ ػ ػ ػ ػػا مع ػ ػ ػ ػ ػ ُّ ْ‬
‫ألىلِػ ػ ػ ػ ػ ِػو‬ ‫س ػ ػ ػ ػ ػ لتُ َ‬
‫صػ ػ ػ ػ ػػلِ اً ُمتَػ َق ػ ػ ػ ػ ػبك ً‬ ‫و ِعلْمػ ػػح كػ ػ ٍ‬
‫بصػ ػ ػ ػ ػػيراً ب ػ ػ ػ ػ ػػالي ُم ْ‬ ‫ػاؼ يػ ػػا سػ ػػمي ُ ف ُكػ ػ ْػن إذاً‬ ‫ُ‬
‫بمػ ػ ػا ي ْخفػ ػ ػى وم ػ ػػا ى ػ ػػو ُم ْ ػ ػػتَ‬ ‫ببيػ ػ ػ ٌر َ‬ ‫ػف بِ َخل ِْق ػ ػ ػ ِػو‬
‫وي ػ ػ ػػا َح َكػ ػ ػ ػ ٌم عػ ػ ػ ػ ْد ٌؿ لطي ػ ػ ػ ٌ‬
‫ػود َؾ قػ ػػد َع ػ ػ‬ ‫ػت عظػ ػػيم عُظْػ ػػم جػ ػ ِ‬ ‫وأ ػ ػ َ‬ ‫ػيم وعُ ْمػ ػ َدتِي‬ ‫ػح ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫قص ػػدي يػػا حل ػ ُ‬ ‫ْمػ َ ْ‬ ‫ف لُ‬
‫ػكور عل ػ ػ ػػى أحبابِػ ػ ػ ِػو ُك ػ ػ ػ ْػن ُم َو ك‬
‫صػ ػ ػ ػ‬ ‫ػػػ ٌ‬ ‫ػب‬ ‫ػتار علىكػ ػ ػ ػ ػ ػ كل تائ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫ػور وس ػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬ ‫غف ػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬
‫ػود ُم ْ ػ ػ ػ ِال‬ ‫كبي ػ ػػر كثيػػ ػػر الخيػ ػ ػ ِر وال ػػ ػ ِ‬
‫ٌ ُ‬ ‫ػاـ َحبِيبِػ ػ ػ ػ ِػو‬
‫علػ ػ ػ ػ ٌػي وقػ ػ ػ ػػد أعلػ ػ ػ ػػى مقػ ػ ػ ػ َ‬
‫وأسػ ػػف‬
‫ت الخ ْل ػ ػ َ أعلػ ػػى ْ‬
‫ػت يُقي ػ ػ ُ‬
‫ُمقيػ ػ ٌ‬ ‫ػوت لِ ِعل ِْمػ ػ ػػو‬‫ظ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػيءٌ يفػ ػ ػ ُ‬ ‫حفػ ػ ػػي ٌ‬

‫‪279‬‬
‫صػ ػ ػ ِمي ُم ػ ػػنَ كك‬ ‫ِ‬
‫ػل ك ػ ػػن ل َخ ْ‬ ‫وأ ػ ػػت جلي ػ ػ ٌ‬ ‫ػيب ت ػػولني‬ ‫ػح حس ػػبي ي ػػا حس ػ ُ‬ ‫ف ُ ْك ُم ػ َ‬
‫ػب ُم َ ْن ػ ػ ػ ِػدال‬ ‫دوي ي ػ ػ ػػا رقي ػ ػ ػ ُ‬ ‫وك ػ ػ ػ ْػن لِ َعػ ػ ػ ػ ك‬ ‫ػريم أ ػ ػ ػػت ف ػ ػ ػ ك ِرْـ مػ ػ ػػواىبي‬ ‫إله ػ ػ ػي كػ ػ ػ ٌ‬
‫الم ػ‬ ‫ِ‬
‫ػديم العطايػػا واس ػ َ ال ػػود فػػي َ‬ ‫قػ َ‬ ‫لى ُم يب ػ ػاً لِ َم ػ ػ ْن َدعػ ػػا‬ ‫ػح يػ ػػا َمػ ػ ْػو ً‬ ‫عوتُػ ػ َ‬ ‫َد ْ‬
‫ِ‬
‫فَػ ػ ػ ػ ػ ػ ُػو ُّد َؾ ع ْن ػ ػ ػ ػ ػ ِػدي ي ػ ػ ػ ػ ػػا َو ُ‬
‫دود تَػنَ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ال‬ ‫ػاىدي‬‫شػ ِ‬ ‫ػاح ُك ْم َم َ‬ ‫ػت فػ ْ‬ ‫ػيم أ ػ َ‬ ‫إل ِه ػي حكػ ٌ‬
‫صػري ُم َهػ ْػر ِوال‬ ‫ػيي َ ْ‬ ‫ثج َ‬ ‫ابعػ ْ‬
‫ػث َ‬ ‫ويػا باع ُ‬ ‫ػب ل ػ ػػي الم ػ ػ ػ َد والس ػ ػػع َد‬ ‫م يػ ػ ػ ٌد فَه ػ ػ ْ‬
‫و َح كقػ ػ ػ ػ ْ لػػ ػ ػػي َحػ ػ ػ ػ المػػ ػ ػػوا ِرِد َمػ ػ ػ ػ ْنػ َه‬ ‫والػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِوال‬
‫ػوي َمػ ػ ػ ػ ػ َػوك‬
‫ويكف ػ ػ ػ ػ ػي إذا كػػ ػ ػ ػػاف القػ ػ ػ ػ ػ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ػاى ِدي‬ ‫شػ ِ‬ ‫ب َم َ‬ ‫ِ‬
‫ػػهي ٌد علػػى األ ػػياء َيكػ ْ‬
‫ػاؾ تَػبَػ ػ ػ ػتُّ‬
‫ػث ي ػ ػ ػػا ول ػ ػ ػ ُّػي م ػ ػ ػػن دع ػ ػ ػ َ‬ ‫أغ ػ ػ ػ ْ‬‫ِ‬ ‫ػاقض حػ ػػوائِ ِ ي‬ ‫ػت فػ ػ ِ‬ ‫ػل أ ػ ػ َ‬ ‫ِ‬
‫إلهػ ػػي وكيػ ػ ٌ‬
‫ت الػ ػ ػ َػورب ُكػ ػ ػ ْػن ُم َع ػ ػ ػدكال‬ ‫صػ ػ ػػي َزال ِ‬
‫وم ْ َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫عف َحػ ػ ْػولِي َوقُػ ػ ػوتي‬ ‫ض ػػ َ‬ ‫ػين فَم ػ ػتك ْن َ‬ ‫مت ػ ػ ٌ‬
‫ِ‬
‫ػاد أو َبػػ‬ ‫ػوف إ ْف بَػ َ‬ ‫معي ػ ٌد لِمػػا فػػي الكػ ِ‬ ‫لى َح ِمي ػ ػػداً ُم َو كحػ ػ ػداً‬
‫َ‬ ‫ح ي ػ ػػا َم ػ ػ ْػو ً‬ ‫حمػ ػ ػ ْدتُ َ‬
‫ػداء ِدين ػ ػػي ُم َع ك ػ ػ ػ‬ ‫ػت أع ػ ػ َ‬ ‫ػت ِأم ػ ػ ْ‬ ‫ُم ِمي ػ ػ ٌ‬ ‫واله ػ َدب‬
‫ػت ُ‬ ‫ػتح لػػي أ ػ َ‬
‫إلهػػي ُم ْب ػدي الفػ َ‬
‫صػ ػ ػ ػ‬‫ػوـ ِسػ ػ ػ ػ كري ُم َو ك‬ ‫قػػػ ِ‬
‫ػديم وُكػ ػ ػ ػ ْن قَػيُّ ػ ػ ػ َ‬ ‫ح يػػ ػ ػػا ُم ْ ي ػ ػ ػ ػي حيػػ ػ ػػاةً ىنيئ ػ ػ ػ ػةً‬ ‫سػ ػ ػ ػ لتُ َ‬
‫ماجػ ػ ػ َد األس ػ ػػرا ِر ك ػ ػ ْػن لَػ ػػي ُم َع ػ ػ كػوال‬ ‫وي ػ ػػا ِ‬ ‫ػت قلبػػي بِػ ِػذ ْك ِر َؾ اؿ‬ ‫ويػػا حػ ُّػي أحيػي ْميػ َ‬
‫ِ‬ ‫وم ْقت ػ ػ ػ ػ ػ ِػدر قَػ ػ ػ ػ ػ ػد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كر ل ُ س ػ ػ ػ ػ ػػاد ا ال ػ ػ ػ ػ ػػبَ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ٌ‬ ‫سػ ػ ػرتي‬ ‫وي ػ ػػا َواجػ ػ ػ َد األ ػ ػػوا ِر ْأوجػ ػ ػ ْد َم َ‬
‫كر ذا العُػ ػ‬ ‫الض ػ ػ كر فض ػ ػ ً يػ ػػا ُمػ ػ َػؤب ُ‬ ‫مػ ػ َػن ُّ‬ ‫ػح َع ػ ػ ُدو ا‬ ‫ػبطي أىلِػ ػ ْ‬ ‫ػاد ٌر ذا الػ ػ ِ‬ ‫ويػ ػػا قػ ػ ِ‬
‫ػوت ُم َهػ ِػل َِ ِّال‬ ‫ويػػا ِبػ ُػر ا ْب ػتِ ْم لػػي أمػ ُ‬ ‫َوقَػ ػ ػ ػ كد ْـ لِ ِس ػ ػ ػ ػ كرب يػ ػ ػ ػػا ُمقػ ػ ػ ػ ِػد ُـ َع ػ ػ ػ ػافني‬
‫ػب يػ ػ ػػا بػ ػ ػػا ٌن َوالَ‬ ‫ػب الغيػ ػ ػ ِ‬ ‫ببػ ػ ػػا ِن غَْيػ ػ ػ ِ‬ ‫ات أوؿ أوال‬ ‫واسػ ػ ػ ػ ػ ػبِ ْ لن ػ ػ ػ ػ ػػا الخيػ ػ ػ ػ ػ ػر ِ‬
‫ْ‬
‫ػلح ل ػ ػػو الْ ػ ػ َػوال‬ ‫ِ‬ ‫و م تع ػ ػ ٍ ِ‬ ‫ػاىر أظ ِهػ ػ ْر ل ػػي معا ِرفَػ ػح الت ػػي‬
‫ػاؿ ار ػ ػ ػ ْدهُ وأص ػ ػ ْ‬ ‫ُ‬ ‫وي ػػا ظ ػ ُ‬
‫ػب وتق ػ ػ ػ ػػب‬ ‫وي ػ ػ ػ ػػا و ٍاؿ أو ِؿ أمر ػ ػ ػ ػػا كػ ػ ػ ػ ػ كل ِ‬
‫اب تُػ ػ ػ ػ ْ‬ ‫عطاي ػ ػ ػ ػػا وي ػ ػ ػ ػػا تَػ ػ ػ ػ ػػو ُ‬ ‫اص ػ ػ ػ ػ ٍػح‬ ‫َ ْ َ‬
‫ضػػػ‬ ‫ف تف ُ‬ ‫ػت فػ ػ ػػا ْع ُ‬ ‫ػذاؾ َع ُفػ ػ ػ ٌػو أ ػ ػ ػ َ‬ ‫كػ ػ ػ َ‬ ‫ػب اؿ‬ ‫وموىػ ػ َ‬ ‫ويػ ػػا بَ ػ ػ ُّػر يػ ػػا رب البَرايػ ػػا ُ‬
‫أجػ ػ ِال‬ ‫ػح المل ػ ِ‬ ‫ِ‬
‫ػح ْ‬ ‫لم ػ ْػن ق ػػد َد َع ػػا ي ػػا َمال ػ َ ُ‬ ‫وسػ ػ ػ ػ ػ ُه ْم‬
‫ػتقم م ػ ػ ػ ػػن ظ ػ ػ ػ ػػالمين ػُ ُف َ‬ ‫ومن ػ ػ ػ ػ ٌ‬
‫زاؿ ُم ْه ِطػ ػ ػ ػ‬ ‫اإلكراـ م ػ ػ ػػا َ‬ ‫ف ػ ػ ػػو ُد َؾ بػ ػ ػ ػ ِ‬ ‫ف‬‫وم ْسػ ػ ػ ػ ِػع ٌ‬ ‫ِ‬
‫وؼ بالعبػ ػ ػ ػػاد ُ‬ ‫ػوؼ رءُ ٌ‬ ‫َعطُػ ػ ػ ػ ٌ‬
‫ػاالت ف ػػي‬ ‫وي ػػا ج ػػام اجمػ ػ ل ػػي الكم ػ ِ‬ ‫ل لنػ ػ ػػا يػ ػ ػػاذا ال ػ ػ ػ ِؿ َج َل ػ ػ ػةً‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف ػ ػ ػ لْب ْ‬
‫المػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َ‬ ‫ت علػى ال ػ ِ ُم ْه َ تػي‬ ‫ط ثبِػ ْ‬ ‫ويا ِ‬
‫مقسػ ٌ‬
‫َ‬
‫ومغْ ٍن ف ػ ػ غ ِن ف ْقػ ػ َػر فس ػ ػي لِ َمػ ػػا َب ػ ػ َ‬ ‫ُ‬ ‫ػب لَِف ػ ػػاقَتِي‬ ‫إله ػ ػػي غن ػ ػػي أ ػ ػ َ ِ‬
‫ػت ف ذى ػ ػ ْ‬ ‫ٌ‬

‫‪281‬‬
‫ِم ػ ػن ُّ ِ‬
‫ػت تَػ َع ُّم ػ ػ‬‫الس ػ ػوء ِممػ ػػا قػ ػػد جنيػ ػ ُ‬ ‫َ‬ ‫ب وا ػ ِػفني‬
‫ويػػا مػػا ُ امنعنِػي مػػن الػػذ ِ‬
‫صػ ػ ػ ػ‬
‫وح ُم َ ك‬ ‫وي ػ ػ ػػا ػ ػ ػػافِ ُ ا َف ْعنِػ ػ ػ ػي بِػ ػ ػ َػر ِ‬ ‫ػدين ُم َوبكخ ػ ػ ػاً‬
‫وي ػ ػػا ضػػ ػػار ُكػ ػ ػن لل اسػػ ػ َ‬
‫ػت بػ ػ ػ ٍ‬
‫ػاؽ لػ ػ ػػو الػ ػ ػ َػوال‬ ‫ولَػ ػ ػ ْػم يَػ ْب ػ ػ ػ َ إال أ ػ ػ ػ َ‬ ‫ضػ ػ ِ‬
‫ػلو‬ ‫ض فَ ْ‬‫بَػ ػػدي َ البرايػ ػػا أرت ػ ػػي فػ ػػي َ‬
‫ور ػ ػ ػ ػػداً أ ِْلن ػ ػ ػ ػي يػ ػ ػ ػػا ر ػ ػ ػ ػػي ُد تَ َ ُّم ػ ػ ػ ػ‬ ‫وارث اجعلن ػ ػ ػي لِ ِعل ِْمػ ػ ػ َ‬
‫ػح وا ِرث ػ ػ ػاً‬ ‫ويػ ػ ػػا ُ‬
‫ػل لػ َػي ابتِيػاَراً ُم ػ َ كم‬ ‫علػػى الصػػب ِر واجعػ ْ‬ ‫ػتار فَػ َوفكػ ػ ػ ػ ػ ْ َع يمتػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫ػبور وسػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬
‫صػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬
‫ػت تَػ َو ُّسػ ػ ػ ػ‬
‫ػح العُظ َْم ػ ػ ػػى ابتهل ػ ػ ػ ُ‬ ‫و ياتِػ ػ ػ َ‬ ‫نى دعوتُػػح س ػػيدي‬ ‫ح ال ُ ْسػ ػ َ‬ ‫ب س ػ َػمائِ َ‬
‫ػاؿ ُم َك كم ػ ػ ػ‬ ‫ػح الكمػ ػ ػ َ‬ ‫فَػ َهيّ ػ ػ ػ ْ لنػ ػ ػػا ِم ْنػ ػ ػ َ‬ ‫ضػ ػ ػ ػ ػػلِ َها‬
‫ح اللهػ ػ ػ ػ ػ ّػم ربػ ػ ػ ػ ػػي بَِف ْ‬
‫ف س ػ ػ ػ ػ ػ لُ َ‬
‫ت فيػ ػ ػػو ُم َ ػ ػ ػػوال‬ ‫ػاف ِ‬
‫صػ ػ ػ ْػر ُ‬ ‫روؼ َزمػ ػ ػ ٍ‬ ‫وقابل رجائِي بال ِرضا ِمنػح واك ِ‬
‫صػ ػ ػ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ػف ِِ ي‬ ‫َْ‬
‫ص ػػلِح م ػػا بِ َع ْقلػ ػي تَ َخلػ ػ‬ ‫واى ِػد ِي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إل ػػى ال َخ ْيػ ػ ِر وأ ْ‬ ‫ث وا ِفنِي من داء فسػي ْ‬ ‫أغ ْ‬
‫ػماء يػ ػ ػػدعو ُمػ ػ ػ َػرتك‬ ‫وم ػ ػ ػن ىػ ػ ػػذه االسػ ػ ػ ِ‬ ‫ػارحم َوالػ ػ ػ ػ ػ َدي وإ ْب ػ ػ ػ ػ َػوتِي‬
‫َ ْ‬ ‫إله ػ ػ ػ ػػي ف ػ ػ ػ ػ ْ‬
‫ػت بِ ُم ْ يػي الػػدي ِن فػػي َد ْو َحػ ِػة العُػ‬ ‫ُد ِعيػ ُ‬ ‫ػني االصػػ ػ ِػل عبػ ػ ػ ٌد لقػ ػ ػػاد ٍر‬‫س ػ ػ ُّ‬
‫أ ػػ ػػا ال َ َ‬
‫ػود وأ ْك َمػ ػ ػ‬ ‫بػ ػ ػ حلى سػ ػ ػ ٍـ ف ػ ػػي الوج ػ ػ ِ‬ ‫ػب ُم م ػ ٍػد‬ ‫صػ ػ كل عل ػػى جػ ػ كدي ال بي ػ ِ‬ ‫َو َ‬
‫وبع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُد‪ -‬ف م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُد ا َب ْتم ػ ػ ػ ػ ػ ػاً وأوال‬ ‫اب جمع ػ ػاً ُم َؤيػ ػػداً‬ ‫م ػ ػ اآل ِؿ واألص ػ ػ ِ‬

‫‪...........................‬‬
‫كلو ‪ ‬ىذه القصيدة كيسموهنا الغوثية‪:‬‬

‫ػح يػػا جليػ ْػل‬ ‫مفلِػػل بالصػ ِ‬


‫ػدؽ يػ تي عنػ َد بَابِػ َ‬ ‫ػل‬
‫ُ ْ‬ ‫ػح يػػا إلهػػي َمػ ْػن لػػو زا ٌد قليػ ُ‬
‫ُب ػ ْذ بلطْفػ ْ‬
‫ػخص غريػ ػػب مػ ػػذ ب عبػ ػػد َذلِيػ ػػل‬ ‫إ ػ ػػو ػ ػ ٌ‬ ‫ب العظػيم‬ ‫ػيم فػاغف ِر الػذ َ‬
‫ػب َعظ ٌ‬ ‫ذ بوُ ذ ٌ‬
‫ػاء ال يػ ْػل‬‫منػػح إحسػػا ٌف وفضػػل بعػػد إعطػ ِ‬ ‫ػهو بع ػ َد َسػ ْػه ٍو‬
‫ٌ‬ ‫منػػوُ عصػػياف و سػػياف وسػ ٌ‬
‫ػفح‬
‫ػاعف َعنّػ ػ ػي ك ػ ػػل ذ ػ ػػب فاص ػ ػػفح الص ػ ػ َ‬ ‫فػ ػ ُ‬ ‫ػل رم ػػل ال تُػ َع ػػد‬‫ق ػػاؿ ي ػػا رب ػػي ذ ػػوبي مث ػ ُ‬
‫ال مي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػل‬ ‫رب فػػي َح ّق ػ ِي َك َمػػا‬‫قػػل لنػػا ٍر ابػ ُػردي يػػا ك‬
‫ت في ح الخليل‬ ‫قلت قُل يا ار كو ي أ ِ‬ ‫كي ػػف ح ػػالي ي ػػا إله ػػي لػ ػيل ل ػػي بي ػ ُػر‬
‫َ ْ ُ‬
‫اد اع ػ ػػاتي قلي ػ ػػل‬ ‫ُس ػ ػػوءُ أعم ػ ػػالِي كثي ػ ػػر ز ُ‬ ‫الع َمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬
‫َ‬
‫ػت ربػ ػػي أ ػ ػػت ل ػ ػي عػ ػػم َِ‬ ‫أ ػ ػػت َح ْس ػ ػبي أ ػ َ‬ ‫ػاؼ أ ػ ػػت كػ ػػافي فػ ػػي مهمػ ػػات‬ ‫أ ػ ػػت ػ ػ ٍ‬

‫‪280‬‬
‫الوكي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬ ‫األّ ُم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور‬
‫إ ّف لي قلبػاً سػقيماً أ ػت ِم ْػن يش ِػفى العليػل‬ ‫ػاقض َعنّػي حػاجتي‬ ‫عافني من كػل داء ف ِ‬
‫ػاض والمنػ ػػادي ج ْبػ َرئي ػ ػػل‬ ‫ػت ق ػ ػ ٍ‬ ‫َربػنَػ ػػا إ ْذ أ ػ ػ َ‬ ‫ىػػب لنػػا ملكػاً كبيػراً ك نػػا ممػػا ػ َ َِاؼ‬
‫أعطنػي مػػا فػػي الضػمير ُدلنػي َب ْي ػ َػر الػػدليل‬ ‫ِ‬ ‫اب كػريم‬ ‫ب لي ك ْنػ َ ٍ‬
‫فضل أ ت وى ٌ‬ ‫رب َى ْ‬
‫ك‬
‫‪...................‬‬
‫(البحر الطويل)‬ ‫كقاؿ ‪: ‬‬

‫فم ػػن ل ػػم يص ػػدؽ فلي ػػرب ويعت ػػدي‬ ‫و ػ ػػن لم ػ ػػن ق ػ ػػد س ػ ػػاء ا س ػ ػػم قات ػ ػػل‬

‫كلو ‪ ‬غّب ما ذكرنا من الشعر كالقصائد نكتفي ٗبا أكردناه‪.‬‬

‫ثنوا عليو شعران من ا‪٤‬بشػايخ فمػن الصػعب حصػرىم‪ ،‬كمػا قػالوه فيػو مػن الشػعر‬
‫أما الذين أ ٍ‬
‫ٰبتاج إٔب ‪٦‬بلدات‪ ،‬فاكتفيت ٗبا أكردتو تربكػان كاستئناسػان‪ ،‬كإال فهػو ‪ ‬أشػهر مػن اف نعػرؼ عػن‬
‫قدره كفضلو‪. ،‬‬

‫‪282‬‬
‫ذكر بعض أوراد ريقتو ‪‬‬
‫كػػاف سػػيدنا الشػػيخ ‪٧‬بيػي الػػدين عبػػد القػػادر ‪ ‬دائػػم الػػذكر كالتضػػرع كا‪٤‬بناجػػاة هلل جػػل‬
‫جبللو فأحببت من باب التربؾ أيضان أف أذكر جزءان يسّبان من أحزابو كأكراد طريقتو العلية‪.‬‬

‫فمػػن أكراده ق ػراءة ىػػذه األ‪٠‬بػػاء الش ػريفة عقػػب الصػػلوات ا‪٣‬بمػػس مائػػة مػػرة كىػػي‪ :‬بػػح‬
‫ػمت‬
‫ػت بػػا ‪ .‬كمنهػا‪" :‬اعتصػ ُ‬
‫ػاح يػا علػػيم يػا ببيػػر يػا ػػور يػا ىػػادي يػا مبػػين من ُ‬
‫ػتعين يػا فتػ ُ‬
‫أس ُ‬
‫با واست رت با واستعنت با وال حوؿ وال قوة إال با العلي العظيم"‪.‬‬

‫كمنه ػػا ل ػػدفع الوس ػواس تق ػرأ ى ػػذه اآلي ػػة‪ :‬أع ػػوذ ب ػػا الس ػػمي العل ػػيم م ػػن الش ػػيطاف‬
‫ت بخلػ ٍ جديػ ٍػد ومػػا ذلػػح علػػى ا بع يػ ‪ .‬تقػرأ سػػبع مػرات‬ ‫شػ ْ يػ ْذ ِى ْب ُكم ويػ ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫الػػرجيم‪ ،‬إف يَ َ ُ‬
‫بعد كل صبلة‬

‫ػت بػو فت كم ْمػوُ يػا ا ومػا أ عمػت بػو فػ تسػلُبوُ ومػا سػترتَوُ‬
‫كمنها أيضان‪" :‬اللهم ما منن َ‬
‫أرح َم الراحمين"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ف تهتكوُ وما علمتَوُ فاغفره برحمتح يا َ‬
‫ػك‬ ‫كلو قدس سره أيضان ‪" :‬اللهم إنا نعوذ بوصلك من َّ ً‬
‫ػدؾ كنعػوذي ب ى‬
‫من بع ى‬
‫بك ٍ‬ ‫صدؾ كبقر ى‬ ‫ٍ‬
‫مٍنك فاجعلنا من أىل طاعتًك ِّ ً‬
‫ككد ىؾ كأى ٍلنا بشك ًرىؾ ي‬
‫الله َّم صل على سيدنا ‪٧‬بمد‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫كلو ىذه ا‪٤‬بسبعات العشر‪ ،‬ككقت قراءهتا بعد صبلة الصبح كبعد ا‪٤‬بغػرب كىػي‪( :‬الفا‪ٙ‬ب ػة‬
‫ػٕ ػ آيػة الكرسػي ػٕ ػ أٓب نشػرح ػٕ ػ سػورة الق ػدر ػ ٕ ػ سػورة الكػافركف ػٕ ػ سػورة النصػر ػٕ ػ سػورة‬
‫ا‪٤‬بسػد ػ ٕ ػ سػػورة اإلخػػبلص ػٕ ػ ا‪٤‬بعوذتػاف ػٕ ػ ك_ اللهػػم صػػل أفضػػل صػػلواتك علػػى أسػ ً‬
‫ػعد‬ ‫ٌ‬
‫‪٨‬بلوقاتػػك سػػيدنا كموالنػػا ‪٧‬بمػ وػد النػػيب األمػػي كعلػػى آلػػو كصػ ً‬
‫ػحبو كس ػلِّم عػػدد ‪٨‬بلوقاتػػك ً‬
‫كمػ ىػد ىاد‬ ‫ٍ‬
‫ف مروة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫كلماتً ى‬
‫ذكرؾ الذاكركفى كغفل عن ذكرؾ الغافلو ىف ػٕػ كاسم ا‪١‬ببللة ألٍ ى‬ ‫ك كلٌما ى‬

‫كمػػن أكارد الطريقػػة ق ػراءة سػػورة الفا‪ٙ‬بػػة كػػل يػػوـ مائػػة مػػرة يرتبهػػا علػػى الوجػػو التػػإب‪ :‬بعػػد‬
‫صػبلة الصػبح ػ َّ ػ مػرة ‪ ،‬كبعػد الظهػر ػ ِٓ ػ مػرة كبعػد العصػر ػَِ ػ مػرة‪ ،‬كبعػد ا‪٤‬بغػرب ػُٓ ػ‬
‫مػػرة‪ ،‬كبعػػد العش ػاء ػ َُ ػ مػرات‪ ،‬كيػػدعو بعػػد قػراءة العػػدد كػػل مػػرة هبػػذا الػػدعاء ثػػبلث مػرات‪،‬‬

‫‪283‬‬
‫كاحملافظػػة علػػى ىػػذا الػػورد فيػػو فوائػػد كأس ػرار كثػػّبة كيػػرل منػػو العجػػب إف شػػاء اهلل تعػػأب‪ ،‬مػػع‬
‫حضور القلب كإخبلص النية‪.‬‬

‫وىذا ىو الدعاء‪:‬‬
‫(ا‪٢‬بمػػد هلل رب العػػا‪٤‬بْب) منػػور أبصػػار العػػارفْب بنػػور ا‪٤‬بعرفػ ًػة كاليقػػْب‪ ،‬كجػػاذب أزمػ ًػة أسػرار‬
‫ػوب ا‪٤‬بوحػػدين بفا‪ٙ‬بػ ًػة التوحيػػد كالفػػتح ا‪٤‬بب ػ ً‬
‫ْب‪،‬‬ ‫ػاتح أقفػ ً‬
‫ػاؿ قيػليػ ً‬ ‫ْب فػ ً‬ ‫احملققػػْب ٔبػ ً‬
‫ػذبات القػ ً‬
‫ػرب كالتمك ػ ً‬
‫ى‬
‫ػبللة مػػن مػ و‬
‫ْب ٍب جعػػل نىسػليو مػػن سػ و‬ ‫و‬
‫ػاء‬ ‫الػػذم أحسػػن كػ َّػل شػػيء خل ىقػػوي كبػػدأ خ ٍلػ ىػق اإلنسػػاف مػػن طػ و ى ى ى ٍ ي‬
‫مه و‬
‫ْب‪.‬‬

‫(ال ػػر‪ٞ‬بن ال ػػرحيم) العزي ػػز ا‪٢‬بك ػػيم العل ػػي العظ ػػيم األكؿ الق ػػد‪ٙ‬ب خاط ػػب موس ػػى الكل ػػيم‬
‫ٖبطػػاب التكػػر‪ٙ‬ب‪ ،‬كشػػرؼ نبيػػو الكػػر‪ٙ‬ب بػػالنص الش ػريف (كلقػػد آتينػػاؾ سػػبعان مػػن ا‪٤‬بثػػا٘ب كالقػػرآف‬
‫العظيم)‪.‬‬

‫)مالك يوـ الدين) قاىر ا‪١‬ببابرة كا‪٤‬بتمردين‪ ،‬كمبيد الطغػاة ا‪١‬باحػدين‪( ،‬ذالكػم اهلل ربكػم‬
‫فتبارؾ اهلل أحسن ا‪٣‬بالقْب)‪ ،‬فيا من ال شريك لو كال معْب‪.‬‬
‫(إيػػاؾ نعبػػد كإيػاؾ نسػػتعْب) معَبفػػْب بػػالعجز عػػن القيػػاـ ٕبقػػك ُب كػػل كقػػت كحػػْب‪ ،‬يػػا‬
‫باعث الريح العقيم يا ‪٧‬بيي العظاـ كىي رميم‪.‬‬

‫(إىدنا الصراط ا‪٤‬بستقيم) صراط أىل اإلخبلص كالتسليم‪.‬‬

‫(صراط الذين أنعمت عليهم) صراط الذين تى ىسلَّ ٍوا با‪٥‬بدل كفرحوا ٗبا لديهم‪.‬‬

‫اللهم منػك مواىػب الصػديقْب‪ ،‬كأشػهدنا مشػاىد الشػهداء‬


‫(غّب ا‪٤‬بغضوب عليهم) ىبنا َّ‬
‫كال ٘بعلنا ضالٌْب كال مضلٌْب كال ‪ٙ‬بشرنا ُب زمرة الظا‪٤‬بْب‪.‬‬

‫اللهم ٕبق ىذه الفا‪ٙ‬بة افتح لنا فتحان قريبان‪.‬‬


‫(كال الضالٌْب) آمْب َّ‬
‫ٕبق ىػذه الشػافية اشػفنا مػن كػل آف وػة كعاى وػة ُب الػدنيا كاآلخػرة‪ ،‬اللهػم ٕبػق ىػذه الكافيػة‬
‫اكفنا ما أٮبنا من أمر الدنيا كاآلخرة‪.‬‬
‫عباد ىؾ ا‪٤‬بؤمنْب على أجل عو ً‬
‫ائد ىؾ‪.‬‬ ‫قات ً‬‫كأج ًر تىعلقاٌب كتعلَّ ً‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬

‫‪284‬‬
‫كاسَبنا ُب الدنيا كاآلخرة إذ ال أرحم بنا كهبم منك يا أرحم الرا‪ٞ‬بْب‪.‬‬

‫كص ػػلى اهلل عل ػػى س ػػيدنا ‪٧‬بم ػػد كعل ػػى آل ػػو كص ػػحبو كس ػلِّم تس ػػليمان كث ػّبان إٔب ي ػػوـ ال ػػدين‬
‫كا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب‪.‬‬

‫كلو قدس سره ىذا ا‪٢‬بزب كيسمى ا‪٢‬بزب الصغّب‪.‬‬

‫ألله ػ َّػم ح ػػل ى ػػذه العق ػػدة كأزؿ ى ػػذه العس ػػرة‪ ،‬كلىق ػػِب حس ػػن ا‪٤‬بيس ػػور كق ػػِب س ػػوء ا‪٤‬بق ػػدكر‬
‫كارزقِب حسن الطلب كاكفِب سوء ا‪٤‬بنقلب اللهم يحجٍب كعػدٌب فػاقٍب‪ ،‬ككسػيلٍب انقطػاع حيلػٍب‪،‬‬
‫كراس مإب عدـ احتيإب ‪،‬كشفيعي دمػوعي ‪ ،‬ككٍنػزم عجػزم‪ ،‬إ‪٥‬بػي قطػرة مػن ٕبػار جػودؾ تغنيػِب‬
‫كذرة مػػن تيػػار عفػػوؾ تكفيػػِب فػػارزقِب كعػػافِب كاعػػف عػػِب كاغفػػر ٕب كاقػػض حػػاجٍب كنفػػس يكػ ٍػربىًٍب‬
‫كفرج ٮبي كاكشف غمي بر‪ٞ‬بتك يا أرحم الرا‪ٞ‬بْب‪ ،‬كا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب‪.‬‬

‫ولو ‪ ‬ىذا الدعاء ويسمى دعاء النصر‪:‬‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫كفرؽ ‪ٝ‬بعهػم كاقلػب تػدبّبىم‬ ‫للهم اقطع أجل أمل أعدائي كشتت اللهم مشلهم كأمرىم ِّ‬ ‫ا َّ‬
‫ك بػػدؿ أحػوا‪٥‬بم ك ِّ‬
‫نكػػس أعبلمهػػم ككػ َّػل سػػبلحهم كقػػرب آجػػا‪٥‬بم كزلػػزؿ أقػدامهم كغػػّب أفكػػارىم‬
‫كخيب آما‪٥‬بم كخرب بنياهنم كاقلع آثارىم حٌب ال تبقى ‪٥‬بم باقية كال ٯبدكا ‪٥‬بػم كاقيػة ك اشػغلهم‬
‫بأبداهنم كأنفسهم كارمهم بصواعق انتقامك كابطش هبم بطشان شػديدان كخػذىم أخػذان عزيػزان إنػك‬
‫على كل شيء قدير كال حوؿ كال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬

‫لله ػػم ال أم ػػنعهم ك ال ادفعه ػػم إال ب ػػك الله ػػم إن ػػا ‪٪‬بعل ػػك َب ‪٫‬ب ػػورىم كنع ػػوذ ب ػػك م ػػن‬ ‫ا ٌ‬
‫ش ػػركرىم‪،‬يا مال ػػك ي ػػوـ ال ػػدين إي ػػاؾ نعبػ ػد كإي ػػاؾ نس ػػتعْب عل ػػيهم ف ػػدمرىم ت ػػدمّبا كت ػػربىم تتبػ ػّبا‬
‫فػػاجعلهم ىبػػاءن منثػػورا‪ ،‬آمػػْب آمػػْب آمػػْب يػػا اهلل يػػا اهلل يػػا اهلل بسػػم اهلل ٕبرمػػة ‪٧‬بمػػد عنػػدؾ أف‬
‫تسػػَبنا ُب الػػدنيا كاآلخػػرة إنػػك علػػى كػػل شػػيء قػػدير كال حػػوؿ كال قػػوة إال بػػاهلل العل ػي العظػػيم‬
‫كصلى اهلل على سيدنا ‪٧‬بمد كعلى آلو كصحبو كسلم تسليمان كثّبان إٔب يوـ الدين‪.‬‬

‫ولو ‪ ‬ىذا ال ب ويسمى ح ب الفتح‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫بسم ا الرحمن الرحيم‬
‫كصلى اهلل على سيدنا كموالنا و‬
‫‪٧‬بمد كعلى آلو كصحبو كسلم‪:‬‬
‫ً‬
‫"إن ػا فتحنػػا لػػك فتح ػان مبين ػان‪ ،‬ليغفػػر لػػك اهلل مػػا تقػػدـ مػػن ذنبػػك كمػػا تػػأخر كيػيػت َّم نعمتى ػوي‬
‫عليك كيهديك صراطان مستقيمان كينصرؾ اهلل نصران عزيزان"‪.‬‬

‫اللهػ َّػم يػػا كاجػػب الوجػػود ك يػػا كاىػػب ا‪٣‬بػػّب كا‪١‬بػػود‪ ،‬أفػػض علينػػا أن ػوار ر‪ٞ‬بتػػك كيسػػر لنػػا‬
‫الوصوؿ إٔب كماؿ معرفتك‪ ،‬سبحانك ال علم لنا إال ما علمتنا كال معرفة لنا إال مػا أ‪٥‬بمتنػا إنػك‬
‫أنػػت العلػػيم ا‪٢‬بكػػيم‪ ،‬اللهػػم إنٌػا نس ػألك مػػن العصػػمة دكامهػػا‪ ،‬كمػػن النعمػػة ‪ٛ‬بامهػػا‪ ،‬كمػػن الر‪ٞ‬بػػة‬
‫مشو‪٥‬بػػا كمػػن العافيػػة حصػػو‪٥‬با‪ ،‬كمػػن العػػيش أرغػػده‪ ،‬كمػػن العمػػر أسػػعده‪ ،‬كمػػن الوقػػت أطيبػػو‪ ،‬كمػػن‬
‫أعمػوي‪ ،‬كمػن اإلحسػاف أ‪ٛ‬بػَّوي‪،‬‬ ‫الرزؽ أكسعو‪ ،‬كمن الفضل أعذبو‪ ،‬كمن اللطف أنفعػو‪ ،‬كمػن اإلنعػاـ َّ‬
‫اللهػػم كػػن لنػػا يػػا جبػػار كال تكػػن علينػػا‪ ،‬اللهػػم حصػػن بالسػػعادة آجالنػػا‪ ،‬كحقػػق بالزيػػادة آمالنػػا‪،‬‬
‫ب سػػحائب‬ ‫كاقٍ ػ ًر ٍف بالعافيػػة غػػدكنا كآصػػالنا كاجعػػل إٔب مغفرتػػك كر‪ٞ‬بتػػك مصػػّبنا كمآلنػػا‪ ،‬ك ي‬
‫ص ػ َّ‬
‫كم َّن علينا بإصبلح عيوبنا‪ ،‬كاجعػل التقػول زادنػا‪ ،‬كُب دينػك اجتهادنػا‪ ،‬فإنػو‬ ‫عفوؾ على ذنوبنا‪ ،‬ي‬
‫عليك توكلنا كاعتمادنا كثبتنا على هنػج االسػتقامة إٔب يػوـ القيامػة‪ ،‬ربنػا خفػف عنػا ثقػل األكزار‪،‬‬
‫كارزقنا معيشة األبرار كاكفنا شر األشرار‪ ،‬كاعتق رقابنا كرقاب آبائنا كأمهاتنا كمشاٱبنا من ال َّػدي ًن‬
‫كا‪٤‬بظػآب كالنػار‪ ،‬بر‪ٞ‬بتػك يػا عزيػػز يػا غفػار يػا كػػر‪ٙ‬ب يػا سػتار يػا حلػػيم يػا جبػار‪ ،‬ك صػلى اهلل علػػى‬
‫سيدنا خّب خلقو ‪٧‬بمد ك على آلو كسلم تسليمان‪ ،‬كا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب‪.‬‬

‫ولو ‪ ‬ىذا ال ب المبارؾ‪ .‬يقرأ في ثلث الليل األبير‪:‬‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬


‫رب عبدؾ ضػاقت بػو األسػباب كغلقػت دكنػو األبػواب‪ ،‬كتعسػَّر عليػو سػلوؾ طريػق أىػل‬ ‫ِّ‬
‫الصواب‪ ،‬كزاد بو ا‪٥‬بم كالغم كاالكتئاب‪ ،‬كانقضى عمره‪ ،‬كٓب يفتح لػو إٔب فسػيح تلػك ا‪٢‬بضػرات‬
‫كمناى ػػل الص ػػفوة كالراح ػػات ب ػػاب‪ ،‬كانص ػػرمت أيام ػػو كال ػػنفس راتعػ ػةه ُب مي ػػادين الغفل ػػة كدن ػػاءات‬
‫االكتسػػاب‪ ،‬كأنػػت ا‪٤‬برجػ يػو لكشػػف ىػػذا النصػػاب‪ ،‬يػػا مػػن إذا يدعػ ىػي أجػػاب يػػا سػريع ا‪٢‬بسػػاب يػػا‬
‫رب ال تػ ػرَّد مسػ ػألٍب كال ت ػػدعِب ٕبس ػػرٌب‪ ،‬كال تكل ػػِب إٔب ح ػػوٕب ك ق ػػوٌب كارح ػػم‬
‫عظ ػػيم ا‪١‬بن ػػاب‪ِّ ،‬‬

‫‪286‬‬
‫عجزم كفقرم كفاقٍب‪ ،‬كذلِّ ٍل صعوبة أمرم كسهل طريق يسرم ‪ ،‬فقد ضاؽ صدرم كتاه فكرم‬
‫ك‪ٙ‬بّبت ُب أمرم أنت العآب بسرم كجهرم ا‪٤‬بالك لنفعي كضرم القادر على تيسّب عسرم‪.‬‬

‫رب ارح ػػم م ػػن عظ ػػم مرض ػػو كع ػ َّػز ش ػػفاؤه ككث ػػر داؤه كق ػػل دكاؤه‪ ،‬كأن ػػت ملج ػأه كرج ػػاؤه‬
‫ِّ‬
‫كمغيثو‪ ،‬إ‪٥‬بي كسيدم ك موالم‪ ،‬ضاقت ا‪٤‬بذاىب إال إليػك‪ ،‬كخابػت اآلمػاؿ إال لػديك‪ ،‬كانقطػع‬
‫الرجاء إال منك‪ ،‬كبطل التوكل إال عليك‪ ،‬ال ملجأ ك كال منجػى منػك إال إليػك‪ٙ ،‬بصػنت بػذم‬
‫ػك كا‪٤‬بلكػػوت‪ ،‬كاعتصػػمت بػػذم العػػزة كا‪١‬بػػربكت كتوكلػػت علػػى ا‪٢‬بػػي الػػذم ال ٲبػػوت‪ ،‬كصػػلى‬ ‫ا‪٤‬بلػ ً‬
‫اهلل على سيدنا ‪٧‬بمد كعلى آلو كصحبو كسلم تسليمان‪.‬‬

‫الص ة الشريفة‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫"اللهػ َّػم صػ ِّػل علػػى سػػيدنا ‪٧‬بمػػد النػػيب األمػػي كعلػػى آلػػو كصػػحبو كسػػلم كأزك ًاج ًُ ًق كذريتػػو‬
‫ػك ا‪٤‬بتل ِّػذذ‬ ‫كأىل بيتػو‪ٕ ،‬بػر أنػوارؾ ك معػدف أسػرارؾ كلسػاف حجتػك كعػركس ‪٩‬بلكتػك كطػراز م ً‬
‫لك ى‬ ‫ي‬
‫ٗبشػػاىدتك‪ ،‬صػػبلة ي‪ٙ‬ب ػل هبػػا عقػػدتنا كتفػػرج هبػػا يكربتنػػا‪ ،‬كتقض ػى هبػػا حوائجن ػػا‪ ،‬صػػبلة ترض ػػيك‬
‫ضى هبا عنا يا رب العػا‪٤‬بْب‪ ،‬عػدد مػا أحػاط بػو علمػك كأحصػاه كتابػك كشػهدت بػو‬ ‫كترضيو كتىػ ٍر ى‬
‫مبلئكتػػك كجػػرل بػػو قلمػػك‪ ،‬عػػدد األمصػػار كاألحجػػار كاألقطػػار كاألشػػجار كمبلئكػػة ا‪١‬ببػػار‪،‬‬
‫كعد ىد ما خلق موالنا من أكؿ الزماف إٔب آخر الزماف‪ ،‬كسػلم عليػو كعلػيهم مثػل ذلػك كا‪٢‬بمػد هلل‬ ‫ى‬
‫رب العا‪٤‬بْب‪.‬‬

‫ولو ‪ ‬ىذه الصلوات المسماة ( بالكبريت األحمر)‪.‬‬

‫‪287‬‬
‫بسم ا الرحمن الرحيم‬
‫ػك فض ػبلن‪ ،‬علػػى‬ ‫ػك سػػرمدان‪ ،‬كأزٍكػػى ‪ٙ‬بياتًػ ى‬ ‫ك أبػػدان‪ ،‬كأ٭بػػى بركاتًػ ى‬ ‫أفضػ ىػل صػػلواتً ى‬ ‫اللهػ َّػم اجعػ ٍػل ى‬
‫التجليات اإلحسانية‪ ،‬ىكىم ٍهبى ًط األسرا ًر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلٲبانية‪ ،‬كطور‬ ‫كمعد ًف الدقائً ًق‬ ‫نسانية‪ً ،‬‬ ‫أشرؼ ا‪٢‬بقائق اإل ً‬ ‫ً‬
‫ػلْب‪ ،‬كأفض ًػل ا‪٣‬ببلئػق‬ ‫قد النبيْب‪ ،‬كمقػ ً‬ ‫اسطة ًع ً‬ ‫بانية‪ ،‬ك ً‬ ‫ا‪٤‬بملكة الر ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫دـ جػيش ا‪٤‬برس ى‬ ‫كعركس‬ ‫الر‪ٞ‬بانية‪،‬‬
‫ػرؼ األسػػُب‪ ،‬كمنىب ػ ًع العل ػ ًم كا‪٢‬بل ػ ًم كا‪٢‬بً ىك ػ ًم‪،‬‬ ‫أ‪ٝ‬بعػػْب‪ ،‬حامػ ًػل ل ػواء العػ ِّػز األعلػػى‪ ،‬كمالًػ ً‬
‫ػك أى ًزَّمػ ًػة الشػ ً‬
‫اؼ كجػ ًػام ًع‬ ‫ػطفائية‪ ،‬سػػي ًد األش ػر ً‬ ‫ػات االصػ ً‬ ‫ا‪٤‬بتحق ػ ًق بأس ػرا ًر ا‪٤‬بقامػ ً‬ ‫ػب العبوديػَّ ًػة‪ِّ ،‬‬ ‫ا‪٤‬بتخلِّ ػ ًق بػػأعلى رتىػ ً‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫ػات‪ ،‬ا‪٤‬بؤيَّ ػ ًػد‬ ‫ػب كا‪٤‬بقام ػ ً‬ ‫ػوص ب ػػأعلى ا‪٤‬برات ػ ً‬ ‫ػب األك ػ ىػرًـ‪ ،‬ا‪٤‬بخص ػ ً‬ ‫األكص ػػاؼ‪ ،‬ا‪٣‬بلي ػ ًػل األعظ ػ ػ ًم كا‪٢‬ببي ػ ً‬
‫ات‪ ،‬ا‪١‬بػػوى ًر الشػريف‪ ،‬سػػيدنا كنبينػػا ‪٧‬بمػػد‬ ‫ب كا‪٤‬بعجػز ً‬ ‫ِّالالت‪ ،‬ا‪٤‬بنصػػوًر بالر ٍعػ ً‬ ‫ْب كالػػد ً‬ ‫بأكضػ ًػح الرباىػ ً‬‫ى‬
‫ً و‬ ‫ً‬ ‫احملمػ ً‬
‫ػقت منػػو األس ػرار كانفلقػػت منػػو‬ ‫كس ػناهي‪ ،‬الػػذم انشػ ٍ‬ ‫ػاتح‪ ،‬ىمػ ٍػن يىػ ىػداهي سػػر كػ ِّػل س ػ ًرُ ٌُ ى‬ ‫ػود الفػ ً‬
‫ا‪٢‬باشػ ًر النػػاىي اآلمػ ًر‬ ‫ب ً‬ ‫ػاًب العاقًػ ً‬ ‫ػاتح ا‪٣‬بػ ًً‬ ‫األنػوار‪ ،‬ال ًسػِّر البػػاط ًن كالنػػوًر الظػػاى ًر‪ ،‬السػيِّ ًد ً‬
‫الكامػ ًػل الفػ ً‬
‫ػؤم ًن العابً ًػد ا‪٤‬بتوِّكػ ًل‬ ‫ا‪٢‬بام ًػد ا‪٤‬ب ً‬
‫ا‪٤‬باج ًػد العزيػ ًز ً‬ ‫ت الذاك ًر ا‪٤‬باحي ً‬ ‫الناص ًح الناٌص ًر الصاب ًر الشاك ًر القانً ً‬ ‫ً‬
‫ػرب‬
‫ا‪٣‬باض ػ ًع ا‪٣‬باش ػ ًع الػ ِّ‬ ‫ػاع ا‪٤‬بختػػا ًر ً‬ ‫ػوٕب ا‪٢‬بميػ ًػد الربىػ ً‬
‫ػاف ا‪٢‬بي َّج ػ ًة ا‪٤‬بطػ ً‬ ‫ً‬
‫الزاىػػد القػػائً ًم التػػاب ًع الشػػهيد الػ ِّ‬
‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ػْب‬
‫ػاًب النبي ػ ى‬ ‫ػْب‪ ،‬كخ ػ ىً‬ ‫ػلْب كإم ػ ًػاـ ا‪٤‬بتق ػ ى‬ ‫ا‪٤‬بزِّم ػ ًل ا‪٤‬ب ػ َّػدثًٌر‪ ،‬س ػػيٌد ا‪٤‬برس ػ ى‬
‫ا‪٤‬بي ٍستىػٍنص ػ يػر ا‪٢‬ب ػ ٌػق ا‪٤‬بب ػػْب‪ ،‬ط ػػو كي ػػس‪ٌ ،‬‬
‫كؼ‬‫الرسوؿ اجملتىب‪ ،‬ا‪٢‬ب ىك ًم الع ٍد ًؿ ا‪٢‬بكي ًم العلي ًم العزي ًز الرؤ ً‬ ‫النيب ا‪٤‬بصطفى ك ً‬ ‫ً‬
‫العا‪٤‬بْب‪ِّ ،‬‬
‫ى‬ ‫رب‬
‫كحبيب ِّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الػػرحيم‪ ،‬و ً‬
‫ك‪،‬‬ ‫كخ ىّبتًػ ى‬
‫ك ً‬ ‫كذخّبتًػ ى‬
‫ى‬ ‫ك‪٬‬بٍبىتًػ ى‬
‫ك‬ ‫ك ي‬ ‫ك ىً‬
‫ك‪٪‬بيِّػ ى‬ ‫ك كدليلػ ى‬ ‫ك كخليلػ ى‬ ‫ك ً‬
‫كصػػفيِّ ى‬ ‫كرسػول ى‬‫‪٧‬بمػد عبػػد ىؾ ي‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ا‪٥‬بامش ِّي األبطى ًح ِّي ا‪٤‬بك ِّػي ا‪٤‬بػد٘بِّ‬ ‫العريب ال يقرًشي ً‬
‫األم ِّي ِّ ى ِّ‬ ‫النيب ٌ‬
‫ً‬
‫كرسوؿ الر‪ٞ‬بة‪ِّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫كإماـ ا‪٣‬ب ًّب كقائًد ا‪٣‬ب ًّب‬ ‫ً‬
‫يب الرفي ػ ًع‪،‬‬ ‫ػب الشػػفي ًع‪ ،‬ا‪٢‬بس ػ ً‬ ‫ػعود‪ ،‬ا‪٢‬ببيػ ً‬ ‫ػعيد ا‪٤‬بسػ ً‬ ‫ود‪ ،‬الػػوٕب ا‪٤‬بقػ َّػر ًب السػ ً‬ ‫ػاى ًد ا‪٤‬ب ٍشػػه ً‬ ‫الشػ ً‬
‫التِّهػ ًػام ِّي‪َّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫ي‬
‫ْب‪،‬‬ ‫ب ا‪٤‬ببػػارًؾ ا‪٤‬بك ػ ً‬ ‫ػر‪ٙ‬ب‪ ،‬الطيِّ ػ ً‬ ‫ػوؼ ا‪٢‬بلػػي ًم‪ ،‬ا‪١‬بى ػو ًاد الكػ ً‬ ‫اعظ البش ػ ًّب النػػذي ًر العطػ ً‬
‫ى‬
‫ػيح البػػدي ًع‪ ،‬ال ػو ً‬ ‫ا‪٤‬بلػ ً‬
‫ى‬
‫ػائق ٕبي َّجتً ىهػػا‪،‬‬ ‫الصػ ً‬
‫الس ػر ًاج ا‪٤‬بن ػ ًّب‪ ،‬الػػذم أدرؾ ا‪٢‬بقػ ى‬ ‫ػك ِّ‬ ‫ْب‪ ،‬الػػداعي إليػػك بإذنًػ ى‬ ‫ػدكؽ األم ػ ً‬ ‫ػاد ًؽ ا‪٤‬بصػ ً‬
‫الداللػػة‬ ‫ت بًػ ًػو الرسػػالىةى ك ِّ‬ ‫كناجٍيتىػػوي قريبػان‪ ،‬كأدنيتىػػوي رقيبػان‪ ،‬كختى ٍمػ ى‬
‫ً ً‬
‫كفػػا ىؽ ا‪٣‬بىبلئػ ىػق يبرَّمتهػػا‪ ،‬كجع ٍلتىػػوي حبيبػان‪ ،‬ى‬
‫ت لػػوي‬ ‫ػمس كش ػ ىق ٍق ى‬ ‫ػح ً‬
‫ػب كظلٍَّلتىػػوي بالسػ ي‬ ‫كالبشػػارىة كال ػنَّذارىة كالنبػػوىة‪ ،‬كنصػػرتىوي بالر ٍعػ ً‬
‫ت لىػػوي الشػ ى‬ ‫كردد ى‬
‫ب‪ٍ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬
‫ػجر‪،‬‬ ‫ب كالظَّ ػيب كال ػػذئب كا‪١‬بً ػ ٍذ ً‬
‫ا‪١‬بم ػ ىل كا‪١‬ببىػ ىػل كا‪٤‬ب ػى ىػد ىر كالش ػ ى‬ ‫اع ك ى‬ ‫ع كال ػػذر ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍى‬ ‫الض ػ َّ‬
‫ػت ل ػػوي َّ‬ ‫ال ىق ىم ػ ىػر‪ ،‬كأنط ٍق ػ ى‬
‫ػث‬‫الؿ‪ ،‬كأنزلٍػػت مػػن ا‪٤‬بػػزًف بدعوتػً ًػو ُب عػ ًػاـ ا‪١‬بػ ٍد ًب كا‪٤‬بحػ ًػل كابًػػل الغىيػ ً‬ ‫ت مػػن أصػػابًعً ًو ا‪٤‬بػػاءى الػػز ى‬
‫ى ٍ‬ ‫ىٍ‬ ‫ى‬ ‫يٍ‬ ‫ى‬ ‫أنبعػ ى‬
‫ك ٍ‬
‫ت بػ ًػو لػػيبلن مػ ىػن‬ ‫ا‪٢‬بجػ يػر‪ ،‬كأس ػريٍ ى‬ ‫الرمػ يػل ك ى‬ ‫ػهل ك ٍ‬‫ػوع ير كالسػ ي‬ ‫ػخ ير كالػ ٍ‬ ‫ػب منػػوي الق ٍفػ يػر كالصػ ٍ‬ ‫اع ىش ٍو ىشػ ى‬‫كا‪٤‬بطىػ ًر‪ ،‬فى ٍ‬
‫ػْب أك‬ ‫ػاب قوس ٍ ً‬ ‫ا‪٤‬بسج ًد األقصى‪ ،‬إٔب السموات العلى إٔب ًس ٍدرًة ا‪٤‬بنتهػى‪ ،‬إٔب ق ً‬ ‫ا‪٤‬بس ًج ًد ا‪٢‬برًاـ إٔب ً‬
‫ى‬ ‫ٍ‬
‫ػاى ىد ًة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أكرمتى ػػوي با‪٤‬بخاطىبى ػػة كا‪٤‬براقىػبى ػػة كا‪٤‬بش ػ ى‬ ‫ص ػ ىػول‪ ،‬ك ٍ‬ ‫ٍأدٗب‪ ،‬كأريٍػتى ػػوي اآلي ػ ػةى ال يكٍبػ ػ ىػرل‪ ،‬كأنلتى ػػوي الغايىػ ػ ٍة ال يق ٍ‬

‫‪288‬‬
‫ػت لػػوي جو ًامػ ىػع‬
‫ك‪ٝ‬بعػ ى‬‫احمل ىش ػ ًر‪ٍ ،‬‬ ‫ػوـ ال ىفػ ىػزًع األك ػ ًرب ُب ٍ‬ ‫ػفاعة الكػػربل يػ ى‬
‫كخصصػػتىو بالوسػػيلى ًة الع ػ ٍذرا كالشػ ً‬
‫ى‬ ‫ى ٍ ي‬
‫ػأخىر‪ ،‬الػذم‬ ‫ت لىوي مػا تق َّػد ىـ ًم ٍػن ذنٍب ًػو كمػا ت َّ‬ ‫كغفر ى‬‫األم ًم‪ٍ ،‬‬ ‫خّب ى‬ ‫كجعلت ٌأمتىوي ى‬
‫ى‬ ‫ال ىكلًم كجو ًاىىر ا‪٢‬بً ىكم‪،‬‬
‫ػبيل ً‬
‫اهلل‪،‬‬ ‫كجاىػ ىػد ُب سػ ً‬ ‫بىػلَّ ػ ى الرسػػالةى ك َّأدل األمانىػةى‪ ،‬كنصػ ىػح األ ٌيم ػةى ك ى‬
‫كجلػػى الظيٍل ىم ػةى ى‬ ‫ػف الغي َّم ػةى‪ ،‬ى‬ ‫كشػ ى‬
‫اليقْب‪.‬‬
‫كعبى ىد ربَّوي حٌب أتاهي ي‬ ‫ى‬
‫اآلخػػرك ىف‪ ،‬اللهػ َّػم عظِّمػػو ُب الػػدنيا بػ ً‬
‫ػإعبلء ًذك ػ ًرًه‬ ‫اللهػ َّػم ابػعثٍػػو مقام ػان ‪٧‬بمػػودان يغبطيػػو فيػػو األكليػػوف ك ً‬
‫ٍي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي ٍى ي‬
‫ًً‬ ‫ًً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬
‫فض ػلىوي‬ ‫أج ػ ًزٍؿ ٍ‬
‫أجػ ىػره كمثوبىػتىػػوي‪ ،‬كأيِّػ ٍد ٍ‬ ‫كإظهػػا ًر دينػػو كإبقػػاء ش ػر ىيعتو‪ ،‬كُب اآلخػػرًة بشػػفاعتو ُب أيٌمتػػو‪ ،‬ك ٍ‬
‫هود‪ ،‬اللهػػم تقبػ ٍػل شػػفاعتىوي الكػػربل كارفىػ ٍػع‬ ‫قدٲبػو علػػى كافػ ًػة ا‪٤‬ب ىقػَّربْب الشػ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ي ى‬ ‫ين كت ى ي‬ ‫ػْب كاآلخػر ى‬ ‫علػػى األكلػ ى‬
‫ًً‬
‫للهػ َّػم عظِّػ ٍػم بػيٍرىانىػػوي‬
‫كموسػػى‪ ،‬ا ي‬ ‫درجتىػػوي العليػػا كأعطػػو يسػ ٍؤلىوي ُب اآلخػػرًة كاألكٔب كمػػا أعطيػػت إبػراىيم ي‬ ‫ى‬
‫للهػ َّػم أتٍبً ٍعػػوي مػ ٍػن ذريتًػ ًػو كأيٌمتًػ ًػو مػػا تقػػر بػ ًػو عينيػػوي‪،‬‬ ‫كأبلًػػج ح َّجتىػػو كأبلً ٍغػػو مأٍمولىػػو ُب أىػػل بيتًػ ًػو ً ً‬
‫كذريتػػو‪ ،‬ا ي‬ ‫ٌ‬ ‫ي ي ي‬ ‫ٍ ٍ ي ي‬
‫اج ًز األنبياءى يكلَّهم خّبان‪.‬‬ ‫ًً‬ ‫كاج ًزًه عنٌا خيػر ما جزي ً‬
‫عن أيٌمتو ك ٍ‬ ‫ت بو نبيان ٍ‬ ‫ٍ ى ى ىٍ ى‬
‫ك‪٠‬ب ىعٍتػوي اآلذا يف‪ ،‬كص ِّػل كسػلِّ ٍم عليػو‬ ‫‪٧‬بمد عدد مػا شػاى ىدتٍو األبصػار ىً‬ ‫اللهم صل كسلِّم على سيدنا و‬
‫ي‬ ‫ى ي‬ ‫ى‬ ‫ِّ ى ٍ‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ػب‬‫صػ ِّػل عليػػو‪ ،‬كصػ ِّػل كسػػلم عليػػو كمػػا ‪ٙ‬بػ ي‬ ‫ػدد ىمػ ٍػن صػػلى عليػػو‪ ،‬كصػ ِّػل كسػلِّ ٍم عليػػو بعػ ىػدد مػػن ٓب يي ى‬ ‫عػ ى‬
‫صػلِّ ىي عليػ ًػو‪ ،‬كصػ ِّػل كسػػلم عليػػو كمػػا أمرتىػنىػػا أف نصػػلي عليػ ًػو‪ ،‬كصػ ِّػل كسػػلم عليػػو كمػػا‬ ‫كترضػػى أف تي ى‬
‫صلٌى عليو‪.‬‬ ‫ينبغي أف يي ى‬
‫ػاء اهلل كإفضػػالو‪ ،‬اللهػػم صػػل كسػػلم عليػػو كعلػػى آلػػو‬ ‫اللهػػم صػػل كسػػلم عليػػو كعلػػى آلػػو عػػدد نىعمػ ً‬
‫ى‬
‫ػياعوً‬
‫أتباع ًػو كأش ً‬ ‫كعٍتػرتًًو كعشّبتًًو كأصػها ًرًه‪ ،‬كأحبابً ًػو ك ً‬ ‫أكالد ًه كأزك ًاج ًو كذريَّاتًًو كأى ًل بيتً ًو ً‬
‫كأصحابًًو ك ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍى‬
‫داة ا‪٣‬ببلئػػق‪٪ ،‬بػػوـ ا‪٥‬بػػدل لً ىمػ ًن اقتػػدل‬ ‫ػائق كىػ ً‬ ‫ػاد ًف أنػوا ًرًه‪ ،‬ككنػػوًز ا‪٢‬بقػ ً‬ ‫كأنصػػا ًرًه‪ ،‬خزنػ ًػة أسػرا ًرًه كمعػ ً‬
‫ػك كًزنىػةى ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ػك‬‫عرشػ ى‬ ‫ػرمدان‪ ،‬عػ ىػد ىد خلقػ ى‬ ‫ض ػا سػ ى‬ ‫ارض عػػن الصػػحابىة ًر ن‬ ‫كس ػلِّ ٍم تسػػليمان كث ػّبان دائم ػان أبػػدان‪ ،‬ك ى‬
‫ػرؾ غافًػ هػل‪ ،‬صػػبلةن تكػػو يف لػػك‬ ‫ػرؾ ذاكػهػر كسػػهى عػػن ذكػ ى‬ ‫ػك‪ ،‬كلمػػا ذكػ ى‬ ‫ػك كمػ ىػد ىاد كلماتػً ى‬ ‫كرضػػاء ً‬
‫نفسػ ى‬ ‫ى ى‬
‫ػاـ‬ ‫ًً‬ ‫رض ػػاء ِّ ً‬
‫الرفيع ػةى‪ ،‬كابعثٍػػوي ا‪٤‬بق ػ ى‬
‫الدرج ػةى العاليى ػةى ى‬ ‫ك‪٢‬بق ػو أداءن كلن ػػا ص ػػبلحان‪ ،‬كآت ػػو الوس ػيلىةى كالفض ػػيلةى ك ى‬ ‫ن‬
‫رب عل ػػى ‪ٝ‬بي ػػع إخوانًػ ًػو ًم ػ ىػن النبي ػػْب‬ ‫ػوركد‪ ،‬كص ػ ِّػل ي ػػا ِّ‬ ‫ػوض ا‪٤‬ب ػ ى‬ ‫ػود كا‪٢‬ب ػ ى‬
‫ً‬
‫ػود‪ ،‬كأعط ػػوً الل ػواءى ا‪٤‬بعق ػ ى‬‫احملم ػ ى‬
‫ػيدنىا الشػػيخ ‪٧‬بي ػي الػػدين أيب ‪٧‬بمػ وػد عبػ ًػد‬ ‫كا‪٤‬برسػػلْب‪( ،‬كعلػػى ‪ٝ‬بيػػع األكليػػاء كالصػػا‪٢‬بْب كعلػػى سػ ً‬
‫ى‬
‫اهلل عليهم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬ ‫القادر الكيبل٘ب األمْب ا‪٤‬بكْب)‪ ،‬صلوات ً‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫و ً‬
‫كمػ ٍػن‬‫ػك ى‬ ‫ضػػى ًمػ ٍػن خلقػ ى‬ ‫ػدد ىمػ ٍػن ىم ى‬‫ػورهي‪ ،‬عػ ى‬ ‫اللهػػم صػ ِّػل كس ػلِّ ٍم علػػى سػػيدنا ‪٧‬بمػػد الر‪ٞ‬بػػة للعػػا‪٤‬بْب ظهػ ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ط با‪٢‬بىػ ِّػد‪ ،‬صػػبل نة ال غاي ػةى ‪٥‬بػػا كال‬ ‫ػقي‪ ،‬صػػبل نة تى ٍس ػتىػ ٍغ ًر يؽ ى‬
‫العػ َّػد ك‪ٙ‬بػػي ي‬ ‫كمػ ٍػن شػ ى‬
‫كمػ ٍػن سػػع ىد مػػنهم ى‬ ‫بىق ػ ىي‪ ،‬ى‬
‫ػك‪،‬‬ ‫ك كباقيػةن ببقائ ى‬ ‫انتهاءى‪ ،‬كال ىأم ىد كال انقضاءى‪ ،‬صبل نة مقبولةن معركضػةن عليػو‪ ،‬صػبل نة دائمػةن بػدك ًام ى‬

‫‪289‬‬
‫األرض كالسػػماء‪ ،‬صػػبلةن ي‪ٙ‬بى ػل هبػػا العي ىقػ يػد‬
‫ى‬ ‫ػيك كتيرضػ ًػيو كترضػػى هبػػا عنَّػػا‪ ،‬صػػبلةن ى‪ٛ‬ب ػؤلي‬
‫صػػبلةن تيرضػ ي‬
‫ػلمْب‪ ،‬كبػػا ًرٍؾ علػػى الػػدكاـ كعافًنىػػا‬‫ك مػػن أمػػرم كأمػػوًر ا‪٤‬بسػ ى‬
‫ً‬
‫كٯبػػرم هبػػا أثػ يػر ليطٍفػ ى‬
‫ب‪ ،‬ىٍ‬‫كتفػَّػر يج هبػػا ال يكػىر ي‬
‫كدنٍيانػا‬ ‫كيسر أمورنا مع الراح ًػة لً يقليوبنػا كأب ىػدانًنىا كالس ً ً ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫ػبلمة كالعافيىػة ُب ديننىػا ي‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ْب‪ ٍ ِّ ،‬ى ى ى ى‬ ‫اج ىع ٍلنا آمن ى‬
‫كاىدنىا ك ٍ‬
‫تر و‬
‫اض‬ ‫ا‪ٝ‬بعنىػػا معػػو ُب ا‪١‬بنَّػ ًػة مػػن غػ ًّب عػ و‬
‫ػذاب يى ٍسػبً يق كأنػ ى‬
‫ً‬
‫ػاب كالسػنَّة‪ ،‬ك ٍ‬ ‫كآخرتًنىػػا‪ ،‬كتىػوفٌنػػا علػػى الكتػ ً‬‫ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫أ‪ٝ‬بعْب‬
‫ى‬ ‫كعافية ببل ً ٍ‪٧‬بنى وة‬
‫و‬ ‫عنٌا‪ ،‬كال ‪ٛ‬بىٍ يك ٍر بًنىا‪ ،‬كاختً ٍم لنا ٖب وّب ى‬
‫منك‬
‫رب العػالمين‬
‫ك‬ ‫رب العػ ة عمػا يصػفوف‪ ،‬وسػ ٌـ علػى المرسػلين‪ ،‬وال مػد‬
‫‪‬سب اف ربكح ك‬
‫‪.‬‬

‫ولو ‪ ‬ىذا ال ب المبارؾ العظيم الش ف‪:‬‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫ػك كلػو ا‪٢‬بمػد كىػو علػى كػل شػيء قػدير‪ٰ ،‬بيػي‬ ‫ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو‪ ،‬لو ا‪٤‬بل ي‬
‫كٲبيػػت كىػػو حػػي ال ٲبػػوت بيػػده ا‪٣‬بػػّب كإليػػو ا‪٤‬بصػػّب كبػػو نسػػتجّب كال حػػوؿ كال قػػوة إال بػػاهلل العلػػي‬
‫العظػػيم‪ ،‬ال إلػػو إال اهلل كحػػده كصػػدؽ اهلل كعػػده كنصػػر عبػػده كىػػزـ األحػزاب كحػػده‪ ،‬ال إلػػو إال‬
‫اهلل كال نعبد إال إياه ‪٨‬بلصْب لو الدين كلو كره الكافركف‪.‬‬

‫أشهد أف ال إلو إال اهلل كحده ال شريك لو إ‪٥‬بان كاحدان ك‪٫‬بن لو مسلموف‪.‬‬
‫اللهم صل على سيدنا ‪٧‬بمد كعلى آؿ سيدنا ‪٧‬بمد ما ‪ٞ‬بدؾ ا‪٢‬بامدكف‪.‬‬
‫اللهم صل على سيدنا ‪٧‬بمد كعلى آؿ سيدنا ‪٧‬بمد ما ذكرؾ الذاكركف‪.‬‬
‫اللهم صل على سيدنا ‪٧‬بمد كعلى آؿ سيدنا ‪٧‬بمد ما غفل عن ذكرؾ الغافلوف‪.‬‬

‫كق ػػد كرد ُب كت ػػاب الغني ػػة للش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر ق ػػدس س ػػره‪ :‬أف م ػػن ص ػػلى ليل ػػة ا‪١‬بمع ػػة‬
‫ركعتْب‪ ،‬يقرأ ُب كل ركعة فا‪ٙ‬بة الكتاب كآية الكرسي مرة ك‪ٟ‬بس عشرة مرة قل ىو اهلل أحػد أْب‪،‬‬
‫كيقػػوؿ ُب آخػػر صػػبلتو ألػػف مػػرة‪" .‬اللهػػم صػ ِّػل علػػى ‪٧‬بمػػد النػػيب األمػػي" فإنػػو يػػرل النػػيب ‪ُ ‬ب‬
‫ا‪٤‬بناـ‪ ،‬كال تتم لو ا‪١‬بمعة األخرل إال كقد رآه ‪.‬‬

‫ػوز أف ييسػ ٌػمى هبػػا أحػ هد غػػّبه سػػبحانو كتعػػأب‬


‫(مبلحظػػة) إف بعػػض أ‪٠‬بػػاء اهلل تعػػأب ال ىٯبيػ ي‬
‫كا‪٠‬بو‪ :‬ا‪٣‬بالق البارئ كذك ا‪١‬ببلؿ كاإلكراـ كالقيوـ‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫كمنها ما ٯبوز تسمية غّبه بو على معُب ‪٨‬بتلف يليق ٕبق ىذا اإلنسػاف ا‪٤‬بسػمى بػو‪ ،‬ال‬
‫علػى ا‪٤‬بعػُب الػذم يليػق بػاهلل‪ ،‬كا‪٠‬بػو تعػأب‪ :‬الػرؤكؼ ػ كالػرحيم ػ كالعظػيم ػ كالكػر‪ٙ‬ب ػ فإنػو ٯبػوز أف‬
‫يسمى ٗبثل ىذه األ‪٠‬باء غّب اهلل تعأب‪.‬‬
‫فقػػد جػػاء ُب القػػرآف تسػػمية ا‪٢‬ببيػػب سػػيدنا ‪٧‬بمػػد ‪ ‬بػػالرؤكؼ الػػرحيم كغػػّب ذلػػك مػػن‬
‫األ‪٠‬باء الٍب تشبو بعض أ‪٠‬باء اهلل تعأب من حيث اللفظ ال من حيث ا‪٤‬بعُب‪.‬‬

‫فلػػذلك ال يعػػَبض علػػى بعػػض األ‪٠‬بػػاء الػػٍب كردت ُب صػػيغة الصػػبلة ا‪٤‬بسػػماة بالكربيػػت‬
‫األ‪ٞ‬بر الٍب سبق ذكرىا آنفان‪.‬‬

‫ذكر بعض أوراد ىذه الطريقة‪:‬‬


‫‪٥‬ب ػ ػػذه الطريق ػ ػػة العلي ػ ػػة أكراد ‪٨‬بصوص ػ ػػة ‪٤‬ب ػ ػػداكاة القل ػ ػػوب كعبلجه ػ ػػا ً‬
‫كتنقيته ػ ػػا كتص ػ ػػفيتها‪،‬‬
‫كلته ػ ػػذيب األنف ػ ػػس كتزكيته ػ ػػا‪ ،‬ليتحق ػ ػػق عن ػ ػػد الس ػ ػػالك األخ ػ ػػبلؽ احملم ػ ػػودة كالص ػ ػػفات ا‪٤‬برض ػ ػػية‬
‫كا‪٤‬بقامػػات الرفعيػػة كاألح ػواؿ الصػػادقة ا‪١‬بليػػة‪ ،‬كذلػػك بعػػد تعلػػم األمػػور الفقهيػػة كمبلزمػػة ظػػاىر‬
‫الشريعة مع دكاـ االستقامة الظاىرة كالباطنػة‪ ،‬لينكشػف لػو عػن حقائقهػا الوىاجػة الرباقػة‪ ،‬فيفػتح‬
‫لػػو بػػاب ا‪٤‬بشػػاىدة فيفػػُب بػػاهلل عػػن غػػّبه‪ ،‬كيصػػبح قلبػػو مهػػبط لؤلن ػوار الربانيػػة فػػّبل بػػو كث ػّبان مػػن‬
‫األس ػرار الكونيػػة‪ ،‬مػػن الع ػوآب العلويػػة كالسػػفلية‪ ،‬فيػػزداد دىشػػة‪ ،‬كٲبتل ػئ قلبػػو حػػبلكة‪ ،‬كيتحقػػق ُب‬
‫مقػػاـ العبوديػػة‪ ،‬عنػػد ذلػػك يكػػوف ‪٧‬بفوظ ػان مػػن الغوايػػة بعػػد ا‪٥‬بدايػػة‪ ،‬فػػبل ينشػػغل قلبػػو بشػػيء عػػن‬
‫خالق الربية‪ ،‬كال ينحرؼ عػن الطػرؽ الواضػحة السػنية‪ ،‬مػن جػاء هبػا أشػرؼ ا‪٤‬بخلوقػات بالكليػة‪،‬‬
‫فنور اهلل بو قلوب العارفْب ذكم األفضلية‪ ،‬بعد الذين اصطفاىم اهلل بالنبوة‪.‬‬

‫كحينئػػذ يصػػبح كالشػػمس ا‪٤‬بشػػرقة‪ ،‬كا‪١‬ببػػاؿ الراسػػية الػػٍب ال هتزىػػا ال ػريح العاتيػػة كاألرض‬
‫السػػهلة اللينػػة ا‪٤‬بنبتػػة‪ ،‬كاألمطػػار الغزيػػرة‪ ،‬فَبتػػول بػػو القلػػوب الظامئ ػة‪ ،‬كتتغػػذل مػػن نباتػػو األنفػػس‬
‫السػػقيمة‪ ،‬كيسػػتَب كراءه مػػن ىػػم ٕباجػػة إٔب الدرايػػة مػػن العواصػػف ا‪٥‬بدامػػة‪ ،‬كيسػػتنّب بنػػوره مػػن‬
‫‪ٙ‬بكمت بو الغرائز الشهوانية‪ ،‬ككبلتو ا‪٤‬بكائد الشيطانية‪ ،‬فيخرج من ظلمة ا‪١‬بهل كسجن األىػواء‬
‫إٔب نور ا‪٤‬بعرفة كعز ا‪٢‬برية‪.‬‬

‫‪290‬‬
‫فجاىد نفسك طالب ا‪٢‬بق بالطاعات كترؾ الشهوات لتحظى هبذه العطيػة‪ ،‬كتػتخلص‬
‫من شر النفس األمارة‪ ،‬كتصبح َّلوامة على ما ارتكبتو مػن ا‪٤‬بعاصػي ا‪٤‬بشػؤكمة‪ ،‬فػإذا ‪ٙ‬بققػت ٗبقػاـ‬
‫التوبة‪ ،‬صارت نفسك ملهمة‪ٍ ،‬ب مطمئنة‪ٍ ،‬ب راضية‪ ،‬فمرضية‪ ،‬فكاملة‪ ،‬فقف بباب اهلل متضرعان‬
‫ػف لػػك الطريػػق السػػالكة‪ ،‬فإنػػو الحػػوؿ‬ ‫ً‬
‫باكيػان مسػػتطرحان لّبفػػع عػػن قلبػػك حجػػاب الغفلػػة‪ ،‬كيى ٍكشػ ى‬
‫لػػك كال قػػوة إال بتوفيػػق اهلل ذم ا‪٤‬بنػػة‪ ،‬فمػػن سػػبقت لػػو العنايػػة كجبػػت لػػو الواليػػة‪ ،‬فنسػػألك اللهػػم‬
‫بنيب األمة صػاحب الوسػيلة كالػدرجات العاليػة كا‪٤‬بقامػات احملمػودة‪ ،‬أف تفػتح لنػا أبػواب ا‪٣‬بػّبات‬
‫لن ػػدخل م ػػن خبل‪٥‬ب ػػا إٔب الركض ػػات السندس ػػية‪ ،‬ال ػػٍب تش ػػع ب ػػاألنوار الص ػػفراء كا‪٢‬بمػ ػراء كالبيض ػػاء‬
‫كا‪٣‬بض ػراء كالسػػوداء بعػػد الزرقػػاء لتص ػفو قلوبنػػا مػػن كػػل العبلئػػق الشػػاغلة ا‪٤‬برديػػة‪ ،‬لػػتخلص لػػك‬
‫كحدؾ يا من تفردت بالوحدانية كالصفات العليػة كتقدسػت عػن النقػائص كتعاليػت عػن األشػباه‬
‫فػػبل يسػػبق كجػػودؾ عػػدـ كال يلحػػق كجػػودؾ فنػػاء يػػا ذا الكربيػػاء كالعػػزة كالعظمػػة‪ ،‬فحػػق علػػى مػػن‬
‫عرفك أف ال ينشػغل با‪٢‬بادثػات عنػك يػاذا العطػاء كالفضػل كا‪٤‬بنػة‪ ،‬كصػلى اهلل علػى سػيدنا ‪٧‬بمػد‬
‫ا‪٤‬ببعوث ر‪ٞ‬بة كعلى آلو كصحبو سادات األمة‪.‬‬

‫فمػػن أكراد ىػػذه الطريقػػة إلصػػبلح النفػػوس‪ ،‬كال بػػد مػػن الصػػدؽ كإخػػبلص النيػػة مػػع بػػدء‬
‫تبلكهتا حٌب االنتهاء مع حضور القلب‪.‬‬
‫ُ‪ .‬تبلكة الكلمة الطيبة أفضل األذكار‪ :‬ال إلو إال اهلل" كعد يدهي سبعوف ألف مرة‪.‬‬
‫ِ‪ .‬كاالسم الثا٘ب ىو ػ اهلل ػ كعدده ستوف ألف مرة‪.‬‬
‫ّ‪ .‬كاالسػم الثالػث ػ ىػو ػ كعػدده ‪ٟ‬بسػوف ألػف مػرة‪ ،‬كاعلػم أف ىػذا االسػم ‪٨‬بتلػف‬
‫فيػػو فالصػػوفية يعدكنػػو مػػن أ‪٠‬بػػاء اهلل‪ ،‬كاحملػػدثوف ال يعتربكنػػو مػػن أ‪٠‬ب ػاء اهلل‪ ،‬كمػػن‬
‫أراد أف يعرؼ تفصيل ذلك فلّباجع كتاب شػرح أ‪٠‬بػاء اهلل تعػأب‪ .‬لئلمػاـ الػرازم‬
‫قدس سره‪.‬‬
‫ْ‪ .‬كاالسم الرابع ػ حق ػ كعدده أربعوف ألفان‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬كاالسم ا‪٣‬بامس ػ حي ػ كعدده ثبلثوف ألفان‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬كاالسم السادس ػ قيوـ ػ كعدده عشركف ألفان‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬كاالسم السابع ػ قهار ػ كعدده عشرةي آالؼ‬

‫‪292‬‬
‫كيسػػتحب أف يصػػلي بعػػد كػػل عػػدد ركعتػػْب‪ ،‬كالشػػيخ ىػػو الػػذم يرتػػب للمريػػد العػػدد‬
‫كيقسمو على األياـ على حسب رؤيتو‪.‬‬

‫قػػاؿ بعػػض العلمػػاء‪ :‬إف اسػػم (ىػػو) لػػيس مػػن أصػل الطريقػػة‪ ،‬إ٭بػػا قػػاؿ بػػو بعػػض متػػأخرم‬
‫القادرية‪.‬‬

‫ك‪٥‬بذه األ‪٠‬باء أعداد أخرل مع بعض التغيّب كىي‪:‬‬


‫مروة‬ ‫ً‬
‫ُ‪ .‬تبلكة الكلمة الطيبة ال إلو إال اهلل ػ مئة ألف ٌ‬
‫بع ك‪ٜ‬بانوف مرة‬ ‫ِ‪ .‬االسم الثا٘ب‪ :‬ىو ػ اهلل ػ كعدده ‪ٜ‬بانيةه كسبعوف ألفان كأر ه‬
‫مئة كثبلثوف مرة‬ ‫ّ‪ .‬كاالسم الثالث‪ :‬ػ ىو ػ كعدده أربعة كأربعوف ألفان كست و‬
‫ي‬
‫ْ‪ .‬كاالسم الرابع‪ :‬ػ حي ػ كعدده عشركف ألفان كاثنتاف كتسعوف مرة‬
‫مائة كعشركف مرنة‪.‬‬ ‫ٓ‪ .‬كاالسم ا‪٣‬بامس‪ :‬ػ كاحد ػ كعدده ثبلثة كتسعوف ألفان كأربع و‬
‫ي‬
‫ػت مائػة كأرب هػع كأربعػوف‬
‫ٔ‪ .‬كاالسػم السػادس‪ :‬ػ عزيػز ػ كعػدده أربعػة كسػتوف ألفػان كس ي‬
‫مرة‬
‫ٕ‪ .‬االسم السابع‪ - :‬كدكد‪ -‬كعدده عشرةي و‬
‫آالؼ كمئةي مرة‪.‬‬

‫ك‪٥‬بػػذه األ‪٠‬بػػاء فػػركع كأعػػداد أخػػرل أذكػػر منهػػا علػػى سػػبيل اإلٯبػػاز ىػػذه األ‪٠‬بػػاء الشػريفة‬
‫كىي ػ ا‪٢‬بق ػ القهار ػ القيوـ ػ الوىاب ػ ا‪٤‬بهيمن ػ الباسط‪.‬‬

‫كأيضان‪ :‬احمليط ػ العآب ػ الرب ػ الشهيد ػ ا‪٢‬بسيب ػ ا‪٣‬ببلؽ ا‪٣‬بالق‪ -‬البارئ ػ ا‪٤‬بصور‪.‬‬

‫كأيضان‪ :‬الوىاب ػ الفتاح ػ الواحد ػ األحد‪.‬‬

‫كلكل اسم من ىذه األ‪٠‬باء عدد‪ ،‬كاهلل ا‪٤‬بوفق‪ .‬ك‪٥‬بذه الطريقة أكراد كثّبة غّب ىذه‬

‫الخلوة األربعينية‪:‬‬
‫كأما ا‪٣‬بلػوة‪ :‬فمػن شػركطها أف يكػوف تعلػم مػن أمػور الػدين مػا ٰبتػاج إليػو كػل مسػلم‪ٍ ،‬ب‬
‫ُب خبل‪٥‬با يشَبط عدـ الكبلـ إال ٗبا فيػو مرضػاة هلل‪ ،‬ػ ِ) كقلػة الطعػاـ ػ ّ) كقلػة ا‪٤‬بنػاـ‪ ،‬كالصػوـ‬

‫‪293‬‬
‫فيها أفضل ػ ْ) كالذكر مع كل نفس ػ ٓ) كفعلها ُب ا‪٤‬بسجد أفضػل إف أمكػن‪ ،‬كإال ُب مكػاف‬
‫قريب من ا‪٤‬بسجد ليحضر الصلوات مع ا‪١‬بماعة‪ ،‬كُب أثناء طريقو ذىابػان كإيابػان ٰبػرص علػى تػرؾ‬
‫الكبلـ مع الناس إال ُب رد السبلـ كإنشائو أك أمر با‪٤‬بعركؼ كهني عن ا‪٤‬بنكر ٔ) كيستحسن أال‬
‫ٰبمل معو نقودان‪ ،‬ػ ٕ) كأف يكوف خاليان من ‪ٝ‬بيع اإلرادات إال رضػا اهلل‪ ،‬ػ ٖ) كإدامػة ا‪٤‬براقبػة هلل‬
‫مػػع دكاـ الػػذكر اجملػػرد‪ )ٗ،‬كعػػدـ االنشػػغاؿ ٗبػػا يػَباءل لػػو أثنػػاء ا‪٣‬بلػػوة سػواءن كػػاف ذلػػك عػػن طريػػق‬
‫ا‪٢‬بػػاؿ الص ػػادؽ‪ ،‬أك عػػن طريػػق الشػػياطْب‪ ،‬ف ػإف الغػػرض مػػن ذلػػك تصػػفية القلػػب عػػن العبلئػػق‬
‫الشاغلة عن اهلل تعأب ػ َُ) كأف يكوف عملو بالذكر كتبلكة القرآف ٗبا ٲبليو عليو الشيخ ا‪٤‬برشد‪،‬‬
‫فبل يكوف لنفسو حظ بل يكوف يم ىسلِّمان‪.‬‬

‫أقوؿ‪ :‬كىذه ا‪٣‬بلػوة ‪٥‬بػا أسػاس فقػد أخربنػا اهلل تعػأب عػن نبيػو موسػى ‪ ‬أنػو بقػي أربعػْب‬
‫ليلة حْب كاعده اهلل تعأب‪ ،‬على الطور ليتلقى األلواح‪.‬‬

‫"مػ ْػن داوـ أربعػػين يومػاً‬


‫ك‪٩‬بػػا يػػدؿ علػػى أف ىػػذا العػػدد األربعػػْب فيػػو سػػر كبركػػة قولػػو ‪َ :‬‬
‫ػب لػو بػراءة مػن النفػاؽ وبػراءة مػن الشػرؾ"‪ .‬ركاه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫على ص ة الغداة والعشػاء فػي جماعػة ُكت َ‬
‫اإلماـ أبو حنيفة ُب مسنده‪.‬‬

‫أربعػػين يوم ػاً تف ػػرت ينػػابي‬ ‫كركل ا‪٢‬بػػافظ أبػػو نعػػيم كغػػّبه قولػػو ‪" :‬مػػن أبلػػص‬
‫ال كمة من قلبو على لسا و"‪.‬‬

‫كقد اختارت الصوفية ىذه ا‪٣‬بلوة مع االنقطاع عن الناس حٌب ال ينشغل ىذا ا‪٤‬بريػد عػن‬
‫الشػ ػواغل ف ػػإف حػ ػواس اإلنس ػػاف دكاخ ػػل عل ػػى القل ػػب ي ػػدخل م ػػن خبل‪٥‬ب ػػا عل ػػى القل ػػب ا‪٢‬بس ػػن‬
‫كالقبػػيح‪ ،‬ك‪٤‬بػػا كػػاف أكثػػر النػػاس يعػػَبيهم الغفلػػة كػػاف البعػػد عػػنهم لفػػَبة ينضػػج فيهػػا ا‪٤‬بريػػد بػػَبؾ‬
‫عاداهتم السيئة‪ ،‬فإف من الصعب على أكثػر ا‪٤‬بريػدين تػرؾ العػادات السػيئة كىػم ٱبػالطوف النػاس‪،‬‬
‫كإال ‪٤‬با اختارت الصوفية ا‪٣‬بلوة إٔب زمن النضج‪ ،‬فلو كاف ىذا ا‪٤‬بريد ُب عشرة الصا‪٢‬بْب كل كقتو‬
‫لكانت عشرتو ‪٥‬بم خّبان من البعد عنهم‪ ،‬كمع كل ىذا فقد كاف النيب ‪ ‬ٱبتلي ُب بعض ليلو‪.‬‬

‫كقد كرد أف ‪٩‬با أنزؿ اهلل على سيدنا إبراىيم ُب صحفو‪" :‬على العاقل مػا ٓب يكػن مغلوبػان‬
‫علػػى عقلػػو أف تكػػوف لػػو أربػػع سػػاعات‪ ،‬سػػاعة ينػػاجي فيهػػا ربػػو‪ ،‬كسػػاعة ٰباسػػب فيهػػا نفسػػو‪،‬‬

‫‪294‬‬
‫كساعة يتفكر فيها ُب صنع اهلل‪ ،‬كساعة ٱبلو هبا ‪٤‬بطعمو كمشػربو"‪ .‬ذكػره ابػن األثػّب ُب الكامػل‬
‫ُب التاريخ كغّبه‪.‬‬

‫يظهػػر مػػن ىػػذا الكػػبلـ أنػػو ينبغػي للمػػرء أف يكػػوف لػػو خلػػوة‪ ،‬فػػإف قػػاؿ أحػػد ٓب يظهػػر ُب‬
‫ىػػذا الكػػبلـ ذكػػر األربعػػْب يومػان‪ ،‬كأف ىػػذا ‪٩‬بػا نػػزؿ علػػى سػػيدنا إبػراىيم ال سػػيدنا ‪٧‬بمػػد عليهمػػا‬
‫الصبلة كالسبلـ‪ ،‬كأف ىذه ا‪٣‬بلوات كانت ُب األمم السابقة فكيف تكوف من فعل ىذه األمة؟‬

‫فػػا‪١‬بواب علػػى ذلػػك أف مػػا كػػاف مػػن أعمػػاؿ األمػػم السػػابقة ٯبػػوز لنػػا فعلػػو مػػا ٓب يػػأت‬
‫نسخو ُب شرع سيدنا ‪٧‬بمد ‪.‬‬

‫ثانيان‪ :‬إف ُب شرع سيدنا ‪٧‬بمد ‪ ‬ما يرغب بػا‪٣‬بلوة فقػد جػاء عػن النػيب ‪ُ ‬ب ا‪٢‬بػديث‬
‫ال ػ ػ ػ ػ ػػذم كرد في ػ ػ ػ ػ ػػو ذك ػ ػ ػ ػ ػػر الس ػ ػ ػ ػ ػػبعة ال ػ ػ ػ ػ ػػذين يظله ػ ػ ػ ػ ػػم اهلل ُب ظل ػ ػ ػ ػ ػػو ي ػ ػ ػ ػ ػػوـ ال ظ ػ ػ ػ ػ ػػل إال ظل ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫"ورجل ذكر ا بالياً ففاضت عيناه"‪.‬‬

‫ثالثان‪ :‬اختيارىم للخلوة األربعينية ألخبار كأحاديث كثّبة منهػا حػديث‪" :‬مػن أخلػص هلل‬
‫أربعْب يومان تفجرت ينابيع ا‪٢‬بكمة من قلبو على لسانو"‪ .‬ك‪٤‬با كاف البعد عن الناس سػببا يسػاعد‬
‫على حضور القلب كقوة اإلخبلص اختاركا أف تكوف ىذه األربعْب ُب خلوة‪.‬‬
‫كىػػذا كلػػو يكػػوف بعػػد تأىػػل ا‪٤‬بريػػد ‪٥‬بػػذه ا‪٣‬بلػػوة‪ ،‬كإال فػػإف بعػػض النػػاس دخل ػوا ُب ىػػذه‬
‫ا‪٣‬بلوة قبل التهيئة كعدـ الشركط كاإلخبلص فخرجوا منها زنادقة بسبب تبلعب الشياطْب هبػم‪،‬‬
‫فظنوا أهنم على شيء كىم ليسوا على شيء‪.‬‬
‫كقد تكوف ا‪٣‬بلوة بسبعة أياـ‪ ،‬كثبلثة أياـ‪ ،‬كقد تكػوف ا‪٣‬بلػوة أحيانػان مػع النػاس ٕبيػث أف‬
‫يكػػوف ظػػاىران معهػػم كقلبػػو مػػع اهلل كىػػذا ال يكػػوف عػػادة إال بعػػد ‪٦‬باىػػدة كعنػػاء‪ ،‬كاهلل سػػبحانو‬
‫كتعأب أعلم كأحكم‬

‫كيفية أبذ العهد والمبايعة‪:‬‬


‫أح ػ ىد يىم مري ػ هد طالب ػان للحػػق يريػػد أخػػذ‬
‫جػػرت العػػادة عنػػد مشػػايخ الصػػوفية أنػػو إذا جػػاء ى‬
‫العهد عنو فإف كاف جاىبلن علمػو أكال مػا ٰبتػاج إليػو مػن أمػور العقيػدة كالعبػادات كمعرفػة ا‪٢‬بػبلؿ‬
‫كا‪٢‬براـ ٍب يأمره بالتوبة عن ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بعاصي كيأمره بأف يصلي ركعتْب بنية التوبة‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫ٍب ٯبل ػػس ا‪٤‬بري ػػد أم ػػاـ الش ػػيخ جلس ػػة االفػ ػَباش مس ػػتقبل القبل ػػة‪ٍ ،‬ب يقػ ػرأ الش ػػيخ فا‪ٙ‬ب ػػة‬
‫الكتاب كيصافحو ٍب يقوؿ للمريد قػل‪ :‬أسػتغفر اهلل أسػتغفر اهلل أسػتغفر اهلل العظػيم الػذم ال إلػو‬
‫ا‪٢‬بي القيوـ كأتوب إليو‪.‬‬ ‫إال ىو َّ‬
‫ٍب يػػأمره بػػااللتزاـ بطاعػػة اهلل كبتجنػػب ا‪٤‬بعاصػػي كلهػػا معاصػػي ا‪١‬ب ػوارح كمعاصػػي القلػػب‬
‫كا‪٢‬بسد كا‪٢‬بقد كالرياء كغّبىا‪ٍ ،‬ب يقػوؿ لػو قػل‪ :‬شػيخنا كأسػتاذنا (الشػيخ عبػد القػادر ا‪١‬بػيبل٘ب)‬
‫رضػػيتو شػػيخان ٕب كطريقتػػو طريقػػة ٕب كاهلل علػػى مػػا نقػػوؿ ككيػػل‪ٍ ،‬ب يقػػوؿ الشػػيخ سػران‪ :‬يػػا كاحػػد يػػا‬
‫ماجد انفحنا منك بنفحة خّب‪ ،‬ثبلث مرات‪.‬‬

‫ٍب يقرأ آيػة ا‪٤‬ببايعػة كىػي‪ :‬إف الػذين يُبايعو ػح إ مػا يبػايعوف ا َ يػ ُد ا ِ فػو َؽ أيػديهم‬
‫ػث عل ػػى فس ػػو وم ػػن أوف ػػى بِم ػػا َعاىػ ػ َد َعلَي ػػوُ ا فَسػ ػيػ ْؤ ِ‬
‫تيو أج ػػراً‬ ‫ػث فإ م ػػا ين ُك ػ ُ‬
‫فم ػػن ك ػ َ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫عظيماً‪،‬سورة الفتح‪.‬‬

‫ٍب يقوؿ لو‪ :‬ا‪٠‬بع مػِب كلمػة التوحيػد ثػبلث مػرات كقػل أنػت مثلهػا‪ :‬ال إلػو إال اهلل" كىػو‬
‫مغمػػض العينػػْب فيقو‪٥‬بػػا ا‪٤‬بريػػد مػػن بعػػده كىػػو مغمػػض العينػػْب أيضػان ثػػبلث مػرات ٍب يػػأمره الشػػيخ‬
‫باإلكثار من تبلكهتا كلػو مػن غػّب ‪ٙ‬بديػد عػدد آنػاء الليػل كأطػراؼ النهػار مػا اسػتطاع‪ٍ،‬ب يقػوؿ لػو‬
‫الشيخ ىل قبلت؟ فيقوؿ ا‪٤‬بريد قبلت‪.‬‬

‫ٍب يقرأ الشيخ كا‪٤‬بريد الفا‪ٙ‬بة كيهدل ثواهبا إٔب النيب ‪ ‬كإٔب ‪ٝ‬بيع األنبياء كا‪٤‬برسػلْب كآؿ‬
‫كص ػػحب ك ػػل م ػػنهم أ‪ٝ‬بع ػػْب كإٔب ‪ٝ‬بي ػػع ا‪٤‬ب ػػؤمنْب‪.‬كٱبص بال ػػذكر الش ػػيخ عب ػػد الق ػػادر كمش ػػايخ‬
‫الطريقة‪.‬‬

‫ٍب إذا رأل الشيخ أف يأمره بنوع من أنواع الذكر على حسب طريقتو الٍب يسلكها فعلػى‬
‫ا‪٤‬بريد تنفيذ أمره ما ٓب يشغلو أمر أىم‪ ،‬كمن أكراد الطريقة القادرية فرع القادريػة الذىبيػة أف يقػوؿ‬
‫صباحان كمساءن مائة مرة‪ :‬ال إلو إال اهلل‪ ،‬كمائة مرة‪ :‬أستغفر اهلل العظػيم كأتػوب إليػو‪ ،‬كمائػة مػرة‪:‬‬
‫صل على سيدنا ‪٧‬بمد كعلى آلو كصحبو كسلم‪ ،‬كمئة مرة ‪ :‬حسيب اهلل كنعم الوكيل‪.‬‬ ‫اللهم ِّ‬
‫َّ‬
‫كإذا رأل الشػػيخ أف يزيػػد لػػو أنواع ػان أخػػرل مػػن األذكػػار زاد لػػو‪ ،‬كيسػػتحب للمريػػد بعػػد‬
‫االنتهاء من العدد أف يقرأ الفا‪ٙ‬بة كيهدل ثواهبا إٔب شيخ الطريقة كمشايخ سبلسل ًها كشيخو‪.‬‬

‫‪296‬‬
‫كقد ذكرت ُب صدر الكتاب سند ىذا التلقْب كدليلو‪ ،‬كقد ذكر مشػايخ الطريػق أسػراران‬
‫‪٥‬بذا التلقْب فمن شاء فليطلع عليها ُب كتبهم‪ ،‬كاهلل أعلم كأحكم‪.‬‬

‫كأما لبس ا‪٣‬برقة‪ ،‬فا‪٤‬بعُب الظاىر منو ىو أف الشيخ عنػدما يلػبس ا‪٤‬بريػد ا‪٣‬برقػة كأنػو يقػوؿ‬
‫ل ػػو‪ :‬لق ػػد تزيي ػػت ب ػػزم الص ػػا‪٢‬بْب فاس ػػلك مس ػػلكهم بإص ػػبلح ظ ػػاىرؾ ٗبوافق ػػة األكام ػػر كاجتن ػػاب‬
‫الن ػواىي كالصػػا‪٢‬بْب‪ ،‬ككمػػا زينػػت ظػػاىرؾ بالطاعػػة كاألدب ف ػزين باطنػػك بػػاإلخبلص كالتوحيػػد‬
‫كالتوكل كغّب ذلك من كاجبات القلب لكػي يكػوف تشػبهك بالصػا‪٢‬بْب حقيقػة كمعػُب ال شػكبلن‬
‫كصورة‪...‬‬

‫‪297‬‬
‫ذكر بعض ك ـ الشي قدس سره في اإلر اد واآلداب‬

‫فمػػن كبلمػػو ‪ُ ‬ب صػػفات الشػػيخ ا‪٤‬برشػػد مػػا ذكػػره التػػادُب ُب القبلئػػد كالشػػيخ السػػيد‬
‫إب ػراىيم أفنػػدل ال ػراكل الرفػػاعي ُب السػػّب كا‪٤‬بسػػاعي ٗبػػا معن ػػاه‪" :‬كلػػيس للش ػػيخ أف ٯبلػػس علػػى‬
‫سجادة اإلرشاد حٌب يتصف بصفات ػ منها ػ أف يكػوف سػتوران كمتسػا‪٧‬بان كشػفيقا كرفيقػا كصػادقان‬
‫كمتصدقان آمران با‪٤‬بعركؼ ناىيان عن ا‪٤‬بنكر‪ ،‬ذا حياء كتسليم‪ ،‬زاىدان شجاعان‪.‬‬

‫(البحػر الطويػل)‬ ‫كقاؿ أيضان‪:‬‬

‫وإال فَػ ػ ػ ػ َدجاؿ يقػ ػ ػ ػػود إلػ ػ ػ ػػى ال هػ ػ ػ ػػل‬ ‫"إذا ل ػػم يك ػػن للش ػػي بم ػػل فوائ ػػد‬
‫ويب ػػث عػػن علػػم ال قيقػػة عػػن أصػػل‬ ‫عل ػ ػ ػ ػػيم ب حك ػ ػ ػ ػػاـ الش ػ ػ ػ ػػريعة ظ ػ ػ ػ ػػاىراً‬
‫ويخض ػ ػ للمسػ ػػكين بػ ػػالقوؿ والفعػ ػػل‬ ‫ويظهػ ػ ػ ػػر لل ػ ػ ػ ػػوراد بالبِ ْشػ ػ ػ ػػر ِ‬
‫والق ػ ػ ػ ػػرب‬
‫عل ػ ػػيم ب حك ػ ػػاـ ال ػ ػ ػراـ م ػ ػػن ال ػ ػػل‬ ‫فهػ ػ ػػذا ىػ ػ ػػو الشػ ػ ػػي المعظػ ػ ػػم قػ ػ ػػدره‬
‫ػل ذو كػ ػ ػ ػػرـ ُكلػ ػ ػ ػ ّػي‬
‫مهذبػ ػ ػ ػػة مػ ػ ػ ػػن قبػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫يهػ ػ ػ ػػذب ػ ػ ػ ػ ب الطري ػ ػ ػ ػ و فسػ ػ ػ ػػو‬

‫كقػػاؿ ُب القبلئػػد قػػاؿ الشػػيخ ‪" :‬كصػػفة ا‪٤‬بقتػػدل بػػو للسػػلوؾ أف يكػػوف عارفػان بػػالعلوـ‬
‫الشرعية كالطبية كمصطلح السادة الصوفية كال ًغُب لو عن ذلك"‪.‬‬
‫كقػػاؿ ‪ُ ‬ب الغنيػػة‪" :‬كأمػػا الػػذم علػػى الشػػيخ ُب تأديػػب ا‪٤‬بريػػد‪ ،‬فهػػو أف يقبلػػو هلل عػ ٌػز‬
‫كجل ال لنفسو‪ ،‬فيعاشره ٕبكم النصيحة‪ ،‬كيبلحظو بعْب الشفقة‪ ،‬كيبليينو بالرفق عند عجػزه عػن‬
‫احتماؿ الرياضة فّببيو تربية الوالدة لولدىا‪ ،‬كالوالد الشفيق ا‪٢‬بليم اللبيب لولده كغبلمو‪ ،‬فيأخػذه‬
‫باألسهل كال ٰبملػو مػا ال طاقػة لػو بػو ػ ٍب باألشػد فيػأمره أكالن بػَبؾ متابعػة الطبػع ُب ‪ٝ‬بيػع أمػوره‪،‬‬
‫كاتبػػاع رخػػص الشػػرع حػػٌب ٱبػػرج بػػذلك عػػن قيػػد الطبػػع كحكمػو كٰبصػػل ُب قيػػد الشػػرع‪ٍ ،‬ب ينقلػػو‬
‫مػػن الػػرخص إٔب العزٲبػػة شػػيئان بعػػد شػػيء‪ ،‬فيمحػػو خصػػلة مػػن الػػرخص كيثبػػت مكاهنػػا خصػػلة مػػن‬
‫العزٲبة‪ ،‬فإف كجد ُب ابتداء أمػره فيػو صػدؽ اجملاىػدة كالعزٲبػة كتفػرس فيػو ذلػك بنػور اهلل ع ٌػز كجػل‬
‫كمكاشفة فحينئذ ال يسا‪٧‬بو ُب شيء من ذلك‪ ،‬بل يأخذه باألشد من الرياضػات الػٍب يعلػم أنػو‬

‫‪298‬‬
‫ال تتقاصر قوة إرادتو عنها‪ ،‬إذ ثبت عنده أنو ‪٨‬بلوؽ لذلك كجدير بو‪ ،‬كىو من شأنو فبل ٱبونػو‬
‫ُب التهوين عليو‪.‬‬

‫عز‬
‫كال ينبغي لو أف يرتفق من ا‪٤‬بريد ٕباؿ ال باالنتفاع ٗبالو كال ٖبدمتو‪ ،‬كال يأمل من اهلل ٌ‬
‫عز كجل أداء ألمره كقبػوال ‪٥‬بديتػو كطرفتػو‪ ،‬فػإف‬ ‫كجل عوضان ُب تأديبو‪ ،‬بل يؤدبو كيربيو موافقة هلل ٌ‬
‫ا‪٤‬بريػػد الػػذم جػػاء مػػن غػػّب ‪ٚ‬بػػّب مػػن الشػػيخ كال اسػػتجبلب‪ ،‬بػػل قػػدر ‪٧‬بػػض بإرشػػاد اهلل تعػػأب لػػو‬
‫كىدايتػػو كإنقػػاذه إليػػو‪ ،‬فإنػػو ىديػػة مػػن اهلل‪ ،‬فعليػػو قبولػػو كاإلحسػػاف إليػػو ٕبسػػن تأديبػػو كتربيتػػو‪ ،‬فػػبل‬
‫كخّب ُب استعماؿ كقبوؿ ما يأٌب بو من مالػو الػذم قػد‬ ‫يرتفق بو كال ٗبالو إال بأمر من اهلل تعأب‪ٌ ،‬‬
‫جعػػل اهلل تعػػأب صػػبلح ا‪٤‬بريػػد ك‪٪‬باتػػو بػػو‪ ،‬كقسػػم للشػػيخ فيػػو‪ ،‬فحينئػػذ ال سػػبيل إٔب االعػراض عنػػو‬
‫كرده‪.‬‬
‫َّ‬

‫كٰبذر جدان أف ٱبتار من ا‪٤‬بريد ما يقع لو‪ ،‬بل ينتظر ُب ذلك فعل اهلل كقػدره‪ ،‬فمػن جػاء‬
‫اهلل تعػػأب بػػو مػػن غػػّب تكلػػف منػػو ك‪ٚ‬بػػّب قبلػػو كربػػاه‪ ،‬فحينئػػذ يوفػػق ُب تربيتػػو كيسػػرع فػػبلح ا‪٤‬بريػػد‬
‫ىول فيو‪ ،‬فيعدـ التوفيق كا‪٢‬بفظ ُب حق ا‪٤‬بريد‪ ،‬كعليو أف يربيو هبمتػو‬ ‫ك‪٪‬باحو‪ ،‬فليحذر أف يكوف ن‬
‫سر ا‪٤‬بريدين فبل يطلع غػّبه علػى‬ ‫كيتوب عنو ُب سره إذا كجد منو خلبلن أك فَبة‪ ،‬كعليو أف ٰبفظ ٌ‬
‫مػػا ٰبصػػل لػػو مػػن اإلش ػراؼ علػػى أحوالػػو‪ ،‬إمػػا بطريػػق علػػم لػػد٘بٌ مػػن مواىػػب اهلل عػ ٌػز كجػػل‪ ،‬أك‬
‫بإفشاء ا‪٤‬بريد لو كاستكتامو إياه‪ ،‬فبل ينبغي لو أف يفشيو لغّبه‪ ،‬ألنو أمانة عنده‪.‬‬

‫كقد قيل‪ :‬صدكر األحرار قبور األسرار‪ ،‬فينبغي لػو أف يكػوف يم ٍس ىػَباحان للمريػدين‪ ،‬كخزانػة‬
‫كحػػرزان ألس ػرارىم‪ ،‬كملج ػأن ‪٥‬بػػم ككهف ػان كمشػػجعان كمقوي ػان كمعين ػان ‪٥‬بػػم‪ ،‬كمثبت ػان ‪٥‬بػػم ُب الطريػػق‪ ،‬كال‬
‫عز كجل‪.‬‬ ‫ينفرىم عن الطريق كمصاحبتهم كالقصد إٔب اهلل ٌ‬
‫كإذا رأل شيئان ‪٩‬با يكره ُب الشرع من ا‪٤‬بريد كعظو ُب السػر كأدبػو‪ ،‬كهنػاه عػن ا‪٤‬بعػاكدة إٔب‬
‫كرؤيتػػو‪،‬‬
‫ذلػػك إف كػػاف ذلػػك ُب األصػػوؿ أك الفػػركع أك ادعػػاء حالػػة ليسػػت لػػو أك إعجػػاب بعملػػو ي‬
‫فيصونو عن ‪٧‬بل اإلعجػاب‪ ،‬كيصػغر ُب عينػو أحوالػو كأعمالػو‪ ،‬لػئبل يهلػك‪ ،‬فػإف العجػب يسػقط‬
‫العبػػد‪ ،‬كإف أراد أف يعػػم ا‪١‬بماعػػة بالنصػػح فلػػيجمعهم كليػػتكلم فػيهم فيقػػوؿ‪ :‬بلغػػِب أف فػػيكم مػػن‬
‫يػػدعي كػػذا كيقػػوؿ كػػذا كيرتكػػب كػػذا‪ ،‬كيػػذكر مػػا يتعلػػق بػػذلك مػػن ا‪٤‬بفاسػػد كا‪٤‬بصػػاّب‪ ،‬كيػػذكرىم‬
‫كٰبػػذرىم‪ ،‬كال يعػػْب أحػػدان مػػنهم علػػى ذلػػك ‪٤‬بػػا ُب ذلػػك مػػن التنف ػّب‪ ،‬فػػإف أخشػػن ا‪٣‬بيليػػق كالقػػوؿ‬

‫‪299‬‬
‫معهػ ػ ػم‪ ،‬كأفش ػ ػػى أسػ ػ ػرارىم كاغت ػ ػػاهبم كس ػ ػػلبهم كذك ػ ػػر مس ػ ػػاكئهم‪ ،‬نف ػ ػػرت قل ػ ػػوهبم ع ػ ػػن قص ػ ػػده‬
‫كمصػػاحبتو‪ ،‬كصػػار ذلػػك هتمػػة عنػػدىم ُب أىػػل الطريقػػة‪ ،‬كفيمػػا قػػد غػػرس ُب قلػػوهبم مػػن حػػب‬
‫أكليػاء اهلل تعػأب‪ ،‬فليحػػذر مػن ذلػػك جػدان‪ ،‬فػػإف غلػب ىػذا عليػػو كال ٲبكنػو تداركػػو‪ ،‬فليعػزؿ نفسػػو‬
‫عن ىذه ا‪٤‬بنصبة كالوالية‪ ،‬كلينفرد عػن ا‪٤‬بريػدين‪ ،‬كيشػتغل ٗبجاىػدة نفسػو كرياضػتها كطلػب شػيخ‬
‫يؤدبػػو كيقومػػو كيهذبػػو‪ ،‬فػػبل يصػػلح أف يكػػوف شػػيخا مػػع ىػػذه الػػدكاىى‪ ،‬فػػبل يقطػػع علػػى ا‪٤‬بريػػدين‬
‫عز كجل‪.‬‬ ‫طريقتهم إٔب اهلل ٌ‬
‫داب المريدين‪:‬‬

‫من أقوالو ‪ ‬فيما ٯبب على ا‪٤‬بريد أكالن‪.‬‬

‫قػػاؿ قػػدس سػػره العزيػػز‪" :‬فالػػذم ٯبػػب علػػى ا‪٤‬ببتػػدئ ُب ىػػذه الطريقػػة االعتقػػاد الصػػحيح‬
‫الػػذم ىػػو األسػػاس‪ ،‬فيكػػوف علػػى عقيػػدة السػػلف الصػػاّب أىػػل السػػنة‪ ،‬سػػنة األنبيػػاء كا‪٤‬برسػػلْب‪،‬‬
‫كالصحابة كالتػابعْب كاألكليػاء كالصػديقْب‪ ،‬علػى مػا تقػدـ ذكػره كشػرحو ُب مقدمػة ىػذا الكتػاب‪،‬‬
‫فعليو بالتمسك بالكتاب كالسنة كالعمػل هبمػا أمػران كهنيػان‪ ،‬أصػبل كفرعػان‪ ،‬فيجعلهمػا جناحيػو يطػّب‬
‫هبمػػا ُب الطريػػق الواصػػل إٔب اهلل عػ ٌػز كجػػل‪ٍ ،‬ب الصػػدؽ ٍب االجتهػػاد‪ ،‬حػػٌب ٯبػػد ا‪٥‬بدايػػة كاإلرشػػاد‬
‫إليو كالدليل عليو‪ ،‬كقائدان يقوده‪ٍ ،‬ب مؤنسا يؤنسو‪ ،‬كمسَباحان يسَبيح إليو ُب حالػة إعيائػو كنصػبو‬
‫كظلمت ػػو عن ػػد ث ػػوراف ش ػػهواتو كلذات ػػو كىن ػػات نفس ػػو كىػ ػواه ا‪٤‬بض ػ ِّػل‪ ،‬كطبع ػػو اجملب ػػوؿ عل ػػى التث ػػبط‬
‫كالتوقػػف عػػن السػػّب ُب الطريػػق قػػاؿ اهلل عػ ٌػز كجػػل‪ :‬والػػذين جاىػػدوا فينػػا لنهػػدينهم سػػبلنا‪.‬‬
‫سورة العنكبوت‪ ،‬كقاؿ ا‪٢‬بكيم‪" :‬من طلب كج ٌد كجد"‪.‬‬

‫فباالعتقاد ٰبصل لو علم ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬كباالجتهاد يتفق لو سلوؾ ا‪٢‬بقيقػة‪ٍ ،‬ب ٯبػب عليػو أف‬
‫عز كجػل عهػدان بػأف ال يرفػع قػدمان ُب طريقػو إليػو‪ ،‬كال يضػعها إال بػاهلل‪( ...‬أم إال‬
‫ٱبلص مع اهلل ٌ‬
‫بالتوكل عليو كٗبا فيو مرضاتو)‪.‬‬

‫فبل ينصػرؼ عػن قصػده ٗببلمػة الئػم ألف الصػادؽ ال يرجػع‪ ،‬كال بوجػود كرامػة فػبل يقػف‬
‫معهػػا كيػػرض هبػػا عػػن اهلل عػ ٌػز كجػػل عوضػان‪ ،‬إذ ىػػي حجابػػو عػػن ربػػو مػػا ٓب يصػػل إليػػو عػ ٌػز كجػػل‪،‬‬

‫‪311‬‬
‫(أم أنو ال يلتفت إٔب ا‪٣‬بوارؽ الػٍب ‪ٙ‬بصػل علػى يديػو ألهنػا تعيقػو عػن الوصػوؿ إٔب رضػواف اهلل‪،‬‬
‫فإف انشػغل هبػا قلبػو فقػد ال يصػل إٔب الواليػة)‪ .‬قػاؿ‪" :‬فػإذا حصػل الوصػوؿ ال تضػره الكرامػات‪،‬‬
‫(أم يراىػػا بىػ ٍعػ ىػد أف صػػار كلي ػان منػػة مػػن اهلل كىبػػة فػػبل ينشػػغل هبػػا قلبػػو عػػن الػػذم كىبػػو سػػبحانو‬
‫عز كجل)"‪.‬‬‫كتعأب‪ ،‬ألف االنشغاؿ بالعطية عن ا‪٤‬بعطي قلة أدب‪ ،‬كالوٕب متأدب مع ربو ٌ‬

‫ٍب قػاؿ ‪ ‬كبلمػػا معنػاه‪( :‬أف الػػوٕب ال يظهػر الكرامػػات ُب الغالػب إال بػػاإلذف‪ ،‬ألف مػػن‬
‫شرط الوالية كتماف الكرامات)‪.‬‬

‫ٍب قاؿ‪" :‬كال ينبغػى لػو أف يعػرج ُب أكطػاف التقصػّب‪ ،‬كال ٱبػالط ا‪٤‬بقصػرين كالبطػالْب أبنػاء‬
‫قيل كقاؿ‪ ،‬كال أعداء األعماؿ كالتكػاليف ا‪٤‬بػدعْب لئلسػبلـ كاإلٲبػاف الػذين قػاؿ اهلل ع ٌػز كجػل ُب‬
‫حقهػػم‪ :‬يػػا أيُّهػػا الػػذين منػػوا لػػم تقولػػوف مػػا ال تفعلػػوف‪ ،‬كبػػر مقتػػا عنػػد ا أف تقولػػوا مػػا ال‬
‫تفعلوف‪.‬سورة الصف‬

‫كينبغػي لػػو أف ال يضػ ٌػن ببػػذؿ ا‪٤‬بيسػػور‪ ،‬كال يبخػػل بػػا‪٤‬بوجود‪ ،‬خوفػان أف ينػػاؿ مثلػػو لئلفطػػار‬
‫كالسحور‪ ،‬كيقطػع ُب نفسػو كبقلبػو علمػان بػأف اهلل ٓب ٱبلػق كليػان لػو ُب سػالف الػدىور ٖبػيبل ببػذؿ‬
‫ا‪٤‬بيسور‪.‬‬

‫كينبغػػي لػػو أف يرضػػى بالػػذؿ الػػدائم كحرمػػاف النصػػيب‪ ،‬كا‪١‬بػػوع كا‪٣‬بمػػوؿ (أم عػػدـ حػػب‬
‫الظهور يعُب يرضى با‪٣‬بفاء) كذـ الناس لو‪( ،‬أم ال يتأثر بذـ الناس لو كما ال يتػأثر ٗبػدح النػاس‬
‫لو)‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬ىكتقػػد‪ٙ‬ب أض ػرابو كأشػػكالو كأقرانػػو عليػػو ُب اإلك ػراـ كالعطػػاء‪ ،‬كالتقػػرب عنػػد الشػػيوخ‬
‫ك‪٦‬بالس العلماء‪ ،‬فيجوع ىو كا‪١‬بماعة يشبعوف‪ ،‬كالكل أعزاء كنصيبو الذؿ‪ ،‬كيعز ا‪١‬بميع كيكػوف‬
‫يستخّب لنفسو الذؿ كٯبعلو نصيبو‪.‬‬

‫كمػػن ٓب يػػرض هبػػذا كيػػوطن نفسػػو عليػػو فػػبل يكػػاد أف يفػػتح عليػػو كٯب ػيء منػػو شػػيء‪،‬‬
‫فالنجاح الكلى كالفبلح فيما ذكرنا‪ ،‬كينبغي لو أف ال ينتظػر مػن اهلل مطلوبػان سػول ا‪٤‬بغفػرة ‪٤‬بػا‬
‫سلف من الذنوب كالعصمة فيمػا يػأٌب مػن الػدىور‪ ،‬كالتوفيػق ‪٤‬بػا ٰببػو مػن السػاعات كيوصػلو‬
‫إليػػو مػػن القربػػات‪ٍ ،‬ب الرضػػا عنػػو ُب ا‪٢‬بركػػات كالسػػكنات‪ ،‬كالتحبػػب إٔب الشػػيوخ مػػن األكليػػاء‬

‫‪310‬‬
‫كاألبداؿ‪ ،‬إذ ذاؾ سبب لدخولو ُب زمػرة األحبػاب ذكل العقػوؿ كاأللبػاب‪ ،‬الػذين عقلػوا مػن‬
‫رب األرباب‪ ،‬كاطلعوا على العرب كاآليات‪ ،‬فصفت حينئذ القلػوب كالضػمائر كالنيػات‪ ،‬فهػذا‬
‫الذم ذكرتو صفة ا‪٤‬بريد‪ ،‬فإذا ما ٘برد قلبو عن ‪ٝ‬بيع الطلبات كا‪٤‬بآرب‪ ،‬كينتفى عن غّبىا ‪٩‬بػا‬
‫ذكرنا من ا‪٢‬بوائج كا‪٤‬بطالب‪ ،‬ال يكوف مريدان على نعت االستحقاؽ‪.‬‬

‫يخو‪:‬‬ ‫أدب المريد م‬


‫كمن كبلمو ‪ُ ‬ب آداب ا‪٤‬بريد مع الشيخ قػاؿ‪ :‬كأمػا آدابػو مػع الشػيخ فعليػو تػرؾ ‪٨‬بالفػة‬
‫شػػيخو ُب الظػػاىر‪ ،‬كتػػرؾ االع ػَباض عليػػو ُب البػػاطن‪ ،‬فصػػاحب العصػػياف بظػػاىره تػػارؾ ألدبػػو ‪،‬‬
‫كصػػاحب االع ػَباض بسػػره متعػػرض لعطبػػو‪ ،‬بػػل يكػػوف خصػػمان علػػى نفسػػو لشػػيخو أبػػدان‪ ،‬يكػػف‬
‫نفسو كيزجرىا عن ‪٨‬بالفتو ظاىران كباطنػان‪ ،‬كيكثػر قػراءة قولػو عػز كجػل‪:‬ربنػا اغفػر لنػا وإلبوا نػا‬
‫الذين سبقو ا باإليماف وال ت عل في قلوبنا غ للػذين امنػوا ربنػا إ ػح رؤوؼ رحػيم‪.‬سػورة‬
‫ا‪٢‬بشر‬

‫كإذا ظهر لو من الشيخ ما يكره ُب الشرع استخرب عن ذلك بضػرب ا‪٤‬بثػل كاإلشػارة‪ ،‬كال‬
‫يصرح بو لئبل ينفر بو عليو‪ ،‬كإف رأل فيو عيبان من العيوب سَبه عليو‪ ،‬كيتأكؿ للشػيخ ُب الشػرع‪،‬‬
‫فإف ٓب ٯبد لو عذران ُب الشرع استغفر للشيخ كدعا لػو بػالتوفيق كالعلػم كالتػيقظ كالعصػمة كا‪٢‬بميػة‬
‫‪ ،‬كال يعتقد فيو العصمة ‪ ،‬كال ٱبرب أحػدان بػو كإذا رجػع إليػو يومػان آخػر أك سػاعة أخػرل يعتقػد أف‬
‫ذلػػك قػػد زاؿ‪ ،‬كأف الشػػيخ قػػد نقػػل إٔب مػػا ىػػو أعلػػى رتبػػة كٓب يقػػر عليػػو‪ ،‬إ٭بػػا كػػاف ذلػػك غفلػػة ك‬
‫حدثان‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫مػ حظػة‪:‬‬
‫إف ك ػػبلـ س ػػيدم الش ػػيخ ىن ػػا ى ػػو ُب ح ػػق الش ػػيخ الكام ػػل ال ػػذم ت ػػوفرت في ػػو ش ػػركط‬
‫اإلرشػػاد‪ ،‬أمػػا إف كػػاف ىػػذا ا‪٤‬بتصػػدر لئلرشػػاد لػػيس أىػبلن كػػأف كػػاف ‪٩‬بػػن يصػػركف علػػى ا‪٤‬بعاصػػي أك‬
‫كاف ‪٨‬بالفان ‪٤‬بسألة ُب األصوؿ كاالعتقاد كأمثػاؿ بعػض ا‪٤‬بتصػدرين ُب أيامنػا ‪٩‬بػن خػالفوا األصػوؿ‬
‫ٔبهلهػم حػٌب إف بعضػهم مػا تعلػم أحكػاـ الطهػارة أك الصػبلة فػَباه ال يعػرؼ شػيئا إال قػاؿ فػػبلف‬
‫يعِب ٰبكي القصػص كالكرامػات الػٍب قػد ال يكػوف بعضػها صػحيحان‪ ،‬حػٌب لػو كػاف الرجػل فقيهػان‬
‫لكنػػو متعلػػق بالػػدنيا لػػيس زاىػػدان كال مؤىدب ػان فلػػيس أى ػبلن لئلرشػػاد‪ ،‬إ٭بػػا ىػػذا كأمثالػػو ‪٩‬بػػن تعلم ػوا‬
‫الضػػركريات لػػيس ‪٥‬بػػم أف يتصػػدركا لئلرشػػاد كالتعلػػيم إال للضػػركرة كمػػا قػػاؿ سػػيدم الشػػيخ عبػػد‬
‫الق ػػادر ُب إح ػػدل مواعظ ػػو ع ػػن ى ػػؤالء‪" :‬ل ػػيس ألح ػػدىم أف يتص ػػدر لئلرش ػػاد إال بع ػػد التأى ػػل‬
‫كاإلذف‪ ،‬إال أف يكوف ُب ‪٫‬بو قرية ليس فيها عآب فحينئذو يعلم للضركرة" أك كمػا قػاؿ‪ُ ،‬ب كتػاب‬
‫الفػػتح الربػػا٘ب‪ .‬كقػػاؿ ‪ُ ‬ب كتابػػو أدب ا‪٤‬بريػػد‪" :‬إذا علػػم ا‪٤‬بريػػد ا‪٣‬بطػػأ علػػى الشػػيخ فلينبهػػو‪ ،‬فػػإف‬
‫رجع عن خطئو فذاؾ األمر‪ ،‬كإال ترؾ قولو كاتبع الشرع"‪.‬‬

‫كقػػاؿ الشػػيخ أ‪ٞ‬بػػد الرف ػػاعي ‪" :‬سػػلم للق ػػوـ أح ػوا‪٥‬بم م ػػا ٓب ٱب ػػالفوا الشػػرع‪ ،‬ف ػػإف‬
‫خالفوا الشرع فاتركهم كاتبع الشػرع"‪ ،‬كىػذا موافػق للحػديث الصػحيح الػذم ركاه الطػربا٘ب ُب‬
‫األكسط أف رسوؿ اهلل ‪ ‬قػاؿ‪ ":‬ما منكم من أحد إال يؤبذ مػن قولػو ويتػرؾ غيػر رسػوؿ‬
‫ا "‪ .‬كُب ركاي ػػة‪" :‬إال النب ػػي" ‪ ،‬حس ػػنو ا‪٢‬ب ػػافظ العراق ػػي‪ .‬فا‪٤‬بتص ػػدركف للن ػػاس م ػػن ى ػػؤالء‬
‫ا‪٤‬بخالفْب ٯبب تركهم كالتحذير منهم‪.‬‬

‫كنعود إٔب الكبلـ عن آداب ا‪٤‬بريد‪:‬‬

‫قػػاؿ ‪" :‬كإذا غضػػب الشػػيخ كعػػبس ُب كجهػػو أك ظهػػر منػػو نػػوع إعػراض عنػػو ٓب‬
‫ينقطع عنو‪ ،‬بل يفتش باطنو كما جرل منو مػن سػوء األدب ُب حػق الشػيخ أك التفػريط فيمػا‬
‫يعػود إٔب أمػر اهلل ع ٌػز كج ٌػل‪ ،‬مػن تػرؾ امتثػاؿ األمػر كارتكػاب النهػي‪ ،‬فليسػتغفر ربػو ع ٌػز كجػػل‬
‫كليتب إليو‪ ،‬كيعزـ على ترؾ ا‪٤‬بعاكدة إليو‪ٍ ،‬ب يعتذر إٔب الشػيخ كيتػذلل لػو كيتملقػو‪ ،‬كيتحبػب‬
‫إليػػو بػػَبؾ ا‪٤‬بخالفػػة لػػو ُب ا‪٤‬بسػػتقبل‪ ،‬كيػػداكـ علػػى ا‪٤‬برافقػػة لػػو‪ ،‬كيواظػػب عليهػػا فيجعلػػو كسػػيلة‬
‫ككاس ػ ػ ػ ػ ػ ػػطة بين ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كب ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب رب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػز كج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػل‪ ،‬كطريق ػ ػ ػ ػ ػ ػان كس ػ ػ ػ ػ ػ ػػببان يتوص ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو إلي ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‪،‬‬

‫‪313‬‬
‫كمػػن يريػػد الػػدخوؿ علػػى ىملًػػك كال معرفػػة لػػو بػػو‪ ،‬فإنػػو ال بػػد لػػو مػػن أف يصػػادؽ حاجبػػا مػػن‬
‫حجابو‪ ،‬أك كاحدان من حواشيو كخواصو‪ ،‬ليبصره بسياسة ا‪٤‬بلك كدأبػو كعادتػو كيػتعلم األدب‬
‫بػػْب يديػػو كا‪٤‬بخاطبػػة لػػو‪ ،‬كمػػا يصػػلح لػػو مػػن ا‪٥‬بػػدايا كالطرائػػف ‪٩‬بػػا لػػيس مثلهػػا ُب خزانتػػو‪ ،‬ك‪٩‬بػػا‬
‫يؤثر االستكثار منو‪ ،‬فليأت البيت من بابو كال يتسلق من كرائو من غػّب بابػو‪ ،‬فػيبلـ كيهػاف‪،‬‬
‫كال يبلػ الغػػرض مػػن ا‪٤‬بلػػك كال ا‪٤‬بقصػػود منػػو‪ ،‬كلكػػل داخػػل دىشػػة ال بػػد لػػو مػػن مػذكر كمػػن‬
‫يأخذ بيده فيقعػده موضػع مثلػو‪ ،‬أك يشػّب إليػو بػذلك لػئبل تتطػرؽ إليػو ا‪٤‬بهانػة‪ ،‬كال يشػار إليػو‬
‫عز كجل أجرل العػادة بػأف يكػوف ُب األرض شػيخ‬ ‫بسوء األدب كا‪٢‬بماقة‪ ،‬كليتحقق بأف اهلل ٌ‬
‫كمريد‪ ،‬صاحب كمصحوب‪ ،‬تابع كمتبوع من لدف آدـ إٔب أف تقوـ الساعة‪.‬‬

‫ٍب ذكػػر كبلمػان طػػويبلن معنػػاه‪ ":‬أنػػو ال بػػد مػػن معلػػم يأخػػذ بيػػدؾ كيقػػودؾ إٔب النجػػاة‪،‬‬
‫كأف آدـ عليػو السػبلـ اهلل تعػأب علمػػو األ‪٠‬بػاء كلهػا حػٌب صػػار كالشػيخ بالنسػبة إٔب ا‪٤‬ببلئكػػة‬
‫ٍب ‪٤‬بػػا نػػزؿ إٔب األرض أرسػػل إليػػو جربيػػل عليػػو السػػبلـ ليعلمػػو أمػػور العبػػادات‪ ،‬ككػػذلك كػػل‬
‫األنبياء مع كوهنم أفضل ا‪٤‬بخلوقات أرسل إلػيهم سػيدنا جربيػل بػالوحي لػيعلمهم كمػن بيػنهم‬
‫أفض ػ ػ ػػل ‪٨‬بلوقات ػ ػ ػػو س ػ ػ ػػيدنا ‪٧‬بم ػ ػ ػػد ‪ ‬ق ػ ػ ػػاؿ تع ػ ػ ػػأب‪ :‬علم ػ ػ ػػو ػ ػ ػػديد الق ػ ػ ػػوب‪ ،‬ذو م ػ ػ ػػرة‬
‫فاسػػتوب‪.‬سػػورة الػػنجم‪ ،‬أم جربيػػل عليػػو السػػبلـ‪ ،‬فمعػػُب كػػبلـ الشػػيخ عبػػد القػػادر قػػدس‬
‫سره‪ ،‬ال بد من شيخ كامل ليعلمك كيؤدبك لتبل ا‪٤‬بعإب مع ا‪٤‬بوافقة لو‪.‬‬

‫كذكػر أنػػو مػػا زاؿ األكػػابر مػػن عصػػر الصػػحابة إٔب عصػرنا مػػا بػػْب شػػيخ كمريػػد كتػػابع‬
‫شيخ يعلمك كيربيك‪.‬‬ ‫كمتبوع‪ ،‬فبل تتكرب عن أف يكوف لك ه‬
‫ٍب قػػاؿ‪" :‬فا‪٤‬بشػػايخ ىػػم الطريػػق إٔب اهلل عػ ٌػز كجػ ٌػل كاألدالء عليػػو‪ ،‬فػػبل بػػد لكػػل مريػػد‬
‫كجل من شيخ على ما بينا‪ ،‬إال على النذكر كالشذكذ‪ ،‬فيجػوز أف يصػطفي اهلل عبػدان‬ ‫عز ٌ‬ ‫هلل ٌ‬
‫من عباده‪ ،‬فيتؤب تربيتو كحراستو عن الشيطاف كىنات النفس كا‪٥‬بول‪...‬‬

‫إال أنَّا بيَّػنَّا ما ىو األغلب كاألكثر كاألسلم كاألحسن‪ ،‬فبل ينبغي لو أف ينقطع عػن‬
‫عز كجل‪ ،‬فيستغِب بربو عن غّبه‪ ،‬فحينئذ‬ ‫الشيخ حٌب يستغِب عنو بالوصوؿ إٔب رضواف ربو ٌ‬
‫ينقطع عن الشيخ‪ ،‬إال عػن صػريح كخػرب بػْب‪ ،‬إال مػا يتفػق ‪٦‬بػيء الشػيخ إليػو‪ ،‬أك ا‪٤‬ببلقػاة لػو‬

‫‪314‬‬
‫ُب طريػػق أك جػػامع‪ ،‬كػػل ذلػػك حفظػان للحػػاؿ‪ ،‬كاسػػتغناء بػػالرب‪ ،‬كغػػّبة علػػى ا‪٢‬بػػاؿ كمبلزمػػة‬
‫‪٥‬با‪،‬‬

‫كقاؿ ‪" :‬كمن آداب ا‪٤‬بريػد‪ :‬أف ال يػتكلم بػْب يػدم شػيخو إال ُب حالػة الضػركرة‪ ،‬كأف ال‬
‫يظهر شيئان مػن مناقػب نفسػو بػْب يديػو‪ ،‬كال ينبغػي لػو أف يبسػط سػجادتو بػْب يػدم الشػيخ‬
‫إال ُب كقػػت أداء الصػػبلة‪ ،‬فػػإذا فػػرغ مػػن صػػبلتو طػػول سػػجادتو ُب ا‪٢‬بػػاؿ‪ ،‬كيكػػوف متهيئ ػان‬
‫‪٣‬بدمة شيخو كمن ىو قاعد على بساطو‪ ،‬كٯبتهد ُب اجتناب بسػط سػجادتو فػوؽ سػجادة‬
‫مػػن ىػػو فوقػػو ُب الرتبػػة‪ ،‬كإدنػػاء سػػجادتو مػػن سػػجادتو إال بػػأمره‪ ،‬فػػإف ذلػػك عنػػدىم سػػوء‬
‫أدب‪ ،‬كينبغي للمريد إذا جرت مسػألة بػْب يػدم الشػيخ أف يسػكت‪ ،‬كإف كػاف عنػده فصػل‬
‫كإشباع جواب فيهػا‪ ،‬بػل يغتػنم مػا يفػتح اهلل علػى لسػاف شػيخو فيقبلػو كيعمػل بػو‪ ،‬كإف رأل‬
‫ُب جوابو نقصانا كقصوران فبل ٌيرد عليو‪ ،‬بل يشكر اهلل تعأب على ما خصػو مػن فضػل كعلػم‬
‫كٱبفي ‪ٝ‬بيع ذلك ُب نفسو‪...‬‬ ‫كنور‪ ،‬ي‬

‫كينبغي للمريد أف ال يتحرؾ ُب حاؿ السماع بْب يػدم الشػيخ إال بإشػارة منػو عليػو‪ ،‬كال‬
‫يػػرل مػػن نفسػػو البتػػة حػػاال إال أف تػػرد غلبػػة تأخػػذه عػػن التمييػػز كاالختيػػار‪ ،‬فػػإذا سػػكنت فورتػػو‬
‫عز كجل من سره‪.‬‬ ‫فليعد إٔب حاؿ سكوتو كأدبو ككقاره ككتماف ما أكاله اهلل ٌ‬
‫كقد بْب الشيخ ‪ ‬أنو ال يرل السماع بالقصب كالرقص كٗبا فيو ‪٨‬بالفة للسلف‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬إال أنػػا قػػد ذكرنػػا ذلػػك علػػى مػػا قػػد ‪٥‬بػج بػػو أىػػل زماننػػا ُب أربطػػتهم ك‪٦‬بػػامعهم‪ ،‬كال‬
‫ينكػػر أف يكػػوف فػػيمن يفعػػل ذلػػك صػػادؽ‪ ،‬فيكػػوف معػػُب مػػا قػػد ‪٠‬بػػع مهيجػػا لنػػائرة صػدقو كمثػّبان‬
‫‪٥‬با‪ ،‬فيشتغل بنائرتو كيغيب فيهػا‪ ،‬فتتحػرؾ أعضػاؤه كجوارحػو بػْب القػوـ كىػو ُب معػزؿ عمػا القػوـ‬
‫فيو من لذة الطباع كاألىوية‪ ،‬كتذكار كل كاحد قرب من معشوقو ‪٩‬بن قد مات كطاؿ بػو عهػده‪،‬‬
‫حي غائب عنو فاشتد شوقو‪.‬‬ ‫كمن ىو ٌ‬
‫كا‪٤‬بريد الصادؽ نائرتو غّب خامدة كشعلتو غػّب ىامػدة‪ ،‬ك‪٧‬ببوبػو غػّب غائػب‪ ،‬فهػو أبػدان ُب‬
‫زيادة دنو كقرب‪ ،‬كلذة كنعيم‪ ،‬فبل يغّبه كيهيجو عن حالتو غّب كبلـ مراده‪.‬‬

‫‪315‬‬
‫ففػػي ذلػػك عنػػده مندكحػػة عػػن األشػػعار كالقيانػػة كاألص ػوات‪ ،‬كص ػراخ ا‪٤‬بػػدعْب شػػركاء‬
‫الشياطْب‪ ،‬ركاب األىوية مطايا النفوس كالطباع‪ ،‬أتباع كل ناعق كزاعق‪.‬‬
‫قاؿ‪ ":‬كينبغي للمريد أف ال يعارض أحدان ُب حػاؿ ‪٠‬باعػو‪ ،‬كال يػزاحم أحػدان ُب كقتػو ُب التقاضػي‬
‫على الذم ينشد الزىديات ا‪٤‬برققات ا‪٤‬بشوقات إٔب ا‪١‬بنػاف كا‪٢‬بػور‪ ،‬كرؤيػة ا‪٢‬بػق تعػأب ُب اآلخػرة‪.‬‬
‫ا‪٤‬بزىدات ُب الدنيا كلذاهتا كشهواهتا كأبنائها كنسواهنا‪ ،‬ا‪٤‬بشجعات على الصرب على آفاهتا ك‪٧‬بنهػا‬
‫كببلئهػػا‪ ،‬كإدبارىػػا ع ػن أبنػػاء اآلخػػرة‪ ،‬كإقبا‪٥‬بػػا علػػى أبنائهػػا كغػػّب ذلػػك‪ ،‬فليكػػل ‪ٝ‬بيػػع ذلػػك إٔب‬
‫الشيخ ا‪٢‬باضر‪ ،‬فإف القوـ ُب كالية الشيخ‪.‬‬

‫قاؿ ‪ :‬كينبغي لو إذا أراد أف يتأدب بشيخ أف يكوف لو إٲباف كتصػديق كاعتقػاد أف ال‬
‫عز كجل كٰبفػظ س ٌػره‬ ‫أحد ُب تلك الديار أكٔب منو‪ ،‬حٌب ينتفع بو فيما ىو مرامو‪ ،‬كأف يقبلو اهلل ٌ‬
‫ُب خدمتػػو مػػع اهلل تعػػأب ُب عقػػد إرادتػػو‪ٕ ،‬بفظػػو حػػٌب ال ٯبػػرل علػػى لسػػاف شػػيخو إال مػػا ىػػو‬
‫األكٔب بشأنو‪ ،‬كٰبذر ‪٨‬بالفتو جدان‪ ،‬ألف ‪٨‬بالفة الشيوخ سم قاتل فيها مضرة عامة‪.‬‬

‫كٯبتهد أف ال يكػتم مػن شػيخو شػيئان مػن أحوالػو كأسػراره‪ ،‬كال يطلػع أحػدان سػواه علػى مػا‬
‫عز كجل‪.‬‬ ‫يأمره شيخو‪ .‬كال ينبغي لو أف ٯبتمع إٔب طلب الرخصة أك يرجع إٔب شيء تركو هلل ٌ‬
‫كعليو االنقياد اللتزاـ ما يأمر بػو شػيخو مػن التأديػب علػى مقتضػى سػوء أدبػو‪ ،‬فػإف كقػع‬
‫منو تقصّب ُب القياـ ٗبػا أشػار إليػو شػيخو‪ ،‬فعليػو تعريػف ذلػك لشػيخو لػّبل فيػو رأيػو‪ ،‬كيػدعو لػو‬
‫ب ػػالتوفيق كالتيس ػػّب كالف ػػبلح‪( ،‬قل ػػت كم ػػن آداب ا‪٤‬بري ػػد أف ال يرف ػػع ص ػػوتو ٕبض ػػرة ش ػػيخو كأف ال‬
‫ٯبلػػس ُب مكػػاف الشػػيخ ا‪٣‬بػػاص بػػو‪ ،‬كال ٯبلػػس إذا كػػاف الشػػيخ قائم ػان حػػٌب ٯبلػػس الشػػيخ‪ ،‬كال‬
‫يتص ػػرؼ ٕبض ػرتو إال بإذن ػػو أك إش ػػارتو‪ ،‬كإذا ك ػػاف الش ػػيخ عابس ػان ف ػػبل يظه ػػر البس ػػط‪ ،‬كإذا م ػػازح‬
‫يد جاراه مع لزكـ األدب)‪...‬‬ ‫الشيخ ا‪٤‬بر ى‬
‫ي‬
‫داب الص بة م اإلبواف‬
‫قاؿ سيدنا الشيخ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر قدس اهلل سره العزيز أما الصحبة مػع اإلخػواف‬
‫فباإليثػػار كالفتػػوة كالصػػفح عػػنهم كالقيػػاـ معهػػم بشػػرط ا‪٣‬بدمػػة‪ ،‬ال يػػرل لنفسػػو علػػى أحػػد حق ػان‪،‬‬
‫لكل أحد عليو حقان كال يقصر ُب القياـ ٕبقهم‪.‬‬ ‫كيرل ٌ‬

‫‪316‬‬
‫كمن الصحبة هبم إظهار ا‪٤‬بوافقػة ‪٥‬بػم ُب ‪ٝ‬بيػع مػا يقولػوف أك يفعلػوف (مػا ٓب يكػن منهيػا‬
‫عن ػػو) كيك ػػوف أب ػػدان معه ػػم عل ػػى نفس ػػو كيت ػػأكؿ ‪٥‬ب ػػم كيعت ػػذر ع ػػنهم‪ ،‬كي ػػَبؾ ‪٨‬ب ػػالفتهم كمن ػػافرهتم‬
‫كمشادهتم‪ ،‬كيتعامى عن عيوهبم‪ ،‬فإف خالفو أحد منهم ُب شيء سلم لو مػا يقػوؿ ُب‬ ‫َّ‬ ‫ك‪٦‬بادلتهم‬
‫الظ ػػاىر‪ ،‬كإف ك ػػاف األم ػػر عن ػػده ٖب ػػبلؼ م ػػا يقول ػػو‪ ،‬كٯبتن ػػب فع ػػل م ػػا يكرىون ػػو كإف عل ػػم في ػػو‬
‫صبلحهم (يعِب ينتظر حٌب يتهيأكا لذلك إف كاف فيو صبلحهم)‬

‫فػػبل ينطػػوم ألحػػد مػػنهم علػػى حقػػد‪ ،‬كإف خػػامر قلػػب كاحػػد مػػنهم كراىػػة لػػو‪ٚ ،‬بلػػق معػػو‬
‫بشػػيء حػػٌب يػػزكؿ ذلػػك‪ ،‬فػػإف ٓب يػػزؿ زاد ُب اإلحسػػاف كالتخلػػف حػػٌب يػػزكؿ‪ ،‬كإف كجػػد ىػػو ُب‬
‫قلبو من أحػد مػنهم استيحاشػان كأذيػةن بغيبػة أك غّبىػا فػبل يظهػر ذلػك مػن نفسػو كيػرل مػن نفسػو‬
‫خبلؼ ذلك‪.‬‬

‫ومن داب الص بة م األجا ب(أي الذين ليسوا من أىل الطري )‬


‫قػاؿ ‪" :‬كأمػا الصػحبة مػػع األجانػب فػيحفظ السػر عػػنهم‪ ،‬كينظػر إلػيهم بعػْب الشػػفقة‬
‫كالر‪ٞ‬بػػة‪ ،‬كأف يسػػلم أمػوا‪٥‬بم إلػػيهم‪ ،‬كيسػػَب علػػيهم أحكػػاـ الطريقػػة‪ ،‬كيصػػرب علػػى سػػوء أخبلقهػػم‪،‬‬
‫كتػػرؾ معاش ػرهتم مػػا أمكنػػو‪ ،‬كأف ال يعتقػػد لنفسػػو علػػيهم فضػػيلة كيقػػوؿ‪:‬إهنم مػػن أىػػل السػػبلمة‬
‫فيتجاكز اهلل عنهم‪.‬‬

‫كيق ػػوؿ لنفس ػػو‪ :‬أن ػػت م ػػن أى ػػل ا‪٤‬بض ػػايقة‪ ،‬فتط ػػالبْب ب ػػالنقّب كالقطم ػػّب كا‪٢‬بق ػػّب كالكب ػػّب‪،‬‬
‫ك‪ٙ‬باسػػبْب علػػى الكبػػّب كالصػػغّب‪ ،‬كإف اهلل تعػػأب يتجػػاكز للجاىػػل مػػا ال يتجػػاكز ٗبثلػػو مػػن العػػآب‪،‬‬
‫(يعُب أف ا‪١‬باىل يتجاكز عنو ببعض ا‪٤‬بسائل كلػيس با‪١‬بهػل الكلػي ألف طلػب العلػم فريضػة علػى‬
‫كل مسػلم كمسػلمة‪ ،‬أيضػان صػاحب الطريػق يعػرؼ مػن ا‪٢‬بقػائق مػا ال يعرفػو غػّب السػالك فيعػذر‬
‫ىذا العامي ُب بعض ا‪٤‬بسائل الٍب ‪ٚ‬بفى على أمثالو)‪.‬‬

‫‪317‬‬
‫ومن داب الص بة م األغنياء قاؿ ‪:‬‬
‫كأمػػا الصػػحبة مػػع األغنيػػاء فبػػالتعزز‪ ،‬كتػػرؾ الطمػػع فػػيهم‪ ،‬كقطػػع األمػػل ‪٩‬بػػا ُب أيػػديهم‪،‬‬
‫كإخراج ‪ٝ‬بيعهم من قلبك‪،‬كحفظ دينػك مػن التضعضػع ‪٥‬بػم لنػوا‪٥‬بم‪ ،‬فنعػوذ بػاهلل مػن فعػل يػنقص‬
‫بو الدين‪ ،‬كصحبة أقواـ ينثلم هبم الدين‪ ،‬كتنقطع عراه‪ ،‬كيطفػئ نػور اإلٲبػاف شػعاع أمػوا‪٥‬بم كبريػق‬
‫دنيػػاىم‪ ،‬غػػّب أنػػك إذا ابتليػػت بصػػحبتهم ُب سػػّب أك سػػفر أك مسػػجد أك ربػػاط ‪٦‬بمػػع‪ ،‬فحسػػن‬
‫ا‪٣‬بلق أكٔب مػا يسػتعمل‪ ،‬كىػو حكػم عػاـ شػامل ُب صػحبة األغنيػاء كالفقػراء‪ ،‬فػبل ينبغػي لػك أف‬
‫تعتقد لنفسك فضيلة عليهم‪ ،‬لتتخلص من الكرب‪ ،‬كال تطلب لنفسك فضيلة الفقر‪ ،‬كال ترل ‪٥‬بػا‬
‫قدران كال كزنا كما قيل‪ :‬من جعل لنفسو قدران فبل قدر لو كمن جعل ‪٥‬با كزنا فبل كزف لو‪.‬‬

‫فػػأدب الغػػِب باإلحسػػاف إٔب الفقػػّب‪ ،‬كىػػو إخػراج ا‪٤‬بػػاؿ مػػن كيسػػو إليػػو‪ ،‬كيكػػوف فارغػان مػػن‬
‫مالػػو مسػػتخلفان فيػػو غػػّب متملػػك لػػو‪ ،‬كأدب الفقػػّب إخػراج الغػػُب مػػن قلبػػو‪ ،‬كيكػػوف قلبػػو فارغػان مػػن‬
‫الغػِب كمالػػو‪ ،‬كال ٯبعػػل لشػػيء مػػن األشػػياء ُب قلبػو موطنػػا ك‪٧‬بػبلن كمػػدخبلن‪ ،‬بػػل يتصػػفى مػػن ذلػػك‬
‫كلػػو كٱبلػػو منػػو‪ٍ ،‬ب يَبقػػب امػػتبلءه بربػػو (أم امػػتبلءه ٗبحبػػة ربػػو) عػ ٌػز كجػػل‪ ،‬فيأتيػػو عنػػد ذلػػك‬
‫عز كجل من غّب تعب كال ىم‪.‬‬ ‫عز كجل فحينئذ ٰبصل الغُب بو ٌ‬ ‫فضل اهلل ٌ‬
‫ومن داب الص بة م الفقراء قاؿ ‪:‬‬
‫كأما الصحبة مع الفقراء فبإيثارىم كتقدٲبهم على نفسك ُب ا‪٤‬بأكوؿ كا‪٤‬بشركب كا‪٤‬بلبوس‬
‫كا‪٤‬بلذكذ كاجملالس ككل شيء نفيس‪ ،‬كترل نفسك دكهنم‪ ،‬كال ترل ‪٥‬با عليهم فضبلن ُب شيء مػن‬
‫األشياء البتة‪.‬‬

‫عػػن أيب سػػعيد بػػن أ‪ٞ‬بػػد بػػن عيسػػى قػػاؿ‪" :‬صػػحبت الفق ػراء ثبلثػػْب سػػنة كٓب ٯبػػر بيػػِب‬
‫كبينهم كبلـ قػط تػأذَّ ٍكا بػو‪ ،‬كال جػرل بيػِب كبيػنهم منػافرة استوحشػوا منهػا‪ ،‬قيػل لػو‪ :‬كيػف ذلػك؟‬
‫ق ػػاؿ‪ :‬أل٘ب كن ػػت معه ػػم عل ػػى نفس ػػي أب ػػدان‪ ،‬كإذا دخل ػػت عل ػػيهم أدخل ػػت عل ػػيهم س ػػركران كرفق ػان‪،‬‬
‫كاستعملت معهم يخليقان ىدية كأدبان كسببان من األسباب"‪.‬‬

‫فبل ترل بذلك لك عليهم فضبلن‪ ،‬بل تتقلد منهم ًمنٌةن ُب قبػو‪٥‬بم ذلػك منػك‪ ،‬كاحػذر أف‬
‫‪ٛ‬بػػن علػػيهم بػػذلك أك تػراه منػػك‪ ،‬بػػل اشػػكر اهلل عػٌػز كجػػل علػػى مػػا أكالؾ مػػن توفيقػػو علػػى تيسػػّب‬

‫‪318‬‬
‫ذلػػك‪ ،‬كجعلػػك لػػو أى ػبلن ‪٣‬بدمػػة أىلػػو كخاصػػتو كأحبابػػو‪ ،‬فػػإف الفق ػراء الصػػا‪٢‬بْب ىػػم أىػػل اهلل‬
‫كخاصتو‪.‬‬

‫قاؿ قدس سره العزيز‪ :‬كمن آداب الصحبة مع الفقراء أف ال ‪ٙ‬بوجهم إٔب مسألتك‪.‬‬

‫كم ػػن األدب م ػػع الفق ػػّب‪ :‬مراع ػػاة قلب ػػو بتعجي ػػل م ػراده دكف تنغ ػػيص الوق ػػت علي ػػو بط ػػوؿ‬
‫االنتظار‪ ،‬ألف الفقّب ابن كقتو‪.‬‬

‫كم ػػن األدب معه ػػم‪ :‬الص ػػرب عل ػػى م ػػا ي ػػذكر الفق ػػّب م ػػن حال ػػو‪ ،‬كأف تتلق ػػاه ُب ح ػػاؿ م ػػا‬
‫ٱباطبػػك بوجػػو طلػػق مستبشػػر‪ ،‬كال تلقػػاه بػػالعبوس كال بػػالنظر الشػػرر كال بػػالكبلـ الػػوحش‪ ،‬كإذا‬
‫طالبك ٗبا ال ٰبضػر ُب الوقػت فاصػرفو بالوجػو ا‪١‬بميػل إٔب مسػاعدة اإلمكػاف‪ ،‬كال توحشػو بيػأس‬
‫الرد على ا‪١‬بزـ لئبل يعود ٕبشمة اإلخفاؽ كعدـ اإلصابة ٕباجتو عندؾ‪ ،‬كالندـ على إفشػاء سػره‬
‫إليك حسّبان‪ ،‬كرٗبػا يغلػب عليػو طبعػو‪ ،‬كتسػتوٕب عليػو نفسػو‪ ،‬فيظهػر عليػو ا‪١‬بهػل ٕبالػو كالسػخط‬
‫الرب ع ٌػز كجػل فيمػا قسػم لػو مػن الفاقػة إٔب ا‪٣‬بلػق كالتبػ ٌذؿ ‪٥‬بػم‪ ،‬فيعمػى‬ ‫عليك‪ ،‬كاالعَباض على ٌ‬
‫قلبو كينطفئ نور إٲبانو‪.‬‬

‫كرٗبا حجب أيضان عن الثواب كا‪٤‬بعارؼ كالعلػوـ كا‪٤‬بصػاّب ا‪٤‬بدفونػة ُب سػؤالو للخلػق‪ ،‬الػٍب‬
‫ل ػػو ص ػػرب كأحس ػػن األدب ظه ػػرت‪ ،‬كار‪ٙ‬ب ػػل الس ػؤاؿ للخل ػػق كحص ػػل غ ػػُب الي ػػد كالقل ػػب كالبي ػػت‪،‬‬
‫كجاءت ػ ػػو عس ػ ػػاكر فض ػ ػػل اهلل كآالئ ػ ػػو كنعمائ ػ ػػو‪ ،‬ك‪ٙ‬بق ػ ػػق في ػ ػػو قول ػ ػػو ع ػ ػ ٌػز كج ػ ػػل‪ :‬وى ػ ػػو يت ػ ػػولى‬
‫ػُب عػػن األشػػياء ٖبالقهػػا كتأتيػػو األشػػياء كىػػو ال‬ ‫الصػػال ين‪ً .‬‬
‫كجعػ ىل مصػونان مغػػاران عليػػو‪ ،‬كىػػو غػ ٌ‬ ‫ي‬
‫يأتيها‪ ،‬يقصده القاصدكف فينالوف من أنواره كسػره‪ ،‬كيطيبػوف بطيبػو‪ ،‬كىػو ال يشػعر هبػم ُب غيػب‬
‫عنهم‪ ،‬مشغوؿ ٗبواله كجاذبو الذم جذبو إليو‪ ،‬كأنقذه من ظلمات ‪٨‬بالطة ا‪٣‬بلق كموافقة النفس‬
‫كمتابعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ا‪٥‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػول‪ ،‬كالتقيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإرادة األشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػياء دنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كأخػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرل‪:‬‬
‫[سػورة يػس] أىػػل ا‪١‬بنػة ‪٤‬بػا بػاعوا ُب الػػدنيا‬ ‫‪‬إف أصػ اب ال نػة اليػوـ فػػي ػغل فػاكهوف‪‬‬
‫أنفسػػهم كأم ػوا‪٥‬بم ل ػرهبم با‪١‬بنػػة كمػػا قػػاؿ جػػل كعػػبل‪ :‬إف ا ا ػػترب مػػن المػػؤمنين أ فسػػهم‬
‫وأمػػوالهم ب ػ ف لهػػم ال نػػة‪[ ‬سػػورة التوبػػة] كصػػربكا علػػى اإلفػػبلس ُب الػػدنيا ٌ‬
‫كردكا التصػػرؼ ُب‬
‫األنفػػس كاألم ػواؿ كاألكالد إٔب رهبػػم عػ ٌػز كجػػل‪ ،‬كسػػلموا الكػػل إليػػو جػػل جبللػػو‪ ،‬كامتثل ػوا األكامػػر‬
‫كانته ػوا ع ػػن الن ػواىي كس ػػلموا ُب ا‪٤‬بق ػػدكر‪ ،‬ك‪ٙ‬ب ػػرزكا م ػػن ا‪٣‬بليق ػػة‪ ،‬ك٘ب ػػوىركا ع ػػن اإلرادة كاألم ػػا٘ب‪،‬‬

‫‪319‬‬
‫كا‪٥‬بمم ُب ا‪١‬بملػة أدخلهػم ا‪١‬بنػة فشػغلهم ٗبػا ال عػْب رأت كال أذف ‪٠‬بعػت كال خطػر علػى قلػب‬
‫بشر كمػا قػاؿ جػل كعػبل‪ :‬إف أصػ اب ال نػة اليػوـ فػي ػغل فػاكهوف‪ .‬فهكػذا الفقػّب إذا‬
‫فعػػل ذلػػك ُب الػػدنيا كيتحقػػق بظػػاىر القػػرآف حصػػوؿ ا‪١‬بنػػة لػػو‪ ،‬كينقػػل إٔب مػػا قسػػم لػػو مػػن الغػػُب‬
‫كالعز الدائم بقرب مواله‪.‬‬

‫ومن داب الفقير في فقره قاؿ ‪:‬‬


‫"فينبغ ػػي للفق ػػّب أف تك ػػوف ش ػػفقتو عل ػػى فق ػػره كش ػػفقة الغ ػػِب عل ػػى غن ػػاه‪ ،‬ف ػػبل يتع ػػرض‬
‫با‪٤‬بعايش كاالكتساب كاألسػباب لبلسػتغناء كالتكثػر با‪٤‬بػاؿ ال لعيػاؿ‪ ،‬كعفػة الػنفس عنػد الضػيقة‪،‬‬
‫كمن شرط الفقّب أف يقف مػع كفايتػو كال يأخػذ فوقهػا‪ ،‬كيكػوف أخػذه لػذلك القػدر امتثػاالن ألمػر‬
‫اهلل تعػػأب كخوفػػا مػػن الوقػػوع ُب اإلٍب‪ ،‬كىػػو القػػوت مػػن الطعػػاـ كالشػراب كالكسػػوة كالقػػدر الػػذم‬
‫تقوـ بػو البنيػة‪ ،‬كال يضػعف عػن أداء األكامػر مػن اإلتيػاف بشػرائط الصػبلة كأركاهنػا ككاجباهتػا ككػل‬
‫كاجب‪...‬‬

‫كينبغػػي أف يك ػوف اسػػتلذاذه بفقػػره أكثػػر مػػن اسػػتلذاذ الغػػِب بوجػػود غنػػاه‪ ،‬كينبغػػي لػػو أف‬
‫يؤثر ذلو ك‪ٟ‬بولو كعدـ قبوؿ الناس لو على قصدىم إليو كازدحامهم لديو‪.‬‬

‫قل الفتوح‬
‫خلو يده من ا‪٤‬باؿ‪ ،‬فكلما ٌ‬ ‫كمن شرطو أف يكوف قلبو أقول بصفاء ا‪٢‬باؿ عند ِّ‬
‫كثر طيب قلبو كقوتو كنوره‪ ،‬كازداد فرحو بشعار الصا‪٢‬بْب‪.‬‬
‫كأمػػا إذا أظلػػم ذلػػك قلبػػو كأكحشػػو كأسػػخطو علػػى ربػػو‪ ،‬فلػػيعلم أنػػو مفتػػوف قػػد أحػػدث ُب‬
‫عز كجل‪ ،‬كٱبلد إٔب التفتيش كالتنقّب كلوـ النفس‪.‬‬ ‫فقره ذنبان عظيمان‪ ،‬فليتب إٔب اهلل ٌ‬
‫كمػػن حػػق الفقػػّب أف يكػػوف كلمػػا كثػػر عيالػػو كػػاف قلبػػو ُب بػػاب أمػػر الػػرزؽ أسػػكن كبربػػو‬
‫أكثػػق‪ ،‬ٲبتثػػل أمػػر ربػػو ُب الكسػػب ‪٥‬بػػم ُب الظػػاىر‪ ،‬كيسػػكن إٔب كعػػد ربػػو ُب البػػاطن‪ ،‬كيقطػػع بػػأف‬
‫‪٥‬بػػم رزقػػا عنػػد اهلل قػػد كعػػد بػػو كقػػدره‪ ،‬كىػػو سػػائقو إلػػيهم علػػى يػػده أك يػػد غػػّبه‪ ،‬كال يعػػَبض كال‬
‫ػرب‪ ،‬كال يشػػك ُب كعػػده‪ ،‬كال يشػػكو إٔب أحػػد بػػل تكػػوف شػػكواه إٔب ربػػو‬ ‫يسػػخط كال يػػتهم الػ َّ‬
‫عز كجل ُب توفيقو بالصػرب كأداء األمػر ُب حقهػم‪ ،‬كالرضػا‬ ‫عز كجل‪ ،‬كسؤالو لو ٌ‬ ‫كإنزاؿ حاجتو بو ٌ‬
‫ٗبػػا قضػػى عل ػػيهم بإضػػاقتهم‪ ،‬كإلزامػػو لػػو مػػؤنتهم‪ ،‬كيسػػألو تس ػػهيل رزقهػػم كتيس ػػّبه‪ ،‬فهػػو قريػػب‬
‫عز كجػل‪ ،‬ألنػو ٰبػب ا‪٤‬بلحػْب لػو بالسػؤاؿ‪ ،‬ألف بالسػؤاؿ‬ ‫‪٦‬بيب‪ ،‬إ٭با يبتلي عبده لّبده بالبلية إليو ٌ‬

‫‪301‬‬
‫يتميػ ػػز الػ ػػرب مػ ػػن ا‪٤‬بربػ ػػوب كالسػ ػػيد مػ ػػن العبػ ػػد كالغػ ػػِب مػ ػػن الفقػ ػػّب‪ ،‬كٱبػ ػػرج العبػ ػػد مػ ػػن الكػ ػػرب‬
‫كاالستنكاؼ كالتعظيم كالنخوة إٔب التواضع كالذلة كاالفتقار‪ ،‬فػإذا ‪ٙ‬بقػق ذلػك مػن العبػد ‪ٙ‬بققػت‬
‫اإلجابة سريعان عاجبلن مع ما يدخر لو من الثواب ُب العقىب"‪.‬‬

‫ىم ُب الوقت ا‪٤‬بستقبل‪ ،‬بل يكػوف ٕبكػم كقتػو ال‬ ‫قاؿ ‪" :‬كمن آدابو‪ :‬أف ال يكوف لو ه‬
‫يتطلػػع للوقػػت الثا٘ب‪،‬بػػل ٰبفػػظ ا‪٢‬بػػاؿ كحػػدكدىا كشػرائطها كآداهبػػا مطرقػان غاضػان عمػػا سػواىا‪ ،‬ال‬
‫أعلى منها كال دكهنا‪ ،‬كال يشره إٔب حاؿ غّبه‪ ،‬كرٗبا كاف ىبلكو فيها كىي ألىلهػا سػبلمة كنعمػة‬
‫كاألغذيػػة‪ ،‬فمػػن األغذيػػة مػػا يزيػػد لشػػخص عافيػػة كآلخػػر سػػقما كبػػبلء‪ ،‬فػػبل ينبغػػي للمػريض أف‬
‫يتناكؿ شيئان منها إال بأمر الطبيػب‪ ،‬فكػذلك ينبغػي للفقػّب أف ال ٱبتػار حالػة لنفسػو حػٌب يػدخل‬
‫فيهػػا مػػن غػػّب أف يكػػوف ىػػو فيهػػا‪ ،‬بػػل يفعػػل للمػػؤب عػٌػز كجػػل‪ ،‬قػػدران ‪٧‬بضػان كإرادة ‪٦‬بػػردة‪ ،‬ال ٰبػ ٌػل‬
‫نفسػػو ُب شػػيء مػػن ا‪٢‬بػػاالت كا‪٤‬بقامػػات كيٍنز‪٥‬بػػا بػػو فيضػ ٌػل كيػػردل‪ ،‬حػػٌب يأتيػػو أمػػر الػػذم أمػػات‬
‫كأحيا‪ ،‬كينقلو منها الذم منع كأعطى‪ ،‬كأفقر كأغُب‪ ،‬كأضػحك كأبكػى‪ ،‬ألف ذلػك أليػق بػو‪ ،‬كإٔب‬
‫ربو أقرب كأدٗب‪ ،‬ىكذا تقدـ كمضى أمر من سلف مػن أكٔب العلػم مػن أىػل الطريقػة‪ ،‬فيمػا خػبل‬
‫رب ا‪٣‬بليقة ا‪٤‬بنتهى‪.‬‬ ‫فيهم االقتداء‪ ،‬كإٔب ٌ‬

‫قػػاؿ‪ :‬كمػػن أدب الفقػػّب (أم الصػػوُب)‪ :‬أف يكػػوف مسػػتعدان لػػوركد ا‪٤‬بػػوت متهيئػان لػػو منتظػران‬
‫مَبقبػان ُب السػػاعات كلهػػا ليكػػوف ذلػػك عونػػا لػػو علػػى الرضػػا بفقػػره ك‪ٞ‬بػػل مػػا حػ ٌػل بػػو مػػن األذل‪،‬‬
‫ألنو بػو يقصػر األمػل كتنكسػر الػنفس كيػزكؿ منهػا كىػج شػهوات الػدنيا‪ ،‬قػاؿ النػيب ‪" :‬أكثػروا‬
‫ذكر ىاذـ اللذات"‪.‬ركاه الَبمذم‬

‫كمن آدابو‪ :‬أف ٱبرج من قبلو ذكر ا‪٤‬بخلوقْب‪.‬‬

‫كمن آدابو‪ :‬أف يتخلق مع الغُب إذا دخل عليو ٗبا تصل يديو إليو من القوت أك الفاكهػة‬
‫كإف كػػاف شػػيئان يسػّبان‪ ،‬ألنػػو بقلبػػو ‪٧‬بػػَبز عػػن األسػػباب فهػػو باإليثػػار أكٔب مػػن الغػػِب الػػذم ىػػو ُب‬
‫أسػػر غنػػاه إال أف يكػػوف ذا عيػػاؿ ُب ضػػيقة‪ ،‬فػػبل يضػػيق علػػى عيالػػو بإيثػػاره ذلػػك للغ ػُب‪ ،‬إال أف‬
‫يكػػوف يعلػػم مػػن عيالػػو اإليثػػار كطيػػب الػػنفس بػػذلك كا‪٤‬بوافقػػة كالصػػرب كالرضػػا كا‪٤‬بعرفػػة كاليقػػْب‪،‬‬
‫كاألنػوار تظهػػر مػػن قلػػوهبم علػػى ألسػػنتهم كج ػوارحهم كأنفسػػهم فحينئػػذ ال يبػػإب ُب البػػذؿ كا‪٤‬بنػػع‬
‫كاإليثار كاإلمساؾ‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫كمن أدب الفقّب‪ :‬أف ال يَبؾ االحتياط ُب الػورع ُب حػاؿ ضػيق اليػد‪ ،‬فػبل ٱبػرج إٔب مػا‬
‫ال ٰبل ُب الشرع لفقره‪ ،‬فيخرج من العزٲبة إٔب الرخص‪ ،‬فإف الورع مبلؾ الدين‪ ،‬كالطمع ىبلكػو‪،‬‬
‫كتناكؿ الشبهات فساده‪.‬‬

‫كمػػا قػػاؿ بعػػض الصػػا‪٢‬بْب‪ :‬مػػن ٓب يصػػحبو الػػورع ُب فقػػره أكػػل ا‪٢‬ب ػراـ كىػػو ال يػػدرل"‪.‬‬
‫فعليو أف ال ٱبلد إٔب التأكيبلت ُب دينو ُب حالة فقره‪ ،‬بل يرتكب األحوط الذم ىو العزٲبة‪.‬‬

‫قاؿ ‪ :‬فمن أدب الفقّب ترؾ السػؤاؿ للخلػق مػا داـ ٯبػد عنػده مػا يكفيػو‪ ،‬فػإف أ‪١‬بأتػو‬
‫الضػػركرة كا‪٢‬باجػػة احملوجػػة‪ ،‬فيسػػأؿ بقػػدر ا‪٢‬باجػػة‪ ،‬فحينئػػذ يسػػلم لػػو السػؤاؿ‪ ،‬كينبغػػي أف ال يسػػأؿ‬
‫ألجػػل نفسػػو مػػا أمكنػػو بػػل لعيالػػو‪ ،‬كمػػن شػػرط سػؤالو للخلػػق أف ال يػراىم‪ ،‬بػػل تكػػوف إشػػارتو إٔب‬
‫عز كجل‪ ،‬كيرل ا‪٣‬بلق كالوكبلء كاألمناء‪ ،‬فبل يتخذىم أربابػان مػن دكف اهلل ع ٌػز كجػل‪ ،‬فيكػوف‬ ‫اهلل ٌ‬
‫معُب سؤالو ‪٥‬بم إخباران ٕبالو كعيالو ال شكول من ربو‪...،‬‬

‫ٍب إف أعطي شكر كإف يمنػع صػرب‪ ،‬ىكػذا تكػوف صػفات الفقػّب الصػادؽ‪ ،‬كال يسػتوحش‬
‫بالرد كال يتغّب فيسخط كيعَبض كيذـ الراد لو فيظلمو‪...‬‬
‫ٌ‬
‫ػذؿ ل ػػو‬
‫ب ػػل يرج ػػع إلي ػػو ع ػ ٌػز كج ػػل‪ ،‬فيس ػػألو التيس ػػّب كالتس ػػهيل‪ ،‬ليس ػػخر ل ػػو القل ػػوب كي ػ ٌ‬
‫الصعاب‪ ،‬كيدر لو األرزاؽ كيسوؽ إليو األقساـ‪ ،‬كيرفػع عنػو ا‪١‬بػوع كالعػذاب كالتبػذؿ إٔب العبيػد‪،‬‬
‫كلعلو قبض أيدم ا‪٣‬بلق عنػو بالعطػاء لػّبده إليػو‪ ،‬فػيبلزـ البػاب كيرفػع بدعائػو كتض ٌػرعو ا‪٢‬بجػاب‪،‬‬
‫فيكوف ىو ا‪٤‬بعطي لو دكف العباد‪.‬‬

‫ومن داب المريد في عشرتو م إبوا و قاؿ ‪:‬‬


‫كينبغي لو أف ٰبسن العشرة مػع إخوانػو‪ ،‬فيكػوف منبسػط الوجػو غػّب عبػوس‪ ،‬كال ٱبػالفهم‬
‫فيما يريدكف عنػو بشػرط أف ال يكػوف فيػو خػرؽ للشػرع ك‪٦‬بػاكزة للحػد كارتكػاب لػئلٍب‪ ،‬بػل يكػوف‬
‫الرب‪ ،‬كال يكوف ‪٩‬باريان كال ‪١‬بوجان‪ ،‬كيكوف أبدان مسػاعدان لئلخػواف علػى‬‫‪٩‬با أباحو الشرع كأذف فيو ٌ‬
‫الشرط الذم ذكرنا كمتجمبل عػنهم مػا ٱبالفونػو فيػو‪ ،‬كيكػوف صػبوران علػى أذاىػم غػّب حقػود‪ ،‬كال‬
‫ػش كمكػػر غػػّب مغتػػاب ‪٥‬بػػم ُب حػػاؿ غيبتػػو‪ ،‬كال يكػػوف سػػيئ‬
‫ينطػػوم ألحػػد مػػنهم علػػى سػػوء كغػ ٌ‬
‫كيذب عن أخيو ُب حاؿ غيبتو‪ ،‬كيسَب العيوب على إخوانو مػا أمكنػو‪ ،‬كإف مػرض أحػد‬ ‫احملضر‪ٌ ،‬‬

‫‪302‬‬
‫منهم عاده‪ ،‬فإف شغلو عن ذلك شاغل مضى إليو فهنأه بالعافية‪ ،‬كإف مرض ىو كٓب يعده أحد‬
‫إخوانو اعتذر عنو‪ ،‬فإذا مرض ٓب يقابلو بذلك‪ ،‬بل يعوده‪ ،‬كيصل من قطعو‪ ،‬كيعطػي مػن حرمػو‪،‬‬
‫كيعفو عمػن ظلمػو‪ ،‬كإذا أسػاء أحػدىم إليػو اعتػذر عنػو عنػد نفسػو‪ ،‬كيرجػع با‪٤‬ببلمػة علػى نفسػو‪،‬‬
‫كال يرل ملكو ‪٩‬بنوعان عن غّبه من اإلخواف‪ ،‬كال يتحكم ُب ملكهم بغّب إذهنػم‪ ،‬كال ينسػى الػورع‬
‫ُب ‪ٝ‬بيع حركاتو كسػكناتو‪ ،‬كإف انبسػط معػو أحػد مػن إخوانػو ُب شػيء مػن مالػو أجابػو إٔب ذلػك‬
‫مسرعان مستبشػران فرحػان مسػركران متقلػدان منػو ُب ذلػك منػة‪ ،‬حيػث جعلػو أىػبلن ‪٤‬بباسػطتو معػو كإنػزاؿ‬
‫حاجتػػو ب ػػو‪ ،‬كال يسػػتعّب م ػػن أحػػد ش ػػيئان إف أمكنػػو‪ ،‬كإف اس ػػتعار أحػػد من ػػو شػػيئان ال يس ػػَبده م ػػا‬
‫أمكنو‪ ،‬ألنو ما استعار منو إال ‪٢‬باجتو‪ ،‬كال يليق بالفتوة اسػَبداد ا‪٤‬بعػار‪ .‬كمػا ال ٰبسػن ُب الشػرع‬
‫اسَبجاع ا‪٥‬بدية كا‪٥‬ببة‪ ،‬فػإف ٓب يقػدر علػى ذلػك فليسػرع إعارتػو كال ٲبنعػو مػن ذلػك كلػو كػل يػوـ‪،‬‬
‫إذ ال يليق ٕبالو أف ينفرد عن أحد من الناس ٗبالو‪ ،‬ألنو أمْب ليس ُب رؽ شيء من األشياء فبل‬
‫ٲبلكػػو شػػيء‪ ،‬بػػل يػػرل األشػػياء الػػٍب ُب يػػده ملك ػان هلل عػ ٌػز كجػػل كىػػو كبقيػػة النػػاس عبيػػدان هلل عػ ٌػز‬
‫كجل‪.‬‬

‫كأما ما كاف ُب يد الغّب فيستعمل فيو ٕبكم الشرع كالورع كحفظ ا‪٢‬بدكد‪ ،‬لػئبل يصػّب ُب‬
‫زمرة اإلباحية الزنادقة‪.‬‬

‫كينبغي لو إذا مستو ‪٧‬بنة أك فاقة أف يسَب حالو عن إخوانو ما أمكنو‪ ،‬لئبل يشػغل قلػوهبم‬
‫بسػػببو‪ ،‬فيتكلفػوا لػػو‪ ،‬ككػػذلك إف مسػػو ىػػم أك أصػػابو حػػزف ال يظهػػر ذل ػك إلخوانػػو‪ ،‬كال يشػ ٌػوش‬
‫عليهم مػا ىػم فيػو مػن الفػرح كالسػركر كالراحػة كلػذة العػيش‪ ،‬كإ ىف رأل إخوانػو نػازال هبػم ىػم كغػم‬
‫كقد أظهركا فرحان كسركران‪ ،‬ساعدىم ُب الظاىر من إظهار النشاط كاالستبشػار‪ ،‬كيكػتم عػنهم مػا‬
‫ىم فيو من االسػتيحاش كا‪٢‬بػزف كا‪٥‬بػم‪ ،‬فػبل يقػابلهم ٗبػا يكرىػوف‪ ،‬كال ٱبتلػف عػنهم ُب شػيء مػن‬
‫ذلك‪.‬‬

‫كينبغػػي لػػو ُب أدب حسػػن العشػػرة إذا اسػػتوحش مػػن شػػيء أف يػػتكلم ُب حسػػن ا‪٣‬بلػػق‪،‬‬
‫كيرد قلبو إليو لتزكؿ كحشتو‪ ،‬كينبغي لو أف يعاشر كل أحد من حيػث ىػو ال يكلفػو ‪٦‬بػاكزة حػ ٌده‬
‫كموافقتو‪ ،‬بػل يتابعػو ىػو فيمػا عليػو ذلػك اإلنسػاف مػا ٓب يكػن فيػو خػرؽ للشػرع‪ ،‬فيحػدث النػاس‬

‫‪303‬‬
‫على قدر عقو‪٥‬بم‪ ،‬كينبغػي لػو أف يعاشػر مػن دكنػو بالشػفقة عليػو كمػن فوقػو بػاإلجبلؿ كمػن ىػو‬
‫مثلو باإلفضاؿ كاإليثار كاإلحساف‪.‬‬

‫ومن داب المريدين فيما بينهم قاؿ ‪:‬‬


‫مػػن ذلػػك إذا كطػػئ أحػػد مػػنهم سػػجادتو بقدمػػو ال يسػػتوحش منػػو‪ ،‬كال يضػػع قدمػػو علػػى‬
‫سػػجادة غػػّبه‪ ،‬كال يبسػػط سػػجادتو علػػى سػػجادة مػػن ىػػو فوقػػو ُب الرتب ػة‪ ،‬كلػػو مػ َّػد أحػػد يػػده إٔب‬
‫كتفو ال ٲبنعو‪ ،‬كال ٲبد ىو يده إٔب كتف غّبه‪ ،‬كال يستخدـ أحدان من الفقراء‪ ،‬كٱبدـ ىو بنفسػو‬
‫كل أحد‪ ،‬كال يغمز أرجل الفقراء‪ ،‬كلو أراد أحد أف يغمز رجلو ال ٲبنعو‪ ،‬كإذا دخلػوا ا‪٢‬بمػاـ فػبل‬
‫ٲبكنوف القيم من دلكهم‪ ،‬كلو أراد بعضهم دلػك بعػض أمكنػو منػو كال ٲبنعػو‪ ،‬كإذا نظػر فقػّب إٔب‬
‫شيء من خرقتو أك سجادتو أك غّب ذلك فليدفعو إليو ُب الوقػت كليػؤثره بػو‪ ،‬كال ينبغػي أف ٯبعػل‬
‫الفقراء ُب انتظاره عند األكل‪ ،‬ككذلك ُب كل شيء‪ ،‬ال يؤذم قلب أحد بأف ينتظػره مػا أمكنػو‪،‬‬
‫فػػإف ا‪٤‬بنتظػػر مسػػتثقل‪ ،‬كإذا ٓب يكػػن الطعػػاـ كثػّبان فػػبل يأكػػل إال بعػػد مػػا يفضػػل مػػنهم‪ ،‬كٯبتهػػد ُب‬
‫تقد‪ٙ‬ب الطعاـ إٔب الفقراء‪ ،‬بأف يكوف أنظف ما ٲبكنو كأكفػق ‪٥‬بػم‪ ،‬كإف كػاف ُب قػوـ فػبل ينبغػي أف‬
‫ينفرد عنهم بأكػل شػيء كال بأخػذ شػيء‪ ،‬فػإف فػتح لػو بشػيء ينبغػي أف يطرحػو ُب الوسػط‪ ،‬كإف‬
‫مرض كىو بْب قوـ فاحتاج إٔب ‪ٚ‬بصيصو بدكاء‪ ،‬فينبغي لو أف يستأذف ا‪١‬بماعة ُب ذلك‪ .‬أما إذا‬
‫نزؿ برباط أك مدرسة كفيها شيخ أك خادـ‪ ،‬فينبغي أف يكوف ٕبكم ذلك الشيخ‪ ،‬كال يفعل شػيئان‬
‫إال باستطبلع رأيو‪ ،‬كإذا كرد على قوـ فينبغي أف يوافقهم علػى مػا ىػم عليػو‪ ،‬كال ينبغػي أف يرفػع‬
‫صػػوتو بػػْب الفقػراء بتسػػبيحو كقراءتػػو‪ ،‬بػػل ٱبفػي ذلػػك عػػنهم كيسػػتَب بػػو أك ينقػػل ذلػػك إٔب تفكػػر‬
‫اص ذكل األسرار فبل كلفة عليو ُب ذلك‪ ،‬ألف ربو يتػواله‬ ‫كاعتبار عبادة باطنة‪ ،‬كإف كاف من ا‪٣‬بو ٌ‬
‫كيهيئ لو‪ ،‬كيسخر لو قلوب ا‪١‬بماعة كيعطفها عليو كٲبلؤىا من حبو تارة كىيبتو كاحَبامو أخرل‪.‬‬

‫ككذلك ال ينبغي أف يرفع صوتو بغّب ذلك مػن الكػبلـ بيػنهم‪ ،‬كإذا كػاف بػْب قػوـ فينبغػي‬
‫يسار أحدا دكهنم‪ ،‬كال يتكلم بْب الفقراء بشيء من حديث الدنيا كا‪٤‬بأكوالت مػا أمكنػو‪،‬‬ ‫أف ال ى‬
‫كأف ال يكتػػب بػػْب الفق ػراء شػػيئان مػػا أمكنػػو ككجػػد مػػن ذلػػك بػػدان‪ ،‬بػػل يشػػتغل بالعمػػل ا‪٤‬بكتػػوب‬
‫كمراقبة قلبو كحفظ حالو كالتفكر فيهما‪ ،‬كال يكثر من النوافل بْب أيديهم‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫كال ينػػاـ بػػْب الفق ػراء كىػػم أيقػػاظ‪ ،‬إال أف يغلػػب عليػػو النػػوـ‪ ،‬فينفػػرد عػػنهم كيضػػطجع‬
‫بقػػدر مػػا تنكسػػر فورتػػو‪ ،‬كال ينبغػػي لػػو أف يتقػػدـ ٗبشػػيئة شػػيء كاختيػػاره علػػى الفق ػراء إذا أمكنػػو‪،‬‬
‫كإف طالبػػو الفقػػّب بشػػيء فػػبل يػػرده كلػػو بقليػػل‪ ،‬كال يػػؤذم قلبػػو بطػػوؿ االنتظػػار‪ ،‬كإذا شػػاكره أحػػد‬
‫فػػبل يعجػػل عليػػو بػػا‪١‬بواب فيقطػػع عليػػو كبلمػػو‪ ،‬بػػل ٲبهلػػو حػػٌب يينهػي ‪ٝ‬بيػػع مػػا ُب قلبػػو‪ ،‬كال ٯبيبػػو‬
‫بالرد كاإلنكار‪ ،‬فإذا فرغ من ذلك كرآه غّب صواب قابلو أكال با‪٤‬بوافقة‪ ،‬كقاؿ‪ :‬ىذا كجػو‪ٍ ،‬ب يبػْب‬ ‫ٌ‬
‫لػػو مػػا ىػػو أصػػوب منػػو عنػػده برفػػق ال ٗبخاشػػنة ككحشػة‪ ،‬كمػػن آداهبػػم أف ال ٲبػػدحوا الطعػػاـ حػػاؿ‬
‫األكل كال يذموه‪.‬‬

‫ومن دابهم عند األكل قاؿ‪:‬‬


‫مػػن ذلػػك أف ال يػػأكلوا بالشػػره كال علػػى الغفلػػة‪ ،‬بػػل يػػذكركف اهلل عػٌػز كجػػل بقلػػوهبم عنػػد‬
‫األكػػل كال ينسػػونو‪ ،‬كمػػن ذلػػك أف ال ٲبػ ٌدكا أيػػديهم عنػػد الطعػػاـ قبػػل مػػن ىػػو فػػوقهم‪ ،‬كمػػن ذلػػك‬
‫أف ال يقولوا لغّبىم كل‪،‬كال يضعوا ‪٩‬با بْب أيديهم شيئان بْب أيدم غّبىم‪ ،‬ال علػى طريػق ا‪٣‬بدمػة‬
‫كال على طريق االنبساط إال صاحب الطعاـ‪ ،‬فإنو سلم لو ذلك ألنو نوع خدمة منو‪.‬‬

‫كإذا أقعػػد موضػػعان فػػبل ٱبتػػار غػػّبه كيقعػػد حيػػث يػػؤمر‪ ،‬كال يرفػػع يػػده مػػن الطعػػاـ مػػا داـ‬
‫يأكل من معو لئبل ٰبتشم صاحبو فيحملو على االمتناع‪.‬‬

‫كال ينبغي أف يرفع الطعاـ من بْب يدم الفقّب ما داـ يأكػل كمػا داـ عينػو عليػو‪ ،‬كسػاعد‬
‫األصحاب على األكل بقدر ما ال يكوف ‪٨‬بالفة كإف ٓب يكن بو شهوة‪.‬‬

‫ػرد السػػاقي كلػػو بقطػػرة‬


‫كال ينبغػػي أف يلقػػم علػػى ا‪٤‬بائػػدة أحػػدان‪ ،‬كإف عػػرض عليػػو ا‪٤‬بػػاء ال يػ ٌ‬
‫صب ا‪٤‬باء على يده فبل ٲبنعو‪.‬‬ ‫كاحدة‪ ،‬كلو قاـ صاحب الطعاـ با‪٣‬بدمة ال ٲبنع‪ ،‬كلو أراد ٌ‬
‫كينبغػػي أف يأكػػل مػػع األغنيػػاء بػػالتعزز‪ ،‬كمػػع الفقػراء باإليثػػار‪ ،‬كمػػع اإلخػواف باالنبسػػاط‪،‬‬
‫كال ٱبطر األكػل ببالػو إال إذا حضػر‪ ،‬فحينئػذ يأكػل كال يسػاعد نفسػو ُب اشػتهاء شػهوة‪ ،‬كلعلهػا‬
‫ٓب تكػػن مقسػػومة لػػو‪ ،‬فػػبل ينا‪٥‬بػػا أبػػدان فيبقػػى ‪٧‬بجوب ػان هبػػا عػػن اهلل تعػػأب‪ ،‬كيشػػتغل هبػػا عػػن مراقبػػة‬
‫ض عػػن ذلػػك كاش ػتغل ٕبالػػو كػػاف سػػليما‪ ،‬فػػإف كانػػت مقسػػومة لػػو‪ٍ ،‬ب حضػػرت‬ ‫حالػػو‪ ،‬فػػإذا أ ٍىعػ ىػر ى‬
‫اشتهاىا كتناك‪٥‬با كشكر اهلل تعػأب‪ ،‬كال ٯبعػل األكػل ٮبػو كيعلػق قلبػو بػو كٯبعلػو حديثػو‪ ،‬بػل ٲبهػد‬

‫‪305‬‬
‫مػػع نفسػػو بأهنػػا مريضػػة‪ ،‬كمػػن حا‪٥‬بػػا االحتمػػاء عػػن الطعػػاـ كالشػػراب كالشػػهوات حػػٌب ي ػربأ مػػن‬
‫عز كجل طبيبها كمداكيها‪...‬‬ ‫الرب ٌ‬
‫ا‪٤‬برض‪ ،‬فا‪٤‬برض ىواىا كإراداهتا كمناىا‪ ،‬ك ٌ‬
‫قل ػػت وم ػػن اآلداب العام ػػة‪" :‬أف ال يأك ػػل ح ػػٌب ٯب ػػوع‪ ،‬كأف ٯبل ػػس مع ػػو م ػػن ص ػػنع ل ػػو‬
‫كآخػ ير ينظػر إليػو‪ ،‬كأف يغسػل يػده قبػل الطعػاـ كبعػده كأف ينػول بأكلػو التقػوم‬ ‫الطعاـ‪ ،‬كال يأكػل ى‬
‫على طاعة اهلل‪ ،‬كال يأكل قائمػا كال ماشػيا‪ ،‬كال مضػطجعان إال لعػذر‪ ،‬كأف ٯبلػس بػأف يقػيم ركبتػو‬
‫اليمُب كيضع اليسرل أك ٯبلس مفَبشان‪ ،‬كأف يأكل بيده اليمُب‪ ،‬كال يدخل أصابعو ُب فمو حالػة‬
‫إدخاؿ اللقمة كأف يأكل بثبلثة أصػابع‪ ،‬كأف يػتكلم علػى الطعػاـ كال يكثػر الكػبلـ كال ٲبػزح‪ ،‬كأف‬
‫يصغر لقمتػو كيكثػر ا‪٤‬بضػ ‪ ،‬كأف يأكػل ‪٩‬بػا يليػو إال إف كػاف يأكػل مػع أىلػو أكمػن فاكهػة‪ ،‬كأف ال‬
‫يأكػػل مػػن الفاكهػػة إال مػػا نضػػج‪ ،‬كال يأكػػل مػػن كسػػط القصػػعة أك اإلنػػاء‪ ،‬كإذا كقعػػت منػػو لقمػػة‬
‫تناك‪٥‬با كأماط األذل عنها كأكلها أك أطعمها لنحو ىرة‪ ،‬كأف ال يأخذ لقمة حٌب يبتلع ما قبلها‪،‬‬
‫كأف يضم شفتيو عند األكل‪ ،‬كال يسرؼ ُب األكل‪ ،‬كيقوـ عنو كىو يشتهيو‪ ،‬كال يأكػل مػن ‪٫‬بػو‬
‫بضػػعة ‪٢‬بػػم كيردىػػا إٔب اإلنػػاء‪ ،‬كأف يأكػػل مػػن سػػفرة علػػى األرض‪ ،‬كال يعيػػب مػػأكوالن كال يضػػع‬
‫اإلنػػاء علػػى ا‪٣‬ببػػز‪ ،‬كال ٲبسػػح يػػده بػػا‪٣‬ببز‪ ،‬كال يكثػػر الشػػرب مػػع الطعػػاـ إال لضػػركرة‪ ،‬كأف يلػػتقط‬
‫فتات الطعاـ‪ ،‬كأف يغسل يديو كيتمضمض‪ ،‬كال يبتلع ما ٱبرجو من بْب أسنانو مػن الطعػاـ‪ ،‬كأف‬
‫يقوؿ بعد فراغو‪" :‬ا‪٢‬بمد هلل الذم أطعمنا كسقانا ككفانا كآكانػا كجعلنػا مسػلمْب‪ ،‬كأف يقػرأ سػورة‬
‫قريش كاإلخبلص"‪.‬‬

‫كإذا كاف مع ا‪١‬بماعة كأراد أف ينشط غػّبه علػى الطعػاـ فػبل يزيػد عليػو عػن ثػبلث مػرات‬
‫متفرقات‪ ،‬كال ٰبلف عليو بزيادة األكل‪ ،‬كال ٰبوج رفيقو أف يقػوؿ لػو يكػ ٍل‪ ،‬كال يػنقص عػن عادتػو‬
‫شيئان مع التزاـ حسن األدب‪ ،‬كال يفعل كل منهم ما يستقذره اآلخر‪ ،‬كال ينفض ما بقي ُب يػده‬
‫ُب ‪٫‬بو القصعة‪ ،‬كأف ال يضع فمو فوقها عند كضع اللقمة ُب فيو‪ ،‬كإذا أخرج شيئان من فمػو ‪٫‬بػى‬
‫كجهػػو عػػن الطعػػاـ كتناكلػػو بيسػػاره كسػػَبه عػػن رفيقػػو‪ ،‬كال يقطػػع مػػن اللقمػػة بفمػػو ٍب يغمسػػها ُب‬
‫الطعػػاـ‪ ،‬كال يغمػػس اللقمػػة ُب الدسػػم ٍب ُب ‪٫‬بػػو خػػل كال ُب ‪٫‬بػػو ا‪٣‬بػػل ٍب ُب الدسػػم‪ ،‬كال يضػػع‬
‫اللحػم علػػى ا‪٣‬ببػز إال إذا أراد أكلػػو‪ ،‬كإذا غسػػل يديػو بعػػد الطعػاـ ُب ‪٫‬بػػو طسػػت فػبل يتػػنخم فيػػو‬
‫إال إذا كاف كحده‪.‬‬

‫‪306‬‬
‫مص ػان ال عبَّػػا‪،‬‬
‫كإذا أراد الشػػرب فليأخػػذ الكػػأس بيمينػػو كيسػػمي اهلل تعػػأب كأف يشػػرب ٌ‬
‫كأف ينظػػر ُب الكػػأس أك الكػػوز قبػػل الشػػرب‪ ،‬كأف يشػػرب ثبلثػان‪ ،‬كأف يشػػرب جالسػان‪ ،‬كال يتػػنفس‬
‫فيو كأف يسمي عند كػل مػرة كٰبمػد اهلل بعػد كػل مػرة‪ ،‬كال يتجشػأ فيػو‪ ،‬كأف يشػرب مػا فضػل فيػو‬
‫ماء مشمس ٗبنطبػع‪ ،‬كال‬ ‫من ا‪٤‬باء بعد شرب رفيقو‪ ،‬فبل يضع ماء فوقو ٍب يشربو‪ ،‬كال يشرب ًمن و‬
‫ٍ‬
‫مػػن فػػم ا‪٤‬ب ػزادة‪ ،‬كال مػػن مػػاء مغضػػوب علػػى أىلػػو كمػػاء ديػػار ‪ٜ‬بػػود‪ ،‬كإذا أراد السػػاقي أف يسػػقي‬
‫ب إال أف يكػوف معػذكران‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫القوـ فليبدأ أكالن بػأفضلهم ٍب يدار ٲبىٍنة‪ ،‬كإذا يدع ىي إٔب ضيافة أحد فىػ ٍلييج ٍ‬
‫أك كاف ُب ا‪٤‬بكاف حراـ أك فسق‪ ،‬كإذا دعي إٔب كليمة عػرس فاإلجابػة كاجبػة إال لعػذر‪ ،‬كإذا أراد‬
‫الداعي أف يدعو أحدان فبل يدعو من يشق عليو اإلجابة‪ ،‬أكمن إذا حضػر تػأذل منػو ا‪٢‬باضػركف‪،‬‬
‫كال ٱبػػص بالػػدعوة األغنيػػاء‪ ،‬كإذا دعػػي الرجػػل فػػبل ٱبػػص باإلجابػػة الغػػِب دكف الفقػػّب‪ ،‬كيعجػػل‬
‫للضيف إحضار الطعاـ‪ ،‬كيؤانس الضيف كيقوـ ٖبدمتو بنفسو كيباسطو عند األكل‪ ،‬كيقدـ أكالن‬
‫الفاكهة‪ ،‬كال يظهر الغضب أماـ الضيف‪ ،‬كال ٯبلػس الضػيف ٗبجلػس صػاحب ا‪٤‬بٍنػزؿ‪ ،‬كإذا أمػره‬
‫صػػاحب ا‪٤‬بٍنػزؿ ٗبكػػاف ال ٱبالفػػو‪ ،‬كال ٯبلػػس ُب مقابلػػة بػػاب حجػػرة النسػػاء‪ ،‬كال يكثػػر النظػػر إٔب‬
‫ا‪٤‬بوضػػع الػػذم ٌٱبػػرج منػػو الطعػػاـ‪ ،‬كال يكثػػر مػػن الفضػػوؿ مػػن الكػػبلـ‪ ،‬كال يكثػػر النظػػر ُب البيػػت‪،‬‬
‫كال يطيػػل اإلقام ػػة بع ػػد األك ػػل‪ ،‬كإف كػػاف ص ػػائمان ف ػػأفطر ق ػػاؿ لػػوي عن ػػد خركج ػػو‪" :‬أفط ػػر عن ػػدكم‬
‫ت عليكم ا‪٤‬ببلئكة"‪.‬‬ ‫الصائموف كأكل طعامكم األبرار كصلٌ ى‬
‫كإذا أراد الضيف النوـ عنػد ا‪٤‬بضػيف بإذنػو دلػو صػاحب البيػت علػى بيػت ا‪٣‬بػبلء كا‪٤‬بػاء‪،‬‬
‫كإذا أراد االنصراؼ استحب لصاحب ا‪٤‬بٍنزؿ أف يشيعو كيودعو‪.‬‬

‫كإذا زار أحد صديقو ُب مٍنزلػو مػن غػّب دعػوة اسػتحب لصػاحب ا‪٤‬بٍنػزؿ أف يقػدـ لػو‬
‫ما تيسر عنده من الطعاـ كال يتكلف‪ ،‬كال يقَبح الزائر طعامان ٓب يكن حاضران‪.‬‬

‫كينبغ ػي أف ال يػػزكر أحػػدان كقػػت األكػػل أك كقػػت النػػوـ أك كقػػت انشػػغاؿ أصػػحاب‬
‫البي ػػت بش ػػيء ال ينبغ ػػي في ػػو أف يك ػػوف معه ػػم أح ػػد‪ ،‬كال ي ػػزكر أح ػػدان ُب ى ػػذه األكق ػػات إال‬
‫‪٢‬باجة أك مصػلحة‪ ،‬فػإذا حضػر ككػاف صػاحب البيػت يأكػل فػبل يأكػل معػو‪ ،‬إال إذا أذف لػو‬
‫أك كاف صػديقان‪ ،‬فيأكػل قلػيبلن ألف صػاحب البيػت قػد ال يكػوف مهيئػان لػذلك‪ ،‬كإف علػم أنػو‬
‫يد ًعػ ىػي للطعػػاـ حيػػاءن فػػبل يأكػػل كال يتطفػل علػػى الػػوالئم‪ ،‬كإذا يد ًعػ ىػي أحػػد فػػبل يصػػحب معػػو‬

‫‪307‬‬
‫ػدع‪ .‬كإف زار مريضػان فليخفػػف ا‪١‬بلػػوس عنػػده‪ ،‬إال إذا كػػاف يػػأنس بػػو ا‪٤‬بػريض‪ ،‬كأف‬ ‫أحػػدا ٓب يػ ى‬
‫ال يشػػغل أىػػل ا‪٤‬بػريض بضػػيافتو كخدمتػػو‪ ،‬ألهنػػم مشػػغولوف ٖبدمػػة مريضػػهم‪ ،‬كأف يكلمػػو ٗبػػا‬
‫يعينو على الصرب كأف ٱبفف عنو ما استطاع فبل يكلمػو بػذكر ا‪٤‬بػوتى كٗبػا يسػبب لػو اليػأس‪،‬‬
‫كأف ال ٯبلػػس تلقػػاء كجػػو ا‪٤‬بػريض‪ ،‬كيػػدعو للمػريض بالشػػفاء‪ ،‬كليطلػػب الػػدعاء مػػن ا‪٤‬بػريض‪،‬‬
‫كال يزكر ا‪٤‬بريض أك غّبه ُب كقت غػّب الئػق‪ ،‬كال يػدخل البيػت حػٌب يسػتأذف فيػؤذف لػو‪ ،‬كال‬
‫يػػدؽ البػػاب بشػػدة كإذا سػػئل مػػن الػػداخل مػػن أنػػت؟ فليقػػل ا‪٠‬بػػو فػػبل يقػػل أنػػا‪ ،‬كال يقابػػل‬
‫الباب عند االستئذاف بل يقف جانب الباب‪.‬‬

‫كاآلداب العام ػػة كث ػػّبة ذك ػػرت منه ػػا القلي ػػل فعل ػػى ك ػػل مس ػػلم أف يتحل ػػى هب ػػا ب ػػأف‬
‫يتعلمها كيعمل ٗبقتضاىا‪ ،‬فإهنا سبلح كل داع إٔب اهلل تعأب)‪.‬‬

‫ككػػبلـ سػػيدم الشػػيخ عبػػد القػػادر ُب آداب ا‪٤‬بريػػد كالسػػالك كثػػّب أكتف ػي بػػذكر مػػا‬
‫قدمت‪ ،‬كمن أراد الزيادة فلّباجع بعض كتبو ككتب الصوفية ا‪٤‬بعتمدة الٍب تتحدث عن ىذه‬
‫اآلداب الٍب ىي مبنية على األسس الصحيحة الٍب جاءت هبا السنة ا‪٤‬بطهرة‪.‬‬

‫ومن ك مو ‪ ‬في وصفو للصوفي‪ :‬فقد ذكر التادُب ا‪٢‬بنبلي ُب القبلئد أنو سػئل‬
‫عن معُب اسم الفقّب (أم الصوُب) فقاؿ‪ :‬ؼ ؽ م ر ٍبَّ أنشد‪:‬‬

‫(البحر الكامل)‬

‫وفراغ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػػن عت ػ ػ ػ ػ ػػو وص ػ ػ ػ ػ ػػفاتو‬ ‫فػ ػ ػ ػ ػػاء الفقيػ ػ ػ ػ ػػر فن ػ ػ ػ ػ ػاؤه فػ ػ ػ ػ ػػي ذاتػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي مرضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاتو‬ ‫وقيامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫والق ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؼ ق ػ ػ ػ ػ ػ ػػوة قلب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ب بيب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ويق ػ ػ ػ ػػوـ ب ػ ػ ػ ػػالتقوب ب ػ ػ ػ ػ ػ تقات ػ ػ ػ ػػو‬ ‫واليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء يرجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ربػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ويخافػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهواتو‬ ‫ورجوع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫والػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراء رق ػ ػ ػ ػ ػ ػػة قلب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو وص ػ ػ ػ ػ ػ ػػفاؤه‬

‫ٍب قػػاؿ ‪ :‬ينبغػػي للفقػػّب أف يكػػوف ج ػواؿ الفكػػر‪ ،‬جػػوىرم الػػذكر‪ٝ ،‬بيػػل ا‪٤‬بنازعػػة‪،‬‬
‫قريب ا‪٤‬براجعة‪ ،‬ال يطلب من ا‪٢‬بق إال ا‪٢‬بق‪ ،‬كال يتمذىب إال الصدؽ‪ ،‬أكسػع النػاس صػدران‬
‫كأذؿ الناس نفسان ضحكو تبسػم كاسػتفهامو تعلػم‪ ،‬مػذكران للغافػل معلمػا للجاىػل‪ ،‬ال يػؤذم‬
‫من يؤذيػو كال ٱبػوض فيمػا ال يعنيػو‪ ،‬كثػّب العطػا قليػل األذل كرعػان عػن احملرمػات متوقفػان عػن‬

‫‪308‬‬
‫الشبهات‪ ،‬غوثان للغريػب أبػان يُ لليتػيم‪ ،‬بشػره ُب كجهػو حزنػو ُب قلبػو‪ ،‬مشػغوالن بفكػره مسػركران‬
‫بفقػػره‪ ،‬ال يكشػػف س ػران كال يهتػػك س ػَبان‪ ،‬لطيػػف ا‪٢‬بركػػة نػػامي الربكػػة حلػػو ا‪٤‬بشػػاىدة سػػخيان‬
‫بالفائػػدة‪ ،‬طيػػب ا‪٤‬بػػذاؽ حسػػن األخػػبلؽ‪ ،‬لػػْب ا‪١‬بانػػب‪ ،‬جػػوىران سػػياالن نائبػان‪ ،‬طويػػل الصػػمت‬
‫‪ٝ‬بيػػل النعػػت‪ ،‬حليمػان إذا جهػػل عليػو صػػبوران علػػى مػػن أسػػاء إليػػو‪ ،‬كال يكػػن عنػػده ‪ٝ‬بػػود كال‬
‫لنار ا‪٢‬بػق ‪ٟ‬بػود‪ ،‬ال بنمػوـ كال حسػود كال عجػوؿ كال حقػود‪ ،‬يبجػل الكبػّب كيػرحم الصػغّب‪،‬‬
‫أمينػػا علػػى األمانػػة بعيػػدان عػػن ا‪٣‬بيانػػة‪ ،‬إلٍ يفػو التقػػى‪ ،‬يخلي يقػو ا‪٢‬بيػػاء‪ ،‬كثػػّب ا‪٢‬بػػذر مػػداكـ السػػهر‪،‬‬
‫قليػػل التػػدلل كثػػّب التحمػػل‪ ،‬قلػػيبلن بنفسػػو كث ػّبان بإخوانػػو‪ ،‬حركاتػػو أدب ككبلمػػو عجػػب‪ ،‬ال‬
‫يشمت ٗبصيبة كال يذكر أحدان بغيبػة‪ ،‬كقػوران صػبوران رضػيان شػكوران‪ ،‬قليػل الكػبلـ كثػّب الصػبلة‬
‫كالصػػياـ‪ ،‬صػػدكؽ اللسػػاف ثابػػت ا‪١‬بنػػاف‪ٰ ،‬بتفػػل بالضػػيفاف كيطعػػم مػػا كػػاف ‪٤‬بػػن كػػاف‪ ،‬كتػػأمن‬
‫بوائقػػو ا‪١‬ب ػّباف‪ ،‬ال سػػبابان كال مغتاب ػان كال عيابػػا كال ٭بام ػان كال ذمام ػان كال عجػػوالن كال غفػػوالن كال‬
‫حسػػودان كال ملػػوالن كال حقػػودان كال كنػػودان‪ ،‬لػػو لسػػاف ‪٨‬بػػزكف كقلػػب ‪٧‬بػػزكف كقػػوؿ مػػوزكف‪ ،‬كفكػػر‬
‫ٯبوؿ فيما كاف كما يكوف‪.‬‬

‫كقػػاؿ ‪ُ ‬ب الغنيػػة ُب ا‪٤‬بتصػػوؼ كالصػػوُب‪ :‬أمػػا ا‪٤‬بتصػػوؼ‪ :‬فهػػو الػػذم يتكلػػف أف‪،‬‬
‫يكػػوف صػػوفيا‪ ،‬كيتوصػػل ٔبهػػده إٔب أف يك ػوف صػػوفيا‪ ،‬فػػإذا تكلػػف كتقمػػص بطريػػق القػػوـ‬
‫كأخػػذ بػػو يسػػمى متصػػوفان‪ ،‬كمػػا يقػػاؿ ‪٤‬بػػن لػػبس القمػػيص تقمػػص ك‪٤‬بػػن لػػبس الدراعػػة تػػدرع‪،‬‬
‫كيقػػاؿ مػػتقمص كمتػػدرع‪ ،‬ككػػذلك يقػػاؿ ‪٤‬بػػن دخػػل ُب الزىػػد‪ :‬متزىػػد‪ ،‬فػػإذا انتهػػى ُب زىػػده‬
‫كبل كبغضت األشياء إليو كفُب عنها‪٠ ،‬بي حينئذ زاىدان‪.‬‬

‫ػوُب علػػى‬
‫فيقػػاؿ ‪٥‬بػػذا متصػػوؼ (كصػػوُب) إذا اتصػػف هبػػذا ا‪٤‬بعػػُب‪ ،‬فهػػو ُب األصػػل صػ ٌ‬
‫كزف فوعل‪ ،‬مأخوذ من ا‪٤‬بصافاة‪ ،‬يعُب عبدان صػافاه ا‪٢‬بػق ع ٌػز كجػل‪ ،‬ك‪٥‬بػذا قيػل‪ :‬الصػوُب مػن‬
‫كاف صافيا من آفات النفس‪ ،‬خاليان من مذموماهتا سالكان ‪٢‬بميػد مذاىبػو‪ ،‬مبلزمػان للحقػائق‬
‫غّب ساكن بقلبو إٔب أحد من ا‪٣‬ببلئق‪...‬‬

‫عز كجل ٗبفارقة ا‪١‬بهات‬


‫فا‪٤‬بريد ا‪٤‬بتصوؼ مكابد لنفسو كىواه كشيطانو‪ ،‬متعبد لربو ٌ‬
‫الست كاألشياء‪ ...‬فا‪٤‬بتصوؼ ا‪٤‬ببتدل‪ ،‬كالصوُب ا‪٤‬بنتهى‪...‬‬

‫‪309‬‬
‫ذكر وصيتو لولده الشي عبد الرزاؽ رضي ا عنهما التي يبين فيها أسل ىذه‬
‫الطريقة العالية المباركة‪ ،‬والتي وردت في عدة كتب منها كتاب فتوح الغيب‪.‬‬

‫قاؿ سيدنا كموالنا كأستاذنا القطب الغػوث ‪٧‬بيػي الػدين عبػد القػادر ا‪١‬بػيبل٘ب قػدس‬
‫اهلل سره العزيز‪ :‬اعلم يا كلدم كفقنا اهلل تعػأب كإيػاؾ كا‪٤‬بسػلمْب آمػْب‪" :‬أكصػيك بتقػول اهلل‬
‫كطاعتو كلزكـ الشرع ً‬
‫كح ٍف ًظ حدكده"‪.‬‬

‫كتعل ػػم ي ػػا كل ػػدم كفقن ػػا اهلل تع ػػأب كإي ػػاؾ كا‪٤‬بسػ ػلمْب‪ ،‬أف طريقتن ػػا ى ػػذه مبني ػػة عل ػػى‬
‫ك‪ٞ‬بٍػ ًػل األذل‪،‬‬
‫الكتػػاب كالسػػنة‪ ،‬كسػػبلمة الصػػدكر كسػػخاء اليػػد كبػػذؿ النػػدل ككػػف ا‪١‬بفػػا ى‬
‫ػات ا‪٤‬بشػػايخ‬‫ات اإلخ ػواف‪ ،‬كأكصػػيك يػػا كلػػدم بػػالفقر‪ ،‬كىػػو حفػػظ حرمػ ً‬ ‫كالصػػفح عػػن عث ػر ً‬
‫ى‬
‫كحسػ ػ ًن العش ػػرًة م ػػع اإلخػ ػواف كالنص ػػيحة لؤلص ػ ً‬
‫ػاغ ًر كاألك ػػابر‪ ،‬كت ػػرؾ ا‪٣‬بص ػػومة إال ُب أم ػػوًر‬ ‫يٍ‬
‫الػػدين‪ ،‬كتعلػػم يػػا كلػػدم كفقنػػا اهلل تعػػأب كإيػػاؾ‪ ،‬أف حقيقػػة الفقػػر أف ال ً‬
‫تفتقػ ىػر إٔب مػػن ىػػو‬
‫ػاؿ ال ‪٤‬بػن يأخػ يذ بالقيػل‬ ‫ػك‪ ،‬كأف التصػوؼ ح ه‬ ‫عم ٍػن يى ىػو مثلي ى‬
‫ك‪ ،‬كحقيقة الغُب أف تستغِب َّ‬ ‫ًمثٍػلي ى‬
‫ً‬
‫كالقاؿ‪ ،‬كلكن أيخ ىذ عن ا‪١‬بوع كقطع ا‪٤‬بألوفات كا‪٤‬بستحسنات‪ ،‬كال تبدأ الفقّب بالعلم كابدأٍهي‬
‫بالرفق‪ ،‬فإف الع ٍل ىم يوح يشوي كالرفٍ ىق يؤنسو‪.‬‬
‫والتصوؼ‪ :‬مبِب على ‪ٜ‬با٘ب خ و‬
‫صاؿ‪( :‬أك‪٥‬با) السػخاء‪( ،‬كالثػا٘ب) الرضػاءي‪( ،‬كالثالػث)‬
‫ػوؼ (كس ػػابعها)‬
‫ػبس الص ػ ي‬
‫الص ػػرب‪( ،‬كرابعه ػػا) اإلش ػػارة‪( ،‬كخامس ػػها) الغرب ػػة‪( ،‬كسادس ػػها) ل ػ ي‬
‫السياحة‪( ،‬كثامنها) الفقر‪...‬‬

‫ٍب قػ ػ ػػاؿ‪" :‬أكصػ ػ ػػيك أف تصػ ػ ػػحب األغنيػ ػ ػػاء بػ ػ ػػالتعزز‪ ،‬كالفق ػ ػ ػراء بالتػ ػ ػػذلل‪ ،‬كعليػ ػ ػػك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫باإلخبلص كىو نسياف رؤية ا‪٣‬بلػق كدكاـ رؤيػة ا‪٣‬بػالق‪ .‬كال تػته ًم اهللى ُب األسػباب‪ ،‬كاس ٍ‬
‫ػتكن‬ ‫ً‬
‫إليو ُب ‪ٝ‬بيع األحواؿ‪ ،‬كال تضع حق أخيك اتكاالن على ما بينػك كبينػو مػن ا‪٤‬بػودة‪ ،‬كعليػك‬
‫اضع ثانيها حس يػن ا‪٣‬بلػق ثالثهػا صػفاء الػنفس‪ ،‬كأمػت‬ ‫بصحبة الفقراء بثبلثة أشياء‪ ،‬أك‪٥‬با التو ي‬
‫الس ِّػر‬ ‫نفسك حٌب ‪ٙ‬بيا‪ ،‬كأقرب ا‪٣‬بلػق إٔب اهلل تعػأب أكسػعهم خلقػان‪ ،‬كأفضػل األعم ً‬
‫ػاؿ رعايػة ِّ‬
‫ػات إٔب شػػيء سػػول اهلل‪ ،‬كعليػػك بالتواصػػي بػػا‪٢‬بق كالصػػرب‪ ،‬كحسػػبك مػػن الػػدنيا‬ ‫عػػن االلتفػ ً‬
‫شيئاف‪ :‬صحبة فقّب كخدمة كٕب‪ ،‬كالفقّب ىو الذم ال يستغِب بشيء دكف اهلل تعأب"‪.‬‬

‫‪321‬‬
‫كتعلم‪ :‬أف الصولة علػى مػن ىػو دكنػك ضػعف‪ ،‬كعلػى مػن ىػو فوقػك فخػ ًر‪ ،‬كعلػى‬
‫ػوؼ ًجػد ً‬
‫َّاف فػبل ً‪ٚ‬بلطٍ يهمػا بشػيء مػن ا‪٥‬بػزؿ كفقنػا‬ ‫من ىو مثلك سوء خلق‪ ،‬كأف الفقر كالتص ى‬
‫اهلل كإياكم كا‪٤‬بسلمْب آمْب‪.‬‬

‫ٍب قػػاؿ بعػػد ذلػػك ُب فتػػوح الغيػػب‪" :‬يػػا كٕب اهلل عليػػك بػػذكر اهلل ُب كػػل حػػاؿ فإنػػو‬
‫للخػػّب جػػامع‪ ،‬كعليػػك باالعتصػػاـ ٕببػػل اهلل فإنػػو للمضػػار دافػػع‪ ،‬كعليػػك بالتأىػػب لتلقػػى‬
‫موارد القضاء فإنو كاقػع‪ ،‬كاعلػم أنػك مسػؤكؿ عػن حركاتػك كسػكناتك فاشػتغل ٗبػا ىػو أكٔب‬
‫ُب الوقت‪ ،‬كإياؾ كفضوؿ تصرفات ا‪١‬بوارح‪ ،‬كعليك بطاعة اهلل كرسػولو كمػن كااله‪ ،‬كادع ُب‬
‫كػػل حػػاؿ‪ ،‬كعليػػك ٕبسػػن الظػػن ُب ا‪٤‬بسػػلمْب كإصػػبلح النيػػة ‪٥‬بػػم‪ ،‬كتسػػعى بيػػنهم ُب كػػل‬
‫خػػّب‪ ،‬كأف ال تبيػػت كألحػػد ُب قلبػػك شػػر كال شػػحناء كال بغػػض‪ ،‬كأف تػػدعو ‪٤‬بػػن ظلمػػك‪،‬‬
‫كراق ػػب اهلل ع ػٌز كج ػػل‪ ،‬كعلي ػػك بأك ػػل ا‪٢‬ب ػػبلؿ‪ ،‬كالس ػؤاؿ ألى ػػل العل ػػم ب ػػاهلل فيم ػػا ال تعل ػػم‪،‬‬
‫كعليك با‪٢‬بياء من اهلل سبحانو كتعأب‪ ،‬كتصدؽ ُب كل صباح بقرصك‪...‬‬

‫كتقوؿ بكرة كعشية سبع مرات اللهم أجرنا من النار‪ ،‬كحػافظ علػى قػوؿ أعػوذ بػاهلل‬
‫السميع العليم مػن الشػيطاف الػرجيم ىػو اهلل الػذم ال إلػو إال ىػو عػآب الغيػب كالشػهادة ىػو‬
‫ال ػػر‪ٞ‬بن ال ػػرحيم‪ ،‬إٔب آخ ػػر س ػػورة ا‪٢‬بش ػػر‪ ،‬كاهلل ا‪٤‬بوف ػػق كا‪٤‬بع ػػْب إذ ال ح ػػوؿ كال ق ػػوة إال ب ػػاهلل‬
‫العظيم‪.‬‬

‫‪320‬‬
‫ومن ك ـ الشي رضي ا عنو في أمور متفرقة‬

‫قاؿ الشيخ زين ا‪٤‬برصفي الصياد ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب ُب كتاب فتوح الغيب‪:‬‬

‫( البحر الكامل)‬

‫ف ػ ػ ػػاقرأ فت ػ ػ ػػوح الغي ػ ػ ػػب لل ي ػ ػ ػػي‬ ‫إف رم ػ ػػت ف ػ ػػيض مع ػ ػػارؼ ومع ػ ػػا ي‬
‫ب ػ ػ ػػر الش ػ ػ ػػريعة منبػ ػ ػ ػ العرف ػ ػ ػػاف‬ ‫قطب ال قيقة ػمل أفػ سػمائها‬
‫ل ػ ػػذوي النُّه ػ ػػى وال ػ ػػذوؽ واإلمع ػ ػػاف‬ ‫أبػ ػػدب فتػ ػػوح الغيػ ػػب مػ ػػن أسػ ػػراره‬
‫وبنش ػ ػ ػ ػػره بع ػ ػ ػ ػػا بلغ ػ ػ ػ ػػت أم ػ ػ ػ ػػا ي‬ ‫فَبِطَيك ػ ػو ػ ػػمل المعػ ػػارؼ أ ػ ػػرقت‬

‫ػت‪ :‬إال أف ىػػذا الكتػػاب دخلػػو الػػدس‪ ،‬فػػبل أنصػػح بقراءتػػو إال مػػن كػػاف مػػن أىػػل‬
‫قلػ ي‬
‫التمييز‪.‬‬

‫كقػػاؿ ‪ُ ‬ب آخػػر كتػػاب الغنيػػة‪ٍ" :‬ب ‪٬‬بػػتم الكتػػاب بػػذكر بػػاب يشػػتمل علػػى بػػاب‬
‫اجملاىػػدة كالتوكػػل كحسػػن ا‪٣‬بلػػق كالشػػكر كالصػػرب كالرضػػا كالصػػدؽ‪ ،‬إذ ىػػذه األشػػياء السػػبعة‬
‫أساس ‪٥‬بذه الطريقة كالكل خّب‪.‬‬

‫فم ػػن ك م ػػو ف ػػي الم اى ػػدة ق ػػاؿ‪ :‬فاألص ػػل فيه ػػا ق ػػوؿ اهلل ع ػ ٌػز كج ػػل ‪‬وال ػػذين‬
‫جاىػػدوا فينػػا لنهػػدينهم سػػبلنا‪ .‬كركل أبػػو نضػػرة عػػن أيب سػػعيد ا‪٣‬بػػدرم ‪ ‬قػػاؿ‪ :‬سػػئل‬
‫رسوؿ اهلل ‪ ‬عن أفضل ا‪١‬بهاد‪ ،‬قاؿ‪" :‬كلمة ح عند سلطاف جائر"‪.‬‬

‫قاؿ ‪" :‬ككل من ٓب يكن ُب بدايتو صاحب ‪٦‬باىدة ٓب ٯبد ُب الطريقة مشة"‪.‬‬

‫كق ػػاؿ أب ػػو عل ػ ػ ٌي ال ػػدقاؽ ر‪ٞ‬ب ػػو اهلل‪ :‬م ػػن زي ػػن ظ ػػاىره باجملاى ػػدة حس ػػن اهلل س ػ ػرائره‬
‫با‪٤‬بش ػػاىدة"‪ .‬كق ػػاؿ أيضػ ػان‪" :‬ا‪٢‬برك ػػة برك ػػة‪ ،‬حرك ػػات الظ ػػواىر توج ػػب برك ػػات الس ػرائر‪ ،‬كق ػػاؿ‬
‫ا‪٢‬بسػػن القػزاز ر‪ٞ‬بػػو اهلل‪ :‬بػػِب ىػػذا األمػػر علػػى ثبلثػػة أشػػياء‪ :‬أف ال يأكػػل إال عنػػد الفاقػػة‪ ،‬كال‬
‫يناـ إال عند الغلبة‪ ،‬كال يتكلم إال عند الضركرة‪( .‬كقد قيل من ٓب تكن بدايتو ‪٧‬برقة ٓب تكن‬
‫هنايتو مشرقة)‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫قػػاؿ ‪" :‬كمػػن آفػػات الػػنفس‪ :‬ركوهنػػا إٔب اسػػتجبلب ا‪٤‬بػػدح كالػػذكر الطيػػب كثنػػاء‬
‫ا‪٣‬بلػػق‪ ،‬كقػػد ‪ٙ‬بتمػػل أثقػػاؿ العبػػادات لػػذلك‪ ،‬كيسػػتوٕب عليهػػا الريػػاء كالنفػػاؽ‪ ،‬كعبلمػػة ذلػػك‬
‫رجوعه ػػا إٔب الكس ػػل كالفش ػػل عن ػػد انقط ػػاع ذل ػػك‪ ،‬كذـ الن ػػاس ‪٥‬ب ػػا‪ ،‬كال يتب ػػْب ل ػػك آف ػػات‬
‫نفسك كدعواىا ككذهبا إال عند االمتحػاف ُب مػواطن دعواىػا كعنػد ا‪٤‬بوازنػة ‪٥‬بػا‪ ،‬ألهنػا تػتكلم‬
‫بكػػبلـ ا‪٣‬بػػائفْب مػػا ٓب تضػػطر إٔب ا‪٣‬بػػوؼ‪ ،‬كإذا احتجػػت إليهػػا ُب م ػواطن ا‪٣‬بػػوؼ كجػػدهتا‬
‫آمنة‪...‬‬

‫كقػػاؿ أبػػو حفػػص ر‪ٞ‬بػػو اهلل‪ :‬الػػنفس ظلمػػة كلهػػا كس ػراجها سػ ٌػرىا‪ ،‬يعػػُب اإلخػػبلص‪،‬‬
‫كنور سراجها التوفيق فمن ٓب يصحبو ُب سره توفيق من ربو كانت ظلمة كلها‪.‬‬

‫كقػػاؿ أبػػو عثمػػاف ر‪ٞ‬بػػو اهلل‪ :‬ال يػػرل أحػػد عيػػب نفسػػو كىػػو يستحسػػن مػػن نفسػػو‬
‫شػػيئان‪ ،‬كإ٭بػػا ي ػراه مػػن يتهمهػػا ُب ‪ٝ‬بيػػع األح ػواؿ‪ ،‬كقػػاؿ أبػػو حفػػص ر‪ٞ‬بػػو اهلل‪ :‬أسػػرع النػػاس‬
‫ىبلكان من ال يعرؼ عيبو‪ ،‬فإف ا‪٤‬بعاصي بريد الكفر‪.‬‬

‫قاؿ ‪ :‬كاألصل ُب اجملاىدة ‪٨‬بالفة ا‪٥‬بول‪ ،‬فيفطم نفسو عن ا‪٤‬بألوفات كالشػهوات‬


‫كاللػػذات‪ ،‬كٰبملهػػا علػػى خػػبلؼ مػػا هتػػول ُب عمػػوـ األكقػػات‪ ،‬فػػإذا اهنمػػك ُب الش ػهوات‬
‫عز كجػل‪ ،‬فػإذا مرنػت ككقفػت عنػد القيػاـ بالطاعػات‬‫أ‪١‬بمها بلجاـ التقول كا‪٣‬بوؼ من اهلل ٌ‬
‫كا‪٤‬بوافقات ساقها بسياط ا‪٣‬بوؼ كخبلؼ ا‪٥‬بول كمنع ا‪٢‬بظوظ‪.‬‬

‫تتم اجملاىدة إال با‪٤‬براقبة‪ ،‬كىي الٍب أشار إليها رسوؿ اهلل ‪ ‬حػْب سػألو‬
‫قاؿ‪" :‬كال ٌ‬
‫جربيػػل عليػػو السػػبلـ عػػن اإلحسػػاف فقػػاؿ‪" :‬اإلحسػػاف أف تعبػػد ا ك ػػح ت ػراه‪ ،‬فػػإف لػػم‬
‫تكػػن تػػراه فإ ػػو يػػراؾ" ألف ا‪٤‬براقبػػة علػػم العبػػد بػاطبلع الػػرب سػػبحانو عليػػو‪ ،‬كاسػػتدامتو ‪٥‬بػػذا‬
‫العلم مراقبة لربو‪ ،‬كىذا ىو أصل كل خّب‪ ،‬كإ٭با يصل إٔب ىذه الرتبػة بعػد احملاسػبة كإصػبلح‬
‫حالو ُب الوقت‪ ،‬كلزكـ طريق ا‪٢‬بق‪."...‬‬

‫عدك اهلل‬
‫كال تتم أيضان إال ٗبعرفة خصاؿ أربع‪ :‬أك‪٥‬با‪ :‬معرفة اهلل تعأب‪ .‬كالثانية معرفة ٌ‬
‫إبليس‪ .‬كالثالثة‪ :‬معرفة نفسك األمارة بالسوء كالرابعة‪ :‬معرفة العمل هلل تعأب‪.‬‬

‫‪323‬‬
‫(قل ػػت‪ :‬كا‪٤‬براقب ػػة ى ػػي دكاـ ا‪٣‬ب ػػوؼ م ػػن اهلل تع ػػأب) كى ػػي الس ػػبب ُب تنش ػػيط العب ػػد‬
‫للعمل ا‪٤‬بتواصل الكثّب‪ ،‬فيهوف هبا كسر نفسو‪ ،‬فتسهل عليو اجملاىدة‪.‬‬

‫قػػاؿ ‪ :‬وأمػػا التوكػػل فاألصػػل فيػػو قولػػو عػ ٌػز كجػػل ‪‬ومػػن يتوكػػل علػػى ا فهػػو‬
‫حسبو‪ ...‬كحقيقة التوكل‪ :‬تفويض األمور إٔب اهلل ٌ‬
‫عز كجل كالتنقي عن ظلمػات االختيػار‬
‫كالت ػ ػػدبّب‪ ،‬كالَبق ػ ػػي إٔب س ػ ػػاحات ش ػ ػػهود األحك ػ ػػاـ كالتق ػ ػػدير‪ ،‬فيقط ػ ػػع العب ػ ػػد أف ال تب ػ ػػديل‬
‫للقسمة‪ ،‬فما قسم لػو ال يفوتػو‪ ،‬كمػا ٓب يقػدر لػو ال ينالػو‪ ،‬فيسػكن قلبػو إٔب ذلػك‪ ،‬كيطمػئن‬
‫إٔب كعػػد مػػواله‪ .‬كقػػاؿ‪ :‬كالتوكػػل ثػػبلث درجػػات‪ :‬كىػػي التوكػػل‪ٍ ،‬ب التسػػليم‪ٍ ،‬ب التفػػويض‪،‬‬
‫فا‪٤‬بتوكل يسكن إٔب كعد ربػو‪ ،‬كصػاحب التسػليم يكتفػي بعلمػو‪ ،‬كصػاحب التفػويض يرضػى‬
‫ٕبكمو‪.‬‬

‫كسػػئل ٰبػػٓب بػػن معػػاذ ر‪ٞ‬بػػو اهلل تعػػأب‪ :‬مػػٌب يكػػوف الرجػػل متػػوكبلن؟ فقػػاؿ‪ :‬إذا رضػػي‬
‫باهلل ككيبلن‪( .‬أم كفيبلن‪ ،‬كالتوكل ىو ثقة القلب باهلل كدكاـ االعتماد عليو)‪.‬‬

‫وقػػاؿ فػػي حسػػن الخل ػ ‪ :‬كأمػػا حسػػن ا‪٣‬بلػػق فاألصػػل فيػػو قػػوؿ اهلل عػ ٌػز كجػػل لنبيػػو‬
‫‪ :‬وإ ػػح لعلػػى بلػ عظػػيم‪[ ‬سػػورة القلػػم] كمػػا ركم عػػن أنػػس بػن مالػػك رضػػي اهلل‬
‫عنػػو أنػػو قػػاؿ‪" :‬قيػػل يػػا رسػػوؿ اهلل أم ا‪٤‬بػػؤمنْب أفضػػل إٲبان ػان"؟ قػػاؿ ‪" :‬أحسػػنهم بلق ػاً"‬
‫(قلت كحسن ا‪٣‬بلق ىو كف األذل كبذؿ ا‪٤‬بعركؼ)‪.‬‬

‫قاؿ ‪" :‬ا‪٣‬بلق ا‪٢‬بسن أفضل مناقب العبػد‪ ،‬كبػو تظهػر جػواىر الرجػاؿ‪ ،‬كاإلنسػاف‬
‫مستور ٖبيلي ًق ًو مشهور ٖبىٍل ًق ًو"‪.‬‬

‫كقػاؿ‪ :‬كحسػن ا‪٣‬بلػق مػػع اهلل ع ٌػز كجػل‪ :‬أف تػؤدم أكامػػره‪ ،‬كتػَبؾ نواىيػو‪ ،‬كتطيعػػو ُب‬
‫األحواؿ كلها‪ ،‬كتسلم ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بقدكر إليو من غّب هتمة‪ ،‬كتوحده مػن غػّب شػرؾ‪ ،‬كتصػدقو ُب‬
‫كعده من غّب شك‪ .‬كقيػل لػذم النػوف ا‪٤‬بصػرم ر‪ٞ‬بػو اهلل تعػأب‪ ،‬مػن أكثػر النػاس ٮبػا؟ قػاؿ‪:‬‬
‫أسوأىم خلقان‪ .‬كقيل‪ :‬ا‪٣‬بلق ا‪٢‬بسن أف تكوف من الناس قريبان كفيما بينهم غريبان‪.‬‬

‫كقػػاؿ لقمػػاف البنػػو‪" :‬يػػا بػػِب ال تعػػرؼ ثبلث ػان إال عنػػد ثػػبلث‪ :‬ا‪٢‬بلػػيم عنػػد الغض ػب‪،‬‬
‫كالشجاع عند ا‪٢‬برب‪ ،‬كاألخ عند ا‪٢‬باجة إليػو‪ .‬قػاؿ‪ :‬كقػاؿ النػيب ‪ ‬ألصػحابو ‪" :‬إ كػم‬

‫‪324‬‬
‫لػػن تسػػعوا النػػاس بػ موالكم‪ ،‬فسػػعوىم ببسػػط الوجػػو وحسػػن الخلػ " (ذكػػره ا‪٤‬بنػػذرم ُب‬
‫كتاب الَبغيب كالَبىيب)‪.‬‬

‫وقػ ػ ػ ػػاؿ ‪ ‬فػ ػ ػ ػػي الشػ ػ ػ ػػكر‪ :‬كأمػ ػ ػ ػػا الشػ ػ ػ ػػكر فاألصػ ػ ػ ػػل فيػ ػ ػ ػػو قولػ ػ ػ ػػو عػ ػ ػ ػ ٌػز كجػ ػ ػ ػػل‪:‬‬
‫‪‬ول ػػئن ػػكرتم ألزي ػػد كم‪ .‬كقول ػػو ‪ " :‬أفػ ػ أك ػػوف عب ػػداً ػػكوراً" (متف ػػق علي ػػو)‪،‬‬
‫كحقيقػػة الش ػػكر عنػػد أى ػػل التحقيػػق‪ :‬االع ػَباؼ بنعم ػػة ا‪٤‬ب ػػنعم عل ػػى كجػػو ا‪٣‬بض ػػوع‪ ،‬كقي ػػل‪:‬‬
‫حقيقػػة الشػػكر الثنػػاء علػػى احملسػػن بػػذكر إحسػػانو‪ ،‬فشػػكر العبػػد هلل تعػػأب ثنػػاؤه عليػػو بػػذكر‬
‫إحسانو‪ ،‬كُب ا‪١‬بملة الشكر أف ال تعصي اهلل تعأب بنعمو‪.‬‬

‫كقاؿ الشبلي ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ :‬الشكر رؤية ا‪٤‬بنعم ال رؤية النعمة‪.‬‬

‫كقاؿ أبو عثماف ر‪ٞ‬بو اهلل‪ :‬الشكر معرفة العجز عن الشكر‪.‬‬

‫قاؿ ‪ٍ :‬ب الشكر ينقسػم أقسػامان‪:‬إٔب شػكر باللسػاف كىػو اعَبافػو بالنعمػة بنعػت‬
‫االس ػػتكانة‪ ،‬كش ػػكر بالب ػػدف كاألرك ػػاف كى ػػو اتص ػػافو بالوف ػػاء كا‪٣‬بدم ػػة‪ ،‬كش ػػكر بالقل ػػب كى ػػو‬
‫انعكاؼ على بساط الشهود بإدامة حفظ ا‪٢‬برمة‪...‬‬

‫ق ػػاؿ‪ :‬كيق ػػاؿ‪ :‬الش ػػاكر ال ػػذم يش ػػكر عل ػػى العط ػػاء‪ ،‬كالش ػػكور ال ػػذم يش ػػكر عل ػػى‬
‫الببلء‪ ،‬كيقاؿ‪ :‬الشاكر الذم يشكر على النفع‪ ،‬كالشكور الذم يشكر على ا‪٤‬بنع‪.‬‬

‫(قلػػت‪ :‬الشػػاكر ىػػو الػػذم أدل الواجبػػات كاجتنػػب احملرمػػات‪ ،‬فػػإذا أكثػػر مػػن الثنػػاء‬
‫على اهلل بلسانو كقلبو كاجتهد بنوافل الطاعات ‪٠‬بي شكوران)‪.‬‬

‫وق ػ ػ ػػاؿ ‪ ‬ف ػ ػ ػػي الصػ ػ ػ ػػبر‪ :‬كأم ػ ػ ػػا الص ػ ػ ػػرب فاألص ػ ػ ػػل في ػ ػ ػػو ق ػ ػ ػػوؿ اهلل ع ػ ػ ػ ٌػز كج ػ ػ ػػل‪:‬‬
‫‪‬يػا أيُّهػػا الػػذين منػوا اصػػبروا وصػػابروا ورابطػػوا واتقػوا ا لعلكػػم تفل ػػوف‪[ ‬سػػورة آؿ‬
‫عمراف]كقولػػو عػ ٌػز كجػػل‪ :‬واصػػبر ومػػا صػػبرؾ إال بػػا ‪[ .‬سػػورة النحػػل] كمػػا ركم عػػن‬
‫عائشػػة رضػػي اهلل عنهػػا‪ ،‬عػػن النػػيب ‪ ‬أنػػو قػػاؿ‪" :‬إف الصػػبر عنػػد الصػػدمة األولػػى" (متفػػق‬
‫عليو)‪ .‬فالصرب على ثبلثػة أضػرب‪ :‬أحػدىا‪ :‬صػرب هلل ع ٌػز كجػل‪ ،‬كىػو علػى أداء أمػره كانتهػاء‬
‫عز كجل‪ ،‬كىو الصرب ‪ٙ‬بت جرياف قضائو كأفعالو فيك من سائر الشدائد‬ ‫هنيو كصرب مع اهلل ٌ‬

‫‪325‬‬
‫كالببليػػا‪ .‬كصػػرب علػػى اهلل عػ ٌػز كجػػل‪ ،‬كىػػو الصػػرب علػػى مػػا كعػػد مػػن الػػرزؽ كالفػػرج كالكفايػػة‬
‫كالنصر كالثواب ُب دار اآلخرة‪.‬‬

‫كقيل‪ :‬الصرب على قسمْب‪ :‬أحدٮبا صرب على مػا ىػو كسػب للعبػد‪ ،‬كصػرب علػى مػا‬
‫ليس بكسب لو‪ ،‬فالصرب على الكسب ينقسػم علػى قسػمْب‪ :‬أحػدٮبا‪ :‬علػى مػا أمػر اهلل بػو‬
‫عز كجل عنو‪.‬‬
‫عز كجل‪ .‬كالثا٘ب‪ :‬على ما هناه ٌ‬
‫ٌ‬
‫كأمػػا الصػػرب علػػى مػػا لػػيس بكسػػب للعبػػد‪ :‬فصػػربه علػػى مقاسػػاة مػػا يتصػػل بػػو مػػن‬
‫حكم اهلل كقضائو فيما لو فيو مشقة كأٓب ُب القلب كا‪١‬بسد‪.‬‬

‫كقيل‪ :‬الصابركف ثبلثة‪ :‬متصرب‪ ،‬كصابر‪ ،‬كصػبار‪.‬كقيل‪:‬كقف رجػل علػى الشػبلي ر‪ٞ‬بػو اهلل‬
‫تعأب فقاؿ لػو‪:‬أم الصػرب أشػد علػى الصػابرين؟ قػاؿ‪ :‬الصػرب ُب اهلل‪ ،‬فقػاؿ‪:‬ال‪ ،‬فقػاؿ‪ :‬الصػرب هلل‪،‬‬
‫قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ‪ :‬الصرب مع اهلل‪ ،‬قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬قاؿ فأيش؟ قاؿ‪ :‬الصرب عػن اهلل‪ ،‬فصػرخ الشػبلي صػرخة‬
‫كػػادت ركحػػو تتلػػف‪ .‬كقػػاؿ ذك النػػوف ا‪٤‬بصػػرم ر‪ٞ‬بػػو اهلل تعػػأب‪ :‬الصػػرب التباعػػد عػػن ا‪٤‬بخالفػػات‪،‬‬
‫كالسكوف عند ٘برع غصص البليو‪ ،‬كإظهار الغُب مع حلوؿ الفقر بساحة ا‪٤‬بعيشة‪.‬‬

‫كقي ػل‪ :‬الصػػرب الوقػػوؼ مػػع الػػببلء ٕبس ػػن األدب‪ ،‬كقي ػػل‪ :‬الص ػػرب تػػرؾ الشػػكول‪ ،‬كقي ػػل‪:‬‬
‫الصػػرب كا‪٠‬بػػو ىػػو أف ال يفػػرؽ بػػْب حػػاؿ النعمػػة كاحملنػػة مػػع سػػكوف ا‪٣‬بػػاطر فيهمػػا‪ ،‬كالتصػػرب ىػػو‬
‫السكوف مع الببلء مع كجداف أثقاؿ احملنة‪.‬‬

‫كقػػاؿ س ػػيدنا علػػي بػػن أيب طال ػػب رض ػي اهلل عنػػو‪ :‬الصػػرب مػػن اإلٲبػػاف ٗبٍنزلػػة ال ػرأس مػػن‬
‫ا‪١‬بسػػد"‪ ،‬كقيػػل‪ :‬أحسػػن ا‪١‬بػزاء علػػى العبػػادة ا‪١‬بػزاء علػػى الصػػرب‪ ،‬كال جػزاء فوقػػو‪ ،‬قػػاؿ اهلل تعػػأب‪:‬‬
‫‪‬ولن ػ ين الػذين صػبروا أجػرىم ب حسػن مػا كػا وا يعملػوف‪[ ‬سػورة النحػل] كقػاؿ ع ٌػز كجػل‬
‫‪‬إ ما يوفى الصابروف أجرىم بغير حساب‪[ ‬سورة الزمر]‪.‬‬

‫قاؿ ٰبي بن معاذ الرازم ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ :‬صػرب احملبػْب أشػد مػن صػرب الزاىػدين‪ ،‬كاعجبػان‬
‫كيف يصربكف؟ كأنشد‪:‬‬

‫(الكامل)‬

‫‪326‬‬
‫إال علي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػح فإ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ال ي م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬ ‫الص ػ ػػبر ي م ػ ػػل ف ػ ػػي الم ػ ػػوا ن كله ػ ػػا‬

‫وقػػاؿ ‪ ‬فػػي الرضػػا‪ :‬كأمػػا الرضػػا فاألصػػل فيػػو قػػوؿ اهلل عػ ٌػز كجػػل‪ :‬رضػػي ا عػػنهم‬
‫ورضوا عنو‪[ ‬سورة البينة]كقولػو تبػارؾ كتعػأب‪ :‬يبشػرىم ربهػم برحمػة منػو ورضػواف‪[ ‬سػورة‬
‫التوبػػة] اآليػػة كركل عػػن ابػػن عبػػاس رضػػي اهلل عنهمػػا أنػػو قػػاؿ‪ :‬قػػاؿ رسػػوؿ اهلل ‪" :‬ذاؽ عػػم‬
‫اإليماف من رضي با ػ ع ّ وجل ػ ربػاً" كقيل‪ :‬كتب عمر بن ا‪٣‬بطاب إٔب أيب موسى األشعرم‬
‫رضي اهلل عنهما‪ :‬أما بعد‪ ،‬فإف ا‪٣‬بّب كلو ُب الرضا‪ ،‬فإف استطعت أف ترضى كإال فاصرب‪.‬‬

‫ذر ‪ ‬يقػػوؿ‪:‬‬ ‫ً‬


‫كركم أنػو قيػػل ل ٍل ىح ىسػػن بػن علػػي بػػن أيب طالػػب رضػي اهلل عنهمػػا‪ :‬إف أبػػا ٌ‬
‫إٕب مػن ا‪٢‬بيػاة‪ ،‬فقػاؿ‪:‬‬
‫إٕب مػن الصػحة‪ ،‬كا‪٤‬بػوت أحػب ٌ‬ ‫إٕب من الغُب‪ ،‬كالسقم أحػب ٌ‬ ‫الفقر أحب ٌ‬
‫ذر أما أنا فأقوؿ‪ :‬من اتكل على حسن اختيار اهلل ٓب يتمن غّب ما اختار اهلل لو‪.‬‬ ‫رحم اهلل أبا ٌ‬
‫قػػاؿ ‪ :‬فػػاهلل عػٌػز كجػػل طػػول عػػن ا‪٣‬بلػػق مصػػا‪٢‬بهم‪ ،‬ككلفهػػم عبوديتػػو مػػن أداء األكامػػر‬
‫كانتهاء ا‪٤‬بناىي‪ ،‬كالتسليم با‪٤‬بقدكر كالرضا بالقضاء فيما ‪٥‬بػم كعلػيهم ُب ا‪١‬بملػة‪ ،‬كاسػتأثر ىػو ع ٌػز‬
‫كجػػل بالعواقػػب كا‪٤‬بصػػاّب‪ ،‬فينبغػػي للعبػػد أف يػػد‪ٙ‬ب الطاعػػة ‪٤‬بػػواله‪ ،‬كيرضػػى ٗبػػا قى ىسػ ىػم اهلل لػػو‪ ،‬كال‬
‫يتهمو‪ ،‬فكل من رضي بالقضاء اسَباح‪ ،‬ككل من ٓب يرض بو طالت شػقاكتو كتعبػو كال ينػاؿ مػن‬
‫الدنيا إال ما قسم لو‪.‬‬

‫كقػػاؿ‪ :‬بدايػػة الرضػػا مكتسػػبة للعبػػد كىػػي مػػن ا‪٤‬بقامػػات‪ ،‬كهنايتػػو مػػن ‪ٝ‬بلػػة األحػواؿ كىػػي‬
‫ليسػػت مكتسػػبة‪( ،‬أم ىبػػة مػػن اهلل تعػػأب) كُب ا‪١‬بملػػة الراضػػي ىػػو الػػذم ال يعػػَبض علػػى تقػػدير‬
‫عز كجل‪.‬‬‫اهلل ٌ‬
‫كقاؿ‪ .‬أبو علي الدقاؽ ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ :‬ليس الرضا أف ال ‪ٙ‬بس بالببلء‪ ،‬إ٭بػا الرضػا أف ال‬
‫تعَبض على ا‪٢‬بكم كالقضاء‪.‬‬

‫كقػػد قالػػت ا‪٤‬بشػػايخ ر‪ٞ‬بهػػم اهلل تعػػأب‪ :‬الرضػػا بالقضػػاء بػػاب اهلل األعظػػم كجنػػة الػػدنيا أم‬
‫ػرـ بػالقرب األعلػى‪ ،‬كسػئلت رابعػة العدكيػة ر‪ٞ‬بهػا‬ ‫يكرـ بالرضا فقد لقي بالرحػب األكَب‪ ،‬كأك ى‬ ‫من أ ى‬

‫‪327‬‬
‫سر با‪٤‬بصيبة كما يس ٌػر‬
‫اهلل تعأب‪ ،‬مٌب يكوف العبد راضيان بالقضاء؟ فقالت ر‪ٞ‬بها اهلل تعأب‪ :‬إذا ٌ‬
‫بالنعمة‪.‬‬

‫كقػػاؿ‪ :‬الرضػػا ىػػو هنايػػة التوكػػل‪ .‬كقيػػل إف تلميػػذان قػػاؿ ألسػػتاذه‪ :‬ىػػل يعػػرؼ العبػػد أف اهلل‬
‫اض عنػػو؟ قػػاؿ‪ :‬ال‪ ،‬كيػػف يعلػػم ذلػػك كرضػػاه غيػػب‪ ،‬فقػػاؿ التلميػػذ‪ :‬يعلػػم ذلػػك‪،‬‬ ‫تبػػارؾ كتعػػأب ر و‬
‫فقػاؿ كيػػف؟ قػػاؿ‪ :‬إذا كجػػدت قلػػيب راضػػيان عػػن اهلل تعػػأب علمػػت أنػػو ر و‬
‫اض عػػُب‪ ،‬فقػػاؿ األسػػتاذ‪:‬‬
‫أحسنت يا غبلـ‪ ،‬كال يرضى العبد عن اهلل حٌب يرضى ا‪٢‬بق جل جبللو عنػو‪ ،‬قػاؿ اهلل ع ٌػز كجػل‬
‫‪‬رضي ا عنهم ورضوا عنو‪ ‬أم برضاه عنهم رضوا عنو‪.‬‬

‫كقػػاؿ ذك النػػوف ا‪٤‬بصػػرم ر‪ٞ‬بػػو اهلل تعػػأب‪ :‬ثبلثػػة مػػن عبلمػػات الرضػػا‪ :‬تػػرؾ االختيػػار قبػػل‬
‫القضاء‪ ،‬كفقداف ا‪٤‬برارة بعد القضاء‪ ،‬كىيجاف ا‪٢‬بب ُب حشو الببلء‪.‬‬

‫كقاؿ تعػأب‪ :‬وعسى أف تكرىوا ػيئاً وىػو بيػر لكػم‪ ،‬وعسػى أف ت بػوا ػيئاً وىػو‬
‫ر لكم‪ ،‬وا يعلم وأ تم ال تعلموف‪[ ‬سورة البقرة] فاتق اهلل تعأب كارض بقضائو‪.‬‬

‫وقػػاؿ ‪ ‬فػػي الصػػدؽ‪ :‬كأمػػا الصػػدؽ فاألصػػل فيػػو قولػػو تعػػأب‪ :‬يػػا أيُّهػػا الػػذين منػػوا‬
‫اتقوا ا وكو وا م الصادقين‪[ ‬سورة التوبة] كما ركم عن عبد اهلل بن مسػعود ‪ ‬عػن النػيب‬
‫‪ ‬أنو قػاؿ‪" :‬ال ي اؿ العبد يصدؽ ويت رب الصدؽ حتى يكتب عند ا صديقاً‪ ،‬وال يػ اؿ‬
‫يكذب ويت رب الكذب حتى يكتب عند ا كذاباً"(متفق عليو)‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬كعلػػم أف الصػػدؽ عمػػاد األمػػر كبػػو ‪ٛ‬بامػػو كفيػػو نظامػػو‪ ،‬كالصػػادؽ ىػػو االسػػم الػػبلزـ‬
‫الص ٌديق ىو ا‪٤‬ببالغة منو‪ ،‬كىو مػن تك ٌػرر منػو الصػدؽ فصػار دأبػو كسػجيتو‪ ،‬كصػار‬ ‫من الصدؽ‪ ،‬ك ً‬
‫السر كالعبلنية‪ ،‬فالصػادؽ ىػو الػذم صػدؽ ُب أقوالػو‪ ،‬كالصػديق‬ ‫الصدؽ غالبو‪ ،‬فالصدؽ استواء ٌ‬
‫من صدؽ ُب أقوالو ك‪ٝ‬بيع أفعالو كأحوالو‪.‬‬

‫كقيػػل‪ :‬مػػن أراد أف يكػػوف اهلل معػػو فليلػػزـ الصػػدؽ‪ ،‬فػػإف اهلل مػػع الصػػادقْب‪ ،‬كقػػاؿ ا‪١‬بنيػػد‬
‫ر‪ٞ‬بػػو اهلل تعػػأب‪ :‬الصػػادؽ ينقلػػب ُب اليػػوـ أربعػػْب مػػرة‪ ،‬كا‪٤‬برائػػى يثبػػت علػػى حالػ وػة كاحػػدة أربعػػْب‬
‫السر بالنطق‪ ،‬كقيل‪ :‬الصدؽ الوفاء هلل بالعمل‪ ،‬كقاؿ سهل بػن عبػد‬ ‫سنة‪ ،‬كقيل‪ :‬الصدؽ موافقة ٌ‬
‫يشم رائحة الصدؽ عبد داىن نفسو أك غّبه‪.‬‬ ‫اهلل‪ :‬ال ٌ‬

‫‪328‬‬
‫كقاؿ أبو سعيد القرشي ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ :‬الصادؽ الذم يتهيأ أف ٲبوت كال يسػتحي مػن‬
‫سػػره لػػو كشػػف‪ .‬كقيػػل‪ :‬الصػػدؽ صػػحة التوحيػػد مػػع القصػػد‪ ،‬كقػػاؿ ذك النػػوف ا‪٤‬بصػػرم ر‪ٞ‬بػػو اهلل‬
‫تعأب‪ :‬الصدؽ سيف اهلل ما كضع على شيء إال قطعو‪ ،‬كسئل فتح ا‪٤‬بوصلي ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب عػن‬
‫الصدؽ‪ ،‬فأدخل يده ُب كانوف ا‪٢‬بػداد كأخػرج ا‪٢‬بديػد كىػي تشػتعل نػاران ككضػعها علػى كفػو حػٌب‬
‫بردت كقاؿ‪ :‬ىذا ىو الصدؽ‪ ،‬كسئل ا‪٢‬بػارث احملاسػيب عػن عبلمػة الصػدؽ‪ ،‬فقػاؿ‪ :‬الصػادؽ ىػو‬
‫الػػذم ال يبػػإب لػػو خػػرج كػػل قػػدر لػػو مػػن قلػػوب ا‪٣‬بلػػق مػػن أجػػل صػػبلح قلبػػو‪ ،‬كال ٰبػػب إطػػبلع‬
‫الناس على مثاقيل الذر من حسن عملو‪.‬‬

‫كقيل‪ :‬إذا طلبت اهلل بالصدؽ أعطاؾ مرآة تنظر فيها من عجائب الدنيا كاآلخرة‪.‬‬

‫كقيل‪ :‬ثبلثة ال ‪ٚ‬بطئ الصادؽ‪ :‬ا‪٢‬ببلكة‪ ،‬كا‪٥‬بيبة‪ ،‬كا‪٤‬ببلحة‪.‬‬

‫كقػػاؿ رضػػي اهلل عنػػو‪ :‬يػػا غػػبلـ عليػػك بالصػػدؽ كالصػػفاء فلوالٮبػػا ٓب يتقػػرب بشػػر إٔب اهلل‬
‫تعأب‪.‬‬

‫وفي الق ئد (ذكر يء من أقوالو في مصطل ات الصوفية وغيرىا)‪.‬‬

‫وقاؿ ‪ ‬في الفناء‪ :‬افن عن ا‪٣‬بلق ٕبكم اهلل تعأب‪ ،‬كعػن ىػواؾ بػأمر اهلل تعػأب‪ ،‬كعػن‬
‫إرادتك بفعل اهلل تعأب‪ ،‬فحينئذ تصلح أف تكوف كعاء لعلم اهلل تعأب‪ ،‬فعبلمة فنائػك عػن خلػق‬
‫اهلل تعػػأب انقطاعػػك عػػنهم كاليػػأس ‪٩‬بػػا ُب أيػػديهم‪ ،‬كعبلمػػة فنائػػك عنػػك كعػػن ىػواؾ تػػرؾ التعلػػق‬
‫بالتسػػبب فػػبل تتحػػرؾ فيػػك بػػك كال تعتمػػد عليػػك لػػك‪ ...‬بػػل تكػػل ذلػػك كلػػو إٔب مػػن تػػواله أكالن‬
‫فيتػػواله آخػران‪ ،‬كعبلمػػة فنائػػك عػػن إرادتػػك أف ال تريػػد مػػع إرادة اهلل تعػػأب سػواه‪ ،‬بػػل ٯبػػرم فعلػػو‬
‫فيػػك كأنػػت سػػاكن ا‪١‬ب ػوارح مطمػػئن ا‪١‬بنػػاف منشػػرح الصػػدر عػػامر البػػاطن غػػِب عػػن األشػػياء بػػو‬
‫سبحانو كتعأب‪.‬‬

‫كقاؿ ‪ ‬في الورع‪ :‬الورع إشارة إٔب التوقف ُب كل شػيء كتػرؾ اإلقػداـ عليػو إال بػإذف‬
‫من الشرع‪ ،‬فإف كجد للشرع فيو فعػبلن لتناكلػو مسػاغان كإال تركػو‪ ،‬كالػورع علػى ثبلثػة درجػات‪ :‬كرع‬
‫الع ػواـ كى ػػو كرع ع ػػن ا‪٢‬ب ػراـ كالش ػػبهة‪ ،‬ككرع ا‪٣‬ب ػواص كى ػػو كرع ع ػػن ك ػػل م ػػا لل ػػنفس كا‪٥‬ب ػػول في ػػو‬

‫‪329‬‬
‫شهوة‪ ،‬ككرع خواص ا‪٣‬بواص كىو كرع عػن كػل مػا ‪٥‬بػم فيػو إرادة‪ ،‬كمػن ٓب ينظػر ُب دقػائق الػورع‬
‫ٓب ٰبصل لو نفائس العطاء‪ ،‬كالزىد أكؿ الورع كما أف القناعة طريق الرضا‪...‬‬

‫وسئل ‪ ‬عن الم بة‪ :‬فقػاؿ‪ :‬ىػي تشػويش ُب القلػوب يقػع مػن احملبػوب فتصػّب الػدنيا‬
‫عليو كحلقة خاًب‪ ،‬أك ‪٦‬بمع مأًب‪ ،‬كا‪٢‬بػب سػكر‪ ،‬كخلػوص إٔب احملبػوب بكػل كجػو سػران كعبلنيػة‪،‬‬
‫ضػى ال‬‫كا‪٢‬بػػب العمػػى عػػن غػػّب احملبػػوب‪ ،‬كاحملبػػوف سػػكارل ال يصػػحوف إال ٗبشػػاىدة ‪٧‬ببػػوهبم‪ ،‬ىم ٍر ى‬
‫يشفوف إال ٗببلحظة مطلوهبم حيارل ال يأنسوف بغػّب مػوالىم كال يلهجػوف إال بػذكره كال ٯبيبػوف‬
‫غّب داعيو‪.‬‬

‫وسػػئل عػػن الهمػػة‪ :‬فقػػاؿ‪ :‬أف يتعػػرل بنفسػػو عػػن حػػب الػػدنيا‪ ،‬كبقلبػػو عػػن إرادة سػػول‬
‫ا‪٤‬بؤب‪ ،‬كيتجرد بسره عن اإلشارة إٔب الكوف كلو بلمحة أك طرفة‪.‬‬

‫وسئل عن ال قيقة‪ :‬فقاؿ‪ :‬ىي الٍب ال ينافيها مضادىا‪ ،‬كال يقوـ ‪٥‬بػا منافيهػا‪ ،‬بػل تفػُب‬
‫عن إشارهتا أضدادىا‪ ،‬كيبطل عند ‪٦‬باراهتا منافيها‪.‬‬

‫وسئل عن أعلى درجات الذكر‪ :‬فقاؿ‪ :‬ىو ما تأثر ُب الفؤاد عن إشارة ا‪٢‬بػق ع ٌػز كجػل‬
‫كقت االختيار إليو ببقاء العناية السابقة‪ ،‬فهذا ذكر دائم كاصب ال يقدح فيػو نسػياف كال يكػدره‬
‫غفلػػة‪ .‬كىػػو الػػذكر الكثػػّب الػػذم أشػػار إليػػو ا‪٢‬بػػق سػػبحانو كتعػػأب ُب تٍنزيلػػو‪ ،‬كأحسػػن الػػذكر مػػا‬
‫ىيجتو األخطار الواردة من ا‪٤‬بلك ا‪١‬ببار ُب ‪٧‬باؿ األسرار‪.‬‬

‫وسػػئل عػػن الشػػوؽ‪ :‬فقػػاؿ‪ :‬أحسػػن األش ػواؽ مػػا كػػاف عػػن مشػػاىدة كىػػو ال يفػػَب عػػن‬
‫اللقػاء كال يسػكن عػن الرؤيػة كال يػذىب عػن الػدنو ػ أم القػرب ػ كال يػزاؿ عػن األنػس‪ ،‬بػل كلمػا‬
‫ازداد لقاء ازداد شوقان‪ ،‬كال يصح الشوؽ حٌب يتجرد عن عللو‪ ،‬فيكوف شوقان ‪٦‬بردا عػن األسػباب‬
‫ف ػػبل ي ػػدرل الس ػػبب ال ػػذم أكج ػػب ل ػػو ذل ػػك‪ ،‬ألن ػػو دائمػ ػان يش ػػاىده كيتش ػػوؽ إٔب ا‪٤‬بش ػػاىدة م ػػع‬
‫ا‪٤‬بشاىدة‬

‫وسئل عن التوكل فقاؿ‪ :‬التوكل حقيقة كحقيقة اإلخػبلص‪ ،‬كحقيقػة اإلخػبلص ارتفػاع‬
‫ا‪٥‬بم ػػة ع ػػن طل ػػب األع ػواض عل ػػى األعم ػػاؿ‪ ،‬ف ػػذلك التوك ػػل ى ػػو ا‪٣‬ب ػػركج ع ػػن ا‪٢‬ب ػػوؿ كالق ػػوة م ػػع‬
‫السكوف إٔب رب األرباب سبحانو كتعأب‪( .‬أم مالك ا‪٤‬بالكْب)‪.‬‬

‫‪331‬‬
‫وسئل عن التصوؼ فقاؿ‪ :‬الصوُب من جعل ضػالة مػراده مػراد ا‪٢‬بػق منػو كرفػض الػدنيا‬
‫فخدمتو ككافقتو أقسامو‪ ،‬كحصل لو ُب الدنيا قبل اآلخرة مرامو‪ ،‬فعليو من ربو سبلمو‪.‬‬

‫وسئل عن الد يا فقاؿ‪ :‬أخرجها من قلبك إٔب يدؾ فإهنا ال تغرؾ‪.‬‬

‫وسئل عن الفرؽ بين التع ز والتكبر فقاؿ‪ :‬التعزز ما كاف هلل كُب اهلل كيفيد ذؿ النفس‬
‫كارتفاع ا‪٥‬بمة إٔب اهلل تعأب‪ ،‬كالتكرب ما كاف للنفس كُب ا‪٥‬بول‪ ،‬كالكرب الطبيعػي أسػهل مػن الكػرب‬
‫ا‪٤‬بكتسب‪.‬‬

‫وسػػئل عػػن البقػػاء فقػػاؿ‪ :‬ال يكػػوف إال مػػع اللقػػاء الػػذم لػػيس معػػو فنػػاء كال يكػػوف معػػو‬
‫انقطػػاع‪ ،‬كقػػاؿ‪ :‬فنػػاءيه بػػاهلل بقػػاؤه‪ ،‬لكنػػو يبقػػى ‪ٙ‬بػػت إشػػارة البػػاقي‪ ،‬فػػإف كانػػت إشػػارة ا‪٢‬بػػق تفنيػػو‬
‫فإف ٘بلياتو تبقيو‪ ،‬فكاف يفنيو ٍب يبقيو بو‪.‬‬

‫وسئل عػن اإلرادة فقػاؿ‪ :‬ىػي تكػرار الفكػر ُب الفػؤاد‪ ،‬كقػاؿ أمػا اإلرادة فػَبؾ مػا جػرت‬
‫بو العادة‪ ،‬ك‪ٙ‬بقيقها هنوض القلب ُب طلب ا‪٢‬بق سبحانو فإذا ترؾ العبد العادة الٍب ىي حظػوظ‬
‫فتجرد حينئذ إرادتو‪ ،‬فاإلرادة مقدمة على كل أمر‪ٍ ،‬ب يعقبها القصد‪ٍ ،‬ب الفعل‪ ،‬فهػي بػدء‬
‫الدنيا ٌ‬
‫طريق كل سالك كاسم أكؿ مٍنزلة كل قاصد‪.‬‬

‫وسػ ػػئل عػ ػػن الوجػ ػػود (أي الوجػ ػػد) فق ػػاؿ‪ :‬ى ػػو أف تش ػػغل ال ػػركح ٕب ػػبلكة ال ػػذكر كل ػػذة‬
‫التطريػػب‪ ،‬كيبقػػى السػػر فارغ ػان للحبيػػب خاليػػا مػػن الرقيػػب للحػػق‪ ،‬كالوجػػود ش ػراب يسػػقيو ا‪٤‬بػػؤب‬
‫لوليو على منرب كرامتو‪ ،‬فػإذا شػرب طػاش فػإذا طػاش طػار قلبػو بأجنحػة األنػس ُب ريػاض القػدس‬
‫فيقع ُب ٕبر ا‪٥‬بيبة فيصرع فلذلك يغشى على الواجد‪.‬‬

‫وسػػئل عػػن الخػػوؼ فقػػاؿ‪ :‬ا‪٣‬بػػوؼ علػػى أنػواع‪ ،‬فػا‪٣‬بوؼ للمػػذنبْب كالرىبػػة للعابػػدين ٍب‬
‫ا‪٣‬بشػػية للعػػا‪٤‬بْب‪ ،‬كالوجػػل للمحبػػْب‪ ،‬كا‪٥‬بيبػػة للعػػارفْب‪ ،‬فخػػوؼ ا‪٤‬بػػذنبْب مػػن العقوبػػات‪ ،‬كخػػوؼ‬
‫العابػػدين مػػن ث ػواب العبػػادات (أم خػػوؼ عػػدـ القبػػوؿ كالث ػواب) كخػػوؼ العػػا‪٤‬بْب مػػن الشػػرؾ‬
‫ا‪٣‬بفي ُب الطاعػات (أم الريػاء)‪ ،‬كخػوؼ احملبػْب فػوات اللقػاء‪ ،‬كخػوؼ العػارفْب ا‪٥‬بيبػة كالتعظػيم‪،‬‬
‫كىػػو أشػػد ا‪٣‬بػػوؼ ألنػػو ال يػػزكؿ‪ ،‬كسػػائر ىػػذه األنػواع تسػكن (أم تفػػَب عنػػد رؤيػػة آثػػار ر‪ٞ‬بػة اهلل‬
‫كلطفو)‪.‬‬

‫‪330‬‬
‫وسئل ‪ ‬عن الرجاء فقاؿ‪ :‬الرجاء ُب حق األكلياء أف يكوف حسن الظن بػاهلل تعػأب‬
‫ال لطمػػع ُب نفػػع كال لػػدفع سػػوء ألف أىػػل الواليػػة قػػد علمػوا أنػػو فػػرغ ‪٥‬بػػم عػػن ‪ٝ‬بيػػع مػػا ٰبتػػاجوف‬
‫إليو‪ ،‬فاستغنوا بعلمهم من حسن الفناء‪ ،‬فحسن الظن إذان أفضل من الرجاء‪،‬‬

‫كال يكػػوف رجػػاء بػػبل خػػوؼ ألف مػػن رجػػا أف يصػػل إٔب شػػيء خػػاؼ أف يفوتػػو‪ ،‬كحسػػن‬
‫الظن باهلل تعأب‪ :‬معرفتو ٔبميل صفاتو‪ٍ ،‬ب أمل بو من حيث ىػو ال مػن حيػث العب ػد‪ ،‬علمػا منػو‬
‫بأف بعض صفاتو‪٧ ،‬بسن _ كػر‪ٙ‬ب ػ رحػيم ػ لطيػف ػ رؤؼ‪ ،‬كحسػن الظػن بػاهلل تعػأب تعليػق ا‪٥‬بمػم‬
‫علػػى مػػا سػػبق مػػن العنايػػة‪ ،‬كطمػػع العامػػة هنايػػات أكثػػر أسػػبابو‪ ،‬صػػدؽ عليػػو اسػػم الرجػػاء‪ ،‬كمػػٌب‬
‫ا‪٬‬برم ػت عليػػو أكثػػر أسػػبابو فاسػػم الطمػػع أكٔب بػػو مػػن اسػػم الرجػػاء‪ ،‬كالرجػػاء بػػبل خػػوؼ أمػػن‪،‬‬
‫كا‪٣‬بوؼ ببل رجاء قنوط‪ ،‬قاؿ النيب ‪" :‬لو وزف بوؼ المؤمن ورجاؤه العتدال"‪.‬‬

‫وسػئل عػن ال يػاء فقػاؿ‪ :‬ىػو أف يسػتحي العبػد أف يقػوؿ ػ اهلل ػ مػا ٓب يقػم ٕبقػو‪ ،‬كأف‬
‫يتمُب على اهلل ما ال يستحقو عليو‪ ،‬كأف يَبؾ ا‪٤‬بعاصي حياءن ال خوفا كأف يقضي الطاعات (أم‬
‫يكوف تركو للمعاصي كقيامو بالطاعػات لػيس خػوؼ العقوبػة‪ ،‬بػل ألنػو سػبحانو أىػبل ألى ٍف يطػاع)‬
‫كأف يرل ا‪٢‬بق مطلعا عليو فيستحي منو كقد يتولد ا‪٢‬بياء من ارتفاع ا‪٢‬بجػب بػْب القلػب كا‪٥‬بيبػة‪،‬‬
‫(أم ارتفػػاع حجػػاب الغفلػػة كاالنشػػغاؿ باألغيػػار عػػن القلػػب حػػٌب صػػار خوفػػو مػػن اهلل خػػوؼ‬
‫تعظػػيم كإجػػبلؿ‪ ،‬فيكػػوف عندئػػذ قيامػػو بالطاعػػات كتركػػو ‪٥‬بػػول الػػنفس كا‪٤‬بعاصػػي حيػػاءن مػػن اهلل‬
‫ا‪٤‬بطلػع علػى القلػوب سػبحانو كتعػأب كقػد قػاؿ اإلمػاـ ا‪١‬بنيػد ‪ :‬ا‪٢‬بيػاء ػ ىػو ػ رؤيػة اآلالء مػع‬
‫رؤية التقصّب فيتولد منها حالة تسمى ا‪٢‬بياء)‬

‫وسئل عػن المشػاىدة فقػاؿ‪ :‬ىػي العمػاء عػن الكػونْب بعػْب الفػؤاد كمطالعػة ا‪٢‬بػق بعػْب‬
‫ا‪٤‬بعرفة‪ ،‬كإطبلع القلوب بصفاء اليقْب إٔب ما أخرب بو من الغيوب‪.‬‬

‫وسئل عن معنى القرب فقاؿ‪ :‬ىو طي ا‪٤‬بسافات بلطف ا‪٤‬بداناة‪( ،‬أم أف اهلل تعأب إذا‬
‫أراد أف يقػػرب عبػػدان طػػول لػػو مسػػافات سػػلوؾ الطريػػق حػػٌب يقطػػع ا‪٤‬بقامػػات بسػػرعة حػػٌب يصػػبح‬
‫الصػ ِّدقْب بلطفػػو‪ ،‬كالػػدنو كالقػػرب مػػن اهلل تعػػأب علػػى معػػُب الكرامػػة ال علػػى‬
‫مػػن األكليػػاء ا‪٤‬بقػربْب ِّ‬
‫معُب ا‪٤‬بسافة‪ ،‬كما قاؿ اإلماـ أبو حنيفة ‪.)‬‬

‫‪332‬‬
‫وسئل عن السكر فقػاؿ‪ :‬ىػو غليػاف القلػوب عنػد ذكػر ا‪٢‬ببيػب كا‪٣‬بػوؼ‪ ...‬كالغيبػة ُب‬
‫الذكر‪ ،‬كأف ترل نفسػك ُب حػاؿ الػذكر غائبػا عػن غػّبه‪ ،‬كالتواجػد ُب حػاؿ ا‪٤‬بشػاىدة تعجػز عػن‬
‫الفهم‪ ،‬كالغيبوبة مع احملبة ال تتصور‪.‬‬

‫كإذا قويت اإلرادة كاتصل هبا الذكر كاشتد ا‪٤‬براـ كلدت منها احملبة‪ .‬كا‪٣‬بلق حجابػك عػن‬
‫نفسػػك‪ ،‬كنفسػػك حجابػػك عػػن ربػػك‪( ،‬أم انشػػغاؿ قلبػػك باألشػػياء يعميػػك عػػن رؤيػػة آفػػات‬
‫نفسػػك كعيوهبػػا‪ ،‬كعيوبػػك كىػػول نفسػػك ىٍ‪ٙ‬بجبػػك عػػن الوصػػوؿ إٔب مرضػػاة ربػػك‪ ،‬فمػػا ىػػي إال‬
‫خطوتاف كقد كصلت‪ ،‬فاقطع عن قلبك األغيار الشاغلة الػٍب ىػي حجػاب قلبػك‪ ،‬كداك نفسػك‬
‫ٗبتابع ػػة ف ػػاتح أب ػواب ا‪٣‬ب ػػّب س ػػيدنا ‪٧‬بم ػػد ‪ ‬لتحظ ػػى برض ػػا ا‪٤‬ب ػػنعم ا‪٤‬بعب ػػود ج ػػل جبلل ػػو كتعال ػػت‬
‫صفاتو كتقدست أ‪٠‬باؤه)‪.‬‬

‫كأتاه رجل فقاؿ لو أريد العزلة فقاؿ ‪" :‬تفقو ٍب اعتزؿ‪ ،‬من ىعبى ىد اهلل بغّب علم كاف ما‬
‫يفسده أكثر ‪٩‬با يصلحو‪ ،‬خذ معك مصباح شػرع ربػك‪ ،‬مػن عمػل ٗبػا يعلػم أكرثػو اهلل علػم مػا ٓب‬
‫يعلم‪ ...،‬كن مقاطعان ‪٤‬بػن سػواه منفصػبل عػن األغيػار كاألسػباب خائفػا علػى انطفػاء مصػباحك‪،‬‬
‫أخلص لربك أربعْب صباحان تتفجر ينابيع ا‪٢‬بكم من قلبك على لسانك"‪.‬‬

‫كقػػاؿ ‪ُ ‬ب السػػياحة‪" :‬سػػفر ا‪٤‬بػػؤمن ا‪٣‬بػػركج مػػن أكصػػافو ا‪٤‬بذمومػػة إٔب صػػفاتو احملمػػودة‪،‬‬
‫فيخرج من ىواه إٔب طلب رضا مواله بتصحيح تقواه‪."...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬فبل ينبغي أف ٰبصل لو خلل ُب أعمالو كأحوالو ُب سػفره‪ ،‬كإ٭بػا الػرخص للضػعفاء‬
‫كالع ػواـ‪ ،‬كمػػا لؤلقويػػاء كا‪٣‬ب ػواص بػػالرخص‪ ،‬بػػل العزٲبػػة شػػأهنم ُب ‪ٝ‬بيػػع أح ػوا‪٥‬بم‪ ،‬كالتوفيػػق شػػامل‬
‫‪٥‬بػػم‪ ،‬كالر‪ٞ‬بػػة نازلػػة علػػيهم‪ ،‬كا‪٢‬بفػػظ دائػػم ‪٥‬بػػم‪ ،‬كال ينبغػػي لػػو أف يكػػوف سػػفره لغػػرض مػػن أغػراض‬
‫الدنيا بوجو من الوجوه‪ ،‬بل يكوف سػفره لطاعػة مػن الطاعػات إمػا للحػج أك للقػاء شػيخ أك زيػارة‬
‫موضع من ا‪٤‬بواضع ا‪٤‬بقدسة الشريفة‪...‬‬

‫وقػػاؿ ‪ ‬فػػي اسػػم ا األعظػػم‪ :‬اسػػم اهلل األعظ ػم ىػػو (اهلل) كإ٭ب ػا يسػػتجاب لػػك إذا‬
‫قلػػت اهلل كلػػيس ُب قلبػػك غػػّبه (أم لػػيس ُب قلبػػك انشػػغاؿ بغػػّبه‪ ،‬فيكػػوف قلبػػك مشػػغوالن ٕببػػو‬
‫كبذكره كا‪٣‬بوؼ منو كالتوكل عليو كالرضا بقضائو كغّب ذلك من أعماؿ القلب)‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫ٍب قػػاؿ‪ :‬اهلل رقيػػب علػػى القلػػب كالفػؤاد‪ ،‬اهلل قػػاىر ا‪١‬ببػػابرة قاصػػم األكاسػػرة عػػآب السػػر‬
‫كالعبلنية اهلل ال ٱبفػى عليػو خافيػة‪ ،‬مػن كػاف هلل كػاف ُب حفػظ اهلل تعػأب مػن أحػب اهلل تعػأب ال‬
‫يرل غّب اهلل (أم ال ينشغل قلبو بسواه فهو دائمان يسػعى ُب طلػب مرضػاتو ال يشػغلو شػيء عػن‬
‫ذلػػك‪ ،‬ينظػػر إٔب ا‪٤‬بخلوقػػات علػػى أف كجودىػػا سػػبقوي عػػدـ كاهلل كحػػده األزٕب بذاتػػو البػػاقي بذاتػػو‪،‬‬
‫فكل ما سواه ‪٧‬بتاج إليو‪ ،‬فكيف ينشغل قلبو ٗبا ىو ‪٧‬بتاج مفتقر إٔب اهلل تعأب)‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬من سلك طريق اهلل كصل إٔب اهلل تعأب (أم من قاـ بالعمل بكتابػو تعػأب كالعمػل‬
‫ٗبا جاء بو رسولو ‪ ‬كصل إٔب رضواف اهلل تعأب) قاؿ‪ :‬كمن كصل إٔب اهلل تعػأب عػاش ُب كنػف‬
‫كح ٍف ًظ ًو‪ٰ ،‬بفظو من الوقوع فيما يغضبو‪ ،‬كإف زؿ لكونو ليس معصػوما‬‫اهلل تعأب (أم ُب سَب اهلل ً‬
‫كفَّقو للتوبة سريعان)‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬من أشػتاؽ إٔب اهلل أنػس بػاهلل‪( ،‬أم إٔب النظػر إٔب ذاتػو تعػأب الػذم ال شػبيو لػو كال‬
‫مثي ػػل‪ ،‬كذل ػػك يك ػػوف بع ػػد ا‪٤‬ب ػػوت بع ػػد دخ ػػوؿ ا‪١‬بن ػػة‪ ،‬فػ ػّباه بع ػػْب رأس ػػو ب ػػبل كي ػػف كال مك ػػاف‪،‬‬
‫ا‪٤‬بسػػلموف حػػْب يػػدخلوف ا‪١‬بنػػة يػػركف اهلل كػػل مػػن مكانػػو كاهلل تعػػأب يػيػرل بػػبل مكػػاف‪ ،‬فمػػن كػػاف‬
‫شوقو إٔب اهلل ٲبيٍؤلي قلبو أنسان حٌب ال يأنس إال بو جل جبللو)‪.‬‬

‫قػػاؿ‪ :‬مػػن تػػرؾ األغيػػار صػػفا كقتػػو مػػع اهلل تعػػأب‪ ،‬اقػػرع بػػاب اهلل تعػػأب ا‪١‬بػػأ إٔب اهلل تعػػأب‬
‫توكل على اهلل تعأب (إقرع بابو تعأب بلزكـ االستقامة أم استمر علػى طاعتػو كا‪١‬بػأ إليػو بالتضػرع‬
‫كاعتمد عليو حٌب يفتح لك الباب فتدخل جنة قربو ُب الدنيا كجنة الفردكس ُب اآلخرة)‪.‬‬

‫ٍب قػػاؿ بعػػد كػػبلـ ُب قول ػػو تع ػػأب‪ :‬ف ػػاذكرو ي أذك ػػركم‪[ ‬س ػػورة البقػػرة] ٗبػػا معن ػػاه‪:‬‬
‫اذكركه بالتسػليم كالتفػويض يػذكركم بأصػلح االختيػار‪ ،‬بيانػو قولػو تعػأب‪ :‬ومػن يتوكػل علػى ا‬
‫فهػو حسػبو‪[ ‬سػورة الطػبلؽ] اذكػركه بالشػػوؽ كاحملبػة يػذكركم بالوصػل كالقربػة‪ ،‬اذكػركه با‪٢‬بمػػد‬
‫كالثنػػاء يػػذكركم بػػا‪٤‬بنن كا‪١‬بػزاء‪ ،‬اذكػػركه بالتوبػػة يػػذكركم بػػالغفراف كا‪٢‬بوبػػة‪ ،‬اذكػػركه بالػػدعاء يػػذكركم‬
‫بالعطاء‪ ،‬اذكركه بالسؤاؿ يذكركم بالنواؿ‪ ،‬اذكركه بالندـ يذكركم بالكرـ‪ ،‬اذكركه با‪٤‬بعػذرة يػذكركم‬
‫بػ ػػا‪٤‬بغفرة‪ ،‬اذكػ ػػركه بػ ػػاإلرادة يػ ػػذكركم باإلفػ ػػادة‪ ،‬اذكػ ػػركه بػ ػػاإلخبلص يػ ػػذكركم بػ ػػا‪٣‬ببلص‪ ،‬اذكػ ػػركه‬
‫بػػالقلوب يػػذكركم بكشػػف الكػػركب‪ ،‬اذكػػركه باللسػػاف يػػذكركم باألمػػاف‪ ،‬اذكػػركه باإلٲبػػاف يػػذكركم‬
‫با‪١‬بنػػاف‪ ،‬اذكػػركه باإلسػػبلـ يػػذكركم بػػاإلكراـ‪ ،‬اذكػػركه بالقلػػب يػػذكركم برفػػع ا‪٢‬بجػػب اذكػػركه ذكػران‬

‫‪334‬‬
‫فانيػػا يػػذكركم ذك ػران باقي ػان‪ ،‬اذكػػركه بالتػػذلل يػػذكركم بعفػػو الزلػػل‪ ،‬اذكػػركه بالعفػػاؼ يػػذكركم ٗبحػػو‬
‫االقػَباؼ‪ ،‬اذكػػركه بصػػفاء السػػر يػػذكركم ٖبػػبلص الػػرب‪ ،‬اذكػػركه بالصػػدؽ يػػذكركم بػػالرزؽ‪ ،‬اذكػػركه‬
‫بالصػػفو يػػذكركم بػػالعفو‪ ،‬اذكػػركه بػػالتعظيم يػػذكركم بػػالتكر‪ٙ‬ب‪ ،‬اذكػػركه بػػَبؾ ا‪١‬بفػػا يػػذكركم ٕبفػػظ‬
‫الوفا‪ ،‬اذكركه بَبؾ ا‪٣‬بطػا يػذكركم بػأنواع العطػا‪ ،‬اذكػركه با‪٢‬بمػد ُب ا‪٣‬بدمػة يػذكركم بإ‪ٛ‬بػاـ النعمػة‪،‬‬
‫اذكركه من حيث أنتم يذكركم من حيػث ىػو‪ ،‬قػاؿ اهلل تعػأب‪ :‬ولػذكر ا أكبػر وا يعلػم مػا‬
‫تصنعوف‪[ ‬سورة العنكبوت] (أم ذكر اهلل لػك أكػرب مػن ذكػرؾ لػو‪ ،‬كا‪٤‬بقصػود ‪٩‬بػا تقػدـ أف مػن‬
‫كاف ىذا حالو ٓب يكن منشغل القلب عػن ربػو ع ٌػز كجػل عنػد ذلػك يسػتجاب لػو إف دعػا باسػم‬
‫اهلل األعظم أك بغّبه من أ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب قاؿ تعأب‪ :‬قل ادعوا ا أو ادعوا الػرحمن أيػاً مػا‬
‫تػػدعو فلػػو األسػػماء ال سػػنى‪[ ‬سػػورة اإلسػراء] أم فلػػو األ‪٠‬بػػاء الدالػػة علػػى الكمػػاؿ سػػبحانو‬
‫كتعأب‪.‬‬

‫توضيح لمعا ي بعض الكلمات التي مرت بالكتاب بطريقة مبسطة منها‬
‫ال ػػاؿ‪ :‬ى ػػو مع ػػُب ي ػػرد عل ػػى القل ػػب م ػػن غ ػػّب تعم ػػد كال اج ػػتبلب كى ػػو م ػػن ا‪٤‬بواى ػػب‬
‫الربانيػػة‪ ،‬ال ٰبصػػل عػػن طريػػق االكتسػػاب فقػػد يػػأٌب فجػػأة‪ ،‬فيحصػػل لػػو حالػػة حػػب‪ ،‬أك رجػػاء أك‬
‫خػػوؼ أك توكػػل كغػػّب ذلػػك مػػن غػػّب تصػػنع‪ ،‬كاألحػواؿ متفاكتػة بعضػػها أقػػول مػػن بعػػض كبعػػض‬
‫الرجػػاؿ يتحمػػل أكثػػر مػػن الػػبعض اآلخػػر كمػػنهم مػػن ٲب ػوت با‪٢‬بػػاؿ‪ .‬ركل‪:‬أف اإلمػػاـ ا‪١‬بنيػػد ‪‬‬
‫حضر ‪٦‬بلس ‪٠‬باع‪ ،‬فتواجػد كػل مػن ُب اجمللػس إال ىػو بقػي ثابتػان‪ ،‬ك‪٤‬بػا انفػض اجمللػس سػألو أحػد‬
‫ا‪٢‬باضػرين أٓب تتواجػػد؟ فػػتبل اإلمػػاـ قولػػو تعػػأب‪ :‬وتػػرب ال بػػاؿ ت سػػبها ىامػػدة وىػػي تمػػر مػػر‬
‫السػ ػ اب‪[ ‬س ػػورة النم ػػل] يع ػػُب أف ا‪٢‬ب ػػاؿ ال ػػذم أت ػػاه ق ػ ه‬
‫ػوم ج ػػدان كألن ػػو م ػػن أك ػػابر ا‪٤‬بتمكن ػْب‬
‫استطاع أف ٱبفيو كبقي مسيطران على نفسو‪ ،‬ك‪٠‬بي ا‪٢‬باؿ حاالن ألنو يتحوؿ ال يستقر‪.‬‬

‫أمػػا المقػػاـ‪ :‬فهػػو مػػا ‪ٛ‬بكػػن بػػو صػػاحبو فيقػػاؿ مػػثبل فػػبلف مػػن أىػػل التوكػػل أم ‪ٙ‬بقػػق بػػو‬
‫مػػتمكن فيػػو فػػبل يعػػود غػػّب متوكػػل فهػػو ُب ىػػذا ا‪٤‬بقػػاـ‪ ،‬أمػػا مػػن حصػػل لػػو حػػاؿ مػػن التوكػػل قبػػل‬
‫التمكن بو فبعد قليل يعود إٔب حالو العادم الذم ىو توكل عواـ ا‪٤‬بسلمْب أك من ىم ُب مرحلة‬
‫السلوؾ‪.‬‬

‫‪335‬‬
‫كا‪٤‬بقػػاـ يتوصػػل إليػػو بتوفيػػق اهلل تعػػأب‪ ،‬با‪١‬بػػد كا‪٤‬بتابعػػة كبػػذؿ اجملهػػود‪ ،‬فهػػو مكتسػػب‪،‬‬
‫كينبغي للمريػد السػالك إذا توالػت عليػو األحػواؿ أف يثػابر كٯبػد مػن غػّب التفػات فإنػو اقػَبب مػن‬
‫الدخوؿ ُب ىذا ا‪٤‬بقاـ الذم توالت أحوالو‪.‬‬

‫وأمػػا القػػبض‪ :‬فهػو زيػػادة خػػوؼ ُب قلػػب العبػػد‪ٕ ،‬بيػث يصػػّب منقػػبض القلػػب‪ ،‬إمػػا علػػى‬
‫ذنب إقَبفو‪ ،‬أك قبل حصوؿ أمر مريع سيحدث بظنو‪ ،‬كقد يظهر أثره ُب الوجو كالبدف‪.‬‬

‫وأما البسط‪ :‬فهو فوؽ الرجاء‪ ،‬كىو حاؿ ٰبصل ُب القلػب عنػد تػذكر فضػل اهلل كنعمػو‬
‫الكثػػّبة‪ ،‬أك ‪٢‬بصػػوؿ أمػػر ينتظػػره ‪٩‬بػػا يسػػره‪ ،‬كالبسػػط أقػػول مػػن الفػػرح‪ ،‬كقػػد يظهػػر أثػػر ذلػػك ُب‬
‫صاحبو‪.‬‬

‫وأمػػا الهيبػػة‪ :‬فهػػي أعلػػى مػػن القػػبض كىػػي حػػاؿ عظػػيم بالقلػػب ال يتحملػػو إال األشػػداء‬
‫مػػن الرجػػاؿ‪ ،‬كسػػببو خػػوؼ التعظػػيم كاإلجػػبلؿ هلل تعػػأب كىػػو أعلػػى مقامػػات ا‪٣‬بػػوؼ‪ ،‬كغالبػػا مػػا‬
‫يغيب صاحب ىذا النوع من ا‪٣‬بوؼ‪ ،‬كىذا على حسب مراتب الرجاؿ‪ ،‬كُب الغالب يظهػر أثػره‬
‫ُب ظاىر صاحبو‬

‫وأمػػا األ ػػل‪ :‬فهػػو أعلػػى مػػن البسػػط‪ ،‬كىػػو حػػاؿ بالقلػػب سػػببو احملبػػة كالرضػػا‪ ،‬كصػػاحب‬
‫األنس ال يي ىك ِّدر أنسو نزكؿ الببلء كُب الغالب صاحب األنس حالو الصحو‪.‬‬

‫وأما التواجػد‪ :‬فهػو اسػتدعاء للوجػد بػالفكر أك السػماع ليحصػل لػو الوجػد‪ ،‬فهػو ابتػداء‬
‫الوجػػد‪ ،‬يقػػاؿ اسػػتغرؽ بالوجػػد أم با‪٢‬بػػب‪ ،‬والوجػػد‪ :‬ىػػو مػػا يػػرد علػػى القلػػب مػػن األحػواؿ بػػبل‬
‫تعمد كتكلف‪ ،‬كأما الوجود‪ :‬فهو الغرؽ ُب ٕبر الوجد حٌب يفُب عن نفسو فهو ُب حػاؿ شػهود‬
‫هلل‪ ،‬كصاحب الوجػود قػد يكػوف مػن أىػل الصػحو كقػد يكػوف مػن أىػل احملػو ػ أم ا‪١‬بػذب ػ ككػل‬
‫كٕب هلل قلبو ‪٦‬بذكب‪ ،‬فأىل الصحو قلوهبم ‪٦‬بذكبة مع السػيطرة علػى أحػوا‪٥‬بم‪ ،‬كأىػل احملػو قلػوهبم‬
‫‪٦‬بذكبػػة مػػع عػػدـ السػػيطرة علػػى عقػػو‪٥‬بم‪ ،‬كقػػد يكػػوف الػػوٕب مػػن أىػػل الصػػحو تػػارة كمػػن أىػػل احملػػو‬
‫تارة‪ ،‬كذلك بسبب قوة ا‪٢‬باؿ فإذا سرل عنو ا‪٢‬باؿ عػاد إٔب صػحوه‪ ،‬كمػنهم مػن يبقػى ُب غيبوبػة‬
‫حػػٌب ا‪٤‬بػػوت‪ ،‬كالعػػامي مػػن ا‪٤‬بسػػلمْب ال يقػػاؿ عنػػو مػػن أىػػل الصػػحو أك احملػػو‪ ،‬بػػل يقاؿ‪ :‬ي‪٩‬بػى ػيِّز أك‬
‫مكلف أك ‪٦‬بنوف أك مصركع‪ ،‬كقد قاؿ اإلماـ الشعرا٘ب ُب طبقاتو‪ :‬يكوف حاؿ اجملذكب علػى مػا‬

‫‪336‬‬
‫كاف عليو قبل ا‪١‬بذب‪ ،‬فػإف كػاف ُب حػاؿ البسػط قبػل ا‪١‬بػذب كػاف الغالػب عليػو حػاؿ البسػط‬
‫ُب ا‪١‬بذب‪ )...‬كىكذا ُب بقية األحواؿ‪.‬‬

‫وأمػ ػ ػػا الشػ ػ ػػهود‪ :‬فه ػ ػػو ال ػ ػػذم عن ػ ػػاه الن ػ ػػيب ‪ ‬بقول ػ ػػو عن ػ ػػدما س ػ ػػئل ع ػ ػػن اإلحس ػ ػػاف‪:‬‬
‫"أف تعبد ا ك ح تراه فإف لػم تكػن تػراه فإ ػو يػراؾ" فصػاحب الشػهود كأنػو يػرل اهلل بقلبػو‪،‬‬
‫ال يغيب عن قلبو ذكر أف األشياء كلها بقضاء اهلل كقدره‪ ،‬فإف ٓب يكػن علػى ىػذا القػدر فلػيكن‬
‫مػػن أىػػل ا‪٤‬براقبػػة‪ ،‬الػػٍب ىػػي دكاـ ا‪٣‬بػػوؼ مػػن اهلل بػػذكر أف اهلل مطلػػع علػػى القلػػوب كالنيػػات كأنػػو‬
‫يرل كل ا‪٤‬برئيات ببصره األزٕب األبدم الذم ليس كبصرنا سبحانو‪.‬‬

‫كال يتوصػل اإلنسػاف إٔب مقػاـ الشػهود حػٌب يػتم لػو ا‪٢‬بضػور كالكشػف فأمػا ػ ا‪٢‬بضػور أك‬
‫احملاضػرة ػ فهػي حضػور القلػب با‪٤‬براقبػة هلل تعػأب ٗبواصػلة ذكػره كاستحضػار األدلػة الشػرعية ليسػد‬
‫هبا باب الوساكس الشيطانية كا‪٥‬بواجس النفسانية فتارة يسد ذلك بكثرة ذكره كتارة بالػدليل فهػو‬
‫ُب ا‪٢‬بالتْب حاضر القلب مراقب غّب غافل‪.‬‬

‫ككثػػرة ذكػػر اللسػػاف تقػػوم ذكػػر القلػػب كلػػو بعػػد طػػوؿ زمػػن‪ ،‬فػػإف الػػذكر ٗبٍنزلػػة ا‪٤‬بطػػر إذا‬
‫اهنمل أخصبت األرض كظهر نباهتا‪ ،‬فكذلك كثرة الذكر ينبت ُب القلػب ا‪٢‬بػب كالتوكػل كالرضػا‬
‫كغّب ذلك‪.‬‬

‫وأمػػا الكشػػف‪ :‬فهػػو نػػور معنػػوم يلقيػػو اهلل تعػػأب ُب قلػػب العبػػد ا‪٤‬بػػؤمن الكامػػل‪ ،‬كىػػو‬
‫أنػواع‪ ،‬فػػأكؿ نػػوع منػػو ىػو مػػا يتمنػػاه كػػل سػػالك لطريػػق ا‪٢‬بػػق حيػػث بػػو تنكشػػف معػػآب الطريػػق‪،‬‬
‫كالذم يسلك طريقان ُب كضح النهار ٓب يعد ٕباجة إٔب زيادة أدلة ألف الطريق أمامو كاضح يرل‬
‫فيػػو السػػهل كا‪٢‬بفػػرة كالتلػػة كالشػػوؾ كغػػّب ذلػػك‪ ،‬فيسػػهل عليػػو ا‪١‬بػػد ُب ا‪٤‬بسػػّب للوصػػوؿ إٔب غايتػػو‪،‬‬
‫كأيض ػان ينكشػػف لصػػاحب ىػػذا الن ػوع مػػن الكشػػف آفػػات الػػنفس كعيوهبػػا‪ ،‬كمػػا ٰبتػػاج إليػػو مػػن‬
‫الػدكاء لعبلجهػا‪ ،‬كمػا يزيػد ُب سػقمها حػٌب منػو ٰبميهػا‪ ،‬فبهػذا يسػهل عليػو أيضػان إصػػبلحها‪ُ ،‬ب‬
‫كقػػت قصػػّب لتكػػوف أرضػػى لرهبػػا‪ ،‬أمػػا صػػاحب ا‪٢‬بضػػور فمثلػػو كالػػذم ُب أكؿ مشػػيو أك كالػػذم‬
‫يسّب ُب الليل فتارة ينتظر ضوء القمر كتارة ينتظر ‪٤‬بعة ليتضح لػو الطريػق‪ ،‬فيكػوف سػّبه أبطػأ مػن‬
‫صاحب الكشف‪ ،‬فالعلم بالنسبة لو كضوء القمر ككثرة الذكر كاللمع‪ ،‬أم بسبب الذكر ‪ٙ‬بصػل‬
‫لو بعض األحواؿ كا‪٤‬بوارد الٍب ينكشف لو هبػا بعػض معػآب الطريػق‪ ،‬فػإذا ضػعفت إرادتػو عػاد مػن‬

‫‪337‬‬
‫كجد أم ُب االزدياد من العلم ا‪٤‬بصحوب بالذكر‪ ،‬فسرعاف ما يظهػر عليػو‬ ‫حيث أتى كإذا صرب َّ‬
‫ضوء الصباح كتطلع الشمس‪ ،‬فيزداد بذلك سرعة فإذا صرب كجد‪ ،‬من اهلل تعأب عليو با‪٤‬بشػاىدة‬
‫ػبح‬
‫فحينهػػا ينجػػذب قلبػػو فتطػػول لػػو ا‪٤‬بسػػافات كٰبصػػل لػػو ا‪٤‬بػػُب بالوصػػوؿ إٔب مٍنزلػػة القػػرب كيصػ ي‬
‫مػرادا بعػػد مػػا كػػاف مريػػدان‪ .‬قػػاؿ بعضػػهم‪ :‬السػػالك يسػػّب كاجملػػذكب أك العػػارؼ يطػػّب‪ ،‬أم ‪٦‬بػػذكب‬
‫القلب با‪٢‬بب كا‪٤‬بشاىدة‪.‬‬

‫كمػػن أنػواع الكشػػف‪ ،‬نػػوع يػػرل بػػو صػػاحبو بعػػض ا‪٤‬بغيبػػات كبعػػض آيػػات اهلل تعػػأب مػػن‬
‫العػػآب العلػػوم كالسػػفلي‪ ،‬كذلػػك بسػػبب ىػػذا النػػور الػػذم ألقػػاه اهلل تعػػأب بقلػػب كليػػو‪ ،‬فهػػذا النػػور‬
‫يكشػػف ا‪٢‬بجػػاب ا‪٤‬بعنػػوم الػػذم علػػى عػػْب بصػػّبتو فحينئػػذ يػػرل ببص ػّبتو مػػا ال ي ػراه النػػاظركف‪،‬‬
‫كىػػذا ا‪٢‬بجػػاب الػػذم علػػى البصػػّبة ىػػو حجػػاب الغفلػػة كالػػذنوب كالعيػػوب كالشػػهوات‪،‬فإذا أزالػػو‬
‫باجملاىدة مع اإلخبلص هلل تعأب حصػل لػو نػوع مػن أنػواع الكشػف‪ ،‬قػاؿ رسػوؿ اهلل ‪" :‬اتقػوا‬
‫فِراسة المؤمن فإ و ينظر بنور ا " ركاه الَبمذم‪.‬‬

‫كىناؾ أنواع أخػرل مػن الكشػف ال أريػد ذكرىػا‪ ،‬لكػن ال يشػَبط أف يكػوف كػل األكليػاء‬
‫متساكين بالكشف كأنواعو‪ ،‬كعلم تأكيل الرؤيا فهػذا العلػم مػن العلػوـ الكشػفية اللدنيػة فقػد تػرل‬
‫بعض األكلياء من أىل الكشف ٓب يعطوا ىذا العلم‪ ،‬كىكذا كاهلل تعأب أعلم‪.‬‬

‫وأمػػا قػػولهم اإل ػػارة‪ :‬فتػػارة يعنػػوف هبػػا اإل‪٥‬بػػاـ‪ ،‬فيقػػوؿ إشػػارة ربانيػػة ػ أم إ‪٥‬بػػاـ مػػن اهلل‬
‫تعػػأب‪ ،‬كيعػػرب عنػػو أيضػان بقػػوؿ كارد ربػػا٘ب أك خػػاطر ربػػا٘ب‪ ،‬كقػػد تكػػوف اإلشػػارة ٗبعػػُب األمػػر فيقػػاؿ‬
‫إشارة ربانية أم أمر من أكامػره تعػأب‪ ،‬كيقػاؿ أشػار اهلل إٔب ىػذا األمػر ُب القػرآف‪ ،‬أم بينػو لنػا ُب‬
‫كبلمػػو ا‪٤‬بنىػزؿ‪ ،‬يعػػُب ليعمػػل بػػو‪ ،‬كقػػد تكػػوف اإلشػػارة ٗبعػػُب األمػػر أك البيػػاف عػػن طريػػق النػػيب ‪ ‬أك‬
‫عن طريق شيخ حي أك ميت عن طريق الرؤيا ا‪٤‬بناميػة أك عػن طريػق خػارؽ للعػادة ُب اليقظػة عػن‬
‫طريق كٕب ميت أك بعيد‪ ،‬كما حصل لسارية بن زنيم ‪ ‬حْب ‪٠‬بع نداء سيدنا عمر ‪ ‬كعمػر‬
‫ُب ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة على ا‪٤‬بنرب يوـ ا‪١‬بمعة‪ ،‬كسارية كاف ُب هناكند‪ ،‬كقد ثبت أيضان ‪٠‬باع كػبلـ بعػض‬
‫ياض ا‪٤‬بالكي ُب كتاب الشػفا كغػّبه‪ ،‬كحصػل‬ ‫ً‬
‫ا‪٤‬بوتى من الصحابة ‪ ‬كما ركاه اإلماـ القاضي ع ه‬
‫ذل ػػك أيضػ ػان لكث ػػّب ‪٩‬ب ػػن ج ػػاء بع ػػد الص ػػحابة‪ ،‬كاإلش ػػارة ٗبع ػػُب اإل‪٥‬ب ػػاـ ُب الغال ػػب ت ػػأٌب م ػػن غ ػػّب‬

‫‪338‬‬
‫ػتدعاء قلػػيب‪ ،‬كأحيان ػان تػػأٌب عػػن اسػ و‬
‫ػتدعاء مػػن القلػػب‪ ،‬قػػاؿ اإلمػػاـ الرفػػاعي رضػػي اهلل عنػػو‪:‬‬ ‫اس ػ و‬
‫(الرجل الكامل من إذا رفع ا‪٢‬باجة بقلبو إٔب اهلل تعأب أتاه ا‪١‬بواب)‪.‬‬

‫كا‪٣‬بواطر الٍب ترد على القلب أربعة كما بينها صاحب الرسالة القشّبية ‪ ‬كغّبه‪.‬‬
‫قػػاؿ صػػاحب الرسػػالة‪" :‬ا‪٣‬ب ػواطر خطػػاب يػػرد علػػى الضػػمائر‪ ،‬فقػػد يكػػوف بإلقػػاء ملىػ و‬
‫ػك‪،‬‬ ‫ى‬
‫كقد يكوف بإلقاء الشيطاف‪ ،‬كيكوف أحاديث النفس‪ ،‬كيكوف من قبل ا‪٢‬بق سبحانو‪...،‬‬

‫ٍب قػػاؿ‪ :‬فػػإذا كػػاف مػػن قبػػل ا‪٤‬بلىػػك فإ٭بػػا يعلػػم صػػدقو ٗبوافقػػة العلػػم ػ (أم الشػػرع) ك‪٥‬بػػذا‬
‫ى‬
‫قالوا‪ :‬كل خاطر ال يشهد لو ظاىر فهو باطل‪ ،‬قلت قاؿ ابن رسبلف‪ٕ (:‬بر الرجز)‬

‫فإف يكن مأموره فبادر‬ ‫كزف ٕبكم الشرع كل خاطر‬

‫ٍب قػػاؿ القشػّبم‪ :‬كإذا كػػاف مػػن قبػػل الشػػيطاف (كيسػػمى الوسػواس) فػػأكثر مػػا يػػدعو إٔب‬
‫ا‪٤‬بعاصي‪.‬‬

‫كإذا كاف من قبل النفس فأكثره ما يدعو إٔب اتباع شهوة أك استشعار كرب أك ما ىو من‬
‫خصائص أكصاؼ النفس‪ ،‬كاتفق ا‪٤‬بشايخ على أف من كاف أكلػو مػن ا‪٢‬بػراـ ٓب يفػرؽ بػْب اإل‪٥‬بػاـ‬
‫كالوسواس‪...،‬‬

‫ٍب قػػاؿ‪ :‬كأف مػػن سػػكنت عنػػو ى ػواجس نفسػػو بصػػدؽ ‪٦‬باىدتػػو‪ ،‬نطػػق بيػػاف قلبػػو ٕبكػػم‬
‫مكابدتو‪ ،‬كقاؿ بعض ا‪٤‬بشايخ‪:‬إف نفسك ال تصدؽ كقلبك ال يكذب‪...‬‬

‫ٍب قػػاؿ‪ :‬كفػػرؽ ا‪١‬بنيػػد بػػْب ىػواجس الػػنفس ككسػػاكس الشػػيطاف‪ ،‬بػػأف الػػنفس إذا طالبتػػك‬
‫بشيء أ‪٢‬بت فبل تزاؿ تعاكدؾ كلو بعد حْب حٌب تصل إٔب مرادىا كٰبصل مقصودىا‪ ،‬اللهػم إال‬
‫أف يػػدكـ صػػدؽ اجملاىػػدة‪ٍ ،‬ب أهنػػا تعػػاكدؾ كتعػػاكدؾ‪ ،‬كأمػػا الشػػيطاف إذا دعػػاؾ إٔب زلػػة فخالفتػػو‬
‫بَبؾ ذلك يوسوس بزلة أخرل‪...‬‬

‫ٍب قاؿ‪ :‬كإ٭با يريػد أف يكػوف داعيػا أبػدان إٔب زلػة مػا كال غػرض لػو ُب ‪ٚ‬بصػيص كاحػد دكف‬
‫كاحد‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫كقيػػل كػػل خػػاطر يكػػوف مػػن ا‪٤‬بلػػك فرٗبػػا يوافقػػو صػػاحبو كرٗبػػا ٱبالفػػو‪ ،‬فأمػػا خػػاطر يكػػوف‬
‫من ا‪٢‬بق سبحانو فبل ٰبصل خبلؼ من العبد لو‪.‬‬

‫كسئل الشيخ عبد القادر ‪ ‬عن صفات ا‪٤‬بوارد اإل‪٥‬بية كالطوارؽ الشيطانية فقاؿ‪ :‬الوارد‬
‫اإل‪٥‬بػ ػػي ال يػ ػػأٌب إال باسػ ػػتدعاء‪ ،‬كال يػ ػػذىب بسػ ػػبب‪ ،‬كال يػ ػػأٌب علػ ػػى ٭بػ ػػط كاحػ ػػد كال ُب كقػ ػػت‬
‫‪٨‬بصوص‪ ،‬كالطارؽ الشيطا٘ب ٖببلؼ ذلك غالبان‪.‬‬

‫كللشػػيوخ كػػبلـ غػػّب ىػػذا أيضػان ُب ا‪٣‬ب ػواطر كالػواردات كٗبػػا أف ا‪٤‬بريػػد السػػالك قػػد يشػػكل‬
‫عليو فهم اإلشارة أك الوارد أحيانا فينصػح بصػحبة عػآب ربػا٘ب‪ ،‬أك يسػأؿ‪ ،‬كبا‪١‬بملػة فػإف السػلوؾ‬
‫الصحيح غالبا يكػوف علػى يػد شػيخ عػارؼ بػاهلل تعػأب‪ ،‬كقػد مػر معنػا شػيء مػن أدب ا‪٤‬بريػد مػع‬
‫الشيخ‪ ،‬فيا طالب ا‪٢‬بق أنػت ُب ا‪٢‬بقيقػة ضػعيف فقػّب ‪٧‬بتػاج فػبل تتكػرب كتواضػع كانكسػر ليصػح‬
‫لك السلوؾ‪.‬‬

‫كقد تركت شرح بعض ا‪٤‬بصطلحات الصوفية غّب الٍب م َّػر ذكرىػا خشػية اإلطالػة كا‪٣‬بػركج‬
‫عن موضوع الكتاب ففيما بينتو فائدة كبّبة ‪٤‬بن يكفِّ ىق للفهم كالعمل‪.‬‬

‫ذكر بعض ك ـ اإلماـ عبد القادر في الوعظ واإلر اد‬

‫اخػػَبت مػػن كبلمػػو الػػذم كػػاف يلقيػػو علػػى النػػاس ُب ‪٦‬بلسػػو ‪٩‬بػػا يسػػهل علينػػا فهمػػو‪ ،‬فػػإف‬
‫سػػيدم الشػػيخ عبػػد القػػادر كػػاف يكلػػم النػػاس علػػى حسػػب أح ػوا‪٥‬بم كمقامػػاهتم عػػامبل بنصػػيحة‬
‫جده اإلماـ علي ا‪٤‬برتضى عليو السبلـ حيث قاؿ‪ :‬با بوا الناس على قػدر عقػولهم‪ ،‬أت بػوف‬
‫أف يكػػذب ا ورسػػولو" فػػإف للشػػيخ عبػػد القػػادر كبلم ػا ُب ا‪٤‬بعػػارؼ بعضػػو ال يفهمػػو إال كبػػار‬
‫العارفْب‪ ،‬كقد ذكر اإلماـ اليػافعي ُب كتابػو نشػر احملاسػن الغاليػة عػن بعػض الػركاة‪ ،‬قػالوا‪ :‬حضػرنا‬
‫‪٦‬بلس الشيخ ‪٧‬بيي الدين أيب ‪٧‬بمد عبد القادر ‪ٗ ‬بٍنزلو ٗبدرسة باب األزج سنة سبع ك‪ٟ‬بسْب‬
‫ك‪ٟ‬بسمائة كىو يأكل اللنب‪ ،‬فَبؾ األكل كسها سهوة طويلة ٍب قاؿ‪ :‬قػد فػتح لقلػيب اآلف سػبعوف‬
‫بابان من أبواب العلم اللد٘ب‪ ،‬سعة كػل بػاب منهػا كسػعة مػا بػْب السػماء كاألرض‪ ،‬قػالوا‪ٍ:‬ب تكلػم‬

‫‪341‬‬
‫ُب معػػارؼ أىػػل ا‪٣‬بصػػوص كبلمػان طػػويبلن دىػػش لػػو ا‪٢‬باضػػركف‪ ،‬كقلنػػا‪ :‬مػػا نظػػن أف أحػػدان يػػتكلم‬
‫هبذا الكبلـ من بعد الشيخ‪( .‬يعِب أف كبلمو على حسب طبقات الناس)‪.‬‬

‫كاف سيدنا الشيخ عبد القادر ‪ ‬يعقد لو ثبلثػة ‪٦‬بػالس للػوعظ ُب األسػبوع يػتكلم هبػا‬
‫على عشرات اآلالؼ من الناس من العواـ كا‪٣‬بواص‪٦ ،‬بلس بكرة يػوـ ا‪١‬بمعػة ك‪٦‬بلػس عشػية يػوـ‬
‫الثبلثاء با‪٤‬بدرسة‪ ،‬ك‪٦‬بلػس بكػرة يػوـ األحػد بالربػاط‪ ،‬كقػد مػر معنػا أنػو كػاف يعطػى كػل يػوـ ثبلثػة‬
‫عشػػر درسػان ُب فنػػوف العلػػم‪ ،‬كمػػر معنػػا أيضػان بيػػاف بعػػض األحػواؿ الػػٍب كانػػت ‪ٙ‬بصػػل ُب ‪٦‬بلسػػو‪،‬‬
‫كشيء عن كصف اجمللس‪ ،‬ككيف كػاف حالػو يسػرم ُب ا‪٢‬باضػرين كأنػو كػاف يسػيطر علػى اجمللػس‬
‫مع اتساعو بقوة سره كعظيم ىيبتو‪ ،‬كأف الكل يسػمعو القريػب منػو كالبعيػد‪ ،‬ككػل ذلػك مػن ‪ٝ‬بلػة‬
‫كراماتو ‪.‬‬

‫كقد أحبببت أف أذكر شيئان مػن كلماتػو الوعظيػة العطريػة الطيبػة ا‪٤‬بباركػة الػٍب تنبعػث منهػا‬
‫األنوار ا‪٤‬بشعة‪ ،‬كالشمس الساطعة‪ ،‬كبقوهتا كأصوات الرعد ا‪٥‬بػدارة‪ ،‬الػٍب يعقبهػا ىطػوؿ األمطػار‬
‫العزيزة‪ ،‬فتسيل أهناران صافية تركم القلػوب الظامئػة‪ ،‬كا‪٤‬بػاء الػزالؿ عذبػة بػاردة‪ ،‬ككالعسػل ا‪٤‬بصػفى‬
‫حلوة‪ ،‬شعاعها ٱبَبؽ القلوب الغافلة‪ ،‬فتشرؽ بالطاعة كاإلنابة‪ ،‬كتشع هبا القلوب العامرة‪.‬‬

‫كأما ىدير قوهتا فتتحرؾ بو القلوب كتضطرب بأحواؿ سنية باىرة‪ ،‬كبرقهػا يهػيج القلػوب‬
‫العاشقة‪ ،‬كصواعقها تقطع األفئدة الوا‪٥‬بػة‪ ،‬كتقصػم ظهػور أىػل النفػاؽ كالزندقػة كالشقشػقة الػذين‬
‫يسعوف ُب ‪ٛ‬بزيق األمة كالتفرقة‪ ،‬كتتدكدؾ قلوهبم من ىوؿ تلك الصاعقة‪.‬‬

‫كأمػػا فيضػػها ف ػػّبكل القلػػوب ا‪٤‬بخلصػػة‪ ،‬كعػػذكبتها تنب ػػت القلػػوب الص ػػادقة كتق ػػَبب هبػػا‬
‫القلوب اليائسػة‪ ،‬كحبلكهتػا تػؤنس القلػوب ا‪٤‬بوحشػة كتلػْب هبػا القلػوب ا‪١‬بامػدة القاسػية‪ ،‬فكػم ُب‬
‫‪٦‬بلسو من قلوب كجلة كعيوف بالدمع ىطالة‪ ،‬كأبداف مضطربة كأصوات بالصياح عالية تارةن‪ ،‬كال‬
‫يسمع سول صوت أنفاسهم ىكٍىلىةن‪٩ ،‬با يتجللو من ا‪٥‬بيبة ‪ ‬كرضي عنا بو‪.‬‬

‫فمن كبلمو ‪ ‬ما كاف يفتتح بو ‪٦‬بلسو‪.‬‬

‫‪340‬‬
‫قػػاؿ التػػادُب ُب القبلئػػد كغػػّبه‪ :‬قػػاؿ سػػيدنا الشػػيخ عبػػد الوىػػاب كالشػػيخ عبػػد الػػر‪ٞ‬بن‬
‫رضػي اهلل عنهمػا‪ :‬كػاف كالػدنا ‪ ‬يقػوؿ ُب ‪٦‬بػالس كعظػو‪" :‬ا‪٢‬بمػد هلل رب العػا‪٤‬بْب‪ٍ ،‬ب يسػكت‬
‫ٍب يق ػػوؿ‪ :‬ا‪٢‬بم ػػد هلل رب الع ػػا‪٤‬بْب ٍب يس ػػكت‪ٍ ،‬ب يق ػػوؿ ا‪٢‬بم ػػد هلل رب الع ػػا‪٤‬بْب‪ٍ ،‬ب يق ػػوؿ‪ :‬ع ػػدد‬
‫خلقػ ػو كزن ػػة عرش ػػو كرض ػػا نفس ػػو كم ػػداد كلمات ػػو ك‪ٝ‬بي ػػع م ػػا ش ػػاء كخل ػػق كذرأ كبػ ػرأ‪ ،‬ع ػػآب الغي ػػب‬
‫كالشهادة الر‪ٞ‬بن الرحيم ا‪٤‬بلك القدكس العزيز ا‪٢‬بكيم‪ ،‬كأشهد أف ال إلػو إال اهلل كحػده ال شػريك‬
‫لو‪ ،‬لو ا‪٤‬بلك كلو ا‪٢‬بمد ٰبي كٲبيت كىو حي ال ٲبوت بيده ا‪٣‬بّب كىػو كػل شػيء قػدير‪ ،‬كال ندلػو‬
‫كال شريك لو كال كزير كال عوف كال ظهّب‪ ،‬الواحد األحد الفػرد الصػمد الػذم ٓب يلػد كٓب يولػد كٓب‬
‫يكن لو كفوان أحد‪ ،‬ليس ٔبسم فيمس كال جوىر فيحس كال عػرض فيكػوف منتقصػان ىنالػك‪ ،‬كال‬
‫كزي ػر ل ػػو كال مش ػػارؾ‪ ،‬ج ػػل أف يش ػػبو ٗب ػػا ص ػػنعو أك يض ػػاؼ ‪٤‬ب ػػا اخَبع ػػو ل ػػيس كمثل ػػو ش ػػيء كى ػػو‬
‫السػػميع البصػػّب‪ ،‬كأشػػهد أف ‪٧‬بمػػدان ‪ ‬عبػػده كرس ػولو كحبيبػػو كخليلػػو كصػػفيو ك‪٪‬بيػػو كخّبتػػو مػػن‬
‫خلقو‪ ،‬أرسلو با‪٥‬بدل كدين ا‪٢‬بق ليظهره على الدين كلو كلو كره ا‪٤‬بشركوف‪.‬‬

‫اللهػػم كارض عػػن الرفيػػع العمػػاد الطويػػل النجػػاد ا‪٤‬بؤيػػد بػػالتحقيق ا‪٤‬بكػػُب بػػالعتيق ا‪٣‬بليفػػة‬
‫الشػفيق ا‪٤‬بسػػتخرج مػػن أطهػػر أصػػل عريػػق الػػذم ا‪٠‬بػػو با‪٠‬بػػو مقػػركف كجسػػمو مػػع جسػػمو مػػدفوف‬
‫اإلماـ أيب بكر الصديق‪ ،‬كعن القصّب األمل الكثّب العمل الذم ال خامره كجل كال عارضػو زلػل‬
‫كال داخلػػو ملػػل ا‪٤‬بؤيػػد بالصػواب ا‪٤‬بلهػػم فصػػل ا‪٣‬بطػػاب حنيفػػي احملػراب الػػذم كافػػق حكمػػو نػػص‬
‫الكتاب اإلماـ أيب حفص عمر بن ا‪٣‬بطاب‪ ،‬كعن ‪٦‬بهز جيش العسرة‪ .‬كعاشر العشرة مػن شػيد‬
‫اإلٲبػػاف كرتػػل القػػرآف كش ػتت الفرسػػاف كضعضػػع الطغيػػاف م ػزين احملػػراب بإمامتػػو كالقػػرآف بتبلكتػػو‬
‫أفضػػل الشػػهداء كأكػػرـ السػػعداء ا‪٤‬بسػػتحي منػػو مبلئكػػة الػػر‪ٞ‬بن ذم النػػورين أيب عمػػرك عثمػػاف بػػن‬
‫عفاف‪ ،‬كعن البطل البهلوؿ كزكج البتوؿ كابن عم الرسوؿ كسػيف اهلل ا‪٤‬بسػلوؿ قػالع البػاب كىػازـ‬
‫األحػزاب إمػػاـ الػػدين كعا‪٤‬بػػو كقاضػػي الشػػرع كحاكمػػو كا‪٤‬بتصػػدؽ ُب الصػػبلة ٖبا‪ٛ‬بػػو مفػػدل رسػػوؿ‬
‫اهلل ‪ ‬بنفسػ ػػو كمظهػ ػػر العجائػ ػػب اإلمػ ػػاـ أيب ا‪٢‬بسػ ػػنْب عل ػ ػي بػ ػػن أيب طالػ ػػب‪ ،‬كعػ ػػن السػ ػػبطْب‬
‫الشػهيدين ا‪٢‬بسػن كا‪٢‬بسػْب‪ ،‬كعػػن العمػْب الشػريفْب ا‪٢‬بمػزة كالعبػػاس‪ ،‬كعػن األنصػار كا‪٤‬بهػػاجرين‪،‬‬
‫كعن التابعْب ‪٥‬بم بإحساف إٔب يوـ الدين يا رب العا‪٤‬بْب‪.‬‬

‫اللهم أصلح اإلماـ كاألمة كالراعي كالرعية‪ ،‬كألف بْب قلوهبم ُب ا‪٣‬بػّبات كادفػع شػر بعضػهم عػن‬
‫بعض‪ ،‬اللهم كأنت العآب بسرائرنا فأصلحها‪ ،‬كأنػت العػآب بػذنوبنا فاغفرىػا‪ ،‬كأنػت العػآب بعيوبنػا‬

‫‪342‬‬
‫فاسَبىا‪ ،‬كأنت العآب ٕبوائجنا فاقضها‪ ،‬ال ترانا حيث هنيتنا كال تفقدنا من حيػث أمرتنػا كأعزنػا‬
‫بالطاعػػة كال تػػذلنا ٗبعصػػية كاشػػغلنا بػػك عمػػن سػواؾ كاقطػػع عنػػا كػػل قػػاطع يقطعنػػا عنػػك كأ‪٥‬بمنػػا‬
‫ذكػػرؾ كشػػكرؾ كأعنػػا علػػى حسػػن عبادتػػك‪ٍ ،‬ب يشػػّب بإصػػبعو تلقػػاء كجهػػو كيقػػوؿ‪ :‬ال إلػػو إال اهلل‬
‫ما شػاء اهلل كػاف كمػا ٓب يشػأ ٓب يكػن‪ ،‬مػا شػاء اهلل ال قػوة إال بػاهلل العلػي العظػيم‪ ،‬اللهػم ال ‪ٙ‬بينػا‬
‫ُب غفلػػة كال تأخػػذنا علػػى غػػرة‪ ،‬ربنػػا ال تؤاخػػذنا إف نسػػينا أك أخطأنػػا ربنػػا كال ‪ٙ‬بمػػل علينػػا إص ػران‬
‫‪ٙ‬بملنػػا مػػا ال طاقػػة لنػػا بػو كاعػػف عنػػا كاغفػػر لنػػا كار‪ٞ‬بنػػا‬
‫كمػا ‪ٞ‬بلتػػو علػػى الػػذين مػػن قبلنػا ربنػػا كال ِّ‬
‫أنت موالنا فانصرنا على القوـ الكافرين‪.‬‬

‫ػاقض إٲبػػاف أك نػػاقض توبػػة يقػػوؿ‪" :‬يػػا ىػػذا نادينػػاؾ كمػػا‬


‫ككػػاف ‪ ‬إذا قػػاـ مػػن ‪٦‬بلسػػو نػ ي‬
‫أجبػػت ككػػم ردعنػػاؾ كمػػا ارتػػدعت ككػػم اسػػتعجلناؾ كمػػا عجلػػت ككػػم كٖبنػػاؾ كمػػا خجلػػت ككػػم‬
‫كاشػػفناؾ كأنػػت تعلػػم أنػػا نػراؾ‪،‬ككم أمهلنػػاؾ أيامػان كشػػهوران ككػػم بشػرناؾ أعوامػػا كدىػػوران كأنػػت ال‬
‫تزداد إال نفوران كال ترينا إال فجوران‪.‬‬

‫ي ػػا ى ػػذا إف نقض ػػت العه ػػد كالوع ػػود‪ ،‬كع ػػدت بع ػػد أف عاى ػػدتنا أف ال تع ػػود ك‪٫‬ب ػػن ق ػػد‬
‫إف صفحنا عنك ال يػدكـ‪ ،‬فكيػف بػك إف رددنػاؾ أك طردنػاؾ‬ ‫أنذرناؾ لكي تقوـ‪ ،‬كما يدريك‪َّ ،‬‬
‫كمػػا أردنػػاؾ كال عػػذرناؾ كمػػا أعػػدناؾ‪ ،‬كٓب نقبػػل رجوعػػك‪ ،‬أٓب تعلػػم أنػػك جئتنػػا خاشػػعا ككقفػػت‬
‫بأبوابنا خاضعان‪ٍ ،‬ب ا‪٫‬برفت عنا راجعػان‪ ،‬عجبػان ‪٤‬بػن يػدعي حبنػا كيػف ال يسػمح بكلػو‪ ،‬كيػا عجبػان‬
‫‪٤‬بن ٯبد قربنا أك ذاؽ شربة من شراب أنسنا كيف ينفرد عن حزبنا‪.‬‬

‫يػػا ىػػذا‪ :‬لػػو كنػػت صػػادقا لكنػػت موافق ػان‪ ،‬كلػػو كنػػت آلفػػا ٓب تكػػن ‪٨‬بالفػػا‪ ،‬لػػو كنػػت مػػن‬
‫أحبابنا ٓب تربح عن بابنا كتلذذت بعذابنا‪.‬‬

‫يػػا ىػػذا‪ :‬ليتػػك ٓب ‪ٚ‬بلػػق‪ ،‬كإذا خلقػػت علمػػت ‪٤‬بػػاذا خلقػػت‪( ،‬أم ليتػػك بعػػدما خلقػػت‬
‫علمت ‪٤‬باذا خلقت)‪.‬‬

‫يػػا نائمػػا انتبػػو كافػػتح عيونػك كانظػػر أمامػػك فقػػد أتت ػك جنػػود العػػذاب كاسػػتحققتها لػػوال‬
‫لطػػف الكػػر‪ٙ‬ب الوىػػاب‪ ،‬يػػا زائػػل يػػا راحػػل يػػا منتقػػل تػػزكد كىيِّػػئ سػػفرتك‪ ،‬سػػافر ألػػف عػػاـ لتسػػمع‬
‫مػػُب كلمػػة كاحػػدة‪ ،‬يػػا أخػػي بػػاهلل عليػػك ال تغػػَب بطػػوؿ ا‪٢‬بيػػاة ككثػػرة ا‪٤‬بػػاؿ كا‪١‬بػػاه‪ ،‬فػػإف بػػْب تقلػػب‬
‫ت الدنيا مثلك ‪٩‬با كػاف قبلػك‪ ،‬فخػذ حػذرؾ‪،‬‬ ‫الليل كالنهار أموران عجيبة كحادثات غريبة‪ ،‬كم ى‪٠‬بَّ ً‬

‫‪343‬‬
‫فهػػا ىػػي قػػد جػػردت سػػيفها لقتلػػك فإهن ػػا غػػدارة مكػػارة‪ ،‬كإذا أمكنته ػػا الفرصػػة ش ػػنت عليػػك‬
‫الغػػارة‪ ،‬كػػم غػػرت مثلػػك ٖبلػػب برقهػػا البلمػػع‪ ،‬كأكسػػعت لػػو ا‪٤‬بطػػامع فهػػو ألمرىػػا طػػائع كليمينهػػا‬
‫سػػامع ك‪٤‬برادىػػا كىواىػػا متػػابع‪ٍ ،‬ب سػػقتو علػػى غػػرة منػػو كأس ػان مػػن ‪٠‬بهػػا النػػاقع‪ ،‬فمػػا أحػػس إال‬
‫كالػػديار منػػو ببلقػػع‪ ،‬كبكػػى الػػدـ فضػػبل عػػن ا‪٤‬بػػدامع حيػػث صػػار رىػػْب عملػػو بقعػػر قػػربه إٔب يػػوـ‬
‫بعث األموات من ا‪٤‬بضاجع‪.‬‬

‫وىذه ُج َم ٌل من ك مو الذي يفوح منو عبير المسح‪ ،‬ابترتها‬


‫من كتاب الفتح الربا ي والفيض الرحما ي الذي جم بعض مواعظو‬

‫عز كجل‬
‫‪ -‬قاؿ ‪ُ ‬ب التسليم كعدـ االعَباض على اهلل تعأب‪" :‬االعَباض على ا‪٢‬بق ٌ‬
‫عند نزكؿ األقدار موت الدين‪ ،‬موت التوحيد‪ ،‬موت التوكل كاإلخبلص‪ ،‬كالقلب ا‪٤‬بؤمن ال‬
‫يعرؼ ٓب ككيف‪ ،‬بل يقوؿ بلى‪ ،‬النفس كلها ‪٨‬بالفة منازعة فمن أراد صبلحها فليجاىدىا حٌب‬
‫يأمن شرىا‪ ....‬فإذا جوىدت كاطمأنت صارت كلها خّبان ُب خّب‪ ،‬تصّب موافقة ُب ‪ٝ‬بيع‬
‫الطاعات كُب ترؾ ‪ٝ‬بيع احملرمات‪ ،‬فحينئذ يقاؿ ‪٥‬با‪ ":‬يا أيتها النفس ا‪٤‬بطمئنة ارجعي إٔب ربك‬
‫راضيةن مرضيةن"‪....‬‬

‫عز كجل كالتوحيد لو كاإلخبلص ُب األعماؿ‪،‬‬ ‫صبلح القلب بالتقول كالتوكل على اهلل ٌ‬
‫كفساده بعدـ ذلك‪ ،‬القلب طائر ُب قفص البنية‪ ،‬ىك يد َّرة ُب حقة‪ ،‬ىك ىم واؿ ُب خزانة‪ ،‬فاالعتبار‬
‫بالطائر ال بالقفص‪ ،‬بالدرة ال با‪٢‬بقة‪ ،‬با‪٤‬باؿ ال با‪٣‬بزانة‪.‬‬

‫اللهم اشغل جوارحنا بطاعتك‪ ،‬كقلوبنا ٗبعرفتك‪ ،‬كاشغلنا طوؿ حياتنا ُب ليلنا كهنارنا‪،‬‬
‫كأ‪٢‬بقنا بالذين تقدموا من الصا‪٢‬بْب‪ ،‬كارزقنا ما رزقتهم‪ ،‬ككن لنا كما كنت ‪٥‬بم آمْب‪....‬‬

‫يا غبلـ‪ :‬عظ نفسك أكالن ٍب عظ نفس غّبؾ‪ ،‬عليك ٖبويصة نفسك‪ ،‬ال تتع ٌد إٔب‬
‫غّبؾ كقد بقي عندؾ بقية ‪ٙ‬بتاج إٔب إصبلحها‪ ،‬كٰبك؟ أنت تعرؼ كيف ‪ٚ‬بلص غّبؾ‪ ،‬أنت‬
‫أعمى‪ ،‬كيف تقود غّبؾ؟ إ٭با يقود الناس البصّب‪ ،‬إ٭با ٱبلصهم من البحر السابح احملمود‪ ،‬إ٭با‬
‫عز كجل من عرفو‪ ،‬أما من جهلو كيف يدؿ عليو؟ال كبلـ لك ُب تصرؼ اهلل‬ ‫يرد الناس إٔب اهلل ٌ‬
‫ٌ‬
‫عز كجل‪...‬‬ ‫ٌ‬

‫‪344‬‬
‫كٰبك‪ :‬تدعي أنك عبده كتطيع سواه‪ ،‬لو أنك عبده على ا‪٢‬بقيقة لعاديت فيو ككاليت‬
‫عز كجل‪ :‬وما أمروا إال ليعبدوا ا مخلصين لو الدين حنفاء‪[ ‬سورة البينة]‬
‫فيو‪ ...‬قاؿ ٌ‬
‫عز كجل ىو خالق األشياء ‪ٝ‬بيعها كبيده األشياء ‪ٝ‬بيعها‪،‬‬
‫دع عنك الشرؾ با‪٣‬بلق ككحد ا‪٢‬بق ٌ‬
‫عز كجل‪ ،‬قاؿ اهلل‬
‫يا طالب األشياء من غّبه ما أنت عاقل‪ ،‬ىل شيء ليس ىو ُب خزائن اهلل ٌ‬
‫عز كجل‪ :‬وإف من يء إال عند ا ب ائنو‪[‬سورة ا‪٢‬بجر] ىذا آخر الزماف‪ ،‬قد ظهر سوؽ‬
‫ٌ‬
‫النفاؽ‪ ،‬سوؽ الكذب‪ ،‬ال تقعدكا مع ا‪٤‬بنافقْب الكذابْب الدجالْب‪ ،‬كٰبك نفسك منافقة كاذبة‬
‫كيف تقعد معها؟ خالفها ال توافقها قيدىا كال تطلقها‪ ،‬اسجنها كأجر عليها حقها الذم ال‬
‫بد ‪٥‬با منو‪ ،‬اقمعها باجملاىدات‪ ،‬كأما ا‪٥‬بول فاركبو كال ‪ٚ‬بلو يركبك‪ ،‬كالطبع فبل تصحبو فإنو‬
‫كالطفل‪ ،‬كيف تتعلم من طفل صغّب كتقبل منو‪ ،‬كالشيطاف فهو عدكؾ كعدك أبيك آدـ عليو‬
‫السبلـ‪ ،‬كيف تسكن إليو كتقبل منو كبينك كبينو دـ كعداكة قدٲبة؟ ال تأمن منو‪ ،‬فإذا ‪ٛ‬بكن‬
‫عز كجل كا‪٤‬براقبة لو كالورع ُب ا‪٣‬بلوات‪،‬‬
‫منك قتلك‪ ،‬اجعل التقول سبلحك‪ ،‬كالتوحيد هلل ٌ‬
‫عز كجل جندؾ‪ ،‬فهذا السبلح كىذا ا‪١‬بند ىم الذين يهزمونو‬ ‫كالصدؽ كاالستعانة باهلل ٌ‬
‫كيهدمونو كيكسركف جيشو‪ ،‬كيف ال هتزمو كا‪٢‬بق معك‪....،‬‬

‫جاء رجل إٔب النيب ‪ ‬فقاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل إ٘ب أحبك فقاؿ‪..." :‬إف كنت ت بني ف عد‬
‫للفقر تِ فافاً ‪ "...‬ركاه الَبمذم‪.‬‬

‫كج ػ ػ ػ ػ ػػاء رج ػ ػ ػ ػ ػػل آخ ػ ػ ػ ػ ػػر إٔب الن ػ ػ ػ ػ ػػيب ‪ ‬فق ػ ػ ػ ػ ػػاؿ إ٘ب أح ػ ػ ػ ػ ػػب اهلل ع ػ ػ ػ ػ ػ ٌػز كج ػ ػ ػ ػ ػػل فق ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‪:‬‬
‫"اتخػذ للبػ ء جلبػابػا"‪.‬‬
‫‪٧‬ببة اهلل كرسولو مقركناف بالفقر كالببلء‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ بعض الصا‪٢‬بْب‪ :‬ككل الببلء بالوالء"‬
‫عز كجل‪ ،‬فجعل الثبات‬ ‫كي ال يي َّدعى‪ ،‬لو ٓب يكن كذلك كإال كاف كل أحد يدعي ‪٧‬ببة اهلل ٌ‬
‫على الببلء كالفقر تنبيها على ىذه احملبة‪ ،‬ربنا آتنا ُب الدنيا حسنة كُب اآلخرة حسنة كقنا‬
‫عذاب النار‪.‬‬
‫عز‬
‫‪ -‬من كبلمو ُب الصرب كمواساة الفقراء‪ ،‬قاؿ رضي اهلل عنو‪" :‬إ٭با يظفر ٗبا عند اهلل ٌ‬
‫عز كجل أمر الصرب‪ ،‬الفقر كالصرب ال ٯبتمعاف إال ُب حق ا‪٤‬بؤمن‪،‬‬ ‫كجل بالصرب‪ ،‬ك‪٥‬بذا أكد اهلل ٌ‬
‫احملبوف يبتلوف فيصربكف كيلهموف فعل ا‪٣‬بّبات مع ببلئهم‪ ،‬كيصربكف على ما يتجدد عليهم من‬
‫عز كجل‪ ،‬لوال الصرب ‪٤‬با رأيتمو٘ب بينكم‪ ...‬كاسوا الفقراء بشيء من أموالكم‪ ،‬ال تردكا‬‫عند رهبم ٌ‬

‫‪345‬‬
‫عز كجل ُب حبو العطاء‪،‬‬
‫سائبل كأنتم تقدركف أف تعطوه شيئان قليبلن كاف أك كثّبان‪ ،‬كافقوا ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كاشكركه كيف َّأىلكم كأقدركم على العطاء‪.‬‬

‫عز كجل كأنت قادر على إعطائو فكيف ترد ا‪٥‬بدية‬ ‫كٰبك‪ :‬إذا كاف السائل ىدية اهلل ٌ‬
‫على مهديها‪ ،‬عندم تستمع كتبكي‪ ،‬كإذا جاء الفقّب يقسو قلبك‪ ،‬فدؿ على أف بكاءؾ‬
‫عز كجل‪ ،‬السماع عندم أكال بالسر‪ٍ ،‬ب بالقلب ٍب ا‪١‬بوارح‪....‬‬
‫ك‪٠‬باعك ما كاف خالصان هلل ٌ‬
‫يا غبلـ‪ :‬تناكؿ األقساـ بيد الزىد ال بيد الرغبة‪ ،‬ليس من يأكل كيبكي كمن يأكل‬
‫عز كجل‪ ،‬فإنك تسلم من شرىا‪ ،‬إذا أكلت من يد‬ ‫كيضحك‪ ،‬يك ًل األقساـ كقلبك مع ا‪٢‬بق ٌ‬
‫الطبيب كاف خّبان من أف تأكل كحدؾ ما ال تعلم أصلو‪ ،‬يا غبلـ‪ :‬ال ‪ٚ‬بالط الناس مع العمى‬
‫مع ا‪١‬بهل مع الغفلة كالنوـ‪ ،‬خالطهم بالبصّبة كالعلم كاليقظة‪ ،‬فإذا رأيت منهم ما ‪ٙ‬بمده‬
‫فاتبعو‪ ،‬كإذا رأيت منهم ما يسوؤؾ فاجتنبو كردىم عنو‪ ...‬أنتم ُب غفلة عن ا‪٢‬بق سبحانو‪،‬‬
‫عليكم باليقظة لو‪...‬‬

‫كٰبك‪ :‬كم تتأكؿ كتَبخص‪ ،‬ا‪٤‬بتأكؿ غادر‪ ،‬إذا ركبنا العزٲبة كتعلقنا باإل‪ٝ‬باع كأخلصنا ُب‬
‫أعمالنا ‪ٚ‬بلصنا‪.‬‬

‫فكيف إذا تأكلنا كترخصنا‪ ،‬العزٲبة ذىبت كذىب أىلها‪ ،‬ىذا زماف الرخص ال زماف‬
‫العزائم‪ ،‬ىذا زماف الرياء كالنفاؽ كأخذ األمواؿ بغّب ا‪٢‬بق‪ ،‬قد كثر من يصلي كيصوـ كٰبج‬
‫كيزكي كيفعل أفعاؿ ا‪٣‬بّب للخلق ال للخالق‪.‬‬

‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب القناعة كالتسليم هلل‪" :‬أيها الفقّب ال تتمن الغُب فلعلو سبب ىبلكك‪،‬‬
‫كأنت أيها ا‪٤‬بريض ال تتمن العافية فلعها سبب ىبلكك‪ ،‬كن عاقبل‪ ،‬احفظ ‪ٜ‬برؾ ٰبمد أمرؾ‪،‬‬
‫اقنع هبذا القدر الذم معك كال تطلب زيادة عليو‪...‬‬

‫كليكن أكثر سؤالك العفو كالعافية كا‪٤‬بعافاة ُب الدين كالدنيا كاآلخرة‪ ،‬اقنع هبذا‬
‫عز كجل‬‫عز كجل‪ ،‬كال تتجرب فإنو يقصمك ال تتجرب على اهلل ٌ‬ ‫فحسب‪ ،‬ال تتخّب على اهلل ٌ‬
‫كعلى خلقو بشبابك كقوتك كمالك فإنو يبطش بك‪ ،‬كيأخذؾ أخذ من أخذه فإف أخذه أليم‬
‫شديد‪...‬‬

‫‪346‬‬
‫يػ ػ ػػا غػ ػ ػػبلـ‪ :‬علمػ ػ ػػك يناديػ ػ ػػك أنػ ػ ػػا حجػ ػ ػػة عليػ ػ ػػك إف ٓب تعمػ ػ ػػل يب‪ ،‬كحجػ ػ ػػة لػ ػ ػػك إف‬
‫عملت يب‪....‬‬

‫يا مسكْب‪ :‬دع عنك الكبلـ فيما ال ينفعك‪ ،‬اترؾ التعصب ُب ا‪٤‬بذىب كاشتغل بشيء‬
‫ينفعك ُب الدنيا كاآلخرة‪ ،‬سَبل عن قريب خربؾ كتذكر كبلمي سوؼ ترل عند الطعاف كليس‬
‫على رأسك خوذة‪ ...‬فرغ قلبك من ٮبوـ الدنيا فإنك مأخوذ منها عن قريب‪ ،‬ال تطلب طيب‬
‫العيش فما يقع بيدؾ‪ ،‬قاؿ النيب ‪" :‬العيي عيي اآلبرة"‪ ...‬فالعاقل من يلزـ بابو‪ ،‬كيعرض‬
‫عن باب غّبه‪ ،‬يا يم ٍدبًر أراؾ ترضي ا‪٣‬بلق كتسخط ا‪٣‬بالق‪ٚ ،‬برب آخرتك بعمارة دنياؾ‪...‬‬

‫يا غبلـ‪ :‬ال تكن ُب أخذؾ للدنيا كحاطب الليل ما يدرم ما يقع بيده‪ ،‬إ٘ب أراؾ ُب‬
‫تصرفاتك كحاطب ليل ُب ليلة ظلماء ال قمر فيها كال ضوء معو‪ ،‬كىو ُب رملة كثّبة الدغل‬
‫كا‪٢‬بشرات القاتلة فيوشك أف يقتلك شيء منها‪ ،‬عليك باالحتطاب هناران فإف ضوء الشمس‬
‫ٲبنعك أف تأخذ ما يضرؾ‪ ،‬كن ُب تصرفاتك مع مشس التوحيد كالشرع كالتقول فإف ىذه‬
‫الشمس ‪ٛ‬بنعك عن الوقوع ُب شبكة ا‪٥‬بول كالنفس كالشيطاف كالشرؾ با‪٣‬بلق‪.‬‬

‫عز كجل‪ ،‬فإهنا مفتاح‬


‫يا غبلـ‪ :‬إف أردت أف ال يبقى بْب يديك باب مغلق فاتق اهلل ٌ‬
‫لكل باب‪ ،‬قاؿ اهلل تعأب‪ :‬ومن يت ا ي عل لو مخرجا ويرزقو من حيث ال ي تسب‪‬‬
‫[سورة الطبلؽ]‬
‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب ا‪٢‬بث على التوبة‪" :‬يا قوـ‪ :‬انتهزكا كاغتنموا باب ا‪٢‬بياة ما داـ مفتوحان‪،‬‬
‫عن قريب يغلق عنكم‪ ،‬اغتنموا أفعاؿ ا‪٣‬بّب ما دمتم قادرين عليها‪ ،‬اغتنموا باب التوبة كادخلوا‬
‫فيو ما داـ مفتوحان لكم‪ ،‬اغتنموا باب الدعاء فهو مفتوح لكم‪ ،‬اغتنموا باب مزا‪ٞ‬بة إخوانكم‬
‫الصا‪٢‬بْب فهو مفتوح لكم‪...‬‬

‫ال كبلـ لك حٌب تقطع الفياُب كالقفار من حيث قلبك‪ ،‬كتفارؽ الكل من حيث‬
‫عز كجل مفارؽ الكل قد تيقن أف كل شيء من ا‪٤‬بخلوقات‬
‫سرؾ‪ ،‬أما تعلم أف طالب ا‪٢‬بق ٌ‬
‫عز كجل‪ ،‬مع أم شيء كقف ا‪٫‬بجب بو‪.‬‬
‫حجاب بينو كبينو ٌ‬
‫جود أعمالك‬
‫يا غبلـ‪ :‬ال تكسل فإف الكسبلف يكوف أبدان ‪٧‬بركمان كالندامة ُب ربقو‪ٌ ،‬‬
‫عز كجل عليك بالدنيا كاآلخرة‪...‬‬
‫كقد جاد ا‪٢‬بق ٌ‬

‫‪347‬‬
‫من ذاؽ عرؼ‪ ،‬حسن العشرة مع ا‪٣‬بلق كا‪٤‬بوافقة ‪٥‬بم مع حدكد الشرع كرضاه حسن‬
‫مبارؾ‪...‬‬

‫عز كجل حق ا‪٢‬بياء ال تغفلوا زمانكم يضيع‪ ،‬قد اشتغلتم ٔبمع‬‫يا قوـ‪ :‬استحيوا من اهلل ٌ‬
‫ما ال تأكلوف‪ ،‬كتأملوف ما ال تدركوف‪ ،‬كتبنوف ما ال تسكنوف‪ ،‬كل ىذا ٰبجبكم عن مقاـ ربكم‬
‫عز كجل ُب قلوب العارفْب كٰبيط هبا كينسيها ذكر كل مذكور فإذا ًب‬‫عز كجل‪ ،‬ٱبيم ذكر اهلل ٌ‬‫ٌ‬
‫ىذا فا‪١‬بنة ىي ا‪٤‬بأكل‪...‬‬

‫عز كجل كاثبت على بابو‪ ،‬فإنك إذا ثبت ىناؾ‪ ،‬بانت لك ا‪٣‬بواطر‬
‫اطرؽ باب ا‪٢‬بق ٌ‬
‫فتعرؼ خاطر النفس‪ ،‬كخاطر القلب‪ ،‬كخاطر إبليس‪ ،‬كخاطر ا‪٤‬بلك‪.‬‬

‫عز كجل‪ ،‬ىات حقيقة‬ ‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب سبب ‪٧‬ببة اهلل للعبد‪" :‬يا غبلـ‪ :‬أين عبودية ا‪٢‬بق ٌ‬
‫العبودية كخذ الكفاية ُب ‪ٝ‬بيع أمورؾ‪ ...‬ارجع إليو كذؿ لو كتواضع ألمره باالمتثاؿ كلنهيو‬
‫باالنتهاء‪ ،‬كلقضائو بالصرب كا‪٤‬بوافقة‪.‬‬

‫كقوم حبو ُب قلبك كآنسك بو كقربك منو من غّب‬ ‫إذا صحت عبوديتك لو أحبك‪ ،‬ى‬
‫تعب‪ ،‬فتكوف راضيا عنو ُب ‪ٝ‬بيع األحواؿ‪ ،‬فلو ضيق عليك األرض برحبها‪ ،‬كسد عليك‬
‫عز كجل كترجع‬ ‫األبواب بسعتها ٓب تسخط عليو‪ ،‬كٓب تقرب باب غّبه‪ ،‬كٰبك‪ :‬تعرؼ اهلل ٌ‬
‫تنكره‪ ،‬ال ترجع عنو فإنك ‪ٙ‬برـ ا‪٣‬بّب كلو‪ ،‬اصرب معو كال تصرب عنو‪ ،‬أما علمت أف من صرب‬
‫قدر‪ ...‬عليكم بو كقد رأيتم ا‪٣‬بّب عاجبل كآجبلن‪ ،‬عليكم بزيارة القبور كالقصد إٔب الصا‪٢‬بْب‪،‬‬
‫كفعل ا‪٣‬بّب كقد استقاـ أمركم‪ ،‬ال تكونوا من الذين إذا كعظوا ٓب يتعظوا‪ ،‬كإذا ‪٠‬بعوا ٓب يعملوا‪،‬‬
‫ذىاب دينكم بأربعة أشياء‪ :‬األكؿ‪ :‬أنكم ال تعملوف ٗبا تعلموف كالثا٘ب‪ :‬أنكم تعملوف ٗبا ال‬
‫تعلموف‪ ،‬الثالث‪ :‬أنكم ال تتعلموف ما ال تعلموف فتبقوف جهاالن‪ ،‬الرابع‪ :‬أنكم ‪ٛ‬بنعوف الناس من‬
‫تعلم ما ال يعلموف‪.‬‬

‫يا قوـ‪ :‬إذا حضرًب ‪٦‬بالس الذكر ‪ٙ‬بضركهنا للفرجة ال للمداكاة‪ ،‬تعرضوف عن كعظ‬
‫الواعظ ك‪ٙ‬بفظوف عليو ا‪٣‬بطأ كالزلل‪ ،‬كتستهزئوف كتضحكوف كتلعبوف‪ ،‬أنتم ‪٨‬باطركف‪ ،‬توبوا من‬
‫عز كجل‪ ،‬كانتفعوا ٗبا تسمعوف‪،‬‬
‫ىذا ال تتشبهوا بأعداء اهلل ٌ‬

‫‪348‬‬
‫يا غبلـ‪ :‬تىنبَّو قبل أف تينبَّو ببل أمرؾ‪ ،‬تدين كخالط أىل الدين فإهنم ىم الناس‪ ،‬أعقل الناس‬
‫عز كجل‪ ،‬كأجهل الناس من عصاه‪.‬‬ ‫من أطاع اهلل ٌ‬
‫يا غبلـ‪ :‬تصحب ا‪١‬بهاؿ فيتعدل إليك من جهلهم‪ ،‬صحبة األ‪ٞ‬بق صحبة غنب‪،‬‬
‫اصحب ا‪٤‬بؤمنْب ا‪٤‬بوقنْب العا‪٤‬بْب العاملْب بعلمهم‪ ،‬ما أحسن أحواؿ ا‪٤‬بؤمنْب ُب ‪ٝ‬بيع‬
‫تصرفاهتم‪ ،‬ما أقواىم على ‪٦‬باىداهتم كقهرىم لنفوسهم كأىويتهم‪ ،‬ال ‪ٚ‬بلط ا‪١‬بد با‪٥‬بزؿ‪ ،‬الدائرة‬
‫عز كجل كا‪٣‬بشية لو‪ ،‬إذا ٓب يكن لك خوؼ منو فبل أمن لك ُب الدنيا‬ ‫على ا‪٣‬بوؼ من اهلل ٌ‬
‫شى ا َ‬
‫عز كجل‪ :‬إ ما يَ ْخ َ‬
‫عز كجل ىي العلم بعينو كلذلك قاؿ اهلل ٌ‬
‫كاآلخرة‪ ،‬ا‪٣‬بشية من اهلل ٌ‬
‫ِمن ِعب ِ‬
‫اد ِه العلماءُ‪[ ‬سورة فاطر]‬‫ْ َ‬

‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب نصيحة ا‪٤‬بؤمن ألخيو‪" :‬ا‪٤‬بؤمن صادؽ ُب نصحو ألخيو ا‪٤‬بؤمن‪ ،‬يبْب لو‬
‫أشياء ‪ٚ‬بفى عليو‪ ،‬يفرؽ لو بْب ا‪٢‬بسنات كالسيئات‪ ،‬يعرفو مالو كما عليو‪ ،‬سبحاف من ألقى ُب‬
‫قليب نصح ا‪٣‬بلق كجعلو أكرب ٮبي‪ ،‬إ٘ب ناصح كال أريد على ذلك جزاء‪ ،‬آخرٌب قد حصلت ٕب‬
‫عز‬
‫عز كجل‪ ،‬ما أنا طالب دنيا‪ ،‬ما أنا عبد الدنيا كال اآلخرة‪ ،‬كال ما سول ا‪٢‬بق ٌ‬‫عند ريب ٌ‬
‫كجل‪ ،‬ما أعبد إال ا‪٣‬بالق الواحد األحد القد‪ٙ‬ب‪ ،‬فرحي بفبلحكم‪ ،‬كغمي ‪٥‬ببلككم‪ ،‬إذا رأيت‬
‫كجو مريد صادؽ قد أفلح على يدم شبعت كارتويت كاكتسيت كفرحت كيف خرج مثلو من‬
‫‪ٙ‬بت يدم‪.‬‬

‫يا غبلـ‪ :‬مرادم أنت ال أنا‪ ،‬أف تتغّب أنت ال أنا‪ ،‬أنا عربت كإ٭با رددتِب ألجلك تعلق‬
‫يب حٌب تعرب بالعجلة‪.‬‬

‫عز كجل كعلى خلقو‪ ،‬اعرفوا قدركم كتواضعوا ُب‬ ‫يا قوـ‪ :‬دعوا التكرب على اهلل ٌ‬
‫نفوسكم‪ ،...‬ال تكونوا ‪٩‬بن يقوده الطمع كيصيده ا‪٥‬بول‪ ،‬كٰبملو ا‪٥‬بول إٔب أبواب السبلطْب ُب‬
‫تطلب شيء منهم ٓب يقسم لو أك يطلب منهم ما قد قسم لو بالذؿ كا‪٤‬بهانة‪،‬‬
‫يا غبلـ‪ :‬فقو اللساف ببل عمل القلب ال ٱبطيك إٔب ا‪٢‬بق خطوة‪ ،‬السّب سّب القلب‪ ،‬القرب‬
‫عز كجل‬‫قرب األسرار‪ ،‬العمل عمل ا‪٤‬بعا٘ب مع حفظ حدكد الشرع با‪١‬بوارح كالتواضع هلل ٌ‬
‫كلعباده‪ ،‬من جعل لنفسو كزنا فبل كزف لو‪ ،‬من أظهر أعمالو للخلق فبل عمل لو‪ ،‬قد سبق‬
‫تفريطك ُب إحكامك لؤلساس‪ ،‬ما ينفعك إحكامك للبناء الذم فوقو‪ ،‬أساس األعماؿ‬

‫‪349‬‬
‫التوحيد كاإلخبلص‪ ،‬فمن ال توحيد لو كال إخبلص لو ال عمل لو‪ ،‬احكم أساس عملك‬
‫عز كجل كقوتو ال ٕبولك كقوتك‪ ،‬يد التوحيد‬ ‫بالتوحيد كاإلخبلص‪ٍ ،‬ب ابن األعماؿ ٕبوؿ اهلل ٌ‬
‫ىي البانية ال يد الشرؾ كالنفاؽ‪ ،‬ا‪٤‬بوحد ىو الذم يرتفع قدر عملو أما ا‪٤‬بنافق فبل‪ ،‬اللهم باعد‬
‫بيننا كبْب النفاؽ ُب ‪ٝ‬بيع أحوالنا‪.‬‬

‫‪ -‬كقاؿ ‪ ‬يوصي بالصرب‪" :‬اصربكا فإف الدنيا كلها آفات كمصائب‪ ،‬كالنادر منها غّب ذلك‪،‬‬
‫ما من نعمة إال كُب جنبها نقمة‪ ،‬ما من فرحة إال كمعها ترحة‪ ،‬ما من سعة إال كمعها ضيق‪،‬‬
‫تناكلوا أقسامكم منها بيد الشرع‪ ،‬فإنو ىو الدكاء ُب تناكؿ ما يؤخذ من الدنيا‪ ...‬من ال يوافق‬
‫القدر ال يرافق كال يوافق‪ ،‬من ٓب يرض باألقضية ال يرض عنو‪ ،‬من ٓب يعط ال يػي ٍع ىط‪ ،‬من ٓب يزر‬
‫عز كجل يوافقك‪ ،‬ىذا بالعكس‪ ،‬اعكس‬ ‫ال يركب‪ ،‬يا جاىل‪ :‬تريد أف تغّب كتبدؿ‪ ،‬تريد أف اهلل ٌ‬
‫تصب‪ ،‬لوال األقدار ‪٤‬با عرفت الدعاكل الكاذبة‪ ،‬عند التجارب تتبْب ا‪١‬بواىر‪.‬‬

‫‪ -‬كقاؿ ‪٧ ‬بذران من الرياء كالنفاؽ‪" :‬ا‪٤‬برائي ثوبو نظيف كقلبو ‪٪‬بس‪ ،‬يزىد ُب‬
‫ا‪٤‬بباحات‪ ،‬كيكسل عن االكتساب‪ ،‬كيأكل بدينو كال يتورع ‪ٝ‬بلة‪ ،‬يأكل ا‪٢‬براـ الصريح‪ ،‬ٱبفي‬
‫أمره على العواـ كال ٱبفى على ا‪٣‬بواص‪ ،‬كل زىده كطاعتو على ظاىره‪ ،‬ظاىره عامر كباطنو‬
‫عز كجل بالقلب ال بالقالب‪ ،‬كل ىذه األشياء تتعلق بالقلوب‬ ‫خراب‪ ،‬كيلك طاعة اهلل ٌ‬
‫عز كجل كسوة ال تبلى عوضا‪،‬‬ ‫تعر ‪٩‬با أنت فيو حٌب آخذ لك من ا‪٢‬بق ٌ‬ ‫كاألسرار كا‪٤‬بعا٘ب‪َّ ،‬‬
‫اخلع أنت حٌب يكسوؾ ىو‪ ،‬اخلع ثياب كقوفك مع ا‪٣‬بلق كشركك هبم‪ ،‬اخلع ثياب الشهوات‬
‫كالرعونات كالعجب كالنفاؽ كحبك للقبوؿ عند ا‪٣‬بلق كإقبا‪٥‬بم عليك كعطاياىم لك‪ ،‬اخلع‬
‫عز‬
‫ثياب الدنيا كالبس ثياب اآلخرة‪ ،‬ا‪٬‬بلع من حولك كقوتك كجودؾ كاستطرح بْب يدم ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كجل ببل حوؿ كال قوة كال كقوؼ مع سبب‪ ،‬كال شرؾ بشيء من ا‪٤‬بخلوقات‪ ،‬فإذا فعلت ىذا‬
‫رأيت ألطافو حواليك تأتيك‪ ،‬ر‪ٞ‬بتو ٘بمعك كنعمتو كمنتو تكسوؾ‪ ،‬اىرب إليو انقطع إليو عريانا‬
‫ببل أنت كال غّبؾ‪ ،‬سر إليو متفرقان مفارقان حٌب ٯبمعك كيوصلك بقول ظاىرؾ كباطنك‪ ،‬حٌب‬
‫لو أغلق األكواف عليك ك‪ٞ‬بلك ‪ٝ‬بيع األثقاؿ ال يضرؾ ذلك بل ٰبفظك فيو‪.‬‬

‫عليكم بإماتة نفوسكم كأىويتكم كشياطينكم قبل أف ‪ٛ‬بوتوا‪ ،‬عليكم با‪٤‬بوت ا‪٣‬باص قبل‬
‫عز كجل‪.‬‬‫ا‪٤‬بوت العاـ‪ ...‬فإذا ًب ىذا لك صرت دكاء للخلق ىاديا مهديا بإذف ا‪٢‬بق ٌ‬

‫‪351‬‬
‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب ا‪٢‬بث على ‪ٙ‬بمل الببلء‪ ":‬عن النيب ‪" :‬إف ا ال يُعذب حبيبو‬
‫ولكن قد يبتليو"‪ .‬ا‪٤‬بؤمن يثبت عنده أف اهلل ٌ‬
‫عز كجل ما يبتليو بشيء إال ‪٤‬بصلحة تعقب ذلك‪،‬‬
‫عز كجل‬
‫عز كجل‪ ،‬شغلو ربو ٌ‬‫إما دنيا أك آخرة‪ ،‬فهو راض بالببلء كصابر عليو غّب متهم ربو ٌ‬
‫عن الببلء‪ ،‬يا مشغولْب بالدنيا دعوا عنكم الكبلـ ُب ىذه ا‪٤‬بقامات فإنكم تتكلموف بألسنتكم‬
‫ال بقلوبكم‪...‬‬

‫عز كجل بطاعة نفسك‬


‫كٰبك‪ :‬كيف تفسد آخرتك بدنياؾ؟ كيف تفسد طاعة موالؾ ٌ‬
‫عز كجل‬
‫كىواؾ كشيطانك كا‪٣‬بلق؟ كيف تفسد تقواؾ بشكواؾ إٔب غّبه؟ أما تعلم أف اهلل ٌ‬
‫حافظ للمتقْب كناصر ‪٥‬بم‪.‬‬

‫يا قوـ‪ :‬تابعوا حٌب تػيتىابىعوا‪ ،‬اخدموا حٌب ي‪ٚ‬بدموا‪ ...‬أما ‪٠‬بعتم‪" :‬كما تدين تي ىدا يف‪ ،‬كما‬
‫يوؿ عليكم"‪ ...‬ال تشتغل عنو ٖبدمة ىؤالء السبلطْب الذين ال يضركف كال ينفعوف‪،‬‬ ‫تكونوا َّ‬
‫عز‬
‫أيش يعطونك؟ أيعطونك ما ٓب يقسم لك‪ ،‬أك يقدركف يقسموف لك شيئان ٓب يقسمو ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كجل‪ ،‬ال شيء مستأنف من عندىم‪ ،‬إف قلت إف عطاءىم مستأنف من عندىم كفرت‪ ،‬أما‬
‫عز كجل؟ فإف‬ ‫تعلم أنو ال معطي كال مانع كال ضار كال نافع كال مقدـ كال مؤخر إال اهلل ٌ‬
‫قلت‪:‬إ٘ب أعلم ذلك قلت لك‪ :‬كيف تعلم ىذا كتقدـ غّبه عليو‪.‬‬

‫عز كجل ألهنا صارت‬ ‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب عدـ التكلف‪" :‬التقي ال يتكلف عبادة اهلل ٌ‬
‫طبعو‪ ،‬فهو يعبد اهلل بظاىره كباطنو من غّب تكلف منو‪ ،‬أما ا‪٤‬بنافق فهو ُب كل أحوالو‬
‫يتكلف‪ ...‬ال يقدر أف يدخل مدخل ا‪٤‬بتقْب‪ ،‬لكل مكاف مقاؿ‪ ،‬كلكل عمل رجاؿ‪ ،‬يا‬
‫منافقوف توبوا من نفاقكم‪ ،‬كارجعوا من إباقكم‪ ،‬كيف تَبكوف الشيطاف يضحك عليكم‪،‬‬
‫كيشتفي بكم‪ ،‬يا غبلـ‪ :‬ليكن ا‪٣‬برس دأبك كا‪٣‬بموؿ لباسك‪ ،‬كا‪٥‬برب من ا‪٣‬بلق كل مقصودؾ‪،‬‬
‫كإف قدرت أف تنقب ُب األرض سربان ‪ٚ‬بفى فيو فافعل‪ ،‬ليكن ىذا دأبك إٔب أف يَبعرع إٲبانك‬
‫كيقول قدـ إيقانك‪ ،‬كيَبيش جناح صدقك‪ ،‬كتنفتح عينا قلبك‪ ،‬فَبفع أرض بيتك‪ ...‬فحينئذ‬
‫أطلق لسانك ُب الكبلـ‪ ،‬كاخلع لباس ا‪٣‬بموؿ‪ ،‬كاترؾ ا‪٥‬برب من ا‪٣‬بلق‪ ،‬كاخرج من سربك إليهم‬
‫فإنك دكاء ‪٥‬بم غّب مستضر ُب نفسك‪ ،‬ال تباؿ بقلتهم ككثرهتم‪ ،‬كإقبا‪٥‬بم كإدبارىم ك‪ٞ‬بدىم‬

‫‪350‬‬
‫عز كجل‪ ...‬كل إناء ينضح ٗبا فيو‪ ،‬أعمالك دالئل على‬ ‫كذمهم ال تباؿ كأنت مع ربك ٌ‬
‫اعتقادؾ‪ ،‬ظاىرؾ دليل على باطنك‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ بعضهم‪ :‬الظاىر عنواف الباطن‪...‬‬

‫أللهم ال تبلنا اللهم ارزقنا القرب منك ببل ببلء‪ ،‬اللهم قربان كلطفان‪ ،‬اللهم قربا ببل بعد ال‬
‫طاقة لنا على البعد منك كال على مقاساة الببلء‪....‬‬

‫عز كجل‪" :‬يا قوـ‪ :‬اعرفوا اهلل كال ٘بهلوه‪ ،‬كأطيعوا اهلل كال‬
‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب معرفة اهلل ٌ‬
‫عز كجل بصنعتو"‪...‬‬ ‫تعصوه‪ ،‬ككافقوه كال ‪ٚ‬بالفوه كارضوا بقضائو كال تنازعوه‪ ،‬كاعرفوا ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كونوا ُب ‪ٝ‬بيع أموركم بْب يدم الرسوؿ ‪ ‬مشدكدم األكساط ‪ٙ‬بت أمره كهنيو‬
‫كاتباعو‪ ...،‬ال ينفع لساف عليم كقلب جاىل‪ :‬عن النيب ‪" :‬أبوؼ ما أباؼ على أمتي‬
‫كل مناف عليم اللساف" ركاه الركدا٘ب‪.‬‬

‫عز كجل‪ :‬كانظركا بقلوبكم‬


‫يا علماء يا جهاؿ يا حاضركف يا غائبوف‪ :‬استحيوا من اهلل ٌ‬
‫إليو‪ ،‬ذلوا لو‪ ،‬صّبكا أنفسكم ‪ٙ‬بت مطارؽ قدره‪ ،‬ألزموىا بالشكر على نعمو‪ ،‬كاصلوا الضياء‬
‫عز كجل‪...‬‬‫بالظبلـ ُب طاعتو‪ ،‬فإذا ‪ٙ‬بقق ذلك منكم جاءتكم كرامة اهلل ٌ‬
‫عز كجل عنك فإف بطشو شديد‪ ،‬ال تغَب هبؤالء العلماء‬ ‫يا غبلـ‪ :‬ال تغَب ٕبلم اهلل ٌ‬
‫عز‬
‫عز كجل جهاؿ باهلل ٌ‬ ‫عز كجل كل علمهم عليهم ال ‪٥‬بم‪ ،‬ىم علماء ٕبكم اهلل ٌ‬ ‫ا‪١‬بهاؿ باهلل ٌ‬
‫كجل يأمركف الناس بأمر كال ٲبتثلونو‪ ،‬كينهوهنم عن شيء كال ينتهوف عنو‪ ،‬يدعوف إٔب ا‪٢‬بق كىم‬
‫يفركف منو‬

‫عز‬
‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب النهي عن االستهانة باألكلياء‪" :‬يا غبلـ‪ :‬استهانتك بأكلياء اهلل ٌ‬
‫عز كجل‪ ،‬تقوؿ ىؤالء متهموف ٓب ال يتعيشوف معنا؟ ٓب ال يقعدكف‬ ‫كجل من قلة معرفتك باهلل ٌ‬
‫معنا؟ تقوؿ ىذا ‪١‬بهلك بنفسك‪٤ ،‬با قلت معرفتك بنفسك قلت معرفتك بأقدار الناس‪ ،‬على‬
‫قدر قلة معرفتك بالدنيا كعاقبتها ٘بهل قدر اآلخرة‪ ،‬كعلى قدر قلة معرفتك باآلخرة ٘بهل ا‪٢‬بق‬
‫عز كجل‪ ...،‬حاسب نفسك قبل ‪٦‬بيء اآلخرة‪ ،‬ال تغَب ٕبلم اهلل عنك ككرمو عليك أنت قائم‬ ‫ٌ‬
‫يد الكفر‪ ،‬كما أف ا‪٢‬بمى‬‫أس ىوإً األحواؿ من ا‪٤‬بعاصي كالزالت كظلم الناس‪ ،‬ا‪٤‬بعاصي ب ًر ي‬
‫على ٍ‬
‫بريد ا‪٤‬بوت‪...‬‬

‫‪352‬‬
‫عز كجل يبتليكم بالببلء حٌب تتوبوا كأنتم ال تعقلوف‬
‫يا شباب‪ :‬توبوا‪ ،‬أما تركف ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كتصركف على معاصيو‪...‬‬

‫عز كجل كفرجو فإنو قريب‪ ...،‬اصرب كاعمل حٌب تسرم‬


‫يا قوـ ال تيئسوا من ركح اهلل ٌ‬
‫كس ًرىؾ كركحك إٔب باب القرب من ربك‪.‬‬
‫بقلبك ٌ‬
‫إذا أراد اهلل تعأب بعبد من عبيده خّبان علمو‪ٍ ،‬ب أ‪٥‬بمو العمل كاإلخبلص‪ ،‬يا غبلـ‪ :‬ال‬
‫عز كجل ٗبعصية ارتكبتها‪ ،‬بل اغسل ‪٪‬باسة ثوب دينك ٗباء التوبة كالثبات‬ ‫تيئس من ر‪ٞ‬بة اهلل ٌ‬
‫عليها كاإلخبلص فيها‪ ،‬كطيبو كٖبره بطيب ا‪٤‬بعرفة‪.‬‬

‫العلماء العماؿ بعلمهم نواب السلف‪ ،‬ىم كرثة األنبياء كبقية ا‪٣‬بلق‪ ،‬ىم مقدموف بْب‬
‫أيديهم يأمركهنم بالعمراف ُب مدينة الشرع‪ ،‬كينهوهنم عن خراهبا‪.‬‬

‫عز كجل األرض منك‪ ،‬ما يكفيك نفاقك حٌب تغتاب العلماء‬ ‫يا منافق‪ :‬طهر اهلل ٌ‬
‫كاألكلياء كالصا‪٢‬بْب بأكل ‪٢‬بومهم‪ ،‬أنت كإخوانك ا‪٤‬بنافقوف مثلك عن قريب تأكل الديداف‬
‫ألسنتكم ك‪٢‬بومكم كتقطعكم ك‪ٛ‬بزقكم‪ ،‬كاألرض تضمكم فتسحقكم كتقلبكم‪ ،‬ال فبلح ‪٤‬بن ال‬
‫عز كجل كبعباده الصا‪٢‬بْب كيتواضع ‪٥‬بم‪ٓ ،‬ب ال تتواضع ‪٥‬بم كىم الرؤساء‬ ‫ٰبسن الظن باهلل ٌ‬
‫كاألمراء‪ ،‬من أنت باإلضافة إليهم‪ ،‬هبم ‪ٛ‬بطر السماء كتنبت األرض‪ ،‬كل ا‪٣‬بلق رعيتهم‪ ،‬كل‬
‫كاحد كا‪١‬ببل ال تزعزعو كال ‪ٙ‬بركو رياح اآلفات كا‪٤‬بصائب‪ ،‬ال يتزعزعوف من أمكنة توحيدىم‬
‫عز كجل كاعتذركا إليو‪،‬‬
‫عز كجل‪ ،‬طالبْب ألنفسهم كلغّبىم‪ ،‬توبوا إٔب اهلل ٌ‬‫كرضاىم عن موالىم ٌ‬
‫إيش بْب أيديكم؟ لو عرفتم لكنتم على غّب ما أنتم عليو‪ ،‬تأدبوا كما كاف يتأدب من سبقكم‪،‬‬
‫عز كجل‪.‬‬‫الشجاعة ُب الدين تكوف ُب قضاء حقوؽ اهلل ٌ‬
‫ال تستهينوا بكلمات ا‪٢‬بكماء كالعلماء‪ ،‬فإف كبلمهم دكاء ككلماهتم ‪ٜ‬برة‪ ،‬ليس بينكم‬
‫نيب موجود بصورة حٌب تتبعوه‪ ،‬فإذا تبعتم ا‪٤‬بتبعْب للنيب ‪ ‬احملققْب ُب اتباعو فكأ٭با قد‬
‫اتبعتموه‪ ،‬اصحبوا العلماء ا‪٤‬بتقْب فإف صحبتكم ‪٥‬بم بركة عليكم‪ ،‬كال تصحبوا العلماء الذين ال‬
‫يعملوف بعلمهم فإف صحبتكم ‪٥‬بم شؤـ عليكم‪ ،‬إذا صحبت من ىو أكرب منك ُب التقول‬
‫كالعلم كانت صحبتك لو بركة عليك‪ ،‬كإذا صحبت من ىو أكرب منك ُب السن كال تقول لو‬
‫كال علم لو كانت صحبتك لو شؤمان عليك‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫عز‬
‫كقاؿ‪ :‬يا قوـ مٌب تعقلوف مٌب تدركوف الذم أسّب إليو‪ ،‬طوفوا على مريدم ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كجل فإذا كقعتم هبم فاخدموىم بأموالكم كأنفسكم‪ ،‬ا‪٤‬بريدكف الصادقوف ‪٥‬بم ركائح ‪٥‬بم عبلمات‬
‫ظاىرة نّبة على كجوىهم كلكن اآلفة فيكم كُب بصائركم كُب أفهامكم السقيمة‪ ،‬ما تفرقوف بْب‬
‫الصديق كالزنديق‪ ،‬بْب ا‪٢‬ببلؿ كا‪٢‬براـ‪ ،‬بْب ا‪٤‬بسموـ كغّب ا‪٤‬بسموـ‪ ،‬بْب ا‪٤‬بشرؾ كا‪٤‬بوحد‪ ،‬بْب‬
‫ِّ‬
‫عز كجل كبْب مريد ا‪٣‬بلق‪.‬‬
‫ا‪٤‬بخلص كا‪٤‬بنافق‪ ،‬بْب العاصي كالطائع‪ ،‬بْب مريد ا‪٢‬بق ٌ‬
‫اخدموا الشيوخ العماؿ بالعلم حٌب يعرفوكم األشياء كما ىي‪...‬‬

‫يا جهاالن كيا منافقْب‪ :‬ما أظلم قلوبكم‪ ،‬كما أنًب ركائحكم‪ ،‬كما أكثر لقلقة ألسنتكم‪،‬‬
‫عز كجل كُب أكليائو الذين ٰببهم كٰببونو‪ ،‬كال‬
‫توبوا من ‪ٝ‬بيع ما أنتم فيو‪ ،‬كاتركوا الطعن ُب اهلل ٌ‬
‫تعَبضوا عليهم ُب تناكؿ األقساـ فإهنم متناكلوف باألمر ال با‪٥‬بول‪ ،‬عندىم شدة ُب حبهم هلل‬
‫عز كجل كالشوؽ إليو كالزىد فيما سواه كإعراض الظاىر كالباطن عن ال يكل‪ ،‬كلكن ‪٥‬بم أقساـ‬ ‫ٌ‬
‫قد سبق هبا العلم ال بد ‪٥‬بم من تناك‪٥‬با‪ ،‬أشد الببلء عليهم قيامهم ُب الدنيا كبقاؤىم فيها‬
‫عز كجل‪....‬‬‫لبسهم بأقسامهم كرؤيتهم للمكذبْب هلل ٌ‬
‫كتى ٍ‬
‫عز كجل مع كذبو‬ ‫كعن بعضهم أنو قاؿ‪ :‬ككل الببلء بالوالء‪ ،‬كي ال يدعي ‪٧‬ببة اهلل ٌ‬
‫كنفاقو كريائو‪ ،‬ارجع عن دعواؾ ككذبك‪ ،‬ال ‪ٚ‬باطر برأسك‪ ،‬إف كنت جئت تصدؽ كإال فبل‬
‫تتبعنا‪ ،‬ال تتبهرج على الصّبُب فإنو ال يقبل منك كيفضحك‪ ،‬ال تتولع با‪٢‬بية كالسبع فإهنما‬
‫عز كجل ٰبتاج إٔب الصدؽ كٰبتاج‬ ‫يهلكانك‪ ،‬كإف كاف لك قوة فتقدـ إٔب السبع‪ ،‬طريق ا‪٢‬بق ٌ‬
‫إٔب نور ا‪٤‬بعرفة بو‪ ،‬مشس ا‪٤‬بعرفة طالعة ُب قلوب الصديقْب ال تغيب ليبل كال هناران‪.‬‬

‫عز كجل‪ ،‬كن عاقبل كال تقرب أكثر‬


‫يا غبلـ‪ :‬أعرض عن ا‪٤‬بنافقْب ا‪٤‬بتعرضْب ‪٤‬بقت اهلل ٌ‬
‫عز كجل أف‬
‫أىل الزماف فإهنم ذئاب عليهم ثياب‪ ،‬خذ مرآة الفكر كانظر فيها كاسأؿ اهلل ٌ‬
‫يبصرؾ بك كهبم‪،‬‬

‫اللهم سلمنا من شركرىم كارزقِب خّبؾ دنيا كآخرة‪ ،‬إ٘ب ال أريدكم ٕب كإ٭با أريدكم‬
‫لكم‪ُ ،‬ب حبالكم أفتل‪ ،‬ما آخذ منكم شيئان إال لكم ال ٕب‪ ،‬عندم فيما ٱبصِب غُب عما آخذه‬
‫عز كجل‪ ،‬ال أنتظر ما تأتو٘ب بو كما ينتظركم‬
‫منكم‪ ،‬ما عندم إال الكسب أك التوكل على اهلل ٌ‬
‫عز كجل‪ ،‬أنا ‪٧‬بك أىل األرض فكونوا عقبلء كال‬ ‫ىذا ا‪٤‬بنافق ا‪٤‬برائي ا‪٤‬بتوكل عليكم الناسي لربو ٌ‬

‫‪354‬‬
‫عز كجل كتأىيلو ٕب‪ ،‬إف أردت‬
‫علي فإ٘ب أعرؼ جيدكم من رديئكم بتوفيق اهلل ٌ‬
‫تتبهرجوا َّ‬
‫الفبلح فكن سندانا لقضيػيب حٌب أقرع دماغ نفسك كىواؾ كطبعك كشيطانك كأعدائك‬
‫عز كجل على ىؤالء األعداء‪ ،‬كا‪٤‬بنصور من يصرب عليهم‬ ‫كأقرانك السوء‪ ،‬استعينوا بربكم ٌ‬
‫كا‪٤‬بخذكؿ من ككل إليهم‪...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬يا غبلـ‪ :‬ما داـ حب الدنيا ُب قلبك ال ترل شيئان من أحواؿ الصا‪٢‬بْب‪ ،‬ال كبلـ‬
‫حٌب تزىد ُب الدنيا كا‪٣‬بلق‪ ،‬كن ‪٦‬بتهدان تر ما ال يىػىراهي غّبؾ ‪ٚ‬برؽ لك العادة‪ ،‬إذا تركت ما ىو‬
‫عز كجل كاتقيتو خلوة‬ ‫ُب حسابك جاءؾ ما ىو ُب غّب حسابك‪ ،‬إذا اعتمدت على ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كجلوة رزقك من حيث ال ‪ٙ‬بتسب‪ ،‬اترؾ أنت يعطك ىو‪ُ ،‬ب البداية الَبؾ كُب اآلخرة األخذ‪،‬‬
‫ُب بدء األمر تكليف القلب بَبؾ الشهوات‪ ،‬كُب آخره تناك‪٥‬با‪ ،‬األكؿ للمتقْب‪ ،‬كالثا٘ب لؤلبداؿ‬
‫الواصلْب‪ ...،‬يا مرائي يا منافق يا مشرؾ ال تزا‪ٞ‬بهم فيما تَبؾ ىم معدكدكف‪ ،‬ال تطلب‬
‫أحوا‪٥‬بم فيما يقع بيدؾ‪ ،‬ىم خرقوا العادات كأنت حفظتها فبل جرـ خرقت ‪٥‬بم العادات كٓب‬
‫‪ٚ‬برؽ لك‪ ،‬قاموا عند نومك‪ ،‬صاموا عند إفطارؾ‪ ،‬خافوا عند أمنك‪ ،‬أمنوا عند خوفك‪ ،‬بذلوا‬
‫عز كجل كعملت أنت لغّبه‪ ،‬أرادكه كأردت أنت غّبه‪ ،‬سلموا‬ ‫عند إمساكك‪ ،‬عملوا للحق ٌ‬
‫األمر إليو كجاذبتو أنت كحاربتو‪ ،‬فغنوا بقضائو‪ ،‬كقطعوا ألسنتهم عن الشكول إٔب ا‪٣‬بلق كٓب‬
‫عز كجل‬ ‫تفعل أنت‪ ،‬كذلك صربكا على ا‪٤‬برارة فانقلبت ُب حقهم حبلكة‪ ...،‬يواصلوف ا‪٢‬بق ٌ‬
‫بالطاعة كا‪٣‬بلق ٕبسن العشرة كاألىل بالصلة‪ ،‬ىم ُب نعيم الدنيا كاآلخرة‪ُ ،‬ب الدنيا نعيم القرب‬
‫عز كجل كالسماع لكبلمو كالتلبس ٖبلعو‪.‬‬ ‫كُب اآلخرة نعيم ا‪١‬بنة‪ ،‬كرؤيتهم هلل ٌ‬
‫ما عليك منهم‪ ،‬اشتغل بالتوبة من ذنوبك ككقاحتك‪،‬‬

‫عز كجل يكوف ال من ا‪٣‬بلق‪ ،‬فتستحي من ا‪٤‬ب ٍح ىد ًث كتتواقح على‬


‫كيلك‪ :‬ا‪٢‬بياء من اهلل ٌ‬
‫ي‬
‫القد‪ٙ‬ب‪ ،‬ىو الغِب كغّبه الفقّب‪....‬‬

‫عز كجل بعبادتك مع سهوؾ كريائك كنفاقك كتطلب كرامتو‬


‫يا غبلـ‪ :‬تتمُب على اهلل ٌ‬
‫لك كتزاحم الصا‪٢‬بْب مع فسادؾ‪....‬‬

‫‪ -‬يا قوـ‪ :‬الدنيا تذىب‪ ،‬كاألعمار تفُب‪ ،‬كاآلخرة قريبة منكم كما ٮبكم ‪٥‬با بل ٮبكم‬
‫للدنيا ك‪ٝ‬بعها‪ ...‬العارفوف العا‪٤‬بوف بو عبدكه لو ال لغّبه‪ ،‬أنتم ظاىر كالقوـ باطن‪ ،‬أنتم و‬
‫مباف‬

‫‪355‬‬
‫كالقوـ و‬
‫معاف‪ ،‬أنتم جهر كىم سر‪ ،‬كالقوـ رجالة األنبياء فصحت الوراثة ‪٥‬بم منهم‪ ،‬قاؿ النيب‬
‫‪" ‬العلماء ورثة األ بياء"‪...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬يا جاىل‪ :‬تعلم العلم فبل خّب ُب عبادة ببل علم‪ ،‬تعلم كاعمل فإنك تفلح دنيا‬
‫كأخرل‪ ،‬إذا ٓب يكن لك صرب على ‪ٙ‬بصيل العلم كالعمل بو كيف تفلح‪ ،‬العلم إذا أعطيتو كلك‬
‫أعطاؾ بعضو‪ ...،‬العلم حياة كا‪١‬بهل موت‪ ،‬يا غبلـ‪ :‬تعلم العلم كأخلص حٌب ‪ٚ‬بلص من‬
‫عز‬
‫عز كجل ال ‪٣‬بلقو كال لدنياه‪ ،‬عبلمة طلبك العلم هلل ٌ‬
‫شبكة النفاؽ كقيده‪ ،‬اطلب العلم هلل ٌ‬
‫كجل خوفك ككجلك منو عند ‪٦‬بيء األمر كالنهي‪ ،‬تراقبو كتذؿ لو ُب نفسك كتتواضع للخلق‬
‫من غّب حاجة إليهم ال طمعان فيما ُب أيديهم‪...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬إ٘ب أرل علماءكم جهاالن‪ ،‬زىادكم طاليب الدنيا كراغبْب فيها‪ ،‬متوكلْب على‬
‫ا‪٣‬بلق‪" ،‬من تعزز ٗبخلوؽ فقد ىذ ٌؿ"‪...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬من تقدـ كانوا يطوفوف الشرؽ كالغرب ُب طلب األكلياء كالصا‪٢‬بْب الذين ىم‬
‫أطباء القلوب كالدين فإذا حصل ‪٥‬بم كاحد منهم طلبوا منو دكاء ألدياهنم‪ ،‬كأنتم اليوـ أبغض‬
‫إليكم الفقهاء كالعلماء كاألكلياء الذين ىم ا‪٤‬بؤدبوف كا‪٤‬بتعلموف فبل جرـ ال يقع بأيديكم الدكاء‪.‬‬

‫إيش ينفع علمي كطيب معك فكل يوـ أبِب لك أساسان كأنت تنقضو‪ ،‬أصف لك الدكاء‬
‫كال تستعملو‪ ،‬أقوؿ لك ال تأكل ىذه اللقمة فيها سم كل ىذه ففيها دكاء فتخالفِب‪ ....،‬إ٘ب‬
‫عز كجل ال يفزع من أحد ُب‬ ‫أنصحك كال أفزع من سيفك كال أريد ذىبك‪ ،‬من يكوف مع اهلل ٌ‬
‫ا‪١‬بملة ال من جن كال من إنس كال من حشرات األرض كسباعها‪.‬‬
‫ال تزدركا بالشيوخ العماؿ بالعلم‪ ...‬عن بعضهم أنو قاؿ‪ :‬من ٓب يكن لو شيخ فإبليس‬
‫شيخو‪ ،‬اتبع العلماء بالكتاب كالسنة العاملْب هبما كحسن الظن هبم كتعلم منهم كأحسن‬
‫األدب بْب أيديهم كالعشرة معهم كقد أفلحت‪...‬‬
‫أما ‪٠‬بعت‪" :‬من استغُب برأيو ضل" ىذب نفسك بصحبة من ىو أعلم منك‪ ،‬اشتغل‬
‫بإصبلحها ٍب انتقل إٔب غّبىا‪....‬‬

‫عز كجل عرؼ األشياء كلها بو‬


‫الفقو ُب الدين سبب ‪٤‬بعرفة النفس‪ ،‬من عرؼ ربو ٌ‬
‫تصح لو العبودية كالعتق من عبودية غّبه‪....‬‬

‫‪356‬‬
‫عز‬
‫كقاؿ‪ :‬العلم يؤخذ من أفواه الرجاؿ ال من الصحف‪ ،‬من ىؤالء الرجاؿ رجاؿ ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كجل ا‪٤‬بتقوف التاركوف الوارثوف العارفوف العاملوف ا‪٤‬بخلصوف‪ ،‬ما ىو غّب التقول ىوس كباطل‪،‬‬
‫الوالية للمتقْب دنيا كآخرة‪.‬‬

‫لو كاف لك خاطر صحيح عرفتهم كأجبتهم كصحبتهم‪ ،‬كإ٭با يصح ا‪٣‬باطر إذا تنور‬
‫عز كجل‪ ،‬ال تسكن إٔب خاطرؾ حٌب تصح ا‪٤‬بعرفة‪....‬‬
‫القلب ٗبعرفة اهلل ٌ‬
‫كقاؿ عن كبلـ العارفْب‪ :‬كبلمهم ككبلـ ا‪١‬بمادات (أم أهنم يتكلموف بإ‪٥‬باـ اهلل‬
‫كتوفيقو فيكوف كقع كبلمهم على القلوب كما لو ‪٠‬بع إنساف كبلـ ‪ٝ‬باد أنطقو اهلل فكيف‬
‫يكوف كقعو على القلب؟)‪...‬‬

‫عز كجل ‪٩‬با كاف ُب الساعة الٍب قبلها ُب‬


‫كقاؿ‪ :‬العارؼ ىو ُب كل ساعة أقرب إٔب اهلل ٌ‬
‫عز كجل‬‫عز كجل كذلو لو‪ ...‬من أكثر ‪٨‬بالطة العارفْب باهلل ٌ‬‫كل ساعة يتجدد خشوعو لربو ٌ‬
‫عز كجل‪ ،‬ك‪٥‬بذا قيل‪ :‬من عرؼ نفسو عرؼ ربو‪...‬‬‫عرؼ نفسو‪ ،‬ذؿ لربو ٌ‬
‫تعلم مِب الزىد كالتناكؿ‪ ،‬ال تقعد ُب زاكيتك مع جهلك‪ ،‬تفقو ٍب اعتزؿ‪ ،‬تفقو ُب حكم‬
‫عز كجل ‪٨‬بالطتك ‪٥‬بم‬ ‫عز كجل كاعمل بو ٍب انعزؿ‪ ....‬آحاد أفراد من العلماء باهلل ٌ‬ ‫اهلل ٌ‬
‫ك‪٠‬باعك منهم أفضل من انعزالك‪ ،‬إذا رأيت كاحدا منهم فالزمو كتعلم منو الفقو‪ ،‬العلم يؤخذ‬
‫عز كجل فإذا صح لك ذلك انعزؿ كحدؾ‬ ‫من أفواه الرجاؿ من ىؤالء الرجاؿ العلماء ٕبكم اهلل ٌ‬
‫ببل نفس كشيطاف كىول كطبع كعادة كرؤية للخلق‪ ...‬كإال فانعزالك نفاؽ كتضييع من زمانك‬
‫ُب ال شيء‪.‬‬

‫كٰبك‪ :‬تدعي العلم كتفرح فرح ا‪١‬بهاؿ كتغضب كغضبهم‪ ،‬فرحك بالدنيا كإقباؿ ا‪٣‬بلق‬
‫عليك ينسيك ا‪٢‬بكمة كيقسي قلبك‪ ...‬الوراثة إ٭با تصح بالعلم كالعمل كاإلخبلص‪ ،‬ككبلمو‬
‫‪ُ ‬ب عدـ االستهانة باألكلياء كُب ا‪٢‬بث على صحبتهم كا‪٢‬بث على طلب العلم كثّب‪.‬‬

‫عز كجل ٔبهادين‪ :‬ظاىر كباطن‪ .‬فالباطن‪:‬‬‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب ا‪١‬بهاد‪ ":‬قد أخربؾ اهلل ٌ‬
‫جهاد النفس كا‪٥‬بول كالطبع كالشيطاف كالتوبة عن ا‪٤‬بعاصي كالزالت كالثبات عليها‪ ،‬كترؾ‬
‫الشهوات احملرمات‪،‬‬

‫‪357‬‬
‫كالظاىر جهاد الكفار ا‪٤‬بعاندين لو كلرسولو ‪ ‬كمقاساة سيوفهم كرماحهم كسهامهم‬
‫يقتلوف كيقتلوف‪ ،‬فا‪١‬بهاد الباطن أصعب من ا‪١‬بهاد الظاىر‪ ،‬ألنو شيء مبلزـ متكرر‪ ،‬ككيف ال‬
‫أص ىعب من ا‪١‬بهاد الظاىر كىو قطع مألوفات النفس من احملرمات كىجراهنا كامتثاؿ أكامر‬‫يكوف ٍ‬
‫عز كجل ُب ا‪١‬بهادين حصلت لو اجملازاة دنيا‬ ‫الشرع كاالنتهاء عن هنيو‪ ،‬فمن امتثل أمر اهلل ٌ‬
‫كآخرة‪ ،‬ا‪١‬براحات ُب جسد الشهيد كالفصد ُب يد أحدكم ال أٓب ‪٥‬با عنده‪ ،‬كا‪٤‬بوت ُب حق‬
‫اجملاىد لنفسو التائب من ذنوبو كشرب العطشاف للماء البارد‪...‬‬

‫يا غبلـ‪ :‬كن صحيحان تكن فصيحان‪ ،‬كن صحيحان ُب ا‪٢‬بكم تكن فصيحان ُب العلم‪،‬‬
‫عز جل كىي امتثاؿ‬‫كن صحيحان ُب السر تكن فصيحان ُب العبلنية‪ ،‬كل السبلمة ُب طاعة اهلل ٌ‬
‫‪ٝ‬بيع ما أمر بو كاالنتهاء عن ‪ٝ‬بيع ما هنى عنو‪ ،‬كالصرب على ‪ٝ‬بيع ما قضى بو‪ ،‬ىم ًن استجاب‬
‫عز جل أجابو‪ ،‬كمن أطاعو طوع لو خلقو‪.‬‬ ‫هلل ٌ‬
‫‪ -‬يا قوـ‪ :‬اقبلوا مِب فإ٘ب ناصح لكم‪ ...‬ال تتهمو٘ب فإ٘ب أريد لكم ما أريد لنفسي قاؿ‬
‫النيب ‪" :‬ال يؤمن أحدكم حتى ي ب ألبيو ما ي ب لنفسو" ىذا قوؿ أمّبنا كرئيسنا‬
‫ككبّبنا كقائدنا كسفّبنا كشفيعنا‪ ،‬مقدـ النبيْب كا‪٤‬برسلْب كالصديقْب من زماف آدـ عليو السبلـ‬
‫إٔب يوـ القيامة‪ ،‬قد نفى كماؿ اإلٲباف عمن ال ٰبب ألخيو ا‪٤‬بسلم مثل ما ٰبب لنفسو‪ ...‬يا‬
‫قليل التدبّب لك جار فقّب كلك أىل فقراء كلك ماؿ عليو زكاة‪ ،‬كلك ربح كل يوـ‪ ،‬كمعك قدر‬
‫ك ‪٥‬بم عن العطاء ىو الرضا ٗبا ىم فيو من الفقر‪ ،‬كلكن إذا‬ ‫يزيد على قدر حاجتك إليو‪ ،‬فى ىمٍنػعي ى‬
‫كاف نفسك كىواؾ كشيطانك كراءؾ فبل جرـ ال يسهل عليك فعل ا‪٣‬بّب‪ ،‬معك قوة حرص‬
‫ككثرة أمل كحب الدنيا كقلة تقول كإٲباف‬

‫‪ -‬يا قوـ‪ :‬يا إيش ينفعكم ا‪١‬بوع كالعطش بالنهار كاإلفطار على ا‪٢‬براـ بالليل‪ ،‬تصوموف‬
‫بالنهار كتعصوف بالليل‪ ،‬يا أكلة ا‪٢‬براـ أنتم ‪ٛ‬بنعوف نفوسكم شرب ا‪٤‬باء بالنهار ٍب تفطركف على‬
‫ًدماء ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬كمنكم من يصوـ بالنهار كيفسق بالليل يا غبلـ‪ :‬صم كإذا أفطرت فواس‬
‫الفقراء بشيء من إفطارؾ‪...‬‬

‫كٰبك‪ :‬ىبل قمت كأخذت ما بْب يديك كأعطيتو ٘بمع بْب ا‪٢‬بالْب‪ ،‬التواضع ُب‬
‫قيامك كالعطاء من مالك‪ ،‬نبينا ‪٧‬بمد ‪ ،‬كاف يعطي السائل بيده كيعلف ناقتو‪ ،‬كٰبلب شاتو‪،‬‬

‫‪358‬‬
‫كٱبيط قميصو‪ ،‬كيف تدعوف متابعتو كأنتم ‪٨‬بالفوف لو ُب أقوالو كأفعالو‪ ،‬كأنتم ُب دعول‬
‫عريضة ببل بينة‪....‬‬

‫يا قوـ‪ :‬تشبعوف كجّبانكم جياع‪ ،‬كتدعوف أنكم مؤمنوف‪ ،‬يكوف بْب يدم أحدكم‬
‫طعاـ كثّب يفضل عنو كعن أىلو كيقف السائل على بابو كيرد خائبان‪ ،‬عن قريب تبصر خربؾ‬
‫عن قريب تصّب مثلو كترد كما رددتو مع القدرة على إعطائو‪....‬‬

‫كقاؿ‪ :‬ا‪٤‬بؤمن يتزكد كالكافر يتمتع‪ ،‬ا‪٤‬بؤمن يتزكد ألنو على طريق يقنع باليسّب من مالو‬
‫كيقدـ الكثّب إٔب اآلخرة‪ ،‬يَبؾ لنفسو بقدر زاد الراكب‪ ،‬بقدر ما ٰبملو‪ ،‬كل مالو ُب اآلخرة‪،‬‬
‫كل قلبو كٮبتو ىناؾ‪ ،‬ىو منقطع القلب ىناؾ‪ ،‬من الدنيا يبعث ‪ٝ‬بيع طاعاتو إٔب اآلخرة ال إٔب‬
‫الدنيا كأىلها‪ ،‬إف كاف عنده طعاـ طيب يؤثر بو الفقراء‪ ،‬يعلم أنو ُب اآلخرة يطعم خّبان منو‪،‬‬
‫عز كجل‪.‬‬‫غاية ٮبة ا‪٤‬بؤمن العارؼ العآب باب قربو من ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كقاؿ‪ :‬يا غبلـ قدـ اآلخرة على الدنيا فإنك ترٕبهما ‪ٝ‬بيعان‪ ،‬كإذا قدمت الدنيا على‬
‫اآلخرة خسرهتما ‪ٝ‬بيعان عقوبة لك‪...‬‬

‫قاؿ‪ :‬ال هتتم برزقك فإف طلبو لك أشد من طلبك لو‪ ،‬إذا حصل لك رزؽ اليوـ فدع‬
‫عنك االىتماـ برزؽ الغد‪ ،‬كما تركت أمس مضى كغد ال تدرم ىل يصل إليك أـ ال‪....،‬‬

‫قاؿ‪ :‬يا غبلـ ال تغَب بطاعتك كتعجب هبا‪ ،‬اسأؿ ا‪٢‬بق سبحانو كتعأب قبو‪٥‬با كاحذر‬
‫كخف أف ينقلك إٔب غّبىا‪...‬‬

‫عز كجل ا‪١‬بناف‪ ...‬كعن‬


‫قاؿ‪ :‬أعمالكم عمالكم‪ ،‬تعمل عمل أىل النار كترجو من اهلل ٌ‬
‫عز كجل ُب ا‪٣‬بلق كال توافق ا‪٣‬بلق ُب ا‪٢‬بق‪ ،‬انكسر من انكسر‬‫بعضهم أنو قاؿ‪ :‬كافق ا‪٢‬بق ٌ‬
‫عز كجل من عباده الصا‪٢‬بْب ا‪٤‬بوافقْب‪ ...‬ىم أعقل‬ ‫كا‪٪‬برب من ا‪٪‬برب‪ ،‬تعلموا موافقة ا‪٢‬بق ٌ‬
‫الناس‪ ...،‬كٰبك تعمل عمل أىل النار كترجو ا‪١‬بناف‪ ،‬فأنت طامع ُب غّب موضع الطمع‪ ،‬ال‬
‫تغَب بالعارية كتظنها لك‪ ،‬عن قريب تؤخذ منك‪...‬‬

‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب اإلخبلص كاجملاىدة‪" :‬يا غبلـ إذا تكلمت فتكلم بنية صا‪٢‬بة‪ ،‬كإذا‬
‫سكت فاسكت بنية صا‪٢‬بة‪ ،‬كل من ٓب يقدـ النية قبل العمل فبل عمل لو‪...‬‬

‫‪359‬‬
‫يا قوـ عليكم رقباء أنتم ُب توكيل ا‪٢‬بق كما عندكم خرب‪ ،‬كونوا عقبلء‪ ،‬افتحوا أعْب‬
‫قلوبكم‪ ،‬إذا حضر أحدكم ُب بيتو ‪ٝ‬باعة فبل يكن مبتدئان بالكبلـ بل يكوف كبلمو جوابان كال‬
‫يسأؿ عما ال يعنيو‪ ،‬التوحيد فرض‪ ،‬كطلب ا‪٢‬ببلؿ فرض‪ ،‬كطلب ما ال بد منو من العلم‬
‫فرض‪ ،‬كاإلخبلص ُب العمل فرض‪ ...‬اىرب من الفاسقْب كا‪٤‬بنافقْب‪ ،‬كالتحق بالصا‪٢‬بْب‬
‫الصديقْب‪ ،‬إذا أشكل عليك األمر كٓب تفرؽ بْب الصاّب كا‪٤‬بنافق فقم من الليل كصل ركعتْب ٍب‬
‫قل يا رب دلِب على الصا‪٢‬بْب من خلقك‪ ،‬دلِب على من يدلِب عليك‪...‬‬

‫عز كجل أىل أف ٱباؼ كيرجى كلو ٓب ٱبلق جنة كال ناران‪ ،‬أطيعوه طلبا‬ ‫قاؿ‪ :‬ا‪٢‬بق ٌ‬
‫لوجهو‪ ...‬ذلوا لو بدموع أعينكم كقلوبكم‪ ،‬البكاء عبادة كىو مبالغة ُب الذؿ‪...‬‬

‫كٰبك‪ :‬أنت ال تعد من الرجاؿ‪ ،‬الرجل الكامل ُب رجوليتو ال يعمل ألحد سول ا‪٢‬بق‬
‫عز كجل كما‬
‫عز كجل‪ :‬قد عميت عينا قلبك كتكدر صفاء سرؾ‪ ،‬كقد حجبت عن ربك ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عندؾ خرب ك‪٥‬بذا قاؿ بعضهم سبلـ اهلل عليهم‪ :‬كيل للمحجوبْب الذين ال يعلموف أهنم‬
‫‪٧‬بجوبوف‪...‬‬

‫قاؿ‪ :‬معظم أعمالكم كجسد ببل ركح‪ ،‬الركح ىو اإلخبلص كالتوحيد كالثبات على‬
‫عز كجل كسنة رسولو‪...‬‬
‫كتاب اهلل ٌ‬
‫كقاؿ‪ :‬عن ا‪٢‬بسن البصرل رضي اهلل تعأب عنو أنو كاف يقوؿ‪ :‬عظ الناس بعلمك‬
‫ككبلمك‪ ،‬يا كاعظا عظ الناس بصفاء سرؾ كتقول قلبك كال تعظهم بتحسْب عبلنيتك مع قبح‬
‫عز كجل فهو عليك‬‫سريرتك‪ ....‬كعن بعضهم ر‪ٞ‬بة اهلل عليو أنو قاؿ‪ :‬كل ما يشغلك عن اهلل ٌ‬
‫مشؤكـ‪...‬‬

‫قاؿ‪ :‬اللساف غبلـ القلب كتبع لو‪ ،‬داكـ على ‪٠‬باع ا‪٤‬بواعظ فإف القلب إذا غاب عن‬
‫عز كجل ُب ‪ٝ‬بيع األحواؿ‪ ،‬ك‪٥‬بذا قاؿ بعضهم‬ ‫ا‪٤‬بواعظ عمي‪ ،‬حقيقة التوبة تعظيم أمر ا‪٢‬بق ٌ‬
‫عز كجل كالشفقة على خلقو‪ ،‬كل من ال‬ ‫ر‪ٞ‬بة اهلل عليو‪:‬ا‪٣‬بّب كلو ُب كلمتْب‪ :‬التعظيم ألمر اهلل ٌ‬
‫عز كجل كال يشفق على خلق اهلل فهو بعيد من اهلل‪.‬‬ ‫يعظم أمر اهلل ٌ‬

‫‪361‬‬
‫‪ -‬كقاؿ‪ :‬احذركا من أذية ا‪٤‬بؤمن فإهنا سم ُب جسد مؤذيو كسبب لفقره كعقوبتو‪،‬‬
‫كقاؿ‪ :‬كٰبك إذا كاف ىذا الكلب الشره حفظ الصيد‪ ،‬كيَبؾ شرىو كطبعو‪ ،‬كىذا الطائر أيضان‬
‫بالتعليم ٱبالف طبعو كيَبؾ ما كاف عليو من أكل الصيود الٍب ٘بعل لو‪ ،‬فنفسك أكٔب بالتعليم‪،‬‬
‫علمها كفهمها حٌب ال تأكل دينك ك‪ٛ‬بزقك‪.‬‬

‫عز كجل كأنت ‪ٚ‬باؼ من غّبه‪...‬‬‫كقاؿ‪ :‬كن عاقبلن ال تكذب‪ ،‬تقوؿ أنا خائف من اهلل ٌ‬
‫عز كجل ُب فعلو‪ ،‬نفسك‬ ‫عز كجل‪ ...‬ال تتهم ربك ٌ‬‫العاقل ال ٱباؼ لومة الئم ُب جانب اهلل ٌ‬
‫أكٔب بالتهم كاللوـ من غّبىا‪ ،‬قل ‪٥‬با العطاء ‪٤‬بن أطاع كالعصا ‪٤‬بن عصى‪ ...‬ال يعرؼ الرياء إال‬
‫ا‪٤‬بخلصوف‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كيلك ال ٘بيئ ٗبحض العلم فحسب‪ ،‬كما ال تنفع دعول ببل بينة‪ ،‬ال ينفع علم‬
‫ببل عمل‪ ،‬تر‪ٙ‬بل بركتو كتبقى دراستو‪ ،‬يا تاركْب العمل بالعلم أحدكم ٰبذؽ الشعر بعبارتو‬
‫ك‬ ‫ً‬
‫كفصاحتو كببلغتو كليس لو عمل كال إخبلص‪ ،‬لو هتذب قلبك لتهذبت جوارحك ألنو ىمل ي‬
‫ا‪١‬بوارح فإذا هتذب ا‪٤‬بلك هتذبت الرعية‪.‬‬

‫كقاؿ‪ :‬إف اإلٲباف يزيد كينقص يزيد بالطاعة كينقص با‪٤‬بعصية‪ ،‬ىذا ُب حق العواـ‪ ،‬كأما‬
‫ا‪٣‬بواص فيزيد إٲباهنم ٖبركج ا‪٣‬بلق من قلوهبم كينقص بدخو‪٥‬بم إليها‪...‬‬

‫قاؿ‪ :‬عليك بالصمت كا‪٢‬بلم عن جهل ا‪١‬باىلْب كثوراف طباعهم كنفوسهم كأىويتهم‪،‬‬
‫عز كجل فبل صمت ألنو ٰبرـ‪ ،‬يصّب الكبلـ عبادة كتركو معصية‪،‬‬
‫أما إذا ارتكبوا معصية ا‪٢‬بق ٌ‬
‫إذا قدرت على األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر فبل تقصر عنو فإنو باب خّب قد فتح ُب‬
‫كجهك فبادر الدخوؿ فيو‪.‬‬

‫كقاؿ‪ :‬قد قيدت نفسك با‪٣‬بوؼ من ا‪٣‬بلق كالرجاء ‪٥‬بم‪ ،‬أزؿ ىذه القيود من رجلها‬
‫عز كجل‪ ...‬اللهم إنا نعوذ بك من االتكاؿ على األسباب كالوقوؼ‬
‫كقد قامت إٔب خدمة رهبا ٌ‬
‫مع ا‪٥‬بوس كاألىوية كالعادات نعوذ بك من الشر ُب سائر األحواؿ‪...‬‬
‫كقاؿ‪ :‬دخلت على بعض الشيوخ ككاف يتكلم على ا‪٣‬بواطر فقاؿ‪ٙ :‬بب ىذا الذم أنا عليو؟‬
‫قلت نعم‪ ،‬قاؿ‪ :‬أنا أصوـ الدىر كأفطر كقت كل سحر‪ ،‬كطعاـ ىذه البلدة ليس بطيب فتورع‬
‫منو‬

‫‪360‬‬
‫كقاؿ رضي اهلل عنو‪ :‬بئس الرجل ينتبو بعد ا‪٤‬بوت‪ ،‬ينبغي للفقّب أف يتزر بالقناعة‬
‫عز كجل كيسعى بقدـ الصدؽ طالبا لباب القرب‪.‬‬ ‫كيرتدم العفة حٌب يصل إٔب ا‪٢‬بق ٌ‬
‫كقاؿ‪ :‬أكل الشهوات يقسي القلب كيقيد السر كيزيل الفطنة كيكثر النوـ كالغفلة‬
‫كيقوم ا‪٢‬برص كيطوؿ األمل‪ ،‬يا مسجونا ُب سجن ىواه‪ ...‬اعقل ذكر ا‪٤‬بوت فإف ذكره مفتاح‬
‫كل خّب كسبلمة‪ ،‬إذا ذكرت ا‪٤‬بوت انقطع عنك الفضوؿ‪ ،‬إذا ضعف حرصك كقل أملك‬
‫عز كجل‪.‬‬
‫اسَبجعت‪ ،‬فوضت أمورؾ كلها إٔب اهلل ٌ‬
‫كقد سألو سائل أيهم أشد نار ا‪٣‬بوؼ أك نار الشوؽ؟ فقاؿ ‪ :‬نار ا‪٣‬بوؼ للمريد‪،‬‬
‫كنار الشوؽ للمراد‪ ،‬ىذا شيء كىذا شيء أم النارين عندؾ يا سائل؟ ٍب قاؿ‪ :‬يا معتمدين‬
‫على األسباب‪ :‬نافعكم كاحد‪ ،‬كضاركم كاحد‪ ،‬ملككم كاحد‪ ،‬كإ‪٥‬بكم كاحد أما ‪٠‬بعتم قولو عز‬
‫كجل‪ :‬فمن كاف يرجو لقاء ربو فليعمل عم ً صال اً وال يشرؾ بعبادة ربو أحداً‪[ ‬سورة‬
‫الكهف]‬

‫كٰبك‪ :‬كيف تطلب ا‪١‬باه كا‪٤‬باؿ من ىذا ا‪٤‬بلًك كتعتمد عليو ُب مهماتك كىو عن‬
‫ى‬
‫قريب إما معزكؿ أك ميت‪ ،‬يذىب مالو كملكو كجاىو كينقل إٔب قربه الذم ىو بيت الظلمة‬
‫ك إٔب ىلك‪ ،‬إال أف يكوف لو عمل صاّب‬ ‫كالوحشة كالوحدة كالغم كا‪٥‬بم كالدكد‪ ،‬كينقل من م ٍل و‬
‫ي‬
‫كنية صا‪٢‬بة فيتغمده اهلل بر‪ٞ‬بتو كٱبفف حسابو‪ ،‬ال تتكل على من يعزؿ أك ٲبوت فيخيب‬
‫عز كجل ٰبب العالْب من ا‪٥‬بمم‬ ‫رجاؤؾ كينقطع مددؾ‪ ،‬ا‪٤‬بؤمن ارتفعت ٮبتو‪ ...‬علم أف ربو ٌ‬
‫فعلى ٮبتو‪ ...،‬فأعطاه النيابة كالرياسة كاإلمارة كالتمكن ُب ا‪٣‬بلق فعاش ُب الدنيا رئيسان كُب‬
‫قوـ اشكركا ربكم على نعمو كال تضيفوىا‬‫اآلخرة رئيسان‪ُ ،‬ب الدنيا ملًكان كُب اآلخرة ملًكان‪ ،‬يا ً‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫إٔب غّبه‪.‬‬

‫كقاؿ‪ :‬مبلئكتكم تتعجب من كقاحتكم‪ ،‬تتعجب من كثرة كذبكم ُب أحوالكم‪...،‬‬


‫توبوا كاتركوا ذنوبكم كارجعوا إٔب ربكم دكف غّبه‪ ،‬اذكركه كانسوا غّبه‪ ...‬كقاؿ‪ :‬يا قوـ اطلبوا‬
‫الكل من ا‪٣‬بالق‪ ،‬ابذلوا كلكم ُب طلبو (أم طلب رضاه) القوـ بذلوا األركاح ُب طلب قرب‬
‫عز كجل علموا بالذم يىطٍلبوف فهاف عليهم بذؿ أركاحهم‪ ،‬من علم ما يىطلب ىاف عليو‬ ‫رهبم ٌ‬
‫ما يبذؿ‪ ،‬حكي‪ :‬أف رجبل اجتاز على حجرة ‪٬‬باس فرأل فيها جارية مستحسنة فتعلقت بقلبو‬

‫‪362‬‬
‫فلم يقدر أف يتجاكز ا‪٤‬بوضع‪ ،‬ككاف ‪ٙ‬بتو فرس يساكم مائة دينار كعليو أثواب ‪ٝ‬بيلة كىو مقلد‬
‫بسيف ‪٧‬بلى بالذىب كبْب يديو ‪٩‬بلوؾ أسود ٰبمل الغاشية إٔب صاحبها كطلب منو بيعها‪،‬‬
‫فقاؿ لو‪ :‬ال شك أنك قد أحببت جاريٍب كاحملب يبذؿ كل ما ٲبلك ُب طلب ‪٧‬ببوبو كال أبيعها‬
‫إال ٔبميع ما ‪ٛ‬بلك يدؾ ُب ىذه الساعة‪ ،‬فنىزؿ عن فرسو كخلع ‪ٝ‬بيع ما عليو من الثياب‬
‫كاستعار قميصان من النخاس كسلم ا‪١‬بميع إليو مع ا‪٤‬بملوؾ الذم كاف بْب يديو كأخذ ا‪١‬بارية‬
‫كمضى إٔب بيتو حافيا مكشوؼ الرأس‪٤ ،‬با بذؿ الثمن أخذ ا‪٤‬بثمن‪ ،‬عرؼ ما طلب فهاف عليو‬
‫ما يبذؿ‪ ،‬الصادؽ احملبة ال يقف مع غّب ‪٧‬ببوبو‪ ،‬إذا قاؿ الواحد من ا‪٣‬بلق قد ‪٠‬بعت ٖبرب ا‪١‬بنة‬
‫عز كجل‪ :‬وفيها ما تشتهيو األ فل وتَػلَ ُّذ األعين‪[ ‬سورة‬ ‫كما فيها من النعيم بقولو ٌ‬
‫فس ُه ْم‬
‫لمؤمنين أ َ‬
‫َ‬ ‫من ا‬
‫عز كجل‪" :‬إف ا َ ا ترب َ‬
‫الزخرؼ] فما ‪ٜ‬بنها؟ قلنا لو قاؿ اهلل ٌ‬
‫وأمواله ْم ب ف لهم ال نة‪[ ‬سورة التوبة]‬
‫ُ‬
‫كقاؿ‪ :‬كٰبك تعلمت كما عملت بعلمك فكيف ينفعك علمك‪ ،‬ما خدمت الشيوخ‬
‫ُب حاؿ شبابك كيف ‪ٚ‬بدـ ُب حاؿ كربؾ‪ ،‬إف اهتمت شيخك فبل تصحبو فإنو ال يصح لك‬
‫صحبتو(أم ال تنفعك) ا‪٤‬بريض إذا اهتم الطبيب ٓب يربأ ٗبداكاتو‪...‬‬

‫تتمُب سعة الرزؽ كقد سبق القلم بضيقو‪ ،‬فأنت معاقب ‪٩‬بقوت فإنك تطلب ما ٓب‬
‫يقسم لك‪ ،‬كم تسعى ُب طلب الدنيا ك‪ٙ‬برص كليس لك منها إال ما قسم لك‪ ،‬القوـ على قدـ‬
‫الطاعة كقلوهبم كجلة‪ ،‬كأنتم على قدـ ا‪٤‬بعصية كقلوبكم آمنة‪ ،‬ىذا ىو عْب االغَبار‪ ،‬احذركا أف‬
‫يأخذكم على غرة‪ .‬أنت لقلقة أنت لساف ببل جناف‪ ،‬أنت ظاىر ببل باطن‪ ،‬أنت جلوة ببل‬
‫خلوة‪ ،‬جولة ببل صولة‪ ،‬سيفك من خشب‪ ،‬كسهامك من كربيت‪ ،‬أنت جباف ال شجاعة لك‪،‬‬
‫أدٗب سهم يقتلك‪ ،‬بىػ ٌقةه تقيم عليك قيامتك‪ .‬كقاؿ‪ :‬ال بارؾ اهلل فيكم يا منافقوف فما أكثركم‬
‫عز كجل‪ ،‬اللهم‬‫كل شغلكم ُب عمارة ما بينكم كبْب ا‪٣‬بلق ك‪ٚ‬بريب ما بينكم كبْب ا‪٢‬بق ٌ‬
‫سلطُب على رؤكسهم حٌب أطهر األرض منهم‪.‬‬

‫عز‬
‫كقاؿ ‪ :‬إ٘ب مسلط على كل كذاب منافق دجاؿ‪ ،‬مسلط على كل عاص هلل ٌ‬
‫كجل أكربىم إبليس كأصغرىم الفاسق‪ ،‬إ٘ب ‪٧‬با ًرب لكل ضاؿ مضل داع إٔب الباطل‪ :‬مستعْب‬
‫على ذلك ببل حوؿ كال قوة إال باهلل العلي العظيم‪...،‬‬

‫‪363‬‬
‫كقاؿ‪ :‬ال تستعر كلمات الصا‪٢‬بْب كتتكلم هبا كت ٌدعي ىها لنفسك‪ ،‬العارية ال ‪ٚ‬بفى‬
‫اكبش من مالك ال من العارية‪ ،‬ازرع القطن بيدؾ‪ ،‬كاسقو بيدؾ كربو ٔبهدؾ ٍب انسجو كخيطو‬
‫كالبسو‪ ،‬ال تفرح ٗباؿ غّبؾ كثياب غّبؾ‪ ،‬إذا أخذت كبلـ غّبؾ كتكلمت بو كادعيتو مقتتك‬
‫قلوب الصا‪٢‬بْب‪ ،‬إذا ٓب يكن لك فعل فبل قوؿ كل األمر معلق على العمل‪ ،‬قاؿ اهلل تعأب‪:‬‬
‫‪‬ادبلوا ال نة بما كنتم تعملوف‪[ ‬سورة النحل]‪ ...‬يا غبلـ لو كاف عندؾ ‪ٜ‬برة العلم كبركتو‬
‫‪٤‬با سعيت إٔب أبواب السبلطْب ُب حظوظ نفسك كشهواهتا‪ ،‬العلم ال رجلْب لو يسعى هبما إٔب‬
‫أبواب ا‪٣‬بلق‪ ،‬كالزاىد ال يى ىديٍ ىن لو يأخذ هبما أمواؿ الناس‪ ...‬احملب الصادؽ ُب ‪٧‬ببتو لو لقي‬
‫ا‪٣‬بلق كلهم ما حبل لو النظر إليهم‪ ،‬ال ينظر إٔب غّب ‪٧‬ببوبو‪...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬كيلك تدعي أنك صوُب كأنت كدر‪ ،‬الصوُب من صفا باطنو كظاىره ٗبتابعة‬
‫عز كجل كسنة رسولو‪ ،‬فكلما ازداد صفاؤه خرج من ٕبر كجوده كيَبؾ إرادتو‬ ‫كتاب اهلل ٌ‬
‫كاختياره كمشيئتو من صفاء قلبو‪.‬‬

‫أساس ا‪٣‬بّب متابعة النيب ‪ُ ‬ب قولو كفعلو‪ ،‬كلما صفا قلب العبد رأل النيب ‪ُ ‬ب‬
‫منامو يأمره بشيء كينهاه عن شيء‪ ...‬قلع ا‪١‬بباؿ الركاسي ٰبتاج إٔب معاكؿ اجملاىدات كالصرب‬
‫على ا‪٤‬بكابدات كنزكؿ اآلفات‪...‬‬

‫‪ -‬كقاؿ رضي اهلل عنو‪:‬عن النيب ‪" :‬من حسن إس ـ المرء ْتركو ما ال يعنيو"‪.‬كل‬
‫من حسن إسبلمو ك‪ٙ‬بقق أقبل على ما يعنيو كأعرض عما ال يعنيو‪ ،‬االشتغاؿ ٗبا ال يعِب شغل‬
‫البطالْب ا‪٤‬بهوكسْب‪ ،‬احملركـ رضا مواله من ٓب يعمل ٗبا أمر كاشتغل ٗبا ٓب يؤمر بو‪ ،‬ىذا ىو‬
‫ا‪٢‬برماف بعينو‪ ...‬اشتغالك بالدنيا ٰبتاج إٔب نية صا‪٢‬بة كإال فأنت ‪٩‬بقوت‪ ،‬اشتغل بطهارة قلبك‬
‫أكالن فإنو فريضة إذا ضيعت األصل ال يقبل منك االشتغاؿ بالفرع‪ ،‬احفظ قلبك حٌب ‪ٙ‬بفظ‬
‫جوارحك‪ ،‬كل إناء ينضح ٗبا فيو‪ ...‬القلب الصحيح ‪٩‬بتلئ توحيدان كتوكبلن كيقينا كتوفيقا كعلما‬
‫عز كجل قربان كقاؿ رضي اهلل عنو‪ ":‬إذا صح إٲباف ا‪٤‬بؤمن صار مرآة للخلق‬ ‫كإٲبانا كمن اهلل ٌ‬
‫‪ٝ‬بيعهم يبصركف كجوه أدياهنم ُب مرآة كبلمو كقت رؤيتو كالقرب منو‪ ...‬يا غبلـ‪ :‬إذا أحكمت‬
‫اإلٲباف كصلت إٔب دار ا‪٤‬بعرفة ٍب إٔب كادم العلم ٍب إٔب كادم الفناء عنك كعن ا‪٣‬بلق ٍب إٔب‬
‫الوجود بو ال بك كال هبم فحينئذ يزكؿ حزنك‪....‬‬

‫‪364‬‬
‫يا قعودان ُب الصوامع كا‪٣‬بلق ًملءي قلوهبم ما تسمعوف صراخي عليكم كإليكم‪ ،‬أبٍ يك هم‬
‫ص هم؟ قوموا تعالوا ال بأس ما أعاملكم كأخاطبكم بسوء أدبكم كأفعالكم بل أرفق بكم برفق اهلل‬ ‫ي‬
‫عز كجل بإذنو كال هتربوا من خشونة كبلمي فما ذلك مُب إ٘ب أنطق ٗبا أنطقُب بو‪....‬‬
‫ٌ‬
‫كقاؿ‪ :‬كٰبك إنك تظن أنك تقدر تبهرج نفسك‪ ،‬لوال ا‪٢‬بكم لنىزلت إليك يا منافق‬
‫عز كجل‪ ،‬كمن عباده‬ ‫كفضحتك‪ ،‬ال ‪ٚ‬باطر برأسك معي فإ٘ب ال أستحي إال من اهلل ٌ‬
‫الصا‪٢‬بْب‪...‬‬

‫‪ -‬كٰبك‪ ،‬قد ‪ٝ‬بعت بْب حب الدنيا كبْب التكرب كىاتاف خصلتاف ال يفلح صاحبهما‬
‫إف ٓب يتب منهما‪ ،‬كن عاقبلن من أنت كما أنت كمن أم شيء خلقت كألم شيء خلقت؟ ال‬
‫عز كجل كبرسولو كالصا‪٢‬بْب من عباده‪ ،‬يا قليل العقل تطلب‬
‫تتكرب فما يتكرب إال جاىل باهلل ٌ‬
‫رفعو ا ع ّ وجل ومن‬ ‫الرفعة بالتكرب؟ اعكس تصب‪ ،‬فإف النيب ‪ ‬قاؿ‪" :‬من تواض‬
‫تكبر وضعو ا "‪.‬‬

‫من رضي باآلخرة صار ُب األكٔب‪ ،‬كمن رضي بالقليل جاءه الكثّب‪ ،‬كمن رضي بالذؿ‬
‫جاءه العز‪ ،‬ارض بالدكف حٌب ينقلب األمر ُب حقك‪ ،‬التواضع كحسن األدب يقربك كالتكرب‬
‫كسوء األدب يبعدؾ‪ ،‬الطاعة تصلحك كتقربك كا‪٤‬بعصية تفسدؾ كتبعدؾ‬

‫يا غبلـ‪ :‬ال تبع الدين بالتْب‪ ،‬ال تبع دينك بتْب السبلطْب كا‪٤‬بلوؾ كاألغنياء كأكلة‬
‫ا‪٢‬براـ‪ ،‬إذا أكلت بدينك اسود قلبك‪ ،‬يا ‪٨‬بذكؿ لو كاف ُب قلبك نور لفرقت بْب ا‪٢‬براـ‬
‫كالشبهة كا‪٤‬بباح‪ ،‬كبْب ما يسود قلبك كينوره‪ ،‬بْب ما يقرب قلبك كيبعده‪...‬‬

‫كقاؿ ‪ :‬يا إنساف ا‪٠‬بع‪ ،‬يا ناس ا‪٠‬بعوا يا مكلفْب ا‪٠‬بعوا يا يُبلَّ ٍ يا عي َّق ٍل كبلـ‬
‫عز كجل كىو أصدؽ القائلْب‪ ،‬غّبكا لو من نفوسكم ما يكره حٌب يؤتيكم ما ‪ٙ‬ببوف‪...‬‬ ‫البارم ٌ‬
‫‪ -‬كقاؿ‪ :‬ا‪٠‬بعوا كبلـ النبوة‪ ،‬يا منافقوف‪ ،‬يا بائعي اآلخرة بالدنيا‪ ،‬يا بائعْب ما يبقى ٗبا‬
‫عز كجل‬‫يفُب‪ ،‬خسرت ٘بارتكم كذىبت رؤكس أموالكم‪ ،‬كيلكم أنتم متعرضوف ‪٤‬بقت اهلل ٌ‬
‫عز كجل‪ ،‬زين ظاىرؾ بآداب الشرع‬ ‫كسخطو ألف من تزين للناس ٗبا ليس فيو مقتو اهلل ٌ‬
‫كباطنك بإخراج ا‪٣‬بلق منو‪ ،‬رد أبواهبم افنهم من حيث قلبك حٌب كأهنم ٓب ٱبلقوا‪ ،‬قد اشتغلت‬

‫‪365‬‬
‫عز كجل كبذكره‬
‫بزينة القالب كتركت زينة القلب‪ ،‬زينة القلب بالتوحيد كاإلخبلص كالثقة باهلل ٌ‬
‫كنسياف غّبه‪...‬‬

‫اجهد ُب حفظ سرؾ مهما قدرت على ا‪٢‬بفظ‪ ،‬فإذا جاءتك الغلبة فأنت معذكر‪،‬‬
‫ا‪٢‬بب ٱبرب حيطاف ا‪٣‬بدر كالستور‪...‬‬

‫‪ -‬حقيقة التقول أنك لو ‪ٝ‬بعت ما ُب قلبك ُب طبق مكشوؼ كطفت بو ُب السوؽ‬


‫ٓب يكن فيو شيء يستحى منو‪ ،‬يا جاىل‪ :‬ما يكفيك أنك غّب متق حٌب إذا قيل لك اتق اهلل‬
‫تغضب‪...،‬‬

‫خلوتك ما صحت ألف ا‪٣‬بلوة عبارة عن التعرم من حيث القلب عن ‪ٝ‬بيع األشياء‪،‬‬
‫األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر أحب إٕب من ألف عابد ُب الصوامع‪...،‬‬

‫عز كجل با‪٤‬بعصية كا‪٤‬بخالفة ٍب تأمنو‪ ،‬عن قريب ينقلب أمنك‬ ‫كأنت يا غافل تبارز ا‪٢‬بق ٌ‬
‫خوفا‪ ،‬سعتك ضيقان‪ ،‬عافيتك مرضان‪ ،‬عزؾ ذالن‪ ،‬رفعك كضعان غناؾ فقران‪ ،‬اعلم أف أمنك يوـ‬
‫عز كجل على قدر خوفك منو ُب الدنيا‪ ،‬كخوفك ُب اآلخرة على قدر‬ ‫القيامة من عذاب اهلل ٌ‬
‫أمنك ُب الدنيا‪ ،‬كلكنكم غائصوف ُب ٕبر الدنيا ساكنوف ُب قعر بئر الغفلة‪...‬‬

‫عز‬
‫كقاؿ‪ :‬إذا ارتكبت الذنوب جاءت اآلفات ككقعت عليك فإف تبت كاستعفرت ربك ٌ‬
‫عز كجل أف يأتيك معها‬ ‫كجل كاستعنت بو كقعت حواليك‪ ،‬ال بد لك من بلية‪ ،‬فاسأؿ اهلل ٌ‬
‫بالصرب كا‪٤‬بوافقة حٌب يسلم ما بينك كبينو فيكوف ا‪٣‬بدش ُب القالب ال ُب القلب‪ُ ،‬ب الظاىر ال‬
‫ُب الباطن‪ُ ،‬ب ا‪٤‬باؿ ال ُب الدين‪ ،‬فحينئذ تكوف البلية نعمة ال نقمة‪...،‬‬

‫‪ -‬كبلـ الطامع ال ٱبلو من رجة كمداىنة ال ٲبكنو احملاقَّة يكوف كبلمو قشران فارغان ال‬
‫لب فيو صورة ببل معُب‪ ،‬الطامع فارغ كالطمع ألف حركؼ الطمع كلها فارغة الطاء كا‪٤‬بيم‬
‫كالعْب‪،‬‬

‫عز كجل اصدقوا كقد أفلحتم‪ ،‬الصادؽ ٮبتو عالية ُب السماء ال يضره‬
‫‪ -‬يا عباد اهلل ٌ‬
‫قوؿ قائل‪...‬‬

‫‪366‬‬
‫اشَبل رجل ‪٩‬بلوكان ككاف ذلك ا‪٤‬بملوؾ من أىل الدين كالصبلح فقاؿ لو‪ :‬يا ‪٩‬بلوؾ‬
‫إيش تريد تأكل؟ فقاؿ‪ :‬ما تطعمِب‪ ،‬فقاؿ لو ما الذم تريد تلبس؟ فقاؿ‪ :‬ما تلبسِب‪ ،‬فقاؿ لو‬
‫أين تريد تقعد من دارم؟ فقاؿ‪ :‬موضع ما تقعد٘ب‪ ،‬فقاؿ لو ما الذم ‪ٙ‬بب أف تعمل من‬
‫عز كجل كما أنت‬ ‫األشغاؿ؟ فقاؿ‪ :‬ما تأمر٘ب‪ ،‬فبكى الرجل فقاؿ‪ :‬طوىب ٕب لو كنت مع ريب ٌ‬
‫معي‪ ،‬فقاؿ ا‪٤‬بملوؾ يا سيدم كىل للعبد مع سيده إرادة أك اختيار‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬أنت حر لوجو‬
‫اهلل كأريد أف تقعد عندم حٌب أخدمك بنفسي كمإب‪...،‬‬

‫كٰبك‪ :‬كن عاقبلن ال تزاحم القوـ ٔبهلك بعد ما خرجت من ال يكتَّاب صعدت تتكلم‬
‫على الناس‪ ،‬ىذا أمر ٰبتاج إٔب إحكاـ الظاىر كإحكاـ الباطن ٍب الغُب عن الكل‪ٍ ،‬ب ٰبتاج أف‬
‫تقع ُب ضركرتْب‪ :‬األكٔب أف ال يبقى ُب بلدتك غّبؾ فتتكلم على الناس ضركرة‪ ،‬كاألخرل أنك‬
‫تؤمر بالكبلـ من حيث قلبك فحينئذ ترقى إٔب ىذا ا‪٤‬بقاـ لَبد ا‪٣‬بلق إٔب ا‪٣‬بالق‪.‬‬

‫كقاؿ‪ :‬قاؿ النيب ‪" :‬الد يا س ن المؤمن" كيف يفرح ا‪٤‬بسجوف ُب سجنو؟ ما يفرح‬
‫كلكن بشره ُب كجهو كحزنو ُب قلبو‪ ،‬بشره على ظاىره كاآلفات تقطعو من حيث باطنو كخلوتو‬
‫صبىةه من ‪ٙ‬بت ثيابو‪ ،‬يغطي جراحاتو بقميص تبسمو‪ ،‬ك‪٥‬بذا يباىي بو ربو‬
‫كمعناه‪ ،‬جراحاتو يم ىع َّ‬
‫عز كجل ا‪٤‬ببلئكة‪...،‬‬ ‫ٌ‬
‫‪ -‬كقاؿ ‪ُ ‬ب جبلء ا‪٣‬باطر‪ :‬يا غبلـ إياؾ كا‪٢‬بسد‪ ،‬فإنو بئس القرين‪ ،‬كىو الذم‬
‫عز كجل كمبلئكتو‬
‫خرب بيت إبليس كأىلكو‪ ،‬كجعلو من أىل النار‪ ،‬كجعلو ملعوف ا‪٢‬بق ٌ‬
‫عز كجل ‪ ‬ن قسمنا بينهم‬
‫كأنبيائو كخلقو‪ ،‬كيف ٰبسن للعاقل أف ٰبسد كقد ‪٠‬بع قولو ٌ‬
‫اس على ما تاىم ا من‬
‫سدوف الن َ‬
‫معيشتهم‪[ ‬سورة الزخرؼ]‪ ،‬كقولو تعأب‪ :‬أـ يَ ْ ُ‬
‫فضلو‪[ ‬سورة النساء] كقوؿ النيب ‪" :‬ال سد ي كل ال سنات كما ت كل النار‬
‫ال طب"‪.‬‬

‫‪ -‬كقاؿ ُب الفتح الربا٘ب‪" :‬أين أنتم يا خونة ُب العلم كالعمل‪ ،‬ىذا النفاؽ إٔب مٌب‪ ،‬يا‬
‫علماء كيا زىاد؟ كم تنافقوف ا‪٤‬بلوؾ كالسبلطْب حٌب تأخذكا منهم حطاـ الدنيا كشهواهتا كلذاهتا‬
‫عز كجل ُب عباده‪،‬‬
‫أنتم كأكثر ا‪٤‬بلوؾ ُب ىذا الزماف ظىلى ىمة خونة ُب ماؿ اهلل ٌ‬

‫‪367‬‬
‫اخ يذ يُ ٍ‪٥‬ب ٍم أك تب عليهم كاقمع الظلمة كطهر األرض‬
‫اللهم اكسر شوكة ا‪٤‬بنافقْب ك ٍ‬
‫منهم أك أصلحهم آمْب‪.‬‬

‫يا ملوؾ كيا ‪٩‬باليك‪ ،‬يا ظا‪٤‬بوف كيا عادلوف‪ ،‬يا منافقوف كيا ‪٨‬بلصوف‪ :‬الدنيا إٔب أمد‬
‫عز كجل ٗبجاىدتك كزىدؾ‪ ،‬احذر أف يصطادؾ شيء‬ ‫كاآلخرة إٔب أبد‪ ،‬فارؽ من سول ا‪٢‬بق ٌ‬
‫عز كجل‪ ...‬ا‪٤‬بؤمن منقطع القلب عن ا‪٣‬بلق كعن‬ ‫أك ٰببسك شيء أك يوقفك شيء عن موالؾ ٌ‬
‫األىل كا‪٤‬باؿ كالولد‪ ،‬كإ٭با يتشاغل هبم كقلبو منتظر جمليء رسوؿ ا‪٤‬بلك كصل باب البلد كقد‬
‫كدع أىلو كىو قاعد بينهم‪ ،‬ا‪٤‬بؤمن أبدان مودع كىو بْب ا‪٣‬بلق كقد كدعهم‪ ،‬ذره مع ا‪٣‬بلق كحبلو‬
‫مع ا‪٣‬بالق‪ ،‬إذا كقر التوحيد ُب القلب صح العمل من حيث الظاىر‪ ،‬ألنو يستوم ظاىرؾ‬
‫كباطنك غناؾ كفقرؾ إقباؿ ا‪٣‬بلق كإدبارىم‪ ،‬ذمهم لك كمدحهم‪ ،‬كيف ال ‪ٚ‬برجهما كقد‬
‫عز كجل كبذكره كالشوؽ إليو‪.‬‬
‫ضاقت مضغتك عنهما ٗبا رحبت‪ ،‬كامتؤل قلبك ٕبب اهلل ٌ‬
‫إٕب حٌب أعرفكم عيوهبا كأدلكم على طريق ا‪٢‬بق‬‫يا طاليب الدنيا يا ‪٧‬بيب الدنيا‪ :‬تقدموا ٌ‬
‫عز كجل‪ ،‬أنتم على ىوس ا‪٠‬بعوا ما أقوؿ لكم‬ ‫عز كجل كأ‪٢‬بقكم بالذين يريدكف كجو اهلل ٌ‬ ‫ٌ‬
‫كاعملوا بو كأخلصوا بالعمل‪ ،‬إذا علمتم ما أقوؿ كمتم على العمل رفعتم إٔب عليْب فتنظركف إٔب‬
‫علي كتتحققوف حقيقة ما أشّب إليو‪.‬‬
‫ىناؾ فَبكف أصل كبلمي من ىناؾ‪ ،‬فتدعوف ٕب كتسلموف ٌ‬
‫بلعاب كال طالب دنيا إ٭با أقوؿ ا‪٢‬بق‪،‬‬
‫يا قوـ‪ ،‬أزيلوا التهمة ٕب من قلوبكم‪ ،‬فلست َّ‬
‫كأشّب إٔب ا‪٢‬بق‪ ،‬ما زلت ُب عمرم كلو أحسن الظن ُب الصا‪٢‬بْب كأخدمهم كذلك الذم‬
‫ينفعِب‪ ،‬ال أريد منكم أجرة على نصحي لكم ككبلمي عليكم‪ٜ ،‬بن كبلمي العمل بو‪ ،‬كىو‬
‫كبلـ يصلح للخلوة لئلخبلص‪ ،‬النفاؽ ينقطع عند انقطاع ا‪٢‬بيل كاألسباب‪....‬‬

‫كقاؿ ٗبا معناه بعد ذكر حديث الدنيا سجن ا‪٤‬بؤمن‪" .‬عجبان للمسجوف كيف ٰبب‬
‫سجنو كيتعلق بو" (يعِب كيف ال يزىد هبا كيطلقها مع كوهنا سجنو كا‪٤‬بسجوف يتمُب ا‪٣‬ببلص‬
‫من السجن بأسرع كقت‪...‬‬

‫ككبلـ سيدنا اإلماـ القطب الغوث ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب قدس سره ُب‬
‫الوعظ كاإلرشاد كثّب‪ ،‬فإنو تكلم على ‪ٝ‬بوع الناس ا‪٤‬بؤلفة أربعْب سنة‪ ،‬كلسيدم اإلماـ طبقة‬

‫‪368‬‬
‫عالية جدان ُب الكبلـ على لساف أىل ا‪٢‬بقائق ٓب أذكر منو ُب كتايب ىذا‪ ،‬كإ٭با حاكلت أف‬
‫أذكر من كبلمو ما يسهل فهمو على أمثالنا‪  ،‬كنفعنا اهلل بعلومو كأسراره كأحوالو كإمداداتو‪.‬‬

‫كقد قاؿ اإلماـ اليافعي ُب نشر احملاسن الغالية بعد ذكر شيء من كبلمو‪:‬‬

‫إال ببي ػ ػ ػػر مع ػ ػ ػػا ي ال س ػ ػ ػػن ي لفه ػ ػ ػػا‬ ‫" معػػ ػ ػػارؼ لػ ػ ػ ػػيل يػ ػ ػ ػػدريها ويعرفهػ ػ ػ ػػا‬
‫ع ػػن الم ي ػػا س ػػتور ال س ػػن يكش ػػفها‬ ‫مش ػػاىداً ف ػػي حماى ػػا حس ػػن لعته ػػا‬

‫‪369‬‬
‫ذكر صفتو ‪ ‬و يء من أحوالو وتواضعو وىيبتو‪ ،‬وثناء بعض األكابر عليو‪ ،‬م‬
‫ذكر بعض كراماتو إضافة إلى ما سب ‪.‬‬

‫فأما صفتو ‪ ‬كما ُب كتب ا‪٤‬بناقب كالَباجم عن اإلماـ موفق الدين بن قدامة‬
‫ا‪٤‬بقدسي قدس سره قاؿ‪" :‬كاف شيخنا ‪٧‬بيي الدين عبد القادر" ‪٫ :‬بيف البدف‪ ،‬ربع القامة‪،‬‬
‫عريض الصدر كاللحية طويلها‪ ،‬أ‪٠‬بر‪ ،‬مقركف ا‪٢‬باجبْب‪ ،‬ذا صوت جهورم‪ ،‬ك‪٠‬بت حس ون كقدر‬
‫علي كعلم‪.‬‬

‫كقاؿ بعض أىل الَباجم‪" :‬إنو ٲبيل إٔب الطوؿ‪ ،‬تبدك عليو أمارات النبل كاالستقامة‪،‬‬
‫عريض ا‪١‬ببهة‪ ،‬ٲبيل لونو إٔب السمرة‪ ،‬يصل شعره إٔب كتفيو‪ ،‬عريض ا‪٤‬بنكبْب‪ ،‬متناسق األعضاء‪،‬‬
‫عذب الصوت جهوريو‪ ،‬ذك نطق متميز‪ ،‬نظراتو حادة ثاقبة ٘بعل من الصعب على جليسو أف‬
‫يد‪ٙ‬ب النظر إليو‪٢ ،‬بيتو متوسطة الكثافة‪ ،‬كلكنها طويلة‪ ،‬رمادية اللوف‪ ،‬ىيئتو العامة مع ىيبتو‬
‫يظهر فيها التواضع كالطيبة احملببة إٔب قلوب الناس ككاف على قدر من ا‪١‬بماؿ ‪.‬‬

‫كُب القبلئد‪ :‬قاؿ إبراىيم بن سعد الدارم‪" :‬كاف شيخنا عبد القادر ‪ ‬يلبس لباس‬
‫العلماء‪ ،‬كيتطيلس‪ ،‬كيركب البغلة‪ ،‬كترفع الغاشية بْب يديو‪ ،‬كيتكلم على كرسي عاؿ‪ ،‬ككاف ُب‬
‫كبلمو سرعة كجهر‪ ،‬كلو كلمة مسموعة‪ ،‬إذا تكلم أنصت لو كإذا أمر ابتدر ألمره كإذا رآه‬
‫القلب القاسي خشع"‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ بن كثّب ُب تارٱبو‪" :‬الشيخ ‪٧‬بيي السنة كالدين بن أيب صاّب أبو ‪٧‬بمد‬
‫ا‪١‬بيلي‪ :‬دخل بغداد فسمع ا‪٢‬بديث كاشتغل بو حٌب برع فيو‪ ...‬ككاف لو اليد الطؤب ُب ا‪٢‬بديث‬
‫كالفقو كالوعظ كعلوـ ا‪٢‬بقائق‪ ،‬ككاف لو ‪٠‬بت حسن كصمت‪ ،‬عن غّب األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي‬
‫عن ا‪٤‬بنكر فإنو كاف يأمر با‪٤‬بعركؼ كينهى عن ا‪٤‬بنكر للخلفاء كالوزراء كالسبلطْب كالقضاة‬
‫كا‪٣‬باصة كالعامة‪ ،‬يصدعهم بذلك على رؤكس األشهاد كرؤكس ا‪٤‬بنابر كُب احملافل‪ ،‬كينكر على‬
‫من يوٕب الظلمة‪ ،‬كال يأخذه ُب اهلل لومة الئم‪ ،‬ككاف فيو زىد كثّب‪ ،‬كلو أحواؿ خارقات‬
‫للعادات كمكاشفات‪ ،‬با‪١‬بملة كاف من سادات ا‪٤‬بشايخ الكبار قدس سره كنور ضرٰبو"‪.‬‬

‫قاؿ التادُب كغّبه‪ :‬ككاف ‪ ‬يأمر كل ليلة ٗبد السماط كيأكل مع األضياؼ كٯبالس‬
‫الضعفاء كيصرب على طلبة العلم‪ ،‬ال يظن جليسو أف أحدان أكرـ عليو منو‪ ،‬كيتفقد من غاب‬

‫‪371‬‬
‫من أصحابو كيسأؿ عن شأهنم كٰبفظ كدىم كيعفو عن سيئاهتم‪ ،‬كيصدؽ من حلف لو‬
‫كٱبفي علمو فيو‪ ،‬ككاف لو حنطة مرباة من ا‪٢‬ببلؿ بيد بعض أصحابو من الرستاؽ يزرعها لو كل‬
‫سنة‪ ،‬ككاف بعض أصحابو يطحنها كٱببز لو منها أربعة أقراص أك ‪ٟ‬بسة‪ ،‬كيأٌب هبا إليو آخر‬
‫النهار‪،‬فكاف ‪ ‬يفرؽ منها على من حضره كسرة كسرة كالباقي يدخره لنفسو‪ ،‬ككاف غبلمو‬
‫مظفر يقف على باب داره كالطبق فيو خبز على يده كيقوؿ‪ :‬من يريد ا‪٣‬ببز من يريد العشاء‬
‫من يريد ا‪٤‬ببيت‪ ،‬كإذا أىديت إليو ىدية فرقها أك بعضها على من حضره كيكافئ عليها‬
‫مهديها‪ ،‬ككاف يقبل النذر كيأكل منو‪.‬‬

‫كقاؿ ابن النجار ُب تارٱبو عن ا‪١‬ببائي‪ :‬أف الشيخ عبد القادر قاؿ مرة لو‪ :‬أكد لو‬
‫كانت الدنيا بيدم أطعمتها ا‪١‬بائع‪ ،‬كقاؿ‪ :‬كفي مثقوبة ال تضبط شيئان‪ ،‬لو جاء٘ب ألف دينار‬
‫ٓب تبت عندم‪.‬‬

‫كُب غبطة الناظر‪" :‬كقاؿ الشيخ ا‪٤‬بعمر جرادة‪ ":‬ما رأت عينام أحسن خلقان كال أكسع‬
‫صدران كال أكرـ نفسا كال أعطف قلبا كال أحفظ عهدان ككدان من سيدنا الشيخ عبد القادر‪ ،‬كلقد‬
‫كاف مع جبللة قدره كعلو منزلتو كسعة علمو يقف مع الصغّب كيوقر الكبّب كيبدأ بالسبلـ‬
‫كٯبالس الضعفاء كيتواضع للفقراء‪ ،‬كما قاـ ألحد من العظماء كال األعياف‪ ،‬كال أٓبَّ بباب كزير‬
‫كال سلطاف‪ ،‬ككاف ‪ ‬يفلي ثياب ضيوفو كما ُب الطبقات للشعرا٘ب كغّبه‪.‬‬
‫كُب غبطة الناظر كالقبلئد كغّبٮبا‪ :‬قاؿ الشيخ ‪٧‬بمد بن ا‪٣‬بضر عن أبيو أنو قاؿ‪:‬‬
‫خدمت سيدم الشيخ عبد القادر ثبلث عشرة سنة فما رأيتو فيها ‪ٛ‬بخط كال تنخع كال قعدت‬
‫عليو ذبابة‪ ،‬كال قاـ ألحد من العظماء كال أى ىٓبَّ بباب ذم سلطاف كال جلس على بساطو كال‬
‫أكل من طعامو إال مرة كاحدة‪ ،‬ككاف يأتيو ا‪٤‬بلك كالوزير كىو جالس فيقوـ كيدخل داره فإذا‬
‫جلسوا خرج الشيخ من داره لئبل يقوـ ‪٥‬بم‪ ،‬كأنو ليكلمهم الكبلـ ا‪٣‬بشن كيبال ‪٥‬بم ُب العظة‪،‬‬
‫كىم يقبلوف يده كٯبلسوف بْب يديو متواضعْب‪ ،‬ككاف إذا كاتب ا‪٣‬بليفة يكتب إليو‪ :‬عبد القادر‬
‫يأمرؾ بكذا‪ ،‬أك أمره عليك نافذ‪ ،‬أك ىو لك قدكة كعليك حجة‪ ،‬فإذا كقف على كرقتو قبلها‬
‫كقاؿ‪ :‬صدؽ الشيخ‪.‬‬

‫‪370‬‬
‫كقاؿ ا‪٤‬بناكم ُب طبقاتو‪" :‬كاف ال يقعد عليو ذباب كراثة جده ا‪٤‬بصطفى ‪ "‬كُب‬
‫القبلئد كغّبه‪ :‬قاؿ ‪٧‬بمد بن ا‪٣‬بضر‪" :‬كنت إذا دخلت على سيدنا الشيخ عبد القادر ‪ُ ‬ب‬
‫كسط الشتاء كقوة الربد أجد عليو قميصا كاحدا كعلى رأسو طاقية‪ ،‬كالعرؽ ٱبرج من جسده‬
‫كعنده من يركح عليو ٗبركحة كما يكوف ُب شدة ا‪٢‬بر‪.‬‬

‫كقاؿ أبو الفداء ُب تارٱبو‪ :‬أف ا‪٣‬بليفة ا‪٤‬بقتفي طلب من كزيره أف يدعو لو علماء العراؽ‬
‫فدعاىم‪ ،‬فلما حضركا سأؿ ا‪٣‬بليفة كزيره ىل حضركا ‪ٝ‬بيعهم؟ فأجابو‪ :‬نعم ما عدا الشيخ عبد‬
‫القادر كعدم بن مسافر‪ ،‬فقاؿ لو‪ٓ :‬ب ٰبضر أحد إذان‪.‬‬

‫كُب كتاب نشر احملاسن الغالية لئلماـ اليافعي قاؿ قلت‪ :‬كركم مسندان ُب كتاب مناقب‬
‫اإلماـ شيخ اإلسبلـ قدكة األناـ قطب األكلياء الكراـ الشيخ عبد القادر ‪" :‬أنو جاء فضل‬
‫اهلل بن إ‪٠‬باعيل البغدادم التاجر فقاؿ لو‪ :‬يا سيدم قاؿ جدؾ رسوؿ اهلل ‪:‬‬
‫"من دعي فلي ب" كقد دعوتك إٔب مٍنزٕب‪ ،‬فقاؿ‪ :‬إف أ ًيذ ىف ٕب جئت‪ٍ ،‬ب أطرؽ مليان ٍب قاؿ‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فركب بغلتو‪ ،‬ككاف عنده شيخاف من الشيوخ الكبار‪ ،‬فأخذ أحدٮبا بركابو األٲبن كاآلخر‬
‫بركابو االيسر حٌب أتوا داره‪ ،‬فإذا فيها مشايخ بغداد كعلماؤىا كأعياهنا كقد مد ‪٠‬باط فيو من‬
‫كل حلو كحامض‪ ،‬كأتى بسلة كبّبة ‪٨‬بتومة ٰبملها اثناف ككضعت ُب آخر السماط‪ ،‬كقاؿ‬
‫فضل اهلل‪ :‬الصبلة‪ ،‬كالشيخ مطرؽ فما أكل كال أذف ُب األكل كال أكل أحد من أىل اجمللس‬
‫إٕب تلك‬
‫كأف على رؤكسهم الطّب من ىيبتو‪ ،‬فأشار إٔب الشيخْب اللذين جاءا معو أف قدما ٌ‬
‫السلة‪ ،‬فقاما ك‪ٞ‬ببلىا حٌب كضعاىا بْب يديو‪ ،‬كأمرٮبا ففتحاىا فإذا هبا كلد للذم دعاىم أكمو‬
‫مقعد ‪٦‬بذكـ مفلوج‪ ،‬فقاؿ لو الشيخ‪ :‬قم بإذف اهلل معاَب‪ ،‬فإذا الصيب يعدك كىو بصّب كال عاىة‬
‫بو‪ ،‬فضج ا‪٢‬باضركف‪ ،‬كخرج الشيخ ُب غلبات الناس كٓب يأكل شيئان‪.‬‬

‫كقد عد الشيخ عبد اهلل بن أسعد اليافعي كثّبان من مناقب الشيخ عبد القادر ككراماتو‬
‫ُب عدة من كتبو‪.‬‬

‫كمن أكصافو كأحوالو أيضان‪ ،‬قاؿ ا‪٢‬بافظ أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد بن يوسف بن ‪٧‬بمد الربزإب‬
‫األنبيلي ر‪ٞ‬بو اهلل ُب كتاب ا‪٤‬بشيخة البغدادية للرشيد بن مسلمة‪" :‬عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب فقيو‬
‫ا‪٢‬بنابلة كالشافعية ببغداد كشيخ ‪ٝ‬باعتهما‪ ،‬كلو القبوؿ التاـ عند الفقهاء كالفقراء كالعواـ‪ ،‬كىو‬

‫‪372‬‬
‫أحد أركاف اإلسبلـ كانتفع بو ا‪٣‬باص كالعاـ‪ ،‬ككاف ‪٦‬باب الدعوة‪ ،‬سريع الدمعة‪ ،‬دائم الذكر‪،‬‬
‫كثّب الفكر‪ ،‬رقيق القلب‪ ،‬دائم البشر‪ ،‬كر‪ٙ‬ب النفس‪ ،‬سخي اليد‪ ،‬غزير العلم‪ ،‬شريف األخبلؽ‪،‬‬
‫طيب األعراؽ‪ ،‬مع قدـ راسخ ُب العبادة كاالجتهاد‪.‬‬

‫كُب القبلئد‪ ،‬قاؿ مفٍب العراؽ ‪٧‬بيي الدين أبو عبد اهلل البغدادم‪:‬‬

‫كاف الشيخ عبد القادر ‪ ‬سريع الدمعة‪ ،‬شديد ا‪٣‬بشية‪ ،‬كثّب ا‪٥‬بيبة‪٦ ،‬باب الدعوة‪،‬‬
‫ا‪٥‬بيبة تلوح من ‪٠‬بتو‪ ،‬كر‪ٙ‬ب األخبلؽ‪ ،‬طيب األعراؽ‪ ،‬أبعد الناس عن الفحش‪ ،‬أقرب الناس إٔب‬
‫عز كجل‪ ،‬ال يغضب لنفسو‪ ،‬كال ينتصر لغّب ربو‪ ،‬كال يرد‬‫ا‪٢‬بق‪ ،‬شديد البأس إذا انتهكت ‪٧‬بارـ اهلل ٌ‬
‫سائبلن كلو بأحد ثوبيو‪ ،‬كاف التوفيق رائده‪ ،‬كالتأييد معاضده‪ ،‬كالعلم مهذبو‪ ،‬كالقرب مؤدبو‪،‬‬
‫كاحملاضرة كٍنزه‪ ،‬كا‪٤‬بعرفة حرزه‪ ،‬كا‪٣‬بطاب مشّبه‪ ،‬كاللحظ سفّبه‪ ،‬كاألنس ندٲبو‪ ،‬كالبسط نسيمو‪،‬‬
‫كالصدؽ رايتو‪ ،‬كالفتح بضاعتو‪ ،‬كا‪٢‬بلم صناعتو‪ ،‬كالذكر كزيره‪ ،‬كالفكر ‪٠‬بّبه‪ ،‬كا‪٤‬بكاشفة غذاءيه‪،‬‬
‫كا‪٤‬بشاىدة شفاءه‪ ،‬كآداب الشريعة ظاىره ‪ ،‬كأكصاؼ ا‪٢‬بقيقة سرائره‪ ،‬كأنشد فيو‪:‬‬
‫(البحر الكامل)‬

‫و ػ ػ ػ ػػرفت أصػ ػ ػ ػ ػ ً ػ ػ ػ ػػاىراً و ص ػ ػ ػ ػػابا‬ ‫أ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت لقػ ػ ػ ػ ػ ػػد رحبػ ػ ػ ػ ػ ػػت جناب ػ ػ ػ ػ ػ ػا‬
‫قػ ػ ػ ػػوس الغمػ ػ ػ ػػاـ ألبمصػ ػ ػ ػػيح ركابػ ػ ػ ػػا‬ ‫وعظمػ ػػت قػ ػػدراً ػ ػػامخاً حتػ ػػى غػ ػػدا‬
‫زى ػ ػ ػ ػ ػػر الكواك ػ ػ ػ ػ ػػب حول ػ ػ ػ ػ ػػو أ ناب ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫وبنيػ ػػت بيت ػ ػاً فػ ػػي المعػ ػػالي أصػ ػػب ت‬
‫بعػ ػ ػ ػ ػػد المشػ ػ ػ ػ ػػيب ضػ ػ ػ ػ ػػارة و ػ ػ ػ ػ ػػبابا‬ ‫ي ػ ػ ػػا مل ػ ػ ػػبل ال ػ ػ ػػد يا برو ػ ػ ػ ػ م ػ ػ ػػده‬
‫وىػػ ػ ػػي التػ ػ ػ ػػي قػػ ػ ػػد أعيػ ػ ػ ػػت الط بػ ػ ػ ػػا‬ ‫لبتػ ػػح أبكػ ػػار العلػ ػػى ػ ػػم الهػ ػػدب‬
‫بطب ػ ػ ػ ػ ػػت إلي ػ ػ ػ ػ ػػح وردت الخطاب ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫لمػ ػ ػ ػػا رأتػ ػ ػ ػػح حسػ ػ ػ ػػا ها كفػ ػ ػ ػػؤاً لهػ ػ ػ ػػا‬
‫كا ػ ػ ػػت علػ ػ ػ ػى م ػ ػ ػػن أمهػ ػ ػ ػن صػ ػ ػ ػعابا‬ ‫وأتتػ ػ ػ ػػح مسػ ػ ػ ػػم ة القيػ ػ ػ ػػاد مناقػ ػ ػ ػػب‬
‫ومكارم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً وب ئق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاً وبطابػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫رجػ ػ ػ ػ ػػل يروق ػ ػ ػ ػ ػح منظػ ػ ػ ػ ػػراً وج ل ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫وم ػ ػ ػ ػ ػػن المهاب ػ ػ ػ ػ ػػة والعػ ػ ػ ػ ػ ػ جلباب ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫وت ػ ػػرب علي ػ ػػو م ػ ػػن الم اس ػ ػػن ملبسػ ػ ػاً‬
‫كقاؿ الشيخ عبد اهلل ا‪١‬ببائي ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪" :‬كاف شيخنا ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ‪‬‬
‫السجادة كال يلمسو بيده فإذا جاء ا‪٣‬بادـ يقوؿ اذىب بو‬
‫إذا جاء أحد بذىب يقوؿ‪ :‬ضعو ‪ٙ‬بت َّ‬
‫كأعطو ا‪٣‬بباز كالبقاؿ‪ ،‬كإذا جاءه خلعة من ا‪٣‬بليفة يقوؿ أعطوىا أليب الفتح الطحاف ككاف يأخذ‬

‫‪373‬‬
‫منو الدقيق بالقرض ألجل خبز الفقراء كاألضياؼ‪ ،‬كٓب يػي ىع ٌد عنو أنو لبس خلعة من ا‪٣‬بلع الٍب‬
‫كانت تأتيو من ا‪٣‬بليفة ُب رأس كل شهر‪ ،‬بل يأمر هبا للطحاف ا‪٤‬بذكور‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ ا‪٣‬بضر ا‪٢‬بسيِب‪ :‬كنت مع سيدم الشيخ عبد القادر ‪ُ ‬ب ا‪١‬بامع يوـ‬
‫ا‪١‬بمعة فأتاه تاجر كقاؿ لو‪ :‬إف معي ماالن أريد أف أعطيو للفقراء كا‪٤‬بساكْب من غّب الزكاة‪ ،‬كما‬
‫كجدت لو مستحقان فمر٘ب من أعطيو‪ ،‬أك قاؿ‪ :‬أعطيو ‪٤‬بن تريد‪ ،‬فقاؿ لو الشيخ‪ :‬أعطو ‪٤‬بن‬
‫يستحقو ك‪٤‬بن ال يستحق‪ ،‬قاؿ الشيخ خضر‪ :‬كرأل ػ أم الشيخ ػ فقّبان مكسور القلب فقاؿ لو‪ :‬ما‬
‫شأنك؟ قاؿ‪ :‬مررت اليوـ بالشط كسألت مبلحان ٰبملِب إٔب ا‪١‬بانب اآلخر فأىب كانكسر قليب‬
‫لفقرم قاؿ‪ ،‬فلم يتم الفقّب كبلمو حٌب دخل رجل معو صرة فيها ثبلثوف ديناران للشيخ‪ ،‬فقاؿ‬
‫الشيخ لذلك الفقّب‪ :‬خذ ىذه الصرة كاذىب هبا إٔب ا‪٤‬ببلح كأعطو إياىا كقل لو ال ترد فقّبان بعدىا‬
‫أبدان‪ ،‬كخلع الشيخ ‪ ‬قميصو كأعطاه للفقّب‪.‬‬

‫ككاف الشيخ عمر البزاز ر‪ٞ‬بو اهلل إذا ذكر الشيخ عبد القادر ‪ ‬ينشد ىذين البيتْب‪:‬‬

‫(البحر البسيط)‬

‫حػ ػ ػ ػ ػػامي ال قيقػ ػ ػ ػ ػػة ف ػ ػ ػ ػ ػاع وضػ ػ ػ ػ ػػرار‬ ‫أ ػ ػ ػػي فػ ػ ػػي جػ ػ ػػوار فتػ ػ ػػى‬ ‫"ال مػ ػ ػػد‬
‫مػػن ال يػػاء وال يغض ػي إال علػػى عػػار‬ ‫ال يرف ػ ػ ػ الطػ ػ ػػرؼ إال عنػ ػ ػػد مكرمػ ػ ػػة‬

‫كقاؿ الشيخ أبو ‪٧‬بمد ا‪١‬بو٘ب‪" :‬دخلت على سيدم الشيخ عبد القادر يومان كأنا على فاقة‬
‫كعائلٍب ‪٥‬بم أياـ ٓب يأكلوا شيئان فسلمت عليو‪ ،‬فرد عل ٌي السبلـ كقاؿ ٕب‪ :‬يا جو٘ب ا‪١‬بوع خزانة من‬
‫خزائن ا‪٢‬بق ال يعطيها إال ‪٤‬بن أحب‪ ،‬قاؿ‪ :‬فهممت أف أصرخ فأشار إٕب أف اسكت‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬إذا‬
‫ابتلى ا‪٢‬بق العبد بببلء فكتمو كاف لو أجراف فإف تكلم فلو أجر كاحد‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬ادف مِب فدنوت‬
‫منو فناكلِب شيئان من الدنيا سران‪ ،‬فهممت أف أتكلم‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا جو٘ب الكتماف أكٔب بالفقر كأحسن‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد الذىيب ُب تارٱبو سّب األعبلـ‪ :‬أنبأنا أبو بكر بن طرخاف‬
‫أف الشيخ ا‪٤‬بوفق بن قدامة أخربه قاؿ كقد سئل عن الشيخ عبد القادر‪" :‬أدركناه ُب آخر عمره‬
‫فأسكننا ُب مدرستو ككاف يعتِب بنا‪ ،‬كرٗبا أرسل إلينا ابنو ٰبٓب فيسرج لنا السراج‪ ،‬كرٗبا أرسل لنا‬

‫‪374‬‬
‫طعامان من منزلو ككاف يصلي الفريضة بنا إمامان‪ ،‬ككنت أقرأ عليو من حفظي من كتاب ا‪٣‬برقي‬
‫غدكة‪ ،‬كيقرأ عليو ا‪٢‬بافظ عبد الغِب من كتاب ا‪٥‬بداية ُب الكتاب‪ ،‬كما كاف أحد يقرأ عليو ذلك‬
‫الوقت سوانا‪ ،‬فقمنا عنده شهران كتسعة أياـ ٍب مات كصلينا عليو ليبلن ُب مدرستو‪ ،‬كٓب أ‪٠‬بع عن‬
‫أحد ٰبكى من الكرامات أكثر ‪٩‬با ٰبكى عنو‪ ،‬كال رأيت أحدان يعظمو الناس من أجل الدين أكثر‬
‫منو‪ ،‬ك‪٠‬بعنا عليو أجزاء يسّبة‪.‬‬

‫كُب البهجة للشطنوُب عن قاضي القضاة أيب عبد اهلل ‪٧‬بمد بن الشيخ العماد إبراىيم عبد‬
‫الواحد ا‪٤‬بقدسي قاؿ‪٠ :‬بعت شيخنا موفق الدين بن قدامة يقوؿ‪" :‬دخلنا بغداد سنة إحدل‬
‫كستْب ك‪ٟ‬بسمائة فإذا الشيخ عبد القادر ‪٩‬با انتهت إليو الرياسة هبا علمان كعمبلن كحاالن كاستفتاءن‪،‬‬
‫كاف يكفي طالب العلم عن قصد غّبه من كثرة ما اجتمع فيو من العلوـ كالصرب على ا‪٤‬بشتغلْب‬
‫كسعة الصدر‪ ،‬كاف ملء العْب‪ ،‬ك‪ٝ‬بع اهلل فيو أكصافان ‪ٝ‬بيلة كأحواالن عزيزة‪ ،‬كما رأيت بعده مثلو‪،‬‬

‫كقاؿ غّبه‪ :‬كاف الشيخ ‪ ‬سكوتو أكثر من كبلمو‪ ،‬ككاف يتكلم على ا‪٣‬بواطر كلو قبوؿ‬
‫تاـ‪ ،‬ال ٱبرج من مدرستو إال يوـ ا‪١‬بمعة إٔب ا‪١‬بامع أك إٔب رباطو‪ ،‬كتاب على يديو معظم أىل‬
‫بغداد‪ ،‬كأسلم معظم اليهود كالنصارل‪ ،‬ككاف يصدع با‪٢‬بق على ا‪٤‬بنرب كينكر على من يوٕب الظلمة‪،‬‬
‫ك‪٤‬با كٔب ا‪٤‬بقتفي ألمر اهلل للقاضي أيب الوفا ٰبٓب بن سعيد بن ٰبٓب بن ا‪٤‬بظفر ا‪٤‬بشهور بابن مزاحم‬
‫الظآب‪ ،‬قاؿ على ا‪٤‬بنرب‪ :‬كليت على ا‪٤‬بسلمْب رجبل من أظلم الظا‪٤‬بْب‪ ،‬ما جوابك غدان عند رب‬
‫العا‪٤‬بْب أرحم الرا‪ٞ‬بْب‪ ،‬فارتعد ا‪٣‬بليفة كبكى‪ ،‬كعزؿ القاضي ا‪٤‬بذكور لوقتو‪.‬‬

‫كُب غبطة الناظر‪ ،‬قاؿ أنبأنا أبو ا‪٢‬بسن بن أيب اجملد عن أيب الفضل بن ظاىر أنبأنا عبد‬
‫الر‪ٞ‬بن بن ‪٪‬بم قاؿ‪" :‬حكى شيخنا أبو ا‪٢‬بسن بن عربية"‪ :‬أف الوزير ٰبٓب ابن ىبّبة قاؿ لو ا‪٣‬بليفة‬
‫ا‪٤‬بقتفي ألمر اهلل ‪٧‬بمد‪ ،‬قد شكا من الشيخ عبد القادر قاؿ‪ :‬إنو يستخف يب كيذكر٘ب كيقوؿ‬
‫إٕب‪ ،‬امض إليو كقل لو ُب خلوة‪ :‬ما‬ ‫للنخلة الٍب برباطو يا ‪٬‬بلة ال تتعدم أقطع رأسك‪ ،‬كإ٭با يشّب ٌ‬
‫ٰبسن بك أف تتعرض لئلماـ أصبلن كأنت تعرؼ حرمة ا‪٣‬ببلفة‪ ،‬قاؿ أبو ا‪٢‬بسن‪ :‬فذىبت إليو‬
‫فوجدت عنده ‪ٝ‬باعة فجلست أنتظر منو ا‪٣‬بلوة فسمعتو ٰبدث كيقوؿ ُب أثناء كبلمو‪ :‬نعم أقطع‬
‫رأسها‪ ،‬فعرفت أنو أشار إٕب‪ ،‬فقمت كذىبت‪ ،‬فقاؿ ٕب الوزير‪ :‬بلغت الشيخ؟ فقلت لو ‪ٝ‬بيع ما‬

‫‪375‬‬
‫جرل‪ :‬فبكى الوزير كقاؿ‪ :‬ال شك ُب صبلح الشيخ عبد القادر‪ ،‬زاد ُب القبلئد‪ٍ :‬ب ‪ٞ‬بل نفسو‬
‫إٔب عنده كجلس بْب يديو متأدبان فوعظو الشيخ فأبل لو ُب ا‪٤‬بوعظة حٌب أبكاه ٍب تلطف بو"‪.‬‬
‫كُب القبلئد‪ ،‬قاؿ إبراىيم الدارم‪" :‬كاف شيخنا الشيخ عبد القادر ‪ ‬إذا مر إٔب ا‪١‬بامع‬
‫يوـ ا‪١‬بمعة كقف الناس ُب األسواؽ ليسألوا اهلل بو حوائجهم‪ ،‬ككاف لو صيت كصوت ك‪٠‬بت‬
‫كصمت‪ ،‬كلقد عطس يوـ ا‪١‬بمعة فشمتو الناس حٌب ‪٠‬بع من ُب ا‪١‬بامع ضجة عظيمة يقولوف‬
‫ير‪ٞ‬بك اهلل كيرحم بك‪ ،‬ككاف ا‪٤‬بستنجد باهلل ا‪٣‬بليفة ُب مقصورة ا‪١‬بامع‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ما ىذه الضجة؟‬
‫فقيل لو‪ :‬قد عطس الشيخ عبد القادر‪ ،‬فهالو ذلك‪.‬‬

‫كقاؿ ابن نقطة الصّبيفيِب‪" :‬كاف الشيخ بقا كالشيخ علي بن ا‪٥‬بيٍب كالشيخ القيلوم‬
‫يأتوف إٔب مدرسة الشيخ عبد القادر‪ ،‬كيكنسوف باهبا كيرشوف‪ ،‬كال يدخلوف عليو إال بإذف فإذا‬
‫دخلوا عليو يقوؿ ‪٥‬بم‪ :‬اجلسوا‪ ،‬فيقولوف كلنا األماف فيقوؿ كلكم األماف فيجلسوف متأدبْب‪ ،‬ككاف‬
‫من حضر منهم يرفع الغاشية بْب يديو إذا ركب كٲبشي هبا خطوات‪ ،‬ككاف ينهاىم عن ذلك‪،‬‬
‫فيقولوف ٗبثل ىذا يتقرب إٔب اهلل تعأب‪.‬‬

‫كُب غبطة الناظر قاؿ‪ :‬قاؿ أ‪ٞ‬بد بن ا‪٤‬ببارؾ ا‪٤‬برفعا٘ب‪" :‬ككاف من ‪ٝ‬بلة من يتفقو على‬
‫الشيخ عبد القادر رجل أعجمي ككاف بعيد ا‪٣‬باطر بعيد الذىن ال يكاد يفهم الشيء إال بعد‬
‫تعب كمشقة ‪ ،‬فبينما ىو بعض األياـ يقرأ على الشيخ إذ دخل ابن السمحل ػ أحد الرؤساء ػ‬
‫لزيارة الشيخ فتعجب من صرب الشيخ عليو‪ ،‬فلما قاـ الرجل العجمي‪ ،‬قاؿ ابن السمحل للشيخ‬
‫لقد عجبت من صربؾ على ىذا ا‪٤‬بتفقو‪ ،‬فقاؿ الشيخ‪ :‬قد بقي من تعيب معو دكف األسبوع‬
‫كٲبضي‪ ،‬فتعجبنا لذلك كأخذنا نعد يومان بعد يوـ حٌب مات الرجل ُب آخر يوـ من األسبوع‪،‬‬
‫كحضر ابن السمحل ذلك اليوـ للصبلة عليو‪ ،‬كتعجب من إعبلـ الشيخ ٗبوتو قبل دنو أجلو ر‪ٞ‬بو‬
‫اهلل كرضي اهلل عن سيدم الشيخ‪.‬‬

‫كحكى أ‪ٞ‬بد بن مطيع الباجرامي قاؿ‪" :‬جئت للشيخ مرة فانتهر٘ب كقاؿ‪ :‬قم‪ ،‬فمضيت‪،‬‬
‫فلحقِب شخص من عنده فرجعت فقاؿ الشيخ‪٤ :‬با انتهرتك كنت ضجران فنمت فرأيت النيب ‪‬‬
‫فقاؿ ٕب‪ :‬أنت معلم ا‪٣‬بّب ال تضجر أعادىا ثبلثان‪ٍ ،‬ب أقرأ٘ب ما أردت‪.‬‬

‫‪376‬‬
‫كقاؿ ‪٧‬بمد بن النجار‪ :‬أنبأنا ‪٧‬بمد بن سعيد الشاىد عن عبد الوىاب بن الشيخ عبد‬
‫القادر ‪٠‬بعت الشيخ صاّب أبا بكر بن علي بن أيب سعيد قاؿ‪" :‬كنت أنا ك‪ٝ‬باعة بْب يدم الشيخ‬
‫قعودان كىو ُب القبلة فلم يتكلم بشيء‪ ،‬فقلت ُب نفسي أرل الشيخ اليوـ ال يتكلم علينا‪ ،‬فرفع‬
‫إٕب من دكف ا‪١‬بماعة فواجهِب بوجهو كقاؿ ٕب‪ :‬سكوٌب لكم كبلـ كقاؿ عبد الر‪ٞ‬بن‬
‫رأسو كالتفت ٌ‬
‫بن النجم ا‪٢‬بنبلي‪ :‬ذكر خإب أبو ا‪٢‬بسن بن ‪٪‬با الواعظ أنو اجتمع يومان بالشيخ عبد القادر‬
‫فحضر العيد فسبقتو إٔب ا‪٤‬بصلى‪ ،‬فجاء الشيخ كىو معو خلق كثّب كالناس يقبلوف يده‪ ،‬فبدأ‬
‫إٕب‬
‫فصلى ركعتْب فقلت ُب نفسي‪ :‬ما ىذا كالسنة أف ال يصلي قبل العيد؟ فلما سلم التفت ٌ‬
‫كقاؿ‪٥ :‬با سبب‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ ‪٧‬بمد بن ا‪٣‬بضر‪٠ :‬بعت أيب يقوؿ‪" :‬كاف الشيخ يتكلم ُب ‪٦‬بلسو بأنواع‬
‫العلوـ‪ ،‬ككاف إذا صعد الكرسي ال يتكلم أحد كال يبصق كال ٲبخط كال يتنحنح ىيبة لو‪ ،‬فإذا‬
‫توسط اجمللس قاؿ‪ :‬مضى القاؿ كحضر ا‪٢‬باؿ‪ ،‬فيضطرب الناس اضطرابان شديدان كيتداخلهم‬
‫الوجد‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ عبد الوىاب بن الشيخ عبد القادر‪ :‬قلت لوالدم أريد أف أتكلم على الناس‬
‫ٕبضرتك فأذف ٕب‪ ،‬فصعدت الكرسي كتكلمت ٗبا شاء من العلوـ كا‪٤‬بواعظ فلم ٱبشع قلب كٓب‬
‫٘بر دمعة فضجوا بوالدم أف يتكلم عليهم فنىزلت كصعد فقاؿ‪ :‬يا عويلة الشجاعة صرب ساعة‪،‬‬
‫فضج أىل اجمللس بالصراخ‪ ،‬قاؿ‪ :‬فكنت أسألو عن ذلك فيقوؿ‪ :‬أنت ا‪٤‬بتكلم عنك كأنا ا‪٤‬بتكلم‬
‫عن غّبم‪ ،‬ككاف إذا سئل مسألة ُب ‪٦‬بلس كعظو رٗبا أجاب السائل بقولو‪ :‬حٌب أستأذف ُب‬
‫كعزة ا‪٤‬بعبود‬
‫الكبلـ عليها كيطرؽ فتجللو ا‪٥‬بيبة كيعلوه الوقار ٍب يتكلم عليها ٗبا شاء اهلل‪ ،‬كيقوؿ‪َّ :‬‬
‫ما تكلمت حٌب قيل ٕب يا عبد القادر تكلم‪.‬‬

‫كُب البهجة من طريق أيب عبد اهلل بن أيب الفتح‪" :‬كاف الشيخ يقوؿ‪ :‬أ‪ٛ‬بُب أف أكوف ُب‬
‫الربارم كالصحارم كما كنت أكالن ال أرل الناس كال يرك٘ب كلكن أراد اهلل بذلك منفعة ا‪٣‬بلق"‪...‬‬

‫كُب القبلئد‪ ،‬قاؿ الشيخ خليفة النهرملكي ‪" :‬قد قلد األمر إٔب الشيخ عبد القادر ‪‬‬
‫ُب األكلياء كأسرارىم‪ ،‬كما نظر إٔب جهة من جهات األرض إال خاؼ سكاف ذلك القطر إٔب‬
‫أقصى األرض شرقان كاف أك مغربان من ىيبتو كمن ىيبة نظرتو كيرجوف الزيادة ُب أحوا‪٥‬بم من بركة‬

‫‪377‬‬
‫نظره كٱبافوف سلب أحوا‪٥‬بم من سطوة ىيبتو"‪،‬ككاف الشيخ علي ا‪٥‬بيٍب قدس سره يقوؿ ما معناه‪:‬‬
‫كنا ال نستطيع أف ‪٫‬بدؽ النظر ُب كجهو خشية أف تسلب أحوالنا من ىيبتو‪.‬‬

‫كقاؿ البطائحي‪ :‬دخلت على سيدنا كشيخنا الشيخ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ‪ ‬ببيتو‬
‫يومان فوجدت عنده أربعة أنفار كما رأيتهم قبل ذلك فوقفت مكا٘ب‪ ،‬فلما قاموا من عنده قاؿ‬
‫الشيخ ا‪٢‬بقهم كاسأ‪٥‬بم الدعاء لك‪ ،‬فلحقتهم ُب صحن ا‪٤‬بدرسة كسألتهم الدعاء فقاؿ ٕب‬
‫أحدىم‪ :‬لك البشرل أنت خادـ رجل بربكتو ٰبرس اهلل األرض سهلها ككعرىا كبرىا كٕبرىا‬
‫كبدعوتو يرحم اهلل ا‪٣‬بليقة‪ ،‬ك‪٫‬بن كسائر األكلياء ‪ٙ‬بت ظل قدمو(أم طريقتو) كُب دائرة أمره‪ٍ ،‬ب‬
‫خرجوا فلم أرىم‪ ،‬فرجعت إٔب الشيخ متعجبا فقاؿ ٕب قبل أف أخربه بشيء‪ :‬يا عبد اهلل ال ‪ٚ‬برب‬
‫أحدان ٗبا قالوا لك كأنا حي فقلت‪ :‬يا سيدم كمن ىؤالء؟ فقاؿ‪ :‬رؤساء جبل قاؼ كىم اآلف ُب‬
‫موضعهم‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ اإلماـ عبد ا‪١‬ببار بن الشيخ عبد القادر رضي اهلل عنهما‪" :‬كانت أمي إذا‬
‫دخلت مكانا مظلمان أضاءت عليها مشعة تستضيء هبا‪ ،‬فدخل كالدم عليها مرة فرأل الشمعة‪،‬‬
‫فحْب كقع نظره عليها ‪ٟ‬بدت‪ ،‬فقاؿ ‪٥‬با‪ :‬ىذا النور شيطا٘ب كاف ٱبدمك كاآلف صرفتو عنك‪ ،‬قد‬
‫أبدؿ لك نوران ر‪ٞ‬بانيان‪ ،‬ككذلك أصنع بكل من انتمى إٕب أك كاف ٕب بو عناية‪ ،‬فكانت إذا دخلت‬
‫بعد ذلك مكانا رأت فيو نوران مثل نور القمر ٯبلي ا‪٤‬بكاف"‪.‬‬

‫" كقيل لو‪ :‬إنا نصوـ مثل ما تصوـ كنصلي مثل ما تصلي ك‪٪‬بتهد مثل ما ٘بتهد كما نرل‬
‫من أحوالك شيئان؟ فقاؿ‪ :‬زا‪ٞ‬بتونا ُب األعماؿ‪ ،‬كتزا‪ٞ‬بونا ُب ا‪٤‬بواىب‪ ،‬كاهلل ما أكلت حٌب قيل ٕب‬
‫يك ٍل كال شربت حٌب قيل اشرب كما فعلت شيئان حٌب أمرت بفعلو‪.‬‬
‫كقاؿ مرة‪ :‬كل الطيور تقوؿ كال تفعل كالبازم يفعل كال يقوؿ‪ ،‬فأنشد أبو ا‪٤‬بظفر منصور بن ا‪٤‬ببارؾ‬
‫(البحر البسيط)‬ ‫جرادة‪:‬‬

‫ي ػ ػ ػػا م ػ ػ ػػن ب لفاظ ػ ػ ػػو تغل ػ ػ ػػو اليواقي ػ ػ ػػت‬ ‫بػ ػ ػ ػػح الشػ ػ ػ ػػهور تهنػ ػ ػ ػػى والمواقيػ ػ ػ ػػت‬
‫أل ػ ػ ػ ػػو ق ػ ػ ػ ػػدـ م ػ ػ ػ ػػن عله ػ ػ ػ ػػا ص ػ ػ ػ ػػيت‬ ‫أ ػػم م ػػن ق ػػدميح الص ػػدؽ م ته ػػدا‬

‫‪378‬‬
‫كقاؿ أبو ا‪٤‬بظفر يوسف سبط ابن ا‪١‬بوزم ُب مرآة الزماف‪" :‬كاف سكوتو أكثر من كبلمو‬
‫ككاف يتكلم على ا‪٣‬بواطر‪ ،‬فظهر لو صيت عظيم كقبوؿ تاـ‪ ،‬كما كاف ٱبرج من مدرستو إال يوـ‬
‫ا‪١‬بمعة أك ُب الرباط‪ ،‬كتاب على يديو أىل بغداد كأسلم أكثر اليهود كالنصارل‪ ،‬ككاف يصدع‬
‫با‪٢‬بق على ا‪٤‬بنرب ككانت لو كرامات ظاىرة‪ ،‬أدركو ‪ٝ‬باعة ٰبكوف منها ‪ٝ‬بلة"‪.‬‬

‫كُب غبطة الناظر كالقبلئد كطبقات الشعرا٘ب كغّبىا‪" :‬كاف أبو الفتح ا‪٥‬بركم ‪ "‬يقوؿ‪:‬‬
‫خدمت الشيخ عبد القادر ‪ ‬أربعْب سنة فكاف ُب مدهتا يصلي الصبح بوضوء العشاء‪ ،‬ككاف‬
‫كلما أحدث جدد ُب كقتو كضوءه ٍب يصلي ركعتْب‪ ،‬ككاف يصلي كيدخل خلوتو‪ ،‬كال ٲبكن أحدان‬
‫أف يدخلها معو فبل ٱبرج منها إال عند طلوع الفجر‪ ،‬كلقد أتاه ا‪٣‬بليفة يريد االجتماع بو ليبلن فلم‬
‫يتيسر لو االجتماع إٔب الفجر‪ ،‬قاؿ ا‪٥‬بركم‪ :‬كبت عنده ليلة فرأيتو يصلي أكؿ الليل يسّبان‪ٍ ،‬ب يذكر‬
‫اهلل تعأب إٔب أف ٲبضي الثلث األكؿ يقوؿ‪ :‬احمليط الرب الشهيد الفعاؿ ا‪٣‬ببلؽ ا‪٣‬بالق البارئ‬
‫ا‪٤‬بصور‪ ،‬فتتضاءؿ جثتو مرة‪ ،‬كتعظم أخرل‪ ،‬كيرتفع ُب ا‪٥‬بواء إٔب أف يغيب عن بصرم مرة‪ٍ ،‬ب‬
‫يصلي قائمان على قدميو يتلو القرآف إٔب أف يذىب الثلث الثا٘ب‪ ،‬ككاف يطيل سجوده جدان‪ٍ ،‬ب‬
‫ٯبلس متوجها مشاىدان مراقبان إٔب طلوع الفجر‪ٍ ،‬ب يأخذ ُب الدعاء كاالبتهاؿ كالتذلل‪ ،‬كيغشاه نور‬
‫يكاد ٱبطف األبصار إٔب أف يغيب فيو عن النظر‪ ،‬قاؿ‪ :‬ككنت أ‪٠‬بع عنده سبلـ عليكم سبلـ‬
‫عليكم كىو يرد السبلـ‪ ،‬إٔب أف ٱبرج لصبلة الفجر‪...‬‬

‫كُب غبطة الناظر كالقبلئد قاؿ‪ :‬كقاؿ الشيخاف أبو عمرك عثماف الصّبيفيِب كعبد ا‪٢‬بق‬
‫ا‪٢‬برٲبي‪" :‬كاف شيخنا ‪٧‬بي الدين عبد القادر ‪ ‬يبكي" كيقوؿ‪ :‬يا رب كيف أىدم لك الركح‬
‫كقد صح بالربىاف أف الكل لك‪ ،‬كرٗبا كاف ينشد ىذا البيت‪( :‬البحر الطويل)‬

‫وماضػ ػ ػ ػػر ذا تقػ ػ ػ ػػوب لسػ ػ ػ ػػاف مع ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ومػػا ينف ػ اإلعػػراب إف لػػم يكػػن تُػ َقػػى‬

‫كقاؿ الشيخ أبو الربكات السهركردم‪٠ " :‬بعت الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيلي ينشد على‬
‫(البحر الطويل)‬ ‫كرسي كعظو بباب األزج ىذا البيت"‪:‬‬

‫تمػ ػ ُّػر ب ػ ػ ف ػ ػ فت سػ ػػب مػ ػػن عمػ ػػري‬ ‫ألػػ ػ ػ ػػيل مػ ػ ػ ػ ػػن الخس ػ ػ ػ ػػراف أ ّف ليالي ػ ػ ػ ػ ػاً‬

‫‪379‬‬
‫كُب القبلئد‪ ،‬قاؿ‪ :‬كركل شيوخ العراؽ عمر البزازم كأبو السعود ا‪٤‬بدلل كالناصرم قائد‬
‫األكا٘ب‪:‬أنو اجتمع الشيخ عبد القادر كابن بطو كالقيلول كابن ا‪٥‬بيٍب بدار باب األزج فقاؿ الشيخ‬
‫عبد القادر البن ا‪٥‬بيٍب‪ :‬تكلم‪ ،‬قاؿ كيف أتكلم ُب حضرتك‪ ،‬فقاؿ للشيخ بقا‪ :‬تكلم‪ ،‬فقاؿ‬
‫كيف أتكلم ُب حضرتك فقاؿ للشيخ القيلوم‪ :‬تكلم‪ ،‬فتكلم يسّبان ٍب سكت‪ ،‬كقاؿ‪ :‬تكلمت‬
‫امتثاالن ألمرؾ كسكت إجبلال لك‪ٍ ،‬ب تكلم ُب علوـ ا‪٢‬بقائق بكبلـ أكربه ا‪٢‬باضركف‪ٍ ،‬ب استأذنو‬
‫(البحر الكامل)‬ ‫ُب قوؿ فأذف لو‪ ،‬فأنشد‪:‬‬

‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؽ تػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ل م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوىن لمعا ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫وبدا لو من بعد مػا ا ػدمل الهػوب يبػدو‬
‫ص ػ ػ ػ ػ ػػعب ال ػ ػ ػ ػ ػػذرب متمنػ ػ ػ ػ ػ ػ أركا ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫ك ا ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػية الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرداء ودو ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػراً إليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ورده أ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ا و‬ ‫فب ػ ػػدا لينظ ػ ػػر كي ػ ػػف الح فل ػ ػػم يطػ ػ ػ‬
‫والم ػ ػ ػػاء مػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػػم ت ب ػ ػ ػػو أجفا ػ ػ ػػو‬ ‫فالن ػ ػػار م ػ ػػا ا ػ ػػتملت علي ػ ػػو ض ػ ػػلوعو‬

‫فعبل الشيخ عبد القادر على األرض ُب ا‪٥‬بواء‪ ،‬كجعل يدكر كيعلو ُب ا‪٥‬بواء حٌب طلع من‬
‫‪٠‬باء الدار فذىبوا إٔب ا‪٤‬بدرسة فوجدكده فيها‪  ،‬أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫كقاؿ اإلماـ أبو ‪٧‬بمد عبد اهلل اليافعي الشافعي اليمِب ُب كتابو نشر احملاسن الغالية‪" :‬ك‪٩‬با‬
‫ركيناه عن الشيخ شهاب الدين السهركردم ‪ُ ‬ب العوارؼ‪ ،‬ما ‪٠‬بع بو عن الشريف ا‪٢‬بسيب‬
‫النسيب ذم اجملد كا‪٤‬بفاخر‪،‬الشيخ الكبّب العارؼ باهلل تعأب عبد القادر رضي اهلل تعأب عنو‪ ،‬أنو‬
‫إٕب شخصان كقاؿ‪ :‬لفبلف عندؾ طعاـ كذىب‪ ،‬ائتِب من ذلك بكذا ذىب ككذا طعاـ‪ ،‬فقاؿ‬ ‫بعث َّ‬
‫الرجل‪ :‬كيف أتصرؼ ُب كديعة عندم‪ ،‬كلو استفتيتك ما أفتيتِب بالتصرؼ‪ ،‬فألزمو الشيخ بذلك‪،‬‬
‫فأحسن الظن بالشيخ كجاء إليو بالذم طلب‪ ،‬فلما كقع التصرؼ منو جاء مكتوب من صاحب‬
‫الوديعة كىو غائب ُب بعض نواحي العراؽ أف ا‪ٞ‬بل إٔب الشيخ عبد القادر كذا ككذا القدر الذم‬
‫عينو الشيخ عبد القادر‪ ،‬فعاتبو الشيخ بعد ذلك على توقفو كقاؿ‪ :‬ظننت بالفقراء أف إشارهتم‬
‫تكوف على غّب صحة‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫قلت ػ أم اليافعي ػ ككذلك ركم مسندان من ثبلث طرؽ عن ‪ٝ‬باعة من الشيوخ ُب كتاب‬
‫مناقب الشيخ عبد القادر ػ للقطب اليونيِب ػ‪" :‬أنو أرسل إليو بعض الشيوخ ‪ٝ‬باعة من أصحابو‪،‬‬
‫كقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬اذىبوا إٔب بغداد كقولوا للشيخ عبد القادر يسلم عليك عبد الر‪ٞ‬بن كيقوؿ لك‪:‬إف لو‬
‫أربعْب سنة ُب دركات باب القدرة فما يراؾ ٍب ال داخبل كال خارجان‪ ،‬فقاؿ الشيخ عبد القادر ُب‬
‫ذلك الوقت ‪١‬بماعة من أصحابو‪ :‬اذىبوا إٔب الشيخ فبلف كستجدكف ُب طريقكم ‪ٝ‬باعة من‬
‫إٕب بكذا ككذا‪ ،‬فإذا لقيتموىم فردكىم معكم‪ ،‬فإذا أتيتموه فقولوا لو‪ :‬يسلم عليك‬
‫أصحابو بعثهم ٌ‬
‫عبد القادر كيقوؿ لك‪ :‬أنت ُب الدركات‪ ،‬كمن ىو ُب الدركات ال يرل بعض من ُب ا‪٢‬بضرة‪،‬‬
‫كمن ىو ُب ا‪٢‬بضرة ال يرل من ُب ا‪٤‬بخدع‪ ،‬كأنا ُب ا‪٤‬بخدع أدخل كأخرج من باب السر من حيث‬
‫ال ترا٘ب بأمارة أف خرجت لك ا‪٣‬بلعة الفبلنية ُب الوقت الفبل٘ب على يدم خرجت لك كىي خلعة‬
‫الرضا‪ ،‬كبأمارة خركج التشريف الفبل٘ب ُب الليلة الفبلنية لك على يدم خرج كىو تشريف الفتح‪،‬‬
‫كبأمارة أف خلع عليك ُب الدركات ٗبحضر اثِب عشر ألف كٕب هلل تعأب خلعة الوالية‪.‬‬

‫فانتهوا إٔب نصف الطريق فوجدكا أصحاب الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن‪ ،‬فردكىم كأتوا إليو كبلغوه‬
‫رسالة الشيخ عبد القادر‪ ،‬فقاؿ‪ :‬صدؽ الشيخ عبد القادر سلطاف الوقت كصاحب التصريف‬
‫فيو‪.‬‬

‫كُب القبلئد قاؿ‪ :‬قاؿ ‪٪‬بم الدين النقليسي صاحب الشيخ شهاب الدين عمر السهركردم‪،‬‬
‫دخلت ا‪٣‬بلوة ببغداد عند الشيخ ‪ ( ‬أم الشيخ شهاب الدين) فأشهدت ُب الواقعة ُب اليوـ‬
‫األربعْب الشيخ شهاب الدين عمر على جبل عاؿ كعنده جواىر كثّبة كالشيخ بيده صاع كىو‬
‫ٲبؤل من تلك ا‪١‬بواىر كيبثها على الناس‪ ،‬كىم يبتدركف إليها‪ ،‬ككلما قلت ا‪١‬بواىر ٭بت كأهنا‬
‫تبليببلا نبع من عْب‪ ،‬قاؿ‪ :‬فخرجت من ا‪٣‬بلوة ُب آخر يومي ذلك كأتيتو ألخربه ٗبا شاىدت‬
‫فقاؿ ٕب قبل أف أتكلم غاتفغبالذم رأيتو‪ :‬يا كلدم الذم رأيتو حق كأمثالو معو ىو من بركة الشيخ‬
‫عبد القادر ‪٩ ‬با عوضُب بو من علم الكبلـ‪ ،‬فإنو كانت لو اليد ا‪٤‬ببسوطة من اهلل تعأب ُب‬
‫التصريف النافذ كالفعل ا‪٣‬بارؽ‪ (،‬كالشيخ شهاب الدين ا‪٤‬بذكور ىو الذم بشره الشيخ عبد القادر‬
‫بأنو آخر ا‪٤‬بشايخ ُب بغداد أم أصحاب الطبقة العليا‪ ،‬فكاف كذلك)‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫كمن أحواؿ سيدنا الغوث ا‪١‬بيبل٘ب ككراماتو الباىرة الٍب تدؿ عظيم قدره ما نقلو الشطنوُب‬
‫ُب هبجة األسرار قاؿ‪:‬‬

‫إف الشيخ العارؼ أبو ا‪٣‬بّب ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بفوظ بن عتيمة قاؿ‪ :‬كنت أنا كالشيخ أبو السعود‬
‫بن أيب بكر ا‪٢‬برٲبي‪ ،‬كالشيخ ‪٧‬بمد بن قائد األكا٘ب ‪ ،‬كالشيخ أبو ‪٧‬بمد ا‪٢‬بسن الفارسي‪ ،‬كالشيخ‬
‫‪ٝ‬بيل صاحب ا‪٣‬بطوة كالزعقة‪ ،‬كالشيخ أبو القاسم عمر بن مسعود البزاز‪ ،‬كالشيخ أبو حفص‬
‫عمر بن أيب نصر الغزاؿ‪ ،‬كالشيخ خليل أبن الشيخ أ‪ٞ‬بد الصرصرم‪ ،‬كالشيخ أبو الربكات علي بن‬
‫غنا‪ٙ‬ب بن فتح العدكم العمرم البطاٰبي ا‪٥‬بمامي‪ ،‬كالشيخ أبو الفتوح نصر بن أيب الفرج ‪٧‬بمد بن‬
‫علي البغدادم ا‪٤‬بقرم ا‪٤‬بعركؼ بابن ا‪٣‬بضرم‪ ،‬كأبو عبد اهلل ‪٧‬بمد بن الوزير عوف الدين أيب ا‪٤‬بظفر‬
‫بن ىبّبة‪ ،‬كأبو الفتوح عبد اهلل بن ىبة اهلل‪ ،‬كأبو القاسم علي بن ‪٧‬بمد بن الصاحب ‪،‬كلهم‬
‫حاضرين عند شيخنا الشيخ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ا‪١‬بيلي رضي اهلل عنو ٗبدرستو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ليطلب‬
‫كل منكم حاجة أعطيها لو‪ ،‬فقاؿ الشيخ أبو السعود‪ :‬أريد ترؾ االختيار‪ ،‬كقاؿ الشيخ بن قائد‪:‬‬
‫أريد القوة على اجملاىدة‪ ،‬كقاؿ الشيخ البزاز‪ :‬أريد ا‪٣‬بوؼ من اهلل تعأب‪ ،‬كقاؿ الشيخ أبو ا‪٢‬بسن‬
‫علي‪ ،‬كقاؿ الشيخ ‪ٝ‬بيل‪ :‬أريد حفظ‬ ‫الفارسي‪ :‬كاف ٕب حاؿ مع اهلل تعأب كقد فقدتو كأريد رده َّ‬
‫الغزاؿ‪ :‬أريد االزدياد من العلم‪ ،‬كقاؿ الشيخ خليل بن الصرصرم‪ :‬أريد‬ ‫الوقت‪ ،‬كقاؿ الشيخ عمر َّ‬
‫أ‪ ،‬ال أموت حٌب أناؿ مقاـ القطبية‪ ،‬كقاؿ الشيخ أبو الربكات ا‪٥‬بمامي‪ :‬أريد االستغراؽ ُب ‪٧‬ببة اهلل‬
‫تعأب‪ ،‬كقاؿ الشيخ أبو الفتوح بن ا‪٣‬بضرم‪ :‬أريد حفظ القرآف كا‪٢‬بديث‪ ،‬كقلت أنا‪ :‬أريد معرفةن‬
‫أفرؽ هبا بْب ا‪٤‬بوارد الربانية كغّبىا‪ ،‬كقاؿ أبو عبد اهلل بن ىبّبة‪ :‬أريد نيابة الوزارة‪ ،‬كقاؿ أبو الفتوح‬
‫بن ىبة اهلل‪ :‬أريد أف أكوف أستاذ الدار‪ ،‬كقاؿ أبو القاسم بن الصاحب‪ :‬أريد أف أكوف حاجب‬
‫ح‬ ‫وىؤالء ِمن ِ‬
‫ِ‬ ‫مد ِ‬ ‫الباب العزيز‪ ،‬فقاؿ الشيخ عبد القادر رضي اهلل عنو‪ :‬ك ا ُّ‬
‫عطاء َربك َ‬ ‫ْ‬ ‫ىؤالء‬
‫ح م ظُورا ‪ ،‬قاؿ أبو ا‪٣‬بّب‪ :‬فواهلل لقد نالوا كلهم ما طلبوا‪ ،‬كرأيت كل ك و‬
‫احد‬ ‫وما كاف عطاءُ َربك َ َ ْ‬
‫منهم ُب ا‪٢‬بالة الٍب أرادىا إال الشيخ خليل بن الصرصرم فإنو ٓب يأتو الوقت الذم كعده فيو‬
‫بالقطبية‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ أبو ا‪٣‬بّب‪:‬فأما الشيخ أبو السعود فإنو بل ُب ترؾ االختيار غاية قصول‪ ،‬كتنسم‬
‫ذركة عليا‪ ،‬كسبق فيو كثّبان من ا‪٤‬بتقدمْب‪ ،‬ك‪٠‬بعتو يقوؿ ما خطر ٕب شيء خارج عن سجادٌب‪،‬‬
‫حاؿ يعز مثلها‪.‬‬
‫ككاف لو ه‬

‫‪382‬‬
‫كأما الشيخ بن قائد فإنو ناؿ ُب القوة على اجملاىدة مآب يبلغنا مثلو عن و‬
‫أحد من أىل‬
‫زمانو‪ ،‬كجلس ُب أزوج ‪ٙ‬بت األرض أربع عشرة سنة بعد أربع عشرة أخرل‪...‬‬

‫كأما الشيخ عمر البزاز فإنو كصل إٔب درجة عالية ُب ا‪٣‬بوؼ حٌب إنو ُب كقت يقطر من ‪٨‬بو‬
‫ماء إٔب حلقو من شدة ا‪٣‬بوؼ‪.‬‬

‫جالس‬
‫ه‬ ‫كأما الشيخ أبو ا‪٢‬بسن الفارسي فإف الشيخ عبد القادر رضي اهلل عنو نظر إليو كىو‬
‫ُب ‪٦‬بلسو نظرة فاضطرب منها كقاـ لوقتو‪،‬فلقيتو من الغد كسألتو عن شأنو فقاؿ‪ :‬قد رد الشيخ‬
‫علي حإب الذم كنت فقدتو بزيادة ُب تلك النظرة‪.‬‬
‫َّ‬
‫كأما الشيخ ‪ٝ‬بيل فإنو ناؿ ُب حفظ الوقت كمراعاة األنفاس مآب ينلو غّبه فيما نعلم‪ ،‬حٌب‬
‫كتد ُب ا‪٢‬بائط فتدكر كحدىا حبة حبة إٔب أف‬ ‫إنو كاف إذا دخل ا‪٣‬ببلء علَّق سبحتو ُب و‬
‫يأخذىا‪،‬كرأيتها ىكذا مراران‪.‬‬

‫كأما الشيخ خليل الصرصرم فإف الشيخ عبد القادر رضي اهلل عنو قاؿ لو ُب ‪٦‬بلسو ذلك‪:‬‬
‫ما ‪ٛ‬بوت يا خليل حٌب تتقطب‪ ،‬ك‪٠‬بعتو بعد ذلك يقوؿ غّب مرة‪ :‬ما ٲبوت خليل الصرصرم حٌب‬
‫يتقطب‪.‬‬

‫كأما الشيخ عمر الغزاؿ فإنو ‪ٝ‬بع من فنوف العلم أشتاتا‪ ،‬كحفظ منو كثّباي‪ ،‬كباع من خزانتو‬
‫أكثر من ألف سف ور فعوتب ُب بيعها‪،‬فقاؿ‪ :‬كلها من حفظي‪.‬‬

‫جالس‬
‫كأما الشيخ أبو الربكات ا‪٥‬بمامي فإف الشيبخ عبد القادر رضي اهلل عنو نظر إليو كىو ه‬
‫اب بْب يديو كىو ال يعقل‪ ،‬كفقدناه من‬ ‫فخر مغشيان عليو‪ ،‬فحمل ُب جر و‬‫ُب ‪٦‬بلسو ذلك نظرة َّ‬
‫شاخص إٔب السماء فكلمتو فلم‬
‫ه‬ ‫بغداد زمانان كىو ىائم‪ٍ ،‬ب رأيتو بعد مدة ُب خراب الكرخ كىو‬
‫تل بْب‬
‫يكلمِب فانصرفت‪ٍ ،‬ب ا‪٫‬بدرت بعد سنْب إٔب البصرة فرأيتو على مثل حالو األكؿ على ٍّ‬
‫البطائح‪ ،‬فأتيتو ككلمتو فلم يكلمِب‪ ،‬فذىبت فجلست بإزائو كقلت‪:‬اللَّهم إ٘ب أسالك ٕبرمة الشيخ‬
‫علي‪ ،‬فقلت لو‪ :‬ما ىذا ا‪٢‬باؿ؟ فقاؿ‪ :‬يا‬
‫عبد القادر أف ترد عليو عقلو ليكلمِب‪ ،‬فقاـ كأتا٘ب كسلم َّ‬
‫عز كجل ما غيبتِب‬
‫إٕب الشيخ عبد القادر هبا من ‪٧‬ببة اهلل َّ‬
‫أخي قد أعطيت بتلك النظرة الٍب نظر َّ‬

‫‪383‬‬
‫عن الوجود كعن نفسي‪ ،‬كصّب٘ب كما ترل‪ٍ ،‬ب رجع إٔب مكانو‪ ،‬كعاد إٔب حالو‪،‬كانصرفت عنو‬
‫باكيان‪ٍ ،‬ب بلغِب أنو مات على ىذه ا‪٢‬بالة سنة ثبلث كسبعْب ك‪ٟ‬بسمائة‪.‬‬

‫كأما الشيخ أبو الفتوح بن ا‪٣‬بضرم فإنو حفظ القرآف الكر‪ٙ‬ب ُب ستة أشه ور كتيسر عليو‬
‫من ا‪٢‬بديث كٓب يزؿ‬
‫ا‪٢‬بفظ بعد أف كاف صعبان عسّبان عليو‪ ،‬كأتقن القراءات السبع‪،‬ككتب الكثّب ى‬
‫يسمع كيفيد إٔب أف مات‪.‬‬

‫جالس بْب يديو ُب ‪٦‬بلسو‬


‫ه‬ ‫كأما أنا فإف الشيخ رضي اهلل عنو كضع يده على صدرم كأنا‬
‫ذلك فوجدت ُب الوقت العاجل نوران ُب صدرم‪ ،‬كأنا إٔب اآلف أفرؽ بو بْب موارد ا‪٢‬بق كالباطل‪،‬‬
‫علي‪.‬‬
‫كأميز بو بْب أحواؿ ا‪٥‬بدل ك الضبلؿ‪ ،‬ككنت قبل ذلك شديد القلق اللتباسها َّ‬
‫كأما أبو عبد اهلل بن ىبّبة فإنو تؤب نيابة الوزارة‪،‬كتؤب أبو الفتوح بن ىبة اهلل أستاذ دار‬
‫ا‪٣‬بليفة‪ ،‬كتؤب أبو القاسم بن الصاحب حاجبان على الباب‪،‬كتصرفوا ُب الوالية زمانان طويبلن‪.‬‬

‫كأما الشيخ خليل الصرصرم فقد قاؿ الشطنوُب‪ ،‬قاؿ أبو الفتوح بن يوسف القطفِب‪:‬‬
‫احملرـ‬
‫‪٠‬بعت الشيخْب‪ ،‬الشيخ أبا عمرك عثماف بن يوسف سليماف ا‪٤‬بعركؼ بالقصّب ببغداد ُب َّ‬
‫سنة و‬
‫‪ٟ‬بس كثبلثْب كستمائة‪ ،‬كالشيخ أبا ا‪٢‬بسن عليان بن سليماف ا‪٤‬بعركؼ با‪٣‬بباز ببغداد سنة‬
‫و‬
‫ثبلث كأربعْب كستمائة يقوالف‪ :‬قطب الشيخ خليل الصرصرم ر‪ٞ‬بو اهلل قبل موتو بسبعة أياـ‪.‬اىػ‬

‫فسيدم الشيخ عبد القادر قدس سره العزيز كاف مع ما كرد من أكصافو كأحوالو كعلو‬
‫قدره‪ ،‬كما كرد من أنو كاف يقسو أحيانا ُب كبلمو أثناء كعظو فإنو أيضان كاف رفيقان يتكلم أحيانا‬
‫مع الفسقة كالكفرة بلساف الشفقة فكاف ذلك سببا إلسبلـ آالؼ الكفار على يديو كتوبة من ال‬
‫‪٫‬بصي من الفساؽ على يديو ففي كبل األسلوبْب حكمة‪ ،‬كذلك ‪٩‬با أفاض اهلل عليو‪ ،‬ككاف يعرؼ‬
‫أىل القدر كٯبلهم كٰبَبمهم كيقرهبم كيصغي إليهم‪ ،‬كما أنو كاف يصغى للفقراء كالصبياف‬
‫كالنساء ككاف يقف ‪٥‬بم كيسمع ‪٥‬بم كلو كاف على الطريق‪ ،‬ككاف يثِب على ا‪٤‬بشايخ األكابر ُب‬
‫عصره‪ ،‬منهم الشيخ علي ا‪٥‬بيٍب ‪ ‬فإنو ‪ ‬كاف يقوؿ‪ :‬كل من دخل بغداد من األكلياء فهو ُب‬
‫ضيافتنا‪ ،‬ك‪٫‬بن ُب ضيافة الشيخ علي بن ا‪٥‬بيٍب‪ ،‬ككاف يزكره‪ ،‬كالشيخ علي ا‪٥‬بيٍب كاف أكثر ا‪٤‬بشايخ‬
‫ترددان على الشيخ عبد القادر‪ ،‬ككاف عنده ا‪٣‬برقتاف اللتاف ألبسهما سيدنا الصديق ‪ ‬أبا بكر‬
‫ا‪٥‬بوارم ُب النوـ كاستيقظ فوجدٮبا عليو كٮبا ثوب كطاقية كأخذٮبا منو الشيخ الشنبكي كأخذٮبا‬

‫‪384‬‬
‫منو الشيخ تاج العارفْب أبو الوفا‪ ،‬كأخذٮبا منو الشيخ علي بن ا‪٥‬بيٍب ا‪٤‬بذكور كأخذٮبا منو الشيخ‬
‫علي بن إدريس ٍب فيًق ىدتىا من عنده‪ ،‬كالشيخ علي ا‪٥‬بيٍب كاف من أصحاب التصريف الذين يربئوف‬
‫األكمو كاألبرص كٰبيوف ا‪٤‬بوتى بإذف اهلل‪ ،‬كقد أكقع اهلل لو القبوؿ ُب قلوب الناس‪.‬‬

‫ككاف الشيخ عبد القادر يثِب على الشيخ موسى بن ماىْب كالشيخ عدم بن مسافر‬
‫كيعظم قدرٮبا‪ ،‬كشهد للشيخ عدم بالسلطنةعلى األكلياء‪ ،‬كقاؿ قدس سره مرة‪ :‬ستطلع عليكم‬
‫مشس ما طلعت عليكم بعد‪ ،‬فقيل كمن ىو؟ قاؿ‪ :‬الشيخ موسى بن ماىْب الزكإب‪ٍ ،‬ب أمر الناس‬
‫بتلقيو من مسّبة يومْب‪.‬‬

‫كقاؿ ُب الشيخ عدم بن مسافر‪ :‬لو كانت النبوة تناؿ باجملاىدة لنا‪٥‬با الشيخ عدم بن‬
‫مسافر‪ ،‬ككذلك ‪٤‬با ذكر عنده اإلماـ السيد الشريف الكبّب سيد الطائفتْب أيب العلمْب ‪٧‬بيي الدين‬
‫أيب العباس أ‪ٞ‬بد بن علي الرفاعي رضي اهلل عنو‪ ،‬قاؿ‪":‬أألكلياء عياؿ على مائدة الرفاعي" رضي‬
‫اهلل عنهما‪ ،‬كاإلماـ الرفاعي غِب عن التعريف فشهرتو غطت اآلفاؽ‪.‬‬

‫تقبيل يد ا‪٤‬بصطفى‪ ،‬‬ ‫قلت‪ :‬كفى الرفاعي شرفان‬

‫كركل اإلماـ الرافعي ُب كتابو سواد العينْب ُب مناقب أيب العلمْب أف الشيخ عبد القادر‬
‫"جل من كىب ىذا الرجل يعِب السيد أ‪ٞ‬بد الرفاعي‪ ،‬كأنشد‪:‬‬‫‪ ‬قاؿ مادحان اإلماـ الرفاعي ‪َّ :‬‬
‫(البحر البسيط)‬

‫رأيت ػ ػ ػ ػػو قل ػ ػ ػ ػػت ى ػ ػ ػ ػػذا ب ػ ػ ػ ػػر الن ػ ػ ػ ػػاس‬ ‫ى ػ ػػذا ال ػ ػػذي س ػ ػػب الق ػ ػػوـ األُل ػ ػػى وإذا‬

‫كمناقب اإلماـ أ‪ٞ‬بد الرفاعي كثّبة مشهورة ‪ ‬كرضي عنا بو‪ ،‬أفرده العديد من ا‪٤‬بؤلفْب‪.‬‬

‫كُب القبلئد قاؿ‪ :‬كسئل شيخ اإلسبلـ الشيخ شهاب الدين أ‪ٞ‬بد بن حجر الشافعي‬
‫العسقبل٘ب سقى اهلل ثراه بوابل الر‪ٞ‬بة كالرضواف‪ ،‬ىل كرد عن الشيخ عبد القادر أنو حضر السماع‬
‫الذم ا‪ٚ‬بذه الفقراء بالدفوؼ‪ ،‬كا‪٤‬بواصيل كغّب ذلك من اآلالت ٍأك أ ىىمىر ٕبضوره أك قاؿ فيو شيئان‬
‫بإباحة أك ‪ٙ‬بر‪ٙ‬ب؟‬

‫‪385‬‬
‫فأجاب ر‪ٞ‬بة اهلل عليو‪ " :‬أما الشيخ عبد القادر‪ ،‬فالذم كصل من أخباره الصحيحة أنو‬
‫كاف فقيها زاىدان عابدان يتكلم على الناس كيرغبهم ُب الزىد كالتوبة كٰبذرىم من العقوبة على‬
‫ا‪٤‬بعصية فكاف يتوب على يده من ا‪٣‬بلق ما ال ٰبصى كثرة‪ ،‬كلو كرامات مستفيضة ٓب ينقل لنا عن‬
‫أحد من أىل عصره كال من بعده أكثر ما نقل عنو‪ ،‬كال أعرؼ عنو ُب مسألة السماع هبذه اآلالت‬
‫شيئان‪.‬‬

‫كقاؿ اإلماـ أبو العباس الشهّب بابن فضل اهلل ُب كتاب مسالك األبصار‪ :‬الشيخ عبد‬
‫القادر بن أيب صاّب عبد اهلل بن جنكي دكست ا‪١‬بيلي ا‪٢‬بنبلي علم األكلياء ‪٧‬بيي الدين أبو ‪٧‬بمد‪،‬‬
‫سيد طائفة كانوا بالنهار ال يفَبكف كباألسحار ىم يستغفركف‪ ،‬طلع من ىاشم بن عبد مناؼ ُب‬
‫الدكائب‪ ،‬ككرع منو ُب غدير ٓب يرتفع بالسوائب‪ ،‬كاف من الشرؼ ُب تشامخ جبللو كراسخ‬
‫النسب العلوم ُب كرـ خبللو‪ ،‬كاف لو ‪٦‬بلس يوأب فيو االنتحاب كٰبرؾ فيو األصحاب‪ "،‬كترل‬
‫ا‪١‬بباؿ ‪ٙ‬بسبها جامده كىي ‪ٛ‬بر مر السحاب" فما برح اجتهاده ‪٧‬بدكدان كجهاده‪ ،‬ككاف ‪٨‬بلصا دكف‬
‫أشكالو ك‪٨‬بلصا توكل على اهلل حق اتكالو‪ ،‬على أنو كاف من بقيو قوـ يرجعوف ‪‬كا وا قلي ً من‬
‫الليل ما يه عوف‪ ‬كصلوا الليإب باألسحار كركبوا ىيج الفياُب كقفار البحار فحمدكا ما كانوا‬
‫يعملوف كعلى رهبم يتوكلوف‪.‬‬

‫كقد كصفو اإلماـ العبلمة العارؼ باهلل تعأب الشيخ عفيف الدين أبو ‪٧‬بمد عبد اهلل بن‬
‫أسعد بن علي بن سليماف بن فبلح‪ ،‬اليافعي اليمِب ٍب ا‪٤‬بكي الشافعي‪ ،‬بطريقة ‪ٝ‬بيلة عالية من‬
‫حيث األسلوب حيث قاؿ ُب تارٱبو‪ :‬قطب األكلياء الكراـ شيخ ا‪٤‬بسلمْب كاإلسبلـ‪ ،‬ركن الشريعة‬
‫‪ ،‬كعلم الطريقة‪ ،‬كموضع أسرار ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬حامل راية علماء ا‪٤‬بعارؼ كا‪٤‬بفاخر‪ ،‬شيخ الشيوخ‪،‬‬
‫‪٧‬بي الدين عبد القادر بن أيب صاّب‬
‫كقدكة األكلياء العارفْب األكابر‪ ،‬أستاذ الوجود‪ ،‬أبو ‪٧‬بمد ِّ‬
‫ا‪١‬بيلي‪ ،‬قدس سره كنور ضرٰبو ‪ ،‬فحبل ‪ٕ ‬بلي العلوـ كالشريعة كناؿ لطائفها‪ ،‬ك٘بمل بتيجاف‬
‫الفنوف الدينية كحاز شرائفها‪ ،‬كىجر ُب مهاجرتو إٔب ا‪٢‬بق كل ا‪٣‬ببلئق‪ ،‬كتزكد ُب سفره أحسن‬
‫األدب كاشرؼ ا‪٣‬ببلئق‪ ،‬كعقد لو ألوية الوالية‪ ،‬كرفع لو منازؿ جبللو ُب ‪٠‬باء القرب كواكبها‪.‬‬

‫كنظر قلبو إٔب رقوـ الفتح ُب ذيوؿ الكشف عن األسرار‪ ،‬كشخص سره إٔب مشوس‬
‫ا‪٤‬بعارؼ من مطالع األنوار‪ ،‬كأشهدت بصّبتو عرائس ا‪٢‬بقائق‪ ،‬كأسكنت سريرتو حضرة القدس ُب‬

‫‪386‬‬
‫خلوة كصل احملب باحملبوب‪ ،‬كرفعت أسراره إٔب مشاىد اجملد كالكماؿ‪ ،‬كداـ إحضاره ُب معآب‬
‫العز كا‪١‬ببلؿ‪ ،‬ىنالك انكشف لو عن علم السر ا‪٤‬بصوف‪ ،‬كاتضح لو حقيقة حق اليقْب‪ ،‬كأظهر‬
‫التحف من مكامنها فأتاه األمر النقي من تدنيس التلبيس‪ ،‬با‪١‬بلوس للوعظ با‪٢‬بلبة النوارنية‪ُ ،‬ب‬
‫شواؿ سنة إحدل كعشرين ك‪ٟ‬بسمائة‪ .‬فجلس ‪٦‬بلسان هلل دره من ‪٦‬بلس‪٘ ،‬بللو ا‪٥‬بيبة كالبهاء‪،‬‬
‫ك‪ٙ‬بف بو ا‪٤‬ببلئكة كاألكلياء‪ ،‬فقاـ بنص الكتاب كالسنة خطيبا على األشهاد‪ ،‬كدعا ا‪٣‬بلق إٔب اهلل‬
‫سبحانو كتعأب فأسرعوا إٔب االنقياد‪ ،‬يا لو من داع أجابتو أركاح ا‪٤‬بشتاقْب‪ ،‬كمن يمنى واد لبتو قلوب‬
‫العارفْب‪ ،‬كمن ىاد ىيَّ ىم ركائب النفوس ُب خلوات الشوؽ إٔب رؤية ا‪١‬بماؿ‪،‬كمن ىاد ساؽ ‪٪‬بائب‬
‫القلوب إٔب ‪ٞ‬بى الوصاؿ‪ ،‬كمن ساؽ ركل عطاش العقوؿ من شراب القدس كشوقها إٔب مناجات‬
‫ا‪٢‬ببيب على بساط األنس‪،‬ككشف براقع اللبس عن كجوه ا‪٤‬بعارؼ‪ ،‬كرفع أغطية الغْب عن عْب‬
‫شرائب اللطائف‪ ،‬كناغى أطيار األسرار ُب جوامع قدسها بأ‪٢‬باف لذيذ أنسها‪ ،‬فطارت من أركاف‬
‫أطوارىا ُب يحبها إٔب أككارىا‪ ،‬كجبل عرائس ا‪٤‬بواعظ‪ ،‬فدىشت ببهجة حسنها العشاؽ‪ ،‬كزؼ‬
‫‪٨‬بدرات ا‪٤‬بواىب فصبا ‪٤‬بعُب ‪ٝ‬با‪٥‬با كل مشتاؽ‪ ،‬بنفائس ا‪٢‬بكم من رياض أنس أينعت مركجها‪،‬‬
‫كأبرز جواىر التوحيد من ٕبار علوـ تبلطمت أمواجها‪،‬يرل معانيها من معانيها درران‬
‫كياقوتا‪،‬كيأخذ من درىا دران كمن ياقوهتا قوتان‪ ،‬كدبج ركض ا‪٢‬بقائق ٕبدائق ذات هبجة‪ ،‬فيا‪٥‬با‬
‫للسالكْب إٔب اهلل سبحانو كتعأب ‪٧‬ب َّجة كحجة‪،‬كبث آللئ الفتح على بساط اإل‪٥‬باـ فسابق‬
‫اللتقاطها أكلو األلباب كاألقبلـ فتنضد منها فوائد ىدل ُب أعناؽ ذكم ا‪٥‬بمم العلية‪ ،‬يصل‬
‫ا‪٤‬بتحلي هبا بإذف اهلل تعأب إٔب ا‪٤‬بقامات السنية‪ ،‬فجاؿ ُب النفوس ‪٦‬باؿ األنفاس ُب الصدكر كعبق‬
‫بالقلوب عبق الركض ا‪٤‬بمطور‪ ،‬كأبرأ النفوس من أسقامها‪ ،‬كشفى ا‪٣‬بواطر من أكىامها‪ ،‬فما ‪٠‬بعو‬
‫إال من أكضح للتوبة رجونو‪ ،‬أك من انتحل بالبكاء جفونو‪ ،‬ككم رد إٔب اهلل عاصيان‪ ،‬ككم ثبت بو‬
‫كاىيا‪ ،‬ككم أضحى من ‪ٟ‬برا‪٥‬بول سكارل‪ ،‬ككم فك من قيد النفوس أسارل‪ ،‬ككم اصطفى اهلل بو‬
‫أكتادان كأبداال‪،‬ككم كىب اهلل بو مقامان رجاالن‪ ،‬كما زالت ‪٪‬بائب ا‪٤‬بواىب ترحل إليو ر‪ٞ‬بة اهلل تبارؾ‬
‫كتعأب عليو‪.‬‬

‫(البحر الكامل)‬

‫ول ػ ػ ػػو الم اس ػ ػ ػػن والفخ ػ ػ ػػار األفخ ػ ػ ػػر‬ ‫عب ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؾ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؽ المع ػ ػ ػ ػ ػ ػػالي رتب ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫ول ػ ػ ػػو المع ػ ػ ػػارؼ كالكواكػ ػ ػ ػب ت ىػػ ػ ػػر‬ ‫ولػ ػػو ال قػ ػػائ والطرائ ػ ػ فػ ػػي الهػ ػػدب‬

‫‪387‬‬
‫ول ػ ػػو المناق ػ ػػب ف ػ ػػي الم اف ػ ػػل تنش ػ ػػر‬ ‫ول ػ ػ ػ ػػو الفض ػ ػ ػ ػػائل والمك ػ ػ ػ ػػارـ والن ػ ػ ػ ػػدا‬
‫ول ػ ػ ػػو المرات ػ ػ ػػب ف ػ ػ ػػي النهاي ػ ػ ػػة تكث ػ ػ ػػر‬ ‫ول ػ ػ ػػو التق ػ ػ ػػدـ والمع ػ ػ ػػالي ف ػ ػ ػػي العػ ػ ػ ػ‬
‫بػػدر الػػدجى ػػمل الض ػ ى بػػل أ ػػور‬ ‫غػػوث الػػورب غيػػث النػػدب ػػور الهػػدب‬
‫فمس ػ ػ ػ ػػائل اإلجم ػ ػ ػ ػػاع في ػ ػ ػ ػػو تس ػ ػ ػ ػػطر‬ ‫مػ ػ ػ ػػا فػ ػ ػ ػػي ع ػ ػ ػ ػ ه مقالػ ػ ػ ػػة لمخػ ػ ػ ػػالف‬

‫أضحى الزماف مشرقة بو مناكبو‪ ،‬كالدين شرفت بو مناصبو‪،‬كالعلم علية بو مراتبو‪ ،‬كالشرع‬
‫منصورة بو كتائبو‪،‬فانتمى إليو ‪ٝ‬بع كثّب من العلماء‪ ،‬كتلمذ لو خلق كثّب من الفقهاء‪ ،‬كلبس عنو‬
‫ا‪٣‬برقة خلق ال ٰبصوف من الفقراء كا‪٤‬بشايخ كالكرباء كالعلماء ا‪٣‬برباء‪ ،‬كأف ‪ٝ‬بهور شيوخ اليمن‬
‫يرجعوف ُب لبس ا‪٣‬برقة إليو‪،‬بعضهم لبسها من يده ‪٤‬با قدمت أعبلـ فضائلو عليهم‪ ،‬كاألكثركف من‬
‫رسوؿ أرسلو إليهم‪،‬كفيو كُب انتساب معظم شيوخ اليمن ا‪٤‬بنتسبْب ُب لبس ا‪٣‬برقة إليو قاؿ أبياتا‬
‫(البحر الطويل)‬ ‫منها‪:‬‬

‫ومنش ػػور فض ػػل يرجػ ػ الفػػرع باألص ػػل‬ ‫وف ػ ػػي م ػ ػػنه األ ػ ػػياخ إلب ػ ػػاس برق ػ ػػة‬
‫إل ػػى س ػػيد س ػػامي فخ ػػار عل ػػى الكػ ػ ػل‬ ‫ولػ ػ ػ ػ ػػبل اليمػ ػ ػ ػ ػػا يين يرجػػ ػ ػ ػ ػ غالب ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫ب ػ ػ ػػي ف مبػ ػ ػػداىا ع ىػ ػ ػػا ب ػ ػ ػ أفػ ػ ػػل‬ ‫سراج الهػدب ػمل علػى فلػح الع ػ‬
‫غدا الكو ُف فيهػا الػدىر يختػاؿ ذا َرفْػ ِل‬ ‫ػ ػ ػػراز جم ػ ػ ػػاؿ مػ ػ ػػذىب ف ػ ػ ػػوؽ حل ػ ػ ػػة‬
‫أ ػ ػ ػ ػػا يػ ػ ػ ػػافع ّي ذو افتقػ ػ ػ ػػار وذو م ػ ػ ػ ػػل‬ ‫ل ػػد ذاؾ ي ػػا ب ػػر الن ػػدا عب ػػد الق ػػادر‬
‫م ى ػ ػػا وم ػ ػػن ب ػ ػػر النب ػ ػػوة مس ػ ػػتملي‬ ‫قفػ ػ ػػا ىهن ػ ػ ػػا فػ ػ ػػي رأس ه ػ ػ ػػر عي ػ ػ ػػو هم‬
‫وواسػ ػ ػ فض ػ ػػل لل ػ ػػورب فضػ ػ ػلو م ػ ػػولي‬ ‫وسػ ػ ػ ػ ػػب ا ح اللهػ ػ ػ ػ ػػم رب ػ ػ ػ ػ ػاً مقدس ػ ػ ػ ػ ػاً‬

‫ٍب قاؿ‪ :‬كأما كراماتو فخارجة عن ا‪٢‬بصر‪ ،‬كقد أخرب٘ب من أدركت من أعبلـ األئمة‬
‫األكابر‪ :‬أف كراماتو تواترت أك قربت من ا‪٤‬بتواتر‪ ،‬كمعلوـ باالتفاؽ أنو ٓب يظهر ظهور كراماتو‬
‫لغّبه من شيوخ اآلفاؽ‪.‬‬

‫قاؿ سيدم العارؼ الكبّب ‪٧‬بيي الدين بن العريب قدس سره‪ :‬من رجاؿ اهلل رجل كاح هد‪،‬‬
‫كقد يكوف امرأة ُب كل زماف‪ ...‬شهم شجاع‪ ،‬مقداـ كثّب الدعول ٕبق‪ ،‬يقوؿ حقان كٰبكم‬

‫‪388‬‬
‫عدالن‪ ،‬قاؿ‪ :‬ككاف صاحب ىذا ا‪٤‬بقاـ عبد القادر ا‪١‬بيلي ‪ ‬ببغداد‪ ،‬ككاف لو الصولة كاالستطالة‬
‫ٕبق على ا‪٣‬بلق‪ ،‬كبّب الشأف مشهور الذكر‪ٓ ،‬ب ألقو‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬ك‪٤‬با دخل الشيخ ‪٧‬بمد بن قائد األكا٘ب قدس سره ا‪٢‬بضرة‪ ،‬كقاؿ ٓب أجد فيها الشيخ‬
‫عبد القادر‪ ،‬فسئل الشيخ عبد القادر عن ذلك فقاؿ‪" :‬كنت ُب ا‪٤‬بخدع‪ ،‬كمن عندم خرجت لو‬
‫النوالة‪ ،‬يعِب ا‪٣‬بلعة قاؿ الشيخ ‪٧‬بيي الدين قدس سره‪ :‬ككاف كما قاؿ‪ ،‬كإ٭با قاؿ ُب ا‪٤‬بخدع كٓب‬
‫يي ىس ِّم ا‪٤‬بكاف‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬فإف حضرة ابن قائد ُب ىذه الواقعة حضرتو ا‪٣‬باصة بو من حيث معرفتو‬
‫بربًو‪ ،‬ال حضرة(ُ) ا‪٢‬بق من حيث ما يعرفو عبد القادر أك غّبه من األكابر‪ ،‬فسَب عنو مقاـ عبد‬
‫القادر خداعان‪ ،‬كقوؿ عبد القادر رضي اهلل عنو‪ :‬من عندم خرجت لو النوالة‪ ،‬يدؿ على أنو كاف‬
‫شيخو ُب تلك ا‪٢‬بضرة‪ ،‬كعلى يده استفادىا‪ ،‬كجهل ذلك ابن قائد فإف الرجاؿ ُب ذلك كانوا‬
‫‪ٙ‬بت عبد القادر فيما حكي لنا من أحوالو كأحوا‪٥‬بم‪ ،‬ككاف يقولو عن نفسو‪ ،‬فيسلم لو حالو‪َّ ،‬‬
‫فإف‬
‫حاؿ ربانية مؤثرة مدة حياتو‪.‬‬ ‫يشهد لو ً‬
‫بصدؽ دعواه‪ ،‬فإنو كاف ذا و‬ ‫شاىده ي‬
‫ٍب قاؿ الشيخ ‪٧‬بيي الدين‪ :‬كما انتقل ػ أم الشيخ عبد القادر ػ إٔب حاؿ أيب السعود‪ ،‬كإف‬
‫كاف تلميذه إال عند موتو‪ ،‬كىي ا‪٢‬بالة الكربل‪ ،‬ككانت ىذه ا‪٢‬بالة مستصحبة أليب السعود ‪‬‬
‫طوؿ حياتو‪ ،‬قصد الشيخ ‪٧‬بيي الدين بن العريب‪ :‬أف الشيخ عبد القادر حالو أعلى من حاؿ‬
‫تلميذه أيب السعود‪ ،‬أما من حيث ا‪٤‬بقاـ فإف تلميذه أبا السعود بن شبل البغدادم أًبٌ‪ ،‬كإف الشيخ‬
‫عبد القادر ٓب يتحقق هبذا ا‪٤‬بقاـ إال عند موتو‪ ،‬قاؿ ابن العريب‪:‬ألف أبا السعود أعطي التصرؼ فلم‬
‫يتصرؼ‪ ،‬كالشيخ عبد القادر أعطي التصرؼ فتصرؼ‪.‬‬

‫يعُب‪ :‬أ ٌف الشيخ عبد القادر ُب هناية األمر أفضل من تلميذه أيب السعود ألنو يزيد عليو‬
‫بعلو ا‪٢‬باؿ كإف تأخر حٌب ًبَّ لو مقاـ أيب السعود‪.‬‬

‫قلت‪ :‬كالذم عليو ‪ٝ‬باىّب الشيوخ غّب ىذا‪ ،‬فإف تصرؼ الشيخ عبد القادر‪ ‬ما كاف‬
‫منو حبان ُب رؤية الكرامات على يديو‪ ،‬فإف ما ُب قلبو من ا‪٤‬بعرفة يشغلو عن ذلك‪ ،‬كإ٭با كاف ُب‬
‫إظهار كراماتو مصلحة كاضحة جلية‪ ،‬فقد كاف ذلك سببا ُب ىداية آالؼ اآلالؼ من العصاة‬

‫ُػ ا‪٤‬بقصود بكلمة حضرة ىنا‪ :‬ا‪٢‬بضرة ا‪٤‬بشرفة عند اهلل‪.‬‬

‫‪389‬‬
‫كالكفار‪ ،‬كتقوية ليقْب ا‪٤‬بريدين حٌب عصرنا ىذا‪ ،‬فالذم كانت بداياتو كما مر معنا ٓب يعد‬
‫ٕباجة لرؤية الكرامات حٌب يكوف ذلك سببا ُب ترقيو‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ ‪٧‬بي الدين بن العريب ُب موضع آخر‪ :‬قد رأينا من رجاؿ الركائح ‪ٝ‬باعة‪ ،‬ككاف‬
‫يعرؼ الشخص بالشم‪ ،‬جاءه ابن قائد‪ ،‬ككاف يرل لنفسو حظان ُب‬‫عبد القادر ا‪١‬بيلي ‪ ‬منهم‪ ،‬ي‬
‫فعلت ٮبةي اب ًن قائد ‪‬‬ ‫و‬
‫الطريق‪ ،‬فش َّمو ‪٫‬بو ثبلث مرات‪ٍ ،‬ب قاؿ ال أعرفك‪ ،‬فكاف تربية ُب حقو‪ٍ ،‬‬
‫التحق باألفراد‪.‬‬
‫حٌب ى‬
‫فسيدنا الشيخ عبد القادر قدس سره كاف شيخ كقتو كإماـ زمانو بإ‪ٝ‬باع ا‪٤‬بشايخ كأنو ‪‬‬
‫أعطي كالية خاصة ‪ٛ‬بيز هبا عن كثّب من السابقْب كالبلحقْب‪ ،‬ك‪ٝ‬بهور ا‪٤‬بشايخ على أنو ٓب يأت‬
‫مثلو بعده‪ ،‬ىذا الذم رأيتو ُب كثّب من كتب الَباجم كالطبقات كالتواريخ‪ ،‬كال يضر اعتقاد‬
‫ا‪٤‬بنتسبْب إٔب طرؽ أخرل بأف مشايخ طرقهم أفضل منو‪ ،‬فإنو لو ٓب يعتقدكا ذلك ما استطاعوا أف‬
‫يسلكوا ُب تلك الطرؽ‪ ،‬فإف ا‪٤‬بريد إذا اعتقد بشيخ طريقتو مرتبة كلو ٓب يكن عليها فإف ذلك ال‬
‫يضره بل يكوف سببا ُب زيادة ٮبتو‪ ،‬بشرط أال يصل إٔب حد الغلو‪ ،‬كأال يتعصب ٕبيث يستهْب‬
‫بأىل الطرؽ األخرل أك يقلل من قدرىم‪ ،‬كذلك من اعتنق مذىبا من ا‪٤‬بذاىب الصحيحة السنية‬
‫يي ٍنهى عن التعصب كالغلو ٕبيث يزدرم بأىل ا‪٤‬بذاىب األخرل‪ ،‬فا‪٢‬بقيقة الٍب ال ‪٧‬بيد عنها‪ :‬أف‬
‫أئمة ا‪٤‬بذاىب ا‪٢‬بقة كأئمة الطرؽ كالتصوؼ كلهم على ىدل كنور ككل من رسوؿ اهلل ‪ ‬ملتمس‬
‫‪ ،‬كىم من نعم اهلل علينا‪ ،‬كقد رأينا من أتباع ا‪٤‬بذاىب كالطرؽ اجملمع على صحتها علماء كأكلياء‬
‫كمرشدين كصا‪٢‬بْب كزىادان عابدين‪٩ ،‬با يدؿ على أف الكل على حق كنور كصبلح كمتابعة للنيب‬
‫األعظم ‪ ‬كإف اختلفت اجتهاداهتم كمشارهبم‪ ،‬فإهنم ٓب ٱبتلفوا ُب أصوؿ الدين‪ ،‬فعلى طالب‬
‫ا‪٢‬بق كالوصوؿ إٔب رضواف اهلل تعأب أف يكوف ‪٨‬بلصا صادقان فيما يريد كيبتغي‪ ،‬كاهلل تعأب كر‪ٙ‬ب ال‬
‫ٱبيب من طلب رضاه كدعاه كناجاه كسلك طريق ا‪٢‬بق ما داـ ‪٨‬بلصا صادقان‪ ،‬كليسلك عندىا أم‬
‫طريق من طرؽ أىل اهلل‪ ،‬كليتمذىب بأم مذىب من مذاىب أىل السنة‪ ،‬كاهلل تعأب ىو أعلم‬
‫بأكليائو‪ ،‬فيوـ القيامة ييظٍ ًه ير اهلل تعأب مقاماهتم ككراماهتم الٍب ٓب نعرفها ُب الدنيا على التحقيق‪،‬إال‬
‫أننا نقطع بأف قسمان من الصحابة ىم أفضل األكلياء على اإلطبلؽ كالعشرة ا‪٤‬ببشرين با‪١‬بنة‬
‫كغّبىم لوركد ا‪٣‬برب بذلك‪ .‬ككذلك نقطع ُب قسم من التابعْب كتابع التابعْب‪٢ ،‬بديث‪ (:‬خّب‬
‫القركف قر٘ب ٍب الذين يلوهنم ٍب الذين يلوهنم)‪.‬‬

‫‪391‬‬
‫زواجػو ‪ ‬وأوالده قدست أسرارىم‬
‫قاؿ اإلماـ الشيخ األجل شهاب الدين عمر السهركردم ‪ُ ‬ب كتابو عوارؼ ا‪٤‬بعارؼ‪.‬‬

‫‪٠‬بعنا أف الشيخ عبد القادر قاؿ لو بعض الصا‪٢‬بْب ٓب تزكجت‪ :‬قاؿ ما تزكجت حٌب قاؿ‬
‫ٕب رسوؿ اهلل ‪ ‬تزكج‪.‬‬

‫كقاؿ‪ :‬نقل عنو أنو قاؿ‪ :‬كنت أريد الزكجة مدة من الزماف كال أ٘برأ على التزكج خوفان من‬
‫إٕب أربع زكجات ما منهن إال من‬ ‫تكدير الوقت‪ ،‬فلما صربت إٔب أف بل الكتاب أجلو ساؽ اهلل َّ‬
‫تنفق عل َّي إرادة كرغبة‪.‬‬

‫كقاؿ ابن النجار ُب تارٱبو‪٠ :‬بعت عبد الرزاؽ بن الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيلي يقوؿ‪ :‬كلد‬
‫لوالدم تسع كأربعوف كلدان سبعة كعشركف ذكران‪ ،‬كالباقي إناثان‪.‬‬

‫قاؿ اإلماـ ابن حجر العسقبل٘ب ‪ُ ‬ب غبطة الناظر كغّبه‪" :‬ككاف ػ أم الشيخ عبد‬
‫القادر ػ إذا كلد لو مولود ‪ٞ‬بلو على يديو كقاؿ‪ :‬ىذا ميت‪ ،‬فيخرجو من قلبو‪ ،‬فإذا مات ٓب يؤثر فيو‬
‫موتو شيئان‪ ،‬ك‪٥‬بذا كاف إذا مات لو كلد كىو ُب ‪٦‬بلس كعظو يأمر بتجهيزه كال يقطع كبلمو ُب‬
‫اجمللس‪ ،‬كرٗبا كاف الغاسل يغسل ا‪٤‬بيت كىو يعظ الناس‪ ،‬فإذا فرغ أحضركا ا‪١‬بنازة كنزؿ عن كرسيو‬
‫فيصلي عليو‪ ،‬كيذىب بو كيعود ىو إٔب ما كاف عليو‪.‬‬

‫كذكر اإلماـ الرافعي ُب سواد العينْب‪ :‬أف الشيخ عبد القادر تزكج أياـ ٘برده كسلوكو‪،‬‬
‫كأقاـ بعيالو كأكالده على حاؿ التجريد كالفقر‪ ،‬فلما دخل بغداد طاكؿ ا‪٣‬بليفة صولة كدكلة‪ ،‬كقد‬
‫خدمتو حاؿ ٘بريده مدة أربعْب سنة‪ ،‬فكاف يصلي الصبح بوضوء العشاء‪ ،‬كتصدر على بساط‬
‫الغوثية العظمى"‪.‬‬

‫كٓب أعثر فيما كقع بْب يدم من الَباجم على أ‪٠‬باء زكجاتو ر‪ٞ‬بة اهلل عليهن إال أهنن عرفن‬
‫بالطيبة كالزىد كالتقول كالتحمل قدست أركاحهن الطاىرة‪ ،‬كٓب أعرؼ أكؿ زكاج لو‪ ،‬إال أنو تزكج‬
‫ُب سن األربعْب كما كرد ُب بعض الَباج ًم‪.‬كقيل قبل ذلك كىو أرجح‪.‬‬

‫‪390‬‬
‫كأما أكالده فقد مات أكثرىم ُب حياتو كٓب يبق منهم بعده إال ثبلثة عشر ذكران كبنتْب‪،‬‬
‫فكما ترل أف حياة سيدم القطب الغوث عبد القادر ‪ ‬كلها ‪٦‬باىدات ك‪ٙ‬بمل كصرب كرضا‬
‫منذ كالدتو إٔب آخر حياتو‪ ،‬فكاف فردان من أفراد ىذه األمة احملمدية‪ ،‬كقد اختلف ُب أم أكالده‬
‫أكرب‪ ،‬فقاؿ صاحب القبلئد ىو عبد اهلل‪ ،‬كقاؿ بعضهم ىو عبد الوىاب‪ ،‬كأما أصغرىم فهو‬
‫ٰبٓب‪ ،‬كقيل بقي من أكالده أربعة عشر ذكران‪.‬‬

‫كقد كرد ذكر أ‪٠‬باء أكالده ُب آخر كتاب فتوح الغيب‪ ،‬كالقبلئد كغّبٮبا‪ ،‬كىم‪ :‬السيد‬
‫الشيخ عبد اهلل‪ ،‬كالشيخ عبد الوىاب‪ ،‬كالشيخ عبد الرزاؽ كالشيخ عبد العزيز‪ ،‬كالشيخ عبد‬
‫ا‪١‬ببار‪ ،‬كالشيخ عبد الغفور‪ ،‬كالشيخ عبد الغِب‪ ،‬كالشيخ صاّب‪ ،‬كالشيخ ‪٧‬بمد‪،‬كالشيخ موسى‬
‫كالشيخ عيسى‪،‬كالشيخ إبراىيم كالشيخ ٰبٓب‪ ،‬كعبد الر‪ٞ‬بن كالسيدة الشيخة العلوية الطاىرة أمة‬
‫ا‪١‬ببار فاطمة‪ ،‬كالسيدة خدٯبة ا‪٤‬بلقبة بالزىراء‪ ،‬قدست أسرارىم‪ ،‬كقد قاؿ العلماء أف أبناء سيدم‬
‫شيخ الشيوخ عبد القادر ‪ ‬كعنهم‪ ،‬كلهم من أكابر العلماء كالفقهاء كاألكلياء‪ ،‬نفعنا اهلل هبم‪:‬‬
‫ُ) ف ما سيدي الشي عبد ا ‪ :‬كىو أكرب أكالد الشيخ عبد القادر فقد كلد سنة ‪ٜ‬باف ك‪ٟ‬بسمائة‬
‫ىجرية‪ ،‬كتوُب ببغداد ُب السابع كقيل الثامن عشر من شهر صفر سنة سبع كقيل تسع ك‪ٜ‬بانْب‬
‫ك‪ٟ‬بسمائة ىػ ‪٠‬بع من أبيو كمن ابن البناء كلد لو السيد عبد الر‪ٞ‬بن كقد ‪٠‬بع من نصر بن نصر‬
‫العيكربم‪ ،‬كسعيد بن أ‪ٞ‬بد بن البناء‪ ،‬توُب ُب السادس كالعشرين من احملرـ سنة أربع عشرة‬
‫كستمائة ىػ‪.‬‬

‫ِ) ومنهم السيد الشي عبد الوىاب قدس سره كىو من أعياف كمشاىّب أكالد سيدم اإلماـ عبد‬
‫القادر رضي اهلل عنو‪ ،‬كلد ُب شهر شعباف سنة اثنتْب كعشرين ك‪ٟ‬بسمائة ببغداد‪ ،‬كتوُب هبا ليلة‬
‫ا‪٣‬بامس كالعشرين من شواؿ سنة ثبلث كتسعْب ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬كدفن ٗبقربة ا‪٢‬بلبة‪ ،‬تفقو سيدم‬
‫الشيخ عبد الوىاب على كالده‪ ،‬ك‪٠‬بع منو كمن أيب غالب بن البناء كغّبٮبا كرحل إٔب ببلد العجم‬
‫ُب طلب العلم‪.‬‬

‫كدرس ٗبدرسة كالده ُب حياتو نيابة عنو ُب مستهل سنة ثبلث كأربعْب ك‪ٟ‬بسمائة كقد‬
‫َّ‬
‫نيف على العشرين سنة من عمره‪.‬‬

‫‪392‬‬
‫كبعد كالده كعظ كأفٌب ك‪ٚ‬برج بو ‪ٝ‬باعة منهم الشريف ا‪٢‬بسيِب البغدادم كأ‪ٞ‬بد بن‬
‫عبد الواسع بن أمّبكاه كغّبٮبا‪ ،‬ككاف قدس سره أكثر أكالد أبيو ‪ٛ‬بيزان‪.‬‬

‫كاف فقيهان فاضبلن حسن الكبلـ ُب مسائل ا‪٣‬ببلؼ‪ ،‬لو لساف فصيح ُب الوعظ كإيراد‬
‫مليح مع عذكبة األلفاظ‪ ،‬كحدة ا‪٣‬باطر‪ ،‬ككاف ظريفان لطيفان مليح ا‪٤‬بنادرة ذا مزاح كدعابة‬
‫ككياسة‪ ،‬ككانت لو مركءة كسخاكة‪ ،‬كجعلو االماـ الناصر لدين اهلل على ا‪٤‬بظآب‪ ،‬فكاف يوصل‬
‫إليو حوائج الناس قاؿ الذىيب‪ :‬حدث ككعظ كأفٌب كناظر‪ ،‬كركسل من الديواف العزيز ككاف‬
‫أديبان ظريفان خفيفا على القلوب‪ ،‬ركل عنو الدنيثي كابن خليل ك‪ٝ‬باعة‪ ،‬كقاؿ ابن رجب ُب‬
‫طبقاتو‪:‬ذكر الفارسي أنو ‪٠‬بع من ابن ا‪٢‬بسْب كابن الرعوايب كأيب غالب بن البناء كغّبىم‪،‬ككاف‬
‫فقيها ‪٦‬بردان زاىدان كاعظان كلو قبوؿ حسن‪ ،‬كتؤب ا‪٤‬بظآب للناصر سنة ثبلث ك‪ٜ‬بانْب‪ ،‬ككاف كيسان‬
‫ظريفان من ظرفاء أىل بغداد‪ ،‬كٓب يكن ُب أكالد أبيو أفقو منو‪ .‬كقاؿ بعض أىل الَباجم‪ :‬ككاف‬
‫قلمو شديدان ُب الفتول‪ ،‬كأجاز حملمد بن يعقوب بن أيب الدنيا رضي اهلل عنو‪،‬كقد ترجم لو‬
‫عدد من ا‪٤‬بؤلفْب‪.‬‬

‫كلد للسيد الشيخ عبد الوىاب‪ :‬السيد سليماف كالسيد عبد السبلـ‪ :‬فأما السيد‬
‫سليماف فكاف مولده ُب سنة ثبلث ك‪ٟ‬بسْب ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬كتوُب يوـ األربعاء تاسع ‪ٝ‬بادل‬
‫اآلخرة سنة إحدل عشرة كستمائة قبل أخيو الشيخ عبد السبلـ بنحو عشرين يومان‪ ،‬كدفن‬
‫ٗبقربة ا‪٢‬بلبة عند أبيو ر‪ٞ‬بهما اهلل‪٠ ،‬بع الشيخ سليماف من أكثر من كاحد ككاف يقاؿ لو‪ ،‬ابن‬
‫الشيوخ كالركاة‪ ،‬قيل أنو ٓب يسمع عنو أنو حدث شيئان‪ ،‬يبدك أنو كاف من أىل ا‪٣‬بفاء ٰبب‬
‫ا‪٣‬بلوة كالعزلة ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ ،‬ككلد للشيخ سليماف بن الشيخ عبد الوىاب‪:‬داكد‪ ،‬توُب السيد‬
‫الشيخ داكد عشية يوـ السبت الثامن عشر من شهر ربيع األكؿ سنة ‪ٜ‬باف كأربعْب كستمائة‬
‫ببغداد‪ ،‬كدفن يوـ األحد ٗبقربة ا‪٢‬بلبة عند أبيو كجده‪.‬‬

‫قاؿ ا‪٢‬بافظ ‪٧‬بمد بن رافع ُب تارٱبو‪:‬داكد بن سليماف بن عبد الوىاب بن الشيخ عبد‬
‫القادر بن أيب صاّب القرشي ا‪٥‬بامشي‪٠ ،‬بع من جده عبد الوىاب كحدث‪٠ ،‬بع منو ا‪٢‬بافظ‬
‫الدمياطي ببغداد‪ٍ ،‬ب ذكر كفاتو‪ ،‬قاؿ التادُب‪ :‬كذكر ٕب أنو قدـ دمياط‪ ،‬كقاؿ الشريف عز‬
‫الدين‪ :‬كىو من بيت الصبلح كالزىد كا‪٢‬بديث‪.‬‬

‫‪393‬‬
‫قاؿ التادُب‪ :‬أقوؿ كُب معرة النعماف تابع ‪ٞ‬باه ‪ٝ‬باعة من ذريتو يعرفوف بالداكدية‬
‫مقيموف هبا إٔب يومنا ىذا نفع اهلل هبم‪،‬كلقد اجتمعت بشخص منهم يدعى بالشيخ عبد‬
‫الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬كسألتو عن نسبو فذكر ٕب أنو من ذرية الشيخ عبد الوىاب‪ ،‬كأف أباه عبد الوىاب بن‬
‫صدقة بن أ‪ٞ‬بد بن حسن بن داكد بن أ‪ٞ‬بد بن منصور بن سليماف بن داكد بن سيف الدين‬
‫سليماف بن عبد الوىاب بن الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيلي ا‪٢‬بسِب نفعنا اهلل بو‪ ،‬كأف لو ابن عم‬
‫يدعى صدقة بن شحاتو بن صدقة بن أ‪ٞ‬بد بن حسن بن داكد بن أ‪ٞ‬بد بن سليماف بن داكد‬
‫بن شرؼ الدين سليماف بن عبد الوىاب بن الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيلي‪.‬‬

‫كأما سيدم الشيخ عبد السبلـ بن السيد عبد الوىاب‪ ،‬فكاف مولده ُب ليلة ثامن ذم‬
‫ا‪٢‬بجة سنة ‪ٜ‬باف كأربعْب ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬كتوُب ببغداد ثالث رجب سنة إحدل عشرة كستمائة كدفن‬
‫ٗبقربة ا‪٢‬بلبة من يومو‪ ،‬تفقو الشيخ عبد السبلـ على كالده كجده سيدنا الشيخ عبد القادر‪ ،‬كدرس‬
‫كأفٌب كتؤب عدة كاليات ككاف حنبلي ا‪٤‬بذىب حج مرة متوليان كسوة البيت الشريف كرسوـ أىل‬
‫ا‪٢‬برمْب الشريفْب‪ ،‬كسارت سّبتو ُب آخر عمره قدس سره‪ ،‬كقد سجنو الوزير ابن يونس بتهمة‬
‫السحر كالشعوذة ٍب بعد فَبة أخلي عنو كعاد إٔب التدريس كاالرشاد ُب مدرسة جده ‪ٍ ،‬ب بعد‬
‫ذلك قيبض على الوزير ابن يونس‪ ،‬ككاف السيد عبد السبلـ ملقبا بركن الدين‪.‬‬

‫ّ) وأما سيدي الشي عبد الرزاؽ قدس سره ورضي ا عنو‪" :‬فمولده عشية االثنْب الثامن عشر‬
‫من ذم القعدة سنة ‪ٜ‬باف كعشرين ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬ككفاتو ببغداد ليلة السبت سادس شواؿ سنة ثبلث‬
‫كستمائة كدفن بباب حرب من بغداد‪ ،‬كاف ‪ ‬حافظا فقيهان عارفان كبّبان ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ ،‬تفقو‬
‫كخَّر ىج كدرس كأفٌب كناظر‪،‬‬‫على كالده ك‪٠‬بع منو كمن أيب ا‪٢‬بسن بن ضرما كغّبٮبا‪ ،‬كحدث كأملى ى‬
‫ك‪ٚ‬برج بو غّب كاحد منهم إسحق بن أ‪ٞ‬بد بن غاٖب العلثي كعلي بن علي خطيب زكبا كغّبٮبا‪.‬‬

‫قاؿ ا‪٢‬بافظ ابن النجار ُب تارٱبو‪:‬أ‪٠‬بعو كالده ُب صباه ك‪٠‬بع من أيب ا‪٢‬بسن ‪٧‬بمد بن‬
‫الصائ كالقاضي أيب الفضل ‪٧‬بمد االرمول كأيب القسم سعيد بن البناء كأيب الفضل ‪٧‬بمد بن‬
‫ناصر ا‪٢‬بافظ كأيب بكر ‪٧‬بمد بن الزاغوا٘ب كأيب ا‪٤‬بظفر ‪٧‬بمد ا‪٥‬بامشي كأيب ا‪٤‬بعاَب أ‪ٞ‬بد بن علي بن‬
‫السمْب كأيب الفتح ‪٧‬بمد بن البطر‪ ،‬إٔب أف قاؿ‪ :‬كطلب بنفسو كقرأ الكثّب على أصحاب أيب‬
‫ا‪٣‬بطاب بن البطر كأيب عبد اهلل بن طلحة‪ ،‬كمن دكهنم حٌب ‪٠‬بع من مشاٱبنا كمن أمثا‪٥‬بم‪ ،‬ككتب‬

‫‪394‬‬
‫ٖبطو كثّبان لنفسو كللناس‪ ،‬ككاف خطو رديئان قرأت عليو كثّبان ككاف حافظان متقنان ثقة صدكقان‬
‫حسن ا‪٤‬بعرفة با‪٢‬بديث فقيها على مذىب اإلماـ أيب عبد اهلل أ‪ٞ‬بد بن حنبل‪ ،‬كرعان متدينان كثّب‬
‫العبادة منقطعا ُب مٍنزلو عن الناس ال ٱبرج إال ُب ا‪١‬بمعات‪٧ ،‬ببان للركاية‪ ،‬مكرمان لطبلب العلم‬
‫سخيا بالفائدة ذا مركءة مع قلة ذات يسرة‪ ،‬كأخبلؽ حسنة كتواضع ككيس‪ ،‬ككاف جشب العيش‬
‫صابران على فقره‪ ،‬عزيز النفس عفيفان على منهاج السلف‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ الذىيب ُب تاريخ اإلسبلـ‪ :‬أبو بكر عبد الرزاؽ ا‪١‬بيلي ٍب البغدادم ا‪٢‬بنبلي‪،‬‬
‫احملدث ا‪٢‬بافظ الثقة الزاىد‪٠ ،‬بع الكثّب بإفادة أبيو ٍب بنفسو كعُب بالطلب كاألجزاء‬
‫كالسماعات‪ ...‬كقاؿ‪ :‬كيقاؿ لو ا‪٢‬بليب نسبة إٔب ا‪٢‬بلبة ‪٧‬بلة بشرقي بغداد‪.‬‬

‫كقاؿ مؤلف الركض الزاىر‪" :‬قاؿ أبو شامة ُب تارٱبو‪ :‬كاف ػ أم الشيخ عبد الرزاؽ ػ زاىدان‬
‫عابدان ثقة مقتنعا باليسّب‪.‬‬

‫قاؿ التادُب ا‪٢‬بليب ُب القبلئد‪ :‬قلت ركل عنو الدنيثي كابن النجار كالضياء كالنًجيب عبد‬
‫اللطيف كالتقي البلدا٘ب كطائفة‪ ،‬كأجاز للشيخ مشس الدين عبد الر‪ٞ‬بن كالكماؿ عبد الرحيم‬
‫كأ‪ٞ‬بد بن شيباف كخدٯبة بنت الشهاب بن راجح كإ‪٠‬باعيل العسقبل٘ب كالفخر علي ا‪٤‬بقادسة‪.‬‬
‫كقاؿ أبو الطيب البخارم القنوجي‪ُ ،‬ب كتابو التاج ا‪٤‬بكلل من جواىر مآثر الطراز اآلخر‬
‫كاألكؿ‪" :‬عبد الرزاؽ بن الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيلي احملدث ا‪٢‬بافظ كلد سنة‪ ...‬إٔب أف قاؿ‪٠ :‬بع‬
‫من كالده كمن ابن ضرما كا‪٢‬بافظ ابن ناصر كابن البناء كأيب الوقت كمن ُب طبقتهم‪ ...‬كقاؿ‪ :‬قاؿ‬
‫ا‪٢‬بافظ الضياء‪ٓ :‬ب أر ببغداد مثلو ُب ‪ٙ‬بريو كتيقظو‪ ،‬أثُب عليو أبو شامة‪ ،‬كذكره الذىيب فقاؿ‪:‬‬
‫حدث عنو الدنيثي كابن النجار كالضياء ا‪٤‬بقدسي كآخركف‪ ،‬توُب سنة ثبلث كستمائة ىػ‬
‫‪َُِٕ/‬ر كدفن بباب حرب‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ابن رجب ُب طبقاتو‪" :‬ككانت لو معرفة با‪٤‬بذىب‪ ،‬كلكن معرفتو با‪٢‬بديث‬
‫غطت على معرفتو بالفقو‪ ،‬قاؿ ابن نقطة‪ :‬كاف حافظان ثقة مأمونان‪ ،‬كأثُب عليو الدنيثي كغّبه‪.‬‬

‫كقاؿ التادُب‪ :‬يحدِّث عنو أنو مكث ثبلثْب سنة ال يرفع رأسو إٔب السماء‪ ،‬من حيائو ‪،‬‬
‫ك‪٤‬با توُب ‪ ‬قاؿ ابن النجار‪ :‬كنودم بالصبلة عليو من الغد ُب ‪٧‬باؿ بغداد فاجتمع لو خلق‬
‫كثّب‪ ،‬كأخرجت جنازتو إٔب ا‪٤‬بصلى بظاىر البلد فصلي عليو ىناؾ‪ٍ ،‬ب ‪ٞ‬بل على رؤكس الرجاؿ إٔب‬

‫‪395‬‬
‫جامع الرصافة فصلي عليو بو‪ٍ ،‬ب صلي عليو بباب تربة ا‪٣‬بلفاء‪ٍ ،‬ب على شاطئ الدجلة عند‬
‫ا‪٣‬بضريْب‪ٍ ،‬ب عرب بو إٔب جانب الغريب فصلي عليو بباب ا‪٣‬بر‪ٙ‬ب‪ٍ ،‬ب أدخل ا‪٣‬بريبة فصلي عليو هبا‪،‬‬
‫كنور‬
‫ٍب ‪ٞ‬بل إٔب مقربة اإلماـ أ‪ٞ‬بد فصلي عليو ىناؾ‪ ،‬كدفن ككاف يومان مشهودان‪  .‬كنفعنا اهلل بو َّ‬
‫مرقده كأعلى مقامو‪.‬‬

‫كقد كلد لسيدم الشيخ الكبّب عبد الرزاؽ‪ ،‬الشي القدوة العالم ال اىد قاضي القضاة‬
‫عماد الدين أبو صالح صر قدس سره الع ي قاؿ التادُب‪ :‬كلد ليلة السبت رابع عشر شهر ربيع‬
‫اآلخر سنة أربع كستْب ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬كتوُب ببغداد ىس ىحران ليلة األحد سادس عشر شواؿ سنة ثبلث‬
‫كثبلثْب كستمائة‪ ،‬كدفن بباب حرب بدكة اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كمن إنشاده لنفسو ‪:‬‬

‫(البحر ا‪٣‬بفيف)‬

‫غػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارـ مفلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػي ديػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُف‬ ‫ػين‬


‫أ ػ ػ ػ ػ ػػا فػ ػ ػ ػ ػػي القبػ ػ ػ ػ ػػر مفػ ػ ػ ػ ػػرد ورىػ ػ ػ ػ ػ ُ‬
‫عتػ ػ ػ ػ مثل ػ ػ ػػي عل ػ ػ ػػى الك ػ ػ ػػريم يه ػ ػ ػػو ُف‬ ‫ػاب عن ػ ػ ػػد ك ػ ػ ػػريم‬ ‫ق ػ ػ ػػد أ خ ػ ػ ػػت الرك ػ ػ ػ َ‬

‫كأمو أـ الكرـ تاج النساء بنت فضائل الَبكيِب ‪٠‬بعت كحدثت‪ ،‬ككاف ‪٥‬با حظ كافر من‬
‫ا‪٣‬بّب كالصبلح‪ ،‬توفيت ببغداد كدفنت بباب حرب ر‪ٞ‬بة اهلل عليها‪.‬‬
‫قاؿ ا‪٢‬بافظ ابن رجب ُب طبقاتو‪ ":‬الفقيو ا‪٤‬بناظر احملدث الزاىد الواعظ قاضي القضاة‬
‫شيخ الوقت عماد الدين ػ نصر بن الشيخ عبد الرزاؽ ػ قرأ القرآف ُب صباه ك‪٠‬بع ا‪٢‬بديث من كالده‬
‫كعمو عبد الوىاب‪...‬‬

‫ٍب قاؿ‪ :‬كأجاز لو أبو العبلء ا‪٥‬بمدا٘ب كأبو موسى ا‪٤‬بديِب كغّبىم‪...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬ككاف ذا لسن كفصاحة كجودة‪ ،‬كأفٌب كتؤب مدرسة جده‪...‬‬

‫كقاؿ‪ :‬كتوُب ا‪٣‬بليفة الناصر ككٕب ابنو الظاىر‪ ،‬ككاف من خيار ا‪٣‬بلفاء كأحسنهم سّبة‬
‫كأظهرىم ديانة كصبلحان كعدالن أزاؿ ا‪٤‬بكوس كرد ا‪٤‬بظآب كاجتهد ُب تنفيذ األحكاـ الشرعية على‬
‫كجهها حٌب قاؿ ابن األثّب‪ :‬لو قيل ما كٕب بعد عمر بن عبد العزيز مثلو لكاف القائل صادقان‪ ،‬ككاف‬
‫ٱبتار لكل كالية أصلح من ٯبد ‪٥‬با‪.‬‬

‫‪396‬‬
‫فقلد أبا صاّب ػ نصر بن عبد الرزاؽ‪ -‬ىذا القضاء ٔبميع ‪٩‬بلكتو‪ ،‬كيقاؿ أنو ٓب يقبل إال‬
‫بشرط أف يورث ذكل األرحاـ‪ ،‬فقاؿ لو ا‪٣‬بليفة‪:‬أعط كل ذم حق حقو كاتق اهلل كال ً‬
‫تتق أحدان‬
‫سواه‪ ،‬كأمره أف يوصل إٔب كل من ثبت لو حق بطريق شرعي حقو من غّب أف يراجعو‪ ،‬كأرسل إليو‬
‫بعشرة آالؼ دينار يوُب هبا ديوف من ُب سجنو من ا‪٤‬بدينْب الذين ال ٯبدكف كفاء‪ٍ ،‬ب رد إليو النظر‬
‫ُب ‪ٝ‬بيع الوقوؼ العامة ككقوؼ ا‪٤‬بدارس الشافعية كا‪٢‬بنفية كجامع السلطاف كابن ا‪٤‬بطلب‪ ،‬فكاف‬
‫يوٕب كيعزؿ ُب ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بدارس حٌب النظامية‪ ،‬ك‪٤‬با توُب الظاىر أقره ابنو ا‪٤‬بستنصر مدة مديدة‪،‬‬
‫كاستدعاه عند ا‪٤‬ببايعة ليثبت لو ككالة ككلها لشخص‪ ،‬فلم ٰبكم فيها حٌب قاؿ لو‪ :‬كليتِب ما كال٘ب‬
‫كالدؾ؟ فصرح بالتولية‪.‬‬

‫ككاف ُب أياـ كاليتو يؤذف ببابو ُب ‪٦‬بلس ا‪٢‬بكم كيصلي با‪١‬بماعة‪ ،‬كٱبرج إٔب ا‪١‬بامع‬
‫راجبلن‪ ،‬كيلبس القطن ككاف متحريان ُب القضاء‪ ،‬قوم النفس ُب ا‪٢‬بق‪ ،‬كسار سّبة السلف‪ ،‬ك‪٤‬با‬
‫(البحر الوافر)‬ ‫عزلو ا‪٤‬بستنصر أنشد‪:‬‬

‫قض ػ ػػى ل ػ ػػي ب ػ ػػالخ ص م ػ ػػن القض ػ ػػاء‬ ‫دت ا عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ج ػ ػ ػ ػ ػ ػػل لم ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ِ‬
‫حمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ُ‬
‫وأدعػ ػ ػ ػ ػ ػػو فػ ػ ػ ػ ػ ػػوؽ معتػ ػ ػ ػ ػ ػػاد الػ ػ ػ ػ ػ ػػدعاء‬ ‫وللمستنص ػ ػ ػ ػ ػػر المنص ػ ػ ػ ػ ػػور أ ػ ػ ػ ػ ػػكر‬

‫قاؿ ابن رجب‪ :‬كال أعلم أف أحدان من أصحابنا دعي بقاضي القضاة قبلو‪ ،‬كال استقل‬
‫بوالية قضاء القضاة ُب مصر غّبه‪ ،‬كأقاـ بعد عزلو ٗبدرستهم يدرس كيفٍب كٰبضر اجملالس الكبار‬
‫كاحملافل‪ٍ ،‬ب فوض إليو ا‪٤‬بستنصر رباطا بناه بدير الركـ كجعلو شيخا بو‪ ،‬ككاف ػ ا‪٣‬بليفة ػ يعظمو‬
‫كيبجلو كيبعث إليو أمواالن جزيلة ليفرقها ُب كجهها‪ ،‬كقد صنف ُب الفقو كتابان ‪٠‬باه إرشاد‬
‫ا‪٤‬ببتدئْب‪ ،‬تفقو عليو ‪ٝ‬باعة كانتفعوا بو‪ ،‬كفيو يقوؿ الصرصرم ُب قصيدتو البلمية الٍب مدح فيها‬
‫اإلماـ أ‪ٞ‬بد كأصحابو ‪:‬‬

‫(البحر الطويل)‬

‫أب ػ ػ ػ ػػو ص ػ ػ ػ ػػالح ص ػ ػ ػ ػػر لك ػ ػ ػ ػػل مؤم ػ ػ ػ ػػل‬ ‫وفػػي عصػػر ا قػػد كػػاف فػػي الفقػػو قػػدوة‬

‫كقاؿ التادُب‪" :‬ككانت توليتو للقضاء ُب يوـ األربعاء ثامن ذم القعدة سنة اثنْب كعشرين‬
‫كستمائة من االماـ الظاىر بأمر اهلل‪ ،‬كخلع عليو السوار كقرئ عهده ُب جوامع مدينة السبلـ‬

‫‪397‬‬
‫الثبلثة‪ ،‬فسار السّبة ا‪٢‬بميدة ا‪٢‬بسنة كسلك الطريق ا‪٤‬بستقيمة‪ ...‬قاؿ‪ :‬كٓب تغّبه الوالية عن‬
‫أخبلقو كتواضعو كسّبتو الٍب عرفت منو قبل الوالية‪.‬‬

‫كاستمر قاضيا مدة حياة الظاىر فلما أفضت ا‪٣‬ببلفة إٔب كلده ا‪٤‬بستنصر باهلل أقره أربعة‬
‫أشهر كأيامان ٍب عزلو كقاؿ‪ :‬ككاف كالده أ‪٠‬بعو الكثّب ُب صباه ككاف ثقة نبيبل متحريا ‪٧‬بققان ‪٤‬با يركيو‬
‫ذا معرفة با‪٢‬بديث‪ ،‬كلو اليد الطؤب ُب ا‪٤‬بذىب مليح الكبلـ ُب مسائل ا‪٣‬ببلؼ‪ ،‬حلو العبارة‬
‫حسن اإليراد متواضعا لطيف الطبع ظريف ا‪٤‬بعاشرة مزاحان كيسان مقدامان رجبلن من الرجاؿ ال‬
‫يهاب أمران‪ ،‬قاؿ التادُب‪ :‬قاؿ ػ أم الشيخ نصر ػ ر‪ٞ‬بة اهلل عليو‪ :‬كنت ُب دار الوزير العمثي أكتب‬
‫خطي على االجازات الناصرية‪ ،‬فبينما أنا ُب الدار كىناؾ ‪٧‬بمد بن منحب الرزاز احملدث كابن‬
‫زىّب العدؿ كابن ا‪٤‬بركزم بسبب شيخ الشيوخ‪ ،‬إذ دخل رجل عليو ثياب حسنة كلو ىيئة فلما سلم‬
‫كثب ا‪١‬بماعة كخدموه فوافقتهم كظننت أنو من بعض الفقهاء فسألت عنو فقالوا‪ :‬ابن كرـ‬
‫اليهودم عامل دار الضرب‪ ،‬ككاف قد مضى كقعد ُب صفة مقابلنا‪ ،‬فقلت لو‪ :‬قم إٔب ىنا فجاء‬
‫ككقف بْب يدم فقلت لو‪ :‬كيلك حْب دخلت توٮبت أنك فقيو من فقهاء اإلسبلـ فقمت لك‬
‫إكرامان لذلك‪ ،‬كلست كيلك عندم هبذه الصفة‪ٍ ،‬ب كررت ذلك عليو مراران كىو قائم يقوؿ‪ :‬اهلل‬
‫ٰبفظك اهلل يبقيك‪ٍ ،‬ب قلت لو اخسأ ىناؾ بعيدان عنا فذىب‪.‬‬

‫كقاؿ الشيخ عماد الدين نصر أيضان‪ :‬كاف ٕب رسم ُب رجب من الصدقة الناصرية‬
‫آخذه من البدرية‪ ،‬فاتفق ُب بعض السنْب ُب يوـ األربعاء‪ ،‬ككنت قد مضيت إٔب زيارة قرب اإلماـ‬
‫أ‪ٞ‬بد‪ ،‬فلما عدت من الزيارة كجدت الناس أخذكا رسومهم كانفصلوا‪ ،‬كقيل ٕب‪:‬إف ر‪٠‬بك عند‬
‫ابن توما النصرا٘ب قد رفع إليو فامض إليو كخذه منو‪ ،‬فقلت كاهلل ال أمضي إليو كال أطلب رزقي‬
‫من كافر‪ ،‬كعدت إٔب بيٍب ً‬
‫متكبل نُ على اهلل سبحانو‪ ،‬كأنشدت لنفسي ىذه األبيات‪:‬‬
‫(ٕبر الرمل)‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػدع ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػد يا وبل ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ج ػ ػ ػ ػ ػ ػػدلي‬ ‫فسػ ػ ػ ػي م ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػػن دينن ػ ػ ػػا م ػ ػ ػػن ب ػ ػ ػػدؿ‬
‫مش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؾ إذ ذاؾ ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػين ال ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬ ‫مػ ػ ػ ػ ػػا يسػػ ػ ػ ػػاوب أ نػ ػ ػ ػ ػػا مضػ ػ ػ ػ ػي إلػػ ػ ػ ػػى‬
‫بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػال يقضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيو ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا أملػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬ ‫اف يك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن دين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا علين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا فلن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬

‫‪398‬‬
‫إٕب ىُ إٔب أف قتل ُب‬
‫قاؿ‪ :‬كٓب يزؿ ذلك الرسم عند النصرا٘ب ال أتعرض لطلبو كال ينفذه َّ‬
‫‪ٝ‬بادل األكٔب من السنة األخرل‪،‬كأيخذ الذىب من داره فنفذ َّ‬
‫إٕب‪.‬‬

‫(ٕبر الرمل)‬ ‫ككاف الشيخ نصر يقوؿ‪:‬‬


‫مػ ػ ػ ػ ػػن بػ ػ ػ ػ ػػو أصػ ػ ػ ػ ػػلح بػ ػ ػ ػ ػػين الفئتػ ػ ػ ػ ػػين‬ ‫ػ ػ ػ ػػن مػ ػ ػ ػػن أوالد بيػ ػ ػ ػػر ال سػ ػ ػ ػػنين‬
‫ك ػ ػ ػ ػ ػػاف أد ػ ػ ػ ػ ػػاه ػ ػ ػ ػ ػػبيهاً بال س ػ ػ ػ ػ ػػين‬ ‫يش ػ ػ ػ ػ ػػبو المخت ػ ػ ػ ػ ػػار ف ػ ػ ػ ػ ػػي أعػ ػ ػ ػ ػ ػ ه إذ‬
‫أ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو قػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ف الفقػ ػ ػ ػ ػ ػػر زيػ ػ ػ ػ ػ ػػن‬ ‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كتم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف أبين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلو‬

‫ر‪ٞ‬بة اهلل تعأب عليو‬

‫ككلد لسيدم تاج الدين اإلماـ عبد الرزاؽ بن الشيخ اإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنهما‬
‫أيضان‪ :‬الشيخ عبد الرحيم‪٠ ،‬بع من كالده كمن الشيخة شهدة بنت االبرل كالشيخة خدٯبة بنت‬
‫أ‪ٞ‬بد النهركا٘ب كغّبىم‪ ،‬كلد يوـ األربعاء رابع عشر ذم القعدة سنة ستْب ك‪ٟ‬بسمائة‪،‬كتوُب ُب يوـ‬
‫ا‪٣‬بميس سابع شهر ربيع األكؿ سنة ست كستمائة ببغداد كدفن من يومو بباب حرب ر‪ٞ‬بو اهلل‬
‫تعأب‪.‬‬

‫كالشيخ إ‪٠‬باعيل بن الشيخ عبد الرزاؽ‪٠ ،‬بع من غّب كاحد كتفقو كحدث‪ ،‬توُب ببغداد‬
‫كدفن ٗبقربة االماـ أ‪ٞ‬بد ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب قاؿ التادُب‪ :‬كٓب أقف على تاريخ مولده كال كفاتو‪.‬‬

‫كالشيخ أبو احملاسن فضل اهلل بن الشيخ عبد الرزاؽ‪ ،‬تفقو على كالده كغّبه ك‪٠‬بع منو كمن‬

‫عمو الشيخ عبد الوىاب كأيب الفتح كغّبىم‪ ،‬توُب شهيدان بأيدم التَب ببغداد ُب صفر سنة ست‬
‫ك‪ٟ‬بسْب كستمائة‪.‬‬

‫كأختو الشيخة سعادة بنت الشيخ عبد الرزاؽ‪٠ ،‬بعت من عبد ا‪٢‬بق كغّبه‪ ،‬توفيت ببغداد‬
‫كصلى عليها أخوىا الشيخ أبو صاّب نصر ر‪ٞ‬بة اهلل عليها‪.‬‬

‫كالشيخة عائشة بنت الشيخ عبد الرزاؽ‪٠ ،‬بعت من عبد ا‪٢‬بق كغّبه كحدثت‪ ،‬ككانت‬
‫خّبة زاىدة عابدة صا‪٢‬بة‪ ،‬توفيت ببغداد كدفنت من الغد بباب حرب‪ ،‬كمن أبناء سيدم عبد‬

‫‪399‬‬
‫الرزاؽ أيضا كلدا آخر ىو السيد علي‪ ،‬ذكره الدكتور ماجد عرساف الكيبل٘ب ُب كتابو (ىكذا‬
‫ظهر جيل صبلح الدين)‪ .‬ر‪ٞ‬بة اهلل عليهم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫كذرية سيدم الشيخ تاج الدين عبد الرزاؽ بن سيدنا كموالنا الشيخ عبد القادر كثرت‬
‫كاشتهرت‪ ،‬كانتشرت باركها اهلل سأذكر بعض مشاىّبىا إف شاء اهلل تعأب‪.‬‬

‫ٗ) ومن أبناء إمامنا القطب الغوث عبد القادر ال ي ي‪ ،‬سيد ا وجد ا اإلماـ القطب الفرد‬
‫الذىب االبري أبو بكر عبد الع ي قدس سره الع ي ‪.‬‬

‫قاؿ التادُب‪ :‬كلد لثبلث بقْب من شواؿ سنة اثنتْب كثبلثْب ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬كتوُب با‪١‬بباؿ يوـ‬
‫األربعاء ثامن عشر ربيع األكؿ سنة اثنتْب كستمائة ر‪ٞ‬بة اهلل عليو‪ ،‬تفقو الشيخ أبو بكر عبد العزيز‬
‫على كالده ك‪٠‬بع منو كمن ابن منصور عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد القزاز كغّبٮبا‪ ،‬كقد حدث ككعظ‬
‫كدرس‪ ،‬ك‪ٚ‬برج بو غّب كاحد‪ ،‬ككاف هبيان متواضعا‪ ،‬رحل إٔب ا‪١‬بباؿ كاستوطنها ُب حدكد سنة ‪ٜ‬بانْب‬
‫ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬بعد أف غزا عسقبلف كزار القدس الشريف قاؿ التادُب‪:‬كذريتو با‪١‬بباؿ إٔب يومنا ىذا ػ‬
‫ُب قرية ا‪٢‬بياؿ قرب عقرة ا‪٤‬بوصل‪ -‬كذرية الشيخ عبد العزيز كبّبة ك‪٥‬با انتشار كاسع ُب العراؽ‬
‫كببلد الشاـ كا‪٢‬بجاز كمصر كببلد أخرل كثّبة‪ ،‬كسأذكر بعض مشايخ ذريتو الذين استوطنوا ُب‬
‫مشاؿ لبناف من ببلد الشاـ كىم العائلة الزعبية ا‪١‬بيبلنية إف شاء اهلل تعأب‪.‬‬

‫كاعلم أف نقابة األشراؼ ُب بغداد ٓب تزؿ ُب ذرية الشيخ عبد العزيز ٓب تنتقل منهم إال مرة‬
‫كاحدة إٔب أحد ا‪٤‬بشايخ من ذرية أخيو الشيخ عبد الرزاؽ ٍب أعيدت إليهم‪ ،‬ككذلك أمر ذريتو ُب‬
‫لبناف‪ ،‬منذ جاء الزعبية كاشتهر أمرىم تسلموا نقابة األشراؼ كٓب تزؿ بأيديهم حٌب ألغيت‪.‬‬

‫كقد اجتهد سيدم الشيخ عبد العزيز ُب طريقة كالده‪ ،‬فسميت طريقتو الطريقة العزيزية‬
‫القادرية‪ ،‬كقد ‪ٚ‬برج بو عدد من العلماء كاألكلياء‪ ،‬نفعنا اهلل بو ػ آمْب‪.‬‬

‫ٓ) والشي األجل سيدي عبد ال بار قدس سره الع ي ‪ٓ ،‬ب أعثر على تاريخ كالدتو‪ ،‬كقد مات‬
‫شابان قبل أخيو الشيخ عبد الرزاؽ بنحو ‪ٜ‬باف كعشرين سنة من تاسع عشر ذم ا‪٢‬بجة سنة ‪ٟ‬بس‬
‫كسبعْب ك‪ٟ‬بسمائة ىػ‪ ،‬كدفن با‪٢‬بلبة برباط كالده ُب بغداد‪.‬‬

‫‪411‬‬
‫تفقو سيدم الشيخ عبد ا‪١‬ببار على كالده ك‪٠‬بع منو كمن أيب منصور كالقزاز كغّبٮبا‪،‬‬
‫ككاف ذا كتابة حسنة يكتب خطان عجيبان‪.‬‬

‫كقد ‪٠‬بع منو ك‪ٚ‬برج بو عدد‪ ،‬منهم أخوه الشيخ عبد الرزاؽ ‪٠‬بع منو شيئان يسّبان‪ ،‬كقد‬
‫اشتهر ‪ ‬بالتصوؼ يكثر من ‪٨‬بالطة الفقراء كأرباب القلوب‪ ،‬كٓب أعلم أنو قد ترؾ ذرية من بعده‬
‫‪ ‬كطيب ثراه‪.‬‬

‫ٔ) والشي الكامل سيدي م مد قدس سره‪ٓ ،‬ب أعثر على تاريخ مولده كأما كفاتو فكانت ببغداد‬
‫ُب ا‪٣‬بامس كالعشرين من ذم القعدة سنة ستمائة كدفن من يومو برباط كالده ٗبقربة ا‪٢‬بلبة‪ ،‬تفقو‬
‫على كالده ك‪٠‬بع منو كمن ابن البناء كأيب الوقت كغّبٮبا‪ ،‬كقد حدث ككعظ كخرج‪ ،‬ككاف سيدم‬
‫باز اهلل األشهب عبد القادر ‪ ‬يكُب بو كبأخيو صاّب ر‪ٞ‬بة اهلل عليهم أ‪ٝ‬بعْب كلو عقب كذرية‪.‬‬

‫ٕ) والشي العظيم سيدي موسى قدس سره‪،‬كلد ُب ختاـ ربيع األكؿ سنة تسع كثبلثْب ك‪ٟ‬بسمائة‪،‬‬
‫كتوُب ٗبحلة العقيبة بدمشق ُب أكائل ‪ٝ‬بادل اآلخرة سنة ‪ٜ‬باف عشرة كستمائة‪ ،‬كدفن بسفح جبل‬
‫قاسيوف‪ ،‬كىو آخر من مات من أكالد سيدل الشيخ عبد القادر‬

‫تفقو سيدم موسى على كالده ك‪٠‬بع منو كمن ابن البناء كغّبٮبا كحدث بدمشق‬
‫كاستوطنها كعمر هبا كانتفع بو الناس‪ ،‬كدخل مصر ٍب عاد إٔب دمشق‪.‬‬

‫قاؿ الشيخ عمر بن ا‪٢‬باجب ُب معجمو‪ :‬كاف حنبلي ا‪٤‬بذىب‪،‬شيخا مسندان من بيت‬
‫حديث كزىد ككرع ك‪٩‬بن يشار إٔب بيتو‪ ،‬كرد شيخنا ىذا إٔب دمشق كاستوطنها كتوُب هبا‪ ،‬ككاف‬
‫كصلي‬
‫شيخا ظريفان مطبوع ا‪٢‬بركات‪ ،‬رؽ حالو كاستؤب عليو ا‪٤‬برض ُب آخر عمره‪ ،‬إٔب أف توُب‪ ،‬ي‬
‫عليو با‪٤‬بدرسة اجملاىدية كدفن ٔببل قاسيوف ر‪ٞ‬بة اهلل عليو‪ ،‬ك‪٩‬بن ‪ٚ‬برج بصحبتو‪:‬الشيخ إسحاؽ بن‬
‫إبراىيم‪ ،‬كالشيخ خليل بن أيب بكر ا‪٤‬براغي‪ ،‬كالشيخ الزاىد ‪٧‬بمد بن عبد الرحيم ا‪٤‬بقدسي‪،‬‬
‫كالشيخ أ‪ٞ‬بد بن عبد اجمليد ا‪٤‬بقدسي‪ ،‬ذكر ذلك االماـ اليافعي ُب مرآة ا‪١‬بناف‬

‫ٖ) والشي العارؼ الربا ي سيدب عيسى قدس سره الع ي ‪ٓ ،‬ب أعثر على تاريخ كالدتو‪ ،‬كأما كفاتو‬
‫فكانت ٗبصر ُب الثا٘ب عشر من شهر رمضاف سنة ثبلث كسبعْب ك‪ٟ‬بسمائة‪.‬‬

‫‪410‬‬
‫تفقو على كالده ك‪٠‬بع منو كمن أيب ا‪٢‬بسن بن ضرما كغّبٮبا‪ ،‬كحدث كدرس ككعظ كأفٌب‬
‫كصنف مصنفات منها كتاب جواىر األسرار كلطائف األنوار ُب علم التصوؼ‪.‬‬

‫كقدـ مصر كحدث هبا ككعظ ك‪ٚ‬برج بو من أىلها الكثّب‪ ،‬منهم أبو تراب ربيعة بن ا‪٢‬بسن‬
‫ا‪٢‬بضرمي الصنعا٘ب‪ ،‬كمسافر بن يعمر ا‪٤‬بصرم‪ ،‬كحامد بن أ‪ٞ‬بد االرتاجي‪ ،‬ك‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد الفقيو‬
‫احملدث‪ ،‬كعبد ا‪٣‬بالق بن صاّب القرشي األموم ا‪٤‬بصرم كغّبىم‪.‬‬

‫قاؿ ابن النجار ُب تارٱبو‪ :‬خرج من بغداد بعد كفاة كالده‪ ،‬كدخل الشاـ ك‪٠‬بع بدمشق من‬
‫علي بن مهدم بن ا‪٤‬بفرج ا‪٥‬ببلٕب ُب سنة اثنتْب كستْب ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬كحدث عن كالده‪ٍ ،‬ب إنو دخل‬
‫مصر كأقاـ هبا إٔب حْب كفاتو‪ ،‬ككاف يعظ على ا‪٤‬بنابر كلو قبوؿ من الناس حيث حدث ىناؾ عن‬
‫كالده‪ ،‬ركل عنو أ‪ٞ‬بد بن ميسرة بن أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬ببلؿ ا‪٢‬بنبلي‪ ،‬ككذا قاؿ ا‪٤‬بنذرم‪.‬‬

‫كقاؿ ابن النجار‪ :‬قرأت على ببلطة قرب عيسى بن الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيلي بقرافة مصر‪،‬‬
‫توُب ُب الثا٘ب عشر من رمضاف سنة ثبلث كسبعْب ك‪ٟ‬بسمائة كمن شعره قدس سره‪:‬‬
‫(البحر الطويل)‬
‫ػل لَ ُه ػ ػ ػ ػ ُم إف الغريػ ػ ػ ػػب مشػ ػ ػ ػػو ُؽ‬
‫وقػ ػ ػ ػ ْ‬ ‫ت ّم ػ ْل س ػ مي ػػو أرض أحبتػػي‬
‫فقولػ ػ ػ ػػوا بنيػ ػ ػ ػػراف الفػ ػ ػ ػػراؽ حريػ ػ ػ ػ ػ ُ‬ ‫ػالي بع ػ َد ُى ْم‬‫كم كيػػف حػ َ‬ ‫فػػإف س ػ لو ْ‬
‫ولػ ػ ػػيل لػ ػ ػػو ػ ػ ػػو الرجػ ػ ػػوع ري ػ ػ ػ ُ‬ ‫فلػ ػػيل لػ ػػو إلػ ػػف يسػ ػػير بقػ ػػر بِ ِه ػ ػ ْم‬
‫وم ػ ػػن لغري ػ ػػب ف ػ ػػي ال ػ ػػب د ص ػ ػػدي ُ‬ ‫غريػػب يقاسػي الهػ ّػم فػػي كػػل بلػػدة‬

‫قاؿ التادُب‪ :‬يوجد بقرية ياعو من أعماؿ عزاز ‪ٝ‬باعة من ذرية الشيخ عيسى رضي اهلل‬
‫تعأب عنو كنفعنا بو‪.‬‬

‫ٗ) والشي ال ليل سيدي إبراىيم قدس سره‪ٓ ،‬ب أعثر على تاريخ كالدتو تفقو سيدم إبراىيم على‬
‫كالده ك‪٠‬بع منو كمن سعيد بن البناء كغّبٮبا‪ .‬كرحل إٔب كاسط من أرض العراؽ فاز بو الناس كبقي‬
‫ىناؾ إٔب حْب كفاتو سنة اثنتْب كتسعْب ك‪ٟ‬بسمائة ‪ .‬كلو ذرية مستكثرة‪.‬‬

‫‪412‬‬
‫والشي المؤيد ذو المواىب واألسرار سيدب ي يى قدس سره‪ ،‬كلد ‪ ‬قبل كفاة‬ ‫َُ)‬
‫كالده بنحو إحدل عشرة سنة يعِب سنة ‪ٟ‬بسْب ك‪ٟ‬بسمائة كىو أصغر أكالد سيدم الشيخ عبد‬
‫القادر سنان ككفاتو ُب شعباف سنة ستمائة‪ ،‬كنودم بالصبلة عليو فحضر خلق كثّب‪ ،‬كصلي عليو‬
‫ٗبدرسة كالده كدفن عند أخيو الشيخ عبد الوىاب برباط كالده با‪٢‬بلبة النورانية‪ ،‬ككانت أمو‬
‫حبشية‪ .‬قاؿ سيدم الشيخ عبد الوىاب قدس سره‪ :‬مرض كالدم مرضان أشرؼ فيو على ا‪٤‬بوت‪،‬‬
‫فقعدنا حولو نبكي‪ ،‬ككاف مغشيا عليو‪ ،‬فأفاؽ كقاؿ‪ :‬ال تبكوا علي فإ٘ب ال أموت اآلف‪ ،‬فإف ٰبٓب‬
‫ُب ظهرم كال بد أف ٱبرج إٔب الدنيا‪ ،‬قاؿ الشيخ عبد الوىاب‪ :‬ظنناه يقوؿ ىذا من غلبة ا‪٤‬برض‪،‬‬
‫ٍب إنو عوُب كرزؽ بولد ك‪٠‬باه ٰبٓب ككاف آخر أكالده‪.‬‬

‫تفقو سيدم ٰبٓب على كالده ك‪٠‬بع منو كمن ‪٧‬بمد بن عبد الباقي كغّبٮبا‪ ،‬كحدث كانتفع‬
‫الناس بو‪ ،‬كقدـ مصر كأقاـ هبا‪ ،‬كرزؽ هبا بولد ‪٠‬باه عبد القادر‪ٍ ،‬ب قبل كفاتو عاد بولده إٔب بغداد‬
‫فتوُب هبا ‪.‬‬

‫ُُ) وأما السيدة ال ليلة الشريفة فا مة بنت الشي عبد القادر قدس سرىا‪ ،‬فكانت على‬
‫قدر عاؿ من الصبلح كالزىد كالعلم‪ ،‬كقد زكجها كالدىا للشيخ الطفسو‪٪‬بي زكجو إياىا بعد كفاة‬
‫كالده‪ ،‬كقد رزؽ منها ذرية طيبة صا‪٢‬بة‪ ،‬كصاركا فيما بعد يػيٍنسبوف إٔب الشيخ عبد القادر‬
‫لشهرهتم‪ ،‬كالصواب أهنم من ذرية الطفسو‪٪‬بي كإف كانوا من حيث ا‪٢‬بسب إٔب سيدم الشيخ‬
‫عبد القادر‪ ،‬قدست أسرارىم ‪ٝ‬بيعان‪.‬‬

‫كاف رضي اهلل عنو أم زكج السيدة فاطمة ا‪١‬بيبلنية من األكابر كىو الشيخ عمر بن‬
‫الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن الطفسو‪٪‬بي ‪.‬‬

‫كالشيخ عبد الر‪ٞ‬بن الطفسو‪٪‬بي ىو الذم أرسل بعض أصحابو إٔب الشيخ عبد القادر‬
‫ليقولوا لو‪ :‬إف الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن لو أربعوف سنة ُب الدركات كما رآؾ طيلة ىذه ا‪٤‬بدة دخلت‬
‫ا‪٢‬بضرة أك خرجت منها‪ ،‬إٔب آخر القصة الٍب أكردناىا قبل ىذا الفصل‪.‬‬

‫كقد جاء ُب تر‪ٝ‬بتو أنو كاف من األكتاد كمن أعياف ا‪٤‬بشايخ كلو كشف جلي ككراماتو‬
‫مستفاضة من ذلك‪:‬أنو أراد يومان صبلة ا‪١‬بمعة فوضع رجلو ُب الركاب لّبكب بغلتو ٍب نزعها‬

‫‪413‬‬
‫ككقف على األرض ساعة ٍب ركب‪ ،‬فقيل لو ُب ذلك‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كاف سيدم الشيخ عبد القادر يريد‬
‫أف يركب بغلتو ُب ذلك الوقت ببغداد فأردت أف ال أتقدـ عليو‪.‬‬

‫كركم أنو كاف مرة على جبل فقاؿ‪ :‬سبحاف من سبحت لو الوحوش ُب القفار‪ ،‬كإذا بْب‬
‫األس يد باألرانب كالظباء‪ ،‬كجاء‬
‫يديو كحوش عظيمة قد مؤلت البطحاء كىي ترٖب بلغاهتا كامتزجت ٍ‬
‫بعضها يتمرغ على قدميو ٍب قاؿ‪ :‬سبحاف من سبحت لو الطيور ُب أككارىا فإذا على رأسو ُب‬
‫ا‪٥‬بواء طيور كثّبة من كل جنس قد سدت الفضاء كىي تلحن بأنغامها فدنت منو حٌب عكفت‬
‫على رأسو‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬سبحاف من سبحتو الرياح العواصف‪ ،‬فهبت الرياح ‪٨‬بتلفة ما يرئ ىي ألطف‬
‫منها‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬سبحاف من سبحتو ا‪١‬بباؿ الشوامخ‪ ،‬فاضطرب ا‪١‬ببل الذم ‪ٙ‬بتو كسقط منو‬
‫صخرات‪.‬‬

‫ككراماتو كثّبة كمناقبو مشهورة‪ ،‬كالطفسو‪٪‬بي نسبة إٔب طفسونج بلدة من أرض العراؽ‪،‬‬
‫مات الشيخ هبا مسنىا كقربه هبا ظاىر يزار‪.‬‬

‫ك‪٤‬با حضرت الشيخ الوفاة قاؿ لو كلده‪ :‬أكصِب فقاؿ‪ :‬أكصيك ٕبفظ حرمة الشيخ عبد‬
‫القادر كالوقوؼ عند أمره كلزكـ خدمتو‪ ،‬فلما توُب جاء ابنو إٔب الشيخ عبد القادر‪ ،‬فأكرمو الشيخ‬
‫عبد القادر كألبسو خرقة كزكجو ابنتو‪ ،‬ككاف الشيخ عمر يلبس ثياب العلماء‪ ،‬فجلس يوما ُب‬
‫مدرسة الشيخ عبد القادر‪ ،‬فجاء فقّب مولو كقعد إٔب جانبو كجعل يقلب أكمامو كيقوؿ‪ :‬ما ىذه‬
‫أكماـ ابن الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن ىذه أكماـ ابن ىبّبة يعِب الوزير‪ ،‬فقاـ الشيخ عمر كدخل إٔب داره‬
‫كخلع ثيابو كلبس مسحا كخرج على كجهو‪ ،‬فقاؿ الشيخ عبد القادر بعد مدة لرجلْب من أصحابو‬
‫إٕب‪ ،‬فتوجها كأحضراه‪ ،‬فألبسو ثوبو كأدخلو على زكجتو ‪‬‬ ‫إذىبا إٔب عباداف ٘بداه فيها فأحضراه ٌ‬
‫أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫ُِ) وأما السيدة بدي ة الملقبة بال ىراء قدس سرىا‪ ،‬فقد ذكرالدكتور ‪٧‬بمد بن عبد الر‪ٞ‬بن‬
‫الويسي ا‪٢‬بسيِب ُب كتابو ا‪٤‬بسمى (أكيس القر٘ب) أهنا تزكجت من السيد ا‪١‬بليل أكيس ا‪٣‬بوال٘ب بن‬
‫ٰبٓب بن ‪٧‬بمد ا‪٢‬بازـ بن إبراىيم هباء الدين بن ‪٧‬بمد ا‪٤‬بلقب ٕبامي ا‪٢‬بمى بن علي عز الدين‬
‫ا‪٢‬بائرم ا‪٤‬بتوَب سنة ََّ ىػ ا‪٤‬بدفوف ُب قرية الطيبة التابعة ‪٤‬بدينة ‪ٞ‬باه‪ ،‬ابن السيد إبراىيم اجملاب‬
‫بن السيد ‪٧‬بمد العابد بن اإلماـ موسى الكاظم ا‪٢‬بسيِب ‪...،‬‬

‫‪414‬‬
‫كالسيد أكيس يعرؼ مقامو اليوـ ٗبقاـ الشيخ أيب طاسة‪ ،‬لقب هبذا اللقب ألنو كاف‬
‫كثّب ا‪١‬بهاد ُب سبيل اهلل‪ ،‬فإنو كاف ال ٱبلع الطاسة عن رأسو‪ ،‬كأصلو قدس سره من خوالف‬
‫اليمن‪ ،‬قدـ خوالف إٔب اليمن كمن اليمن إٔب بغداد كذلك سنة ٓٓٓ ىػ كعندما كصل إٔب بغداد‬
‫تعرؼ على سيدم القطب الغوث ا‪١‬بيبل٘ب ‪ ‬فأحبو كزكجو ابنتو السيدة خدٯبة‪ٍ ،‬بَّ خرج من‬
‫بغداد ‪٦‬باىدان ُب سبيل اهلل إٔب أف كافتو ا‪٤‬بنية فاستشهد ُب حلب كدفن ُب ا‪٤‬بدرسة الطرنطائية‪،‬‬
‫باب النّبب كتعرؼ اآلف ُب حلب بزاكية الباد‪٪‬بكية (فرع القادرية)‪ ،‬كقربه فيها مشهور يقصده‬
‫الزكار‪ ،‬كلو ذرية‪ ،‬كمن كراماتو كما ُب طبقات الشعرا٘ب أنو كاف ٲبشي على كجو ا‪٤‬باء ُب دجلة‪،‬‬
‫كمنها أنو شوىد جسده ُب قربه بعد كفاتو بنحو ََٔ سنة كأنو دفن اآلف قدس اهلل سره كنفعنا‬
‫بو‪.‬‬

‫وأما الشي عبد الغفور‪ ،‬وعبد الغني‪ ،‬وصالح قدست أسرارىم فلم أعثر على تر‪ٝ‬بة‬
‫‪٥‬بم‪ ،‬كقد ذكر الشيخ يونس السامرائي ُب كتابو مناقب الشيخ عبد القادر كلدان آخران للشيخ عبد‬
‫القادر ا‪٠‬بو الشي عبد الرحمن ا‪٤‬بتوَب سنة سب وع ك‪ٜ‬بانْب ك‪ٟ‬بسمائة ىػ كهبذا يكوف عددىم أربعة‬
‫عشر ذكران‪.‬‬

‫كبا‪١‬بملة فإف أبناء سيدنا كقدكتنا الشيخ عبد القادر كانوا على قدر عظيم من العلم‬
‫كالصبلح أصحاب مقامات عالية كأحواؿ سنية أصحاب كرامات كأساتذة مرشدين‪ٚ ،‬برج هبم‬
‫الكثّب‪ ،‬كا‪٤‬بطر أينما اهنل أنبت كرثوا من أبيهم كأجدادىم رضواف اهلل عليهم‪ ،‬كشهرة كالدىم‬
‫شيخ الشيوخ ساعدهتم‪ ،‬فكاف كاحدىم أينما توجو يستقبل بالَبحاب كٯبتمع عليو ا‪٣‬بلق الكثّب‬
‫فينتفعوف منو‪ ،‬كقد سلكوا قدست أسرارىم مسلك السلف الصاّب من حيث السّبة كالتواضع‬
‫كعدـ حب الظهور‪ ،‬كالوقوؼ عند حدكد اهلل كاألمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر‪ ،‬كقد نشركا‬
‫طريقة كالدىم كما نشرىا بقية خلفاء الشيخ عبد القادر ُب بقاع األرض‪ ،‬كما نشركا العلم‪ ،‬حٌب‬
‫انتسب إٔب الطريقة القادرية آالؼ اآلالؼ‪ُ ،‬ب العراؽ كببلد الشاـ كمصر كا‪٤‬بغرب العريب كالعديد‬
‫من الدكؿ األفريقية كا‪٥‬بند كالباكستاف كببلد العجم كالركس كبلغاريا كالعديد من الدكؿ األكربية‬
‫كتركيا كا‪٢‬بجاز‪ ،‬كغّبىا حٌب سادت الطريقة القادرية كأصبحت أكثر الطرؽ انتشاران كاشتهاران ُب‬
‫العآب حٌب يومنا ىذا‪ ،‬كٓب يتوانوا عن ا‪٤‬بشاركة ُب الغزك كا‪١‬بهاد كالدعوة إٔب دين اهلل تعأب‪.‬‬

‫‪415‬‬
‫كقد دخل مئات اآلالؼ ُب دين اإلسبلـ على أيديهم من غّب قتاؿ من دكؿ شٌب‬
‫كا‪٥‬بند كالباكستاف كأفريقية كركسيا‪ ،‬كما شارؾ ُب ىذا غّبىم من أىل الطرؽ الصوفية‬
‫الصحيحة‪.‬‬

‫كذرية سيدنا الشيخ عبد القادر بارؾ اهلل فيها‪ ،‬فهي من أكرب العائبلت كأكثرىا عددان‬
‫كاشتهاران كانتشاران كقد ظهر فيها العدد الكبّب من العلماء كالصلحاء كا‪٤‬برشدين‪.‬‬

‫كقد تغّبت كنية العديد من ذرية الشيخ من كيبل٘ب كجيبل٘ب إٔب ألقاب كأ‪٠‬باء أخرل‬
‫بسبب لقب جد من أجدادىم‪ ،‬أك بسبب إقامة أحدىم ُب بلد ما فنسب إليو‪ ،‬كغّب ذلك‪ ،‬كمع‬
‫ذلك فإهنم معركفوف ُب الغالب ُب كل بلدة أك قرية ىم ساكنوىا ٍب إف أبناء سيدنا الشيخ عبد‬
‫القادر ظهر صيتهم خصوصان بعد كفاة كالدىم‪ ،‬فمنهم من ترؾ بغداد كىاجر ُب طلب العلم‬
‫كنشر ا‪٣‬بّب كالصبلح‪ ،‬كمنهم من بقي فيها‪.‬‬

‫فالذين بقوا ببغداد‪ ،‬عمركا مدرسة كالدىم بالوعظ كاإلرشاد كالَببية فقد تؤب أمر التدريس‬
‫فيها كاإلرشاد سيدم الشيخ عبد ا‪١‬ببار حٌب توُب‪ ،‬ككذلك الشيخ إبراىيم حٌب توُب‪ ،‬كالشيخ عبد‬
‫الوىاب حٌب توُب‪ ،‬كذلك الشيخ عبد الرزاؽ‪ٍ ،‬ب درس فيها ككعظ حفيد الشيخ عبد القادر‬
‫الشيخ عبد السبلـ بن الشيخ عبد الوىاب‪ ،‬كذلك الشيخ نصر بن االماـ ا‪٢‬بافظ تاج الدين‬
‫الشيخ عبد الرزاؽ كغّبٮبا‪.‬‬

‫كقد شيدكا جامعان متصبلن با‪٤‬بدرسة اشتهر باسم ا‪١‬بامع ذم القباب السبعة‪ ،‬كباسم جامع‬
‫الشيخ عبد القادر‪.‬‬

‫ك‪٧‬بلة باب األزج الٍب فيها مدرسة الشيخ عبد القادر‪ ،‬صار ا‪٠‬بها ‪٧‬بلة باب الشيخ عبد‬
‫القادر بعدما فوضت ا‪٤‬بدرسة إليو‪.‬‬

‫كظل األمر كذلك إٔب حْب غزك التتار مدينة بغداد سنة ست ك‪ٟ‬بسْب كستمائة‪ ،‬فقتلوا‬
‫عددان من ذرية الشيخ عبد القادر مع من قتل من ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬كىدموا ا‪٤‬بدرسة كا‪١‬بامع‪ٍ ،‬ب أعيد‬
‫بناؤٮبا بعد زكاؿ خطر التتار‪ٍ ،‬ب ُب سنة أربع عشرة كتسعمائة ىدمت ا‪٤‬بدرسة كا‪١‬بامع عندما‬
‫احتل بغداد الشاه إ‪٠‬باعيل الصفوم‪.‬‬

‫‪416‬‬
‫ٍب ‪٤‬با استعادىا السلطاف العثما٘ب سليماف القانو٘ب كذلك يوـ االثنْب ُب الرابع كالعشرين‬
‫من ‪ٝ‬بادل األكٔب سنة إحدل كأربعْب كتسعمائة أمر بإعادة بنائهما كبناء ركاؽ للفقراء إٔب جانب‬
‫ا‪١‬بامع‪.‬‬

‫ٍب ُب سنة ثبلث كثبلثْب كألف تعرضت ا‪٤‬بدرسة كا‪١‬بامع للتخريب مرة أخرل كذلك على‬
‫يد الشاه عباس األكؿ الصفوم‪ٍ ،‬ب أخرجهم من بغداد السلطاف العثما٘ب مراد الرابع ُب سنة ‪ٜ‬باف‬
‫كأربعْب كألف كجدد العمارة للمدرسة كا‪١‬بامع ‪ٙ‬بت إشراؼ ا‪٤‬بفٍب األكرب ٰبٓب كما أشرؼ على‬
‫إعادة بناء مسجد االماـ أيب حنيفة‪.‬‬

‫كُب سنة اثنتْب ك‪ٜ‬بانْب كمئتْب كألف ىػ أضاؼ السيد الشيخ علي الكيبل٘ب نقيب‬
‫عمر السيد الشيخ‬
‫األشراؼ الركاؽ الكبّب اجملاكر ‪٢‬برـ ا‪١‬بامع‪ ،‬كُب سنة سبع كتسعْب كمئتْب كألف َّ‬
‫سليماف الكيبل٘ب نقيب األشراؼ منارة على الباب الغريب للجامع‪ ،‬كُب سنة سبع عشرة كثبلث‬
‫عمر السيد الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن الكيبل٘ب نقيب األشراؼ ساعة تناطح السحاب‪،‬‬ ‫مائة كألف ىػ ٌ‬
‫كحوضان للوضوء‪ ،‬كركاقان كالطابق العلوم الكائن فوؽ حجرات الطابق األرضي‪ ،‬كقد أمر السلطاف‬
‫العثما٘ب الثالث كالعشركف أ‪ٞ‬بد الثالث ببناء مدرستْب أضافهما إٔب البناء القد‪ٙ‬ب لتدريس التبلميذ‬
‫فيها كلؤلكل فيها كالنوـ ‪٦‬بانان‪.‬‬

‫كىكذا ٓب يزؿ حٌب اليوـ ُب ذرية الشيخ عبد القادر كأىل طريقتو صلحاء كعلماء ينشركف‬
‫ا‪٣‬بّب كالفضيلة‪ ،‬كلكن كما ىو معركؼ كظاىر فإف عدد ا‪٤‬بصلحْب منهم كمن غّبىم قد تضاءؿ‬
‫بسبب انتشار الفساد كاإلقباؿ على الدنيا كشهواهتا كحب الشهرة كالظهور كا‪٤‬بداىنة كغّب ذلك‪.‬‬

‫إال أف األرض لن ‪ٚ‬بلو من الصلحاء مهما كثر الفساد‪ ،‬فإف النيب ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫ال يضرىم من بالفهم حتى ي تي أمر ا "ركاه بن‬ ‫"ال ت اؿ ائفة من أمتى ظاىرين على ال‬
‫ماجو كغّبه‪.‬‬
‫كقاؿ سيدنا باب مدينة العلم علي عليو السبلـ لكميل بن زياد‪ :‬ال ‪ٚ‬بلو األرض من قائم هلل‬
‫ٕبجة"‪ .‬كال بد من الفرج القريب إف شاء اهلل تعأب‪.‬‬

‫كقد رأينا أيضان ‪٩‬با مر معنا كيف الببلء كالشدة على أىل بيت النيب ‪ ،‬كذلك لعلو‬
‫قدرىم عند اهلل تعأب‪ ،‬كقد سئل سيدنا كحبيبنا ‪٧‬بمد ‪ ‬أم الناس أشد ببلءن قاؿ‪ :‬األ بياء ثم‬

‫‪417‬‬
‫األمثل فاألمثل" ركاه الَبمذم‪ ،‬نفعنا اهلل بأحبابو كأىل بيت نبيو صلى اهلل عليو كعلى آلو كصحبو‬
‫كسلم‪.‬‬

‫‪418‬‬
‫وفاة سيد ا وقدوتنا ومر د ا‬
‫موال ا باز ا األ هب عبد القادر ال ي ي ‪‬‬

‫مرض الوفاة فكاف ذلك يومان كليلة فقط‬ ‫ً‬


‫ركم أنو ‪ :‬مرض ى‬
‫كُب آخر كتاب الفتح الربا٘ب‪ :‬استوصاه كلده الشيخ عبد الوىاب فقاؿ لو‪ :‬عليك بتقول‬
‫اهلل كطاعتو‪ ،‬كال ‪ٚ‬بف أحدان كال ترجو‪ ،‬ككل ا‪٢‬بوائج كلها إٔب اهلل عز كجل كاطلبها منو‪ ،‬كال تثق‬
‫عز كجل(معُب الثقة ىنا االعتماد ا‪٢‬بقيقي كالتوكل الكامل) كال تعتمد إال عليو‬
‫بأحد سول اهلل ٌ‬
‫سبحانو‪ ،‬كعليك بالتوحيد التوحيد التوحيد ك‪ٝ‬باع الكل التوحيد‪.‬‬

‫ُب كقد انتبهتم‪ ،‬كدخل عليو‬


‫كقاؿ لولده الشيخ عبد ا‪١‬ببار‪ :‬أنت نائم أك منتبو؟ موتوا ٌ‬
‫الشيخ عفيف‪ ،‬ككاف الشيخ عبد العزيز يكتب عنو‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬أعط عفيفا ليكتب‪ ،‬فأخذ ككتب‬
‫"سيجعل اهلل بعد عسر يسران" مركا بأخبار الصفات على ما جاءت(أم من غّب تشبيو كال تعطيل‬
‫كما كضح ‪ ‬ذلك ُب كثّب من أقوالو)‪.‬‬

‫ا‪٢‬بكم يتغّب كالعلم ال يتغّب‪ ،‬ا‪٢‬بكم ينسخ كالعلم ال ينسخ‪ ،‬كال ينقض علم اهلل ٕبكمو‪.‬‬

‫كُب آخر كتاب فتوح الغيب‪ :‬سألو كلده الشيخ عبد العزيز عن أ‪٤‬بو كحالو فقاؿ‪ :‬ال‬
‫عز كجل‪ ،‬كسألو عن مرضو فقاؿ‪ :‬إف مرضي ال‬ ‫يسألِب أحد عن شيء أنا أتقلب ُب علم اهلل ٌ‬
‫يعلمو أحد كال يعقلو أحد‪.‬‬

‫كسألو كلده الشيخ عبد ا‪١‬ببار ماذا يؤ‪٤‬بك من جسمك فقاؿ‪ :‬رضي اهلل عنو‪ٝ :‬بيع‬
‫عز كجل‪.‬‬
‫أعضائي تؤ‪٤‬بِب إال قليب فما بو أٓب كىو مع اهلل ٌ‬
‫كقاؿ ‪ُ ‬ب مرض كفاتو‪:‬أنا لب ببل قشر‪ ،‬بيِب كبينكم كبْب ا‪٣‬بلق بعد ما بْب‬
‫علي أحد‪.‬‬
‫السماء كاألرض‪ ،‬فبل تقيسو٘ب بأحد كال تقيسوا ٌ‬

‫‪419‬‬
‫كقاؿ‪ :‬أنا ال أخاؼ من أم إنساف‪ ،‬أنا ال أخاؼ من ا‪٤‬بوت‪ ،‬كال من ملك ا‪٤‬بوت (ٓب‬
‫يقل ذلك استخفافان ٗبلك ا‪٤‬بوت عزرائيل عليو السبلـ فإنو ملك كر‪ٙ‬ب على اهلل‪ ،‬إ٭با ا‪٤‬بقصود‬
‫أنا معتمد على اهلل كخوُب منو سبحانو أعظم)‪.‬‬

‫كركل الشيخ األكرب القطب العارؼ الربا٘ب سيدم ‪٧‬بيي الدين ‪٧‬بمد بن العريب ُب‬
‫الفتوحات‪ :‬أف الشيخ عبد القادر ‪ ‬قاؿ ُب مرض كفاتو‪ :‬يا ليت أمي ٓب تلد٘ب‪.‬‬

‫كذكر الشيخ ا‪٤‬بناكم ُب طبقاتو‪ :‬أف سيدم الشيخ عبد القادر كاف ‪ٙ‬بت رأسو ‪٨‬بدة‪،‬‬
‫لعل اهلل ير‪ٞ‬بِب‪ٍ ،‬ب قاؿ‪ :‬ىذا ىو ا‪٢‬بق الذم كنا‬
‫فقاؿ‪:‬أنزلوا خدم عنها‪ ،‬ضعوه على الَباب َّ‬
‫عنو ُب حجاب‪.‬‬

‫كُب آخر فتوح الغيب‪ ،‬قاؿ ‪ ‬ألكالده أبعدكا من حوٕب فإ٘ب معكم بالظاىر كمع‬
‫غّبكم بالباطن‪.‬‬

‫كقاؿ ‪ :‬قد حضر عندم غّبكم فأكسعوا ‪٥‬بم كتأدبوا معهم ىهنا ر‪ٞ‬بة عظيمة‪ ،‬كال‬
‫تضيقوا عليهم ا‪٤‬بكاف‪ ،‬ككاف يرد عليهم السبلـ (الظاىر أهنم من ا‪٤‬ببلئكة)‪.‬‬

‫ككاف يقوؿ أحيانان‪:‬كعليكم السبلـ كر‪ٞ‬بة اهلل كبركاتو غفر اهلل ٕب كلكم تاب اهلل علي‬
‫كعليكم‪ ،‬بسم اهلل غّب مودعْب‪ٍ ،‬ب يرفع يديو كٲبدىا كيقوؿ‪ :‬كعليكم السبلـ كر‪ٞ‬بة اهلل‬
‫كبركاتو‪ ،‬توبوا كادخلوا ُب الصف (الظاىر أهنم ‪ٝ‬باعات من ا‪١‬بن جاءكا لوداعو ‪.)‬‬

‫ككاف يقوؿ أيضان‪ :‬ارفقوا ارفقوا (كأنو ٱباطب ا‪٤‬ببلئكة)‪.‬‬

‫كاف يردد ما ذكرناه طيلة اليوـ كالليلة حٌب أتاه ا‪٢‬بق كسكرة ا‪٤‬بوت ككانت آخر‬
‫كلمات سيدنا شيخ األقطاب كمعدف األصفياء كسلطاف األكلياء ُب ىذا الدنيا الفانية‪:‬‬
‫"استعنت ببل إلو إال اهلل ا‪٢‬بي القيوـ الذم ال ٲبوت كال ٱبشى الفوت‪ ،‬سبحاف من تعزز‬
‫بالقدرة كقهر عباده با‪٤‬بوت‪ ،‬ال إلو إال اهلل ‪٧‬بمد رسوؿ اهلل ‪.‬‬

‫‪401‬‬
‫قػػاؿ كلػػده الشػػيخ موسػػى‪ :‬أنػػو ‪٤‬بػػا قػػاؿ‪ :‬تعػػزز ػ ٓب يؤدىػػا لسػػانو علػػى الصػػحة‪ ،‬فمػػا زاؿ‬
‫يكررىػػا حػػٌب قػػاؿ‪ :‬تعػػزز كمػػدهبا صػػوتو كشػػددىا حػػٌب صػػح لسػػانو هبػػا ٍب قػػاؿ‪" :‬اهلل اهلل اهلل‪ٍ ،‬ب‬
‫خفي صوتو‪ ،‬كلسانو ملتصق بسقف حلقو‪ٍ ،‬ب خرجت ركحو الطاىرة كمات ‪ ‬كأرضاه‪.‬‬

‫كذلك ليلػة السػبت عاشػر شػهر ربيػع اآلخػر سػنة إحػدل كسػتْب ك‪ٟ‬بسػمائة ى ػ كلػو مػن‬
‫العمر كاحدة كتسعوف سنة‪.‬‬

‫قاؿ بعض أىػل الػَباجم كانػت كفاتػو بالنسػبة للسػنة الشمسػية الركميػة ُب اليػوـ الثالػث‬
‫عشر من الشهر الثا٘ب من سنة ُُٔٔ‪.‬‬

‫قاؿ ‪٧‬بمد العيِب ُب كتابو مناقب الشيخ عبد القادر‪ :‬كعندما انتشػر نبػأ كفاتػو ُب اليػوـ‬
‫الت ػػإب احتش ػػد أى ػػل بغ ػػداد ُب ب ػػاب األزج كارتفع ػػت ص ػػيحات البك ػػاء كالتنه ػػدات‪ ،‬كح ػػاكلوا‬
‫الػػدخوؿ إٔب ا‪٤‬بدرسػػة ليودع ػوا ش ػيخهم‪ ،‬كلكػػن أب ػواب ا‪٤‬بدرسػػة ظلػػت مغلقػػة حػػٌب عػػبل النهػػار‬
‫ففتحت للناس‪ ،‬قاؿ ‪٧‬بمد العيِب‪ :‬غسلو كجهزه أكالده‪.‬‬

‫كق ػػاؿ الش ػػيخ مش ػػس ال ػػدين أب ػػو ا‪٤‬بظف ػػر يوس ػػف س ػػبط اب ػػن ا‪١‬ب ػػوزم ُب م ػػرآة الزم ػػاف‪:‬‬
‫"كدفن ليبلن لكثرة الزحاـ‪ ،‬فإنو ٓب يبق ببغداد أحد إال جاء‪ ،‬كامتؤلت ا‪٢‬بلبة كالشوارع كاألسواؽ‬
‫كالدكر‪ ،‬فلم يتمكن من دفنو ُب النهار‪ ،‬ككذا قاؿ ابن كثّب ُب تارٱبو كغّبٮبا‪.‬‬

‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ ابن النجار ُب تارٱبو‪ :‬أنو توُب ليلة السبت عاشر ربيع اآلخر سنة إحدل‬
‫كستْب ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬كأنػو فػرغ مػن ٘بهيػزه لػيبلن‪ ،‬كصػلى عليػو كلػده الشػيخ عبػد الوىػاب ُب ‪ٝ‬باعػة‬
‫‪٩‬بػػن حضػػر مػػن أكالده كأصػػحابو كتبلمذتػػو‪ٍ ،‬ب دفػػن ُب ركاؽ مدرسػػتو‪ ،‬كٓب يفػػتح بػػاب ا‪٤‬بدرسػػة‬
‫كىرع الناس إٔب الصبلة على قربه كزيارتو‪ ،‬ككاف يومان مشهودان‪.‬‬ ‫حٌب عبل النهار ي‬
‫قاؿ التادُب‪ :‬كػاف ا‪٣‬بليفػة ببغػداد إذ ذاؾ ا‪٤‬بسػتنجد بػاهلل أبػا ا‪٤‬بظفػر يوسػف بػن ا‪٤‬بقتفػي‬
‫ألمػػر اهلل ‪٧‬بمػػد بػػن ا‪٤‬بسػػتظهر بػػاهلل أ‪ٞ‬ب ػد بػػن ا‪٤‬بقتػػدم بػػأمر اهلل عبػػد اهلل بػػن ‪٧‬بمػػد الػػذخّبة بػػن‬
‫القائم بأمر اهلل عبد اهلل العباسي ر‪ٞ‬بهم اهلل تعأب‪.‬‬

‫فك ػػاف مول ػػده ‪ٔ ‬ب ػػيبلف س ػػنة س ػػبعْب كأربعمائ ػػة‪ ،‬كدخول ػػو بغ ػػداد س ػػنة ‪ٜ‬ب ػػاف ك‪ٜ‬ب ػػانْب‬
‫كأربعمائ ػػة‪ ،‬كظه ػػوره ككبلم ػػو عل ػػى رؤكس األش ػػهاد س ػػنة إح ػػدل كعش ػ ػرين ك‪ٟ‬بس ػػمائة‪ ،‬كبن ػػاء‬

‫‪400‬‬
‫مدرستو كتصدره فيها للفتول كالتػدريس كالػوعظ سػنة ‪ٜ‬بػاف كعشػرين ك‪ٟ‬بسػمائة‪ ،‬كٓب يػزؿ ظػاىران‬
‫متصدران إٔب حْب كفاتو سنة إحدل كستْب ك‪ٟ‬بسمائة‪.‬‬

‫قػػاؿ بعػػض أىػػل ال ػَباجم ُب آخػػر كتػػاب فتػػوح الغيػػب‪" :‬كهلل در بعضػػهم حيػػث ‪ٝ‬بػػع‬
‫مفرد حيث قاؿ‪ٕ(:‬بر الرمل)‬‫ببيت و‬ ‫ذلك كلو ػ يعِب تاريخ الوالدة كالوفاة كالعمر ػ و‬
‫جػ ػػاء فػ ػػي عش ػ ػ ومػ ػػات فػ ػػي كمػ ػػاؿ"‬ ‫"إف بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاز ا سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلطاف الرجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ‬

‫فعلى ىذا‪ :‬كلمة عشق عددىا ٕبساب ا‪١‬بمل ػ أربعمائة كسبعوف ػ فهو تاريخ‬
‫الوالدة‪ ،‬ككلمة ػ كماؿ‪ ،‬كاحد كتسعوف ػ فهو قدر العمر‪ ،‬كإذا ضممنا كلمة ػ عشق مع كلمة‬
‫كماؿ‪ ،‬يكوف ا‪٢‬باصل من العدد ‪ٟ‬بسمائة ككاحدا كستْب ػ فهو تاريخ الوفاة‪.‬‬
‫ىذا كقد رثاه عدد من أصحابو منهم الشيخ نصّب النمّبم رثػاه بقصػيدة طويلةغػداة دفػن اإلمػاـ عبػد‬
‫القادر رضي اهلل عنو كما ُب ذيل طبقات ا‪٢‬بافظ ابن رجب ا‪٢‬بنبلي‪،‬جاء فيها ‪:‬‬

‫ػود‬
‫السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنىا ا‪٤‬بىٍعهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ذاؾ َّ‬ ‫مالىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ى‬ ‫اح ا‪١‬بديػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‬ ‫ػكل األم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًر ذا ٌ‬
‫الصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ً‬ ‫يمشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ً‬
‫ػات عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى النَّػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواظر يس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ػود‬ ‫ظبلم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫يم ى‬ ‫كمىرامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي األبصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل قيطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‬ ‫ى‬
‫ػود‬
‫ت أك أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ىع ٍليه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ي‪ٟ‬بيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫يك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّػوىر ٍ‬ ‫داج ك ػ ػ ػ ػ ػػأ ٍف ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍد‬ ‫الش ػ ػ ػ ػ ػػمس في ػ ػ ػ ػ ػػو و‬ ‫ىمطل ػ ػ ػ ػ ػػع َّ‬
‫ً‬ ‫أتيػ ػ ػ ػ ػ ػرل حلَّػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ىحقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان فىم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا لني ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوًره ي‪ٟ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ػود‬ ‫ػت ا‪٤‬بنػ ػ ػ ػ ػ ػػو يف ٗبيحي ػ ػ ػ ػ ػ ػي ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌدي ًن‬ ‫ى ى‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذك ا‪٤‬بق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ العل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ُب الزى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدً‬
‫ػود‬
‫ػب في ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا‪٢‬بى يس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ال يػيٍن ًك ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػر ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػوىؿ احمل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫يىػ ٍلقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُب الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػوىرل ى‪ٝ‬بيع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان نىديػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد‬ ‫كالفقي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذم تىػ ىع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػذر أ ٍف‬
‫ود‬
‫الوفيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫كب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‪٢‬بي ٍكم ُب الفتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاكل ي‬
‫ً‬ ‫تىػ ىَب ىام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى إلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو ُب العل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاهلل‬
‫ك‪ٙ‬بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد‬ ‫ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلً ًو ى‬ ‫ً‬
‫ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدَّل ل ىو ٍ‬ ‫ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنيا تى ى‬ ‫الضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمّب ىع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًن‬ ‫ؼ ك َّ‬ ‫مع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًرض الطَّػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ً‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫يٍ‬
‫ىم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا إ ٍف ىعلىٍي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو فيه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ىمزي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد‬ ‫أعمالًػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو هللً‬ ‫ً‬
‫ػص ُب ‪ٝ‬بيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع ٍ ى‬ ‫‪٨‬بيٍلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬
‫ود‬ ‫ً‬ ‫الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػلى ً‬
‫الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ًّب كا‪٤‬بيٍقتف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي هب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم ىم ٍس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعي ي‬ ‫َّ‬ ‫ف‬ ‫ٓب يىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػزغ ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػن طريق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة َّ‬
‫كع ٍه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هد كىكيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ىكتيقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ نػى كافػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػر ى‬ ‫ػحيح‬
‫ىكىرعه ىكام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػل ىكيزٍىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هد ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬
‫بأعنىاقًه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ا‪٢‬بًس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا يف الغي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫كؽ كالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ِّر نىاط يقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوي‬ ‫ػبلـ يىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػر ي‬
‫ككػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬
‫ً‬ ‫ى‪ٚ‬بٍ ىشػ ػ ػ ػ ػ يػع ال يقلػ ػ ػ ػ ػػوب ًعنػ ػ ػ ػ ػ ىػدهي كيىظىػ ػ ػ ػ ػ ٌػل ال ػ ػ ػ ػ ػ ٌد ٍم يع‬
‫ىٍٯبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًرم كتىػ ٍق ىش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعر ا‪١‬بيل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ػود‬
‫ًعٍن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػده ىغاي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ا‪٤‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػر ًاد ا‪٤‬بري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد‬ ‫يىػ ٍلتىق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي النَّج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػع يم ٍلتىقي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو ىكييعطى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫ى‬ ‫كلىعم ػ ػ ػ ػػرم لق ػ ػ ػ ػػد مض ػ ػ ػ ػػى كى ػ ػ ػ ػػو ًعنػ ػ ػ ػ ػ ىػد ً‬
‫ػود‬
‫ي‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫م‬ ‫‪٧‬ب‬
‫ىٍ ي‬ ‫ػم‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫كالنَّػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاس يكلِّ ًه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫اهلل‬ ‫ى ى ىي ى‬ ‫ى ىٍ‬
‫و‬ ‫ً‬
‫كد‬
‫داؤهي كالبيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػر ي‬ ‫بلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤـ ًر ي‬ ‫طىيِّ ػ ػ ػ ػ ػػب ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌذك ًر كاألحادي ػ ػ ػ ػ ػػث ٓبٍ يىػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍدنىس‬

‫‪402‬‬
‫ػود‬ ‫ػات لى َّم ػ ػ ػػا تى ىش ػ ػ ػ َّػكى ىكىمض ػ ػ ػػى‬ ‫ً‬
‫إ ٍذ مض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى التػ ىق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى كا‪١‬بيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ىش ػ ػ ػ ىكت ا‪٤‬بىك يٍرىم ػ ػ ػ ي‬
‫أس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػها كالبىعي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد‬‫ػرب ىك ً‬
‫يش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ػاكل قري ػ ػ ػ ػػب النَّػ ػ ػ ػ ػاس ُب‬ ‫ً‬
‫ى ػ ػ ػ ػػذه نىكٍبىػ ػ ػ ػ ػةه تى ىس ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ػود‬ ‫الس ػ ػ ػ ػػماك ً‬ ‫ب ىك ػ ػ ػ ػ ً‬
‫َّس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىم يريك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ىكا ٍع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػَبل الن ى‬ ‫أسػ ػ ػ ػ ػ ىفان‬
‫ات فيه ػ ػ ػ ػػا ى‬
‫األرض ك َّ ى ي‬ ‫ي‬ ‫ػت‬ ‫ى‬

‫رضي ا تعالى عنو وقدس روحو وأسراره وأمد ا بإمداداتو مين‬

‫تم الجزء األول من هذا الكتاب بعون اهلل ويميه الجزء الثاني‬

‫‪403‬‬
‫ال ء الثا ي من كتاب‬
‫إت اؼ األكابر‬

‫‪404‬‬
405
‫بسم ا الرحمن الرحيم‬
‫ال مػػد رب العػػالمين وصػػلى ا علػػى سػػيد ا م مػػد وعلػػى جمي ػ األ بيػػاء والمرسػػلين‬
‫وعلى ؿ وص ب ٍ‬
‫كل منهم وسلم‪،‬أما بعد‪:‬‬

‫ذرية اإلماـ عبد القادر ال ي ي رضي ا عنو‬


‫قد بينا أف ذرية اإلماـ عبد القادر من سبعة من أكالده كىذا ليس على كجو التأكيد إ٭با‬
‫ىذا مبل علمي حٌب اآلف‪ ،‬كإال فقد مر معنا أيضان أف السيد عبد اهلل بن اإلماـ عبد القادر‬
‫رزؽ بولد ا‪٠‬بو عبد الر‪ٞ‬بن‪.‬‬
‫كقد ذكرنا خبلفان ُب أم أكالده أكرب عبد اهلل أـ عبد الوىاب‪ ،‬فيحتمل أف يكوف األكرب‬
‫ِّـ للصبلة على كالده‪ ،‬كأيضان ألف السيد عبد القادر رضي‬ ‫ىو عبد الوىاب ألنو ىو الذم قيد ى‬
‫اهلل عنو كاف يوكلو بالتدريس كالوعظ ُب حاؿ غيابو ٗبرض أك غّبه‪ ،‬كمع ذلك ليس شرطا أف‬
‫يكوف ىو األكرب‪ ،‬ألف الذم ذكره التادُب أف السيد عبد اهلل كلد سنة ‪ٜ‬باف ك‪ٟ‬بسمائة‪ ،‬أما‬
‫السيد عبد الوىاب فقد كلد سنة اثنتْب كعشرين‪ ،‬كىذا يدؿ أيضا أف اإلماـ عبد القادر تزكج‬
‫قبل بلوغ األربعْب سنة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لذرية السيد عبد الوىاب قدس سره‪ ،‬فقد نقلت أف الشيخ التادُب أجتمع‬
‫ببعض ا‪٤‬بشايخ من ذريتو‪ ،‬كال شك أف ذريتو قد تكاثرت ككسع انتشارىا‬
‫ِ) أما ذرية السيد عيسى قدس سره‬
‫فقد ذكر التادُب‪ :‬أنو يوجد ُب حلب بقرية باعو من أعماؿ عزاز إٔب يومنا ىذا ‪ٝ‬باعة‬
‫مستكثرة من ذرية الشيخ عيسى بن الشيخ عبد القادر ا‪٤‬بدفوف بالقرافة ٗبصر‪ ،‬قاؿ التادُب ‪:‬‬
‫يقاؿ ‪٥‬بم أكالد الشيخ باعو‪٥ ،‬بم زاكية ك‪٠‬باط كحرمة عند الناس‪ ،‬كعندىم كرـ أخبلؽ معظموف‬
‫عند ا‪٣‬باص كالعاـ‪،‬‬
‫ذكر منهم‪ :‬الشي عبد الع ي ‪ ،‬كاف حسن ا‪٣‬بلق كر‪ٙ‬ب النفس حسن ا‪٤‬بلتقى بشوشا‪ ،‬ال ٲبسك‬
‫على شيء من الدنيا‪ ،‬مزاحان رجبلن من الرجاؿ‪ ،‬توُب بقرية باعو كدفن هبا عند آبائو كأجداده‪،‬‬
‫كأخوه الشي أحمد‪ :‬دين خّب متواضع لطيف كر‪ٙ‬ب النفس حسن ا‪٣‬بلق كا‪٤‬بلتقى مقيم بالقرية‬
‫ا‪٤‬بذكورة إٔب يومنا‬

‫‪406‬‬
‫قاؿ‪ :‬والشي عثماف بن الشي عبد الع ي ا‪٤‬بذكور‪ ،‬كاف حسن ا‪٣‬بلق متواضعان متخليان عن‬
‫توُب إٔب ر‪ٞ‬بة اهلل تعأب‬
‫الناس‪ ،‬ككاف مقيمان بالقرية ا‪٤‬بذكورة مع عمو أ‪ٞ‬بد ‪ ،‬ى‬
‫قاؿ‪ :‬والشي موسى‪ ،‬كاف ‪ٝ‬بيل ا‪٤‬بنظر حسن ا‪٣‬بلق ظريفان كجيهان معظمان عند الناس‪ ،‬توُب قبل‬
‫كفاة الشيخ عبد العزيز‪،‬‬
‫ككلده الشي عبد الرزاؽ كاف ظريفان ‪ٝ‬بيبلن متواضعان ذا ىيبة ككقار‪ ،‬توُب أيضان قبل أخيو كدفن‬
‫بالقرية ا‪٤‬بذكورة عند أبيو كأجداده‪،‬‬
‫والشي زين الدين عمر كاف من أىل الفضل كلو حظ حسن كحرمة كافرة ككلمة نافذة عند‬
‫ا‪٢‬بكاـ‪ ،‬كتؤب التوقيع ٕبلب كدمشق عند نواب الس ٍلطىنة هبما‪ ،‬توُب بدمشق كدفن هبا‪ ،‬كلو‬
‫أكالد بدمشق إٔب يومنا ىذا‪،‬‬
‫كبالقاىرة منهم شخصاف أخواف أحدٮبا يقاؿ لو السيد عبد القادر والثا ي السيد أحمد‪،‬‬
‫تؤب عبد القادر نقابة األشراؼ هبا كالنظر على أكقافهم كىو اآلف هبا إٔب يومنا ىذا‪ (،‬أم زمن‬
‫ً‬
‫التادُب )‬
‫كبالقاىرة ‪ٝ‬باعة مستكثرة بالزاكية الٍب بالقرافة ا‪٤‬بعركفة قدٲبان بسيدم عدم بن مسافر‪ ،‬كىم من‬
‫ذرية الشيخ عيسى بن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٤‬بتوَب بالقاىرة كما ذكره ا‪٢‬بافظ ابن النجار ُب تارٱبو‪.‬‬
‫كقد أسس الشيخ السيد عيسى ُب القاىرة فرعان للطريقة القادرية ‪٤‬با قدـ مصر‪ ،‬كال يزاؿ ىذا‬
‫الفرع حٌب اليوـ كيعرؼ اليوـ باسم (الطريقة القادرية القا‪٠‬بية) قدس سره‬
‫كذرية السيد عبد القادر رضي اهلل عنو ُب مصر كثّبة من طريق السيد عيسى كمن غّبه عن‬
‫طريق بعض إخوتو أيضان‪.‬‬

‫ّ) ذرية الشي السيد ي يى بن اإلماـ عبد القادر رضي ا عنهما‬


‫مر معنا أف السيد ٰبٓب ىو أصغر أكالد السيد عبد القادر‪ ،‬كأف أمو حبشية األصل‪ ،‬كأنو‬
‫رزؽ بولد ‪٤‬با كاف ُب مصر ‪٠‬باه عبد القادر كعاد بو إٔب بغداد‪،‬‬
‫ٍب إف السيد عبد القادر رزؽ ٗبولود ‪٠‬باه عبد العزيز‪ ،‬يعرؼ بالسيد عبد العزيز ا‪٢‬ببشي‪ ،‬ألنو‬
‫استوطن ا‪٢‬ببشة بلد جدتو زكجة اإلماـ عبد القادر‪ ،‬كُب قصة السيد عبد العزيز ا‪٢‬ببشي‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب قدس سره بعض الغرابة كما يلي‬

‫‪407‬‬
‫يقوؿ الشيخ السيد عبد ا‪٢‬بي الكتا٘ب ا‪٢‬بسِب ُب كتابو فهرس الفهارس كاألىثبىات‪:‬أف الشيخ‬
‫عبد العزيز ا‪٢‬ببشي بن عبد القادر كلد بوادم فاطمة‪ٍ ،‬ب بعد كبلـ قاؿ ُب عي يمر الشيخ عبد‬
‫العزيز عدة ركايات‪ :‬منها أنو عاش من العمر َِٓ سنة كأنو كلد سنة ٕٔٓىػ كمات ُب ُِ‬
‫صفر سنة ُِٕٔىػ‬
‫كالركاية الثانية نقلها عن كتاب اجملد الطارؼ كالتالد للعبلمة ا‪٤‬بؤرخ ‪٧‬بمد األمْب الصحراكم‬
‫الشنكيطي ا‪٤‬براكشي قاؿ‪ :‬حدثُب العبلمة الصوُب سيدم ا‪٢‬باج عمر بن سودة ك‪٫‬بن بدكالة‬
‫عاـ ُِْٖىػ قاؿ ٕب‪ :‬أنو رأل أياـ موسم ا‪٢‬بج ٗبكة رجبلن من ا‪٢‬ببشة‪،‬كأف لو من العمر ‪٫‬بو‬
‫ستمائة سنة‪ ،‬ككاف أخرب٘ب هبذا الرجل بعض ا‪٢‬بجاج قبلو الذين ذىبوا إٔب ببلد ا‪٢‬ببشة‪ ،‬كزاد‪:‬‬
‫أنو تسقط أسنانو ٗبدة كتنبت ُب موضعها أسناف أخر‪ ،‬قاؿ الكتا٘ب أيضان‪ :‬بأنو اجتمع بفاس‬
‫باألستاذ ا‪٤‬بقرم الناسك ا‪٤‬بعمر أبو العباس أ‪ٞ‬بد بن أيب العبلء إدريس البدراكم الفاسي الذم‬
‫طاؼ ا‪٤‬بشرؽ كا‪٤‬بغرب‪ ،‬سنة َُِّىػ كأخربه بأنو التقى ٕببشي معمر كأخذه عنو عن الشيخ‬
‫عبد العزيز بن عبد القادر‪،‬‬

‫ٍب نقل الكتا٘ب ركاية ثالثة بعد كبلـ‪ :‬أف الشيخ عبد العزيز كلد ثالث ربيع األكؿ سنة‬
‫ُٖٓىػ كأنو عاش ٓٗٔ عامان‪ ،‬كأنو ‪٠‬بع من عم كالده الشيخ عبد الرزاؽ بن اإلماـ عبد‬
‫القادر‪ ،‬كمن الشيخ األكرب ‪٧‬بي الدين بن العريب كمن الفخر بن البخارم‪ ،‬كأنو أدرؾ اإلماـ‬
‫ا‪٢‬بافظ بن حجر العسقبل٘ب كمن ُب طبقتو كأخذه عنو‪ ،‬كذكر أنو طاؼ ببلدان كثّبة لتحصيل‬
‫العلم‪.‬‬

‫قاؿ الكتا٘ب‪:‬إف السيد أ‪ٞ‬بد الشريف من ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة أرسل لو كتابة فيها‪ :‬أنو اجتمع ُب‬
‫موسم ا‪٢‬بج بالسيد حبيب من ذرية السيد عبد العزيز ا‪٢‬ببشي ا‪٤‬بعمر‪ ،‬كأنو أخربه بأف ما بْب‬
‫جده السيد عبد العزيز كالنيب صلى اهلل عليو كسلم ُٕ أبان‪.‬‬

‫ٍب ذكر الكتا٘ب كبلما بْب فيو أف ىذا األمر ليس مستحيبلن من حيث العقل كإف كاف فيو‬
‫غرابة كأنو ٖببلؼ العادة ا‪٤‬بعهودة‬

‫‪408‬‬
‫ٍب ذكر أحد أسانيده إٔب اإلماـ العسقبل٘ب عن طريق ا‪٤‬بعمرين كىو‪ :‬أف الشيخ عبد ا‪٢‬بي‬
‫الكتا٘ب ركل عن ا‪٤‬بعمر الناسك عبد ا‪٥‬بادم بن العريب عواد عن ا‪٤‬بعمر ا‪٢‬بافظ األستاذ ‪٧‬بمد‬
‫بن علي السنوسي عن ا‪٤‬بعمر احملدث عبد العزيز ا‪٢‬ببشي عن اإلماـ ابن حجر العسقبل٘ب‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كاختبلؼ الركايات ُب عمره ال يدؿ على عدـ صحة ىذا ا‪٣‬برب ألف رجبلن عاش ىذا‬
‫العمر قد ٱبتلف فيو‪.‬‬
‫فعلى ىذا فإف ذرية السيد ٰبٓب بن اإلماـ عبد القادر موجودة ُب ببلد ا‪٢‬ببشة‪ ،‬كال يبعد أهنا‬
‫توسعت كحصل ‪٥‬با انتشار ُب ببلد أخرل‪.‬‬
‫كالطريقة القادرية ‪٥‬با انتشار كاسع ُب ا‪٢‬ببشة كعدة ببلد ُب القارة اإلفريقية‪.‬‬

‫ْ) ذرية السيد إبراىيم بن اإلماـ عبد القادر ال ي ي رضي ا عنهما‬


‫يقوؿ السيد إيهاب بن يعقوب الكتيب ا‪٢‬بسِب ُب كتابو ا‪٤‬بنتقى‪ :‬أما السيد أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد‬
‫بن إبراىيم بن القطب عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪ ،‬فقد دخل إٔب غرناطة باألندلس سنة‬
‫ُٕٔىػ‪ ،‬ك‪٤‬با اشتدت كطأة الصليبيْب على اإلسبلـ كا‪٤‬بسلمْب باألندلس سنة تسعمائة كنيف‬
‫ىػ‪ ،‬أرغم العلماء كاألشراؼ على االنتقاؿ من األندلس إٔب جهات ‪٨‬بتلفة من العآب اإلسبلمي‬
‫كخاصة إٔب مدينة فاس ‪.‬‬
‫ككاف أكؿ من دخل فاس من عدكة األندلس بغرناطة ىو الشريف أصل السبللة القادرية‬
‫سيدم ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن مسعود بن أ‪ٞ‬بد بن أ‪ٞ‬بد بن أ‪ٞ‬بد بن‬
‫‪٧‬بمد بن علي بن أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن السيد إبراىيم بن القطب عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب‪ ،‬توُب سنة‬
‫َٓٗ ىػ كدفن بركضة األشراؼ القادريْب خارج باب عجيسة بفاس‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كخلف ر‪ٞ‬بو اهلل ثبلثة أبناء كىم‪٧ :‬بمد كأبو العباس أ‪ٞ‬بد‪ -‬كعبد العزيز توُب السيد ‪٧‬بمد‬
‫سنة ََُٕىػ‪ ،‬كتوُب السيد أبو فارس عبد العزيز سنة َُِٗىػ‬
‫كمن عقب أيب العباس أ‪ٞ‬بد‪ :‬السيد ‪٧‬بمد بن عبلؿ بن عبد القادر بن أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بذكور‪ .‬كمن‬
‫األسر القادرية ُب ا‪٤‬بغرب‪:‬أسرة الشريف الكتيب القادرم بفاس‪.‬‬
‫كقد ظهر من ذرية سيدم إبراىيم عدد من أكابر العلماء كاألكلياء ُب غرناظة كا‪٤‬بغرب العريب‬
‫كغّبىا من الببلد‪.‬‬

‫‪409‬‬
‫كمن مشاىّب ذريتو ُب القرف الثا٘ب عشر‪ ،‬ما نقلو ا‪٤‬بؤلف درنيقة ُب كتابو أعبلـ القادرية‬
‫نقبل عن معجم ا‪٤‬بؤلفْب لعمر رضا كحالة‪ ،‬كالتقاط الدرر حملمد القادرم‪:‬‬
‫الشي السيد م مد العربي بن الطيب بن م مد القادري ال سني‪ ،‬كلد بفاس عاـ‬
‫َُٔٓىػ ‪ُْٔٔ -‬ر‪ ،‬كتوُب سنة َُُٔىػ ُْٗٔر‪ٗ ،‬بدينة فاس كدفن با‪١‬بناف خارج باب‬
‫الفتوح‪ ،‬كىو ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب فقيو صوُب مؤرخ يعد أكؿ من ألف ُب تاريخ القادريْب بفاس‪ .‬لو‬
‫خربة كبّبة بتاريخ التصوؼ الطرقي ُب ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كلو معرفة بالنحو كالبياف كالفقو كا‪٢‬بديث‬
‫كالتأريخ‪.‬‬
‫أخذ عن ‪ٝ‬باعة‪ :‬كأيب ‪٧‬بمد عبد القادر الفاسي كا‪٢‬بسن بن مسعود كأيب عبد اهلل ‪٧‬بمد بن‬
‫أ‪ٞ‬بد الفاسي‪ ،‬كسلك على الشيخ أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن عبد اهلل معن‪،‬‬
‫عرؼ قدس سره بالعبادة كالزىد كاألدب كالذكؽ ُب التصوؼ‪ ،‬كلو مؤلفات منها‪:‬‬
‫ُ) الطرفة ُب اختصار التحفة‪٨،‬بطوط توجد نسخة منو با‪٣‬بزانة العامة بالرباط ‪ٙ‬بت رقم َْٕ‪.‬‬
‫ِ) ثبت للعائلة القادرية كخاصة با‪٤‬بغرب‬
‫ّ) تقايد كثّبة‪ ،‬كىي عبارة عن نصوص ذات موضوعات ‪٨‬بتلفة‪ ،‬كىذا اللوف شائع معركؼ‬
‫بْب علماء ا‪٤‬بغرب باسم الكناشة‪.‬‬

‫ومنهم الشي السيد م مد بن الطيب بن عبد الس ـ القادري‬


‫كلد بفاس سنة ُُِْىػ ُُِٕر‪ ،‬كتوُب بفاس سنة ُُٕٖىػ ُّٕٕر‬
‫نشأ الشيخ ‪٧‬بمد ُب بيت عرؼ بالعلم كالصبلح‪ ،‬فقد كاف كالده فقيها متصوفان‪ ،‬فحفظ القرآف‬
‫الكر‪ٙ‬ب كحفظ ا‪٤‬بتوف‪ ،‬كطلب العلم من أىلو‪،‬كمن أشهر مشاٱبو‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد بن عيسى‬
‫ا‪٤‬بيسورم‪ -‬كالشيخ أبو جيدة ‪٧‬بمد ا‪٤‬بشاط‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بصمودم‪ -‬كالشيخ‬
‫‪٧‬بمد بن الشيخ‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد التاكدم بن الطالب بن سودة‪ -‬كالشيخ عبد القادر بن العريب‬
‫بو خريص‪ -‬كالشيخ عبد ا‪٢‬بميد بن علي ا‪٤‬بنإب الفقية اللغوم الصوُب‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد‬
‫السرغيِب‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد بن عبد السبلـ بنا٘ب كأخذ التصوؼ عن عدة مشايخ منهم‪ :‬الشيخ‬
‫‪٧‬بمد ا‪٣‬بد‪ٙ‬ب الدالئي‪ -‬كالشيخ عبد السبلـ التواٌب كالشيخ ‪٧‬بمد ا‪٤‬بدرع‪.‬‬

‫‪421‬‬
‫كبعد أف أتقن ‪٨‬بتلف العلوـ كالفنوف تصدر للوعظ كاإلرشاد كالتدريس‪ ،‬كشيخا للطريقة‬
‫القادرية ‪ ،‬كقد صنف كتبان عديدة منها‪:‬‬
‫ٔ) منظومة الدرة الفريدة ُب العَبة اجمليدة ُب ِْٖ بيتان‬
‫ٕ) التقاط الدرر كمستفاد ا‪٤‬بواعظ كالعرب ُب أخبار كأعياف ا‪٤‬بائة ا‪٢‬بادية كالثانية عشر‪ ،‬كقد‬
‫جعلو تذييبل لكتاب لقط الفرائد البن القاضي‬
‫ٖ) اإلكليل كالتاج ُب تذييل كفاية احملتاج ُب تراجم علماء ا‪٤‬بالكية‬
‫ٗ) شرح ا‪٤‬برشد ا‪٤‬بعْب لعبد الواحد بن عاشر‬
‫٘) مواىب التخصيص كفرائد التلخيص ُب شرح ما انبهم من شواىد التلخيص‬
‫‪ )ٙ‬الزىر الباسم أك العرؼ الناسم ُب مناقب السيد قاسم ا‪٣‬بصاصي‬
‫‪ )ٚ‬نظم الدر النفيس فيمن كصف بالتدليس‬
‫‪ )ٛ‬نشر ا‪٤‬بثا٘ب ألىل القرف ا‪٢‬بادم عشر كالثا٘ب‪ُ ،‬ب تراجم الشخصيات كاألحداث التارٱبية‬
‫فيما بْب القرنْب ا‪٢‬بادم عشر كالثا٘ب عشر ا‪٥‬بجريْب‪.‬‬
‫‪ )ٜ‬حملة البهجة العلية ُب بعض فركع الشعبة ا‪٢‬بسينية الصقلية‬
‫ٓٔ) أشرؼ الوسائل بركاة الشمائل‬
‫ٔٔ)فريدة االشتياؽ ُب ترتيب المية الزقاؽ‪ ،‬كىي أرجوزة ُب القضاء الشرعي‬
‫ٕٔ) الفتح كالتيسّب ُب آية التطهّب‪( :‬إ ما يريد ا ليذىب عنكم الرجل أىل البيت‬
‫ويطهركم تطهيرا)‬
‫ٖٔ) التعبّب عن شناعة منكر التكبّب‬
‫ٗٔ) الصوارـ الفتكية ُب ‪٫‬بور أىل القصيدة األفكية‬
‫٘ٔ) اقتطاؼ ا‪٤‬بعارؼ من سؤؿ الشيخ العارؼ‪ُ ،‬ب موضوع السماع كالرقص كالغناء عند‬
‫الصوفية‪،‬‬
‫كغّبىا من ا‪٤‬بصنفات‪.‬‬
‫كمن تبلميذه‪ :‬كلده السيد ٰبٓب ا‪٤‬بتوَب سنة َُِٓىػ ُُٕٗر‬
‫كالشيخ سليماف ا‪٢‬بوات الكاتب كا‪٤‬بؤرخ كالفقيو ا‪٤‬بتوَب سنة ُُِّىػ ُُٖٗر‬
‫كالشيخ أبو القاسم الزبا٘ب ا‪٤‬بؤرخ الفقيو ا‪١‬بغراُب ا‪٤‬بتوَب سنة ُِْٗىػ ُّْٖر‪ ،‬كغّبىم‬

‫‪420‬‬
‫قدس اهلل ركحو كنفعنا بو‪ ،‬أنظر تر‪ٝ‬بتو ُب التقاط الدرر حملمد القادرم‪ ،‬كمعجم ا‪٤‬بؤلفْب لعمر‬
‫رضا كحالة‪ ،‬كاألعبلـ للزركلي‪.‬‬
‫كذكر السامرائي‪:‬أف ُب مراكش ‪ٝ‬باعة من القادرية من ذرية السيد إبراىيم كالسيد عبد العزيز‬
‫أبناء اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنهم‬

‫‪422‬‬
‫ٗ) ذرية السيد م مد بن اإلماـ عبد القادر ال ي ي رضي ا عنهما‬
‫عرفت ذرية الشيخ السيد ‪٧‬بمد قدس سره بالعلم كالزىد كالعبادة كالكفاح كخدمة طريق أىل‬
‫اهلل كما عرفت ذرية إخوتو كذرية باقي أىل البيت األطهار‪.‬‬
‫كذريتو منتشرة ُب عدة ببلد منها ا‪٢‬بجاز كفلسطْب كقد تغّبت كنية بعضهم‪ ،‬كمن العائبلت‬
‫ا‪٤‬بشهورة من ىذه الذرية الطاىرة عائلة آؿ دحبلف‪ ،‬كأشهرىم الذين ٗبكة ا‪٤‬بكرمة‪.‬‬
‫كبيت الدحبلف ٗبكة ا‪٤‬بكرمة سادة أجبلء من نسل ا‪٢‬بسن بن علي كرـ اهلل كجهو‪ ،‬كمن‬
‫أكرـ بيوت ا‪٢‬بجاز علمان كفضبلن كنسبان‪ ،‬بيت علم كدين كمعرفة‪ ،‬عرؼ أىلو بأخبلقهم الفاضلة‬
‫من تواضع كرأفة كر‪ٞ‬بة كجهاد ككفاح ككفاء ك‪٠‬باحة ُب ا‪٤‬بعاملة ك‪ٞ‬بل للمودة كالسمعة الطيبة‪،‬‬
‫‪ٙ‬بدث عنهم كثّب من العلماء كا‪٤‬بؤرخْب كبينوا فضلهم كجودىم ُب خدمة الدين كالعلم كأىلو‪.‬‬
‫كمن مشاىّبىم العبلمة الفلكي إماـ ا‪٤‬بسجد ا‪٢‬براـ السيد عبد اهلل بن صدقة بن زيِب دحبلف‪،‬‬
‫كالسيد أ‪ٞ‬بد بن عبد اهلل دحبلف مدرس الفلك با‪٤‬بدرسة الصولتية ٗبكة ا‪٤‬بكرمة‪ ،‬كغّبٮبا‪.‬‬
‫كمن أشهرىم العآب الكبّب احملدث الفقيو اللغوم النحوم الصوُب ‪٧‬بي الشريعة كالطريقة الشيخ‬
‫السيد أ‪ٞ‬بد زيِب دحبلف رضي اهلل عنو‪.‬‬
‫كقد ترجم لو عدد من العلماء‪ ،‬منهم العآب الشيخ أبو بكر بن الشيخ ‪٧‬بمد شطا ُب مؤلف‬
‫خاص ‪٠‬باه (نفحة الر‪ٞ‬بن ُب مناقب مفٌب مكة أ‪ٞ‬بد زيِب دحبلف) كقد انتخبت منو ما يلي‪:‬‬
‫سبو الشريف‬
‫ىو قدس سره مفٍب مكة كإماـ ا‪٢‬برمْب الشريفْب الشيخ السيد أ‪ٞ‬بد بن زيِب بن أ‪ٞ‬بد بن‬
‫عثماف بن نعمة اهلل بن عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد بن عبد اهلل بن عثماف بن عطايا بن فارس بن‬
‫مصطفى بن ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد بن زيِب بن عبد القادر بن عبد الوىاب بن ‪٧‬بمد بن عبد الرزاؽ‬
‫بن أ‪ٞ‬بد بن أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن زكريا ابن السيد ٰبٓب ابن السيد ‪٧‬بمد ابن سيدنا باز اهلل‬
‫األشهب الغوث األعظم اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٢‬بسِب رضي اهلل عنو‬
‫كلد السيد أ‪ٞ‬بد زيِب دحبلف ٗبكة ا‪٤‬بكرمة عاـ ُِّّىػ كتوُب با‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة عاـ َُّْىػ‬
‫قاؿ ا‪٤‬بَبجم‪ :‬كالسيد أ‪ٞ‬بد بن زيِب دحبلف إماـ ا‪٢‬برمْب مفٍب مكة ا‪٤‬بكرمة شيخ علماء‬
‫ا‪٢‬بجاز ُب عصره‪ ،‬كحياتو معركفة ‪١‬بمهرة الدارسْب ُب الدكؿ العربية كاإلسبلمية‪ ،‬فهو ر‪ٞ‬بو اهلل‬
‫أفُب عمره كلو ُب ‪ٙ‬بصيل العلم الديِب‪ ،‬كُب الدعوة إٔب الدين كُب التأليف‪ ،‬فقد ألف ر‪ٞ‬بو اهلل‬
‫كتبان كثّبة ُب جوانب ا‪٤‬بعرفة الشرعية كالبيانية كالنحوية كالتارٱبية كالرياضية‪،‬فمن مؤلفاتو‪:‬‬

‫‪423‬‬
‫ُ‪ .‬السّبة النبوية‪.‬‬
‫ِ‪ .‬الفتوحات اإلسبلمية بعد الفتوحات النبوية‬
‫ّ‪ .‬الفتح ا‪٤‬ببْب ُب سّبة ا‪٣‬بلفاء الراشدين‬
‫ْ‪ .‬تاريخ األندلس‬
‫ٓ‪ .‬فضائل ا‪١‬بمعة كا‪١‬بماعات‬
‫ٔ‪ .‬بياف ا‪٤‬بقامات ككيفية السلوؾ‬
‫ٕ‪ .‬تقريب األصوؿ لتسهيل الوصوؿ‬
‫ٖ‪ .‬األنوار السنية بفضائل ذرية خّب الربية‬
‫ٗ‪ .‬النصائح اإلٲبانية لؤلمة احملمدية‬
‫َُ‪ .‬تاريخ الدكؿ اإلسبلمية با‪١‬بداكؿ ا‪٤‬برضية‬
‫ُُ‪ .‬طبقات العلماء‬
‫ُِ‪ .‬شرح مًب الشاطبية ا‪١‬بامع بكل ا‪٤‬براـ ُب القراءات‬
‫ُّ‪ .‬الرد على الركافض كا‪٤‬ببتدعة‬
‫ُْ‪ .‬فتنة الوىابية‬
‫ُٓ‪ .‬كتاب ُب الرد على الوىابية‬
‫ُٔ‪ .‬شرح مًب البهجة كأيب شجاع كعقود ا‪١‬بماف‬
‫ُٕ‪ .‬شرح مًب األلفية‬
‫ُٖ‪ .‬تلخيص منهاج العابدين لئلماـ الغزإب‬
‫ُٗ‪ .‬تلخيص أسد الغابة‬
‫َِ‪ .‬تلخيص اإلصابة ُب معرفة الصحابة‬
‫ُِ‪ .‬حاشية على الزبد البن رسبلف‬
‫ِِ‪ .‬فتح ا‪١‬بواد ا‪٤‬بناف بشرح فيض الر‪ٞ‬بن‬
‫ِّ‪ .‬رسالة ُب البسملة‬

‫‪424‬‬
‫ِْ‪ .‬رسالة عن فضائل ا‪١‬بمعة‬
‫ِٓ‪ .‬شرح رسالة الشكر لئلماـ الغزإب‬
‫ِٔ‪ .‬رسالة ُب البعث كالنشور‬
‫ِٕ‪ .‬إرشاد العباد ُب فضائل ا‪١‬بهاد‬
‫ِٖ‪ .‬شرح األجركمية‬
‫ِٗ‪ .‬شرح على األلفية‬
‫َّ‪ .‬تقريرات على تفسّب البيضاكم‬
‫ُّ‪ .‬تقريرات على األمشو٘ب كالصباف‬
‫ِّ‪ .‬تقريرات على السعد‬
‫ّّ‪ .‬حاشية البنا٘ب‬
‫ّْ‪ .‬حاشية على ‪٨‬بتصر اإليضاح إلبن حجر‬
‫ّٓ‪ .‬حاشية على ‪ٝ‬بع ا‪١‬بوامع‬
‫كما ألف ر‪ٞ‬بو اهلل ُب ا‪١‬برب كغّبىا من الكراسات كالتآليف الٍب ٓب يكملها ُب حياتو‬
‫ىذا كقد أثُب عليو العديد من علماء عصره‪ ،‬فمن ىؤالء العلماء العبلمة الشيخ عبد‬
‫ا‪٢‬بميد بن ‪٧‬بمد علي‪ ،‬أحد علماء ا‪٢‬بجاز صاحب التآليف‪ ،‬قاؿ بعد أف أثُب على مؤلفات‬
‫الشيخ أ‪ٞ‬بد زيِب دحبلف كخصوصان على كتابو تقريب األصوؿ‪:‬‬
‫" نوكم زمانو‪ ،‬كسيبويو أكانو‪ ،‬مريب ا‪٤‬بريدين‪ ،‬كمفيد الطالبْب‪ ،‬ككعبة القاصدين‪ ،‬ا‪٤‬بتخلق‬
‫باألخبلؽ احملمدية‪ ،‬كزمزـ شراب الواصلْب‪ ،‬ا‪٤‬بتضلع بالعلوـ النقلية كالعقلية‪ ،‬كرحلة السادة‬
‫الكرباء احملققْب‪ ،‬ك‪٧‬بط رحاؿ القادة ا‪٤‬بدققْب‪ ،‬شيخ اإلسبلـ ببل نزاع‪ ،‬كبركة األناـ ببل دفاع‪،‬‬
‫رئيس العلم كذكيو‪ ،‬األحق بأف يقاؿ فيو‪:‬‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤل ا‪٤‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامع كاألف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواه كا‪٤‬بق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬ ‫سػ ػػل عنػ ػػو كانطػ ػػق بػ ػػو كانظػ ػػر إليػ ػػو ٘بػ ػػد‬
‫مفٍب السادة الشافعية بالديار ا‪٤‬بشرفة‪ ،‬كا‪٤‬بعاىد ا‪٤‬بعظمة ا‪٤‬بكية‪ ،‬كجهبذ ا‪١‬بهابذة‪،‬‬
‫أستاذنا كأستاذ األساتذة‪ ...‬فرع طو الرسوؿ‪٧ ،‬بيي سنة جده سيد كلد عدناف‪ ،‬كا‪٤‬بتأسي بو ُب‬
‫‪ٝ‬بيع أحوالو حٌب ُب كونو كلد ٗبكة كتوُب با‪٤‬بدينة‬
‫كمغربػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو ُب طيب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة دارة الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعد‬ ‫فمكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ذات البيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت مطلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدره‬

‫‪425‬‬
‫ٰب ػ ػوز ج ػ ػوار ا‪٤‬بص ػ ػػطفى مك ػ ػػرـ الوف ػ ػػد‬ ‫فم ػ ػ ػ ػ ػػن ح ػ ػ ػ ػ ػػرـ أس ػ ػ ػ ػ ػػرل إٔب ح ػ ػ ػ ػ ػػرـ لك ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫فػػبل فضػػل يلفػػي مثػػل ذلػػك ُب العػػد‬ ‫فكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُب ذا التأسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ٔبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده‬

‫النادرة الٍب أفلتت من ضنْب الزماف‪ ،‬فخر األقراف‪ ،‬ا‪٤‬بشار إليو بأطراؼ البناف‪ ،‬العلي‬
‫ا‪٥‬بمة العظيم الشأف‪ ،‬ا‪٤‬برحوـ بكرـ الرحيم الر‪ٞ‬بن سيدنا كموالنا السيد أ‪ٞ‬بد زيِب دحبلف‪...‬‬
‫كقاؿ الشيخ أبو بكر بن ‪٧‬بمد شطا‬
‫منتخب‬
‫ي‬ ‫كاألصل من عنصر ا‪٤‬بختار‬ ‫البيػ ػ ػػت بيػ ػ ػػت عيػ ػ ػػبل كالعلػ ػ ػػم شػ ػ ػػيده‬
‫الشهب‬
‫ي‬ ‫لقد ‪٠‬با فتدلت دكنىوي‬ ‫كالف ػ ػػرع ف ػ ػػرع عظ ػ ػػيم بالفخ ػ ػػار ‪٠‬ب ػ ػػا‬

‫سلطاف العارفْب ُب زمانو‪ ،‬كخا‪ٛ‬بة احملققْب ُب عصره كأكانًًو‪ ،‬عْب أعياف الصوفية األبرار‪،‬‬
‫اية‪ ،‬نور السادة ا‪٤‬بقربْب‪ ،‬كبقية‬ ‫درة ًع ً‬
‫قد العلماء األخيار‪ ،‬ركن الوالية كا‪٥‬بداية‪ٕ ،‬بر العلم كالدر ً‬
‫ي‬
‫السادة ا‪٤‬بفلحْب‪ ،‬صاحب‬ ‫ً‬ ‫السلف الصا‪٢‬بْب‪ ،‬فخر بِب ىاشم األكرمْب‪ ،‬كبدر األشر ً‬
‫اؼ‬
‫السائر بكل ‪٧‬بب‬ ‫األحواؿ كا‪٤‬بقامات كا‪٤‬براتب كالدرجات العاليات‪ ،‬العارؼ باهلل كالداؿ عليو‪ ،‬ك ي‬
‫إليو‪ ،‬البحر الزاخر كالدر الفاخر كالغماـ ا‪٤‬باطر كالبدر الباىر‪ ،‬مشوس فضائلو ٓب يصبها كسوؼ‪،‬‬
‫كأقمار معارفو ٓب ي ٍل ىم ٍس ىها خسوؼ‪ ،‬تصانيفوي ُب أقساـ العلوـ صنوؼ‪ ،‬كتآليفوي ُب مسامع الدىر‬
‫أقراط كشنوؼ‪ ،‬شهد بنشر علومو العاكف كالبادم‪ ،‬كارتول من ٕبر فهوًم ًو الظمآف كالصادم‪،‬‬
‫ً‬
‫كخاض يده‪ ،‬سيدنا كموالنا كبركتيػنىا كعبة‬ ‫كقامع طريق ا‪٤‬بعتدين‬ ‫ً‬
‫كعاض يده‪،‬‬ ‫مار الدين‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫حامي ذ ى‬
‫اختارهي ً‪١‬بواره سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم سيد كلد عدناف‬ ‫ا‪٤‬بريدين كمريب السالكْب من ى‬
‫ا‪٤‬برحوـ بكرـ اهلل السيد أ‪ٞ‬بد زيِب دحبلف‪.‬‬
‫يد العآب العبلمة ا‪٢‬برب البحر الفهامة كٕب اهلل ببل نزاع‬ ‫انتفاع ًو على ً‬
‫كقاؿ‪ :‬ككاف معظم ً‬
‫ك‪٧‬بل ا‪٤‬بشكبلت ببل دفاع الشيخ عثماف بن حس ًن الدمياطي األزىرم نزيل بلد اهلل األمْب‬ ‫يً‬
‫الشافعي مذىبان كا‪٣‬بلوٌب طريقة ا‪٤‬بتوَب سنة ألف كمائتْب ك‪ٟ‬بس كستْب‪.‬‬
‫العلم عن كثّب من ا‪٤‬بشايخ كالثقات أرباب ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬من أعظمهم كأجلهم‬ ‫قاؿ‪ :‬كقد أخذ ى‬
‫العبلمة الشيخ عبد اهلل الشرقاكم األزىرم الشافعي مذىبان كا‪٣‬بلوٌب طريقة‪.‬‬
‫كالعبلمة سيدم الشيخ ‪٧‬بمد األمّب الكبّب األزىرم ا‪٤‬بالكي مذىبان كالشاذٕب طريقة كمشربان‬
‫كالعبلمة الشيخ ‪٧‬بمد الشنوًاٌب األزىرم الشافعي مذىبان ا‪٣‬بلوٌب طريقة كمشربان‬

‫‪426‬‬
‫قاؿ‪ :‬كأخذ طريق السادة الصوفية من تلقْب الذكر كا‪٣‬بلوة كاإللباس من شيخو الشيخ عثماف‬
‫بن حسن الدمياطي‪ ،‬كىي طرؽ كثّبة منها‪:‬الطريقة العيدركسية ‪ -‬كالقادرية‪ -‬كا‪٣‬بلوتية‪-‬‬
‫كالنقشبندية‪ -‬كالشاذلية كغّبىا‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كقد أجاز٘ب هبا كلها‪ ،‬أم الشيخ أبو بكر‬
‫كقاؿ‪ :‬حفظ القرآف العظيم ُب أكؿ نشأتو‪ ،‬كفاؽ أقرانو ُب عزمو كٮبتو‪ ....‬كحفظ ‪ٝ‬بلة‬
‫من ا‪٤‬بتوف‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاف أم السيد أ‪ٞ‬بد زيِب دحبلف‪ -‬يعرض نفسو على القبائل‪ ،‬ككاف يدرس‬
‫ُب ا‪٤‬بسجد ا‪٢‬براـ‪،‬كأنو حفظ على يديو القرآف مئآت ا‪٤‬بريدين‪ ،‬كتلمذ على يديو عدد‬
‫كبّب‪ ،‬كقد ذكر ا‪٤‬بؤلف عددا من كراماتو كمكاشفاتو‪،‬كتاب على يديو الكثّب‪،‬كانتسب‬
‫إليو ‪ٝ‬باعة من العلماء‪.‬‬
‫( صفتو )‬
‫كقاؿ ُب صفتو‪ ":‬كاف رضي اهلل عنو أ‪٠‬بر اللوف‪ ،‬مقركف ا‪٢‬باجبْب‪ ،‬أنور‪ ،‬متوسط اللحية‪،‬‬
‫ً‬
‫السمت‪ ،‬حسن‪ ،‬سريع‬ ‫عريض الصدر‪ ،‬أزىر‪ ،‬ىربٍ ىع القامة‪٫ ،‬بيف البدف‪ ،‬جهورم الصوت‪ ،‬هبي‬
‫الدمعة‪٦ ،‬باب الدعوة‪ ،‬شديد ا‪٣‬بشية‪ ،‬كثّب ا‪٥‬بيبة‪.‬‬
‫ٍب ذكر من أخبلقو كتواضعو كأحوالو أشياء تدؿ على كمالو كصدؽ متابعتو لسيدنا ‪٧‬بمد صلى‬
‫اهلل عليو كسلم‪ٍ ،‬ب ذكر بعض الذين أثنوا عليو من العلماء‪ ،‬كبعض القصائد ُب مدحو‪ ،‬كبعض‬
‫من رثاه بكبلـ أك قصيدة قدس اهلل ركحو كنفعنا بو‪.‬‬
‫ٔ) ذرية السيد عبد الرزاؽ بن اإلماـ عبد القادر ال ي ي رضي ا عنهما‬

‫كأما ذرية سيدم ا‪٢‬بافظ عبد الرزاؽ كأخيو القطب السيد عبد العزيز أبناء سيدنا‬
‫اإلماـ عبد القادر‪ ،‬فإهنا أكرب ذرية اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب كأكثر شهرة كانتشاران ُب العآب‬
‫اإلسبلمي ٕبيث يظن البعض أف نسل السيد عبد القادر منهما فقط‪.‬‬

‫فأما الشيخ ا‪٢‬بافظ اإلماـ عبد الرزاؽ فقد مر الكبلـ عليو كعلى أكالده كخصوصان‬
‫كلده ا‪٢‬بافظ قاضي القضاة السيد عماد الدين نصر ا‪٤‬بكُب بأيب صاّب قدست أسرارىم‪.‬‬
‫أوالد السيد صر‬

‫‪427‬‬
‫الشي السيد أبو موسى ي يى‪ ،‬قاؿ ا‪٢‬بافظ شرؼ الدين أبو ‪٧‬بمد عبد ا‪٤‬بؤمن‬
‫بن خلف الدمياطي ُب معجمو‪ٰ ":‬بٓب بن نصر بن عبد الرزاؽ بن الشيخ عبد القادر‬
‫ا‪١‬بيلي البغدادم ا‪٤‬بولد كالدار‪ ،‬ا‪٢‬بنبلي‪ ،‬الفقيو الواعظ‪.‬‬
‫كقاؿ القطب اليونيِب بعد كبلـ‪ ":‬تفقو على كالده كغّبه‪ ،‬ك‪٠‬بع من كالده‪ ،‬كحدث‬
‫ككعظ‪ ،‬كلو كبلـ حسن على لساف أىل ا‪٢‬بقائق‪ ،‬كمن شعره لنفسو‪:‬‬
‫ع ػ ػ ػػن الن ػ ػ ػػد‪ٙ‬ب كال يله ػ ػ ػػو ع ػ ػ ػػن الك ػ ػ ػػاس‬ ‫يس ػ ػػقي كيش ػ ػػرب ال تلهي ػ ػػو س ػ ػػكرتو‬
‫حػػاؿ الصػػحاة كذا مػػن أعجػػب النػػاس‬ ‫أطاع ػ ػ ػ ػػو س ػ ػ ػ ػػكره ح ػ ػ ػ ػػٌب ‪ٙ‬بك ػ ػ ػ ػػم ُب‬

‫كمنو أيضان‪:‬‬
‫كال يلهي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاس ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‪ٙ‬ب‬ ‫كيش ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب ٍب يس ػ ػ ػ ػ ػ ػػقيها الن ػ ػ ػ ػ ػ ػػدامى‬
‫كنشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوة شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارب كنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‪ٙ‬ب‬ ‫ل ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػػع س ػ ػ ػ ػ ػػكره تأيي ػ ػ ػ ػ ػػد ص ػ ػ ػ ػ ػػاح‬

‫والسيدة األصيلة الشيخة زينب بنت الشيخ نصر‪٠ ،‬بعت على زيد بن ٰبٓب بن‬
‫ىبة اهلل كغّبه‪ ،‬كأجازت لشيخ القراء ٕبرـ ا‪٣‬بليل برىاف الدين إبراىيم بن عمر ا‪١‬بعربم‪،‬‬
‫كما نقلو مؤلف الركض الزاىر‪.‬‬
‫والشي السيد أبو صر م مد بن الشيخ نصر‪ ،‬تفقو على كالده كغّبه ك‪٠‬بع منو‬
‫كمن غّبه‪ ،‬ككاف يشبو جد أبيو اإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنو‪.‬‬
‫كقاؿ ا‪٢‬بافظ زين الدين أبو الفرج ُب طبقاتو‪٠ :‬بع من كالده كمن ا‪٢‬بسن بن علي‬
‫بن ا‪٤‬برتضى العلوم‪ ،‬كأيب إسحاؽ يوسف بن ‪٧‬بمد بن الفضل األرموم‪ -‬كعبد العظيم‬
‫األصفها٘ب‪ -‬كابن ا‪٤‬بشَبل كغّبىم‪ ،‬كطلب كتفقو ككاف عا‪٤‬بان يُ كرعان زاىدان يدرس ٗبدرسة‬
‫جده‪ ،‬كيبلزـ اإلشتغاؿ بالعلم إٔب أف توُب‪ ،‬ك‪٤‬با تؤب أبوه قضاء القضاة كاله القضاء‬
‫كا‪٢‬بكم بدار ا‪٣‬ببلفة‪ ،‬فجلس ُب ‪٦‬بلس ا‪٢‬بكم ‪٦‬بلسان كاحدان ٍب عزؿ نفسو كهنض إٔب‬
‫مدرستهم بباب األزج كٓب يعد إٔب ذلك تنىزىا عن القضاء كتورعان‪ ،‬كحدث ك‪٠‬بع منو‬
‫ا‪٢‬بافظ الدمياطي كذكره ُب معجمو‪ ،‬كذكر ابن الدكاليػيب أنو ‪٠‬بع منو‪ ،‬توُب قدس سره‬

‫‪428‬‬
‫ليلة االثنْب ثا٘ب عشر شواؿ سنة ست ك‪ٟ‬بسْب كستمائة ببغداد كدفن إٔب جانب جده‬
‫الشيخ عبد القادر ٗبدرستو‪.‬‬
‫كقد رزؽ السيد ‪٧‬بمد بن نصر عدة أكالد كىم السادة ا‪٤‬بشايخ‪:‬عبد القادر‪ -‬كعبد‬
‫اهلل‪ -‬كأ‪ٞ‬بد‪ ،‬كعبد الرزاؽ كالشيخ أ‪ٞ‬بد ىو أشهر إخوتو‪ ،‬كقد نعت بظهّب الدين أيب‬
‫السعود‪.‬‬
‫قاؿ ا‪٢‬بافظ تقي الدين أبو ا‪٤‬بعإب ‪٧‬بمد بن رافع السبلمي ُب تارٱبو‪":‬أحمد بن‬
‫م مد بن نصر بن عبد الرزاؽ ا‪١‬بيلي البغدادم ا‪١‬بد كالوالد كالولد‪ ،‬أبو السعود بن أيب‬
‫نصر بن أيب صاّب ا‪٤‬بنعوت بالظهّب"‪.‬‬
‫قاؿ التادُب‪":‬كاف فصيحا صبيحا يعظ ٗبدرسة جده‪،‬كٱبطب هبا أياـ ا‪١‬بمع‪ ،‬ككاف إماما‬
‫فاضبل كاعظا‪ ،‬كمن شعره‪:‬‬
‫كم ػ ػ ػػا ذاؾ إال ن ػ ػ ػػوره ح ػ ػ ػػْب أس ػ ػ ػػفرا‬ ‫بػ ػػدا فحسػ ػػبنا الليػ ػػل أطلػ ػػع فجػ ػػره‬
‫كغيبن ػ ػػا عن ػ ػػا فل ػ ػػم ن ػ ػػدر م ػ ػػا ج ػ ػػرل‬ ‫كأدخلن ػػا م ػػن ذل ػػك ا‪٢‬بس ػػن ىيب ػػة‬
‫قاؿ التادُب‪ :‬فقد أم السيد أ‪ٞ‬بد ظهّب الدين الثبلثاء ُب السابع كالعشرين من شهر ربيع‬
‫اآلخر سنة إحدل ك‪ٜ‬بانْب كستمائة‪ ،‬كقاؿ الشريف عز الدين ا‪٢‬بسيِب‪ :‬أنو ظهر مقتوال‬
‫ُب بئر‪ ،‬ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬
‫وأما السيد عبد القادر شقيق السيد ظهّب الدين فقد أعقب الشيخ عبد السبلـ‪،‬‬
‫‪٠‬بع من عمو الشيخ عبد اهلل‪ ،‬قاؿ الربزإب‪ :‬كاف رجبل مباركا‪ ،‬حسن ا‪٥‬بيئة‪ ،‬كثّب ا‪٤‬بكارـ‪،‬‬
‫من بيت ا‪٤‬بشيخة كا‪١‬ببللة‪ ،‬لو مرتبات كافرة‪ ،‬كإطبلقات من األبواب السلطانية‪ ،‬توُب‬
‫صبيحة االثنْب سابع كعشرين ‪ٝ‬بادل األكٔب سنة ثبلثْب كسبعمائة بسفح قاسيوف‪،‬‬
‫كصلي عليو ظهر االثنْب با‪١‬بامع ا‪٤‬بظفرم‪ ،‬كدفن بَببة الشيخ إبراىيم األرموم بقاسيوف‬ ‫ي‬
‫ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬
‫كأما السيد ظهّب الدين أ‪ٞ‬بد فقد أعقب‪:‬‬
‫السيد ي يى سيف الدين المكنى ب بي زكريا‪ ،‬كلد ببغداد‪ ،‬ككاف صا‪٢‬با عابدا‬
‫كجيها‪ ،‬كىو أكؿ من استوطن مدينة ‪ٞ‬باة من ذرية اإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنو كقد‬
‫حدث عن كالده كجده‪.‬‬

‫‪429‬‬
‫يقوؿ الدكتور عبد الرزاؽ الكيبل٘ب ُب كتابو الذم ألفو ُب مناقب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب رضي‬
‫اهلل عنو‪ :‬إف السيد سيف الدين ٰبٓب حج ُب سنة ٖٓٔ ق كمر ُب طريقو إٔب ا‪٢‬بج ٗبدينة‬
‫‪ٞ‬باة السورية فأعجب هبا‪ ،‬كعند عودتو من ا‪٢‬بج ُب سنة ٖٓٔ‪،‬جعل طريقو من مدينة‬
‫‪ٞ‬باة أيضا فنىزؿ فيها كاستوطنها ىو كعائلتو كحاشيتو‪ ،‬ككاف ذلك ُب عهد ملك ‪ٞ‬باة‬
‫ا‪٤‬بظفر الثالث حفيد الشاه أخي صبلح الدين األيويب ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ ،‬الذم داـ ملكو‬
‫‪٢‬بماه من سنة ّٖٔ ىػ إٔب سنة ٖٗٔىػ‪.‬‬
‫ككانت مدينة ‪ٞ‬باه القدٲبة مع قلعتها غريب هنر العاصي‪ ،‬كعندما طلب السيد سيف‬
‫الدين ٰبٓب أرضا من ملك ‪ٞ‬باه ليبِب عليها دارا لو ك‪٢‬باشيتو‪ ،‬أعطاه أرضا على الضفة الشرقية‬
‫لنهر العاصي‪ ،‬الٍب كانت خالية من البناء‪ ،‬كقاؿ لو‪ :‬ىذا ا‪٢‬باضر‪ ،‬فسمي ا‪٢‬بي الذم نشأ بعد‬
‫ذلك على الضفة الشرقية من هنر العاصي ٕبي ا‪٢‬باضر‪.‬‬
‫توُب السيد سيف الدين ٰبٓب ُب مدينة ‪ٞ‬باه سنة ّْٕق أم بعد كفاة ملك ‪ٞ‬باه أيب الفداء‬
‫الذم حكم من سنة َُٕ ق إٔبُّٕ ق بثبلث سنوات‪ ،‬كيقوؿ صاحب(قبلئد ا‪١‬بواىر) إنو‬
‫دفن ظاىر باب الناعورة ٘باه الزاكية القادرية‪ ،‬كلكن الذم أعرفو أنو مدفوف ُب القبو الكائن‬
‫‪ٙ‬بت قصر الطيارة ا‪٢‬بمراء‪ ،‬كالزاكية القادرية على الضفة الشرقية لنهر العاصي‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كقد بُب سيف الدين ٰبٓب ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب دكرا لو كلعائلتو كحاشيتو‪ ،‬كما بُب زاكية‬
‫دعيت بالزاكية القادرية‪ ،‬على الضفة الشرقية لنهر العاصي‪ُ ،‬ب مقابلة القلعة كجامع نور الدين‬
‫زنكي (ا‪١‬بامع النورم) الكائنْب على الضفة الغربية للنهر‪ٍ ،‬ب توسعت ىذه الدكر كامتدت على‬
‫الضفة الشرقية بطوؿ ُ‪ ِ-‬كيلومَب كبعمق نصف كيلومَب أك أكثر أحيانا‪ ،‬كأصبحت حيا كبّبا‬
‫يدعى ٕبي الكيبلنية أك آؿ الكيبل٘ب‪ ،‬كبِب جسر يربط ضفٍب النهر ُب ذلك ا‪٤‬بكاف دعي ٔبسر‬
‫الشيخ عبد القادر ككانت العامة تدعوه ٔبسر بيت الشيخ‪.‬‬
‫كُب سنة ُُُّ ق جدد الشيخ ياسْب‪ ،‬أحد حفدة السيد سيف الدين ٰبٓب ُب ‪ٞ‬باه‬
‫بناء الزاكية القادرية كقصر الطيارة ا‪٢‬بمراء فوؽ األقبية كالسراديب الٍب تشكل حي الكيبلنية‪،‬‬
‫كزين ذلك القصر بأنواع النقوش كا‪٤‬بنمنمات‪ ،‬كاألعمدة الرشيقة كالفساُب اللطيفة(أم البحّبات‬
‫أك الربؾ الصغّبة) من الرخاـ ‪ ،‬حٌب أصبح ‪ٙ‬بفة فنية معمارية إسبلمية تفوؽ بركعتها ك‪ٝ‬با‪٥‬با‬
‫كأصالتها قصر العظم‪ ،‬ككنت أرل السياح يتجولوف ُب سراديب ىذا ا‪٢‬بي كأقبيتو كيدىشوف من‬
‫اتصاؿ ىذه السراديب كاألقبية بعضها ببعض كبَباكب ركائزىا على بعضها بعضا‪.‬‬

‫‪431‬‬
‫كُب سنة ُِّٗ ر طبعت ا‪٢‬بكومة السورية منظر ا‪٢‬بي كالزاكية على طابع بريد قيمتو‬
‫‪ٟ‬بسة قركش كسنة ُِٓٗ طبعت كزارة ا‪٤‬بالية السورية ىذه الصورة على كرقة النقد من فئة ِٓ‬
‫قرشا‪ ،‬كلكن‪ ،‬مع األسف ىدـ ىذا ا‪٢‬بي مع الزاكية ‪ٝ‬بيعو ُب شهر شباط سنة ُِٖٗر كأنشئ‬
‫مكانو بناء حديث ‪ ،‬ىو فندؽ( أفاميا الشاـ) أىػ كبلـ الدكتور كيبل٘ب‪.‬‬
‫مل الدين م مد بن ٰبٓب‬ ‫قاؿ التادُب ‪ :‬كلده أم كلد السيد سيف الدين ٰبٓب ىو‪ :‬الشي‬
‫بن أ‪ٞ‬بد ظهّب الدين‪ ،‬قاؿ ا‪٢‬بافظ ابن ناصر الدين الدمشقي‪ :‬أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد بن‬
‫ٰبٓب‪...‬كاف شيخا عا‪٤‬با ‪٠‬بع من ‪ٝ‬باعة ببيت ا‪٤‬بقدس ركل عن أيب زكريا ٰبٓب‪ ،‬كقد أعقب‬
‫السيد مشس الدين ‪٧‬بمد أكالدا منهم‪:‬‬

‫السيد عبد القادر‪ -‬والسيد ع ء الدين علي‬


‫قاؿ العبلمة أبو الصدؽ ابن قاضي شهبة ُب تارٱبو‪٧": ...‬بي الدين أبو ‪٧‬بمد عبد القادر‬
‫بن ‪٧‬بمد بن ٰبٓب سيف الدين‪ ...‬توجو للحج ُب ىذه السنة يعِب سنة سبع ك‪ٜ‬بانْب كسبعمائة‪،‬‬
‫كتوُب هبا عن نيف كعشرين سنة من عمره‪ُ ...‬ب السنة ا‪٤‬بذكورة‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ ا‪٤‬بؤرخ تقي الدين أ‪ٞ‬بد علي بن ا‪٤‬بقريزم ُب كتابو درر العقود‪ ":‬توُب بعد‬
‫عودتو من ا‪٢‬بجاز عن نيف كعشرين سنة من عمره‪ ...‬ككاف من أىل الدين كالعبادة متقلبلن من‬
‫الدنيا متخليا من طلبها على أ‪ٝ‬بل طريق ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬
‫وأما الشي ع ء الدين علي ابن مشس الدين ‪٧‬بمد‪ ،‬فقد قاؿ العبلمة أبو الصدؽ بن‬
‫قاضي شهبة‪ ":‬عبلء الدين علي ابن مشس الدين ‪٧‬بمد بن ٰبي بن أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن نصر بن‬
‫عبد الرزاؽ ابن الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيلي‪ ،‬توُب يوـ الثبلثاء رابع كعشرين ‪ٝ‬بادل اآلخرة سنة‬
‫ثبلث كتسعْب كسبعمائة بالقاىرة‪ ،‬أكالده ىم السادة ا‪٤‬بشايخ‪:‬‬
‫مل الدين أبو عبد ا م مد‪ ،‬توُب ٕبماه كدفن بَببة ا‪٤‬بخلصة ظاىر ‪ٞ‬باه من جهة‬
‫الشرؽ‪.‬‬
‫والشي بدر الدين حسن توُب ٕبماه كدفن بَببة ىجد أبيو الشيخ سيف الدين ٰبٓب‬
‫ظاىر باب الناعورة ٘باه الزاكية القادرية‪.‬‬
‫والشي بدر الدين حسين‪ ،‬توُب ٕبماه كدفن بالَببة ا‪٤‬بذكورة‪.‬‬

‫‪430‬‬
‫فغالب الكيبلنية الذين يعود أصلهم إٔب مدينة ‪ٞ‬باه من ذرية الشيخ الفاضل السيد سيف‬
‫الدين ٰبٓب قدس سره‪ ،‬تفرعوا من ىؤالء الثبلثة‪ ،‬كما سكن ‪ٞ‬باه من الكيبلنية غّب السيد‬
‫سيف الدين ٰبٓب‪ ،‬إال إف السيد سيف الدين أكؿ من استوطنها من الكيبلنية‪.‬‬
‫كقد ظهر فيهم عدد كبّب من العلماء كالصلحاء ك‪٥‬بم حظ كبّب ُب نشر الطريقة ُب ببلد ‪٨‬بتلفة‪.‬‬

‫فمن مشاىيرىم‪:‬‬
‫‪ -‬الشي األصيل مل الدين م مد بن عبد القادر بن ‪٧‬بمد بن نصر بن عبد الرزاؽ بن‬
‫اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيلي رضي اهلل عنو‪ ،‬ككاف عابدان زاىدان صا‪٢‬بان دفن بَببة ا‪٤‬بخلصة ٕبماه‪،‬‬
‫كأمو السيدة الشريفة بنت الشيخ بدر الدين حسْب‪.‬‬
‫‪ -‬والشي الصالح األصيل م يي الدين عبد القادر بن م مدبن عبد القادر ابن مشس الدين‬
‫‪٧‬بمد ابن عبلء الدين علي ابن مشس الدين ‪٧‬بمد ابن سيف الدين ٰبٓب‪ ...‬ا‪١‬بيلي ا‪٢‬بسِب‬
‫ا‪٢‬بموم ا‪٤‬بولد كالدار كالوفاة‪ ،‬كاف صا‪٢‬بان مهيبان كحسن ا‪٣‬بلق كا‪٣‬بلق كر‪ٙ‬ب النفس ‪ٝ‬بيل ا‪٥‬بيئة مع‬
‫كيس كتواضع كحلم كحسن ملتقى لطيف الطبع ظريف احملاضرة مزاحان ال يزاؿ متبسما معظمان‬
‫عند ا‪٣‬باص كالعاـ‪ ،‬لو حرمة كافرة ككلمة نافذة كىيبة عند ا‪٢‬بكاـ كغّبىم‪.‬‬
‫‪ -‬قاؿ التادُب‪:‬‬
‫قدـ حلب كاستوطنها كتأىل بشقيقٍب كرزؽ منها بولدين‪ٍ ،‬ب عاد إٔب ‪ٞ‬باه مع زكجتو‬
‫ككلديو‪ ،‬ككاف لو ٕبماه كحلب كدمشق مرتبات‪ ،‬كرزؽ كظائف دينية كأنظار كىي اآلف بيد‬
‫كلديو‪ ،‬توُب ر‪ٞ‬بو اهلل ٕبماه شهر ربيع األكؿ سنة ثبلث كثبلثْب كتسعمائة كدفن بَببة عائلتهم‬
‫ظاىر باب الناعورة كقد جاكز الستْب سنة‪ ،‬كللشيخ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر شقيق يدعى‬
‫ي يى كاف من الصا‪٢‬بْب الزاىدين توُب قبل أخيو ‪٧‬بيي الدين‪ ،‬الذم توُب سنة ّّٗىػ‬
‫أبناء السيد م يي الدين عبد القادر‬
‫‪ -‬السيد دركيش ‪٧‬بمد كشرؼ الدين عبد اهلل‪ -‬كعفيف الدين حسْب‪.‬‬
‫ف ما السيد درويي‪ :‬كاف نسابان ظريفان عفيفان نشأ على عبادة اهلل على أ‪ٝ‬بل طريق كتوُب ٕبماه‬
‫كدفن بالَببة ٘باه الزاكية القادرية ككاف مولده ٕبماه‪.‬‬

‫‪432‬‬
‫‪ -‬وأما السيد رؼ الدين‪ :‬كلد ٕبلب سنة اثنتْب كعشرين كتسعمائة‪ ،‬قرأ القرآف كشيئان من‬
‫النحو كالفقو‪ ،‬كسافر إٔب مصر كدمشق كحلب ٍب عاد إٔب ‪ٞ‬باه‪ ،‬ككاف على سّبة ‪ٞ‬بيدة من‬
‫األخبلؽ كالتواضع كالظرافة كالزىد ُب الدينا‬
‫‪ -‬وأما السيد عفيف الدين‪ :‬كلد ٕبلب ُب رجب سنة ست كعشرين كتسعمائة‪ ،‬قرأ القرآف‬
‫كتفقو على مذىب اإلماـ الشافعي رضي اهلل عنو ك‪٠‬بع ا‪٢‬بديث بقراءة الشيخ ‪٧‬بمد التادُب‬
‫على العبلمة الشيخ شهاب الدين أ‪ٞ‬بد البارزم ا‪١‬بهِب الشافعي ا‪٢‬بموم‪ ،‬كقد أكقع اهلل ‪٧‬ببتو‬
‫ُب قلوب الناس فكثر مريدكه ُب كل ناحية‪،‬مع ىيبة ُب قلوب ا‪٢‬بكاـ كغّبىم ككلمة نافذة كىو‬
‫أحد كبار السادة القادرية ُب كقتو ٕبماه مقصود بالزيارة‪ ،‬كلو حاؿ حسنة ُب السماع بسكوف‬
‫كخشوع‪ ،‬ككاف على قدر من األخبلؽ‪ ،‬سافر إٔب مصر كدمشق كطرابلس كحلب لنشر العلم‬
‫كالطريقة‪ ،‬ك‪٤‬با قدـ دمشق تلقاه الفقراء كا‪٤‬بشايخ كالقضاة كاألكابر كاألعياف‪ ،‬كاجتمع بنائب‬
‫السلطاف األمّب عيسى باشا بن إبراىيم باشا فأحسن ملتقاه كأكرمو إكرامان زائدا‪ ،‬ككاف برفقتو‬
‫شقيقو السيد شرؼ الدين عبد اهلل كالشيخ ‪٧‬بمد التادُب‪ ،‬ككاف ُب كل يوـ ‪ٝ‬بعة بعد الصبلة‬
‫يقيم حلقة الذكر با‪١‬بامع األموم بشرقي ا‪٤‬بقصورة‪ ،‬كٰبضره خلق كثّب من العلماء كا‪٤‬بشايخ‬
‫كا‪٤‬بتقْب ككاف قدكمو دمشق يوـ ا‪٣‬بميس سادس كعشرين شعباف سنة ‪ٜ‬باف كأربعْب كتسعمائة‪،‬‬
‫كخرج منها يوـ األحد خامس شواؿ‪ ،‬كخرج لوداعو ا‪٣‬باص كالعاـ ككاف يومان مشهودان قدس‬
‫سره‬
‫‪ -‬كمن مشاىّبىم الشيخ الصاّب الزاىد السيد مل الدين م مد ابن بدر الدين حسن ابن‬
‫عبلء الدين علي اْب توُب ٕبماه كدفن بَببتهم ظاىر باب الناعورة‪.‬‬
‫‪ -‬وأبوه السيد أحمد كاف صا‪٢‬بان دينان خّبان‪ ،‬توُب ٕبماه‪...‬‬
‫‪ -‬فأما السيد مشس الدين ‪٧‬بمد ابن بدر الدين حسن‪ ،‬فقد أعقب القطب الكبير السيد عبد‬
‫الرزاؽ قدس سره‪ ،‬قاؿ التادُب‪ :‬كاف شيخ السادة القادرية كشيخ الشيوخ ٕبماه كسائر الببلد‬
‫الشامية‪ ،‬ككانت كلمتو نافذة عند ا‪٢‬بكاـ كا‪٣‬باص كالعاـ‪ ،‬حسن ا‪٣‬بلق كا‪٣‬بلق ذا ىيبة ككقار‬
‫كسكنية كعلم كعفة ككرـ ال يضبط على شيء لو جاءه ألف دينار ٓب يَبكها تبيت عنده‪ ،‬كال‬
‫يرد سائبل كلو بأحد ثوبيو‪ ،‬ككاف لو حفدة ك‪ٝ‬باعة كمريدكف‪ ،‬ككاف يتفقد أصحابو كيسأؿ‬
‫عنهم‪ ،‬ككاف كثّب األسفار إٔب حلب كدمشق كطرابلس‪ ،‬ككاف الوالة كا‪٢‬بكاـ يعظمونو كيطيعوف‬
‫أكامره‪ ،‬ككاف إذا أىدم إليو ىدية فرقها على من حضره كيكافئ عليها مهديها‪ ،‬ككاف لو ‪٠‬باط‬

‫‪433‬‬
‫ال ينقطع كال ٱبلو يومان من ضيف إال نادران‪ ،‬ككاف مقصودان بالزيارات من ‪ٝ‬بيع الببلد‪ ،‬كللناس‬
‫فيو حسن اعتقاد لصبلحو كصبلح بيتو الطاىر‪.‬‬
‫قاؿ التادُب‪ :‬كمن ‪ٝ‬بلة من لبس منو ا‪٣‬برقة الشريفة القادرية سيدم كالدم قاضي القضاة نظاـ‬
‫الدين أبو ا‪٤‬بكارـ ٰبٓب التادُب ا‪٢‬بنبلي قاضي حلب كابن قاضيها كأخو قاضيها كابن بنت‬
‫قاضيها‪ ،‬كشقيقاه عمام قاضي القضاة كماؿ الدين ‪٧‬بمد التادُب الشافعي ٕبلب كالعبلمة‬
‫الربىا٘ب أبو إسحق إبراىيم التادُب ا‪٢‬بنفي‪ ،‬ككذا ج ٌدم أليب قاضي القضاة ‪ٝ‬باؿ الدين يوسف‬
‫التادُب ا‪٢‬بنبلي‪.‬‬
‫توُب الشيخ عبد الرزاؽ ٕبماه ُب سادس صفر ا‪٣‬بّب سنة إحدل كتسعمائة كدفن بقرب جده‬
‫الشيخ حسن كٓب يعقب‪.‬‬
‫‪ -‬كمنهم ابن عمو الشيخ الصاّب الزاىد عبد الباسط بن أحمد بن بدر الدين حسن بن عبلء‬
‫الدين علي‪ ،...‬كاف شيخ السادة القادرية ٕبماه‪ ،‬توجو إٔب القاىرة كأقاـ هبا مدة ٍب عاد إٔب‬
‫‪ٞ‬باه كاستمر هبا إٔب أف توُب بعد ابن عمو الشيخ عبد الرزاؽ بنحو سنتْب كدفن بَببتهم ظاىر‬
‫باب الناعورة كٓب يعقب سول بنتْب ماتتا بعد كفاتو‪ ،‬ككاف حسن ا‪٣‬بلق ظريفا كلو حظ حسن‬
‫ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬
‫‪ -‬كأخوه الشيخ السيد أبو الن ا بن السيد أحمد توُب ٕبماه غريقان بنهر العاصي ُب سنة عشر‬
‫كتسعمائة قبل كفاة الشيخ اآلٌب ذكره‪.‬‬
‫‪ -‬كمن ذرية السيد بدر الدين حسْب ابن عبلء الدين علي‪ ،‬كلده الشيخ الصاّب السيد م يي‬
‫الدين ي يى ابن بدر الدين حسْب‪ ،‬كاف عْب السادة القادرية ٕبماه كببلد الشاـ معظما عند‬
‫ا‪٣‬باص كالعاـ‪ ،‬ذا ثركة مع تواضع ككيس‪٧ ،‬ببان ألىل العلم كر‪ٙ‬ب الشمائل‪،‬‬
‫توُب ٕبماه كدفن بَببتهم ظاىر باب الناعورة كقد جاكز الثمانْب سنة تغمده اهلل بر‪ٞ‬بتو‪.‬‬
‫‪ -‬كلده الشيخ السيد رؼ الدين قاسم‪ ،‬شيخ السادة القادرية كأعياهنم ُب كقتو‪ ،‬انتهت إليو‬
‫تربية ا‪٤‬بريدين‪ ،‬حسن ا‪٣‬بلق كا‪٣‬بلق‪ ،‬كثّب الصدقة كاإلحساف سران من غّب إعبلف‪ ،‬ال يفَب عن‬
‫تبلكة القرآف‪ ،‬ذك ىيبة ككقار ككلمة مسموعة عند ا‪٣‬باص كالعاـ ككالة األمور كا‪٢‬بكاـ‪ ،‬قاؿ‬
‫التادُب‪ :‬كلقد اجتمعت بو ُب سنة عشرة كتسعمائة ‪٤‬با كردت إٔب ‪ٞ‬باه بصحبة سيدم كالدم‬
‫أنزلىنا ٖبلوتو الٍب ُب الزاكية مدة‪ ،‬كتكلف علينا كلفة زائدة كأكرمنا غاية اإلكراـ‪ ،‬كحصل لنا‬
‫كى‬

‫‪434‬‬
‫بربكتو كل خّب‪ ،‬توُب ر‪ٞ‬بو اهلل ليلة االثنْب سادس ربيع اآلخر سنة ستة عشر كتسعمائة كقد‬
‫جاكز ا‪٣‬بمسْب سنة كدفن بَببتهم‪.‬‬

‫أوالده‪ :‬السادة ا‪٤‬بشايخ مشس الدين ‪٧‬بمد‪ -‬كشهاب الدين أ‪ٞ‬بد‪ -‬كعبد القادر‪-‬‬
‫كبركات‪ -‬ك‪٧‬بمد أبو الوفا‪ ،‬فعبد القادر ك‪٧‬بمد أبو الوفا ٓب يعقبا‪.‬‬
‫‪ -‬ف ما السيد مل الدين م مد‪ ،‬قاؿ التادُب‪ :‬ا‪٢‬بموم األصل كا‪٤‬بولد كالدار ا‪٢‬بسِب‬
‫الشافعي‪ ،‬كابن شيخنا كقدكتنا إٔب اهلل تعأب ا‪٣‬باشع الناسك شيخ السادة القادرية ٕبماه‬
‫كغّبىا‪ ....‬كثّب اإلحساف من غّب تظاىر كال تفاخر‪ ،‬منقطع عن الناس‪ ،‬ذك ثركة كمركءة ما‬
‫قصده أحد كرده خائبان‪ ،‬كال زاره أحد إال كأطعمو ‪٩‬با تيسر كيقضي حوائجو بنفسو‪ ،‬يقبل ا‪٥‬بدية‬
‫كيكافئ عليها مهديها كيتفقد أصحابو‪ ،‬ككاف مولده سنة ٖٖٓ كىو أكرب إخوتو سنا‪ ،‬أكالده‬
‫السادة عبد اهلل – كشهاب الدين أ‪ٞ‬بد – كتاج العارفْب كأما الشيخ الرئيس شهاب الدين‬
‫أ‪ٞ‬بد شيخ السادة القادرية‪ ،‬قدـ حلب بسبب تفتيش األكقاؼ‪ ،‬كنزؿ عند الشيخ ‪٧‬بمد‬
‫التادُب‪ ،‬كاجتمع بو أيضان بالقاىرة كمنها توجو للحجاز‪ ،‬ككاف ال يهاب أمران كلو كجاىة كحرمة‬
‫عند ا‪٢‬بكاـ‪ ،‬ككاف مولده ا‪٣‬بميس سادس عشر رمضاف سنة ٖٖٔ‪ ،‬توُب ٕبماه ُب شهر رجب‬
‫سنة ّٔٗ كدفن با‪١‬بنينة ٘باه تربتهم‪ ،‬كقد أعقب السيد الشيخ علي ا‪٥‬بامشي‪.‬‬
‫‪ -‬وأما قيقو السيد عبد القادر بن شرؼ الدين قاسم فكاف على طريقة أىلو من العلم‬
‫كالصبلح كالعبادة‪ ،‬مولده ليلة ا‪٣‬بميس رابع شهر احملرـ سنة ّٖٗ‪ ،‬كلد لو السيد مشس الدين‬
‫‪٧‬بمد ُب شهر اهلل احملرـ سنة ّْٗ‪ ،‬قاؿ التادُب‪ :‬قرأ القرآف الكر‪ٙ‬ب ككتبا من فقو الشافعي كعلم‬
‫القرآف‪ ،‬ك‪٠‬بع مِب ا‪٢‬بديث بقراءٌب على الشيخ شهاب الدين أ‪ٞ‬بد البارزم ا‪١‬بهِب ا‪٢‬بموم‬
‫الشافعي‪.‬‬
‫‪ -‬وأما السيد بركات ابن رؼ الدين قاسم قاؿ التادُب‪ :‬كاف لطيفان ظريفان متواضعان كرعان عليو‬
‫‪٠‬بة الصبلح‪ ،‬ال ٱبالط أحدان مبلزما للعبادة كثّب التوعك‪ ،‬سألت عن مولده من أخيو الشيخ‬
‫عبد القادر فذكر أنو ال يعلم لو تارٱبان إال أنو أصغر منو بنحو ‪ٟ‬بس سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬كأما شقيقهم ا‪٣‬بامس الشيخ السيد م مد أبو الوفا بن شرؼ الدين قاسم‪ ،‬قاؿ التادُب‪":‬‬
‫العآب العامل الزاىد ا‪٤‬بسلك احملدث القدكة شيخ السادة القادرية كصدرىم‪ ....‬قرأ القرآف‬

‫‪435‬‬
‫كالفقو كا‪٢‬بديث‪ ،‬كسافر إٔب مصر كالشاـ كا‪٢‬بجاز كحلب كأخذ عن ا‪٤‬بشايخ كلو مريدكف‬
‫كحفدة‪ ،‬كلو ىيبة معظم عند ا‪٣‬باص كالعاـ رجل من الرجاؿ ال يهاب أمران من األمور‪ ،‬كىو‬
‫أصغر أكالد أبيو سنان كأكربىم قدران كرفعة‬
‫‪ -‬كمن مشاىّب كيبلنية ‪ٞ‬باه قيب األ راؼ أحمد بن علي الها مي بن شهاب الدين أ‪ٞ‬بد‬
‫بن شرؼ الدين قاسم‪ ....‬كلد سنة ْٕٗ كتوُب سنة َُّْىػ ولده السيد قيب األ راؼ‬
‫رؼ الدين‪ -‬والسيد ي يى قيب األ راؼ أيضاً ا‪٤‬بولود سنة َٗٗ كا‪٤‬بتوُب سنة ََُْىػ‪،‬‬
‫كالسيد ٰبٓب ا‪٤‬بذكور كاف نقيبان لؤلشراؼ ‪٢‬بماه ك‪ٞ‬بص كطرابلس‪ ،‬كأكالده السادة ع ء الدين‪-‬‬
‫وجود ا ‪ -‬كالثالث ٓب يذكر إ‪٠‬بو مع كونو ألف كتابان ‪٠‬باه (بلوغ البغية ُب شرح منظومة‬
‫ا‪٢‬بلية‪،‬كقد ترجم لو ا‪٤‬بؤلف درنيقة‪ ،‬فذكر أف اسمو علي‪ ،‬كأف من مؤلفاتو أيضان (الرحلة‬
‫ا‪٤‬بكية‪ -‬كديواف شعر) كستأٌب تر‪ٝ‬بتو مفردة‪.‬‬
‫‪ -‬فأما السيد ع ء الدين واسمو علي المنعوت بالكبير‪ ،‬فلو تأليف ‪٠‬باه ‪ٙ‬بفة األبرار كلوامع‬
‫األنوار ُب ذكر الذرية القادرية ُب ‪ٞ‬باه‪ ،‬ككانت كالدتو سنة ََُْ‪.‬‬
‫‪ -‬وأما السيد قيب األ راؼ رؼ الدين بن نقيب األشراؼ أ‪ٞ‬بد بن علي ا‪٥‬بامشي فمولده‬
‫سنة َٗٗ ككفاتو سنة َُٕٔ ىػ ككاف شيخ الزاكية القادرية ُب ‪ٞ‬باه‪ ،‬كىو شيخ السلطاف‬
‫‪٧‬بمد الرابع بن إبراىيم‪ ،‬كشيخ أمو أيضان الست طرخاف سلطاف‪ ،‬كقد أعقب ‪ٜ‬بانية ذكور‬
‫كبنت‪،‬‬
‫‪ -‬أ هرىم الشي السيد عبد الرزاؽ نقيب األشراؼ ُب ‪ٞ‬باه ك‪ٞ‬بص كطرابلس كشيخ السجادة‬
‫القادرية بعد أبيو‪ ،‬كمن أشهر الذين لبسوا منو ا‪٣‬برقة القادرية العبلمة الكبّب العارؼ باهلل‬
‫صاحب التصانيف الكثّبة الشيخ ا‪١‬بليل عبد الغِب النابلسي ا‪٢‬بنفي القادرم النقشبندم‪.‬‬
‫نقل ا‪٤‬بؤلف يوسف زيداف ُب كتابو الطريق الصوُب‪ ،‬أف اإلماـ النابلسي أنشد عند تلقيو‬
‫الطريقة القادرية أبياتا جاء فيها‪:‬‬
‫عيػ ػػو٘ب بًرفٍ ػ ػ وع حػ ػػْب ىشػ ػػامت سػ ػػنىا ال ػ ػ ً‬
‫ػربؽ‬ ‫ت بً يكػ ػ ٍػم‬
‫ى ٍ ى‬ ‫ى‬ ‫ػرؽ قػ ػػد ىشػ ػ ىػرقى ٍ‬ ‫أيػ ػػا سػ ػػاكنْب الشػ ػ ى‬
‫ػرب الطيػ ٍػرًؽ‬ ‫غرامػػي بكػػم قػػد كػػاف ًمػػن أقػ ً‬ ‫فىقوم ػ ػ ػ ػوا بًعيػ ػ ػ ػػذرم عنػ ػ ػ ػػد يك ٍم إف يمٍبتىػ ػ ػ ػ ىػدل‬
‫ٍ‬
‫أظػ ػ ػ ػػن جػ ػ ػ ػػدارم لػ ػ ػ ػػيس ي ػ ػ ػ ػ ٍػؤ ىذ يف بػ ػ ػ ػػا‪٣‬بٍ ً‬
‫رؽ‬ ‫ػت غ ػ ػ ػ ػ ػ ػػافبلن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ذاؾ إالٌ أن ػ ػ ػ ػ ػ ػػِب كن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫كم ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ى‬
‫ىهبػ ػ ػ ػ ػػا نش ػ ػ ػ ػ ػأىٌب خض ػ ػ ػ ػ ػراءي طيِّب ػ ػ ػ ػ ػةي العًػ ػ ػ ػ ػ ٍػرًؽ‬ ‫ػدت ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هد ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػرقية قادريَّػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫فى يم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬

‫‪436‬‬
‫ٍب ذكر عن النابلسي أنو تكلم عن ازدىار الطريقة القادرية كانتشارىا ُب عصره‪ُ ،‬ب كتابو‬
‫ا‪٢‬بقيقة كاجملاز‪.‬‬
‫‪ -‬كمن مشاىّبىم كلده الشي ياسين‪ ،‬تؤب نقابة األشراؼ ٕبماه كما كاف شيخ السجادة‬
‫القادرية هبا‪ ،‬توُب بدمشق سنة ُُْٔىػ‪.‬‬
‫‪ -‬كمنهم كلده الشي عمر‪ :‬كلد ٕبماه عاـ ُُِٕىػ ُُٕٓر كُب عاـ ُُّْىػ َُّٕر قدـ‬
‫مع معظم األسرة الكيبلنية إٔب دمشق‪ ،‬كبعد كفاة كالده ساح فدخل بغداد كالرقة كحلب ٍب‬
‫عاد إٔب دمشق حيث تؤب مشيخة القادرية فيها‪ ،‬كسافر إٔب األستانة للدفاع عن حقوؽ ‪ٞ‬باه‬
‫فناؿ مطلوبو‪ ،‬كذلك زمن السلطاف مصطفى خاف‪ ،‬كما كاف نقيب األشراؼ ٕبماه بعد كالده‪،‬‬
‫توُب ٕبلب سنة ُُٖٓ ىػ ُُٕٕر كدفن بَببة الصا‪٢‬بْب بالقرب من الشيخ الدباس‪ ،‬ترجم لو‬
‫ا‪٤‬برادم ُب سلك الدرر‪ ،‬ك‪٧‬بمد البخشي ا‪٢‬بليب ُب مشس ا‪٤‬بفاخر ذيل قبلئد ا‪١‬بواىر‪ .‬كللشيخ‬
‫عمر شقيق ىو الشي عبد ا الكبير(اجملذكب)‬
‫أعقب الشيخ عمر من ا‪٤‬بشاىّب‪:‬‬
‫‪ -‬الشي علي الكي ي مفٌب ‪ٞ‬باه كشيخ السجادة القادرية فيها‪ ،‬كىو أحد مشايخ شقيقو‪.‬‬
‫‪ -‬والشي م مد سعدي األزىري الكي ي مفٌب ‪ٞ‬باه كشيخ السجادة القادرية هبا‪،‬كلد ٕبماه‬
‫سنة ُُٖٔىػ ُٕٓٓر كفيها نشأ كتلقى علومو األكٔب‪ٍ ،‬ب رحل إٔب مصر فقرأ على شيوخ‬
‫األزىر العلوـ الشرعية كاألدبية ٍب عاد إٔب ‪ٞ‬باه فدرس ُب مساجدىا كعْب مفتيا ‪٥‬با‪ٍ ،‬ب ار‪ٙ‬بل‬
‫إٔب بغداد كتصدر هبا للتدريس كاإلرشاد حٌب كفاتو سنة ُُِْىػ ُِٖٔر كمن تصانيفو‪:‬‬
‫شرح ا‪٢‬بكم العطائية البن عطاء اهلل السكندرم‬ ‫‪‬‬
‫ضم األزىار إٔب ‪ٙ‬بفة األبرار‬ ‫‪‬‬
‫كرسالة ُب ذرية ا‪١‬بيبلنيْب القاطنْب ٕبماه‪ ،‬ترجم للشيخ ‪٧‬بمد األزىرم كل من ا‪٤‬بؤلفْب‪٧ :‬بمد‬ ‫‪‬‬
‫ا‪٢‬بليب ُب ذيل قبلئد ا‪١‬بواىر‪ -‬ككحالة ُب ا‪٤‬بعجم كالزركلي ُب األعبلـ‪ -‬كأ‪ٞ‬بد قدامة ُب معآب‬
‫كأعبلـ‪ -‬ك‪٧‬بمد درنيقة ُب أعبلـ القادرية‪.‬‬
‫‪ -‬كمن ا‪٤‬بشاىّب الشي م مد يب الكبير مفٍب ‪ٞ‬باه كشيخ السجادة‪ ،‬ا‪٤‬بولود سنة َُِٕىػ‬
‫كا‪٤‬بتوَب سنة ُِٔٓىػ‪ ،‬كشقيقو الشي م مد مكرـ مفٍب ‪ٞ‬باه‪ ،‬توُب سنة ُُّّىػ ‪ ،‬كٮبا‬
‫أبناء الشيخ ‪٧‬بمد سعدم األزىرم‪.‬‬

‫‪437‬‬
‫‪ -‬والشي م مد مرتضى نقيب األشراؼ كشيخ الطريقة ا‪٤‬بتوُب ُِّّىػ كىو ابن الشيخ‬
‫‪٧‬بمد ‪٪‬بيب بن ‪٧‬بمد األزىرم‪.‬‬
‫‪ -‬كلده الشي صالح نقيب االشراؼ‪.‬‬
‫‪ -‬كمنهم الشي م مد اىر الكي ي بن عبد اهلل بن إبراىيم بن ‪٧‬بمد سعيد بن عبد اهلل‬
‫الكبّب اجملذكب بن ياسْب بن عبد الرزاؽ بن شرؼ الدين بن أ‪ٞ‬بد بن علي ا‪٥‬بامشي‪ ،‬تؤب نقابة‬
‫األشراؼ‪ ،‬كأخذ الطريقة عن الشيخ ‪٧‬بمد سعدم األزىرم‪ٍ ،‬ب جدد العهد على كلده الشيخ‬
‫‪٧‬بمد ‪٪‬بيب الكبّب بعد كفاة شيخو‪ ،‬كلد ٕبماه سنة ُِِٔىػ كمات هبا‪.‬‬
‫‪ -‬كمن أىل القرف ا‪٤‬باضي الشيخ ‪٧‬بمد مرتضى الكيبل٘ب الذم رأيت توقيعو على عدة‬
‫مشجرات فإنو كاف نقيب األشراؼ‪ .‬كسيأٌب ذكر بعض كيبلنية ‪ٞ‬باه فيما سيأٌب‪.‬‬
‫كقد تفرع عن كيبلنية ‪ٞ‬باه فركع عدة ُب ‪ٞ‬بص كدمشق كغّبىا من ا‪٤‬بدف السورية كُب مصر‬
‫كلبناف كا‪٥‬بند كغّبىا من الببلد ففي مشاؿ لبناف من العائبلت ا‪٤‬بتفرعة من كيبلنية ‪ٞ‬باه‪:‬‬

‫‪438‬‬
‫عائلة ؿ زكريا (الكي ي)‬

‫كقد أطلق عليهم اسم آؿ زكريا نسبة إٔب جدىم الشيخ الكبّب كالقطب الشهّب السيد زكريا‬
‫قدس سره العزيز الذم يعود نسبو إٔب اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٢‬بسِب ا‪٢‬بسيِب رضي اهلل عنو‬
‫عن طريق الشيخ األجل السيد سيف الدين ٰبٓب أكؿ من استوطن ‪ٞ‬باه‪.‬‬
‫كقد اطلعت على شجرة نسبهم ُب بيت السيد ‪٧‬بمود شقيق الدكتور ‪٧‬بمد مرتضى ابن الشيخ‬
‫بكار ابن الشيخ ‪٧‬بمود ابن الشيخ بكار‪ ...‬كىو مدرس ُب مدرسة ا‪٤‬بقاصد ا‪٣‬بّبية اإلسبلمية‬
‫ُب قرية فنيدؽ‪.‬‬
‫كالد السيد ‪٧‬بمود ‪ -‬أم الشيخ بكار‪ -‬ىو ابن عم الشيخ سيف الدين بن بكار ابن‬
‫الشيخ بكار أيضان‪ ،‬ا‪٤‬بقيم حاليان ُب العبدة على طريق عكار من مشاؿ لبناف كلو زاكية ىناؾ‪،‬‬
‫كىو الذم أرسلِب إٔب قرية فنديق بعد أف سألتو عدة أسئلة عن عائلتهم لئلطبلع على شجرة‬
‫عائلتهم‬
‫كبعد أف اطلعت عليها كجدت عليها أختاـ كتواقيع كل من السادة‪:‬‬
‫الشيخ ‪٧‬بمد مرتضى الكيبل٘ب نقيب األشراؼ ٕبماه كشيخ السجادة القادرية فيها آنذاؾ‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ عبد ا‪١‬ببار الكيبل٘ب شيخ السجادة القادرية ٕبماه أيضان‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ بكار الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب القادرم شيخ الطريقة القادرية كالرفاعية دفْب مشحا عكار‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ عبد اهلل الزعيب دفْب حيزكؽ عكار‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ أ‪ٞ‬بد قاسم خادـ العلم الشريف كشيخ سبلسل الطرؽ العلية بطرابلس الشاـ‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ عبد الغِب الكيبل٘ب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ ٰبٓب الكيبل٘ب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ ا‪٤‬بفٌب مصطفى ا‪٢‬باج الكيبل٘ب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ عثماف طالب الكيبل٘ب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ علي طالب حسن الربا٘ب الرفاعي‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمد علي طالب حسن الربا٘ب الرفاعي‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ صاّب الكيبل٘ب‬ ‫‪-‬‬

‫‪439‬‬
‫‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد مرتضى نقيب السادة األشراؼ ٕبماه كشيخ السجادة القادرية ُب الببلد‬
‫اإلسبلمية‬
‫وىذا سبهم الشريف‪ ،‬إلى اإلماـ سلطاف األولياء باز ا األ هب عبد القادر‬
‫ال ي ي رضي ا عنو‪ :‬أعقب اإلماـ أبا بكر تاج الدين ال افظ السيد عبد الرزاؽ‪-‬‬
‫أعقب اإلماـ ال افظ قاضي القضاة صراً أبا صالح‪ -‬أعقب العالم الم دث القاضي‬
‫السيد أبا النصر م مداً وكاف بيها ب ده اإلماـ عبد القادر‪ -‬أعقب اإلماـ السيد ظهير‬
‫الدين أحمد المكنى ب بي السعود‪ -‬أعقب الشي الكبير السيد سيف الدين ي يى أبا‬
‫زكريا أوؿ من استو ن حماه‪ -‬أعقب الم دث الشي مل الدين م مداً أعقب‬
‫الشي ع ء الدين علياً المدفوف بالقاىرة‪ -‬أعقب الشي بدر الدين حسناً المدفوف‬
‫ب ماه باب الناعورة ت اه ال اوية القادرية‪ -‬أعقب الشي مل الدين م مداً‪ -‬أعقب‬
‫الشي عبد ا ‪ -‬أعقب الشي مل الدين صال اً المتوفى في قرية عذرة في سوريا‬
‫أعقب الشي أحمد‪ -‬أعقب الشي إبراىيم ص ح الدين المتوفى في مدينة حمص‪-‬‬
‫أعقب الشي قاسم هاب الدين‪ -‬أعقب الشي أحمد‪ -‬أعقب الشي إبراىيم‪ -‬أعقب‬
‫الشي وحاً‪ -‬أعقب الشي عمر‪ -‬أعقب القطب الكبير الشي زكريا قدست أسرارىم‬
‫أجمعين‪ ،‬دفْب قرية فنيدؽ عكار من أعماؿ طرابلس الشاـ‪ ،‬حرر ىذا النسب عن النسخة‬
‫األصلية سنة ُُِّىػ‬
‫كقد أعقب الشيخ زكريا بن عمر الكيبل٘ب أربعة ذكور كىم‪ :‬السادة عبد القادر‪ -‬ك‪٧‬بمد‪-‬‬
‫كأ‪ٞ‬بد‪ -‬كخليل‬
‫فأعقب السيد عبد القادر‪ :‬عمر‪ -‬كعليان‬
‫كأعقب السيد ‪٧‬بمد‪٧ :‬بي الدين‬
‫كأعقب السيد أ‪ٞ‬بد‪ :‬ديبان‪ -‬كعليان‬
‫كأعقب السيد خليل‪ :‬إ‪٠‬باعيل‬
‫ٍب إف ىذه الفركع األربعة تكاثرت كتوسع انتشارىا ُب عدة قرل كبلدات كمنهم من‬
‫سكن طرابلس‪ ،‬كٓب تزؿ بلدة فنيدؽ ىي األـ‪.‬‬

‫‪441‬‬
‫كنسب السيد ‪٧‬بمود ا‪٤‬بدرس الذم أطلعِب على النسب يعود إٔب السيد عبد القادر بن الشيخ‬
‫زكريا‪.‬‬
‫كقد ظهر ُب آؿ زكريا الكيبل٘ب عدد من العلماء كاألكلياء كمشايخ الطريقة كقد عرفوا‬
‫بالتواضع كالزىد كالكرـ كحب اإلصبلح بْب الناس كالدفاع عن ا‪٤‬بظلومْب‪ ،‬ككاف ‪٥‬بم مٍنزكؿ‬
‫يقصده الناس‪ ،‬كما كانوا موقرين ٰبَبمهم ا‪٣‬بواص كالعواـ‪ ،‬كٓب يتسع ٕب الوقت ألعرؼ أ‪٠‬باء‬
‫كل مشاٱبهم كالكثّب عن أخبارىم‪ ،‬لذلك أذكر ما تيسر ٕب معرفتو فأبدأ كبلمي عن جدىم‬
‫السيد ا‪١‬بليل الشيخ زكريا بن عمر الكيبل٘ب قدس اهلل سره‪:‬‬
‫كاف من أىل العلم كالفضل كىو أكؿ من سكن قرية فنيدؽ إحدل قرل عكار ُب مشاؿ لبناف‬
‫من الكيبلنية ا‪٢‬بمويْب‪ ،‬ككاف قدس سره رجبلن مهيبان معظمان عند الناس كلو كلمة نافذة عند‬
‫ا‪٣‬باص كالعاـ كا‪٢‬بكاـ كالسبلطْب‪ ،‬كقد أطلعِب السيد ‪٧‬بمود بن بكار آؿ زكريا على ثبلثة عشر‬
‫فرماف ٱبصوف جدىم القطب السيد زكريا من السبلطْب العثمانيْب فيها الثناء كالتعظيم للشيخ‬
‫زكريا‪ ،‬مكتوب ُب بعضها الوٕب الكبّب الشيخ زكريا‪ ،‬كُب بعضها القطب الغوث كغّب ذلك‪،‬‬
‫كبعض ىذه الفرمانات يتضمن ذكر الرباءة آلؿ زكريا الكيبل٘ب‪ ،‬كبعضها يتضمن ذكر بعض ما‬
‫ف آلؿ زكريا من األراضي‪ ،‬كُب بعضها يسموف قرية فنيدؽ‪ -‬قرية الشيخ زكريا‪ -‬كقد نقلت‬ ‫ً‬
‫أكق ى‬
‫بعض التواريخ الٍب صدرت فيها ىذه الفرمانات‪،‬‬
‫فرماف سنة‪َُْٕ:‬ىػ‬
‫فرماف سنة‪َُْٓ :‬ىػ‬
‫فرماف سنة‪َُْٓ :‬ىػ‬
‫فرماف سنة‪َُٔٓ :‬ىػ‬
‫فرماف سنة‪َُٕٓ :‬ىػ‬
‫فرماف سنة‪ُُُٔ :‬ىػ‬
‫كقد بُب ر‪ٞ‬بو اهلل زاكية إلقامة حلقات العلم كالذكر فيها‪ ،‬كما اشتهر بكثرة ظهور الكرامات‬
‫على يده‪.‬‬
‫فمن كراماتو ما حدثِب بو عدد من آؿ زكريا منهم الشيخ سيف الدين بن بكار زكريا قاؿ‪ :‬كاف‬
‫جدنا القطب الشيخ زكريا عإب القدر ظهرت على يديو كرامات كثّبة أشهرىا‪:‬‬

‫‪440‬‬
‫" أ َّف الشيخ زكريا أرسل كلده السيد ‪٧‬بمد كأحد أحفاده كا‪٠‬بو علي بن أ‪ٞ‬بد ابن الشيخ زكريا‪،‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمد العلمي القادرم الرفاعي طريقة ا‪٤‬بلقب بالشيخ السبع ككاف من أصحاب الشيخ‬
‫كأخذ عنو‪ ،‬أرسلهم إٔب استنبوؿ ليأتوا بفرماف الرباءة آلؿ زكريا من السلطاف العثما٘ب آنذاؾ‪،‬‬
‫كأكصى كلده ‪٧‬بمدا بأف ال يدخل استنبوؿ يوـ ا‪١‬بمعة كأف ال يقبل التحدم إذا ‪ٙ‬بداه أحد‪،‬‬
‫كبعد مسّبىم كصلوا إٔب استنبوؿ ككاف ذلك يوـ ا‪١‬بمعة من غّب انتباه منهم‪ ،‬كبعد أف‬
‫عرفوا عن أنفسهم استضافهم بعض األىإب ىناؾ فقدموا ‪٥‬بم طعامان منو الطيب كمنو ا‪٣‬ببيث‪،‬‬
‫ف للسيد علي عن ذلك فعرب الطيب من ا‪٣‬ببيث‪ ،‬كقاؿ‪ :‬خذكا ىذا الطعاـ كاتركوا ىذا‪،‬‬ ‫ً‬
‫فى يكش ى‬
‫ك‪٤‬با كصلوا إٔب السلطاف كطلبوا منو الفرماف بعد أف أخربه أهنم أتوا من قبل الشيخ زكريا‪ ،‬عرض‬
‫أعواف السلطاف عليو أف ٲبتحنهم ليعرؼ صدقهم فأذف ‪٥‬بم السلطاف بذلك‪ ،‬فقالوا ‪٥‬بم‪ :‬إف‬
‫لدينا أسد غّب يمىرَّكض ‪٧‬ببوس ُب قفص من حديد فإذا استطاع أحدكم أف يدخل عليو‬
‫أعطيناكم ما تطلبوف‪ ،‬فقاـ الشيخ ‪٧‬بمد العلمي كقاؿ‪ :‬أنا لذلك‪ ،‬ففتحوا لو باب القفص‬
‫فدخل عليو كمسح ظهر األسد بيده فصار األسد يتململ على قدميو كيتمسح بو‪ٍ ،‬ب أخرجو‬
‫الشيخ من القفص كركب عليو كسار بو بْب الناس ٍب رده إٔب القفص‪ ،‬فتعجبوا لذلك كبلٌغوىم‬
‫مرادىم‪ ،‬كبعد أف انتهوا ‪٩‬با ىم فيو قيل للسيد ‪٧‬بمد‪ :‬رأينا من الشيخ علي كالشيخ ‪٧‬بمد‬
‫العلمي كٓب نر منك شيئان فهل تستطيع أف تدخل ُب الفرف ا‪٤‬بسعر بالنار‪ ،‬فَبدد السيد ‪٧‬بمد‬
‫لوصية كالده‪ ،‬كبعد أف رأل إ‪٢‬باحهم قبل‪ ،‬فدخل الفرف‪ ،‬كُب تلك الساعة الٍب دخل فيها الفرف‬
‫كاف الشيخ زكريا أماـ بيتو ُب قرية فنيدؽ كبيده إبريق فيو ماء يتوضأ منو‪ ،‬كإ ٍذ بًًو يقذؼ ا‪٤‬باء‬
‫الذم ُب اإلبريق كىو يقوؿ اماتك اهلل يا كلدم ‪٤‬با فعلت ذلك‪ ،‬فسمعتو زكجتو فقالت لو ‪٤‬با‬
‫تدعو عليو با‪٤‬بوت‪،‬فقاؿ ‪٥‬با‪ :‬ٲبوت بعد أف يعود إلينا‪ٍ ،‬ب أخربىا ٗبا أكصاه‪ ،‬كا‪٤‬باء الذم أراقو‬
‫نبع ُب الفرف الذم دخل فيو السيد ‪٧‬بمد‪ ،‬كبقي ا‪٤‬باء ينبع ُب الفرف بعد ذلك بإذف اهلل ك‪٠‬بي‬
‫بنبع الشيخ زكريا‪ ،‬كذلك بعد انتشار خرب تلك الكرامة العظيمة‪ٍ ،‬ب إف السيد ‪٧‬بمد بعد أف عاد‬
‫إٔب أىلو المو كالده كُب اليوـ الثا٘ب مات السيد ‪٧‬بمد ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬إىػ‬
‫كأما الشيخ ‪٧‬بمد العلمي لقب بعد أف ظهرت لو تلك الكرامة‪ -‬بشيخ السبع‪ -‬كبقي‬
‫ىذا اللقب على ذريتو يعِب صاركا يعرفوف بآؿ السبع‪ ،‬كىؤالء غّب آؿ السبع العلمي الذين يعود‬
‫نسبهم إٔب اإلماـ القطب الكبّب سيدم عبد السبلـ بن مشيش ا‪٤‬بغريب اإلدريسي ا‪٢‬بسِب رضي‬
‫اهلل عنهم‪.‬‬

‫‪442‬‬
‫كمن مشايخ آؿ زكريا الكيبل٘ب‪ :‬الشيخ بكار زكريا‪ ،‬كاف الشيخ بكار قدس سره من‬
‫أىل العلم كالصبلح معركفا هبيبتو ككقاره كظهور الكرامات على يديو كلو شهرة ُب مشاؿ لبناف‬
‫كخصوصان ُب عكار كلشهرتو صار بعض الناس يطلقوف على آؿ زكريا‪ -‬آؿ بكار‪ -‬ككاف يقيم‬
‫حلقات العلم كاإلرشاد كالذكر ُب زاكيتهم‪ ،‬كما درس ُب مدينة طرابلس ُب جامع ا‪٤‬بنصورم‬
‫الكبّب كجامع طيناؿ‪،‬‬
‫ومن كراماتو‬
‫ما حدثِب بو حفيده الشيخ سيف الدين قاؿ‪ :‬إف علي باشا ك‪٧‬بمد باشا كانا ٰباكالف‬
‫السيطرة على قرية الشيخ زكريا فنيدؽ‪ ،‬فكاف الشيخ بكار يتصدل ‪٥‬بما كٲبنعهما من ذلك ككانا‬
‫ال ٯبرؤاف عليو‪،‬‬
‫فخطط علي باشا الغتيالو‪ ،‬فأرسل أحد رجالو ببندقية ليقتلو أثناء خركجو ليبلن من مٍنزكلو‪،‬‬
‫ككاف الشيخ بكار ال ٱبرج من ا‪٤‬بٍنزكؿ حٌب ينتهي من قراءة كرده‪ ،‬ففي تلك الليلة كبعد أف‬
‫انتهى من كرده كأراد ا‪٣‬بركج إٔب بيتو‪ ،‬كصل إٔب باب ا‪٤‬بٍنزكؿ كأخرج إحدل رجليو من الباب ٍب‬
‫عاد كأمضى ليلتو ُب ا‪٤‬بٍنزكؿ‪ ،‬فانزعج الرجل الذم يريد قتلو فقتل لو الفرس‪ٍ ،‬ب عاد مسرعان إٔب‬
‫الباشا كأخربه ٗبا جرل‬
‫كعلى أثر ذلك ابتلى اهلل زكجة علي باشا با‪١‬باف أم لبسها جِب‪ -‬كا‪٠‬بها حلوـ‪ -‬فقصد علي‬
‫باشا ا‪٤‬بشايخ ألجل ذلك كلكن بدكف جدكل‪ ،‬كُب بعض األياـ ككاف علي باشا ُب طرابلس‬
‫كُب بعض الطرقات ىمَّر بًًو شيخ من الدراكيش كقاؿ لو‪ :‬ليس لك غّب الشيخ بكار‪ ،‬فتعجب‬
‫الباشا منو‪ٍ،‬ب أرسل أحد رجالو يتشفع لو عند الشيخ‪ ،‬ككاف الشيخ قد رأل ُب منامو ٗبا معناه"‬
‫أف الباشا جاء إليو بزكجتو فأقعد زكجة الباشا كراء ستار‪ ،‬كأقاـ حلقة الذكر ٍب نظر إٔب نافذة‬
‫أعط ىذه الصرة للباشا كقل لو قد‬ ‫ا‪٤‬بٍنزكؿ فوجد فيها صرة فيها صفوة ك‪٠‬بع قائبل يقوؿ لو ً‬
‫احَبؽ ا‪١‬بِب الذم كاف يلبس زكجتك‬
‫ٍب إف الشيخ قبل اعتذار الباشا كأذف لو باجمليء مع زكجتو ُب الليلة الٍب يقيم هبا‬
‫ا‪٢‬بضرة‪ ،‬فلما جاء الباشا ُب معاده‪ ،‬فعل الشيخ بكار ما رآه ُب ا‪٤‬بناـ‪ ،‬كحصل األمر كما كاف‬
‫فتاب الباشا كصار يعظم شأف الشيخ‬
‫كأما الذم قتل الفرس فإنو ٓب يتب كسلط اهلل عليو من قطعو حٌب مات ُب إحدل الدكؿ‬
‫األكركبية‪.‬‬

‫‪443‬‬
‫قاؿ‪ :‬كمن كراماتو أنو جيء إليو برجل نصرا٘ب قد التوؽ حنكو‪ ،‬فقاؿ مدير ا‪٤‬بٍنزكؿ‬
‫السيد عبد اجمليد للشيخ بكار‪ :‬بالباب رجل نصرا٘ب قد التوؽ حنكو قصدؾ لتقرأه‪ ،‬فقاؿ‬
‫الشيخ بكار متهكما أليس عندىم رىباف كما يدعوف ‪٤‬با ال يذىب إليهم‪ٍ ،‬ب قاـ الشيخ كضربو‬
‫على حنكو فعاد كما كاف‪.‬‬
‫كأخرب٘ب الصديق السيد خالد بن أ‪ٞ‬بد بن عبد العزيز زكريا‪ :‬أف الشيخ بكار كاف مرة‬
‫ٖبلوتو فنادتو زكجتو ٓب يعد عندنا طحْب لؤلكل كأنت ُب خلوتك‪٤ ،‬با ال ‪ٚ‬برج كتأتينا بطحْب‪،‬‬
‫فناداىا من داخل الغرفة ‪ :‬اذىيب إٔب ا‪٤‬بكاف الفبل٘ب من البيت الذم نضع بو الطحْب كقوٕب‬
‫بسم اهلل كسوؼ ٘بدين الطحْب ففعلت فوجدت كيسان من الطحْب‬
‫أعقب الشيخ بكار ستة ذكور كىم السادة‪٧ :‬بمود‪ -‬كعلي‪ -‬كيوسف‪ -‬ك‪٧‬بمد‪ -‬كبكار‪-‬‬
‫كرشيد‪ ،‬كما أخرب٘ب بذلك الشيخ سيف الدين قاؿ الشيخ سيف الدين كمن ا‪٤‬بشايخ ا‪٤‬بعركفْب‬
‫ُب آؿ زكريا كالدم الشيخ بكار بن الشيخ بكار‪،‬كاف من أىل الصبلح كىو أحد مشايخ‬
‫الطريقة القادرية أخذ عنو عدد كبّب من مشاؿ لبناف كسوريا ككاف معظما مقصودان كلو كرامات‪،‬‬
‫منها‪:‬‬
‫أف كالدم دعا عددان من ا‪٤‬بشايخ على الغداء‪ ،‬كُب أثناء هتيئة زكجتو للطعاـ قاؿ ‪٥‬با‪ :‬ىذه‬
‫ا‪٤‬بأدبة ينقصها السمك‪ ،‬فقالت لو‪ :‬كمن أين يأٌب السمك اآلف‪ ،‬فقاؿ ‪٥‬با‪ :‬يأٌب‪ٍ ،‬ب كضع يده‬
‫على فمو كقاؿ‪:‬ألو ألو شيخ عبد الر‪ٞ‬بن الشليب أريد ‪٠‬بكان‪ ،‬كالشيخ بكار ُب بيتو كأما الشيخ‬
‫الشليب فمن سكاف طرابلس‪ ،‬كٓب ٲبر من الوقت إال مسافة الطريق كإذ بالشيخ عبد الر‪ٞ‬بن قد‬
‫أتى كُب يده كيس من السمك كىو يقوؿ ‪٤‬با أتعبتِب بطلب السمك ُب كقت ضيق‪ ،‬فهذه كرامة‬
‫للشيخْب معان‪.‬‬
‫كقاؿ‪:‬إف عددان من أىل عكار أتوا الشيخ بكار كالدم يقصوف عليو منامان كاحدان كلهم‬
‫رأكه ُب ليلة كاحدة‪ ،‬كىو‪ :‬أف ناران عظيمة اندلعت ُب عكار فجاء الناس إليو يقولوف يا شيخ‬
‫بكار أدركنا فإف عكار ‪ٙ‬بَبؽ‪ ،‬فقاـ الشيخ كنظر إٔب النار كقاؿ‪ :‬ال إلو إال اهلل ‪٧‬بمد رسوؿ اهلل‬
‫فانطفأت‬
‫قاؿ‪ :‬مضى على كفاة كالدم ‪٫‬بو َْ سنة أك أقل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كالشيخ عبد الر‪ٞ‬بن الشليب قدس سره من أكابر ا‪٤‬بشايخ‪ ،‬ككاف فقيها على مذىب اإلماـ‬
‫أيب حنيفة‪ ،‬ككاف يَبأس معهدان للعلوـ الشرعية ُب مدينة ‪ٞ‬بص ككاف معركفان بالصبلح‪ ،‬كفجأة‬

‫‪444‬‬
‫طرؽ لو حاؿ عظيم فجذب على أثره كساح حٌب استقر بو ا‪٤‬بقاـ ُب طرابلس الشاـ‪ ،‬كقد‬
‫شوىدت لو كرامات كثّبة‪ ،‬كىو من آؿ البيت األشراؼ‪ ،‬ككاف نقشبندم الطريقة من األبداؿ‬
‫كما شهد لو بذلك أىل ا‪٤‬بعرفة‪ ،‬أكصى قبل كفاتو بأف يدفن ُب جبانة حيزكؽ ‪٢‬ببو مشايخ آؿ‬
‫الزعيب‪ ،‬فدفن عندىم ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬
‫كالزاكية القادرية ُب فنيدؽ بإدارة الشيخ عبد العزيز اآلف‪ ،‬كىو إبن عم الشيخ سيف‬
‫الدين‪.‬‬
‫كمن مشايخ آؿ زكريا الشي م مود بكار كاف مرجعان كقيل إنو كاف من أصحاب‬
‫الكرامات توُب من ‪٫‬بو ستْب سنة‪ ،‬كمنزكلو اليوـ باستبلـ الشيخ أ‪ٞ‬بد ابن حسن ابن علي ابن‬
‫بكار زكريا‪ ،‬والشي م مد شقيق الشيخ ‪٧‬بمود كاف مدرسان للدين ُب فنيدؽ‪ ،‬والشي علي‬
‫أبي ر يد توُب من ‪٫‬بو ‪ٟ‬بسْب سنة‪ ،‬والشي بالد ال رؼ كىو صهر الشيخ ‪٧‬بمود بكار‬
‫توُب من ‪ٟ‬بسْب سنة‪ ،‬والشي إسماعيل زكريا كاف قاضيان ُب حلبا ٍب ترؾ القضاء توُب من‬
‫‪٫‬بو ‪ٟ‬بسْب سنة‪ ،‬والشي عمر الضهر توُب من ‪٫‬بو أربعْب سنة قيل كمن كراماتو أنو كاف‬
‫يأكل ا‪٢‬بصاة‪ ،‬ككلده الشي م مد توُب سنة [ََِٕ ر]‪ ،‬كالشيخ م مد علي الضهر توُب‬
‫من ‪٫‬بو عشر سنْب‪ ،‬والشي عبد العاؿ توُب من ‪٫‬بو ‪ٟ‬بس كعشرين سنة‪ ،‬والشي عبد‬
‫الع ي ابن الشيخ بكار ابن الشيخ بكار كىو كالد الشيخ ‪٧‬بمد الذم بإشرافو الزاكية اليوـ‪ ،‬قيل‬
‫إنو كاف من أصحاب الكرامات كمن كراماتو أنو كاف ٱباطب الذئاب توُب ُب الشهر السابع‬
‫من سنة [ُٖٗٗ ر]‪ ،‬والشي م مد ر يد ابن الشيخ ‪٧‬بمود بكار كاف من أىل ا‪٢‬بذب‬
‫كظهرت على يديو عدة خوارؽ توُب من ‪٫‬بو ‪ٟ‬بس عشرة سنة‪ ،‬كشقيقو األكرب الشي عبد‬
‫الرحمن ر يد كاف من أىل ا‪١‬بذب أيضان‪ ،‬والشي عبد اللطيف ابن الشيخ ‪٧‬بمود بكار كاف‬
‫ٰ‬
‫شجاعان ككجيهان كىو كالد الشيخ سعيد الذم توُب سنة [ََِٕ ر] على ما أظن‪ ،‬كأظن أنو‬
‫كاف من أىل ا‪١‬بذب‪ ،‬والشي بدر ابن الشيخ ‪٧‬بمد ابن بكار علم أجياالن ككاف مديران ‪٤‬بدرسة‬
‫ا‪٤‬بقاصد ُب فنيدؽ توُب [ُب تشرين األكؿ سنة ُٖٗٗ ر]‪ ،‬والشي سليماف عمار توُب من‬
‫‪٫‬بو عشر سنْب‪ ،‬والشي أحمد اسماعيل‪ ،‬والشي م مد علي بضر توُب لو سبعة أكالد‬
‫فكاف من الصابرين كىو الذم كاف يغسلهم كيكفنهم‪ ،‬والشي زكريا عمراف كاف خطيبان‬
‫‪٤‬بسجد فنيدؽ كىو شقيق الشيخ أ‪ٞ‬بد زكريا‪ ،‬كمن مشاٱبهم الصديق الشي األديب عبد‬

‫‪445‬‬
‫الخال ابن السيد ‪٧‬بمد ابن الشيخ أ‪ٞ‬بد زكريا كىو اآلف مدرس للغة العربية ُب ثانوية الرباءة‬
‫اإلسبلمية كىو حائز على إجازة ُب علوـ التاريخ كلو ديواف شعر ‪ٝ‬بيل كمتقن حفظو اهلل‪ ،‬كمن‬
‫مشاٱبهم الشي فيصل ابن الشيخ ‪٧‬بمود بكار اعَبؿ الناس ُب بيتو من ‪٫‬بو ثبلثْب سنة‬
‫تقريبان‪ ،‬كمنهم الشي الشاب أسامة ابن األستاذ ‪٧‬بمود ابن الشيخ بكار ابن الشيخ ‪٧‬بمود ابن‬
‫الشيخ بكار‪.‬‬
‫كىذا ما يسر اهلل ٕب ‪ٝ‬بعو عن ىذه العائلة الكيبلنية الشريفة ا‪٢‬بسنية ا‪٢‬بسينية نفعنا اهلل‬
‫بالصا‪٢‬بْب منهم‪.‬‬
‫يذكر بأف الذين التقيتهم من آؿ زكريا كالشيخ سيف الدين كاألستاذ ‪٧‬بمود كغّبٮبا‬ ‫كأ ِّ‬
‫رأيت فيهم التواضع كحسن ا‪٤‬بلتقى كالضيافة مع ظرافة كلْب كبلـ‪.‬‬
‫كما أشاد عدد من آؿ زكريا بالشيخ سيف الدين بكار زكريا صاحب الزاكية الٍب ُب بلدة‬
‫العبدة‪ ،‬كقالوا‪ :‬أهنم ر ٍأكا منو خوارؽ‪ ،‬ك‪٤‬با التقيتو ٓب ٰبدثِب عن نفسو من باب التواضع‪.‬‬

‫ؿ ال اج الكي ي‬
‫في ماؿ لبناف‬
‫كمن العائبلت ا‪٤‬بتفرعة عن كيبلنية ‪ٞ‬باه ُب مشاؿ لبناف عائلة آؿ ا‪٢‬بج الكيبل٘ب‪ ،‬استوطن‬
‫جدىم الشيخ ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد الكيبل٘ب قرية خريبة ا‪١‬بندم من قرل عكار القريبة من بلدة حلبا‬
‫ٍب اف حفيد السيد ‪٧‬بمد ىو الشيخ الكبّب مصطفى الشهّب با‪٢‬باج‪ ،‬إنتقلت ذريتو إٔب القرية‬
‫اجملاكرة لقرية خريبة ا‪١‬بندم فسميت القرية بإسم شهرة الشيخ مصطفى فصار ا‪٠‬بها‪ -‬قرية بيت‬
‫ا‪٢‬باج‪ -‬ككيبلنية بيت ا‪٢‬باج ‪٥‬بم شهرة كاسعة كمع انتساب مشاٱبهم لطريقة جدىم اإلماـ عبد‬
‫القادر رضي اهلل عنو فإف شهرهتم بالعلم غطت على الطريقة‪ ،‬فإف غالب مشاٱبهم تصدركا‬
‫لئلرشاد كالتدريس كالفتول كىذا أساس الطريقة‪.‬‬
‫ىذا كقد أطلعِب على نسبهم الشريف فضيلة الشيخ زيد بن ‪٧‬بمد الكيبل٘ب اجملاز بالدراسات‬
‫اإلسبلمية كا‪٤‬بدرس ُب مدرسة ا‪٤‬بقاصد اإلسبلمية ُب ببنْب عكار‪ ،‬كىو كما ظهر متواضع‬
‫بشوش ظريف كر‪ٙ‬ب صاحب خلق أطلعِب على نسبهم ُب بيتو ُب قرية بيت ا‪٢‬باج‪ ،‬فرأيتو‬
‫صحيحان موثقان عليو أختاـ كتواقيع كل من السادة األفاضل‪:‬‬

‫‪446‬‬
‫السيد الشيخ الكبّب ا‪٤‬برشد ‪٧‬بمد مرتضى الكيبل٘ب نقيب السادة األشراؼ كشيخ السجادة‬
‫القادرية ٕبماه‬
‫كالشيخ صاّب الكيبل٘ب نقيب السادة األشراؼ كشيخ السجادة القادرية ُب ‪ٞ‬باه‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ رباح بن ‪٧‬بمد بن عبد الواحد البستا٘ب الرفاعي ا‪٢‬بسيِب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمد علي طالب الصيادم الرفاعي ا‪٢‬بسيِب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ القطب الكبّب أ‪ٞ‬بد شاكر الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب شيخ السجادة القادرية‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ أ‪ٞ‬بد علي طالب الصيادم الرفاعي ا‪٢‬بسيِب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بٓب الدين نافع‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ عبد الرزاؽ بن السيد ‪٧‬بمد بن عبد الرزاؽ الصعيدم‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ علي السعد الشيبا٘ب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمد مرتضى زكريا الكيبل٘ب‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمد ‪٪‬بيب مرتضى الكيبل٘ب مفٍب قضاء عكار القادرم‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ عبده حسْب ا‪١‬بسر خادـ العلم الشريف بطرابلس كالطريقة ا‪٣‬بلوتية‬ ‫‪-‬‬
‫كالشيخ علي رشيد‬ ‫‪-‬‬
‫كىناؾ ثبلثة تواقيع أخر ‪٧‬بيت أ‪٠‬باؤىم بسبب مركر الزمن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وىذا ىو سبهم الشريف أبدأ بو من السيد اإلماـ عبد الرزاؽ بن اإلماـ سلطاف األولياء‬
‫سيدي عبد القادر رضي ا عنهما‪ ،‬فهو قدس سره أعقب اإلماـ ال افظ قاضي القضاة‬
‫أبا صالح صراً‪ -‬أعقب العالم الم دث القاضي أبا م مد بيو جده اإلماـ ال ي ي‪-‬‬
‫أعقب اإلماـ السيد ظهير الدين أحمداً المكنى ب بي السعود‪ -‬أعقب الشي الكبير‬
‫السيد سيف الدين ي يى المكنى ب بي زكريا يل حماه‪ -‬أعقب الشي الم دث مل‬
‫الدين م مداً‪ -‬أعقب الشي ع ء الدين علياً دفين القاىرة‪ -‬أعقب الشي بدر الدين‬
‫حسناً دفين حماه باب الناعورة‪ -‬أعقب الشي مل الدين م مداً‪ -‬أعقب الشي‬
‫عبد ا ‪ -‬أعقب الشي مل الدين صال اً دفين قرية عذراء أو عذرة وتسمى اليوـ‬
‫عدرا‪ -‬سوريا‪ -‬أعقب الشي أحمداً أعقب الشي ص ح الدين ابراىيم دفين مدينة‬
‫حمص‪ -‬أعقب الشي قاسماً هاب الدين‪ -‬أعقب الشي أحمداً‪ ،‬جد ؿ ال اج‬
‫الكي ي في قرية بيت ال اج‪ ،‬و ؿ زكريا الكي ي في قرية فنيدؽ‪ ،‬أعقب الشي م مداً‬

‫‪447‬‬
‫يل قرية بريبة ال ندي عكار ودفينها‪ ،‬أعقب الشي أحمد‪ ،‬أعقب الشي مصطفى‬
‫الشهير بال اج دفين بريبة ال ندي المترجم في أ ساب السادة القادرية الرزاقية‬
‫ال موية‪ ،‬ثم إف السيد الشي مصطفى ال اج الكي ي أعقب ذكرين وىما‪ :‬السيد‬
‫م مد‪ -‬والسيد أحمد‪ ،‬ف ما السيد م مد ف عقب السادة‪ :‬م مداً‪ -‬وأحمداً‪ -‬وعبد‬
‫الرحمن‪ -‬ومصطفى‪ -‬وعلياً ‪ -‬وم موداً‪ ،‬وكلهم أعقبوا إال السيد م موداً‪ ،‬وىذا الفرع‬
‫يسكن في حي (ال وؽ) من قرية بيت ال اج‪.‬‬
‫وأما السيد أحمد ال اج فقد أعقب السادة‪ :‬مصطفى‪ -‬كعليان‪ -‬كصا‪٢‬بان‪ -‬كحسنان‪،‬‬
‫ككلهم قد أعقبوا‪ ،‬كىذا الفرع يسكن ُب حي (الدار) من القرية‪،‬‬
‫ٍب بعد أف كثر عدد ىذه العائلة توسع انتشارىا‪ ،‬فسكن بعضهم طرابلس‪ ،‬كبعضهم قرية القرنة‬
‫عكار كيطلق عليهم آؿ يوسف ا‪٢‬باج الكيبل٘ب‪.‬‬

‫فمن مشاىيرىم‪:‬‬
‫‪ -‬ا‪٤‬بفٍب األكؿ ُب عكار الذم عْب بفرماف سلطا٘ب صادر عن األستانة (استنبوؿ) منذ مائة‬
‫ك‪ٜ‬بانْب سنة تقريبان ‪ ،‬سماحة الشي السيد أحمد أفندي ال اج الكي ي ابن الشي‬
‫مصطفى قدس سرٮبا‪ ،‬كاف كاعظان كأستاذا مرشدان‪ٚ ،‬برج على يديو كبار علماء طرابلس الشاـ‪،‬‬
‫منهم مشايخ آؿ ا‪٣‬بطيب ا‪٢‬بسِب ا‪٤‬بعركفوف اليوـ بآؿ ا‪٢‬بفار‪ ،‬كما درس مادٌب أصوؿ الفقو‬
‫كالفقو ُب ا‪٤‬بدرسة ا‪٢‬بميدية‪ ،‬كبعد كفاتو تؤب منصب اإلفتاء كلده‪:‬‬
‫‪ -‬سماحة الشي مصطفى أفندي الكي ي قدس سره‪ ،‬فكاف على سّبة كالده كما كاف يعقد‬
‫ُب مٍن ًزلو ُب بيت ا‪٢‬باج حلقات التعليم ك‪ٙ‬بفيظ القرآف الكر‪ٙ‬ب كشرح األحاديث النبوية‪ ،‬حيث‬
‫عرؼ فيما بعد ٗبٍنزكؿ ا‪٤‬بفٍب الشيخ مصطفى‪ ،‬فلما توفاه اهلل تعأب انتخب قضاء عكار‬
‫بشيوخو كعلمائو كلده‪:‬‬
‫‪ -‬السيد الشي م مد أفندي ال اج الكي ي‪ ،‬فكاف ا‪٤‬بفٍب الثالث على سّبة أجداده‪ ،‬فلما‬
‫توفاه اهلل انتخب كلده ‪٤‬بنصب اإلفتاء‪:‬‬

‫‪448‬‬
‫‪ -‬سماحة الشي مصطفى أفندي ال اج الكي ي‪ ،‬ككاف على سّبة أىلو‪ ،‬فلما توفاه اهلل‬
‫انتخب من بعده ‪٤‬بنصب اإلفتاء كلده‪:‬‬
‫‪ -‬سماحة الشي م مد أفندي ال اج الكي ي‪ ،‬كاف ر‪ٞ‬بو اهلل صاحب نشاطات علمية‬
‫كثقافية كخدماتية‪ ،‬فكاف ٕبق مرجعان دينيان كسياسيان معظمان مقصودان من كل الطوائف‪ ،‬يقصده‬
‫أىل الطوائف األخرل كما ا‪٤‬بسلمْب يستفتونو فيما كاف يعَبضهم من خبلفات‪ ،‬فلما توفاه اهلل‬
‫انتخب‪:‬‬
‫‪ -‬قيقو الشي عمر أفندي الكي ي مفتيان على عكار‪ ،‬فسار على هنج شقيقو ككاف مثاالن‬
‫ٰبتذل ُب العلم كالفضيلة كالعدؿ‪ ،‬فلما توفاه اهلل تعأب انتخب ‪٪‬بلو‪:‬‬
‫‪ -‬سماحة الشي بالد أفندي ال اج الكي ي مفتيا على عكار‪ ،‬كقد ضبطت ُب عهده‬
‫الدكاكين ك‪ٝ‬بعت األكقاؼ‪ ،‬كما كاف مرجعان دينيان كسياسيان يستفٌب من كل الطوائف‪ ،‬كلو‬
‫مؤلفات عديدة منها‪:‬‬
‫‪ ‬الزىرة النرجسية ُب األلفاظ اللغوية‬
‫‪ ‬كالزىرة األقحوانية ُب ا‪٣‬بطب ا‪٤‬بنربية‬
‫كما كاف خطيبا المعان‪ ،‬كقد ترؾ العديد من ‪٦‬بلدات الفتاكل ال يزاؿ قسم منها ‪٧‬بفوظان ُب‬
‫دائرة األكقاؼ اإلسبلمية ُب عكار‪ ،‬توُب سنة ُٕٓٗر‪ ،‬انتخب قضاء عكار من بعده كلده‪:‬‬
‫‪ -‬سماحة الشي م مد بهاء أفندي الكي ي مفتيا على عكار‪ ،‬فسار سّبة آبائو كلو مؤلفات‬
‫ُب الفتول ‪٧‬بفوظة أيضان ُب دائرة األكقاؼ اإلسبلمية ُب ىح ٍلبىا ىع َّكار‪ ،‬ككاف من علماء الفرائًض‬
‫(ا‪٤‬بواريث) اخرب٘ب كالدم ا‪٢‬باج طو الدىيػيب حفظو اهلل‪ ،‬أف ‪٠‬باحة ا‪٤‬بفٍب ‪٧‬بمد هباء‪ :‬كاف على‬
‫قدر عاؿ من األخبلؽ كالتواضع كالتسامح كا‪٤‬بسارعة ُب قضاء حوائج الناس‪ ،‬ككاف يظهر على‬
‫كجهو أثر ا‪٣‬بشية‪ ،‬كأنو كاف بينهما زيارات‪...‬‬
‫توُب ر‪ٞ‬بو اهلل سنة ُْٕٗر كٗبوتو ال يزاؿ منصب اإلفتاء شاغران حٌب اآلف‪ ،‬كشقيق الشيخ‬
‫‪٧‬بمد هباء ىو‪:‬‬
‫‪ -‬فضلية الشي عمر أفندي ال اج الكي ي ا‪٢‬بسِب ا‪٢‬بسيِب‪ ،‬ا‪٤‬برشح ‪٤‬بنصب اإلفتاء ُب عكار‬
‫الذم ٓب يزؿ حيان مد اهلل ُب عمره ككفقو ‪٣‬بدمة دينو‪ٚ ،‬برج الشيخ عمر من األزىر الشريف ُب‬
‫مطلع السبعينات‪ ،‬كما ٰبمل إجازة ُب ا‪٢‬بقوؽ‪ ،‬كيعمل اآلف ُب القضاء(احملاكم الشرعية عكار)‬
‫ككاف مدرسان ‪٤‬بادة الفقو اإلسبلمي ُب كلية الَببية كالتعليم اإلسبلمية‪ ،‬كما كاف رئيسان للجنة‬

‫‪449‬‬
‫ا‪٤‬بصا‪٢‬بات ُب عكار أثناء األحداث اللبنانية‪ ،‬كقد أخذ اهلل على يديو فأ‪٪‬بز كأًب فوؽ العشرين‬
‫مصا‪٢‬بة من أعقد أنواع ا‪٣‬ببلفات الٍب كانت تعصف بقضاء عكار كذلك بتوفيق اهلل تعأب‪.‬‬
‫كلو العديد من ا‪٤‬بقاالت ُب الصحف كاجملبلت‪ ،‬كما أنو عمل كاعظان كخطيبا سياران ُب معظم‬
‫مساجد عكار‪ ،‬كما أنو سعى ُب بناء كترميم ا‪٤‬بساجد التالية ‪ -‬مسجد بيت ا‪٢‬باج عكار‪-‬‬
‫كمسجد ا‪٤‬بباركية عكار‪ -‬كمسجد دنبو عكار‪ -‬كمسجد ذك ا‪٤‬بتارجة قرب حلبا‪ -‬كمسجد‬
‫خريبة ا‪١‬بندم عكار‪ -‬كما أنو أقاـ مستوصفان خّبيان ُب بيت ا‪٢‬باج ال يزاؿ يعمل حٌب اآلف‬
‫يقوـ بتطبيب أكثر من تسعة قرل‪ ،‬كالشيخ عمر ٓب يزؿ على صلة بأقربائو آؿ الدىيػيب ُب دار‬
‫عمار كا‪٤‬بنية‪.‬‬
‫ك‪٤‬با زرتو ُب مٍنزلو ُب ‪٧‬بلة أيب ‪٠‬براء طرابلس استقبلِب استقباالن ‪ٝ‬بيبلن‪ ،‬كرأيتو خلوقان‬
‫متواضعان بشوشان كرٲبان على عادات أجداده أىل ا‪٤‬بركءة كالكرـ‪،‬كمن ‪ٝ‬بلة ما دار ُب ا‪٢‬بديث‬
‫بيننا أخرب٘ب بأف شقيقو ا‪٤‬بفٍب ‪٧‬بمد هباء قاـ بإنشاء دار فتول كبناء مسجد حلبا‪.‬‬
‫كما أنو أشاد ُب التصوؼ قائبلن ٗبا معناه" إف التصوؼ تربية للنفس كجهادىا حٌب تكوف‬
‫أرضى لرهبا كىذا من عمل الصحابة‪ ،‬كالتصوؼ الصحيح ىو ا‪٤‬ببِب على موافقة الكتاب كالسنة‬
‫كالعقيدة الصحيحة ال عقيدة التشبيو ككحدة الوجود كا‪٢‬بلوؿ الٍب أدخلها بعض أدعياء‬
‫التصوؼ الذين شوىوا صورة التصوؼ ٍب قاؿ حفظو اهلل‪ :‬نعم أنا أتشرؼ باالنتساب إٔب‬
‫التصوؼ الذم كاف عليو الصحابة كالسلف كاإلماـ عبد القادر كاإلماـ أ‪ٞ‬بد الرفاعي كغّبٮبا‬
‫من أئمة التصوؼ أىل العلم كالفقو كالصفاء‪ ،‬قاؿ‪ :‬كأنا على الطريقة القادرية طريقة جدم‬
‫اإلماـ عبد القادر الكيبل٘ب اماـ عصره رضي اهلل عنو‪ ...‬ككاف ذلك يوـ االحد بعد العصر ُب‬
‫بيتو الكائن ُب أيب ‪٠‬براء طرابلس الشاـ ِٗ من ذم ا‪٢‬بجة سنة ُُِْىػ ِٓ آذار ََُِر‬
‫كما أف الشيخ زيدان قاؿ كبلمان قريبان من كبلـ الشيخ عمر‪ ،‬كما أخرب٘ب بأف سفّب لبناف‬
‫ُب الكويت حاليان ىو السيد خالد الكيبل٘ب بن مصطفى بن ‪٧‬بمد بن مصطفى بن ‪٧‬بمد بن‬
‫مصطفى بن ا‪٤‬بفٍب األكؿ ‪٠‬باحة الشيخ أ‪ٞ‬بد أفندم ا‪٢‬باج الكيبل٘ب‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كللسفّب شقيق يدعى السيد ‪٧‬بمد‪ ،‬لو زاكية ُب طرابلس يقيم فيها ا‪٢‬بضرات القادرية‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ زيد‪ " :‬كىناؾ عدد من آؿ الكيبل٘ب غّب الذين كردت أ‪٠‬باؤىم عرفوا بالزىد‬
‫كالصبلح منهم الشيخ عبد الفتاح‪.‬‬

‫‪451‬‬
‫كالشيخ زيد ىو ابن السيد ‪٧‬بمد بن خالد بن عمر ابن ا‪٤‬بفٍب مصطفى ابن ا‪٤‬بفٍب ‪٧‬بمد ابن‬
‫ا‪٤‬بفٍب مصطفى ابن ا‪٤‬بفٍب أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬باج الكيبل٘ب ابن السيد الشيخ مصطفى دفْب خريبة ا‪١‬بندم‬
‫قدس سره العزيز‪.‬‬
‫كمن ‪ٝ‬بلة ما ذكره ٕب الشيخ عمر‪ :‬أنو كقع مرة من الطابق السادس‪ ،‬فقاـ كما بو أذل‪،‬‬
‫يعِب أف ىذا بسر أجداده أم كرامة ألجداده‪.‬‬
‫كقاؿ‪:‬إف ا‪٤‬بفتْب من آؿ الكيبل٘ب الذين كردت أ‪٠‬باؤىم كانوا على مذىب أيب حنيفة رضي اهلل‬
‫عنو‪.‬‬
‫كهبذا نكوف قد بينا فضل ىذه العائلة الشريفة بطريقة موجزة نفعنا اهلل بالصا‪٢‬بْب منهم‪ -‬أمْب‪.‬‬

‫ؿ ِ‬
‫الكلَ ْل و ؿ رؼ الدين‬
‫(الكي ي األصل)‬
‫أخرب٘ب الشيخ ناصر مرعوش (الطرابلسي) كىو من أىل ا‪٤‬بعرفة باألنساب‪ :‬أف آؿ الكلل‬
‫كآؿ شرؼ الدين ىم فرع من كيبلنية ‪ٞ‬باه‪ ،‬فأما آؿ الكلل فيقطنوف بلدة ا‪٤‬بنية القريبة من‬
‫طرابلس‪ ،‬كسبب تسميتهم بآؿ الكلل‪ ،‬أف جدان ‪٥‬بم من أصحاب الكرامات عْب راميان على‬
‫ا‪٤‬بدفعية ُب ا‪١‬بيش العثما٘ب‪ ،‬فكاف يلقم ا‪٤‬بدفع بالقنابل‪ ،‬ككانوا أحيانا يسموف القنابل(كًلى ٍل)‬
‫‪ٝ‬بع كًلَّة‪ ،‬شكلها كركم‪،‬فحصلت لو كرامة أثناء رمي القنابل (الكلل) فلقبوه صاحب الكلل‪،‬‬
‫ككاف قبل ذلك من آؿ شرؼ الدين (الكيبل٘ب) األصل‪ ،‬كشرؼ الدين ىو اسم جد ‪٥‬بم كاف‬
‫شيخ الطريقة القادرية كنقيبان لؤلشراؼ توُب ُب ‪ٞ‬باه‪ ،‬كقد مر معنا ذكر ا‪٠‬بو‪.‬‬
‫كأما القسم الثا٘ب من ىذا الفرع فهم آؿ شرؼ الدين‪ٓ ،‬ب تزؿ كنيتهم على اسم جدىم‬
‫ا‪٤‬بذكور‪ ،‬كىم مستوطنوف قرية برقايل ا‪٤‬بعركفة إحدل قرل عكار‪.‬‬

‫‪450‬‬
‫ؿ البيروتي‬
‫في رابلل الشاـ‬
‫كمن فركع كيبلنية ‪ٞ‬باه عائلة آؿ البّبكٌب ُب طرابلس الفيحاء‪ ،‬كاألصل كيبل٘ب‪.‬‬
‫قدـ أحد أجدادىم كسكن طرابلس كاستوطنها كبُب هبا زاكية لئلرشاد كالتعليم كنشر‬
‫الطريقة القادرية كذلك منذ مائٍب عاـ تقريبان‪ ،‬كىذه الزاكية أسست ُب حي من أحياء طرابلس‬
‫‪٠‬بي ىذا ا‪٢‬بي فيما بعد ٕبي‪-‬النورم‪ -‬على اسم أحد مشايخ آؿ البّبكٌب‪ٍ ،‬ب ُب أياـ الشيخ‬
‫عبد القادر البّبكٌب الذم كلد سنة ُّْٕىػ ُِٖٗر نقلت الزاكية إٔب حي ا‪٤‬بهاترة قرب قلعة‬
‫طرابلس‪.‬‬
‫كسبب تسميتهم بآؿ البّبكٌب أف أحد أجدادىم أقاـ ُب مدينة بّبكت لفَبة كبعد أف عاد‬
‫لقب بالبّبكٌب كىكذا أطلق على ذريتو آؿ البّبكٌب‪ ،‬كىذا الفرع ىو كيبل٘ب األصل‪ ،‬فإف ىناؾ‬
‫عائلة أخرل من آؿ البّبكٌب ليست من أىل ىذا النسب‪.‬‬
‫كقد مضى على كفاة الشيخ مصطفى البّبكٌب ‪٫‬بو مئة عاـ‪ ،‬كلو شقيق ىو‪:‬‬
‫‪ -‬الشي السيد سعيد البيروتي الكي ي القادري‪ ،‬كلد سنة ُِٕٖىػ َُٕٖر كتوُب سنة‬
‫ُُّٓىػ ُِّٗر كدفن بطرابلس ُب مقربة باب الرمل‪ ،‬استلم الزاكية الٍب كانت تقع ُب حي‬
‫النورم بالقرب من ا‪١‬بامع الكبّب‪ ،‬ككانت تظهر على يده ا‪٣‬بوارؽ كالدخوؿ ُب النار كاستعماؿ‬
‫السبلح كغّب ذلك‪ ،‬ككانت لو نوبة‪ ،‬كقد شارؾ با‪٢‬برب العا‪٤‬بية األكٔب ٍب عاد سا‪٤‬بان إٔب‬
‫طرابلس‪ ،‬ككاف يسافر أحيانان إٔب بّبكت إلقامة حلقات الذكر‪ ،‬ككاف ٰبضره أحيانا بعض‬
‫األجانب كا‪٤‬بنكرين على التصوؼ فّبكف منو ا‪٣‬بوارؽ فيتوب بعضهم‪ ،‬كقد كثر مريدكه‪ ،‬ىذا‬
‫باإلضافة إٔب أنو كانت تعطى ُب زاكيتو الدركس ُب العقيدة كغّبىا قدس سره العزيز‪.‬‬
‫ىذا كقد أعقب الشيخ مصطفى ثبلثة ذكور كىم السادة‪ :‬وري – وحسن – وجميل‪،‬‬
‫كأشهرىم‪ :‬الشي السيد وري‪ ،‬كلد ر‪ٞ‬بو اهلل ُب طرابلس سنة ُُّٔىػ ُٖٖٗر‪ ،‬تلقى‬
‫علومو الشرعية على يد الشيخ إشراقية الكائن ُب حي الَببيعة كقرأ عليو القرآف كحفظو‪ ،‬ككاف‬
‫كالده يعده ليكوف من بعده‪،‬أخذ الطريقة من كالده‪ٍ ،‬ب بعد كفاة كالده أخذىا من الشيخ الكبّب‬
‫السيد أ‪ٞ‬بد شاكر الزعيب قدس سره‪.‬‬
‫شارؾ الشيخ نورم ُب ا‪٢‬برب العا‪٤‬بية األكٔب ُب األناضوؿ ٍب عاد سا‪٤‬بان‪ ،‬فقاـ بشؤكف‬
‫الزاكية من إقامة حلقات الذكر فيها‪ ،‬ككاف بعد انتهاء ا‪٢‬بلقة يعطي درسان دينيان‪ٍ ،‬ب يذكر بعض‬

‫‪452‬‬
‫مناقب اإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنو‪ ،‬كقد اشتهر أمره ككثر عدد مريديو‪ ،‬حٌب ‪٠‬بي ا‪٢‬بي‬
‫الذم كاف بو بإ‪٠‬بو كدعي أيضان‪ -‬بزقاؽ البّبكٌب كأما شقيقو الشيخ حسن فهو الذم كاف يدير‬
‫شؤكف الزاكية قبلو ككاف على سّبة أجداده‪ ،‬ككانت كفاة الشيخ نورم بطرابلس كدفن إٔب جانب‬
‫كالده كشقيقو السيد حسن‪ ،‬كاستلم مكانو شقيقو السيد ‪ٝ‬بيل حٌب كفاتو فاستلم األمر من‬
‫بعده‪:‬‬
‫وري الذم ٓب يزؿ حيان حٌب اآلف‪ ،‬كلد بطرابلس سنة ُّْٕ‬ ‫‪ -‬السيد عبد القادر بن الشي‬
‫ىػ ُِٖٗر نشأ على حب العلم كالزىد كالصا‪٢‬بْب‪ ،‬كاشتغل بالتجارة مع ‪٧‬بافظتو على حضور‬
‫‪٦‬بالس العلم كالذكر‪ ،‬أخذ الطريقة عن كالده كعمو‪.‬‬
‫كبعد كفاة عمو الشيخ ‪ٝ‬بيل أقاـ زاكية ُب حي ا‪٤‬بهاترة قرب قلعة طرابلس‪ ،‬أطلق على زاكيتو‬
‫اسم‪ -‬الزاكية القادرية الرفاعية‪ٍ -‬ب أٮبلت ىذه الزاكية كتعطلت إقامة ا‪٢‬بلقات فيها ‪٤‬بدة طويلة‪،‬‬
‫إال أنو ييعً يد فتحها من جديد‪ ،‬كللسيد عبد القادر شقيق من الرضاعة كىو ابن عمو أيضا‪:‬‬
‫يدعى السيد عيد ال موي البيروتي أخذ الطريقة عن جده الشيخ حسن كفتح‪ -‬الزاكية‬
‫الكرٲبية‪ -‬سوؽ الصاغة كىو يقيم فيها ا‪٢‬بلقات حاليان‪ ،‬كٓب يزؿ يعتِب بنوبة أجداده مع ٘بديد‬
‫فيها‪.‬‬
‫(م حظة) آؿ ا‪٢‬بموم نسبة إٔب مدينة ‪ٞ‬باه‪ ،‬كىذه الكنية تطلق على عدد كبّب من الناس ُب‬
‫سوريا كلبناف بسبب الذين ىاجركا من ‪ٞ‬باه كاستوطنوا ُب مدف أخرل‪ ،‬فعلى ىذا ليس كل من‬
‫تكُب ‪-‬با‪٢‬بموم‪ -‬من أىل بيت النبوة‪.‬‬
‫فإف من آؿ ا‪٢‬بموم من يعود نسبو إٔب اإلماـ ا‪٢‬بسن السبط رضي اهلل عنو كمنهم من يعود‬
‫نسبو إٔب اإلماـ ا‪٢‬بسْب السبط رضي اهلل عنو‪ ،‬كمنهم من ليس من أىل ىذا النسب كتبقى‬
‫نسبتو إٔب مدينة ‪ٞ‬باه فقط‪.‬‬
‫فآؿ ا‪٢‬بموم البّبكٌب ُب طرابلس ا‪٤‬بعنيوف ُب ىذه الَب‪ٝ‬بة ىم الذين يعود نسبهم إٔب‬
‫السيد عبد الرزاؽ ابن اإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫ؿ ألقاسمي و ؿ الخطيب الكي ي في مدينة دمش‬

‫‪453‬‬
‫كمن ذرية اإلماـ عبد الرزاؽ بن سيدنا عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ُب دمشق آؿ القا‪٠‬بي كآؿ‬
‫ا‪٣‬بطيب‪ ،‬كنسب العائلتْب يعود للسيد عبد الرزاؽ كلكن ليس عن طريق كيبلنية ‪ٞ‬باه بل من‬
‫فرع آخر‪ ،‬كقد اشتهرت العائلتاف بكثرة العلماء كالصا‪٢‬بْب فيهما يقوؿ ا‪٤‬بؤلف ‪٧‬بمد بن ناصر‬
‫العجمي ُب كتابو‪ -‬آؿ القا‪٠‬بي‪ -‬نزح ا‪١‬بد السادس آلؿ القا‪٠‬بي من بغداد‪ ،‬وىو السيد قاسم‬
‫قيقو السيد م مد من ‪٫‬بو ثبل‪ٜ‬بائة سنة‪ ،‬ك‪٤‬با كصبل إٔب حدكد الشاـ نزؿ‬ ‫أبو بكر م‬
‫أحدٮبا كىو جد آؿ القا‪٠‬بي السيد قاسم أبو بكر ُب دير عطيو من جباؿ القلموف‪ ،‬فأحبٌها‬
‫كأقاـ هبا‪ ،‬كصار لو تبلمذة كثّبكف كأصدقاء‪ ،‬كانتشرت عائلتو فيها‪ ،‬كىي ُب دير عطيو تعرؼ‬
‫بعائلة‪ -‬بكر‪ -‬إشارة إليو‪ ،‬كيبدك أنو كاف عا‪٤‬بان كبّبان حيث كاف لو تبلمذة كثّبكف يعرفوف‬
‫ذكر ُب شجرة نسب آؿ القا‪٠‬بي أنو دفْب‬ ‫بتبلمذة الشيخ بكر‪ ،‬كىكذا ي‪٠‬بيت بعائلة بكر‪ ،‬كقد ى‬
‫دير عطية‪.‬‬
‫كأما شقيقو السيد ‪٧‬بمد فنىزؿ ُب قرية قريبة من أخيو ا‪٠‬بها‪ -‬يحلىى‪ -‬من أعماؿ قضاء‬
‫النبك كأقاـ هبا‪ٍ ،‬ب رحل من ذريتو كذرية أخيو فركع إٔب دمشق كعدرا التابعة لقضاء دكما‪،‬‬
‫كأقاموا أخّبان كلهم ُب دمشق كا‪ٚ‬بذكىا كطنان كال يزالوف حٌب اآلف‪.‬‬
‫كمن ذرية السيد ‪٧‬بمد الذم كاف يسكن ُب يحلىى‪ -‬آؿ ا‪٣‬بطيب‪٠ -‬بوا بذلك بسبب توليهم‬
‫ا‪٣‬بطبة كالتدريس ُب ا‪١‬بامع األموم فغلبت كنية ا‪٣‬بطيب على الكيبل٘ب‪.‬‬
‫كما غلبت كنية القا‪٠‬بي على الكيبل٘ب بسبب شهرة الشيخ قاسم سليل السيد قاسم أبو بكر‬
‫اآلٌب تر‪ٝ‬بتو‬
‫كنسب العائلتْب إٔب اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٢‬بسِب على النحو التإب‪:‬‬
‫اإلماـ السيد عبد الرزاؽ بن سيد ا م ي الدين عبد القادر ال ي ي قدس سرىما‪:‬‬
‫أعقب اإلماـ ال افظ قاضي القضاة صراً‪ -‬أعقب الم دث السيد أبا صر م مداً‪-‬‬
‫أعقب السيد عبد الرزاؽ‪ -‬أعقب السيد تاج الدين م مداً‪ -‬أعقب هاب الدين‬
‫أحمداً‪ -‬أعقب رؼ الدين ي يى‪ -‬أعقب بدر الدين حسيناً‪ -‬أعقب ع ء الدين علياً‪-‬‬
‫أعقب هاب الدين أحمداً‪ -‬أعقب هاب الدين م مداً‪ -‬أعقب السيد عبد ا‬
‫الكي ي‪ -‬أعقب السيد هاب الدين أحمداً‪ -‬أعقب السيد ج ؿ الدين‪ -‬أعقب‬
‫السيد ع الدين م مداً‪ -‬أعقب السيد عبد الرزاؽ الكي ي‪ -‬أعقب السيد ياسين‬
‫الكي ي‪ -‬أعقب السيد عمر الكي ي‪ -‬أعقب السيد الشي الكبير قاسماً أبا بكر‬

‫‪454‬‬
‫دفين دير عطية جد ؿ القاسمي الكي ي‪ ،‬و قيقو السيد الشي العارؼ م مد يل‪-‬‬
‫ُحلَى‪ -‬جد ؿ الخطيب الكي ي‪.‬‬
‫فأما آؿ القا‪٠‬بي نسبة إٔب السيد ‪ -‬العالم الكبير العارؼ با الشي قاسم الكي ي‬
‫ؽ ابن السيد صاّب الكيبل٘ب ابن السيد إ‪٠‬باعيل الكيبل٘ب ابن السيد أيب بكر‬ ‫الشهير بال‬
‫الكيبل٘ب ابن السيد أيب أمْب ‪٧‬بمد ابن السيد أيب بكر قاسم الكيبل٘ب دفْب دير عطية‪...‬‬
‫كقد ترجم للشيخ قاسم عدد من ا‪٤‬بؤلفْب منهم الشيخ ‪٧‬بمد ‪ٝ‬بيل الشطي مؤلف كتاب أعياف‬
‫دمشق ُب القرف الثالث عشر كنصف القرف الرابع عشر‬
‫قاؿ‪ :‬تر‪ٝ‬بو حفيده أستاذنا العآب ا‪٤‬بفضاؿ الشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين القا‪٠‬بي‪ُ ،‬ب تارٱبو‪ -‬تعطّب ا‪٤‬بشاـ‬
‫ُب مآثر الشاـ‪ -‬قاؿ‪ :‬ىو قاسم بن صاّب بن إ‪٠‬باعيل بن أيب بكر الشهّب با‪٢‬ببلؽ الدمشقي‬
‫الشافعي‪ٕ ،‬بر العلم الزاخر كركض العرفاف الناضر إماـ العلم كحامل لوائو‪ ،‬كفلك الفضل‬
‫ككوكب ‪٠‬بائو‪ ،‬صاحب التآليف ا‪٤‬بشهورة كا‪٤‬بناقب الٍب على ألسنة الدىر مأثورة‪ ،‬كلد بدمشق‬
‫الشاـ سنة ثبلث كعشرين كمائتْب كألف‪ ،‬كنشأ ُب حجر كالده‪ ،‬فبزغ كآية النجابة ترمقو‪،‬‬
‫كبشائر الفتوة تعشقو‪ ،‬كتكسب بصنعة ا‪٢‬ببلقة ُب حداثتو (فاشتهر با‪٢‬ببلؽ) ٍب أقبل على‬
‫االشتغاؿ بالعلوـ‪ ،‬فأخذ عن الفحوؿ‪،‬‬
‫كمن مشاٱبو العبلمة الشيخ السيد صاّب الدسوقي‪ ،‬ككالده بركة عصره الشيخ ‪٧‬بمد‬
‫الدسوقي‪ ،‬كالزـ ‪٧‬بدث الشاـ السيد الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن الكزبرم‪ ،‬ككاف من أجل أخصائو‪،‬‬
‫كأجازه بالطريقة القادرية‪ ،‬كألبسو ا‪٣‬برقة‪ ،‬كحضر مدة لدل األستاذ الكبّب الشيخ سعيد ا‪٢‬بليب‪،‬‬
‫كأخذ الطريقة الرفاعية من الشيخ السيد عبد القادر الكيإب الرفاعي ‪٤‬با كرد دمشق‪ ،‬كأخذ‬
‫الطريقة النقشبندية عن الشيخ أ‪ٞ‬بد األربيلي خليفة موالنا خالد النقشبندم‪ ،‬كتصدر ا‪٤‬بَبجم‬
‫لئلقراء كاإلفادة ُب حياة شيوخو‪ ،‬على ذىن متوقد ُب حل ا‪٤‬بشكبلت‪ ،‬كحببو ا‪٤‬بؤب إٔب األناـ‪،‬‬
‫ا‪٣‬باص منهم كالعاـ‪ ،‬ككاف حسن األخبلؽ لطيف الذات حسن العشرة جدان‪ ،‬متحليان بالقناعة‬
‫متخليان للطاعة‪ ،‬لذيذ الذاكرة‪ ،‬شهي احملاضرة‪ ،‬مع فصاحة لساف‪ ،‬كطبلكة بياف‪ ،‬عظيم التحرم‬
‫ُب أمور العبادة‪ٓ ،‬ب ٱبالط الكرباء‪ ،‬كٓب تستفزه األىواء‪.‬‬
‫ك‪٤‬با رحل سنة َُِٕىػ إٔب مصر كزار ا‪١‬بامع األزىر‪ ،‬استجاز العبلمة الشيخ مصطفى ا‪٤‬ببلط‬
‫فأجازه‪ ،‬كالعبلمة الشيخ إبراىيم الباجورم‪ ،‬فكتب لو إجازة أثُب فيها على فضلو كنبلو‪ .‬كقد‬
‫ألف ا‪٤‬بَبجم مؤلفات منها‬

‫‪455‬‬
‫إعانة الناسك على أداء ا‪٤‬بناسك‬ ‫ُ‪.‬‬
‫ِ‪ .‬كالتوسبلت ا‪٢‬بسُب بنظم أ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب‪ ،‬كىو مشتمل على ثبلثة عقود‪٠ ،‬بى‬
‫األكٔب" إغاثة ا‪٤‬بلهوؼ فيما دٮبو من الصركؼ"‪ ،‬كالثا٘ب " إعانة ا‪٤‬بغلوب على ما نزؿ بو من‬
‫ا‪٣‬بطوب" كالثالث" مفتاح الفرج لكل ذم شدة كحرج" كقد شرح ىذه العقود الشيخ أ‪ٞ‬بد‬
‫الفيشي األزىرم ُب ‪٦‬بلد‪.‬‬
‫كرسالة فيمن حج البيت ا‪٢‬براـ كمات‪ ،‬كعليو ذنوب صغائر ككبائر كتبعات‬ ‫ّ‪.‬‬
‫كرسالة ُب ‪٧‬برمات النكاح برضاع أك نسب كتصوير مسائلها‬ ‫ْ‪.‬‬
‫كرسالة ُب عقيدة أىل السنة‬ ‫ٓ‪.‬‬
‫كمولد ‪٠‬باه"مورد الناىل ٗبولد النيب الكامل‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬كتضمْب الربدة ‪٠‬باه" الدرة الزاىرة بتضمْب الربأة الفاخرة " طبعت بدمشق مع قصائد‬
‫نبوية سنة ُِْٖىػ‬
‫ٖ‪ .‬كلو تشطّب المية ابن الوردم كنظم األجركمية‪ ،‬كٓب يتمهما‪ ،‬كلو غّب ذلك‪.‬‬
‫كقد أخذ عن ا‪٤‬بَبجم خلق كثّب‪ ،‬كانتفع بو جم غفّب‪ ،‬كحصل لو من ‪ٞ‬بيد الذكر ك‪ٝ‬بيل‬
‫النشر ما ال تزاؿ الركاة تدرسو كالتواريخ ‪ٙ‬برسو‪ ،‬كقد أـ ُب جامع حساف‪ ،‬كخطب فيو كدرس‬
‫السنانية سنة ُِٕٗىػ خلفان للشيخ عبد اهلل الكردم‪،‬‬ ‫ٕبجرتو‪ٍ ،‬ب عْب إمامان للشافعية ٔبامع ِّ‬
‫فأـ فيو كأحيا دركسو الليلية كالنهارية حديثان كفقهان‪،‬‬
‫ككاف لو نظم فائق رائق‪ ،‬كمن شعره ىذه القصيدة التوسلية ا‪٤‬برتبة على حركؼ ا‪٥‬بجاء نظمها‬
‫كىو ُب رمد شديد كصار يتلوىا فشفي ‪٩‬با أٓب بو ك‪٩‬با جاء فيها‪:‬‬

‫كمػ ػ ػ ػػا أقاسػ ػ ػ ػػيو مػ ػ ػ ػػن ضػ ػ ػ ػػرم كمػ ػ ػ ػػن أ‪٤‬بػ ػ ػ ػػي‬ ‫أشػ ػ ػ ػػكو إٔب اهلل م ػ ػ ػ ػػا ألق ػ ػ ػ ػػاه م ػ ػ ػ ػػن ‪٤‬ب ػ ػ ػ ػػم‬
‫مسػ ػ ػػتغفران مػ ػ ػػن ذنػ ػ ػػوب أكجبػ ػ ػػت سػ ػ ػػقمي‬ ‫بال ػ ػ ػػذؿ كافي ػ ػ ػػت ب ػ ػ ػػاب الع ػ ػ ػػز منكسػ ػ ػ ػران‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػػن ض ػ ػ ػ ػ ػػعف ٮبت ػ ػ ػ ػ ػػو تيلفي ػ ػ ػ ػ ػػو كالع ػ ػ ػ ػ ػػدـ‬ ‫تػ ػ ػ ػ ػػاهلل تػ ػ ػ ػ ػػاهلل ىػ ػ ػ ػ ػػذا العبػ ػ ػ ػ ػػد ُب يك ػ ػ ػ ػ ػىر وب‬
‫ػؤمبلن ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادة الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادات للخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ‬
‫يم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّ‬ ‫ػت ُب سػ ػ ػػاحة اإلحسػ ػ ػػاف معتكف ػ ػ ػان‬ ‫ثىػ ىويٍػ ػ ػ ي‬
‫للعف ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كا‪١‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػود كاالفض ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ كالك ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫ػت ا‪٢‬بم ػ ػػى طلب ػ ػ ػان‬ ‫ت عزم ػ ػػي كٲبم ػ ػ ي‬ ‫ج ػ ػ ػَّرٍد ي‬
‫ٕبسػ ػ ػ ػ ػ ػػن ظػ ػ ػ ػ ػ ػػِب رجػ ػ ػ ػ ػ ػػاء غػ ػ ػ ػ ػ ػػّب منخػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫حس ػ ػ ػػنت ظ ػ ػ ػػِب ب ػ ػ ػػرب الع ػ ػ ػػا‪٤‬بْب فل ػ ػ ػػي‬

‫‪456‬‬
‫ػوف إذ ن ػ ػ ػ ػػاداؾ ُب الظل ػ ػ ػ ػػم‬ ‫‪٪‬بي ػ ػ ػ ػػت ذا الن ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫خلص ػ ػػت نوحػ ػ ػان كأي ػ ػػوب الص ػ ػػبور كم ػ ػػا‬
‫ىب ػ ػ ػ ػ ػ ػػِب إ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػم ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاللوح كالقل ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫دع ػ ػ ػػاؾ ق ػ ػ ػػوـ ك ػ ػ ػ ػراـ فاس ػ ػ ػػتجبت ‪٥‬ب ػ ػ ػػم‬
‫مػ ػ ػ ػػا ال تطيػ ػ ػ ػػق فيػ ػ ػ ػػا حػ ػ ػ ػػز٘ب كيػ ػ ػ ػػا نػ ػ ػ ػػدمي‬ ‫ذاب ػ ػ ػ ػػت مػ ػ ػ ػ ػرارة ص ػ ػ ػ ػػربم م ػ ػ ػ ػػن ‪ٙ‬بمله ػ ػ ػ ػػا‬
‫ح ػ ػ ػػوؿ كال ق ػ ػ ػػوة عن ػ ػ ػػدم س ػ ػ ػػول س ػ ػ ػػقمي‬ ‫ػت درع ػ ػ ػػي كألقي ػ ػ ػػت الس ػ ػ ػػبلح كال‬ ‫ىرمي ػ ػ ػ ي‬
‫ض ػ ػػيعت عم ػ ػػرم كم ػ ػػا أكتي ػ ػػت م ػ ػػن نع ػ ػػم‬ ‫زاؿ الشػ ػ ػػباب كزار الشػ ػ ػػيب يػ ػ ػػا أسػ ػ ػػفي‬
‫مع ػ ػ ػ ػ ػػارج الص ػ ػ ػ ػ ػػفح كالتق ػ ػ ػ ػ ػػديس كالس ػ ػ ػ ػ ػػلم‬ ‫سػػر يب إٔب حضػػرة التقريػػب منػػك علػػى‬
‫إٔب أف قاؿ‪:‬‬
‫م ػ ػ ػ ػػن كي ػ ػ ػ ػػد فرع ػ ػ ػ ػػوف كاالغ ػ ػ ػ ػراؽ بالس ػ ػ ػ ػػلم‬ ‫‪٪‬بيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػت موس ػ ػ ػ ػ ػ ػػى كىاركنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا كقومهم ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫مػ ػ ػ ػػن كػ ػ ػ ػػل ذنػ ػ ػ ػػب كحػ ػ ػ ػػق قػ ػ ػ ػػر ُب ذ‪٩‬بػ ػ ػ ػػي‬ ‫ى ػ ػػب ٕب النج ػ ػػاة ف ػ ػػإ٘ب عش ػ ػػت ذا س ػ ػػرؼ‬
‫شػ ػ ػ ػػر القضػ ػ ػ ػػاء كمػ ػ ػ ػػا قػ ػ ػ ػػد خػ ػ ػ ػػط بػ ػ ػ ػػالقلم‬ ‫كع ػ ػ ػ ػػافِب كاع ػ ػ ػ ػػف ع ػ ػ ػ ػػِب كاى ػ ػ ػ ػػد٘ب كق ػ ػ ػ ػػِب‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل تكل ػ ػ ػ ػ ػ ػػِب إٔب نفس ػ ػ ػ ػ ػ ػػي كال ىرً‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬ ‫ال ح ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ عن ػ ػ ػ ػ ػ ػػدم كال ٕب ق ػ ػ ػ ػ ػ ػػوة أب ػ ػ ػ ػ ػ ػػدان‬
‫أمػ ػ ػ ػ ػػرم كديػ ػ ػ ػ ػػِب مػ ػ ػ ػ ػػع الػ ػ ػ ػ ػػدينا ك‪٨‬بتتمػ ػ ػ ػ ػػي‬ ‫يسػ ػ ػػر كأص ػ ػ ػػلح كأحسػ ػ ػػن من ػ ػ ػػك ٕب كرم ػ ػ ػان‬

‫كمن شعره ‪ٚ‬بميس بيٍب األعرايب ا‪٤‬بشهورين كىو قولو‪:‬‬


‫كش ػ ػ ػ ػ ػػرؼ العػ ػ ػ ػ ػ ػػرش كالكرس ػ ػ ػ ػ ػػي مقدمػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫يػ ػ ػ ػ ػ ػػا سػ ػ ػ ػ ػ ػػيدان سػ ػ ػ ػ ػ ػػادة األفػ ػ ػ ػ ػ ػػبلؾ ‪ٚ‬بدمػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫إ٘ب ج ػ ػ ػ ػ ػريح كجرح ػ ػ ػ ػػي ع ػ ػ ػ ػػز مرٮب ػ ػ ػ ػ ػو‬
‫فط ػ ػ ػ ػػاب م ػ ػ ػ ػػن طي ػ ػ ػ ػػبهن الق ػ ػ ػ ػػاع كاالك ػ ػ ػ ػػم‬ ‫يػ ػ ػػا خػ ػ ػػّب مػ ػ ػػن دفنػ ػ ػػت ُب القػ ػ ػػاع أعظمػ ػ ػػو‬
‫كالطي ػ ػ ػ ػػب م ػ ػ ػ ػػن طيب ػ ػ ػ ػػة الفيح ػ ػ ػ ػػا معادن ػ ػ ػ ػػو‬ ‫يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا طيب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان فاقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت العليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أماكنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫إ٘ب اس ػ ػػتجرت كقل ػ ػػيب ى ػ ػػاج ش ػ ػػاجنو‬
‫في ػ ػ ػ ػ ػػو العف ػ ػ ػ ػ ػػاؼ كفي ػ ػ ػ ػ ػػو ا‪١‬ب ػ ػ ػ ػ ػػود كالك ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫ركح ػ ػ ػ ػ ػػي الف ػ ػ ػ ػ ػػداء لق ػ ػ ػ ػ ػػرب أن ػ ػ ػ ػ ػػت س ػ ػ ػ ػ ػػاكنو‬

‫كلو التشطّب النفيس لبيٍب اإلماـ ابن إدريس‪" :‬يعُب الشافعي رضي اهلل عنو"‬

‫‪457‬‬
‫عم ػ ػ ػ ػ ػػا تق ػ ػ ػ ػ ػ َّػدما‬
‫س ػ ػ ػ ػ ػػألت إ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػػي الع ٍف ػ ػ ػ ػ ػ ىػو ٌ‬ ‫ك‪٤‬بػ ػ ػػا انقضػ ػ ػػى عمػ ػ ػػرم كضػ ػ ػػاقت مػ ػ ػػذاىيب‬
‫ٌ‬
‫ػت رج ػ ػ ػ ػػائي ىٍ‪٫‬ب ػ ػ ػ ػ ىػو ىع ٍفػ ػ ػ ػ ػ ًو ىؾ يسػ ػ ػ ػ ػلَّما‬‫جعل ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ػب ىم ػ ٍػن ىج ػ ػ ىُب‬ ‫ػت الع ٍف ػػو ع ػػن ىذنٍ ػ ً‬ ‫ي‬ ‫ػ‬ ‫م‬‫عل‬ ‫ػا‬ ‫ػ‬ ‫ك‪٤‬ب‬
‫ى‬
‫ػت أنعيمػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ك الفيػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاض َّأم ٍلػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫بإحسػ ػ ػ ػ ػ ػػانً ى‬ ‫تعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاظمِب ذنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيب فلمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا قىرنٍػتيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫أعظىم ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫بع ٍفػ ػ ػ ػ ػ ػ ًوؾ ريب ك ػ ػ ػ ػ ػػاف ىع ٍف ػ ػ ػ ػ ػ يػو ىؾ ٍ‬ ‫فلم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ىشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىف ٍعتيوي‬ ‫ػذكرت تقص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّبم ٌ‬ ‫تػػػػػػػ ي‬
‫كلو غّب ذلك من الرقائق كاألبيات‪.‬‬
‫ككانت كفاتو قدس سره ليلة الثبلثاء ختاـ شعباف أربع ك‪ٜ‬بانْب كمائتْب كألف‪ ،‬كصلى عليو‬
‫السنانية‪ ،‬كدفن ُب مقربة الباب الصغّب‬ ‫تلميذه احملدث الشيخ أ‪ٞ‬بد مسلم الكزبرم ُب جامع ِّ‬
‫لصيق قرب الشيخ إ‪٠‬باعيل ا‪٢‬بايك مفٍب دمشق ر‪ٞ‬بة اهلل تعأب عليو‪.‬‬
‫السنانية بناه الوزير األعظم سناف باشا بدمشق خارج باب ا‪١‬بابية‪ ،‬كنقل العجمي ُب‬ ‫(جامع ِّ‬
‫كتابو آؿ القا‪٠‬بي نقبلن عن احمليب أف الوزير سناف باشا بُب من ا‪٤‬بساجد كا‪٤‬بدارس كا‪٣‬بانات‬
‫كا‪٢‬بمامات ما ينوؼ على ا‪٤‬بائة ُب عدة ببلد كمدف" ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب)‪.‬‬
‫كنقل العجمي عن الشيخ ‪٧‬بمد ‪ٝ‬باؿ الدين القا‪٠‬بي حفيد الشيخ قاسم‪ ،‬أف من الذين‬
‫أخذكا عن الشيخ قاسم من ا‪٤‬بشاىّب كاتصل سندىم بو‪ " :‬الشيخ أ‪ٞ‬بد يم ىسلَّم بن الشيخ عبد‬
‫‪ٞ‬بن ال يك ٍزبرم كالعبلمة الشيخ عمر حفيد الشِّهاب العطار‪.‬‬
‫الر م‬
‫كمنهم ‪٬‬ببة الفضبلء ا‪٤‬برشدين السيد مرتضى ابن السيد ‪٧‬بمد السعيد ا‪٢‬بسِب ا‪١‬بزائرم‪،‬‬
‫كالعبلمة التقي األثرم السيد أ‪ٞ‬بد ابن السيد ‪٧‬بيي الدين ا‪٢‬بسِب ا‪١‬بزائرم ٍب الدمشقي‪ ،‬كمنهم‬
‫خاؿ كالدم ‪٬‬ببة الفضبلء الفقهاء السيد الشيخ حسن بن أ‪ٞ‬بد يجبينة الشهّب بالدسوقي‬
‫ا‪٢‬بسيِب‪ ،‬كمنهم‪ :‬هبجة األعياف الفقيو النبيو الشيخ صاّب أفندم قطنا مفٍب دمشق اآلف‪ ،‬كالعلم‬
‫العامل كالتقي الكامل الشيخ أمْب البيطار‪ ،‬إماـ ا‪٢‬بنيفة ٔبامع السنانية‪.‬‬
‫كمنهم‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد ‪٧‬بمد ا‪٤‬ببارؾ ا‪١‬بزائرم ٍب الدمشقي‪ ،‬كمنهم العبلمة ا‪٤‬بتىػ ىفنِّن الشيخ ‪٧‬بمد‬
‫ي‬
‫ابن الشيخ علي ابن الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن الطيبػي مفٍب حوراف‪ ،‬كأخوه الفقيو ال ىفىرضي الشيخ‬
‫‪٧‬بمود الطييب‪ ،‬كمنهم‪ :‬الوجيو الفاضل رضا أفندم ابن إ‪٠‬باعيل أفندم الغزم‪ ،‬كمنهم‪ :‬األديب‬
‫الشيخ السيد رشيد ا‪٤‬بعصرا٘ب‪ ،‬كمنهم‪:‬الفقيو األديب الشيخ ‪٧‬بمود أبو الشامات‪ ،‬كمنهم‪:‬‬
‫الفقيو الفاضل الشيخ السيد عبد القادر ابن الشيخ ‪٧‬بمد ابن الشيخ عبد القادر ال يك ٍزبرم‪،‬‬

‫‪458‬‬
‫كغّبىم ‪٩‬بن ذاع أثرىم كخربىم‪ ،‬أغدؽ اهلل عليهم سحائب الرضواف‪ ،‬كأحلَّنا كإيَّاىم ُب رياض‬
‫ا‪١‬بناف‪ ،‬آمْب‪.‬‬
‫قاؿ‪ ":‬إف الشيخ قاسم قد تزكج أربعان‪ ،‬كاحدة منهن ٓب تعقب‪ ،‬كالثبلث أعقنب منو‪،‬‬
‫كثالثتهن ىي حفيدة السيد‬‫َّ‬ ‫إحداىن أعقبت أنثى كاحدة‪ ،‬كثانيتهن أعقبت ذكوران كإناثان‪،‬‬
‫سوقي‪ ،‬كٓب تعقب منو إال الشيخ ‪٧‬بمد سعيد‪ ،‬كأبناؤه‪ :‬الشي م مد سعيد‪ ،‬والشي عبد‬
‫الد ٌ‬
‫الرحمن‪ ،‬والشي م مد‪ ،‬والشي عبد الغني وبناتو‪ :‬سية‪ ،‬وميمو ة‪ ،‬وعائشة‪.‬‬

‫‪ -‬الشي م مد سعيد القاسمي الكي ي (الشافعي)‬


‫تر‪ٝ‬بو عدد من ا‪٤‬بؤلفْب منهم الشطي قاؿ‪ :‬كتر‪ٝ‬بو األستاذ البيطار ُب تارٱبو قاؿ‪ ":‬سبللة ‪٦‬بد‬
‫فصيح ألبسو ا‪٤‬بؤب حلة الكماؿ‪ ،‬كبلي نسج‬
‫ه‬ ‫أشرقت أنواره‪ ،‬كنفحت ُب رياض األدب أنواره‪،‬‬
‫القريض على أبدع منواؿ‪ ،‬فحاكؿ رقيقو كجزلو‪ ،‬كأجاد جده كأحكم ىزلو‪"...‬‬
‫كلد ُب دمشق أكائل احملرـ عاـ ُِٗٓ كنشأ ُب حجر كالده بركة عصره كفقيو مصره‪،‬‬
‫فتأدب بفضائلو كهتذب‪ ،‬ككساه من الفنوف الرداء ا‪٤‬بذىب‪ ،‬حٌب نبل كشدا كبل ُب ا‪٤‬بعارؼ‬
‫ا‪٤‬بدل‪...‬‬
‫كقد أخذ أيضان عن أساتذة ‪٧‬بققْب كأفاضل كاملْب‪ ،‬كاجتمع بفضبلء ا‪٢‬برمْب كبيت ا‪٤‬بقدس‬
‫عاـ زيارتو ‪٥‬بما سنة َُُّ ككاف لو إقباؿ على شأنو‪....‬‬
‫ككانت كفاة ا‪٤‬بَبجم فجأة ُب ِِ شواؿ عاـ ُُّٕ كصلي عليو ُب جامع السنانية ٗبشهد‬
‫عظيم‪ ،‬كدفن ُب مقربة الباب الصغّب عند قرب كالده‬
‫قاؿ العجمي نقبلن عن الَب‪ٝ‬بة الٍب كتبها الشيخ ‪٧‬بمد ‪ٝ‬باؿ الدين القا‪٠‬بي عن كالده كالٍب‬
‫‪٠‬باىا "بيت القصيد ُب تر‪ٝ‬بة اإلماـ الوالد السعيد"‪":‬أف الشيخ ‪٧‬بمد سعيد ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب أخذ‬
‫عن عدد من ا‪٤‬بشايخ األفاضل غّب كالده ا‪١‬بليل‪ ،‬منهم الشيخ ‪٧‬بمد الطنطاكم‪ ،‬كالشيخ سليم‬
‫العطار‪ ،‬كالشيخ ‪٧‬بمد ا‪٤‬بنّب‪ ،‬كالشيخ عمر العطار‪ ،‬كالشيخ سعيد األزىرم النابلسي البصّب ‪٤‬با‬
‫أقاـ بدمشق ‪٫‬بو عاـ‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬
‫من مؤلفاتو‬

‫‪459‬‬
‫ُ) بدائع الغرؼ ُب الصناعات كا‪٢‬برؼ‪ٓ -‬ب ينسج فاضل على منوالو‪ ،‬أكضح فيو‬
‫الصناعات الشامية على ا‪٢‬بركؼ ا‪٥‬بجائية‪ ،‬كصل ُب معجمو إٔب حرؼ السْب‪ ،‬كأ‪ٛ‬بو كلده‬
‫الشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين ىو كزكج شقيقتو خليل العظم‪.‬‬
‫كمنها كتاب (الثغر الباسم بَب‪ٝ‬بة سيدم الشيخ قاسم) أم كالده‬ ‫ِ)‬
‫كدب ىكىد ىر ىج‪ -‬على ٭بط الكشكوؿ‬
‫ىب َّ‬
‫كمنها‪ -‬سفينة الفرج ُب ما َّ‬ ‫ّ)‬
‫ْ) كلو ديواف شعر‬
‫ككاف بديع الصوت‪ ،‬لو معرفة جيدة باألنغاـ‪ ،‬ككاف عفيف النفس‪ ،‬كقل ما ٰبضر ‪٦‬بالس‬
‫الوزراء كالوجهاء‪ ،‬يرضى باليسّب من الرزؽ‪ ،‬ككاف كثّب ا‪٤‬بطالعة ٰبفظ ما يقرأ‪ ،‬ككاف يٰبىار من‬
‫سرعة أجوبتو‪...‬‬
‫كقد نقل ا‪٤‬بتىػ ٍرًجم ثناء العديد من ا‪٤‬بشايخ كالفضبلء عليو‪.‬‬
‫كذكر أيضان أف نسبو يتصل بالسادة الدسوقية ا‪٢‬بسينية عن طريق كالدتو السيدة عائشة بنت‬
‫السيدة فاطمة بنت السيد ‪٧‬بمد الدسوقي الدمشقي الذم يصل نسبو إٔب السيد شرؼ الدين‬
‫أيب عمراف موسى الدسوقي شقيق القطب الشهّب اإلماـ السيد إبراىيم الدسوقي رضي اهلل‬
‫عنو‪.‬كمن شعره‪:‬‬
‫ػص‬ ‫ً‬
‫غص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫كاع ػ ػ ػ ػ ػ ػَباه م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ذكم ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنيا ى‬ ‫ػص‬‫ٔب نق ػ ػ ٍ‬ ‫ك ػ ػػل م ػ ػ ٍػن يبغ ػ ػػي س ػ ػػول ا‪٤‬ب ػ ػ ٍػو ى‬
‫ػص‬ ‫ً‬
‫ػؤكؿ عنه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كن ىك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫ػص ا‪٤‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫نىغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫كإذا َّأمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنهم حاج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةن‬
‫ً‬
‫ص‬‫‪:‬من أيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػن لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو داءي البى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػر ٍ‬
‫ػت ٍ‬ ‫قل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫صػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػرتىوي‬ ‫يم ٍك ىف ًهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػر ٍ‬
‫الوج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أبٍ ى‬
‫ػص‬ ‫كعلػ ػ ػ ػ ػػى َّ ً‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرنة ألق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاهي ُب ذؿ ال ىق ىف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫ػخا‬‫السػ ػ ػ ػ ػػائل فىػ ٍرض ػ ػ ػ ػ ػان لػ ػ ػ ػ ػػو ىسػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ص‬ ‫ً‬ ‫ف ػػػػػػػػػ ً‬
‫ىملكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأمر أف تػي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػؤتىى ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ىخ ٍ‬ ‫ػاترؾ الع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ىٓبى طيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػران ٍب ىسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍل‬
‫ص‬ ‫و‬ ‫يمٍنعًم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان بىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػران كرٲب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان رازق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫ض ػ ػ ػػى ع ػ ػ ػػن عبي ػ ػ ػػد ق ػ ػ ػػد ىح ػ ػ ػ ىػر ٍ‬ ‫س يىػ ٍر ى‬ ‫ل ػ ػ ػ ٍػي ى‬
‫ػص‬
‫صػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬‫ػيل ال ىق ى‬ ‫ٍفهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػو ٍأدرل ُب تفاصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫أح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػوىرل‬ ‫ػاؿ ٍ‬ ‫عا‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان إ‪ٝ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬

‫‪461‬‬
‫وقاؿ‪:‬‬
‫فليجتنػ ػ ػ ػ ػػب صػ ػ ػ ػ ػػحبةن األكغػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاد كا‪٥‬بىىمػ ػ ػ ػ ػ ًػج‬ ‫َّصػ ػ ػػر كال ىفػ ػ ػ ىػرج‬
‫ٍ‬ ‫ػاب الن ٍ‬
‫ػدخ يل بػ ػ ػ ى‬ ‫مػ ػ ػػن راـ يػ ػ ػ ي‬
‫إالٌ لً ىم ػ ػ ػ ػ ػ ٍػن ك ػ ػ ػ ػ ػػا ىف ذا ديػ ػ ػ ػ ػ ػ ون بًػ ػ ػ ػ ػػبل ًع ػ ػ ػ ػ ػ ىػو ًج‬ ‫أ‪ٝ‬بعه ػ ػ ػػم‬ ‫ً‬
‫ػزؿ أى ػ ػ ػ ىػل ى ػ ػ ػػذا الوق ػ ػ ػػت ى‬ ‫كليعت ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػخاء فمػ ػ ػ ػػا ُب ذاؾ مػ ػ ػ ػػن ىحػ ػ ػ ػ ىػرًج‬ ‫أك ذا سػ ػ ػ ػ و‬ ‫ب عل ػ ػ ػ وم عػ ػ ػػامبلن كًرع ػ ػ ػان‬ ‫ً‬
‫أك كػ ػ ػػا ىف صػ ػ ػػاح ى‬
‫احػ ػ ػ ىذ ٍر م ػ ػػن ال ػ ػ ىػوىى ًج‬ ‫منه ػ ػػا كخ ػ ػػذ نىػ ٍف ىعه ػ ػػا ك ٍ‬ ‫ػتعم ًل الن ػ ػػاس ًمثٍ ػ ػ ىػل النَّ ػ ػػا ًر منقبًض ػ ػ ػان‬
‫كاس ػ ػ ً‬
‫ػيق كُب فىػ ػ ػ ػ ىػرًج‬ ‫ق ػ ػ ػػد ج ػ ػ ػ َّػرب الن ػ ػ ػػاس ُب ض ػ ػ ػ و‬ ‫ص ػ ػ ػ ًػحي إن ػ ػ ػػِب رج ػ ػ ػ هػل‬ ‫ف ػ ػ ػػا‪٠‬بع خليل ػ ػ ػ ىػي ني ٍ‬
‫وقاؿ في حاؿ المداىنين‬
‫ػادل‬
‫بأسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلوب النِّف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؽ ٗب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ‪ٛ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫ػوؿ لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك ا‪٤‬بنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػافق كىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٍأد ىرل‬ ‫يق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫الزم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًزٍد فس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادان‬ ‫كإف فس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػد َّ‬ ‫الزم ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف فىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًزٍد ى‬
‫ص ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلحان‬ ‫ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػلي ىح َّ‬
‫إذا ى‬
‫وكتب للشي م مد زاىد الكوثري‬
‫يا نافعان بالعل ًم أبناء الورل‬ ‫يا أكحدان بالفضل يا سامي ال َّذ يُرا‬
‫أقبلـ خطٌك با‪١‬بو ًاى ًر تي ٍش ىَبل‬ ‫الذم‬ ‫ا‪٢‬بىٍبػ ير‬ ‫اىد‬
‫أنت ا‪٥‬بيماـ الز ي‬
‫ٍأكيىرا‬ ‫كخطان‬ ‫ك٘بويدان‬ ‫علمان‬ ‫‪٧‬باسنان‬ ‫منك‬ ‫صبلح الدين‬‫ى‬ ‫فامنح‬
‫ٍ‬
‫ُب يحبِّ ًو كٰبق ٕب أف أش يكرا‬ ‫و‬
‫صادؽ‬ ‫ًخ ٍّل‬ ‫فؤل ٍشكرنك يش ٍكىر‬
‫كا‪٤‬بًٍن ىربا‪.‬‬ ‫بل‬ ‫احملراب‬ ‫كتيزيِّن‬ ‫جام وع‬ ‫و‬
‫فضل‬ ‫الزلت ٍترقى يك َّل‬

‫صبلح الدين ا‪٤‬بقصود بو ابن السيد ‪٧‬بمد سعيد القا‪٠‬بي أحد تبلميذ الشيخ ‪٧‬بمد زاىد‬
‫ا‪٤‬بلقب بشيخ األرض‪.‬‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد سعيد ىو أكرب أبناء الشيخ قاسم ا‪٢‬ببلؽ ر‪ٞ‬بة اهلل عليهما‪ ،‬كأكالده‬
‫السادة‪٧ :‬بمد ‪ٝ‬باؿ الدين ٍب ‪٧‬بمد عيد ٍب فاطمة ٍب ‪٧‬بمد قاسم خّب الدين ٍب صبلح الدين‬
‫يوسف‪.‬‬
‫‪ -‬فالشيخ السيد ‪٧‬بمد عيد القا‪٠‬بي الكيبل٘ب األصل‪ -‬أبو السركر‪ -‬كلد ر‪ٞ‬بو اهلل بعد غركب‬
‫مشس ا‪٣‬بميس الواقع هنار عيد األضحى سنة ُِٕٖىػ‬
‫طلب العلم عند كالده كعند ‪ٝ‬بلة من شيوخ عصره كالشيخ عمر العطار‪ ،‬كغّبٮبا‪ ،‬ككاف يعمل‬
‫‪٧‬باميان يدافع با‪٢‬بق عن ا‪٤‬بظلومْب‬

‫‪460‬‬
‫توُب يوـ الثبلثاء ُب السادس من ‪ٝ‬بادل األكٔب سنة ُّّٓىػ كدفن ٗبقربة الباب الصغّب‬
‫بدمشق‪.‬‬
‫‪ -‬كأما شقيقو الشيخ السيد ‪٧‬بمد قاسم خّب الدين القا‪٠‬بي‬
‫كلد ضحوة هنار األحد السادس عشر من شهر شعباف سنة ُِٗٗىػ‬
‫درس ر‪ٞ‬بو اهلل على كالده الشيخ ‪٧‬بمد سعيد‪ ،‬كأخذ عن أخيو الشيخ العبلمة احملدث الكبّب‬
‫السيد ‪٧‬بمد ‪ٝ‬باؿ الدين الكثّب من العلوـ‪ ،‬فإنو قرأ عليو الصرؼ كالنحو كا‪٤‬بعا٘ب كاللغة كالفقو‬
‫كا‪٢‬بديث كالتفسّب كغّبىا من العلوـ‪.‬‬
‫كما الزـ الشيخ بكرم العطار الشافعي القادرم مدة طويلة كأخذ عنو" شذكر الذىب‪-‬‬
‫كسنن ابن ماجو‪ ،‬كما أجازه إجازة عامة‪.‬‬
‫ك‪٩‬بن أجازه إجازة عامة العبلمة الشيخ عبد الرزاؽ أفندم البيطار‪ ،‬كما أجازه العبلمة السيد‬
‫أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬بسِب ا‪١‬بزائرم القادرم شقيق األمّب الشيخ السيد عبد القادر ا‪٢‬بسِب ا‪١‬بزائرم القادرم‬
‫النقشبندم الشاذٕب‪ ،‬كالسيد أ‪ٞ‬بد ا‪١‬بزائرم كاف إماـ ا‪٤‬بالكية ُب الشاـ‪.‬‬
‫كأجازه أيضان العبلمة بركة العصر ‪٧‬بدث الدنيا الشيخ السيد ‪٧‬بمد بدر الدين ا‪٢‬بسِب ا‪٤‬بغريب‬
‫ٍب الدمشقي‪.‬‬
‫ك‪٩‬بن أجازه أيضان العبلمة احملقق كالصوُب ا‪٤‬بدقق الشيخ السيد ‪٧‬بمد أبو طالب ا‪٢‬بسِب‬
‫ا‪١‬بزائرم نزيل بّبكت‪ ،‬كالعبلمة الشيخ عآب جاف الباركدم‪ ،‬كالفقيو النحرير كالعآب الشهّب‬
‫الشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب األفغا٘ب‪ ،‬كعبلمة ا‪٤‬بغرب الشيخ السيد ‪٧‬بمد جعفر الكتا٘ب ا‪٢‬بسِب نزيل‬
‫ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة‪ ،‬كمرشد السالكْب األستاذ ا‪٤‬بعمر الشيخ عبد القادر اجملذكب‪ ...‬كغّبىم‪.‬‬
‫تؤب الشيخ قاسم خّب الدين التدريس ُب بعلبك مدة من الزمن ٍب عاد إٔب دمشق‪ ،‬فدرس فيها‬ ‫ٌ‬
‫إٔب آخر عمره‪ ،‬توُب ر‪ٞ‬بو اهلل ُب ضحوة يوـ األربعاء ِٔ ذم القعدة سنة ُّٕٓىػ ِٖ‪-‬‬
‫ُِ‪ُّٖٗ-‬ر‬
‫‪ -‬كأما شقيقهم الثالث كىو الدكتور ص ح الدين يوسف القاسمي‪ ،‬فمولده أذاف الظهر يوـ‬
‫السبت َِ صفر سنة َُّٓ‪ ،‬كصف ر‪ٞ‬بو اهلل بالذكاء كا‪٥‬بمة فمع تعلمو ألمور دينو كاللغة‬
‫العربية على يد أىلو‪ ،‬فإنو تعلم أيضان اللغة الَبكية كالفارسية كالفرنسية كشيئان من العلوـ الكونية‪،‬‬
‫ٍب دخل كلية الطب كناؿ هبا شهادتو عاـ ُِّّ‪ ،‬كما تعلم األدب كنظم الشعر‪ ،‬كحصلت‬
‫لو شهرة ككجاىة‪ ،‬كٓب تطل حياتو فإنو توُب سنة ُّّْ عن تسعة كعشرين سنة كأشهر‪.‬‬

‫‪462‬‬
‫‪ -‬كأشهر أبناء السيد ‪٧‬بمد سعيد ىو السيد م مد جماؿ الدين القاسمي‪ ،‬ا‪٤‬بنعوت بعبلمة‬
‫الشاـ‪ ،‬كإماـ الشاـ‪ ،‬كاحملدث الفقيو األصوٕب ا‪٤‬بفسر كاألديب الصوُب‪ ،....‬كىو أشهر مشايخ‬
‫آؿ القا‪٠‬بي‪ ،‬كىو أكرب أبناء الشيخ ‪٧‬بمد سعيد كلد ضحوة هنار اإلثنْب ثامن شهر ‪ٝ‬بادل‬
‫األكٔب سنة ُِّٖىػ كتوُب سنة ُِّّىػ لو ر‪ٞ‬بو اهلل العديد من ا‪٤‬بؤلفات ُب عدة فنوف‪ ،‬كأثُب‬
‫عليو الكثّب من العلماء‪ ،‬حصلت لو ‪٧‬بنة حيث اهتم بالوىابية‪ ،‬فكتب عدة مقاالت ُب بياف‬
‫فضائح الوىابية كا‪٢‬بشوية‪ ،‬ككونو بريئان منهم‪ ،‬فهيجت ا‪٢‬بشوية العامة عليو‪ ،‬فلزـ ر‪ٞ‬بو اهلل بيتو‬
‫إٔب حْب انطفأت تلك الفتنة‪ ،‬حيث دافع عن نفسو كما دافع عنو العديد من علماء دمشق‬
‫كقد أفرده غّب كاحد بالَب‪ٝ‬بة‪.‬كأكالده السادة‪٧ :‬بمد ضياء الدين‪ -‬ك‪٧‬بمد يم ىسلَّم‪ -‬ك‪٧‬بمد ظافر‪.‬‬
‫‪ -‬كأما الشي السيد م مد ضياء الدين كلد هنار األربعاء ِٖ رجب سنة ُُّٓىػ كتوُب ُب‬
‫َّ ذم القعدة سنة ُّْٕىػ كٓب يعقب إال كلدان كاحدان ىو السيد ‪٧‬بمد سعيد تلقى الشيخ‬
‫ضياء الدين أفندم القا‪٠‬بي علومو على عدة مشايخ منهم كالده العبلمة السيد ‪ٝ‬باؿ الدين‪،‬‬
‫كحصل عدة إجازات منها إجازة من الشيخ ‪٧‬بمد زاىد شيخ األرض‪ ،‬كالشيخ ‪٧‬بمد زاىد ىو‬
‫من أصحاب كالده الذين أخذكا عن كالده‪ ،‬كما أجازه العآب الكبّب الشيخ السيد حسْب بن‬
‫إ‪٠‬باعيل الغزم العامرم الدمشقي الشافعي األشعرم النقشبندم القادرم‪ ،‬كىذه اإلجازة ‪ٝ‬بعت‬
‫يكبلن من السادة الشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين كإخوتو ككلده السيد ضياء الدين‪.‬‬
‫‪ -‬كأما شقيقو السيد م مد مسلم فإنو كلد سنة ُِّٓىػ توُب كالده ‪٤‬با كاف ُب السابعة من‬
‫عمره‪ٚ ،‬برج ر‪ٞ‬بو اهلل طبيبان كعْب أستاذان ُب كلية الطب‪ ،‬ككاف أديبان‪ ،‬توُب ر‪ٞ‬بو اهلل ُب ْ رجب‬
‫سنة َُّٓىػ عن أربعة كعشرين سنة‬

‫‪ -‬كأما السيد م مد ظافر فمولده ُب شهر صفر سنة ُُّّىػ توُب كالده كلو من العمر سنة‬
‫كثبلثة أشهر‪ ،‬فَبىب ُب بيت عمو السيد ‪٧‬بمد قاسم‪ ،‬كأخيو الشيخ ضياء الدين‪ ،‬تلقى علومو‬
‫ُب النحو على عمو الشيخ قاسم كما أخذ عنو الفقو‪ ،‬كأخذ دركسان ُب التوحيد كا‪٢‬بديث من‬
‫العبلمة الشيخ ‪٧‬بمد هبجة البيطار‪ ،‬كدخل الثانوية الوحيدة الر‪٠‬بية بدمشق فأخذ عن أجبلء‬
‫العلماء كاألدباء‪ ،‬كما أتقن اللغة الفرنسية‪ ،‬كما ‪ٚ‬برج ‪٧‬باميان كانتخب نقيبان للمحامْب سنة‬
‫ُْٓٗ‪ُٗٓٓ-‬ر‬

‫‪463‬‬
‫كما فتح مكتبان للطباعة كالنشر ‪٠‬باه (مكتب النشر العريب) كما انتخب عميدان آلؿ البيت‬
‫القا‪٠‬بي‪،‬‬
‫ٌأدل األستاذ ظافر فريضة ا‪٢‬بج سنة ُٔٔٗر كاختّب ُب ىذا العاـ مستشاران لوزارة التجارة‬
‫كالصناعة ُب السعودية إٔب سنة ُٕٔٗر‬
‫ٍب أقاـ ُب بّبكت سنة ُٕٔٗحيث تؤب تدريس العلوـ العربية كا‪٢‬بضارة اإلسبلمية ُب كلية‬
‫الَببية كُب كلية اآلداب ُب ا‪١‬بامعة اللبنانية‪ ،‬كمستشاران قانونيان لدل بعض الشركات كا‪٤‬بؤسسات‬
‫االقتصادية إٔب حْب اندلعت ا‪٢‬برب ُب لبناف‪ ،‬كما درس ُب جامعة دمشق كا‪١‬بامعة األردنية‪،‬‬
‫كلو مؤلفات عديدة منها باللغة الفرنسية‬
‫توُب ر‪ٞ‬بو اهلل ُب باريس فجأة إثر نوبة قلبية حادة عن عمر يناىز الثبلثة كالسبعْب عصر‬
‫يوـ ا‪١‬بمعة ٔ ‪ٝ‬بادل اآلخرة سنة َُْْىػ‪ ،‬كنقل جثمانو إٔب دمشق فدفن ُب مقربة الباب‬
‫الصغّب ُب مقابر عائلتو‪.‬‬

‫ومن مشاىير ؿ القاسمي أشقاء الشيخ ‪٧‬بمد سعيد أبناء الشيخ قاسم ا‪٢‬ببلؽ الذين كردت‬
‫ؽ‪ ،‬نشأ ُب حجر كالده كبعد‬ ‫الرحمن بن قاسم الشهير بال‬
‫ٰ‬ ‫أ‪٠‬باؤىم‪ :‬الشي السيد عبد‬
‫كفاة أبيو اشتغل ُب التجارة ٍب ذىب إٔب مكة ا‪٤‬بكرمة كجاكر هبا‪ ،‬كالحت عليو أنوار الصبلح‬
‫كا‪٥‬بداية‪ ،‬ك‪ٚ‬بلى ُب ا‪٢‬برـ الشريف للطاعة‪ ،‬ككاف بران بوالدتو‪ ،‬كحج هبا‪ ،‬ككانت كفاتو ُب مكة‬
‫ا‪٤‬بشرفة سنة َُّٔىػ ر‪ٞ‬بة اهلل عليو‪.‬‬
‫‪ -‬كشقيقو الشي م مد القاسمي العآب ا‪٢‬بافظ لكتاب اهلل ا‪٤‬بتمكن ُب الفقو كالفرائض كالنحو‬
‫الشافعي ا‪٤‬بذىب كوالده كبقية عائلتو‪ ،‬كلد سنة ُِٕٔىػ كتوُب كالده كعمره ‪ٜ‬با٘ب سنْب‪ ،‬فَبىب‬
‫ُب حجر كالدتو‪ ،‬ككاف صوفيان قادريان نقشبنديان تلقى علومو على العلماء منهم الشيخ السيد‬
‫عمر العطار كالشيخ السيد بكرم العطار‪ ،‬كالشيخ السيد سليم العطار‪ٍ ،‬ب الزـ الشيخ ‪٧‬بمد‬
‫بن ‪٧‬بمد ا‪٣‬با٘ب النقشبندم‪ ،‬كقد أجازه شيوخو‪ ،‬كقد أقاـ حلق الوعظ كالتدريس‪ ،‬كقاـ خطيبان‬
‫كإماما ُب مسجد حساف‪ ،‬كأما مؤلفاتو فإهنا احَبقت أثناء ا‪٢‬برب العا‪٤‬بية األكٔب‪ ،‬إال رسالة ُب‬
‫ا‪٤‬بولد النبوم‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫ومن أ هر ت ميذه‪ :‬الشيخ علي الدقر‪ ،‬كالشيخ عبد اهلل ا‪١‬ببلد‪ -‬كالشيخ شريف النص‪-‬‬
‫كالشيخ عبد الر‪ٞ‬بن القصار‪ -‬كا‪٤‬بؤرخ ‪٧‬بمد كرد علي‪ -‬كالشيخ عبد اجمليد البغاؿ‪ -‬كالشيخ‬
‫كامل البغاؿ‪ -‬كالشيخ يم ىسلَّ ٍم ا‪٣‬بالد‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد حجازم الكيبل٘ب‪ -‬كالشيخ ا‪٤‬بعمر ٰبٓب‬
‫جانو‪ -‬كاألستاذ لطفي ا‪٢‬بفار‪ -‬كاألستاذ ىا٘ب ا‪١‬ببلد‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬
‫توُب ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب ُب ُُ ‪٧‬برـ سنة ُّّٕ ىػ كدفن ُب مقربة الباب الصغّب كلو من األبناء‪:‬‬
‫الشيخ أ‪ٞ‬بد‪ -‬كبديع‪-‬ك‪٧‬بمد نور الدين‪ ،‬كأشهرىم‪ :‬السيد أحمد القاسمي الشافعي ا‪٢‬بنفي‬
‫كلد ُب شهر ‪٧‬برـ سنة ُُّٓىػ كنشأ ُب رعاية كالده الشيخ ‪٧‬بمد القا‪٠‬بي كحفظ على كالده‪-‬‬
‫ألفية ابن مالك‪ -‬كمًب الزبد ُب فقو الشافعي ‪ -‬كقرأ عليو الغاية كالتقريب‪ ،‬كشرح قطر الندل"‬
‫ُب النحو كبعد أف أهنى دراستو الثانوية انتسب إٔب الكلية الصبلحية بالقدس الٍب افتتحتها‬
‫الدكلة العثمانية ُب أكؿ ا‪٢‬برب العا‪٤‬بية األكٔب‪ ،‬كحصل على شهادهتا سنة ُّّْىػ‪ ،‬كبعد كفاه‬
‫كالده الزـ الشيخ ا‪٤‬بفٌب عطاء اهلل الكسم كقرأ عليو" حاشية ابن عابدين ُب الفقو ا‪٢‬بنفي" كُب‬
‫أصوؿ الفقو كالعربية أكثر من ‪ٟ‬بسة عشر عامان‪ ،‬كقد أجازه إجازة عامة كقرأ على العبلمة‬
‫ا‪٤‬بتفنن الشيخ عبد القادر بن بدراف الدمشقي ‪ :‬النحو كالصرؼ كالببلغة كالبياف كا‪٤‬بنطق‬
‫كاألدب‪٤ ،‬بدة ‪ٜ‬با٘ب سنوات‪ ،‬كحضر عند الشيخ احملدث بدر الدين ا‪٢‬بسِب دركسو العامة‪ ،‬كقرأ‬
‫عنده ُب بيتو صحيح مسلم‪ ،‬كمسند اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كقد أجازه إجازة عامة سنة ُّٓٓىػ كتعلم‬
‫ا‪٣‬بط ُب بداياتو عن ا‪٣‬بطاط حسْب البغجاٌب‪ ،‬كا‪٣‬بطاط الَبكي يوسف رسا أفندم‪ ،‬ككاف كالده‬
‫قد قاؿ لو قبل موتو بيوـ كقد نظر إٔب مسجد حساف بعد أف ‪ٙ‬بوؿ إٔب خراب‪ :‬يا بِب برضام‬
‫عمر ىذا ا‪٤‬بسجد‪.‬‬
‫عليك ٌ‬
‫كبعد موت كالده انشغل بالعلم كالسفر كأمور التعليم عن إعادة تعمّب ا‪٤‬بسجد‪ ،‬فالتقى‬
‫مرة ُب الطريق الشيخ على الدقر كىو أجل تبلمذة كالده‪ ،‬ككاف متقدمان عليو سنان كعلمان‪ ،‬فقاؿ‬
‫لو الشيخ على‪ :‬يا أ‪ٞ‬بد أنا حزين منك‪ ،‬رأيت أباؾ ُب ا‪٤‬بناـ‪ ،‬كقاؿ ٕب‪ :‬أما قلت البِب أ‪ٞ‬بد أف‬
‫يعمر ا‪٤‬بسجد؟ قل لو‪ :‬يعمر ا‪٤‬بسجد‪ .‬فقاؿ للشيخ علي‪ :‬نعم يا سيدم‪ٍ ،‬ب سعى لَبميم‬
‫ا‪٤‬بسجد‪ ،‬فر ‪٩‬بو كجدده كأـ كخطب فيو‪ ،‬كبقي ُب مسجد حساف ثبلثان كستْب سنة‪.‬‬
‫كقد توظف باألكقاؼ كاتبا ٍب صار يَبقى ُب كظيفتو حٌب أصبح مديران ألكقاؼ دمشق ٍب‬
‫مديران ألكقاؼ حلب كأخّبان مديران عامان لؤلكقاؼ اإلسبلمية السورية ُب زمن ٓب تكن فيو كزارة‬
‫كال كزير كعندما أحيل على التقاعد بعد أربعْب سنة من ابتداء توظيفو كاتبا سنة ُّٕٕىػ‪،‬‬

‫‪465‬‬
‫أقاـ لو حفلة عشاء رئيس ا‪١‬بمهورية شكرم القوتلي تكرٲبان لو ك‪١‬بهوده ُب خدمة األكقاؼ‬
‫بنىزاىة كاستقامة كأمانة‪ ،‬حضرىا الوزراء كاألعياف‪ ،‬كمنحو استحقاؽ السورم األكؿ‪ ،‬كبعدىا لزـ‬
‫بيتو للعبادة كا‪٤‬بطالعة كتبلكة القرآف الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬كقد بارؾ اهلل ُب عمره فعي ِّمر ‪٫‬بو ا‪٤‬بائة إال قليبلن‪ ،‬كقد‬
‫أثُب عليو الكثّب من العلماء ُب سوريا كلبناف كمن أشهر تبلميذه الشيخ ‪٧‬بمد صاّب‬
‫ا‪٣‬بطيب‪،‬كالشيخ ‪٧‬بمد معتز السبيِب‪ -‬كالشيخ عبد الرزاؽ ا‪٢‬بليب ا‪٤‬بدرس حاليا للفقو ا‪٢‬بنفي ُب‬
‫ا‪٤‬بسجد األموم كغّبىم توُب ر‪ٞ‬بو اهلل يوـ السبت ُِ صفر سنة ُُْْىػ كدفن ٔبانب عائلتو‬
‫ُب مقربة الباب الصغّب‪.‬‬
‫وأوالده السادة‪٧ :‬بمد كماؿ الدين‪ -‬كماجد‪-‬كصاّب‪ -‬كحامد‪-‬كثبلث بنات‪.‬‬

‫‪ -‬كأما الشي السيد عبد الغني ابن الشيخ قاسم ا‪٢‬ببلؽ‪ ،‬فمولده ُب شعباف سنة ُُِٖىػ‬
‫كترىب ُب حجر كالدتو كأخويو السابقْب كأخذ علومو عن أكابر العلماء كالشيخ عمر العطار‪-‬‬
‫كالشيخ بكرم العطار‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد ا‪٣‬با٘ب النقشبندم سافر إٔب االستانة سنة َُّّىػ فعْب‬
‫إماما كمفتيان ُب ا‪١‬بيش الَبكي‪ ،‬كاف ر‪ٞ‬بو اهلل من أىل العلم كحفظة القرآف ككاف مربيان مؤدبان ال‬
‫ٱباؼ ُب اهلل لومة الئم‪ ،‬توُب ر‪ٞ‬بو اهلل سنة ُِّٕىػ عن كلدين ٮبا‪ :‬السيد منّب ٓب يعقب‪،‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمد‪ ،‬كعدة بنات‪.‬‬
‫‪ -‬الشي م مد بن عبد الغني كلد سنة ُُّْىػ إعتُب بو كالده فأدخلو ا‪٤‬بدارس الشرعية‬
‫حيث إنو أخذ عن ‪ٝ‬بلة من علماء دمشق كالشيخ سليم ا‪١‬بندم‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد هبجة‬
‫البيطار‪-‬كالشيخ ياسْب القطب ُب الفقو الشافعي‪ ،‬كالشيخ ‪٧‬بمود ياسْب ُب ا‪٢‬بديث‪ ،‬كالشيخ‬
‫عبد ا‪٢‬بميد القنواٌب كغّبىم‪ٍ ،‬ب رحل إٔب القاىرة ك‪ٚ‬برج من كلية الشريعة ُب األزىر ُب سنتْب‪،‬‬
‫ٍب ‪ٚ‬بصص ُب القضاء ُب سنة كاحدة‪ٍ ،‬ب عاد إٔب دمشق كدرس ُب بعض الثانويات فيها كُب‬
‫البلذقية ٍب طرطوس‪ ،‬رحل إٔب مكة عدة مرات كُب سنة َُْٖىػ فتح مكتب ‪٧‬باـ شرعي ُب‬
‫مكة ا‪٤‬بكرمة‪ ،‬كما رحل عدة رحبلت إٔب أكركبا كإستنبوؿ‪ٍ،‬ب ذكر العجمي ‪ٝ‬بلة من أخبلقو‬
‫كحكمتو‪...‬‬
‫ىذا كللشيخ ‪٧‬بمد تسعة من األكالد الذكور أكربىم الدكتور عبد الغِب‪ ،‬كسبع إناث‪.‬‬
‫كمعظم ما ذكرتو من تراجم آؿ القا‪٠‬بي من كتاب آؿ القا‪٠‬بي حملمد بن ناصر العجمي‪.‬‬

‫‪466‬‬
‫ؿ الخطيب الكي ي‬
‫كأما آؿ ا‪٣‬بطيب فهم من فركع الكيبلنية الذين ظهر فيهم عدد كبّب من العلماء كاحملدثْب كقد‬
‫جم ًُ ىعت ترا‪ٝ‬بهم ُب كتاب تراجم آؿ ا‪٣‬بطيب‪ ،‬كٓب أعثر عليو كترجم ‪٥‬بم أيضان ه‬
‫عدد من‬ ‫ي‬
‫ا‪٤‬بؤلفْب كالشطي ك‪٧‬بمد مطيع ا‪٢‬بافظ‪ ،‬كنزار أباظو كغّبىم‪ ،‬كسأذكر من ترا‪ٝ‬بهم ما تيسر ٕب‬

‫‪ -‬فمنهم السيد عبد القادر الخطيب قاؿ الشطي‪ :‬أخربنا عنو كلده العآب احملدث الشيخ أبو‬
‫النصر أفندم‪ ،‬فهو عبد القادر بن صاّب بن عبد الرحيم بن ‪٧‬بمد ا‪٣‬بطيب الشافعي الدمشقي‬
‫القادرم‪ ،‬أحد علماء دمشق األجبلء‪ ،‬كاف فقيهان ‪٫‬بويان إمامان ٮبامان كقوران جسوران‪ ،‬كلد بدمشق‬
‫سنة ُُِِىػ َُٖٔر نشأ ُب حجر كالده كطلب العلم‪ ،‬فأخذ ُب دمشق عن علماء كثّبين‪،‬‬
‫‪ٞ‬بن الكزبرم كالعبلمة األستاذ سعيد‬ ‫منهم كالده ا‪٤‬بذكور‪ ،‬كالعبلمة احملدث الشيخ السيد عبد الر م‬
‫ا‪٢‬بليب كالعبلمة الشيخ خليل ا‪٣‬بشة كالعبلمة الشيخ ‪٧‬بمد بن مصطفى الر‪ٞ‬بٍب كالسيد عبد‬
‫اللطيف مفٌب بّبكت كالشيخ عبد القادر بن أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بيدا٘ب كالشيخ ‪٧‬بمد عبد العا٘ب‪،‬كُب مصر‬
‫عن العبلمة الشهّب الشيخ إبراىيم الباجورم كالشيخ أ‪ٞ‬بد الدمهوجي كالشيخ أ‪ٞ‬بد الصائم‬
‫كالشيخ عبد الغِب الدمياطي كالشيخ إبراىيم عبد اهلل باشا نزيل اإلسكندرية‪ ،‬ككلهم كتبوا لو‬
‫اإلجازات العامة ٖبطوطهم الكرٲبة‪ ،‬تزكج من ابنة شيخو ا‪٣‬بشة بعد كفاتو كرزؽ منها أكالده‬
‫األربعة‪.‬‬
‫كقد انتفع با‪٤‬بَبجم كأخذ عنو ‪ٝ‬باعة كثّبكف من دمشق كغّبىا‪ ،‬منهم الشيخ أنيس الطالوم‬
‫كالشيخ عبد اهلل الكردم مدرس السنانية كالشيخ السيد سليم النحبلكم الشهّب بالطيػيب‪ ،‬كابن‬
‫عمو السيد ‪٧‬بمد ا‪٣‬بطيب كالشيخ سليم حفيد أستاذه ا‪٣‬بشة‪ ،‬كمن ا‪٤‬بدينة‪ :‬العبلمة زاىد‬
‫أفندم سبط شيخو ا‪٣‬بشة‪ ،‬ك‪٩‬بن انتفع بو أكالده األربعة كىم السيد الشيخ أبو الفرج كالسيد‬
‫أبو ا‪٣‬بّب كشيخنا العآب التقي أبو الفتح كالسيد األستاذ الشيخ أبو النصر(ككاف قدس سره‬
‫شيخان للطريقة القادرية) ككاف مبلزمان للتدريس ُب ا‪١‬بامع األموم كُب مدرسة ا‪٣‬بياطْب إٔب أف‬
‫توُب‪.‬‬

‫كٰبكى عنو أمور طريفة‪ ،‬منها أنو جعل أكالده على ا‪٤‬بذاىب األربعة‪ ،‬فقرأ الشيخ أبو الفرج‬
‫على الشيخ عبد اهلل ا‪٢‬بليب ا‪٢‬بنفي‪ ،‬كبقي الشيخ أبو ا‪٣‬بّب يقرأ على كالده‪،‬كقرأ الشيخ أبو الفتح‬

‫‪467‬‬
‫على جدنا الشيخ حسن الشطي ا‪٢‬بنبلي‪ ،‬كقرأ الشيخ أبو النصر على الشيخ مصطفى ا‪٤‬بغريب‬
‫ا‪٤‬بالكي‪ٍ ،‬ب أنكر عليو ىذا األمر ‪ٝ‬باعة فلم يلتفت إليهم‪ٍ ،‬ب قاؿ ر‪ٞ‬بو اهلل‪ :‬إنو رأل اإلماـ‬
‫الشافعي ُب نومو كأمره بإعادهتم‪ ،‬فأعادىم إٔب مذىبهم الشافعي‪ ،‬بعد أف اشتغل كل منهم ‪٫‬بو‬
‫أربع سنوات‪ ،‬كىكذا كاف للمَبجم طرؼ كنكت تؤثر عنو‪.‬‬
‫كمن مؤلفاتو‪:‬‬
‫ُ) حاشية على ‪ٙ‬بفة ابن حجر ُب الفقو ٓب تتم‬
‫ِ) ككتاب ُب ا‪٤‬بناسك‬
‫ّ) كديواف خطب‬
‫ْ) كشرح على مًب السحيمي ُب علم التوحيد‪ ،‬كغّبىا كٓب تنشر مؤلفاتو كٓب يطبع منها‬
‫شيء‪ ،‬ككانت كفاتو سنة ُِٖٖىػ ُُٕٖر كدفن ُب مقربة مرج الدحداح ر‪ٞ‬بو اهلل‬
‫تعأب‬

‫ف ما ولده السيد أبو الخير ىبة ا قاؿ الشطي‪ :‬تر‪ٝ‬بو السيد الشريف تقي الدين‬
‫ا‪٢‬بصِب ا‪٢‬بسيِب ُب تارٱبو قاؿ ما ملخصو‪ :‬ىو أبو ا‪٣‬بّب بن عبد القادر بن صاّب ا‪٣‬بطيب‬
‫الشافعي الدمشقي‪ ،‬كلد بدمشق سنة ُِْٕ ىػ كنشأ ُب حجر كالده كأخذ عنو كبو كاف‬
‫أكثر انتفاعو كقرأ على غّبه بعض العلوـ كالفنوف ككاف صوُب ا‪٤‬بشرب زاىدان لو مواعظ حسنة‪،‬‬
‫اشتهر فضلو بْب األناـ كاعتقده ا‪٣‬باص كالعاـ‪ ،‬تصدر للتدريس كاإلفادة ُب مدرسة القلبقجية‬
‫كسعى ُب عمارهتا سعيا مشكوران‪ ،‬كدرس أيضان ُب ا‪١‬بامع األموم بْب العشائْب‪ ،‬كتؤب ا‪٣‬بطابة‬
‫فيو بعد كفاة رشيد أفندم احملاسِب سنة ُِٕٖ ٗبناكبة بِب ا‪٤‬بنيِب كبِب االسطوا٘ب‪ ،‬كما زاؿ‬
‫ٱبطب كيفيد إٔب أف توُب‪.‬‬

‫كُب تراجم آؿ ا‪٣‬بطيب‪ ":‬العآب احملدث السيد أبو ا‪٣‬بّب ىبة اهلل‪ ...‬ككاف من أىل‬
‫الكرامات يم ٍعتىػ ىقدان‪ ...‬كقد ‪ٚ‬برج بو عدد كبّب‪ ...‬كىو أحد مشايخ اإلماـ ا‪٤‬بنعوت ٗبحدث‬
‫الديار الشامية‪ ،‬كٗبحدث الدنيا السيد بدر الدين ا‪٢‬بسِب ا‪٤‬بغريب الدمشقي‪...‬‬

‫‪468‬‬
‫قاؿ الشطي‪ :‬كمن أكالده العآب النابغة ‪ٝ‬باؿ الدين أفندم ا‪٤‬بتوُب سنة ُِّٗ‪ ،‬كاحملامي‬
‫الفاضل زكي بك أحد نواب سورية ككزرائها حاالن‪ ،‬ككماؿ الدين توُب الشيخ أبو ا‪٣‬بّب سنة‬
‫َُّٖىػ‪ ،‬كدفن ُب مرج الدحداح ٗبشهد عظيم‪ ،‬قدس سره العزيز‪.‬‬

‫الفرج قاؿ الشطي‪ :‬تر‪ٝ‬بو الفاضل تقي الدين ُب تارٱبو‪ ،‬قاؿ ما‬ ‫وأما السيد أبو َ‬
‫خبلصتو‪ :‬ىو أبو الفرج بن عبد القادر بن صاّب الشهّب با‪٣‬بطيب الشافعي الدمشقي‪ ،‬كلد‬
‫بدمشق سنة ُِْْىػ كنشأ ُب حجر كالده ككاف أكثر انتفاعو منو‪ ،‬كىو أكرب أكالده‪.‬‬
‫كتلقى بعض العلوـ عن بعض علماء ا‪٢‬بجاز كمصر‪ ،‬كتصدر (ُب حياة كالده كبعد كفاتو)‬
‫للتدريس ُب ا‪١‬بامع األموم بْب العشائْب‪ ،‬كالزمو ‪ٝ‬باعة من الفضبلء كانتفع بو خلق كثّب‪ ،‬كلو‬
‫مؤلفات كآثار ٓب يطبع منها شيء منها‪:‬‬
‫ُ) تفسّب للقرآف الكر‪ٙ‬ب ُب ثبلثْب ‪٦‬بلدان‬
‫ِ) كالفوييضات ا‪٢‬بساف ُب نصائح الولداف‪ُ -‬ب أربع ‪٦‬بلدات‪،‬‬
‫ّ) كحاشية على " القطر"‬
‫ْ) كشرحاف على األجركمية‪،‬‬
‫ٓ) كتعليقات على مؤلف كالده ُب علم الفراسة‪،‬‬
‫ٔ) كتعليقات على ألفية جده ألمة الشيخ خليل ا‪٣‬بشة‪،‬‬
‫ٕ) ك‪٨‬بتصر مسند اإلماـ أ‪ٞ‬بد‪،‬‬
‫ٖ) ك‪٨‬بتصر تاريخ ابن عساكر‪،‬‬
‫ٗ) كرسالة ُب فضل زيارات دمشق‪،‬‬
‫َُ) كرسالة ُب كعيد حرماف الورثة الضعاؼ‪،‬‬
‫ُُ) كمولد‬
‫ُِ) كمعراج‬
‫ُّ) كثبلثة دكاكين خطب منربية‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫كبا‪١‬بملة فقد كاف كحيدان ُب عصره عا‪٤‬بان شجاعان هتابو ا‪٢‬بكاـ كتنقاد إليو العامة‪ ،‬ككانت‬
‫الناس تقصده من كل مكاف ُب ا‪٤‬بدرسة النورية الصغرل (بالعصركنية) ‪٢‬بل مشاكلهم الزكجية‬
‫كمسائلهم الدينية‪ ،‬ككانت كفاتو ُب صفر سنة ُُُّىػ كدفن ُب مقربة الدحداح‪ ،‬كقد خلف‬
‫أربعة أبناء من فضبلء دمشق ككجهائها ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬

‫وأما ولده الثالث أبو الفتح الخطيب قاؿ الشطي‪ :‬ىو أبو الفتح بن عبد القادر‬
‫ا‪٣‬بطيب الشافعي الدمشقي‪ ،‬كلد ُب حدكد سنة َُِٓىػ كنشأ ُب حجر كالده كبو كاف أكثر‬
‫انتفاعو‪ ،‬كقرأ الفقو ا‪٢‬بنبلي على جدنا الشيخ حسن الشطي ُب قصة طويلة ذكرناىا ُب تر‪ٝ‬بة‬
‫كالده‪ ،‬كأخذ عن غّبٮبا من علماء دمشق‪ ،‬كتصدر للتدريس ُب ا‪١‬بامع األموم‪،‬ػ ككاف عا‪٤‬بان‬
‫فقيها تقيا كرعان راضيان ٗبا قسم لو حسن السّبة كالسريرة يكره ‪٨‬بالطة ا‪٢‬بكاـ كُب سنة ُِٖٗ‬
‫عْب ‪٧‬بافظان ُب دار الكتب الظاىرية بدمشق‪ ،‬ككاف يػي ٍقرئ فيها بعض الطلبة كقد حضرت عليو‬
‫بعض الدركس النحوية‪ ....،‬كما زاؿ قائمان بالوظيفة ا‪٤‬بذكورة إٔب أف توُب يوـ عاشوراء سنة‬
‫ُُّٓىػ كدفن عند قبور أسرتو ُب مقربة الدحداح‪ ،‬قاؿ‪ :‬كأعقب كلده صديقنا القد‪ٙ‬ب األستاذ‬
‫‪٧‬بب الدين أفندم‪ ،‬كتر‪ٝ‬بو األستاذ البيطار ُب تارٱبو‪ ،‬قاؿ‪ :‬أقرأ النحو كالفقو ُب مدرسة‬
‫ا‪٣‬بياطْب‪ ،‬كخطب ُب ا‪٤‬بدرسة األ‪ٞ‬بدية‪ ،‬كأـ ُب مسجد برأس ا‪٣‬بياطْب‪ ،‬كأنو شرح العوامل‪-‬‬
‫كاألجركمية‪ -‬كاختصر تاريخ ابن عساكر‪.‬إىػ ‪٨‬بتصران‪.‬‬

‫والراب ىو السيد أبو النصر الخطيب قاؿ الشطي‪ :‬ىو أبو النصر بن عبد القادر‬
‫ا‪٣‬بطيب الشافعي الدمشقي‪ ،‬كلد سنة ُِّٓىػ تقريبان كنشأ ُب حجر كالده كبو ‪ٚ‬برج كانتفع‪،‬‬
‫كىو أصغر إخوتو‪ ،‬ك‪٤‬با جعلهم كالدىم على ا‪٤‬بذاىب األربعة حضر ا‪٤‬بَبجم على الشيخ‬
‫مصطفى التهامي ُب الفقو ا‪٤‬بالكي مدة‪ٍ ،‬ب أعادىم ا‪٤‬بذكور إٔب مذىبو الشافعي‪ ،‬كقد جد‬
‫ا‪٤‬بَبجم كاجتهد كدرس كخطب‪ ،‬ككاف جسوران فصيحان هبي الطلعة حلو ا‪٢‬بديث كالنكتة جدان‪،‬‬
‫يهابو ا‪٣‬باص كالعاـ‪ ،‬ك‪ٙ‬بَبمو األمراء كا‪٢‬بكاـ‪ ،‬رحل إٔب األستانة مراران كتؤب القضاء الشرعي ُب‬
‫أقضية كثّبة منها النبك كصور كمنها يافا مرتْب‪ ،‬كىي آخر كاليتو‪ٍ ،‬ب استقر ُب دمشق كقد‬
‫ناىز السبعْب‪ ،‬كألقى دركسان عامة ُب ا‪١‬بامع األموم برمضاف‪ ،‬كدركسان خاصة ُب داره ُب‬
‫ا‪٢‬بديث كالفقو كالنحو‪ ،‬ك‪ٝ‬بع ثبتان ُب أشياخو كمركياتو‪ ،‬كاف من عاداتو إذا تؤب القضاء ُب بلدة‬

‫‪471‬‬
‫أف ٱبطب ُب جامعها كيدرس فيحسن كٯبيد‪ ،‬كإذا حضر ‪٦‬بلسان قبض على زماـ ا‪٢‬بكم فأفاد‬
‫ا‪٢‬باضرين كآنس السامعْب‪ ،‬كبا‪١‬بملة فقد كاف من نوادر عصره‪،‬ككانت كفاتو فجأة ُب قرية التل‪،‬‬
‫فحمل إٔب دمشق ككانت لو جنازة حافلة جدان كدفن ُب جوار إخوتو ٗبقربة الدحداح‪ ،‬سنة‬
‫ُِّْىػ‪.‬‬
‫كقد أعقب كلديو القاضيْب السيد عبد القادر أفندم‪ ،‬كالسيد أ‪ٞ‬بد بدكم ا‪٣‬بطيب‪ ،‬ر‪ٞ‬بهم اهلل‬
‫تعأب‪.‬‬

‫كمن أعياهنم كما ُب تاريخ علماء دمشق‪ :‬الشي السيد ثوباف بن م مد بن عبد اهلل‬
‫بن عبد الرحيم بن ‪٧‬بمد ا‪٣‬بطيب كلد ُب َُ ‪ٝ‬بادل األكٔب َُِٕىػ ُّٖٓر ك‪٤‬با نشأ قرأ‬
‫درس الفقو كالنحو با‪١‬بامع األموم عند مقاـ‬ ‫على علماء عصره‪ ،‬كظهرت عليو األ‪٤‬بعيَّة مبكران‪ٌ ،‬‬
‫سيدنا ٰبٓب عليو الصبلة كالسبلـ‪ ،‬ككاف خطيبان ‪١‬بامع السنجقدار‪ ،‬كإمامان ُب جامع فتحي‪،‬‬
‫توالٮبا برباءة سلطانية‪ ،‬ككاف معتدؿ القامة‪ٛ ،‬بيل بشرتو للسمرة‪ ،‬أسود العينْب كا‪٢‬باجبْب كعرؼ‬
‫با‪١‬برأة توُب ِ ربيع اآلخر َُّّىػ ككاف آخر كبلمو قبل أف تقبض ركحو اهلل‪ ...‬اهلل‪ ...‬كرثاه‬
‫ف األبرار كالسيد الطهر‪...‬‬ ‫أحد جّبتو من النصارل بالقيمريو بقصيدة مطلعها‪ ":‬مضى ىخلى ي‬
‫كرثاه أيضان الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن القصار‪ ،‬كدفن ٗبقربة الدحداح ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬

‫ومنهم الشي السيد عبد الفتاح بن م مد بن عبد اهلل بن عبد الرحيم بن ‪٧‬بمد‬
‫ا‪٣‬بطيب كلد بدمشق ُب حي القيمرية ُْ ‪ٝ‬بادم األخرة ُِٕٕىػ َُٖٔر‪ ،‬كنشأ ُب رعاية‬
‫الشيخ أيب الفتح ا‪٣‬بطيب ‪٧‬بافظ دار الكتب الظاىرية‪ٍ ،‬ب زكجو إبنتو كعمره ُٖ عامان أخذ من‬
‫علماء آؿ ا‪٣‬بطيب كخاصة عمو ا‪٤‬بذكور‪ ،‬كعْب ‪٧‬بافظان لدار الكتب الظاىرية بعد السيد أ‪ٞ‬بد‬
‫آنئذ مرتبطة باألكقاؼ‪ ،‬كسلمها منو الشيخ ‪٧‬بمود العطار‬ ‫ا‪٢‬بمزاكل (ا‪٢‬بسيِب) ككانت الدار و‬
‫كتؤب اإلمامة ُب مسجد مدرسة فتحي بالقيمرية‪ ،‬كا‪٣‬بطابة ُب جامع سيدنا عمر رضي اهلل عنو‬
‫ٕبي مئذنو الشحم‪ ،‬كحج ثبلثْب مرة‪ ،‬كلو ديواف خطب صغّب ‪٨‬بطوط‪..‬‬
‫كاف رجبلن ربعة حليمان لطيف ا‪٤‬بعشر ككاف صبوران توُب هنار ا‪١‬بمعة ِٔ رمضاف ُّّٔىػ‬
‫ُُٕٗر ككاف مرض من أكؿ الشهر‪ ،‬كدفن ُب اليوـ الثا٘ب ٗبقربة الدحداح ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‬
‫كأكالده السادة‪٧ :‬بمد شريف كالعبلمة ‪٧‬بمد سهيل‪ -‬كطو‪ ،-‬كبنت ماتت صغّبة‪.‬‬

‫‪470‬‬
‫ومنهم ولده الع مة ي الطريقتين القادرية والنقشبندية م مد سهيل بن عبد‬
‫الفتاح الخطيب‪ ،‬كلد بدمشق سنة ُُّٓىػ ُٕٖٗر نشأ على طلب العلم كاآلداب‪ ،‬فقرأ‬
‫القرآف كأتقن التفسّب كا‪٢‬بديث كأصوؿ الببلغة كالنحو كالصرؼ كا‪٢‬بساب كغّبىا‪ ،‬كما أتقن‬
‫اللغة الَبكية كالفارسية كاإلنكليزية كالفرنسية كاألكردك‪ ،‬كما حاز العديد من االجازات كخصوصان‬
‫من مشايخ دمشق كالقدس كفاس‪ ،‬كما عمل مشجران لكل من آؿ ا‪٣‬بطيب كآؿ القا‪٠‬بي على‬
‫شكل ‪ٝ‬بيل‪ ،‬ضمت أ‪٠‬باء العائلة حٌب عاـ ُّٓٗىػ ُٕٓٗر ككقع عليهما عدد من ا‪٤‬بشايخ‬
‫كنقباء األشراؼ‪ ،‬كما أنشأ رابطة آلؿ ا‪٣‬بطيب القادرية ا‪٢‬بسنية‪ ،‬كلو من ا‪٤‬بؤلفات‪:‬‬
‫ُ) ديواف خطب ابن ا‪٣‬بطيب‬
‫ِ) األذكار كالصبلة على النيب ا‪٤‬بختار‬
‫ّ) السّبة النبوية‬
‫ْ) قصص األنبياء‬
‫ٓ) ا‪٤‬ببلحم كالفًب‬
‫ٔ) مناسك ا‪٢‬بج‬
‫ٕ) األدعية‬
‫توُب بدمشق سنة َُِْىػ ُِٖٗر كدفن ُب مقربة الدحداح‬

‫ومنهم العالم الفاضل ال اىد السيد كماؿ الدين بن أبي الخير بن عبد القادر بن‬
‫صاّب بن عبد الرحيم بن ‪٧‬بمد ا‪٣‬بطيب كلد بدمشق سنة ُِٕٖىػ َُٕٖر‪ ،‬كتلقى علومو‬
‫على كالده ٍب أخيو الشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين‪ ،‬كما قرأ على غّبٮبا من مشايخ زمنو‪ ،‬كحضر دركس‬
‫الشيخ بدر الدين ا‪٢‬بسِب‪ ،‬تؤب ا‪٣‬بطابة ُب ا‪١‬بامع األموم نيابة عن أخيو الشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين‬
‫الذم سافر إٔب البصرة قاضيان‪ ،‬ككانت خطبو مؤثرة ُب النفوس يعاِب فيها األكضاع الٍب ‪ٙ‬بدث‬
‫أياـ الدكلة العثمانية‪ ،‬كبعد عزلو توالىا الشيخ ‪٪‬بيب كيواف‪ ،‬كما بُب أخوه الشيخ ‪ٝ‬باؿ الدين‬
‫غرفان للطبلب ُب مدرسة القلبقجية كأككل إليو أمر إدارهتا كاإلشراؼ عليها‪.‬‬

‫‪472‬‬
‫ككاف سخيان على األيتاـ كاألرامل‪ ،‬كٓب يتزكج مع أنو عِب بتزكيج إخوتو كاإلنفاؽ عليهم‬
‫زمن دراستهم‪ ،‬ككاف آمران با‪٤‬بعركؼ ناىيان عن ا‪٤‬بنكر‪ ،‬كلو نكات لطيفة‪ ،‬كُب آخر حياتو جعل‬
‫ٱبلو للعبادة ُب غرفة لو بالسيمصاتية‪ ،‬توُب سنة ُّّٗىػ َُِٗر كدفن بالدحداح‪ ،‬كشهد‬
‫جنازتو خلق كثّبكف‪ ،‬ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‬

‫ومنهم الشي السيد حسن الخطيب بن أيب الفرج بن عبد القادر بن صاّب بن عبد‬
‫الرحيم ا‪٣‬بطيب كلد ُب حي القيمرية بدمشق سنة ُِّٕىػ ُٖٔٓر كنشأ هبا‪ ،‬تلقى علومو‬
‫على كالده‪ ،‬ك‪ٛ‬بكن ُب الفقو الشافعي كالفرائض كاف لو حلقات ُب ا‪١‬بامع األموم منذ شبابو‪،‬‬
‫ٍب تؤب إدارة مدرسة ا‪٣‬بياطْب إٔب جانب التدريس فيها‪ ،‬كاشتغل بالعمل ُب أرض لو ُب ا‪٤‬بنطقة‬
‫ا‪٤‬بعركفة اليوـ ٔبادة ا‪٣‬بطيب‪ ،‬ككاف ٰبج على نفقتو كل عاـ‪ ،‬ككاف طويبلن جسيمان جريئان ذا‬
‫ىيبة‪ ،‬مرض ُب حجتو األخّبة‪ ،‬كتوُب بعد رجوعو إٔب دمشق سنة ُِّْىػ ُِّٗر كدفن ُب‬
‫الدحداح‪ ،‬ككتب على قربه أبيات منها‪:‬‬

‫يمػ ػ ػ ػ ػ ٍذ ن ػ ػ ػ ػػاؿ ُب ركض ا‪١‬بن ػ ػ ػ ػػاف ص ػ ػ ػ ػػفاءه‬ ‫قم ػ ػ ػ ػ ػ ػػر فق ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنا ُب الض ػ ػ ػ ػ ػ ػريح ض ػ ػ ػ ػ ػ ػػياءه‬
‫كطػ ػ ػ ػػن طػ ػ ػ ػػول ‪ٙ‬بػ ػ ػ ػػت الثػ ػ ػ ػػرل علمػ ػ ػ ػػاءه‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػػاذا يرج ػ ػ ػ ػ ػ ػي الي ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ بع ػ ػ ػ ػ ػ ػػد كفات ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫م ػ ػ ػ ػػن ش ػ ػ ػ ػػاد للعل ػ ػ ػ ػػم الص ػ ػ ػ ػػحيح بًنى ػ ػ ػ ػػاءه‬ ‫حس ػػن ا‪٣‬بطي ػػب س ػػليل بي ػػت ا‪٤‬بص ػػطفى‬

‫الرحمن بن أحمد‬
‫ومنهم العالم الصوفي الم دث الفقيو ال نفي الشي السيد عبد ٰ‬
‫بن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الرحيم بن م مد الخطيب القادري ال سني‪ ،‬كلد‬
‫بدمشق سنة ُِٖٗىػ ُُٕٖر‪ ،‬كحفظ القرآف الكر‪ٙ‬ب صغّبان‪ ،‬كالزـ علماء عصره‪ ،‬كالشيخ‬
‫السيد بكرم العطار الشافعي القادرم‪ -‬كالسيد ‪٧‬بمد أبو النصر ا‪٣‬بطيب إبن عم كالده‪-‬‬
‫كالشيخ يوسف النبها٘ب‪،‬كأخذ الفقو ا‪٢‬بنفي عن مفٍب الشاـ الشيخ ‪٧‬بمد عطا الكسم‪ ،‬كركل‬
‫عن الشيخ أ‪ٞ‬بد بن مصطفى العمرم نزيل القسطنطينية‪.‬‬
‫أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ السيد صاّب األزبكي القادرم‪ ،‬كالشاذلية عن السيد‬
‫علي نور الدين اليشرطي شيخ الطريقة الشاذلية اليشرطية( الٍب حرفها بعض أتباعو فأدخلوا فيها‬
‫عقيدة ا‪٢‬بلوؿ كالوحدة ا‪٤‬بطلقة فحذر منهم كتربأ منهم) كأخذ النقشبندية عن الشيخ أسعد‬

‫‪473‬‬
‫االربيلي الكردم‪ -‬كالرشيدية عن الشيخ ‪٧‬بمد الدندراكم تؤب سنة َُّٖىػ اإلمامة ُب‬
‫ا‪١‬بيش بعد أداء امتحاف‪ٍ ،‬ب نقل إلمامة ا‪٤‬بدارس ا‪٢‬بربية ُب األستانة‪ٍ ،‬ب تؤب مأمورية‬
‫اإلعاشة‪ٍ ،...‬ب عْب إمامان ُب مركز ا‪١‬بيش ا‪٣‬بامس بدمشق‪ٍ ،‬ب نقل إٔب عكا‪ ،‬فأحيا ىناؾ‬
‫مكتبة ا‪١‬بزار‪ٍ ،‬ب سافر إٔب سّبكز ُب البلقاف‪ ،‬كمنها إٔب أشتيب‪ٍ ،‬ب نقل إمامان إٔب ا‪٤‬بدارس‬
‫ا‪٢‬بربية ُب األستانة مرة أخرل‪،‬‬
‫ٍب تؤب تعليم أبناء السلطاف عبد ا‪٢‬بميد‪ ،‬فكاف يعظهم كٰبذرىم الغركر كتقلبات األياـ‪،‬‬
‫انكب على التأليف‪ ،‬فَبؾ مؤلفات‬ ‫ٍب أحيل إٔب التقاعد‪ ،‬فزار مصر‪ٍ ،‬ب عاد إٔب دمشق ك َّ‬
‫عديدة منها‪:‬‬
‫ُ) حزب الكفاية ألىل البداية (‪ٝ‬بع فيو أدعية تقرأ ُب اليوـ كالليلة)‬
‫ِ) كنوز األنوار الفاخرة ‪٤‬ببتغي السعادة ُب الدنيا كاآلخرة (‪٦‬بموع أكراد)‬
‫ّ) حاشية إيضاح األسرار الزاىرة على كنوز األنوار الفاخرة‬
‫ْ) الفريدة العلياء ُب شركط الدعاء‬
‫ٓ) ا‪٣‬برب ا‪٤‬بؤيد كا‪٣‬بّب ا‪٤‬بؤكد ُب فضل ا‪٠‬بي أ‪ٞ‬بد ك‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم‬
‫ٔ) بغية اإلنساف فيما يدفع النسياف‬
‫ٕ) سلوة الفؤاد ُب فضل موت األكالد‬
‫ٖ) الدرر ا‪٤‬بنّبة ا‪٤‬بعتربة ُب خصائص ‪ٞ‬بلة القرآف ا‪٤‬بفتخرة‬
‫ٗ) األنوار ا‪٤‬ببهجة على قصيدة ا‪٤‬بنفرجة لئلماـ الغزإب‬
‫َُ) الشدائد كاألىواؿ ُب خرب ا‪٤‬بسيح الدجاؿ (بالَبكية)‬
‫ُُ) ا‪٤‬بقامة ا‪٤‬بسعودية ُب الشمائل احملمودية(ألفها ُب مدح ناظر ا‪٢‬بربية ‪٧‬بمود شوكت باشا)‬
‫ُِ) عقود الزمرد كالفّبكز ُب كيفية إعبلف ا‪٢‬برية ُب سّبكز‬
‫ُّ) الرياض العبهرية ُب ا‪٣‬بطب ا‪٤‬بنربية‪ٓ -‬ب يتم‪-‬‬
‫ُْ) تنوير القلوب كاألفكار ُب خبلصة األدعية كاألذكار(ٓب تتم ألفها لتبلميذ ا‪٤‬بدارس‬
‫االبتدائية)‬
‫ُٓ) معارج الَبقي ا‪١‬بدية ُب هتذيب أخبلؽ أفراد ا‪١‬بندية (ٓب تتم)‬

‫‪474‬‬
‫رد فيها على موسى‬
‫ُٔ) الرد على عبد القاىر ا‪١‬ببار ُب ‪ٚ‬بليد الكافر ُب النار (ٓب تتم‪ٌ -‬‬
‫القازا٘ب)‬
‫ُٕ) األخبلؽ ا‪٤‬برضية ُب ا‪٢‬بكم النبوية‬
‫ككاف ر‪ٞ‬بو اهلل رقيق القلب‪ ،‬شغوفا‪ ،‬رحيمان‪ ،‬كثّب ا‪٢‬بزف على ما أصاب األمة‪ ،‬ناقمان على‬
‫الظلمة‪ ،‬لزـ ُب أكاخر عمره داره ال ٱبرج منها‪ ،‬توُب ُٕ احملرـ سنة ُّٗٓ ىػ َُْٗر‪ ،‬كدفن‬
‫ُب مقربة الباب الصغّب‪ ،‬ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‬
‫كأكالده السادة‪٧ :‬بمد‪ -‬كأ‪ٞ‬بد‪ -‬كأ‪ٞ‬بد ‪ٞ‬بدم‪ -‬ك‪٧‬بمد برىاف‪ -‬ككديع‪ ،‬كللسيد عبد الر‪ٞ‬بن‬
‫شقيق ىو السيد ‪٧‬بمد صاّب بن أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كستأٌب تر‪ٝ‬بتو‪.‬‬

‫الرحمن بن الع مة السيد ر يد بن م مد بن‬


‫ٰ‬ ‫‪ -‬ومنهم العالم الصوفي الشي السيد عبد‬
‫عبد ا بن عبد الرحيم بن م مد الخطيب‪ ،‬كلد بدمشق ُب ّ رمضاف َُّٕىػ ُٖٖٗر‪،‬‬
‫توُب كالده كعمره ٗ سنوات فكفلتو كالدتو كعمو الشيخ عبد الرحيم‪ ،‬ك‪٤‬با نشأ التحق ٗبدرسة‬
‫ا‪٤‬بلك الظاىر‪ٍ ،‬ب طلب العلم على كثّب من العلماء كأخيو السيد ىاشم كالشيخ أ‪ٞ‬بد‬
‫ا‪١‬بوبرم‪ -‬كالشيخ عطا الكسم‪ -‬كالشيخ مصطفى الطنطاكم‪ -‬كالسيد ‪٧‬بمد بن جعفر الكتا٘ب‬
‫ا‪٢‬بسِب‪ -‬كالسيد شريف اليعقويب ا‪٢‬بسِب‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد ا‪٤‬ببارؾ‪ -‬كالسيد أيب النصر ا‪٣‬بطيب‪-‬‬
‫كالسيد عبد القادر حلمي ا‪٣‬بطيب‪ -‬كالسيد كماؿ أ‪ٞ‬بد ا‪٣‬بطيب ‪ -‬كالسيد عبد الرحيم دبس‬
‫كزيت‪ -‬كالشيخ قاسم مدكر‪ -‬كالشيخ عبد الوىاب الشركة‪ -‬كالشيخ كامل الزين‪ -‬كالسيد‬
‫‪٧‬بمد بدر الدين ا‪٢‬بسِب‪ -‬كالسيد عبد ا‪٢‬بي الكتا٘ب‪ -‬كالشيخ صاّب التونسي‪ -‬كالشيخ ‪٪‬بيب‬
‫كيواف‪ -‬كالشيخ أمْب سويد‪ -‬كالشيخ سليماف جوخدار‪ -‬كالشيخ ‪٧‬بمد الكاُب‪ -‬كالشيخ طو‬
‫كيواف‪ -‬كالسيد حسن ا‪٣‬بطيب‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬
‫سلك الطريقة النقشبندية على الشيخ عبد الرزاؽ الطرابلسي‪ -‬كالقادرية على الشيخ هباء‬
‫الدين األفغا٘ب‪ -‬كالشاذلية على الشيخ ‪٧‬بمد ا‪٤‬ببارؾ‪ -‬كالرشيدية على الشيخ صاّب الرشيدم‬
‫ٗبكة ا‪٤‬بكرمة‪ ،‬كما أخذ إجازات خطية كشفوية عن عدد من مشاٱبو‪.‬‬
‫أكلع بالرياضة ُب مطلع شبابو‪ ،‬كشغف بالفركسية كدخل عدة مباريات شعبية فاز هبا‪،‬‬
‫كعمل بالتجارة مدة مع أخيو السيد ‪٧‬بمد ىاشم ا‪٣‬بطيب ُب سوؽ ا‪٣‬بياطْب كسوؽ البزكرية‪،‬‬

‫‪475‬‬
‫كٓب يكتب ‪٥‬بما النجاح فيها أ َّدل ا‪٣‬بدمة العسكرية ُب ا‪١‬بيش العثما٘ب ُب ا‪٢‬بجاز‪ ،‬كبقي ىناؾ‬
‫سنتْب حٌب دخوؿ األمّب فيصل دمشق‪.‬‬
‫إشَبؾ ُب رحلة علماء دمشق ا‪٤‬بشهورة إٔب ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة كمكة ا‪٤‬بكرمة عاـ ُّٗٓىػ َُْٗر‬
‫كانتخب رئيسان للوفد الذم قابل ا‪٤‬بلك عبد العزيز‪ ،‬كما شارؾ مع أخيو السيد ىاشم ُب‬
‫ا‪١‬بمعية الغراء‪ ،‬كىو أحد مؤسسي ‪ٝ‬بعية التهذيب كالتعليم‪ ،‬كما كاف أحد أعضاء ‪ٝ‬بعية‬
‫العلماء درس ُب ا‪١‬بامع األموم بطلب من أخيو الشيخ ىاشم كنيابة عنو‪ -‬فأقرأ كتاب ا‪١‬بامع‬
‫الصغّب با‪٤‬بعزبة الوسطى أماـ ‪٧‬براب الشافعية بعد الفجر‪ ،‬ككاف من قبل قد أقرأ النحو ُب‬
‫مدرسة القلبقجية‪ ،‬كما درس ُب ا‪٤‬بدرسة العلمية التجارية‪ ،‬كخطب ُب مساجد عديدة بدمشق‬
‫ٍب عْب أخّبان خطيبان للجامع األموم عاـ ُُّٓىػ كبقي كذلك حٌب كفاتو‪ ،‬ككانت خطبو‬
‫مؤثرة‪ ،‬كاجتمعت فيو صفات ا‪٣‬بطيب‪ ،‬ككاف جهورم الصوت يسمع من ُب ا‪١‬بامع على‬
‫رحابتو‪.‬‬
‫ككاف أطوؿ آؿ ا‪٣‬بطيب قامة كأضخمهم جثة‪ ،‬ككاف ٰبث على ا‪١‬بهاد زمن االستعمار‪،‬‬
‫حسن السّبة صادؽ القوؿ‪ ،‬ككانت لو خلوة ليلة ا‪١‬بمعة ال يقابل فيها أحدان‪ ،‬يقضي معظم‬
‫الليل ُب العبادة كالصبلة على النيب صلى اهلل عليو كسلم‪.‬‬
‫كصلي عليو با‪١‬بامع‬
‫توُب سنة ُّٕٔىػ ُْٕٗر ُب بيتو بزقاؽ الربغل قرب باب ا‪١‬بابية‪ ،‬ي‬
‫األموم‪ ،‬كٓب يتسع ‪١‬بثتو نعش فصنع لو نعش خاص‪ ،‬ككانت جنازتو حافلة جدان‪ ،‬كدفن ٗبقربة‬
‫الباب الصغّب‪ ،‬ككقف على قربه ما يزيد عن عشرين عا‪٤‬بان‪،‬كرثاه ابن أخيو الشيخ بشّب ا‪٣‬بطيب‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمد صاّب فرفور كالشيخ ‪٧‬بمود ا‪٤‬بنيِب كاألستاذ كحيد عقاد ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬
‫ومنهم قيقو العالم الفاضل الصوفي ي الطريقة القادرية السيد م مد ىا م بن‬
‫السيد ر يد الخطيب القادري ال سني‪ ،‬كلد بدمشق سنة َُّْىػ َُٖٗر‪ ،‬تلقى علومو‬
‫على يد مشايخ دمشق‪ ،‬كحفظ القرآف كأتقن تفسّبه كتبلكتو‪ ،‬كحصل إجازات كثّبة ُب ‪٨‬بتلف‬
‫الفنوف‪ ،‬كدرس ُب معاىد دمشق ككثّب من مساجدىا‪ ،‬كشارؾ ُب الثورة ضد الفرنسْب ككاف من‬
‫أكائل الداعْب للثورة ضدىم‪ ،‬ككاف شديد النكّب على أىل البدع من الفرؽ الشاذة ا‪٤‬بدسوسة‬
‫على ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬كلو مؤلفات منها‪:‬‬
‫ُ) كتاب مفتاح السعادة‬
‫ِ) كديواف ا‪٢‬بّباف‬

‫‪476‬‬
‫ّ) خبلصة الرد ُب انتقاد مسيح ا‪٥‬بند القاديا٘ب‬
‫ْ) فواصل ا‪٢‬بدكد بْب ا‪٤‬بتهورين كأىل ا‪١‬بمود‬
‫ٓ) رسالتاف ُب ا‪٢‬بجاب‬
‫توُب عاـ ُّٖٕىػ ُٖٓٗر بدمشق كدفن ٗبقربة الدحداح‪.‬‬
‫( قلت ا‪٤‬بقصود بالقاديا٘ب غبلـ أ‪ٞ‬بد القاديا٘ب من ا‪٥‬بند كاف عميبلن لربيطانية‪ ،‬كىو رجل ادعى‬
‫النبوة كصار لو أتباع‪ ،‬كادعىأنو ىو ا‪٤‬بسيح كأنو ىو ا‪٤‬بهدم ا‪٤‬بنتظر‪ ،‬كقد أىانو اهلل حيث مات‬
‫ُب بيت ا‪٣‬ببلء‪ ،‬فقاؿ أتباعو األنبياء يدفنوف حيث ٲبوتوف‪ ،‬فدفنوه ُب ا‪٣‬ببلء‪ُ ،‬ب بدء أمره أعتقد‬
‫أتباعو نبوتو ٍب عبده بعضهم بعد ذلك‪ ،‬كمن ا‪٤‬بعلوـ من الدين بالضركرة أنو ال نيب بعد سيدنا‬
‫‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬كحكم من اعتقد جواز نبوة أحد بعد سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو‬
‫كسلم التكفّب قطعان بإ‪ٝ‬باع األمة‪ٍ ،‬ب إف ىؤالء ا‪١‬بماعة حرفوا الكثّب من أمور الدين تارة‬
‫بالتأكيل كتارة بالنفي‪ ،‬كقد ظهر عدد من القاديانية ُب لبناف كغّبه من الببلد العربية بسبب‬
‫انتشار ا‪١‬بهل بالعقيدة عند كثّب ‪٩‬بن ينتسب لئلسبلـ‪ ،‬فيجب التحذير من ىذه ا‪١‬بماعة)‪.‬‬

‫ومنهم ولده العالم الصوفي بطيب ال ام األموي و ي الطريقة القادرية السيد‬


‫م مد بشير بن م مد ىا م الخطيب الشافعي كلد بدمشق يوـ السبت ِْ ذم القعدة‬
‫سنة ُِّٖىػ َُُٗر‪ ،‬قرأ على كالده‪ ،‬كحفظ القرآف‪ ،‬ككاف يتدارسو مع ابن عمو الشيخ‬
‫كاصف‪ ،‬كقرأ على السيد بدر الدين ا‪٢‬بسِب ُب دار ا‪٢‬بديث كحصل منو إجازة ُب َِ شواؿ‬
‫ُِّٓىػ‪ ،‬كمن الشيخ أيب ا‪٣‬بّب ا‪٤‬بيدا٘ب عاـ ُّّٓ‪ ،‬كمن الشيخ أ‪ٞ‬بد ا‪١‬بوبرم سنة ُّْٓ‪،‬‬
‫كلو إجازة من كالده سنة ُّْٓ‪ ،‬ككاف يتقن الفقو على ا‪٤‬بذىب الشافعي‪ ،‬تؤب ا‪٣‬بطابة ُب‬
‫ا‪١‬بامع األموم بعد كفاة عمو الشيخ عبد الر‪ٞ‬بن كدرس فيو بعد كالده كما خطب ُب حي‬
‫ا‪٤‬بهاجرين ٔبامع الشمسية كُب جامع السنانية بباب ا‪١‬بابية‪ ،‬كعلم ُب عدد من ا‪٤‬بدارس كما‬
‫كاف شاعران أديبان‪ ،‬كخطيبان مفوىان بارزان جهورم الصوت أشبو كالده بأدائو للخطبة‪،‬ككاف يفضل‬
‫العزلة عن العامة توُب يوـ االثنْب ِ احملرـ ُِّٖ‪ ْ-‬حزيراف ُِٔٗر كدفن ٗبقربة الباب‬
‫الصغّب‪ ،‬من أكالده ‪ :‬السيد ‪٧‬بمد‪.‬‬

‫‪477‬‬
‫ومنهم العالم الصوفي ال اىد السيد م مد توفي بن السيد حسن بن أبي الفرج‬
‫بن عبد القادر بن صالح بن عبد الرحيم بن السيد م مد الخطيب كلد سنة َُّٖىػ‬
‫َُٖٗر‪ ،‬كنشأ ُب رعاية أبيو الفقيو‪ ،‬كعنو تلقى علومو الشرعية‪ ،‬كقرأ على غّبه من العلماء‬
‫كالشيخ خليل ا‪٣‬بشة خالو‪ ،‬كالشيخ عطا اهلل الكسم‪ٛ.‬بكن ُب الفقو الشافعي كعلوـ العربية‪،‬‬
‫كأجاد الَبكية كبلمان ككتابة إضافة إٔب معرفة األ‪٤‬بانية كالتشيكية‪ ،‬كأٓبٌ بالفارسية إلتحق با‪١‬بيش‬
‫الَبكي عند قياـ ا‪٢‬برب العا‪٤‬بية األكٔب ككاف إماـ طابور‪ ،‬ككقع خبلؿ ا‪٢‬برب أسّبان ٗبجدؿ‬
‫عنجر‪ٍ ،‬ب أطلق سراحو مع هناية ا‪٢‬برب إشتغل بتجارة مواد البناء مع أخيو أكثر من عشر‬
‫سنوات‪ ،‬ككاف لو بستاف يعمل فيو تؤب ا‪٣‬بطابة ُب مساجد عديدة بدمشق كمسجد مدرسة‬
‫ا‪٣‬بياطْب كجامع سيدم جركس بسوؽ القطن ‪-‬كمسجد مدرسة عبد اهلل باشا‪ ،‬ككاف مسجد‬
‫باب السبلـ آخر مسجد خطب فيو‪ ،‬كدرس ُب ا‪١‬بامع األموم ‪٫‬بو أربعْب عامان عند مقاـ‬
‫سيدنا ٰبٓب‪ ،‬ككاف الطبلب األتراؾ يقصدكنو يدرسوف عنده‪ ،‬ككثّبان ما كاف علماء استنبوؿ‬
‫يزكركنو‪ ،‬كمن تبلميذه الشيخ ‪ٝ‬باؿ األ‪ٞ‬بر كالشيخ كماؿ األ‪ٞ‬بر‪ ،‬كحج إحدل عشر مرة توُب‬
‫كصلي عليو ٔبامع الفردكس‪ ،‬كدفن ٗبقربة الدحداح‬ ‫غرة ‪ٝ‬بادل األكٔب سنةَُّٗػ َُٕٗر ي‬
‫بالركضة على كالده‪ ،‬ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬

‫كمنهم شقيق السيد ‪٧‬بمد بشّب الشي السيد م مد ر يد بن م مد ىا م بن‬


‫الع مة السيد ر يد‪ ...‬الخطيب ال سني كلد يوـ ا‪١‬بمعة ِٔ ‪ٝ‬بادل اآلخرة سنة‬
‫ُُّّىػ ُُِٗر‪ ،‬قرأ على كالده ككاف لو بو اعتناء شديد‪ ،‬كحضر دركس السيد بدر الدين‬
‫ا‪٢‬بسِب قدس سره‪.‬درس ُب ا‪٤‬بدرسة القلبقجية‪ ،‬كترأس ‪ٝ‬بعية التهذيب كالتعليم الٍب أسسها‬
‫كالده‪ ،‬ككاف ٱبطب ُب ا‪١‬بامع األموم يتناكب على ا‪٣‬بطابة فيو ىو كالشيخ أبو الفرج‬
‫ا‪٣‬بطيب‪،‬كما كاف ٱبطب ٔبامع السنجقدار‪.‬‬
‫لو ديواف خطب ُب ‪٫‬بو ََّ صفحة‪ ،‬ككاف لطيف ا‪٤‬بعشر مهيبان كثّب الذكر‪ ،‬جهورم الصوت‬
‫ضخمو‪ ،‬استشهد سنة َُُْ‪ُُٖٗ-‬ر بعد خركجو من ا‪١‬بامع األموم بعد صبلة ا‪١‬بمعة‪،‬‬
‫رماه با‪٤‬بسدس أحد األشخاص على دراجة كىو ُب زقاؽ ا‪٤‬بارستاف با‪٢‬بريقة‪ ،‬ككانت بصحبتو‬
‫زكجتو كابنتو‪ ،‬كصلي عليو با‪١‬بامع األموم ُب اليوـ التإب‪ ،‬كدفن ُب مقربة الباب الصغّب‪ ،‬كٓب‬
‫ينقطع نزيف دمو حٌب إدخالو القرب‪.‬‬

‫‪478‬‬
‫ومنهم العالم الصوفي الم اىد السيد م مد صالح بن أحمد بن عبد الرحمن بن‬
‫صالح ‪ ...‬الخطيب القادري ال سني كلد ُب عكا بفلسطْب سنة ُُّّىػ ُِٖٗر حيث‬
‫كانت أمو ُب زيارة ابنها البكر السيد عبد الر‪ٞ‬بن ا‪٣‬بطيب‪،‬إماـ ا‪١‬بيش العثما٘ب بعكا‪ٍ ،‬ب‬
‫عادت بو إٔب دمشق حيث ظل فيها حٌب كفاة كالده الشيخ أ‪ٞ‬بد سنة ُُِّىػ َُّٗر‬
‫فتؤب رعايتو شقيقو السيد عبد الر‪ٞ‬بن ‪ ،‬كأخذ يتنقل معو من مدينة إٔب أخرل‪ ،‬ككاف الشيخ‬
‫صاّب يتابع ‪ٙ‬بصيلو العلمي ضمن تنقبلتو‪ ،‬كبعد ‪ٛ‬بكنو صار مدرسان‪ ،‬كمشاٱبو من دمشق كعكا‬
‫كتركيا‪ ،‬كُب ا‪٢‬برب العا‪٤‬بية األكٔب يدعي للخدمة العسكرية‪،‬كأًب دكرتْب للتدريب ُب ضواحي‬
‫استنبوؿ لضباط ا‪٤‬بشاة كا‪٤‬بدفعية‪ٍ ،‬ب شارؾ ُب معارؾ فلسطْب ٍب شارؾ ُب موقعة ميسلوف مع‬
‫أخيو الشيخ كماؿ الدين سنة ُّّٗىػ َُِٗر فاستشهد شقيقو كماؿ الدين ككقع الشيخ‬
‫‪٧‬بمد صاّب ُب األسر‪ٍ ،‬ب أطلق سراحو‪ ،‬كبعد إطبلؽ سراحو تفرغ للتدريس كاإلرشاد ُب‬
‫مساجد دمشق كمدارسها‪ ،‬كقد ترؾ السيد صاّب ا‪٣‬بطيب مؤلفات كثّبة طبع بعضها‪ ،‬كمن‬
‫مؤلفاتو‪:‬‬
‫سفينة الدر الثمْب ُب مدائح الرسوؿ األمْب‬ ‫ُ)‬
‫اإلستجابة لنصرة ا‪٣‬بلفاء الراشدين كالصحابة‬ ‫ِ)‬
‫كىداية ا‪٤‬بسَبشدين إٔب معرفة عقائد العارفْب‬ ‫ّ)‬
‫كا‪٤‬بورد السِب ُب تر‪ٝ‬بة سيدنا عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٢‬بسِب ا‪٢‬بسيِب‬ ‫ْ)‬
‫كالربىاف األزىر على براءة الشيخ األكرب ‪٧‬بٓب الدين بن عريب‬ ‫ٓ)‬
‫ٔ) كالقوؿ اللطيف‪ -‬كموجز ا‪٤‬بقاؿ ُب جواز العمل با‪٢‬بديث الضعيف ُب فضائل األعماؿ‪،‬‬
‫كغّبىا‪.‬‬
‫توُب بدمشق سنة َُُْ‪ُُٖٗ-‬ر‪ ،‬كدفن ر‪ٞ‬بو اهلل ٗبقربة الباب الصغّب‪.‬‬

‫ومنهم الشي السيد الع مة ر يد بن م مد الخطيب بن عبد ا بن عبد الرحيم‬


‫المتوفى سنة ‪ٖٔٔٙ‬ىػ‪.‬‬

‫‪479‬‬
‫و قيقو الشي السيد عبد المطلب بن م مد المولود سنة ٘‪ٕٔٛ‬ىػ ‪ٔٛٙٛ‬ر بدمش‬
‫جاور في المدينة المنورة وتوفي بها سنة ‪ ٖٕٔٚ‬ىػ ‪ٜٜٔٓ‬ر‪.‬‬
‫والشي السيد م مد بن عثماف الخطيب المتوفي سنة ‪ٖٔٓٛ‬ىػ‪.‬‬
‫والشي السيد سليم بن عبد الرحمن الخطيب المتوفى سنة ٕٖٖٔىػ‪.‬‬
‫والشي السيد ريف بن عبد الفتاح المتوفي ٓ‪ٖٔٚ‬ىػ والشي ال افظ المعمر السيد‬
‫صالح بن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الرحيم الخطيب‪ ،‬المولود سنة ‪ٕٕٜٔ‬ىػ‬
‫ٖٔ‪ٔٛ‬ر المتوفى سنة ‪ٖٕٔٛ‬ىػٓٔ‪ٜٔ‬ر‪.‬‬
‫والشي السيد عبد القادر بن أبي الفرج المتوفى سنة ٖٔ٘ٔىػ‪.‬‬
‫والشي السيد عبد الع ي بن سليم الخطيب المتوفي سنة ‪ٖٔٙٙ‬ىػ‪.‬‬
‫والشي السيد عبد ا بن م مد بن عبد ا بن عبد الرحيم الم اور في المدينة المنورة‬
‫بمسين سنة‪ ،‬ولد سنة ٖ‪ٕٔٙ‬ىػ ‪ٔٛٗٙ‬ر وتوفي بدمش سنة ‪ٖٖٔٚ‬ىػ ‪ٜٔٔٛ‬ر‪.‬‬
‫والشي السيد م مود بن صالح الخطيب المتوفي سنة ٓ‪ٖٔٙ‬ىػ‪.‬‬
‫والشي السيد م مد بن عبد ا الخطيب المتوفي سنة ٖٓٗٔىػ وغيرىم‪.‬‬

‫كىكذا ‪٪‬بد ُب ىذا الفرع الكيبل٘ب الذم ظهر فيو آؿ القا‪٠‬بي كآؿ ا‪٣‬بطيب الكثّب من‬
‫العلماء كالصا‪٢‬بْب كالذين ظهر على يد بعضهم الكرامات َّإال أف شهرهتم بالعلم غطت على‬
‫ذكر كراماهتم‪ ،‬على أف العلم كاالستقامة من أعلى الكرامات‪ ،‬ك‪٪‬بد أيضان أهنم كانوا على‬
‫العقيدة األشعرية كا‪٤‬بذىب الشافعي كا‪٤‬بشرب الصوُب نفعنا اهلل بالصا‪٢‬بْب منهم كقدست‬
‫أسرارىم آمْب‪.‬‬
‫(م حظة)‬
‫ذكر العبلمة السيد أبو ا‪٥‬بدل الصيادم الرفاعي القادرم ُب كتابو الركض البساـ ‪ ":‬أف من ذرية‬
‫اإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنو ‪ٝ‬باعة من آؿ ا‪٣‬بطيب بديار حوراف ُب سوريا يقاؿ ‪٥‬بم آؿ‬
‫سليماف ا‪٣‬بطيب" كقد ظهر فيهم عدد من ا‪٤‬بشايخ كلكن ٓب أطلع على ترا‪ٝ‬بهم‪.‬‬
‫كىناؾ عائلة أخرل من آؿ ا‪٣‬بطيب يعود نسبها إٔب اإلماـ ا‪٢‬بسن السبط عليو السبلـ‪،‬‬
‫كلكن ليس من طريق اإلماـ عبد القادر كال ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب عليو السبلـ‪ ،‬بل يعود نسبهم إٔب‬

‫‪481‬‬
‫السيد أيب علي ا‪٢‬بسْب ا‪٣‬بطيب بن ‪٧‬بمد بن القاسم بن ‪٧‬بمد البطحا٘ب بن القاسم بن‬
‫ا‪٢‬بسن األمّب ابن زيد ابن اإلماـ ا‪٢‬بسن السبط عليو السبلـ‪ ،‬كما ذكره السيد إيهاب بن‬
‫يعقوب الكتيب ا‪٢‬بسِب ُب كتابو ا‪٤‬بنتقى ُب أعقاب ا‪٢‬بسن اجملتىب‪.‬‬
‫كىناؾ احتماؿ على أف فرعان يكُب بآؿ ا‪٣‬بطيب من طريق اإلماـ السيد عبد السبلـ بن‬
‫مشيش ا‪٢‬بسُب قدس سره‪.‬‬
‫كيوجد فرع حسيِب يكُب بآؿ ا‪٣‬بطيب أيضان يعود نسبهم إٔب السيد أيب ا‪٢‬بسن‬
‫عيسى(ا‪٣‬بطيب) ابن السيد موسى الثا٘ب ابن اإلماـ إبراىيم ا‪٤‬برتضى ابن اإلماـ موسى الكاظم‬
‫ابن اإلماـ جعفر الصادؽ ابن اإلماـ ‪٧‬بمد الباقر ابن اإلماـ علي زين العابدين ابن اإلماـ‬
‫الشهيد ا‪٢‬بسْب السبط عليو السبلـ كانتشارىم بببلد فارس كالعراؽ‪.‬‬
‫كُب جبل لبناف عائلة تكُب بآؿ ا‪٣‬بطيب أك آؿ الفقيو ا‪٣‬بطيب‪ ،‬يعود نسبهم إٔب اإلماـ‬
‫ا‪٢‬بسْب رضي اهلل عنو‪ ،‬جدىم األعلى ىو الشيخ السيد ‪٧‬بمد الفقيو ا‪٣‬بطيب نزيل جبل لبناف‬
‫كىو ابن الشيخ جعفر الفقيو ابن السيد ىاشم ا‪١‬بواد بن أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد أيب القاسم بن سليماف‬
‫بن علي نور الدين بن ‪ٞ‬بزة بن ا‪٢‬بسن شرؼ الدين بن علي بن ا‪٢‬بسْب بن ٰبيي الفقيو بن‬
‫القاسم بن عبد اهلل بن ىاشم األصغر بن جعفر الشامي بن عيسى بن ‪٧‬بمد بن ىاشم األكرب‬
‫بن جعفر الشهّب بابن الطيار ابن أيب ا‪٢‬بسْب علي الركمي النقيب با‪٤‬بدينة ابن ‪٧‬بمد األزرؽ‬
‫نقيب أشراؼ ا‪٤‬بدينة ابن السيد علي العريضي ابن اإلماـ جعفر الصادؽ‪ ،...‬كيوجد ُب‬
‫فلسطْب ‪ٝ‬باعة من ىذا الفرع‪.‬‬
‫كُب ‪ٞ‬باه عائلة من آؿ ا‪٣‬بطيب ٰبتمل أهنامن نسب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪.‬‬

‫كبالنسبة آلؿ ا‪٣‬بطيب كآؿ ا‪٢‬بفار ا‪٣‬بطيب ُب طرابلس الشاـ الذين ظهر فيهم عدد من‬
‫أ٘ب ٓب أطلع على شجرة‬‫العلماء كاألكلياء فكوهنم من آؿ البيت أمر معركؼ مشهور عندنا إال ِّ‬
‫نسبهم كلكن حدثِب من أثق بو أف نسبهم يعود إٔب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪،‬كقاؿ ٕب‪ :‬أنو اطَّلع على‬
‫نسبهم كما قرأ على قبور بعض مشاٱبهم نسبتهم إٔب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪.‬‬
‫فمن مشايخ آؿ ا‪٣‬بطيب ُب طرابلس الشاـ العالم الكبير السيد عبد ال ميد الخطيب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كلد بطرابلس سنة ُِٓٔىػ ُْٖٖ ر‪،‬تلقى علومو أكؿ أمره على يد علماء طرابلس ٍب رحل‬
‫إٔب مصر كالتحق باألزىر الشريف حٌب ‪ٚ‬برج‪ٍ ،‬ب عاد إٔب طرابلس كتصدر للتعليم كاالرشاد‬

‫‪480‬‬
‫كتسليك الطريقة الشاذليو فانتسب إليو الكثّب من أبناء طرابلس ك‪ٚ‬برج بو غّب كاحد‪ ،‬ككاف‬
‫ك‪٦‬بيدان للوعظ‪ ،‬كلو شعر ُب مدح السلطاف‬‫على قدر من رجاحة العقل كاالخبلؽ ككاف شاعران ي‬
‫عبد ا‪٢‬بميد ك‪٧‬بمد باشا ا‪٤‬بوفد من السلطاف عبد ا‪٢‬بميد إلنشاء مدرسة ُب مشحة عكار‪ ،‬كىو‬
‫الذم أطلق عليها اسم ا‪٤‬بدرسة ا‪٢‬بميدية نسبة إٔب السلطاف عبد ا‪٢‬بميد‪.‬‬
‫كاف الشيخ عبد ا‪٢‬بميد ا‪٣‬بطيب ‪٧‬بمود السّبة أثُب عليو علماء طرابلس منهم الشيخ‬
‫حسْب ا‪١‬بسر كاف يقوؿ فيو‪( :‬ا‪٤‬برشد الكامل ا‪٤‬بريب للمريدين بطريقة اإلماـ أيب ا‪٢‬بسن الشاذٕب‬
‫قدست أسرارىم)‪ ،‬كالشيخ ظافر ا‪٣‬بطيب ابن الشيخ عبد ا‪٢‬بميد ‪ٚ‬برج أيضان من األزىر‬
‫الشريف‪.‬‬

‫كمنهم الشي العارؼ با م يي الدين الخطيب‪ ،‬كلد بطرابلس عاـ ُِِٖىػ‬ ‫‪-‬‬
‫ُٖٓٔر تلقى علومو على علماء طرابلس‪ ،‬منهم الشيخ أيب احملاسن القاكقجى كالشيخ عبد‬
‫ا‪٢‬بميد ا‪٣‬بطيب كالشيخ عبد الغِب الرافعي كالشيخ ‪٧‬بمود نشابة كغّبىم‪ ،‬ككاف شاذليان قادريان‪،‬‬
‫فوضت إليو ا‪٤‬بدرسة ا‪٢‬بميدية ُب مشحة عكار ‪٤‬بدة ٍب عاد إٔب طرابلس يدرس ُب مساجدىا‬
‫كُب مدرسة ا‪٣‬بّبية االسبلمية‪ ،‬كما تؤب ا‪٣‬بطابة كالتدريس ُب جامع االكيسية القريب من قلعة‬
‫طرابلس‪.‬‬
‫كقد تتلمذ على يديو عدد كبّب‪ ،‬من أشهرىم‪ ،‬الشيخ عبد القادر الشليب الطرابلسي الذم‬
‫جاكر بعد نيل إجازتو ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة – كأيضان الشيخ عارؼ ا‪٤‬بولوم – كالشيخ فخر الدين‬
‫القاكقجي ابن شيخو أيب احملاسن – كالشيخ بدر الدين الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب الطرابلسي – كالشيخ‬
‫‪٧‬بمد كشقيقو رشيد مرحبا – كالشيخ خالد الكيبل٘ب مفٍب عكار – كنور الدين اإلماـ مفٍب‬
‫البلذقية – كالشيخ كامل البابا – كالشيخ رامز ا‪٤‬بلك الطرابلسي ‪ -‬كالشيخ ناصر ا‪٤‬بيقاٌب خادـ‬
‫األثر الشريف ُب طرابلس مدة ثبلثْب سنة كا‪٤‬بؤقت ‪٤‬بواقيت الصبلة‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬
‫ترؾ الشيخ ‪٧‬بيي الدين ا‪٣‬بطيب عدة مؤلفات كرسائل ُب الفقو كالتوحيد كالفرائض كغّبىا‪،‬‬
‫ككانت دركسو تشتمل على العلوـ الفقهية كالتوحيد كالتفسّب كا‪٢‬بديث كاللغة كالتصوؼ‪ ،‬توُب‬
‫قدس سره سنة ُّْٕىػ ُْٓٗر‪ .‬ذكره ا‪٤‬بؤلف درنيقة ُب الطبفات الشاذلية‪.‬‬
‫ومنهم الشي القاضي م مد ر اد بن م يي الدين الخطيب الطرابلسي‪ ،‬كلد يوـ‬ ‫‪-‬‬
‫االثنْب ُْ من ذم ا‪٢‬بجة سنة ُُّٗىػ َُُٗر ٗبحلة القبة بطرابلس الشاـ تلقى علومو‬

‫‪482‬‬
‫على كالده شيخ مشايخ طرابلس ‪٧‬بيي الدين ا‪٣‬بطيب ا‪٤‬بذكور آنفان‪ ،‬كُب عاـ ُّٖٓىػ‬
‫ُّٗٗر عيْب مدرسان ُب مدرسة القاضي عمر‪ ،‬كُب عاـ ُّّٕىػ ُّٓٗر تؤب القضاء ُب‬
‫‪٧‬بكمة عكار‪ٍ ،‬ب ُب عاـ ُّٕٗىػ ُٗٓٗر ألقيت عليو كظيفة قراءة صحيح البخارم على‬
‫الناس ُب جامع طيناؿ‪ٍ ،‬ب أصبح ُب ما بعد مستشاران لدل احملكمة السنية‪ ،‬ككاف للشيخ ‪٧‬بمد‬
‫رشاد شقيق ا‪٠‬بو كجيو قيلد منصب القضاء أيضان‪ ،‬توُب الشيخ ‪٧‬بمد رشاد بن ‪٧‬بيي الدين‬
‫ا‪٣‬بطيب سنة ُّْٗىػ ُْٕٗر‪ ،‬ذكره ا‪٤‬بؤلف درنيقة ُب الطبفات الشاذلية‪.‬‬
‫كذكر ٕب بعض آؿ ا‪٣‬بطيب ا‪٤‬بستوطنيْب ُب مدينة بّبكت أف نسبهم يعود إٔب اإلماـ عبد‬
‫القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪ ،‬كأهنم فرع من آؿ ا‪٣‬بطيب الدمشقيْب‪.‬‬
‫كىناؾ عدة عائبلت تكُب بآؿ ا‪٣‬بطيب ال يعود نسبهم إٔب آؿ البيت النبوم صلى اهلل عليو‬
‫كسلم‪ ،‬كىذا األمر معلوـ عند أىل ا‪٤‬بعرفة‪ .‬ذكره ا‪٤‬بؤلف درنيقة ُب كتابو قضاة الشرع كاالفتاء ُب‬
‫طرابلس‪.‬‬

‫‪483‬‬
‫ؿ الكليدار في بغداد والعراؽ‬

‫يوجد ُب العراؽ عدة عائبلت بأ‪٠‬باء ‪٨‬بتلفة من ذرية السيد عبد الرزاؽ منم آؿ الكليدار‪،‬‬
‫‪٠‬بوا بذلك ألنو كجهت إليهم سدانة ا‪٢‬بضرة الكيبلنية‪.‬‬
‫منهم‪:‬‬
‫الشيخ السيد عمر‪.‬‬
‫كالشيخ السيد عثماف‪،‬كجهت ‪٥‬بما الكليدارية سنة َُُٓىػ بفرماف‪.‬‬
‫كالشيخ السيد فرج اهلل بن السيد عمر‪ ،‬كجهت لو السدانة بعد أبيو بفرماف سنة ُُٕٔىػ ٍب‬
‫عْب نقيبان لؤلشراؼ‪.‬‬
‫كالشيخ السيد عبد العزيز بن السيد عبد القادر‪ ،‬نقيب األشراؼ سنة ُِِّىػ كقد توُب سنة‬
‫ُِْٔىػ ُب مرض الطاعوف كدفن ُب ا‪٢‬بضرة الكيبلنية‪.‬‬
‫قالو الشيخ يونس بن إبراىيم السامرائي ُب كتابو الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪ٍ ،‬ب‬
‫قاؿ‪ :‬كأخّبان أشغل جهة الكليدار السيد مصطفى ٍب أشغلها بعد كفاتو كلده السيد أ‪ٞ‬بد شرؼ‬
‫الدين‪ٍ ،‬ب أشغلها بعد كفاتو كلده السيد سآب الكليدار‪ ،‬كىو الكليدار ا‪٢‬بإب‪.‬‬

‫وفي مصر من ذرية السيد عبد الرزاؽ ذرية الشيخ السيد رضواف الكيبل٘ب بن يونس بن‬
‫‪٧‬بمد بن عبد اهلل بن سليماف بن ا‪٢‬بسن بن ‪٧‬بمد بن عامر الكبّب بن ياسْب بن رضواف بن‬
‫‪٧‬بمد بن نافع بن ‪٧‬بمد بن نافع بن سركر بن مبلؾ بن ‪٧‬بمد بن عبد الرزاؽ بن شرؼ الدين‬
‫ابن النقيب أ‪ٞ‬بد بن علي ا‪٥‬بامشي ابن شهاب الدين أ‪ٞ‬بد ابن شرؼ الدين قاسم ابن ‪٧‬بٓب‬
‫الدين ٰبٓب ابن نور الدين حسْب ابن عبلء الدين علي ابن مشس الدين ‪٧‬بمد ابن سيف الدين‬
‫ٰبٓب ابن ظهّب الدين أ‪ٞ‬بد ابن أيب نصر ‪٧‬بمد ابن أيب صاّب عماد الدين نصر ابن أيب بكر تاج‬
‫الدين ا‪٢‬بافظ عبد الرزاؽ ابن اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪...‬‬

‫وفي الهند فرع من كي ية حماه كىم من ذرية الشيخ السيد ‪٧‬بمد عبد القادر الكيبل٘ب‬
‫الذم توُب ُب ا‪٥‬بند سنة ُُّّىػ كما ذكر صاحب كتاب (ذيل مشس ا‪٤‬بفاخر ذيل قبلئد‬
‫ا‪١‬بواىر)‪،‬تفرعت ذريتو من كلده السيد عبد الرزاؽ بن ‪٧‬بمد عبد القادر بن أ‪ٞ‬بد الكيبل٘ب‬

‫‪484‬‬
‫‪ٞ‬بن ابن ‪٧‬بٓب الدين ابن تاج العارفْب ابن النقيب‬
‫ا‪٢‬بموم ابن خالد بن عبد الواحد بن عبد الر م‬
‫شرؼ الدين ابن النقيب أ‪ٞ‬بد ابن السيد علي ا‪٥‬بامشي الكيبل٘ب ا‪٢‬بموم‪...‬‬
‫كُب ا‪٥‬بند فركع أخرل من ذرية اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪.‬‬

‫وفي األردف من ذرية سيدي ال افظ عبد الرزاؽ قدس سره عشيرة الربايعة‬

‫كتعرؼ باسم (رباع الكيبل٘ب)‪،‬نسبة إٔب السيد رباع ابن السيد علي ابن السيد عبد الرزاؽ‬
‫ابػػن اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب رض ػي اهلل عنػػو ‪ ،‬اسػػتوطن السػػيد ربػػاع كادم اليػػابس ببلػػدة جػػديتا ُب ل ػواء‬
‫الكورة من األردف ا‪٢‬باليةك كاف ىذا الوادم لشػدة كعورتػو كعزلتػو ملجػأن لقطػاع الطػرؽ كالسػارقْب‬
‫الفارين من السلطة‪،‬كبذؿ جهده فيهم فكانوا يتوبوف على يديو كانتشر بينهم الصبلح كرأكا منو‬ ‫ك َّ‬
‫الكرامػػات‪ ،‬فأكسػػبو ذلػػك اح ػَباـ األىلػػْب كسػػكاف القػػرل اجملػػاكرة فزكجػػوه مػػنهم‪ ،‬كأ‪٪‬بػػب كلديػػو‬
‫ػار كاس ػػع ُب ع ػػدة ق ػػرل ُب األردف‪ ،‬كح ػػوراف م ػػن‬
‫الس ػػيد موس ػػى كعيس ػػى‪ ،‬كذريت ػػو الي ػوـ ‪٥‬ب ػػا انتش ػ ه‬
‫س ػػوريا‪ ،‬كفلس ػػطْب كك ػػاف ‪٥‬ب ػػم ع ػػدة زكاي ػػا‪ .‬نقػ ػبلن م ػػن كتاب(ىك ػػذا ظه ػػر جي ػػل ص ػػبلح ال ػػدين)‬
‫للدكتور ماجد عرساف الكيبل٘ب‪.‬‬

‫‪485‬‬
‫ذرية السيد عبد الع ي ابن اإلماـ عبد القادر‬
‫ال ي ي رضي ا عنهما‬

‫قد قدمنا أف السيد القطب الشهّب أبا بكر عبد العزيز قد رحل إٔب ا‪١‬بباؿ قرب عقرة ُب‬
‫ا‪٤‬بوصل كاستوطنها ُب حدكد سنة َٖٓ ىػ‪ ،‬بعد أف غزا عسقبلف‪ ،‬كأما ا‪١‬ببل ا‪٤‬بعركؼ ٔببل‬
‫عبد العزيز ُب الدكلة السورية القريب من ا‪٢‬بدكد العراقية فهو نسبة للسيد أيب بك ور عبد العزيز‬
‫ابن القطب اجملدد السيد علي نور الدين الكبّب‪ ،‬كىو من ذرية السيد عبد العزيز ابن اإلماـ‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب قدست أسرارىم الطاىرة‪.‬‬
‫كقد أعقب ذرية طيبة صا‪٢‬بة‪ ،‬كال يزاؿ الصبلح ببعض ذريتو حٌب اآلف‪ ،‬كيف ال كىو سليل‬
‫السادة األطهار األشراؼ‪.‬‬
‫أعقب السيد عبد العزيز القطب الشريف شيخ الطريقة القادرية العزيزية ‪.‬‬
‫ٔ) السيد م مد ال بالي أو ال يالي الملقب بالهتاؾ وبالذىبي‪،‬كىو أعقب‪:‬‬
‫ِ) القطب الكبير السيد م مد حساـ الدين ر ي ‪ ،‬كقيل تشرشيق‪ ،‬كقيل ُب بعض الَباجم‬
‫عكس ىذا أم أف السيد حساـ الدين ‪٧‬بمد كىو الذم أعقب السيد ‪٧‬بمد ا‪٥‬بتاؾ‪ ،‬كالسيدة‬
‫زىرة‪ ،‬كاألكؿ ىو الصحيح‪.‬‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد شرشيق كاف من أكابر الصا‪٢‬بْب مع كونو مات شابان‪ ،‬قاؿ ا‪٢‬بافظ الذىيب ‪":‬‬
‫مات الشيخ شرشيق سنة ِٓٔىػ شابان عن أربع كعشرين سنة"‪ ،‬كقاؿ التادُب ‪ :‬قاؿ كلده‬
‫الشيخ ‪٧‬بمد األكحل‪ :‬ما ‪٠‬بي هبذا األسم‪ -‬أم شرشيق‪ -‬إال برؤيا‪ ،‬كأف ُب القرية ا‪٤‬بدفوف هبا‬
‫شيخا متقدمان مدفونان هبا ا‪٠‬بو ىكذا ‪.‬توُب السيد ‪٧‬بمد شرشيق با‪١‬بباؿ كدفن هبا‪،‬كقد أعقب‪:‬‬
‫ّ) اإلماـ الع مة الم دث السيد م مد مل الدين األك ل قدس سره قاؿ التادُب‪ ":‬كلد‬
‫ُب رمضاف سنة إحدل ك‪ٟ‬بسْب كستمائة ُٓٔىػ قبل موت كالده بسنة‪ ،‬ككانت كفاتو سنة‬
‫تسع كثبلثْب كسبعمائة ُب أكؿ ذم ا‪٢‬بجة‪ ،‬كقد كلد مكحوؿ العينْب فلقب باألكحل‪.‬‬
‫كُب الذيل على تاريخ الذىيب قاؿ‪:‬‬
‫" الشيخ اإلماـ الزاىد الكبّب بقية ا‪٤‬بشايخ مشس الدين أبو الكرـ ‪٧‬بمد ابن الشػيخ شرشػيق ابػن‬
‫الشيخ ‪٧‬بمد ا‪١‬ببإب ابن السيد عبد العزيز ابػن شػيخ اإلسػبلـ ‪٧‬بيػي الػدين عبػد القػادر أيب صػاّب‬
‫ا‪١‬بيل ػػي ٍب الس ػػنجارم ا‪١‬بب ػػإب ا‪٢‬بنبل ػػي‪ ،‬كل ػػد ُب رمض ػػاف س ػػنة إح ػػدل ك‪ٟ‬بس ػػْب كس ػػتمائة بقري ػػة‬

‫‪486‬‬
‫ا‪١‬ببػػاؿ‪ ،‬فيهػػا قبػػور آبائػػو‪٠ ،‬بػػع مػػن الفخػػر النجػػار‪ -‬كأ‪ٞ‬بػػد بػػن ‪٧‬بمػػد النصػػييب‪ ،‬كٗبكػػة مػػن عبػػد‬
‫الػػرحيم بػػن الزجػػاج‪ ،‬كبا‪٤‬بدينػػة مػػن العفيػػف مػػزكع‪ ،‬كحػ ٌدث بدمشػػق كبغػػداد‪ ،‬كحػػج غػػّب مرة‪،‬ك‪٠‬بػػع‬
‫منػػو بنػػوه ا‪٢‬بسػػاـ عبػػد العزيػػز‪ -‬كالبػػدر حسػػن‪ -‬كالعػػز حسػػْب‪ -‬كالظهػػّب أ‪ٞ‬بػػد‪ ،‬كمشػػس الػػدين بػػن‬
‫سعد‪ ،‬كآخركف‪.‬‬
‫ككػػاف ذا زىػػد كصػػبلح كأتبػػاع كصػػدارة كبػػّبة ُب تلػػك الػػببلد ككجاىػػة‪ ،‬ككػػاف مقصػػودان بالزيػػارة‬
‫لفضػػلو كلبيتػػو‪ ،‬كلػػو فعػػل كافػػر‪ ،‬كفيػػو تواضػػع كخػػّب ىع َّمػ ىػر دى ػران‪ ،‬كتػػوُب ُب أكؿ ا‪٢‬بجػػة سػػنة تسػػع‬
‫كثبلثْب كسبعمائة كدفن عند آبائو‪.‬‬
‫كقػػاؿ الشػػيخ ا‪٤‬بػػؤرخ مشػػس الػػدين ‪٧‬بمػػد بػػن إب ػراىيم ا‪١‬بػػزرم ُب تارٱبػػو‪ ":‬كُب يػػوـ السػػبت‬
‫الثػػامن مػػن شػػهر رمضػػاف سػػنة اثنػػْب كعشػػرين كسػػبعمائة كرد إٔب دمشػػق الشػػيخ الصػػاّب مشػػس‬
‫الػػدين السػػيد الصػػاّب ‪٧‬بمػػد ابػػن الشػػيخ أيب بكػػر عبػػد العزيػػز ابػػن الشػػيخ اإلمػػاـ القػػدكة أيب ‪٧‬بمػػد‬
‫عبػػد القػػادر بػػن أيب صػػاّب ا‪١‬بيلػػي‪ ،‬كنػػزؿ بالزاكيػػة السػػبلرية قاصػػدان ا‪٢‬بػػج‪ ...‬مولػػده ليلػػة ا‪١‬بمعػػة‬
‫نصػػف رمضػػاف سػػنة إحػػدل ك‪ٟ‬بسػػْب كسػػتمائة با‪١‬ببػػاؿ " بلػػد مػػن أعمػػاؿ سػػنجار"‪ ...‬قػػاؿ‪ :‬قػػرب‬
‫كالػػده ىنػػاؾ كجػػده كجػػد كال ػده‪ ،‬كأنػػو حػػج مػػرة أخػػرل‪ ....‬قػػاؿ‪ :‬كأدرؾ مػػن حيػػاة كالػػده أربعػػة‬
‫أشهر‪ ،‬كىو مشهور بتلك الديار كلو ‪٠‬باط ‪٩‬بدكد كألكالده‪ ،‬كأصػحاب الػببلد كالرعايػا يعظمػوهنم‬
‫كيكرمػػوهنم‪ ،‬كيقصػػدكف زيػػارهتم‪ ،‬كتلػػبس النػػاس ا‪٣‬برقػػة (القادريػػة العزيزيػػة) مػػنهم‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬فلمػػا قػػدـ‬
‫أي ٍك ػ ًرىـ ٕبلػػب كدمش ػق كغّبٮبػػا مػػن الػػببلد كتلقػػاه الفق ػراء كا‪٤‬بشػػايخ كحضػػر عنػػده أعيػػاف النػػاس‪،‬‬
‫كاجتمع بنائب السلطنة‪ ،‬كلبس خلق كثّب منو ا‪٣‬برقة القادريػة‪ ،‬كحضػر جػامع دمشػق يػوـ تكملػة‬
‫قراءة البخارم الذم يقرأه ابن الربزإب‪ ،‬ك‪٠‬بع منو الناس‪.‬‬
‫كق ػػاؿ ا‪٢‬ب ػػافظ أب ػػو ا‪٤‬بع ػػإب ‪٧‬بم ػػد ب ػػن راف ػػع الس ػػبلمي ُب تارٱب ػػو بع ػػد ك ػػبلـ‪ ":‬أن ػػو ح ػػدث‬
‫باألحادي ػػث ال ػػٍب أخرجه ػػا ا‪٢‬ب ػػافظ الض ػػياء ‪٧‬بم ػػد ب ػػن عب ػػد الواح ػػد بس ػػماعو بدمش ػػق احملركس ػػة‪،‬‬
‫كحدث ببغداد‪٠ ،‬بع منو ابن الرقوقي‪ ،‬كابن السّبجي‪ ...‬كقاؿ‪ :‬كاف حسن ا‪٣‬بلػق كا‪٣‬بيليػق فاضػبلن‬
‫زاىػػدان عابػػدان مػػن أىػػل السػػنة‪ ،‬لػػو ىكقٍػ هػع ُب القلػػوب كجبللػػة‪ ،‬كفيػػو إيثػػار كلػػو كجاىػػة كللنػػاس فيػػو‬
‫اعتقاد زائد‪.‬‬
‫كق ػػاؿ االمػػاـ أمػػّب احملػػدثْب العبلمػػة شػػهاب الػػدين أ‪ٞ‬بػػد بػػن حج ػػر العسػػقبل٘ب ُب الػػدرر‬
‫الكامنة‪:‬‬

‫‪487‬‬
‫" ‪٧‬بمد بن شرشيق بن ‪٧‬بمد بن عبد العزيز بن عبد القادر ا‪١‬بيلي‪ ،‬مشس الدين أبو الكرـ ابن‬
‫أيب الفضل السنجارم حفيد الشيخ عبد القادر كلد ُب رمضاف‪ ...‬ككاف يعرؼ با‪٢‬بيإب "ٗبهملة‬
‫ك‪ٙ‬بتانية خفيفة" نسبة إٔب ا‪٢‬بياؿ بسنجار نز‪٥‬با جده األعلى عبد العزيز‪ ...‬ككاف أبو الكرـ‬
‫كحدث بدمشق كبغداد‬ ‫و‬ ‫حفظ القرآف كتفقو ك‪٠‬بع بدمشق من الفخر بن البخارم كغّبه‪،‬‬
‫كا‪٢‬بياؿ‪ ،‬ككاف مشهوران بالصبلح كالعبادة كالسماح‪ ،‬كٓب ٲبس كفو ذىبان كال فضة ُب طوؿ عمره‬
‫من ا‪١‬بود ا‪٤‬بفرط كا‪٢‬بشمة كاإلحساف للناس كالتودد‪ ،‬ككاف ىو كأىل بيتو معركفْب ٗبناصحة‬
‫االسبلـ كا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬كمات ُب سلخ ذم القعدة أك ُب أكؿ ذم ا‪٢‬بجة سنة تسع كثبلثْب‬
‫كسبعمائة‪ ،‬كأكالده‪ :‬ا‪٢‬بساـ عبد العزيز ( يعِب حساـ الدين) كالبدر حسن (بدر الدين) –‬
‫كالعز حسْب ( عز الدين)‪ -‬كالظهّب أ‪ٞ‬بد (ظهّب الدين)‪ .‬رضي اهلل عنهم‪،‬ك ذكر التادُب كلدان‬
‫خامسا" ىو‪ :‬نور الدين علي‪.‬‬
‫فاما كلده السيد بدر الدين ىح ىس ين قاؿ ا‪٢‬بافظ ‪٧‬بمد بن رافع ُب معجمو بعد ذكر نسبو‬
‫الطاىر‪٠ :‬بع من كالده كدخل بغداد كقدـ علينا دمشق قاصدان ا‪٢‬بج ُب سنة إحدل كأربعْب‬
‫كسبعمائة‪ ،‬كنزؿ بزاكية السبلرية بظاىر البلد‪ ،‬كحج‪ ،‬ك‪٤‬با رجع نزؿ با‪٤‬بكاف ا‪٤‬بذكور فاجتمعت‬
‫بو ككاف مهيبان كقوران حسن ا‪٣‬بلق كا‪٣‬بلق كر‪ٙ‬ب النفس ‪ٝ‬بيل ا‪٥‬بيئة‪ ،‬أجاز ٕب ما يركيو من‬
‫ا‪٢‬بديث‪.‬‬
‫كقاؿ اإلماـ ابن حجر العسقبل٘ب ُب كتابو ( إنباء الغمر بأبناء العمر )‪ ":‬كانت لو حرمة‬
‫ككجاىة بتلك الببلد‪ ،‬مات ُب سنة ‪ٟ‬بس كسبعْب كسبعمائة عن س ون عالية"‪.‬‬
‫كعلى سّبتو شقيقاه عبد العزيز‪ -‬كأ‪ٞ‬بد‪.‬‬
‫ْ) كأما الرابع السيد ع الدين حسين فكاف من أكابر العلماء الربانيْب كالزىاد الصا‪٢‬بْب على‬
‫طريقة أجداده‪ ،‬كلو شعر حسن ُب التصوؼ كالزىديات ‪ ،‬كمن شعره ما نقلو النبها٘ب ُب جامع‬
‫كرامات االكلياء عند ذكر إجازتو بالطريقة القادرية العالية قاؿ‪:‬‬

‫‪488‬‬
‫كدع القصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور كخػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالف األى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواء‬ ‫س ػ ػ ػ ػػر ُب السباس ػ ػ ػ ػػب كاقط ػ ػ ػ ػػع البي ػ ػ ػ ػػداء‬
‫خ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب كخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ا‪١‬به ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل كا‪١‬به ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلء‪.‬‬ ‫كاطلػ ػ ػ ػ ػػب رفيقػ ػ ػ ػ ػػا ُب الطريػ ػ ػ ػ ػػق لػ ػ ػ ػ ػػو بػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن حلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة التوحيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد فيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو قبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬ ‫كأم ػ ػ ػ ػػط ردا األغي ػ ػ ػ ػػار عن ػ ػ ػ ػػك لتكتس ػ ػ ػ ػػي‬
‫إال إذا ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ا‪٢‬بج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيج ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداء‬ ‫كارك ػ ػ ػػب مطاي ػ ػ ػػا الش ػ ػ ػػوؽ غ ػ ػ ػػّب مع ػ ػ ػػرس‬
‫ح ػ ػ ػ ػ ػ ػػاالن عس ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ٗب ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب تن ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ من ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬ ‫فػ ػ ػػاخلع ىنػ ػ ػػا النعلػ ػ ػػْب نفسػ ػ ػػك كا‪٥‬بػ ػ ػػول‬
‫فتك ػ ػ ػ ػػوف نفس ػ ػ ػ ػػك ع ػ ػ ػ ػػن من ػ ػ ػ ػػاؾ ف ػ ػ ػ ػػداء‬ ‫كعس ػػاؾ تنح ػػر ىػ ػػدم نفس ػػك لله ػػدل‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَبل بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؾ عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ذاؾ ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػفاء‬ ‫كعسػ ػ ػػاؾ تسػ ػ ػػعى بػ ػ ػػْب مػ ػ ػػركة كالصػ ػ ػػفا‬
‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَبل ‪١‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيش العاش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقْب ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواء‬ ‫كعسػ ػ ػ ػ ػػاؾ أف ‪ٙ‬بظػ ػ ػ ػ ػػى ٗبنعػ ػ ػ ػ ػػرج اللػ ػ ػ ػ ػػول‬
‫منػ ػ ػ ػ ػ ػػو تػ ػ ػ ػ ػ ػػرل ضػ ػ ػ ػ ػ ػػوء النهػ ػ ػ ػ ػ ػػاء عشػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬ ‫كعسى يلوح لعْب سرؾ بارؽ كعسػاؾ‬
‫علػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت فكانػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت للعليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل دكاء‬ ‫تنشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق نفحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الطيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٍب‬
‫طاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت فأى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدت للعب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذاء‬ ‫ىػ ػ ػ ػػي نفح ػ ػ ػ ػػة القػ ػ ػ ػػدس ال ػ ػ ػ ػػٍب ُب طاب ػ ػ ػ ػػة‬
‫نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار ا‪١‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػول كأدارت الربحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬ ‫نش ػ ػ ػػرت لن ػ ػ ػػا خ ػ ػ ػػّب ا‪٢‬ببي ػ ػ ػػب كأكلع ػ ػ ػػت‬
‫ُب س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّبنا كطريقن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا البع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداء‬ ‫كط ػ ػ ػ ػػوت لن ػ ػ ػ ػػا ى ػ ػ ػ ػػذا الوج ػ ػ ػ ػػود كقرب ػ ػ ػ ػػت‬
‫إال مظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىر عانق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت أ‪٠‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬ ‫كهبػ ػ ػػا قػ ػ ػػد انكشػ ػ ػػف القنػ ػ ػػاع فػ ػ ػػبل تػ ػ ػػرل‬
‫ُب ا‪٢‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي إال الك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأس كالص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهباء‬ ‫كىن ػ ػ ػػا تغي ػ ػ ػػب كإف أفق ػ ػ ػػت فل ػ ػ ػػن ت ػ ػ ػػرل‬

‫كىو أعقب‪:‬‬
‫ٓ) الم دد القطب الربا ي السيد علي ور الدين ي الس ادة القادرية ال ام بين‬
‫الشريعة وال قيقة‪ ،‬أعقب ‪:‬‬
‫السيد أبا عبد ا م مد مل الدين ‪،‬كالسيد ‪٧‬بيي الدين عبد القادر‪ٍ ،‬ب إف السيد‬ ‫ٔ)‬
‫‪٧‬بيي الدين عبد القادر‪ ،‬أعقب‪ :‬السيد مشس الدين ‪٧‬بمد‪ ،‬كىو أعقب السيد الشيخ‬
‫الصاّب عبلء الدين علي ا‪١‬ببإب ا‪١‬بيلي الذم استوطن مصر ىو كأكالده بعد دخوؿ ا‪٤‬بلك‬
‫األشرؼ برسبام القاىرة كعوده من آمد‪.‬‬
‫قاؿ صاحب الركض الزاىر‪ ":‬شيخنا الشيخ عبلء الدين علي كاف حسن ا‪٣‬بلق كا‪٣‬بلق ذا‬
‫ىيبة ككقار قل أف يوعده أحد كعدا" كيسألو أحد حاجة فيخطئ فيأٌب كيعتذر إليو إال كيقوؿ‬
‫لو مسا‪٧‬بة‪ :‬سا‪٧‬بو اهلل كإيانا آمْب‪ ،‬ككاف عْب القادرية ُب زمانو بالديار ا‪٤‬بصرية‪ ،‬كقد حج‬

‫‪489‬‬
‫مرتْب‪ ،‬ككاف مولده على ما أخربتِب أمو الست الشريفة فاطمة بنت الشيخ حيدر ُب سنة أربع‬
‫ك‪ٜ‬بانْب أك ‪ٟ‬بس ك‪ٜ‬بانْب كسبعمائة كاهلل أعلم ككانت كفاتو شهيدا" بالطاعوف ُب هنار ا‪٣‬بميس‬
‫كالشمس ُب قائم الظهّبة يوـ عاشر صفر سنة ثبلث ك‪ٟ‬بسْب ك‪ٜ‬با٭بائة كصلي عليو بباب القرافة‬
‫من القاىرة‪ ،‬كدفن بالَببة ا‪٤‬بعركفة بزاكية بسيدم عدم بن مسافر‪ ،‬كدفن لو ُب ىذا ا‪٤‬بكاف‬
‫ا‪٤‬بذكور ‪ٝ‬بلة من أكالده‪ ،‬ككاف قد بقي لشيخنا الشيخ عبلء الدين علي ُب عقب الطاعوف‬
‫الذم كاف ُب سنة إحدل كأربعْب كلد فأخذه كسافر بو إٔب ا‪٢‬بجاز فطعن ُب الطريق قبل‬
‫كصولو إٔب الطور كمات قبل دخولو إليها كدفن ُب جامعها كىو يزار كينذر عن ركحو‪ ،‬ككاف‬
‫عمره إذ ذاؾ دكف العشرين سنة‪.‬‬
‫ككلد لشيخنا عبلء الدين بعد ذلك أكالد كتوُب منهم كمات ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب عن ذكرين كبنتْب‪،‬‬
‫توُب كاحد بعد كفاة كالده كالباقوف موجودكف‪ .‬كللسيد عبلء الدين علي شقيق من أبويو ىو‬
‫الشيخ عبد القادر توُب بالطاعوف ُب سنة إحدل كأربعْب بدمشق كدفن ٗبقربة الصوفية كٓب‬
‫يعقب‪ ،‬ككاف دخولو أيضان الببلد الشامية بعد عود األشرؼ برسبام من آمد ُب تاسع عشر‬
‫احملرـ افتتاح سنة ست كثبلثْب ك‪ٜ‬با٭بائة‪ ،‬كىو أصغر من أخيو بسنتْب على ما أخربت بو‬
‫كالدهتما الست الشريفة فاطمة بنت السيد حيدر بن السلطاف أكيس أيب طاسة الكاظمي‬
‫ا‪٢‬بسيِب"‪.‬إىػ‬

‫اما السيد أبو عبد اهلل ‪٧‬بمد مشس الدين فكانت كفاتو اليوـ الرابع من صفر سنة َْٖىػ‬
‫كما ذكره صاحب الركض الزاىر‪ ،‬كدفن ُب زاكية عدم ابن مسافر بالقرافة ٗبصر أيضان‪،‬‬
‫كأكالده‪:‬‬
‫ٕ) السادة‪ :‬جد ا الشي ابو الفتح موسى رؼ الدين‪ ،‬كبدر الدين‪ -‬كما ُب الركض الزاىز‬
‫كالقبلئد كالثالث‪ :‬كٕب الدين‪ ،‬كما ذكره النسابة إيهاب الكتيب ُب كتابو ا‪٤‬بنتقى‪.‬‬
‫فأما السيد موسى شرؼ الدين كأخيو بدر الدين‪ ،‬فماتا شهيدين بالطاعوف بعد‬
‫ابيهما بسنة كدفنا ٔبانب قربه‪ ،‬فموسى مات عن كلدين‪ ،‬كبدر الدين عن بنت‪ ،‬كما ُب‬
‫قبلئد ا‪١‬بواىر‪.‬‬
‫كذكر السيد إيهاب الكتيب ُب كتابو ا‪٤‬بنتقى‪ ،‬أف السيد كٕب الدين بن ‪٧‬بمد مشس الدين‬
‫أعقب السيد نور الدين فأعقب الشيخ حساـ الدين‪ -‬أعقب الشيخ ‪٧‬بمد دركيش‪ -‬أعقب‬

‫‪491‬‬
‫الشيخ زين الدين‪ -‬أعقب الشيخ مصطفى – أعقب الشيخ سليماف (راعي الشاكرية) دفْب‬
‫الرقة سوريا‪ ،‬فأعقب الشيخ علي – كالشيخ ‪٧‬بمد ا‪٤‬بشرؼ كإليو تنتهي (عشّبة الشرابية)‬
‫كأما شقيقو السيد علي فأعقب الشيخ حسْب أبا ذر دفْب الرقة‪ ،‬فأعقب الشيخ مرعي‬
‫فأعقب الشيخ خلف فأعقب الشيخ جنيد فأعقب الشيخ قاسم فأعقب الشيخ ‪٧‬بمد فأعقب‬
‫الشيخ كحيد كالشيخ أ‪ٞ‬بد‪ ،‬فوحيد أعقب ستة أكالد كىم السادة‪:‬‬
‫عبد الرزاؽ‪ -‬كعبد اللطيف‪ -‬كعبد العزيز‪ -‬كعبد الوىاب‪ -‬كنور الدين‪ -‬كنورس‪ ،‬كإليهم‬
‫تنتسب(عشّبة ا‪٤‬برندية)‪.‬‬
‫كقد اطلعت على شجرة نسبهم الٍب ُب كتاب الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‬
‫للمؤلف يونس إبراىيم السمرائي ‪ٚ‬بتلف قليبل" عما ذيكًىر ىنا كىو أف السيد كٕب الدين بن‬
‫السيد زين الدين بن السيد ‪٧‬بمد شرؼ الدين بن السيد أيب الفتح موسى شرؼ الدين‪ ،‬فيكوف‬
‫السيد موسى شرؼ الدين جد أبيو‪ ،‬فعلى ىذا يكوف السيد موسى شرؼ الدين أعقب جدنا‪:‬‬
‫ٖ) السيد م مد رؼ الدين ‪ ،‬كلد قدس سره بالقاىرة كدرس على عبلمائها ال سيما‬
‫السخاكم‪ ،‬حج كزار بيت ا‪٤‬بقدس ك‪٠‬بع هبا ا‪٢‬بديث‪ ،‬كما برع ُب الفقو ا‪٢‬بنبلي‪ ،‬ككاف شيخ‬
‫الطريقة القادرية بالقاىرة‪ ،‬توُب سنت ٖٖٓىػ َُْٖر‪ ،‬كصلت عليو ‪ٝ‬باىّب غفّبة ُب طليعتهم‬
‫أمّب ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬كدفن ُب قرب زاكية عدم بن مسافر بالقرافة‪ ،‬كبعد كفاتو تقلد أخوه مشيخة‬
‫الطريقة‪ ،‬ذكر تر‪ٝ‬بتو السخاكم ُب كتابو الضوء البلمع‪ ،‬كقد أعقب السيد ‪٧‬بمد شرؼ الدين‪:‬‬
‫السيد زين الدين الذم مر ذكره كجدنا‪:‬‬
‫ٗ) العالم المر د السيد أبا البقاء أحمد كىو أعقب‪:‬‬
‫َُ) العالم العابد ال اىد السيد م مد زين العابدين كىو أكؿ من دخل بِب زعب كبُب هبم‪،‬‬
‫أعقب‪:‬‬
‫ُُ) جد ا الع مة القطب الم دد ي الس ادة القادرية السيد علي ور الدين الكبير‬
‫ال ي ي أعقب‪:‬‬
‫ُِ) جد ا الشي الكبير السيد أبو بكر عبد الع ي الذم نسب إليو جبل عبد العزيز ُب الدكلة‬
‫السورية‪ ،‬كقيل ا‪٠‬بو عبد اهلل كاألكؿ أصح‪ ،‬أعقب‪:‬‬
‫ُّ) جد ا القطب السيد يعقوب أعقب‪:‬‬
‫ُْ) جد ا الشي السيد يعقوب أيضا نُ‪ ،‬كلد بعد موت أبيو فسمي بإ‪٠‬بو‪ ،‬أعقب ‪:‬‬

‫‪490‬‬
‫ُٓ) جد ا الشي السيد م مد أعقب‪:‬‬
‫ُٔ) الع مة المر د العارؼ الربا ي ي الطريقة القادرية ال عبية جد ا السيد علي ال عبي‬
‫ال ي ي ال سني ال سيني الملقب بػ( المقرفص) كىو أكؿ من تكُب بالزعيب‪ ،‬كقبل ذلك‬
‫كانوا يكنوف بالكيبل٘ب أك ا‪١‬بيبل٘ب‪ ،‬كأحيانا با‪١‬ببأب‪ -‬كا‪٢‬بيإب‪ -‬نسبة إٔب بلد جدىم االماـ‬
‫السيد عبد العزيز أيب بكر بن سيدنا االماـ ‪٧‬بيي الدين عبد القادر رضي اهلل عنهما‪ ،‬كقد‬
‫تصدر سيدم علي ا‪٤‬بقرفص الزعيب للتدريس كاالرشاد كالتسليك‪ ،‬فتخرج بو ‪ٝ‬باعة كثر‪ ،‬ككاف‬
‫إذا إنتسب قاؿ‪ :‬جدم باز اهلل األشهب عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب قدس سره العزيز‬
‫كسبب تسميتو ( ا‪٤‬بقرفص) أنو قدس سره بعد كفاتو كُب أثناء تشييع جنازتو كصل بو ا‪٤‬بشيعوف‬
‫إٔب تلة حيث قربه‪ ،‬فحمل النعش أثناء ذلك كلداه ‪٧‬بمد عبد اهلل ا‪٤‬بكُب بأيب بكر كالسيد‬
‫عمر‪ ،‬فكاف الذم ٰبمل منهما من ا‪١‬بهة السفلى قد تعب كصار يفكر ما يفعل‪ ،‬كُب ا‪٢‬باؿ ما‬
‫عاد يشعر بثقل النعش‪ ،‬فلما كضعوه عند القرب كرفعوا الستار عن التابوت كجدكه على ىيئة‬
‫ا‪٤‬بقرفص إٔب ا‪١‬بهة العليا‪٩ ،‬با جعل كلده ٓب يشعر بالثقل‪ ،‬فتعجب الناس من ذلك كصار يلقب‬
‫بػ ا‪٤‬بقرفص ‪ ،‬كىذه إحدل كراماتو الكثّبة‪.‬‬
‫كنقل النبها٘ب ُب جامع كرامات األكلياء عند ذكر إجازتو بالطريقة القادرية الٍب أجازه هبا‬
‫سيدم القطب العبلمة الشيخ عبد الفتاح أفندم الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب دفْب طرابلس الشاـ الذم‬
‫ستأٌب تر‪ٝ‬بتو‪ ،‬قاؿ‪ ":‬كقد كصى القطب األكرب سيدم علي نور الدين الزعيب ا‪١‬بيلي (‬
‫ا‪٤‬بقرفص) قدس سره كلديو أبا بكر كعمر‪ ،‬فقاؿ ‪٥‬بما كركحو تتلجلج ُب صدره األمْب‪ :‬إذا‬
‫حظيتما بليلة القدر كما ُب الوقت سعة إال لدعوة صا‪٢‬بة فلتكن ألمّب ا‪٤‬بؤمنْب‪ ،‬كال تنسِب من‬
‫تبلكة الفا‪ٙ‬بة كدعوة صا‪٢‬بة ٕب كلذريٍب كقرابٍب ك‪١‬بميع أىل سلسلٍب كسندم كإخوا٘ب كصحابٍب‬
‫كا‪٤‬بؤمنْب كا‪٤‬بؤمنات األحياء منهم كاألموات‪ ،‬كاختم دعاءؾ ٗبا تبدأ بو من الصبلة على خاًب‬
‫النبيْب صلوات اهلل كسبلمو عليو كعلى ‪ٝ‬بيع األنبياء كا‪٤‬برسلْب كعلى ‪ٝ‬بيع عباد اهلل الصا‪٢‬بْب‬
‫أبد اآلبدين كدىر الداىرين كا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب" بتاريخ ُِّّ ىػ ‪.‬‬
‫دفن سيدم علي نور الدين الزعيب ا‪٤‬بقرفص ُب قرية ا‪٤‬بسيفرة بببلد حوراف من الدكلة السورية‬
‫الشامية‪.‬‬

‫‪492‬‬
‫أما كلداه‪ ،‬فإف الشيخ السيد عمر أعقب السيد إبراىيم كىو أعقب السيد ‪٧‬بمد ا‪٤‬بكُب بأيب‬
‫فاركؽ‪ ،‬كالزعبية من ىذا الفرع أكثرىم ُب الدكلة السورية‪ ،‬كمنهم ُب االردف كبعض الدكؿ‬
‫األخرل‪.‬‬
‫ُٕ) وأما جد ا الشي السيد أبا بكر م مد عبد ا ‪ ،‬فإنو أعقب‪:‬‬
‫ُٖ) جد ا القطب ال ليل جد ا السيد م مد بدر الدين أبا عفة دفْب حصن األكراد ُب‬
‫سوريا" كىو أعقب السادة العلماء األكابر‪٧ :‬بمد‪ -‬كبكار‪ -‬كمصطفى‪ -‬كعلي‪ -‬كجدنا أ‪ٞ‬بد‬
‫خالد الزعيب ا‪٤‬بلقب بالذىيب‪.‬‬
‫كذرية ا‪١‬بد السيد ‪٧‬بمد بدر الدين شعفة كاف انتشارىا ُب بدء األمر بْب سوريا كلبناف ٍب‬
‫توسعت‪ ،‬كتفرع من العائلة الزعبية فركع عدة‪ ،‬كمع مركر الزمن تغّبت كُب بعض ىذه الفركع‪،‬‬
‫ككسع انتشارىا حٌب كصلت أب األردف كفلسطْب كالعراؽ كا‪٢‬بجاز كمصر كتركيا كغّبىا‪،‬‬
‫كأصبح عددىا يفوؽ ا‪٤‬بائٍب ألف نسمة‪.‬‬
‫كقد ظهر فيهم عدد من مشاىّب العلماء كالزىاد كاألكلياء كالزعماء كالوجهاء‪ ،‬على عقيدة إماـ‬
‫أىل السنة أيب ا‪٢‬بسن األشعرم كُب الفقو على ا‪٤‬بذىب الشافعي غالبان‪ ،‬كٗبا أنِب ٓب أقم برحلة‬
‫لبلطبلع على أحواؿ ىذه العائلة للتعرؼ على مشاىّبىم‪ ،‬فإ٘ب أقتصر على ذكر بعض ما‬
‫استطعت معرفتو عنهم ُب مشاؿ الدكلة اللبنانية‪ ،‬فمن أعبلـ الزعبية ُب طرابلس الشاـ‪:‬‬

‫‪ -‬الشي السيد أبو علي م مد بن علي بن بكار ابن السيد م مد بدر الدين أبي عفة‪.‬‬
‫قاؿ النبها٘ب ُب جامع كرامات األكلياء‪ ":‬الشيخ ‪٧‬بمد أبو علي الزعيب القادرم نسبا كطريقة‪،‬‬
‫أحد األكلياء الكراـ السادات العظاـ‪ ،‬كاف أجداده متوطنْب ُب حصن األكراد قدموا إليها من‬
‫حوراف‪ٍ ،‬ب توطن ىو ُب طرابلس الشاـ‪ ،‬كبقيت ذريتو فيها إٔب اآلف‪ ،‬كىو من السبللة الطاىرة‬
‫القادرية‪ ،‬كلو كرامات كثّبة‪ ،‬ذكر ٕب منها نقبل" عن الثقات الذين حدثوه بذلك أحد ذريتو‬
‫سيدم العآب العامل الكامل الشيخ عبد الفتاح أفندم الزعيب نقيب األشراؼ ُب طرابس الشاـ‪،‬‬
‫‪ :‬أف جده ا‪٤‬بذكور رضي اهلل عنو‪ ،‬زاره حاكم طرابلس مع ‪ٝ‬باعة من حاشيتو ُب رمضاف‪ ،‬فلما‬
‫أرادكا االنصراؼ قبيل ا‪٤‬بغرب دعاىم الشيخ لئلفطار عنده‪ ،‬فأجابوه إٔب ذلك كخطر ُب باؿ‬
‫ا‪٢‬باكم أف يرسل خادمو ليحضر طعاما" من مطبخو لعلمو بعدـ استحضار الشيخ على أطعمة‬
‫تكفيهم كتليق هبم‪ ،‬فأطلع اهلل الشيخ على نيتو‪ ،‬فالتفت إليو كقاؿ‪ :‬ال ترسل ا‪٣‬بادـ الستحضار‬

‫‪493‬‬
‫شيء من األطعمة‪ ،‬فإف عندنا ما يليق بكم‪ ،‬كىناؾ طبق مغطى‪ ،‬فقاؿ للخادـ‪ :‬اكشف ىذا‬
‫الطبق كقل بسم اهلل‪ ،‬ففعل فخرج لو صحن طعاـ‪ٍ ،‬ب أمره بتغطيتو ففعل‪ٍ ،‬ب قاؿ لو‪ :‬قل بسم‬
‫اهلل كاكشف‪ ،‬فخرج لو صحن طعاـ آخر‪ ،‬كٓب يزؿ كذلك حٌب مؤل ا‪٤‬بائدة الوانا" من األطعمة‪،‬‬
‫فأكلوا منها ككجدكىا ألى َّذ من أطعمتهم‪.‬‬
‫كمن كراماتو رضي اهلل عنو‪ :‬أف ابنو طالبا" قالت لو أمو كىو صغّب‪ :‬أئتنا بنار من عند ا‪١‬بّباف‪،‬‬
‫فذىب بدكف كعاء يضع فيو النار‪ ،‬فقالت لو جارهتم‪ :‬جدؾ عبد القادر ككالدؾ ابو علي فبل‬
‫يرض أبوه بذلك‬
‫يضرؾ كضع النار بذيلك‪ ،‬فبسط ‪٥‬با ذيلو فوضعت فيو النار كذىب هبا‪ ،‬فلم ى‬
‫لكشف سر الوالية لغّب حاجة ضركرية‪ ،‬فمات الولد‪.‬‬
‫ككانت كفاة الشيخ رضي اهلل عنو سنة ُُّٗىػ عن ثبلثة أكالد كىم السادة‪٧ :‬بمد علي‪-‬‬
‫كاإلماـ عبد الفتاح األكؿ‪ -‬ك‪٧‬بمد‪ ،‬كدفن بطرابلس سنة ُٕٕٗر‪ .‬كأشهر أكالده‪:‬‬
‫‪ -‬اإلماـ الع مة القطب الغوث السيد عبد الفتاح أفندي ال عبي الكي ي األوؿ قدس سره‬
‫الع ي ‪.‬‬
‫كاف رضي اهلل عنو من أكابر العلماء العارفْب ُب طرابلس الفيحاء‪ ،‬ككاف معظما"مكرما"‬
‫يوقره ا‪٣‬باص كالعاـ كلو كلمة نافذة عند ا‪٢‬بكاـ ‪ٚ‬برج بو عدد من الصلحاء‪ ،‬كلو كرامات كثّبة‬
‫منها ما ذكره النبها٘ب‪ ،‬قاؿ‪ :‬أخرب٘ب أحد سبللتو الطاىرة سيدم العآب الفاضل ا‪٢‬بسيب‬
‫النسيب الشيخ عبد الفتاح أفندم نقيب األشراؼ ُب طرابلس عمن ركل لو ذلك من الثقات‪،‬‬
‫أف بعض تبلمذتو كا‪٠‬بو الشيخ مصطفى قاؿ لو‪ :‬قد سألتك يا سيدم مراران أف تسأؿ اهلل تعأب‬
‫مر‬
‫أف ٲبن علي باجتماعي با‪٣‬بضر عليو السبلـ كٓب تفعل؟ فقاؿ لو‪ :‬يا شيخ مصطفى أما َّ‬
‫ا‪٣‬بضر عليك ُب اليوـ الفبل٘ب بالصفة الفبلنية ككلمك بكذا ككذا فلم تلتفت إليو؟ فماذا أصنع‬
‫لك أنا‪ ،‬فتذكر الشيخ مصطفى القضية كتأسف جدان ٍب سأؿ الشيخ أف يريو القطب الغوث‪،‬‬
‫فقاؿ لو‪:‬‬
‫" عبلمتو أنو إذا قاؿ ‪٥‬بذا ا‪١‬ببل تزلزؿ تزلزؿ‪ ،‬قاؿ الشيخ مصطفى‪ :‬فواهلل ما أًب كبلمو حٌب‬
‫‪ٙ‬برؾ بنا ا‪١‬ببل‪ ،‬فقاؿ الشيخ‪ :‬أسكن يا جبل ‪٫‬بن ضربنا بك ا‪٤‬بثل‪.‬‬
‫كمن كراماتو‪ ،‬أنو كاف إذا كضع يده على ا‪٤‬بريض شفي بإذف اهلل تعأب‪ ،‬قاؿ الشيخ عبد‬
‫الفتاح أفندم الثا٘ب‪ :‬كمن كراماتو‪ ،‬أف علي أفندم كرامة ‪٤‬با مرض مرضان شديدان أعجز األطباء‬
‫كشكى للشيخ ذلك‪ ،‬فأطعمو العدس بالزيت فناـ من ساعتو‪ٍ ،‬ب استيقظ كما بو علَّة‪ ،‬ككاف‬

‫‪494‬‬
‫يقوؿ‪ :‬دخلت على الشيخ ‪٧‬بموالن على ظهرم كخرجت ماشيان على أقدامي‪ ،‬كلو كرامات كثّبة‬
‫ٓب تزؿ يتناقلها الناس ُب طرابلس‪ ،‬توُب قدس سره سنة ُِِِ ىػ‪.‬‬

‫يب ال عبي بن السيد عبد الفتاح‬ ‫‪ -‬ومن أع مهم الع مة الفقيو العارؼ السيد م مد‬
‫األكؿ‪ ،‬الطرابلسي القادرم أحد العلماء كاألكلياء األجبلء‪ ،‬كلد بطرابلس كتلقى علومو ُب‬
‫البداية بطرابلس على كالده كغّبه‪ٍ ،‬ب سافر إٔب مصر كتلقى فيها العلوـ ُب ا‪١‬بامع األزىر فربع‬
‫ُب الفقو على ا‪٤‬بذاىب األربعة كالعلوـ العقلية كغّبىا‪ ،‬كبعد عودتو إٔب طرابلس الشاـ تسلم‬
‫التدريس كا‪٣‬بطابة با‪١‬بامع ا‪٤‬بنصورم الكبّب‪ ،‬ك‪ٚ‬برج بو عدد من الصلحاء كالعلماء منهم‪ :‬الشيخ‬
‫عبد الغِب الرافعي العمرم نسبان مفٍب طرابلس كالقاضي أ‪ٞ‬بد سلطاف كشقيقو الشيخ أمْب‬
‫كغّبىم‪.‬‬
‫أخذ الطريقة القادرية عن كالده‪ ،‬ككانت لو زاكية ُب حي السويقة‪ ،‬ككاف يقتِب النوبة‬
‫كاألعبلـ‪ ،‬كيقيم حلقات الذكر كالتعليم ُب زاكيتو‪ ،‬ككاف كرٲبا على قدر من األخبلؽ‬
‫كالسماحة‪ ،‬كظهرت على يديو كرامات عديدة منها‪ :‬أف خادـ الشيخ جاء بدابة لو كربطها‬
‫أماـ الزاكية كالشيخ ُب علو‪ ،‬فقاؿ للخادـ‪ :‬ائتِب هبا‪ ،‬فذىب ا‪٣‬بادـ كٓب يرجع‪ ،‬ألنو يصعب‬
‫اإلتياف هبا كصعودىا على الدرج ا‪٤‬برتفع‪ ،‬فلما استبطأه الشيخ صرخ على الدابة من الشباؾ‬
‫كأمرىا بأف تأٌب‪ ،‬فقطعت رباطها كصعدت بالسلم حٌب كصلت إٔب باب حجرتو‪ ،‬فوقفت كٓب‬
‫تزؿ قائمة حٌب جاء ا‪٣‬بادـ فرءاىا ك‪ٙ‬بّب كيف يٍنز‪٥‬با‪ٍ ،‬ب إف الشيخ أمرىا فعادت من حيث‬
‫أتت‪ ،‬كلو غّب ىذه من الكرامات‪.‬‬
‫ليؤـ الناس ُب الصبلة‪ ،‬فقاؿ لو‬
‫ك‪٤‬با قصد الشيخ ‪٧‬بمد ‪٪‬بيب استنبوؿ قدمو السلطاف َّ‬
‫الشيخ بلباقة أنت خليفة ا‪٤‬بسلمْب فكيف أتقدـ؟ فرد عليو السلطاف قائبل"‪ :‬ككيف أتقدـ على‬
‫الغوث قطب األكلياء كجدكم الرسوؿ عليو من اهلل تعأب أفضل الصبلة كأزكى السبلـ‪ .‬كما‬
‫عْب نقيبان لؤلشراؼ ُب طرابلس‪.‬‬
‫كقد أرسل السلطاف عبد ا‪٢‬بميد األكؿ عدة فرمانات ككقفيات لعمدة العلماء الكراـ اإلماـ ‪٧‬بمد‬
‫‪٪‬بيب الزعيب‪ ،‬تلقاىا عاـ ُٕٕٓر‪.‬‬

‫‪495‬‬
‫كمن أخباره ما حدثِب بو حفيده الشيخ عبد الوىاب الزعيب قاؿ‪ :‬أصابت جدم الشيخ‬
‫‪٧‬بمد ‪٪‬بيب علة ُب حلقو حٌب ثقل عليو الكبلـ فقاؿ منشدان كىو ُب زاكيتو بْب تبلميذه‪:‬‬

‫مػ ػ ػػن ذكػ ػ ػػره أضػ ػ ػػحى الػ ػ ػػدكاء لعلػ ػ ػػٍب‬ ‫عجػ ػ ػ ػػز الطبيػ ػ ػ ػػب فػ ػ ػ ػػداك٘ب ٗبحمػ ػ ػ ػػد‬
‫يتوس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلوف ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو لك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل بلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬ ‫فهػ ػ ػػو الػ ػ ػػذم أمػ ػ ػػر األنػ ػ ػػاـ ‪ٝ‬بػ ػ ػػيعهم‬
‫حاش ػ ػ ػ ػػا ‪١‬ب ػ ػ ػ ػػودؾ أف أب ػ ػ ػ ػػوء ٖبيب ػ ػ ػ ػػٍب‬ ‫فبحبػ ػ ػ ػ ػ ػػو اللهػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػم أرفػ ػ ػ ػ ػ ػػع حػ ػ ػ ػ ػ ػػاجٍب‬

‫ٍب قاؿ لتبلميذه انشدكا ٕب ىذه األبيات فأنشدكىا فما إف انتهوا من إنشادىا حٌب برأ‬
‫كأف ٓب يكن بو ضر قط‪ ،‬توُب قدس سره سنة ُِٔٔىػ ُْٖٗر كدفن ٗبقربة الزعبية ‪ٙ‬بت‬
‫قلعة طرابلس الشاـ‪ .‬كمن أكالده‪:‬‬

‫‪ -‬االماـ القطب الغوث المر د المربي الع مة السيد م مد بدر الدين ال عبي ال ي ي‬
‫الطرابلسي‪ ،‬القادري الرفاعي البدوي الدسوقي الشاذلي النقشبندي الخلوتي‬
‫السعدي‪ ....‬م م الطرؽ‪.‬‬
‫أطلق عليو معاصركه‪ :‬االماـ العارؼ الربا٘ب ذك األسرار الظاىرة كاألنوار الباىرة‪ ،‬كقطب األتقياء‬
‫كاألكلياء رضي اهلل عنو‪ ،‬تلقى علومو على كالده كبعض علماء طرابلس حٌب برع كصار فقيهان‬
‫على ا‪٤‬بذاىب األربعة‪ ،‬كأخذ الطريقة القادرية عن كالده‪ ،‬تؤب مهمة ا‪٣‬بطابة كالتدريس كاإلمامة‬
‫ُب ا‪١‬بامع ا‪٤‬بنصورم الكبّب‪ ،‬كما درس ُب جامع العطار‪ ،‬كاشتهر بإسلوبو ُب الوعظ‪ ،‬كما عمر‬
‫زاكية أبيو ُب ‪٧‬بلة السويقة كأقاـ هبا حلقات العلم كالذكر‪ ،‬كٓب يكن لو ميل إٔب الضرب على‬
‫الطبوؿ كالدفوؼ‪ ،‬فكاف يقيم حلقات الذكر من غّب استعما‪٥‬با‪.‬‬

‫سافر إٔب القسطنطينية (إستنبوؿ) بطلب من السلطاف‪ ،‬كالتقى بعلمائها كمشايخ الطريقة‬
‫القادرية‪ ،‬كحصل على عدة فرمانات ككقفيات كبراءات كإمامة كأحكاـ فقهية من السلطاف‬
‫‪٧‬بمود مراد الثا٘ب الذم كاف من سنة ََُٖ إٔب سنة ُّٖٗر‪.‬‬

‫‪496‬‬
‫كأما كراماتو فكثّبة منها ما أكرده النبها٘ب ُب جامع كرامات األكلياء‪ ،‬قاؿ‪ :‬حدثِب كلده‬
‫العآب الفاضل‪ ...‬سيدم عبد الفتاح أفندم الزعيب بأف لو كثّبان من الكرامات قاؿ‪ :‬فمن ذلك‬
‫ما أخرب٘ب بو األماجد الكراـ ‪٧‬بمد يوسف ا‪٤‬بلك كا‪ٞ‬بد ا‪٤‬بطرجي ك‪٧‬بمود ا‪٢‬بليب قالوا‪ ":‬كنا ُب‬
‫بعض ليإب الصيف ا‪٢‬بارة مع أبيك شيخنا السيد ‪٧‬بمد بدر الدين جلوسان على جسر النهر‪،‬‬
‫صاؼ‪ ،‬كالنهر لو خرير يفرح القلب ا‪٢‬بزين‪ ،‬فذكرنا لو كرامة جده‬ ‫كالقمر قد أضاء‪ ،‬كالوقت و‬
‫سيدنا عبد الفتاح الذم تزلزؿ لو ا‪١‬ببل‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا أكالدم أنا ٕب كرامة تقرب من كرامتو كىي‬
‫أ٘ب أقوؿ ‪٥‬بذا ا‪٤‬باء قف عن ا‪١‬برياف فيقف بإذف اهلل تعأب‪ ،‬قالوا‪ :‬فواهلل العظيم لقد كقف ا‪٤‬باء‬
‫حٌب انقطع خريره‪ٍ ،‬ب قاؿ الشيخ‪ :‬سر يا مبارؾ بإذف اهلل تعأب فعاد ‪٤‬با كاف عليو من ا‪١‬برياف‪.‬‬

‫كمنها‪ :‬أنو قطع ٕبضور كثّبين لساف بعض تبلمذتو ‪٩‬بن كاف يغتاب الناس كا‪٠‬بو الشيخ‬
‫‪٧‬بيي الدين ا‪٢‬بورا٘ب‪ ،‬فلما ٍأكىمأى لو بأنو تاب أرجعو كما كاف فلصق بإذف اهلل تعأب" إىػ‬

‫كمنها ما حدثِب بو حفيده الشيخ عبد الوىاب قاؿ‪ :‬كاف جدم الشيخ بدر الدين ٲبشي‬
‫ليبلن على ضفاؼ هنر أيب علي (ُب طرابلس) فوجد ثبلثة يشربوف ا‪٣‬بمر فنهاىم عن ذلك‬
‫فغضبوا ٍب قاـ أحدىم كبيده مسدس كأطلق عليو الرصاص‪ ،‬فصار الرصاص يضرب جبة الشيخ‬
‫ٍب يقع على األرض‪ ،‬فتعجبوا من ذلك ٍب قاموا إليو كقبلوا يديو كاعتذركا كقالوا لو تبنا على‬
‫يديك‪ ،‬كرموا قوارير ا‪٣‬بمر ُب النهر‪.‬‬

‫كمنها ما نقلىٍتو ا‪١‬بريدة الَبكية أنو ‪٤‬با كاف قدس سره ُب استنبوؿ‪ :‬دخل الفرف كىو مسعر‬
‫بالنار كخرج منو كٓب يصب بأذل كاف ذلك أماـ السلطاف مراد الثا٘ب كبعض األعياف كا‪٢‬باشية‪.‬‬

‫بقي الشيخ ُب القسطنطينية حٌب كفاتو بعد مرض أٓب بو‪ ،‬ككانت كفاتو ُب عاـ ُِٕٗىػ‬
‫من ‪ٝ‬بادل األكٔب ُِٖٔر‪ ،‬كدفن ُب مقربة ٰبٓب أفندم بشكطاش‪.‬‬
‫ترؾ ر‪ٞ‬بو اهلل عدة مؤلفات من ا‪٣‬بطب كاألكراد كالقصائد‪ ،‬فمن قصائده ما قالو ُب استنبوؿ‪:‬‬

‫‪497‬‬
‫ػاد الػ ػ ػ ػ ػػدا ًر أعيػ ػ ػ ػ ػػاهي‬ ‫عبػ ػ ػ ػ ػػدان ضػ ػ ػ ػ ػػعيفان بػي ىعػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ىم ٍلج ػ ػأى النَّزي ػػل كي ػػا مغي ػػث ال ػػدخيل أغ ػػث‬
‫للمس ػ ػ ػ ػ ػػتجّب كي ػ ػ ػ ػ ػػا ن ػ ػ ػ ػ ػػوران ‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػػن ت ػ ػ ػ ػ ػػاىوا‬ ‫كػ ػ ػػم ذا يناديػ ػ ػػك ُب الظلمػ ػ ػػاء يػ ػ ػػا سػ ػ ػػندان‬
‫منع ػ ػ ػ ػ ػػاهي‬
‫حزنػ ػ ػ ػ ػ ػان علي ػ ػ ػ ػ ػػو إذا م ػ ػ ػ ػ ػػا ح ػ ػ ػ ػ ػػل ى‬ ‫عيال ػ ػ ػ ػ ػػو ىغ ػ ػ ػ ػ ػ ىػد ٍكا ُب ا‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػػم م ػ ػ ػ ػ ػػع أس ػ ػ ػ ػ ػػف‬
‫ػت مطاي ػ ػ ػ ػػاهي‬ ‫ٕب هب ػ ػ ػ ػػا العب ػ ػ ػ ػ يػد ق ػ ػ ػ ػػد حطَّػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫ػلك ملج ػأه‬ ‫رب مػػإب سػػول أب ػواب فضػ ى‬ ‫يػػا ِّ‬
‫ػت ع ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنيا نواي ػ ػ ػ ػ ػ ػػاهي‬ ‫كاآلف مال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫أن ػ ػ ػ ػ ػػا الفق ػ ػ ػ ػ ػػّب ال ػ ػ ػ ػ ػػذم اس ػ ػ ػ ػ ػػتغُب بس ػ ػ ػ ػ ػػيده‬
‫أطفال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو غ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوالىم كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػواله‬ ‫كن إٔب‬ ‫أن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا الفق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّبي ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذم ىٓبٍ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَب َّ‬
‫إلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك كال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذكر عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ اهلل‬ ‫كٕب عل ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػذكر إخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواف ت ػ ػ ػ ػ ػ ػػركتيػ يه ٍم‬
‫عليػ ػ ػ ػػك يػ ػ ػ ػػا ملجػ ػ ػ ػػأ الراجػ ػ ػ ػػي كمنحػ ػ ػ ػػاه‬ ‫فك ػ ػ ػ ػ ػػن ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػػم س ػ ػ ػ ػ ػػيدم كا‪ٝ‬ب ػ ػ ػ ػ ػػع قل ػ ػ ػ ػ ػػوهبم‬
‫الوجػ ػ ػ ػ ػػود منتظػ ػ ػ ػ ػػر مػ ػ ػ ػ ػػا أنػ ػ ػ ػ ػػت ترضػ ػ ػ ػ ػػاه‬ ‫ػلمت أم ػ ػ ػ ػػرم لل ػ ػ ػ ػػذم خل ػ ػ ػ ػػق‬ ‫كى ػ ػ ػ ػػاؾ س ػ ػ ػ ػ ي‬

‫ومن قصائده أيضا‪:‬‬

‫‪498‬‬
‫البػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ًز فتحظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالفرًج‬ ‫أهن ػ ػ ػ ػ ػ ٍػج ُب الس ػ ػ ػ ػ ػػّب عل ػ ػ ػ ػ ػػى نىػ ٍه ػ ػ ػ ػ ػ ًػج‬
‫ػتهج‬
‫ػردكس كتبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫تػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؽ الفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫كعلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنتو الغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػرا‬
‫ػاف سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواهي ال تىعً ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػج‬ ‫ً‬
‫ك‪٢‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ػرؼ مدامتًػ ػ ػ ػ ًػو‬ ‫كارش ػ ػ ػ ػػف م ػ ػ ػ ػػن ص ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ى‬ ‫ٍ‬
‫س ُب ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرًج‬ ‫ػتم ً‬ ‫للغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫كاح ػ ػ ػ ػ ػ ػػذر بالقل ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ‪ٛ‬بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػل ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫تص ػ ػ ػ ػػحب م ػ ػ ػ ػػن ك ػ ػ ػ ػػاف ُب ًع ػ ػ ػ ػ ىػو ًج‬ ‫كات ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؾ إخػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواف الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوء كال‬
‫تنفرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬‫اش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتدم أزم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ً‬ ‫كإذ كفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؾ الكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب فقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬
‫لتسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػموا بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالنور الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبى ًه ًج‬ ‫كاش ػ ػ ػ ػ ػػغل أكقات ػ ػ ػ ػ ػػك بالطاع ػ ػ ػ ػ ػػات‬
‫لؤلم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًن غ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدان كالف ػ ػ ػ ػ ػ ػػوز ‪٪‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬ ‫كازى ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ُب ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنيا كزخرفً ىه ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫كاتػ ػ ػ ػ ػل الق ػ ػ ػ ػػرآف بص ػ ػ ػ ػػوت ش ػ ػ ػ ػػجي‬ ‫كأدـ للػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذكر مبلزم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫ق ػ ػ ػػد ض ػ ػ ػػاؽ ا‪٢‬بب ػ ػ ػػل عل ػ ػ ػػى الػ ػ ػ ػوىد ًج‬ ‫كارفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع كف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان للمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤب كقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬
‫نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدعوؾ بقلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػزع ًج‬ ‫كلس ػ ػ ػ ػ ػػاحة ج ػ ػ ػ ػ ػػودؾ ق ػ ػ ػ ػ ػػد جئن ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫يس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػر ٕب ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالفرًج‬‫كهب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ِّ‬ ‫رب طريقتن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ثب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ِّ‬
‫كأبعًػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍد يىم ع ػ ػ ػ ػ ػػن ط ػ ػ ػ ػ ػػرؽ العً ػ ػ ػ ػ ػ ىػو ًج‬ ‫رب إلخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا٘ب‬ ‫أصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلًح يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ِّ‬
‫كلو منظومة فيها تعداد أ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب كمنظومات كأشعار كثّبة‪ ،‬كمن أكالده ‪ :‬الشيخ فتح‬
‫اهلل كالشيخ عبد الفتاح الثا٘ب‪ ،‬كما ‪ٚ‬برج بو عدد من األعبلـ منهم أكالده‪ ،‬كمنهم السلطاف‬
‫عبد ا‪٢‬بميد كأخوه رشاد كمنهم الشيخ أ‪ٞ‬بد الدىيب الزعيب ا‪٤‬بلقب بالذىيب دفْب دار عمار‪،‬‬
‫كغّبىم‪.‬‬
‫‪ -‬ف ما السيد الشي فتح ا فكاف من كبار العلماء األفاضل‪ ،‬انقطع للتدريس كا‪٣‬بطابة‬
‫كاإلمامة ُب جامع العطار بطرابلس‪ ،‬كلو عدة مؤلفات ‪٨‬بطوطة‪ ،‬كعدة شركح كتعاليق كإٔباث‬
‫ُب الفقو كا‪٢‬بديث‪ ،‬كما حصل على عدة فرمانات سلطانية بوقفيات كخطابة كإمامة من‬
‫السلطاف عبد ا‪٢‬بميد الثا٘ب ككانت كفاتو ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب سنة ُُّْىػ ُِِٗر‪.‬‬

‫‪ -‬وأما السيد الشي عبد الفتاح ال عبي الثا ي العالم الفاضل المنعوت بالقطب الغوث‪،‬‬
‫و قيب السادة األ راؼ بطرابلل الفي اء و ي الطريقة القادرية‪ ،‬كلد قدس سره عاـ‬
‫َُْٖر كتوُب سنة ُّْٓ ىػ ُّٓٗ كقيل ُّّٗر عن عمر َُّ سنة تقريبان‪.‬‬

‫‪499‬‬
‫تلقى علومو بطرابلس على يد كالده كأخذ عنو الطريقة كما أخذىا من الشيخ بكار بن عبد‬
‫الغِب الزعيب اخذ الفقو الشافعي عن كالده كعن عدد من فقهاء طرابلس ك‪ٛ‬بذىب بو‪،‬كما أخذ‬
‫الفقو ا‪٢‬بنفي عن الشيخ عبد الغِب الرافعي كالشيخ السيد ‪٧‬بمود نشابة كغّبٮبا‪ ،‬كبرع ُب‬
‫األدب‪ ،‬ك‪٤‬با شب سلمت إليو الزاكية الزعبية القادرية ُب ‪٧‬بلة السويقة‪ ،‬فكاف يقيم فيها‬
‫حلقات العلم كالذكر‪ ،‬ككاف يستعمل بزاكيتو النوبة كالدفوؼ‪.‬‬
‫كما تؤب ا‪٣‬بطابة كالتدريس كاإلمامة با‪١‬بامع ا‪٤‬بنصورم الكبّب‪ ،‬كاف كما كصفو العلماء فصيح‬
‫اللساف كاضح البياف ماىران لبيبان‪ ،‬حضر عنده ا‪١‬بمعة مرة أ‪ٞ‬بد باشا ‪ٞ‬بدم األفخم‪ ،‬ككاف مع‬
‫ا‪٢‬بضور(القاياٌب) مؤلف كتاب نفحة الشاـ فأعجبوا من فصاحتو ككبلمو ا‪٤‬بؤثر ُب القلوب‬
‫ٕبيث خشع كل ا‪٢‬بضور‪ ،‬ككاف ر‪ٞ‬بو اهلل رجبل مهيبان مع تواضع كظرافة كما كاف صاحب‬
‫نكتة‪.‬‬
‫كقد حصل سيدم الشيخ عبد الفتاح أفندم على عدة فرمانات ككقفيات من السلطاف‬
‫عبد اجمليد الذم كاف من سنة ُْٖٗ إٔب سنة ُُٖٔر‪ ،‬كقد منحو أيضان ‪٤‬با زار الشيخ‬
‫استنبوؿ كشاح اإلسبلـ األكرب‪ ،‬كما صلى بو إمامان‪ ،‬كتلقى عدة رسائل من السلطاف عبد‬
‫العزيز الذم كاف من سنة ُُٖٔ إٔب ُٕٖٔر‬
‫كعلى رسالة من السلطاف مراد ا‪٣‬بامس سنة ُٕٖٔر كعلى عدة أك‪٠‬بة كفرمانات ككقفيات‬
‫من السلطاف عبد ا‪٢‬بميد الثا٘ب‪ ،‬الذم كاف من سنة ُٕٖٔ إٔب َُٗٗر‪ ،‬تسلمها بعد قتل‬
‫السلطاف مراد ا‪٣‬بامس‪ ،‬كعلى عدة رسائل من السطاف ‪٧‬بمد رشاد الذم كاف من سنة َُٗٗ‬
‫إٔب ُُٖٗر‪ ،‬كعلى عدة رسائل من السلطاف ‪٧‬بمود خّب الدين الذم كاف من سنة ُُٖٗ‬
‫إٔب ُِّٗر‪.‬‬

‫وأما كراماتو فما زاؿ الناس يتناقلوهنا كمنها ما أخربنا بو كلده الشيخ عبد الوىاب حفظو‬
‫اهلل تعأب قاؿ‪ :‬كانت لو كرامات كثّبة ‪ٙ‬بصل بوقتها‪ ،‬منها‪ :‬انو دخل مرة إٔب بيت ا‪٣‬ببلء فوجد‬
‫أفعى كبّبة على مقعد بيت ا‪٣‬ببلء‪ ،‬فنادل كالدٌب زكجتو‪ ،‬كقاؿ ‪٥‬با انظرم إٔب ىذه األفعى‪،‬‬
‫فخافت منها فقاؿ ‪٥‬با‪ :‬ال ‪ٚ‬باُب‪ ،‬كقاؿ لؤلفعى‪ :‬قومي‪ ،‬فدخلت با‪٢‬بائط كٓب ترىا بعد ذلك قاؿ‬
‫الشيخ عبد الوىاب كاف ىذا قبل كالدٌب أخربتِب بذلك أمي‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬ككاف إذا رقى أحدا" و‬
‫‪٤‬برض شفي بإذف اهلل‪ ،‬ككاف ذلك مستمرا" معو‪.‬‬

‫‪511‬‬
‫قاؿ‪ :‬كمنها أنو جاءت شقيقة كالدٌب ككانت ‪ٙ‬بب أف يأتيها كلدان ذكرا"‪ ،‬فأعطاىا لقمة من‬
‫العسل كأشار عليها بأكلها‪ ،‬فأكلتها‪ ،‬فراحت من عنده ك‪ٞ‬بلت ُب نفس الليلة ٍب كضعت‬
‫ذكرا"‪.‬‬
‫كمنها أف أمرأة جاءتو كقالت لو‪ :‬تزكجت منذ عدة سنْب كٓب أرزؽ بولد حٌب اآلف‪ ،‬فقاؿ‬
‫‪٥‬با ماذا أفعل لك‪ ،‬إذىيب إٔب الطبيب الفبل٘ب كقوٕب لو أرسلِب الشيخ عبد الفتاح كأخربيو‬
‫ٕبالك‪ ،‬فذىبت إٔب الطبيب ككلمتو‪ ،‬فقاؿ ‪٥‬با أنا ماذا أفعل لك إذىيب إٔب الذم ارسلك‬
‫ليحبلك‪ ،‬فعادت إٔب الشيخ عبد الفتاح كأخربتو ٗبا جرل‪ ،‬فغضب الشيخ من ذلك‪ ،‬ككاف أماـ‬
‫الشيخ ‪٠‬بن كعسل يأكل منو فأخذ منو لقمة كأطعمها للمرأة كىو يقوؿ بسم اهلل‪ ،‬كبعد أياـ‬
‫‪٠‬بع الناس ٕبملها ٍب كلدت بعد مدة ا‪٢‬بمل‪ ،‬كبل الطبيب ا‪٣‬برب فجاء إٔب الشيخ يعتذر منو‬
‫عما بدر منو‪ ،‬بعد أف حل بو نوع من الببلء‪ ،‬فقبل الشيخ اعتذاره‪ ،‬فكشف عنو الببلء بإذف‬
‫اهلل تعأب كمن أخباره‪ ،‬قاؿ الشيخ عبد الوىاب‪ :‬كاف كالدم معاصرا" للشيخ الوٕب الكبّب علي‬
‫العمرم قدس سره‪ ،‬فمرة كاف كالدم يسّب على ا‪١‬بسر ‪٧‬بلة السويقة قرب جامع الربطاسي فمر‬
‫بو الشيخ علي كأخذ بيده كقاؿ لو‪ :‬أسرع حٌب نزيل الفاحشة‪ ،‬فأسرعا حٌب كصبل قرب جامع‬
‫‪٧‬بمود بك‪ ،‬ككاف ىناؾ بوابة فوقها قنطرة فضرب الشيخ علي الباب برجلو‪ ،‬فوجدا رجبل"‬
‫كامرأة يريداف الفاحشة‪ ،‬فبهت الرجل كا‪٤‬برأة عند رؤية الشيخْب‪ٍ ،‬ب طلب منهما الشيخ علي أف‬
‫يتوبا كأف ال يعودا إٔب ىذا‪ ،‬فتابا كعاىداه على ذلك‪.‬‬
‫كمن أخباره ككراماتو أنو قدس سره سافر إٔب استنبوؿ على رأس ‪ٝ‬باعة من أعياف آؿ‬
‫البيت كالشماؿ اللبنا٘ب كذلك عاـ ُْٖٓر ‪١‬بلب فرماف ٱبص آؿ البيت‪ ،‬ك‪٤‬با اجتمعوا‬
‫بالسلطاف عبد اجمليد‪ ،‬طلب السلطاف من السيد عبد الفتاح أف يتعرؼ على قرب كالده‪،‬‬
‫كذلك بعد أف أخربه السيد بأنو إبن السيد ‪٧‬بمد بدر الدين كدليل على صحة كبلمو‪ ،‬فقاـ‬
‫الشيخ عبد الفتاح كذىب إٔب مقربة آؿ عثماف يصطحبو ‪ٝ‬باعة من حاشية السلطاف‪ ،‬فلما‬
‫كصل ا‪٤‬بوكب إٔب ا‪١‬ببانو ككانت بوابة ا‪١‬ببانة مقفلة بقفل كبّب‪ ،‬فوضع الشيخ يده على‬
‫البوابة كنادل بصوت عاؿ (اهلل) فانكسر القفل‪ ،‬كُب نفس الوقت ‪٠‬بع صوت الشيخ عبد‬
‫اهلل الزعيب من قريتو حيزكؽ عكار‪ ،‬يقوؿ‪ :‬قرب كالدؾ عبلمتو كذا ككذا كأف عليو كردة‪،‬‬
‫فنادل الشيخ يا أبت كىو ينظر إٔب ا‪٤‬بقابر حٌب كقع نظره على قرب عليو كردة ‪ٙ‬بركت عند‬
‫ندائو‪ ،‬فقاؿ ‪٢‬باشية السلطاف‪ :‬ىذا ىو قرب كالدم‪ ،‬فلما عادكا إٔب السلطاف تعجب ‪٩‬با‬

‫‪510‬‬
‫حصل ككرمو كمنحو كشاح اإلسبلـ األكرب كعدة فرمانات ككقفيات كبراءة آلؿ الزعيب‬
‫كلعدة عائبلت أخرل من آؿ البيت‪ ،‬كىذه الكرامة مشهورة لو‪.‬‬
‫كقد ذكر ٕب كلده الشيخ عبد الوىاب كغّبه عدة كرامات أخرل بعضها فيها طرافة‪.‬‬
‫ترؾ سيدم الشيخ عبد الفتاح عدة مؤلفات منها‪:‬‬
‫ُ‪ .‬كتاب أنساب عائبلت طرابلس ‪٨‬بطوط‬
‫ِ‪ .‬كا‪٤‬بواعظ ا‪٢‬بميدية‬
‫ّ‪ .‬ك‪٦‬بموعة مباركة من األكراد كاألحزاب ختمها ٗبنظومة ذكر فيها أ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب كلو‬
‫قصائد ُب مدح النيب األعظم صلى اهلل عليو كسلم منها قصيدة ذكر فيها أ‪٠‬باءه عليو‬
‫الصبلة كالسبلـ كما ذكر فيها أ‪٠‬باء أجداده‪.‬‬
‫كلو قصيدة ُب مدح جده اإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنو ُب أكثر منَُٓ بيت كما كانت لو‬
‫مكتبة ضخمة‪.‬‬
‫يقوؿ ُب قصيدتو الٍب ذكر فيها أجداده‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أزك ػ ػ ػ ػ ػ ػػى القبائ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػل كالبط ػ ػ ػ ػ ػ ػػوف ا‪٤‬بنتخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػب‬ ‫ػوث مػ ػ ػ ػ ػػن‬ ‫ىػ ػ ػ ػ ػػذا كػ ػ ػ ػ ػػر‪ٙ‬بي ا‪٤‬ب ٍخػ ػ ػ ػ ػ ىػرًج ا‪٤‬ببعػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ػب‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫األح‬ ‫ً‬
‫ن‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫س‬ ‫ا‪٢‬ب‬ ‫كببعلًه ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػيد‬ ‫م‬‫و‬ ‫إ٘ب ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو متوىس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل كبف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاط‬
‫ى ٍ‬ ‫ى‬
‫ػب‬ ‫احمل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ً ً‬ ‫ػذاؾ با‪٢‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًن ا‪٤‬بث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب اجملت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػىب‬
‫ِّس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػض الن ى‬ ‫كك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا بعب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد اهلل ٍ‬ ‫كك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫بػ ػ ػ ػ ػػا‪٢‬بىًٍرب عب ػ ػ ػ ػ ػػد اهلل أ ٍكػ ػ ػ ػ ػ ىػرـ م ػ ػ ػ ػ ػػن ىكىى ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػب‬ ‫ػدرهي‬
‫بػ ػ ػ ػػا‪١‬بوف موسػ ػ ػ ػػى مػ ػ ػ ػػن تسػ ػ ػ ػػامى قػ ػ ػ ػ ي‬
‫ػب‬ ‫ً ً ً‬ ‫داكد يٍبَّ ي‪٧‬بى َّمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد‬
‫ػٓب ٍبَّ بعاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد اهلل ا‪٤‬بي ىح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫كبيح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫كٗبوسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ىمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػع ى‬
‫ً ً‬ ‫كٗبوس ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ٍب الب ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ًز غ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ب‬‫كبنجل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد العزيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًز ا‪٤‬بيٍنت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػد ٍ‬ ‫ػوث األكلي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫ػب‬ ‫ٗبحم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد ك‪٧‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد ك‪٧‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫الرت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ي‬ ‫ػوع‬
‫ً‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ف‬
‫مر‬ ‫ػي‬
‫ِّ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ٍب‬ ‫ػْب‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫ػ‬ ‫س‬‫كح‬ ‫ػد‬
‫كبأ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ك‪٧‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد زي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب‬ ‫ٗبحم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع موس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ٍب ‪٧‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد‬

‫ػب‬
‫انتح ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػوب م ػ ػ ػ ػػن ش ػ ػ ػ ػػوقان ‪٤‬ب ػ ػ ػ ػػواله ى‬
‫يعق ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫بعلػ ػ ػ ػ ػ ػػي كػ ػ ػ ػ ػ ػػذا عبػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد العزي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًز ك‪٪‬بليػ ػ ػ ػ ػ ػػوي‬
‫ب‬ ‫كعل ػ ػ ػ ػ ػ وي م ػ ػ ػ ػػن للحض ػ ػ ػ ػػرًة العلي ػ ػ ػ ػػا اق ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ػَب ٍ‬ ‫بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػميِّ ًو الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامي ابنً ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو ٗبحم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‬
‫ػب‬
‫ؾ ‪٧‬بم ػ ػ ػ ػ ٍد م ػ ػ ػ ػػن للمحام ػ ػ ػ ػػد ق ػ ػ ػ ػػد جل ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫كبنجلًػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو ا‪٤‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤب أيب بك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ور كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا‬
‫ػب‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػليلً ًو بك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ًر ٍب عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ًه ٍم‬
‫اكتسػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ك‪٧‬بمػ ػ ػ ػ ػ ػػد ىمػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػن للكمػ ػ ػ ػ ػ ػػاالت ى‬
‫ػاح س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫كبعابً ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػد الفت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ب‬ ‫لكرامػ ػ ػ ػ وػة عيظٍ ىمػ ػ ػ ػػى لػ ػ ػ ػػو ا‪١‬ببػ ػ ػ ػ يػل ٍ‬
‫اض ػ ػ ػ ػطىىر ٍ‬ ‫ػيدنا ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذم‬

‫‪512‬‬
‫ب‬ ‫ػوـ كب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍد ًرًى ٍم‬ ‫بنجيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ًهم ىٕب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًر العلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫م ػ ػ ػػن ُب ى‪٠‬بىػ ػ ػػا التق ػ ػ ػػول أن ػ ػ ػػار كم ػ ػ ػػا ىع ػ ػ ػ ىػز ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫ػب‬ ‫قٌػ ػ ػ ػ ٍد طى َّه ػ ػ ػ ىػر ال ػ ػ ػػديا يف م ػ ػ ػػن ًر ٍج ػ ػ ػ ً‬ ‫ػاء النػ ػ ػ ػ ػ ػػيب مػ ػ ػ ػ ػ ػػن ًس ػ ػ ػ ػ ػ ػَّريى ٍم‬ ‫ك‪ٝ‬بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًع أبنػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػس الريىػ ػ ػ ٍ‬
‫ب‬ ‫ًً‬ ‫ًألن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫ػدل عل ػ ػ ػػى آث ػ ػ ػػا ًرًىم‬ ‫ًس ػ ػ ػ ٍػر يب ب ػ ػ ػ ً‬
‫األر ٍ‬
‫ػك ى‬ ‫ػاؿ ُب نفحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاهت ٍم من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫ػنهج يى ػ ػ ػ ن‬
‫ٍب قاؿ‪:‬‬
‫ػب‬ ‫ً‬ ‫كإلي ػ ػ ػ ػ ػ ػػك أدع ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ض ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ًرعان بقص ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫ا‪٤‬بنتخػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫تسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػمو بأ‪٠‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء الن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًيب ى‬ ‫ػيدة‬ ‫ى‬
‫ػب‬
‫هم فيناكج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫ػاب كح ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ٍ‬
‫ج ػ ػ ػ ػ ػ ػػاءى الكت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫كبآلًػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو األطهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ُب يكِّد ًىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػم‬
‫كبنيهم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ُب ‪ٛ‬بسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫لل ػ ػ ػ ػ ػػدي ًن كالػ ػ ػ ػ ػ ػػدنيا لن ػ ػ ػ ػ ػػا أقػ ػ ػ ػ ػ ػػول س ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػبب‬ ‫ػكنا هبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػم‬ ‫ى ٍ‬ ‫يي‬
‫ػب‬ ‫ًً‬ ‫ػاظ ًم هد ِّر ًع ٍق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػد ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػديعهاى‬ ‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػاغفر لن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫كاجع ٍلػ ػ ػ ػ ػ ػػوي عػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػن أسػ ػ ػ ػ ػ ػػبلفو ال يػي ٍقتضػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػب‬
‫ػامعْب م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػن ألسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػطي ىرىا ىكتى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫كالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫الع ػ ػ ػ ػ ػػرش تاليه ػ ػ ػ ػ ػػا ك ػ ػ ػ ػ ػػذا‬ ‫كارح ػ ػ ػ ػ ػػم إل ػ ػ ػ ػ ػػوى ى‬
‫ػب‬ ‫ً‬
‫‪٥‬بم ػ ػ ػ ػ ػػو بي ػ ػ ػ ػ ػػوـ ا‪٤‬بنقلى ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫أخ ػ ػ ػ ػ ػػرل كيك ػ ػ ػ ػ ػ ٍػن ي‬ ‫كالط ػ ػ ػػف هب ػ ػ ػػم ُب ى ػ ػ ػػذه ال ػ ػ ػػدنيا كب ػ ػ ػػاؿ‬
‫ػب‬
‫ػلح ك ػ ػ ػ ػ َّػل ىخ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫بينهم ػ ػ ػ ػػو كأص ػ ػ ػ ػ ٍ‬ ‫ػب ي‬ ‫با‪٢‬بيػ ػ ػ ػ ِّ‬ ‫مؤلًف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫ػوب ا‪٤‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ػػلمْب ى‬ ‫كا‪ٝ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػع قل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ػب‬
‫ػائمْب ب ػ ػ ػ ػ ػػو ىحلى ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػب ا‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫غ ػ ػ ػ ػ ػ َّػُب كق ٍل ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫ركض الص ػ ػ ػ ػػفا‬ ‫م ػ ػ ػ ػػا بلبػ ػ ػ ػ ػػل األف ػ ػ ػ ػ ػر ًاح ُب ً‬
‫ي‬
‫ػب‬
‫ػاخّب م ػ ػ ػػن أكٔب ا‪١‬بمي ػ ػ ػ ىػل كم ػ ػ ػػن كى ػ ػ ػ ٍ‬ ‫يػػػ ى‬ ‫ػاح يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍدعيو ق ػ ػ ػ ػ ػ ػػائبلن نُ‬ ‫أك عابًػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد الفت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬

‫أوالده السادة‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد نور الدين‪ -‬كالشيخ علي ا‪٤‬برتضى‪ -‬كالشيخ حسْب‪-‬‬
‫كالشيخ كاظم – كالشيخ عبد اهلل‪ -‬كبدر الدين‪ -‬كعبد القادر‪ -‬كالشيخ عبد الوىاب‪ -‬كعبد‬
‫‪ٞ‬بن مظهر‪ ،‬كثبلث بنات فأما السادة‪٧ :‬بمد كعلي كحسْب ككاظم كعبد اهلل‪ ،‬فتفقهوا على‬ ‫الر م‬
‫كالدىم كبعض مشايخ طرابلس كالشيخ السيد ‪٧‬بمد ا‪٢‬بسيِب كالشيخ السيد ‪٧‬بيي الدين ا‪٢‬بفار‬
‫ا‪٣‬بطيب‪.‬‬
‫كما أف الشيخ ‪٧‬بمد نور الدين درس ُب األزىر كحاز على الشهادة العا‪٤‬بية‪ ،‬كعاد إٔب‬
‫طرابلس حيث تؤب ُب حياة كالده مهمة التدريس ُب ا‪١‬بامع الكبّب كالعطار‪.‬‬
‫كأما الشيخ علي ا‪٤‬برتضى فكاف اماـ كخطيب جامع ا‪٤‬بنصورم الكبّب بعد أبيو‪ ،‬ككاف‬
‫ٰبمل سيفا" أثناء ا‪٣‬بطبة‪ ،‬ك‪٤‬با كرب ُب السن ترؾ ‪ٞ‬بل السيف‪ ،‬كمنذ ذلك الوقت تركت ىذه‬
‫العادة ُب طرابلس‪ ،‬استلم إمامة ا‪١‬بامع الكبّب مدة ‪ٟ‬بسْب عاما ككاف غزير العلم كافر األدب‬
‫كر‪ٙ‬ب األخبلؽ‪ ،‬ترؾ عدة مؤلفات ‪٨‬بطوطة‪ ،‬كما كاف خليفة كالده بالطريقة‪.‬‬

‫‪513‬‬
‫‪ -‬كأما الشيخ كاظم فقد تسلم منصب القضاء الشرعي على كالية طرابلس كنواحي عكار‬
‫كتلكلخ(حصن األكراد) كقضى منصبو ُب تلكلخ‪ ،‬كلو مؤلفات فقهية ُب أربع ‪٦‬بلدات‬
‫‪٨‬بطوطة‪.‬‬
‫‪ -‬كأما الشيخ حسْب فقد كاف ‪٧‬بببان إٔب الناس شجاعا حكم عليو الفرنسيوف بالقتل بتهمة‬
‫التحريض ضدىم‪ ،‬قتل عدة ضباط منهم‪ ،‬كٓب ينفذ ا‪٢‬بكم بو بسبب ا‪٤‬بظاىرات ا‪٤‬بؤيدة لو‪،‬‬
‫كا‪٤‬بشايخ أبناء الشيخ عبد الفتاح أخذكا الطريقة عن كالدىم إال الشي عبد الوىاب فإنو ‪٤‬با‬
‫مات كالده كاف عمره ‪ٜ‬با٘ب سنوات‪ ،‬فأخذ الطريقة عن غّبه‪ ،‬كأما ‪ٙ‬بصيلو للعلم فكاف ُب‬
‫الكلية االسبلمية كعن ا‪٤‬بشايخ‪ :‬نصوح الباركدم كظافر كبارة‪ -‬قرآف‪ -‬كعن الشيخ صبلح أيب‬
‫علي ا‪٤‬بصرم‪ -‬تفسّب‪ -‬كعن الشيخ عبد ا‪٢‬بميد ا‪٢‬بامدم‪ -‬الفقو الشافعي كاللغة العربية‪ -‬كعن‬
‫الشيخ فهيم أيب عبية‪ -‬الفقو ا‪٢‬بنفي‪ -‬كالشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب عويضة كإدريس البنا٘ب‪ -‬لغة ك‪٫‬بو‪-‬‬
‫كالشيخ رامز ا‪٤‬بلك أصوؿ الدين كما أجازه‪.‬‬
‫ٍب سافر إٔب القاىرة ك‪ٚ‬برج من األزىر‪ٍ ،‬ب عاد إٔب طرابلس فدرس ُب مدارسها‪ ،‬كما تسلم‬
‫ا‪٣‬بطابة ُب جامع ضهر ا‪٤‬بغل مدة ُّ سنة‪ ،‬كبعد ذلك انقطع ُب بيتو كتفرغ للعبادة كالذكر‪،‬‬
‫ك‪٤‬با قمت بزيارتو مع بعض االصدقاء رأيناه متوضعا" خلوقا" على كجهو أثر ا‪٣‬بشية منور‪،‬‬
‫كأخربنا بأنو بل الثمانْب من عمره تقريبا" باركو اهلل تعأب كبلغو مناه‪ ،‬كمولده سنة ُِِٗر‪.‬‬
‫كأخّبا نُفإف السيد عبد الفتاح قدس سره كاف على قدر ذا ىيبة ككجاىة عالية مقصودا"‬
‫من كل طبقات الناس‪٤ ،‬با عاد من استنبوؿ عجت الطرقات بالناس ُب طرابلس الستقبالو‪،‬‬
‫ككاف بيتو ُب آخر حياتو ُب ضهر ا‪٤‬بغل‪ ،‬كما كاف آخر النقباء ُب طرابلس‪ ،‬كما بلغُب أنو تزكج‬
‫ُب سن الثمانْب حٌب ‪ٝ‬بع بْب أربع زكجات‪ ،‬كتوُب ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب ُب طرابلس كدفن ُب مقربة‬
‫الزعبية ‪ٙ‬بت قلعة طرابلس‪.‬‬
‫كمن اآلخذين عن السيد عبد الفتاح ‪ :‬أكالده‪ ،‬كالشيخ ‪٧‬بمد رشيد درنيقة أحد مشايخ‬
‫الطريقة‪ ،‬كالشيخ يوسف بن ا‪٠‬باعيل النبها٘ب صاحب كتاب جامع كرامات األكلياء‪ ،‬ككالد‬
‫الدكتور علي شلق‪ ،‬كالشيخ السيد حسن الدىييب (الزعيب األصل) دفْب ا‪٤‬بنية ككاف يعد من‬
‫األبداؿ‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬

‫‪514‬‬
‫‪ -‬ومن أع مهم أيضاً الع مة قيب السادة األ راؼ الشي السيد بالد ال عبي ال ي ي‬
‫حفيد الشي بكار بن م مد بدر الدين أبي عفة‪ ،‬حصل عدة فرمانات منها فرماف بتسلمو‬
‫نقابة األشراؼ‪ ،‬كمنها فرماف كتب ٗباء الذىب ملخصو‪ :‬إعادة تثبيت ‪ٛ‬بلك قلعة حصن‬
‫األكراد كالقرل احمليطة هبا آلؿ الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب مع كقف (تل دك)‪.‬‬
‫كمن أكالده ‪ :‬الشيخ عبد ا‪٢‬بق‪ -‬كالشيخ عبد العزيز‪.‬‬
‫فقد عْب متصرفا"عاما" ُب استنبوؿ‪ ،‬فكاف يسهل قضايا كحاجات‬ ‫‪ -‬ف ما السيد عبد ال‬
‫طرابلس كالشماؿ‪ ،‬كيرسل إٔب الشيخ عبد الفتاح ليقوـ ٗبقتضى األمور ا‪٤‬بطلوبة‪ ،‬ككاف كثّبا" ما‬
‫يأٌب بنفسو مع كفد سلطا٘ب إٔب طرابلس ٗبهمات نافعة‪ ،‬كقد جاء مرة بفرماف سلطا٘ب ٱبوؿ‬
‫الشيخ عبد الفتاح باإلشراؼ على التكية ا‪١‬بيبلنية إلطعاـ الدراكيش‪ ،‬كما زار مشحة عكار‬
‫لَبميم ا‪١‬بامع ا‪٢‬بميدم‪ ،‬كما أىدل ا‪١‬بامع بتفويض من السلطاف مكتبة عامرة ال تزاؿ ‪٧‬بفوظة‬
‫حٌب اآلف‪.‬‬
‫‪ -‬وأما قيقو السيد عبد الع ي ‪ ،‬فقد كاف عا‪٤‬بان كمرجعان كبّبان ُب الفقو كالشريعة كشيخان للطريقة‬
‫كنقيبان لؤلشراؼ ككاف ينعت بالقطب الغوث‪ ،‬كقد عاشر الشيخ عبد الفتاح كصاىره‪ ،‬شهد لو‬
‫معاصركه بالكرامات كالورع كا‪٤‬بقاـ العإب‪ ،‬ككاف معظما عند الناس منحو السلطاف عبد ا‪٢‬بميد‬
‫عدة فرمانات أحدىا فرماف بتوليتو نقابة األشراؼ‪ ،‬كآخر ‪ :‬بتوليتو على جبخانة األسلحة‬
‫العثمانية ُب طرابلس لتوزيعها على ا‪٤‬بتطوعة للجهاد‪ ،‬كما ترؾ الشيخ عدة ‪٨‬بطوطات أٮبها‬
‫تفسّب القرآف العظيم‪.‬‬

‫‪ -‬كمن مشايخ الزعبية ُب طرابلس السيد أحمد بن فتح ا ‪ ،‬تؤب ا‪٣‬بطابة كالتدريس كاالمامة ُب‬
‫بعض مساجد طرابلس‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم المعتصم با بن الشي علي بن الشي عبد الفتاح‪ ،‬تؤب منصب ا‪٣‬بطابة كاإلمامة‬
‫ُب ا‪١‬بامع الكبّب مدة عشرين سنة تقريبان‪ ،‬كما درس ُب عدة مدارس‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم المدثر ال عبي شقيق الشيخ ا‪٤‬بعتصم ‪ٚ‬برج من األزىر‪ ،‬كاف خطيبان متجوالن ُب مساجد‬
‫طرابلس‪ ،‬تسلم مهمة ا‪٤‬بفتش العاـ ُب دائرة األكقاؼ االسبلمية ُب طرابلس ككاف شجاعان‪.‬‬

‫‪515‬‬
‫‪ -‬والشي م مد علي ال عبي‪ ،‬كاف خطيبان جريئان كاستاذان ُب ا‪١‬بامعة اللبنانية‪ ،‬من مؤلفاتو‬
‫كتاب ُب كشف أسرار ا‪٤‬باسونية كاليهود‪٩ ،‬با أدل إٔب عدة ‪٧‬باكالت الغتيالو‪ ،‬كلو ‪٫‬بو اربعْب‬
‫‪٦‬بلدان من ا‪٤‬بؤلفات‬
‫‪ -‬والشي حسن ال عبي أحد مشايخ الطريقة تلقى علومو ُب طرابلس كأىم مشاٱبو عمو الشيخ‬
‫‪٧‬بمد ‪٪‬بيب الزعيب‪ ،‬عْب استاذا ُب ا‪٤‬بدرسة الوطنية‪ ،‬كما كاف يدرس الفقو كالعربية بعد أف‬
‫أجازه عمو الشيخ ‪٪‬بيب‪ ،‬كقد اشتهر بالوعظ كالشعر الداعي إٔب الزىد كالتقول‪.‬‬
‫‪ -‬والشي عبد الرحمن ال عبي‪ ،‬أكؿ من سكن ا‪٤‬بلولو ( التبانة اك الدخولية) ك‪٠‬بيت ٕبارة‬
‫الزعبية‪ ،‬كاف كرٲبان شجاعان‪ ،‬كلو مواقف ضد الفرنسيْب‪ ،‬كمن أكالده‪٧ :‬بمد ‪ -‬كمصباح‪-‬‬
‫كأمْب‪ -‬كأسعد ككاف أكثرىم كجاىة ككرمان كشجاعة‪ ،‬ككاف لو مشاركة أياـ الثورة‪ ،‬كأما شقيقو‬
‫‪٧‬بمد فقد حارب ُب فلسطْب عاـ ُْٕٗر‪ ،‬قتل ُب ‪٧‬بلة القبة أياـ الثورة‪.‬‬
‫‪ -‬والشي عبد الم يد من سكاف حارة الزعبية ُب ا‪٤‬بلولة‪ ،‬من أكالده‪ :‬نافذ ‪ -‬كرباح ككاف‬
‫كجيهان شجاعاي‪ ،‬اغتيل ُب حيو‪.‬‬
‫‪ -‬والشي عبد القادر عمر ال عبي‪ ،‬أحد مشايخ الطريقة كىو أيضان من سكاف ا‪٤‬بلولة‪.‬‬
‫دت ال عبي رئيس الرابطة الزعبية‪ ،‬ككلده‬ ‫‪ -‬كمن مشاىّب الزعبية أيضان ُب طرابلس السيد‬
‫نافذ‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬

‫كأما الزعبية ُب القرل الشمالية فهم موزعوف ككثر‪ ،‬كقد ‪ٛ‬بيز عدد منهم بالعلم كالصبلح أك‬
‫الشهرة فمن أعبلمهم‪:‬‬
‫ي الطريقة القادرية والرفاعية السيد بكار ابن السيد م مد‬ ‫‪ -‬العالم الشي المرج‬
‫المكنى بال كيم دفين بربة كو ا عكار ابن السيد بكار ابن السيد م مد بدر الدين‬
‫أبي عفة‪.‬‬
‫كاف الشيخ بكار من أعياف الزعبية كمرجعان كبّبان كلو كرامات كثّبة‪ ،‬ككاف مقصودان من كل‬
‫فئات الناس من ا‪٤‬بسلمْب كغّبىم كساىم ُب القضاء على الكثّب من الفًب الٍب كانت آنذاؾ‪،‬‬
‫كما ‪ٚ‬برج بو عدد من الصلحاء من الزعبية كغّبىم‪ ،‬كاف يسكن قرية مشحة عكار كهبا دفن‬
‫كىو جد أكثر الزعبية ُب عكار‪ ،‬كقد كتب على ضرٰبو قدس سره‪:‬‬

‫‪516‬‬
‫شػ ػ ػ ػ ػ ػػيخ ا‪٢‬بقيقػ ػ ػ ػ ػ ػػة هبجػ ػ ػ ػ ػ ػػة ككقػ ػ ػ ػ ػ ػػار‬ ‫‪٤‬بق ػ ػ ػ ػ ػػاـ س ػ ػ ػ ػ ػػيد األتقي ػ ػ ػ ػ ػػاء بك ػ ػ ػ ػ ػػار‬
‫ك‪ٙ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزاره األكزار‪.‬‬ ‫م ػ ػػن زاره منح ػ ػػت علي ػ ػػو مواى ػ ػػب‬

‫‪ -‬ومنهم العالم القطب الكبير ي الطريقة القادرية والرفاعية السيد عبد ا بن الشي‬
‫بضر بن الشي أحمد بن الشي بكار‪ ...‬قدس سره العزيز‪ ،‬صاحب الزاكية القادرية ُب‬
‫قرية حيزكؽ اجملاكرة لقرية مشحا‪ ،‬كاف شديد الورع كالزىد كثّب العبادة متواضعانكرٲبان صاحب‬
‫مٍنزكؿ كقد اشتهر بكثرة كراماتو أذكر منها ما نقلو النبها٘ب عن الشيخ عبد الفتاح الثا٘ب قاؿ‪:‬‬
‫كاف الشيخ عبد اهلل ضيفان عندنا ُب طرابلس‪ ،‬ككاف أحد أصدقائنا من آؿ الطرقجي‬
‫مريضان‪ ،‬فأرسل إٕب أف آخذ الشيخ عبد اهلل إٔب زيارتو لتحصل لو الربكة كيناؿ الشفاء بإذف اهلل‬
‫من ذلك ا‪٤‬برض‪ ،‬فطلبت من الشيخ أف نذىب إليو فامتنع‪ ،‬كٓب أزؿ أّب عليو حٌب كافقِب‪ ،‬فلما‬
‫ذىبنا لزيارتو ٓب ‪٪‬بد مرضو شديدان كقاـ لنا كرحب بنا‪ٍ ،‬ب ذىبنا‪ ،‬فقاؿ ٕب الشيخ عبد اهلل بعد‬
‫انصرافنا من عنده‪ ،‬أنا ال أحي ا‪٤‬بوتى‪ ،‬فقلت لو‪ :‬الرجل ال بأس بو كال يظهر عليو شيء من‬
‫عبلمات ا‪٤‬بوت‪ ،‬فكرر قولو أنا ال أحي ا‪٤‬بوتى‪ٍ ،‬ب سافر إٔب بلده كشفي ا‪٤‬بريض‪ ،‬فخرج إٔب‬
‫السوؽ كتعجبت من عدـ ظهور ما أشار إليو الشيخ من كفاتو مع كثرة كراماتو كإ‪ٝ‬باع الناس‬
‫على اعتقاده‪ ،‬كبينما األمر كذلك كإذا بصراخ ‪٠‬بعتو من جهة بيت ا‪٤‬بذكور‪ ،‬فسألت عنو‬
‫فقالوا‪ :‬مات‪ ،‬كٓب يكن بْب زيارتنا لو كبْب موتو إال ‪٫‬بو عشرة أياـ‪ ،‬فظهرت كرامة الشيخ‪.‬‬
‫كمن كراماتو‪ :‬أف أىل قريتو حضركا إليو يوما" كقالوا لو‪ :‬إف الشجرة الٍب ُب جانب العْب‬
‫عليها حية عظيمة منعت الناس من استقاء ا‪٤‬باء‪ ،‬فذىب الشيخ معهم إٔب تلك الشجرة كنادل‬
‫ا‪٢‬بية فنىزلت‪ ،‬فقاؿ ‪٥‬با‪ :‬انصرُب فانصرفت‪.‬‬
‫قاؿ الشيخ عبد الفتاح أفندم‪ :‬قد رأيتو بعيِب لو فتاؽ مؤل ما بْب فخذيو ال يستطيع ا‪٤‬بشي‬
‫معو إال بالتكلف‪ٍ ،‬ب رأيتو كليس لذلك أثر‪ ،‬فسألتو فقاؿ‪ :‬سألت اهلل كاستغثت إليو ٔباه جدنا‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب فأذىبو اهلل كٓب يبق لو أثر‪ ،‬قاؿ الشيخ عبد الفتاح‪ :‬كقع ٕب أنا أيضا" ذلك‪ ،‬كلكنو كاف‬
‫خفيفا"‪ ،‬فاستغثت اهلل ٔبدنا ا‪١‬بيبل٘ب فذىب كٓب أر لو أثران إٔب اآلف‪.‬‬
‫كمن كراماتو أيضان‪ :‬أنو حضر عنده ُب مرض موتو ‪ٝ‬باعة من مريديو كغّبىم إلقامة الذكر‪،‬‬
‫ككاف طريح الفراش شديد ا‪٤‬برض ال يقدر على ا‪٢‬بركة‪ ،‬فلما شرعوا ُب الذكر دبت فيو القوة‬

‫‪517‬‬
‫حٌب كأنو غّب مريض‪ ،‬فقاـ كصار يذكر معهم ُب كسط ا‪٢‬بلقة قائما" كعادتو إٔب أف فرغوا من‬
‫الذكر‪ ،‬فرجع إٔب الفراش كما كاف مريضا"‪ ،‬كٓب يزؿ كذلك إٔب أف توُب سنة ُُّٓ كقيل‬
‫ُُّٖىػ ُٕٖٗر‪.‬‬
‫ككاف أكصى قبل كفاتو بأف ال يبُب على قربه‪ ،‬فلما دفن بنوا على قربه فلما حل الصباح‬
‫كجدكه ‪٧‬بطمان‪ٍ ،‬ب عمركه فوجدكه ُب اليوـ الثا٘ب ‪٧‬بطما" فعلموا أف ذلك كرامة لو بسبب‬
‫كصيتو‪ٍ ،‬ب نادكه‪:‬إف لك شأنا" كإف الناس سيقصدكنك بالزيارة‪ ،‬فباإلذف منك ُب بناء القرب‪،‬‬
‫فبنوه فلم ٰبصل شيء‪.‬‬
‫كمن كراماتو أف علم نوبتو(السنجق) طار من بْب أيدم الناس بعد دفنو حٌب كصل القرب‬
‫كغطاه‪.‬‬
‫حدثِب الشيخ عبد الوىاب بن الشيخ عبد الفتاح أفندم الزعيب قاؿ‪ :‬أصابِب كجع ُب‬
‫قدمي منعِب من الصبلة قائما‪ ،‬فزرت قرب الشيخ عبد اهلل ُب حيزكؽ كبعد أف قرأت شيئا" من‬
‫القرآف دعوت اهلل متوسبل" إليو بالشيخ عبد اهلل أف يشفيِب‪ٍ ،‬ب قلت يا شيخ عبد اهلل أنا‬
‫ضيفك‪ٍ ،‬ب بعد ذلك دخلت مسجد حيزكؽ ألصلي الظهر فقدمُب الشيخ ند‪ٙ‬ب الزعيب لئلمامة‬
‫فقلت لو أنا أقدامي ال ‪ٙ‬بملِب فقاؿ ٕب ‪ :‬كإف يكن‪ ،‬فلما دخلت بالصبلة ٓب أعد أحس بشيء‬
‫‪٩‬با كاف يب كحٌب اآلف‪.‬‬
‫فكرامات الشيخ عبد اهلل الزعيب كثّبة مشهورة نفعنا اهلل بو‪ٚ ،‬برج بو عدد من الصلحاء‬
‫منهم ابن أختو‪:‬‬
‫‪ -‬الولي الشهير والقطب الغوث الكبير ي الطريقة القادرية والرفاعية سيدي الشي أحمد‬
‫اكر ال عبي ال ي ي فعنا ا بو‪ ،‬ابن السيد شاكر ابن السيد عباس ابن السيد ‪٧‬بمد ابن‬
‫السيد ا‪٠‬باعيل ابن السيد بكار دفْب مشحة‪ ،...‬شيخ الزاكية القادرية ٕبيزكؽ‪ ،‬صاحب‬
‫األخبلؽ العالية كالصفات الزكية كاألحواؿ ا‪٤‬برضية كالكشوفات ا‪١‬بلية كالكرامات ا‪٤‬بتواترة الكثّبة‬
‫الشهّبة‪ ،‬الٍب ما زاؿ الناس يتحدثوف عنها كعن ىيبتو ا‪٤‬بصحوبة بالتواضع كالظرافة‪ ،‬لو باع‬
‫مقصود بالزيارات كالنذكر‪ ،‬كلو ‪٠‬باط‪،‬‬
‫ه‬ ‫طويل كسر عظيم ككلمة نافذة‪ ،‬موقر عند ا‪٣‬باص كالعاـ‬
‫ٯبتمع عنده الناس لئلستفادة من علمو كأحوالو كسلوؾ طريقتو‪ ،‬ك‪٢‬بل مشاكلهم‪ ،‬ساىم مع‬
‫خالو السيد عبد اهلل ُب إزالة الكثّب من الفًب كا‪٤‬بنكرات ُب عكار‪ ،‬ككانت بعض الفًب تزكؿ‬
‫أحيانا بربكة دعائو كسره من غّب تدخل ُب الظاىر‪ ،‬فمن ذلك أنو حصلت فتنة بْب األىإب ُب‬

‫‪518‬‬
‫عدة قرل من قضاء الضنية كعجز عن إزالتها كجهاء طرابلس مع الفرنسيْب‪ ،‬فقيل‪ :‬لو تذىبوا‬
‫إٔب الشيخ أ‪ٞ‬بد شاكر ُب حيزكؽ كتطلبوا منو أف يتدخل‪ ،‬فقصده أحد كبار الضباط الفرنسيْب‬
‫مع ‪ٝ‬باعة من كجهاء طرابلس‪ ،‬فلما رآه الضابط على ىيئة الزاىد ا‪٤‬بتواضع جالسا" ‪ٙ‬بت‬
‫شجرة قاؿ‪ :‬من ىذا الذم جئتم يب إليو‪ ،‬ككيف يستطيع أف يوقف ىكذا فتنة؟‬
‫فقالوا لو ىذا ال يعنيك كأنت ال تعرؼ قدره‪ٍ ،‬ب كلموه ُب ذلك فقبل بشرط أف ال يتدخل أحد‬
‫منهم كال يصطحبوه‪ٍ ،‬ب إف الشيخ قدس سره قصد الضنية كمر هبا مركرا" من غّب أف يتكلم مع‬
‫أحد فانطفأت الفتنة كاصطلح األىإب بإذف اهلل تعأب‪ ،‬كىذه إحدل كرامات الشيخ‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أنو دعي إٔب كليمة طعاـ عند بعض أىإب عكار فلىب الدعوة‪ ،‬ك‪٤‬با ابتدؤا الطعاـ‬
‫صار الشيخ يأكل من بعض الطعاـ كال يأكل من البعض اآلخر‪ ،‬فصار ا‪١‬بلساء يعرضوف عليو‬
‫أنواع الطعاـ كيصركف عليو أف يأكل منها من باب اإلكراـ‪ ،‬ك‪٤‬با ازداد إ‪٢‬باحهم عليو قاؿ‪ :‬أنا ال‬
‫ءاكل ا‪٢‬براـ‪ٍ ،‬ب أمسك بيده حفنة من األرز ا‪٤‬بطبوخ كعصرىا فساؿ منها الدـ كقاؿ‪ :‬من ىذا‬
‫تريدكنِب أف آكل‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أف رجبل قصده ‪٢‬باجة فأخذ معو ىدية من الذرة (العرانيس) كُب أثناء طريقو للشيخ‬
‫كجد أرضا مزركعة عرانيس أحسن من الٍب معو ‪ ،‬فأخذ منها شيئا كخلطها بالٍب معو‪ ،‬فلما‬
‫كصل إٔب الشيخ قاؿ لو‪ :‬إرـ ىذه العرانيس أمامي قبل أف يتكلم الرجل ‪،‬فألقاىا أمامو فأخذ‬
‫الشيخ بعكازه كصار يفرؽ بْب العرانيس فيضع ىذا إٔب ناحية كىذا إٔب ناحية ٍب قاؿ لو‪ :‬أرجع‬
‫ىذه العرانيس إٔب صاحبها كاترؾ ىذه‪ ،‬كال تعد ‪٤‬بثل ىذا كتب إٔب اهلل تعأب‪ ،‬فدىش الرجل‬
‫لذلك كتاب على يديو ‪ٍ ،‬ب قضى لو الشيخ حاجتو‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أف عبود بك ككاف من زعماء عكار كلبناف ككاف من كبار األثرياء كلو سيطرة ‪،‬‬
‫يرسل ُب ا‪٤‬بواسم إٔب الشيخ أ‪ٞ‬بد شاكر غلة كبّبة لعمارة زاكية الشيخ كمٍنزكلو تربعا منو ‪ ،‬فقاؿ‬
‫علي شيء سأنقص ‪٩‬با أرسلو لو النصف‪،‬‬ ‫مرة ُب نفسو‪ :‬أنا ‪٤‬با أرسل لو كل ىذا كىو ليس لو َّ‬
‫كإذ ُب اليوـ الثا٘ب كىو ُب مكتبو كالشيخ أ‪ٞ‬بد قد جاءه زائرا كمعو سلة من القصب (يعِب‬
‫القرطل ) مغطاة ‪،‬فيقوـ عبود بك كيستقبلو كيرحب بو كيقوؿ لو ماذا ‪ٙ‬بمل لنا‪ ،‬فقاؿ لو الشيخ‬
‫جئتك هبذه ا‪٥‬بدية كقدـ لو السلة‪ ،‬فكشف عنها الغطاء فإذا هبا ماءن مستقرا هبا ‪ ،‬فدىش ‪٥‬بذه‬
‫الكرامة كيف أف ا‪٤‬باء ٓب يتسرب من خبلؿ القصب ‪،‬فعلم أف اهلل أطلع الشيخ على نيتو‪ ،‬فقاؿ‬

‫‪519‬‬
‫إبق على ما أنت‬
‫لو‪ :‬سأبقى على ما أنا عليو ‪ٍ ،‬ب إف السلة نفذ منها ا‪٤‬باء‪،‬فقاؿ لو الشيخ ‪ :‬ى‬
‫عليو خشية أف ينفذ مالك كما نفذ ىذا ا‪٤‬باء‪.‬‬
‫كمنها‪:‬أف الشيخ أرسل أحد أكالده ككاف ُب سن الفتوة حٌب يأتيو ٕبمل حطب ُب أياـ‬
‫الشتاء‪ ،‬فذىب الولد كٓب يرجع إال قبل الغركب بقليل كٓب ٰبمل معو إال عودا كاحدا‪ ،‬فقاؿ لو‬
‫الشيخ لقد استبطأتك ٍب بعد تأخرؾ ٓب تأتِب إال بعود كاحد؟ فقاؿ لو كلده‪ :‬يا أبت كنت كلما‬
‫أردت أف أقطع عودا ‪٠‬بعتو يسبح اهلل تعأب فلم أجرؤ على قطعو ‪ ،‬حٌب أردت أف أقطع ىذا‬
‫العود اليابس فلم أ‪٠‬بع تسبيحو فقطعتو‪ ،‬فتعجب الشيخ ‪٢‬باؿ كلده ٍب قاؿ‪ :‬يا كلدم ىذا البلد‬
‫ال ٰبمل اثنْب إما أنا كإما أنت‪ ،‬فلم يطلع الفجر إال كقد مات الولد الفٍب قدس سره‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أف بعض أىإب الشيخ أزعجو فخرج الشيخ من القرية غاضبان إٔب قرية أخرل ليسكن‬
‫هبا‪ ،‬كمع خركج الشيخ انقطعت ماء عْب القرية‪ ،‬كبعد عدة أياـ أتاه أىل القرية يرجونو ُب أف‬
‫يرجع إٔب قريتو كقد اعتذر منو من أغضبو فقبل الشيخ كعاد إٔب قريتو كمع دخولو جرت ماء‬
‫العْب‪.‬‬
‫كمنها‪:‬أنو طلب منو أف يظهر كرامة أماـ ‪ٝ‬بع من الناس‪ ،‬ففرش سجادة الصبلة على كجو‬
‫ا‪٤‬باء كصلى عليها‪.‬‬
‫كاف سيدم الشيخ أ‪ٞ‬بد شاكر شيخان ‪٤‬بعظم مشايخ عكار كطرابلس‪ ،‬كما أجاز العديد‬
‫منهم من بينهم ابن عمنا الشيخ عمر الدىييب من أىل بلدة ا‪٤‬بنية‪ ،‬ككاف قدس سره فقيهان على‬
‫مذىب أيب حنيفة رضي اهلل عنو‪ ،‬كمناقب سيدم الشيخ أ‪ٞ‬بد شاكر ككراماتو كثّبة رضي اهلل‬
‫عنو كنفعنا بو‪.‬‬
‫ككانت كفاتو ُب ٕ ‪ٝ‬بادل األكٔب سنة ّّٔ ىػ (ُّْٗر) كدفن ُب جبانة حيزكؽ كقربه ىناؾ‬
‫معركؼ يزار‪ ،‬كمن أبنائو ‪ :‬السيد خضر كالسيد سعيد‪.‬‬
‫‪ -‬ف ما السيد بضر ال عبي كاف من اىل العلم كالصبلح كشيخا للطريقة عرؼ ٕبسن خلقو‬
‫كسعيو ُب الصلح بْب الناس مقصودان موقران‪ ،‬توُب سنة ُّٕٔىػ (ُٔٓٗر) كدفن ُب حيزكؽ‪،‬‬
‫وأما السيد سعيد فكاف على سّبة أىلو كقد أعقب‪ :‬الشي ديم ال عبي‪ ،‬كاف من أىل العلم‬
‫كالصبلح مقصودا كجيها يؤثر ا‪٣‬بفاء على الظهور متواضعا يسعى ُب قضاء حوائج الناس‬
‫كالصلح بينهم‪،‬يصل ر‪ٞ‬بو كأصدقاءه‪ ،‬مرض مرة ٗبرض أعجز األطباء فتضرع إٔب اهلل فشفي‬
‫كعاش بعد ذلك سنوات عديدة‪ ،‬ككاف قل ما يرقي مريضا إال كيعاَب باذف اهلل‪ ،‬كمن كراماتة ما‬

‫‪501‬‬
‫حدثِب بو كلده فضيلة الشيخ ىيثم‪ :‬أنو حصل حريق ُب بساتْب القرية فأخذ الشيخ ند‪ٙ‬ب‬
‫حفنة من الَباب فألقاىا ُب تلك النّباف ا‪٤‬بلتهبة فانطفأت ُب ا‪٢‬باؿ بإذف اهلل‪ ،‬ككاف الشيخ ند‪ٙ‬ب‬
‫شديد األدب‪َّ ،‬أـ كخطب ُب مسجد حيزكؽ‪ ،‬ككانت كفاتو ُب َُذم ا‪٢‬بجة سنة ُُْٕىػ‬
‫ُٔ نيساف ُٕٗٗر كدفن ُب حيزكؽ‪ ،‬كاجتمع من الناس أثناء تشييعو ما ضاقت بو القرية‬
‫ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ ،‬كلو شقيق ىو السيد عثماف‪ ،‬أثُب عليو بعض من أعرفهم كٓب يزؿ حيان حفظو‬
‫اهلل تعأب‪ ،‬كخطيب مسجد حيزكؽ اليوـ ىو الشيخ ىيثم ابن الشيخ ند‪ٙ‬ب حفظو اهلل تعأب‪.‬‬

‫‪ -‬ومنهم العالم المر د ي الطريقة القادرية السيد عبد القادر ابن الشيخ إبراىيم ابن الشيخ‬
‫عبد العزيز ابن الشيخ ا‪ٞ‬بد ابن الشيخ القطب السيد بكار دفْب مشحو‪ ،‬عرؼ الشيخ عبد‬
‫القادر بعلمو كصبلحو‪ ،‬أخذ الطريقة عن أىلو كما أخذىا مع اإلجازة هبا من الشيخ سعيد‬
‫ا‪٢‬بصرم الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب الذم كاف مقيما ُب مدينة ميناء طرابلس‪ ،‬إنتمى إليو ‪ٝ‬باعة من الناس‬
‫ك‪ٚ‬برج بو عدد من الفضبلء منهم كلده‪" :‬الشي م مد الذم شهد لو الكثّب بالوالية كظهور‬
‫الكرامات على يديو كبقوة كشفو مع كونو يؤثر ا‪٣‬بفاء على الظهور‪ ،‬كما انتمى إليو ‪ٝ‬باعة من‬
‫الناس كأجاز غّب كاحد بالطريقة‪ ،‬كىو كالد الشيخ صبلح الزعيب أحد كجهاء آؿ الزعيب ُب‬
‫عكار اليوـ‪ ،‬توُب الشيخ عبد القادر حوإب سنة ُُّٓىػ ُٕٖٗ ر‪.‬‬
‫أما كلده الشيخ ‪٧‬بمد فكانت كفاتو ُب ٗ ‪ٝ‬بادل االكٔب سنة ُّْٗىػ ُْٕٗر كدفنا ُب‬
‫حيزكؽ قدس سرٮبا‪.‬‬
‫كمن مشايخ الزعبية ُب حيزكؽ أيضا الشيخ عمر الزعيب من أىل العلم كالفقو ككاف إماما‬
‫لبعض ا‪٤‬بساجد ‪ ،‬ترؾ عدة ‪٦‬بلدات من البحوث ُب الفقو ( ‪٨‬بطوطة)‪.‬‬
‫كالشيخ عبد الستار أحد مشايخ الطريقة‪.‬‬
‫كالشيخ بديع إماـ جامع ا‪٣‬بريبة‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬

‫وفي مش ة من ذرية الشي‬


‫بكار ال عبي‬
‫‪ -‬الشي عبد الغني ال عبي‪ ،‬كاف عا‪٤‬با كرعان متواضعان كإمامان ‪٤‬بسجد عكار‬

‫‪500‬‬
‫‪ -‬والشي أحمد بن عبد الغني ال عبي سافر إٔب مصر كتلقى علومو با‪١‬بامع األزىر‪ٍ ،‬ب عاد إٔب‬
‫لبناف‪ ،‬كصار ٰبمل كثّبان على الصوفية‪ ،‬كلعل السبب ُب ذلك رؤيتو لبعض البدع الٍب تصدر‬
‫على يد بعض ا‪٤‬بتصوفة‪ٍ ،‬ب درس التصوؼ كصاحب بعض صلحائهم كشاىد من أحوا‪٥‬بم‬
‫ككراماهتم ما غّب حالو فأعلن توبتو عن ‪٧‬باربتهم‪ ،‬مع بقاء انكاره على ما يصدر من جهلتهم‬
‫من ‪ٙ‬بريف ك‪ٚ‬بريف‪ ،‬كأخذ طريقة أجداده كأجيز هبا‪ ،‬كعْب شيخان ‪٤‬بشايخ الطرؽ الصوفية‪ ،‬كما‬
‫انتخب رئيسان للرابطة الزعبية الٍب قاـ بإنشائها ٗبساعدة عد ود من أقربائو منهم جدم ألمي‬
‫ا‪٢‬باج الشيخ ‪٧‬بمد إبراىيم الدىييب الذم كاف من أعز أصدقائو‪.‬‬
‫ُب ىذه ا‪٤‬برحلة اىتم الشيخ أ‪ٞ‬بد بضبط األنساب الزعبية كقاـ بتوزيع النسب على فركع‬
‫العائلة بعد طبعو‪ ،‬كعْب ُب كل فرع عضوان مع تسليمو ا‪٣‬بتم ليصدؽ بو على صحة النسب‪.‬‬
‫كما عْب الشيخ أ‪ٞ‬بد مديران ‪٤‬بدرسة ا‪٢‬بميدية كما عمر الزاكية القادرية ُب حيزكؽ كمشحة‬
‫بإقامة حلقات الذكر كالتعليم‪ ،‬كسار سّبة أجداده إٔب أف توُب ُب بلدتو مشحا كهبا دفن ر‪ٞ‬بة‬
‫اهلل عليو‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم الشي مسعود ال عبي كاف إمامان كخطيبان ‪١‬بامع قرية الشيخ عياش بالعبودية عكار‪،‬‬
‫شهد لو البعض بالصبلح كظهور بعض ا‪٣‬بوارؽ على يديو‪ ،‬توُب كدفن ُب قرية الشيخ عياش‪.‬‬
‫‪ -‬والشي عبد الكريم وولده الشي م مود الذم أرسلو كالده إٔب عرب الشاطئ إلحياء‬
‫الطريقة ىناؾ‪ ،‬كتوُب هبا‪.‬‬
‫‪ -‬والشي عبد المتعاؿ ال عبي من أىل العلم كلو عدة مؤلفات‪.‬‬
‫بن عبد المتعاؿ‪ٚ ،‬برج من األزىر كاستلم ا‪٣‬بطابة ٗبسجد مشحة‪ ،‬ترؾ‬ ‫‪ -‬والشي عبد ال‬
‫عدة مؤلفات ‪٨‬بطوطة‪.‬‬
‫‪ -‬والشي عوض إماـ جامع تل حيات كمن مشايخ الطريقة‪.‬‬
‫‪ -‬والشي بدر عبد ال ميد ال عبي‪ ،‬إماـ كمدرس كلو عدة شركحات فقهية كتفسّب للقرآف‪،‬‬
‫كغّبىم من ا‪٤‬بشايخ كالوجهاء‪.‬‬
‫‪ -‬والشي أحمد قدور ال عبي‪ ،‬أحد مشايخ الزكايا ُب مشحا‪.‬‬
‫كمن كجهاء الزعبية اليوـ ُب مشحا فضيلة الشي عبد القادر م مد ال عبي‪ٚ ،‬برج من‬
‫األزىر‪ ،‬كىو خطيب جامع مشحا‪ ،‬معركؼ بأخبلقو كتواضعو‪.‬‬

‫‪502‬‬
‫والدكتور م مد بن الشيخ خالد الزعيب‪ ،‬خريج جامع األزىر‪ ،‬كىو من كجهاء الزعبية‪ ،‬لو‬
‫بعض ا‪٤‬بؤلفات منها كتاب يدافع فيو عن التصوؼ‪ ،‬كبلغِب أنو اآلف يعد مؤلفان عن القادرية كاهلل‬
‫أعلم‪ ،‬كشقيقو الشي عبد القادر ال عبي كىو يعد من كجهائهم أيضان‪.‬‬

‫ومن مشاي ال عبية في عكار العتيقة‪.‬‬


‫الشي م مد علي ال عبي كاف إمامان كخطيبان ‪٤‬بسجد عكار‪ ،‬كنقلت عنو كرامات مشهودة‪.‬‬
‫والشي عمر م مد علي ال عبي كصف بالورع كنقلت عنو بعض ا‪٣‬بوارؽ‪.‬‬
‫والشي عثماف م مد علي كاف إماما كخطيبان ‪١‬بامع عكار كنقلت عنو بعض ا‪٣‬بوارؽ‪.‬‬
‫والشي عبد ا ال عبي شيخ الطريقة القادرية ىناؾ‪.‬‬
‫والشي مصطفى م مد إبراىيم ال عبي من أىل العلم‪ ،‬كدرس مدة ٕٓ سنة تطوعان‪.‬‬
‫والشي عبد الغني رئيس ‪١‬بنة بناء ا‪٤‬بساجد ُب عكار‪.‬‬
‫والشي عبدو بن عبد ا ال عبي بن ‪٧‬بمد ابن الشيخ علي الزعيب كاف صا‪٢‬بان مباركان مشهودان‬
‫لو بالوالية كالكرامات من أىل التحمل كصار مستغرقان‪ ،‬كضريران مقعدان‪ ،‬توُب منذ سنوات قليلة‪،‬‬
‫كلو أشقاء ىم السادة ‪:‬الشي عبد اللطيف والشي م مود والشي أحمد والسيد م مد‪.‬‬
‫كٓب يزؿ ىناؾ عدد من ا‪٤‬بشايخ الزعبية من أىل عكار العتيقة يأموف بعض ا‪٤‬بساجد كمن‬
‫أكثرىم شهرة الشي عبد الم يد عثماف ال عبي صاحب الزاكية القادرية ىناؾ‪...‬‬

‫وفي قرية مشتى حمود‪:‬‬


‫‪ -‬الشي مهراف ال عبي‪ ،‬كاف شيخان للطريقة القادرية‪ ،‬نقلت عنو عدة كرامات‪ ،‬كقربه ىناؾ‬
‫ظاىر يزار‪ ،‬كمن أكالده‪:‬‬
‫دت‪.‬‬ ‫‪ -‬الشي سعيد – والشي‬
‫وفي قرية السويسة‪ ،‬الشي علي م مود ال عبي‪.‬‬
‫وفي هر الم رعة‪ ،‬الشي عمر ال عبي‪ ،‬والشي بالد ال عبي‪.‬‬
‫‪ -‬وفي البيرة‪ ،‬الشي عبده ال عبي من القادرية‬
‫وفي حلبا‪ ،‬الشي م ي الدين ال عبي كاف إماماً وبطيباً ل ام حلبا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪503‬‬
‫‪ -‬والشي سعيد عبد الغني ال عبي كاف إمامان كخطيبان ‪١‬بامع حلبا أيضان‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬

‫كبا‪١‬بملة فإف آؿ الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب أك الكيبل٘ب الشرفاء من أكثر العائبلت كجاىة كصدارة ُب‬
‫مشاؿ لبناف‪ ،‬كنسبتهم إٔب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب أمر معركؼ مشهور‪.‬‬
‫كقد حصل الزعبيوف على أكثر من مئٍب فرماف كرسالة من السبلطْب العثمانيْب‪ ،‬كشجرة‬
‫نسب آؿ الزعيب الٍب ًب نسخها أياـ ا‪١‬بد السيد ‪٧‬بمد بدر الدين أبا شعفة كتبت ُب ا‪٤‬بدينة‬
‫ا‪٤‬بنورة بدار الرصاص ‪ٙ‬بت إشراؼ عدد من أشراؼ كعلماء ا‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة ككقعوا على صحة‬
‫ىذا النسب‪.‬‬
‫كحصن األكراد ُب الدكلة السورية قريبان من ا‪٢‬بدكد اللبنانية‪ ،‬ككاف قبل تقسيم الدكؿ العربية‬
‫تابعان لوالية طرابلس‪.‬‬
‫كقد ساىم ا‪٤‬بشايخ الزعبية ُب نشر العلم كالفضيلة كنشر الطريقة القادرية ُب مشاؿ لبناف‬
‫بشكل كاسع‪ ،‬فكانت الطريقة القادرية ُب القرف الثالث عشر كمطلع القرف الرابع عشر ىي‬
‫األكثر انتشاران كلغّب الزعبية من القادرية سهم ُب ذلك االنتشار‪.‬‬

‫كأما منشأ الطريقة القادرية ُب لبناف فكاف قبل ذلك بكثّب‪ ،‬فقد دخلت ىذه الطريقة إٔب‬
‫لبناف على يد صاحب الشيخ عبد القادر رضي اهلل عنو الشيخ السيد عبد اهلل البطائحي‬
‫ا‪٢‬بسيِب دفْب بعلبك‪ ،‬كعلى يد القطب اليونيِب البعلبكي كذريتو‪ ،‬كعلى يد بعض كيبلنية ‪ٞ‬باه‬
‫منهم نقيب السادة األشراؼ ُب ‪ٞ‬باه ك‪ٞ‬بص كطرابلس السيد عبد الرزاؽ بن شرؼ الدين بن‬
‫أ‪ٞ‬بد بن السيد علي ا‪٥‬بامشي الكيبل٘ب‪ ،‬كالنقيب السيد ٰبٓب بن أ‪ٞ‬بد الكيبل٘ب‪ ،‬كالشيخ السيد‬
‫زكريا الكيبل٘ب دفْب فنيدؽ جد آؿ زكريا‪.‬‬

‫كمن فركع الزعبية ُب طرابلس عائلة آؿ الصهيو٘ب‪ ،‬كما أخرب٘ب بذلك فضلية الشيخ خضر‬
‫صهيو٘ب‪ ،‬كقاؿ‪ :‬أنا خضر بن السيد مصطفى بن الشيخ خضر بن الشيخ علي الصهيو٘ب الزعيب‬
‫بن الشيخ خضر الزعيب‪ ،‬قدـ أحد أجدادىم من قرية صهيوف ُب سوريا‪ ،‬كىي قرية قريبة من‬
‫حصن األكراد‪ ،‬فلقب بالصهيو٘ب ٍب جرت ىذه الكنية على ذريتو‪.‬‬

‫‪504‬‬
‫ؿ القادري في قرية م دؿ عكار‬
‫كىي قرية صغّبة ‪٦‬باكرة لبلدة البّبة‪ ،‬ىذه العائلة يعود نسبها إٔب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل‬
‫عنو كٓب أطلع على نسبهم ألتعرؼ على فرعهم‪ ،‬إال أف أياـ الرابطة الزعبية حسبت ىذه العائلة‬
‫منهم‪ ،‬كعلى كل األحواؿ فإف نسبهم للباز األشهب صحيح‪ ،‬كقد ظهر ُب ىذا الفرع عدد من‬
‫ا‪٤‬بشايخ عرفوا ٗبشايخ الطريقة القادرية كيركل ظهور الكرامات على أيدم بعضهم فمنهم‪:‬‬
‫الشي عمر القادري‪.‬‬
‫والشي بليل القادري‪.‬‬
‫والشي أحمد القادري‪.‬‬
‫والشي علي م يي الدين القادري‪.‬‬
‫والشي إبراىيم القادري‪.‬‬
‫والشي م مد القادري‪.‬‬
‫والشي م مود بن إبراىيم القادرم كالد الشقيقْب حسن كحسْب القادرم من كجهاء آؿ‬
‫القادرم اليوـ‪.‬‬

‫كمن فركع الزعبية ؿ ال وري ال عبي عائلة تفرعت من زعبية ا‪٢‬بصن‪ ،‬كىناؾ عائلة أخرل‬
‫تكُب بنفس الكنية ال صلة ‪٥‬با هبا‪.‬‬

‫كأما بالنسبة آلؿ الدنش ُب عكار‪ ،‬كآؿ ا‪٤‬بعربا٘ب ُب طرابلس كا‪٤‬بنية القريبة من طرابلس فقد‬
‫احتمل بعضهم أهنما من فركع الزعبية كلكن ٓب أتأكد من ذلك‪ ،‬فإف ثبت ٕب ذلك بينتو فيما‬
‫بعد إف شاء اهلل تعأب‪.‬‬
‫كمن فركعها ؿ رضواف ال عبي‪ ،‬و ؿ القدور ال عبي‪.‬‬

‫ؿ قاسم بريي‬

‫‪505‬‬
‫كمن فركع الزعبية آؿ قاسم كىم من الزعبية الذين استوطنو تركيا‪ ،‬قدـ أحدىم كاستوطن‬
‫طرابلس الشاـ فأعقب ذرية أطلق عليهم (آؿ بريش)‬
‫كجدىم الذم استوطن طرابلس ىو‪ :‬الشي إسماعيل قاسم‪ ،‬عْب قائدان على فرقة كبّبة من‬
‫ا‪١‬بيش من قبل السلطنة العثمانية‪ ،‬ككانت فرقتو تتمركز ُب العبودية على ا‪٢‬بدكد السورية اللبنانية‬
‫حاليان‪ ،‬ككاف معركفان بالورع كالتقول كالشجاعة كاإلقداـ‪ ،‬كلو كلمة نافذة عند السبلطْب‬
‫العثمانيْب‪ ،‬فمن ذلك أف الشيخ ‪٧‬بمد الطيب الرافعي كالد النائب السابق عبد اجمليد الرافعي‬
‫ىرب كمية كبّبة من ا‪٤‬بّبة ليوزعها على احملتاجْب ُب الوقت الذم كاف ا‪١‬بيش ٰبتاجها‪ ،‬فعلمت‬
‫بو بعض السلطات العثمانية فحكمت عليو بالقتل‪ ،‬ككاف الشيخ ‪٧‬بمد الرافعي من أصحاب‬
‫القائد الشيخ ا‪٠‬باعيل‪ ،‬فتشفع بو عند السلطاف عبد ا‪٢‬بميد الثا٘ب ر‪ٞ‬بو اهلل‪ ،‬فقبل شفاعتو‬
‫كعفى عنو‪ ،‬كقد توُب الشيخ ا‪٠‬باعيل ُب طرابلس كدفن ُب مقربة باب التبانة‪ ،‬كأما شقيقو السيد‬
‫سليم قاسم فقد توُب ُب انطاكية‪.‬‬
‫كمن أبناء الشيخ ا‪٠‬باعيل‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد خليل بريش الذم نشأ على حب العبادة كالذكر‬
‫كالعلم كالعلماء كاألكلياء‪ ،‬ككاف كرٲبان شهمان صابران‪ ،‬ككاف يعمل بالتجارة‪ ،‬أعقب عدةأكالد منهم‬
‫السيد ا‪٠‬باعيل توُب شابان عن كلدين ٮبا ‪٧‬بمد كأ‪ٞ‬بد‪.‬‬
‫والشي ي يى ا‪٤‬بعركؼ ٕبسن خلقو كتواضعو كحسن سّبتو كشجاعتو كسرعتو ُب قضاء‬
‫حوائج الناس‪ ،‬كىو من حفظة القرآف ك‪٦‬بازان بعدة طرؽ منها القادرية كالنقشبندية كغّبىا‪.‬‬
‫كشقيقو السيد زكريا من أىل التقول كالسلوؾ ا‪٢‬بسن‪.‬‬
‫كللشيخ ‪٧‬بمد خليل ثبلثة أشقاء‪.‬‬

‫‪506‬‬
‫ؿ الدىيػبي ال عبي ال ي ي‬
‫في ماؿ لبناف‬

‫آؿ الدىيػيب عشّبة كبّبة تفرعت عن زعبية ا‪٢‬بصن ظهر فيها عدد من ا‪٤‬بشايخ األجبلء‬
‫كالوجهاء‪ ،‬ك‪ٛ‬بتلك ىذه العائلة مساحة كبّبة من األراضي ككاف معظم عملهم ُب زراعة‬
‫أراضيهم‪ ،‬كُب الفَبة األخّبة حاز عدد منهم على إجازات ُب عدة اختصاصات ُب اإلدارة‬
‫كا‪٥‬بندسة كالطب كغّب ذلك‪ ،‬كسأقتصر ُب كتايب ىذا على تر‪ٝ‬بة أبرز مشايخ ىذه العائلة فقط‪.‬‬

‫إتصاؿ سبهم بال عبية‬


‫قد مر معنا أف جدنا الشيخ القطب الكبّب السيد ‪٧‬بمد بدر الدين أبا شعفة الزعيب دفْب‬
‫حصن األكراد أعقب ‪ٟ‬بسة من األكالد الذكور منهم‪:‬‬
‫‪ -‬جد ا العالم ال ليل السيد أحمد بالد ال عبي ا‪١‬بامع بْب الشريعة كا‪٢‬بقيقة كشيخ الطريقة‬
‫القادرية الذم عرؼ بعلو القدر كالصبلح كا‪٥‬بيبة فلقب بالذىيب‪.‬‬
‫‪ -‬كىوأعقب‪ :‬الشي م مد ال عبي‪ ،‬وجد ا الشي العالم السيد يوسف الناصر ال عبي‬
‫الذىبي أحد مشايخ الطريقة‪ ،‬أعقب‪:‬‬
‫‪ -‬الشي الصالح السيد علي ال عبي الذىبي الملقب بالمبروؾ‪ ،‬أعقب‪:‬‬
‫‪ -‬الشي الكبير السيد حسين الذىبي الذم ماتت أمو كىو ُب ا‪٤‬بهد فى ىس َّخىر اهلل لو شاة من‬
‫ماشية ك ً‬
‫الد ًه صارت ترضعو حٌب أكمل مدة الرضاع‪ ،‬كىو أعقب‪:‬‬
‫‪ -‬الشي القطب العالم السيد م مد الذىبي ال عبي ال ي ي قدس سره الع ي ‪ ،‬عرؼ‬
‫الشيخ ‪٧‬بمد بغزارة علمو كعلو ٮبتو كظهور الكرامات على يديو الٍب منها إبراء اجملانْب كالٍب‬
‫منها رد ا‪٢‬بنك ا‪٤‬بلتوم بلمسة من يده بإذف اهلل تعأب‪ ،‬ككاف أصحابو من ا‪٤‬بشايخ يطلقوف عليو‬
‫(األستاذ)‪ ،‬كقد تاب على يديو كيد كلده الشيخ أ‪ٞ‬بد اآلٌب ذكره ‪ٝ‬باعة من أىل األىواء من‬
‫أصحاب الفرؽ الشاذة كغّبىم‪.‬‬
‫عمار‪ ،‬كىي‬‫كىو أكؿ من استوطن قرية دار عمار من ىذه العائلة كيقاؿ دار عمر‪ ،‬كدير َّ‬
‫قرية فتحت زمن سيدنا عمر بن ا‪٣‬بطاب رضي اهلل عنو على يد سيدنا عبد اهلل بن جعفر بن‬

‫‪507‬‬
‫أيب طالب كخالد بن الوليد رضي اهلل عنهما ‪ٙ‬بت قيادة سيدنا أيب عبيدة عامر بن ا‪١‬براح‬
‫رضي اهلل عنو (كما ُب كتاب فتوح الشاـ للواقدم)‪ ،‬كىي قرية قريبة من مدينة طرابلس الفيحاء‬
‫الشاـ‪ ،‬كىذه القرية كانت تابعة ُب األصل لطرابلس‪.‬‬
‫كُب ذلك الوقت تغّبت الكنية من الذىيب كصار الناس يقولوف (الدىيب كأحيانان الدىيػيب)‬
‫بالداؿ ا‪٤‬بهملة كبقيت ىكذا حٌب اآلف‪ ،‬كتاريخ ىذه العائلة ُب ىذه القرية يعود إٔب ‪٫‬بو َِْ‬
‫سنة تقريبان‪.‬‬
‫توُب الشيخ ‪٧‬بمد الذىيب الدىيػيب ُب دار عمار كدفن ُب ا‪١‬ببانة األكٔب اجملاكرة للجامع‬
‫كالعْب‪.‬‬

‫أوالده من الذكور‪:‬‬
‫السادة‪ :‬الشيخ أبو علي إبراىيم – كالشيخ حسْب ‪ -‬كالشيخ عبد اهلل – كالقطب الشيخ أ‪ٞ‬بد‬
‫– كالشيخ عمر‪ ،‬ككلهم أعقبوا إال السيد عبد اهلل‪.‬‬

‫ف ما السيد أبو علي إبراىيم فقد عرؼ بالصبلح كالكرـ كالشجاعة كا‪٥‬بيبة مع تواضع‬
‫كانكسار ككاف من أىل ا‪٣‬بفاء‪ ،‬ككاف ُب حاؿ حياتو ٯبلس ‪ٙ‬بت شجرة خرنوب كانت قريبة‬
‫من داره‪ ،‬فلما مات كدفن نبتت على قربه شجرة خرنوب‪ٍ ،‬ب كربت ىذه الشجرة حٌب غطى‬
‫جذعها قربه كقرب كالده‪ ،‬كٓب تزؿ حٌب اآلف‪.‬‬
‫أوالده السادة‪:‬‬
‫‪٧‬بمد – كعثماف – كا‪٠‬باعيل – كحسن‪ ،‬كإثناف درجا (أم ٓب يعقبا أكالدان)‪ ،‬ككانوا معركفْب‬
‫با‪٤‬بشيخة‪ ،‬كأكثرىم شهرة ككجاىة الشيخ ‪٧‬بمد‪ ،‬كأكثرىم صبلحان الشيخ حسن قدس سره‪.‬‬
‫فأما الشيخ عثماف فذريتو استوطنت بلدة ا‪٤‬بنية اجملاكرة ُب حارة ا‪٢‬بكر‪ ،‬كقليل منهم ُب حارة‬
‫النيب يوشع عليو الصبلة كالسبلـ‪.‬‬
‫كأما الشيخ إ‪٠‬باعيل فقد استوطنت ذريتو طرابلس ُب حي التبانة ٍب توزعت‪.‬‬
‫وأما الشي ال اج م مد فبقي ُب قريتو‪ ،‬ككاف ر‪ٞ‬بو اهلل ُب بدء أمره فقّبان ٍب أصبح ثريان‬
‫بعد كد كتعب‪ ،‬كقد قاـ بتشجّب القرية فغرس ‪٫‬بو ثلثي القرية‪ ،‬كبُب مٍنزكالن‪ ،‬كما بُب أكؿ‬

‫‪508‬‬
‫مسجد ُب القرية على قوؿ بعضهم‪ ،‬كقيل إف الذم بُب أكؿ مسجد ىو جده الشيخ ‪٧‬بمد‬
‫كىذا أقرب‪ ،‬كٰبتمل أف حفيده كسعو قليبلن‪.‬‬
‫ككاف ر‪ٞ‬بو اهلل مقصودان من الزعماء أمثاؿ الشيخ عبد ا‪٢‬بميد كرامة ككانوا ينادكنو بالعآب‪،‬‬
‫ككاف ظريفان مزكحان كصاحب فراسة كدعوة مستجابة فمن ذلك‪:‬‬
‫أف امرأة سرقت لو ماال‪ ،‬فلما كاف الليل كاجتمع عنده الناس كىي من بينهم قاؿ‪ :‬من كاف‬
‫منكم يعرؼ الذم سرؽ ا‪٤‬باؿ فليقل لو لّبجعو‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال نعرؼ‪ ،‬فقاؿ‪ :‬سأدع عليو‪ ،‬كُب اليوـ‬
‫الثا٘ب جاءتو ا‪٤‬برأة با‪٤‬باؿ كقد تشقق جلدىا فاعتذرت منو كطلبت منو أف يسَب عليها كأف يدعو‬
‫‪٥‬با بالشفاء‪ ،‬فدعا ‪٥‬با فربأت بإذف اهلل تعأب‪.‬‬
‫كزكجتو السيدة حواء كانت صا‪٢‬بة كظهرت ‪٥‬با كرامات منها‪ :‬أف كنوز األرض كانت ‪ٚ‬برج‬
‫‪٥‬با على كجو األرض‪.‬‬
‫وأما الشي حسن قدس سره‪ ،‬فقد كاف زاىدان صا‪٢‬بان كثّب الذكر كالعبادة غزير الدمعة‬
‫شهد لو بعض أىل النظر بالوالية إال أنو كاف شديد التخفي‪ ،‬ظهر حالو قبل موتو‪.‬‬
‫ففي السنة الٍب توُب هبا ‪ٝ‬بع إخوتو كزكجتو كقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬إ٘ب ذاىب إٔب ا‪٢‬بجاز ألداء فريضة ا‪٢‬بج‬
‫كأزكر جدم رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو كسلم كأموت عنده كأدفن ُب البقيع‪.‬‬
‫ككاف للشيخ حسن كلدين ٮبا إبراىيم كعبد اجمليد‪ ،‬فاختلى الشيخ حسن بأخيو ‪٧‬بمد‪،‬‬
‫كزكجتو الشيخة حورية كقاؿ ‪٥‬بما‪ :‬سوؼ يقتل من بعدم كلدم إبراىيم على يد كافر‪ٍ ،‬ب بعد‬
‫أف ٱبتفي غرٲبو لسنوات يكشف أمره شقيقو عبد اجمليد كيأخذ بثأره فاصربكا‪ ،‬فتعجب الشيخ‬
‫‪٧‬بمد من كبلمو كظن أنو يهذم كقاؿ لو‪ :‬يا أخي ما تقوؿ ! ٍب كيف ستسافر كأنت ال ‪ٛ‬بلك‬
‫نفقات السفر؟ فقاؿ لو الشيخ حسن‪ :‬عندم بقرة كدجاج كقطعة أرض صغّبة أبيعها ككيف ما‬
‫كاف األمر فبل بد ٕب من السفر‪ ،‬فلما رآه شقيقو مصران قاؿ لو‪ :‬ال تبع شيئان كنفقة سفرؾ‬
‫كأىلك علي‪ٍ ،‬ب سافر الشيخ حسن فأدل فريضة ا‪٢‬بج ٍب زار قرب الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم‬
‫كمات با‪٤‬بدينة كدفن بالبقيع‪ ،‬كما أخرب بذلك أصحابو بعد رجوعهم‪.‬‬
‫ٍب ٓب ٲبر إال زمن قصّب كإذا بولده إبراىيم يقتل أثناء رعايتو لغنم أىلو كٓب يعرؼ غرٲبو‪ٍ ،‬ب‬
‫بعد سنوات كُب أثناء طريق السيد عبد اجمليد إٔب عكار من أجل عملو ‪٠‬بع رجبلن ٰبدث بعض‬
‫أصحابو ُب القافلة بأنو قتل رجبلن من آؿ الدىيػيب كسلبو أثناء رعايتو للغنم ُب ا‪٤‬بكاف الفبل٘ب‬
‫كأطلعهم على بعض سلبو الذم كاف ٰبمل شيئان منو‪ ،‬فلما تأكد عبد اجمليد من أنو قاتل أخيو‬

‫‪509‬‬
‫كخصوصان بعد ما رأل بيده ذلك الشيء‪ ،‬ككاف ٰبمل معو سيخان من ا‪٢‬بديد‪ ،‬توجو إليو كطعنو‬
‫بالسيخ حٌب دخلت يده مع السيخ إٔب بطنو‪ٍ ،‬ب عاد مسرعان إٔب قريتو‪ ،‬كحاكؿ بعض أىل‬
‫القافلة أف ٲبسكوا بو فقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬إنو قاتل أخي فَبكوه كخصوصان أهنم يعلموف أف الرجل على‬
‫غّب دين اإلسبلـ‪.‬‬
‫ٍب رفع أمره إٔب الشرطة الَبكية‪ ،‬فجاء ضابط كمعو فرقة إٔب بيت كالدتو ليلقي القبض على عبد‬
‫اجمليد فلم ٯبده‪ ،‬فهددىم إف ٓب يسلموه لو ٕبرؽ زرعهم ك‪ٚ‬بريب بيوهتم‪ ،‬عندىا قامت الولية‬
‫الصا‪٢‬بة كالدة عبد اجمليد كأخذت بيدىا حفنة من الَباب كقالت‪ :‬بسم اهلل كرمت هبا الضابط‬
‫فيبس على فرسو فخاؼ من معو فتملقوا ‪٥‬با كاعتذركا من أجل الضابط‪ ،‬فأشارت بيدىا ‪٫‬بو‬
‫الضابط كقالت بسم اهلل‪ ،‬فعاد كما كاف كاعتذر ‪٥‬با كترؾ األمر كٓب يعد السيد عبد اجمليد يطارد‬
‫بعد ذلك إٔب أف توُب‪ ،‬ككاف السيد عبد اجمليد رجبلن طويبلن قويان‪ ،‬ككاف يضرب ا‪١‬برة باصبع‬
‫كاحد فينخرىا‪.‬‬
‫ككل ىذا كالشيخ ‪٧‬بمد حي يشاىد ىذه األحداث‪ ،‬ككاف قد أخرب بعض أقربائو ٗبا قالو‬
‫أخوه فكانوا يتعجبوف من ذلك‪ ،‬كما ذكر ٕب عنو عدة كرمات أخرل‪.‬‬
‫كللشيخ حسن أيضان ثبلث بنات كلهن عرفن بالصبلح إحداىن‪ :‬السيدة زينب تزكجت رجبلن‬
‫من آؿ ا‪٢‬بسن من قرية بتورتيج ككانت معركفة عندىم بالشيخة ال تقرأ على مريض إال كيشفى‬
‫بإذف اهلل رزقت كلدان ‪٠‬بتو دركيش‪ ،‬حصل ‪٥‬با حاؿ ماتت بو‪.‬‬
‫كالثانية ا‪٠‬بها عائشة أـ صالح كانت مثل أختها كأزيد كانت ال ‪ٙ‬برؾ النار إال بيدىا من غّب‬
‫انفعاؿ كأهنا تقوـ بأمر عادم‪ ،‬ك‪٤‬با شاىدىا أخي معْب مرة تفعل ىذا قاؿ ‪٥‬با‪ :‬يا خالة كيف‬
‫تصنعي ىذا؟ فقالت لو‪ :‬ىذا شيء سهل ما عليك إال أف تقوؿ بسم اهلل ك‪ٛ‬بسك النار كال‬
‫‪ٙ‬برقك‪ ،‬تزكجت أيضان من رجل من آؿ ا‪٢‬بسن كرزقت بصاّب‪.‬‬

‫كأما الثالثة كىي جدٌب أليب السيدة رحمة كانت على جذب خفيف ظهر على يدىا كثّب‬
‫من ا‪٣‬بوارؽ ككاف صوهتا ‪ٝ‬بيبلن إذا أنشدت أبكت ا‪٢‬باضرين‪ ،‬ركت ٕب كالدٌب أهنا ‪٤‬با كانت‬
‫على ا‪٤‬بغتسل شكلها كأهنا ُب الثامنة عشر من عمرىا مع أهنا عمرت ‪٫‬بو الثمانْب سنة كأكثر‪،‬‬
‫كأنو ‪٤‬با صارت النوبة تضرب ٔبانب بيتها صار جسمها كلو ينتفض‪ ،‬كدفنت عند قبور أىلها‬
‫ر‪ٞ‬بها اهلل تعأب‪.‬‬

‫‪521‬‬
‫أما عبد اجمليد فقد رزؽ بولدين كبنت ككاف كالده الشيخ حسن قد أكصاه قبل سفره بأنو‬
‫إف رزؽ ذكوران فليسمي أ‪ٞ‬بد – كحسن‪ ،‬فنفذ كصية كالده ر‪ٞ‬بة اهلل عليهم‪.‬‬
‫عمر ككانت كفاتو ُب القرية كدفن عند قبور أىلو‪،‬تاركان‬‫كأما شقيقو الشيخ ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد فقد َّ‬
‫من األبناء‪ :‬السيد إبراىيم – كالشيخ خليل جدم لوالدم – كالسيدة أ‪٠‬باء كغّبىا‪.‬‬

‫‪ -‬ف ما السيدة ال اجة أسماء فكانت على قدر من الصبلح كحصل ‪٥‬با صيت ككجاىة ُب القرية‬
‫كخصوصان ُب العائلة‪ ،‬ككانت ‪ٙ‬بل عندىا بعض ا‪٣‬بصومات لسداد رأيها كاعتقاد الناس هبا‪،‬‬
‫تزكجت من رجل من أبناء عمومتها ىو الشيخ مصطفى بن خضر بن حسْب بن الشيخ ‪٧‬بمد‬
‫جد العائلة‪ ،‬كزكجها ا‪٤‬بذكور من كجهاء العائلة كرٲبان متواضعان‪ ،‬ك‪٤‬با ضاقت ا‪١‬ببانة األكٔب قدـ‬
‫أرضان ‪١‬ببانة أخرل‪.‬‬
‫كمن أخبارىا‪ :‬أهنا كقعت مرة فانكسر كركها فتأ‪٤‬بت كثّبان‪ ،‬فقيل ‪٥‬با غدان نأخذؾ إٔب الطبيب‪،‬‬
‫ففي الليل ناجت رهبا كىي تقوؿ‪ :‬كيف سيكوف حإب حْب يكشف علي رجل‪ ،‬يارب ال‬
‫‪ٙ‬بوجِب إٔب ذلك‪ ...‬كُب الصباح قامت ‪ٛ‬بشي كأف ٓب يكن هبا ضر أصاهبا‪ ،‬فقيل ‪٥‬با كيف حصل‬
‫ذلك؟ فقالت‪ :‬رأيت أف أربعة أقطاب أتو٘ب كعا‪١‬بو٘ب كىا أنا أمامكم ليس يب علة‪ ،‬ر‪ٞ‬بها اهلل‬
‫تعأب‪.‬‬

‫وأما الشي بليل جدي لوالدي فكاف كرٲبان كرث كثّبان كزادت ثركتو فكاف عنده من أنواع‬
‫األمواؿ الذىب كا‪٣‬بيل كالبقر كالغنم‪ ،‬ككاف ينفق الكثّب منها‪ٍ ،‬ب حلت عليو مصائب كثّبة أدت‬
‫بذىاب معظم ثركتو فكاف صابران ‪٧‬بتسبان‪ ،‬ككاف كثّب الذكر كثّب الصمت ظريفان‪ ،‬ظهرت على‬
‫يديو عدة خوارؽ فمن أخباره ‪:‬‬
‫أنو زار ا‪١‬ببانة مع ابن أخيو ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد ابراىيم بعد صبلة الصبح ليقرأ القرآف على ميت‬
‫مات قبل يوـ‪ ،‬فسمع السيد ‪٧‬بمد صوت أنْب كصراخ من ذلك القرب‪ ،‬فقاؿ يا عم تسمع ما‬
‫أ‪٠‬بع؟ فقاؿ لو‪ :‬نعم ابٍ ىدأ بالقراءة‪ ،‬فقرأ ما تيسر حٌب انقطع الصوت كأىداه ثواب القراءة كدعا‬
‫لو‪ ،‬كزاراه ُب اليوـ الثا٘ب فلم يسمعا لو صوتان فحمدا اهلل تعأب على ذلك‪ ،‬توُب ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‬
‫سنة ُُّٓىػ ُِّٗـ‪ ،‬تزكج من ا‪٢‬باجة ر‪ٞ‬بة الدىيػيب السابق ذكرىا – كا‪٢‬باجة زىية تامر‬
‫صبح ككانت كثّبة الصوـ كالذكر‪ ،‬أكالده‪ :‬أ‪ٞ‬بد‪ ،‬ك‪٧‬بمد علي‪ ،‬ككالدم طو‪ ،‬كإبراىيم رئيس بلدية‬

‫‪520‬‬
‫دير عمار ‪٤‬بدة ثبلثْب سنة ككاف من أبرز كجهاء العائلة على مستول مشاؿ لبناف ككاف صاحب‬
‫كلمة نافذة‪ ،‬كأما البنات فهن سكينة‪ ،‬كفاطمة‪ ،‬كحواء‪ ،‬كحورية‪.‬‬

‫كأما السيد ابراىيم فقد عرؼ بالرجولة كالشجاعة كسداد الرأم عاش ‪٫‬بو أربعْب سنة كٓب‬
‫يعقب إال ذكران كاحدان كعدة بنات‪ ،‬فأما الذكر فهو‪:‬‬
‫‪ -‬الشي السيد المعروؼ بال اج م مد إبراىيم الدىيبي جدي لوالدتي ولد سنة ‪ٖٔٔٙ‬ىػ‬
‫‪ٜٔٛٛ‬ر‪.‬‬
‫كاف السيد ‪٧‬بمد ُب صباه مدلبلن يهول اللعب كالفركسية مع ذكاء كشجاعة إٔب أف بل‬
‫ا‪٣‬بامسة أك السادسة عشر من عمره‪ ،‬فوقعت فتنة ُب القرية دخل بسببها سجن مدينة حلب‬
‫كحكم عليو بالسجن ‪٤‬بدة ُِ سنة ٍب خفف عنو إٔب ثبلث سنوات ‪٢‬بسن سلوكو ككونو‬
‫متمسكان باآلداب كالعبادات‪ ،‬ك‪٢‬بسن حظو يسر اهلل لو من يعلمو ُب السجن‪ ،‬حيث كاف‬
‫مسجونان معو أحد علماء حلب قيل أنو من آؿ الَبمذم بسبب أمور سياسية‪ ،‬فعلمو خبلؿ ىذه‬
‫السنوات القرآف كالفقو على ا‪٤‬بذىب الشافعي‪ ،‬كعلمو من اآلداب كالتصوؼ كالتاريخ كا‪٢‬بديث‪،‬‬
‫كبعد خركجو من السجن دخل مدينة ‪ٞ‬باة كتعرؼ على بعض مشايخ آؿ الكيبل٘ب كغّبىم‬
‫كأخذ عنهم‪ٍ ،‬ب اصطحبو بعضهم حٌب أكصلوه إٔب قريتو‪.‬‬
‫فدخل قريتو شيخان مبجبلن يزيد احَباـ الناس لو يومان بعد يوـ حٌب أصبح مرجعان مقدمان على الكل‬
‫مقصودان من كل الطبقات‪ ،‬كاف موصوفان با‪٢‬بكمة كالفطنة كالذكاء كالتواضع كا‪٥‬بيبة كالشجاعة‬
‫كقوة التحمل كالصرب كا‪٢‬بلم كأخذ ا‪٤‬بواقف ا‪١‬بريئة كالرأم السديد‪ ،‬كلو مناقب كثّبة‪.‬‬
‫علم كثّبان من شباب القرية القرآف كما ٰبتاجوف إليو من أمور العقائد كالطهارة كالعبادات‪ ،‬كما‬
‫تسلم ا‪٣‬بطابة ُب ا‪٤‬بسجد لفَبة ٍب ‪ٚ‬بلى عنها لغّبه‪.‬‬
‫كمن أخباره‪ :‬أنو قيل لو لو بنيت لنفسك بيتان حديثان ككاسعان فإنك مقصود ككجيو فقاؿ‪:‬‬
‫من أراد زيارٌب فأىبلن كسهبلن‪ ،‬كمن أراد زيارة البيت كا‪١‬بدراف فليقصد البيوت ا‪١‬بميلة كليس‬
‫‪٦‬ببوران أف يأٌب إلينا‪ ،‬ككاف بيتو ال ٱبلو من الزكار كخصوصان أىل قريتو من ‪٨‬بتلف العائبلت‪،‬‬
‫ككانوا يتحدثوف ُب أمور ‪٨‬بتلفة تارة بالسياسة كتارة ُب شؤكف القرية كتارة بأمور الدين فيشرح‬
‫‪٥‬بم آية أك حديثان‪ ،‬ككاف ٰبثهم على التمسك بالعقيدة الصحيحة كتٍنزيو اهلل‪،‬‬

‫‪522‬‬
‫أخربتنا كالدتنا عنو أنو كاف يقوؿ ‪٥‬بم‪ :‬إياكم كاالعتقاد بأف اهلل ُب جهة فوؽ أك ‪ٙ‬بت‬
‫فإف اهلل موجود ببل مكاف كال ٯبرم عليو زماف كال يشبو شيئان من خلقو كال يشبهو شيء‪.‬‬
‫كما أخرب٘ب الصديق ‪٧‬بمد خالد عيد أبو خلدكف‪ :‬أف كىيب عيد ابن ‪٨‬بتار القرية ‪٧‬بمد‬
‫خليل عيد كىو (أم ا‪٤‬بختار شقيق إحدل زكجٍب السيد ‪٧‬بمد ابراىيم) قاؿ‪ :‬صار يَبدد إليو‬
‫بعض ا‪٤‬ببلحدة حٌب شوشوا عقلو بكثرة كبلمهم ُب اإل‪٢‬باد‪ ،‬فلم يلحد لكنو تعب‪ٍ ،‬ب كُب أثناء‬
‫زيارة الشيخ ‪٧‬بمد إٔب قريبو ا‪٤‬بختار قاؿ لو‪ :‬إف سألِب أحد ا‪٤‬ببلحدة (ما اهلل) ماذا أقوؿ لو؟‬
‫فقاؿ لو السيد ‪٧‬بمد قل لو‪ :‬اهلل شيء ال كاألشياء موجود ال كا‪٤‬بوجودات عآب ال كالعلماء‪...‬‬
‫ٍب بْب لو عدة دالئل على كجود اهلل عن طريق العقل كالشرع‪ ،‬كبعد أف فرغ من الكبلـ قاؿ لو‬
‫كىيب عيد‪ :‬أشكرؾ لقد أعجبِب كبلمك فقد أزاؿ عن عقلي ما شوشو بعض ا‪٤‬ببلحدة‪ٍ ،‬ب إف‬
‫كىيب عيد ر‪ٞ‬بو اهلل بْب ‪٥‬بؤالء ا‪٤‬بلحدين عقيدتو كترؾ مواصلتهم‪ ،‬قاؿ ٕب أبو خلدكف‪ :‬أنا‬
‫كنت ُب ذلك اجمللس‪ٍ ،‬ب صار يشيد ُب الشيخ ‪٧‬بمد كعلمو كحكمتو‪.‬‬
‫ككاف ر‪ٞ‬بو اهلل مشهوران بتعبّب الرؤيا ال يعرب رؤيا ألحد إال جاءت كما قاؿ‪ ،‬كقد قص لو‬
‫كالدم مرة رؤيا رءاىا فصارت عيناه تذرؼ بالدمع ٍب قاؿ لو متعجبان‪ :‬أنت يا طو سيخرج من‬
‫صلبك من يصلح اهلل الناس على يديو كيهديهم‪ ،‬ذلك فضل اهلل يؤتيو من يشاء‪.‬‬
‫كاف كثّب القياـ كثّب البكاء ُب خلوتو‪ ،‬كاف يسمع صوت بكائو أحيانان من خارج البيت أثناء‬
‫مناجاتو‪ ،‬توُب ر‪ٞ‬بو اهلل ُب ِْ من ذم ا‪٢‬بجة سنة ُّْٗىػ ٕ كانوف الثا٘ب سنة ُٕٓٗر‪،‬‬
‫تزكج من ا‪٢‬باجة التقية الصابرة الصا‪٢‬بة حفيظة بنت عبد القادر حسن عيد‪ ، ،‬كا‪٢‬باجة الطيبة‬
‫حسنة بنت خليل حسن عيد‪ ،‬كيتصل نسبهما باإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنو عن طريق‬
‫األمهات‪.‬‬
‫أذكر أف من ‪ٝ‬بلة الذين أخذ عنهم ُب شبابو بعد عودتو من ‪ٞ‬باه‪ :‬الشيخ عبد الفتاح الزعيب‬
‫كغّبه من علماء طرابلس‪ ،‬أكالده ا‪٢‬باج إبراىيم أحد أبرز كجهاء العائلة اليوـ كرئيس ‪١‬بنة‬
‫‪ٞ‬بن ا‪٢‬بائز على‬ ‫الصلح ُب قضاء الضنية ا‪٤‬بنية‪ ،‬كحسن‪ ،‬كسعد كىو أصغرىم سنان‪ ،‬كعبد الر م‬
‫اإلجازة ُب اللغة العربية من جامعة األزىر الشريف‪ ،‬لو ديواف شعر كىو مدرس للغة العربية ُب‬
‫السعودية منذ ثبلثْب سنة تقريبان‪ ،‬كأما البنات فهن أديبة‪ ،‬كخدٯبة‪ ،‬كمنّبة‪ ،‬كنزيهة‪ ،‬والسيدة‬
‫الوالدة ال اجة حسنة الدىيػبي بنت الشيخ ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد ابراىيم حفظها اهلل تعأب‪ ،‬عرفت‬
‫الوالدة ٕببها للعلم كالعلماء كالشجاعة كالثبات كالذكاء كالفطانة‪ ،‬تأمر با‪٤‬بعركؼ كتنهى عن‬

‫‪523‬‬
‫ا‪٤‬بنكر كال ‪ٚ‬باؼ ُب اهلل لومة آلئم‪ ،‬تنصر الضعيف كا‪٤‬بظلوـ كتقف ضد الظآب كإف كاف‬
‫كلدىا‪ ،‬كثّبة الر‪ٞ‬بة‪ ،‬غزيرة الدمعة من خشية اهلل‪ ،‬مستجابة الدعوة‪ ،‬كما عرفت بالكرـ‪ ،‬تقوـ‬
‫ٖبدمة الضيوؼ ُب أم كقت كاف ليبلن أك هناران كخصوصان إذا كانوا من ا‪٤‬بشايخ كطلبة العلم‪،‬‬
‫كىي صبورة تتحمل الكثّب من األذل كاآلالـ‪ ،‬كهتتم ألمور ا‪٤‬بسلمْب ك‪ٙ‬بثنا على الصرب كالبذؿ‬
‫في بإذف اهلل‪.‬‬
‫كش ى‬
‫ُب سبيل اهلل‪ ،‬كمن أخبارىا أهنا ما رقت مريضان إال ي‬
‫كمنها أيضان‪ :‬أهنا اجتمعت بسيدنا اإلماـ أ‪ٞ‬بد البدكم يقظةن‪ ،‬ك‪٤‬با كانت تؤدم فريضة‬
‫ا‪٢‬بج طافت حوؿ الكعبة على احململ لضعف ٮبتها ككثرة مرضها‪ ،‬فتمنت أف تطوؼ على‬
‫قدميها‪ ،‬فلما نامت رأت الرسوؿ ُب منامها كأعطاىا حبة دكاء كقاؿ ‪٥‬با ‪:‬سوؼ تطوفْب على‬
‫قدميك‪ ،‬فقامت من نومها نشطة ك‪٤‬با حاف كقت طواؼ اإلفاضة طافت على قدميها من غّب‬
‫أف تشعر بالتعب‪ ،‬كبقيت على ىذا ا‪٢‬باؿ حٌب عادت إٔب بلدىا‪.‬‬
‫كمن أخبارىا‪ :‬أهنا رأت ُب منامها سيدنا ا‪٣‬بضر عليو السبلـ يرقيها‪ ،‬فقامت من النوـ‬
‫ضر قط أصاهبا من قبل‪ ،‬كبقيت على ىذا ا‪٢‬باؿ حٌب ‪ٙ‬بدثت بذلك فعادت‬ ‫كأف ٓب يكن هبا ه‬
‫إليها األمراض ‪،‬كأخبارىا كمآثرىا كثّبة حفظها اهلل تعأب‪.‬‬
‫كأما كالدم ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب فقد توُب بعد االنتهاء من تأليف ىذا الكتاب‪ ،‬ككانت كفاتو‬
‫يوـ ا‪١‬بمعة الساعة التاسعة كالنصف صباحان ُب (ِْ صفر سنة ُِْٕ ىػ ا‪٤‬بوافق ِْ آذار‬
‫سنة ََِٔ ) كدفن ُب يوـ كفاتو بع صبلة العصر ُب ا‪١‬ببانة ا‪١‬بديدة الٍب ال يفصلها عن‬
‫ا‪١‬ببانة القدٲبة إال الطريق‪ ،‬كأما مولده فكاف سنة ُّّٓ ىػ ا‪٤‬بوافق لػ ُُٔٗ ‪ ،‬بعد كفاة كالده‬
‫الشيخ خليل سنة ُِّٗ اعتُب بو باإلضافة إٔب أمو الشيخة ر‪ٞ‬بة ابن عمو الشيخ ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد‬
‫إبراىيم الذم زكجو ابنتو فيما بعد‪ ،‬اشتغل الوالد ر‪ٞ‬بو اهلل بالتجارة ككاف مولعان بالصيد كما تتبع‬
‫أمور السياسة حٌب كثر أصحابو كمعارفو ُب لبناف كسورية كعلى ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بستويات من رؤساء‬
‫‪ٝ‬بهوريات كرؤساء كزارات كغّبىم‪ ،‬ككاف يستغل تلك الصداقات ‪٢‬بل ا‪٤‬بشاكل كقضاء حوائج‬
‫أقاربو كأصحابو كمن يقصده من الناس‪.‬‬
‫كاف ر‪ٞ‬بو اهلل شجاعان مقدامان راميان ال ٱبطئ رميو‪ ،‬يقوؿ عنو أصحابو ٓب يرك أشجع منو‬
‫ككانوا يلقبونو بشيخ الشباب‪ ،‬كمع ذلك كاف ٯبل األكلياء كالعلماء كٰبَبمهم ككانوا يعتنوف بو‬
‫كيلحظونو‪ ،‬كما كاف يزكره عدد من أجبلء ا‪٤‬بشايخ كالشيخ ا‪١‬بليل السيد أ‪ٞ‬بد شاكر الزعيب‬
‫‪ٞ‬بن‬
‫كالشيخ ا‪٤‬بفٍب ‪٧‬بمد هباء أفندم الكيبل٘ب كالشيخ بكار زكريا كمن اجملاذيب كالشيخ عبد الر م‬

‫‪524‬‬
‫الشليب كالشيخ عبد القادر الكنج كالشيخ خضر كالشيخ علي داكد كغّبىم نفعنا اهلل هبم‪،‬‬
‫كبعد كفاة كلده شقيقي ا‪٤‬بهندس ‪٧‬بمد طو سنة ُٖٕٗ صار يبتعد عن الزعماء كالسياسة شيئان‬
‫فشيئان حٌب ترؾ ذلك هنائيان‪ ،‬كُب آخر حياتو ظهرت عليو عبلمات االستقامة كرأل الرسوؿ‬
‫صلى اهلل عليو كسلم ُب منامو أكثر من مرة‪ ،‬كقبل كفاتو بيومْب قاؿ ٓب يبق ٕب من ا‪٢‬بياة إال‬
‫يومان أك يومْب كسأموت بذٕبة قلبية كاهلل أعلم كُب اليوـ التإب حصلت لو ذٕبة قلبية مات هبا‬
‫ات تبشر با‪٣‬بّب منها أنو ‪٤‬با‬
‫بعد ‪٫‬بو بض وع كثبلثْب ساعة تقريبان‪ ،‬كبعد كفاتو ظهرت عليو أمار ه‬
‫كضع ُب قربه تؤلأل كجهو بالنور حٌب أصبح كالشمس تغمده اهلل بواسع ر‪ٞ‬بتو‪.‬‬
‫إخوٌب‪:‬‬
‫موديل ماتت عن عمر أربع سنْب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ك‪٧‬بمد الذم ‪ٚ‬برج من كلية ا‪٥‬بندسة ا‪٤‬بدنية ُب مصر‪ ،‬نشأ ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب على طاعة اهلل‪ ،‬كاف‬ ‫‪‬‬
‫كثّب الصوـ كالصبلة ُب الليل‪،‬ككاف لو التأثّب الكبّب فينا ُب التوجو على طلب العلم كالتمسك‬
‫باألخبلؽ ا‪٤‬برضية‪ ،‬ككاف ‪ٝ‬بيل الصورة حسن األخبلؽ فأحبو الناس فأصبح كجيهان ُب كقت‬
‫مبكر‪ ،‬قلما تعرؼ عليو أحد إال كأحبو سواءن ُب لبناف أك مصر أك اإلمارات العربية أك‬
‫السعودية‪ ،‬كحصلت لو صداقات كثّبة ٕبيث ‪٤‬با يكوف ُب لبناف يأتيو الزكار كل يوـ ككاف كرٲبان‬
‫ٕبيث أف من كاف منهم جائعان أطعمو‪ ،‬كمن كاف منهم ٕباجة إٔب النوـ ناـ عنده‪ ،‬ككل ذلك‬
‫كاف ُب بيت أىلو ‪٩‬با يدؿ على كرـ كالديو‪ ،‬ككاف ‪٩‬بن يزكره بعض أصحابو من الدكؿ العربية‬
‫الٍب كاف يسافر إليها ‪٩‬با يدؿ على أنو كاف ‪٧‬ببوبان كموضع ثقة الناس‪ ،‬ككاف شديد الورع‪،‬‬
‫يزجرىن بشدة‪ ،‬كمن أخباره‪ :‬أنو ‪٤‬با كاف ُب اإلمارات‬
‫َّ‬ ‫راكدتو أكثر من امرأة عن نفسها فكاف‬
‫حد كبّب ٕبيث خاؼ على نفسو‪ ،‬فنذر أف‬ ‫العربية‪ ،‬كُب يوـ من األياـ ثارت عليو شهوتو إٔب و‬
‫يصوـ شهران هلل تعأب تطوعان بنية أف ٰبفظو اهلل من السوء‪ ،‬فرأل ُب منامو أكؿ ليلة من أياـ‬
‫صياـ نذره‪ ،‬أنو ‪٠‬بع ىاتفان يقوؿ لو‪ :‬لقد اىتز عرش الرحػمػم مُف لصنيعك ىذا‪.‬‬
‫مسافر أك ذاىب‬
‫ه‬ ‫ك‪٤‬با أراد السفر إٔب السعودية آخر مرة قاؿ ألمو‪ :‬لو تعلمي إٔب أين أنا‬
‫‪٤‬بنعتِب من السفر كلو كنت سآتيك بكل ماؿ السعودية‪ ،‬فقالت لو‪ :‬إف كاف األمر فيو كل ىذا‬
‫التعب فبل تسافر يا كلدم‪ ،‬كٓب تفطن إٔب ما يقصد‪،‬فقاؿ ‪٥‬با البد من ذلك‪ ،‬فودعها ككدعنا‬
‫على غّب عاداتو السابقة كٓب ننتبو لؤلمر‪ ،‬فسافر كما ىي إال مدة قصّبة كأتانا خرب كفاتو ُب‬
‫حادث سيارة‪ ،‬كذلك ُب ِٓ ‪ٛ‬بوز سنة ُٖٕٗر‪ ،‬ا‪٤‬بوافق ُّٖٗىػ كنقل جثمانو إٔب لبناف‬

‫‪525‬‬
‫عدد‬
‫كدفن ُب قريتو ُب جبانة أجداده ُب ُ آب من نفس السنة‪ ،‬كقد اجتمع أثناء تشييعو ه‬
‫كبّب من الناس ما حصل أف اجتمع ىذا العدد و‬
‫‪٤‬بيت ُب قريتنا مثلو حٌب اآلف‪ ،‬كأما كالدتو‬
‫فكانت سنة ُُّٔ ىػ ا‪٤‬بوافق سنة ُِْٗ ر ‪.‬‬
‫توُب كاف‬
‫تزكج من ىيفاء ا‪٢‬بسن بنت القاضي ا‪٤‬بد٘ب دركيش ا‪٢‬بسن‪ ،‬كرزؽ ببنت كاحدة‪ ،‬ك‪٤‬با ى‬
‫عمرىا سنة‪.‬‬
‫كأـ ‪٧‬بمد لطيفة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كأبو خضر إبراىيم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كأبو ‪٧‬بمد منّب ا‪٤‬بتخرج من كلية اآلداب‪ ،‬كرئيسان ‪٤‬بركز الدفاع ا‪٤‬بد٘ب ُب ا‪٤‬بنية‬ ‫‪‬‬
‫كأبو عمر معْب‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كأبو طو عمر الذم تفرغ للدعوة منذ سنْب عدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كأبو عبد اهلل عبد الرحيم الذم ‪ٚ‬برج من كلية ا‪٥‬بندسة ُب كندا‪،‬كقد قاـ ُب كندا بنشاط عظيم‬ ‫‪‬‬
‫ُب حقل الدعوة ٗبساعدة شقيقو عمر‪ ،‬حٌب كثر عدد الدعاة حولو‪ ،‬كما أسس مركزان للدعوة‬
‫ىناؾ‪ ،‬كبعد عودتو إٔب لبناف بُب مركزان للدعوة ُب قريتو دار عمار ا‪٠‬بيناه (‪٦‬بمع الفرقاف) على‬
‫أرض قدمها شقيقو معْب‪،‬كقد ساىم ُب ٘بهيز ا‪٤‬بركز من أدكات ك و‬
‫أثاث كغّب ذلك ركاد ىذا‬ ‫و‬
‫ا‪٤‬بركز من أىل القرية كغّبىا‪ ،‬كٰبتوم ا‪٤‬بركز على مصلى تقاـ بو صبلة ا‪١‬بمعة كا‪١‬بماعات‪ ،‬كما‬
‫ٰبتوم ا‪٤‬بركز على زاكية أ‪٠‬بيناىا( الزاكية القادرية الرفاعية ) كٰبتول أيضان على قاعة إلحياء‬
‫ا‪٤‬بناسبات الدينية كإلقاء احملاضرات كالندكات‪،‬كإقامة الدكرات الدينية كالثقافية كاالجتماعية‬
‫كالرياضية‪،‬كا‪٤‬بهارات اليدكية‪.‬‬
‫مبلحظة‪ :‬افتتح ىذا ا‪٤‬بركز يوـ السبت ٔ شعباف سنة ُِّْ ىػ ا‪٤‬بوافق ُِ تشرين األكؿ سنة‬
‫ََِِ ر‪ ،‬يعِب أف افتتاحو كاف بعد انتهاء ىذا الكتاب‪.‬‬
‫ٍب أنا العبد الفقّب إٔب ر‪ٞ‬بة مواله‬ ‫‪‬‬
‫كأبو ا‪٢‬بسن علي‪ ،‬كىو أصغرنا سنان‬ ‫‪‬‬
‫ىذا كهلل ا‪٢‬بمد كا‪٤‬بنة كلهم نشأكا على حب الطاعة هلل كطلب العلم‪،‬كىم أصحاب ‪٬‬بوة‬
‫كمركءة‪ ،‬يسارعوف ُب قضاء حوائج الناس كإف كاف ذلك يكلفهم بذؿ األمواؿ‪...‬‬

‫‪526‬‬
‫وأما الشي حسين بن الشي االستاذ م مد الدىيػبي ال عبي ال ي ي‪ ،‬فذريتو تعدؿ‬
‫ث ث أربعاع العائلة الذىبية‪.‬‬
‫أوالده السادة‪:‬‬
‫الشيخ مصطفى – كالشيخ خضر – كالشيخ خليل – كالشيخ خالد‪.‬‬
‫كأشهرىم الشيخ مصطفى الذم استوطن بلدة ا‪٤‬بنية اجملاكرة ُب حارة نيب اهلل يوشع عليو الصبلة‬
‫كالسبلـ‪.‬‬
‫كأما البقية فلم يَبكوا قريتهم إال أهنم انتقلوا إٔب ناحية من القرية تسمى حارة (عْب رىزيٍق) كُب‬
‫األصل عْب زريق‪.‬‬
‫ف ما الشي بضر فأكالده‪ :‬ابراىيم – كعبد الرزاؽ – كمصطفى – كا‪٠‬باعيل كلكل عقب‬
‫كذرية‪.‬‬
‫وأما الشي بليل فأعقب كلدين ٮبا‪ :‬عبد الر م‬
‫‪ٞ‬بن – كالشيخ حسْب‪ ،‬ك‪٥‬بما عقب كذرية‪،‬‬
‫كالشيخ حسْب ىو كالد الشيخ عمر حفظو اهلل الذم ار‪ٙ‬بل إٔب ا‪٤‬بنية كستأٌب تر‪ٝ‬بتو‪.‬‬
‫وأما الشي بالد فأعقب‪ :‬خضر – كأ‪ٞ‬بد – كعبد القادر – ك‪٧‬بمد – كلكل عقب‬
‫كذرية‪.‬‬
‫وأما قيقهم سيدي الشي ال ليل مصطفى بن الشي حسين‪ ،‬فكاف شيخان عظيمان‬
‫تفقو كسلك على يد عمو القطب العارؼ اآلٌب ذكره‪ ،‬كأجازه باإلرشاد كالتسليك‪.‬‬
‫رحل الشيخ مصطفى بأىلو ُب حياة عمو الشيخ أ‪ٞ‬بد إٔب ا‪٤‬بنية كسكن ُب حارة النيب يوشع‬
‫عليو الصبلة كالسبلـ‪ ،‬كصار يقيم حلق العلم كالذكر كيقيم االحتفاالت با‪٤‬بناسبات كذكرل‬
‫ا‪٤‬بولد النبوم الشريف‪ ،‬كما زالت العائلة ‪ٙ‬بتفل هبذه الذكرل حٌب اليوـ ُب دار عمار كا‪٤‬بنية‪.‬‬
‫ككاف الشيخ مصطفى يأكل من عمل يده بزراعة أرضو‪ ،‬كما أعقب ذرية كبّبة عددىا اليوـ‬
‫يساكم عدد أقربائهم ُب دار عمار تقريبان‪،‬ككاف من أىل ا‪٣‬بفاء كمع ذلك فإنو ظهر على يديو‬
‫كرامات عديدة منها‪:‬‬
‫" أنو كاف يومان يعمل ُب أرضو كإذ بعدد من الرجاؿ على خيو‪٥‬بم دخلوا أرضو فسبب ذلك‬
‫إتبلفان لزرعو‪ ،‬فناشدىم أف ٱبرجوا من أرضو أك يكفوا عن اتبلفان الزرع‪ ،‬فتقدـ إليو أحدىم كقاؿ‬
‫لو‪ :‬أتعرؼ من تكلم أنا فبلف (من إحدل قرل الضنية) يكلمو بكربياء كغركر‪ ،‬فقاؿ لو الشيخ‪:‬‬
‫كإف يكن فإنو ال ٯبوز ما تفعلونو‪ ،‬فغضب الرجل كرماه برجلو على األرض‪ ،‬عندىا كجو الشيخ‬

‫‪527‬‬
‫عصاه ‪٫‬بو الرجل كقاؿ لو‪ :‬خذ كحرؾ فمو كأنو يقذفو‪ ،‬فصرخ الرجل من أٓب ُب جسده كُب‬
‫ا‪٢‬باؿ خف عنو األٓب ٍب رحل كىو يضحك استهزاءن‪ ،‬كُب أثناء طريقو عاكده األٓب ٍب صار يزيد‬
‫شيئان فشيئان حٌب كصل إٔب بيتو ُب الضنية كٓب تعد ‪ٙ‬بملو رجبله‪ ،‬فقاؿ ألصحابو‪ :‬لعل ما حل‬
‫يب بسبب إيذائي لذلك الشيخ‪ ،‬فاذىبوا إليو كائتو٘ب بو يرقِب‪ ،‬فعادكا إٔب الشيخ كقد غربت‬
‫الشمس كاستدلوا على بيتو كأخربكه ٗبا حصل‪ ،‬فقاـ الشيخ كمشى معهم خطوات ٍب قاؿ ‪٥‬بم‪:‬‬
‫لن أذىب معكم فقد فات األكاف‪ ،‬كما زالوا يلحوف عليو كىو ال يقبل حٌب كصل ‪ٝ‬باعة من‬
‫أصحاب الرجل كأخربكىم بأف الرجل قد مات‪ ،‬فتعجبوا لذلك كصاركا ينظركف إٔب الشيخ نظر‬
‫إجبلؿ كتعظيم كخوؼ منو كطلبوا منو السماح ألنفسهم فسا‪٧‬بهم كعادكا‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬أنو اجتمع عدد من مشايخ الشماؿ ُب مناسبة ا‪٤‬بولد ُب الساحة الٍب ‪ٙ‬بت‬
‫مسجد النيب يوشع صلى اهلل عليو كسلم‪ ،‬ككاف من بْب ا‪٢‬بضور الشيخ مصطفى كعمو الشيخ‬
‫أ‪ٞ‬بد‪ ،‬فقاؿ الشيخ أ‪ٞ‬بد بعد كبلـ‪ :‬أم سادة أرجو أف ال يتصرؼ أحد منكم بضرب سبلح‬
‫أك دخوؿ نار كغّب ذلك‪ ....‬كلنكتفي بتبلكة شيء من القرآف كالذكر كبعض األناشيد ُب مدح‬
‫النيب صلى اهلل عليو كسلم‪ ...‬كبعد أف بدأكا بالذكر قاـ أحد مشايخ عكار كأخذ السيف‬
‫كضرب بو أحد ا‪٢‬باضرين فانفتح بطنو كظهر منو مصرانو ككقع الرجل على األرض يتخبط‬
‫بدمائو كحاكؿ ذلك الشيخ أف يدرؾ ا‪٤‬بوقف فلم يستطع ذلك‪ ،‬ككاد الرجل أف ٲبوت كأنو ُب‬
‫أنفاسو األخّبة‪ ،‬فصاح الشيخ أ‪ٞ‬بد بابن أخيو‪ :‬أدركو يا شيخ مصطفى‪ ،‬فقاـ إليو الشيخ‬
‫كغطى نفسو كالرجل بعباءتو كبعد ‪٢‬بظات كشف العباءة فقاـ الرجل كقد ‪٢‬بم بطنو بإذف اهلل‬
‫تعأب‪.‬‬
‫ٍب قاـ الشيخ مصطفى كقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬تتحدكننا ُب بيوتنا؟ ٍب أخذ سجادة الصبلة كبسطها على‬
‫كجو ماء العْب الكبّبة ىناؾ‪ ،‬كقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬من كاف منكم يريد التحدم فليصلي على كجو ا‪٤‬باء‬
‫فلم يتقدـ أحد عندىا تقدـ قدس سره كصلى عليها ركعتْب‪ ،‬فأقبل الناس من بينهم ذلك‬
‫الشيخ يعتذركف منو كمن عمو كيقبلوف أيديهما‪ ،‬كلو نفعنا اهلل بو غّب ذلك من الكرامات‪.‬‬

‫أوالده السادة‪:‬‬

‫‪528‬‬
‫الشيخ ‪٧‬بمد – كا‪٠‬باعيل – كعمر – كعباس – كحسْب – ك‪٧‬بمود – كعبد الفتاح – ككلهم‬
‫نشأكا على حب الدين كصلة الرحم‪ ،‬كحصلت ‪٥‬بم كجاىة كما عرفوا بالشجاعة‪ ،‬كلكل منهم‬
‫عقب كذرية‪ ،‬كأشهرىم من حيث ا‪٤‬بشيخة‪:‬‬
‫‪ -‬السيد الشي م مد‪ ،‬تفقو كسلك على يد كالده كأخذ اإلجازة بالطريقة عنو كعن القطب‬
‫ا‪١‬بليل سيدم عبد اهلل الزعيب دفْب حيزكؽ‪ ،‬كالسيد نقيب السادة األشراؼ الشيخ عبد الفتاح‬
‫الزعيب‪ ،‬ككاف الشيخ ‪٧‬بمد على صلة هبما‪.‬‬
‫أحيا الشيخ ‪٧‬بمد الزاكية القادرية با‪٤‬بنية كأصبح مقصودان ٰبضر عنده األكابر أمثاؿ‬
‫الشيخ عبد اهلل كعبد الفتاخ الزعيب كأمثا‪٥‬بما‪ ،‬كسار الشيخ ‪٧‬بمد سّبة أجداده حٌب كفاتو ر‪ٞ‬بو‬
‫اهلل‪ ،‬كأكالده السادة ا‪٤‬بشايخ‪ :‬خضر‪ -‬كعبد الر‪ٞ‬بن‪ -‬كحسن ككلهم أعقبوا‪ ،‬كأشهرىم‪:‬‬
‫‪ -‬سيدي القطب الشي حسن قدس سره‪ ،‬الذم شهد لو عدد من ا‪٤‬بشايخ األجبلء ُب مشاؿ‬
‫لبناف ك‪ٞ‬بص بالوالية كما شهد لو بعض األكابر بالبدلية‪.‬‬
‫اىتم بو كالده فنشأ على حب العبادة كالزىد كعرفو على ا‪٤‬بشايخ كأجازه بالطريقة ٍب صحب‬
‫الشيخ عبد الفتاح الزعيب كما صحب الشيخ أ‪ٞ‬بد شاكر الزعيب كأخذ عنهما كأجازاه ‪ ،‬ككانا‬
‫يزكرانو ُب زاكيتو الٍب أحياىا بعد كفاة كالده‪ ،‬فأخذ عنو ‪ٝ‬باعة كما كاف يسلك ا‪١‬بن أيضان‪،‬‬
‫ككاف أخذه االجازة من السيد عبد الفتاح الزعيب ُب زاكيتو ُب ا‪٤‬بنية ٕبضور ‪ٝ‬باعة من ا‪٤‬بشايخ‪،‬‬
‫كذلك فعل الشيخ أ‪ٞ‬بد شاكر الزعيب حْب أجازه‪ ،‬كما أخذ اإلجازة بالطريقة النقشبندية عن‬
‫الشيخ ذم الفقار ا‪٢‬بسكي دفْب دمشق‪.‬‬
‫ككاف الشيخ حسن شديد التخفي ٕبيث من كاف يراه أك يعاشره ال يظنو من األكلياء مع‬
‫اعتقادىم إنو من أىل الصبلح‪ ،‬أك من الدراكيش‪ ،‬لكثرة تواضعو مع ظهور ا‪٥‬بيبة على كجهو‪،‬‬
‫كمع خفائو فإنو كانت تظهر لو كرامات أماـ الناس عند الضركرة‪.‬‬
‫أخرب٘ب كلده عبد الستار قاؿ‪ :‬كاف كالدم كثّب الذكر كاجملاىدة يستقبل الزكار ُب الليل كالنهار‬
‫كيقوـ ٖبدمتهم‪ ،‬ككاف يقوـ الليل ككنت أراقبو أحيانا ُب الليل فأرل منو أحواالن غريبة كأنو يرل‬
‫أشياءن كأحيانا أ‪٠‬بعو يتكلم كأف عنده أحدان من غّب أف أراه‪ٍ ،‬ب فاضت عيناه بالدمع كقاؿ‪:‬‬
‫كاف كالدم نعمة من اهلل علينا ما عرفنا قيمتو حٌب فقدناه‪ ،‬قاؿ‪ :‬كقد حصلت على يديو‬
‫كرامات كثّبة منها ‪:‬‬

‫‪529‬‬
‫أنو أخذ٘ب مرة معو إٔب مدينة ‪ٞ‬بص بدعوة من بعض مشاٱبها‪ ،‬كقد حضرنا ىناؾ ُب‬
‫بعض الزكايا حلقة ذكر‪ ،‬كُب أثناء ا‪٢‬بضرة حصل لوالدم أحواؿ ظاىرة أثرت ُب ا‪٢‬باضرين‪،‬‬
‫إ‪٢‬باح‬
‫كبعد انتهاء ا‪٢‬بضرة أصر عليو عدد من ا‪٢‬باضرين بأف ٱبربىم ٗبا حصل لو كشاىد كبعد و‬
‫منهم قاؿ ‪٥‬بم‪ :‬لقد حضر معنا أثناء الذكر الشيخ ‪٧‬بمد سليم خلف ا‪٢‬بسيِب النقشبندم قدس‬
‫سره‪ ،‬فقالوا لو‪ :‬إف كاف كما تقوؿ فدلنا على قربه‪ ،‬كالشيخ حسن ٓب يكن زار قربه كال يعرفو‪،‬‬
‫فقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬أنا كربت ُب السن كا‪٤‬بشي يتعبِب‪ ،‬فأصركا عليو فقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬قوموا بنا لنذىب إٔب‬
‫ا‪٤‬بقربة‪ ،‬فلما ساركا صار أسرعهم ُب ا‪٤‬بشي حٌب كصلوا‪ ،‬فوقف على باب ا‪١‬ببانة كنظر قليبلن إٔب‬
‫القبور ٍب قاؿ ‪٥‬بم‪ :‬ذاؾ ىو قرب الشيخ سليم فإذا ىو كما قاؿ‪ ،‬فعظموا أمره كقبلوا يديو‪.‬‬
‫كمنها ما أخرب٘ب بو عدد منهم السيد الوالد قاؿ‪ :‬حصل نزاع بْب آؿ الدىيػيب ُب ا‪٤‬بنية مع‬
‫عدد من العائبلت بسبب بئ ور حفركىا فطلب عائبلت ا‪٤‬بنية منهم أف يردموا البئر‪ ،‬ك‪٤‬با ٓب‬
‫يستجيبوا ‪٥‬بم رفعوا األمر إٔب الدكلة‪ ،‬فأرسلت الدكلة فرقة كبّبة من الشرطة كمعها مدرعات من‬
‫أجل ىذا األمر فأراد عدد من شباف العائلة أف يقوموا بأمر ال ‪ٙ‬بمد عقباه فبل األمر الشيخ‬
‫حسن فنهاىم عن القياـ بأم تصرؼ كقاؿ ‪٥‬بم‪ :‬دعوا األمر ٕب‪ ،‬فقاـ كأخذ معو ابن عمو‬
‫كتلميذه الشيخ عمر حسْب الدىيػيب حٌب كقفا ٘باه الشرطة كىم قادموف كصارا يذكراف اهلل‬
‫كيشّب الشيخ حسن بيده ‪٫‬بوىم كأخذ الشيخ عمر حاؿ عظيم‪ ،‬فلم تعد اآلالت تستطيع‬
‫التقدـ ٍب إف قائد الشرطة أمرىم بالرجوع‪ ،‬كبعد رجوعهم سئل القائد ماذا حصل؟ فقاؿ‪ٓ :‬ب‬
‫تعد اآلالت تستطيع التقدـ كرأيت ناران آتية من ناحية الشيخ ‪٫‬بوم حٌب كادت تصل إٔب‬
‫كجهي‪.‬‬
‫قاؿ كالدم‪ٍ :‬ب بعد ذلك تدخل رئيس الوزراء رشيد كرامي كحل ا‪٤‬بوضوع كًب الصلح بينهم‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬ما حدثُب بو الشيخ عمر شاـ الدين النقشبندم من أىل عكار العتيقة كالبال‬
‫من العمر ‪٫‬بو َُّ سنة كٓب يزؿ حيان‪ ،‬قاؿ‪ :‬اجتمع عندنا ُب بعض الزكايا عدد من ا‪٤‬بشايخ‬
‫منهم الشيخ حسن ٍب بعد انتهاء اجمللس قاـ سائق الباص من غّب استئذاف الشيخ حسن فأدار‬
‫احملرؾ با‪٤‬بفتاح فلم يى يد ٍر‪ ،‬فقاؿ أحد تبلميذ الشيخ للشيخ‪ :‬ا‪٠‬بح لو‪ ،‬فلم يرد الشيخ‪ ،‬كحاكؿ‬
‫السائق عدة مرات كفتح الغطاء لينظر إٔب ا‪٤‬بوتور(احملرؾ) فلم ٯبد عطبلن بو‪ ،‬حٌب قاؿ الشيخ‬
‫لتلميذه‪:‬إذىب أنت كأدر احملرؾ فإنو يدكر ففعل فدار احملرؾ‪ ،‬قاؿ الشيخ عمر شاـ الدين كلو‬
‫غّب ذلك من الكرامات‪ ،‬كقاؿ‪ :‬الشيخ حسن كاف من أكابر األكلياء‪.‬‬

‫‪531‬‬
‫(توُب الشيخ عمر شاـ الدين بعد انتهاء ىذا الكتاب بنحو تسعة أشهر)‬
‫كمن كراماتو العظيمة ما حدثُب بو عدد منهم الشيخ ‪٧‬بمد عبيد كأخي معْب نقبل عن العبلمة‬
‫احملدث السيد الشيخ عبد اهلل ا‪٥‬بررم أهنم ‪٠‬بعوا منو أنو قاؿ‪ :‬الشيخ حسن كاف من األكلياء‬
‫األخفياء ككاف من األبداؿ كلو كرامات منها‪ :‬أنو ‪٤‬با كاف يقرأ التشهد ُب الصبلة حْب يصل‬
‫إٔب" السبلـ عليك أيها النيب كر‪ٞ‬بة اهلل كبركاتو" يسمع رد الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم "‬
‫كعليكم السبلـ كر‪ٞ‬بة اهلل كبركاتو‪.‬‬
‫فالشيخ حسن قدس سره مع علو قدره فإنو كاف من أىل ا‪٣‬بفاء‪ ،‬ككاف أميان‪ ،‬كأذكر اآلف سنده‬
‫بالطريقة القادرية‪:‬‬
‫أبد رحمو ا الطريقة م اإلجازة بها من والده الشي م مد وىو أبذ عن الشي‬
‫عبد ا ال عبي‪ ،‬وعن والده الشي مصطفى عن عمو الشي أحمد الدىيػبي الذىبي عن‬
‫الشي م مد بدر الدين ال عبي‪ ،‬وعن والده الشي األستاذ م مد الدىيػبي ال عبي‬
‫الكي ي عن والده الشي حسين عن والده الشي علي المبروؾ عن والده الشي‬
‫يوسف الناصر عن والده الشي أحمد بالد ال عبي الملقب بالذىبي عن والده القطب‬
‫الكبير م مد بدر الدين عفة ال عبي دفين ال صن‬
‫كما أبذ االجازة عن الشي الكبير أحمد اكر ال عبي‪ ،‬وعن قيب السادة األ راؼ‬
‫الشي عبد الفتاح أفندي ال عبي دفين رابلل الشاـ‪ ،‬وىو أبذ عن والده الشي م مد‬
‫يب عن والده القطب الغوث الشي عبد الفتاح‬ ‫بدر الدين عن والده الشي م مد‬
‫ال عبي األوؿ عن والده الشي م مد أبي علي عن والده الشي علي بكار عن والده‬
‫الشي بكار عن والده السيد م مد بدر الدين أبي عفة دفين حصن األكراد‪.‬‬
‫كما أبذ الشي عبد الفتاح أيضاً عن ابن عمو الشي بكار عن والده الشي عبد الغني‬
‫عن ابن عمو الشي يوسف الناصر عن ابن عمو الشي علي بكار عن عمو الشي أحمد‬
‫الملقب بالذىبي عن والده القطب السيد م مد بدر الدين عفة‪ ،‬عن والده السيد‬
‫م مد أبي بكر عن والده السيد علي ور الدين المقرفص أوؿ من تكنى بال عبي دفين‬
‫حوراف‪ ،‬عن والده السيد م مد عن والده السيد يعقوب عن أبيو السيد م مد عن‬
‫والده السيد يعقوب عن والده السيد أبي بكر عبد الع ي عن والده السيد علي ور الدين‬

‫‪530‬‬
‫الكبير عن والده السيد م مد زين العابدين عن والده السيد أحمد أبي البقاء عن والده‬
‫السيد م مد رؼ الدين عن والده السيد موسى أبي الفتح رؼ الدين عن والده‬
‫السيد م مد مل الدين عن والده السيد علي ور الدين عن عمو السيد بدر الدين‬
‫حسن عن والده السيد م مد مل الدين األك ل عن والده السيد م مد حساـ‬
‫الدين ر ي عن والده السيد م مد أبي بكر ال يالي ال يلي الملقب بالهتاؾ وبالذىبي‬
‫أبي بكر عبد الع ي ال يلي ثم ال يالي‬ ‫عن والده الذىب االبري سيدي الشي‬
‫السن اري عن والده سلطاف األولياء ومعدف األصفياء سيد ا م يى الدين عبد القادر‬
‫ال ي ي رضي ا عنو‪.‬‬
‫يقوؿ سيدم الشيخ ‪٧‬بمد بدر الدين الزعيب دفْب استنبوؿ كالشيخ مصطفى ‪٪‬با مفٌب بّبكت‬
‫سابقا كغّبٮبا‪:‬‬
‫" يطلق على ىذه السلسلة ( السلسلة الذىبية) ألهنا من قطب إٔب قطب كألهنا مأخوذة من‬
‫شيخ عن شيخ كلهم من آؿ البيت األشراؼ حٌب اإلماـ عبد القادر رضي اهلل عنو ككلهم من‬
‫ذريتو"‪.‬‬
‫توُب الشيخ حسن الدىيػيب سنة ُّٖٔ ىػ ُِ نيساف ُٕٔٗر كدفن ٔبوار قبور أىلو‬
‫كجده الشيخ مصطفى ُب ا‪١‬ببانة الٍب ٔبوار مسجد النيب يوشع عليو الصبلة كالسبلـ‪.‬‬
‫‪ -‬كمن تبلميذ الشيخ حسن ابن عمو الشي عمر بن حسين بن بليل بن حسين بن االستاذ‬
‫م مد الدىيبي‪ ،‬كلد سنة ُّّٓىػ ا‪٤‬بوافق ُُٔٗر‪ ،‬كقيل قبل ذلك بسنتْب‪.‬‬
‫سار سّبة شيخو من حيث ا‪٣‬بفاء كالتواضع كاإلنكسار كحبو كإجبللو للعلماء كالسعي ُب‬
‫قضاء حوائج الناس كغّب ذلك‪.‬‬
‫أخذ الشيخ عمر الطريقة ُب شبابو عن الشيخ أ‪ٞ‬بد شاكر الزعيب‪ ،‬كأكصاه الشيخ أ‪ٞ‬بد قدس‬
‫سره بعدة كصايا منها‪ :‬أف ال ٰبلق ‪٢‬بيتو‪ ،‬فلم يعد يأخذ من ‪٢‬بيتو شيئان بعد ذلك‪ٍ ،‬ب صحب‬
‫الشيخ حسن كأخذ عنو الطريقة مع اإلجازة كما أخذىا من الشيخ أ‪ٞ‬بد شاكر‪ ،‬كأنا أخذهتا‬
‫عنو‪.‬‬
‫كما أخذ الطريقة الرفاعية مع اإلجازة هبا من أحد مشايخ آؿ عربس الرفاعي كما أخرب٘ب‬
‫كنسيت اسم ذلك الشيخ‪.‬‬
‫كلقد رأيت الشيخ عمر ٰبل عليو الببلء الكثّب الشديد فلم يتغّب لوف كجهو كٓب يتأكه‪.‬‬

‫‪532‬‬
‫كسألتو مرة من خليفة الشيخ حسن فتبسم كٓب ٯبب‪ٍ ،‬ب سألتو مرة ثانية بعد عدة أشهر‬
‫فتبسم ٍب قاؿ ٕب‪:‬أرسل إٕب الشيخ حسن ليلة كفاتو كحادثُب ٍب أعطا٘ب تاجو (أم عمامتو‬
‫ا‪٣‬بضراء)‬
‫كسئل مرة عن كثرة زيارتو ‪٤‬بقاـ سيدنا النيب يوشع عليو الصبلة كالسبلـ فقاؿ‪ :‬كنت مرة عند‬
‫مقامو فظهر ٕب ُب اليقظة كأمر٘ب باإلكثار من زيارتو‪.‬‬
‫ب عليو‪،‬‬
‫كحاؿ الشيخ عمر غالبا ا‪٥‬بدكء كتراه مستغرقا ُب بعض األحياف القليلة فىػييػ ٍغلى ي‬
‫كما ظهرت على يديو عدة خوارؽ‪ ،‬منها أنو ال يكاد يرقي مريضان إال كيشفى بإذف اهلل تعأب‪.‬‬
‫كمنها‪ :‬ما حدثُب بو أحد أقربائنا الصديق ا‪٢‬باج أشرؼ بن ‪٧‬بمد علي عباس قاؿ‪ :‬كنت‬
‫يومان ُب ‪٦‬بلس عزاء ُب أياـ الشتاء ُب ا‪٤‬بنية عند بعض العائبلت‪ ،‬ككاف ُب اجمللس عدد من‬
‫الوجهاء كالزعماء منهم رئيس الوزراء رشيد كرامي‪ ،‬ككاف من ‪ٝ‬بلة ا‪٢‬باضرين الشيخ عمر‪ٍ ،‬ب‬
‫دخل اجمللس أحد ا‪٤‬بشايخ لو شهرة بْب الناس‪ ،‬ك‪٤‬با قدموا لنا الشام أخذ ذلك الشيخ كأس‬
‫الشام ٍب ألقاه على األرض يريد أف يظهر كرامة بأف يلقي كأس الشام ٍب ال ينكسر كال يراؽ‬
‫الشام الذم بو‪ ،‬كالذم حصل أف الشام ساؿ من القدح كٓب ‪ٙ‬بصل كرامة‪ ،‬عندىا قاـ الشيخ‬
‫عمر الذم ٓب يلتفت إليو الناس بوجود ذلك الشيخ ا‪٤‬بشهور كقاؿ لو‪ :‬تفعل مثل ىذا ٕبضورنا‬
‫ٍب توجو إٔب ا‪٤‬بوقد ا‪٤‬بآلف با‪١‬بمر الكبّب كا‪٢‬بطب الشاعل كصار يأخذ بالنار بيديو فيطفئ‬
‫بعضها بلسانو كبعضها يضعها على عينيو كعلى ثيابو حٌب أدىش ا‪٢‬باضرين فأعتذر ذلك‬
‫الشيخ منو‪ ،‬كعظم أمره ُب أعْب ا‪٢‬باضرين فقاـ بعضهم يقبل يديو‪ ،‬كتواجد بعضهم‪.‬‬
‫قاؿ ا‪٢‬باج أشرؼ‪ :‬كقعت أخٍب أـ أ‪ٞ‬بد مرة فيئًسنا منها كظننا أهنا ‪ٛ‬بوت‪ ،‬فذىبنا إٔب‬
‫الشيخ عمر كأحضرناه فقرأ عليها ‪٫‬بو عشر دقائق فقامت ما هبا علة‪ ،‬ككاف ذلك ُب أياـ‬
‫الشتاء ا‪٤‬باطرة‪ ،‬كبعد أف رقاىا فتح باب البيت كانطلق ككاف ذلك منتصف الليل‪ ،‬فناديناه حٌب‬
‫نوصلو بالسيارة ألف ا‪٤‬بسافة بعيدة كا‪٤‬بطر غزير كىو شيخ كبّب‪ ،‬كخرجنا كراءه فوران فلم ‪٪‬بده ٍب‬
‫ٕبثنا عنو ضمن مسافة كاسعة فلم ‪٪‬بده‪ ،‬كقاؿ شقيق زكج أـ أ‪ٞ‬بد ركبنا سيارتنا من دار عمار‬
‫إٔب مٍنزلو تتفقده على الطريق فلما كصلنا إٔب مٍنزلو كسألنا عنو رأيناه ُب البيت ليس بو بلل كال‬
‫أثر التعب‪ ،‬كقاؿ لنا‪ٓ:‬ب أتعبتم أنفسكم ُب ىذا الليل ا‪٤‬باطر‪ ،‬كما ذيكًىر ٕب عدة خوارؽ مثل‬
‫ىذه‪.‬‬

‫‪533‬‬
‫كمن أعمالو ‪٧‬بافظتو على قياـ الليل منذ شبابو‪ ،‬كتراه ال يفَب لسانو عن ذكر اهلل‪ ،‬كمع ىذا‬
‫كلو فهو غريب ُب أىلو متخفيا مد اهلل ُب عمره كخفف عنو آمْب‪ ،‬كللشيخ عمر شقيق ىو‬
‫الشيخ ‪٧‬بمود كاف قائمان بامور مسجد الضيعة ُب دار عمار‪.‬‬
‫( توُب الشيخ عمر ر‪ٞ‬بو اهلل بعد انتهاء الكتاب يوـ الثبلثاء ِٔ شعباف سنة ُِْْ ىػ ُِ‬
‫تشرين األكؿ سنة ََِّ ر‪ ،‬كدفن ُب اليوـ الثا٘ب ظهران ُب ا‪١‬ببانة الٍب ٔبانب مسجد نيب اهلل‬
‫يوشع عليو السبلـ‪ ،‬كحضر جنازتو حشد كبّب من الناس)‬

‫‪ -‬كابنة الشيخ حسن ال اجة كاملة أخذت عن أبيها ككانت صا‪٢‬بة ظهر على يديها عدة‬
‫خوارؽ منها‪ :‬أنو أصاهبا كرـ ُب رقبتها كقيل ‪٥‬با إنك ‪ٙ‬بتاجْب إٔب عملية فقالت‪ :‬يفعل اهلل ما‬
‫يشاء‪ٍ ،‬ب ُب اليوـ الثا٘ب ظهرت أماـ أىلها ليس ُب رقبتها كرـ كعليها أثر عملية جراحية كأنو‬
‫مر عليها زمن‪ ،‬فقالوا ‪٥‬با‪ :‬كيف ىذا؟ فقالت ‪٥‬بم‪ :‬أتا٘ب ُب منامي الليلة من قاـ بعملية جراحية‬
‫ُب رقبٍب ٍب مسح عليها فالتحم ا‪١‬بلد ٍب استيقظت كقد شفيت‪ ،‬فقالوا ‪٥‬با من الذم أتاؾ؟ فلم‬
‫‪ٚ‬بربىم ر‪ٞ‬بها اهلل تعأب‪ ،‬كزكجها ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد الدىيػيب الذم بُب مسجدان ُب (ٕبنْب) اجملاكرة‬
‫للمنية‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم الشي أحمد بن بضر بن ‪٧‬بمد بن الشيخ مصطفى‪ ،‬كىو ابن شقيق الشيخ‬
‫حسن‪،‬كاف مباركان يقصده ا‪٤‬برضى كأصحاب ا‪٢‬بوائج فتقضى ‪٥‬بم بإذف اهلل تعأب‪.‬‬
‫أحمد السيدة عائشة‪ ،‬كانت صا‪٢‬بة من أىل ا‪٣‬بفاء‪ ،‬ككانت ٘بتمع‬ ‫‪ -‬و قيقة الشي‬
‫باألقطاب االربعة يقظة‪ ،‬ككانت تتحدث عن أمور فتحصل‪ ،‬كماتت مسنة‪ ،‬كالنساء اللواٌب كن‬
‫عند غسلها أخربف بأهنا كانت كعركس تتؤلأل‪ ،‬كدفنت ُب دار عمار‪.‬‬
‫‪ -‬ومنهم الشي حسن بن م مود ابن الشيخ مصطفى‪ ،‬أخذ عن ابن عمو الشيخ حسن ابن‬
‫الشيخ ‪٧‬بمد أيضان‪ ،‬كظهرت عليو أمارات الصبلح ككانت تظهر عليو أحواؿ صادقة ككاف كثّب‬
‫الذكر كالبكاء‪ ،‬كقد بُب مسجدان على أرضو ُب حي آؿ الدىيػيب ككاف ٱبطب فيو ا‪١‬بمعة‪ ،‬ككاف‬
‫ر‪ٞ‬بو اهلل زاىدان يقنع بالقليل‪ ،‬توُب منذ َُ سنوات تقريبان‪ ،‬كحصلت أحواؿ غريبة أثناء مركر‬
‫جنازتو تواجد ‪٥‬با الناس كعلت الصيحات بالبكاء‪.‬‬
‫كمنذ ثبلث أك أربع سنوات بِب ُب حي الدىيبية مسجدان كبّبان أطلق عليو اسم ( مسجد‬
‫سيدم عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب) سعى ُب بنائو عبد الستار ابن الشيخ حسن الدىييب ٗبساعدة‬

‫‪534‬‬
‫صديقو ا‪٢‬باج راشد الطباؿ الطرابلسي موطنان‪( ،‬الذم تربع با‪٤‬باؿ كلو لبناء ا‪٤‬بسجد رجل من‬
‫آؿ العيتا٘ب يدعى السيد زىّب عيتا٘ب كشقيقو السيد كليد‪ ،‬كآؿ عيتا٘ب عائلة عريقة من مدينة‬
‫بّبكت يعود نسبها إٔب سيدنا اإلماـ ا‪٢‬بسن السبط رضي اهلل عتو)‪.‬‬
‫كمن ذرية الشيخ حسْب ابن األستاذ ‪٧‬بمد ‪:‬ا‪٢‬باج أ‪ٞ‬بد بن عمر بن عبد الرزاؽ بن خضر‬
‫ابن الشيخ حسْب ‪ ،‬بُب مسجدان ُب قرية الربج ا‪٤‬ببلصقة لدار عمار‪.‬‬
‫قدمت منذ عدة‬ ‫كا‪٢‬باجة عائشة بنت عبد اهلل بن مصطفى بن خضر ابن الشيخ حسْب‪َّ ،‬‬
‫سنوات أرضها لبناء مسجد عليها‪ ،‬فسعى ُب بنائو زكج ابنتها ا‪٢‬باج مصطفى بن عبد الكر‪ٙ‬ب‬
‫بن ابراىيم بن خضر ابن الشيخ حسْب‪.‬‬
‫قلت‪ :‬بعد الطبعة األكٔب ‪٥‬بذا الكتاب توُب ا‪٢‬باج مصطفى بن يوسف بن ‪٧‬بمود بن الشيخ‬
‫مصطفى فأرادكا دفنو على كالدتو ا‪٢‬باجة حلوـ بنت السيد أ‪ٞ‬بد عبد العزيز الٍب مر على كفاهتا‬
‫‪٫‬بو عشر سنْب فوجدكىا كما ىي ٓب تتغّب عن يوـ دفنها قدس اهلل سرىا‪ ،‬كقربىا ٔبانب قرب‬
‫الشيخ ا‪١‬بليل مصطفى بن الشيخ حسْب الذم مر ذكره‪ ،‬أ خرب٘ب بذلك عدد من األقرباء منهم‬
‫كلد ا‪٢‬باج مصطفى األستاذ فادم كعمو الدكتور توفيق بن يوسف الدىييب‪.‬‬

‫‪535‬‬
‫كمن مشايخ ىذه العائلة‪:‬‬
‫‪ -‬الشي العالم العامل والقطب المر د الكامل ي الس ادة الذىبية القادرية والرفاعي‬
‫البدوي الدسوقي الخلوتي الشاذلي السعدي‪ ...‬الشافعي سيدي أحمد الدىيبي ال عبي‬
‫الملقب بالذىبي ابن األستاذ الشي م مد الدىيبي‪.‬‬
‫نشأ قدس سره على حب العلم كالزىد كالعبادة‪ ،‬سلك على يد كالده‪ٍ ،‬ب ُب أكؿ شبابو‬
‫صحب الشيخ ‪٧‬بمد بدر الدين الزعيب كأخذ منو اإلجازة بالطريقة القادرية‪ٍ ،‬ب ىاجر سائحان‬
‫مدة عشرين سنة فمر ُب عدة ببلد يطلب فيها العلم‪ ،‬كقضى معظم سياحتو ُب مصر كا‪٤‬بغرب‬
‫العريب‪ ،‬فربع ُب الفقو كالتصوؼ كحاز على إجازات عديدة ُب علوـ الشريعة كالطرؽ الصوفية‬
‫كالطب‪ ،‬كُب أياـ سياحتو قاـ بدخوؿ خلوة استغرقت سنة كاملة ال ٱبرج منها‪ ،‬كما كانت لو‬
‫‪٦‬باىدات ال يقوـ هبا إال أشداء الرجاؿ‪.‬‬
‫ٍب بعد عودتو إٔب قريتو دار عمار بُب زاكية ‪٠‬باىا ا‪٤‬بدرسة القادرية كغرفة صغّبة للخلوة‪ ،‬فكاف‬
‫يقيم فيها حلقات التعليم كالذكر‪ ،‬كما بُب صداقات مع عدد من ا‪٤‬بشايخ كالعلماء األجبلء ُب‬
‫سوريا كلبناف ككانوا ٯبلونو كيثنوف عليو ثناءان ‪ٝ‬بيبلن‪ ،‬كمن ىؤالء العلماء العآب الفاضل الشيخ‬
‫‪٧‬بمد ا‪٢‬بمصي القادرم قاؿ فيو ‪٤‬با كقع على شجرة نسب آؿ الدىيػيب الزعيب الكيبل٘ب‪:‬‬
‫" الشيخ ا‪١‬بليل التقي ا‪٤‬ببارؾ فرع الشجرة الزكية‪ ،‬منشئ الطريقة صاحب ا‪٢‬بقيقة السيد الشيخ‬
‫ا‪٢‬باج أ‪ٞ‬بد القادرم ا‪٢‬بسِب الذىيب الزعيب ا‪٤‬بكرـ احملَبـ‪ ،‬فمن عارضو أك جافاه أك أنكره ُب‬
‫طريقتو العلية كونو مرشدان كامبلن كمن الصلحاء ا‪٤‬بتورعْب الكراـ كاف غّب عارؼ ٗبعادف‬
‫الرجاؿ‪ ...‬نفعنا اهلل بربكتو كنفحاتو السنية‪...‬‬
‫كقاؿ فيو السيد الشريف مفٌب بّبكت الشيخ مصطفى ‪٪‬با ا‪٢‬بنفي القادرم قدس سره‪:‬‬
‫بً يسػ ػ ػ ػ ػػمو س ػ ػ ػ ػ ػػنا با‪٤‬بص ػ ػ ػ ػ ػػطفى الع ػ ػ ػ ػ ػػدنا٘ب‬ ‫ق ػ ػ ػ ػػد ج ػ ػ ػ ػػدد ال ػ ػ ػ ػػذىيب خط ػ ػ ػ ػػوط تش ػ ػ ػ ػػرؼ‬
‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ اإلم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ الش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػافعي ببي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا٘ب‬ ‫كغ ػ ػ ػ ػػدا الزم ػ ػ ػ ػػاف لػ ػ ػ ػ ػػو ص ػ ػ ػ ػػفيا طبػ ػ ػ ػ ػػق م ػ ػ ػ ػػا‬
‫شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاعت لنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أحوالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بعيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف‬ ‫ى ػ ػ ػ ػ ػػذا ى ػ ػ ػ ػ ػػو ال ػ ػ ػ ػ ػػذىيب كالش ػ ػ ػ ػ ػػيخ ال ػ ػ ػ ػ ػػذم‬
‫في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو فل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم ٰب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتج إٔب برى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف‬ ‫ىػ ػ ػ ػ ػ ػػذا الػ ػ ػ ػ ػ ػػذم شػ ػ ػ ػ ػ ػػهد الزمػ ػ ػ ػ ػ ػػاف كأىلػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػػا دم ػ ػ ػ ػ ػػت أقػ ػ ػ ػ ػ ػرأ قص ػ ػ ػ ػ ػػة الس ػ ػ ػ ػ ػػفيا٘ب‬ ‫فل ػ ػ ػ ػ ػػو مناق ػ ػ ػ ػ ػػب لس ػ ػ ػ ػ ػػت أنس ػ ػ ػ ػ ػػى نقله ػ ػ ػ ػ ػػا‬

‫‪536‬‬
‫ىذا كقد قاـ السيد أ‪ٞ‬بد بكتابة شجرة نسب العائلة الذىبية الدىيبية ذكر فيها أ‪٠‬باء أجداده‬
‫حٌب زمنو‪ ،‬كأشهد عليها عددان من مشاىّب العلماء األشراؼ آنذاؾ ككقعوا عليها مع ذكر‬
‫ثنائهم على الشيخ كأطلقوا على ىذه الشجرة ( السلسلة الذىبية القادرية)‪ ،‬كىذه ىي أ‪٠‬باؤىم‬
‫‪:‬‬
‫السيد بكار الزعيب ا‪١‬بيبل٘ب دفْب مشحا عكار‬
‫كالسيد عبد اهلل الزعيب دفْب حيزكؽ عكار‬
‫كالسيد عبد الفتاح الطرابلسي الثا٘ب نقيب السادة األشراؼ ُب طرابلس‬
‫كالسيد أ‪ٞ‬بد بن عبد الرزاؽ الزعيب‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد السبسيب‪ ،‬الرفاعي ا‪٢‬بسيِب‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد بن خليل أبو احملاسن القاكقجي‪ ،‬االدريسي ا‪٢‬بسِب ا‪٤‬بشيشي ا‪٤‬بغريب‪ ،‬الطرابلسي‬
‫كالسيد مصطفى الزعيب الكيبل٘ب‬
‫كالسيد إبراىيم أدٮبي ا‪٢‬بسيِب‬
‫كالسيد عبد الر‪ٞ‬بن الشاذٕب ا‪٣‬بلوٌب القادرم‬
‫كالسيد أ‪ٞ‬بد قاسم‪ ،‬خادـ العلم الشريف كشيخ الطرؽ العلية بطرابلس‬
‫كالسيد الفخر دركيش النور خادـ العلم الشريف بطرابلس‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد أمْب السلطا٘ب‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد دركيش ا‪٢‬بسيِب الرفاعي‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد سعيد ا‪٣‬بلوٌب شيخ الطريقة‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد كماؿ الدِّين مطعمو ا‪٣‬بلوٌب‬
‫كالسيد علي رضا السيد‬
‫كالسيد ‪٧‬بمود عبد الدائم خادـ العلم كالطريقة‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد فتح اهلل الزعيب الكيبل٘ب شقيق السيد عبد الفتاح الزعيب الثا٘ب نقيب األشراؼ‬
‫كالسيد عبد الفتاح الزعيب الثا٘ب‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد خليل صادؽ خادـ العلم الشريف ُب طرابلس الشاـ‬
‫كالسيد عمر القاكقجي ا‪٢‬بسِب‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد ا‪٢‬بمصي القادرم خادـ العلم الشريف‬

‫‪537‬‬
‫كالسيد جابر عبد اهلل السيد الشريف خادـ العلم كعميد السادة األشراؼ ٕبوراف من الدكلة‬
‫السورية‬
‫كالسيد مصطفى ‪٪‬با القادرم ا‪٢‬بنفي مفٍب بّبكت آنذاؾ‪.‬‬

‫ذكر بعض أسا يده‬


‫في بعض الطرؽ‬
‫فأما سنده ُب الطريقة القادرية فقد أخذ االجازة هبا عن كالده‪...‬‬
‫كعن الشيخ الكبّب ‪٧‬بمد بدر الدين الزعيب الكيبل٘ب دفْب استنبوؿ‪ ،‬عن كالده‪...‬‬
‫كأخذ الشيخ بدر الدين أيضان عن ابن عمو السيد مسعود الزعيب عن عمو السيد عبد الغِب عن‬
‫كالده السيد بكار الزعيب دفْب مشحا عن كالده السيد ‪٧‬بمد ا‪٤‬بلقب با‪٢‬بكيم دفْب خربة كوشا‬
‫عكار عن كالده السيد بكار عن كالده السيد ‪٧‬بمد بدر الدين أيب شعفة دفْب ا‪٢‬بصن‪ ،‬كقد مر‬
‫معنا إتصاؿ ىذه األسانيد باإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو عند ذكر إسناد الشيخ حسن الدىيػيب‬
‫دفْب ا‪٤‬بنية فلّباجع‪.‬‬
‫كأما إجازتو بالطريقة الرفاعية العلية كسنده فيها‪ ،‬فهو‪:‬‬
‫عن الشيخ السيد عبد القادر أيب رباح الدجا٘ب اال‪ٞ‬بدم الرفاعي‪ ،‬ا‪٣‬بلوٌب القادرم الدسوقي‬
‫خادـ العلم كالطريقة‪ ،‬ككاف ذلك سنة َُِٕىػ‪.‬‬
‫كإف السيد عبد القادر الدجا٘ب أخذ عن ابن عمو الشيخ السيد حسْب سليم الدجا٘ب‬
‫عن السيد حسن الغزإب ا‪٤‬بقداسي عن السيد أ‪ٞ‬بد بن حسْب ا‪١‬بندٕب الرفاعي عن السيد عبد‬
‫الرحيم بن علي الرفاعي عن كالده السيد علي الرفاعي عن السيد أ‪ٞ‬بد ا‪١‬بندٕب الرفاعي عن‬
‫السيد ‪٧‬بمد أيب شعر ا‪١‬بندٕب الرفاعي عن السيد إ‪٠‬باعيل ا‪١‬بندٕب الرفاعي عن السيد عزالدين‬
‫حسن عن السيد صدر الدين الرفاعي عن السيد مشس الدين أ‪ٞ‬بد الرفاعي عن أبيو السيد تاج‬
‫الدين الرفاعي عن السيد مشس الدين بن أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بستعجل بن ‪٧‬بمد الرفاعي عن خالو ابن عم‬
‫أبيو السيد ‪٪‬بم الدين أ‪ٞ‬بد أيب علي الرفاعي عن ابن عمو السيد قطب الدين علي أيب ا‪٢‬بسن‬
‫الرفاعي ابن السيد عبد الرحيم الرفاعي‪ ،‬عن مهذب الدكلة علي ابن السيد سيف الدين عثماف‬
‫الرفاعي‪ ،‬كالسيد مهذب الدكلة أخذ عن سيدنا كقدكتنا اإلماـ تاج األكلياء القطب الغوث‬
‫ا‪١‬بامع أيب العلمْب ‪٧‬بيي الدين أ‪ٞ‬بد الرفاعي الكبّب رضي اهلل عنو‪،‬ابن السيد أيب ا‪٢‬بسن علي‬

‫‪538‬‬
‫الرفاعي ا‪٤‬بكي دفْب بغداد‪ ،‬ابن السيد ٰبٓب نقيب البصرة ابن السيد أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬بهاجر من ا‪٤‬بغرب‪،‬‬
‫ابن السيد أيب حازـ ثابت ابن السيد علي ا‪٢‬بازـ أيب الفوارس ابن السيد أيب علي أ‪ٞ‬بد ا‪٤‬برتضى‬
‫ابن السيد علي أيب الفضائل ابن السيد ا‪٢‬بسن األصغر رفاعة ا‪٥‬بامشي ا‪٤‬بكي نزيل بادية اشبيلية‬
‫با‪٤‬بغرب‪ ،‬ابن السيد أيب رفاعة ا‪٤‬بهدم ابن السيد أيب القاسم ‪٧‬بمد ابن السيد ا‪٢‬بسن أيب موسى‬
‫رئيس بغداد نزيل مكة‪ ،‬ابن السيد ا‪٢‬بسْب عبد الر‪ٞ‬بن الرضي احملدث‪ ،‬ابن السيد أ‪ٞ‬بد الصاّب‬
‫كيقاؿ لو األكرب‪ ،‬ابن السيد موسى الثا٘ب كيقاؿ لو أبو ٰبٓب كأبو سبحة‪ ،‬ابن األمّب السيد أيب‬
‫‪٧‬بمد ابراىيم ا‪٤‬برتضى ابن السيد اإلماـ موسى الكاظم ابن اإلماـ جعفر الصادؽ ابن اإلماـ‬
‫‪٧‬بمد الباقر ابن اإلماـ زين العابدين علي ابن اإلماـ سيدنا أيب عبد اهلل ا‪٢‬بسْب السبط الشهيد‬
‫بكرببلء عليو السبلـ ابن سيدنا أمّب ا‪٤‬بؤمنْب الغالب أيب السبطْب علي الكرار كابن عم ا‪٤‬بختار‬
‫كزكج ابنتو السيدة البتوؿ فاطمة بنت الرسوؿ صلى اهلل عليو كسلم كرضي عنهم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬
‫كإف سيدنا اإلماـ أ‪ٞ‬بد الرفاعي قدس سره العزيز أخذ عن الشيخ علي القارم الواسطي‬
‫عن الشيخ أيب الفضل بن كامخ الواسطي عن الشيخ غبلـ بن تركاف عن الشيخ أيب علي‬
‫الركذبارم عن الشيخ علي العجمي عن الشيخ أيب بكر الشبلي عن الشيخ اإلماـ أيب القاسم‬
‫ا‪١‬بنيد البغدادم عن خالو الشيخ سرم السقطي عن الشيخ أيب ‪٧‬بفوظ معركؼ الكرخي عن‬
‫الشيخ داكد الطائي عن الشيخ حبيب العجمي عن الشيخ اإلماـ أيب سعيد ا‪٢‬بسن البصرم عن‬
‫سيدنا كموالنا أمّب ا‪٤‬بؤمنْب علي كرـ اهلل كجهو كلئلماـ الرفاعي أسانيد غّب ىذه السلسلة‬
‫أيضان‪.‬‬

‫إجازتو بالطريقة البدوية األحمدية وسنده فيها‬


‫فإنو قدس سره أخذىا عن الشيخ إ‪٠‬باعيل ابن الشيخ يوسف نصر الدين‪ ،‬كىو أخذىا‬
‫عن الشيخ ‪٧‬بمد ا‪٥‬ببلؿ ابن الشيخ مصطفى بطيخ عن السيد عبد الكر‪ٙ‬ب بن أ‪ٞ‬بد عن السيد‬
‫‪٧‬بمد بن عبد الكر‪ٙ‬ب عن عمو السيد ‪٧‬بمد بن خلوؼ الشعار عن الشيخ اللوزعي السيد ‪٧‬بمد‬
‫األ‪ٞ‬بدم الطنطاكم عن الشيخ أ‪ٞ‬بد ‪ٞ‬بودة عن عمو الشيخ عبد ا‪٤‬بتعاؿ عن كالده الشيخ عبد‬
‫اجمليد عن كالده الشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب عن كالده الشيخ ‪٧‬بمد عن كالده الشيخ سآب عن كالده‬
‫الشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب عن عمو الشيخ شهاب الدين أ‪ٞ‬بد عن كالده الشيخ ‪٧‬بمد مشس الدين عن‬
‫‪ٞ‬بن عن الشيخ األستاذ الكبّب خليفة اإلماـ البدكم الشيخ عبد العاؿ عن‬
‫كالده الشيخ عبد الر م‬

‫‪539‬‬
‫سيدنا اإلماـ القطب الغوث الغضنفر مرعب األعادم أيب الفتياف صاحب السر كالربىاف شيخ‬
‫العرب ا‪٤‬بلثم العلوم السيد أ‪ٞ‬بد البدكم بن علي بن إبراىيم ا‪٢‬بسيِب رضي اهلل عنو‬
‫كىو قدس سره العزيز أخذ عن الشيخ الرببارم عن الشيخ أيب نعيم عن الشيخ علي‬
‫الواسطي عن الشيخ أيب بكر الشبلي عن اإلماـ شيخ الطائفتْب أيب القاسم ا‪١‬بنيد‬
‫البغدادم‪....‬رضي اهلل عنهم أ‪ٝ‬بعْب‪ ،‬كلئلماـ البدكم أسانيد أخرل غّب ىذا‪ ،‬فهذه بعض‬
‫إجازات السيد أ‪ٞ‬بد الذىيب ذكرهتا للربكة‬

‫من كراماتو‬
‫كأما كراماتو فكثّبة بل بعضها حد التواتر‪ ،‬كشهرتو ُب قريتنا معلومة بذلك ٕبيث إذا ذكر‬
‫ا‪٠‬بو قيل‪ ( :‬الشيخ أ‪ٞ‬بد صاحب الكرامات)‪ ،‬كأحيانان يقاؿ‪ ( :‬الشيخ أ‪ٞ‬بد الذم شق ا‪١‬برس‬
‫كأسقطو على األرض ) كىذه الكرامة من أشهر كراماتو ا‪٤‬بتواترة الٍب ذكرىا ٕب ‪٫‬بو مئة شخص‬
‫رككا ٕب ىذه الكرامة كالدم عن‬
‫من ‪٨‬بتلف العائبلت عن آبائهم أك أصحاهبم‪ ،‬فمن الذين ٍ‬
‫جدم لوالدٌب السيد ‪٧‬بمد إبراىيم عن جده السيد ‪٧‬بمد بن أيب علي إبراىيم‪ ،‬كأيضان‪ :‬عبد‬
‫الستار بن سيدم الشيخ حسن الدىيػيب عن أ‪ٞ‬بد البقار من طرابلس الشاـ قاؿ‪:‬‬
‫" كنت مع الشيخ السيد أ‪ٞ‬بد الذىيب الدىيػيب ر‪ٞ‬بو اهلل مع ‪ٝ‬باعة من الناس قاصدين بلدة‬
‫مرياطة ككاف انطبلقنا من دار عمار كمعنا النوبة‪ ،‬كسبب ذلك أف صديقان للشيخ أ‪ٞ‬بد من‬
‫مرياطة عاد من ا‪٢‬بجاز بعد أداء فريضة ا‪٢‬بج فأراد الشيخ أ‪ٞ‬بد أف ٰبتفل برجوعو‪ ،‬كُب أثناء‬
‫طريقنا ك‪٫‬بن نضرب بالنوبة مررنا بقرية علما‪ ،‬ك‪٤‬با اقَببنا من كنيسة القرية ىناؾ صار ما يسمونو‬
‫بالراىب يدؽ جرس الكنيسة‪ ،‬فأرسل الشيخ أ‪ٞ‬بد أحد أصحابو إليو يطلب منو أف يتوقف عن‬
‫ذلك حٌب ٭بر‪ ،‬فلما كصل إليو الرجل كطلب منو أف يتوقف عن ذلك فبدالن من أف يتوقف‬
‫صار يضرب ا‪١‬برس بسرعة كقوة نكاية هبم‪ ،‬فلما رأل الشيخ ما حصل قرأ على كفو آخر سورة‬
‫ا‪٢‬بشر من قولو تعأب‪ ":‬لو أنزلنا ىذا القرآف على جبل‪ ...‬إٔب آخر السورة‪ٍ ،‬ب أشار بكفو ‪٫‬بو‬
‫ا‪١‬برس فانشق ا‪١‬برس نصفْب ككقع على األرض‪ ،‬عندىا خرج إليو الذم كاف يدؽ ا‪١‬برس مع‬
‫عدد من ‪ٝ‬باعتو كاعتذركا من الشيخ كىم ينادكنو بالقديس‪ ،‬كٓب يزؿ ىناؾ عدد من النصارل‬
‫يركم ىذه القصة كيقولوف‪ ":‬كاف ُب آؿ الدىيػيب رجل من القديسْب‪.‬‬

‫‪541‬‬
‫كمن كراماتو أيضان‪ :‬أف رجبلن من أىل القرية دخل بيت الشيخ ليبلن ًخ ٍل ىسة ليسرقو‪ٕ ،‬بيث‬
‫ٓب يشعر بو أحد‪ ،‬كال الشيخ من حيث العادة‪ ،‬فلما مد يده ألخذ شيء من البيت ‪٠‬بع صوت‬
‫النوبة تضرب فرفع يده فانقطع الصوت‪ ،‬فقاؿ‪ :‬لعلي موىوـ‪ٍ ،‬ب مد يده فسمع الصوت أقول‬
‫من ا‪٤‬برة األكٔب فرفع يده فانقطع الصوت‪ٍ ،‬ب مد يده للمرة الثالثة فسمع الصوت أعلى من‬
‫ا‪٤‬برتْب كرفع يده كٓب ينقطع الصوت ٍب فقد بصره‪ ،‬فناداه الشيخ من داخل غرفتو قائبلن‪:‬‬
‫ٓب تعترب ُب ا‪٤‬برة األكٔب كال الثانية‪ٍ ،‬ب أمره بالتوبة كأخذ عليو العهد بأف ال يعود لذلك كبأف ال‬
‫ٱبرب أحدان ٗبا جرل ُب حياتو‪ ،‬فعاىده الرجل على ما طلب منو كتاب إٔب اهلل‪ ،‬فعاد إليو بصره‬
‫ُب ا‪٢‬باؿ‪ٍ ،‬ب خرج كٓب ٱبرب أحدان بذلك َّإال بعد كفاة الشيخ‪.‬‬
‫كقد حصل للشيخ ‪ٙ‬بد ُب شبابو بدخوؿ التنور ا‪٤‬بسعر بالنار‪ ،‬فدخلو كبقي بو حٌب انطفأت‬
‫النار ٍب خرج من غّب أف ٲبسسو سوء‪.‬‬
‫كمن كراماتو عند كفاتو‪ :‬أنو ‪٤‬با كضع على طاكلة ا‪٤‬بغتسل عفت رائحة طيبة زكية‪ ،‬كصار‬
‫يٍنزؿ من ا‪١‬بو فوقو مثل القطن األخضر‪ ،‬فلما رأل الناس ذلك ‪ٝ‬بعوا ا‪٤‬باء الذم غسل بو‬
‫ككزعوه فيما بينهم‪ ،‬كما تقا‪٠‬بوا ثيابو فيما بينهم‪.‬‬
‫كمن كراماتو‪ :‬أف كثّبان من ا‪٢‬بوائج تقضى بإذف اهلل تعأب بربكة زيارة قربه كذلك ‪٦‬برب كما أخرب‬
‫بو كثّب من أىل القرية‪.‬‬
‫كمن مناقبو‪ :‬أنو تاب على يديو كثّب من العصاة كأصحاب األىواء من ا‪٤‬ببتدعة‪ ،‬ككاف‬
‫ر‪ٞ‬بو اهلل ٰبذر من الغلو ُب الدين كمن كبلـ أىل البدع‪ ،‬فمن ذلك أمره بشطب التحريف‬
‫الذم ُب كتاب مولد العركس مثل قوؿ‪:‬إف اهلل قبض قبضة من نور كجهو كقاؿ ‪٥‬با كو٘ب ‪٧‬بمدان‬
‫فكانت ‪٧‬بمدان" كيعتربه من الغلو ا‪٤‬بخالف ألصوؿ الدين‪ ،‬كغّب ذلك‪.‬‬
‫كمن تبلميذه األجبلء شقيقو الشيخ عمر اآلٌب ذكره‪ ،‬كابن أخيو الشيخ مصطفى دفْب ا‪٤‬بنية‬
‫الذم مر ذكره‪ ،‬كالشيخ عمر بن أ‪ٞ‬بد الصوُب من طرابلس‪ ،‬ككلده الشيخ ‪٧‬بمود‪ ،‬كابن أخيو‬
‫الشيخ خضر بن عمر كغّبىم‪.‬‬
‫توُب رضي اهلل عنو يوـ االثنْب أكؿ شهر رمضاف ا‪٤‬ببارؾ سنة ُُّٗ ىػ َُُٗر عن‬
‫‪٫‬بو تسعْب سنة تقريبان كدفن ُب مقربة دار عمار ٔبانب قرب كالده كشقيقو الشيخ أيب علي‬
‫إبراىيم‪.‬‬

‫‪540‬‬
‫أيذى ِّكر بأف الشيخ أ‪ٞ‬بد كاف بصحبة الشيخ عبد الفتاح الثا٘ب نقيب السادة األشراؼ ُب‬
‫استنبوؿ ‪٤‬با حصلت لو تلك الكرامة ُب مقربة استنبوؿ‪ ،‬كقيل إف الذم كاف بصحبتو ىو الشيخ‬
‫‪٧‬بمد بن أيب علي إبراىيم الذم مر ذكره‪.‬‬
‫ىذا كقد أطلعِب على الوثائق كاإلجازات الٍب تتعلق بالشيخ السيد أ‪ٞ‬بد الذىيب اثناف من‬
‫ذريتو ٮبا‪ :‬مدير مستشفى ا‪٢‬بكومي ُب قضاء الضنية فهد الدىيػيب كشقيقو ‪٧‬بمد من أبناء‬
‫‪٧‬بمود بن أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمود بن الشيخ أ‪ٞ‬بد الذىيب‪ ،‬كٓب يعقب الشيخ أ‪ٞ‬بد إال ذكران كاحدان ىو‪:‬‬
‫الشي السيد م مود الدىيبي‪ :‬كاف ر‪ٞ‬بو اهلل ‪٧‬بمود السّبة تعلم كسلك على كالده‪،‬‬
‫تسلم ا‪٣‬بطابة ُب مسجد الضيعة لفَبة من حياتو‪ ،‬كما علم القرآف لعدد من أبناء القرية‪ ،‬ككاف‬
‫للناس فيو اعتقاد‪ ،‬ككاف لو سر ظاىر ُب أمر االستشفاء يرقي أصحاب األمراض ا‪٤‬بستعصية‬
‫فيربؤف بإذف اهلل‪ ،‬ككاف ُب السنوات األخّبة من عمره كقد ضعفت ٮبتو ٯبلس ‪ٙ‬بت شجرة‬
‫زيتوف ُب أرضو‪ ،‬فكاف يأتيو ا‪٤‬بريض مهما كاف مرضو فيقوؿ لو الشيخ اعطِب كرقة أك كرقٍب‬
‫ماء كاشربو‪ ،‬فيشفى بإذف اهلل‪.‬‬ ‫زيتوف فيكتب عليها ٍب يقوؿ لو اجعلها ُب كأس و‬
‫كمن أخباره ‪:‬أنو اجتمع عدد كبّب من أىل النوبة ُب ساحة التل بطرابلس ٗبناسبة ا‪٤‬بولد‬
‫النبوم ككانوا قد تعاىدكا على أف ال يتصرؼ أحد منهم بشيء من ا‪٣‬بوارؽ‪ ،‬فخالف أحد‬
‫ا‪٤‬بشايخ العهد فقاـ بعمل الدكسة‪ ،‬فبل الشيخ ‪٧‬بمود ا‪٣‬برب ككانت نوبتو آخر النوبات‪ ،‬فأخذ‬
‫ر‪ٞ‬بو اهلل السيف كأمر من معو برفع الثياب عن بطوهنم كصار يضرب الواحد منهم بالسيف ٍب‬
‫ٲبسح مكانو بيده فيلتحم ا‪١‬بلد مع بقاء أثر الضرب‪ ،‬فأقبل الناس ‪٫‬بوه مع ا‪٤‬بشايخ يقبلوف يده‬
‫كيعتذركف عما بدر من ذلك الشيخ‪ ،‬كمن ا‪٤‬بعلوـ أف الشيخ ‪٧‬بمود كاف شديد التخفي كٓب‬
‫يستعمل السيف بالضرب إال تلك ا‪٤‬برة للضركرة ‪٩‬با أهبر الناس كتاب بسبب ذلك عدد من‬
‫الناس كظهر أمره‪.‬‬
‫أخذ عن الشيخ ‪٧‬بمود عدد قليل منهم الشيخ أ‪ٞ‬بد بن حسْب علي عباس الذم حفظ‬
‫القرآف ُب كقت متأخر‪ ،‬ككاف صاحب رأم سديد كما كاف كرٲبان متواضعان شجاعان كصاحب‬
‫دعوة مستجابة‪،‬‬
‫توُب الشيخ ‪٧‬بمود من ‪٫‬بو ٔٔ سنة تقريبان كدفن ُب ا‪١‬ببانة الثانية القريبة من ا‪١‬ببانة‬
‫األكٔب‪.‬‬
‫أعقب الشيخ ‪٧‬بمود كلدين ٮبا السيد عبد السبلـ‪ ،‬كالسيد أ‪ٞ‬بد‪.‬‬

‫‪542‬‬
‫ف ما عبد الس ـ فكاف ‪٧‬بمود السّبة كقد توُب شهيدان بفلسطْب كٓب يعلم لو عقب‪.‬‬
‫وأما السيد أحمد فقد عرؼ با‪٤‬بشيخة كالصبلح‪ ،‬مات شهيدان أيضان أثناء قتالو ضد‬
‫الفرنسيْب‪ ،‬كٓب يعلم ٗبكاف قربه ُب أكؿ األمر‪ٍ ،‬ب بعد سنْب تبْب أف لو مقامان يزار ُب قرية‬
‫حديدة ُب دكلة سوريا‪ ،‬كقد نقل أىل تلك القرية أنو كاف من ا‪٤‬بخطط خلع قربه من أجل شق‬
‫طريق‪ ،‬فلما كصلت ا‪١‬برافة إٔب قربه تعطلت كحاكلوا مرارا كُب كل مرة تتعطل‪ ،‬فحرفوا الطريق‬
‫عنو قليبلن‪ ،‬توُب السيد أ‪ٞ‬بد عن كلدين ٮبا‪ :‬ا‪٢‬باج ‪٧‬بمود ا‪٤‬بلقب باألمّب الذم تؤب أمور الزاكية‬
‫القادرية كالنوبة إٔب حْب كفاتو‪ ،‬كا‪٢‬باج كجيو أحد أعضاء الرابطة الزعبية الذم قلد إليو ا‪٣‬بتم‪،‬‬
‫كأذكر بأف من أبناء ا‪٢‬باج ‪٧‬بمود األمّب األستاذ أ‪ٞ‬بد مدير ا‪٤‬بدرسة الر‪٠‬بية ُب دار عمار ا‪٢‬بائز‬
‫على اإلجازة ُب علوـ التاريخ كا‪١‬بغرافيا‪.‬‬

‫وأما قيقهم الراب فهو الشي السيد عمر الدىيػبي ابن األستاذ الشي م مد‬
‫الدىيػبي ال عبي الذىبي القادري ال ي ي‪.‬‬
‫نشأ ر‪ٞ‬بو اهلل على حب العبادة ككاف زاىدان شجاعان‪ ،‬تعلم كسلك على شقيقو الشيخ‬
‫أ‪ٞ‬بد قدس سره‪ ،‬ككانت تظهر على يده ا‪٣‬بوارؽ من أكؿ شبابو منها‪:‬‬
‫الس ىفٍيػنى ًة من قرل عيوف السمك‪ ،‬فاشتكت إليو‬
‫أنو زار أختو ا‪٤‬بتزكجة من رجل من قرية ٍ‬
‫استهانة بعض أىل القرية هبا كطعنهم ُب صحة نسبها لئلماـ ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪ ،‬فأمرىا أف‬
‫تسعر التنور ٍب استدعى أىل القرية فاجتمعوا ٍب قاؿ ‪٥‬بم‪ :‬سأدخل اآلف ُب التنور فإف كنت‬
‫منسوبا للشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب فلن ‪ٙ‬برقُب النار كإف كنت كاذبان أحرقتِب‪ ،‬فدخل ر‪ٞ‬بو اهلل‬
‫ُب التنور فلم ‪ٙ‬برقو النار‪ٍ ،‬ب خرج منو كأمر أختو أف تدخل التنور ففعلت فلم ‪ٙ‬برقها النار‪،‬‬
‫فدىشوا من تصرفو كعظموا قدره‪ ،‬كصاركا يعاملوف أختو بالتبجيل كاالحَباـ حٌب ماتت ر‪ٞ‬بها‬
‫اهلل تعأب‬
‫كمنها‪ :‬أنو ذىب إٔب قرية إيعاؿ من أجل العمل كُب أثناء الراحة أخذ يتحدث مع بعض‬
‫أىل القرية كالعماؿ داخل القلعة كمن ‪ٝ‬بلة الكبلـ الذم دار بينهم‪ ،‬أهنم سألوه عن أصلو‬
‫فأخربىم بأنو من آؿ البيت من أبناء ا‪٤‬بشايخ‪ ،‬فقالوا لو إف كنت شيخا كمن أبناء ا‪٤‬بشايخ فاقفز‬
‫عن سور القلعة حٌب نصدقك‪ ،‬ككاف شقيقو الشيخ أ‪ٞ‬بد أكصاه إف ‪ٙ‬بداؾ أحد فبل تقبل كال‬
‫تتصرؼ بشيء‪ ،‬فاعتذر ‪٥‬بم ألجل كصية أخيو‪ ،‬فصاركا يتهمونو باالدعاء كالكذب‪ ،‬فأخذه‬

‫‪543‬‬
‫ا‪٢‬بماس ٍب صعد سور القلعة أمامهم كصاح‪ -‬اهلل فطار عن سور القلعة مسافة ٍب ىبط على‬
‫األرض سليمان‪ ،‬فلحقوا بو كقبلوا يديو كىم يبكوف كيعتذركف لو لسوء ظنهم‪ ،‬ك‪٤‬با حصل ذلك‬
‫صاح الشيخ أ‪ٞ‬بد من بيتو ‪-‬اهلل‪ٍ -‬ب قاؿ‪ :‬لقد فعلها كقد أكصيتو بأف ال يفعل‪ ،‬فقالت لو‬
‫زكجتو ‪ :‬عما تتكلم فأخربىا‪،‬‬
‫ك‪٤‬با عاد الشيخ عمر إٔب بيتو ُب دار عمار كدخل على أخيو كشيخو‪ ،‬بادره الشيخ أ‪ٞ‬بد‬
‫بالكبلـ عن طريق الكشف كالمو على ما فعلو‪ ،‬قاؿ لو‪ :‬أٓب أنصحك بالتخفي كالكتماف‬
‫كبعدـ كشف سرؾ‪ ،‬كالشيخ عمر بْب يديو متواضعان مستمعان نادمان‪ٍ ،‬ب ٓب ٲبضى إال يوـ كقيل‬
‫أياـ كقد مات‪ ،‬توُب الشيخ عمر ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب شابان تاركان زكجتو ككلده الوحيد‪:‬‬
‫السيد بضر بن عمر الدىيػبي الشافعي القادري‬ ‫العالم العارؼ با‬ ‫الشي‬
‫الشاذلي‪ ...‬تعلم ُب صغره أمور الدين الضركرية على يد كالده‪ ،‬كبعد كفاة كالده ككاف ُب سن‬
‫الفتوة صار يعمل ُب زراعة ا‪٢‬بقوؿ عند بعض أقربائو لينفق على نفسو كأمو‪ ،‬ككانوا يقسوف عليو‬
‫ُب العمل فيصرب كيتحمل‪ ،‬كبعد فَبة ليست طويلة كُب ليلة من الليإب حصل لو حاؿ عظيم‪،‬‬
‫فخرج من البيت ىائمان سائحان من غّب أف يعرؼ أحد ٕبالو كإٔب أم كجهة ذىب‪ ،‬كاختفي‬
‫ؼ أحي ىو أـ ميت‪.‬‬ ‫أمره ال أحد يعرؼ عنو شيئان مدة ‪ٟ‬بس كعشرين سنة‪ ،‬ال يػي ٍعىر ي‬
‫كبعد ىذه ا‪٤‬بدة سافر عدد من أقربائو إٔب ا‪٢‬بجاز ألداء فريضة ا‪٢‬بج‪ ،‬فالتقوا بو ُب مكة‬
‫ا‪٤‬بكرمة مع عدد من أصحابو من ا‪٤‬بغرب العريب‪ُ ،‬ب أكؿ األمر‪ ،‬كٓب يعرفوه‪ ،‬كالذم حصل أهنم‬
‫اجتمعوا بعدد من أىل ا‪٤‬بغرب كالشيخ خضر من بينهم‪ ،‬فصار كل كاحد منهم يعرؼ عن‬
‫نفسو فلما عرؼ عن نفسو عرفوه‬
‫ٓب يعرفوه ُب أكؿ األمر ألسباب ىي غيابو عنهم ىذه ا‪٤‬بدة الطويلة‪ ،‬ككونو يتكلم باللهجة‬
‫ا‪٤‬بغربية‪ ،‬كالسبب الثالث طوؿ ‪٢‬بيتو كطوؿ شعر رأسو الذم يصل إٔب منكبيو‪ ،‬كالسبب الرابع‬
‫أنو يرتدم زم أىل ا‪٤‬بغرب ككوف ثيابو بذلة عليو سيمة أىل ا‪٤‬بعرفة الذين طلقوا الدنيا‪ ،‬كقيل قد‬
‫عرفو بعض أقربائو ‪٤‬با نظر إليو ٍب تأكد أنو ىو بعد أف كلمو‪.‬‬
‫ٍب بعد أف تعرفوا عليو طلبوا منو أف يعود معهم بإ‪٢‬باح ُب الوقت الذم يطلب فيو أصدقاؤه‬
‫ا‪٤‬بغاربة أف يعود معهم‪ ،‬كبعد أف استغرؽ قليبلن قاؿ‪ :‬أخذت قرارم ُب الرجوع إٔب بلدم‪ ،‬كبعد‬
‫انتهاء فريضة ا‪٢‬بج كزيارة النيب صلى اهلل عليو كسلم كدع أصحابو ا‪٤‬بغاربة كدموعهم تذرؼ‪.‬‬

‫‪544‬‬
‫ك‪٤‬با كصل إٔب قريتو استقبلو أىل القرية بالَبحاب مع دىشة كاستغراب حيث كانوا قطعوا‬
‫األمل منو‪ ،‬ك‪٤‬با اجتمع بأىلو سألوه عن قصتو فأخربىم ٗبا حصل لو عند خركجو من بيتو‪ ،‬كأنو‬
‫جاؿ أثناء سياحتو الكثّب من الدكؿ اإلسبلمية أٮبها مصر كا‪٤‬بغرب‪ ،‬إال أنو قضى أكثر ىذه‬
‫ا‪٤‬بدة ُب ا‪٤‬بغرب‪ ،‬كأنو تعرؼ على الكثّب من العلماء كالصلحاء‪ ،‬كأنو تلقى العلوـ الشرعية كتفقو‬
‫على ا‪٤‬بذىب الشافعي‪ ،‬كأنو أخذ التصوؼ عن عدد من ا‪٤‬بشايخ كعدة طرؽ أبرزىا القادرية‪،‬‬
‫ىذه القصة ركاىا أكثر من كاحد منهم كلده ا‪٢‬باج ىاشم الدىيػيب الذم ٓب يزؿ حيان‪ ،‬ككالدم‬
‫أيضان‪.‬‬
‫كمن أخباره أنو كاف كثّب التجواؿ على قدميو أياـ سياحتو كبعد عودتو أيضان‪ ،‬يزكر الناس‬
‫ُب بيوهتم كيعظهم ككاف كثّب األمر با‪٤‬بعركؼ كالنهي عن ا‪٤‬بنكر‪ ،‬ككاف أكثر هنيو عن الكفر‬
‫عافانا اهلل منو‪ ،‬أخرب٘ب كالدم ككالدٌب كخإب ككلد الشيخ خضر ا‪٢‬باج ىاشم كغّبىم‪ :‬أنو كاف‬
‫إذا ‪٠‬بع من أحد لفظان كفريان تتغّب أحوالو كيتقدـ إٔب الذم كفر كيضربو بالعصا الٍب كاف‬
‫ٰبملها‪ ،‬كإذا ىرب منو ‪٢‬بقو حٌب يصل إليو فإما أف يضربو أك يزجره بشدة كيقوؿ لو تشهد‪ ،‬كال‬
‫يهاب من صدر منو كفر أك معصية كائنان من كاف‪.‬‬
‫أخرب٘ب أخي معْب عن ا‪٢‬باج ىاشم بن الشيخ خضر‪ :‬أف أباه تزكج من الست فاطمة ككانوا‬
‫ينادكهنا فطوـ حسن األجركدم كتكُب ىذه العائلة اآلف ( بآؿ رٲبة ) من بلدة ا‪٤‬بنية‪.‬‬
‫كقاؿ‪ :‬كاف زاىدان كبّبان كثّب الذكر كالعبادة كثّب التجواؿ مسارعان ُب قضاء حوائج الناس‪،‬‬
‫يصل أقرباءه كأصحابو متواضعان ذا ىيبة ككقار‪ ،‬شديد الغضب إذا رأل منكران‪ٰ ،‬بث على طلب‬
‫العلم كالعبادة كأكصافو ىذه ذكرىا عدد من الناس‪ ،‬كما ذيكًىر ٕب الكثّب من كراماتو‪ ،‬منها ما‬
‫حدثِب بو خاؿ كالدٌب ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد سعيد بن عبد القادر حسن عيد‪ ،‬قاؿ‪:‬‬
‫" لسعتِب عقرب فحصل ٕب من ذلك أٓب شديد‪ ،‬فخطر ببإب الشيخ خضر لو أنو يأتيِب ككنت‬
‫أماـ بيٍب‪ ،‬كإ ٍذ بالشيخ خضر قد أتى ُب ا‪٢‬باؿ‪ ،‬فقلت لو لسعتِب عقرب كإ٘ب أشعر بأٓب شديد‬
‫فلو ترقيِب‪ ،‬فقاؿ ٕب الشيخ خضر‪ :‬افتح فمك‪ ،‬ففتحتو فتفل فيو‪ ،‬فذىب عِب األٓب ُب ا‪٢‬باؿ‪.‬‬
‫كحدثِب زكج خالٍب ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد علي عباس أنو حصل مثل ىذا ‪ٛ‬باما مع صديقي ا‪٢‬باج‬
‫خليل العَب أثناء العمل ٕبضورم كحضور ‪ٝ‬باعة من العماؿ‪.‬‬
‫كحدثتِب خالٍب ا‪٢‬باجة خدٯبة زكجة ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد علي عباس‪ ،‬أنو حل على أىل القرية‬
‫كباء مات بو عدد من الناس لعلو الطاعوف‪ ،‬كمن ‪ٝ‬بلة من حل بو ىذا الوباء زكجي‪ ،‬كقطعوا‬

‫‪545‬‬
‫منو األمل‪ ،‬فخطر ببا‪٥‬بم الشيخ خضر ُب الوقت الذم كاف فيو زكجي كأنو ُب سكرات‬
‫ا‪٤‬بوت‪ٍ ،‬ب أرسلوا ُب طلبو‪ ،‬فلما حضر كضع يده عليو كقرأ ساعة من الزمن‪ ،‬فما إف انتهى من‬
‫القراءة حٌب قاـ ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد علي ليس بو علة‪ٍ ،‬ب أخرب٘ب هبذه القصة ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد علي بنفسو‪،‬‬
‫ىذه القصة حصلت قبل زكاجو من خالٍب بزمن‪.‬‬
‫كمنها أيضان ما أخرب٘ب بو ا‪٢‬باج ناجي ا‪٤‬بصرم قاؿ‪ :‬كاف الشيخ خضر مرة على الطريق‬
‫ُب ‪٧‬بلة من طرابلس يريد أف يركب ُب سيارة‪ ،‬فمر من أمامو باص ٍب توقف الباص ليحمل معو‬
‫بعض الركاب‪ ،‬ك‪٤‬با أراد الشيخ خضر أف يصعد الباص قاؿ لو السائق أنت ال تصعد‪ ،‬ظنان منو‬
‫أنو ال يستطيع دفع األجرة‪ ،‬فنىزؿ الشيخ ككضع يده على الباص فتعطل الباص‪ ،‬كحاكؿ السائق‬
‫ُب الباص فلم يتحرؾ‪ ،‬فتذكر ما فعلو مع الشيخ كقاؿ لعلو بسبب ذلك كلعل الشيخ من أىل‬
‫اهلل كأنا ٓب أنتبو‪ ،‬فنىزؿ السائق كنظر فرأل الشيخ مكانو فاعتذر منو كقاؿ لو‪:‬أنقلك إٔب أم‬
‫مكاف تريد‪ ،‬فقاؿ لو الشيخ‪ :‬إصعد إليو كحرؾ ا‪٤‬بوتور با‪٤‬بفتاح ففعل السائق ذلك‪ ،‬ككضع‬
‫الشيخ يده على الباص فتحرؾ‪ٍ ،‬ب نقلو السائق إٔب حيث أراد‪.‬‬
‫كأخرب٘ب أيضان‪ :‬أف الشيخ خضر مر ببعض أصدقائو ككاف بيده خركؼ يسلخو‪ ،‬فقاؿ الرجل‬
‫ابق معي حٌب نأكل سويان‪ ،‬كبعد ‪٢‬بظات قاؿ لو ‪٩‬بازحان‪ :‬غّبت رأيي ‪ ،‬فأنت ال تأكل‬ ‫للشيخ ى‬
‫أكوؿ‪ ،‬كمن ا‪٤‬بعركؼ أف الشيخ خضر كاف رجبلن‬ ‫رجل ه‬‫إال بضع لقيمات أنا أريد أف يأكل معي ه‬
‫‪٫‬بيبلن قليل الطعاـ‪ ،‬فقاؿ لو‪ :‬أنا إذا أردت أف آكل ا‪٣‬بركؼ كلو أكلتو‪ ،‬فضحك الرجل كقاؿ‬
‫لو‪ :‬أنت ‪ٛ‬بزح‪ ،‬فقاؿ الشيخ أنا ال أمزح‪ ،‬فقاؿ لو الرجل‪ :‬كلو إذان‪ ،‬فقاؿ لو الشيخ‪ :‬قطعو ٕب‪،‬‬
‫فصار الرجل يقطعو كالشيخ يأكل حٌب أكلو كلو‪ ،‬فتعجب الرجل منو‪ٍ ،‬ب قاؿ لو الشيخ كبلمان‬
‫معناه أنو من أىل التصريف‪ ،‬فازداد احَباـ الرجل لو‪.‬‬
‫ك‪٠‬بعت غّب ىذا من كراماتو تركت ذكرىا خشية اإلطالة‪ ،‬قدس سره العزيز كنفعنا اهلل بو‪.‬‬
‫سكن الشيخ خضر بعد رجوعو من ا‪٢‬بجاز ُب قريتو لفَبة‪ٍ ،‬ب انتقل إٔب مدينة ا‪٤‬بيناء ُب‬
‫طرابلس كاستوطنها حٌب كفاتو هبا عن عمر تسعْب سنة تقريبان سنة ُّٕٓىػ ُّٖٗر كدفن ُب‬
‫جبانة ا‪٤‬بيناء ٔبانب جامع سيدنا عثماف بن عفاف رضي اهلل عنو‪ ،‬قلت كمن مشايخ السيد‬
‫خضر عمو الشيخ أ‪ٞ‬بد الدىيػيب الذىيب قدس سره‪.‬‬

‫أوالده‪:‬‬

‫‪546‬‬
‫أعقب الشيخ خضر ثبلثة ذكور كىم السادة‪ :‬عمر‪ -‬ك‪٧‬بمد‪ -‬كىاشم‪ ،‬كلكل منهم‬
‫عقب‪.‬‬
‫فأما ا‪٢‬باج عمر ابن الشيخ خضر فإنو استوطن مدينة جده ُب السعودية‪ ،‬كسبب ذلك‪:‬‬
‫أنو تعرض لو بعض قطاع الطريق فدافع عن نفسو فقتل منهم اثناف كاستطاع الفرار من الباقي‪،‬‬
‫فأخفاه كالده ‪٤‬بدة ٍب سافر بو إٔب ا‪٢‬بجاز سّبان على األقداـ كتركو ىناؾ‪ٍ ،‬ب عاد الشيخ خضر‬
‫إٔب بلده‪ ،‬كيسر اهلل للحاج عمر أسباب الرزؽ حٌب أصبح ثريان‪ٍ ،‬ب أصيب بالشلل بعد أف‬
‫أعقب ذكرين ٮبا‪ :‬سعود‪-‬كزىّب‪-‬كبنت‪.‬‬
‫حصلت للحاج عمر كجاىة ُب مدينة جدة‪ ،‬كعرؼ بالكرـ ككونو من األشراؼ كما زار‬
‫بلده لبناف بعد أف أصيب بالشلل فاستقبلو أىل قريتو من ‪٨‬بتلف العائبلت استقباالن حافبلن‪ ،‬ك‪٤‬با‬
‫رأل مسجد الضيعة القد‪ٙ‬ب الذم تركو عندما ىاجر ٓب يعد يسع إال القليل‪ ،‬تربع ٗببل كبّب من‬
‫ا‪٤‬باؿ لبناء مسجد كبّب مكاف ا‪٤‬بسجد القد‪ٙ‬ب‪ ،‬فعيمر ا‪٤‬بسجد بإشراؼ عمي رئيس البلدية‬
‫إبراىيم بن الشيخ خليل‪ ،‬كما تربع أيضان ٗببل آخر لبناء مسجد آخر‪ ،‬سلمو للحاج ‪٧‬بمود‬
‫ا‪١‬بندم‪ ،‬فوضع ا‪٢‬باج ‪٧‬بمود ا‪٤‬باؿ ُب ‪٧‬بلو حيث بُب ا‪٤‬بسجد الثا٘ب ُب حي البساتْب على‬
‫أرض قدمها ا‪٢‬باج أ‪ٞ‬بد بن حسْب ‪٫‬بلة‪ ،‬ك‪٤‬با ٓب يكف ا‪٤‬باؿ أكمل ا‪٢‬باج ‪٧‬بمود بناء ا‪٤‬بسجد‬
‫منو كمن تربعات احملسنْب‪ ،‬كما تربع ٗببل ليوزع على الفقراء كاحملتاجْب‪ٍ ،‬ب كدع أىل القرية‬
‫كعاد إٔب جدة كبقي هبا حٌب كفاتو‪ ،‬كشقيقو ا‪٢‬باج ‪٧‬بمد استوطن جدة أيضان كتوُب هبا‪ ،‬كأما‬
‫ا‪٢‬باج ىاشم فلم يزؿ حيان كىو مستوطن ُب مدينة ميناء طرابلس كٓب تزؿ ذرية ا‪٢‬باج عمر‬
‫كشقيقو ُب جدة حٌب اآلف‪.‬‬

‫كقد قاـ بتوسعة ا‪٤‬بسجد للمرة الثالثة منذ سنوات قليلة ابن عمي ا‪٢‬باج الشاب خالد‬
‫إبراىيم الدىيػيب كىو اآلف يقوـ برعاية ا‪٤‬بسجد كشؤكنو مع شقيقو السيد عبد القادر‪.‬‬
‫ك‪٤‬با كثر عدد عائلة آؿ الدىيػيب قمت مع ابن عمي ا‪٢‬باج أمْب بن ‪٧‬بمد علي ابن‬
‫الشيخ خليل بكتابة شجرة نسب جديدة أضفنا إليها أ‪٠‬باء العائلة حٌب عاـ َُْٓىػ‬
‫ُٖٓٗر‪ ،‬كىي اآلف ٕبوزة ابن عمي ا‪٤‬بذكور‪.‬‬
‫كإف شقيق بن عمي األكرب ا‪٢‬باج أ‪ٞ‬بد سآب الدىيػيب اشَبل أرضان منذ سنتْب كقدمها‬
‫جبانة جديدة ألىل القرية‪ ،‬عندما رأل جبانات القرية الثبلث قد ضاقت‪ ،‬كأكؿ من دفن هبا‬

‫‪547‬‬
‫كالدتو ا‪٢‬باجة نظمية‪ ،‬توُب ا‪٢‬باج أ‪ٞ‬بد سآب ُب [َِ نيساف سنة ََِٕر] بعد الطبعة األكٔب‬
‫‪٥‬بذا الكتاب‪.‬‬
‫ىذا كإف بقية عائبلت دار عمار يغلب عليهم ا‪٤‬بيل للدين كاألخبلؽ‪ ،‬كىناؾ ترابط‬
‫بينهم بسبب التزاكج فيما بينهم‪ ،‬يواسوف بعضهم ُب النكبات كاألحزاف‪ ،‬كىذه الصفات كانت‬
‫أكثر ظهوران ُب ما مضى‪ ،‬إال أهنا ٓب تفقد بعد هنائيان‪.‬‬

‫‪548‬‬
549
551
550
552
‫وفي قرية تل كل السورية‬
‫‪ٝ‬باعة من زعبية ا‪٢‬بصن‪ ،‬ظهر فيهم عدد‬
‫من ا‪٤‬بشايخ كالوجهاء يعرؼ منهم السادة‪:‬‬
‫الشيخ مصطفى عبيد الزعيب‪.‬‬
‫كالشيخ عبد القادر عبيد (الزعيب)‪.‬‬
‫كالشيخ مهراف الزعيب‪.‬‬
‫كالشيخ سعيد مهراف الزعيب‪.‬‬
‫كالشيخ عبد الرحيم الزعيب‪.‬‬
‫كالشيخ عبد القادر بن عبد الرحيم الزعيب ٓب يزؿ حيان‪.‬‬
‫كالشيخ طاىر الزعيب بن ‪٧‬بمد بن خضر بن ‪٧‬بمد بن خلف بن حسْب بن ‪٧‬بمد بن أ‪ٞ‬بد‬
‫خالد الزعيب ا‪٤‬بلقب بالذىيب ابن السيد ‪٧‬بمد بدر الدين شعفة دفْب ا‪٢‬بصن‪ ،‬كٓب يزؿ حيان‪.‬‬
‫أخرب٘ب ابن عمنا األخ ‪٧‬بمد ناجي الزعيب بن الشيخ طاىر قاؿ‪:‬‬
‫" إف كالده الشيخ طاىر سعى ُب بناء ‪٫‬بو َُ مساجد‪ ،‬كلو كلمة نافذة كمسموعة مقصود‬
‫فًب عدة بْب العائبلت كالعشائر ُب القرل اللبنانية اجملاكرة للحدكد‬ ‫كما أزيلت على يديو ٍ‬
‫السورية‪ ،‬كداخل سوريا‪ٰ ،‬بب الصلح بْب الناس كيسعى لو كما أخرب٘ب كلده عن بعض‬
‫الكرامات ا‪٢‬باصلة على يد ا‪٤‬بشايخ الزعبية ُب تل كلخ‪ ،‬كعن بعض كجهائهم مثل نورس الزعيب‬
‫كعبد الر‪ٞ‬بن الزعيب كغّبٮبا‪.‬‬
‫ك‪٩‬بن أعرفهم ُب طرابلس كأصلهم من تل كلخ عدد مر ذكر بعضهم‪ ،‬كمنهم السيد ‪٧‬بمد‬
‫ياسر بن أ‪ٞ‬بد بن ياسْب بن أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد بن خلف بن حسْب بن ‪٧‬بمد ابن السيد أ‪ٞ‬بد‬
‫خالد الزعيب ا‪٤‬بلقب بالذىيب‪...‬‬
‫كقد أعقب السيد ‪٧‬بمد ياسر‪ :‬السيد ‪٧‬بمود‪ ،‬كخالد‪ ،‬كعبلء‪ ،‬كأ‪ٞ‬بد كىو أكربىم سنان‪ ،‬كعدة‬
‫بنات‪.‬‬
‫وفي العراؽ‬
‫من ذرية السيد أيب بكر عبد العزيز عدة عشائر تفرعت منها عائبلت كثّبة بأ‪٠‬باء‬
‫‪٨‬بتلفة‪ ،‬كٓب تزؿ نقابة األشراؼ ُب بغداد ُب ذريتو منذ أسست‪ ،‬إال مرة أك مرتْب‪ ،‬قد ذكر‬

‫‪553‬‬
‫الشيخ يونس بن إبراىيم السامرائي ُب كتابو (الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو) عددان‬
‫من الذين تولو نقابة األشراؼ ُب بغداد منهم‪:‬‬
‫الشي زين الدين بن ‪٧‬بمد شرؼ الدين ابن موسى أيب الفتح ابن ‪٧‬بمد مشس الدين ابن‬
‫نور الدين علي ابن عز الدين حسْب ابن ‪٧‬بمد مشس الدين األكحل ابن حساـ الدين ‪٧‬بمد‬
‫شرشيق ابن ‪٧‬بمد ا‪٤‬بلقب با‪٥‬بتاؾ كبالذىيب ا‪٢‬بيإب ا‪١‬بيلي ابن أيب بكر عبد العزيز بن االماـ‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪.‬‬
‫كالشيخ زين الدين ىو أكؿ نقيب لؤلشراؼ ُب بغداد‪ ،‬كقف أمبلكو سنة ٖٕٗ ىػ على‬
‫مصاّب ا‪٢‬بضرة الكيبلنية كمدرسة جده‪ ،‬توُب سنة ُٖٗىػ كدفن ُب ا‪٢‬بضرة الكيبلنية‪.‬‬
‫ِ) كالشيخ كٕب الدين بن زين الدين‪ ،‬توُب ببغداد سنة َُِٕىػ كدفن ُب ا‪٢‬بضرة الكيبلنية‪.‬‬
‫ّ) كالشيخ نور الدين بن كٕب الدين‪ ،‬توُب سنة َُٕٓىػ‪.‬‬
‫كالشيخ حساـ الدين بن نور الدين توُب سنة ُُّٔىػ‪.‬‬ ‫ْ)‬
‫ٓ) كالشيخ ‪٧‬بمد دركيش بن حساـ الدين توُب سنةُُٕٓىػ‪.‬‬
‫ٔ) كالشيخ زين الدين بن ‪٧‬بمد دركيش‪ ،‬توُب سنة ُُِٗىػ‪.‬‬
‫ٕ) كالشيخ مصطفى بن زين الدين ‪ ،‬توُب سنة َُُِىػ‪.‬‬
‫ٖ) كالشيخ سليماف بن مصطفى‪ ،‬توُب سنة ُِّٓىػ‪.‬‬
‫ٗ) كالشيخ مراد بن عثماف‪ ،‬توُب سنة ُِٖٔىػ‪.‬‬
‫َُ) كالشيخ علي بن سليماف بن مصطفى‪ ،‬توُب سنة ُِٖٔىػ‪.‬‬
‫ُُ) كالشيخ سليماف بن علي‪ ،‬توُب سنة ُُّٓىػ‪.‬‬
‫ُِ) كالشيخ عبد الر‪ٞ‬بن احملض بن علي بن سليماف توُب سنة ُّْٓىػ‪.‬‬
‫ُّ) كالشيخ ‪٧‬بمود حساـ الدين بن عبد الر‪ٞ‬بن توُب سنة ُّٓٓىػ‪.‬‬
‫ُْ) كشقيقو الشيخ أ‪ٞ‬بد عاصم بن عبد الر‪ٞ‬بن ا‪٤‬بتوَب سنة ُِّٕىػ‪.‬‬
‫ُٓ) كالشيخ إبراىيم سيف الدين الكيبل٘ب ابن مصطفى بن سليماف النقيب ا‪٤‬بتوَب‬
‫سنةَُّٖىػ‪.‬‬
‫ُٔ) كالشيخ سآب بن عبد الر‪ٞ‬بن الكيبل٘ب‪ ،‬توُب سنة َُُْىػ‪.‬‬

‫‪554‬‬
‫ُٕ) كالشيخ برىاف الدين بن عبد الر‪ٞ‬بن الكيبل٘ب توُب سنة َُِْىػ ُِٖٗر‪.‬‬
‫ُٖ) كا‪٤‬بتوٕب ُب الوقت ا‪٢‬باضر ىو االستاذ السيد يوسف بن عبد اهلل بن علي الكيبل٘ب‪.‬‬
‫ُٗ) كالسيد أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمود حساـ الدين بن عبد الر‪ٞ‬بن النقيب‪.‬‬

‫(م حظة)‬
‫إف من اطلع على مشجرات الكثّب من أىل البيت النبوم صلى اهلل عليو كسلم كجد‬
‫تغايران ُب بعض األ‪٠‬باء ما بْب كاحدة كأخرل‪ ،‬كذلك راجع ألسباب منها‪ :‬ا‪٣‬بطأ كالسهو‪،‬‬
‫فتجد إ‪٠‬بان زائدان أحيانا‪ ،‬أك ساقطان‪ ،‬فأما بالنسبة لبعض األ‪٠‬باء الساقطة ُب بعض النسخ‬
‫فبعضها سهوان‪ ،‬كأحيانا عن تعمد من الناسخ مع االحتفاظ بنسخة أخرل كاملة ألسباب ‪ٚ‬بص‬
‫أصحاهبا‪ ،‬كالسبب الثا٘ب ىو ‪:‬أف الكثّب من سادات أىل البيت ُب ا‪٤‬باضي ٘بد الواحد منهم لو‬
‫عدة أ‪٠‬باء أك ألقاب ككُب‪.‬‬
‫مثاؿ ذلك‪ :‬أف السيد ‪٧‬بمد عبد اهلل ا‪٤‬بكُب بأيب بكر بن الشيخ علي ا‪٤‬بقرفص الزعيب‪،‬‬
‫٘بد ا‪٠‬بو ُب بعض النسخ (‪٧‬بمد) كُب بعضها (عبد اهلل) كُب بعضها (أبو بكر) كُب بعضها‬
‫(‪٧‬بمد أبو بكر) كُب بعضها (عبد اهلل أبو بكر) أك العكس ككل ذلك صحيح‪ ،‬ك٘بد مثل ىذا‬
‫كثّب ُب مشجرات القادرية كالرفاعية كغّبىا‪ ،‬فمثل ىذه األمور ال تشكك ُب صحة النسب ما‬
‫داـ موثقان أك مشهوران‪ ،‬كال ٱبفى ذلك على من عنده دراية كعلم ُب االنساب‪.‬‬

‫‪555‬‬
‫ذكر بعض مشاىير ذرية اإلماـ عبد القادر ال ي ي قدس سره‪،‬‬
‫على ري اإلي از‪ ،‬غير الذين مرت أسماؤىم‬
‫فمنهم‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬السيد دـ بن سعد بن عيسى الكي ي‪:‬‬
‫إسػػتوطن مكػػة كجػػاكر هبػػا قرابػػة عشػرين سػػنة‪ ،‬كتػػزكج منهػػا‪ .‬ككػػاف يسػػكن آخػػر ربػػاط سػػكر ككػػاف‬
‫شػػيخان للطريقػػة القادريػػة‪ ،‬تػػوُب ٗبكػػة سػػنة ٕٖٔى ػ ُِْٔر‪،‬ذكػػره الشػػيخ ‪٧‬بمػػد السػػخاكم ُب (‬
‫الضوء البلمع)‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬الس ػػيد الش ػػي إب ػػراىيم ب ػػن م م ػػد بي ػػر ب ػػن إب ػػراىيم الكي ػػي ػػي الطريق ػػة القادري ػػة‬
‫والنقشبندية الشهير بالغ ييني‪.‬‬
‫نقل ا‪٤‬بؤلف ‪٧‬بمد درنيقة عن تاريخ علماء دمشق ُب القرف الرابع ا‪٥‬بجػرم أف السػيد العػآب‬
‫ا‪١‬بليػػل إب ػراىيم الكػػيبل٘ب‪ ،‬كانػػت أس ػرتو تقطػػن حلػػب‪ٍ ،‬ب ار‪ٙ‬بػػل جػػده إب ػراىيم إٔب دمشػػق كقطػػن‬
‫حي العقيبػة‪ٍ ،‬ب قػاؿ‪ :‬كلػد السػيد إبػراىيم ٕبػي السػمانة بدمشػق سػنة ََُّى ػ ُِٖٖر‪ .‬كنشػأ‬
‫ُب حجر كالده الذم كجهو ‪٫‬بو التجارة‪ ،‬كلكن السيد إبراىيم ٓب ينسجم مع ىذا التوجو‪ ،‬فأقبػل‬
‫علػػى طلػػب العلػػم الشػػرعي‪ ،‬فانتس ػب إٔب مدرسػػة الشػػيخ عبي ػد السػػفرجبل٘ب أكالن‪ٍ ،‬ب درس علػػى‬
‫أعػػبلـ عصػػره كالشػػيخ عطػػا الكسػػم كالشػػيخ السػػيد ‪٧‬بمػػود العطػػار كاحملػػدث السػػيد بػػدر الػػدين‬
‫ا‪٢‬بس ػػِب كالش ػػيخ س ػػليم ا‪٤‬بس ػػوحي كالش ػػيخ الس ػػيد عب ػػد الق ػػادر اإلس ػػكندرا٘ب‪ٍ ،‬ب س ػػلك الطريق ػػة‬
‫النقشبندية على يد الشيخ عيسى الكردم‪ ،‬ك‪ٝ‬بع بْب الطريقتْب القادرية كالنقشبندية‬
‫تػػؤب منصػػب االفتػػاء ُب قضػػاء قطنػػا بػػالقرب مػػن دمشػػق‪ ،‬فانصػػرؼ إٔب التعلػػيم كاإلرشػػاد‬
‫كالفتيا كذلك ُب عاـ َُّّىػ ُُُٗر‪ ،‬كما اىتم بإنشاء ا‪٤‬بساجد ُب ا‪٤‬بناطق النائية‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاف الشيخ إبراىيم كثػّب الػتبلكة للقػرآف الكػر‪ٙ‬ب ال سػيما ُب الثلػث األخػّب مػن الليػل‪ ،‬زاىػدان‬
‫ُب الدنيا كمتاعها‪ ،‬ككثّب التواضع كالتفكر‪ ،‬توُب بدمشق عاـ ُّٕٕىػ ُٕٓٗر كدفن ُب مقػربة‬
‫البػػاب الصػػغّب بػػالقرب مػػن ض ػريح الشػػيخ بػػدر الػػدين ا‪٢‬بسػػِب‪ .‬كقػػد رثػػاه عػػدد كبػػّب مػػن أعػػبلـ‬
‫دمشق منهم السيد الشػيخ ‪٧‬بمػد ا‪٣‬بطيػب كالشػيخ حسػْب ا‪٣‬بطػاب‪ ،‬كمػا ذكػر خطبػاء ا‪٤‬بسػاجد‬
‫عددكا مآثره قدس سره‪.‬‬ ‫مناقبو ك َّ‬

‫‪556‬‬
‫ٖ‪ .‬ومػػنهم السػػيد الشػػي تػػاج العػػارفين ػػهاب الػػدين أحمػػد ابػػن السػػيد قاسػػم بػػن ي يػى بػػن‬
‫حسين بن علي بن م مد بن ي يى بن أحمد بن م مد ابن القاضي صر ابػن اإلمػاـ عبػد‬
‫الرزاؽ ال ي ي ال سني ال سيني‪.‬‬
‫قاؿ التادُب‪ :‬ا‪٢‬بموم األصل كا‪٤‬بولد كالدار كالوفاة‪ ،‬كلد يوـ ا‪٣‬بميس سادس عشر رمضاف‬
‫سنة ٖٖٔىػ ُُْٖر‬
‫قاؿ‪ :‬كاف كر‪ٙ‬ب الػنفس ‪ٝ‬بيػل ا‪٥‬بيئػة لطيػف الطبػع‪ ،‬مزاحػان معظمػان عنػد ا‪٣‬بػاص كالعػاـ‪ ،‬كثػّب‬
‫ا‪٤‬بػػركءة مقػػدامان‪ ،‬رج ػبلن مػػن الرجػػاؿ ال ٱبػػاؼ ُب اهلل لومػػة الئػػم‪ ،‬كلػػو كجاىػػة كحرمػػة عنػػد ا‪٢‬بكػػاـ‬
‫ككػػاف شػػيخ السػػجادة القادريػػة‪ ،‬كلقػػد اجتمعػػت بػػو ٕبمػػاه كحلػػب مػراران‪ ،‬ك‪٤‬بػػا قػػدـ حلػػب بسػػبب‬
‫تفتػػيش األكقػػاؼ أنزلنػػاه بػػدارنا علػػى عادتػػو السػػابقة ككقفنػػا ُب خدمتػػو كخدمػػة مػػن معػػو مػػن أىػػل‬
‫بلده كتعاطى سيدم الوالد كالعم مصا‪٢‬بو كمصاّب من معو إٔب أف عاد إٔب كطنو معظمان مبجبلن‪،‬‬
‫قاؿ‪ :‬كاجتمعت بو أيضان بالقاىرة ‪٤‬بػا قػدمها متوجهػان للحجػاز الشػريف كبصػحبتو شػقيقاه الشػيخ‬
‫عبد القادر كالشيخ أبو الوفا ‪٧‬بمد‪ ،‬كحصل لو الرعايػة كاإلكػراـ الزائػد مػن قبػل كالة األمػر إٔب أف‬
‫توجػػو إٔب ا‪٢‬بجػػاز بصػػحبة الركػػب ا‪٤‬بصػػرم‪ ،‬كعػػاد سػػا‪٤‬بان إٔب ‪ٞ‬بػػاه‪،‬توُب قػػدس سػػره ٕبمػػاه ُب شػػهر‬
‫رجب سنة ّٔٗىػ ُِٗٓر كدفن با‪١‬ببانة ٘باه تربتهم‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬ومنهم السيد الشي أحمد بن الشي عبػد ا النوبػا ي ال ي ػي المتػوفى سػنة ٕٕٖٔى ػ‬
‫ٗٓ‪ٜٔ‬ر‪ .‬ذكره النبها٘ب ُب جامع كرامات األكلياء فقاؿ‪ :‬الشيخ أ‪ٞ‬بد من أىل قريػة ا‪٤‬بػزارع مػن‬
‫أعماؿ القدس‪ ،‬كىو من بيت الصبلح كالوالية كالشػرؼ مػن سػبللة الغػوث األعظػم سػيدنا عبػد‬
‫القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنػو‪ ،‬كآؿ النوبػا٘ب ىػؤالء ىػم يقطنػوف ُب تلػك القريػة‪ ،‬ك‪١‬بػدىم الشػيخ‬
‫النوبػػا٘ب الكبػػّب م ػزار فيهػػا‪ ،‬كالشػػيخ أ‪ٞ‬بػػد ىػػذا ىػػو مػػن صػػلحائهم كأخيػػارىم كٕب مػػن أكليػػاء اهلل‬
‫تعأب‪ ،‬صاحب كرامات كخوارؽ عادات‪ ،‬كقد اجتمعت بو مراران ُب بّبكت‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كقػػد أخػػرب٘ب ر‪ٞ‬بػػو اهلل أنػػو اختلػػى ‪ٙ‬بػػت ا‪٤‬بسػػجد األقصػػى ( ُب االقصػػى القػػد‪ٙ‬ب) مػػدة‬
‫من الزماف يتلو بعض األ‪٠‬باء اإل‪٥‬بية‪ٍ ،‬ب بعػد أف خػرج كذىػب إٔب بلػده رأل ُب منامػو أنػو يصػلي‬
‫ا‪٤‬بغػػرب ُب سػػهل علػػى شػػاطئ هنػػر‪ ،‬فجػػاء طػػائر ككقػػف علػػى كتفػػو ككضػػع منقػػاره ُب أذنػػو اليمػػُب‬
‫كقاؿ‪ :‬سبحاف ا‪٤‬بلك ا‪٣‬ببلؽ ثػبلث مػرات كطػار‪ ،‬قػاؿ‪ :‬مػا معنػاه فلمػا اسػتيقظ فػتح عليػو كصػار‬
‫من كبار أىل الكشف كصار يعاِب الناس عن طريق الكشف‪.‬‬

‫‪557‬‬
‫قاؿ النبها٘ب‪ :‬كنت أقرأ تر‪ٝ‬بة الشيخ ‪٧‬بمد البكرم الكبّب ا‪٤‬بصرم ابن تػاج العػارفْب أيب‬
‫علي الشيخ أ‪ٞ‬بد النوبا٘ب كأنا أقرأ شعران للشيخ ‪٧‬بمد البكػرم سػران‪،‬‬ ‫ا‪٢‬بسن البكرم‪ ،‬قاؿ‪ :‬فدخل َّ‬
‫فقلت لو ‪٩‬بازحػان لػو‪ :‬أحػزر ىػذا الشػعر الػذم ُب ىػذه الورقػة مػن كػبلـ مػن ىػو؟ كٓب أنطػق بشػيء‬
‫من الشعر‪ ،‬فػأىب أف ٯبيبػِب‪ ،‬فكػررت عليػو كألزمتػو بػا‪١‬بواب فقػاؿ‪ :‬ىػو مػن كػبلـ البكػرم‪ ،‬فقلػت‬
‫لو‪ :‬ما اسم بلده؟ الحتماؿ أف يكوف مػراده سػيدم مصػطفى البكػرم الشػامي ألنػو ىػو ا‪٤‬بشػهور‬
‫ُب ببلدنا الشامية‪ ،‬فقاؿ ٕب‪ :‬بلده مصر‪ ،‬فقلت بقػي عليػك أف تعػرفُب ا‪٠‬بػو‪ ،‬فقػاؿ‪ :‬ا‪٠‬بػو ‪٧‬بمػد‪،‬‬
‫فظهػػر يقين ػان أف ذلػػك مػػن كراماتػػو كاطبلعػػو علػػى ذلػػك بطريػػق الكشػػف‪ ،‬مػػع أنػػو عػػامي ٓب يق ػرأ‬
‫الت ػػاريخ كال أخب ػػار الناس‪(.‬مبلحظ ػػة‪ :‬كلم ػػة ع ػػامي ال تع ػػُب دائم ػ ػان أن ػػو ٓب ي ػػتعلم الفق ػػو بال ػػدين‬
‫كاالحكاـ ألنو ٲبكػن لؤلمػي أف يػتعلم ذلػك عػن طريػق السػمع‪ ،‬فػاهلل تعػأب ٓب يتخػذ كليػان جػاىبلن‬
‫كلو ا‪ٚ‬بذه لعلمو)‪.‬‬
‫ٍب ذكر النبها٘ب عدة من كراماتو‪ ،‬منها اجتماعو بسيدنا ا‪٣‬بضػر عليػو السػبلـ‪ ،‬دفػن السػيد‬
‫الشيخ أ‪ٞ‬بد النوبا٘ب ُب قريتو ا‪٤‬بزارع ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪ (.‬آؿ النوبا٘ب ا‪١‬بيبل٘ب ‪٥‬بم انتشار ُب فلسطْب‬
‫كاالردف)‪.‬‬

‫بن عبد القادر بن إبراىيم الكي ي‬ ‫٘‪ .‬ومنهم السيد الشي إس‬
‫ق ػػاؿ ا‪٤‬بؤل ػػف ‪٧‬بم ػػد درنيق ػػة نق ػػبل ع ػػن كت ػػاب (س ػػلك ال ػػدرر) للم ػرادم ‪ :‬كل ػػد ٕبم ػػاه ع ػػاـ‬
‫ُُُُىػ ُٗٗٔر كنشأ ُب كنف كالده‪ ،‬ك‪٤‬با استقر كالده كأعمامو كإخوتو بدمشق أقػاـ معهػم‪،‬‬
‫سلك على كالده الطريقة القادريػة‪ ،‬فاشػتهر أمػره كاحَبمػو النػاس‪ .‬ككػاف ا‪٢‬بكػاـ كالقضػاة يبجلونػو‬
‫كٰبَبمونو‪ ،‬قاؿ‪ :‬كاف ا‪٤‬برادم صاحب سلك الدرر ٯبتمع بو كيطلب منو الدعاء‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬قتلػو بعػض عسػكر األتػراؾ خػبلؿ فتنػة أيب الػذىب ا‪٤‬بصػرم‪ ،‬كذلػك طمعػان ُب مالػو‪ ،‬كىػو‬
‫ُب طريق ػو إٔب حلػػب علػػى مسػػافة يسػػّبة مػػن معػػرة النعمػػاف ككانػػت ىػػذه ا‪٢‬بادثػػة عػػاـ ُُٖٓى ػ‬
‫ُُٕٕر كقد دفن خارج ا‪٤‬بعرة ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬

‫‪ .ٙ‬ومنهم السيد الشي إقباؿ القادري‪.‬‬


‫قػػاؿ ا‪٤‬بؤلػػف درنيقػػة نقػػبل عػػن كتػػاب( ‪ٙ‬بفػػة األحبػػاب) للشػػيخ علػػي السػػخاكم‪ :‬الشػػيخ إقبػػاؿ‬
‫ك ػػاف حي ػان ع ػػاـُٗٔى ػ ػ ُُِٗر بالق ػػاىرة‪ .‬أكق ػػف زاكي ػػة ُب س ػػويقة ال ػػدريس ال ػػٍب تع ػػرؼ حالي ػان‬

‫‪558‬‬
‫بالق ػػاىرة باس ػػم ا‪٣‬بػ ػراطْب كب ػػاب الش ػػعرية‪ .‬كق ػػد ‪ٙ‬بول ػػت ى ػػذه الزاكي ػػة إٔب جػ ػامع ع ػػرؼ ٔب ػػامع‬
‫الزاىد‪،‬كقد قاـ أبناؤه من بعده بشؤكف ىذا ا‪١‬بامع‪.‬‬

‫‪ .ٚ‬ومنهم السيد الشي بهاء الدين القادري (الم ذوب)‬


‫قػػاؿ العبلمػػة الشػػيخ زيػػن الػػدين ‪٧‬بمػػد عبػػد الػػرؤكؼ ا‪٤‬بنػػاكم ُب طبقاتػػو‪ :‬هبػػاء الػػدين القػػادرم‪،‬‬
‫اجمل ػػذكب‪ :‬ك ػػاف أكالن م ػػن فقه ػػاء األمص ػػار‪ ،‬ذا ى‪٠‬بٍ ػ و‬
‫ػت حس ػػن ككق ػػار‪ ،‬مبلزمػ ػان للتق ػػول آن ػػاء اللي ػػل‬
‫كأط ػراؼ النهػػار‪ ،‬كال شػػيء ييػزيِّ ين اإلنسػػاف مثلهػػا‪ ...‬قػػاؿ‪ :‬كأصػػل جذبػػو أنػػو كػػاف خطيب ػان ٔبػػامع‬
‫ػار‪ ،‬جػاءت‬ ‫ً‬
‫ميداف القمح‪ ،‬فحضر عقدان يوـ ‪ٝ‬بعػة (أم عقػد زكاج) فسػمع قػائبلن يقػوؿ‪ :‬ىػاتوا الن ى‬
‫ػس سػنْب‬ ‫الشهود‪ ،‬فصرخ كىاـ على كجهو ُب ا‪١‬ببل ثبلثػة أيػاـ‪ٍ ،‬ب ثقػل عليػو ا‪٢‬بػاؿ‪ ،‬فمكػث ‪ٟ‬ب ى‬
‫ال يأكل كال يشرب كال يناـ‪.‬‬
‫ك‪٤‬بػػا جػػذب تزكجػػت زكجتػػو فلمػػا جامعهػػا الػػزكج كتعانقػػا ماتػػا فػػوران ككػػاف ٰبفػػظ قبػػل ا‪١‬بػػذب‪-‬‬
‫البهجة‪( -‬كتاب البهجة الوردية كىو نظم لكتاب ا‪٢‬باكم الصغّب ُب فركع الشافعية‪ ،‬نظمو زيػن‬
‫الدين عمر بن ا‪٤‬بظفر الوردم الشافعي)‬
‫قػػاؿ ا‪٤‬بنػػاكم‪ :‬فلػػم يػػزؿ يقػرأ منهػػا أبياتػان لكونػػو جػػذب كىػػو مشػػغوؿ هبػػا‪ .‬ككػػل شػػيء جػػذب عليػػو‬
‫الرجػػل ال يػزاؿ يػػذكره‪ .‬ككػػذا مػػن جػػذب ُب حػػاؿ قػػبض أك بسػػط ال يػزاؿ دأبىػػوي‪ .‬قػػاؿ‪ :‬ككػػل ألػػف‬
‫سنة عند اجملذكب كأهنا حملة‪.‬‬
‫كقػاؿ الشػعرا٘ب ُب الطبقػات الكػربل‪ :‬ككػاف كشػفو ال ٱبطػئ‪ ،‬قػاؿ‪ :‬كمكاشػفاتو مشػهورة بػْب‬
‫األكابر ٗبصر من ا‪٤‬بباشرين كعامة الناس‪ .‬قػاؿ الشػعرا٘ب‪ :‬كمػن كقائعػو رضػي اهلل عنػو‪:‬أننا حضػرنا‬
‫يومػان معػػو كليمػػة فنظػػر للفقهػػاء ُب الليػػل‪ ،‬كزعػػق فػػيهم‪ٍ ...‬ب حػػذفهم بقلػػة مػػن ا‪٤‬بػػاء كانػػت ٔبانبػػو‬
‫فصػػعدت إٔب ‪٫‬بػػو السػػقف‪ ،‬فقػػاؿ فقيػػو مػػنهم كسػػر ال يقلػػة‪ ،‬فقػػاؿ لػػو كػػذبت فوقعػػت علػػى األرض‬
‫صحيحة كما كانت‪ ،‬فبعد ‪ٟ‬بس عشرة سػنة رأل الفقيػو فقػاؿ لػو‪ :‬أىػبلن بشػاىد الػزكر يشػهد أف‬
‫ال يقلػ ػػة انكسػ ػػرت‪ ،‬مػ ػػات ر‪ٞ‬بػ ػػو اهلل سػ ػػنة نيػ ػػف كعش ػ ػرين كتسػ ػػعمائة‪ ،‬كدفػ ػػن بػ ػػالقرب م ػ ػن بػ ػػاب‬
‫الشعرية(بالقاىرة) بزاكيتو إىػ‪.‬‬

‫‪ .ٛ‬ومنهم السيد الشي الكبير حسين بن عبد القادر الكي ي ال موي األصل‬

‫‪559‬‬
‫كلػػد قػػدس سػػره ٕبلػػب سػػنة ِٔٗىػ ػ ُُٗٓر‪ٍ ،‬ب تػػوطن ‪ٞ‬بػػاه بلػػد أىلػػو‪ ،‬ق ػرأ الفقػػو ك‪٠‬بػػع‬
‫ا‪٢‬بديث من الشيخ شهاب الػدين أ‪ٞ‬بػد البػازٕب ا‪٢‬بمػوم ا‪٢‬بمصػي الشػافعي‪ٍ ،‬ب سػافر إٔب دمشػق‬
‫فتلق ػػاه الفق ػراء كا‪٤‬بش ػػايخ كبع ػػض األعي ػػاف بالَبح ػػاب‪ ،‬كل ػػبس من ػػو ا‪٣‬برق ػػة القادري ػػة ‪ٝ‬باع ػػة م ػػنهم‪،‬‬
‫كحصل لو القبوؿ من عيسى باشا ابن إبراىيم باشػا نائػب الشػاـ الػذم لػبس منػو ا‪٣‬برقػة القادريػة‬
‫كا‪٤‬بدفوف ٕبوش ‪٧‬بيي الدين بن العػريب قػدس سػره بدمشػق‪ ،‬كصػار لػو حلقػة با‪١‬بػامع األمػوم بعػد‬
‫صػػبلة ا‪١‬بمعػػة‪ٍ ،‬ب عػػاد إٔب ‪ٞ‬بػػاه فطلبػػو السػػلطاف سػػليماف كسػػلمو زاكيػػة دمشػػق الػػٍب بناىػػا كالػػده‬
‫السلطاف سليم كُب عاـ ِٓٗىػ ُْٓٓ عاد إٔب حلب ٍب عػاد إٔب ‪ٞ‬بػاه فتػوُب هبػا سػنة ّٓٗى ػ‬
‫ُْٔٓر ر‪ٞ‬بػػو اهلل تعػػأب‪ .‬ذكػػره الغػػزم ُب الكواكػػب السػػائره‪ -‬كابػػن العمػػاد ا‪٢‬بنبلػػي ُب شػػذرات‬
‫الذىب‪.‬‬

‫‪ .ٜ‬ومنهم السيد الشي سعيد الكي ي‬


‫ق ػػاؿ ا‪٤‬بؤل ػػف درنيق ػػة نق ػػبل ع ػن كت ػػاب نفح ػة الش ػػاـ للمؤل ػػف ‪٧‬بم ػػد القاي ػػاٌب‪ :‬ك ػػاف حي ػػا ع ػػاـ‬
‫َُّّىػ ػ ُٖٖٓرمػػن أعيػػاف دمشػػق كمشػػايخ القادريػػة فيهػػا‪ ،‬كانػػت لػػو زاكيػػة بسػػوؽ سػػاركجا‬
‫بدمشق‪،‬كما تقلد منصب رئيس البلدية فيها ‪.‬‬

‫ومنهم العالم الربا ي ال ام السيد إبراىيم حلمي يازي‪ ،‬ي الطريقػة النيازيػة فػرع‬ ‫ٓٔ‪.‬‬
‫الطريقة القادرية‪ ،‬ال ي ي ال سني األصل السكندري المولد والمنش واإلقامة والوفاة‬
‫يعػػود نسػػبو إٔب الشػػيخ عبػػد الػػرزاؽ ابػػن اإلمػػاـ عبػػد القػػادر رضػػي اهلل عنهمػػا‪ ،‬كلػػد ُب ُٔ ‪٧‬بػػرـ‬
‫سنة ُِِّىػ‬
‫يقوؿ الدكتور يوسف ‪٧‬بمد طو زيداف‪ ،‬الذم تػابع أحػواؿ الطريقػة القادريػة ٗبصػر بنفسػو‪،‬‬
‫ُب كتابػػو"الطريق الصػػوُب كفػػركع القادريػػة ٗبصػػر‪ ":‬كتلقػػى (الشػػيخ الس ػيد إب ػراىيم حلمػػي) الرعايػػة‬
‫مػػن أف ػراد البيػػت الق ػػادرم ال ػػذم نشػػأ في ػػو‪ ،‬كظػػل متوليَّػػا مش ػػيخة الطريقػػة م ػػن كفػػاة كال ػػده س ػػنة‬
‫ُّٓٓى ػ ػ‪ ،‬كح ػػٌب انتقال ػػو إٔب جػ ػوار رب ػػو كى ػػو س ػػاجد يص ػػلي ٗبريدي ػػو تػ ػراكيح ليل ػػة الق ػػدر س ػػنة‬
‫َُّٗىػ‪.‬‬

‫‪561‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كأمػػا عػػن اتصػػاؿ سػػند القادريػػة النيازيػػة باإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب‪ :‬فقػػد تلقػػى الشػػيخ إب ػراىيم‬
‫حلمي القادرم(الطريقة) عن كالده السيد ‪٧‬بمد حلمي ا‪٤‬بتوَب سنة ُّٓٓ ى ػ عػن كالػده الغػوث‬
‫‪ٞ‬بن نيػػازم ا‪٤‬بتػػوَب سػػنة ُُُّ ى ػ الػػذم أعطػػى ‪٥‬بػػذا الفػػرع القػػادرم ا‪٠‬بػػو‪ ،‬كالشػػيخ عبػػد‬ ‫عبػػد الػػر م‬
‫‪ٞ‬بن الطالبػا٘ب‬ ‫‪ٞ‬بن نيازم أخذ عن كالده الشيخ القدكة عبد القػادر األربيلػي عػن ا‪٤‬بػؤب عبػد الػر م‬ ‫الر م‬
‫عن القطب ‪٧‬بمود غياث عن الشيخ أ‪ٞ‬بد بن إسحاؽ البلىورم عن الشيخ ‪٧‬بمد األزمّبم عػن‬
‫الشػػيخ عبػػد الػػرزاؽ ا‪٢‬بمػػوم عػػن الشػػيخ ‪٧‬بمػػد ا‪٤‬بعصػػوـ عػػن الشػػيخ ٰبػػٓب البصػػرل عػػن الشػػيخ‬
‫عثماف ا‪١‬بيلي عن كالده الشيخ السيد عبد الرزاؽ عن كالده االماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب‪.‬‬
‫كالقادري ػػة النيازي ػػة كف ػػدت إٔب مص ػػر م ػػن تركي ػػا‪ ،‬من ػػذ قراب ػػة ‪ٟ‬بس ػػة ق ػػركف‪ ،‬فق ػػد ن ػػزؿ بع ػػض‬
‫شيوخها األكائػل ُب النصػف الثػا٘ب مػن القػرف العاشػر ا‪٥‬بجػرم‪ ،‬كاسػتوطنوا االسػكندرية منػذ ذلػك‬
‫التاريخ‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬ككػاف الشػيخ إبػراىيم حلمػي مدرسػة صػوفية ‪ٝ‬بعػت أشػتات ا‪٤‬بعػارؼ الدينيػة‪ ،‬كمػن ىػذه‬
‫ا‪٤‬بدرسة ‪ٚ‬برج رجاؿ‪ ،‬كما ترؾ الشيخ العديد من ا‪٤‬بؤلفات‪ ،‬منها ما ىو مطبوع كمتػداكؿ‪ ،‬كمنهػا‬
‫ما رأيناه ٖبط الشيخ كٓب يطبع بعد‪ ،‬كىذه ا‪٤‬بؤلفات ىي‪:‬‬
‫ُ‪ .‬مدارج ا‪٢‬بقيقة ُب الرابطة عند أىل الطريقة‬
‫ِ‪ .‬كالقرب‬
‫ّ‪ .‬كتكذيب ا‪٤‬بدعي بصحة رحلة اإلماـ الشافعي‬
‫ْ‪ .‬كا‪١‬بهاد‪ ،‬كٰبتوم على مطولتْب شعريتْب للشيخ‪ ،‬األكٔب قصيدة المية استهلها بقولو‪:‬‬
‫طػ ػ ػ ػ ػػوؿ ليلػ ػ ػ ػ ػػي مػ ػ ػ ػ ػػن ًضػ ػ ػ ػ ػ ىػرواـ ىكىك ىجػ ػ ػ ػ ػ ٍػل‬ ‫ػيب فابٍػتىػ ىه ػ ػ ػ ػ ػ ٍػل‬ ‫ً ً‬
‫ى ػ ػ ػ ػ ػَّزت الو ٍج ػ ػ ػ ػ ػ ىػدا يف قل ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫فتسمى(معاىد الرب) كيقوؿ مطلعها‪:‬‬
‫ي‬ ‫كأما القصيدة األخرل‬
‫أـ الصػ ػ ػ ػػبابةي ىاجػ ػ ػ ػػت مػ ػ ػ ػػن تىػن ً‬ ‫أعالًينىػ ػ ػػا‬ ‫ً‬
‫اجينىػ ػ ػ ػػا‬‫ى‬ ‫ى ى ٍ‬ ‫معاى ػ ػ ػ يػد ال ػ ػ ػ ًػرب ٍأكح ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػت م ػ ػ ػػن ى‬
‫ٓ‪ .‬ككتاب شرح تعليم ا‪٤‬بتعلم‬
‫ٔ‪٧ .‬بو الشهبات ُب ثبوت احملو كاإلثبات‬
‫ٕ‪ .‬السّب كالسلوؾ‬
‫ٖ‪ .‬العدكل كالوباء‪ ،‬كتاب ُب األخبلؽ‬
‫ٗ‪ .‬الرسائل الصغرل‬
‫َُ‪ .‬مناقب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‬

‫‪560‬‬
‫ُُ‪ .‬سهاـ اإليصابة ُب الدعوات ا‪٤‬بستجابة‬
‫ُِ‪ .‬أبو بكر الصديق‬
‫ُّ‪ .‬رسالة التوحيد‬
‫رد ُب ىػ ػػذا الكتػ ػػاب علػ ػػى بعػ ػػض دعػ ػػاكل‬
‫ُْ‪ .‬جػ ػػبلؿ ا‪٢‬بػ ػػق ُب كشػ ػػف أح ػ ػواؿ ش ػ ػرار ا‪٣‬بلػ ػػق‪َّ ،‬‬
‫الوىابيػػة‪ٍ ،‬ب ذكػػر شػػيئان عػػن أحوالػػو كمريديػو يصػػفهم بػػالعلم كاألخػػبلؽ كالتواضػػع كاألدب‪ .‬كذكػػر‬
‫شيئان من شعره ُب التصوؼ‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كالشيخ ا‪٢‬بإب للطريقة القادرية النيازية ىو كلده الشػيخ ‪٧‬بمػد‪ ،‬بوصػية نػص عليهػا كالػده‬
‫السيد إبراىيم حلمي قاؿ‪ :‬كقد كرد النص بتوليػة ابنػو ُب إحػدل قصػائد الشػيخ‪ ،‬حيػث يقػوؿ ُب‬
‫بعض أبياهتا‪:‬‬
‫كحبوتػ ػ ػػك مػ ػ ػػا عن ػ ػ ًػدم بيىػ ػ ػ ًػدم‬ ‫ػك عػ ػػن شخص ػ ػي بػ ػػدالن‬
‫كأقمتػ ػ ى‬

‫قػػاؿ‪ :‬كال ي ػزاؿ السػػيد ‪٧‬بمػػد إب ػراىيم حلمػػي قائمػػا مقػػاـ كالػػده منػػذ انتقػػاؿ كالػػده‪ ،‬كال ي ػزاؿ‬
‫‪٦‬بلسهم منعقدان على النحو الذم ر‪٠‬بو الشيخ‪...‬‬
‫قاؿ‪ :‬كيبدأ ىذا اجمللس اليومي بقراءة الفا‪ٙ‬بة بضريح الشيخ‪ٍ ،‬ب ٯبتمع اإلخػواف مػع الشػيخ ُب‬
‫السػ ػنَّة‪ ،‬كي ػػوـ األح ػػد‬
‫قاع ػػة ال ػػدرس‪ ،‬ك‪٥‬ب ػػم ُب ك ػػل ي ػػوـ ش ػػغل‪ :‬في ػػوـ الس ػػبت ‪٨‬بص ػػص لت ػػدارس ي‬
‫للحػػديث الشػريف‪ ،‬كيػػوـ االثنػػْب للفقػػو‪ ،‬كالثبلثػػاء للتوحيػػد كالتصػػوؼ‪ ،‬كاألربعػػاء للتفسػػّب‪ ،‬كيػػوـ‬
‫ا‪٣‬بميس تنعقد جلسػة الػذكر الشػرعي كا‪٤‬براقبػة‪ ،‬أمػا ا‪١‬بمعػة فػبل ٯبتمعػوف ُب ا‪٤‬بسػاء‪،‬كإ٭با ٯبلسػوف‬
‫بعد صبلة ا‪١‬بمعة لقراءة سورة يمس‪ٍ ،‬ب ينصرؼ ا‪٤‬بريدكف لتصريف شؤكهنم ا‪٣‬باصة‪.‬‬
‫قاؿ‪:‬كىذ الفرع القادرم ىو أكثر الفركع القادرية ‪٧‬بافظة على الشػريعة كآداهبػا ُب مصػر مػع ثنائػو‬
‫على بقية الفركع األخرل‪.‬‬

‫قاؿ ا‪٤‬بؤلف يوسف زيداف‪ :‬للطريقة القادرية ُب مصر فػركع عػدة أشػهرىا‪ :‬النيازيػة كالشػرعية‬
‫كالقا‪٠‬بية كالفارضية‪.‬‬
‫مقتبس من األكراد الشػرعية‪ ،‬كمػا بػْب‬
‫ه‬ ‫ٔٔ‪ .‬فقاؿ عن القادرية الشرعية كباختصار‪:‬إف اسم ىذا الفرع‬
‫ذلك شيخ الطريقة الشرعية السيد عبػد المػنعم بػن عبػد النبػي علػي القػادري المػالكي ا‪٤‬بتػوَب‬

‫‪562‬‬
‫ُب الثػػامن كالعش ػرين مػػن رجػػب‪ ،‬سػػنة َُْٔى ػ ُب كتابيػػو (الركػػائز اإلٲبانيػػة ُب أصػػوؿ السػػادة‬
‫القادرية الشرعية)‪( ،‬كالدرر النورانية ُب شرح ‪٦‬بلس ذكر طريقة السادة القادرية الشرعية)‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬ككاف الشيخ ٰبث ا‪٤‬بريدين على تعلم الشريعة كالعمػل بفرائضػها كتنقيػة القلػوب كإحيػاء‬
‫نورىا بذكر اهلل كحسن التوكل على اهلل كالرضا بقضاء اهلل كقدره كالعمل على أف يأكل كػل تػابع‬
‫من عمل يده كإتقاف عملو كمسػاندة اإلخػواف كتػوجيههم الوجهػة الصػحيحة كاالخػتبلؼ مػرة ُب‬
‫االسػػبوع لعقػػد ‪٦‬بلػػس ذكػػر ينػػاجي فيػػو العبػػد ربػػو كاالعتقػػاد ُب رسػػوؿ اهلل صػػلى اهلل عليػػو كسػػلم‬
‫على أنو الوسيلة العظمى كنشر الدعوة بتجميع القلوب علػى توحيػد اهلل كحػب رسػولو صػلى اهلل‬
‫عليػػو كسػػلم كاالىتمػػاـ بنظافػػة الظػػاىر كالبػػاطن كالػػدعوة إٔب معرفػػة اهلل كإصػػبلح كتعمػػّب ا‪٤‬بسػػاجد‬
‫كالعمل ٗبا سلف‪.‬‬
‫قاؿ ‪ :‬كمركز ىذا الفرع ىو مسجد اإلماـ الشعرا٘ب‪ ،‬كىو مسجد قد‪ٙ‬ب يشرؼ على ميداف‪-‬‬
‫الع ػلىوم األصػل‪ ،‬كالشػعرا٘ب يعػود‬ ‫باب الشعرية‪ -‬بالقاىرة‪ ،‬بو مقػاـ اإلمػاـ عبػد الوىػاب الشػعرا٘ب ى‬
‫نسبو إٔب اإلماـ ‪٧‬بمد بن ا‪٢‬بنفية‪ ،‬بن سيدنا علي رضي اهلل عنو‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كقػػد كفػػد ىػػذا الفػػرع إٔب مصػػر مػػن بػػبلد ا‪٤‬بغ ػرب العػػريب ٍب ذكػػر سػػند ىػػذه الطريقػػة‬
‫فقػػاؿ‪ ":‬شػػيخ ىػػذه الطريقػػة ىػػو‪ :‬السػػيد عبػػد ا‪٤‬بػػنعم بػػن عبػػد النػػيب عل ػي القػػادرم ا‪٤‬بػػالكي‪ ،‬تلقػن‬
‫ذكر الطريقػة القادريػة عػن شػيخو ‪٧‬بمػد حبيػب اهلل الشػنقيطي كىػو أخػذ عػن شػيخو مػاء العينػْب‬
‫ا‪٢‬بس ػػِب نس ػػبان الق ػػادرم طريقػ ػةن‪ ،‬ع ػػن كال ػػده الس ػػيد الفاض ػػل م ػػامْب الق ػػادرم‪ ،‬ع ػػن الس ػػيد أ‪ٞ‬ب ػػد‬
‫الشػريف السنوسػػي‪ ،‬عػػن السػػيد أ‪ٞ‬بػػد الريفػػي‪ ،‬عػػن السػػيد ‪٧‬بمػػد بػػن علػػي السنوسػػي‪ ،‬عػػن السػػيد‬
‫أيب العبػػاس العرايشػػي أ‪ٞ‬بػػد بػػن إدريػػس‪ ،‬عػػن أيب ا‪٤‬بواى ػػب التػػازم‪ ،‬عػػن أيب البقػػاء ا‪٤‬بكػػي‪ ،‬عػػن‬
‫السيد ‪٧‬بمد ا‪٤‬بد٘ب‪ ،‬عن السيد عمر بػن أ‪ٞ‬بػد جربيػل‪ ،‬عػن السػيد ‪٧‬بمػد بػن ٰبػٓب الطواشػي‪ ،‬عػن‬
‫كال ػػده الس ػػيد أيب زكري ػػا ٰب ػػٓب الطواش ػػي‪ ،‬ع ػػن الش ػػيخ ص ػػاّب الفري ػػرم‪ ،‬ع ػػن الش ػػيخ كم ػػاؿ ال ػػدين‬
‫الكوُب‪ ،‬عن الشيخ أيب الفتح سػعد الػدين البغػدادم‪ ،‬عػن اإلمػاـ عبػد القػادر ا‪١‬بػيبل٘ب رضػي اهلل‬
‫عنو‪ٍ ،‬ب ذكر سندان آخر‪.‬‬

‫وقاؿ‪ :‬عن فرع القادرية القاسمية‪:‬‬


‫ٕٔ‪ .‬شػػيخها اآلف ىػػو السػػيد حسػػين أحمػػد علػي القػػادري‪ ،‬ا‪٤‬بقػػيم بالزقػػازيق ٗبحافظػػة الشػػرقية‪ ،‬كلػػد‬
‫السػػيد حسػػْب سػػنة ُِّٗر‪ ،‬كنػػاؿ دراسػػة أزىريػػة مػػن صػػغره‪ٍ ،‬ب ‪ٚ‬بػػرج ُب كليػػة اللغػػة العربيػػة‬

‫‪563‬‬
‫ٔبامعة األزىر سنة ُّٔٗر‪ ،‬كيعمل حاليان مفتشان للمواد العربية ٗبنطقة الزقازيق األزىرية‪.‬‬
‫تلقن السيد حسْب الػذكر كالعهػد القػادرم عػن ابػن عمػو السػيد الشػيخ ‪٧‬بمػد عبػد القػادر علػي‪،‬‬
‫عػػن كالػػده السػػيد عبػػد القػػادر عػػن كالػػده السػػيد علػػي‪ ،‬عػػن كالػػده السػػيد ‪٧‬بمػػد‪،‬عن كالػػده السػػيد‬
‫أ‪ٞ‬بد‪ ،‬عن كالده السػيد قاسػم عػن كالػده السػيد ‪٧‬بمػد الكبػّب‪ ،‬عػن كالػده السػيد زيػن الػدين‪ ،‬عػن‬
‫السيد علي‪ ،‬عن السيد مصطفى‪ ،‬عن السيد زين العابدين أ‪ٞ‬بد‪ ،‬عن السيد شرؼ الػدين ‪٧‬بمػد‬
‫دركيػػش‪ ،‬عػػن السػػيد حسػػاـ الػػدين‪،‬عن السػػيد نػػور الػػدين ‪٧‬بمػػد‪ ،‬عػػن السػػيد مشػػس الػػدين‪ ،‬عػػن‬
‫السيد ‪٧‬بمد عن كالده السػيد الشػيخ احملػدث الكبػّب شػرؼ الػدين عيسػى (ا‪٤‬بلقػب عنػد ا‪٤‬بصػريْب‬
‫بأيب رمانة) عن كالده سيدم ‪٧‬بيي الدين عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪.‬‬
‫كالشيخ األصلي ‪٥‬بذا الفرع الذم تسمت بو ىو السػيد الشػي قاسػم بػن السػيد م مػد‬
‫الكبير‪ ،‬الذم مر ا‪٠‬بو ُب سند الطريقة‪ ،‬كىػذا الفػرع ىػو مػن أعػرؽ فػركع القادريػة كأقػدمها عهػدان‬
‫بالديار ا‪٤‬بصرية‪ ،‬كعدد ا‪٤‬بنتسبْب للقادرية القا‪٠‬بية كبّب جدا‪.‬‬
‫ق ػػاؿ‪ :‬كللقادري ػػة القا‪٠‬بي ػػة ف ػػرع ُب ال ىف ػ ػيٌوـ‪ ،‬كش ػػيخ الطريق ػػة ىن ػػاؾ ى ػػو الش ػػي م م ػػود عب ػػد‬
‫التواب الف اري‪ ،‬من قبيلػة فػزارة العربيػة الػٍب شػارؾ رجا‪٥‬بػا ُب فػتح مصػر ٍب اسػتوطنوا ال ىف ػيٌوـ كمػا‬
‫حو‪٥‬با ُب جنوب مصر‪.‬‬
‫كقػػد نشػػأ الشػػيخ ‪٧‬بمػػود نشػػأة صػػوفية مػػن صػػغره‪ ،‬كتلقػػى معػػآب الطريػػق مػػن كالػػده‪ٍ ،‬ب مػػن‬
‫شيخو السيد أ‪ٞ‬بد عبد ا‪٢‬بي األشهب‪ ،‬شيخ القادرية ىناؾ ُب كقتو‪.‬‬
‫كتلق ػػى الش ػػيخ تعليم ػػا أزىريػ ػان ح ػػٌب ‪ٚ‬ب ػػرج ُب كلي ػػة اللغ ػػة العربي ػػة س ػػنة ُّٔٗر‪،‬إال أن ػػو ع ػػاد‬
‫كحصل على بكالوريوس العلوـ من قسم ا‪١‬بيولوجيػا ٔبامعػة اإلسػكندرية سػنة ُٕٔٗر‪ ،‬كأكمػل‬
‫دراستو العليا ُب جامعة (كيزيػر بػورج) بأ‪٤‬بانيػا‪ ،‬حيػث حصػل علػى درجػة ا‪٤‬باجسػتّب ُب ا‪١‬بيولوجيػا‬
‫التطبيقيػػة‪ٍ ،‬ب سػػجل ىنػػاؾ موضػػوعو للػػدكتوراه‪ ،‬كعمػػل بعػػد ذلػػك مستشػػاران فني ػان لشػػركة( فيلػػبس‬
‫ىوزمػػاف)‪ ،‬حيػػث تنقػػل ُب العديػػد مػػن الػػدكؿ العربيػػة كاألكركبيػػة كاآلسػػيوية‪٩ ،‬بػػا يسػػر لػػو االلتقػػاء‬
‫بالقادرية ُب ىذه البلداف‪ ،‬خاصة ُب أ‪٤‬بانيا كا‪٥‬بند كنيجّبيا‪ٍ ،‬ب عاد الشيخ إٔب مصر ليتؤب شؤكف‬
‫القادرية بال ىفػيٌوـ بعد كفاة الشيخ أ‪ٞ‬بد عبد ا‪٢‬بي األشهب‪.‬‬
‫فأقػػاـ مركػزان إسػػبلميان للطريقػػة القادريػػة علػػى ىيئػػة ٭بػػوذج مصػػغر مػػن مسػػجد الصػػخرة بالقػػدس‬
‫الش ػريف عل ػػى طري ػػق الق ػػاىرة عل ػػى أط ػراؼ بل ػػدة س ػػنهورس‪ ،‬كق ػػاـ ببن ػػاء العدي ػػد م ػػن ا‪٤‬بس ػػاجد‬
‫كالكتاتيب لتحفيظ القرآف‪ ،‬إٔب جانب بعض ا‪٤‬بؤسسات العبلجية‪.‬‬

‫‪564‬‬
‫كللشيخ أتباع كثر‪ ،‬كقد عرؼ عنو أنو ال يعطي العهد القادرم للمريد إال بعد أف يتفقو كيتػوب‬
‫كيكثػػر مػػن اجملاىػػدات كالعبػػادات كالػػذكر كخصوص ػان اإلسػػتغفار حػػٌب يظهػػر عليػػو الزىػػد كعػػدـ‬
‫التعلق ُب ملذات الدنيا كشهواهتا‪ ،‬عندئذ يعطيو العهد‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬أمػػا أكثػػر أعمػػا‪٥‬بم ركعػػة‪ ،‬فهػػو ىػػذا ا‪١‬بهػػد ا‪٥‬بائػػل الستصػػبلح األراضػػي البػػور بصػػحراء‬
‫الف ػ ػيوـ‪ ،‬إذي أق ػػاـ الش ػػيخ ‪٥‬ب ػػذا الغ ػػرض رباط ػػات ص ػػوفية بالص ػػحراء‪ ،‬كأعطاى ػػا ا‪٠‬ب ػ ػان يتواف ػػق م ػػع‬
‫مقتضيات العصر ىو‪( :‬شركة النور ا‪١‬بيبل٘ب) كيربط شيخ الفيوـ بْب إنبػات األرض ا‪١‬بػرداء كبػْب‬
‫إصػػبلح النفػػوس الغافلػػة‪ ،‬فهػػو يػػأمر كػػل مريػػد قػػادرم ىن ػاؾ بػػأف يػػركم ُب الصػػحراء مػػن ىػػذه‬
‫األرض الٍب يصلحوهنا فدانا على األقل‪ ،‬مهما كانت ا‪٤‬بكانػة االجتماعيػة ‪٥‬بػذا ا‪٤‬بريػد بػْب النػاس‪،‬‬
‫كتتػؤب الطريقػة حاليػا استصػبلح ََُٓ فػداف بػالفيوـ‪ ،‬كبضػعة آالؼ أخػرل بالصػحراء الغربيػة‬
‫كيتملك مريدك القادرية ىذه األرض بعد إحيائها‪.‬‬
‫كٓب يؤلف الشيخ كتبػان إ٭بػا اكتفػى ٗبػا ألفػو شػيخو السػيد أ‪ٞ‬بػد األشػهب فإنػو تػرؾ ثػبلث مؤلفػات‬
‫كىي‪:‬‬
‫ُ) ىداية ا‪٤‬بريد ُب معرفة عقائد التوحيد‬
‫ِ) كىداية السالكْب( شعر صوُب)‬
‫ّ) النصيحة ا‪٤‬برضية ُب عقائد الدين كاألكراد القادرية‪.‬‬

‫وقاؿ‪ :‬عن القادرية الفارضية‪:‬‬


‫ٖٔ‪ .‬أخذت ىذا االسم نسبة إٔب الشي السيد م مد الفارضػي ال ي ػي ال سػني األصػل‪ ،‬إذ‬
‫كػػاف يتػػؤب إثبػػات فػػركض النسػػاء علػػى الرجاؿ‪(،‬فلقػػب بالفارضػػي) تػػوُب سػػنة ُِٖٓ ىجريػػة‪،‬‬
‫كىو ابن السيد سليماف ابن السيد سليماف زىّب ا‪٣‬بضرم ابن السيد حسن ابن السيد علي ابػن‬
‫السيد أ‪ٞ‬بد ابػن السػيد نػور الػدين ابػن السػيد عبػد ا‪١‬ب َّػواد ابػن السػيد أ‪ٞ‬بػد ابػن السػيد ‪٧‬بمػد ابػن‬
‫السػػيد عػػبلء الػػدين علػػي ا‪١‬بػػيبل٘ب قاضػػي ا‪٣‬بليفػػة‪ ،‬أكؿ مػػن اسػػتوطن مصػػر مػػن ذريػػة السػػيد عبػػد‬
‫العزيز ابن السيد عزالدين حسْب ابن السيد مشس الدين ‪٧‬بمد األكحل ابن السيد حساـ الدين‬
‫‪٧‬بمػػد ًش ٍرشػػيق ابػػن السػػيد ‪٧‬بمػػد ا‪٤‬بلقػػب با‪٥‬بتػػاؾ كبالػػذىيب ابػػن السػػيد أيب بكػػر عبػػد العزيػػز ابػػن‬
‫السيد اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪.‬‬

‫‪565‬‬
‫كىذا الفرع قد‪ٙ‬به ُب مصر‪ ،‬كانت بدايتو على يد السػيد عػبلء الػدين علػي الػذم اسػتوطن مصػر‬
‫ىو كأكالده‪ ،‬كنزلوا ُب الزاكية الٍب تسمى زاكية الشيخ عدم بن مسػافر رضػي اهلل عنػو‪ ،‬كإف يكػن‬
‫الشػػيخ عػػدم ٓب يسػػتوطن مصػػر كٓب يػػدفن هبػػا‪ ،‬إ٭بػػا قػػربه ُب بلػدة(آللًش) ٔببػػل ىكػػار مػػن أعمػػاؿ‬
‫ا‪٤‬بوصل‪.‬‬

‫قلػػت‪ :‬أمػػا دخػػوؿ الطريقػػة القادريػػة إٔب مصػػر فكػػاف قبػػل ذلػػك علػى يػػد السػػيد عيسػػى ابػػن‬
‫اإلماـ عبد القادر‪ ،‬كقبلو على يد الشيخ بديع الدين ا‪٤‬بصرم زمن اإلماـ عبد القادر‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كمقػر ىػذه الطريقػة ىػو" جػامع السػادة القادريػة" الكػائن بالقرافػة الصػغرل بالقػاىرة كىػو‬
‫مسػػجد عتيػػق‪ ...‬يقػػع علػػى ٲبػػْب الشػػارع ا‪٤‬بسػػمى بشػػارع (سػػكة القادريػػة)‪ ،‬كا‪٤‬بػػؤدم إٔب قرافػػة‬
‫اإلماـ الشافعي رضي اهلل عنو‪.‬‬

‫قاؿ‪ :‬كيوجد ُب إيوانات ا‪١‬بامع ستة قبور كىي‪:‬‬


‫قرب السيد ‪٧‬بمد ابن السيد عبلء الدين علي‪،‬‬
‫كابنو السيد موسى‪،‬‬
‫كابنو السيد زين الدين ‪٧‬بمد ابن السيد موسى‪،‬‬
‫كالسيد حسن بن ‪٧‬بمد بن عبد القادر بن علي ابن السيد مشس الدين ‪٧‬بمد األكحل‬
‫كأخوه السيد علي‬
‫كابنو السيد عبد القادر بن حسن بن ‪٧‬بمد‪.‬‬

‫ٗٔ‪ .‬قاؿ ‪:‬كالشيخ ا‪٢‬بإب للطريقة ىػو ‪:‬الشي السيد مسعود ح ازي بن عبػد السػ ـ ح ػازي‬
‫ابن السيد مسعود القادري‪ ،‬قاؿ ‪:‬كيعود نسبو إٔب السيد ‪٧‬بمد الفارضي‬
‫قاؿ‪ :‬كالشيخ مسعود ىو شخصية نشطة‪ ،‬يعمل بكل طاقتو على بعث الطريقة إٔب سابق‬
‫عهدىا بعد االنقطاع الطويل‪.‬‬

‫‪566‬‬
‫قاؿ‪ :‬كقد ا‪ٚ‬بذ الشيخ مسعود للطريقػة مػن جػامع السػادة القادريػة مقػران‪ ،‬كمػا كػاف األمػر ُب‬
‫العهد األكؿ‪ٍ ،‬ب عمل على إحيػاء فػركع طريقتػو باحملافظػات احمليطػة بالقػاىرة‪ ،‬متخػذان ُب كػل فػرع‬
‫منها نائبان للطريقة‪ ،‬كىذه الفركع ىي‪:‬‬
‫س) كبو مسجد ملحق بو مركز لتحفيظ القرآف‬ ‫فرع ٗبحافظة ا‪١‬بيزة ببلدة( كفر طى يه ٍريم ٍ‬
‫كفرع ٗبحافظة الدقهلية‪ ،‬ببلدة( ًشربْب)‬
‫كثبلثة فركع ٗبحافظة الشرقية‪ ،‬موزعة بْب أيب ‪ٞ‬باد‪ ،‬كمنيا القمح‪ ،‬ككفر مسعود حجازم‪.‬‬
‫كبكل فرع منها مسجد ملحق بو مركز لتحفيظ القرآف‪ ،‬كقػاؿ ٗبػا معنػاه‪ :‬إنػو ٰبػث ا‪٤‬بريػدين علػى‬
‫أداء الفرائض كالقياـ بفضائل األعماؿ كحضور ‪٦‬بلس الذكر األسبوعي‪.‬‬
‫إىػ كبلـ ا‪٤‬بؤلف يوسف زيداف ملخصان‪.‬‬

‫٘ٔ‪ .‬ومنهم الشي السيد تاج العارفين القادري بن عبد القادر بن أحمد بن سليماف الدمشقي‬
‫القادري‪ ،‬ولد سنة ‪ٕٔٓٚ‬ىػ ‪ٔٙٔٛ‬ر‪.‬‬
‫ففػػي تػػاريخ علمػػاء دمشػػق كأعياهنػػا للمػؤلفْب ‪٧‬بمػػد مطيػػع ا‪٢‬بػػافظ‪ ،‬كنػزار أباظػػة‪ ،‬قػػاؿ احملػػيب فيػػو‪:‬‬
‫أحد صدكر ا‪٤‬بشايخ كرؤساء احملافل بدمشق‪ ،‬كاف شيخان موقران عإب ا‪٥‬بمػة مبسػوط الكػف ‪ٞ‬بػوالن‬
‫صبوران مداكمان على العبادة ال يفػَب عنهػا‪ ،‬كلػزـ مػدة حياتػو الػَبدد إٔب ا‪١‬بػامع األمػوم ُب السػحر‪،‬‬
‫كلو تصرؼ عجيب كعقل كافر‪ ،‬كبا‪١‬بملة فإنو كاف من الرؤساء األخيار إىػ‬
‫قػػاؿ‪ :‬ككػػاف لػػو نوبػػة مػػع أخويػػو صػػاّب كسػػليماف ُب خدمػػة مػزار الشػػيخ أرسػػبلف الدمشػػقي‪ ،‬ككػػاف‬
‫ىو القائم بأعباء أمور أخويو كمتعلقاهتما‪.‬‬
‫تػػوُب بدمشػػق ُب منتصػػف ربيػػع األكؿ‪ ،‬سػػنة َُٗٗ ى ػ ُٖٖٔر‪ ،‬كدفػػن بزاكيػػة أس ػرتو عنػػد أبيػػو‬
‫كجده‪.‬‬

‫‪ .ٔٙ‬كأمػػا شػػقيقو الشػػي السػػيد سػػليماف بػػن عبػػد القػػادر‪ ،‬فقػػد قػػاؿ ا‪٤‬بؤلػػف ‪٧‬بمػػد درنيقػػة ُب كتابػػو‬
‫أعبلـ القادرية نقبل عن( سلك الدرر ُب أعياف القرف الثا٘ب عشر) حملمد ا‪٤‬برادم‪:‬‬
‫"كلػػد (أم السػػيد سػػليماف) بدمشػػق كهبػػا نشػػأ كتعلػػم علػػى مشاٱبها‪:‬الشػػيخ السػػيد عبػػد الوىػػاب‬
‫الفرفورم مفٌب دمشق‪ ،‬كالشيخ ‪٪‬بم الدين الغزم‪.‬‬

‫‪567‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬ككػػاف يػػدرس بعػػد العصػػر عنػػد ‪٧‬ب ػراب الشػػافعية با‪١‬بػػامع األمػػوم‪ ،‬قػػاـ ٔبولػػة ُب أ‪٫‬بػػاء‬
‫تركيػة‪ٍ ،‬ب عػاد إٔب دمشػق حيػث تقلػد عػدة كظػائف منهػا‪ :‬تػدريس السػليمانية بصػا‪٢‬بية دمشػق‪،‬‬
‫كخطابػة السػػليمانية با‪٤‬بيػداف األخضػػر‪ ،‬ككعػظ السػػنانية‪،‬ككاف مبلزمػان كمواظبػان علػى خدمػػة الشػػيخ‬
‫أرسبلف‪.‬‬
‫تػػوُب السػػيد سػػليماف بدمشػػق عػػاـ ُُُٓى ػ َُّٕر‪ ،‬ك٘بػػدر اإلشػػارة إٔب أف أخويو‪،‬صػػاّب‬
‫كتاج العارفْب كانا قادريْب مثلو‪.‬‬

‫‪ .ٔٚ‬كمنهم الشي سيف الدين بن زيد القادري‬


‫قػػاؿ درنيقػػة نقػبلن عػػن سػػلك الػػدرر للمػرادم‪ ":‬كػػاف حيػان سػػنة َُّّىػػ‪ ،‬كانػػت لػػو زاكيػػة ُب‬
‫بيػػت ا‪٤‬بقػػدس يؤمهػػا أخ ػواه السػػيد أ‪ٞ‬بػػد كمنيػػب كأبنػػاء أعمػػامهم‪ ،‬كقػػد اشػػتهركا ‪ٝ‬بيع ػان بالصػػبلح‬
‫كالتقول كالعلم‪ ،‬كآؿ زيد ُب فلسطْب ىم فرع من كيبلنية ‪ٞ‬باه‪.‬‬
‫‪ .ٔٛ‬كمنهم الشي السيد صالح الكي ي‬
‫قػػاؿ الشػػيخ ‪٧‬بمػػد ‪ٝ‬بيػػل الشػػطي ُب كتابػػو أعيػػاف دمشػػق نق ػبلن عػػن البيطػػار ُب تارٱبػػو‪ :‬ىػػو‬
‫السػػيد صػػاّب ابػػن السػػيد ‪٧‬بمػػد ابػػن السػػيد صػػاّب الكػػيبل٘ب‪ ،‬كلػػد سػػنة َُُٖى ػ‪ ،‬كنشػػأ ُب حجػػر‬
‫كالده على العلم كالعبادة‪ ،‬كقد كاف من أعياف دمشق‪.‬‬
‫قػػاؿ الشػػطي‪ :‬كتػػؤب النيابػػات ُب ‪٧‬بػػاكم دمشػػق الشػػرعية‪ ،‬كىػػو كالػػد السػػيد سػػليم أفنػػدم ا‪٤‬بتػػوَب‬
‫سنة َُُّ ىػ عن كلديػو عبػد القػادر أفنػدم ا‪٤‬بتػوَب سػنة ُُّٗ ى ػ كعلػي أفنػدم ا‪٤‬بتػوَب سػنة‬
‫َُّْىػ‪.‬‬
‫توُب السيد صاّب سنة ُِٖٕ ىػ‪.‬‬

‫‪ .ٜٔ‬قاؿ الشطي‪ :‬كأما كالد الشيخ صاّب فهو‪ :‬السػيد م مػد ابػن السػيد صػالح ابػن السػيد عبػد‬
‫القادر ابن السيد إبػراىيم ابػن السػيد ػرؼ الػدين‪ ،‬ال نفػي الدمشػقي الشػهير بػالكي ي‪،‬‬
‫نسبة إٔب سيدنا عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٢‬بسِب قدس اهلل سره‪.‬‬
‫كلػ ػػد سػ ػػنة ُُّٕى ػ ػػ‪ ،‬كنشػ ػػأ ُب حجػ ػػر كالػ ػػده‪ ،‬كاجتهػ ػػد ُب طلػ ػػب العلػ ػػم‪ ،‬كأجػ ػػازه السػ ػػادة‬
‫األفاضل‪ ،‬كألف الكتب كالرسائل‪ ،‬كمن مؤلفاتو" نسمات األسحار ُب فضائل العشرة األبرار"‪.‬‬

‫‪568‬‬
‫كبا‪١‬بملػة فقػػد كػػاف مػػن السػػادات الصػػا‪٢‬بْب كاألفاضػل ا‪٤‬بعتقػػدين‪ ،‬ناىجػان هنػػج أسػػبلفو‪ ،‬مشػػهوران‬
‫ٕبسن أكصػافو‪ ،‬ككانػت كفاتػو بدمشػق الشػاـ سػنة ُِْْ‪ ،‬كدفػن ُب سػفح قاسػيوف بَببػة سػيدنا‬
‫ذم الكفل عليو السبلـ‪ ،‬ر‪ٞ‬بة اهلل عليو‪.‬‬
‫قاؿ الشطي‪ :‬أثبت العبلمة ا‪٤‬برادم ُب تارٱبو تراجم ‪ٝ‬بلة مػن أسػبلؼ صػاحب الَب‪ٝ‬بػة كأثػُب‬
‫عليهم‪ ،‬كذكر ُب تر‪ٝ‬بة جػد ا‪٤‬بػَبجم السػيد عبػد القػادر بيػاف سػبب انتقػا‪٥‬بم مػن ‪ٞ‬بػاه أب دمشػق‬
‫كذلك سنة ُُّْ ىػ‪.‬‬

‫ٕٓ‪ .‬ومنهم الشي السيد صفي الدين بن م مد الكي ي‬


‫قاؿ درنيقة نقبل عن األعبلـ للزركلي‪ ،‬كا‪٤‬بعجم لكحالة‪ٝ :‬بع بْب األدب كالطػب كالتصػوؼ‪،‬‬
‫جاكر ٗبكة ا‪٤‬بكرمة حٌب كفاتو عاـ ََُُىػ َُُٔر‪ ،‬كلو‪:‬‬
‫شرح القصيدة ا‪٣‬بمرية البن الفارض‪ ،‬كعدة مؤلفات ُب الطب‪ ،‬كىو أحد أعياف مشايخ الطريقة‬
‫القادرية‪.‬‬

‫ومنهم الشي الكبير العارؼ السيد ظبياف الكي ي‬ ‫ٕٔ‪.‬‬


‫قاؿ الشطي‪ :‬تر‪ٝ‬بو لنا حفيده األستاذ الفاضل الشيخ ‪٧‬بمد علي ظبياف‪ ،‬قاؿ مػا ‪٨‬بتصػره‪":‬‬
‫ىو العآب الفاضل كا‪٤‬برشد الكامل‪ ،‬صاحب الكرامات الظاىرة‪ ،‬الشػيخ ‪٧‬بمػد ظبيػاف ابػن الشػيخ‬
‫يوس ػػف ب ػػن عب ػػد الع ػػاؿ ب ػػن ‪٧‬بم ػػد ب ػػن ‪٧‬بم ػػد اب ػػن كٕب اهلل الش ػػيخ ‪٧‬بم ػػود الك ػػيبل٘ب دف ػػْب قري ػػة‬
‫جّبكد‪...‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كنشػػأ ُب حجػػر كالػػده‪ ،‬كقػػد أدخلػػو كالػػده ا‪٤‬بػػذكور ُب أحػػد الكتاتيػػب القرآنيػػة‪ ،‬فػػتعلم‬
‫القػػرآف‪ ،‬كأصػػوؿ الكتابػػة كالق ػراءة‪ٍ ،‬ب أدخلػػو ُب مدرسػػة ا‪٤‬بػػبل عثمػػاف الكػػردم‪ ،‬فق ػرأ فيهػػا الفنػػوف‬
‫األدبيػػة كالعلػػوـ الشػػرعية مػػن فقػػو كحػػديث كتفسػػّب‪ ،‬كحضػػر دركس ػان كثػػّبةن علػػى علمػػاء دمشػػق‪،‬‬
‫كاحملػػدث الشػػيخ السػػيد عبػػد الرح ػ ممن الكزبػػرم‪ ،‬كالفقيػػو الشػػيخ عبػػد الرح ػ مم مُف الطي ػيب كغّبٮبػػا‪،‬‬
‫ك‪٤‬بػا حضػػر إٔب دمشػق العبلمػػة التقػػي السػيد علػػي أفنػدم الكػػيبل٘ب شػػيخ الطريقػة القادريػػة ٕبمػػاه‪،‬‬
‫أخذ ا‪٤‬بتىػ ٍر ىج ٍم عنو الطريقة ا‪٤‬بػذكورة كلقنػو الػذكر‪ ،‬كأدخلػو ُب ا‪٣‬بلػوة‪ ،‬كبعػد أف خػرج منهػا كتػب لػو‬
‫إجػػازة بنش ػر الطريقػػة كإرشػػاد ا‪٣‬بليق ػة‪ ،‬فقػػاـ بأعبائهػػا خػػّب قيػػاـ‪ ،‬كالتػػف حولػػو كثػػّب مػػن األنػػاـ‪،‬‬
‫يسَبشدكف بإرشادتو‪ ،‬كيلتمسوف صػاّب دعواتػو‪ ،‬ككػانوا يراجعونػو لبلستشػفاء فّبقػيهم بآيػات مػن‬

‫‪569‬‬
‫القرآف الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬كٰبصل ‪٥‬بم الشفاء بإذف اهلل تعأب‪ ،‬كقد اشتهرت كراماتػو ُب دمشػق كغّبىػا مػن‬
‫الببلد الشامية‪،‬كلوال خوؼ اإلطالة لسردنا شيئان منها‪.‬‬
‫كك ػػاف مهي ػػب الطلع ػػة جه ػػورم الص ػػوت ش ػػجاعان ص ػػرٰبان ُب نص ػػحو‪ ،‬ال تأخ ػػذه ُب اهلل لوم ػػة‬
‫الئم‪ ،‬ككاف يزكره الكثّب من الوالة كا‪٤‬بشّبين كا‪٢‬بكػاـ‪ ،‬فينصػحهم كيػأمرىم بالعػدؿ كالر‪ٞ‬بػة‪ ،‬كرٗبػا‬
‫أغلػػظ علػػيهم ُب القػػوؿ‪ ،‬ككػػاف سػػخيا كرٲبػان‪ ،‬يعطػػف علػػى الفقػراء كا‪٤‬بسػػاكْب‪ ،‬كمػػا زاؿ علػػى ىػػذا‬
‫ا‪٢‬باؿ حٌب توفاه اهلل ُب اليوـ العاشر من رجب سنة ُِٖٖ ىػ‪ ،‬كدفن ُب تربتو ا‪٣‬باصػة ُب مقػربة‬
‫باب مصر ظاىر دمشق ر‪ٞ‬بو اهلل ر‪ٞ‬بة كاسعة‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كتر‪ٝ‬ب ػو العبلمػػة البيطػػار ُب تارٱبػػو كقػػاؿ‪ :‬كػػاف لػػو أط ػوار غربيػػة كأح ػواؿ عجيبػػة‪ ،‬ككػػاف‬
‫يقصػػده الرجػػاؿ كالنسػػاء مػػن كػػل جانػػب‪ ،‬ىػػذا يسػػألو عػػن ٘بارتػػو‪ ،‬كىػػذا عػػن زكجتػػو‪ ،‬كىػػذا عػػن‬
‫سػػفره‪ ،‬كىػػذا عػػن شػراكتو‪ ،‬ككػػل كاحػػدة مػػن النسػػاء تسػػألو عػػن شػػيء ‪٨‬بصػػوص‪ ،‬كىػػو تػػارة ٯبيػػب‬
‫السػػائل بلسػػاف مفهػػوـ‪ ،‬كتػػارة يػػتكلم بكػػبلـ غػػّب معلػػوـ‪ ،‬ككػػاف يػػرد عليػػو مػػن ا‪٤‬بػػاؿ مبلػ عظػػيم‪،‬‬
‫كمػػن ا‪٥‬بػػدايا مقػػدار جسػػيم‪ ،‬كمػػا زاؿ يعلػػو مقامػػو‪ ،‬كيعظػػم احَبامػػو‪ ،‬كتقصػػده الػػوزراء‪ ،‬كالوجػػوه‬
‫كالكرباء‪،‬إٔب أف توُب تغمده اهلل بر‪ٞ‬بتو‪.‬‬

‫ٕٕ‪ .‬ومنهم الشي السيد سعيد أفندي الكي ي ي الطريقة‬


‫قػػاؿ درنيقػػة نق ػبلن عػػن كتػػاب (نفح ػة الشػػاـ) كػػاف حي ػان عػػاـ َُّّىػ ػ مػػن أعيػػاف دمشػػق‬
‫كمشايخ القادرية فيها‪....‬‬
‫كقػػاؿ الشػػيخ الشػػطي‪ :‬تر‪ٝ‬بػػو األسػػتاذ البيطػػار ُب تارٱبػػو قػػاؿ‪ :‬ىػػو السػػيد سػػعيد ابػػن السػػيد‬
‫صػػاّب ابػػن السػػيد ‪٧‬بمػػد ابػػن السػػيد صػػاّب ابػػن السػػيد عبػػد القػػادر ابػػن السػػيد إبػراىيم ابػػن السػػيد‬
‫شرؼ الدين ابن السيد أ‪ٞ‬بد ابن السيد علي ا‪٥‬بامشي ابػن السػيد أ‪ٞ‬بػد شػهاب الػدين ابػن السػيد‬
‫قاسػػم شػػرؼ الػػدين ابػػن السػػيد ٰبػػٓب ‪٧‬بيػي الػػدين ابػػن السػػيد حسػػن نػػور الػػدين ابػػن السػػيد علػػي‬
‫عبلء الدين ابػن السػيد ‪٧‬بمػد مشػس الػدين ابػن السػيد ٰبػٓب سػيف الػدين كىػو أكؿ مػن نػزؿ ‪ٞ‬بػاه‬
‫كاستوطنها ابن السيد أ‪ٞ‬بػد ظهػّب الػدين ابػن السػيد ‪٧‬بمػد أيب النصػر ابػن السػيد قاضػي القضػاة‪،‬‬
‫نصر ابن السيد اإلمػاـ عبػد الػرزاؽ ابػن السػيد اإلمػاـ القطػب الغػوث عبػد القػادر ا‪١‬بػيبل٘ب قػدس‬
‫اهلل سره‪.‬‬

‫‪571‬‬
‫كلد ا‪٤‬بتىػ ٍر ىجم سنة ُِّٕىػ ُب دمشق‪ ،‬كنشأ ُب الطاعة كالتقػول‪ ،‬كجعػل داره مػورد ا‪٤‬بريػدين‬
‫كمػأكل القاصػدين‪ ،‬كصػار مػن أعيػاف دمشػػق كرؤسػائها‪ ،‬كمنػذ شػب خطبتػو ا‪٤‬بناصػب كرفعتػػو إٔب‬
‫أعلى ا‪٤‬براتب‪ ،‬كقد (كٕب رياسة البلدية بدمشق) كانتخب عضػوا ُب ‪٦‬بلػس إدارة سػورية‪ ،‬كىػو مػع‬
‫ذلك لطيف متواضع‪ ،‬ليس على بابو مانع‪ ،‬كثّب الػوداد‪ ،‬يسػاعد ا‪٤‬بريػد علػى ا‪٤‬بػراد‪ ،‬حػا‪ٛ‬بي الكػرـ‬
‫علوم ا‪٥‬بمم‪ ،‬سػّبتو حسػنة‪ ،‬كمشائلػو مستحسػنة‪ ،‬حسػن ا‪٥‬بيئػة‪ ،‬منػور الشػيبة‪،‬مهاب عنػد ا‪٣‬باصػة‬
‫كالعام ػػة‪ ،‬ككان ػػت كفات ػػو س ػػنة س ػػت عش ػػرة كثبل‪ٜ‬بائ ػػة كأل ػػف ُُّٔى ػ ػ ر‪ٞ‬ب ػػو اهلل تعأب‪.‬أى ػ ػ كذك ػػر‬
‫الشطي أبياتان ُب مدح السيد سعيد الكيبل٘ب للشاعر ا‪٥‬ببلٕب نزيل دمشق‪،‬منها‪:‬‬
‫‪٠‬بػ ػ ػ ػػا بسػ ػ ػ ػػماء أقمػ ػ ػ ػػار السػ ػ ػ ػػعود‬ ‫بركح ػ ػ ػػي م ػ ػ ػػن ب ػ ػ ػػِب ك ػ ػ ػػيبلف ب ػ ػ ػػدر‬
‫كأكٔب ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالَبقي كالص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعود‬ ‫أج ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ذري ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الزى ػ ػ ػ ػ ػ ػراء أجل ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫هبػػم كجػػدم ا‪٤‬بقػػيم هبػػم كجػػودم‬ ‫فه ػ ػ ػ ػػم ركح ػ ػ ػ ػػي كرٰب ػ ػ ػ ػػا٘ب كراح ػ ػ ػ ػػي‬
‫القادريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػودم‬
‫ي‪،‬ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫يب النوباكج ػ ػ ػ‬ ‫ٖٕ‪ .‬والشي السيد عبد ال ميد ابن الشي‬
‫ق ػ ػػاؿ النبه ػ ػػا٘ب‪ :‬ص ػ ػػاحب الوالي ػ ػػة الظ ػ ػػاىرة كالكرام ػ ػػات الب ػ ػػاىرة ا‪٤‬بوج ػ ػػود اآلف ُب الق ػ ػػدس‬
‫الشريف‪ ...‬كقد اجتمعت بو ُب القدس سنة َُّٓىػ ككنت إذ ذاؾ رئيس ‪٧‬بكمة ا‪١‬بػزاء فيهػا‪،‬‬
‫فاعتقدتو كرأيت كثّبان من الناس يعتقدكنو كال يشكوف ُب كاليتو‪ ،‬كقد مػررت مػع بعضػهم ُب دار‬
‫خربػػة ُب خػػارج القػػدس فقػػاؿ ٕب‪ :‬ىػػذه الػػدار دار بػػدر أفنػػدم ا‪٣‬بالػػدم‪ ،‬ككػػاف قػػد آذل الشػػيخ‬
‫عبد ا‪٢‬بميد النوبا٘ب إذ ىو رئيس كتاب احملكمة الشرعية ُب القدس كمػن أج ِّػل كجهائهػا ككربائهػا‬
‫كأصحا بالسلطة فيها ‪ ،‬فلما آذاه توجو إٔب ىذه الدار فوقف ُب مقابلتهػا كصػار ٱباطبهػا كيقػوؿ‬
‫‪٥‬با ‪:‬خراب يا دار خراب يا دار ‪ ،‬فما مضت سنة من قولو ىذا إال كقد اختل عقل بػدر أفنػدم‬
‫كمػػات‪ٍ ،‬ب خربػػت الػػدار كصػػارت علػػى ىػػذه ا‪٢‬بالػػة‪ ،‬كبعػػد ذلػػك دخػػل ا‪٣‬بلػػل علػػى عقػػوؿ بعػػض‬
‫ذريتػػو كىػػم إٔب اآلف كػػذلك‪ ،‬كصػػاركا يكرمػػوف الشػػيخ عبػػد ا‪٢‬بميػػد كثػّبان كيتربكػػوف بػػو ليػػدعو ‪٥‬بػػم‬
‫كيتعػػاطى أسػػباب زكاؿ اخػػتبلؿ العقػػل عػػنهم‪ ،‬كىػػم مػػن أعػػز أصػػحابو اآلف ُب القػػدس كأكثػػرىم‬
‫إكراما لو‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كمػػن كراماتػػو‪ :‬أ٘ب بعػػد أف جئػػت إٔب بػػّبكت ُب كظيفػػٍب رئاسػػة ‪٧‬بكمػػة ا‪٢‬بقػػوؽ فيهػػا‬
‫الٍب أنا موظف فيها إٔب اآلف سنة ُِّْ ىػ بتيسّب اهلل تعأب‪ ،‬كذلػك مػن سػنة َُّٓ ى ػ أل٘ب‬
‫ٓب أقػػم ُب رئاسػػة ‪٧‬بكمػػة القػػدس ا‪١‬بزائيػػة إال ‪٫‬بػػو ‪ٜ‬بانيػػة أشػػهر‪ ،‬حضػػر إٔب ب ػػّبكت الش ػػيخ عبػػد‬
‫ا‪٢‬بميد ا‪٤‬بػذكور مػرتْب‪ ،‬فدعوتػو ُب ا‪٤‬بػرة األكٔب إٔب العشػاء ككنػت قػد أخػذت كرؽ الػدكإب ككوسػا‬

‫‪570‬‬
‫كنوعػػا مػػن الفاصػوليا يشػػبو الفػػوؿ كا‪٢‬بمػػص كلػػو قػػركف كقػػركف الفػػوؿ ( يعػػِب البازلَّػػة)‪ ،‬فلمػػا جػػاء‬
‫عنػدم الشػػيخ عبػػد ا‪٢‬بميػػد إٔب احملكمػػة قلػػت لػو‪ :‬أريػػد أف أتعشػػى معػػك ُب ىػػذه الليلػػة‪ ،‬فأجػػاب‬
‫إٔب ذلك ‪،‬فقلػت لػو احػزر مػا تأكلػو ُب ىػذا العشػاء‪ ،‬فقػاؿ ٕب علػى البداىػة‪ :‬كرؽ دكإب‪ ،‬فقلػت‬
‫لو‪ :‬ىذا معلوـ ُب ىػذه األيػاـ أيػاـ الربيػع احػزر غػّبه فقػاؿ‪ :‬ككوسػا‪ ،‬فقلػت لػو‪ :‬ىػذا أيضػا معلػوـ‬
‫ُب ىػػذه األيػػاـ فػػاحزر غػػّبه‪ ،‬فقػػاؿ‪ :‬شػػيء مثػػل الفػػوؿ ال أعػػرؼ ا‪٠‬بػػو‪ ،‬قػػاؿ النبهػػا٘ب‪ :‬كىػػذا النػػوع‬
‫أم (البازلػػة) كانػػت قليلػػة كقلمػػا يزرعهػػا أىػػل ىػػذه الػػببلد كإ٭بػػا استحضػػركىا مػػن بػػبلد الف ػرنج‪،‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬فقػػد رآىػػا ببصػػّبتو كلكنػػو ال يعػػرؼ ا‪٠‬بهػػا لعػػدـ كجودىػػا ُب بػػبلده‪ ،‬فػػانظر ‪٥‬بػػذا الكشػػف‬
‫الصحيح الصريح‪.‬‬
‫ٍب ذكػػر لػػو النبهػػا٘ب عػػدة كرامػػات أخػػرل‪ٍ ،‬ب قػػاؿ‪ :‬كىػػو موجػػود إٔب اآلف مقػػيم ُب القػػدس ‪،‬‬
‫نفعنا اهلل بربكاتو كبركات أسبلفو الطيبْب الطاىرين‪ .‬إىػ‬

‫ٕٗ‪ .‬ومنهم الشي السيد قيب األ راؼ عبد الرحمن بػن عبػد القػادر الكي ػي‪ ،‬أحػد مشػاىير‬
‫مشاي الطريقة‬
‫قػػاؿ درنيقػػة نقػػبل عػػن سػػلك ال ػدرر للم ػرادم‪ ":‬كلػػد ٕبمػػاه عػػاـ َُُّىػ ػ ُُٕٕر‪ ،‬قػػدـ‬
‫دمشػػق مػػع كالػػده حيػػث درس علػػى بعػػض الشػػيوخ مػػنهم‪ :‬الشػػيخ أ‪ٞ‬بػػد ا‪٤‬بنيػػِب ك‪٧‬بمػػد الكػػردم‬
‫كصػػاّب ا‪٢‬بنيػػِب كحسػػن ا‪٤‬بصػػرم نزيػػل دمشػػق كأ‪ٞ‬بػػد البهػػِب‪ٍ ،‬ب سػػافر إٔب األسػػتانة كعػػاد متقلػػدان‬
‫نقابة أشراؼ دمشق مع رتبة السليمانية‪.‬‬
‫قػػاؿ‪ :‬كُب أكاخػػر عمػػره أصػػابتو أمػراض عديػػدة فػػانزكل ُب داره يػػدرس بعػػض العلػػوـ ال سػػيما‬
‫كأنو قد برع بالعلم كاألدب نثران كشعران‪.‬‬
‫توُب بدمشق عاـ ُُِٕىػ ُٖٕٓر‪ ،‬كدفن بَببة الباب الصغّب‪،‬‬
‫قاؿ‪ :‬كمن شعره ُب مدح جده السيد عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪ ،‬ىذه األبيات‪:‬‬

‫‪572‬‬
‫ض أجفانين ػ ػ ػػا بً ىك ػ ػ ػ ىػرل‬ ‫ً‬ ‫بػػرؽ علػػى الػػركـ مػػن أيفٍػ ًػق الع ػراؽ ىسػػرل‬
‫كىنى ػ ػ ػػا فل ػ ػ ػػم تىػ ٍغ ػ ػ ػػتىم ٍ‬ ‫ى‬
‫ً‬
‫كجلَّ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ػت عزماتيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوي الغى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػربا‬ ‫أنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو ياره ى‬ ‫ا‪١‬ببللة ‪٧‬بيي الدين من سػطعت‬ ‫قطب‬
‫ػرل‬
‫ػود ىش ػ ػ ى‬ ‫أس ػ ػ ي‬
‫ػت من ػ ػػو ي‬ ‫ك‪ٝ‬بىػ ػ ٍ‬
‫ػور م ػ ػػن ى‬ ‫ا‪٥‬بص ػ ػ ي‬ ‫ػهب عب ػ ػػد الق ػ ػػادر األس ػ ػ يػد‬
‫الب ػ ػػاز األش ػ ػ ي‬
‫يف الػػذم مػػن ظه ػ ًرًه ظى ىه ػرا‬ ‫السػ ٍػب ًط الش ػر ً‬ ‫ا‪٢‬بس ػ ػ ًن‬
‫ِّ‬ ‫ص ػ ػػر ى‬
‫ػامشي ا‪٤‬بٍنتى ىم ػ ػػى م ػ ػػن عيٍن ي‬
‫ا‪٥‬ب ػ ػ ي‬

‫ٕ٘‪ .‬وم ػػنهم ػػي الطريق ػػة و قي ػػب األ ػػراؼ الس ػػيد عب ػػد ال ػػرحمن ب ػػن عب ػػد الق ػػادر الها ػػمي‬
‫الكي ي‬
‫قػػاؿ درنيقػػة نق ػبلن عػػن معجػػم ا‪٤‬ب ػؤلفْب لعمػػر رضػػا كحالػػة‪ ،‬كىديػػة العػػارفْب كإيضػػاح ا‪٤‬بكنػػوف‬
‫إل‪٠‬باعيػػل البغ ػػدادم‪ :‬ى ػػو م ػػن فض ػػبلء مدين ػػة بغ ػػداد‪ ،‬ت ػػؤب نقاب ػػة األش ػراؼ فيه ػػا كظ ػػل ُب ى ػػذا‬
‫ا‪٤‬بنصػػب حػػٌب كفاتػػو عػػاـ ََُِ ى ػ ُٖٕٔر‪ ،‬كلػػو كتػػاب مػػرآة ا‪٢‬بسػػن البػػديع ُب حليػة الرسػػوؿ‬
‫الشفيع‪ُ ،‬ب ‪٦‬بلد‪.‬‬

‫ومػػنهم ػػي الطريقػػة و قيػػب األ ػػراؼ السػػيد عبػػد الػػرحمن بػػن علػػي بػػن سػػليماف‬ ‫‪.ٕٙ‬‬
‫القادري الكي ي‬
‫يقوؿ درنيقة نقبلن عػن معجػم ا‪٤‬بػؤلفْب لكحالػة كاألعػبلـ للزركلػي كلػد ببغػداد عػاـ ُُِٔى ػ‬
‫ُْٖٓر‪ .‬كفيها تلقى علومو كسلك القادرية طريقة أجداده‪ ،‬تؤب عاـ ُُّٓىػ ُٕٖٗر نقابة‬
‫أشراؼ بغػداد‪ ،‬كُب عػاـ ُّّٗى ػ َُِٗر تػؤب للمػرة األكٔب رئاسػة الػوزارة العراقيػة‪ٍ ،‬ب اسػتقاؿ‬
‫بعد توٕب ا‪٤‬بلك فيصل بن ا‪٢‬بسْب عرش العراؽ عاـ َُّْىػ ُُِٗر‪....‬‬
‫من مؤلفاتو‪ :‬الفتح ا‪٤‬ببْب ُب الرد على ترياؽ احملبْب‪ ،‬كرسالة األدب‪ ،‬كغّبىا‬
‫توُب ببغداد عاـ ُّْٓىػ ُِٕٗر‪.‬‬

‫الرحمن بن م مد األوجػاقي‪،‬‬
‫‪ .ٕٚ‬ومنهم الشي الم دث العالم ي الطريقة السيد عبد ٰ‬

‫‪573‬‬
‫واالصل كي ي المصري الشافعي‬
‫قاؿ درنيقة نقبلن عن الكواكػب السػائرة بأعيػاف ا‪٤‬بئػة العاشػرة لػنجم الػدين الغػزم‪ ":‬قػرأ القػرآف‬
‫علػػى كالػػده ك‪٠‬بػػع منػػو ا‪٢‬بػػديث كأخػػذ عنػػو العلػػوـ الشػػرعية‪ ،‬كمػػا ق ػرأ علػػى الشػػيخ ‪٧‬بمػػد الشػػهّب‬
‫بالسكندرم‪ ،‬كعلى العبلمػة أيب بكػر بػن عيػاش‪ ،‬كأخػذ العلػوـ الشػرعية أيضػان عػن شػيخ اإلسػبلـ‬
‫ابن حجر كعن ابن العراقي كالشمس القياٌب كصاّب البلقيِب كغّبىم‪.‬‬
‫تنقػػل بػػْب ا‪٤‬بػػدف اإلسػػبلمية لينهػػل العلػػوـ مػػن مشػػاٱبها كعلمائهػػا (منهػػا القػػدس كمكػػة كا‪٤‬بدينػػة)‪،‬‬
‫كلػبس ا‪٣‬برقػػة القادريػػة مػػن كالػػده كمػػن أيب ا‪٢‬بسػػن علػػي كإبػػن عمػػو أيب احملاسػػن حسػػن نػػور الػػدين‬
‫الكيبل٘ب كمن الشيخ أ‪ٞ‬بد أيب العباس الزركشي ا‪٣‬بطيب الشافعي‪.‬‬
‫توُب بالقاىرة عاـ َُٗىػ َُْٓر قاؿ‪ :‬كمن آثاره شعر لطيف‪ ،‬كذكر شيئان منو‬
‫قاؿ‪ ،‬كقاؿ عند كفاتو‪:‬‬
‫ػب النػػافً ًع‬ ‫ػت ًمػ ٍػن طػ ِّ‬
‫ػب الطبيػ ً‬ ‫أيسػ ي‬‫ك ٍ‬ ‫ػت مػػن ال ػػذنوب لثً ٍقلً ىه ػػا‬
‫‪٤‬بػَّػا مرض ػ ي‬
‫متوس ػ ػبلن باإلمػ ػػاـ الشػ ػػافًعًي‬
‫كأتىػٍيتيػ ػػوي ِّ‬ ‫ػيدم‬ ‫علَّ ٍق ػػت أطم ػػاعي بر‪ٞ‬ب ػ ًػة س ػ ً‬
‫ي‬
‫ومنهم الشي الكبير ي الطريقة السيد عبد القادر بن إبراىيم ال ي ي ال سني‬ ‫‪.ٕٛ‬‬
‫قاؿ درنيقة نقػبلن عػن سػلك الػدرر للمػرادم‪ :‬كلػد ببغػداد عػاـ ََُٖى ػ ُٗٔٔر كهبػا نشػأ‪،‬‬
‫درس أكالن علػػى جػػده ألمػػو مػػدِب البغػػدادم كمػػا درس علػػى خالػػو الشػػيخ ظػػاىر‪ ،‬فػػربع ُب العلػػم‬
‫كا‪٣‬بػػط‪ ،‬ككػػاف يػػتكلم الفارسػػية كالَبكيػػة باإلضػػافة إٔب العربيػػة‪ ،‬كُب عػػاـ َُٓٗى ػ ُّٖٔر قػػدـ‬
‫درس با‪٤‬بدرسػػة العصػػركنية‪ٍ ،‬ب مػػا لبػػث أف تػػؤب نقابػػة األش ػراؼ فيهػػا‪ٍ ،‬ب سػػافر إٔب‬
‫‪ٞ‬بػػاه حيػػث ٌ‬
‫حلب كالقسطنطينية كالقاىرة‪ ،‬كعلى أثر اضطرابات ُب ‪ٞ‬باه انتقل مػع أكالده إٔب دمشػق فقطنػوا‬
‫هبا عاـ ُُّْىػ َُّٕر كحصل للشيخ القبوؿ التاـ‪ ،‬كأعطي قضاء طرابلس الشاـ كالقدس‪.‬‬
‫تػػوُب السػػيد عبػػد القػػادر بدمشػػق عػػاـ ُُٕٓى ػ ُْْٕر كدفػػن بَببػػة بػػاب الصػػغّب بػػالقرب‬
‫مػػن ا‪٤‬برقػػد ا‪٤‬بنسػػوب لػزين العابػػدين رضػػي اهلل عنػػو‪(،‬من ا‪٤‬بعػػركؼ أف السػػيد زيػػن العابػػدين مػػدفوف‬
‫بالبقيع)‪.‬‬
‫ترؾ السيد عبد القادر عدة أبناء‪ :‬السيد اسحق توُب مقتوالن ٕبماه عاـ َُُٖىػ ُٕٔٔر‬
‫كالسيد ‪٧‬بمد الذم تؤب نقابة أشراؼ دمشق‪ ،‬توُب ٕبماه عاـ ُُٖٔىػ ُِٕٕر‬
‫كالسيد صاّب ككاف مدرسان بدمشق‪ ،‬توُب هبا عاـ ُُِٖىػ ُٖٕٔر‬

‫‪574‬‬
‫‪ .ٕٜ‬ومنهم الشي السيد عبد القادر بن العربي القادري ال سني ي الطريقة القادرية‬
‫قػػاؿ درنيقػػة نق ػبلن عػػن ا‪٤‬بعجػػم لكحالػػة‪ :‬تػػوُب بػػا‪٤‬بغرب عػػاـ ُُٕٗىػ ػ ُٕٓٔر‪ ،‬كلػػو دي ػواف‬
‫شعر‪.‬‬

‫ومنهم ي الطريقة القادريػة الفقيػو السػيد عبػد القػادر بػن علػي بػن م مػد ال ي ػي‬ ‫ٖٓ‪.‬‬
‫ال سني‬
‫قاؿ درنيقة نقبلن عػن الضػوء البلمػع للسػخاكم‪ :‬يعػود نسػبو إٔب الشػيخ عبػد القػادر ا‪١‬بػيبل٘ب‬
‫قدس سره‪ ،‬أصل أجداده من بغداد‪.‬‬
‫كلػػد الشػػيخ عبػػدالقادر بالقػػاىرة عػػاـ َٖٓى ػ ُْْٔر‪ ،‬تػػوُب كالػػده كىػػو صػػغّب فكفلتػػو أمػػو‪،‬‬
‫درس علػػى ال ػزين قاسػػم ا‪٢‬بنفػػي كعلػػى السػػخاكم (ا‪٢‬بػػافظ) كأقبػػل علػػى التحصػػيل كالزـ الشػػيخ‬
‫تغػرم بػردل القػادرم‪ ،‬تقلػد عػدة كظػائف كحػج مػرتْب‪ ،‬تػوُب بالقػاىرة عػاـ ٕٖٗى ػ ُْْٕر ُب‬
‫حيػػاة أمػػو الػػٍب كػػاف بػػاران هبػػا‪ ،‬مػػن آثػػاره ‪ٚ‬ب ػريج كتػػاب (فتػػوح الغيػػب) ‪١‬بػػده الشػػيخ عبػػد القػػادر‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب قدس سره‪.‬‬

‫ومنهم الشي السيد عبد القادر القادري‬ ‫ٖٔ‪.‬‬


‫قػػاؿ درنيقػػة نق ػبلن عػػن كتػػاب (بعلبػػك ُب التػػاريخ) لقاسػػم الرفػػاعي‪ :‬كػػاف (أم الشػػيخ عبػػد‬
‫القػػادر) حي ػان ٗبصػػر عػػاـ ٕٕٖىػ ػ ُِْٕر‪،‬تتلمػػذ علػػى الشػػيخ علػػي بػػن البهػػاء ا‪٤‬بعػػركؼ بػػابن‬
‫الزيرا٘ب‪.‬‬

‫ٕٖ‪ .‬ومنهم الشي السيد عبد القادر بن عمر بن م مد ىا م الكي ي الشهير بشاه كدا‬
‫كلد با‪٥‬بند عاـ َُّٔىػ ُّٓٔر كفيها توُب عاـ ُُْٓىػ ُُْٕر من تصػانيفو‪ :‬أسػرار‬
‫الكتماف‪ ،‬ككشف األسرار‪ .‬نقلو درنيقة عن ىديػة العػارفْب كإيضػاح ا‪٤‬بكنػوف للبغػدادم‪ ،‬كا‪٤‬بعجػم‬
‫لكحالة‪.‬‬

‫ٖٖ‪ .‬ومنهم الشي السيد عبد القادر بن م مد بن عبد القادر الكي ي ال موي‪.‬‬
‫ع‬
‫قػػاؿ الشػػيخ يوسػػف النبهػػا٘ب ُب جػػامع كرامػػات األكليػػاء‪ ،‬لػػو كاقعػػة لطيفػػة ملخصػػها‪:‬أنو نيػوز ى‬

‫‪575‬‬
‫من بعض بِب عمو ُب توليتو‪ ،‬فتعصػب عليػو رجػل مػن مباشػرم ديػواف ا‪١‬بػيش بالقػاىرة يقػاؿ لػو‬
‫ابن اإلنبايب منسوب إٔب كٕب اهلل الشيخ إ‪٠‬باعيل اإلنبايب‪ ،‬فتوجو الشيخ عبد القػادر إٔب القػاىرة‪،‬‬
‫كأبرـ على بن اإلنبايب ُب قضاء حاجتو‪ ،‬فأغلظ لو القوؿ‪ ،‬فتوجو كىو منكسػر القلػب إٔب مٍنزلػو‪،‬‬
‫ككػػاف قػػد نػػزؿ بالزاكيػػة القادريػػة‪ ،‬فتوجػػو تلػػك اليلػػة إٔب جػػده ك‪٠‬بيػػو الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب‬
‫كاستنهضػػو ُب قصػػتو‪ ،‬كإذا ابػػن اإلنبػػايب يطػػرؽ عليػػو البػػاب لػػيبلن‪ ،‬فلػػم يفػػتح لػػو إال بعػػد مراجعػػة‪،‬‬
‫فلمػػا فػػتح لػػو بػػادر إٔب تقبيػػل قدميػػو ككعػػده بقضػػاء حاجتػػو‪ ،‬كأخػػربه أنػػو رأل ُب منامػػو جػػديهما‬
‫الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بيلػػي كالشػػيخ إ‪٠‬باعيػػل اإلنبػػايب‪ ،‬فػػأغلظ الشػػيخ عبػػد القػػادر عليػػو كأكعػػده‬
‫بالقتػػل لػػوال مػػا شػػفع فيػػو جػػده الشػػيخ إ‪٠‬باعيػػل‪،‬كأف جػػده إ‪٠‬باعيػػل قػػاؿ لػػو‪ :‬قػػم كاقتػػل ىػػذه ا‪٢‬بيػػة‬
‫الػػٍب ‪ٙ‬بػػت كسػػادتك‪ ،‬كأنػػو اسػػتيقظ مرعوبػػا مػػذعوران كرفػػع الوسػػادة فػػإذا ا‪٢‬بيػػة ‪ٙ‬بتهػػا‪ ،‬قػػاؿ‪ :‬فقتلتهػػا‬
‫كجئت إليك من ساعٍب‪ٍ ،‬ب إف ابن اإلنبايب قضى حاجتو كاىتم بشأنو‪.‬‬
‫مات ٕبماه سنة ّّٗ‪ ،‬قالو النجم الغزم‪.‬‬

‫ومػػنهم البا ػػا الع ػارؼ بػػا الشػػي السػػيد عبػػد القػػادر ال ػػاج ال ي ػػي الطرابلسػػي‬ ‫ٖٗ‪.‬‬
‫الملقب (بالناجي)‬
‫كل ػػد ر‪ٞ‬بػ ػو اهلل ُب مدين ػػة طػ ػرابلس الش ػػاـ‪ ،‬كتلق ػػى علوم ػػو الش ػػرعية فيه ػػا‪ ،‬كحف ػػظ الق ػػرآف‬
‫الكػػر‪ٙ‬ب‪ ،‬كمػػا أتقػػن اللغػػة العربيػػة كاالنكليزيػػة‪ ،‬كمػػا عػػْب رئيسػان لبلديػػة طػرابلس‪ ،‬رحػػل إٔب اسػػتبوؿ‬
‫بػػدعوة مػػن السػػلطاف العثمػػا٘ب‪ ،‬فلمػػا كصػػل رحػػب بػػو كطلػػب منػػو أف يعلػػم ابنتػػو‪ ،‬فعلمهػػا القػػرآف‬
‫كاللغة العربية كاالنكليزية‪ ،‬كما قاـ بأعماؿ أخرل‪ٍ ،‬ب عاد إٔب طرابلس‪ ،‬فبقي هبػا كجيهػان كمرجعػان‬
‫حٌب كفاتو سنة ُِّٖىػ ُٖٔٔر كدفن ُب حرـ جامع طيناؿ‪.‬‬
‫كذريتػػو ُب طػرابلس يعرفػػوف بػػآؿ (نػػاجي) كىػػي عائلػػة معركفػػة‪ ،‬كأكثػػرىم شػػهرة اليػػوـ‪ :‬األسػػتاذ طػػو‬
‫ناجي بن عطفت بن زكي بن ‪٧‬بي الػدين بػن الباشػا السػيد عبػد القػادر ا‪٢‬بػاج ا‪١‬بػيبل٘ب‪ ،‬كشػقيقو‬
‫ا‪٢‬باج فوزم نػاجي‪ ،‬كابػن عمهمػا ا‪٢‬بػاج كنعػاف نػاجي بػن أ‪ٞ‬بػد بػن زكػي‪ ...‬الػذم تػرأس بعػض‬
‫التنظيمات اإلسبلمية ُب طرابلس‪ ،‬كعمهم السيد رأفت بك بن زكي‪....‬‬
‫كيعػػرؼ عػػنهم البػػذؿ كالعطػػاء كحػػبهم للعلػػم كالعلمػػاء‪ ،‬ك‪٥‬بػػم عػػم آخػػر ىػػو الشػػيخ السػػيد فػػوزم‬
‫ناجي‪ ،‬عرؼ بالصبلح كعلو ا‪٥‬بمة كٓب يعمر كثّبان‪.‬‬

‫‪576‬‬
‫ٖ٘‪ .‬ومنهم العارؼ با الشي السيد علي أبو علوؾ الشهرزوري البغدادي ػي الطريقػة‬
‫الرفاعية والقادرية‬
‫يقوؿ الشػيخ السػيد أبػو ا‪٥‬بػدل الصػيادل الرفػاعي ُب كتابػو قػبلدة ا‪١‬بػواىر‪ :‬كينتهػي نسػبو إٔب‬
‫الشػػيخ عبػػد العزيػػز ابػػن القطػػب الغػػوث الصػػمدا٘ب موالنػػا الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب رضػػي اهلل‬
‫عنو‪ ،‬سكن كركوؾ الٍب ىي شهرزكر كأقػاـ هبػا حػٌب مػات‪ ،‬كإجازتػو رضػي اهلل عنػو (أم بالطريقػة‬
‫الرفاعية) تنتهي إٔب السيد مهػدم نقيػب البصػرة ابػن السػيد ‪٧‬بمػد الرفػاعي‪ ،‬كالسػيد مهػدم أخػذ‬
‫عن أبيو‪.‬‬
‫كقاؿ‪:‬ش ػيد مراسػػم الطريقػػة الرفاعيػػة كأعلػػى منػػار ا‪٣‬برقػػة األ‪ٞ‬بديػػة‪ ،‬ككػػادت كراماتػػو تبل ػ حػػد‬
‫التػواتر ُب الػػببلد الشػػرقية‪ ،‬كلػػو ذريػػة ُب كركػػوؾ كبغػػداد كنواحيهػػا كزكايػػا متعػػددة كتبلميػػذ كأتبػػاع ال‬
‫‪ٙ‬بصى نفعنا اهلل بو كبأسبلفو الطاىرين آمْب‬
‫توُب ُب حدكد َُِٓىػ كدفن ٗبقربة ا‪٤‬بصلى ُب كركوؾ كبنوا عليو قبة عظيمة‪-‬‬

‫‪ .ٖٙ‬ومنهم العالم ي الطريقة القادرية السيد علي بن داود بن علي الكي ي األصل‬
‫قاؿ ا‪٤‬بؤلف درنيقة نقبلن عن الضوء البلمع للسخاكم‪ :‬نشأ ٗبكة كحفػظ ا‪٤‬بنهػاج‪ ،‬ك‪٠‬بػع علػى ابػن‬
‫سبلمة كابن ا‪١‬بزرم كغّبٮبا‪ ،‬كتفقو بابن سبلمة كالشمس الكفّبم اللذين أجازاه باإلفتاء كالتدريس‪،‬‬
‫ٍب دخل اليمن بصحبة ابن ا‪١‬بزرم عاـ ِٖٖىػ ُِْْر كناب ُب قضاء مكة ٍب ٔبدة عػاـ ّٖٓى ػ‬
‫ُُّْر‪ ،‬توُب باإلسكندرية عاـ ِْٖىػ ُّْٖر كلو ر‪ٞ‬بو اهلل منظومات شعرية‪.‬‬

‫‪ .ٖٚ‬ومنهم العالم ي الطريقة السيد علي بن م مد الكي ي‬


‫قػػاؿ درنيقػػة نق ػبلن عػػن الضػػوء البلمػػع‪ ":‬كػػاف حي ػان سػػنة َّٖىػ ػ ُِْٓر‪٠ ،‬بػػع علػػى عبػػد‬
‫الرحيم بن عبدالكر‪ٙ‬ب‪ ،‬كعلى أيب الفضل علي بن الصاّب الكيبل٘ب الشافعي قاضي القاىرة‪ ،‬كمػن‬
‫تبلميذه الشيخ ابن أيب اليمن‪.‬‬
‫‪ .ٖٛ‬ومػػنهم الشػػي علػػي الها ػػمي ابػػن ػػهاب الػػدين أحمػػد ابػػن ػػرؼ الػػدين قاسػػم ابػػن‬
‫م يي الدين ي يى ابن بػدر الػدين حسػين ابػن عػ ء الػدين علػي ابػن ػمل الػدين م مػد‬
‫ابن السيد سيف الدين ي يى أوؿ من استو ن حماه‪...‬‬

‫‪577‬‬
‫ق ػػاؿ ا‪٤‬بؤل ػػف درنيق ػػة نقػ ػبلن ع ػػن س ػػلك ال ػػدرر للمػ ػرادم كىدي ػػة الع ػػارفْب كإيض ػػاح ا‪٤‬بكن ػػوف‬
‫إل‪٠‬باعيػػل البغػػدادم كمعجػػم ا‪٤‬ب ػؤلفْب لعمػػر رضػػا كحالػػة‪ ،‬كاألعػػبلـ ‪٣‬بػػّب الػػدين الزركلػػي‪ " :‬كلػػد‬
‫ٕبماه عػاـ ََُْى ػ َُّٔر كنشػأ هبػا صػا‪٢‬بان متعبػدان‪ ،‬قػرأ القػرآف كاشػتغل بقػراءة العلػوـ كدرس‬
‫الفقػػو كالعربيػػة كا‪٤‬بنطػػق كالتصػػوؼ‪ ،‬كأجػػازه ‪ٝ‬باعػػة مػػن ا‪٤‬بشػػايخ ُب ا‪٢‬بػػديث‪ٍ ،‬ب أدل فريضػػة ا‪٢‬بػػج‬
‫كرجع إٔب سورية حيث تسػلم نقابػة األشػراؼ ٕبمػاه ك‪ٞ‬بػص عػاـ ََُٕى ػ ُٗٓٔر‪ ،‬كُب ذلػك‬
‫نظم شيخو الشيخ ٰبٓب ا‪٢‬بورا٘ب‪:‬‬

‫ىس ٍع يد النقابى ًػة ُب ىعلٌ ًػى الكػيبل٘ب‬ ‫َّر ُب النقابى ػ ػ ًػة َّأرخ ػ ػ ػوا‬
‫ص ػ ػػد ى‬
‫‪٤‬بَّػ ػػا تى ى‬
‫كُب ع ػ ػػاـ َُِٖى ػ ػ ػ ُُٕٔر ت ػ ػػؤب مش ػ ػػيخة الطريق ػ ػػة القادري ػ ػػة ُب ال ػ ػػببلد الش ػ ػػامية‪ ،‬فق ػ ػػاـ‬
‫بػػالوظيفتْب خػػّب قيػػاـ‪ ،‬فكػػاف يقػػيم األذكػػار كيقػرأ األكراد ُب العشػػي كاإلبكػػار‪ ...‬ككػػاف يػػَبدد إٔب‬
‫دمشق كحلب كطرابلس ككػاف حيثمػا ٰبػل يقابػل بالَبحػاب كاالحػَباـ‪ ،‬قػاؿ‪ :‬ككػاف داعيػان إٔب اهلل‬
‫على بصّبة‪ ،‬كما لبس منو ا‪٣‬برقة القادرية عدد كبّب‪ ،‬قاؿ‪ :‬كمن آثاره‪:‬‬
‫ُ) بلوغ البغية ُب شرح منظومة ا‪٢‬بلية‬
‫ِ) الرحلة ا‪٤‬بكية‬
‫ّ) ديواف شعر متنوع‪ ،‬قاؿ‪ :‬كمن شعره‪:‬‬

‫ٍب ىكىدكائًػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬ ‫أنتمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا داءي علػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌ‬


‫ي‬ ‫ي ػ ػ ػ ػ ػػا عيىريٍب ػ ػ ػ ػ ػ ػان ىحل ػ ػ ػ ػ ػ ػوا ً‪ٞ‬بى ػ ػ ػ ػ ػػى ال ػ ػ ػ ػ ػ ٌػزٍكراىًء‬
‫ػْب فػ ػ ػ ػ ػ ػػارقتي يكم كعػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػز لًقػ ػ ػ ػ ػ ػػائًي‬ ‫حػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫ػْب جس ػ ػ ًػمي كقل ػ ػػيب‬ ‫ق ػ ػ ػ ٍد ف ػ ػ َّػرقتم م ػ ػػا ب ػ ػ ٍ ى‬
‫ػادم ًم ػ ػ ػ ػ ػ ػػن م ٍقل ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػة قىػرح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػاء‬ ‫كرق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫مػ ػ ػػن أىقاصػ ػ ػػي ا‪٢‬بى ىشػ ػ ػػا ىس ػ ػ ػلىٍبتيم فػ ػ ػ ىػؤادم‬
‫ٍى‬ ‫ٍ ي‬
‫ت ػػوُب ر‪ٞ‬ب ػػو اهلل ٕبم ػػاه ع ػػاـ ُُُّى ػ ػ َُُٕر كدف ػػن ُب الزاكي ػػة الفوقاني ػػة بَبب ػػة أس ػػبلفو‬
‫القادرية‪.‬‬
‫‪ .ٖٜ‬ومنهم الع مة ي الطريقة السيد قاسم بن عبد الس ـ القادري ال سني الفاسي‬
‫قػ ػػاؿ ا‪٤‬بؤلػ ػػف درنيقػ ػػة نق ػ ػبلن عػ ػػن التقػ ػػاط الػ ػػدرر حملمػ ػػد القػ ػػادرم‪ :‬كلػ ػػد عػ ػػاـ َُٗٗىػ ػ ػ‬
‫ُٕٖٔر‪ ،‬صػػحب الشػػيخ أ‪ٞ‬بػػد بػػن عبػػد اهلل‪ ،‬كأخػػذ عػػن ‪ٝ‬باعػػة مػػن فقهػػاء فػػاس‪ :‬كالشػػيخ‬
‫ا‪٤‬بًسػػناكم كالشػػيخ الوجػػارم كغّبٮبػػا‪ٍ ،‬ب حػػج كأقبػػل علػػى زيػػارة أضػػرحة األكليػػاء كالصػػا‪٢‬بْب‬
‫قػػاؿ‪ :‬اشػػتغل بنسػػخ الكتػػب‪ ،‬ككػػاف دؤكبػان علػػى الػػذكر كتػػبلكة القػػرآف‪ ،‬كأكقاتػػو عػػامرة بػػأكراده‪،‬‬

‫‪578‬‬
‫كاف يقوـ بسرد كشرح صػحيح البخػارم كػل عػاـ حيػث يبػدأ ُب رجػب كشػعباف كٱبتمػو مػع‬
‫‪ٛ‬باـ رمضاف توُب بفاس عاـ ُُُٓىػ ُّٖٕر‪.‬‬

‫ٓٗ‪ .‬والشي العالم السيد قاسم القادري‬


‫قاؿ درنيقة نقبلن عن معجم ا‪٤‬بؤلفْب لعمر رضػا كحالػة‪ :‬كػاف حيػان َُِّ ى ػ َُِٗ ر‬
‫من سكاف مصر‪ ،‬كمن آثاره‪ :‬إ‪ٙ‬باؼ أىل الدراية ٗبا ُب األسانيد كالركاية‪.‬‬

‫ٔٗ‪ .‬ومػػنهم الشػػي السػػيد م مػػد بػػن إبػػراىيم بػػن أحمػػد بػػن عطػػاء ا الكي ػػي‪ ،‬المػػالكي‬
‫القادري‬
‫قاؿ الدكتور درنيقة نقػبلن عػن ىديػة العػارفْب إل‪٠‬باعيػل البغػدادم كمعجػم ا‪٤‬بػؤلفْب لعمػر‬
‫رضػػا كحالػػة‪ :‬ا‪٤‬بعػػركؼ با‪٤‬بشيشػػي‪ ،‬تفقػػو علػػى ا‪٤‬بػػذىب ا‪٤‬بػػالكي‪ ،‬ك‪ٝ‬بػػع بػػْب التصػػوؼ علػػى‬
‫طريقة أجداده الكيبلنية كبْب النظم‪ ،‬كمن آثاره‪:‬‬
‫ُ) مناقب الشيخ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب‬
‫ِ) منظومة رائية من البحر الوافر‬
‫توُب عاـ َُُّىػ ُِٖٗر كدفن قرب تونس ر‪ٞ‬بو اهلل تعأب‪.‬‬

‫ٕٗ‪ .‬والشي السيد م مد الكي ي بن ابراىيم الشريف‪ ،‬القادري‬


‫قاؿ درنيقة نقبلن عن رسػائل ابػن عػزكز‪" :‬كػاف حيػان عػاـ َُّٗى ػ ُُٖٗر‪ ،‬كػاف كالػده‬
‫شػػيخ الطريق ػػة القادريػػة ُب مدين ػػة نفط ػػة التونسػػية‪ ،‬ك‪٤‬ب ػػا تػػوُب ى ػػذا الوال ػػد تػػؤب الش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد‬
‫مشيخة الطريقة‪ ،‬كاشتهر بالنظم‪ ،‬كمن غرر قصائده تلك الٍب امتدح هبا الشيخ ‪٧‬بمػد ا‪٤‬بكػي‬
‫ب ػػن ع ػػزكز ‪٤‬ب ػػا قػ ػاـ األخ ػػّب بت ػػأليف رس ػػالتو( الس ػػيف الرب ػػا٘ب ُب عن ػػق ا‪٤‬بع ػػَبض عل ػػى الغ ػػوث‬
‫ا‪١‬بيبل٘ب ) ك‪٩‬با جاء فيها‪:‬‬

‫‪579‬‬
‫ػار‬
‫ػود بػ ػ ػ ػ ػ ػػو ىك ىعػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػز ا‪١‬بىػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ذى َّؿ ا‪٢‬بسػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا فارس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ىكب ىك ًف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو البت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار‬
‫ػاركا‬ ‫ً‬ ‫ق ػ ػػاموا لًن ً ً‬ ‫ػات عػ ٍد وف ‪ٙ‬بػػت ظػػل يسػػييوؼ مػػن‬
‫ص ػ ػ ىػرة ذم ا‪١‬بى ػ ػػبلؿ ك ىغػ ػ ػ ي‬ ‫يٍ‬ ‫جنػ ي‬
‫ػاركا‬
‫كخ ػ ػ ػ ي‬ ‫با‪٣‬بض ػ ػ ػػوع ى‬ ‫‪٥‬ب ػ ػ ػػم األع ػ ػ ػػادم ي‬ ‫فأكىم ػ ػ ػػأت‬ ‫ػاركا ‪٨‬بلص ػ ػ ػػْب ٍ‬ ‫ػاركا أغ ػ ػ ػ ي‬‫غ ػػػ ي‬
‫ػار‬ ‫كبً يك ػ ػػل ق ػ ػ ً‬
‫ػامشي منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬‫يىعليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو للهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّ‬ ‫ػرف يبع ػ ػػث الر‪ٞ‬ب ػ ػػم مُف م ػ ػػن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ػار‬
‫ُب قرنن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كالش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاى يد اآلث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ػاـ ي‪٦‬ب ػ ػ ػ ػػددان‬ ‫لمػ ػ ػ ػ ػا ج ػ ػ ػ ػ َّػد ا‪٤‬بك ػ ػ ػ ػػي ق ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫ف َّ‬
‫ػار‬ ‫فجلَّػ ػ ػػى ظ ػ ػػبلـ الش ػ ػ ِّ‬ ‫ػود خ ػ ػ ػػائ ون‬ ‫كردت غي ػ ػ ػػوـ م ػ ػ ػػن حس ػ ػ ػ و‬
‫ػك منهػ ػ ػػا هن ػ ػ ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ػار‬
‫َّت لػ ػ ػ ػ ػ ػػو أعناقىهػ ػ ػ ػ ػ ػػا األخيػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ىمػ ػ ػ ػ ػ ػػد ٍ‬ ‫م ػ ػػوالم عب ػ ػػد الق ػ ػػادر الب ػ ػػدر ال ػ ػػذم‬
‫ػار‬
‫ػف األقم ػ ػ ػ ي‬ ‫الس ػ ػ ػػما أ ٍف ي‪ٚ‬بٍ ىس ػ ػ ػ ى‬ ‫رف ػ ػ ػ ىػع َّ‬ ‫ػلوؿ ‪٣‬بذلًػ ػ ػ ًػو فى ػ ػ ػأ ىىىب الػ ػ ػػذم‬ ‫الضػ ػ ػ ي‬ ‫قػ ػ ػػاـ َّ‬
‫ػار‬ ‫َّة ىغ ٍ ً ً‬ ‫ذيلَّػ ػ ػ ػ ػػت ً‪١‬بػ ػ ػ ػ ػػد ً‬ ‫كأى ىذلَّػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوي بإمامن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ا‪٤‬بك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػي م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن‬
‫ض ػ ػ ػ ػ ػبو األخطػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ٍ‬
‫ػح يار‬ ‫بطيلىػ ػ ػػت لق ػ ػ ػػرًع ع ً‬ ‫الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػد ًاد بآي ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػة‬
‫فأىب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ًمٍنه ػ ػ ػ ػ ػ ػاى ىج َّ‬
‫األس ػ ػ ػ ى‬ ‫ص ػ ػ ػػاهتا ٍ‬ ‫ى ٍ ٍ يى‬
‫ػار‬ ‫ال ًزلٍػ ػ ػ ػػت ىكهف ػ ػ ػ ػان للش ػ ػ ػ ػريعة ً‬
‫كرؾ األقم ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ت بن ػ ػ ػ ػ ػػور بيػ ػ ػ ػ ػ يػد ى‬ ‫ػار ٍ‬ ‫ن ػػػػػ ى‬ ‫حامي ػ ػ ػ ػان‬ ‫ى ٍ‬
‫األسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػطى يار‬‫ػار ك ٍ‬ ‫‪ٙ‬بتاج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوي األفك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫النػ ػ ػػاس ‪٧‬بتػ ػ ػػاجوف ًرفٍػ ػ ػ ىػد ىؾ ًمثػ ػ ػ ىػل مػ ػ ػػا‬
‫َّار‬ ‫ً‬
‫ػام يهم بيىػ ػ ػ ػ ػػد الػ ػ ػ ػ ػ َّػرىدل ىغػ ػ ػ ػ ػػد ي‬ ‫أك سػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫فم ػ ػ ػ ػػٌب اس ػ ػ ػ ػػَبابيوا ٍأك ىع ػ ػ ػ ػ ىػرهتيم ش ػ ػ ػ ػػدةي‬
‫ػار‬ ‫فارس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ِّ ً‬ ‫ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ً‬
‫كبكف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بىػتَّ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ػادا يك يم م ػ ػ ػ ػ ػػن يى ٍس ػ ػ ػ ػ ػػتجّبي يم ىؤِّرخػ ػ ػ ػ ػ ػان‬ ‫نػػػػػ ى‬

‫قلت‪:‬كلو غّب ىذه من القصائد الٍب ٲبدح هبا الشيخ ‪٧‬بمد بن عزكز ا‪٤‬بكػي ا‪٢‬بسػِب نسػبان‬
‫التونسي األصل القادرم الشاذٕب طريقة‪ ،‬كلو قصائد أيضان ُب مدح الرجاالت القادرية‪،‬‬
‫ك٘بدر اإلشارة إٔب أف للشيخ ‪٧‬بمد عدة إخوة ساركا على طريقتو كاقتدكا بو‪.‬‬
‫قاؿ‪ :‬ي‬

‫والشي السيد م مد بن إبراىيم الكي ي القادري‬ ‫ٖٗ‪.‬‬


‫قاؿ درنيقػة نقػبلن عػن رسػائل ابػن عػزكز أيضػان‪ ":‬كػاف حيػان عػاـ َُّٖى ػ َُٖٗر‪ ،‬كىػو‬
‫ػض الشػػيخ ابػػن عػػزكز علػػى تػػأليف رسػػالة ُب الػػزكد عػػن الشػػيخ عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب‬
‫الػػذم ىحػ َّ‬
‫قدس سره‪ ،‬من شعره‪:‬‬

‫‪581‬‬
‫ك ذب ع ػ ػ ػ ػػن ك ػ ػ ػ ػ ػرواـ أىئ ىمػ ػ ػ ػ ػ ًػة‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫كربِّػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫فمهرىى ػ ػ ػ ػػا‬
‫فس ػ ػ ػ ػػار ٍع ‪١‬بنٌػ ػ ػ ػػات النع ػ ػ ػ ػػيم ي‬
‫س كفًٍريىػ ًػة‬ ‫تنف ػػي ك ػ َّػل لىػ ػٍب و‬ ‫ًم ػػن ا‪٢‬ب ػ ِّػق ً‬
‫ى‬ ‫ػود بقول ػ ػ ػ ػ ػ وػة‬ ‫ات ا‪٢‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫فقابًػ ػ ػ ػ ػػل ردكد ً‬
‫ٍي ى‬
‫ػاج‬
‫ػب ت ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ػرض القط ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ًكقىػ ػ ػ ػ ػ ػاءه لًعً ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫األحبَّػ ػ ػ ًػة يكلِّه ػ ػ ػػم‬
‫إف عرض ػ ػ ػػي ك ً‬ ‫كق ػ ػ ػ ٍػل َّ‬
‫ً‬
‫األج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػل ىُة‬ ‫ػيخ أق ػ ػػرب خ ػ ػ ً‬
‫ػادـ‬ ‫تكػ ػػن كحي ػ ػ ً‬
‫ػاة الش ػ ػ ً‬
‫ى‬ ‫ٍ‬
‫لديٍػ ًػو كتي ٍك ىسػػى العًػ َّػز ُب يكػ ِّػل يك ٍج ىهػ ًػة‬ ‫ػدل‬
‫تزى ػ ٍد فمػػا يزىػ يػد يىم ىػ ن‬ ‫فىػ ىػديتك ال ى‬
‫ػوـ الػ ػػدين كاقبػ ػ ٍػل ىك ًص ػ ػيٍَّب‬ ‫فل ػ ػ ػ ػ ػػو ك ػ ػ ػ ػ ػػاف رد با‪٤‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ىكىدا ًك كليػ ػ ى‬ ‫ػات لى يمتػ ىه ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ه ىى‬
‫ػودة فً ٍكػ ػ ػ ىػرًة‬
‫ػاؼ كجػ ػ ػ ً‬ ‫و‬
‫كلكػ ػ ػ ٍػن بإنصػ ػ ػ ى ي‬ ‫ػدـ ٍُنىا ىمػ ٍػن ييػ ىػدافع مػػثلىكم‬ ‫ػث ىعػ ً‬ ‫كحيػ ي‬
‫كسػ ػ ػ ػن ًَّة‬
‫ػرض ال بنىػ ٍف ػ ػ ػ وػل ي‬ ‫طلب ػ ػ ػػتم بف ػ ػ ػ و‬ ‫ػت بًىفض ػ ػ وػل فا‪ٞ‬بى ػ ػ ًػد اهلل إن ػ ػػو‬ ‫ص ػػ ى‬ ‫صٍ‬ ‫يخ ِّ‬
‫لًغيػ ػ ػ ػ َّػرًة ‪٦‬بػ ػ ػ ػ وػد ىىا ىكهػ ػ ػ ػػا يدك ىف شػ ػ ػ ػػرىك ًة‬

‫م حظػػة‪ :‬بعػػد أف اطلعػػت علػػى كتػػاب السػػيف الربػػا٘ب البػػن عػػزكز رأيػػت أنػػو َّأكؿ كبلمػان‬
‫منسػػوبان لئلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب ال يقبػػل التأكيػػل ككػػاف مػػن األجػػدر أف ينفػػي ىػػذا الكػػبلـ عػػن‬
‫ا‪١‬بػػيبل٘ب ألنػػو ال يصػػدر مثلػػو عػػن طفػ وػل ‪٩‬بيػ وز مسػػلم فكيػػف يصػػدر عػػن إمػ وػاـ ىػػو مرجػػع‬
‫للشػريعة كا‪٢‬بقيقػػة‪( ،‬مثػػل القػػوؿ بأنػػو سػػأؿ اهلل ىػػل يأكػػل كىػػل يشػػرب كىػػل لػػو مكػػاف)‬
‫كغػػّب ذلػػك مػػن السػػخافات‪ ،‬كقػػد بينػػت ُب مقدمػػة الكتػػاب أف اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب بريػػئ ‪٩‬بػػا‬
‫مرت‪.‬‬‫نسب إليو من السخافات كالٍب بعضها تؤدم بصاحبها إٔب الكفر كالٍب َّ‬
‫ٗٗ‪ .‬والشي م مد بن أبي السعود بن عبد القادر الكي ي القادري‬
‫قػػاؿ درنيقػػة نق ػبلن عػػن معجػػم ا‪٤‬ب ػؤلفْب لكحالػػة‪ " :‬كػػاف حي ػان عػػاـ ُِْٗ ىػ ػ ُٕٕٖر‪،‬‬
‫اشتهر بالتأريخ‪ ،‬كمن آثاره‪ :‬ا‪١‬بواىر النقية ُب السّبة النبوية‪.‬‬

‫والشي السيد م مد األمين بن أحمد الكي ي‪ ،‬القادري‬ ‫٘ٗ‪.‬‬


‫قػػاؿ درنيقػػة نقػبلن عػػن معجػػم ا‪٤‬بػؤلفْب لكحالػػة كإيضػػاح ا‪٤‬بكنػػوف إل‪٠‬باعيػػل البغػػدادم‪" :‬‬
‫كاف حيان بتونس عاـ ُِّٔىػ ُْٕٖر‪ ،‬من آثػاره‪ :‬ريػاض البسػاتْب ُب أخبػار الشػيخ عبػد‬
‫ػدؾ يػا مػن ميىػ ىػز السػعداء مػن األشػقياء‪ ،‬كاصػطفى‬
‫القادر ‪٧‬بيي الدين (الكيبل٘ب)‪ ،‬أكلػو‪ٕ :‬بم ى‬
‫من شاء من خلقو كجعلوي من األكلياء" كىو ‪ٜ‬بانية أبواب‪ ،‬مطبوع بتونس‪.‬‬

‫‪580‬‬
‫والشي م مد تقي الدين الملقب ب بي عر القادري ال نبلي الدمشقي‬ ‫‪.ٗٙ‬‬
‫قػاؿ النبهػا٘ب ُب جػػامع كرامػات األكليػاء‪ :‬أحػػد أكػابر األكليػاء كأفػراد األصػفياء مػن أىػػل‬
‫القػػرف الثالػػث عشػػر مػػن أكائلػػو كقػػد أ‪ٝ‬بػػع أىػػل الشػػاـ علػػى كاليتػػو كاالعتقػػاد التػػاـ فيػػو‪ ،‬كمػػن‬
‫اجملػػرب عنػػدىم أف مػػن زار قػػربه بػػإخبلص نيػػة لقضػػاء حاجػػة مػػن ا‪٢‬باجػػات قضػػيت بػػإذف اهلل‬
‫تعػػأب‪ ،‬كمػػن كراماتػػو الػػٍب ت ػواتر النقػػل هبػػا عنػػدىم كاشػػتهرت كاسػػتفاض خربىػػا ُب اشػػاـ بػػْب‬
‫العلمػػاء كالع ػواـ‪ :‬أنػػو أخػػرب بالفتنػػة العظيمػػة الػػٍب كقعػػت بػػْب النصػػارل كا‪٤‬بسػػلمْب ُب الشػػاـ‪،‬‬
‫كحضػػر بسػػببها الػػوزير األعظػػم فػؤاد باشػػا‪ ،‬فقتػػل كثػّبان مػػن النػػاس كنفػػي كثػّبان‪ ...‬إٔب أف قػػاؿ‪:‬‬
‫كقػػد اطلعػػت لػػو علػػى كتػػاب ألفػػو ُب الصػػبلة علػػى النػػيب ‪ ‬كىػػو ‪٦‬بلػػداف كب ػّباف‪ ،‬كلػػو فيػػو‬
‫أساليب عجيبة ُب غاية الغرابة‪ ...‬قلت كلو ذرية معركفة ُب دمشق تعرؼ بآؿ أيب شعرُ‪.‬‬
‫والشي السيد م مد بن صالح الكي ي الشافعي القادري‬ ‫‪.ٗٚ‬‬
‫قاؿ درنيقة نقبلن عن الكواكب السائرة للغزم كشذرات الذىب إلبن العماد ا‪٢‬بنبلػي‪" :‬‬
‫كػػاف خطيػػب ا‪٤‬بدينػػة ا‪٤‬بنػػورة‪ ،‬قػػدـ دمشػػق كحلػػب كاجتمػػع بعلمائهمػػا‪ ،‬كشػػهدكا لػػو بالفضػػل‬
‫كالتقدـ‪ ،‬توُب با‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة عاـ ٖٓٗ ىػ ُُٓٓر كلو ًش ٍعهر رقيق‪.‬‬

‫الش ػػي الس ػػيد م م ػػد ب ػػن عب ػػد الق ػػادر ب ػػن م م ػػد ح ػػازي‪ ،‬واألص ػػل كي ػػي‪،‬‬ ‫‪.ٗٛ‬‬
‫القادري‬
‫قػػاؿ درنيقػػة نقػبلن عػػن تػػاريخ علمػػاء دمشػػق للحػػافظ كأباظػػة‪ " :‬ينتهػػي نسػػبو إٔب الشػػيخ‬
‫عبػػد القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب‪ ،‬كلقػػب با‪٢‬بجػػازم ألف أحػػد أجػػداده الشػػيخ أمػػْب الكػػيبل٘ب قػػدـ مػػن‬
‫ا‪٢‬بجػػاز كاسػػتوطن دمشػػق‪ ،‬كلػػد الشػػيخ ‪٧‬بمػػد عػػاـ ُِٕٖى ػ َُٕٖر ك‪٤‬بػػا نشػػأ تلقػػى العلػػم‬
‫كالذكر عن كبار علماء عصره‪ ،‬ككانت لو زاكية صارت فيمػا بعػد مركػزان لتجمعػات اجملاىػدين‬
‫خ ػػبلؿ الث ػػورة الس ػػورية ال ػػٍب ش ػػارؾ فيه ػػا كبفعالي ػػة ت ػػوُب ر‪ٞ‬ب ػػو اهلل بدمش ػػق ع ػػاـ َُّٔى ػ ػ‬
‫ُُْٗر‪.‬‬

‫بمػ صػفي‪ ،‬جػاور‬


‫‪ .ٜٗ‬والشي السيد م مد بن عبد ا الكي ي القادري المعػروؼ ُ‬
‫بال رمين الشريفين‪ ،‬توفي عاـ ٓٔٓٔىػ ٔٓ‪ٔٙ‬ر‪ ،‬من تصا يفو‪:‬‬
‫‪1‬تعد انتحقق ٌعىد َسثهى إنى اإلياو انحسٍٍ رضً هللا عُه‪ ،‬ونكٍ تسثة أٌ تعض أجدادهى اشتهر تانطرٌقح انقادرٌح فظٍ انثعض أٌ َسثهى‬
‫قادري‪ ،‬ويع ذنك يا زال آل أتً شعر ٌعتُىٌ تانطرٌقح انقادرٌح كًا انرفاعٍح وانشاذنٍح ‪...‬‬

‫‪582‬‬
‫ُ) شرح القصيدة ا‪٣‬بمرية البن الفارض‬
‫ِ) ت ػػذكرة الش ػػهوات ُب تبص ػػرة الل ػػذات‪ ،‬بالفارسػ ػػية نقل ػػو درنيق ػػة عػ ػػن ىدي ػػة الع ػػارفْب‬
‫للبغدادم كمعجم ا‪٤‬بؤلفْب لكحالة‪.‬‬

‫والشي م مد علي بن م مد الكي ي‪ ،‬القادري ال موي‬ ‫ٓ٘‪.‬‬


‫كلد ٕبماه‪ ،‬كفيها تلقى علومو‪ٍ ،‬ب تؤب نقابة أشرافها كمنصب اإلفتػاء فيهػا‪ ،‬ك‪ٝ‬بػع بػْب الفقػو‬
‫كالتصػػوؼ كاألدب شػػعران كنث ػران‪ ،‬تػػوُب ٕبمػػاه عػػاـ ُِِٕ ىػ ػ ُٖٓٔر‪ ،‬كمػػن أثػػاره دي ػواف شػػعر‪،‬‬
‫(نقلو درنيقة عن معجم ا‪٤‬بؤلفْب لكحالة)‪.‬‬

‫والشي السيد م مد و غ اؿ‬ ‫ٔ٘‪.‬‬


‫قاؿ الشطي ُب أعياف دمشق‪ :‬تر‪ٝ‬بو صديقنا الفاضػل عمػر أفنػدم الطي ػيب ُب ا‪٤‬بشػيخة‬
‫‪ٞ‬بن طػػو القػػادرم الدمشػػقي ا‪٤‬بعػػركؼ بالشػػيخ‬ ‫الطي ػبية قػػاؿ مػػا خبلصػػتو‪ :‬ىػػو ‪٧‬بمػػد بػػن عبػػد الػػر م‬
‫غزاؿ‪ ،‬شيخ الطريقة كمعدف ا‪٢‬بقيقة‪ ،‬الصوُب الزاىد الناسك العابػد‪ ،‬كٕب اهلل صػاحب الكرامػات‬
‫كلػد بدمشػق ُب حػدكد سػػنة َُِِ ىػػ‪ ،‬كنشػأ ُب حجػػر كالػده علػى العفػػة كالصػيانة‪ ،‬كأخػذ عنػػو‬
‫علم األكفاؽ كغّبه‪ٍ ،‬ب بعد كفاة كالده ا‪٤‬بذكور قاـ مقامو على سجادة اإلرشاد القادرية‪...،‬‬
‫ٍب ذكر الشطي لو عدة كرامات أذكر منها‪ :‬قاؿ‪ :‬ما نقلو كلده الشيخ عبد الغفور قاؿ‪:‬كاف‬
‫أخي األكرب الشيخ أ‪ٞ‬بد ُب حداثة سنو ‪٧‬ببان للصيد‪ ،‬فنهاه كالده عن ذلك فلم ينت ًو‪ ،‬كخرج يومان‬
‫إٔب الصػػيد فػػأتى بسػػتانان مػػن أرض العنابػػة‪ ،‬فوجػػد طػػائرين علػى بيػػت‪ ،‬فلػػم يػػزؿ يػػدنو منهمػػا حػػٌب‬
‫صار بينو كبينهما ‪٫‬بو ذراعْب كٓب ينفرا منو‪ ،‬فرمػى عليهمػا ففػي ا‪٢‬بػاؿ ذىبػت عينػاه‪ ،‬فأخػذ اآللػة‬
‫بيمينػػو كجعػػل ٲبشػػي علػػى يديػػو كرجليػػو‪ٍ ،‬ب تفقػػده كالػػده فػأخربكه بأنػػو خػػرج إٔب الصػػيد‪ ،‬فػػذىب‬
‫‪٫‬بػػو األرض ا‪٤‬بػػذكورة فنػػاداه فأجابػػو‪ ،‬فسػػألو مػػا بالػػك فػػأخربه ٕبالػػو‪ ،‬فأخػػذ بيػػده كسػػألو ا‪٤‬بعاىػػدة‬
‫علػػى أف ال يعػػود إٔب الصػػيد‪ ،‬كلػػو أف يػػرد اهلل عليػػو عينيػػو‪ ،‬فعاىػػده علػػى ذلػػك فمسػػح علػػى عينيػػو‬
‫فعادتػػا كمػػا كانتػػا‪ ...،‬قػػاؿ‪ :‬كبا‪١‬بملػػة فقػػد كػػاف ا‪٤‬بػػَبجم مػػن عبػػاد اهلل الصػػا‪٢‬بْب مشػػهوران بالواليػػة‬
‫عنػػد ا‪٣‬بػػاص كالعػػاـ‪ ،‬ككانػػت كفاتػػو قػػدس سػػره سػػنة ُُِٖ ى ػػ‪ ،‬كدفػػن ُب مقػػربة الشػػيخ أرسػػبلف‬
‫ا‪٤‬بقابلة ‪٤‬بقامو‪ ،‬كىذه ا‪٤‬بقربة للرافضة ليس فيها من أىل السنة غّب ا‪٤‬بَبجم‪.‬‬

‫‪583‬‬
‫كبنو (طو) ُب دمشق قادات مشهوركف بالصبلح‪ ،‬كأمػا شػهرة ا‪٤‬بػَبجم بالشػيخ غػزاؿ فهػو‬
‫لق ػػب غل ػػب عليػػو ٓب يعل ػػم الس ػػبب في ػػو‪ ،‬كق ػػد خلفػػو عل ػػى س ػػجادة القادري ػػة كلػػده الش ػػيخ أ‪ٞ‬ب ػػد‬
‫ا‪٤‬بذكور ا‪٤‬بتوَب سنة ُُّٓىػ تقريبان‪ٍ ،‬ب توالىػا مػن بعػده أخػوه الشػيخ عبػد الغفػور ا‪٤‬بتقػدـ ذكػره‪،‬‬
‫كأعقػػب ا‪٤‬بػػَبجم مػػن زكجتػػو ابنتػػْب ٓب ت ػزاال علػػى قيػػد ا‪٢‬بيػػاة حػػٌب اآلف سػػنة ُِّْ‪ ،‬ر‪ٞ‬بػػو اهلل‬
‫تعأب‪.‬‬

‫وم ػػنهم الش ػػي الع م ػػة السػػيد م م ػػد فت ػػا ب ػػن قاس ػػم بػػن م م ػػد الفاسػػي المغرب ػػي‬ ‫ٕ٘‪.‬‬
‫القادري سبا و ريقة‬
‫كلد ر‪ٞ‬بو اهلل عاـ ُِٗٓىػ ُّْٖر‪ ،‬ككاف بارعان ُب الفقو كاألصوؿ كعلم الكبلـ كالعربية‪ ،‬تػرؾ‬
‫آثاران منها‪:‬‬
‫ُ) ا‪٢‬باشية الكربل على شرح ابن كّباف على توحيد ا‪٤‬برشد ا‪٤‬بعْب ُب جزأين‬
‫ِ) حاشية على شرح الشيخ جسوس على الشمائل‬
‫ّ) حاشية على شرح األزىرم على الربدة‬
‫ْ) حاشية على األربعْب النوكية‬
‫ٓ) فهرسة لشيوخو‬
‫ٔ) إ‪ٙ‬باؼ أىل الدراية‪ ،‬كىو عبارة عن أسانيده‬
‫ٕ) رفع العتاب كا‪٤‬ببلـ عمن قاؿ العمل با‪٢‬بديث الضعيف حراـ‬
‫كصلي عليو ٔبػامع القػركيْب‪ ،‬كدفػن بركضػة‬
‫ككانت كفاتو بفاس عاـ ُُّّىػ ُُّٗر‪ ،‬ي‬
‫الصقليػْب‪ (.‬نقلو درنيقة عن معجم ا‪٤‬بؤلفْب لكحالة‪ ،‬كاألعبلـ للزركلي)‬

‫والشي السيد م مد القادري سبا و ريقة‬ ‫ٖ٘‪.‬‬


‫كاف حيان عاـ ُٖٖىػ ُُْٓر ُب مدينة سبتو ا‪٤‬بغربية‪ ،‬كلو كتػاب‪ :‬نشػر ا‪٤‬بثػا٘ب‪( ،‬نقلػو‬
‫درنيقة عن تاريخ ا‪٤‬بغرب كاألندلس أل‪ٞ‬بد العمادم)‬

‫ومنهم العالم الشي السيد م مد فري بن م مد ىا م بن م مد علي الكي ي‬ ‫ٗ٘‪.‬‬


‫ي الطريقة الكي ية القادرية‪ ،‬والنقشبندية‬

‫‪584‬‬
‫يتصػػل نسػػب كالدتػػو بالقطػػب الكبػػّب قضػػيب البػػاف ‪٧‬بمػػد ا‪٤‬بوصػػلي ا‪٢‬بسػػِب النسػػب‪ ،‬كلػػد‬
‫ُب ‪ٞ‬باه سنة َُّْىػ ُٖٖٔر ألب كاف يعمل ُب الزراعة‪ ،‬قرأ القرآف كىو ُب السابعة مػن‬
‫عمره كختمو على الشػيخ مصػطفى ا‪٤‬بكػاكم‪ ،‬رحػل إٔب زحلػة فػدرس سػنة كاحػدة ُب ا‪٤‬بدرسػة‬
‫الشػػرقية‪ ،‬كمنهػػا انتقػػل إٔب دمشػػق‪ ،‬فػػدخل مكتػػب عنػػرب كدرس فيػػو سػػنتْب‪ ،‬كػػاف ُب أثنائهمػػا‬
‫ٰبضر دركس الشيخ أمْب سويد‪ ،‬كالشيخ عبد القادر ا‪٤‬ببارؾ‪ ،‬كالشيخ بػدر الػدين ا‪٢‬بسػِب ُب‬
‫دار ا‪٢‬ب ػػديث كُب بيت ػػو ب ػػالنوفرة‪ ،‬بع ػػد ذل ػػك ع ػػاد إٔب ‪ٞ‬ب ػػاه‪ ،‬فق ػرأ عل ػػى الش ػػيخ عل ػػي ال ػػدالؿ‬
‫ا‪٤‬بتوَب سنة َُّْىػ كتبان عديدة منها‪ :‬اللباب‪ ،‬كمراقي الفبلح‪ ،‬كقمر األقمار شرح ا‪٤‬بنػار‪،‬‬
‫كالشمسية‪ ،‬كالسلم إليساغوجي‪ ،‬كشرح الكفراكم على األجركمية‪ ،‬كجوىرة التوحيػد‪ ،‬كشػرح‬
‫العقائد النسفية للسعد التفتازا٘ب‪ ،‬كا‪٢‬بكم العطائية‪ ،‬كالرسالة القشّبية‪.‬‬
‫أخذ الطريقة القادرية عن ابػن عمػو الشػيخ عبػد ا‪١‬ببػار الكػيبل٘ب‪ ،‬كاتصػل بالشػيخ ‪٧‬بمػد‬
‫ا‪٢‬بامػ ػػد‪ ،‬فأخػ ػػذ عليػ ػػو الطريقػ ػػة النقشػ ػػبندية مػ ػػن طريػ ػػق األركادم عػ ػػن موالنػ ػػا الشػ ػػيخ خالػ ػػد‬
‫النقشبندم‪ٍ ،‬ب اجتمع بالشػيخ ‪٧‬بمػد الغبلييػِب القػره كػوم الكػردم فقػرأ عليػو عػدة كتػب ُب‬
‫التصوؼ‪.‬‬
‫أقػ ػرأ طبلب ػػو بالزاكي ػػة القادري ػػة ٕبم ػػاه كتبػ ػان عدي ػػدة‪ ،‬منه ػػا‪ :‬طبق ػػات األكلي ػػاء‪ ،‬كاليواقي ػػت‬
‫كا‪١‬بواىر للشعرا٘ب‪ ،‬كشرح الطريقة احملمدية للنابلسي‪ ،‬كصػحيح البخػارم‪ ،‬كفػتح البػارم البػن‬
‫حجر العسقبل٘ب‪ ،‬كصحيح مسلم‪ ،‬كرياض الصا‪٢‬بْب‪ ،‬كشرح ا‪٢‬بكم‪ ،‬كمواقع النجوـ‪.‬‬
‫عاد إٔب دمشق‪ ،‬كصحب الشيخ أمْب الزملكا‪ ،‬كالشيخ أمػْب ا‪٣‬بربػوطلي‪ ،‬كالشػيخ توفيػق‬
‫األيػػويب‪ ،‬كالشػػيخ أبػػو النصػػر خلػػف (ا‪٢‬بسػػيِب) كالشػػيخ ش ػريف اليعقػػويب (ا‪٢‬بسػػِب) كالشػػيخ‬
‫‪٧‬بمػػد العػػريب العػػزكزم (ا‪٢‬بسػػِب) كالشػػيخ مكػػي الكتػػا٘ب (ا‪٢‬بسػػِب) كالشػػيخ عطػػا اهلل الكسػػم‪،‬‬
‫كالشيخ عبد احملسن األسطوا٘ب‪ ،‬كالشيخ ابراىيم الغبلييِب (الكػيبل٘ب ا‪٢‬بسػِب) كالشػيخ رجػب‬
‫الط ػػائي‪ ،‬كالش ػػيخ أ‪ٞ‬ب ػػد التلمس ػػا٘ب‪ ،‬كالش ػػيخ الس ػػيد ‪٧‬بم ػػد ا‪٥‬ب ػػامشي‪ ،‬كغ ػػّبىم كث ػػّب‪ ،‬كحض ػػر‬
‫دركس الشػػيخ السػػيد ‪٧‬بمػػد بػػدر الػػدين ا‪٢‬بسػػِب ُب البخػػارم‪ ،‬كالزرقػػا٘ب علػػى ا‪٤‬بواىػػب‪ ،‬كمػػا‬
‫حج مرتْب األكٔب سنة ُّْٔىػ تقريبان كالثانية سنة ُّٕٔىػ‪ ،‬كما ألف كتبان عديدة منها‪:‬‬
‫ُ) ‪٨‬بتصر رياض الصا‪٢‬بْب‬
‫ِ) ‪٨‬بتصر فتح البارم‬
‫ّ) النقد كالتزييف (رد فيو على الشيخ سعيد ا‪١‬بايب الذم انتقد الطريقة النقشبندية(‬

‫‪585‬‬
‫ْ) الدر اللطيف ُب فضائل ا‪٣‬بتم الشريف (ُب الطريقة النقشبندية) كلو كتب غّبىا‪ ،‬بدأ ُب‬
‫تأليفهػػا كٓب يتمهػػا‪ ،‬تػػوُب ر‪ٞ‬بػػو اهلل سػػنة ُِّٗى ػ ُِٕٗر كدفػػن ٕبمػػاه‪ ،‬كيطلػػق علػػى ذريتػػو‬
‫(آؿ فريز) الكيبل٘ب‪( ،‬عن كتاب تاريخ علماء دمشق‪ ،‬حملمد مطيع ا‪٢‬بافظ كنزار أباظة)‪.‬‬

‫والع مة الشي م مد القادري سباً و ريقة الدىلوي‬ ‫٘٘‪.‬‬


‫قاؿ درنيقة‪ :‬تؤب مركز اإلفتاء ُب دىلي‪ ،‬كبرز ُب الفقو كالتفسّب‪ ،‬كلػو‪ :‬تبجيػل التٍنزيػل ُب‬
‫تفسّب القرآف ا‪١‬بليل‪ ،‬تػوُب ر‪ٞ‬بػو اهلل عػاـ ُِِّى ػ َُْٗر‪ (،‬عػن إيضػاح ا‪٤‬بكنػوف‪ ،‬كىديػة‬
‫العارفْب للبغدادم‪ ،‬كمعجم ا‪٤‬بؤلفْب لكحالة)‪.‬‬

‫والشي السيد م مد الكي ي‪ ،‬القادري‬ ‫‪.٘ٙ‬‬


‫قػاؿ درنيقػػة‪ :‬كػػاف الشػػيخ ‪٧‬بمػػد يلقػػب بشػػيخ شػػيوخ ا‪١‬بزيػػرة‪ ،‬حػػج مػرتْب‪ ،‬كركل ا‪٢‬بػػديث‬
‫ع ػ ػػن الفخ ػ ػػر عل ػ ػػي بدمش ػ ػػق‪ ،‬كم ػ ػػا امت ػ ػػاز ب ػ ػػالعلم كالص ػ ػػبلح كالوق ػ ػػار‪ ،‬ت ػ ػػوُب س ػ ػػنة ّٕٗى ػ ػ ػ‬
‫ُّّٖر‪(.‬نقبلن عن مرآة ا‪١‬بناف‪،‬لئلماـ اليافعي)‬

‫والشي السيد م مد الكي ي‪ ،‬القادري‬ ‫‪.٘ٚ‬‬


‫قػػاؿ درنيقػػة‪ :‬كػػاف حي ػان قبػػل عػػاـ َُِّىػ ػ ُٖٖٓر‪ ،‬اشػػتهر بػػالوعظ كاإلرشػػاد‪ ،‬كلػػو‪:‬‬
‫الدرر السنية ُب ا‪٤‬بواعظ الكيبلنية‪ ،‬طبعت بالقسطنطينية عاـ َُِّىػ ُٖٖٓر (نقػبلن عػن‬
‫معجم ا‪٤‬بؤلفْب لكحالة)‪.‬‬

‫والشي السيد م مد بن م مد القادري‪ ،‬ي القادرية بمصر‬ ‫‪.٘ٛ‬‬


‫ت ػػوُب ع ػػاـ َُٗٔى ػ ػ ُٖٓٔر بالق ػػاىرة‪ ،‬كم ػػن أش ػػهر تبلمي ػػذه الش ػػيخ عب ػػد اهلل أعي ػػاش‬
‫صاحب الفهرسة كا‪٤‬بنظومة‪(،‬نقلو درنيقة عن التقاط الدرر حملمد القادرم‪).‬‬

‫والش ػػي الس ػػيد م م ػػد ػػوري ب ػػن أحم ػػد ب ػػن عب ػػد الوى ػػاب الكي ػػي ال م ػػوي‬ ‫‪.ٜ٘‬‬
‫القادري‬
‫كلػ ػػد ٕبمػ ػػاه عػ ػػاـ ُِِٓىػ ػ ػ ُّٖٔر‪ ،‬كفيهػ ػػا نشػ ػػأ كتعلػ ػػم‪ ،‬فػ ػػربع ُب الت ػ ػأريخ كاألدب‬
‫كالشعر‪ ،‬رحل إٔب القسطنطينية كعْب ُب دائرة الرسومات‪ٍ ،‬ب عاد إٔب ‪ٞ‬باه حيث تػؤب نقابػة‬

‫‪586‬‬
‫األشراؼ كعضوية ‪٦‬بلس الدعاكل‪ ،‬كعضوية ‪٦‬بلس اإلدارة‪ ،‬كرئاسة البلديػة كاألحػواؿ ا‪٤‬بدنيػة‬
‫كرئاسة ‪٧‬بكمة ا‪١‬بزاء‪ ،‬كلو مؤلفات منها‪:‬‬
‫ُ) ذيل على تاريخ أيب الفداء ‪٠‬باه (ا‪٤‬بعترب على تكملة ا‪٤‬بختصر من أخبار البشر)‬
‫ِ) الكواكب الدرية ُب السلسلة احملمدية كأىل ا‪١‬بيبلنية‬
‫ّ) أحسن ما قنيت‬
‫ْ) ندٲبة ا‪٣‬باطر‬
‫ٓ) ديواف شعر‬
‫توُب ر‪ٞ‬بو اهلل عاـ ُِّٔىػ َُٖٗر كدفن ُب مقربة األسرة الكيبلنية (نقلػو درنيقػة عػن‬
‫معجم ا‪٤‬بؤلفْب لكحاؿ)‪.‬‬

‫والشي السيد م مد بن يوسف الكي ي القادري‬ ‫ٓ‪.ٙ‬‬


‫قاؿ درنيقة نقبلن عن الضوء البلمع للسخاكم‪ :‬كاف من أكابر العلماء مع ميل للتصػوؼ‬
‫كموافق ػػة ألى ػػل الس ػػنة كا‪١‬بماع ػػة‪ ،‬م ػػن ش ػػيوخو الظه ػػّب الت ػػزمنٍب‪ ،‬ت ػػؤب مش ػػيخة القب ػػة ال ػػٍب‬
‫بالصحراء‪ ،‬كذلك بعد ‪ٛ‬بنع كتورع‪ ،‬كاف شافعي ا‪٤‬بذىب‪ ،‬توُب عاـ ٕٖٗىػ ُُْٗر ُب ‪٫‬بو‬
‫الثمانْب‪.‬‬

‫ٔ‪ .ٙ‬والشػػي السػػيد م مػػد بػػن ابػػراىيم الغ يينػػي بػػن م مػػد بيػػر بػػن ابػػراىيم الكي ػػي‪،‬‬
‫الدمشقي الشافعي القادري‬
‫ففي تاريخ علماء دمشق ا‪١‬بزء الثالث‪ ،‬قاؿ‪ " :‬كلد بدمشق سنة َُّّى ػ َُُٗر ُب‬
‫ح ػػي الس ػػمانة ب ػػالقرب م ػػن العقيب ػػة‪ ،‬كنش ػػأ ُب حج ػػر كال ػػده العبلم ػػة ا‪٤‬برش ػػد( م ػػرت تر‪ٝ‬بت ػػو)‬
‫فأحسػػن تربيتػػو ككجهػػو ُب طلػب العلػػم قػرأ علػػى كالػػده حػػٌب أصػػبح فقيهػػا شػػافعيان‪ ،‬كُب تلػػك‬
‫الفػػَبة كػػاف يقػرأ أيضػان علػػى الشػػيخ توفيػػق األيػػويب الفقػػو كا‪٢‬بػػديث‪ ،‬ككجهػػو كالػػده إٔب التعػػرؼ‬
‫إٔب ا‪٤‬بذىب ا‪٢‬بنفي أيضان‪ ،‬إشتغل بالتعليم مبكران ُب مدرسة الشيخ ‪٧‬بمد التلمسػا٘ب‪ٍ ،‬ب عػْب‬
‫بإشارة من الشيخ ‪٧‬بمد بدر الدين ا‪٢‬بسِب إمامان كخطيبان ُب بلدة الزرقاء باألردف كاستمر هبػا‬
‫ما يقارب سبع سنوات‪ٍ ،‬ب بعدىا ُب جامع قطنا الكبّب برغب وة من كالده‪ ،‬كعْب مدرسان عامػان‬
‫بوظيفة الفتول‪ ،‬فكاف يقوـ بالتدريس ُب مساجد دمشق كقطنا‪ ،‬لو إجػازات مػن كالػده كمػن‬

‫‪587‬‬
‫الشيخ أيب ا‪٣‬بّب ا‪٤‬بيدا٘ب كالشػيخ توفيػق األيػويب‪ ،‬كأتقػن فػن ا‪٢‬بػديث كعلومػو‪ ،‬اتصػف ا‪٤‬بػَبجم‬
‫بالزىػػد كالبعػػد عػػن ا‪٤‬بظػػاىر‪ ،‬كآثػػر العزلػػة كعػػدـ االخػػتبلط بالنػػاس‪ ،‬كمػػا عػػرؼ بػػا‪١‬بود كالكػػرـ‬
‫كا‪٥‬ب ػػدكء كالس ػػكينة‪ ،‬ت ػػوُب ص ػػباح ا‪٣‬بم ػػيس ِّ رج ػػب ُُُْى ػ ػ ٕ ش ػػباط ُُٗٗر ٗبدين ػػة‬
‫ج ػػدة عن ػػد أكالده‪ ،‬كدف ػػن ٗبق ػػربة ا‪٤‬بعل ػػى ٗبك ػػة ا‪٤‬بكرم ػػة‪ ،‬كأكالده الس ػػادة‪٧ :‬بم ػػد خ ػػّب‪ ،‬كعب ػػد‬
‫الر‪ٞ‬بن‪ ،‬كعمر‪ ،‬كعثماف‪ ،‬كعلي‪ ،‬كحسن‪ ،‬كحسْب‪.‬‬
‫كللمَبجم شقيق ىو الشيخ سعد الدين الغبلييِب‪.‬‬

‫ومػػنهم الشػػي السػػيد م مػػود بػػن حسػػين األفضػػلي ال ػػازقي الكي ػػي الشػػهير‬ ‫ٕ‪.ٙ‬‬
‫بالصادفي القادري‬
‫قػػاؿ درنيقػػة‪ :‬كػػاف ‪٦‬بػػاكران با‪٤‬بدينػػة ا‪٤‬بنػػورة‪ ،‬تػػوُب هبػػا ‪٫‬بػػو عػػاـ َٕٗ ىػ ػ ُِٔٓر‪ ،‬اشػػتهر‬
‫بالتفسّب كبالفقو الشافعي‪ ،‬كمن مؤلفاتو‪:‬‬
‫ُ) الرسالة القدسية ُب ا‪٢‬بكمة‬
‫ِ) شرح الكافية البن ا‪٢‬باجب‬
‫ّ) حاشػػية علػػى تفسػػّب البيضػػاكم ‪٠‬باىػػا ىديػػة ال ػراكم‪ ،‬فػػرغ مػػن تأليفهػػا عػػاـ ّٓٗىػ ػ‬
‫ُِٖٓر‪ ،‬كىي من سورة األعراؼ إٔب آخر القرآف‪( ،‬نقلو عن األعبلـ للزركلي)‬

‫والشػػي السػػيد م مػػود الكي ػػي مػػن ذريػػة السػػيد عبػػد الع ي ػ ‪ ،‬قيػػب األ ػراؼ‬ ‫ٖ‪.ٙ‬‬
‫ببغداد‪ ،‬القادري ي القادرية فيها‬
‫كانت لو مراسبلت مع موالنا الشيخ خالد ذم ا‪١‬بنػاحْب النقشػبندم قػدس سػره ا‪٤‬بتػوَب‬
‫سػػنة ُِِْى ػ ُِٖٔر‪ ،‬ال سػػيما تلػػك الرسػػالة الػػٍب دحػػض فيهػػا دعػػول ا‪٤‬بفػَبين كا‪٤‬بنكػرين‬
‫عل ػػى موالن ػػا خال ػد‪،‬كالٍب تتض ػػمن‪ ":‬الش ػػيخ خال ػػد‪ ،‬موص ػػوؼ ب ػػالعلم كالتق ػػول‪ ،‬كى ػػو ف ػػارس‬

‫‪588‬‬
‫ميداف التدريس كالفتػول‪ ،‬صػاحب العقيػدة ا‪٣‬بالصػة األشػعرية‪ ،‬كالطريقػة النقشػبندية البكريػة‪،‬‬
‫كا‪٤‬بتمسك بالكتاب كالسنة‪(...‬نقلو درنيقة عن بغية الواجد ألسعد صاحب)‬

‫ابن‬ ‫الرحمن بن عبد ا‬


‫ٗ‪ .ٙ‬والشي السيد عمة ا بن عبد ا بن م يي الدين بن عبد ٰ‬
‫علي بن أحمد بن م مد بن زكريا بن ي يى بن م مد بن اإلماـ ال ي ي‪ ،‬القادري‬
‫كلد با‪٥‬بند‪ٍ ،‬ب رحل إٔب مكة ا‪٤‬بكرمة سنة َُُْ ىػ كجػاكر هبػا حػٌب كفاتػو عػاـ َُْٔ‬
‫ىػ ُّٓٔر كقد جاكز الرابعة كالسبعْب‪ ،‬من شيوخو الشي السيد أبو بكر بن سآب باعلوم‪،‬‬
‫ُب بدايػػة أمػػره أقبػػل علػػى الرياضػػات كاجملاىػػدات مػػع خلػػوة كجػػوع كسػػهر‪ٍ ،‬ب خػػرج علػػى النػػاس‬
‫يتكلم ُب العلوـ كا‪٤‬بعارؼ‪ ،‬كاشتهر بقضاء حوائج الناس عند شرفاء مكة كأمرائًها‪.‬‬
‫قػػاؿ النبهػػا٘ب ُب جػػامع كرامػػات األكليػػاء ‪ ":‬كػػاف مػػن أكػػابر أكليػػاء العػػارفْب اجملمػػع علػػى‬
‫كاليتهم كقػاؿ‪ :‬كتػواترت كراماتػو الػٍب ال ٲبكػن حصػرىا‪ ،‬ككػاف ابتػدأ العبلمػة إبػراىيم الػدىاف ُب‬
‫‪ٝ‬بػػع شػػيء مػػن كراماتػػو ُب مؤلػػف كٓب يعلػػم بػػذلك أحػػدان‪ ،‬فػػأتى إليػػو كىػػو ُب بيتػػو كقػػاؿ لػػو‪ :‬يػػا‬
‫شيخ إبراىيم ىل ٲبكن ع ٌد ا‪٤‬بطر للبشر؟ فقاؿ‪ :‬ال‪ ،‬فقاؿ‪ :‬كراماتنا كػذلك‪ ،‬فعنػد ذلػك صػرؼ‬
‫نفسو عن ‪ٝ‬بع التأليف‪ ،‬كىذه من كراماتو‪ٍ ،‬ب ذكر النبها٘ب لو عدة كرامات ‪،‬قدس سره العزيز‬

‫والشي السيد يعقوب بن عبد القادر الكي ي القادري‬ ‫٘‪.ٙ‬‬


‫قاؿ ا‪٤‬بؤلف درنيقة نقبلن عن سػلك الػدرر للمػرادم‪ :‬أصػلو مػن ‪ٞ‬بػاه نشػأ بدمشػق‪ ،‬كػاف ُب‬
‫أكؿ أمػػره مػػَبددان بػػْب االعتكػػاؼ ُب الزكايػػا كبػػْب اللػػذات ك ً‬
‫األخػػبلء كالنػػدماء‪ ،‬كأخػّبان ار‪ٙ‬بػػل إٔب‬
‫القسطنطينية كسلك الطريقة القادرية‪ ،‬طريقة أجداده‪ ،‬توُب مقتػوالن علػى يػد قطػاع الطػرؽ قػرب‬
‫ا‪٤‬بعػػرة عػػاـ ُُٖٓى ػ ُُٕٕر كدفػػن خػػارج ا‪٤‬بعػػرة‪ ،‬ككػػاف الشػػيخ يعقػػوب يػػنظم الشػػعر ا‪١‬بيػػد‪،‬‬
‫فمن شعره‪:‬‬

‫‪589‬‬
‫ت من ػ ػ ػػوي ص ػ ػ ػػبابةه أىى‪ٛ‬ب ػ ػ ػ َّػز يؽ‬ ‫قػ ػ ػ ػ ٍد كػ ػ ػ ػ ٍد ي‬ ‫ػك تشػ ػ ػ ػ ػ يػو يؽ‬ ‫ىربٍػ ػ ػ ػ ػ ىػع األحبػ ػ ػ ػ ػ ًػة يب إليػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ػرؽ‬
‫ػت فيهػ ػ ػػا أغػ ػ ػ ي‬ ‫ل ػ ػػوال زف ػ ػ ػّبم كنػ ػ ػ ي‬ ‫ػك ف ػ ػ ػ ػػاض م ػ ػ ػ ػػِب ىعٍبػ ػ ػ ػ ػ ىػرنة‬ ‫كإذا ذكرتيػ ػ ػ ػ ى‬
‫ك مػػع نيسػػي ً‬
‫صػ يػد يؽ‬ ‫اكين عنػ ىػد ىؾ يى ٍ‬ ‫خ ػربان ع ػ ًن الث ػ ى‬ ‫الص ػبىا‬
‫مات َّ‬ ‫أرسػ ٍػل فػػديٍػتي ى ى ى ٍ‬
‫ك ىلع ٍرفً ىه ػ ػ ػ ػػا الزاك ػ ػ ػ ػػي هب ػ ػ ػ ػػم أتنش ػ ػ ػ ػ يػق‬ ‫ش‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫فأن ػ ػ ػ ػ ػػا لبيػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػرء نس ػ ػ ػ ػ ػػيم ىها يم ػ ػ ػ ػ ػ ػتىػ ىعط ي‬
‫صػ ًن الػػذم ىػو يىػ ٍعبىػ يػق‬ ‫ً‬ ‫فنسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيمها يزكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ًٗبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّػر ذيي ً‬
‫ُب ركضػة الغي ٍ‬ ‫و‪٥‬بػىػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫يى‬
‫ً‬
‫ت ‪٥‬بػ ػ ػػا تىػتىػ ىفتَّػ ػ ػ يػق‬
‫ل فىػغىػ ػ ػ ىػد ٍ‬
‫يدرر النَّػ ػ ػ ىػد ى‬ ‫يجانىػ ىه ػ ػ ػػا‬ ‫ػث األزاى ػ ػ ػ يػر ىكلَّل ػ ػ ػػت ت ى‬ ‫حي ػ ػ ػ ي‬

‫من العائػ ت والعشائػر القادريػة‬

‫باإلضػػافة ‪٤‬بػػا مػ َّػر معنػػا مػػن أ‪٠‬بػػاء بعػػض األسػػر القادريػػة‪ ،‬فإنػػو ٓب يػػزؿ ىنػػاؾ عػػائبلت كثػػّبة‬
‫تنتسب لئلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬

‫منه ػػا م ػػا ذك ػػره الش ػػيخ ي ػػونس الس ػػامرائي ُب كتاب ػػو نقػ ػبلن ع ػػن كت ػػاب (ت ػػاريخ العػ ػراؽ ب ػػْب‬
‫احتبللْب) للمؤلف عباس العزاكم‪:‬‬

‫ُ‪ .‬عشّبة البو ‪ٝ‬بعة‪ُ :‬ب قضاء الدكر قرب سامراء كىم من ذرية السػيد عيسػى بػن اإلمػاـ ا‪١‬بػيبل٘ب‪،‬‬
‫(كيتفرع منها عدة عائبلت بأ‪٠‬باء ‪٨‬بتلفة)‪.‬‬

‫ِ‪ .‬عشّبة ا‪٢‬بداحدة‪ُ :‬ب قضاء سامراء كىم من ذرية السيد عبد الرزاؽ بن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪( ،‬كيتفرع‬
‫منها عائبلت بأ‪٠‬باء ‪٨‬بتلفة)‪.‬‬

‫ّ‪ .‬آؿ الشيخ عيداف ُب قرية السادة ُب لواء ديإب من ذرية السيد عبد الرزاؽ‪.‬‬

‫ْ‪ .‬عشػّبة ا‪٢‬بيػاليْب‪ُ :‬ب ا‪٠‬بيكػة ػ كالعبػاٯبى ػ كأراضػي الشػيخ ‪ٝ‬بيػل ػ كُب قريػة (أيب كرمػة ػ ُب لػواء‬
‫ديإب ػ كُب ناحية راكة التابعة لقضاء عانة‪ ،‬كيتفرع منها فركع كثّبة بأ‪٠‬باء ‪٨‬بتلفػة) كىػم مػن ذريػة‬
‫السيد عبد العزيز بن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪.‬‬

‫كمن العشائر القادرية أيضان‪:‬‬

‫‪591‬‬
‫ٓ‪ .‬عشّبة ‪ٞ‬بد البكر ػ من أصل ا‪٢‬بيإب‪.‬‬

‫البو حسن البكر ػ ا‪٢‬بيإب‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫ٕ‪ .‬البو غنيمة ػ ا‪٢‬بيإب‪.‬‬

‫ٖ‪ .‬البو جاسم ا‪٤‬بلقبْب (ا‪٤‬بناترة ػ ا‪٢‬بيإب)‪.‬‬

‫ٗ‪ .‬البو غناـ ػ ا‪٢‬بيإب‪.‬‬

‫َُ‪ .‬ا‪٤‬بطالكة ػ ا‪٢‬بيإب‪.‬‬

‫ُُ‪ .‬العشارات‪.‬‬

‫ُِ‪ .‬البو صفو‪ُ :‬ب سامراء منهم الدكتور ماجد أ‪ٞ‬بد السامرائي‪.‬‬

‫ُّ‪ .‬األغوات ُب ‪٧‬بلة باب البيض با‪٤‬بوصػل مػنهم آؿ الشػيخ جػادر‪ ،‬كمػا ذكػر ذلػك األسػتاذ ‪٧‬بفػوظ‬
‫‪٧‬بمد عمر العباسي‪.‬‬

‫ُْ‪ .‬قاؿ‪ :‬كآؿ األلوسي ُب تكريت (العراؽ)‪.‬‬

‫ُٓ‪ .‬كآؿ القاضي ُب تكريت أيضان‪.‬‬

‫ُٔ‪ .‬قاؿ‪ :‬كالبو حاج أمْب‪ُ :‬ب الدكر قرب سامراء‪.‬‬

‫ُٕ‪ .‬البو ‪ٝ‬بالة ُب الدكر كتكريت‪.‬‬

‫ُٖ‪ .‬البو أميل (أك البو ماؿ اهلل) ُب سامراء‪ .‬إ ػ ىػ‪.‬‬

‫ُٗ‪ .‬قلت كُب األردف عدة عشائر مػن نسػب اإلمػاـ ا‪١‬بػيبل٘ب كرد أ‪٠‬بػاء بعضػها مثػل آؿ النوبػا٘ب كآؿ‬
‫الزعيب‪.‬‬
‫ػومِب) ُب إربػػد كعجلػػوف كغّبىػػا‪ ،‬كمػػا أخػػرب٘ب بػػذلك الصػػديق‬
‫كمػػن تلػػك العشػػائر أيض ػان (آؿ ا‪٤‬بػ ى‬
‫الشػػيخ ناصػػر مرعػػوش‪ ،‬كمػػا بلغػػِب أيض ػان أف ىنػػاؾ (ُب األردف) ‪ٝ‬باعػػة مػػن عشػػّبتنا‪ ،‬كػػذلك ُب‬
‫دمشق كٓب أتأكد بعد‪.‬‬

‫‪590‬‬
‫َِ‪ .‬كمػػن العػػائبلت الكيبلنيػػة أيض ػان (آؿ الػػدباغ) ا‪١‬بػػيبل٘ب ُب ‪ٞ‬بػػص‪ ،‬يعػػرؼ مػػنهم الشػػيخ السػػيد‬
‫عثم ػػاف ال ػػدباغ ا‪١‬ب ػػيبل٘ب ر‪ٞ‬ب ػػو اهلل تع ػػأب كى ػػو أح ػػد خلف ػػاء الش ػػيخ الكب ػػّب ‪٧‬بم ػػد س ػػليم خل ػػف‬
‫(ا‪٢‬بسيِب) النقشبندم‪ ،‬كشقيقو الشيخ حسنو الدباغ ػ دفْب ‪ٞ‬بص أيضان‪.‬‬
‫كمنهم‪ :‬الشيخ ‪٧‬بمد بن السيد عثماف ا‪٤‬بذكور قدـ طرابلس كاستوطنها حٌب كفاتو هبا‪ ،‬كدفػن ُب‬
‫ا‪١‬ببانة اجملاكرة ‪١‬بامع طيناؿ‪ ،‬كاف أحػد مشػايخ الطريقػة القادريػة‪ ،‬كمػا أخػذ الطريقػة الرفاعيػة مػن‬
‫الشيخ السيد أ‪ٞ‬بد الصيادم الرفاعي ا‪٤‬بدفوف ُب نفس ا‪١‬ببانػة‪ ،‬كمػن مشػايخ السػيد ‪٧‬بمػد أديػب‬
‫الدباغ ا‪٤‬بذكور كا‪٤‬بكُب بأيب أمْب ػ العبلمة ‪٧‬بدث الديار الشامية سيدم الشيخ ‪٧‬بمد بػدر الػدين‬
‫ا‪٢‬بسِب الدمشقي‪ ،‬كالشيخ عبد القادر النكدٕب ػ القادرم ػ دفْب ‪ٞ‬بص‪.‬‬

‫ُِ‪ .‬كمن العائبلت القادرية (آؿ شامية) يوجد منهم ‪ٝ‬باعة ُب سوريا كلبناف‪.‬‬

‫ِِ‪ .‬كآؿ الق ػػادرم ُب مدين ػػة ص ػػيدا الواقع ػػة ُب ا‪١‬بن ػػوب اللبن ػػا٘ب كعل ػػى ك ػػل ف ػػإف كني ػػة (الق ػػادرم) ‪٥‬ب ػػا‬
‫انتشار كاسع ُب العديد من الدكؿ العربية كاألعجمية‪.‬‬

‫ِّ‪ .‬كآؿ (دبس كزيت كآؿ ا‪٢‬بافظ) ُب مدينة دمشق يعرؼ منهم الشيخ السيد عبد الرحيم ابن عبد‬
‫اهلل بن عبد القادر بن عبد الوىاب دبس كزيت‪ ،‬تر‪ٝ‬بو ا‪٤‬بؤلفاف ‪٧‬بمػد مطيػع ا‪٢‬بػافظ كنػزار أباظػة‬
‫ُب كتػػاب تػػاريخ علمػػاء دمشػػق ُب القػػرف الرابػػع عشػػر ا‪٥‬بجػػرم‪ ،‬قػػاال يعػػود نسػػبو إٔب الشػػيخ عبػػد‬
‫القػػادر ا‪١‬بػػيبل٘ب قػػدس سػػره‪ ،‬ككصػػفاه‪ :‬بأنػػو قػػارئ حػػافظ مػػتقن‪ ...‬كذك ػرا عػػددان مػػن مشػػاٱبو‪،‬‬
‫كعددان من تبلميذه‪ ،‬ككاف على الطريقة الشاذلية كالقادرية‪ ،‬كأنو حػج سػبعان كأربعػْب مػرة ر‪ٞ‬بػو اهلل‬
‫تع ػػأب؛ كل ػػد ا‪٤‬ب ػػَبجم ُب ح ػػي العقيب ػػة بدمش ػػق س ػػنة ُِٖٔى ػ ػ ُٖٗٔـ كت ػػوُب س ػػنة ُّْٓى ػ ػ‬
‫ُِٔٗـ كدفن ُب مقربة الدحداح قريبان من قرب شيخو الشيخ أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬بلوا٘ب الكبّب‪.‬‬

‫ككلػػده الشػػيخ عبػػد الوىػػاب‪ ،‬تر‪ٝ‬بػػاه ُب نفػػس الكتػػاب ُب ا‪١‬بػػزء الثػػا٘ب منػػو‪ ،‬فوصػػفاه‪ :‬بفقيػػو‬
‫ا‪٢‬بنفي ػػة‪ ،‬ا‪٢‬ب ػػافظ ا‪٤‬بق ػػرئ ا‪٤‬ب ػػتقن‪ ،‬ال ػػورع الزاى ػػد الع ػػآب الرب ػػا٘ب الص ػػوُب ا‪٤‬بتخل ػػق ب ػػأخبلؽ الس ػػلف‬
‫الصاّب‪ ...‬ا‪٤‬بلقب بأيب حنيفة الصغّب‪ ،‬كما برع ُب الفقو الشافعي كعلوـ أخرل‪ ،‬كما أخػذ عػدة‬
‫طػػرؽ منهػػا الطريقػػة النقشػػبندية عػػن الشػػيخ عيسػػى الكػػردم‪ ،‬ككػػاف ٰبػػرص أف ٰبػػج ُب كػػل عػػاـ‬
‫كيزكر النيب ‪ ،‬كبقي على ذلك إٔب ما قبػل كفاتػو بػثبلث سػنوات‪ ،‬ككػاف ‪٧‬ببوبػان‪ ،‬علػى قػدر مػن‬
‫ا‪٥‬بيبة كالوقار ال يغضب إال إذا انتهكت حرمػات اهلل‪ ،‬آمػران بػا‪٤‬بعركؼ ناىيػان عػن ا‪٤‬بنكػر‪ ...‬كذكػرا‬

‫‪592‬‬
‫عػػددان مػػن مشػػاٱبو األجػػبلء كاحملػػدث الشػػيخ بػػدر الػػدين ا‪٢‬بسػػِب‪ ،‬ككالػػده الشػػيخ عبػػد الػػرحيم‪،‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمود ياسْب‪ ،‬كالشيخ أمْب سويد‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمود العطار‪ ...‬كغّبىم‪.‬‬

‫قاال‪ :‬كلقبت أسرتو (بػ ا‪٢‬بافظ) ألف كثّبان من أفرادىػا كػانوا مػن حفظػة القػرآف الكػر‪ٙ‬ب‪ ،‬كلػد ر‪ٞ‬بػو‬
‫اهلل تعػػأب سػػنة ُُُّىػ ػ ُِٖٗـ كتػػوُب سػػنة ُّٖٗىػ ػ ُٗٔٗـ يػػوـ األربع ػػاء َُ رمض ػػاف‪،‬‬
‫كخرج ُب جنازتو عدد ضخم من أىإب دمشق كاحملافظات السورية‪ ،‬كصلي عليو با‪١‬بامع األموم‬
‫كدفن ٗبقربة الدحداح‪ ،‬كقد رثاه العديد من العلماء بالقصػائد الشػعرية كمػا أثػُب عليػو العلمػاء ُب‬
‫حياتو كبعد كفاتو‪ .‬راجع تر‪ٝ‬بتو ُب ا‪١‬بزء الثا٘ب من الكتاب صفحة ِٖٗ‪.‬‬

‫ِْ‪ .‬كآؿ (اإلسػػكندرا٘ب) ُب دمشػػق يعػػرؼ مػػنهم الشػػيخ السػػيد عبػػد القػػادر االسػػكندرا٘ب كاألصػػل‬
‫الكيبل٘ب‪ ،‬ففي كتاب تػاريخ علمػاء دمشػق ا‪١‬بػزء الثػا٘ب قػاؿ‪ :‬كلػد باإلسػكندرية كنشػأ ُب دمشػق‬
‫كدرس ُب ا‪١‬ب ػػامع األم ػػوم‪ ،‬كم ػػن مش ػػاٱبو الس ػػيد بك ػػرم العط ػػار كالش ػػيخ الس ػػيد ‪٧‬بم ػػد ا‪٣‬ب ػػا٘ب‬
‫َّ‬
‫كالشيخ عبد الكر‪ٙ‬ب األفغا٘ب كالشيخ ‪٧‬بمد عطا الكسم‪.‬‬

‫كصف ر‪ٞ‬بو اهلل بالفقيو العآب األديب‪ ،‬كمن تبلميػذه الػذين اشػتهركا الشػيخ السػيد ‪ٝ‬بيػل ا‪٣‬بػا٘ب‪،‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمد سعيد الربىا٘ب‪،‬كالسيد عبد الوىاب دبس كزيت‪.‬‬

‫تػػوُب الشػػيخ عبػػد القػػادر اإلسػػكندرا٘ب بػػن السػػيد ‪٧‬بمػػد سػػليم الكػػيبل٘ب سػػنة ُِّٔى ػ ُّْٗر‬
‫بدمشق تاركان عدة رسائل منها‪:‬‬
‫ُ‪ .‬مورد الصفا ُب مشائل ا‪٤‬بصطفى ‪.‬‬
‫ِ‪ .‬إيقاظ الوسناف ُب الرد على الربكتستانت ا‪٤‬بنكرم إعجاز القرآف‪.‬‬
‫ّ‪ .‬الَبصيع ُب علم ا‪٤‬بعا٘ب كالبياف كالبديع‪.‬‬
‫ْ‪ .‬ا‪١‬بوىر ا‪٤‬بعركض ُب علم العركض‪.‬‬
‫ٓ‪ .‬ا‪٤‬بباحث الكبلمية ُب أصوؿ العقائد اإلسبلمية‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬النفحة الزكية ُب الرد على الوىابية‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬ا‪٢‬بجة ا‪٤‬برضية ُب إثبات الواسطة الٍب نفتها الوىابية‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬معراج الوصوؿ ُب مبادئ علم األصوؿ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬ا‪١‬بواىر ا‪٤‬بختارة ُب اجملاز كاالستعارة‪.‬‬

‫‪593‬‬
‫َُ‪ .‬صفوة ا‪٣‬بطاب ُب الرد على أعداء ا‪٢‬بجاب‪ ...‬ر‪ٞ‬بو اهلل‪.‬‬

‫ِٓ‪ .‬كمن العائبلت الكيبلنية ُب الرقة من الدكلة السورية آؿ (ا‪٢‬بنظل) من ذرية السيد عبد العزيز‪.‬‬

‫ِٔ‪ .‬كآؿ (السدالف) من ذرية السيد عبد العزيز‪.‬‬

‫ِٕ‪ .‬كآؿ (ا‪٥‬بوادم) من ذرية السيد عبد العزيز‪.‬‬

‫ِٖ‪ .‬كآؿ (العزيزم) ُب حلب ػ كآخس ػ بْب حلب كإدلب‪ ،‬من ذرية السيد عبد العزيز‪.‬‬

‫ِٗ‪ .‬كآؿ (الراجح) ُب حلب‪ ،‬يعرؼ منهم الشيخ ياسْب راجح دفػْب كادم عسػكر ٕبلػب‪ ،‬كالشػيخ‬
‫عبد القادر مسكينة الراجح دفْب معرة النعماف‪.‬‬

‫َّ‪ .‬آؿ ا‪١‬بنيدات‪ :‬يعود نسبهم إٔب السيد جنيد بن مرعي‪ ،‬بن حسْب أيب ذر دفْب الرقػة ابػن السػيد‬
‫علي بن سليماف راعي الشاكرية دفْب الرقة ابن السيد مصطفى بن زين الدين بن ‪٧‬بمػد دركيػش‬
‫بن حساـ الدين بن كٕب الدين بن ‪٧‬بمد مشس الدين ابن السيد علي نور الػدين‪ ،‬أكؿ مػن دخػل‬
‫بِب زعب اْب‪...‬كىي أسرة تقطن ُب نواحي الرقة‬

‫ُّ‪ .‬آؿ الشرابية (البو ‪٧‬بمد) جدىم األعلى ىو السيد ‪٧‬بمد ا‪٤‬بشرؼ بن سليماف راعي الشاكرية‪.‬‬

‫ِّ‪ .‬آؿ عبد الرزاؽ ‪ :‬نسبة إٔب السيد عبد الرزاؽ بن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬

‫ّّ‪ .‬آؿ عيسى ‪ :‬نسبة إٔب السيد عيسى ابن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬

‫ّْ‪ .‬آؿ الفقي ػػات ‪ :‬كى ػػم عش ػػّبة كب ػػّبة م ػػن حام ػػل قري ػػة كف ػػر آيي ػػل م ػػن ناحي ػػة الك ػػورة م ػػن أعم ػػاؿ‬
‫فلسطْب‪ ،‬كيعود نسبهم إٔب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪ ،‬كما ُب كتاب تاريخ شرقي األردف كقبائلها‪.‬‬

‫ّٓ‪ .‬آؿ الفرفور ‪ُ :‬ب مدينة دمشق‪ ،‬ظهر فػيهم عػدد مػن العلمػاء تػرجم ‪٥‬بػم عػدد مػن ا‪٤‬بػؤلفْب‪ ،‬مػنهم‬
‫الش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد ‪ٝ‬بي ػػل الش ػػطي ُب كتاب ػػو (ال ػػدر ا‪٤‬بنث ػػور) ف ػػذكر م ػػنهم الس ػػادة الش ػػيخ مف ػػٍب ال ػػديار‬
‫الشػػامية السػػيد عبػػد الوىػػاب الفرفػػورم‪ ،‬كالشػػيخ شػػهاب الػػدين أ‪ٞ‬بػػد الفرفػػورم كالػػد الشػػيخ عبػػد‬
‫الوى ػػاب‪ ،‬كالش ػػيخ كٕب ال ػػدين اب ػػن ش ػػهاب ال ػػدين ا‪ٞ‬ب ػػد الفرف ػػورم‪ ،‬كالش ػػيخ كٕب ال ػػدين ‪٧‬بم ػػد‬
‫الفرفورم‪ ،‬كالشيخ ‪٧‬بمد‪ ،‬كالشػيخ عمػر‪ ،‬كالشػيخ عبػد اهلل ‪ٝ‬بػاؿ يوسػف الفرفػورم‪ ،‬كالشػيخ عبػد‬

‫‪594‬‬
‫الػر‪ٞ‬بن الفرفػػورم‪ ،‬كالشػػيخ كٕب الػػدين ‪٧‬بمػد أيضػان‪ ،‬كالشػػيخ عػػبلء الػدين‪ ،‬كالشػػيخ عمػػاد الػػدين‪،‬‬
‫كالشيخ ‪٧‬بمود‪ ،‬كالشيخ بدر الدين ‪٧‬بمد‪ ،‬كالشيح ‪٧‬بمد صاّب الفرفور‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬

‫ك‪٩‬بػػن تػػرجم ‪٥‬بػػم صػػاحب كتػػاب (أعػػبلـ دمشػػق ُب القػػرف الرابػػع عشػػر ا‪٥‬بجػػرم) الػػدكتور الشػػيخ‬
‫‪٧‬بمد عبد اللطيف بن الشيخ ‪٧‬بمد صاّب الفرفور ا‪٤‬بذكور أعبله‪ ،‬كصاحب كتاب (تاريخ علماء‬
‫دمشق ُب القرف الرابع عشر) للدكتور ‪٧‬بمد مطيع ا‪٢‬بافظ‪ ،‬كغّبىم‪.‬‬

‫ّٔ‪ .‬آؿ قرقاش من ا‪٢‬بياليْب‪.‬‬

‫ّٕ‪ .‬آؿ اللي ػػات ‪ :‬أس ػػرة تقط ػػن ُب قري ػػة اللي ػػات م ػػن ناحي ػػة ا‪٤‬بعػ ػراض‪ ،‬كم ػػا ُب ت ػػاريخ ش ػػرقي األردف‬
‫كقبائلها‪.‬‬

‫ّٖ‪ .‬آؿ اجملذكب ‪ :‬أسرة تقطن البقاع (من األراضي اللبنانيػة) كجػدىم ىػو السػيد قاضػي القضػاة أبػو‬
‫صاّب اجملذكب بن السيد صاّب اجملذكب ا‪٤‬بدفوف ُب قرية نّبه ُب البقاع‪ ،‬ابن السػيد عبػد الوىػاب‬
‫بن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬

‫ّٗ‪ .‬آؿ ا‪٤‬بػػد٘ب ‪ :‬أسػػرة موطنهػػا كفػػر زيػػد ُب فلسػػطْب‪ ،‬كمػػنهم ‪ٝ‬باعػػة ُب عمػػاف‪ ،‬كجػػدىم األعلػػى ىػػو‬
‫السيد ا‪٤‬بد٘ب ابن السيد عبد اهلل ابن السيد عيسى الذم يتصل نسبو إٔب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪.‬‬

‫َْ‪ .‬آؿ ا‪٤‬برندية ‪ :‬يعػود نسػبهم إٔب السػيد كحيػد بػن ‪٧‬بمػد بػن قاسػم بػن جنيػد بػن مرعػي بػن حسػْب‬
‫بػػن أيب ذر دفػػْب الرقػػة‪ ،‬ابػػن السػػيد علػػي بػػن سػػليماف راعػػي الشػػاكرية دفػػْب الرقػػة‪ ،‬ابػػن السػػيد‬
‫مصطفى اْب‪...‬‬

‫ُْ‪ .‬آؿ ا‪٤‬بلكاكم ‪ :‬يعود نسبهم إٔب السيد نور الدين الركمي بن بدر الدين بن تاج الدين بن سػيف‬
‫الدين ابن السيد أيب صاّب نصر ابن السيد عبد الرزاؽ ابن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ‪ ،‬كيتفرع منهم‪:‬‬

‫ِْ‪ .‬آؿ ‪٧‬بمدية ‪ُ :‬ب حيفا‪.‬‬

‫ّْ‪ .‬كآؿ ركميػػة ‪ُ :‬ب العيزريػػة ٔب ػوار القػػدس‪ ،‬ك‪٥‬بػػم فػػركع عديػػدة ُب عجلػػوف ُب قػػرل ملكػػا‪ ،‬كجػػديتا‪،‬‬
‫كجنْب الصفا ػ كحيفا ػ كُب بعض قرل الناصػرة كبيػت ا‪٤‬بقػدس‪ ،‬ىػاجر جػدىم ا‪٤‬بػذكور مػن بغػداد‬

‫‪595‬‬
‫كنػػزؿ قريػػة ملكػػا‪ ،‬كيقػػاؿ إف السػػلطاف قانصػػوه الغػػورم منحػػو أراضػػي ا‪٢‬بمػػة كا‪٤‬بخيبػػة كالسػػطح‬
‫اجملاكرة لقرية كفر حازـ ُب قضاء الويو كعقبو ىناؾ‪ٍ ،‬بَّ تفرعت منو الفركع ا‪٤‬بذكورة‪.‬‬

‫ْْ‪ .‬كم ػػن الع ػػائبلت القادري ػػة أيض ػان‪ ( :‬آؿ ال ػػنحبلكم ) كى ػػي أس ػػرة تقط ػػن دمش ػػق من ػػذ زم ػػن طوي ػػل‬
‫ك‪٠‬بيت بذلك نسبة إٔب قرية ‪٫‬بلة ُب ‪ٞ‬باه‪ ،‬كىي ُب دمشق فرعاف‪ :‬فرع ُب باب ا‪١‬بابية كٲبتػد إٔب‬
‫بػػاب سػػرٯبة‪ ،‬كفػػرع ُب األقصػػاب ٲبتػػد إٔب شػػارع بغػػداد‪ ،‬كيوجػػد مػػنهم ‪ٝ‬باعػػة قليلػػة ُب بػػّبكت‪،‬‬
‫كيقاؿ إف جد الفريقْب كاحد يلتقياف ُب ا‪١‬بػدكد مػع أسػرة آؿ الكػيبل٘ب ُب ‪ٞ‬بػاه نقػبلن عػن كتػاب‬
‫(غرر الشاـ ُب تراجم آؿ ا‪٣‬بطيب ا‪٢‬بسنية كمعاصريهم)‪ ،‬للشيخ عبد العزيز ا‪٣‬بطيب‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬كنسب ىذه العائلة يعود إٔب اإلماـ ا‪٢‬بافظ عبد الرزاؽ ابن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب رضػي اهلل‬
‫عنهمػػا‪ ،‬ك‪٩‬بػػن يعػػرؼ مػػنهم اليػػوـ فضػػيلة الشػػيخ عمػػاد ‪٫‬ببلكم(البػػّبكٌب) كىػػو مػػن حفظػػة القػػرآف‬
‫الكػػر‪ٙ‬ب مػػتمكن ُب العلػػوـ الشػػرعية كلػػو مؤلفػػات منهػػا‪ :‬رسػػالة ُب ا‪١‬بهػػاد‪ ،‬كرسػػالة ُب بيػػاف حكػػم‬
‫الدٲبقراطيػػة ُب اإلسػػبلـ‪ ،‬كأهنػػا ليسػػت مػػن شػػرع اإلسػػبلـ‪ ،‬كرسػػالة رد فيهػػا علػػى مػػن قػػاؿ ٗبلكيػػة‬
‫الفكر كحقوؽ الطبع‪ ...‬كغّبىم‪.‬‬

‫ْٓ‪ .‬آؿ يونس ‪ :‬من ا‪٢‬بياليْب‪.‬‬

‫ْٔ‪ .‬آؿ البو ناصر ‪ :‬من ا‪٢‬بياليْب‪.‬‬

‫ْٕ‪ .‬آؿ جلوؿ ُب ا‪١‬بزائر‪ ،‬كيقاؿ إف آؿ جلوؿ ُب لبناف منهم‪ ،‬كيقاؿ إف ُب سوريا فرعه منهم‪.‬‬

‫ْٖ‪ .‬آؿ الدسوقي ُب دمشق‪ ،‬ذكر ذلك الشيخ عبد ا‪٢‬بفيظ الفاسي ُب كتابو معجم الشيوخ‪.‬‬

‫ْٗ‪ .‬آؿ الطوخي ُب مصر‪.‬‬

‫َٓ‪ .‬آؿ الوتَّار ُب دمشق كحلب‪ ،‬يعرؼ منهم اآلف الشيخ عامر الوتَّار ُب دمشق‪.‬‬

‫ىػػذا مػػا يسػػر اهلل ٕب ‪ٝ‬بعػػو مػػن العػػائبلت القادريػػة‪ ،‬كإف حصػػلت علػػى معلومػػات جديػػدة فسػػوؼ‬
‫أضيفها إف شاء اهلل تعأب‪.‬‬

‫‪596‬‬
‫م حظة‪ :‬أذكر بػأف بعػض كػُب العػائبلت قػد تتشػابو بسػبب مػا‪ ،‬كال يكػوف بينهػا صػلة نسػب فليتنبػو‬
‫ل ػػذلك‪ ،‬فق ػػد ب ػػْب العلم ػػاء أف اإلنس ػػاف إذا انتس ػػب إٔب غ ػػّب آبائ ػػو يك ػػوف ق ػػد اق ػػَبؼ كب ػػّبة م ػػن‬
‫الكبائر للحديث الذم كرد عن النيب ‪ُ ‬ب النهي عن ذلك‪.‬‬
‫ػيخ مػن مشػايخ‬ ‫كما أذكر بأف العائبلت القادرية كمشاٱبهم كثر‪،‬فإذا تركػت ذكػر عائلػة مػا أك ش و‬
‫العائبلت الٍب كرد ذكرىا ُب الكتاب فذلك عائ هد إما لعدـ العلم بو أك للسهو‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫الخاتمة‬
‫في بعض األدعية واألذكار والفوائد‬

‫دعاء صف عباف‬

‫ق ػػاؿ رس ػػوؿ اهلل ‪« :‬إذا كا ػػت ليل ػػة النص ػػف ِم ػ ْػن ػػعباف فقوم ػػوا ليله ػػا وص ػػوموا‬
‫هارىا» [ركاه ابن ماجو]‪.‬‬

‫فقػػد سػػن لنػػا نبينػػا ‪ ‬قيػػاـ ليلػػة النصػػف مػػن شػػعباف‪ ،‬فعلػػى ىػػذا فػػإف قيامهػػا لػػيس بدعػػة‬
‫كم ػػا قال ػػت الوىابي ػػة‪ ،‬كقيامه ػػا ٰبص ػػل بالص ػػبلة كال ػػدعاء كال ػػذكر‪ ،‬كٓب ي ػػرد ع ػػن الن ػػيب ‪ ‬دع ػػاء‬
‫‪٨‬بصػػوص ‪٥‬بػػذه الليلػػة‪ ،‬كال قػراءة سػػورة يػػس‪ ،‬كمػػا يفعلػػو بعػػض النػػاس مػػن قػراءة سػػورة يػػس ثػػبلث‬
‫مرات كالدعاء بعد كل مرة بدعاء ‪٨‬بصوص فهو شيء حسن كال ٱبالف أصبلن من أصػوؿ السػنة‬
‫ا‪٤‬بطهػػرة‪ ،‬مػػا ٓب يكػػن بالػػدعاء شػػيء ‪٨‬بػػالف‪ ،‬ألف ىنػػاؾ بعػػض األدعيػػة فيهػػا مػػا ٱبػػالف أصػػوؿ‬
‫الدين‪ ،‬كما ‪٠‬بعنا بعضهم يقوؿ بدعائو‪( :‬اللهم إف كنت كتبتػِب عنػدؾ ُب أـ الكتػاب ‪٧‬بركمػان أك‬
‫علي ُب الرزؽ فامح اللهػم مػن أـ الكتػاب شػقاكٌب‪ ...‬اْب) فإنػو ال ٯبػوز الػدعاء‬ ‫مطركدان أك مقَبان َّ‬
‫ٗبثل ىذا ألف ما ُب علم اهلل ال يتغّب كمشيئة اهلل ال تتغّب‪ ،‬فبل ٲبحى ما سبق العلم بو‪ ،‬فالقضاء‬
‫ا‪٤‬بربـ ال يتغّب بدعوة أحد‪ ،‬كىذا ٓب يثبت عن النيب صػلى اهلل عليػو كسػلم كال الصػحابة‪ ،‬كمػا انػو‬
‫يعارض أحاديث صحيحة فضبلن عن كونو ‪٨‬بالفان لؤلصوؿ‪.‬‬

‫فقد ركل اإلماـ مسلم ر‪ٞ‬بػو اهلل‪ ،‬عػن رسػوؿ اهلل ‪« :‬سػألت ريب ثبلثػان فأعطػا٘ب ثنتػْب‬
‫كمنعِب كاحدة» كُب ركاية‪« :‬قاؿ ٕب يا ‪٧‬بمد إ٘ب إذا قضيت قضاءن فإنو ال يرد»‪.‬‬

‫كُب ركاية‪ ،‬قاؿ ‪« :‬سألت ريب أربعان فأعطا٘ب ثبلثان كمنعِب كاحدة‪ ،‬سألتو أف ال يي ٍك ًف ىػر‬
‫أمٍب ‪ٝ‬بلة فأعطانيها‪ ،‬كسألتو أف ال يهلكهم ٗبا أىلك بو األمم قػبلهم فأعطانيهػا‪ ،‬كسػألتو أف ال‬
‫ييظه ػػر عل ػػيهم ع ػػدكان م ػػن غ ػػّبىم فيستأص ػػلهم فأعطانيه ػػا‪ ،‬كس ػػألتو أف ال ٯبع ػػل بأس ػػهم بي ػػنهم‬
‫فمنعنيها‪ ،‬ركاه ا‪٢‬بافظ عبد الر‪ٞ‬بن بن أيب حاًب عن أيب ىريرة‪ .‬فلو كانت تتغّب مشيئة اهلل لػدعوة‬
‫أحػػد لتغػػّبت ‪٢‬ببيبػػو ‪ ،‬ألف تغػػّب ا‪٤‬بشػػيئة يس ػػتلزـ ا‪٢‬بػػدكث‪ ،‬فيسػػتحيل التغػػّب علػػى اهلل كعلػػى‬
‫صفاتو ألنو األزٕب القد‪ٙ‬ب ا‪٣‬بالق جل جبللو‪.‬‬

‫‪598‬‬
‫كإف ك ػػاف ال ػػدعاء ي ػػدفع ال ػػببلء ف ػػإف ذل ػػك ٗبش ػػيئة اهلل أم أف اهلل تع ػػأب يوف ػػق ال ػػداعي‬
‫للدعاء ٗبشيئتو كيرفع عنو الببلء ٗبشيئتو من غّب أف تتغّب مشيئتو‪ ،‬كقد تبْب لنػا أيضػان أف القضػاء‬
‫إذا كػػاف مربمػان فػػبل يػػرد‪ ،‬كفائػػدة الػػدعاء ُب ىػػذا ا‪٢‬بػػاؿ أف الػػداعي يتقػػرب بػػو إٔب اهلل كينػػاؿ ثػواب‬
‫ربو جل جبللو كيرل فائدة دعائو يوـ القيامة‪.‬‬

‫كقد استحب بعض العلماء قياـ مثل ليلة النصف من شػبعاف كليلػة القػدر فػرادل‪ ،‬كقػاؿ‬
‫بعضهم‪ :‬ال بأس باجتماع الناس ٗبكاف كا‪٤‬بسجد إلحيائها ‪ٝ‬باعة‪.‬‬

‫كقد ركل العبلمة ا‪٤‬برشد ‪٧‬بمػد أبػو ا‪٥‬بػدل الصػيادم الرفػاعي ا‪٢‬بسػيِب ُب قػبلدة ا‪١‬بػواىر‪:‬‬
‫«أنػػو كػػاف ٯبتمػػع عنػػد اإلمػػاـ الرفػػاعي ‪ُ ‬ب ليلػػة النصػػف مػػن شػػعباف مائػػة ألػػف يكفػػيهم بػػإذف‬
‫اهلل تعأب من الطعاـ كالشراب كا‪٤‬ببيت كيوزع عليهم كسوة من القمصػاف كغّبىػا‪ ،‬ككػاف ىػذا ًم ٍػن‬
‫‪ٝ‬بلػػة كراماتػػو‪ ،‬ك‪٤‬بػػا بل ػ خػػرب ذلػػك إٔب اإلمػػاـ ابػػن ا‪١‬بػػوزم ا‪٢‬بنبلػػي حضػػر عنػػده كشػػاىد ذلػػك‪،‬‬
‫فشهد لئلماـ الرفاعي با‪٤‬بقاـ العإب كالكرامات الباىرة كانتفع بو‪...‬‬

‫م حظة‪( :‬الليلة الٍب يفرؽ فيها كػل أمػر حكػيم كيػربـ ىػي ليلػة القػدر كليسػت ليلػة النصػف مػن‬
‫شعباف‪ ،‬فإف ‪٩‬با ال شك بو أف ليلة القدر ىي أفضل ليإب السنة)‪.‬‬

‫كقػد اخػَبت مػػن بػْب ىػذه األدعيػػة الػٍب كردت عػػن العلمػاء كاألكليػاء ىػػذا الػدعاء لػػبعض‬
‫العلماء العاملْب كاألكلياء الصا‪٢‬بْب كىو‪:‬‬

‫اب يا ىادم يا فتَّاح يا ٌرزاؽ يا‬ ‫غفور يا ٌتو ي‬ ‫الله َّم يا اهللي يا اهللي يا اهللي‪ ،‬يا حي يا قيويـ يا ي‬ ‫« ي‬
‫يب‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ظ يا كٕب يا ىكاُب يا ىحس ي‬ ‫ْب كيا حافً ي‬ ‫ً‬
‫اب يا ىمت ي‬ ‫كى ي‬ ‫مبدءي يا َّ‬ ‫ط يا ً‬ ‫معطي يا يمعْب يا باس ي‬ ‫اسع يا ٍ‬ ‫ك ي‬
‫ض ًػل كيػا ىذا ا‪١‬بىػبلى ًؿ كاإلكػراـ كيػا ذا الطَّ ٍػوًؿ كاإلنعػاـ كيػا ىم ٍػن‬ ‫ا‪ٞ‬بْب يػا ذا ا‪٤‬ب ِّػن كيػا ذا ال ىف ٍ‬
‫ى‬ ‫أرح ىم ال َّػر‬
‫ى‬ ‫يا‬
‫ػك ا‪٢‬بيسػػُب‬ ‫ػ‬ ‫ئ‬ ‫أ‪٠‬با‬ ‫ً‬
‫ػق‬ ‫ػ‬ ‫ٕب‬ ‫ً‬
‫ػاب‬‫ػ‬ ‫ت‬ ‫الك‬ ‫يـ‬ ‫أ‬ ‫ػدؾ‬
‫ى‬ ‫ػ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ػن‬‫ػ‬ ‫م‬ ‫ػا‬‫ػ‬ ‫ي‬‫ك‬ ‫ػاء‬ ‫ػ‬ ‫ش‬ ‫ت‬ ‫ػن‬ ‫ػ‬ ‫م‬‫‪ٛ‬بىٍحػػو مػػا تشػػاء كتػيثٍبًػػت ىمػػا تشػػاء لً‬
‫ى‬ ‫ي ىٍ ي ى‬ ‫ي ى‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ص ِّػل‬ ‫ً‬ ‫ػك العظػيم األعظػم كبػالتىجلٌي ُب لىيل ًػة الن ً ً‬ ‫ك العظٍمى كٕب ِّػق ًٍ‬ ‫ً‬
‫ِّصػف م ٍػن شػعباف ا‪٤‬بيك َّػرـ ى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬ ‫ا‪٠‬ب ى‬ ‫كآيات ى ي‬
‫ػك األكػػرـ صػػبل نة ً‬ ‫بلذنىػػا َّ و ً‬ ‫علػػى سػيِّ ًدنا كموالىنػػا كحبيبنػػا كشػ ًػفيعنا كم ً‬
‫كاملػةن دائمػةن‬ ‫ك ىكنىبًيٌػ ى‬ ‫‪٧‬بمػػد ىر يسػول ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ىىٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ين ى‪٥‬بي ٍم ىم ٍسعيودين يم ىع َّمرين با‪٣‬بىًٍّب ىم ٍريزكق ًيُ ىف يم ىوفى ى‬
‫قْب‬ ‫ً‬
‫ت ٍكتيبيػنىا هبا عٍن ىد ىؾ ُب ىذه اللٍيػلىة ا‪٤‬بباركة مغفور ى‬
‫ص ِّػل علػى‬ ‫ً‬
‫ػتغنْب بفضػلك ُب الػدَّاريٍ ًن ىع َّم ٍػن سػو ىاؾ ىك ى‬ ‫كمس ى‬
‫ً‬
‫ا‪٢‬بسنىات ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫لؤلذكار كالطاعات كا‪٣‬بىٍيػىرات ك ى‬
‫الس ىػع ىد ًاء كالصػا‪٢‬بْب كتىػ ٍرزقنػا هبػا ُب الػدارين إٲبانػان‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫سيدنا ‪٧‬بمد صبلةن تكتيبينا هبىا ُب ىذه الليلػة م ىػن ي‬
‫و‬

‫‪599‬‬
‫ب الع ػػا‪٤‬بْب‬ ‫ػاؿ اليق ػػْب ٕب ػ ِّػق س ػػيدنا ‪٧‬بم ػ وػد سػ ػيِّ ًد ا‪٤‬برس ػػلْب كإم ػ ًػاـ ا‪٤‬بتق ػػْب ك‪٧‬بب ػػوب ىر ِّ‬
‫ك ػػامبلن ككم ػ ى‬
‫ً‬ ‫ػات كالعاى ً‬ ‫ػات كاآلف ً‬ ‫كتكشف هبا عنٌا البليَّ ً‬ ‫ً‬
‫ػيب هبػا ىم ٍػن تى ىشػاءي‬
‫ػك ىػذه السػنةى لتيص ى‬ ‫ػات الػواردة بإرادت ى‬ ‫ي ى ى‬
‫اهلل بعزيػ وز‪ ،‬كصػلى اهلل علػى سػيدنا ‪٧‬بم وػد كعلػى‬ ‫ات كمػا ذلػك علػى ً‬ ‫ػك يً‪٦‬بيػب الػدعو ً‬
‫م ٍن عبىاد ىؾ إنَّ ى ي ى‬
‫ً ً ً‬
‫آلو كصحبً ًو ىك ىسلَّم‪.‬‬

‫دعاء يقاؿ لو سر ية الكرسي‬

‫للشػػيخ السػػيد مػػاء العينػػْب ابػػن الشػػيخ ‪٧‬بمػػد فاضػػل بػػن مػػامْب الشػػنقيطي ا‪٢‬بسػػِب نسػػبا‬
‫القػػادرم طريقػػة‪ ،‬يقػرأ ىػػذا الػػدعاء صػػباحان كمسػػاءن ثػػبلث مػرات كمػػن عجػػز فليقػرأه مػػرة‪ ،‬أك عنػػد‬
‫ا‪٢‬باجة‪ ،‬كفيو أسرار لقضاء ا‪٢‬بوائج كتفريج الكركب كتيسّب األمور كضرب األعػداء‪ ..‬كفيػو زيػادة‬
‫كل شهر قمرم‪ ،‬كىذا ىو‪:‬‬ ‫فائدة كسر ليلة األربعاء ُب آخر ً‬

‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫كسخىر النجوـ‪ ،‬كاستول ُب‬


‫كيسىر العلوـ‪ ،‬كأجرل األفبلؾ َّ‬
‫«ا‪٢‬بمد هلل الذم خلق العوآبى َّ‬
‫رزؽ مقسوـ كأجل معلوـ‬
‫لكل ىح ِّي عندهي ه‬
‫السر ا‪٤‬بكتوـ‪ِّ ،‬‬
‫اىر ك َّ‬
‫كيعلم الظو ى‬
‫ا‪٤‬بنطوؽ كا‪٤‬بفهوـ‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫علمو‬
‫ػدىور‬
‫ػاد الػ ى‬ ‫ػوـ" أفػػُب القػػركف ا‪٤‬باضػػية قومػان بعػ ىػد قػػوـ‪ ،‬كأبػ ى‬ ‫ليػػوـ ‪٧‬بتػػوـ "ا ُ ال إلػػو إال ُىػػو ال ػ ُّػي القيػ ُ‬
‫ػوـ"‬ ‫ِ‬
‫ا‪٣‬بالي ػةى يوم ػان بعػػد يػػوـ‪ ،‬كعػػدؿ ُب أحكامػػو فػػبل يلح يقػػوي لػػوـ‪ ،‬سػػبحانوي "ال ت ب ػ ُذهُ سػػنةٌ وال ػ ٌ‬
‫ػبض‪ ،‬سػبحانو "لػو‬ ‫أجزؿ العطايا فأفضػل ُب البىس ًػط كعػدؿ ُب الق ً‬ ‫فرض‪ ،‬ك ى‬ ‫بفرض بعد و‬ ‫تعبَّ ىد الربايا و‬
‫ى‬
‫كمنِّػ ًػو‪ ،‬كسػ َّػك ىن ركعػػات‬ ‫ً‬ ‫مػػا فػػي السػ ِ‬
‫ػف ىسػ ًٍػَبه ى‬
‫أسػػبى ىل علػػى العصػػاة ىكنىػ ى‬‫األرض" ك ٍ‬‫ِ‬ ‫ػموات ومػػا فػػي‬
‫الطاعات لعباده ًٕبي ٍس ًن عونًًو‪ ،‬سػبحانو‬ ‫ً‬ ‫بلطفو كٲبيٍنً ًو‪َّ ،‬‬
‫كيسىر‬ ‫ا‪٣‬بائفْب منو بأمنً ًو‪ ،‬كم َّن على ا‪٤‬بؤمنْب ً‬
‫ٍ ى‬
‫ِ‬
‫ػاد كرزقه ػػم كأى ػػل الرش ػػاد بطاعت ػػو كفَّػ َّق يه ػ ٍػم‬ ‫" َم ػ ْػن ذا ال ػػذي يش ػػف ُ عن ػػدهُ إال بإذ ػػو ًُ" ىخلىػ ىػق العب ػ ى‬
‫ً‬ ‫ًً‬
‫ػديهم ومػػا‬ ‫كٗبرضػػاتو أسػ ىػع ىف يه ٍم كاجتنبػػاىم‪ ،‬كأىػ ىػل العنػػاد بعذابًػػو خػ َّػوفىػ يه ٍم سػػبحانو" يعلػ ُػم َمػػا بػػين أيػ ْ‬
‫بلفه ْم" خلق ما شاء كما شاء كحكم على ما شاء ٗبا شػاء كقػدر األشػياء كيػف شػاء سػبحانو‬ ‫ُ‬
‫ٍِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫كمٍنشػ يػئ الثقيلػػْب‬ ‫"وال يُ يطُػػو َف بشػػيء مػ ْػن علْمػػو إال بمػػا ػػاء ىُ" مكػػو يف الػػداري ًن كخال يق يهمػػا‪ ،‬ي‬
‫واألرض‬
‫َ‬ ‫كمالكهمػا كرب ا‪٤‬بشػػرقْب كرب ا‪٤‬بغػربْب كمػػا بينهمػا‪ ،‬سػػبحانو "و ِسػ ُكرسػيُّوُ السػ ِ‬
‫ػموات‬ ‫َ َ ْ‬

‫‪611‬‬
‫ِ‬
‫ػؤوده ح ْفظُ ُهمػػا" فتبػػارؾ ربينػػا ذك اإلحسػػاف الػػذم ٓب يشػػاركو ُب القػػدـ األزٕب قػػد‪ٙ‬ب‪ ،‬ى‬
‫أعػ َّػد‬ ‫وال يػ ُ‬
‫ضػل‬ ‫ألكليائو دار النعي ًم كأكرمهم فيها بالنظ ًر إٔب كجهو الكر‪ٙ‬ب‪ ،‬كأىع َّػد ألعدائػو عػذاب ا‪١‬بحػيم‪ ،‬ي ً‬
‫ي‬ ‫ى‬ ‫يٍ‬
‫العظيم" الله َّػم ص ِّػل علػى‬ ‫العلي‬
‫اط مستقيم‪ ،‬سػبحانو "وىو ُّ‬ ‫من يشاء كيهدم من يشاء إٔب صر و‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ىٍ‬
‫نبيك كعبدؾ كرسولك ‪٧‬بمد ا‪٤‬بختار صاحب ا‪٤‬بعجزات كاآلثػار كال ًػدالالت كاألسػرار كالكرام ً‬
‫ػات‬
‫كاألنػوار‪ ،‬كصػػلى اهلل عليػػو كعلػػى آلػػو كأىػػل بيتػ ًػو األخيػػار كأصػػحابو األب ػرار كا‪٤‬بهػػاجرين كاألنصػػار‬
‫ػاعة مػػن خػػّبؾ كبركاتػػك مػػا‬‫كالتػػابعْب ‪٥‬بػػم بإحسػػاف إٔب يػػوـ الػػدين‪ ،‬اللهػ َّػم أنػػزؿ علينػػا ُب ىػػذه السػ ً‬
‫ػوؾ كحػػبلكة مغفرتػػك‪ ،‬كانشػػر علينػػا‬ ‫ػت بػػو أحبابػػك‪ ،‬كأذقنػػا بىػ ٍرىد ىع ٍفػ ى‬ ‫صػ ى‬
‫صٍ‬‫كخ َّ‬‫أنزلػػت علػػى أكليائػػك ى‬
‫ػك قبػػوالن كتوبػػة نصػػوحان كإجابػػة كمغفػػرنة كعافيػػة تعػػم‬ ‫ت كػ َّػل شػػيء‪ ،‬كارزقنػػا ًمنػ ى‬
‫ر‪ٞ‬بتػػك الػػٍب كسػ ىػع ٍ‬
‫(كتػػذكر نفسػػك كمػػن شػػئت مػػن ا‪٢‬باضػرين كالغػػائبْب) بر‪ٞ‬بتػػك يػػا أرحػػم الػرا‪ٞ‬بْب‪ ،‬اللهػػم ال ‪ٚ‬بيبنػػا‬
‫‪٩‬با سألناؾ‪ ،‬كال ‪ٙ‬برمنا ‪٩‬با رجوناؾ‪ ،‬كاحفظنػا ُب احمليػا كا‪٤‬بمػات إنػك ‪٦‬بيػب الػدعوات»‪ٍ .‬بَّ تػدعو‬
‫ٗبا شئت‪.‬أىػ‬

‫وى ػػذه الصػ ػ ة المبارك ػػة المس ػػمات بالصػ ػ ة الناري ػػة أو الصػ ػ ة الكامل ػػة للقط ػػب‬
‫الغػػوث اإلمػػاـ الرفػػاعي ‪ ،‬تقػرأ مئػػة مػػرة لقضػػاء ا‪٢‬بػوائج كتفػريج الكػػركب‪ ،‬كعلػػى نيػػة أف تػػرل‬
‫النيب ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بناـ‪ ،‬كتقرأ أيضان على نية قضاء ا‪٢‬بوائج كضػرب األعػداء كغػّب ذلػك (ْْْْ مػرة)‬
‫أعداد أخرل كىذه ىي‪:‬‬‫ك‪٥‬با ي‬
‫«اللهػ َّػم صػ ِّػل صػػبلة كامل ػةن كسػػلم سػػبلمان تام ػان علػػى سػػيدنا ‪٧‬بمػػد الػػذم تٍنحػ يػل بػ ًػو العي ىقػػد‬
‫كح ٍسػ يػن ا‪٣‬ب ػواتيم كيستسػػقى الغمػػاـ‬ ‫ً‬
‫ػب ي‬ ‫ائج كتينػػاؿ بػػو الرغائػ ي‬
‫ػرب كتػي ٍقضػػى بػػو ا‪٢‬ب ػو ي‬
‫ًج بػػو ال يكػ ي‬
‫كتنف ػر ي‬
‫بوجهو الكر‪ٙ‬ب كعلى آلو كصحبو كسلم»‪.‬‬

‫دعاء ص ة االستخارة‬

‫يكوف دعاء االستخارة بعد صبلة ركعتْب من النوافل أك السنن يقرأ ُب الركعة األكٔب بعػد‬
‫الفا‪ٙ‬بة سورة ‪‬قل يا أيهػا الكػافركف‪ ‬كُب الثانيػة ‪‬قػل ىػو اهلل أحػد‪ ‬كمػن تعػذرت عليػو الصػبلة‬
‫استخار بالدعاء‪ ،‬كيستحب افتتاح الػدعاء كختمػو با‪٢‬بمػد هلل كالصػبلة كالتسػليم علػى رسػوؿ اهلل‬
‫‪ ،‬كحػػديث االسػػتخارة ركاه اإلمػػاـ البخػػارم ‪ ‬كذكػػره عػػدد كبػػّب مػػن ا‪٤‬بصػػنفْب مػػنهم اإلمػػاـ‬
‫النوكم ُب كتابيو األذكار كرياض الصا‪٢‬بْب‪.‬‬

‫‪610‬‬
‫قاؿ النوكم ر‪ٞ‬بػو اهلل تعػأب‪ٍ« :‬بَّ إف االسػتخارة مسػتحبة ُب ‪ٝ‬بيػع األمػور كمػا ص ٌػرح بػو‬
‫نص ىذا ا‪٢‬بديث الصحيح‪ ،‬كإذا استخار مضى بعدىا ‪٤‬با ينشرح لو صدره كاهلل أعلم»‪.‬‬

‫ػت‪ :‬كلػػيس شػػرطان أف يػػرل رؤيػػا فقػػد يػػرل رؤيػػا ال تػػدؿ علػػى مػػا نػػول كعػػزـ إليػػو مػػن‬
‫قل ػ ي‬
‫األمور‪ ،‬كقد يتبلعب بو الشيطاف إذا ٓب يكػن مػن أىػل التمكػْب أصػحاب القلػوب العػامرة‪ ،‬كقػد‬
‫ىول ُب نفسو‪.‬‬ ‫تكوف رؤياه أضغاث أحبلـ بسبب ن‬
‫كل ػػيس ش ػػرطان أف يق ػػوـ برياض ػ وػة قب ػػل االس ػػتخارة (الرياض ػػة ىن ػػا معناى ػػا أف يق ػػوـ ب ػػبعض‬
‫صبلة أك أذكا ور) إال أ٘ب أحب أف يصػلي ا‪٤‬بسػتخّب علػى النػيب صػلى اهلل‬ ‫صياـ أك و‬ ‫اجملاىدات من و‬
‫عليػػو كسػػلم مائػػة مػػرة قبػػل االسػػتخارة مػػن غػػّب أف أجعلػػو شػػرطان إف أمكنػػو حػػٌب يصػػفو قلبػػو ٍبَّ‬
‫يصلي الركعتْب كيدعو هبذا الدعاء‪:‬‬
‫ً‬ ‫«الله َّم إ٘ب أستخّبؾ بًعًٍل ًمك‪ ،‬ك ً‬
‫ك العظػيم‪ ،‬فىإنَّ ى‬
‫ػك‬ ‫ك ًم ٍن فىضػل ى‬ ‫ك‪ ،‬كأسألي ى‬ ‫أست ٍقد يرىؾ بً يق ٍد ىرتً ى‬
‫ى ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي ٌ‬
‫األم ىػر ىخٍي ػهػر‬ ‫ػت تىػ ٍعلى يػم َّ‬ ‫ػت ىعػبلَّـ الغيي ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أف ىػػذا ٍ‬ ‫ػوب‪ ،‬اللهػ َّػم إف كن ى‬ ‫أعلى يػم‪ ،‬كأن ى ي‬ ‫ت ٍقػد ير كال أقٍػد ير كتىػ ٍعلىػ يػم ىكالى ٍ‬
‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ٕب ُب ًديِب ً‬
‫أف ىذا‬ ‫درهي ٕب ىكيى ِّسرهي ٕب‪ٍ ،‬بَّ با ًرٍؾ ٕب فيو‪ ،‬كإف يك ى‬
‫نت تىػ ٍعلى يم َّ‬ ‫كم ىعاشي ىكعاقبىة ٍأمرم‪ ،‬فاق ٍ‬ ‫ى‬
‫ػث‬
‫ٕب ا‪٣‬بىٍيػ ىػر ىحٍي ي‬ ‫ً‬ ‫اشػي ً ً‬ ‫األمر ىشػر ٕب ُب ديػِب كمع ً‬
‫فاصػرفوي ىع ِّػِب كاصػرفٍِب عنػوي كاقٍ يػد ٍر ى‬ ‫كعاقبىػة أمػرم‪ٍ ،‬‬ ‫ى‬ ‫ىى‬ ‫ٍى‬
‫كاف ٍبَّ رضِب بو» ٍبَّ تسمي حاجتك‪.‬‬

‫دعاء ص ة ال اجة‬

‫صػ ػػبلة ا‪٢‬باجػ ػػة ركعتػ ػػْب كصػ ػػبلة االسػ ػػتخارة ٍبَّ يػ ػػدعو بالػ ػػدعاء الػ ػػذم علمػ ػػو النػ ػػيب ‪‬‬
‫للصحايب األعمى ‪ ‬كىو‪:‬‬
‫أتوجو إليك بنبيك َّ و‬
‫ػت بػك‬ ‫إ٘ب تىػ ىو َّج ٍه ي‬
‫‪٧‬بم يػد ٌ‬
‫الر‪ٞ‬بػة‪ ،‬يػا َّ‬ ‫‪٧‬بمد ‪ ‬ن ً ِّ‬
‫ػيب َّ‬ ‫ٌى‬ ‫أسألك ك َّ ي‬
‫ى‬ ‫«اللهم أ٘ب‬
‫ُب» [ركاه الَبم ػػذم كاب ػػن ماج ػػو كالطػ ػربا٘ب‬ ‫ريب ُب ح ػػاجٍب ى ػػذه لتيقض ػػى ٕب‪ ،‬الله ػ َّػم فىشػ ػ ٌف ٍعوي َّ‬
‫إٔب ٌ‬
‫كا‪٢‬باكم كغّبىم‪.‬‬

‫ػيم‬
‫(دعػػاء آخػػر لقضػػاء ا‪٢‬باجػػة) كيكػػوف أيض ػان بعػػد صػػبلة ركعتػػْب‪« :‬ال إلػػو إال اهللي ا‪٢‬بلػ ي‬
‫ر‪ٞ‬بتك‪ ،‬كعػزائم‬ ‫كم ً‬
‫وجبات‬ ‫رب العرش العظيم‪ ،‬ا‪٢‬بم يد ً‬ ‫الكر‪ٙ‬ب سبحا ىف ً‬
‫ى‬ ‫رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬أسألي ى ي‬
‫هلل ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫اهلل ِّ‬ ‫ي‬

‫‪612‬‬
‫السػػبلمة ًمػ ٍػن يكػ ِّػل ٍوإٍب‪ ،‬ال تىػ ىػد ٍع ٕب ذنب ػان إال غفرتىػػوي‪ ،‬كال ىٮبٌػان إال‬
‫ػك‪ ،‬كالغنيم ػةى ًمػ ٍػن يكػ ِّػل بػ ٍّػر‪ ،‬ك َّ‬
‫مغفرتػ ً‬
‫الر ًا‪ٞ‬بْب»‪[ .‬ركاه ابػن ماجػو كالَبمػذم كقػاؿ‬ ‫لك رضان إال قضيتىها يا ٍأر ىح ىم َّ‬ ‫ً‬
‫فىػَّر ٍجتىوي‪ ،‬كال حاجةن ى ىي ى‬
‫ُب إسناده مقاؿ‪.‬‬

‫ص ة التسابيح‬

‫«إف صبلىا ُب الليل فاألحسػن أف يسػلم مػن ركعتػْب‪ ،‬كإف صػبلىا ُب النهػار قػرأ سػران ٍبَّ‬
‫إف شاء سلم مػن ركعتػْب كإف شػاء سػلم مػن أربػع كىػي علػى النحػو التػإب‪« :‬بعػد دعػاء االفتتػاح‬
‫يسػػبح ‪ٟ‬بػػس عشػػرة مػػرة‪ ،‬يقػػوؿ‪ :‬سػػبحاف اهلل كا‪٢‬بمػػد هلل كال إلػػو إال اهلل كاهلل أكػػرب» ىػػذه مػػرة‪ٍ ،‬بَّ‬
‫بعد الفا‪ٙ‬بة كالسورة يقو‪٥‬با عشر مرات‪ٍ ،‬بَّ ُب الركوع بعد تسبيحات الركوع عشػران‪ ،‬كُب االعتػداؿ‬
‫عش ػران‪ ،‬كُب السػػجود بعػػد تسػػبيحات السػػجود عش ػران‪ ،‬كُب ا‪١‬بلػػوس بػػْب السػػجدتْب عش ػران‪ ،‬كُب‬
‫السجود الثا٘ب عشران‪ٍ ،‬بَّ ُب الركعة الثانية قبل القراءة ‪ٟ‬بس عشرة مػرة كبعػد القػراءة عشػران كىكػذا‬
‫مث ػػل الركع ػػة األكٔب ٍبَّ ىُ ينه ػػي ص ػػبلتو ب ػػا‪١‬بلوس األخ ػػّب كالتش ػػهد كالص ػػبلة عل ػػى الن ػػيب كالتس ػػليم‬
‫كبػػاقي الصػػلوات فيكػػوف عػػدد التسػػبيحات ُب كػػل ركعػػة ‪ٟ‬بس ػان كسػػبعْب مػػرة‪ ،‬كتصػػلى بطريقػػة‬
‫أخػػرل كىػػي‪ ،‬أف يسػػبح ‪ٟ‬بسػػة عشػػر تسػػبيحة بعػػد القػراءة ُب القيػػاـ فقػػط‪ ،‬كبعػػد السػػجدة الثانيػػة‬
‫ٯبلس كيسبح عشران قبل قيامو للركعة الثانية‪ٍ ،‬ب ُب الركعة الثانية يسػبح آخػر عشػر تسػبيحات ُب‬
‫ا‪١‬بلػػوس األخػػّب بعػػد التشػػهد كالصػػبلة علػػى النػػيب ‪ٍ ‬ب يسػػلم كبقيػػة التسػػبيحات تبقػػى كمػػا ُب‬
‫الصورة األكٔب عشران ُب كل من الركوع كاالعتداؿ كالسجدتْب كا‪١‬بلوس بْب السجدتْب‪.‬‬

‫دعاء عظيم الفائدة يقاؿ صباحاً ومساء وىو‪:‬‬

‫ػرش العظػػيم‪ ،‬مػػا شػػاء اهللي‬ ‫ػت رب العػ ً‬ ‫ػك تىوَّك ٍلػ ي‬
‫ػت كأنػ ى‬ ‫ريب ال إلػػو إالَّ أنػػت عليػ ى‬
‫ػت ٌ‬ ‫«االلهػ َّػم أنػ ى‬
‫أف اهلل علػى كػل ش و‬
‫ػيء‬ ‫كاف كما ٓبٍ يشأ ٓبٍ يى يك ٍػن‪ ،‬ال ح ٍػوىؿ كال قػوة إال بػاهلل العل ِّػي العظػيم‪ ،‬أعل يػم َّ‬
‫ِّ‬
‫ػك ًمػػن شػ ِّػر نفسػػي‪ً ،‬‬
‫كمػ ٍػن شػ ِّػر يكػ ِّػل‬ ‫و ً‬ ‫ػدير‪ ،‬ك َّ‬
‫أحػػا ىط ب يكػ ِّػل شػػيء علمػػا اللهػ َّػم إ٘ب أعػػوذي بػ ى ٍ‬
‫أف اهلل قػ ٍد ى‬ ‫قػ ٍ‬
‫اط مستقيم»‪ .‬قاؿ النوكم ُب األذكار ركاه ابػن السػِب‪،‬‬ ‫إف ريب على ًصر و‬ ‫ت آخ هذ بناصيتًها َّ‬ ‫و‬
‫دابَّة أنٍ ى‬
‫يقاؿ ىذا الدعاء للحفظ‪.‬‬

‫سيد االستغفار‬

‫‪613‬‬
‫ريب ال إلػػو إال أنػػت خلقتػػِب كأنػػا‬ ‫ػت ٌ‬‫قػػاؿ رسػػوؿ اهلل ‪« :‬س ػيِّ يد االسػػتغفار‪ :‬اللهػ َّػم أنػ ى‬
‫ػاغفر ٕب‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ػك بنعمتػػك علػ َّػي‪ ،‬كأبػيػوءي بػػذنيب فػ ٍ‬
‫ػتطعت‪ ،‬أبػيػوءي لػ ى‬
‫ػدؾ ىكىك ٍعػػدؾ مػػا اسػ ي‬ ‫ىعٍبػ يػد ىؾ كأنػػا علػػى عهػ ى‬
‫ػنعت» إذا قػاؿ ذلػك حػْب ٲبسػي فمػات‬ ‫شر مػا ص ي‬ ‫بك من ِّ‬ ‫ت‪ ،‬أعوذ ى‬ ‫يغفر الذنيوب إالَّ أنٍ ى‬
‫فإنوي ال ي‬
‫دخل ا‪١‬بنة كإذا قاؿ حْب يصبح فمات ًم ٍن يومو مثلو‪ ،‬ركاه البخارم‪.‬‬

‫دعاء الكرب ولألموِر المهمة‪ ،‬يقاؿ‪:‬‬

‫ػيم ال إلػ ػػو إال اهلل رب العػ ػػرش العظػ ػػيم‪ ،‬ال إلػ ػػو إال اهللي رب‬
‫ػيم ا‪٢‬بلػ ػ ي‬
‫«ال إلػ ػػو إال اهلل العظػ ػ ي‬
‫العرش الكر‪ٙ‬ب» ركاه البخارم كمسلم‪.‬‬ ‫األرض رب ً‬ ‫ً‬ ‫ات كرب‬ ‫السمو ً‬
‫َّ‬
‫ػك أسػػتغيث» ركاه الَبمػػذم كا‪٢‬بػػاكم كقػػاؿ صػػحيح‬
‫ػوـ بر‪ٞ‬بتػ ى‬
‫كيقػػاؿ أيضػان‪« :‬يػػا حػػي يػػا قيػ ي‬
‫اإلسناد‪.‬‬

‫كيقػػاؿ أيض ػان‪ :‬اللهػ َّػم آتنػػا ُب الػػدنيا حسػػنةن‪ ،‬كُب اآلخػػرة حسػػنةن‪ ،‬كقنػػا عػػذاب النَّػػار» ركاه‬
‫البخارم كمسلم‪.‬‬

‫ويقوؿ من راعو يء أو ف ع‪:‬‬


‫ريب ال شػ ػريك ل ػػو» ركاه اب ػػن الس ػػِب كيق ػػاؿ أيضػ ػان‪« :‬أع ػػوذي بكلم ػ ً‬
‫ػات اهلل‬ ‫«ى ػػو اهللي‪ ،‬اهللي ِّ‬
‫كم ٍػن ىٮبػزات الشػياطْب‪ ،‬كأف ٰبضػركف»‪ .‬كػاف عبػد اهلل بػن‬ ‫التامة من غضبو كعقابو كش ِّػر عبػاده‪ً ،‬‬ ‫ً‬
‫عمرك يعلم ىذه الكلمات من عقل من بنيو‪ ،‬كمن ٓب يعقل كتبها ُب حرز كعلقػو عليػو‪ ،‬ركاه أبػو‬
‫داكد كالَبمذم كقاؿ حديث حسن‪ ،‬قلت كيقاؿ عند النوـ ‪٤‬بن ٰبصل لو فزع ًم ٍن كابوس كغّبه‪.‬‬

‫‪614‬‬
‫ويقوؿ َمن أصابو ىم أو ح ف‪:‬‬
‫ً‬
‫ػدؾ‪ ،‬مػ ػ و‬
‫ػاض ُب‬ ‫ك ُب قبضػ ػػتك‪ ،‬ناصػ ػػيٍب بيػ ػ ى‬ ‫ػدؾ كابػ ػ يػن عبػ ػػد ىؾ كابػ ػ يػن أىمتً ػ ػ ى‬
‫«اللهػ ػ َّػم إ٘ب عبػ ػ ى‬
‫ػك‪،‬‬ ‫ػت بًػ ًػو نفسػ ى‬
‫ػك أك أنزلتػػوي ُب كتابػ ى‬ ‫ػألك بًكػ ِّػل اسػ وم يىػ ىػو لػ ى‬
‫ػك ى‪٠‬بٍَّيػ ى‬ ‫ػاؤؾ‪ ،‬أسػ ى‬ ‫ُب قضػ ى‬ ‫ػك‪ ،‬عػ ٍد هؿ َّ‬ ‫يح ٍك يم ى‬
‫ػور صػدرم‪،‬‬ ‫ػدؾ أف ٘بع ىػل ال يقػرآف ن ى‬ ‫الغيب ًعن ى‬‫خلقك‪ ،‬أك استأثرت بًًو ُب ًع ٍل ًم ً‬ ‫ى‬ ‫أك علَّ ٍمتىوي أحدان ًم ٍن‬
‫كربيع قليب كجبلءى يح ٍز٘ب‪ ،‬كذىاب ٮبي»‪ .‬قاؿ النوكم ركاه ابن السِب‪.‬‬

‫ويقوؿ َمن وق في ور ة أي ىلكة‪:‬‬

‫العلًي العظيم» ركاه ابن السِب‬ ‫ً‬


‫حوؿ كال قيػ َّوةَّ إالَّ باهلل ى‬
‫‪ٞ‬بن الرحيم‪ ،‬كال ى‬
‫«بسم اهلل الر م‬

‫ويقوؿ من باؼ قوماً‬

‫رى ٍم‪ ،‬كنعوذ بًك ًم ٍن يش يركًرًىم»‪ .‬ركاه أبو داكد كالنسائي‪.‬‬


‫«اللهم إنا ‪٪‬بعليك ُب ‪٫‬بو ً‬
‫ي‬ ‫ى‬
‫ويقوؿ من باؼ سلطا اً‪:‬‬

‫ب العػ ً‬
‫ػرش العظػػيم‪،‬‬ ‫السػ ٍػب ًع ىكىر ِّ‬ ‫رب السػػمو ً‬
‫ات َّ‬ ‫«ال إلػػو إال اهلل ا‪٢‬بلػػيم ا‪٢‬بكػػيم‪ ،‬سػػبحا ىف ً‬
‫اهلل ِّ‬ ‫ي ي‬ ‫ي‬
‫ثناؤؾ» ركاه ابن السِب‪.‬‬
‫كجل ى‬ ‫جارىؾ‪َّ ،‬‬ ‫أنت‪ ،‬ىعَّز ي‬ ‫ال إلو إال ى‬
‫ويقوؿ من ظر إلى عدوه‬

‫«يا مالك يوـ الدين إياؾ نعبد كإياؾ نستعْب» ركاه ابن السِب‬

‫أمر‪:‬‬
‫ويقوؿ من غلبو ٌ‬
‫َّر اهللي كما شاءى فىػ ىع ىل» ركاه مسلم كيقاؿ أيضان‪:‬‬
‫«قىد ى‬
‫يل» ركاه أبو داكد‪.‬‬‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يب اهللي كن ٍع ىم الوك ي‬
‫« ىح ٍس ى‬
‫ولدف اآلفات يقوؿ‪:‬‬
‫«ما شاء اهلل ال َّقوىة إال ً‬
‫باهلل» ركاه ابن السِب‬

‫‪615‬‬
‫أمر قاؿ‪:‬‬
‫ومن استصعب عليو ٌ‬
‫ػئت ىسػػهبلن» ركاه ابػػن‬
‫ػت ٘بعػ يػل ا‪٢‬بىػ ٍػز ىف إذا شػ ى‬
‫ػهل إال مػػا جعلتىػػوي سػػهبلن‪ ،‬كأنػ ى‬
‫«اللهػ ىػم ال سػ ى‬
‫السِب‪.‬‬

‫ومن تعسرت عليو معيشتو يقوؿ إذا برج من بيتو‪:‬‬

‫ِّر ٕب ح َّػٌب‬
‫كبارؾ ٕب فيما قيػد ى‬
‫رضِب بقضائك‪ٍ ،‬‬ ‫اللهم ٌ‬
‫«بسم اهلل على نفسي كمإب كديِب‪َّ ،‬‬
‫ت» ركاه ابن السِب‪.‬‬ ‫ال ً‬
‫أخرت كال تأخّب ما ىع َّج ٍل ى‬
‫ب تعجيل ما َّ‬
‫أح َّ‬

‫عنو قاؿ‪:‬‬ ‫ومن كاف عليو دين يع‬

‫ػلك ىع َّم ٍػن ًسػواؾ» قػاؿ الَبمػذم حػديث‬ ‫ٕببللك ىع ٍن حر ًام ى‬


‫ك كأىغنِب بفض ى‬ ‫ى‬ ‫اللهم اكفِب‬
‫« َّ‬
‫حسن‪.‬‬

‫ومن أصابو وسوسة قاؿ‪:‬‬

‫آمنت باهلل ىكير يسلً ًو» ركاه البخارم كمسلم‬


‫« ي‬
‫دعاء الخروج من البيت‪:‬‬
‫ػك أف ً‬
‫أضػ َّػل‬ ‫ػوؿ كال قيػ َّػوىة إال بػػاهلل‪ ،‬اللهػ َّػم إ٘ب أعػػو ىذ بػ ى‬
‫اهلل‪ ،‬كال حػ ى‬‫«باسػػم اهلل توَّكلػػت علػػى ً‬
‫ي‬
‫ً‬
‫أجهػ ىػل ٍأك يٍٯب ىهػ ىػل علػ َّػي» ركاه أبػػو داكد كالَبمػػذم‬ ‫يضػ ٍػل أك أ ًزَّؿ أك أيىزَّؿ‪ ،‬أك أظلػ ىػم أك أيظٍلىػ ىػم‪ٍ ،‬أك ى‬
‫أك أ ى‬
‫كى ًدم كتنحى عنو الشيطاف‪.‬‬ ‫كالنسائي كابن ماجو بركايات ‪٨‬بتلفة‪ ،‬من قالو كفي ً‬
‫ككق ىي ي‬ ‫ي‬
‫وم ْن دبل بيتو قاؿ‪:‬‬
‫َ‬
‫اهلل ك‪١‬بنػا‪ ،‬كباسػم ً‬
‫اهلل خرجنػا‪ ،‬كعلػى‬ ‫ك خّب ا‪٤‬بو ىًِب كخيػر ا‪٤‬بخػرًج‪ ،‬باسػم ً‬
‫إ٘ب أسألي ى ٍ ىٍ ٍ ى‬ ‫للهم ِّ‬
‫«ا َّ‬
‫اهلل ربِّنا تىػ ىوَّكلنا‪ٍ ،‬بَّ يي ىسلِّ ٍم على أىلو» ركاه أبو داكد‪.‬‬

‫ويقوؿ عند دبوؿ المس د‪:‬‬

‫‪616‬‬
‫«أعػوذ بػاهلل العظػػيم كبوجهػو الكػػر‪ٙ‬ب‪ ،‬كسػلطانًًو القػػد‪ٙ‬ب ًمػن الشػيطاف الػرجيم‪ ،‬ا‪٢‬بمػ يػد ً‬
‫هلل‪،‬‬ ‫ى‬
‫اللهػ َّػم صػ ِّػل كسػػلم علػػى سػػيدنا ‪٧‬بمػػد كعلػػى آؿ سػػيدنا ‪٧‬بمػػد‪ ،‬اللهػ ٌػم اغفػػر ٕب ذنػػويب كافػػتى ٍح ٕب‬
‫أب ػواب ر‪ٞ‬بت ػػك‪ٍ ،‬بَّ يق ػػوؿ‪ :‬بس ػػم اهلل‪ ،‬كيق ػػدـ رجل ػػو اليم ػػُب‪ ،‬كإذا خ ػػرج م ػػن ا‪٤‬بس ػػجد ق ػػدـ رجل ػػو‬
‫اليسرل كيقوؿ ‪ٝ‬بيع ما ذكرتو‪ ،‬إال أنو يقوؿ‪« :‬كافتح ٕب أبواب فضلك»‪.‬‬

‫وإذا دبل الخ ء قاؿ‪:‬‬

‫ػث كا‪٣‬ببائػث» كيػدخل بالرجػل اليسػرل‪ ،‬كإذا خػرج‪ ،‬خػرج‬ ‫«اللهم إ٘ب أعوذ بك مػن ا‪٣‬بب ً‬
‫بػػاليمُب كقػػاؿ «غفرانػػك‪ ،‬ا‪٢‬بمػػد هلل الػػذم أذىػػب عػػِب األذل كعافػػا٘ب‪ ،‬كإذا خلػػع ثوبػػو أك نعلػػو‬
‫قاؿ‪« :‬بسم اهلل الذم ال إلو إال ىو» كإذا لبس قاؿ‪«:‬بسم اهلل» على األقل‪.‬‬

‫فػوائػد‬

‫دعػػاء لل فػػظ ِمػ َػن الس ػ ر‪ ،‬أو لَِف ككػ ِػو كىػػو‪ (:‬بسػػم اهلل الػػر م‬
‫‪ٞ‬بن الػػرحيم‪ ،‬أعػػوذي بوجػ ًػو اهلل‬
‫َّآمات الٍب ال يٯبىا ًكيزيى َّن بىػر كال فاجر كبأ‪٠‬باء‬
‫أعظم منو كبكلمات اهلل الت َّ‬ ‫العظيم الذم ليس شيءه ى‬
‫أعلم ًم ٍن ىشِّر ما خلى ىق كذرأ كبرأ)‪ .‬يقرأ صباحان كمساءن أك‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت منها كما ٓب ٍ‬ ‫اهلل ا‪٢‬بسُب يكلِّ ىها ما ىعل ٍم ي‬
‫يقرأ على ا‪٤‬بسحور‪.‬‬

‫ك‪٩‬بػػا ينفػػع لفػػح الس ػ ر والشػػفاء مػػن إصػػابة العػػين ق ػراءة سػػورة اإلخػػبلص‪ ،‬كالفلػػق‪،‬‬
‫كالناس‪ ،‬ثبلث مرات‪ ،‬كينبغي لئلنساف أف ٰبافظ على قراءهتا صباحان كمساءن ثبلث مرات‪.‬‬

‫ك‪٩‬با ينفع للشفاء من إصابة العين أيضان‪ :‬قراءة سورة (ا‪٥‬بمزة) على ا‪٤‬بعيوف‪.‬‬

‫(مبلحظػة‪٢ :‬بصػػوؿ السػػر ُب القػراءة ال بػػد مػن اإلخػػبلص كإخػراج ا‪٢‬بػػركؼ مػػن ‪٨‬بارجهػػا‬
‫كاللفظ الصحيح)‪.‬‬

‫ك‪٩‬بػػا ينفػػع بػػإذف اهلل تعػػأب لشػػفاء الملػػدوغ والملسػػوع ولتسػػهيل الػػوالدة أيض ػان‪ :‬ق ػراءة‬
‫سػػورة اإلنشػػقاء (إذا السػػماء انشػػقت) إٔب آخرىػػا‪ ،‬تقػرأ علػػى ا‪٤‬بلسػػوع‪ ،‬كمػػا تقػرأ علػػى بطػػن ا‪٤‬بػرأة‬
‫حاؿ الطلق‪ ،‬أك ىي تقرأىا أك تقرأ على ماء ٍبَّ تيسقى منو‪.‬‬

‫ك‪٩‬با ينفع لتسهيل الوالدة قراءة سورة الطارؽ عليها‪ ،‬أك على ماء كتشربو‪.‬‬

‫‪617‬‬
‫وممػػا ينفػػع مػػن لدغػػة العقػػرب أو لسػػعة ال يػػة أيض ػاً ق ػراءة سػػورة الفا‪ٙ‬بػػة عليػػو سػػبع‬
‫مرات‪.‬‬

‫وممػػا ينف ػ لوج ػ الضػػرس إف ػػاء ا تعػػالى‪ :‬أف يػيٍرقػػى هبػػذه اآليػػات كىػػي‪ :‬ا‪٤‬بػػص ػ‬
‫يسػػكن أيهػػا الوجػػع بالػػذم إف يشػػأ‬
‫كهػػيعص ػ حػػم عسػػق ػ ال إلػػو إال ىػػو رب العػػرش العظػػيم‪ ،‬أ ٍ‬
‫يي ٍس ًك ًن الريح فيظللن ركاكد على ظهره‪ ،‬كلو ما سكن ُب الليل كالنهار كىو السميع العليم‪.‬‬

‫وممػػا ينف ػ للشػػفاء مػػن كػػل داء بػػإذف ا تعػػالى‪ ،‬ىػػو أف تق ػرأ علػػى مػػاء طػػاىر كإذا‬
‫أمكػن أف يكػوف ًم ٍػن مػاء زمػزـ كػاف أحسػن‪ :‬سػورة الفا‪ٙ‬بػة سػبعة عشػر مػرة ػ كآيػة الكرسػي سػبعة‬
‫عشر مرة ػ كسورة اإلخبلص سبعة عشر مرة ٍبَّ يشربو صاحب الداء على ثبلثة أياـ على الريق‪.‬‬

‫كاعلم أف سورة الفا‪ٙ‬بة فيها مػن األسػرار العظيمػة الكثػّبة لبلستشػفاء كقضػاء ا‪٢‬بػوائج إف‬
‫شاء اهلل تعأب‪.‬‬

‫فػائػدة‬
‫ط أوالدىا‪ ،‬أي ل ِ‬
‫فظ ال نػين مػن السػقوط بػإذف ا تعػالى‪ ،‬تكتػب‬ ‫افعة لمن ِ‬
‫تسق ُ‬
‫ُب كرقة ك‪ٙ‬بملها ا‪٤‬برأة عند ‪ٞ‬بلها‪ ،‬كعندما يأتيها الطلق تٍنزعها كىي‪:‬‬
‫« كتابػػة سػػورة الفا‪ٙ‬بػػة‪ ،‬كقولػػو تعػػأب‪ « :‬كلق ػ ٍد خلقنػػا اإلنسػػاف مػػن سػ و‬
‫ػبللة ىمػ ٍػن طػػْب‪ٍ ،‬بَّ‬ ‫ي‬
‫ىج ىعلنػػاهي نيطٍفػةن ُب قػرا ور مكػػْب‪ٍ ،‬بَّ ىخلىقنػػا النطفػػة علقػةن ػ فخلقنػػا العلقػػة يمضػػغةن ػ فخلقنػػا ا‪٤‬بضػػغة‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ػكت كلػد‬ ‫ظاـ ‪٢‬بمان ػ ٍبَّ أنشأناه خلقان آخػر فتبػارؾ اهللي أحسػن ا‪٣‬بػالقْب‪ ،‬أمس ي‬ ‫عظامان ػ فى ىك ىس ٍونا الع ى‬
‫ػك‬ ‫ػكت كلػػد حاملػػة كتػػايب ىػػذا بػػاهلل الػػذم ٲبيٍ ًسػ ي‬
‫(كػػذا ككػػذا) يعػػِب فبلنػػة بنػػت فبلنػػة‪ ،‬أك أمسػ ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًً‬ ‫ً‬
‫األرض إالَّ بإذن ػ ػػو‪ ،‬كبق ػ ػػدرة اهلل ال ػ ػػذم ٲبس ػ ػػك الس ػ ػػموات ك ى‬
‫األرض أف‬ ‫الس ػ ػػماء أف تىػ ىق ػ ػ ىػع عل ػ ػػى‬
‫تزكال»انتهى‪.‬‬

‫فائدة ل رؽ العارض وىي‪:‬‬

‫« أف تؤذ ىف ُب أذف ا‪٤‬بلبوس اليمُب سبع مرات‪ ،‬كتقرأ الفا‪ٙ‬بة‪ ،‬كا‪٤‬بعػوذتْب‪ ،‬كآيػة الكرسػي‪،‬‬
‫كسورة الصػافات كلهػا‪ ،‬كقولػو تعػأب‪ :‬لػو أنزلنػا ىػذا القػرآف علػى جب وػل‪ ...‬إٔب آخػر سػورة ا‪٢‬بشػر‪،‬‬

‫‪618‬‬
‫كسػػورة الطػػارؽ ‪ ،‬كػػل ذلػػك ُب أذنػػو اليمػػُب‪ ،‬فإنػػو ٲبػػوت إف شػػاء اهلل تعػػأب‪ (.‬أم ا‪١‬بػ َّػِب) ىػػذه‬
‫الفائدة تنفع أيضان ‪٤‬برض الصرع كا‪١‬بنوف‪» .‬‬

‫فائدة للصبي المقروف تكتب في حرز‬

‫ػوـ‬
‫ت‪ ،‬كإذا النجػ ػ ي‬ ‫ك‪ٙ‬بم ػػل للص ػػيب كى ػػي قول ػػو تع ػػأب‪ :‬بع ػػد البس ػػملة « إذا الش ػػمس يك ػ ِّػوىر ٍ‬
‫ً‬
‫ػك الق ػرين ب ػػالقرآف العظ ػػيم‬ ‫ػت‪ ،‬عط ػػل اهللي عن ػ ى‬ ‫ػار عيطِّلىػ ٍ‬
‫ت‪ ،‬كإذا العش ػ ي‬
‫انك ػػدرت‪ ،‬كإذا ا‪١‬بب ػػاؿ يس ػيِّػىر ٍ‬
‫ػس يمسػتمر‪ ،‬تىػٍنػ ًزعي النػاس كػأهني ٍم أعجػاز ػ‬ ‫كالنػيب الكػر‪ٙ‬ب ػ إنػا أرسػلنا علػيهم رٰبػان صرصػران ُب يػوـ ٍ‪٫‬ب و‬
‫أعجػ ىػز اهلل ىػػذا القػرين عػػن ىػػذا ا‪٤‬بولػػود كحفظػػو منػػو ُب القيػػاـ كالقعػػود ك َّأمػػنو مػػن شػػره ُب اليقظػػة‬
‫كإؿ مُ مُػم مُىكم إلػم مُق كاح هد ال إلػم مُق إال ىو الرحػم مُمن الرحيم)‪.‬‬ ‫كالرقود‪ ،‬م‬

‫يات الشفاء الست‬

‫ك‪ٙ‬بى َّم يل للمريض‪ ،‬فإنو يربأ بإذف اهلل تعأب‪ ،‬كىي‪:‬‬


‫تقرأ على ا‪٤‬بريض‪ ،‬أك تكتب ُب كرقة ي‬

‫ب غي ىظ قيلوهبًً ٍم »‬ ‫ً‬ ‫و‬ ‫ً‬


‫صدكر قوـ مؤمنْب كيي ٍذى ٍ‬
‫ى‬ ‫كيشف‬ ‫ُ‪« .‬‬

‫كىدل كر‪ٞ‬بة للمؤمنْب‬


‫ن‬ ‫َّاس قى ٍد جاءت يك ٍم ىم ٍو ًعظةه ًم ٍن ربٌ يك ٍم كشفاءه ‪٤‬با ُب الصدكر‬
‫ِ‪ « .‬يا أيها الن ي‬
‫»‪.‬‬
‫ف ألوانيو ً‬
‫فيو شفاءه للناس »‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اب ‪٨‬بيٍتل ه ي‬
‫ّ‪ « .‬ٱبر يج م ٍن بيطوهنىا شر ه‬
‫ْ‪ « .‬كنػينىػِّزيؿ من القرآف ما يى ىو شفاءه ىكر ٍ‪ٞ‬بىةه للمؤمنْب »‪.‬‬

‫ت فىػ يه ىو يىشفْب »‪.‬‬


‫ضي‬ ‫ٓ‪ « .‬الذم خلقِب فهو يهدي ًن‪ ،‬كالذم يىو ييطٍعًم ًِب كيىسق ً‬
‫ْب‪ ،‬كإذا ىم ًر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ى ي‬
‫ىدل كشفاء »‪.‬‬
‫ٔ‪ « .‬قي ٍل يى ىو للذين آمنوا ن‬
‫يات التخفيف‬

‫تقرأ على الم موـ أو المريض‪ ،‬أو تكتب وتعل عليو‪ ،‬ويبدأ بالبسملة ثم يقرأ‪:‬‬

‫‪619‬‬
‫‪ٚ‬بفيف ًم ٍن ربٌ يك ٍم كر‪ٞ‬بة »‪.‬‬
‫ه‬ ‫ُ‪ « .‬ذلك‬

‫كخلً ىق اإلنسا يف ضعيفا »‬


‫ِّف عنكم ي‬
‫ِ‪ « .‬يريد اهللي أ ٍف يٱبف ى‬
‫ض ٍعفا» ٍبَّ يصلي على النيب كآلو »‬ ‫كعلً ىم َّ‬
‫أف في يك ٍم ى‬ ‫ّ‪ « .‬اآلف ىخ َّف ى‬
‫ف اهللي عن يك ٍم ى‬
‫كإذا زاد على أيات التخفيف ىذه اآليات كاف أحسن كىي‪:‬‬

‫نار كو٘ب بردان كسبلمان على إبراىيم »‪.‬‬


‫ْ‪ « .‬قلنا يا ي‬
‫العذاب إنا مؤمنوف »‪.‬‬ ‫ف ىعنَّا‬ ‫ٓ‪ « .‬ربػَّنىا ً‬
‫اكش ٍ‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ػك ًٖبىػ ٍوػّب فىػ يهػ ىػو علػػى يكػ ِّػل شػػيء‬
‫بض ػ ور فػػبل كاشػػف لػػوي إال يىػ ىػو‪ ،‬كإ ٍف ٲبىٍ ىس ٍسػ ى‬
‫ػك اهللي ي‬
‫ٔ‪ « .‬كإ ٍف ٲبىٍ ىس ٍسػ ى‬
‫قدير»‪.‬‬

‫لقضاء ال وائ‬

‫تق ػرأ ىػػذه الصػػيغة( ِٕ مػػرة ) كىػػي‪ « :‬أسػػتغفر اهلل العظػػيم ٕب كللمػػؤمنْب كا‪٤‬بؤمنػػات ٍبَّ‬
‫يستجاب لك إف شاء اهلل‪ ،‬كاألحسن أف يكوف ذلك بعػد صػبلة العصػر أك‬ ‫ي‬ ‫تدعو ٗبا شئت فإنو‬
‫بعد منتصف الليل‪.‬‬

‫السب يات المن يات‬

‫فيها من األسرار العظيمػة لرفػع الػببلء كقضػاء ا‪٢‬بػوائج كتسػهيل األمػور كالشػفاء بػإذف اهلل‬
‫تعأب‪ ،‬تقرأ صباحان كمساءن كعند ا‪٢‬باجة‪ ،‬كىي‪:‬‬

‫اهلل فىػ ٍليتوكً ًل ا‪٤‬بؤمنوف »‪.‬‬


‫ُ‪ « .‬قيل لىن يصيبنا إال ما كتب اهلل لنا ىو مولىػم مُ مُ مُػنا كعلى ً‬
‫ىٍ‬ ‫ى‬ ‫ٍ ٍي‬
‫ػيب بً ًػو ىم ٍػن‬ ‫كاشف لو إالَّ ىو كإ ٍف ي ًرٍد ىؾ ٖب وّب فبل ر َّاد لًىف ٍ ً ً‬
‫ك اهلل بًض ور فبل ً‬
‫ضػلو يص ي‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫ِ‪ « .‬إ ٍف ٲبىٍ ىس ٍس ى ي‬
‫الغفور الرحيم »‬
‫يى ىشاءي من عباده كىو ي‬
‫األرض إال علػػى ً‬
‫اهلل ًرٍزقهػػا كيػ ٍعلىػػم مس ػتىػ ىقَّرىا كمس ػتىػوىد ىعها يكػػل ُب كتػ و‬
‫ػاب‬ ‫ً‬ ‫ّ‪ « .‬كمػػا مػػن دابَّػ وػة ُب‬
‫يٍ ٍ‬ ‫ى ييٍ‬
‫يمبْب »‬

‫‪601‬‬
‫اصػيتًها إ ٌف ريب علػى ًصػر و‬
‫ً ً ً‬ ‫و‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اط‬ ‫ٌ‬ ‫ت علػى اهلل ىرٌيب ىكىربً يك ٍػم ىمػا م ٍػن ىدابَّػة إالَّ ىػو آخػ هذ بنى ى‬
‫إ٘ب تىػ ىوَّك ٍل ي‬
‫ْ‪ٌ « .‬‬
‫يم ٍستقيم »‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً و‬
‫العليم »‬
‫السميع ى‬
‫ي‬ ‫ٓ‪ « .‬كىكأىيٌ ٍن م ٍن ىدابَّة ال ىٍ‪ٙ‬بم يل ًرٍزقىػ ىها اهللي يىػ ٍريزقيػ ىها كإيَّا يك ٍم ي‬
‫كى ىو‬
‫ًً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ك ى‪٥‬بىا ىكىما ٲبيٍ ًس ٍ‬
‫الع ًزي يػز‬
‫كى ىػو ى‬
‫ك فبل يم ٍرس ىل لىوي م ٍػن بىػ ٍعػده ي‬ ‫ٔ‪ « .‬ما يفتح اهللي للناس ًم ٍن ىر ٍ‪ٞ‬بىوة فبل ي‪٩‬ب ًس ى‬
‫ا‪٢‬بىكيم »‪.‬‬
‫ات كاألرض لىيػ يقػولي َّن اهلل ‪ ،‬قيػػل أفىػػرأيػتيم مػػا تىػ ٍدعو ىف ًمػػن ً‬
‫دكف‬ ‫ٕ‪ « .‬كلىػػئن سػػألتػهم مػػن خلىػػق السػػمو ً‬
‫ٍ‬ ‫ٍ ىٍ ٍ ى‬ ‫ى ى‬ ‫ى ى يي ٍ ى ٍ ى‬
‫ات ىر ٍ‪ٞ‬بىتًػ ًػو‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ضػِّػرًه ‪ ،‬أك أراد٘ب بً ٍ و‬
‫ر‪ٞ‬بىػػة ىىػ ٍػل يىػ َّػن ‪٩‬بيٍسػ ىك ي‬ ‫ٍ‬ ‫ات ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اهلل إ ٍف أراد٘بى اهلل بً ي‬
‫ضػٍّػر ىىػ ٍػل يىػ ٌػن كاشػ ىف ي‬
‫يب اهللي ىعلىٍي ًو يىػتىػ ىوىك يل ا‪٤‬بتوكلوف »‪.‬‬
‫ً‬
‫قي ٍل ىح ٍس ى‬
‫دعاء‬

‫مػػن ق ػرأه ٍب دعػػا بعػػده لقضػػاء حاجػػة أك تيسػػّب أمػػر أك شػػفاء مػػن مػػرض أك غػػّب ذلػػك‬
‫اسػتجيب لػػو إف شػاء اهلل تعػػأب‪ ،‬يقػرأ الفا‪ٙ‬بػة قبػػل الػدعاء كيهػػدم ثواهبػػا إٔب النػيب صػػلى اهلل عليػػو‬
‫كسلم كإٔب اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو كإٔب كافة مشايخ سبلسػل الطريقػة القادريػة‬
‫كإٔب سائر األكلياء‪ٍ ،‬ب ٰبمد اهلل كيصلي على النيب كآلو كأصحابو‪ٍ،‬ب يبدأ بالدعاء كىو‪:‬‬

‫اللَّ يه َّم ال إًلػموى إال أنت‬


‫ا‪٤‬بؤمن ا‪٤‬بهيمن العزيز ا‪١‬ببار‬ ‫القدكس السبلـ‬ ‫الرحيم ا‪٤‬بلك‬
‫ي‬ ‫م‬
‫الر‪ٞ‬بىن‬ ‫اهللي‬
‫الوىاب الرزاؽ الفتاح العليم‬ ‫الغفار القهار‬ ‫ا‪٤‬بتكرب ا‪٣‬بالق البارئ ا‪٤‬بصور‬
‫الع ٍد يؿ‬
‫السميع البصّب ا‪٢‬بى ىك يم ى‬ ‫ا‪٤‬بذؿ‬ ‫ا‪٤‬بعز‬ ‫القابض الباسط ا‪٣‬بافض الرافع‬
‫العلي الكبّب ا‪٢‬بفيظ ا‪٤‬بقيت‬ ‫الغفور الشكور‬ ‫اللطيف ا‪٣‬ببّب ا‪٢‬بليم العظيم‬
‫ا‪٢‬بكيم الودكد اجمليد الباعث‬ ‫اجمليب الواسع‬ ‫ا‪٢‬بسيب ا‪١‬بليل الكر‪ٙ‬ب الرقيب‬
‫ا‪٤‬ببدئ ا‪٤‬بعيد‬
‫ي‬ ‫ا‪٢‬بميد احملصي‬ ‫الوٕب‬ ‫ا‪٤‬بتْب‬ ‫الوكيل القوم‬ ‫الشهيد ا‪٢‬بق‬
‫الواحد الصمد القادر ا‪٤‬بقتدر‬ ‫الواجد ا‪٤‬باجد‬ ‫القيوـ‬ ‫ا‪٤‬بميت ا‪٢‬بي‬ ‫احمليي‬
‫اب‬
‫التػ ىَّو ي‬ ‫الوإب ا‪٤‬بتعاؿ البىػر‬
‫ى‬ ‫الظاىر الباطن‬ ‫اآلخر‬ ‫ا‪٤‬بقدـ ا‪٤‬ب ىؤ ِّخ ير األىكؿ‬
‫ذك ا‪١‬ببلؿ‬ ‫مالك‬
‫ي‬
‫ا‪١‬بامع الغِب ا‪٤‬ب ٍغِب ا‪٤‬بانع‬‫ي‬ ‫اليم ٍق ًس ي‬
‫ط‬ ‫ي‬
‫الع يفو الرؤكؼ‬ ‫ى‬ ‫ا‪٤‬بٍنتى ًق يم‬
‫ي‬ ‫كاإلكراـ‬ ‫ا‪٤‬بلك‬ ‫ي‬
‫الصبور‬
‫ي‬ ‫الباقي الوارث الرشيد‬ ‫ا‪٥‬بادم البديع‬ ‫النور‬ ‫الضار النافع‬ ‫َّ‬

‫‪600‬‬
‫ػض ظهػرؾ‪،‬‬ ‫ػك كزرؾ‪ ،‬الػذم أنق ى‬ ‫( بسم اهلل الرحػممن الرحيم‪ ،‬أٓب نشرح لػك صػدرؾ‪ ،‬ككضػعنا عن ى‬
‫ػك‬ ‫إف ىمػػع العي ٍسػ ًر ييسػرا‪ ،‬فػػإذا فرغػػت فانصػ ٍ‬
‫ػب‪ ،‬كإٔب ربػِّ ى‬ ‫ػإف مػػع العيسػ ًر ييسػران‪َّ ،‬‬
‫كرفعنػػا لػػك ذكػػرؾ‪ ،‬فػ َّ‬
‫ػب) الَّلهػ ٌػم صػ ِّػل علػػى خػػّب مػػن طلعػػت عليػػو الشػػمس سػػيد الكائنػػات كخػػاًب األنبيػػاء كتػػاج‬ ‫فار ىغػ ٍ‬
‫األصػػفياء سػػيدنا كحبيبنػػا كقائػػدنا كشػػفيعنا كمعلمنػػا كمرشػػدنا كدليلنػػا إٔب ا‪٣‬بػػّب كإٔب رض ػواف اهلل‬
‫كآؿ ‪٧‬بمػد ص ِّػل علػى سػيدنا ‪٧‬بمػد كآؿ‬ ‫رب ‪٧‬بم وػد ً‬‫عبدؾ كنبيك ‪٧‬بمد أيب القاسم ‪ ،‬الَّله َّػم يػا َّ‬
‫اجػ ًز‬ ‫ػيدنا ‪٧‬بمػدان الدرجػة كالوسػيلة ُب ا‪١‬بنػة‪ ،‬الَّله َّػم يػا َّ‬ ‫سيدنا ‪٧‬بمد ك ً‬
‫رب ‪٧‬بمػد كآؿ ‪٧‬بمػد ٍ‬ ‫أعط س ى‬
‫سيدنا ‪٧‬بمدان صلَّى اهلل عليو كسلَّم ما ىو أىلو‪.‬‬ ‫ى‬
‫أسألك ٕبقو يا عظيم يا كر‪ٙ‬ب يا جبَّار يا قادر يا حفيظ يا معطي يا مانع يا ضار يػا‬ ‫ى‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم إ٘ب‬
‫نافع يا لطيػف يػا رحػممن يػا رحػيم يػا ىػادم يػا كاسػع ا‪٤‬بغفػرة يػا مػن بإرادتػو كػل شػيء كيعلػم كػل‬
‫لهم يا غياث ا‪٤‬بستغيثْب يا ‪٦‬بيػب دعػوة ا‪٤‬بضػطرين يػا رب العػا‪٤‬بْب‬ ‫شيء كقادر على كل شيء‪ ،‬الَّ َّ‬
‫رب يػا‬
‫رب يػا ٌ‬
‫يا قادر يا مقتدر يا أرحم الػرا‪ٞ‬بْب يػا أرحػم الػرا‪ٞ‬بْب يػا أرحػم الػرا‪ٞ‬بْب‪ ،‬يػا رب يػا ٌ‬
‫رب‪ ،‬ال إلو إال أنت سبحانك إ٘ب كنت من الظا‪٤‬بْب‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫بأ٘ب أشهد أنَّك أنت اهلل ال إلػمو إال أنػت األحػد الصػمد الػذم ٓب يلػد‬
‫إ٘ب أسألك ِّ‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫كٓب يولد كٓب يكن لو كفوان أحد‪.‬‬

‫الَّلهػ َّػم إ٘ب أسػػألك بػ َّ‬


‫ػأف لػػك ا‪٢‬بمػػد ال إل ػمو إال أنػػت ا‪٤‬بنػػاف بػػديع السػػموات كاألرض‪ ،‬يػػا ذا‬
‫ا‪١‬ببلؿ كاإلكراـ يا حي يا قيوـ إ٘ب أسألك‪ٍ ...‬بَّ تدعو ٗبا تشاء‪.‬‬

‫كاختم الدعاء بالصبلة كالسبلـ على النيب كآلو كصحبو كقراءة الفا‪ٙ‬بة كهتدم ثواهبا للنيب‬
‫‪.‬‬

‫(وىذا بتم قادري)‬

‫كفيو أسرار عظيمة إلصبلح النفس كقضاء ا‪٢‬بوائج‪ ...‬كىو بعد الرابطة مػع إمػاـ الطريقػة‬
‫كاالسػػتمداد تقػرأ الفا‪ٙ‬بػػة كهتػػدم ثواهبػػا إٔب رجػػاؿ سلسػػلة الطريقػػة (أم السلسػػلة الػػٍب تنتمػػي ‪٥‬بػػا)‬
‫فػػردان فػػردان تبػػدأ بػػذكر اسػػم النػػيب ‪ ‬أكالن ٍبَّ سػػيدنا علػػي ‪ ،‬كىكػػذا حػػٌب تنتهػػي إٔب ذكػػر اسػػم‬

‫‪602‬‬
‫شػػيخك‪ٍ ،‬بَّ تقػػوؿ‪ :‬حسػػيب اهلل كنً ٍعػ ىػم الوكيػػل) ََٓ مػػرة ُب خلػػوة علػػى النيػػة الػػٍب تريػػد‪ٍ ،‬بَّ ‪ٚ‬بػػتم‬
‫بقػراءة سػػورة الفا‪ٙ‬بػػة كإىػػداء ثواهبػػا إٔب النػػيب ‪ ‬كإٔب اإلمػػاـ ا‪١‬بػػيبل٘ب كإٔب مػػن أخػػذت عنػػو كإٔب‬
‫كافة مشايخ سبلسل الطريقة القادرية‪.‬‬

‫ح ب في الص ة على النبي ‪‬‬

‫يقرأ على نيػة أف تػرل النػيب ‪ُ ‬ب ا‪٤‬بنػاـ‪ ،‬كذلػك بعػد صػبلة ركعتػْب‪ ،‬علػى طهػارة كاملػة‪،‬‬
‫كإذا اسػػتقبلت القبلػػة كػػاف أحسػػن‪ ،‬كعػػدد قراءتػػو ( ُِ مػػرة ) ٍبَّ بعػػد االنتهػػاء تنػػاـ علػػى كضػػوء‬
‫على جنبك األٲبن مستقبل القبلة‪ ،‬كلك أف تقرأه ُب الليل أك النهار‪،‬كىو بعد البسملة‪:‬‬

‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد ا‪٤‬برسلْب‬ ‫الَّ َّ‬


‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد اجملاىدين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد الشاىدين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد ا‪٣‬باشعْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد الطائعْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد التائبْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد العابدين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد ا‪٢‬بامدين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد الصا‪٢‬بْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد الراكعْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد الساجدين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬

‫‪603‬‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد القائمْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد القاعدين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد ا‪٤‬بتقْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد ا‪٤‬بستغفرين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد الشاكرين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد ا‪٢‬بافظْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد الذاكرين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد العاقلْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد احملسنْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد األكرمْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد ا‪٤‬بنذرين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد ا‪٤‬ببشرين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد الطيبْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد النبيْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد العا‪٤‬بْب‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد النيب الذكي النقي‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد القرشي ا‪٥‬بامشي‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد ا‪٤‬بد٘ب العريب ا‪٤‬بكرـ يوـ القيامة‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬

‫‪604‬‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد سيد أىل ا‪١‬بنة‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد صاحب ا‪٤‬بقاـ احملمود‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد صاحب الصراط ا‪٤‬بستقيم‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫صل كسلم على سيدنا ‪٧‬بمد أفضل األكلْب كاآلخرين‬ ‫الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫لهم ص ِّػل كسػلم علػى سػيدنا ‪٧‬بمػد كعلػى ‪ٝ‬بيػع األنبيػاء كا‪٤‬برسػلْب كعلػى ‪ٝ‬بيػع ا‪٤‬ببلئكػة ا‪٤‬بقػربْب‬‫الَّ َّ‬
‫ػاد ً‬
‫اهلل الصػػا‪٢‬بْب مػػن أىػػل السػػموات كأىػػل األرضػػْب كعلينػػا معهػػم أ‪ٝ‬بعػػْب بر‪ٞ‬بتػػك يػػا‬ ‫كعلػػى عبػ ً‬
‫أرحم الرا‪ٞ‬بْب‪ ،‬كصلى اهلل على سيدنا ‪٧‬بمد كعلى آلو كصحبو كسلم أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫ال ب المسمى بالص ة الصغرب‬

‫لإلماـ ال ي ي ‪‬‬

‫صل على سيدنا ‪٧‬بمد الر‪ٞ‬ب ًػة للعػا‪٤‬بْب ظهػوره عػدد مػن مضػى مػن خلقػك‬ ‫قاؿ‪ « :‬الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫كمن بقي‪ ،‬كمن سعد منهم كمن شقي‪ ،‬صبلة تستغرؽ العػد ك‪ٙ‬بػيط با‪٢‬بػد صػبلة ال غايػة ‪٥‬بػا كال‬
‫انتهػػاء كال أمػػد كال انقضػػاء‪ ،‬صػػبلتك الػػٍب صػػليت عليػػو دائمػػة بػػدكامك باقيػػة ببقائػػك كعلػػى آلػػو‬
‫كأصحابو كعَبتو كذلك كا‪٢‬بمد هلل على ذلك »‪.‬‬

‫قػػاؿ أىػػل ا‪٤‬بعرفػػة إف ُب ىػػذه الصػػبلة ا‪٤‬بباركػػة مػػن األس ػرار كالربكػػة الشػػيء الكثػػّب فينبغػػي‬
‫احملافظة عليها‪ ،‬كمن أعدادىا قراءهتا عشر مرات صباحان كمساءن‪.‬‬

‫ح ب الوسيلة لسيدي وم ذي‬

‫اإلماـ ال ي ي ‪‬‬

‫قاؿ‪ « :‬أعوذ باهلل من الشيطاف الرجيم‪ ،‬بسم اهلل الر‪ٞ‬بن الرحيم‪ .‬كصلى اهلل على سػيدنا‬
‫صلوا عليو كسلِّ يموا ٍ‬
‫تسليمان »‪.‬‬ ‫النيب يا أيها الذين آمنوا ى‬ ‫‪٧‬بمد « َّ‬
‫إف اهلل كمبلئكتو يصلو ىف على ِّ‬

‫‪605‬‬
‫‪٦‬بمػ ًع كمالػػو ك‪٧‬بػيط نوالػػو‬ ‫َّ‬
‫الله َّػم ص ِّػل علػػى سػيدنا ‪٧‬بمػد كبػػارؾ كسػلم‪ :‬كصػػلى اهلل علػى ى‬
‫ك‪٧‬بضر إنزالو سيدنا ‪٧‬بمد كآلو إ‪٥‬بي بػك أسػتغيث فػأغثِب كبػك اسػتعنت فػأعِب ػ كعليػك توكلػت‬
‫فاكفِب يا كاُب اكفِب ا‪٤‬بهمات من أمر الدنيا كاآلخرة يا ر‪ٞ‬بن الدنيا كاآلخرة‪ ،‬كيا رحيمهما‪ ،‬إ٘ب‬
‫عبػدؾ ببابػك فقػّبؾ ببابػك‪ ،،‬سػائلك ببابػك ػ ذليلػك ببابػك ػ ضػعيفك ببابػك‪ ،‬أسػّبؾ ببابػك‪،‬‬
‫مسػػكينك ببابػػك‪ ،‬يػػا أرحػػم ال ػرا‪ٞ‬بْب‪ ،‬صػػنيعك ببابػػك يػػا رب العػػا‪٤‬بْب الطػػامع ببابػػك يػػا غيػػاث‬
‫هم يوؾ ببابك يا كاشػف كػرب ا‪٤‬بكػركبْب‪ ،‬أنػا عاصػيك ببابػك‪ ،‬يػا طالػب ا‪٤‬بسػتغفرين‬ ‫ا‪٤‬بستغيثْب ىم ي‬
‫ا‪٤‬بقر ببابك يا غػافران للمػذنبْب ا‪٤‬بعػَبؼ ببابػك يػا أرحػم الػرا‪ٞ‬بْب‪ ،‬ا‪٣‬بػاطئ ببابػك يػا رب العػا‪٤‬بْب‪،‬‬ ‫ً‬
‫الظػػآب ببابػػك‪ ،‬البػػائس ببابػػك‪ ،‬ا‪٣‬باشػػع ببابػػك‪ ،‬ار‪ٞ‬بػػِب يػػا مػػوالم كسػػيدم إ‪٥‬بػػي أنػػت الغػػافر كأنػػا‬
‫ا‪٤‬بسيء كىل يرحم ا‪٤‬بسيء إال الغافر‪،‬‬

‫موالم إ‪٥‬بى أنت الرب كأنا العبد كىل يرحم العبد إٔب الرب‪،‬‬

‫موالم إ‪٥‬بي أنت ا‪٤‬بالك كأنا ا‪٤‬بملوؾ كىل يرحم ا‪٤‬بملوؾ إال ا‪٤‬بالك‪،‬‬

‫موالم موالم‪ ،‬إ‪٥‬بي أنت العزيز كأنا الذليل كىل يرحم الذليل إال العزيز‪،‬‬

‫موالم موالم‪ ،‬إ‪٥‬بي أنت القوم كأنا الضعيف كىل يرحم الضعيف إال القوم‪،‬‬

‫موالم موالم‪ ،‬إ‪٥‬بي أنت الكر‪ٙ‬ب كأنا اللئيم كىل يرحم اللئيم إال الكر‪ٙ‬ب‪،‬‬

‫موالم موالم‪ ،‬إ‪٥‬بي أنت الرازؽ كأنا ا‪٤‬برزكؽ كىل يرحم ا‪٤‬برزكؽ إال الرازؽ‪،‬‬

‫مػػوالم مػػوالم‪ ،‬إ‪٥‬بػػي أنػػا الضػػعيف كأنػػا الػػذليل كأنػػا ا‪٢‬بقػػّب كأنػػت الغفػػور كأنػػت الغػػافر كأنػػت‬
‫ا‪٢‬بنَّاف كأنت ا‪٤‬بنَّا يف‪ ،‬كأنا ا‪٤‬بذنب كأنا ا‪٣‬بائف كأنا الضعيف‪،‬‬

‫إ‪٥‬بي أسألك األماف ُب القبور كظلمتها كضيقها‪،‬‬

‫موالم موالم‪ ،‬إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف عند سؤاؿ منكر كنكّب كىيئتهما‪،‬‬

‫إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف عند كحشة القرب كشدتو‪،‬‬


‫إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف « ُب يوـ كاف مقداره ‪ٟ‬بسْب ألف و‬
‫سنة »‬ ‫يي‬

‫‪606‬‬
‫إ‪٥‬بػػي أسػػألك األمػػاف األمػػاف « يػػوـ يػػنفخ ُب الصػػور فصػػعق مػػن ُب السػػموات كمػػن ُب‬
‫األرض إال من شاء اهلل » ‪.‬‬

‫إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف « يوـ زلزت األرض زال‪٥‬با»‬

‫إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف « يوـ تطول السماء كطي السجل للكتب »‬

‫إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف « يوـ تشقق السماء بالغماـ »‬

‫إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف « يوـ تبدؿ األرض غّب األرض كالسموات كبرزكا هلل الواحػد‬
‫القهار »‪.‬‬

‫إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف « يوـ ينظر ا‪٤‬برءي ما قدمت يداه كيقوؿ الكافر يا ليتػِب كنػت‬
‫ترابا »‬

‫إ‪٥‬بي أسألك األماف األماف « يوـ ال ينفع ماؿ كال بنوف إال من أتى اهلل و‬
‫بقلب سليم»‬

‫إ‪٥‬بػػي أسػػألك األمػػاف األمػػاف « يػػوـ ينػػادم ا‪٤‬بنػػادم مػػن بطػػن العػػرش أيػػن العاصػػوف كأيػػن‬
‫ا‪٤‬بذنبوف كأين ا‪٣‬باسركف ىلموا إٔب ا‪٢‬بساب‪ ،‬كأنت تعلم سرم كعبلنيٍب فاقبل معذرٌب‪ ،‬كتعلم ما‬
‫ُب نفسي فاغفر ٕب ذنيب‪ ،‬كتعلم حاجٍب فأعطِب سؤٕب‪،‬‬

‫إ‪٥‬بي آه آه من كثرة الذنوب كالعصياف‪ ،‬آه من كثرة الظلم كا‪١‬بفاء آه من نفسي ا‪٤‬بطركدة‬
‫آه من نفسي ا‪٤‬بطبوعة على ا‪٥‬بول آه من ا‪٥‬بول آه من ا‪٥‬بول أغثِب يا مغيػث ػ ثبلثػان ػ أغثػِب عنػد‬
‫تغّب حإب‪.‬‬

‫لهم أنا عبدؾ ا‪٤‬بذنب ا‪٤‬بخطئ أجر٘ب من النار‪ ،‬يا ‪٦‬بػّب ػ ثبلثػان ػ الَّله َّػم إف تػر‪ٞ‬بِب فأنػت‬ ‫الَّ َّ‬
‫أىل لذلك كإف تعذبِب فأنا أىل لذلك‪ ،‬يا أىل التقول كيا أىل ا‪٤‬بغفرة ػ ثبلثان كيا أرحم الػرا‪ٞ‬بْب‬
‫كيا خّب الناصرين كيا خّب الغػافرين‪ ،‬حسػيب اهلل كنعػم الوكيػل نعػم ا‪٤‬بػؤب كنعػم النصػّب حسػيب اهلل‬
‫كحده‪ ،‬إر‪ٞ‬بنا بر‪ٞ‬بتك يا أرحم الرا‪ٞ‬بْب‪ ،‬كصلى اهلل على سيدنا كموالنا ‪٧‬بمد كعلػى آلػو كصػحبو‬
‫كسلم تسليما كا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب ػ انتهى‬

‫‪607‬‬
‫ق ػػاؿ الش ػػيخ ‪٧‬بم ػػد األم ػػْب الك ػػيبل٘ب ُب مقدم ػػة ش ػػرح ى ػػذا ا‪٢‬ب ػػزب ُب كت ػػاب الس ػػفينة‬
‫القادرية أف ىذا ا‪٢‬بزب فيو من األسرار الباىرة كقد اسػتغُب بػو عػن غػّبه عػدد مػن العػارفْب مػنهم‬
‫الس ػػيد الش ػػيخ أ‪ٞ‬ب ػػد أب ػػو العب ػػاس التيج ػػا٘ب ا‪٢‬بس ػػِب‪ ،‬حي ػػث ك ػػاف ي ػػداكـ عل ػػى قراءت ػػو ُب خلوات ػػو‬
‫فحصل لو فتح عظيم‪ ،‬كما ذكر الشيخ سنده فيو إٔب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب قدس سره العزيز‪.‬‬

‫ورد عظيم النف‬

‫كالربكػػة ألمػػور الػػدنيا كاآلخػػرة ‪٤‬بػػن حػػافظ عليػػو ‪٨‬بلص ػان هلل تعػػأب‪ ،‬يتلػػى ُب الليػػل‪ ،‬أك ُب‬
‫النهار‪ ،‬أك يقسم بْب الليل كالنهار كىو‪ :‬بعد قراءة الفا‪ٙ‬بة مرة‪:‬‬

‫ػَََُػ مرة‬ ‫كلمة التوحيد ال إلو إال اهلل‬ ‫ُ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫سبحاف اهلل كا‪٢‬بمد هلل كال إلو إال اهلل كاهلل أكرب‬ ‫ِ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫سبحاف اهلل كٕبمده سبحاف اهلل العظيم‬ ‫ّ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ال حوؿ كال قوة إال باهلل‬ ‫ْ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫حسيب اهلل كنً ٍع ىم الوكيل‬ ‫ٓ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ما شاء اهللي كاف كما ٓب يشأ ٓب يكن‬ ‫ٔ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫َّر اهلل كما شاء فعل‬


‫قد ى‬ ‫ٕ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫بر‪ٞ‬بتك نستغيث‬


‫ى‬ ‫قيوـ‬
‫يا حي يا ي‬ ‫ٖ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ا‪٢‬بي القيوـ كأتوب إليو‬


‫أستغفر اهلل الذم ال إلو إال ىو َّ‬
‫ي‬ ‫ٗ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫نعبد كإياؾ نستعْب‬ ‫َُ‪ .‬يا مالك ً‬


‫يوـ الدي ًن ى‬
‫إياؾ ي‬
‫ػََُػ مرة‬ ‫ت ًم ىن الظا‪٤‬بْب‬
‫إ٘ب يكٍن ي‬
‫أنت سبحانك ِّ‬
‫ُُ‪ .‬ال إلو إال ٌ‬

‫‪608‬‬
‫ػََُػ مرة‬ ‫فانتصر‬
‫ٍ‬ ‫مغلوب‬
‫ه‬ ‫إ٘ب‬
‫رب ِّ‬
‫ُِ‪ِّ .‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫أرحم الرا‪ٞ‬بْب‬


‫ت ي‬ ‫الضر كأنٍ ى‬
‫ِب ي‬ ‫ً‬
‫ُّ‪ .‬رب إ٘ب ىم َّس ى‬
‫ػََُػ مرة‬ ‫ذرً٘ب فىػ ٍردان كأنت ىخٍيػ ير الوارثْب‬
‫ُْ‪ .‬رب ال تى ٍ‬
‫ػُُػ مرة‬ ‫ِّد٘ب‬ ‫ُٓ‪ .‬الَّ َّ‬
‫لهم اىد٘ب كسد ٍ‬
‫ػُُػ مرة‬ ‫ُٔ‪ .‬رب اشرح ٕب صدرم كيسر ٕب أمرم كاحلل عقدة من‬
‫لسا٘ب يفقهوا ٍقوًٕب‬

‫ػُُػ مرة‬ ‫أشرؾ ًبو شيئان‬


‫ُٕ‪ .‬اهلل اهللي ريب ال ي‬

‫ػُُػ مرة‬ ‫٘بعل ا‪٢‬بىٍز ىف‬


‫أنت ي‬ ‫ُٖ‪ .‬الَّ َّ‬
‫لهم ال ىس ٍه ىل إال ما جعلتوي سهبل ك ى‬
‫إذا شئت سهبل‪.‬‬

‫ػُُػ مرة‬ ‫سبلـ قوالن ًمن ىر ٍّ‬


‫ب رحيم‬ ‫ُٗ‪ .‬ه‬
‫ػُُػ مرة‬ ‫َِ‪ .‬سورة قريش‬

‫ػُُػ مرة‬ ‫ُِ‪ .‬سورة اإلخبلص‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫‪ٞ‬بن الرحيم‬


‫ِِ‪ .‬بسم اهلل الر م‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫سبوح قدكس رب ا‪٤‬ببلئً ىك ًة كالركح‬


‫ه‬ ‫ِّ‪.‬‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ِْ‪ .‬يا اهللي‬


‫ػََُػ مرة‬ ‫ِٓ‪ .‬يا كدكد‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ِٔ‪ .‬يا لطيف‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ِٕ‪ .‬يا فتاح‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ِٖ‪ .‬يا كىاب‬

‫‪609‬‬
‫ػََُػ مرة‬ ‫ِٗ‪ .‬يا رزاؽ‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫َّ‪ .‬يا يم ٍغ ًِب‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ُّ‪ .‬يا قهار‬

‫ػََُػ مرة‬ ‫ِّ‪ .‬يا ذا ا‪١‬ببلؿ كاإلكراـ‬

‫ػََِػ مرة‬ ‫ّّ‪ .‬صلى اهلل على سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو كآلو كسلم‬

‫صل على سيدنا ‪٧‬بمد النيب األيمي الطاىر‬ ‫ّْ‪ .‬الَّ َّ‬
‫لهم ِّ‬
‫ػََُػ مرة‬ ‫كسلِّ ٍم‬ ‫َّ‬
‫الزكي كعلى آلو كصحبو ى‬
‫صل على سيدنا ‪٧‬بمد النيب كأزكاجو َّأم ً‬
‫هات‬ ‫لهم ِّ‬‫ّٓ‪ .‬الَّ َّ‬
‫بيتو كما صليت على سيدنا‬ ‫ا‪٤‬بؤمنْب كذريَّتً ًو كأىل ً‬
‫ػََُػ مرة‬ ‫إبراىيم كعلى آؿ سيدنا ابراىيم إنك ‪ٞ‬بيد ‪٦‬بيد‬

‫ػ مرة ػ‬ ‫ّٔ‪ .‬الصبلة اإلبراىيمية‬

‫ّٕ‪ .‬قػراءة سػػورة الفا‪ٙ‬بػػة مػػرة‪ ،‬كإىػػداء ثواهبػػا مػػع الػػورد إٔب سػػيدنا ‪٧‬بمػػد ‪ ‬كاألنبيػػاء كا‪٤‬برسػػلْب‪ ،‬كاآلؿ‬
‫كاألص ػػحاب كالت ػػابعْب كأتب ػػاع الت ػػابعْب‪ ،‬كاألئم ػػة اجملته ػػدين‪ ،‬كاألقط ػػاب كالع ػػارفْب‪ ،‬كخصوص ػ ػان‬
‫األقطػػاب األربعػػة ا‪٤‬بشػػهورين‪ ،‬كاألئمػػة الصػػوفية ا‪٤‬بعت ػربين‪ ،‬كمشػػايخ سبلسػػل طػػرقهم‪ ،‬كخصوص ػان‬
‫اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب كمشايخ سبلسل طريقتو‪ ،‬كإٔب مشاٱبك كخصوصان شيخك ا‪٤‬بػريب‪ ،‬كإٔب القطػب‬
‫الغ ػػوث ا‪٢‬ب ػػإب كأى ػػل دكلت ػػو كإٔب س ػػائر العلم ػػاء العػ ػػاملْب كاألكلي ػػاء كالص ػػا‪٢‬بْب‪ ،‬كإٔب كال ػػديك‬
‫كأجػػدادؾ‪ ،‬كمػػن أكصػػاؾ بالػػدعاء مػػن ا‪٤‬بسػػلمْب‪ ،‬كإٔب ىمػ ٍػن لػػو ىحػػق عليػػك ًمػ ىػن ا‪٤‬بسػػلمْب‪ ،‬كإٔب‬
‫ك ُب الطريق‪ ،‬كإٔب سائر ا‪٤‬بسلمْب كا‪٤‬بسلمات‪.‬‬ ‫إخوانً ى‬
‫م حظة‪ :‬ىم ٍن كاف مشػغوالن بػالعلم كالتعلػيم أك الػدعوة أك خدمػة ا‪٤‬بسػلمْب‪ ،‬أك عليػو مسػؤكليات‪،‬‬
‫أك نفقػػات كغػػّب ذلػػك‪ ،‬فليخفػػف العػػدد مػػن ا‪٤‬بئػػة إٔب ػ ّّ ػ أك إٔب ػ ُُ ػ مػػرة‪ .‬إال‬
‫ػب أف ال ينقصػػها عػػن األلػػف‪،‬إال ألم ػ ور مهػػم فليخفػػف العػػدد إٔب‬ ‫ً‬
‫كلمػػة التوحيػػد فأيحػ ي‬

‫‪621‬‬
‫ا‪٤‬بائػة‪ ،‬كعلػى كػػل األحػواؿ فا‪٤‬بريػػد الكامػل ال ينبغػي لػػو أف يغفػل عػػن ذكػر اهلل تعػػأب‪،‬‬
‫كاهلل ا‪٤‬بوفق‪.‬‬

‫أذكػػر باحملافظػػة علػػى أكراد الصػػباح كا‪٤‬بسػػاء ا‪٤‬بػػأثورة عػػن رسػػوؿ اهلل ‪ ،‬كالػػٍب ٘بػػدكهنا ُب‬
‫كتب ا‪٢‬بديث‪ ،‬كقد ‪ٝ‬بع الكثّب منهػا اإلمػاـ النػوكم ر‪ٞ‬بػو اهلل تعػأب ُب كتابػو األذكػار مػع أذكػا ور‬
‫أخرل كثّبة ‪٤‬بعظم األحواؿ كا‪٤‬بناسبات‪.‬‬

‫كما أذكر باحملافظة على كرد الطريقة األساسي‪ ،‬كاحملافظة على تبلكة كتػاب اهلل كػل يػوـ‬
‫جزء أك نصػف جػزء علػى األقػل‪ ،‬كاحملافظػة علػى تػبلكة سػور منػو كػل ليلػة‪ ،‬كسػورة يػس‪ ،‬كا‪٤‬بلػك‪،‬‬
‫كاألعلػػى ػ كاالنش ػراح‪ ،‬كغّبىػػا مػػن السػػور كاآليػػات الػػٍب كرد ُب السػػنة احملافظػػة عليهػػا‪ ،‬كسػػورة‬
‫الكهف ليلة ا‪١‬بمعة أك هناره قبل الظهر‪.‬‬

‫ػك مػػا ال تيطيػػق خشػػية أ ٍف ييصػػيبك ا‪٤‬بلػػل فتػػَبؾ الكػػل‪« ،‬‬


‫كأذكػػر أيضػان بػػأف ال ي‪ٙ‬بى ِّمػ ىػل نفسػ ى‬
‫العمل إٔب اهلل ٍأد ىكىموي كإ ٍف قى ٍل » كما كرد ُب ا‪٢‬بديث‪.‬‬ ‫ب ً‬ ‫أح َّ‬ ‫َّ‬
‫فإف ى‬
‫وأبتم بدعاء االبتتاـ للغوث ال ي ي ‪‬‬

‫الرحمػن الرحيم‬
‫ٰ‬ ‫بسم ا‬

‫الصبلة كالسبلـ عليك يا رسوؿ اهلل‬

‫الصبلة كالسبلـ عليك يا حبيب اهلل‬

‫الصبلة كالسبلـ عليك يا أكرـ ا‪٣‬بلق على اهلل‬

‫اكسػػِب ًمػ ٍػن نػػوًرىؾ كعلمػػِب ًمػ ٍػن ًع ٍل ًمػ ى‬


‫ػك‪،‬‬ ‫ػْب نػ ٌػوٍر قلػػيب بنػػورؾ‪ ،‬ك ي‬
‫ػور يػػا مبػ ي‬
‫يػػا اهلل يػػا حػ يػق يػػا نػ ي‬
‫ك إنك على كل شيء قدير‪.‬‬ ‫صر٘ب بً ى‬‫ك كبى ِّ‬‫أ‪٠‬ب ٍعِب ًمٍن ى‬
‫كفىػ ِّهم ًِب عنك ك ًٍ‬
‫ٍ‬
‫يا ‪٠‬بيع يا عليم يا حليم يا عظيم يا علي يا اهلل (استجب دعائي) آمْب‬
‫ً‬
‫التامات ًم ٍن ىشِّر ما خلق‪،‬‬ ‫أعوذ بكلمات ً‬
‫اهلل‬

‫‪620‬‬
‫ػاف يػا دائ ىػم الػنً ىعم يػا باسػط الػرزؽ يػا كاس ىػع العطايػا يػا‬ ‫السلطاف يا قد‪ٙ‬ب اإلحس ً‬
‫ى‬
‫ً‬ ‫يا عظيم‬
‫ػب يػا (مغيثػان) عنػد الشػدائد‪ ،‬يػا لطيػف الصػنع يػا‬ ‫دافع الببليا يا سامع الػد ً‬
‫عاء يػا قريبػان ل ٍػيس بغائ و‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫‪٦‬بيب ػ ُٗ ػ مرة يا ىمن لىوي‬ ‫‪ٝ‬بيل َّ ً‬
‫الس ٍَب يا حليمان ال ٍيع ىج يل يا جوادان ال ٍيب ىخ يل‪ ،‬اقضي حاجٍب‪ ،‬يا ي‬ ‫ى‬
‫بك من الشَِّّر يكلِّ ًو‪.‬‬
‫ا‪٣‬بّب يكلَّوي‪ ،‬كأعوذي ى‬
‫األمر كلوي أسألك ى‬
‫ي‬
‫ك‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الَّ َّ‬
‫أسباب رزق ى‬
‫ى‬ ‫كسهل لىنىا‬
‫ر‪ٞ‬بتك ِّ‬
‫ى‬ ‫افتح علينا أبواب‬
‫لهم ٍ‬
‫كصلى اهلل على سيدنا و‬
‫‪٧‬بمد النيب األمي الطاىر الزك ِّػي‪ ،‬صػبلة ي‪ٙ‬بىػل هبػا العي ىق يػد كتػي ىف ِّػر يج هبػا‬
‫ب‪ ،‬كعلى آلو كصحبو كعلى سائر األنبياء كا‪٤‬برسلْب كعلػى آ‪٥‬بػم كصػحبهم أ‪ٝ‬بعػْب‪ ،‬كا‪٢‬بمػد‬ ‫ال يكىر ي‬
‫كيسرت لنا االختتاـ‪.‬‬ ‫ى‬ ‫كبك االعتصاـ سبحانك أ‪٥‬بمتنا االبتداء‬ ‫ا‪٢‬بمد ى‬
‫هلل رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬لك ي‬
‫كصلى اهلل على سيدنا ‪٧‬بمػد كعلػى آلػو كصػحبو كأئمػة الشػريعة األعػبلـ رضػي اهلل عػنهم‬
‫بالتم ػػاـ‪ ،‬الَّله ػ َّػم ي ػػا رب ٔب ػػاه نبي ػػك ا‪٤‬بص ػػطفى كرس ػولك ا‪٤‬برتض ػػى‪ ،‬طه ػػر قيلوبن ػػا ًم ػػن يك ػ ِّػل كص ػ و‬
‫ػف‬ ‫ى ٍ‬
‫ييباعػػدنا عػػن مشػػاىدتك ك‪٧‬ببتػػك‪ ،‬كأمتنػػا علػػى السػػنة كا‪١‬بماعػػة كالشػػوؽ إٔب لقػػاؾ يػػا ذا ا‪١‬بػػبلؿ‬
‫‪٧‬بمد كعلى آلو كصحبو كسلَّم تسليمان‪ً ،‬‬
‫كآخ ير ىد ٍع ىوانىا أف ا‪٢‬بم يػد‬ ‫كاإلكراـ‪ ،‬كصلى اهلل على سيدنا و‬
‫ى ى‬
‫هلل رب العا‪٤‬بْب‪.‬‬
‫بعوف ً‬
‫اهلل ُب ليلة النصف من شهر شعباف ا‪٤‬ببػارؾ سػنة ُِّْى ػ ليلػة األربعػاء ا‪٤‬بوافػق‬ ‫ىًبَّ ً‬
‫ُٗ تشرين الثا٘ب ََِِ ر‬

‫أسػػأؿ اهلل تعػػأب ٕبػػق سػػيدنا ‪٧‬بمػػد ‪ ‬كبسػػر إمامنػػا ا‪١‬بػػيبل٘ب أف ٯبعػػل أعمالنػػا خالصػػة‬
‫لوجهو الكر‪ٙ‬ب كأف ٯبعلنا من عباده الصا‪٢‬بْب ا‪٤‬بصلحْب الػذين ال خػوؼ علػيهم كال ىػم ٰبزنػوف‪،‬‬
‫كأف ينفعِب كالقارئْب كا‪٤‬بسلمْب ٗبا حول ىذا الكتاب‪.‬‬

‫وصلى ا على سيد ا وحبيبنا وعظيمنا م مد وعلى لو وص بو الطيبين الطاىرين ومن‬


‫سار على َػ ْه ِ ِو إلى يوـ الدين‪ ،‬سب اف ربح رب الع ة عما يصفوف وس ـ على المرسلين‬
‫رب العالمين‪.‬‬ ‫وال مد‬

‫‪622‬‬
‫قصيدة للشي أبي عبد ا سيدي م مد المن رحمو ا تعالى المسماة‪ ،‬بنُ ىة‬
‫المشتاؽ إلى قطب العراؽ‪ ،‬وتشتمل على غالب كرامات الشي سيدي عبد القادر‬
‫ال ي ي ‪ ‬و فعنا بو مين‪:‬‬

‫كاقطع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػن ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديار داران ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدارا‬ ‫ػنب البح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل لبغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداد كارك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّ‬
‫كالصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحارم بسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرعة كالقفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كاقطعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػن الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرىب ككػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل الفيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاُب‬
‫‪ٛ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤل اللي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل با‪٣‬بط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كالنه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزـ ا‪١‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ُب ا‪٤‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب إٔب أف‬
‫م ػ ػ ػ ػػن س ػ ػ ػ ػػناىا ك ػ ػ ػ ػػل الوج ػ ػ ػ ػػود اس ػ ػ ػ ػػتنارا‬ ‫كأت داران أنوارى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد تب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدت‬
‫بش ػ ػ ػ ػ ػ ػػيوخ ح ػ ػ ػ ػ ػ ػػازكا الع ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل كالفخ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدا نشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرىا يفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوح عبيق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫ككم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاالن كرفع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ككق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادة احػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرزكا ‪٠‬بٌػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا كفخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػران‬
‫ف ػ ػ ػ ػ ػػاز م ػ ػ ػ ػ ػػن ق ػ ػ ػ ػ ػػد أت ػ ػ ػ ػ ػػى ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػػاىم كزارا‬ ‫زر ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىم مبلزم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان باعتقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػػن ح ػ ػ ػ ػ ػػول رتب ػ ػ ػ ػ ػػة هب ػ ػ ػ ػ ػػا ال ٘ب ػ ػ ػ ػ ػػارل‬ ‫كأب ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؤ بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‪١‬بيلي ا‪١‬بلي ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ا‪٤‬بعلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫بالكرام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػات ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب األفك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيد كام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهّب ا‪٤‬بزاي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫كاقتفػ ػ ػ ػ ػ ػػى قػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ أمػ ػ ػ ػ ػ ػػو حػ ػ ػ ػ ػ ػػْب سػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫صػ ػ ػ ػػاـ ُب مهػ ػ ػ ػػده علػ ػ ػ ػػى رضػ ػ ػ ػػع ثػ ػ ػ ػػدم‬
‫م ػ ػػن س ػ ػػول الص ػ ػػدؽ ال يطي ػ ػػق اقت ػ ػػدارا‬ ‫ناىج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالكان سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبيبلن قوٲب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديك ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأظهر األسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػألتو القط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاع عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد انته ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب‬
‫أربعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوف معػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكدة دينػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدم ‪٨‬بيط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ُب ثي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػايب‬
‫مث ػ ػ ػ ػ ػ ػػل م ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ق ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ ذل ػ ػ ػ ػ ػ ػػك ا‪٤‬بق ػ ػ ػ ػ ػ ػػدارا‬ ‫فتش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا ثوبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػريف فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػألفوا‬
‫إذ كسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىم نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوران يزيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد انتشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫فَبامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى يدي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػابوا‬
‫تاركػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ُب زمان ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو األغي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ج ػ ػ ػ ػ ػػاء بغ ػ ػ ػ ػ ػػداد قاص ػ ػ ػ ػ ػػدان ني ػ ػ ػ ػ ػػل عل ػ ػ ػ ػ ػػم‬
‫صػ ػ ػ ػػاح أكػ ػ ػ ػػرـ بػ ػ ػ ػػذم الفخػ ػ ػ ػػار فخ ػ ػ ػ ػارا‬ ‫ح ػ ػ ػ ػ ػ ػػل عامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان حف ػ ػ ػ ػ ػ ػػت ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوار‬
‫خائض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن العل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ ٕب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫أخ ػ ػ ػ ػ ػػذ العل ػ ػ ػ ػ ػػم ع ػ ػ ػ ػ ػػن ش ػ ػ ػ ػ ػػيوخ كب ػ ػ ػ ػ ػػار‬
‫مث ػ ػ ػ ػ ػػل س ػ ػ ػ ػ ػػحب أفاض ػ ػ ػ ػ ػػت األمط ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كأف ػ ػ ػ ػػاض العل ػ ػ ػ ػػوـ ع ػ ػ ػ ػػن أى ػ ػ ػ ػػل عص ػ ػ ػ ػػر‬
‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرعة يظه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ا‪١‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواب ا‪٣‬بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كتص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل إٔب جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواب الفت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاكل‬
‫فغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدا علمهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم يزيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫كأتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت المتحانػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أذكيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء‬

‫‪623‬‬
‫في ػ ػ ػ ػ ػ ػػو س ػ ػ ػ ػ ػ ػػبعان ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا حب ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا أعط ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫تف ػ ػ ػ ػ ػػل ا‪٤‬بص ػ ػ ػ ػ ػػطفى ش ػ ػ ػ ػ ػػفيع ال ػ ػ ػ ػ ػػورل ُب‬
‫س فأبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوالن غػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدا ‪٨‬بتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ٍبَّ ق ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ ل ػ ػ ػ ػ ػ ػػو تكل ػ ػ ػ ػ ػ ػػم عل ػ ػ ػ ػ ػ ػػى الن ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف فيه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا إذ ط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػورت أطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوارا‬ ‫كأتت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهور ‪ٚ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أردًب فك ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ش ػ ػ ػ ػ ػ ػػخص أش ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ق ػ ػ ػ ػػاؿ يومػ ػ ػ ػ ػان للحاضػ ػ ػ ػ ػرين اطلبػ ػ ػ ػ ػوا م ػ ػ ػ ػػا‬
‫ك ػ ػػل شػ ػ ػػخص قػ ػ ػػد جػ ػ ػػاءه مػ ػ ػػا اختػ ػ ػػارا‬ ‫فغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكا نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائلْب مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا طلبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوه‬
‫‪ٞ‬بلػ ػ ػ ػ ػػت للسػ ػ ػ ػ ػػلطاف فاحػ ػ ػ ػ ػػت جهػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كرأل ُب الطري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق أ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ ‪ٟ‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ور‬
‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأبوا فاغتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكا بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداء حيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارل‬ ‫قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ للسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائقْب كون ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا كقوف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫أف قفػ ػ ػ ػػي فاغتػ ػ ػ ػػدت ‪ٙ‬بػ ػ ػ ػػاكي ا‪٢‬بجػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ٍبَّ للحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامبلت فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأمر‬
‫قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارنْب بالتوبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة اس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتغفارا‬ ‫ٍبَّ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن بع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ذا الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػابوا‬
‫ٍبَّ سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارت للحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامبلت ابتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدارا‬ ‫فش ػ ػ ػ ػ ػ ػػفاىم كع ػ ػ ػ ػ ػ ػػادت ا‪٣‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػػر خ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل‬
‫بعصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه ‪٤‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ترقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى كفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كلقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد رد مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء دجلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة يوم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٓب يلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف لسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقاـ ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫كاب ػ ػ ػ ػػن إدري ػ ػ ػ ػػس ق ػ ػ ػ ػػد كس ػ ػ ػ ػػاه قميصػ ػ ػ ػ ػان‬
‫كتع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء كزارا‬ ‫كترق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى البلخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه‬
‫ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأس كد كزاده األس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫فاكتسػ ػ ػ ػ ػ ػػى خلعػ ػ ػ ػ ػ ػػة الرضػ ػ ػ ػ ػ ػػى كسػ ػ ػ ػ ػ ػػقاه‬
‫ُب أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه ‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا رأل األطي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كأبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرك ا‪٥‬بمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػّب‬
‫كرأل م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوآب م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا تػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوارل‬ ‫فكسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه طاقيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة فَبقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫أليب غال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كلقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرأ السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقيم بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدار‬
‫س ػ ػ ػ ػ ػػلبوا م ػ ػ ػ ػ ػػن دع ػ ػ ػ ػ ػػا ب ػ ػ ػ ػ ػػو كاس ػ ػ ػ ػ ػػتجارا‬ ‫كبقبقاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو رم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى الع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب ‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدعا بانقطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاع رأس فطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫أسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقطت فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأرة عليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو تراب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫فس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقاه موتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان كأب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل اعت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذارا‬ ‫كلقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ طػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائر عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو يوم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب كاَب فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرده اسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتقذارا‬ ‫كلدي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط ا‪٣‬بليف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاالن‬
‫‪٥‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عاص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػران فبال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط كيس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب إذ أّب علي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدماء فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزاؿ عق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫ق ػ ػ ػ ػػاؿ م ػ ػ ػ ػػا تس ػ ػ ػ ػػتحي تقاب ػ ػ ػ ػػل كجه ػ ػ ػ ػػي‬
‫أف ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرل م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن مناق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب آث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كأتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه يوم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان كقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد راـ منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫فحب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه تف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاحتْب ابت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدارا‬ ‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأراد التفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاح ُب غػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب كقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت‬

‫‪624‬‬
‫نش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ ن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده كالع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫كح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديث أيب ا‪٤‬بع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإب رككه‬
‫كىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُب ‪٦‬بلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػس اإلمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ فحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫حيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػث جاءتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو حقنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة أسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكنتو‬
‫ػ ػ ػ ػػي لكػ ػ ػ ػػي مػ ػ ػ ػػا يزيػ ػ ػ ػػل عنػ ػ ػ ػػو اضػ ػ ػ ػػطرارا‬ ‫فأت ػ ػ ػ ػ ػػاه األس ػ ػ ػ ػ ػػتاذ م ػ ػ ػ ػ ػػن ف ػ ػ ػ ػ ػػوؽ كرس ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫ح إٔب اجمللػ ػ ػ ػ ػ ػػس الػ ػ ػ ػ ػ ػػذم منػ ػ ػ ػ ػ ػػو سػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كبكػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍّػم غطػ ػ ػ ػ ػ ػػى لػ ػ ػ ػ ػ ػػو ال ػ ػ ػ ػ ػ ػرأس فػ ػ ػ ػ ػ ػػانزا‬
‫كص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلة ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػركعتْب جه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫فقض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى حاج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة كن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ كض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوء‬
‫ح إٔب اجمللػ ػ ػ ػ ػ ػػس الػ ػ ػ ػ ػ ػػذم منػ ػ ػ ػ ػ ػػو سػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كمػ ػ ػ ػ ػ ػػو عنػ ػ ػ ػ ػ ػػو فػ ػ ػ ػ ػ ػػانزا‬ ‫رفػ ػ ػ ػ ػ ػػع الشػ ػ ػ ػ ػ ػػيخ َّ‬
‫عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدما جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواه م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫ج ػ ػ ػ ػ ػػاءه ا‪١‬بوس ػ ػ ػ ػ ػػقي فأعط ػ ػ ػ ػ ػػاه خيطػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫تعم ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ل ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كأف ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب الس ػ ػ ػ ػ ػ ػػتارا‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػػا َّ‬ ‫كلمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ليَّ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػةن منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل‬
‫كجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد األمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدءه كالقصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارل‬ ‫كاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن عي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاش الرض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا إذ أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه‬
‫ُب هناكن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أزاح ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديارا‬ ‫كاقتف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى إث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػره عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػي فأمس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫فكس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه كالي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة كفخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كهب ػ ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ػػن يدي ػ ػ ػ ػ ػػو أس ػ ػ ػ ػ ػػلم ش ػ ػ ػ ػ ػػخص‬
‫لفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌب ا‪١‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن إذ أراد انتصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كلق ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أرس ػ ػ ػ ػ ػ ػػل اب ػ ػ ػ ػ ػ ػػن أ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ل ػ ػ ػ ػ ػ ػػيبلن‬
‫عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدىا ردى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو إجب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ق ػ ػػاؿ أش ػ ػػكو إلي ػ ػػك م ػ ػػن خط ػ ػػف بن ػ ػػٍب‬
‫‪٨‬برج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ركاق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزكارا‬ ‫ككق ػ ػ ػ ػػى م ػ ػ ػ ػػن س ػ ػ ػ ػػقوط س ػ ػ ػ ػػقف أناس ػ ػ ػ ػان‬
‫فتبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل ُب رجلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمارا‬ ‫كأب ػ ػ ػ ػػو الفض ػ ػ ػ ػػل ق ػ ػ ػ ػػد أت ػ ػ ػ ػػى ب ػ ػ ػ ػػاعَباض‬
‫فمحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدرة لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطارا‬ ‫كأتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى الواسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطي لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بكتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب‬
‫ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو إليفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء دينػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو إيسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ج ػ ػ ػ ػ ػ ػػاءه الص ػ ػ ػ ػ ػ ػػّبُب م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن قب ػ ػ ػ ػ ػ ػػل الل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫ال بص ػ ػ ػ ػ ػػاقان م ػ ػ ػ ػ ػػن بع ػ ػ ػ ػ ػػد ى ػ ػ ػ ػ ػػذا فغ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ للس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائرم ا‪٤‬بري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق بص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاقان‬
‫فعل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ُب ا‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا كدار كس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كأت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ ينش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعران‬
‫فتغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذل كٓب ٰبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػس اضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطرارا‬ ‫كلق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػص أص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبعيو احملل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫ُب عص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه إذ أش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرقت أن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوارا‬ ‫كلقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أظهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر الكرامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة يوم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫ح ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب ٓب ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػذعنا فص ػ ػ ػ ػ ػ ػػفرين ص ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كأذاؽ الشخصػْب مػػن كػأس سػػلب قػػاؿ‬
‫كلم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة مظه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػران هب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا األس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ يومػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان للحنبل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن مل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؾ كأكس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبوه كق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫فحكاىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا فنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاالن ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػزيبلن‬
‫فكفت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو لقوت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أعصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاكؿ القرش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي كيب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‬

‫‪625‬‬
‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؽ ‪٧‬بققػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ال ٲب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارل‬ ‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ يومػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ‪٢‬بام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد إذ أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه‬
‫فكسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلطاف منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعارا‬ ‫٘بلسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن علػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى بسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاط ملػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؾ‬
‫فتجب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أراد ابتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدارا‬ ‫إف يشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأ حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؾ القلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوب بفعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل‬
‫مرشػ ػ ػ ػ ػػدان مػ ػ ػ ػ ػػن غػ ػ ػ ػ ػػول كظػ ػ ػ ػ ػػل كحػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ق ػ ػ ػ ػ ػػد تص ػ ػ ػ ػ ػػدل إٔب ا‪١‬بل ػ ػ ػ ػ ػػوس ب ػ ػ ػ ػ ػػوعظ‬
‫مسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتجادان كدملج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان كس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوارا‬ ‫صػ ػ ػ ػػائغان مػ ػ ػ ػػن معػ ػ ػ ػػادف الػ ػ ػ ػػوعظ تاج ػ ػ ػ ػان‬
‫كمتاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ذنبه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كازدج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كعظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٲب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤل القل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوب ابتهاج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫كعل ػ ػ ػ ػ ػػى ا‪٢‬باضػ ػ ػ ػ ػ ػرين يب ػ ػ ػ ػ ػػدم انتش ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ٱب ػ ػ ػ ػ ػ ػػرج ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػدر م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ٕب ػ ػ ػ ػ ػ ػػار عل ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ‬
‫حل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل الن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور كالبه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ا‪٢‬بض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫حب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا ‪٦‬بل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػس ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو اهلل يكسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ‪٠‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنو كيعل ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه قن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديل ن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور لفي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫يػ ػ ػػوـ أضػ ػ ػػحى الكرسػ ػ ػػي رحب ػ ػ ػان كصػ ػ ػػارا‬ ‫كعل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى قلب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو اإلل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٘بل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫سػ ػ ػ ػ ػػي كعظ ػ ػ ػ ػ ػان ُب حسػ ػ ػ ػ ػػنو ال ٯبػ ػ ػ ػ ػػارل‬ ‫صػ ػػاغ عبػ ػػد الوىػ ػػاب يوم ػ ػان علػ ػػى الكػ ػػر‬
‫ذا خش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوع كٓب يف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده أذك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كغػ ػ ػ ػ ػػدا قائم ػ ػ ػ ػ ػان فلػ ػ ػ ػ ػػم يػ ػ ػ ػ ػػك شػ ػ ػ ػ ػػخص‬
‫بص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراخ كا‪١‬بفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاض اهنمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫فحكػ ػ ػػى الشػ ػ ػػيخ عػ ػ ػػن طعػ ػ ػػاـ فضػ ػ ػػجوا‬
‫عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو فاطم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأف اص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطبارا‬ ‫س ػ ػ ػ ػػقطت عن ػ ػ ػ ػػو حي ػ ػ ػ ػػة كالت ػ ػ ػ ػػوت ع ػ ػ ػ ػػن‬
‫حي ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ج ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء ُب الص ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلة اختب ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫مثػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل فعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ا‪١‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػِب ‪٤‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا تبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل‬
‫إذ أت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوه كك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػانوا قب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل نص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارل‬ ‫كلقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلمت ‪ٝ‬باعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة كفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‬
‫راىب ػ ػ ػ ػ ػ ػان كػ ػ ػ ػ ػ ػػي يزيػ ػ ػ ػ ػ ػػل عنػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا‪٣‬بمػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كلقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد دؿ عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عيسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى بنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ‬
‫رؤسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء فلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم يفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدىم كقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كأتت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن األك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػابر ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ‬
‫ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائمْب كمش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػفقْب س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكارل‬ ‫أظه ػ ػ ػ ػ ػػر السػ ػ ػ ػ ػ ػػر كالضػ ػ ػ ػ ػ ػػمّب فأضػ ػ ػ ػ ػ ػػحوا‬
‫قصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكا منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ذا ففػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاه ابتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدارا‬ ‫كص ػ ػ ػػف القط ػ ػ ػػب ح ػ ػ ػػْب جاءت ػ ػ ػػو ق ػ ػ ػػوـ‬
‫ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاغ حلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان كأل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبس ا‪٢‬بض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمع ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‪١‬بواىر ‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫فأبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا‪٣‬بطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب جهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫جػ ػ ػ ػ ػ ػػاء يوم ػ ػ ػ ػ ػ ػان ي ػ ػ ػ ػ ػػزكر ق ػ ػ ػ ػ ػ ػربان ‪٤‬بعػ ػ ػ ػ ػ ػػركؼ‬
‫بل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ األم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده كالقص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارل‬ ‫جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػد ُب طاع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة اإلل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو إٔب أف‬
‫ُب نػ ػ ػ ػ ػ ػواحي ا‪٢‬بج ػ ػ ػ ػ ػػاز س ػ ػ ػ ػ ػػاح كس ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫إن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ‪ٟ‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة كعش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػركف عامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫فغػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدا ناىض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان فول ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫كالش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػياطْب ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد أتت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ‪٢‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب‬

‫‪626‬‬
‫بوض ػ ػ ػ ػ ػ ػػوء العش ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء ص ػ ػ ػ ػ ػ ػػبحان جه ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدا أربع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب عامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان يص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلي‬
‫كثبلثػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب حجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة إظهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫كتص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدرس ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ ث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلث‬
‫حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب يبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدم ٗبجلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػس تق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرارا‬ ‫أربػ ػ ػ ػ ػ ػػع مػ ػ ػ ػ ػ ػػن مئتػ ػ ػ ػ ػ ػػْب تكتػ ػ ػ ػ ػ ػػب عنػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫يب ػ ػ ػ ػ ػػدم أخ ػ ػ ػ ػ ػػذان يقي ػ ػ ػ ػ ػػل من ػ ػ ػ ػ ػػو العث ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫للمريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدين كالتبلميػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذ حق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫ال ٱب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػافوف ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقوة كخس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫ض ػ ػ ػ ػ ػ ػػامنان توب ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػم قب ػ ػ ػ ػ ػ ػػل م ػ ػ ػ ػ ػ ػػوت‬
‫أ‪٠‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كجه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٰب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاكي النض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫أدع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػج أق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرف ‪٫‬بي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف لطي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذكم ا‪٣‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب رفع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة كاختي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫يكث ػ ػ ػ ػ ػ ػػر العط ػ ػ ػ ػ ػ ػػف كالتواض ػ ػ ػ ػ ػ ػػع حقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫يب ػ ػ ػ ػ ػ ػػذؿ الب ػ ػ ػ ػ ػ ػػذؿ ال ٱب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؼ افتق ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫حسػ ػ ػ ػ ػػن ا‪٣‬بلػ ػ ػ ػ ػػق كامػ ػ ػ ػ ػػل الزىػ ػ ػ ػ ػػد ٕبػ ػ ػ ػ ػػر‬
‫ٗب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديح كأكث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػركا اإلكب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫مدحت ػ ػ ػ ػ ػػو األش ػ ػ ػ ػ ػػياخ ُب ك ػ ػ ػ ػ ػػل عص ػ ػ ػ ػ ػػر‬
‫بع ػ ػ ػ ػ ػ ػػد تس ػ ػ ػ ػ ػ ػػعْب ُب الضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػريح مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوارا‬ ‫كلقػ ػ ػ ػ ػ ػػد زاد عػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ كانػ ػ ػ ػ ػ ػػت كأضػ ػ ػ ػ ػ ػػحى‬
‫عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم ُب الكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوف مالئ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان أقطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارا‬ ‫رضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي اهلل عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو إف سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػناه‬
‫ُب الفػ ػ ػ ػ ػ ػراديس م ػ ػ ػ ػ ػػا ارتض ػ ػ ػ ػ ػػاه ابت ػ ػ ػ ػ ػػدارا‬ ‫ربن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا زده رفع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة كأنل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬

‫‪627‬‬
‫قاؿ صاحب السفينة القادرية ‪:‬‬
‫ىذا ما كجدناه من كبلـ اإلماـ األكرب‪ ،‬كاحملب األشهر‪،‬‬
‫صاحب النور العلي‪ ،‬الشيخ سيدم‬
‫‪٧‬بمد اإلماـ ا‪٤‬بٍنزٕب‪،‬‬
‫تغمده اهلل بر‪ٞ‬بتو‪ ،‬كأسكنو فسيح جنتو‬

‫ىذه‪:‬‬
‫فمن ذلح القصيدة الميمية‪ ،‬التي على وزف وقافية البردة البوصيرية‪ ،‬وىي ىذه‪:‬‬
‫قربػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان كف ػ ػ ػ ػ ػ ػػوزم بوص ػ ػ ػ ػ ػ ػػل الس ػ ػ ػ ػ ػ ػػيد العل ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ركح س ػ ػ ػ ػ ػ ػػّبم إٔب بغ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداد كاغتنم ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫ث ػ ػ ػ ػ ػػول هب ػ ػ ػ ػ ػػا م ػ ػ ػ ػ ػػن ذكم األق ػ ػ ػ ػ ػػدار كا‪٥‬بم ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كأقػ ػ ػػرم سػ ػ ػػبلمي علػ ػ ػػى أرض الع ػ ػ ػراؽ كمػ ػ ػػن‬
‫بػ ػ ػ ػ ػ ػػدر الكمػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ كٕبػ ػ ػ ػ ػ ػػر العلػ ػ ػ ػ ػ ػػم كا‪٢‬بكػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كان ػ ػػزٕب ‪ٞ‬ب ػ ػػى الش ػ ػػيخ عب ػ ػػد الق ػ ػػادر ا‪١‬بيل ػ ػػي‬
‫يلق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى احمل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن األش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؽ كاألٓب‬ ‫كبلغيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلمي كاخربيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٗبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫يش ػ ػ ػ ػ ػػفي فػ ػ ػ ػ ػ ػؤادم بوص ػ ػ ػ ػ ػػل غ ػ ػ ػ ػ ػػّب منص ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫لع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ‪٧‬بب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوب قل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيب كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب أمل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫مػ ػ ػ ػ ػػن ‪٥‬بي ػ ػ ػ ػ ػب بشػ ػ ػ ػ ػػغاؼ القلػ ػ ػ ػ ػػب مضػ ػ ػ ػ ػػطرـ‬ ‫كيكش ػ ػ ػػف الس ػ ػ ػػوء ع ػ ػ ػػن جس ػ ػ ػػمي كينق ػ ػ ػػذه‬
‫كيقتني ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بكش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف الض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقم‬ ‫كيعت ػ ػ ػ ػ ػػق الص ػ ػ ػ ػ ػػب م ػ ػ ػ ػ ػػن أكص ػ ػ ػ ػ ػػاب حرقت ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كمنب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع ا‪١‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػود كاإلحس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف كالك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫فإنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٕبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر فضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ال نفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاذ لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫نػ ػ ػ ػ ػ ػػور بػ ػ ػ ػ ػ ػػو يهتػ ػ ػ ػ ػ ػػدل ُب حالػ ػ ػ ػ ػ ػػك الظلػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدر س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػناه من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب يستض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ‪٧‬باس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ُب التع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداد كال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‪ٙ‬ب‬ ‫تغني ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهرتو ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرح رتبت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫يبػ ػ ػ ػ ػ ػدك س ػ ػ ػ ػ ػػناىا لن ػ ػ ػ ػ ػػا م ػ ػ ػ ػ ػػن ذل ػ ػ ػ ػ ػػك ا‪٢‬ب ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫أن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوار طلعتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُب األفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاطعة‬
‫كفي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر عجي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب غ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب مكت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتم‬ ‫كمش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػس فض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلو ُب األكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواف طالع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫ح ػ ػ ػ ػ ػػٌب انته ػ ػ ػ ػ ػػى لكم ػ ػ ػ ػ ػػاؿ ا‪١‬ب ػ ػ ػ ػ ػػاه كالعظ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا زاؿ يس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمو كيرق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ُب مراتب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫مػ ػ ػ ػ ػػن ٕبػ ػ ػ ػ ػػره كلهػ ػ ػ ػ ػػم كأس ػ ػ ػ ػ ػان مػ ػ ػ ػ ػػن ا‪٢‬بكػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫أى ػ ػ ػ ػ ػػل اإلش ػ ػ ػ ػ ػػارة كاألح ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ ق ػ ػ ػ ػ ػػد ش ػ ػ ػ ػ ػ ػربوا‬
‫ككله ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم ٕبم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى الك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيبل٘ب معتص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فأصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبح الكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل للجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيبل٘ب منتسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبان‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو العناي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػواله ُب الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ‬ ‫أك ػ ػ ػ ػ ػػرـ ب ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػػورد للق ػ ػ ػ ػ ػػوـ ق ػ ػ ػ ػ ػػد س ػ ػ ػ ػ ػػبقت‬
‫ػوج م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن األسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار مل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتطم‬ ‫ٕبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػران ٗب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬ ‫م ػ ػ ػػا زاؿ يس ػ ػ ػػقيو ك ػ ػ ػػأس ا‪٢‬ب ػ ػ ػػب ح ػ ػ ػػٌب غ ػ ػ ػػدا‬
‫كال تق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاس ٗبنث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور كمن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتظم‬ ‫فمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا تعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد كال ‪ٙ‬بصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى فضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائلو‬
‫تعل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى أكلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء اهلل كله ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فغاي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أف رتبت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬

‫‪628‬‬
‫عين ػ ػ ػ ػ ػػاؾ حظ ػ ػ ػ ػ ػػي م ػ ػ ػ ػ ػػن األش ػ ػ ػ ػ ػواؽ ٓب تل ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ي ػ ػػا الئم ػ ػػي ُب م ػ ػػديح الش ػ ػػيخ ل ػ ػػو ش ػ ػػهدت‬
‫كراؽ فهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم معانيهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن الفهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ى ػ ػ ػ ػ ػ ػػو اإلم ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػذم رق ػ ػ ػ ػ ػ ػػت مدائح ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزت ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالعز ُب ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدارين كال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنعم‬ ‫ي ػ ػ ػ ػػا كاثق ػ ػ ػ ػان ٕبم ػ ػ ػ ػػى الك ػ ػ ػ ػػيبل٘ب نل ػ ػ ػ ػػت ا‪٤‬ب ػ ػ ػ ػػُب‬
‫‪٪‬بػ ػ ػ ػ ػ ػػوت مػ ػ ػ ػ ػ ػػن سػ ػ ػ ػ ػ ػػائر األى ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ كالػ ػ ػ ػ ػ ػػنقم‬ ‫ي ػ ػ ػ ػػا تابع ػ ػ ػ ػ ػان س ػ ػ ػ ػػبل ا‪١‬ب ػ ػ ػ ػػيبل٘ب بش ػ ػ ػ ػ ػراؾ ق ػ ػ ػ ػػد‬
‫يتب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع طريقت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُب ا‪٢‬بش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ٓب يض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فإن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك ُب ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنيا أم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن‬
‫فه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو لنف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع ‪٧‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب خ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب ملت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزـ‬ ‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالزـ ‪٧‬ببتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ‪ٙ‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػظ ٗبنفعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫ق ػ ػ ػ ػ ػػد ح ػ ػ ػ ػ ػػل ُب رتب ػ ػ ػ ػ ػػة التش ػ ػ ػ ػ ػريف كالعظ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ىػ ػ ػ ػػو ا‪٢‬بسػ ػ ػ ػػيب النسػ ػ ػ ػػيب السػ ػ ػ ػػيد ا‪٢‬بسػ ػ ػ ػػِب‬
‫ذات العف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؼ كذات ا‪١‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػود كالك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫أك ػ ػ ػ ػ ػػرـ ب ػ ػ ػ ػ ػػو س ػ ػ ػ ػ ػػيدان م ػ ػ ػ ػ ػػن نس ػ ػ ػ ػ ػػل فاطم ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫بأص ػ ػ ػ ػػلو ا‪٤‬بص ػ ػ ػ ػػطفى ا‪٤‬بخت ػ ػ ػ ػػار م ػ ػ ػ ػػن ىاش ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ق ػ ػ ػ ػ ػػد ط ػ ػ ػ ػ ػػاب عنص ػ ػ ػ ػ ػػره ا‪٤‬بيم ػ ػ ػ ػ ػػوف متص ػ ػ ػ ػ ػ ػبلن‬
‫شػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاعت فضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائلو ُب سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائر األمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫أص ػ ػ ػ ػػل ش ػ ػ ػ ػريف فج ػ ػ ػ ػػاء الف ػ ػ ػ ػػرع ذك ش ػ ػ ػ ػػرؼ‬
‫كأن ػ ػ ػ ػ ػ ػػت ذك ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؾ ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ج ػ ػ ػ ػ ػ ػػيبل٘ب ٓب ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػنم‬ ‫ذك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر الرج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ ين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ بع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد يقظت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كأن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد يس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطو عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنعم‬ ‫ش ػ ػ ػ ػ ػػيخي رئ ػ ػ ػ ػ ػػيس ل ػ ػ ػ ػ ػػو ع ػ ػ ػ ػ ػػزـ يص ػ ػ ػ ػ ػػوؿ ب ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ٰبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاط بعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّػد الرمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل كالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنجم‬ ‫ش ػ ػ ػ ػ ػ ػػيخي ل ػ ػ ػ ػ ػ ػػو رتب ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ال ٰبص ػ ػ ػ ػ ػ ػػها فك ػ ػ ػ ػ ػ ػػر‬
‫ف ػ ػ ػ ػػانظر لبغ ػ ػ ػ ػػداد م ػ ػ ػ ػػا ‪ٙ‬ب ػ ػ ػ ػػوم م ػ ػ ػ ػػن الك ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫فاح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت ركائح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُب األرض قاطب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫حسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان كمع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مرتس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوره اهلل إنس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػانان ككمل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوىب ‪٤‬بنتش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كملت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػثم‬ ‫أنظ ػ ػ ػ ػ ػػر إٔب ق ػ ػ ػ ػ ػػربه ا‪٤‬بيم ػ ػ ػ ػ ػػوف م ػ ػ ػ ػ ػػاذا ح ػ ػ ػ ػ ػػول‬
‫كرتب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ُب ذرل التشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػريف ٓب ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػِب ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز مدرك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫م ػ ػػن ش ػ ػػاء ف ػ ػػاقطع لس ػ ػػاف الش ػ ػػك كا‪٣‬بص ػ ػػم‬ ‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإف هلل أس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراران ٱب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػص هب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫تظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن رفعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة األقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدار كا‪٥‬بمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كأعل ػ ػ ػ ػ ػػم ب ػ ػ ػ ػ ػػأف رج ػ ػ ػ ػ ػػاؿ اهلل ف ػ ػ ػ ػ ػػوؽ ال ػ ػ ػ ػ ػػذم‬
‫فح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبهم كاص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطفاىم ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارئ النس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫قػ ػ ػػوـ صػ ػ ػػفت عػ ػ ػػن سػ ػ ػػول ا‪٤‬بػ ػ ػػؤب ب ػ ػ ػواطنهم‬
‫فأسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب اهلل عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنهم كافػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنعم‬ ‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإهنم أخلص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا اهلل نيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتهم‬
‫كب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدر ليل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتهم كالك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالنجم‬ ‫ذا كصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػفهم كابػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن أـ ا‪٣‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكهتم‬
‫كلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػث ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػولتهم ُب ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل مص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطدـ‬ ‫عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػركس حض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرهتم كملػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك دكلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتهم‬
‫م ػ ػ ػػن احتم ػ ػ ػػى ٕبم ػ ػ ػػى الك ػ ػ ػػيبل٘ب ذاؾ ‪ٞ‬ب ػ ػ ػػي‬ ‫حص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػايتهم م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤب رع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػايتهم‬
‫ٗب ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػرل م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن مزي ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب كال ػ ػ ػ ػ ػ ػػنعم‬ ‫م ػ ػ ػ ػػن انتم ػ ػ ػ ػػى الب ػ ػ ػ ػػن أـ ا‪٣‬ب ػ ػ ػ ػػّب ط ػ ػ ػ ػػوىب ل ػ ػ ػ ػػو‬

‫‪629‬‬
‫فج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالنور كاألس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار كا‪٢‬بك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ىػ ػ ػ ػ ػػو ا‪٥‬بم ػ ػ ػ ػ ػػاـ الػ ػ ػ ػ ػػذم ج ػ ػ ػ ػ ػػاد الزمػ ػ ػ ػ ػػاف ب ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كقط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب دائ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرة الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادات كله ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫غػ ػ ػ ػ ػػوث الرجػ ػ ػ ػ ػػاؿ كٕبػ ػ ػ ػ ػػر السػ ػ ػ ػ ػػر كالشػ ػ ػ ػ ػػرؼ‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن التشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػريف ٓب ٰب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا زاؿ مقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدراه ُب النػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاس مرتفع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫إالٌ حس ػ ػ ػ ػ ػػود عل ػ ػ ػ ػ ػػى رأم الكم ػ ػ ػ ػ ػػاؿ عمػ ػ ػ ػ ػ ػي‬ ‫عم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت ‪٧‬باس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنو فل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيس ينكرى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫كق ػ ػ ػ ػ ػ ػػد س ػ ػ ػ ػ ػ ػػرل س ػ ػ ػ ػ ػ ػػره ُب س ػ ػ ػ ػ ػ ػػائر األم ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فكي ػ ػ ػػف ٱبف ػ ػ ػػى مق ػ ػ ػػاـ الش ػ ػ ػػيخ ع ػ ػ ػػن أح ػ ػ ػػد‬
‫كُب فخػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ور كُب عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػز كُب كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؽ األك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػابر ُب ‪٦‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد كُب ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫ػرؼ‬
‫ُب الػ ػ ػ ػ ػ ػػرب كالبحػ ػ ػ ػ ػ ػػر كالسػ ػ ػ ػ ػ ػػاحات كاألكػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػػدكا الرق ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب ل ػ ػ ػ ػ ػ ػػو طوعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػأ‪ٝ‬بعهم‬
‫ق ػ ػ ػ ػ ػػاؼ الغ ػ ػ ػ ػ ػػركب ب ػ ػ ػ ػ ػػإذف ا‪٤‬بال ػ ػ ػ ػ ػػك ا‪٢‬بك ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫قػ ػ ػػد ملػ ػ ػػك األرض مػ ػ ػػن قػ ػ ػػاؼ الطلػ ػ ػػوع إٔب‬
‫كأم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػره ناف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذ ُب ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ‪٧‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَبـ‬ ‫ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوٕب كيع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزؿ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطوتو‬
‫ق ػ ػ ػ ػ ػػد اس ػ ػ ػ ػ ػػتجاركا ب ػ ػ ػ ػ ػػو ُب ك ػ ػ ػ ػ ػػل مص ػ ػ ػ ػ ػػطدـ‬ ‫أى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ا‪٤‬بناق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب كاألسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار أ‪ٝ‬بعه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬
‫كإن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػركة ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوثقى ‪٤‬بعتص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ألن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبب األق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػول ‪٤‬بل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتمس‬
‫فإنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا‪٤‬بفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػزع ا‪٢‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامي جملػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَبـ‬ ‫ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ علي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ُب ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل نائب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫كاف ػ ػ ػ ػ ػ ػػزع إلي ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ل ػ ػ ػ ػ ػ ػػدل األىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ كال ػ ػ ػ ػ ػ ػػنقم‬ ‫كال ػ ػ ػ ػ ػ ػػزـ ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ش ػ ػ ػ ػ ػ ػػيخنا كاتب ػ ػ ػ ػ ػ ػػع طريقت ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كإن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو جن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػدنيا ‪٤‬بغت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنم‬ ‫فإنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؼ العػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإب ‪٤‬بنتسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب‬
‫كم ػ ػ ػ ػ ػػن يل ػ ػ ػ ػ ػػذ ٕبم ػ ػ ػ ػ ػػى الك ػ ػ ػ ػ ػػيبل٘ب ٓب يض ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ٰبم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ا‪٤‬بري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدين ُب ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنيا كآخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروة‬
‫ألن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا‪٤‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػورد األى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب لكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫يش ػ ػ ػ ػػفي الس ػ ػ ػ ػػقيم كينج ػ ػ ػ ػػي ا‪٤‬بسػ ػ ػ ػ ػتجّب ب ػ ػ ػ ػػو‬
‫ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌب ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أعل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ا‪٤‬بقت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؿ ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالكلم‬ ‫كق ػ ػ ػ ػػد س ػ ػ ػ ػػقى ا‪٥‬بي ػ ػ ػ ػػٍب م ػ ػ ػ ػػن أسػ ػ ػ ػ ػراره شػ ػ ػ ػ ػربة‬
‫فحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاز موىبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة جلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت عػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن القػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيم‬ ‫كالبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن بطػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كركد مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن مناىلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم األجل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة أى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل اجمل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد كالك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫كم ػ ػ ػ ػ ػػد م ػ ػ ػ ػ ػػن ٕب ػ ػ ػ ػ ػػره القيل ػ ػ ػ ػ ػػويب ح ػ ػ ػ ػ ػػٌب ركل‬
‫فػ ػ ػ ػزاؿ ُب الوق ػ ػ ػػت م ػ ػ ػػا يلق ػ ػ ػػى م ػ ػ ػػن الص ػ ػ ػػمم‬ ‫عبػ ػ ػ ػ ػ ػػد أص ػ ػ ػ ػ ػ ػػم قػ ػ ػ ػ ػ ػػد استش ػ ػ ػ ػ ػ ػػفى ٔب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىهم‬
‫اك ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ بشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيخ جليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل القػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدر ‪٧‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَبـ‬ ‫ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذا كإف ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلـ الش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؽ مشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرهبم‬
‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‪٢‬بلم كالعف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو لؤلحب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب متس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالبطش كالقهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر لؤلعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداء متصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف‬
‫في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن إم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيد عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الرق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإذف اهلل خاض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعة‬
‫أى ػ ػ ػػل الس ػ ػ ػػما كالفض ػ ػ ػػا كا‪٥‬بض ػ ػ ػػب كاألك ػ ػ ػػم‬ ‫لعب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػادر س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل يعرف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كمنبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع العلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم كاألس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار كا‪٢‬بكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫قط ػ ػ ػ ػ ػػب الوج ػ ػ ػ ػ ػػود رئ ػ ػ ػ ػ ػػيس الق ػ ػ ػ ػ ػػوـ غ ػ ػ ػ ػ ػػوثهم‬

‫‪631‬‬
‫ي ػ ػ ػ ػػدعو بػ ػ ػ ػ ػػو الن ػ ػ ػ ػػاس مػ ػ ػ ػ ػػن طف ػ ػ ػ ػػل ك‪٧‬ب ػ ػ ػ ػػتلم‬ ‫ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالنور كالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كالعرف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف مش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتمل‬
‫جل ػ ػ ػ ػ ػ ػػت فل ػ ػ ػ ػ ػ ػػيس يفيه ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ن ػ ػ ػ ػ ػ ػػاطق بف ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫مناق ػ ػ ػ ػ ػػب الش ػ ػ ػ ػ ػػيخ ال ٰبص ػ ػ ػ ػ ػػى ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ػػدد‬
‫ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌب رآه بع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب القل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ذا عظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٘بلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى إلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو العػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرش خالقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا‪٢‬بقيق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة عرفانػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل كى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فزالػ ػ ػ ػ ػػت ا‪٢‬بجػ ػ ػ ػ ػػب كاألسػ ػ ػ ػ ػػتار كانكشػ ػ ػ ػ ػػفت‬
‫كحػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق للعاشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق ا‪٤‬بولػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوع أف يهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ كجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدان ٕب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب اهلل بارئػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ إ٘ب إم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ كله ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاح بالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر إذ طاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت عنايت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ُب ركض ػ ػ ػ ػػة الق ػ ػ ػ ػػرب ط ػ ػ ػ ػػوؿ ال ػ ػ ػ ػػدىر ٓب ي ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫س ػ ػػبحاف م ػ ػػن خص ػ ػػو بالوص ػ ػػل ح ػ ػػٌب ث ػ ػػول‬
‫قط ػ ػ ػ ػ ػ ػػب ل ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أفص ػ ػ ػ ػ ػ ػػح الثعب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػالكلم‬ ‫شػ ػ ػ ػ ػػيخ س ػ ػ ػ ػ ػػرل سػ ػ ػ ػ ػػره م ػ ػ ػ ػ ػػن قبػ ػ ػ ػ ػػل نش ػ ػ ػ ػ ػػأتو‬
‫فالش ػ ػ ػ ػ ػػيخ ص ػ ػ ػ ػ ػػاح ب ػ ػ ػ ػ ػػو ي ػ ػ ػ ػ ػػا أس ػ ػ ػ ػ ػػد اهن ػ ػ ػ ػ ػػزـ‬ ‫كالليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػث جػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاءى ألـ ا‪٣‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب ُب صػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػغر‬
‫بأن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ‪٪‬بلهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا قه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار كػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل كمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬ ‫فانص ػ ػ ػ ػػرؼ اللي ػ ػ ػ ػػث كى ػ ػ ػ ػػي ليسػ ػ ػ ػ ػت تعرف ػ ػ ػ ػػو‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوال العناي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػات كاألس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرار ٓب يص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كص ػ ػ ػ ػػاـ ُب ا‪٤‬به ػ ػ ػ ػػد ح ػ ػ ػ ػػٌب الش ػ ػ ػ ػػك زاؿ ب ػ ػ ػ ػػو‬
‫عنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيادة ُب بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدء ك‪٨‬بت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتم‬ ‫ككَب صػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدقان بعهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد األـ فانعكفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت‬
‫كك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم أزاؿ م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن األكج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاع كالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقم‬ ‫ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم أب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرأ ا‪٤‬ببتل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ‪٤‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان براحت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ػذاـ ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدعواه كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن بك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬ ‫فكػ ػ ػ ػ ػػاف مػ ػ ػ ػ ػػن كمػ ػ ػ ػ ػ وػو يػ ػ ػ ػ ػػربم كمػ ػ ػ ػ ػػن بػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫ػرص‬
‫ميتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان كل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو أن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن دارس ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرمم‬ ‫ككػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ٰبيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإذف اهلل خالقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كُب ا‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواء ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإذف اهلل ذم ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنعم‬ ‫كك ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ٲبش ػ ػ ػ ػ ػ ػػي عل ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ا‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء بأ‪ٟ‬بص ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫منتس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبوف لع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٌػز غ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب منس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحم‬ ‫نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور ا‪٢‬بقيقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة فا‪٤‬بنتسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبوف لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ال ش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك ٲبنع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل من ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتقم‬ ‫كمػ ػ ػ ػ ػػن يك ػ ػ ػ ػ ػػن ‪٢‬بم ػ ػ ػ ػ ػػى الك ػ ػ ػ ػ ػػيبل٘ب منتس ػ ػ ػ ػ ػػبان‬
‫أضػ ػ ػ ػ ػ ػػحى كثوق ػ ػ ػ ػ ػ ػان ٕببػ ػ ػ ػ ػ ػػل غػ ػ ػ ػ ػ ػػّب منفصػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كمػ ػ ػ ػ ػ ػػن ‪ٛ‬بسػ ػ ػ ػ ػ ػػك بالشػ ػ ػ ػ ػ ػػيخ ا‪١‬بليػ ػ ػ ػ ػ ػػل فقػ ػ ػ ػ ػ ػػد‬
‫فلينػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتم إلمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ القػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ ذم الكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫كمػ ػ ػ ػ ػػن يػ ػ ػ ػ ػػرد شػ ػ ػ ػ ػػرؼ الػ ػ ػ ػ ػػدارين ٰبػ ػ ػ ػ ػػظ بػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كُب ‪٧‬ببت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن راس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػخ الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ‬ ‫إف كن ػ ػ ػ ػػت تبغ ػ ػ ػ ػػي ا‪٥‬ب ػ ػ ػ ػػدل ف ػ ػ ػ ػػالزـ طريقت ػ ػ ػ ػػو‬
‫كإن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الرتب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة العلي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ‪٤‬بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتنم‬ ‫فإن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنة البيض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ‪٤‬بن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتهج‬
‫كق ػ ػ ػ ػ ػػد تس ػ ػ ػ ػ ػػامى ع ػ ػ ػ ػ ػػن القرط ػ ػ ػ ػ ػػاس كالقل ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كي ػ ػ ػ ػػف ٰب ػ ػ ػ ػػاط ٗب ػ ػ ػ ػػا للش ػ ػ ػ ػػيخ م ػ ػ ػ ػػن ش ػ ػ ػ ػػرؼ‬
‫بغ ػ ػ ػ ػ ػػداد ف ػ ػ ػ ػ ػػانزاح عنه ػ ػ ػ ػ ػػا غيه ػ ػ ػ ػ ػػب الظل ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫سػ ػ ػ ػ ػ ػػبحاف مػ ػ ػ ػ ػ ػػن سػ ػ ػ ػ ػ ػػاقو نػ ػ ػ ػ ػ ػػوران مبين ػ ػ ػ ػ ػ ػان إٔب‬
‫لق ػ ػ ػ ػ ػػد حويػ ػ ػ ػ ػ ػػت إم ػ ػ ػ ػ ػػاـ القػ ػ ػ ػ ػ ػػوـ فػ ػ ػ ػ ػ ػػاحَبمي‬ ‫بغ ػ ػ ػ ػػداد ص ػ ػ ػ ػػوٕب عل ػ ػ ػ ػػى البل ػ ػ ػ ػػداف كافتخ ػ ػ ػ ػػرم‬

‫‪630‬‬
‫بط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالع ُب ‪٠‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاء الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعد ٓب ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫ٍبَّ ألبس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي حل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل األنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوار كابتهج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫ػيد كام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل األكصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاؼ ‪٧‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػَبـ‬ ‫بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬ ‫كزي ػ ػ ػ ػ ػػدم فخ ػ ػ ػ ػ ػ ػران كع ػ ػ ػ ػ ػ ػزان كاكتس ػ ػ ػ ػ ػػي ش ػ ػ ػ ػ ػػرفان‬
‫كف ػ ػ ػ ػ ػ ػػوحي طيبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان بزى ػ ػ ػ ػ ػ ػػر في ػ ػ ػ ػ ػ ػػك مبتس ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فػ ػ ػ ػػوزم علػ ػ ػ ػػى سػ ػ ػ ػػائر األمصػ ػ ػ ػػار كاشػ ػ ػ ػػتهرم‬
‫بن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور مص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػباح ذاؾ الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيد العل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫أص ػ ػ ػ ػػبحت زىػ ػ ػ ػ ػراء ط ػ ػ ػ ػػوؿ ال ػ ػ ػ ػػدىر مش ػ ػ ػ ػػرقة‬
‫‪٧‬بركس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة بإم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامي ا‪٢‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫‪٧‬بفوظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة أب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدان م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل غائل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫ُب حرم ػ ػ ػ ػ ػػة الش ػ ػ ػ ػ ػػيخ ال ٱبش ػ ػ ػ ػ ػػى م ػ ػ ػ ػ ػػن األٓب‬ ‫بغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداد دار ا‪٥‬بن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوىب لس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاكنها‬
‫ٰبمػ ػ ػ ػ ػ ػػى بشػ ػ ػ ػ ػ ػػيخ مػ ػ ػ ػ ػ ػػن اآلفػ ػ ػ ػ ػ ػػات كالػ ػ ػ ػ ػ ػػنقم‬ ‫بغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداد دار الوف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوىب لزائرى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫خػ ػ ػ ػ ػ ػػاض ٕبػ ػ ػ ػ ػ ػػوران مػ ػ ػ ػ ػ ػػن األس ػ ػ ػ ػ ػ ػرار ٓب تعػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فإن ػ ػ ػ ػ ػ ػػو الص ػ ػ ػ ػ ػ ػػدر كالب ػ ػ ػ ػ ػ ػػدر ا‪٤‬بن ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػذم‬
‫ي ػ ػ ػػا ن ػ ػ ػػور عي ػ ػ ػػِب كي ػ ػ ػػا ‪٠‬بع ػ ػ ػػي ب ػ ػ ػػبل ص ػ ػ ػػمم‬ ‫ي ػ ػ ػ ػ ػػا زين ػ ػ ػ ػ ػػة ال ػ ػ ػ ػ ػػدين كال ػ ػ ػ ػ ػػدنيا كي ػ ػ ػ ػ ػػا أمل ػ ػ ػ ػ ػػي‬
‫كق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل عث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػارم عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد زل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ‬ ‫ٕبػ ػ ػ ػػق جاىػ ػ ػ ػػك يػ ػ ػ ػػا جػ ػ ػ ػػيبل٘ب خػ ػ ػ ػػذ بيػ ػ ػ ػػدم‬
‫أصػ ػ ػ ػ ػػرخ بػ ػ ػ ػ ػػو الصػ ػ ػ ػ ػػرخة الكػ ػ ػ ػ ػػربل فينقسػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كم ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ٲب ػ ػ ػ ػ ػ ػػد لن ػ ػ ػ ػ ػ ػػا بالس ػ ػ ػ ػ ػ ػػوء من ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػدان‬
‫كأن ػ ػ ػ ػ ػ ػػت أى ػ ػ ػ ػ ػ ػػل الوف ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كا‪١‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػود كالك ػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫فق ػ ػ ػ ػػد كع ػ ػ ػ ػػدت ٕبف ػ ػ ػ ػػظ م ػ ػ ػ ػػن يل ػ ػ ػ ػػوذ ب ػ ػ ػ ػػك‬
‫كق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد كثقن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ٕبب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل غ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب منفص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫إن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا فزعن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك ُب ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل معض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلة‬
‫كق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ‪١‬بأن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػركن غ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب منه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ‬ ‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأم مقت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدر بالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوء يقص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنا‬
‫كيكسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنا حلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة التش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػريف كالعظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫فس ػ ػ ػ ػ ػػل إل ػ ػ ػ ػ ػػو ال ػ ػ ػ ػ ػػورل ذم الع ػ ػ ػ ػ ػػرش ير‪ٞ‬بن ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫بش ػ ػ ػ ػػامل اللط ػ ػ ػ ػػف عن ػ ػ ػ ػػد ا‪٢‬ب ػ ػ ػ ػػادث العم ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كيص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؼ الس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوء عن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كيعاملن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌب هنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيم بوجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد غػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب منحسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كيسػ ػ ػ ػ ػ ػػقنا مػ ػ ػ ػ ػ ػػن ش ػ ػ ػ ػ ػ ػراب ا‪٢‬بػ ػ ػ ػ ػ ػػب صػ ػ ػ ػ ػ ػػافية‬
‫فتنجل ػ ػ ػ ػ ػ ػػي م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواد الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػراف كاللم ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ٲبلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي الب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواطن إٲبان ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان كمعرفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫أنع ػ ػ ػ ػ ػػم علين ػ ػ ػ ػ ػػا بفض ػ ػ ػ ػ ػػل من ػ ػ ػ ػ ػػك منس ػ ػ ػ ػ ػػجم‬ ‫رب بأ‪٠‬بائػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك ا‪٢‬بسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب كحرمتهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ِّ‬
‫أمط ػ ػ ػ ػ ػػر علين ػ ػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػ ػ ػػحاب العف ػ ػ ػ ػ ػػو كال ػ ػ ػ ػ ػػنعم‬ ‫رب ٕبرم ػ ػ ػ ػ ػ ػػة م ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أنزل ػ ػ ػ ػ ػ ػػت م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن كتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب‬ ‫ِّ‬
‫ن ػ ػ ػ ػ ػ ػػج ا‪١‬بمي ػ ػ ػ ػ ػ ػػع م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن األى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواؿ كال ػ ػ ػ ػ ػ ػػنقم‬ ‫رب با‪٤‬بص ػ ػ ػ ػػطفى ا‪٤‬بخت ػ ػ ػ ػػار م ػ ػ ػ ػػن مض ػ ػ ػ ػ ور‬ ‫ي ػ ػ ػ ػػا ِّ‬
‫كأس ػ ػ ػ ػ ػػبل علين ػ ػ ػ ػ ػػا ‪ٝ‬بي ػ ػ ػ ػ ػػل الس ػ ػ ػ ػ ػػَب كالعص ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالنبيْب ال تقط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع لن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػبلن‬
‫كاحػ ػ ػ ػ ػػم ا‪١‬بميػ ػ ػ ػ ػػع مػ ػ ػ ػ ػػن اآلفػ ػ ػ ػ ػػات كالس ػ ػ ػ ػ ػػقم‬ ‫كبالص ػ ػ ػ ػػحابة أش ػ ػ ػ ػػف القل ػ ػ ػ ػػب م ػ ػ ػ ػػن كم ػ ػ ػ ػػد‬
‫دعاءنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كا‪ٞ‬بنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن سػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائر الػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػنقم‬ ‫بالس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالكْب س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبيل ا‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامشي أج ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب‬
‫أق ػ ػ ػ ػ ػػذؼ بن ػ ػ ػ ػ ػػا ُب ٕب ػ ػ ػ ػ ػػار الس ػ ػ ػ ػ ػػر كا‪٢‬بك ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ٕبرمػ ػ ػ ػ ػ ػػة الشػ ػ ػ ػ ػ ػػيخ عبػ ػ ػ ػ ػ ػػد القػ ػ ػ ػ ػ ػػادر ا‪١‬بيلػ ػ ػ ػ ػ ػػي‬

‫‪632‬‬
‫تب ػ ػ ػ ػ ػ ػػق عليه ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ظ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلـ الش ػ ػ ػ ػ ػ ػػك كال ػ ػ ػ ػ ػ ػػوىم‬ ‫كامػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤل القلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوب بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأنوار اليقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب كال‬
‫كاج ػ ػ ػ ػػل عليه ػ ػ ػ ػػا س ػ ػ ػ ػػحاب الطب ػ ػ ػ ػػع كالظل ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كام ػ ػ ػ ػػؤل القل ػ ػ ػ ػػوب بس ػ ػ ػ ػػر من ػ ػ ػ ػػك ي ػ ػ ػ ػػا أمل ػ ػ ػ ػػي‬
‫كالطػ ػ ػػف بن ػ ػ ػػا عنػ ػ ػػد ريػ ػ ػػب ا‪٢‬بػ ػ ػػادث العمػ ػ ػػم‬ ‫كاسػ ػ ػ ػػلك بنػ ػ ػ ػػا سػ ػ ػ ػػبل التوفيػ ػ ػ ػػق يػ ػ ػ ػػا سػ ػ ػ ػػندم‬
‫كى ػ ػ ػ ػ ػػب لن ػ ػ ػ ػ ػػا شػ ػ ػ ػ ػ ػػرؼ اإلق ػ ػ ػ ػ ػػدار كا‪٥‬بم ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كاغنن ػ ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ػػن ‪ٝ‬بي ػ ػ ػ ػ ػػع ا‪٣‬بل ػ ػ ػ ػ ػػق ي ػ ػ ػ ػ ػػا ثق ػ ػ ػ ػ ػػٍب‬
‫‪٧‬بمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن أتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى بالػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذؿ كالنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدـ‬ ‫ي ػ ػ ػػا غ ػ ػ ػػافر ال ػ ػ ػػذنب اغف ػ ػ ػػر ذن ػ ػ ػػب ناظمه ػ ػ ػ ػا‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػػن ب ػ ػ ػ ػ ػػاب أس ػ ػ ػ ػ ػػتاذه الك ػ ػ ػ ػ ػػيبل٘ب ٓب ي ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫ابػ ػ ػ ػ ػ ػػن الفقيػ ػ ػ ػ ػ ػػو اإلمػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ القػ ػ ػ ػ ػ ػػادرم الػ ػ ػ ػ ػ ػػذم‬
‫بأن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ُب ٕب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار الش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعر ٓب يع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫أقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالعجز كالتقصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب معَبف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان‬
‫أنظ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر بع ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب الرض ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ػ ػػذران كال تل ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ن ػ ػ ػ ػ ػ ػػاظران ُب نظ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ لس ػ ػ ػ ػ ػ ػػت أحس ػ ػ ػ ػ ػ ػػنو‬
‫لكػ ػ ػ ػ ػ ػػن حػ ػ ػ ػ ػ ػػيب شػ ػ ػ ػ ػ ػػفيعي كىػ ػ ػ ػ ػ ػػو معتصػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإ٘ب ٓب َّأدع كاهلل معرف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫كاحش ػ ػ ػػره م ػ ػ ػػع م ػ ػ ػػن أح ػ ػ ػػب ي ػ ػ ػػا كٕب ال ػ ػ ػػنعم‬ ‫بل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ عبيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدؾ يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا رب بنيتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كالط ػ ػ ػ ػػف بن ػ ػ ػ ػػا ي ػ ػ ػ ػػا عظ ػ ػ ػ ػػيم ا‪١‬ب ػ ػ ػ ػػود كالك ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫كاخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتم لن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ٕبس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن خا‪ٛ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫كالسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامعْب ‪٥‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا خػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب معتصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا رب اغف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر لقاريه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ككاتبه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫كارح ػ ػ ػ ػ ػ ػػم مش ػ ػ ػ ػ ػ ػػاٱبنا ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ‪٦‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػرم القس ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ككال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدينا م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػع األحب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب أ‪ٝ‬بعه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬
‫كا‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػؤمنْب ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدين اهلل كله ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كابع ػ ػ ػ ػ ػ ػػث لن ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ر‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ي ػ ػ ػ ػ ػ ػػا رب تش ػ ػ ػ ػ ػ ػػملنا‬
‫كش ػ ػ ػ ػ ػػيخنا الش ػ ػ ػ ػ ػػيخ عب ػ ػ ػ ػ ػػد الق ػ ػ ػ ػ ػػادر العل ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫كاحش ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ‪ٝ‬باعتنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػا ُب ح ػ ػ ػ ػ ػ ػػزب عم ػ ػ ػ ػ ػ ػػدتنا‬
‫ٲب ػ ػ ػ ػ ػػؤل الوج ػ ػ ػ ػ ػػود بطي ػ ػ ػ ػ ػػب ا‪٤‬بس ػ ػ ػ ػ ػػك ‪٨‬بت ػ ػ ػ ػ ػػتم‬ ‫كم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػده بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلـ ال نف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫سػ ػ ػ ػ ػ ػػعد السػ ػ ػ ػ ػ ػػعود كٕبػ ػ ػ ػ ػ ػػر العلػ ػ ػ ػ ػ ػػم كالكػ ػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫ٍبَّ الص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلة عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ا‪٤‬بخت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيدنا‬
‫كأفض ػ ػ ػػل ا‪٣‬بل ػ ػ ػػق م ػ ػ ػػن ع ػ ػ ػػرب كم ػ ػ ػػن عج ػ ػ ػػم‬ ‫خػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب الربيػٌ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة أعبلىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا كأعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد‪٥‬با‬
‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ٕب ػ ػ ػ ػ ػ ػػره ف ػ ػ ػ ػ ػ ػػارتوكا بالس ػ ػ ػ ػ ػ ػػر كا‪٢‬بك ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل النبيٌ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب كاألقط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد كردكا‬
‫جلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت فلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيس يفيهػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا نػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاطق بفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاجز ال ٰبص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدد‬
‫كالضػ ػ ػ ػ ػ ػػب كالػ ػ ػ ػ ػ ػػذئب كالثعبػ ػ ػ ػ ػ ػػاف كالصػ ػ ػ ػ ػ ػػنم‬ ‫ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم أنط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػق اهلل للمخت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار ذا بكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬
‫كأفصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػح الظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيب للمختػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػار بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػالكلم‬ ‫لػ ػ ػ ػ ػػو البعػ ػ ػ ػ ػػّب اشػ ػ ػ ػ ػػتكى كا‪١‬بػ ػ ػ ػ ػػذع حػ ػ ػ ػ ػػن لػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫كال تق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاس ٗبنث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور كمن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتظم‬ ‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو فض ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائل ال ي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػأٌب ا‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديح هب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬
‫ُب ق ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب قوس ػ ػ ػ ػ ػ ػػْب ن ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ ك ػ ػ ػ ػ ػ ػػل مغت ػ ػ ػ ػ ػ ػػنم‬ ‫ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد خص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػو اهلل باإلس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا كقرب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫حػ ػ ػ ػ ػ ػػاز مقام ػ ػ ػ ػ ػ ػان مػ ػ ػ ػ ػ ػػن التش ػ ػ ػ ػ ػ ػريف ٓب ٰبػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫ُب ليل ػ ػ ػ ػ ػػة خ ػ ػ ػ ػ ػػرؽ الس ػ ػ ػ ػ ػػبع الطب ػ ػ ػ ػ ػػاؽ كق ػ ػ ػ ػ ػػد‬

‫‪633‬‬
‫كال ن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيب بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر في ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مكت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتم‬ ‫رق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى إٔب رتب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػة م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا نا‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا مل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػك‬
‫ح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌب رآه ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل ري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػب كال كى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫رب العب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل كي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػف ٘بل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫أنيػ ػ ػ ػ ػػل فػ ػ ػ ػ ػػوؽ الػ ػ ػ ػ ػػذم يرجػ ػ ػ ػ ػػو مػ ػ ػ ػ ػػن الكػ ػ ػ ػ ػػرـ‬ ‫كعػ ػ ػ ػ ػػاد كالبػ ػ ػ ػ ػػدر ُب جػ ػ ػ ػ ػػنح الظػ ػ ػ ػ ػػبلـ كقػ ػ ػ ػ ػػد‬
‫‪٧‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد خ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػّب مبع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوث إٔب األم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫يػ ػ ػ ػ ػ ػػا رب صػ ػ ػ ػ ػ ػػل كسػ ػ ػ ػ ػ ػػلم ٍبَّ بػ ػ ػ ػ ػ ػػارؾ علػ ػ ػ ػ ػ ػػى‬
‫كاآلؿ كالص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحب كاألتب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاع كله ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػم‬ ‫أزك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػى ص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلة كتس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػليمان كتكرم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫ن ػ ػ ػ ػ ػػاح الطي ػ ػ ػ ػ ػػور عل ػ ػ ػ ػ ػػى األغص ػ ػ ػ ػ ػػاف ب ػ ػ ػ ػ ػػالنغم‬ ‫مػ ػ ػ ػػا سػ ػ ػ ػػبح الرعػ ػ ػ ػػد ُب جػ ػ ػ ػػو السػ ػ ػ ػػماء كمػ ػ ػ ػػا‬
‫كالش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػكر هلل ُب ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدء ك‪٨‬بت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػتم‬ ‫كا‪٢‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد هلل ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدان ال نف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬

‫‪634‬‬
‫بسم ا الرح ٰمن الرحيم‬

‫كختامان ىذه القصيدة ا‪١‬بميلة كىي من تأليف ابنة أخي معْب السيدة الشابة صفا‪ ،‬ا‪٤‬بتأىلة من‬
‫ابن عمها ا‪٤‬بنشد السيد ‪٧‬بمد بن منّب بن ا‪٢‬باج طو الدىيػيب حفظهم اهلل تعأب‪ ،‬قالت ُب مدح‬
‫جدىا اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪:‬‬

‫‪٨‬بت ػ ػ ػ ػ ػ ػػار أك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػرـ مرس ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػل خ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًّب ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػورل‬ ‫أيلقػ ػ ػ ػ ػ ػػي س ػ ػ ػ ػ ػ ػػبلمي بعػ ػ ػ ػ ػ ػػد ‪ٞ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػد اهلل لل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬
‫أزكاج كاألتب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاع مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػل ىس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػىرل‬ ‫ػحاب كال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ‬ ‫ػات ريب بع ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد لؤلص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫برك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ػباح ال ػ ػ ػ ػ ػ ػػذرل‬ ‫ػهب ا‪١‬بيل ػ ػ ػ ػ ػ ػػي مص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫األش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ػب النق ػ ػ ػ ػػي‬ ‫ػث ‪٤‬بول ػ ػ ػ ػ ًػد القط ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ػس ا‪٣‬ببي ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ً‬
‫تع ػ ػ ػ ػ ى‬
‫كضػ ػ ػ ػػياءي فج ػ ػ ػ ػ ًر العل ػ ػ ػ ػ ًم منػ ػ ػ ػػو قػ ػ ػ ػػد انػ ػ ػ ػ ىػربل‬ ‫ػاؤؿ‬
‫ػاف تبس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػم كتف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫ثػى ٍغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر الزم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ي‬
‫فاهن ػ ػ ػ ػ ػ ٌػل ٌُ ىُ ىُ ًت األنػ ػ ػ ػ ػ ػو يار ‪ٙ‬بك ػ ػ ػ ػ ػػي أهنػي ػ ػ ػ ػ ػرا‬ ‫ٍ‬ ‫ػحاب فج ػ ػ ػ ػػود ج ػ ػ ػ ػػدم فاق ػ ػ ػ ػػوي‬ ‫الس ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ج ػ ػ ػ ػػاد َّ‬
‫ػح أيكتًػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا‬ ‫ً‬
‫عين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاهي للجه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاؿ يرم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػامي ا‪٢‬بمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ذك رىبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػة كمهابػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‬
‫ػبلؿ كخ ػػاب كي ػ يػد ىمػ ػ ًن اف ػػَبل‬ ‫س ػػحب الض ػ ً‬ ‫ػت‬ ‫ػار ا‪٤‬بفػ ػ ػ ػ ػ ػػات ًن كا‪٪‬بلػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ي ي ي‬ ‫‪ٟ‬بػ ػ ػ ػ ػ ػػدت بػ ػ ػ ػ ػ ػػو نػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫ػب ا‪٤‬بري ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػد ‪ٙ‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػّبا‬‫كٕبال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو قل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ػافلْب بس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّػره‬
‫ػوب الغ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫داكل قل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫لك ػ ػ ػ ػ ػػن عل ػ ػ ػ ػ ػػى الظ ػ ػ ػ ػ ػػبلـ س ػ ػ ػ ػ ػػيف أيشػ ػ ػ ػ ػ ػ ًهرا‬ ‫ػاره‬ ‫ً‬
‫ذيخػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػر الضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػعيف إذا أتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاهي أجػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫درل‬ ‫حػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػٌب ‪ٛ‬بػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػُب بىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍدءىهي مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن قػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػد ى‬ ‫ىرقً ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػي ا‪٤‬بع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإب ُب حداث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ًسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػنِّو‬
‫للب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاز ٍبَّ دع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ٍػوه ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي يتص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػدرا‬ ‫ػب أعطىػ ػ ػ ػ ٍػوا ص ػ ػ ػ ػػوتىػ يهم‬ ‫يزعم ػ ػ ػ ػػاءي أى ػ ػ ػ ػ ًػل ا‪٢‬ب ػ ػ ػ ػ ِّ‬
‫كالكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػل أضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحى ُب ى ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواه يم ىسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػمرا‬ ‫ػوب بعلم ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ىػع بًش ػ ػ ػ ػ ػ ػػره‬ ‫س ػ ػ ػ ػ ػ ػػاد القل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ىجه ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا‬ ‫ً‬ ‫ػائق كالطرائ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػق كال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػذم‬ ‫ػيخ ا‪٢‬بق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػياخ ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ هػل أ ى‬ ‫لعبلئ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو األش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫شػػػػػػػ ي‬
‫اب كأىدبىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا‬ ‫كحثػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا عليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػَب ً‬ ‫ػْب ليأسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ك‪٣‬بًزيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫صػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاح اللعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬
‫فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‪٫‬بط مقتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوالن ككػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف يمط ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػّبان‬ ‫ػيع بنعلػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫ػويرم الوضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرب ا‪٣‬بػي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّ‬
‫كبوصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػلو أضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػحى الف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػؤاد معم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػران‬ ‫طاب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػت لي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػإب العاش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػقْب ٗبدح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬
‫ػاس م ػ ػ ػػن ك ػ ػ ػ ِّػل ال يق ػ ػ ػػرل‬ ‫كأتت ػ ػ ػػوي ظم ػ ػ ػػأل الن ػ ػ ػ ً‬ ‫ظف ػ ػ ػ ػ ػ ػػرت ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػو بغ ػ ػ ػ ػ ػ ػػداد ُب م ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ً‬
‫حو‪٥‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫ً‬
‫ي‬
‫ػاد تن ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػورا‬ ‫ب العب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ػب م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن ىر ِّ‬ ‫عين ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػاه تق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرأي ُب كتػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاب مشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ و‬
‫كالقل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ػرؽ‬ ‫ي‬
‫دكرا‬
‫ػب كأسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان َّ‬ ‫كعل ػ ػ ػ ػ ػ ػػى الن ػ ػ ػ ػ ػ ػػدامى ا‪٢‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّ‬ ‫غيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػهر كُب ٕب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ا‪٥‬بيي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػاـ مقام ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوي‬

‫‪635‬‬
‫ػارـ يك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ِّػررا‬‫ػب كا‪٤‬بك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ذك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ا‪٤‬بناق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫ُب مش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػرؽ ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدنيا كمغرًهب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا ت ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػبل‬
‫ي‬
‫ػاـ ي‪٧‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّػررا‬
‫ػوؿ ق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫كا‪٤‬ب ٍقع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ يػد ا‪٤‬بعل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫قام ػ ػ ػ ػ ػ ػػت ل ػ ػ ػ ػ ػ ػػو ا‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػوتى بق ػ ػ ػ ػ ػ ػػدرة كاح ػ ػ ػ ػ ػ ػ وػد‬
‫‪٠‬ب يع ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػوا س ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػواء أكالن أك ً‬
‫آخ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا‬ ‫ػوع لدرس ػ ػ ػ ػ ػ ػػو م ػ ػ ػ ػ ػ ػػع كث ػ ػ ػ ػ ػ ػػروة‬ ‫ك ػ ػ ػ ػ ػ ػػل ا‪١‬بم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ن‬
‫بعػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػث اإللػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو مػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػن الطيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور منػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوران‬ ‫ػس تلكػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػؤان ُب درس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو‬ ‫‪٤‬ب ػَّ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا أح ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّ‬
‫ب ال ىك ػ ػػرل‬ ‫ػح ي‬
‫ػاؿ ا‪٢‬بض ػ ػػور كبيػ ػػدِّدت يس ػ ػ ي‬ ‫حػػ ي‬ ‫مكثػ ػ ػ ػ ػػت كحامػ ػ ػ ػ ػػت عنػ ػ ػ ػ ػػده حػ ػ ػ ػ ػػٌب عػ ػ ػ ػ ػػبل‬
‫كاهللي ك ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاف ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو كليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ناصػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا‬ ‫ػبلـ ُب ك ػ ػ ػ ػ ًػل ا‪٢‬بًم ػ ػ ػ ػػى‬ ‫ػبت ل ػ ػ ػ ػػو األع ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫نيص ػ ػ ػ ػ ٍ‬
‫ً‬
‫العػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرا‬ ‫ً‬ ‫كك ػ ػ ػ ػ ػ ػ َّ‬ ‫ػاؿ األنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاـ بعلمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو كبكش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬
‫ػوح ُب ى‬ ‫ػب ا‪٤‬ب ػ ػ ػ ػ ػ ػػرء ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ه‬ ‫ػأف قل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬ ‫ػفو‬ ‫ى‬ ‫ىػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ى‬
‫ػوص كأقلعػ ػ ػ ػ ػوا عم ػ ػ ػ ػػا ىج ػ ػ ػ ػػرل‬ ‫صػػػػػػػػػ ً‬ ‫كص ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػباه أيضػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػان ب ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػاىر فبً ً‬‫ً‬
‫ت ػ ػ ػ ػػاب اللص ػ ػ ػ ػ ي‬ ‫ػدقو‬ ‫ه‬ ‫ي‬
‫ل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو نظ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػروة تيطف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي ف ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػؤادان ث ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػائران‬ ‫ػف جنابًػ ػ ػ ػ ػ ػ ًػو‬ ‫أحظىػ ػ ػ ػ ػ ػػى بعطٍػ ػ ػ ػ ػ ػ ً‬ ‫يػ ػ ػ ػ ػ ػػا ليتػ ػ ػ ػ ػ ػػِب ٍ‬

‫تم ب مد ا‬
‫وصلى اهلل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪‬‬

‫واحلمد هلل رب العاملني‬

‫‪636‬‬
637
‫فهرش انجسء األول يٍ كتاب إتحاف األكاتر فً سٍرج ويُاقة اإلياو عثد انقادر‬
‫رضً هللا عُه‪...‬‬

‫الموضوع ‪ ...............................................................................‬رقم الصفحة‬


‫المقدمة األولى‪٘ ......................................................................‬‬
‫ذكر و‬
‫عدد من الذين ألفوا ُب مناقب اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪ٕ ..........................................‬‬
‫الفصل األوؿ من المقدمة الثا ية‬
‫ُْ‬ ‫ُب التصوؼ كالصوفية‪....................................................................‬‬
‫ُب تعريف التصوؼ‪ ،‬كبياف أف التصوؼ ال يدعو إٔب ا‪١‬بهل كالكسل كترؾ ا‪١‬بهاد كالدعوة إٔب‬
‫ُٔ‬ ‫اهلل‪......................................................................................‬‬
‫َِ‬ ‫ُب معُب البدعة كأقسامها‪..................................................................‬‬
‫ِِ‬ ‫التحذير من بعض البدع كمن بعض األحاديث ا‪٤‬بوضوعة‪.....................................‬‬
‫ِْ‬ ‫بياف جواز إطبلؽ كلمة ( سيد) على أىل الفضل‪..........................................‬‬
‫ِٓ‬ ‫بياف جواز اجتماع الناس على ذكر اهلل‪ ،‬كبياف أف تلقْب الذكر ليس ببدعة‪....................‬‬
‫ِٔ‬ ‫بياف جواز السفر لزيارة قرب النيب ‪ ،‬كزيارة القبور‪ ،‬كأف من هنى عن ذلك ىو ا‪٤‬ببتدع‪.........‬‬
‫ِٖ‬ ‫بياف جواز التربؾ بآثار النيب ‪ ‬كآثار الصا‪٢‬بْب‪.............................................‬‬
‫َّ‬ ‫بياف جواز كتابة ا‪٢‬بركز ما ٓب يكن فيها شعوذة‪.............................................‬‬
‫َّ‬ ‫بياف جواز السياحة ألجل ‪٦‬باىدة النفس بشركطها‪..........................................‬‬
‫ِّ‬ ‫ُب حكم النوبة‪...........................................................................‬‬
‫ّّ‬ ‫التصوؼ الصحيح ليس فيو شيء من عقيدة ا‪٢‬بلوؿ‪..........................................‬‬
‫تربئة اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب من عقيدة التشبيو كالقوؿ با‪١‬بهة‪ ،‬كأمور مكذكبة عليو من شطح كغّبه ‪٩‬با ال‬
‫ّْ‬ ‫يليق بإماـ عظيم كاإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب رضي اهلل عنو‪..........................................‬‬
‫ّٕ‬ ‫التحذير من قراءة الكتب إال بعد التمكن بعلم الدين‪........................................‬‬
‫ّٖ‬ ‫بياف أف أشرؼ العلوـ علم التوحيد‪........................................................‬‬
‫ّْ‬ ‫ا‪٢‬ببلج كما قيل فيو‪......................................................................‬‬
‫ّْ‬ ‫براءة سيدنا أبا يزيد البسطامي كاإلماـ ‪٧‬بيي الدين بن العريب ‪٩‬با نسب إليهما من األكاذيب‪.....‬‬
‫٘ٗ‬ ‫بياف عقيدة أىل السنة وال ماعة‪....................................................‬‬
‫ْٖ‬ ‫مسألة مهمة تتعلق ُب معرفة معُب الواجب العقلي كا‪٤‬بستحيل العقلي‪..........................‬‬
‫ْٗ‬ ‫الكبلـ على معُب صفة الكبلـ هلل عز كجل‪.................................................‬‬
‫ْٓ‬ ‫الكبلـ حوؿ جواز التأكيل إذا كاف مبنيا على قاعدة صحيحة‪................................‬‬

‫‪638‬‬
‫ٕٓ‬ ‫ذكر أقواؿ ُب تنػزيو اهلل تعأب عن ا‪٤‬بشاهبة ‪٣‬بلقو‪ ،‬لعدد من أئمة ا‪٤‬بسلمْب كأعبلمهم‪...........‬‬
‫براءة اإلماـ األشعرم ‪٩‬با نسب إليو من القوؿ با‪١‬بهة كا‪٤‬بكاف هلل تعأب‪ ،‬كبياف معُب حديث ا‪١‬بارية‪،‬‬
‫ِٕ‬ ‫ككونو حديث مضطرب‪..........................................................‬‬
‫ذكر عقيدة اإلماـ عبد القادر ال ي ي قدس سره الع ي ‪ٕٚ ...................................‬‬
‫ّٕ‬ ‫ذكر بعض األحاديث ُب ذـ القدرية كا‪٤‬برجئة‪...............................................‬‬
‫ٕٓ‬ ‫ذكر بعض األحاديث ُب ذـ ا‪٣‬بوارج‪ ،‬كالتحذير من ‪٨‬بالفة اإل‪ٝ‬باع‪...........................‬‬
‫ٕٔ‬ ‫ذكر بعض كبلـ الشيخ ُب التوحيد كالتنػزيو‪...............................................‬‬
‫ٖٕ‬ ‫ٯبب اإلٲباف با‪٤‬ببلئكة عليهم السبلـ‪........................................................‬‬
‫ٕٗ‬ ‫ٯبب اإلٲباف بكتب اهلل كأنبيائو‪.............................................................‬‬
‫ٕٗ‬ ‫الفرؽ بْب الرسوؿ كالنيب‪..................................................................‬‬
‫َٖ‬ ‫عصمة‬
‫ٖٓ‬ ‫األنبياء‪............................................................................‬‬
‫ٕٖ‬ ‫ال دين صحيح إال اإلسبلـ‪ ،‬كيتضمن ا‪٢‬بث على ا‪١‬بهاد‪......................................‬‬
‫ٖٖ‬ ‫ُب بياف تبلزـ اإلسبلـ كاإلٲباف‪ ،‬كأنو ال يصح أحدٮبا دكف اآلخر‪.............................‬‬
‫اإلٲباف بسؤاؿ ا‪٤‬بلكْب منكر كنكّب‪ ،‬كعذاب القرب كنعيمو‪ ،‬كالبعث كا‪٢‬بشر‪....................‬‬
‫ٯبب اإلٲباف با‪٤‬بيزاف كا‪٢‬بساب كالصراط كا‪١‬بنة كالنار‪ ،‬كالرؤية هلل بالعْب ُب اآلخرة للمؤمنْب ببل‬
‫ٖٗ‬ ‫كيف‪ ،‬كٯبب اإلٲباف بالشفاعة‪ ،‬كبكل ما جاء عن النيب ‪ ‬من أخبار األمم السابقة كعبلمات‬
‫َٗ‬ ‫الساعة‪..................................................................................‬‬
‫ِٗ‬ ‫ٯبب اإلٲباف ٗبعجزات األنبياء ككرامات األكلياء‪ ،‬كبياف معُب ا‪٤‬بعجزة‪..........................‬‬
‫ٓٗ‬ ‫ُب معُب الكرامة‪ ،‬كمن ىو الوٕب‪...........................................................‬‬
‫ٕٗ‬ ‫ذكر بعض األدلة على ثبوت الكرامة‪......................................................‬‬
‫جواز التوسل باألنبياء كالصا‪٢‬بْب‪..........................................................‬‬
‫َُّ‬ ‫الفصل الثا ي‬
‫َُٓ‬ ‫في فضل لب‬
‫َُُ‬ ‫العلم‪.....................................................................‬‬
‫ُُُ‬ ‫التحذير من أقواؿ كفرية راجت على ألسنة بعض الناس‪ ،‬كمن الكفر بأنواعو‪..................‬‬
‫‪ٙ‬بذير النيب ‪ ( ‬من كل منافق عليم اللساف ) كمن الفتول بغّب علم‪.........................‬‬
‫ُُٔ‬ ‫شركط االجتهاد‪.........................................................................‬‬
‫َُِ‬ ‫الفصل األوؿ من سيرة اإلماـ عبد القادر ال ي ي رضي ا عنو‬

‫‪639‬‬
‫ُب ذكر نسبو الشريف‪ُِٔ ....................................................................‬‬
‫ُّٔ‬ ‫تر‪ٝ‬بة موجزة ألجداد اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب ( السيدة فاطمة الزىراء رضي اهلل عنها )‪.................‬‬
‫سيدنا علي عليو السبلـ‪ُّٔ ...................................................................‬‬
‫اإلماماف ا‪٢‬بسن كا‪٢‬بسْب عليهما السبلـ‪ُّٖ ....................................................‬‬
‫كفاة سيدنا ا‪٢‬بسن‪ُْْ ........................................................................‬‬
‫كفاة سيدنا ا‪٢‬بسْب رضي اهلل عنو‪ ،‬كذكر شيء من سّبتو كمناقبو‪ُّٓ .............................‬‬
‫صفة سيدنا ا‪٢‬بسن رضي اهلل عنو‪ ،‬كذكر شيء من سّبتو كمناقبو‪ُٖٓ .............................‬‬
‫ذكر بعض األحاديث الواردة ُب فضل السبطْب عليهما السبلـ‪َُٔ ...............................‬‬
‫أكالد سيدنا ا‪٢‬بسن عليو السبلـ‪ُِٔ ...........................................................‬‬
‫السيد ا‪٢‬بسن ا‪٤‬بثُب رضي اهلل عنو‪ُٔٓ ..........................................................‬‬
‫السيد عبد اهلل احملض رضي اهلل عنو‪ُٕٔ ........................................................‬‬
‫ا‪١‬بوف رضي اهلل عنو‪ُٖٔ .........................................................‬‬ ‫السيد موسى ٍ‬
‫السيد عبد اهلل الرضا الشيخ الصاّب رضي اهلل عنو‪َُٕ ...........................................‬‬
‫السيد موسى الثا٘ب رضي اهلل عنو‪َُٕ ..........................................................‬‬
‫السيد داكد األمّب رضي اهلل عنو‪ُُٕ ...........................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد بن داكد رضي اهلل عنو‪.........................................................‬‬
‫السادة ٰبٓب الزاىد بن ‪٧‬بمد‪ ،‬ك‪٧‬بمد بن ٰبٓب‪ ،‬كعبد اهلل ا‪١‬بيلي بن ‪٧‬بمد رضي اهلل عنو‪..........‬‬
‫٘‪ٔٚ‬‬ ‫الفصل الثا ي من سيرة اإلماـ ال ي ي‬
‫في ذكر بعض مشايخو‪ ،‬وبعض من أبذ عنو‪ ،‬ومكا تو بين العلماء واألولياء‪ ،‬وأ و ي عصره‬
‫وإماـ وقتو‪..............................................................................‬‬
‫ُْٖ‬ ‫ثناء عدد من األكابر كاألعبلـ عليو منهم اإلماـ الرفاعي كابن بنتو الشيخ الكبّب ابراىيم األعزب‪.‬‬
‫كمنهم الشيخ منصور البطائحي‪ ،‬كالشيخ أبو ‪٧‬بمد الشنبكي‪ ،‬كالشيخ أبو بكر ا‪٥‬بوارم أثُب عليو‬
‫ُٖٔ‬ ‫قبل مولده بنحو مائة سنة من باب الكشف‪.................................................‬‬
‫كمنهم الشيخ ‪٧‬بمد القرشي‪ ،‬كالشيخ أبو ا‪٢‬بسن ا‪١‬بوسقي‪ ،‬كالشيخ أبو مدين ا‪٤‬بغريب‪ ،‬كالشيخ سويد‬
‫ُٕٖ‬ ‫السنجارم‪ ،‬كالشيخ عقيل ا‪٤‬بنبجي‪...................................................‬‬
‫ُٖٖ‬ ‫كمنهم الشيخ أبو نصّب‪ ،‬كالشيخ عدم بن مسافر‪ ،‬ك الشيخ علي السنجارم‪ ،‬كالشيخ موسى بن‬
‫ماىْب‪ ،‬كالشيخ رسبلف الدمشقي‪..........................................................‬‬
‫ُٖٗ‬ ‫كمنهم ا‪٢‬بافظ الذىيب‪ ،‬ك الشيخ العز بن عبد السبلـ‪.........................................‬‬
‫ُُٗ‬ ‫كمنهم ا‪٢‬بافظ أبو سعيد عبد الكر‪ٙ‬ب السمعا٘ب‪ ،‬كابن النجار‪ ،‬كابن رجب‪ ،‬كاإلماـ النوكم‪ ،‬كاإلماـ‬

‫‪641‬‬
‫ُّٗ‬ ‫ا‪٤‬بناكم‪...........................................................................‬‬
‫بعض مؤلفات سيدم اإلماـ عبد القادر ا‪١‬بيبل٘ب‪.............................................‬‬
‫سند الطريقة القادرية‪ ،‬كأهنا مبنية على الكتاب كالسنة‪ٜٔٛ .......................................‬‬
‫ََِ‬ ‫الفصل الثالث‬
‫ََِ‬ ‫في مولده‪ ،‬وبدايتو وم اىداتو إلى حين ظهوره م ثناء بعض األكابر‬
‫َُِ‬ ‫عليو‪....................‬‬
‫مرقد السيدة فاطمة كالدة اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪َُِ ...................................................‬‬
‫انقطاعو عن الطعاـ ُب مهده أياـ شهر رمضاف‪َِّ ..............................................‬‬
‫بداية الشيخ عبد القادر قدس سره كبشارتو بالوالية‪َِّ .........................................‬‬
‫سفره إٔب بغداد صغّبان كتوبة قطاع الطرؽ على يديو‪َِٖ .........................................‬‬
‫من أخبار سياحتو كالتقائو با‪٣‬بضر عليو السبلـ‪َِٗ ..............................................‬‬
‫من أخبار ‪٦‬باىداتو كانتصاره على الشيطاف كصربه على ا‪١‬بوع‪َُِ ................................‬‬
‫خرب حجو ُب شبابو‪ ،‬كاجتماعو بالشيخ ا‪١‬بليل عدم بن مسافر رضي اهلل عنهما‪ُِِ ................‬‬
‫من أخبار ‪٦‬باىداتو‪ُِِ ........................................................................‬‬
‫صحبتو للشيخ ‪ٞ‬باد الدباس رضي اهلل عنهما‪ُِّ ..............................................‬‬
‫ُِْ‬ ‫دخولو ‪٦‬بلس ا لشيخ منصور البطائحي رضي اهلل عنهما‪...................................‬‬
‫ُِْ‬ ‫حضوره ‪٦‬بالس الشيخ تاج العارفْب أيب الوفاء رضي اهلل عنهما‪.............................‬‬
‫ٕ٘ٔ‬ ‫تعرفو بالشيخ أيب سعيد ا‪٤‬بخرمي كصحبتو لو رضي اهلل عنهما‪..............................‬‬
‫ُِٕ‬ ‫تعرفو إٔب الشيخ يوسف ا‪٥‬بمدا٘ب كأخذه عنو‪.............................................‬‬
‫أكؿ كبلمو على الناس‪...............................................................‬‬
‫‪ٕٜٔ‬‬ ‫ظهوره وبناء مدرستو ‪................................................................‬‬
‫ِِْ‬ ‫إسبلـ معظم يهود كنصارل بغداد على يديو‪،‬كتزاحم الناس على ‪٦‬بالسو‪....................‬‬
‫ِْٖ‬ ‫الفصل الراب‬
‫ِٕٓ‬ ‫في ذكر جملة من كراماتو ومناقبو‪ ،‬وما من ا بو عليو من علو القدر وكثرة األتباع‪..........‬‬
‫َِٔ‬ ‫ذكر كرامة لو يتبعها تعليق كبياف‪..........................................................‬‬
‫ِِٔ‬ ‫كمن كراماتو كثرة أتباعو كشفاعتو ‪٤‬بريديو كعلو قدره كعظيم شأنو‪ ،‬كثناء بعض األكابر عليو‪....‬‬
‫ِّٔ‬ ‫ىو احمليط ا‪١‬بامع الذم تفرعت منو ٕبور ا‪٢‬بقائق كاألهنار‪ ،‬كشيخ الطرؽ كلها‪..................‬‬
‫ِْٔ‬ ‫العلًية‪،‬منها السهركردية‪...............................................‬‬
‫إتصاؿ الطرؽ بطريقتو ى‬
‫ِْٔ‬ ‫كمنها الدسوقية‪..........................................................................‬‬

‫‪640‬‬
‫كمنها الشاذلية‪ِٔٓ ...........................................................................‬‬
‫كمنها البدكية‪ِٔٔ ............................................................................‬‬
‫كمنها العلوانية‪ِٕٔ ...........................................................................‬‬
‫كمنها احمليوية كيقاؿ ا‪٢‬با‪ٛ‬بية‪ِٖٔ ................................................................‬‬
‫كمنها النقشبندية‪،‬ك سائر الطرؽ‪ِِٕ ...........................................................‬‬
‫أكثر الطرؽ انتشاران ُب العآب القادرية‪ِٕٕ .......................................................‬‬
‫ذكر عدد من التكايا القادرية ُب العراؽ‪....................................................‬‬
‫ذكر عدد من الطرؽ الٍب تفرعت من القادرية‪ٕٚٛ ...............................................‬‬
‫فركع القادرية تعدت ا‪٤‬بئتْب‪...............................................................‬‬
‫ِٖٕ‬ ‫الفصل الخامل‬
‫ِٕٗ‬ ‫في ذكر بعض األ عار المنسوبة‬
‫ِٕٗ‬ ‫إليو‪.......................................................‬‬
‫َِٖ‬ ‫قاؿ‪:‬‬
‫ُِٖ‬ ‫ما ُب الصبابة منهل مستعذب‪.........................................................‬‬
‫ُِٖ‬ ‫رفع ا‪٢‬بجب عن بدكر ا‪١‬بماؿ‪.........................................................‬‬
‫ِِٖ‬ ‫سقا٘ب ا‪٢‬بب كاسات الوصاؿ‪...‬كتسمى القصيدة الغوثية‪................................‬‬
‫ِّٖ‬ ‫أنا نشر العلوـ كالدرس شغلي‪.........................................................‬‬
‫ِّٖ‬ ‫رفعت على أعلى الورل أعبلمنا‪.......................................................‬‬
‫ِْٖ‬ ‫ك‪٤‬با صفا قليب كطابت سريرٌب‪.........................................................‬‬
‫ِْٖ‬ ‫نظرت بعْب الفكر ُب حاؿ حضرٌب‪....................................................‬‬
‫ِْٖ‬ ‫ٕب ٮبة بعضها تعلو على ا‪٥‬بمم‪.........................................................‬‬
‫ِٖٓ‬ ‫ركحي ألفت ٕبكم ُب القدـ‪..........................................................‬‬
‫ِٕٖ‬ ‫كمذعنك غبنا ذلك العاـ أننا‪..........................................................‬‬
‫أصبحت ألطف من مر النسيم سرل‪...................................................‬‬
‫‪ٕٜٛ‬‬ ‫يا دار أ‪٠‬باء بانت عنك أ‪٠‬باء‪.........................................................‬‬
‫ِٖٗ‬ ‫شرعت بتوحيد اإللػو مبسمبلن‪ ،‬كىي القصيدة الٍب يذكر فيها أ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب‪...........‬‬
‫ُِٗ‬ ‫خذ بلطفك يا إلػهي من لو زاد قليل‪ ،‬كتسمى الغوثية‪.................................‬‬
‫ُِٗ‬ ‫الفصل السادس‬
‫ِِٗ‬ ‫في ذكر بعض أوراده وأح ابو‪ ،‬وأوراد الطريقة‪ ،‬والخلوة‪ ،‬وكيفية أبذ العهد على الشي‬

‫‪642‬‬
‫ِِٗ‬ ‫فائدة لرفع الوسواس‪ ،‬ا‪٤‬بسبعات العشر‪ ،‬من أكراد سورة الفا‪ٙ‬بة مع الدعاء‪.....................‬‬
‫ِّٗ‬ ‫دعاء يسمى ا‪٢‬بزب الصغّب‪................................................................‬‬
‫ِْٗ‬ ‫حزب النصر‪.............................................................................‬‬
‫ِٔٗ‬ ‫حزب الفتح‪.............................................................................‬‬
‫ِٕٗ‬ ‫ا‪٢‬بزب ا‪٤‬ببارؾ‪...........................................................................‬‬
‫ََّ‬ ‫حزب ا‪٤‬بسمى بالصبلة الشريفة‪............................................................‬‬
‫َِّ‬ ‫حزب ا‪٤‬بسمى بالكربيت األ‪ٞ‬بر‪............................................................‬‬
‫حزب مبارؾ‪.............................................................................‬‬
‫من أكراد السلوؾ‪........................................................................‬‬
‫ا‪٣‬بلوة األربعينية‪َّْ ..........................................................................‬‬
‫كيفية أخذ العهد كا‪٤‬ببايعة‪َّٔ .................................................................‬‬
‫َّٖ‬ ‫الفصل الساب‬
‫ُِّ‬ ‫في ذكر بعض ك مو في اآلداب‪ ،‬والوعظ واإلر اد‬
‫من كبلمو ُب صفة الشيخ ا‪٤‬برشد‪ُّّ ..........................................................‬‬
‫من كبلمو ُب آداب ا‪٤‬بريدين‪ُّْ ...............................................................‬‬
‫من كبلمو ُب أدب ا‪٤‬بريد مع شيخو‪ُّْ ........................................................‬‬
‫من كبلمو ُب أدب الصحبة مع اإلخواف‪ُّٔ ....................................................‬‬
‫من كبلمو ُب أدب الصحبة مع األجانب‪ُّٖ ...................................................‬‬
‫من كبلمو ُب أدب الصحبة مع األغنياء‪َِّ .....................................................‬‬
‫من كبلمو ُب أدب الصحبة مع الفقراء‪ُِّ .....................................................‬‬
‫من كبلمو ُب أدب الفقّب ُب فقره‪ٖٕٕ ..........................................................‬‬
‫من كبلمو ُب أدب ا‪٤‬بريد ُب عشرتو مع إخوانو‪ِّْ ..............................................‬‬
‫من كبلمو ُب آداب ا‪٤‬بريدين فيما بينهم‪ِّٔ ....................................................‬‬
‫من كبلمو ُب آداب ا‪٤‬بريدين عند األكل‪ِّٖ ....................................................‬‬
‫بعض اآلداب العامة‪َّّ .....................................................................‬‬
‫من كبلمو ُب صفة الفقّب ( أم الصوُب)‪َّّ ....................................................‬‬
‫ذكر كصيتو الٍب َّبْب فيها بعض صفات الصوُب‪ ،‬كعلى ما بنيت طريقتو‪ُّّ .......................‬‬
‫من كبلمو ُب اجملاىدة‪ُّّ ...................................................................‬‬
‫من كبلمو ُب التوكل‪ّّّ .....................................................................‬‬

‫‪643‬‬
‫ّّْ‬ ‫من كبلمو ُب حسن ا‪٣‬بلق‪................................................................‬‬
‫ّّٓ‬ ‫من كبلمو ُب الشكر‪....................................................................‬‬
‫َّْ‬ ‫من كبلمو ُب الصرب‪......................................................................‬‬
‫ُّْ‬ ‫من كبلمو ُب الرضا‪......................................................................‬‬
‫ِّْ‬ ‫من كبلمو ُب الصدؽ‪....................................................................‬‬
‫ِّْ‬ ‫ُب بعض أجوبتو على أسئلة ُب بعض ا‪٤‬بصطلحات كغّبىا‪....................................‬‬
‫ِّْ‬ ‫من كبلمو ُب ( اسم اهلل األعظم )‪.........................................................‬‬
‫ِّْ‬ ‫توضيح لمعا ي بعض الكلمات‪ُ ،‬ب معُب‬
‫ِّْ‬ ‫ا‪٢‬باؿ‪..............................................‬‬
‫ِّْ‬ ‫ا‪٤‬بقاـ‪...................................................................................‬‬
‫ّّْ‬ ‫القبض‪..................................................................................‬‬
‫ّّْ‬ ‫البسط‪..................................................................................‬‬
‫ّْْ‬ ‫ا‪٥‬بيبة‪....................................................................................‬‬
‫ّْٓ‬ ‫األنس‪..................................................................................‬‬
‫‪ٖٗٙ‬‬ ‫التواجد‪ ،‬كالوجد‪ ،‬كالوجود‪...............................................................‬‬
‫ّْٖ‬ ‫الشهود‪.................................................................................‬‬
‫َّٓ‬ ‫الكشف‪.................................................................................‬‬
‫ِّٓ‬ ‫اإلشارة‪.................................................................................‬‬
‫ّّٓ‬ ‫ا‪٣‬بواطر‪.................................................................................‬‬
‫ّْٓ‬ ‫ذكر بعض ك مو في الوعظ واإلر اد‪....................................................‬‬
‫ّْٓ‬ ‫ما كاف يفتتح بو ‪٦‬بلسو من الكبلـ‪.........................................................‬‬
‫ّٓٓ‬ ‫من كبلمو ُب التسليم كعدـ االعَباض على اهلل‪.............................................‬‬
‫ّٔٓ‬ ‫من كبلمو ُب ا‪٢‬بث على الصرب كمواساة الفقراء‪............................................‬‬
‫ّٔٓ‬ ‫من كبلمو ُب القناعة كالتسليم هلل‪..........................................................‬‬
‫ّٕٓ‬ ‫من كبلمو ُب ا‪٢‬بث على التوبة‪............................................................‬‬
‫ّٖٓ‬ ‫من كبلمو ُب أخذ األسباب الٍب توصلك إٔب ‪٧‬ببة اهلل‪........................................‬‬
‫ّٖٓ‬ ‫من كبلمو ُب نصيحة ا‪٤‬بؤمن ألخيو‪.........................................................‬‬
‫ّٗٓ‬ ‫من كبلمو‪ ،‬الوصية بالصرب‪................................................................‬‬
‫ّْٔ‬ ‫من كبلمو ُب التحذير من الرياء كالنفاؽ‪....................................................‬‬

‫‪644‬‬
‫ّٓٔ‬ ‫من كبلمو ُب الصرب على ‪ٙ‬بمل الببلء‪......................................................‬‬
‫ّٔٔ‬ ‫من كبلمو ُب عدـ التكلف‪................................................................‬‬
‫ّٕٔ‬ ‫من كبلمو ُب ا‪٤‬بعرفة باهلل عز كجل‪........................................................‬‬
‫ّٖٔ‬ ‫من كبلمو ُب النهي عن االستهانة باألكلياء كالعلماء‪ ،‬كا‪٢‬بث على طلب العلم‪..................‬‬
‫ُّٕ‬ ‫من كبلمو ُب جهاد النفس‪................................................................‬‬
‫ِّٕ‬ ‫من كبلمو ُب الوصية بالفقراء‪ ،‬كأف ٰبب ألخيو ما ٰبب لنفسو‪...............................‬‬
‫ّّٕ‬ ‫من كبلمو ُب اإلخبلص كاجملاىدة‪..........................................................‬‬
‫من كبلمو ُب التحذير من أذية ا‪٤‬بسلم‪......................................................‬‬
‫من كبلمو ُب أمور متفرقة‪ٖٚٚ .................................................................‬‬
‫من كبلمو‪ُ ،‬ب ترؾ ا‪٤‬برء ما ال يعنيو‪........................................................‬‬
‫من كبلمو ُب ذـ حب الدنيا‪ ،‬كالتكرب‪ٖٜٜ ......................................................‬‬
‫من كبلمو ُب حقيقة التقول‪ ،‬كأمور متفرقة‪ََْ ................................................‬‬
‫ََْ‬ ‫الفصل الثامن‬
‫َِْ‬ ‫في صفتو وأب قو وتواضعو وأحوالو وثناء بعض األع ـ عليو‪..........................‬‬
‫َْْ‬ ‫الفصل التاس‬
‫َْٖ‬ ‫في ذكر أوالده األكػابر قدسػت أسػرارىم‪..............................................‬‬
‫َْٗ‬ ‫السيد عبد اهلل‪............................................................................‬‬
‫َْٗ‬ ‫السػػيد عبػػد الوىػػاب‪.......................................................................‬‬
‫َْٗ‬ ‫الس ػػيد عب ػػد ال ػػرزاؽ‪........................................................................‬‬
‫َُْ‬ ‫السػػيد نصػػر بػػن عبػػد الػػرزاؽ‪................................................................‬‬
‫ُُْ‬ ‫السػػيد عبػػد العزيػػز‪.........................................................................‬‬
‫ُُْ‬ ‫السػػيد عبػػد ا‪١‬ببػػار‪.........................................................................‬‬
‫ُُْ‬ ‫السػػيد ‪٧‬بمػػد‪..............................................................................‬‬
‫ُّْ‬ ‫الس ػػيد موس ػػى‪............................................................................‬‬
‫السيد عيسػى‪.............................................................................‬‬
‫الس ػػيد إب ػراىيم‪ُْٕ ............................................................................‬‬
‫السيد ٰبػٓب‪...............................................................................‬‬
‫السػػيدة فاطمػػة‪............................................................................‬‬
‫السيدة خدٯبة‪...........................................................................‬‬

‫‪645‬‬
‫الفصل العا ر‬
‫في ذكر وفاة سيد ا م يي الدين عبد القادر ال ي ي رضي ا‬
‫عنو‪......................‬‬

‫تى فهرش انجسء األول وٌهٍه‬

‫فهرش انجسء انثاًَ يٍ كتاب إتحاف األكاتر فً سٍرج ويُاقة اإلياو يحًٍ اندٌٍ عثد‬
‫انقادرانجٍالًَ‬
‫وتعض يشاهٍر ذرٌته أونً انفضم وانًآثر رضً هللا عُهى‬

‫‪646‬‬
‫ذرية اإلماـ ال ي ي رضي ا عنهم‪ٕٗٗ ......................................................‬‬
‫ذرية السيد عبد الوىاب قد تقدـ الك ـ عنها عند ذكره في ال رء األوؿ‬
‫ذرية السيد عيسى‪ٕٗٗ ..............................................................‬‬
‫ذرية السيد ي يى‪ٕٗ٘ .........................................................................‬‬
‫السيد عبد العزيز ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٢‬ببشي من ذرية السيد ٰبٓب‪ِْٓ .......................................‬‬
‫ذرية السيد ابراىيم‪ٕٗٚ ......................................................................‬‬
‫من ذريتو السيد ‪٧‬بمد العريب بن الطيب بن ‪٧‬بمد القادرم‪ِْٖ ....................................‬‬
‫كمن ذريتو السيد ‪٧‬بمد بن الطيب بن عبد السبلـ القادرم‪ِْٖ ...................................‬‬
‫ذرية السيد م مد‪ ،‬ومن ذريتو إماـ ال رمين السيد أحمد بن زيني ٖٔٗ‬
‫دح ف‪ٖٗٙ ......................‬‬
‫ذرية السيد عبد الرزاؽ‪ّْٔ ..................................................................‬‬
‫أكالد السيد نصر ابن السيد عبد الرزاؽ‪ّْٕ .....................................................‬‬
‫أكالد السيد ‪٧‬بمد بن نصر كىم السادة‪ :‬عبد القادر‪ ،‬كعبد اهلل‪ ،‬كأ‪ٞ‬بد ظهّب الدين‪ ،‬كعبد الرزاؽ‪.‬‬
‫كمن مشاىّب ذرية السيد عبد الرزاؽ ابن اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب السيد ٰبٓب سيف الدين بن أ‪ٞ‬بد ظهّب الدين ّْٖ‬
‫ّْٗ‬ ‫البغدادم ٍب ا‪٢‬بموم‪..................................................................‬‬
‫السيد مشس الدين ‪٧‬بمد بن ٰبٓب سيف الدين‪ّْٗ ................................................‬‬
‫السيد عبد القادر‪ ،‬كالسيد عبلء الدين علي أبناء السيد مشس الدين ‪٧‬بمد‪َْْ .......................‬‬
‫السادة مشس الدين ‪٧‬بمد‪ ،‬كبدر الدين حسن‪ ،‬كبدر الدين حسْب أبناء السيد عبلء الدين علي‪َْْ ....‬‬
‫كمنهم السيد مشس الدين ‪٧‬بمد بن عبد القادر بن ‪٧‬بمد بن نصر ابن السيد عبد الرزاؽ‪..........‬‬
‫كمنهم السيد ‪٧‬بيي الدين عبد القادر بن ‪٧‬بمد بن عبد القادر بن مشس الدين ‪٧‬بمد بن عبلء الدين َْْ‬
‫علي‪ُْْ .....................................................................................‬‬
‫كمنهم السادة‪ :‬دركيش‪ ،‬كشرؼ الدين‪ ،‬كعفيف الدين أبناء السيد ‪٧‬بيي الدين عبد القادر‪ِْْ .......‬‬
‫كمنهم السيد مشس الدين ‪٧‬بمد كأخوه السيد أ‪ٞ‬بد أبناء السيد بدر الدين حسن‪ِْْ .................‬‬
‫كمنهم السيد عبد الرزاؽ بن مشس الدين ‪٧‬بمد بن بدر الدين حسن‪ِْْ ............................‬‬
‫كمنهم السيد عبد الباسط كشقيقو أبو النجا أبناء السيد أ‪ٞ‬بد ابن السيد بدر الدين حسن‪ّْْ ........‬‬
‫كمنهم السيد ‪٧‬بيي الدين ٰبٓب بن بدر الدين حسْب‪ّْْ ...........................................‬‬
‫كمنهم السيد شرؼ الدين قاسم بن ‪٧‬بيي الدين ٰبٓب‪.........................................‬‬
‫كمنهم السادة‪ :‬مشس الدين ‪٧‬بمد‪ ،‬كشهاب الدين أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كعبد القادر‪ ،‬كبركات‪ ،‬ك‪٧‬بمد أبو الوفا أبناء ّْْ‬

‫‪647‬‬
‫السيد شرؼ الدين قاسم‪..............................................................‬‬
‫ْْْ‬ ‫كمنهم نقيب األشراؼ السيد أ‪ٞ‬بد بن علي ا‪٥‬بامشي ككلداه نقيب األشراؼ شرؼ الدين‪ ،‬كنقيب‬
‫ْْْ‬ ‫األشراؼ ٰبٓب‪............................................................................‬‬
‫ْْٓ‬ ‫كمنهم السادة‪ :‬عبلء الدين‪ ،‬كجود اهلل‪ ،‬كعلي أبناء نقيب األشراؼ ٰبٓب‪.......................‬‬
‫ْْٓ‬ ‫كمنهم نقيب األشراؼ السيد عبد الرزاؽ ابن نقيب األشراؼ السيد شرؼ الدين‪...............‬‬
‫ْْٓ‬ ‫كمنهم نقيب األشراؼ السيد ياسْب ابن السيد عبد الرزاؽ‪...................................‬‬
‫ْْٓ‬ ‫كمنهم نقيب األشراؼ السيد عمر كشقيقو السيد عبد اهلل الكبّب اجملذكب أبناء السيد ياسْب‪.....‬‬
‫ْْٔ‬ ‫كمنهم السيد علي الكيبل٘ب كشقيقو السيد ‪٧‬بمد سعدم األزىرم أبناء السيد عمر‪.............‬‬
‫كمنهم السيد ‪٧‬بمد ‪٪‬بيب كشقيقو السيد ‪٧‬بمد مكرـ أبناء السيد ‪٧‬بمد األزىرم‪.................‬‬
‫ْْٔ‬ ‫كمنهم نقيب األشراؼ السيد ‪٧‬بمد مرتضى ابن السيد ‪٧‬بمد ‪٪‬بيب‪ ،‬ككلده نقيب األشراؼ السيد‬
‫صاّب‪....................................................................................‬‬
‫ْْٔ‬ ‫كمنهم نقيب األشراؼ السيد ‪٧‬بمد طاىر الكيبل٘ب بن عبد اهلل بن إبراىيم بن ‪٧‬بمد سعيد ابن السيد‬
‫ْْٔ‬ ‫عبد اهلل الكبّب اجملذكب‪.....................................................................‬‬
‫‪ٗٗٚ‬‬ ‫كمنهم نقيب األشراؼ السيد ‪٧‬بمد مرتضى الكيبل٘ب‪ ،‬من أىل القرف ا‪٤‬باضي‪....................‬‬
‫ٗ٘ٗ‬ ‫ؿ زكريا الكي ي في ماؿ لبناف من ذرية السيد عبد الرزاؽ‪...........................‬‬
‫‪ٜٗ٘‬‬ ‫ؿ ال اج الكي ي في ماؿ لبناف من ذرية السيد عبد‬
‫الرزاؽ‪ٗٙٓ ...........................‬‬
‫ٕ‪ٗٙ‬‬ ‫ؿ الكلل و ؿ رؼ الدين الكي ي في ماؿ لبناف من ذرية السيد عبد الرزاؽ‪.........‬‬
‫ّْٔ‬ ‫ؿ البيروتي في رابلل الشاـ من ذرية السيد عبد الرزاؽ‪.............................‬‬
‫ْٕٔ‬ ‫ؿ القاسمي و ؿ الخطيب في‬
‫َْٕ‬ ‫دمش ‪...................................................‬‬
‫ُْٕ‬ ‫من مشاىّب آؿ القا‪٠‬بي السيد قاسم الكيبل٘ب الشهّب با‪٢‬ببلؽ‪.................................‬‬
‫ُْٕ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد سعيد القا‪٠‬بي‪.................................................................‬‬
‫ُْٕ‬ ‫السيد صبلح الدين يوسف القا‪٠‬بي‪.........................................................‬‬
‫ِْٕ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد ‪ٝ‬باؿ الدين القا‪٠‬بي‪............................................................‬‬
‫ْْٕ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد ضياء الدين‪...................................................................‬‬
‫ْٕٓ‬ ‫مسلَّم‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمد ظافر‪......................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد ى‬
‫ْٕٔ‬ ‫‪ٞ‬بن‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمد القا‪٠‬بي‪....................................................‬‬‫السيد عبد الر م‬

‫‪648‬‬
‫ْٕٕ‬ ‫السيد عبد الغِب‪..........................................................................‬‬
‫ْٖٕ‬ ‫ؿ الخطيب السيد عبد القادر ا‪٣‬بطيب‪.........................................‬‬ ‫ومن مشاي‬
‫ْٕٗ‬ ‫السيد أبو ا‪٣‬بّب ىبة اهلل‪....................................................................‬‬
‫َْٖ‬ ‫السيد أبو الفرج‪..........................................................................‬‬
‫ُْٖ‬ ‫السيد أبو الفتح‪ ،‬كالسيد أبو النصر‪.........................................................‬‬
‫ِْٖ‬ ‫السيد ثوباف‪ ،‬كالسيد عبد الفتاح‪...........................................................‬‬
‫ّْٖ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد سهل ا‪٣‬بطيب‪.................................................................‬‬
‫ْٖٓ‬ ‫السيد كماؿ الدين‪ ،‬كالسيد حسن‪.........................................................‬‬
‫ْٖٔ‬ ‫‪ٞ‬بن بن أ‪ٞ‬بد‪................................................................‬‬ ‫السيد عبد الر م‬
‫ْٕٖ‬ ‫‪ٞ‬بن ابن السيد رشيد‪.........................................................‬‬ ‫السيد عبد الر م‬
‫ْٖٖ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد ىاشم ابن السيد رشيد‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمد بشّب ابن السيد ‪٧‬بمد ىاشم ‪................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد توفيق ابن السيد حسن‪ٜٗٛ .........................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد رشيد‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمد صاّب‪ٜٗٓ .....................................................‬‬
‫عدد من مشايخ آؿ ا‪٣‬بطيب‪ٜٕٗ ...............................................................‬‬
‫ؿ سليماف الخطيب في حوراف‪ٜٕٗ ...........................................................‬‬
‫ؿ الخطيب في رابلل الشاـ‪ٜٕٗ ............................................................‬‬
‫ؿ الكليدار في العراؽ‪ٜٖٗ ...................................................................‬‬
‫ذرية السيد عبد الرزاؽ في مصر‪ٜٗٗ ..........................................................‬‬
‫ذرية السيد عبد الرزاؽ في الهند‪ْْٗ ..........................................................‬‬
‫ْْٗ‬ ‫ذرية السيد عبد الرزاؽ في األردف (عشّبة الربايعة)‪........................................‬‬
‫ْٔٗ‬ ‫ذرية السيد عبد الع ي ابن اإلماـ ال ي ي‪............................................‬‬
‫ْٕٗ‬ ‫من مشاىّب ذريتو السيد ‪٧‬بمد ا‪١‬ببإب‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمد حساـ الدين شرشيق‪......................‬‬
‫ْٖٗ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد مشس الدين األكحل‪...........................................................‬‬
‫ْٗٗ‬ ‫السيد عز الدين حسْب‪....................................................................‬‬
‫السيد علي نور الدين‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمد مشس الدين‪.............................................‬‬
‫السيد موسى شرؼ الدين‪ْٗٗ .................................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد شرؼ الدين‪ ،‬كالسيد أبو البقاء أ‪ٞ‬بد‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمد زين العابدين‪َُٓ ..................‬‬
‫السادة‪ :‬علي نور الدين الكبّب‪ ،‬كأبو بكر عبد العزيز‪ ،‬كيعقوب‪ ،‬كيعقوب أيضان‪ ،‬ك‪٧‬بمد‪ ،‬كعلي الزعيب‬

‫‪649‬‬
‫ا‪٤‬بلقب با‪٤‬بقرفص‪...................................................................‬‬
‫السيد أبو بكر ‪٧‬بمد عبد اهلل‪ ،‬كالسيد ‪٧‬بمد بدر الدين الزعيب أبا شعفة‪َُٓ ........................‬‬
‫َِٓ‬
‫َّٓ‬ ‫ؿ ال عبي في ماؿ لبناف‬
‫من مشاىّبىم السيد أبو علي ‪٧‬بمد أكؿ من استوطن طرابلس الشاـ من آؿ الزعيب‪َْٓ .............‬‬
‫السيد عبد الفتاح الزعيب األكؿ‪َٕٓ .............................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد ‪٪‬بيب‪َٖٓ .........................................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد بدر الدين‪ُُٓ .....................................................................‬‬
‫السيد فتح اهلل بن ‪٧‬بمد بدر الدين‪ُّٓ ..........................................................‬‬
‫السيد عبد الفتاح الثا٘ب بن ‪٧‬بمد بدر الدين‪ُّٓ .................................................‬‬
‫أبناء السيد عبد الفتاح الثا٘ب‪...............................................................‬‬
‫كمن أعبلـ الزعبية السادة‪ :‬خالد الزعيب‪ ،‬ك عبد ا‪٢‬بق كشقيقو عبد العزيز‪ُْٓ ......................‬‬
‫ذكر عدد من مشايخ آؿ الزعيب ُب طرابلس‪ُٓٓ .................................................‬‬
‫ُٔٓ‬ ‫ؿ ال عبي في عكار من ماؿ لبناف‬
‫من مشاىّبىم السيد بكار ابن السيد ‪٧‬بمد ا‪٤‬بكُب با‪٢‬بكيم‪ُٓٗ ....................................‬‬
‫السيد عبد اهلل ابن السيد خضر الزعيب دفْب حيزكؽ‪ٕ٘ٓ ..........................................‬‬
‫السيد أ‪ٞ‬بد شاكر الزعيب‪ٕ٘ٔ ..................................................................‬‬
‫كمن مشايخ الزعبية ُب حيزكؽ السادة‪ :‬خضر‪ ،‬كسعيد ككلده ند‪ٙ‬ب‪ ،‬كعبد القادر ككلده ‪٧‬بمد‪ٕٕ٘ ....‬‬
‫ؿ ال عبي في قرية مش ة عكار منهم‪ :‬السيد أحمد بن عبد الغني ٖٕ٘‬ ‫ذكر عدد من مشاي‬
‫ال عبي‪ٕ٘ٗ .‬‬
‫ؿ ال عبي في عكار العتيقة‪ٕ٘ٗ ...............................................................‬‬
‫‪ٕ٘ٙ‬‬ ‫ؿ ال عبي في مشتى حمود‬
‫ِٔٓ‬ ‫عكار‪...........................................................‬‬
‫ِٕٓ‬ ‫ؿ القادري في قرية م دؿ عكار‪..........................................................‬‬
‫ِٖٓ‬ ‫ؿ ال وري من زعبية ال صن‪.............................................................‬‬
‫ُّٓ‬ ‫ؿ قاسم بريي في رابلل الشاـ‪........................................................‬‬
‫ّٔٓ‬ ‫ؿ الدىيػبي في قرية دار عمار وغيرىا من ماؿ لبناف‪...............................‬‬
‫ّٖٓ‬ ‫عمار‪................................‬‬
‫من أعبلمهم السيد ‪٧‬بمد الذىبػي الدىيػيب دفْب دار َّ‬

‫‪651‬‬
‫ِْٓ‬ ‫أبناؤه السادة‪ :‬أبو علي إبراىيم‪ ،‬كحسْب‪ ،‬كعبد اهلل‪ ،‬كأ‪ٞ‬بد‪ ،‬كعمر‪............................‬‬
‫ْٓٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد كشقيقو السيد حسن أبناء السيد أبو علي إبراىيم‪.................................‬‬
‫ِٓٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد بن إبراىيم بن ‪٧‬بمد‪............................................................‬‬
‫ّٓٓ‬ ‫السيد مصطفى (دفْب ا‪٤‬بنية) بن حسْب ابن السيد ‪٧‬بمد الدىيػيب الذىبػي‪....................‬‬
‫‪٘٘ٛ‬‬ ‫السيد حسن بن ‪٧‬بمد ابن السيد مصطفى‪...................................................‬‬
‫ٕ‪٘ٙ‬‬ ‫السيد عمر بن حسْب بن خليل بن حسْب ابن السيد ‪٧‬بمد الدىيػيب الذىبػي‪.................‬‬
‫ٕ‪٘ٙ‬‬ ‫السيد أ‪ٞ‬بد ابن السيد ‪٧‬بمد الدىيػيب الذىبػي‪.............................................‬‬
‫ٗ‪٘ٙ‬‬ ‫السيد عمر ابن السيد ‪٧‬بمد الدىيػيب الذىبػي‪.............................................‬‬
‫السيد خضر ابن السيد عمر دفْب ميناء طرابلس ‪..............................................‬‬
‫ٓٔٓ‬ ‫مش ر سب ؿ الدىيػبي‪................................................................‬‬
‫ٓٔٓ‬ ‫ؿ ال عبي في قرية تل كل في الدولة السورية‪.........................................‬‬
‫ٔٔٓ‬ ‫ذكر عدد من قباء األ راؼ في العراؽ من ذرية السيد عبد الع ي ‪.........................‬‬
‫ٔٔٓ‬ ‫(م حظة)‪.................................................................................‬‬
‫ٕٔٓ‬ ‫ذكر عدد من مشاىير ذرية اإلماـ ال ي ي غير الذين مرت أسماؤىم‬
‫ٖٔٓ‬ ‫السيد آدـ الكيبل٘ب‪.........................................................................‬‬
‫ٖٔٓ‬ ‫السيد إبراىيم الشهّب بالغبلييِب‪..............................................................‬‬
‫ٗٔٓ‬ ‫السيد تاج العارفْب أ‪ٞ‬بد ابن السيد قاسم‪.....................................................‬‬
‫ٗٔٓ‬ ‫السيد أ‪ٞ‬بد بن عبد اهلل النوبا٘ب‪..............................................................‬‬
‫ٗٔٓ‬ ‫السيد إسحاؽ بن عبد القادر الكيبل٘ب‪........................................................‬‬
‫ِٕٓ‬ ‫السيد إقباؿ القادرم‪........................................................................‬‬
‫ّٕٓ‬ ‫السيد هباء الدين القادرم اجملذكب‪...........................................................‬‬
‫ْٕٓ‬ ‫السيد حسْب بن عبد القادر الكيبل٘ب ا‪٢‬بموم‪.................................................‬‬
‫ٕٓٓ‬ ‫السيد سعيد الكيبل٘ب‪.......................................................................‬‬
‫ٕٔٓ‬ ‫السيد إبراىيم حلمي نيازم‪.................................................................‬‬
‫ٕٔٓ‬ ‫السيد عبد ا‪٤‬بنعم بن عبد النيب القادرم‪.......................................................‬‬
‫ٕٕٓ‬ ‫السيد حسْب أ‪ٞ‬بد علي القادرم‪............................................................‬‬
‫ٕٕٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد الفارضي‪.......................................................................‬‬
‫ٕٕٓ‬ ‫السيد مسعود حجازم‪.....................................................................‬‬

‫‪650‬‬
‫ٖٕٓ‬ ‫السيد تاج العارفْب القادرم‪.................................................................‬‬
‫ٖٕٓ‬ ‫السيد سليماف بن عبد القادر‪................................................................‬‬
‫ٕٗٓ‬ ‫السيد سيف الدين بن زيد‪..................................................................‬‬
‫َٖٓ‬ ‫السيد صاّب الكيبل٘ب‪.......................................................................‬‬
‫ُٖٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد بن صاّب‪.......................................................................‬‬
‫ِٖٓ‬ ‫السيد صفي الدين بن ‪٧‬بمد الكيبل٘ب‪.........................................................‬‬
‫ِٖٓ‬ ‫السيد ظبياف الكيبل٘ب‪.......................................................................‬‬
‫ّٖٓ‬ ‫السيد سعيد أفندم الكيبل٘ب‪.................................................................‬‬
‫ّٖٓ‬ ‫السيد عبد ا‪٢‬بميد بن ‪٪‬بيب النوبا٘ب‪..........................................................‬‬
‫ْٖٓ‬ ‫السيد عبد الرح مم مُف بن عبد القادر الكيبل٘ب نقيب‬
‫ْٖٓ‬ ‫األشراؼ‪.....................................‬‬
‫ْٖٓ‬ ‫السيد عبد الرح مم مُف بن عبد القادر ا‪٥‬بامشي نقيب‬
‫ْٖٓ‬ ‫األشراؼ‪......................................‬‬
‫ٖٓٓ‬ ‫‪ٞ‬بن بن علي القادرم نقيب األشراؼ‪...........................................‬‬ ‫السيد عبد الر م‬
‫ٖٓٓ‬ ‫السيد عبد الرح مم مُف بن ‪٧‬بمد األكجاقي‬
‫ٖٔٓ‬ ‫ا‪٤‬بصرم‪................................................‬‬
‫ٖٔٓ‬ ‫السيد عبد القادر بن إبراىيم ا‪١‬بيبل٘ب‪.........................................................‬‬
‫ٖٔٓ‬ ‫السيد عبد القادر بن العريب القادرم‪.........................................................‬‬
‫ٕٖٓ‬ ‫السيد عبد القادر بن علي ا‪١‬بيبل٘ب‪...........................................................‬‬
‫ٕٖٓ‬ ‫السيد عبد القادر القادرم‪..................................................................‬‬
‫ٖٖٓ‬ ‫السيد عبد القادر بن عمر الشهّب بشاه كدا‪..................................................‬‬
‫ٖٖٓ‬ ‫السيد عبد القادر بن ‪٧‬بمد الكيبل٘ب ا‪٢‬بموم‪..................................................‬‬
‫ٖٖٓ‬ ‫السيد عبد القادر ا‪٢‬باج ا‪١‬بيبل٘ب الطرابلسي ا‪٤‬بلقب (بالناجي)‪..................................‬‬
‫ٖٗٓ‬ ‫السيد علي أبو علوؾ الشهرزكرم‪...........................................................‬‬
‫َٗٓ‬ ‫السيد علي بن داكد‪........................................................................‬‬
‫َٗٓ‬ ‫السيد علي بن ‪٧‬بمد الكيبل٘ب‪................................................................‬‬
‫ُٗٓ‬ ‫السيد علي ا‪٥‬بامشي‪.........................................................................‬‬
‫ُٗٓ‬ ‫السيد قاسم بن عبد السبلـ القادرم‪.........................................................‬‬
‫ُٗٓ‬ ‫السيد قاسم القادرم‪.......................................................................‬‬

‫‪652‬‬
‫ُٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد إبراىيم الكيبل٘ب‪................................................................‬‬
‫ِٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد الكيبل٘ب بن إبراىيم الشريف‪.....................................................‬‬
‫ِٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد بن إبراىيم الكيبل٘ب‪.............................................................‬‬
‫ّٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد بن أيب السعود الكيبل٘ب‪..........................................................‬‬
‫ّٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد األمْب الكيبل٘ب‪.................................................................‬‬
‫ّٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد تقي الدين ا‪٤‬بلقب بأيب شعر القادرم ا‪٢‬بنبلي‪.......................................‬‬
‫ٓٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد بن صاّب الكيبل٘ب‪...............................................................‬‬
‫ٓٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد بن عبد القادر بن ‪٧‬بمد حجازم‪.................................................‬‬
‫ٓٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد بن عبد اهلل الكيبل٘ب ا‪٤‬بعركؼ ٗببل صفي‪..........................................‬‬
‫ٓٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد علي بن ‪٧‬بمد الكيبل٘ب‪..........................................................‬‬
‫ٔٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد طو غزاؿ‪.......................................................................‬‬
‫ٔٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد فتحا بن قاسم الفاسي ا‪٤‬بغريب‪....................................................‬‬
‫ٔٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد القادرم‪.......................................................................‬‬
‫ٕٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد فريز الكيبل٘ب‪...................................................................‬‬
‫ٖٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد القادرم الدىلوم‪...............................................................‬‬
‫ٖٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد الكيبل٘ب‪.......................................................................‬‬
‫ٖٗٓ‬ ‫السيد ‪٧‬بمد الكيبل٘ب‪.......................................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد القادرم‪...............................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد نورم الكيبل٘ب ا‪٢‬بموم‪.........................................................‬‬
‫‪ٜٜ٘‬‬ ‫السيد ‪٧‬بمد بن يوسف الكيبل٘ب‪.............................................................‬‬
‫السيد ‪٧‬بمد بن إبراىيم الغبلييِب‪.............................................................‬‬
‫ٓٓ‪ٙ‬‬ ‫السيد ‪٧‬بمود بن حسْب األفضلي ا‪٢‬بازقي الشهّب بالصادُب‪.....................................‬‬
‫ٔٓ‪ٙ‬‬ ‫السيد ‪٧‬بمود الكيبل٘ب نقيب األشراؼ‪........................................................‬‬
‫ٔٓ‪ٙ‬‬ ‫السيد نعمة اهلل بن عبد اهلل ا‪١‬بيبل٘ب ا‪٥‬بندم‪...................................................‬‬
‫ٕٓ‪ٙ‬‬ ‫السيد يعقوب بن عبد القادر الكيبل٘ب‪........................................................‬‬
‫ذكر بعض العائ ت و العشائر القادرية غير التي مرت معنا‬
‫عشيرة البو جمعة‪ ،‬وال داحدة‪ ،‬و ؿ الشي عيداف‪ ،‬وال ياليين‪ ،‬وحمد البكر‪ ،‬والبو حسن‬
‫البكر‪ ،‬والبو غنيمة‪ ،‬وابو جاسم الملقبين (المناترة)‪ ،‬والبو غناـ‪ٕٙٓ ،‬‬
‫والمطالكة‪.............................‬‬

‫‪653‬‬
‫والعشارات‪ ،‬والبو صفو‪ ،‬واألغوات‪ ،‬و ؿ األلوسي‪ ،‬و ؿ القاضي‪،‬والبو حاج أمين‪ ،‬والبػػو‬
‫جمالة‪ ،‬والبو أميل‪ ،‬وىذه العائ ت كلها في العراؽ‪ٙٓٗ ..........................................‬‬
‫ؿ الدباغ في حمص واستو ن بعضهم رابلل‪.............................................‬‬
‫ؿ امية‪ ،‬و ؿ دبل وزيت في دمش ‪ ،‬ولقبوا بآؿ ال افظ لكثرة حفظة القر ف منهم‪ٙٓ٘ ........‬‬
‫‪ٙٓٚ‬‬ ‫ؿ اإلسكندرا ي في دمش ‪ ،‬و ؿ ال نظل‪ ،‬و ؿ‬
‫ُٗٔ‬ ‫السدالف‪....................................‬‬
‫َُٔ‬ ‫ؿ الهوادي‪ ،‬و ؿ الع ي ي‪ ،‬و ؿ الراجح‪ ،‬و ؿ ال نيدات‪ ،‬و ؿ الشرابية البو م مد‪ ،‬و ؿ عبد‬
‫ُُٔ‬ ‫الرزاؽ‪ ،‬و ؿ عيسى‪ ،‬و ؿ الفقيات‪ ،‬و ؿ الفرفور في دمش الذين ظهر فيهم عدد كبير مػن‬
‫ُِٔ‬ ‫العلماء‪....................................................................................‬‬
‫ُِٔ‬ ‫ؿ قرقاش‪ ،‬و ؿ الليات‪ ،‬و ؿ الم ذوب‪ ،‬و ؿ المد ي‪ ،‬و ؿ المر دية‪ ،‬و ؿ المل ػ ػػكاوي‪ ،‬و ؿ‬
‫ُّٔ‬ ‫م مدية‪...............................................................................‬‬
‫ُّٔ‬ ‫وي في دمش و بيروت‪ ،‬و ؿ يو ل‪ ،‬و ؿ البو اصر و ؿ جلوؿ و ؿ‬ ‫ؿ رومية‪ ،‬و ؿ الن‬
‫ُّٔ‬ ‫الدسوقي في‬
‫ُْٔ‬ ‫دمش ‪........................................................................‬‬
‫الخاتمة في بعض األدعية واألذكار‪ ،‬دعاء صف‬
‫عباف‪ُْٔ ......................................‬‬
‫دعاء سر آية الكرسي‪......................................................................‬‬
‫دعاء صبلة االستخارة‪ُٔٓ ......................................................................‬‬
‫دعاء صبلة ا‪٢‬باجة‪ُٔٔ .........................................................................‬‬
‫صبلة التسابيح‪.............................................................................‬‬
‫دعاء عظيم الفائدة يقاؿ صباحا كمساء‪ُٔٔ .......................................................‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫دعاء سيد االستغفار‪ُٔٔ ........................................................................‬‬
‫دعاء تفريج الكرب كلؤلمور ا‪٤‬بهمة‪ُٔٔ ..........................................................‬‬
‫ما يقوؿ إذا راعو شيء أك فزع‪ُٕٔ ..............................................................‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ما يقوؿ من أصابو ىم أك حزف‪ُٖٔ ..............................................................‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ما يقوؿ من كقع ُب كرطة‪ ،‬كما يقوؿ من خاؼ قوما‪ ،‬كما يقوؿ من خاؼ سلطانا‪ ،‬كما يقوؿ من ُٗٔ‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نظر إٔب عدكه‪ ،‬كما يقوؿ من غلبو أمر‪ ،‬كما يقاؿ لدفع اآلفات‪َِٔ .................................‬‬
‫ه‬
‫ما يقوؿ إذا استصعب عليو أمر‪ ،‬كما يقوؿ من تعسرت عليو معيشتو‪ ،‬كما يقوؿ من عليو دين‪ ،‬كما ِِٔ‬
‫ه‬ ‫ه‬

‫‪654‬‬
‫ِِٔ‬ ‫يقوؿ من ابتلي بالوسوسة‪ ،‬كما يقوؿ إذا خرج من بيتو‪ ،‬كما يقوؿ إذا دخل بيتو‪.............‬‬
‫ِْٔ‬ ‫ما يقاؿ عند دخوؿ ا‪٤‬بسجد كما يقاؿ عند ا‪٣‬بركج منو‪........................................‬‬
‫ِٓٔ‬ ‫ما يقاؿ عند دخوؿ ا‪٣‬ببلء كما يقاؿ عند ا‪٣‬بركج منو‪ ،‬كما يقوؿ إذا لبس ثوبو أك نعلو كما يقوؿ إذا‬
‫ِٕٔ‬ ‫خلعو ‪.................................................................................‬‬
‫َّٔ‬ ‫فوائد للحفظ من السحر كلفكو‪ ،‬كللشفاء من إصابة العْب‪.....................................‬‬
‫ّّٔ‬ ‫فوائد لشفاء ا‪٤‬بلدكغ كا‪٤‬بلسوع‪ ،‬كلتسهيل الوالدة‪..............................................‬‬
‫ّٖٔ‬ ‫داء كفائدة ‪٢‬بفظ ا‪١‬بنْب من السقوط‪.............................‬‬ ‫كلوجع الضرس‪ ،‬كفائدة لكل و‬
‫ْٓٔ‬ ‫كفائدة ‪٢‬برؽ العارض‪ ،‬كفائدة ‪٢‬بفظ الصيب ا‪٤‬بقركف كآيات الشفاء الست‪.......................‬‬
‫آيات التخفيف كفائدة لقضاء ا‪٢‬بوائج‪ ،‬كآيات السبع ا‪٤‬بنجيات‪.................................‬‬
‫دعاء أ‪٠‬باء اهلل ا‪٢‬بسُب‪......................................................................‬‬
‫ختم قادرم‪...............................................................................‬‬ ‫ه‬
‫حزب ُب الصبلة على النيب صلى اهلل عليو كسلم عظيم الفائدة‪..................................‬‬
‫ا‪٢‬بزب ا‪٤‬بسمى بالصبلة الصغرل‪.............................................................‬‬
‫حزب الوسيلة‪.............................................................................‬‬
‫جامع عظيم النفع‪......................................................................‬‬‫كرد ه‬ ‫ه‬
‫دعاء االختتاـ‪..............................................................................‬‬
‫القصيدة ا‪٤‬بسماة بنيزىة ا‪٤‬بشتاؽ إٔب قطب العراؽ‪...............................................‬‬
‫القصيدة ا‪٤‬بيمية ُب مدح اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب‪.......................................................‬‬
‫قصيدة ُب مدح اإلماـ ا‪١‬بيبل٘ب مرتبة على حركؼ ا‪٥‬بجاء‪......................................‬‬

‫‪655‬‬
656

You might also like