Professional Documents
Culture Documents
منذ صيف 2006وهذا القلم لم يتوقف عن الخط والسرد ..وال هذا العقل
كف عن التفكير ،وال هذه الروح كفت عن تخميش وجوه المجرمين .في
فتر ٍة ما ،كان البعض يطالبني بالكف ،بدعوى أنه ال فائدة ترتجى فموجة
التغيير عاتية و هائل هو حجم المتحالفين ضد الحق الذي هو ثيمة هذه
الكتابات ،فهل أذعنت ألي من تلك النداءات؟ ال تحلموا يا خصومي بذلك!
كنت أرى الجمهور يفتقد لكثير من المعلومات طيلة هذه الفترة ،فالجهل
"إمط ّن ب" على مجتمعاتنا ..هناك جهل العوام وهناك جهل المثقفين الذين هم
بغالبيتهم أرباع مثقفين وأنصاف ،وهناك " رعاة التجهيل وأرباب الغواية
واإلضالل" :رجال الدين من سنة وشيعة ،والشيعة منهم هم األض ّل سبيالً
ً
سفالة وسقوطا ً ومروقا ً عن جادة الصواب دون أدنى شك ،لكن واألشد
يصخم وجوههم ويوجب لعنهم. ّ علماء السنة فيهم الكثير مما
اليوم ،وأنا على مبعدة ستة عشر سنة عجفاء من تاريخ إنطالق كتاباتي،
تبدو الصورة قاتمة أكثر من ذي قبل ،والفرص المرتجاة إلخراج هذا البعير
العراقي من المستنقع الذي أسقط نفسه به هي أدنى بكثير منها في عام
2006ذاك .فمنذ ربيع 2003العاصف المترب ذاك ورجال الدين الشيعة
من ماللي المرجعية قد تولوا تخريج دفعات مليونية من متعصبي الشيعة
المدمنين على التبعية الغبية العمياء لمعمميهم وتصديق ايّ كلمة تخرج من
أفواههم ،هذه السنين التي مضت شهدنا منهم صرعات عجيبة كالتباهي
بأنهم كالب لرقية ولسكينه وزينب( وحسنه ملص ربما) ..بعض آخر منهم
طلع علينا بصرعة " بيع أنفسهم" إنتخاءاً لزينب ..وهناك المدمنون على
ً
سفالة وهرطقة لطم وجوههم بالنعاالت ،هذه ممارسة مبتكرة تفوق التطبير
وإمعانا ً بالعودة لمصاف الحيوانات والتنكر لبشريتهم ،فال حيوان أصالً يفعل
مثل ذلك ،كما معلوم!
بالمقابل ،لم يجهد علماء السنة أنفسهم لوضع رؤية توجّ ه شبابهم صوب أية
ضفة أمل متوخى وتنوّ ر عقولهم لضرورة اإلنتباه للخطر المحدق بهم ،ال
زالوا في غيّهم سادرين ،يجترون قصص الماضي ويكررون الخطب
والمواعظ التي أكل عليها الدهر وشرب! تركوا خصومهم العقائديين
ّ
يسطرون األهداف واحداً عقب اآلخر بأذهان أتباعهم ويشحنوهم للقتال في
اليمن وسوريا وشمال أفريقيا كله بينما هؤالء السنة بصدد بيع بضاعة
مستهلكة فاقدة الصالحية! توسعت الهوة بين الفريقين من حيث الشراسة
والشحن الطائفي واإلستعداد إلزالة الطرف الثاني من الوجود.
ولم يكتف علماء الشيعة بذلك بل أنهم شرعوا بنشر الهرطقات والنيل من
الصحابة وزوجتي الرسول وهم مطمئنون لعدم وجود أية نتائج سلبية تترتب
على ذلك ،أثبت هؤالء أنهم هم المستحقين للقب "التكفيريين" وذلك من
خالل شعارهم وتفكيرهم المبطن لدى العقالء منهم ( :أنت إما أن توالي عليا ً
وابنائه وإما أنك للنار ال محالة)! تطوروا بالتقية والخداع من مرحلة إخفاء
هذه األفكار إلى مرحلة الجهر بها وسوف ينتقلون للمرحلة التالية أال وهي (
تشيّع أو إرحل) لتليها مرحلة أخرى أشد سفوراً وهي( تشيّع أو نقتلك) ،ولن
تكون هذه هي خاتمة األحزان فهناك مرحلة رمي القناع وقت يقولون للعالم
كله( ال يوجد شيء إسمه "أهلل" -هناك الحسين والمهدي ،حتى علي نفسه ال
يرقى لمقام هذين) فتشيع العراق هو تشيّع حسيني صرف وبالمقام األول.
وعلى صعيد آخر وفيما يخص الترويجات الرافضية تلك ،فقد صير لنشر
فلم موجز يبدو فيه عجو ٌز أبيض اللحية وهو " يعسّ " أحد قيادات النظام
السابق بصدره مستخدما ً عصا غليظة ،الشخص المتعرض للعسّ ذاك يحمل
رتبة أعضاء مجلس قيادة الثورة أو كذا ،وهو نسخة مموهة عن (محمد
حمزه الزبيدي) كما يبدو فيما العجوز المسن الذي تم الترويج لكونه هو والد
مقتدى الصدر ،محمد محمد الصدر ،إنما هو محض بديل لذاك ،في فلم تم
تصويره ضمن نشاط تصوير األحداث الماضية ،نهج مستحدث كما يبدو
لتزوير التاريخ وزرع مشاهد تمنح القوة لرموزهم بينما هم كانوا خانعين
خنوع الحمار المربوط لحجر الرحى ..غاب القط –إلعب يا فار ،ولم ال؟
من يملك الحقيقة ويعرف حقيقة كذب هذه اللقطة ممنوع من الكالم،
والمتلقي( شيعيا ً كان أم سن ّياً) الذي كان بحالة شهدتها ليلة أمس من شاب
بعمر الثالثين لم يشهد شيئا ً من تلك المرحلة التي نعرف كلنا أنها ما كانت
عقوبة لمن يمد يده أو عصاه أو لسانه فحسب صوب عضو قيادة ً لتحمل
كمحمد حمزه الزبيدي ،ال تحمل عقوبة لذلك أقل من دفع العصا بجهاز
المتورط الهضمي من فتحة العادم ووصوالً لحنجرته ،وهذا غيض من
فيض طبعاً .بذلت جهداً كبيراً مع ذاك الشاب ألقنعه بأنّ هذه اللقطة (والتي
عرضها اإلعالمي قحطان عدنان) ال تمت للحقيقة بأية صلة ،فتصوروا
الحال بعد خمس وعشر سنوات بل وعشرين ،ما تراه سيكون؟! السبب
باستشراء األفكار الهدامة واألكاذيب الرافضية إنما هو الصمت الذي
يمارسه العرب السنة واإلستسالم للواقع الذي يبدو أقوى منهم بكثير ،فهل
تراهم عدموا ما قبل مرحلة " أضعف اإليمان" تلك ...:فبلسانه؟
أسلوب التزوير واإلفتراء الرافضي هذا ورد أيضا ً بحق تنظيم داعش وقت
سيطر على الموصل ،مع قصص سخيفة صير لبثها لتجعل التنظيم يبدو أشد
سقوطا ً من خصومه ،وإليكم عينة مما صير لنشره وقتها من قبل أحد قشامر
الذباب اإللكتروني الرافضي هذا والمتسمي بحسين الفتالوي ..فتالوي
ويحاضر بالشرف! متناسيا ً عهر حنان قريبته! تأملوا معي وسترون أنّ هكذا
تصرف عهدناه من هؤالء أنفسهم عمراً طويالً وهم يقدمون نساء عوائلهم
ألي ضابط أو مسؤول يتحكم بموقع ينفعهم ،ال العكس ،فهي إسقاطات
مكشوفة من ملة مدمنة على بيع الشرف والمتاجرة به كما هم يتاجرون
بالمذهب وبالدين:
حسين الفتالوي