You are on page 1of 19

‫الملتقى الدولي حول‪:‬‬

‫مقومات تحقيق التنمية المستدامة في االقتصاد اإلسالمي‬


‫جامعة قالمة يومي ‪ 30‬و‪ 30‬ديسمبر ‪2302‬‬

‫دور البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق التنمية المستدامة في االقتصاديات اإلسالمية‬


‫(جامعة سطيف)‬ ‫أ‪.‬حمزة عبد الحليم‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫إن البنك اإلسالمي للتنمية كمؤسسة مالية دولية‪ ،‬أنشئت تطبيقا لبيان العزم الصادر عن أول مؤمتر لوزراء مالية الدول‬
‫اإلسالمية الذي عقد يف مدينة جدة يف شهر ذي القعدة من عام ‪ 3131‬هـ املوافق (ديسمرب عام ‪ 3391‬م)‪ ،‬ومما‬
‫الشك فيه أن فكرة تضامن الدول اإلسالمية وتعاوهنا يف مواجهة حتدي التنمية املستدامة بصفة عامة والتخفيف من‬
‫حدة الفقر بصفة خاصة يف إطار مبادئ وهدي الشريعة اإلسالمية الغراء كانت وراء إنشاء البنك والزالت حتدد توجهاته‬
‫ونشاطاته‪.‬‬
‫وقد جاء إنشاء البنك اإلسالمي للتنمية ترسيخا ملبدأ التضامن اإلسالمي والتعاون املشرتك‪ ،‬وإدراكا حلجم التحديات‬
‫اليت جتابه األمة اإلسالمية يف اجملال االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬ومن مث ضرورة إجياد آلية فاعلة للتصدي لتلك‬
‫التحديات‪ ،‬ومنذ البداية مت التوافق على أن يكون هدف البنك اإلسالمي للتنمية األساسي هو دعم التنمية االقتصادية‬
‫والتقدم االجتماعي ومحاية البيئة لشعوب الدول األعضاء واجملتمعات اإلسالمية يف الدول غري األعضاء وفقا ملبادئ‬
‫وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما مت التوافق لتحقيق هذا اهلدف السامي على أن يويل البنك عناية خاصة لتمويل‬
‫املشروعات اإلنتاجية ومشروعات البنية التحتية ذات اجلدوى املالية واالقتصادية بوسائل متعددة منها املسامهة يف رأس‬
‫املال وتقد م القرو احلسنة‪ ،‬كما أوىل البنك منذ إنشائه أولوية قصوى للقطاع االجتماعي وخاصة الصحة والتعليم‪،‬‬
‫وكان البنك سباقا يف متويل املشاريع التعليمية والصحية‪.‬‬
‫ويف جماهبة حتدي التنمية املستدامة بادر البنك بتقد م املعونة الفنية لتهيئة املشروعات والدعم املؤسسي ونقل اخلربة‬
‫والتكنولوجيا لفائدة الدول األعضاء‪ ،‬كما أن من وظائف البنك إنشاء وإدارة صناديق خاصة ألغرا معينة ومن بينها‬
‫صندوق ملساعدة اجملتمعات اإلسالمية يف الدول غري األعضاء‪ ،‬وللبنك قبول الودائع وتعبئة املوارد املالية بالوسائل اليت‬
‫تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ومن أجل معاجلة أبعاد هذا املوضوع مت تقسيمه إىل احملاور التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار المؤسسي للبنك اإلسالمي للتنمية؛‬
‫ثانيا‪ :‬هيكل إدارة البنك اإلسالمي للتنمية؛‬
‫ثالثا‪ :‬مدخل مفاهيمي إلى التنمية المستدامة؛‬
‫رابعا‪ :‬مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق التنمية المستدامة في اقتصاديات العالم اإلسالمي‬

‫‪362‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار المؤسسي للبنك اإلسالمي للتنمية‬
‫بعد أن حصلت معظم الدول اإلسالمية على استقالهلا من االستعمار وقد كانت مجيعها تعيش مرحلة من التخلف‬
‫يف مجيع شئون احلياة‪ ،‬وكانت هذه الدول تنخفض فيها مستويات املعيشة‪ ،‬وينخفض فيها الدخل‪ ،‬وبالتايل ينخفض فيها‬
‫مستوى الغذاء واستهالك الطاقة‪ ،‬ومستوى التعليم والثقافة‪ ،‬وترتفع نسبة البطالة ويسوء املستوى الصحي‪ ،‬ويقل استثمار‬
‫املوارد‪ ،‬وتقل التجهيزات مع سوء استعمال ما هو متوفر منها‪ ،‬ويضعف التصنيع والزراعة مع سوء وسائل النقل‬
‫واملواصالت والطرق‪ ،‬وتنقص القوى العاملة املاهرة والكفاءات البشرية املدربة‪ ،‬مع هجرة العقول املفكرة؛ مما يؤدي إىل‬
‫استنزاف ثرواهتا البشرية‪ ،‬هلذا كانت هذه الدول الفقرية يف حاجة إىل نظام تنموي حيقق هلا إدارة نفسها وتطوير إمكانياهتا‬
‫بسواعد أبنائها دون االعتماد على املستعمر ومؤسساته‪.1‬‬
‫لقد أحس املعنيون بأمر األمة اإلسالمية أن األمة يف حاجة إىل مؤسسات كربى تقوم برعاية بعض املصاحل وتلم مشل‬
‫الدول اإلسالمية وتوحد مواقفهم ومن هذه املؤسسات اليت أنشئت من أجل هذه الغاية منظمة املؤمتر اإلسالمي واليت‬
‫انبثق منها العديد من املؤسسات الرائدة ومنها البنك اإلسالمي للتنمية‪.‬‬
‫‪ -0‬نشأة البنك اإلسالمي للتنمية‬
‫من املعلوم بأن البنك اإلسالمي للتنمية مؤسسة مالية دولية‪ ،‬أنشئت تطبيقا لبيان العزم الصادر عن مؤمتر وزراء مالية‬
‫الدول اإلسالمية‪ ،‬الذي عقد يف مدينة جدة‪ ،‬يف شهر ذي القعدة ‪ 3131‬هـ (ديسمرب ‪ 3391‬م)‪ ،‬وانعقد االجتماع‬
‫االفتتاحي جمللس احملافظني يف مدينة الريا ‪ ،‬يف شهر رج ‪ 3131‬هـ (جويلية ‪ 3391‬م)‪ ،‬وافتتح البنك رمسيا يف‬
‫اخلامس عشر من شوال ‪ 3131‬هـ (العشرين من أكتوبر ‪ 3391‬م)‪ ،‬وأوكلت مهمة إنشائه إىل مؤسسة النقد العريب‬
‫السعودي (‪.2)SAMA‬‬
‫‪ -2‬أهداف البنك اإلسالمي للتنمية ووظائفه‬
‫جاء يف املادة ‪ 13‬من اتفاقية تأسيس البنك ما يلي‪ " :‬إن هدف البنك اإلسالمي للتنمية هو دعم التنمية االقتصادية‬
‫والتقدم االجتماعي لشعوب الدول األعضاء واجملتمعات اإلسالمية جمتمعة ومنفردة وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ولكي حيقق البنك هذا اهلدف خولت له الوظائف و الصالحيات الواردة يف املادة ‪ 10‬من اتفاقية تأسيس البنك وهي‪:3‬‬
‫‪ -‬قبول الودائع وتعبئة املوارد املالية من خالل الصيغ اليت تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬تقد م القرو للمؤسسات واملشروعات اإلنتاجية يف القطاعني اخلاص والعام يف الدول األعضاء‪ ،‬من أجل حتقيق‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية هبا؛‬
‫‪ -‬املشاركة يف رؤوس أموال املشروعات واملؤسسات اإلنتاجية يف الدول األعضاء‪ ،‬وتقد م أشكال خمتلفة من املساعدة‬
‫اإلمنائية ملكافحة الفقر؛‬
‫‪ -‬إقامة التعاون االقتصادي من خالل تشجيع وتنمية التجارة اخلارجية بني الدول األعضاء واالستثمار يف مشروعات‬
‫البنيان االقتصادي واالجتماعي؛‬
‫‪ -‬تعزيز دور التمويل اإلسالمي يف التنمية االقتصادية واالجتماعية هبذه الدول‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫‪ -0‬العضوية ورأسمال البنك اإلسالمي للتنمية‬
‫لقد كان عدد األعضاء املوقعني على اتفاقية تأسيس البنك ‪ 09‬دولة عضو مؤسس عند إنشائه‪ ،‬أما حاليا فقد بلغ عدد‬
‫أعضائه ‪ 15‬دولة‪ ،‬منتشرة يف قارات أربع هي‪ :‬إفريقيا‪ ،‬آسيا‪ ،‬أوروبا وأمريكا اجلنوبية‪ ،‬وتصنّف كافة الدول األعضاء‬
‫بالبنك على أ ّهنا دول نامية‪ ،‬ومنها ‪ 00‬دولة تنتمي إىل فئة الدول األقل منوا حبس تصنيف األمم املتحدة هلا‪ ،‬عالوة‬
‫على ذلك‪ ،‬تعامل ست دول أخرى من قبل البنك باعتبارها حاالت خاصة دول أعضاء أقل منوا (ألبانيا‪ ،‬أذربيجان‪،‬‬
‫قريقيزيا‪ ،‬فلسطني‪ ،‬طاجيكستان وأوزبكستان)‪ ،‬والشرط األساسي للعضوية يف البنك هو أن تكون الدولة عضوا يف منظمة‬
‫املؤمتر اإلسالمي‪ ،‬وأن تكتت يف رأمسال البنك وفقا ملا يقرره جملس احملافظني‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)30‬تطور عدد الدول اإلسالمية األعضاء يف البنك اإلسالمي للتنمية‬

‫‪60‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪56‬‬


‫‪48‬‬

‫‪50‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬
‫‪22‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪ 1395‬هـ‬ ‫‪ 1405‬هـ‬ ‫‪ 1416‬هـ‬ ‫‪ 1425‬هـ‬ ‫‪ 1427‬هـ‬ ‫‪ 1432‬هـ‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪ :‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬التقرير السنوي‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪3310 ،‬‬
‫هـ(‪ 0133‬م)‪ ،‬ص ‪.0‬‬
‫ّأما بالنسبة لرأمسال البنك‪ ،‬فتكت كل دولة عضو يف رأمسال البنك‪ ،‬واحلد األدىن الكتتاب الدولة العضو هو ‪011‬‬
‫سهما‪ ،‬وطوال العقود املاضية تضاعف رأمسال البنك املكتت فيه عدة مرات لتمكينه من اإلسهام يف مواجهة متطلبات‬
‫التنمية ومتكينه من تعزيز دوره يف تقد م الدعم املايل واملساعدة الفنية يف الدول األعضاء‪ ،‬حيث كان عند التأسيس حنو‬
‫‪ 0.1‬مليار دينار إسالمي مث أصدر االجتماع السنوي احلادي والثالثون جمللس حمافظي البنك قراره رقم م م ‪– 5 /‬‬
‫‪ 309‬بتاريخ ‪ 3‬من مجادى األول ‪ 3309‬هـ (‪ 13‬ماي ‪ 0115‬م) بزيادة رأس املال املصرح به للبنك ليصبح ‪ 11‬مليار‬
‫دينار إسالمي‪.‬‬

‫‪362‬‬
‫جدول رقم (‪ :)30‬تطور هيكل رأمسال البنك اإلسالمي للتنمية‬
‫هيكل رأسمال البنك اإلسالمي للتنمية (مليار دينار إسالمي)‬
‫رأس المال المصرح رأس المال المصدر رأس المال المكتتب رأس المال المدفوع‬
‫فيه‬ ‫به‬
‫‪1700‬‬ ‫‪1791‬‬ ‫‪1791‬‬ ‫‪0‬‬ ‫عند التأسيس‬
‫‪373‬‬ ‫‪3970‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪11‬‬ ‫سنة ‪ 0002‬هـ‬
‫(‪ 2300‬م)‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪ :‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬التقرير السنوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.0‬‬
‫‪ -0‬مقره‪ ،‬مكاتبه اإلقليمية‪ ،‬سنته المالية‪ ،‬تركيبته اللغوية ووحدته الحسابية‬
‫يقع املقر الرئيس للبنك يف مدينة جدة يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬وللبنك أربعة مكات إقليمية يف الرباط (عاصمة‬
‫اململكة املغربية) وكواالملبور (عاصمة ماليزيا) وأملآيت (إحدى مدن كازاخستان) وداكار (عاصمة السنغال)‪ ،‬أما سنة البنك‬
‫اإلسالمي للتنمية املالية هي السنة اهلجرية (القمرية)‪ ،‬واللغة العربية هي اللغة الرمسية يف البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬أما‬
‫اللغتان االجنليزية والفرنسية فهما لغتان للعمل فقط‪ ،‬وفيما خيص الوحدة احلسابية للبنك اإلسالمي للتنمية فهي الدينار‬
‫اإلسالمي وهو يعادل وحدة من وحدات حقوق السح اخلاصة لدى صندوق النقد الدويل‪.‬‬
‫‪ -5‬تطوره إلى مجموعة‬
‫تطور البنك اإلسالمي للتنمية مبرور الزمن من كيان منفرد إىل جمموعه مكونة من أربع أعضاء هي‪ :‬البنك اإلسالمي‬
‫للتنمية حامل لواء اجملموعة‪ ،‬املعهد اإلسالمي للبحوث والتدري ‪ ،‬املؤسسة اإلسالمية لتأمني االستثمار وائتمان‬
‫الصادرات واملؤسسة اإلسالمية لتنمية القطاع اخلاص‪ ،‬ولكل كيان اتفاقية تأسيسها اخلاصة هبا‪ ،‬ويعمل بصفة مستقلة‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)32‬الكيانات األساسية املكونة جملموعة البنك اإلسالمي للتنمية‬
‫البنك اإلسالمي للتنمية‬

‫املؤسسة الدولية اإلسالمية‬ ‫جمموعة البنك اإلسالمي‬ ‫املعهد اإلسالمي للبحوث‬


‫لتمويل التجارة‬ ‫للتنمية‬ ‫والتدري‬

‫املؤسسة اإلسالمية لتنمية‬ ‫املؤسسة اإلسالمية لتامني‬


‫القطاع اخلاص‬ ‫االستثمار وائتمان الصادرات‬

‫‪366‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬هيكل إدارة البنك اإلسالمي للتنمية‬


‫يتمثل هيكل إدارة البنك اإلسالمي للتنمية يف‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس البنك‪ :‬هو أعلى سلطة يف اجلهاز اإلداري للبنك وال جيوز له أثناء رئاسته أن يكون حمافظا أو مديرا تنفيذيا‬
‫وينتخبه جملس احملافظني ملدة ‪ 1‬سنوات وجيوز إعادة انتخابه ويشارك يف االجتماعات اخلاصة مبجلس احملافظني أو‬
‫املديرين التنفيذيني دون أن يكون له احلق بالتصويت‪ ،‬لكن يرجح بصوته عند تساوي األصوات‪ ،‬ورئيس البنك هو رئيس‬
‫جملس املديرين التنفيذيني‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس المديرين التنفيذيين‪ :‬يضم جملس املديرين التنفيذيني يف الوقت احلاضر أربعة عشر عضوا‪ ،‬منهم سبعة أعضاء‬
‫دائمني ميثلون الدول صاحبة املسامهات األكرب يف رأس املال‪ ،‬حيث تقوم كل واحدة من الدول األعضاء السبع املالكة‬
‫ألكرب عدد من األسهم وهي‪ :‬السعودية‪ ،‬الكويت‪ ،‬ليبيا‪ ،‬إيران‪ ،‬مصر‪ ،‬تركيا واإلمارات بتعيني مدير تنفيذي واحد‪ ،‬ويقوم‬
‫حمافظو الدول األعضاء األخرى بانتخاب املديرين التنفيذيني الستة الباقني‪ ،‬ورئيس البنك هو رئيس جملس املديرين‬
‫التنفيذيني‪ ،‬ويضطلع جملس املديرين التنفيذيني مبسؤولية التصريف العام ألعمال البنك باإلضافة إىل املسؤوليات التالية‬
‫على وجه التخصيص‪ :‬إعداد أعمال جملس احملافظني‪ ،‬اختاذ القرارات املتعلقة بأعمال البنك وعملياته وفقا للتوجيهات‬
‫العامة جمللس احملافظني‪ ،‬تقد م احلسابات السنوية للبنك إىل جملس احملافظني للموافقة عليها‪ ،‬املوافقة على موازنة البنك‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)30‬الدول األعضاء األكرب مسامهة يف رأس مال البنك اإلسالمي للتنمية‬

‫الدول األخرى‬
‫‪20,4 %‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬
‫‪24,9 %‬‬

‫االمارات‬
‫‪7,1 %‬‬

‫تركيا‬ ‫الكويت‬
‫‪7,9%‬‬ ‫‪12,4 %‬‬

‫مصر‬
‫ليبيا‬
‫‪8,6 %‬‬ ‫ايران‬
‫‪10 %‬‬
‫‪8,7 %‬‬

‫‪362‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث باالعتماد على‪ :‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬التقرير السنوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.0‬‬
‫‪ -‬مجلس المحافظين‪ :‬يتشكل من الدول األعضاء حيث تقوم كل دولة بتعيني حمافظ واحد ومناوب له‪ ،‬على أن تقوم‬
‫بإخطار البنك رمسيا هبذا التعيني‪ ،‬وجيتمع جملس احملافظني مرة يف السنة الستعرا أنشطة البنك للسنة املنصرمة واختاذ‬
‫القرارات بالنسبة للسياسات املستقبلية‪ ،‬وتكون مدة خدمة احملافظ واملناوب حس رغبة الدولة اليت اختارهتما وجملس‬
‫احملافظني هو اهليئة العليا اليت تضع السياسات ويفو جملس املديرين التنفيذيني سلطة التصريف العام ألعمال البنك‪ ،‬إال‬
‫أن جملس احملافظني هو اجلهة الوحيدة اليت ميكن أن تعاجل القضايا املتصلة بعضوية البنك‪ ،‬وزيادة أو خفض رأس املال‬
‫املصرح به‪ ،‬واملوافقة على اتفاقيات التعاون وانتخاب رئيس البنك واملديرين التنفيذيني‪ ،‬وحتديد املكافآت اليت تصرف هلم‪،‬‬
‫أي أن مهمة اجمللس هي رسم السياسة العامة للبنك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مدخل مفاهيمي إلى التنمية المستدامة‬
‫رغم أن املفهوم الذي نتدارسه هنا هو مفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬إال أن مصطلحات كثرية شكلت وعاء له على امتداد‬
‫القرنني املاضي واحلايل‪ ،‬بدءا مبصطلح التنمية االقتصادية‪ ،‬الذي ظهر بعد هناية احلرب العاملية الثانية يف وقت شعرت فيه‬
‫الدول الغربية بضرورة مواجهة خملفات احل رب على املستوى االقتصادي‪ ،‬مث ما لبث اإلنسان أن دخل يف منظومة التنمية‬
‫حبيث أصبح هو املوضوع الرئيسي هلا‪ ،‬بعد أن تنامى الوعي مبحورية اإلنسان فيها‪ ،‬وهنا بدأ تداول مصطلح التنمية‬
‫اإلنسانية حينا والتنمية البشرية حينا آخر‪ ،‬ومع التحوالت اليت شهدها القرن املاضي وأوائل القرن احلايل على مستوى‬
‫النمو السكاين من جهة‪ ،‬والتناقص املتتايل يف املوارد االقتصادية‪ ،‬بسب تقلبات املناخ واحلروب وغري ذلك من العوامل‬
‫الطبيعية والبشرية من جهة أخرى‪ ،‬أصبح من الضروري التفكري يف كيفية حفظ مقومات التنمية اليت ننشدها لشعوب‬
‫العامل‪ ،‬حبيث تتحقق التنمية يف احلاضر‪ ،‬وتستمر بشكل أو بآخر ألجيال املستقبل‪ ،‬مبعىن أصبح العامل يف حاجة لضمان‬
‫استمرارية املوارد األساسية للتنمية‪ ،‬لتنتفع هبا األجيال القادمة‪ ،‬دون أن ينقص ذلك من متطلبات أجيال احلاضر‪ ،‬وهنا‬
‫أطل علينا مصطلح التنمية املستدامة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -0‬تطور مفهوم التنمية في سياق الفكر االقتصادي‬
‫إن لفظ تنمية هو ترمجة للكلمة االجنليزية (‪ ،)Development‬حيث استعمل يف اللغة االجنليزية للداللة على‬
‫زيادة الشيء وتوسعه عرب مراحل خمتلفة‪ ،‬مث جرى استعمال هذا املصطلح يف جماالت معرفية متعددة ومنها علم االقتصاد‬
‫لوصف احلالة االقتصادية للدولة من حيث الدخل القومي وإنتاج السلع‪ ،‬وقد أثار جدال كبريا على املستويني النظري‬
‫والتطبيقي بعد استخدامه ألول مرة بعد هناية احلرب العاملية الثانية وبالضبط سنة ‪ 3333‬م كبديل ملرادفات التقدم‬
‫والتصنيع‪.4‬‬
‫لقد ظهر إذن مفهوم التنمية االقتصادية ألول مرة عق هناية احلرب العاملية الثانية‪ ،‬يف إطار التوجه الدويل الرامي إىل‬
‫إعادة إعمار الدول األوروبية اليت أهنكتها احلرب‪ ،‬ومتكني املستعمرات اليت بدأت تتجه حثيثا حنو نيل االستقالل من بناء‬
‫اقتصادياهتا التقليدية على أسس جديدة‪ ،‬والتنمية االقتصادية تتضمن تنمية صناعية‪ ،‬تنمية زراعية‪ ،‬وغريها من جماالت‬
‫تنمية االقتصاد الوطين‪ ،‬ومن ذلك الوقت أصبحت التنمية غاية وطموحا تسعى للوصول إليه مجيع اجملتمعات بشىت الطرق‬
‫والوسائل‪.5‬‬

‫‪362‬‬
‫إن إطاللة على الفكر التنموي وممارساته تكشف أن التنمية كمفهوم ظلت موضوع خالف كبري‪ ،‬ومل يرس البحث‬
‫فيها على تعريف جامع‪ ،‬حيث أهنا عرفت تغريا كبريا عرب الزمن‪ ،‬وأمام تعدد وتنوع آراء العلماء والباحثني فيما خيص‬
‫مفهوم التنمية‪ ،‬نرى من الضرورة مبكان تسليط الضوء على جمموعة من التعاريف نوردها يف سياق مرت حس تطورها‬
‫الزمين‪ ،‬وهي مقسمة يف هذا اإلطار إىل أربعة مراحل على النحو التايل‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬التنمية كمرادف للنمو االقتصادي‬
‫مت الرتكيز هنا على اجلوان االقتصادية للتنمية يف إطار حماكاة مسرية النمو االقتصادي الذي عرفته الدول الغربية ويف‬
‫هذا اإلطار فقد عُّرفت التنمية انطالقا من معيار الدخل‪ ،‬بأهنا الزيادة السريعة واملستمرة يف مستوى الدخل الفردي عرب‬
‫الزمن‪ ،‬ولقد شاع هذا التعريف يف أوساط البلدان النامية منذ أواخر األربعينيات حىت منتصف الستينات من القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وميكن القول أنه يف هذه الفرتة استطاعت بعض من تلك الدول النامية أن حتقق هدف النمو االقتصادي‬
‫الكمي‪ ،‬غري أهنا فشلت يف توفري احلاجيات األساسية‪ ،‬وبفعل هذا القصور يف املفهوم التنموي ونتائجه السلبية متت إعادة‬
‫النظر يف مفهوم التنمية خالل عقد السبعينات من نفس القرن‪.6‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬التنمية وفكرة التوزيع‬
‫غطت هذه املرحلة تقريبا الفرتة من منتصف الستينات وحىت منتصف السبعينات من القرن املاضي‪ ،‬وبدأ مفهوم‬
‫التنمية فيها يشمل أبعادا اجتماعية بعدما كان يقتصر يف املراحل السابقة على اجلوان االقتصادية فقط‪ ،‬فقد اتسع‬
‫مفهوم التنمية ليشمل باإلضافة إىل النمو االقتصادي تغيري هيكل اإلنتاج‪ ،‬وتقليل التفاوت يف الدخول‪ ،‬وحتقيق العدالة يف‬
‫توزيعها‪ ،‬وإزالة الفقر وتوسيع فرص العمل وإشباع احلاجات اإلنسانية‪ ،‬ويكون ذلك من خالل تطبيق اسرتاتيجيات‬
‫احلاجات األساسية واملشاركة الشعبية يف إعداد خطط التنمية وتنفيذها ومتابعتها‪.7‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬التنمية الشاملة‬
‫امتدت هذه املرحلة تقريبا من منتصف السبعينات إىل منتصف الثمانينات من القرن املاضي‪ ،‬ويف هذا اإلطار فإن‬
‫االجتاه اجلديد يف تعريف التنمية أخذ بعني االعتبار مجيع أبعاد حياة اإلنسان واجملتمع‪ ،‬ومن هذا املنظور عُّرفت التنمية‬
‫على أهنا عملية تغيري شاملة ومتكاملة اقتصاديا واجتماعيا‪ ،‬لتحقيق منو مستمر يف اقتصاد البلد‪ ،‬مبا يؤدي إىل حتسني‬
‫مستوى حياة اإلنسان‪ ،‬ورغم مشولية هذا التعريف إال أن التنمية بقيت مسألة اقتصادية يف املقام األول‪ ،‬وكذلك ظل‬
‫يرسخ تقسيم العامل إىل متقدم ومتخلف يف ظل عالقات التبعية‪،‬‬ ‫مفهوم التنمية ضمن النموذج الصناعي الغريب الذي ّ‬
‫لذلك دعت احلاجة إىل معاجلة هذا القصور وإعطاء تعريف أكثر مشوال لعملية التنمية باعتبارها عملية حضارية‪.8‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬التنمية البشرية والتنمية المستدامة‬
‫ابتداء من أواخر الثمانينات من القرن املاضي لع برنامج األمم املتحدة اإلمنائي (‪ )UNDP‬دورا كبريا يف الرتويح‬
‫ملفهوم التنمية البشرية (‪ ،)Human Development‬وأول ظهور هلذا املصطلح كان من خالل تقرير التنمية‬
‫البشرية لعام ‪ 3331‬م ويف هذا اإلطار يشكل اإلنسان جوهر التنمية البشرية‪ ،‬اليت جي أن تستجي للمتطلبات‬
‫عرف التنمية البشرية بأهنا عملية توسيع اخليارات املتاحة لألفراد لتمكينهم من‬
‫االقتصادية واالجتماعية وكذا السياسية‪ ،‬وتُ ّ‬
‫العيش حياة طويلة وصحية‪ ،‬وكذلك احلصول على املعارف باإلضافة إىل احلصول على املوارد الضرورية لتوفري مستوى‬

‫‪362‬‬
‫املعيشة املناس ‪ ،‬ويف نفس الفرتة تقريبا شهد الفكر التنموي ميالد مصطلح التنمية املستدامة (‪Sustainable‬‬
‫‪ )Development‬حيث يشري هذا املصطلح إىل معان كثرية ختتلف عن التنمية االقتصادية اليت أغفلت جوان كثرية‬
‫من العالقات وتأثرياهتا على حياة البشر حاضرا ومستقبال‪ ،‬وأول ظهور هلذا املصطلح يعود إىل االحتاد العاملي للحفاظ‬
‫على البيئة الذي أطلقه سنة ‪ 3301‬م يف اإلسرتاتيجية العاملية للمحافظة على الطبيعة‪ ،‬ومت تداوله رمسيا ابتداء من سنة‬
‫‪ 3309‬ومن ذلك الوقت كثرت الدراسات والتحاليل حول مفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬بغية صياغتها يف قال حمكم‪.9‬‬
‫‪ -2‬نشأة وتطور مفهوم التنمية المستدامة‬
‫متثل استدامة التنمية بعدا رئيسيا من أبعاد احلوار الدويل الدائر يف أروقة الفكر االقتصادي حول مسارات التطور‬
‫االقتصادي واالجتماعي يف اجملموعات الدولية املختلفة‪ ،‬خاصة جمموعة الدول النامية‪ ،‬وقد بدأ هذا احلوار منذ مالحظة‬
‫تدهور املناخ العاملي وازدياد حدة التغريات املناخية يف العقود الثالثة األخرية من القرن املنصرم‪ ،‬مث اشتدت نربته على‬
‫خلفية القضية اليت أثارت جدال واسعا‪ ،‬بعد صدور تقرير نادي روما عن حدود النمو يف سنة ‪ 3390‬م والذي نبه إىل‬
‫التهديدات بنفاد املوارد الطبيعية ونضوب مصادر الطاقة غري املتجددة‪.10‬‬
‫ويف نفس السنة انعقدت قمة األمم املتحدة حول البيئة يف استكهومل‪ ،‬اليت أكدت على ضرورة الربط بني البيئة‬
‫واملشاكل االقتصادية‪ ،‬وطالبت بأن تكون للدول النامية األولوية يف التنمية إذا أُريد حتسني البيئة وتفادي التعدي عليها‪،‬‬
‫وبالتايل تضييق الفجوة بني الدول املتقدمة ونظريهتا النامية‪.11‬‬
‫ويف سنة ‪ 3301‬م مت االعرتاف الدويل بالربط بني البيئة والتنمية عندما نشر االحتاد العاملي للحفاظ على البيئة وثيقة‬
‫اإلسرتاتيجية العاملية للمحافظة على الطبيعة‪ ،‬حيث مت استخدام مصطلح التنمية املستدامة ألول مرة‪.12‬‬
‫ويف سنة ‪ 3300‬م وضع برنامج األمم املتحدة للبيئة تقريرا عن حالة البيئة العاملية وكانت أمهية التقرير أنه مبين على‬
‫وثائق علمية وبيانات إحصائية أكدت اخلطر احمليط بالعامل‪ ،‬من جراء االنبعاثات الغازية اليت أطلقتها األنشطة البشرية‬
‫أقرت اجلمعية العامة لألمم املتحدة امليثاق العاملي للطبيعة‪ ،‬اهلدف منه توجيه وتقو م‬ ‫طوال عقود عديدة‪ ،‬ويف نفس السنة ّ‬
‫أي نشاط بشري من شأنه التأثري على الطبيعة‪ ،‬حيث جي األخذ بعني االعتبار النظام الطبيعي عند وضع اخلطط‬
‫التنموية‪.13‬‬
‫ويف سنة ‪ 3309‬م قدمت اللجنة الدولية للبيئة والتنمية التابعة لألمم املتحدة برئاسة برنتدالند (‪)Brundtland‬‬
‫رئيسة وزراء النرويج آنذاك تقريرا بعنوان مستقبلنا املشرتك‪ ،‬والذي عُرف أيضا بتقرير برنتدالند‪ ،‬حيث اشتمل هذا التقرير‬
‫على فصل كامل حول التنمية املستدامة‪ ،‬ومت بلورة تعريف دقيق هلا‪ ،‬كما أكد ذات التقرير على أنه ال ميكننا االستمرار يف‬
‫التنمية ما مل يكن منط تلك التنمية قابال لالستمرار ومن دون ضرر بيئي‪.14‬‬
‫لقد ساهم اجملتمع الدويل بعد ذلك يف البلورة العلمية ملفهوم التنمية املستدامة‪ ،‬حيث انعقد سنة ‪ 3330‬م يف ريو‬
‫دي جانريو بالربازيل مؤمتر األمم املتحدة حول البيئة والتنمية‪ ،‬وقد أُطلق عليه مؤمتر قمة األر ‪ ،‬حيث ح ّدد املؤمتر‬
‫جمموعة من االسرتاتيجيات والتدابري من شأهنا احلد من التآكل البيئي يف إطار تنمية قابلة لالستمرار ومالئمة بيئيا‪ ،‬وقد‬
‫أصدر املؤمتر خطة عمل شاملة عُرفت بأجندة القرن احلادي والعشرين‪ ،‬كما أقر املؤمتر صيغة اتفاقية دولية لصون التنوع‬
‫البيولوجي واتفاقية دولية تتناول قضايا تغري املناخ وإطار عمل لصون الغابات ومت أيضا تشكيل جلنة من ممثلي احلكومات‬

‫‪322‬‬
‫لوضع اتفاقية دولية ملكافحة التصحر‪ ،‬وتتضمن أجندة القرن احلادي والعشرين أربعني فصال تؤكد مجيعها أن الطريق‬
‫الوحيدة لتوفري حياة آمنة ومستقبل مزدهر هي التعامل مع قضايا البيئة والتنمية بطريقة متوازنة تعمل على إشباع احلاجات‬
‫األساسية وحتسني مستويات املعيشة للمجتمع ويف نفس الوقت محاية وإدارة أفضل حبكمة وعقالنية لألنظمة البيئية حيث‬
‫ال تستطيع أي دولة تأمني مستقبلها مبفردها‪ ،‬لكن اجلميع يف شراكة عاملية لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬ومن أهداف أجندة‬
‫القرن احلادي والعشرين أيضا توفري مساعدات مالية ومستدامة للدول النامية‪ ،‬حيث حتتاج هذه األخرية إىل مساعدات‬
‫إضافية لتغطية تكاليف آثار التعامل مع املشكالت العاملية البيئية‪ ،‬ومن أجل حتقيق أفضل ألهداف التنمية املستدامة‪.15‬‬
‫كما أسفر هذا املؤمتر أيضا عن إعالن ريو اخلاص بالبيئة والتنمية‪ ،‬الذي تضمن مجلة من املبادئ البيئية اإلمنائية من‬
‫خالل ‪ 09‬مبدأ‪ ،‬يؤكد املبدأ الثالث منه على أن احلق يف التنمية جي الوفاء به بطريقة منصفة بني االحتياجات اإلمنائية‬
‫ويقرر املبدأ الثامن منه أنه من أجل حتقيق التنمية املستدامة واالرتقاء بنوعية احلياة‬
‫والبيئية لألجيال احلاضرة واملستقبلة‪ّ ،‬‬
‫جلميع الناس‪ ،‬ينبغي للدول تقليل وإزالة األمناط غري املستدامة لإلنتاج واالستهالك وتشجيع السياسات الدميوغرافية‬
‫املالئمة‪ ،‬وتبني املبادئ (‪ )33 ،30 ،31 ،30 ،33 ،3‬من اإلعالن اإلجراءات والتدابري الواج اختاذها من طرف‬
‫دول اجملتمع الدويل للحد من التدهور البيئي‪ ،‬يف حني يؤكد املبدأ ‪ 01‬من اإلعالن على أن املرأة هلا دور حيوي يف إدارة‬
‫البيئة والتنمية‪ ،‬وأن مشاركتها الكاملة أمر أساسي لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬ويف هذا الصدد مت التأكيد على أمهية تعاون‬
‫الدول والقطاعات الرئيسية يف اجملتمع يف تطوير والنهو بالتنمية املستدامة على املستويني الوطين والدويل‪.16‬‬
‫وقد كانت اجلمعية العامة لألمم املتحدة قد أقرت عقد قمة دولية كل عشر سنوات ملراجعة التقدم الذي أحرزته الدول‬
‫يف تنفيذ ما جاء يف توصيات مؤمتر قمة األر ‪ ،‬وإذا كان مؤمتر قمة األر عام ‪ 3330‬م قد مثّل بداية طرح مفهوم‬
‫التنمية املستدامة‪ ،‬فقد أعقبه مؤمتر القمة العاملي للتنمية املستدامة يف جوهانسبورغ جبنوب إفريقيا عام ‪ 0110‬م لتقييم ما‬
‫حتقق من إجنازات منذ انعقاد قمة األر ‪ ،‬وحث الدول على حتقيق أهداف وغايات قابلة للقياس الكمي ومرتبطة‬
‫جبداول زمنية‪ ،‬ولقد تبىن هذا املؤمتر عدة مواضيع أساسية لتحقيق التنمية املستدامة منها‪ :‬املياه‪ ،‬الطاقة‪ ،‬الصحة‪ ،‬والتنوع‬
‫البيولوجي‪ ،‬وغريها وطال كذلك برتكيز اجلهود يف هذه اجملاالت ضمن منهاج دويل متماسك ذو أهداف واسعة ومتطورة‬
‫لتحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬واختاذ إجراءات عملية ملموسة حلصول التكامل بني أركان التنمية املستدامة املتمثلة بالتنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية ومحاية البيئة‪ ،‬وإجياد سلوكيات وأمناط يف اإلنتاج واالستهالك تقلل من استنزاف الثروات الطبيعية‬
‫واملساواة يف االستهالك لتخفيف وطأة الفقر الذي يتطل تكاتف جهود دول العامل واجملتمع الدويل بأسره وتوحيد‬
‫وتنسيق كافة السياسات ملواجهة كل التحديات‪.17‬‬
‫وانطال قا مما سبق يعترب إذن مفهوم التنمية املستدامة مفهوما جديدا ومبتكرا يف الفكر التنموي‪ ،‬إذ أنه للمرة األوىل يتم‬
‫دمج االحتياجات االقتصادية واالجتماعية والبيئية يف تعريف واحد‪ ،‬وعلى الرغم من انتشار هذا املفهوم وتداوله بشكل‬
‫كبري بني النخ األكادميية إىل أنه ال يوجد تعريف متفق عليه عامليا للتنمية املستدامة‪.‬‬
‫لقد اُستعمل مصطلح التنمية املستدامة بشكل رمسي يف تقرير مستقبلنا املشرتك الصادر عن اللجنة العاملية للتنمية‬
‫والبيئة عام ‪ 3309‬م‪ ،‬واليت كانت قد أُنشئت سابقا من قبل هيئة األمم املتحدة عام ‪ 3301‬م هبدف تسليط الضوء‬
‫على ا لتدهور السريع للبيئة واملوارد الطبيعية وآثار ذلك على التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ووفقا هلذا التقرير فإن‬

‫‪322‬‬
‫تعرض للخطر قدرة األجيال‬ ‫(التنمية المستدامة هي التنمية التي تستجيب الحتياجات األجيال الراهنة دون أن ّ‬
‫المستقبلية على تلبية احتياجاتها هي األخرى)‪ ،‬وعلى الرغم من كثرة التعاريف املقدمة للتنمية املستدامة إال أن هذا‬
‫التعريف هو األكثر شيوعا وانتشارا‪.18‬‬
‫رابعا‪ :‬مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق التنمية المستدامة في اقتصاديات العالم اإلسالمي‬
‫لقد كان ملشاريع التنمية املستدامة وخاصة يف جانبها االقتصادي واالجتماعي والبيئي اهتمام كبري لدى القائمني على‬
‫إدارة البنك اإلسالمي للتنمية فقد حرصوا منذ قيام البنك على االهتمام باجلوان التنموية وتطوير اإلنسان املسلم وتنمية‬
‫بيئته احمليطة به ليتمكن من اإلسهام يف التنمية املستدامة جملتمعه احمليط به‪.‬‬
‫‪ -0‬مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق االستدامة االقتصادية للتنمية‬
‫ميكن إبراز ذلك من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تمويل المشروعات‪ :‬مول البنك على امتداد العقود املاضية برامج التنمية يف القطاعني العام واخلاص يف الدول‬
‫األعضاء كما قدم هلا مساعدات فنية‪ ،‬ويقدم البنك حبكم مهمته التمويل التنموي عن طريق ثالثة أنواع رئيسة من‬
‫العمليات هي‪ :‬العمليات العادية وتشمل متويل املشاريع واملساعدات الفنية‪ ،‬وعمليات متويل التجارة‪ ،‬وصندوق الوقف‬
‫(عمليات املعونة اخلاصة)‪ ،‬وقد ارتفع حجم املساعدة اإلمنائية اليت يقدمها البنك للدول األعضاء وللمجتمعات اإلسالمية‬
‫يف الدول غري األعضاء من ‪ 1733‬مليار دينار إسالمي عام ‪ 3135‬هـ (‪ 3395‬م) إىل ‪ 171‬مليار دينار إسالمي عام‬
‫‪ 3309‬هـ (‪ 0119‬م)‪ ،‬أما توزيع التمويل اإلمجايل للمشاريع واملساعدات الفنية حبس القطاعات من موارد البنك‬
‫الرأمسالية العادية خالل الفرتة (‪ 0119 – 3335‬م) فقد أوضح أن قطاع املرافق العامة قد استأثر بنسبة ‪ % 11‬من‬
‫مجلة ذلك التمويل واستأثر قطاع اخلدمات االجتماعية منه بنسبة ‪ % 00‬وقطاع النقل واالتصاالت بنسبة ‪% 03‬‬
‫والقطاع الزراعي بنسبة ‪ % 33‬وقطاع الصناعة والتعدين بنسبة ‪.19 % 33‬‬
‫‪ -‬تشجيع التجارة‪ :‬يوجد لدى البنك برامج خاصة صممت خصيصا لتشجيع التجارة بني الدول األعضاء هي‬
‫برنامج التعاون التجاري وتنمية التجارة الذي أنشئ عام ‪ 3333‬هـ(‪ 3333‬م) حيث يدعم ما يبذله البنك من جهود‬
‫لتشجيع التجارة البين ية واهلدف الرئيسي من الربنامج هو تقوية قدرات الوكاالت املسئولة عن تشجيع الصادرات يف الدول‬
‫األعضاء ويف عام ‪ 3301‬هـ قام البنك يف إطار هذا الربنامج بتنظيم ‪ 1‬معار و‪ 3‬ندوات و‪ 1‬دورات تدريبية‪.20‬‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمارات البينية‪ :‬قام البنك بتنظيم عدد من املؤمترات اخلاصة باالستثمار خللق الوعي بني املستثمرين‬
‫احملتملني حول الفرص املتاحة‪،‬كذلك نظم البنك اجتماعات جملموعة من اخلرباء لتحديد املعوقات الكربى اليت حتول دون‬
‫تعزيز التعاون يف جمال االستثمار بني الدول األعضاء‪ ،‬وإىل جان ذلك يقدم البنك خطوط متويل إىل املؤسسات الوطنية‬
‫للتمويل التنموي‪ ،‬ويتعاون مع احتاد هذه املؤسسات يف الدول األعضاء ويتعاون مع الغرفة اإلسالمية للتجارة والصناعة‪،‬‬
‫بل ومع البنوك اإلسال مية األخرى من أجل تشجيع تدفق االستثمارات البيئية وقد بذل البنك جهود جهيدة لتسهيل سن‬
‫إطار عمل قانوين مالئم أمال يف حتسني احتماالت جذب االستثمارات بني الدول األعضاء‪.21‬‬
‫‪ -‬المساهمة في األعمال المصرفية اإلسالمية‪ :‬يواصل البنك االضطالع بدور رائد وحمفز لتشجيع ودعم البنوك‬
‫اإلسالمية يف الدول األعضاء وغري األعضاء على السواء ونتيجة لذلك أصبح ينظر اليوم للصناعة املصرفية اإلسالمية على‬

‫‪323‬‬
‫أهنا نظام بديل قابل للبقاء قادر على تعبئة املدخرات واالستثمارات يف خمتلف أحناء العامل‪ ،‬وقد ساهم البنك اإلسالمي‬
‫للتنمية يف تطوير آلية لوضع معايري تنظيمية مقبولة دوليا للصناعة املصرفية اإلسالمية كافية بأن تدعم عالقاهتا مع البنوك‬
‫املركزية يف الدول األعضاء‪ ،‬وأن تضفي على البنوك اإلسالمية منزلة مشاهبة ملنزلة البنوك التقليدية السائدة‪ ،‬ومن أجل‬
‫مساعدة البنوك اإلسالمية على أن تصبح أكثر قدرة تنافسية يف البيئة العاملية اجلديدة حيرص البنك على إمدادها‬
‫باملبادرات اجلديدة وحتديد إطار عمل مقنن للصناعة املالية اإلسالمية واهلدف من هذه املبادرات هو املسامهة يف توحيد‬
‫املعايري للمنتجات املالية اإلسالمية وجعل الصناعة اإلسالمية تنافسية وشفافة وقابلة للبقاء واالستمرارية‪ ،‬ومن املتوقع أن‬
‫تسهم هذه اجلهود يف زيادة القدرة التنافسية للمؤسسات املالية اإلسالمية وكذلك يف تيسري قيام البنوك اإلسالمية‬
‫بوظيفتها جنبا إىل جن مع املؤسسات املصرفية التقليدية‪.22‬‬
‫‪ -‬تطوير العلوم والتكنولوجيا‪ :‬يدرك البنك مدى تدين مستوى اإلملام بالعلوم والتكنولوجيا يف دوله األعضاء ولذلك فهو‬
‫يشجع على استخدامهما من أجل حتقيق التقدم اال قتصادي والربنامج الذي وضعه البنك للتشجيع على استخدام العلوم‬
‫والتكنولوجيا يتم من خالل تقد م املساعدة للعلماء واملنح الدراسية لطلبة الدراسات العلياء والبحوث والتعاون مع الدول‬
‫األعضاء لتبادل اخلربات واملعرفة وقد قام البنك خالل عام ‪ 3301‬هـ بتمويل ‪ 33‬عملية مببلغ قدره ‪ 1713‬مليون دينار‬
‫إسالمي (‪ 1731‬مليون دوالر أمريكي)‪ ،‬ويواصل البنك دعمه للمؤسسات يف الدول األعضاء من أجل حتقيق التميز‬
‫واإلبداع لذا قام منذ عام ‪ 3301‬هـ بتخصيص جائزة باسم البنك يف العلوم والتكنولوجيا قيمتها ‪ 311‬ألف دوالر‬
‫أمريكي متنح لثالث مؤسسات كل عام وإىل جان هذه اجلائزة توجد مبادرة أخرى هي برنامج دعم شباب الباحثني‬
‫استحدثه البنك لتنمية املوارد البشرية يف العلوم والتكنولوجيا والغر منه هو ختفيف اآلثار السلبية لظاهرة هجرة العقول‬
‫اليت يتعر هلا شباب العلماء ولتسهيل عودهتم إىل بالدهم لالستفادة من خرباهتم كذلك يقدم الربنامج منح دراسية‬
‫لعدد خمتار من املتقدمني من الدول األعضاء ترتاوح قيمتها ما بني ‪ 0111‬و‪ 31111‬دوالر أمريكي مببلغ إمجايل قدره‬
‫‪ 11‬ألف دوالر أمريكي ويستفيد حاليا مخسة عشر باحثا من هذا الربنامج‪.23‬‬
‫‪ -2‬مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق االستدامة االجتماعية للتنمية‬
‫ميكن إبراز ذلك من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تخفيف الفقر‪ :‬ظل ختفيف الفقر موضوعا رئيسيا يرد يف كافة مبادرات البنك كاخلطة اإلسرتاتيجية للبنك ورؤية البنك‬
‫حىت عام ‪ 3331‬هـ وبرنامج العمل العشري ملنظمة املؤمتر اإلسالمي على سبيل املثال‪ ،‬وهلذا السب يقدم البنك‬
‫املساعدة للدول األعضاء وبصفة خاصة للدول األعضاء األقل منوا عن طريق تنفيذ الربامج اليت هتدف إىل التخفيف من‬
‫وطأة الفقر‪ ،‬ودفع عجلة النمو االقتصادي وتقوية القدرات املؤسسية وسوف توجه املساعدة املستقبلية للبنك إىل الدول‬
‫األعضاء لتنمية القطاعات االجتماعية‪ ،‬كما أشارت إىل ذلك اخلطة اإلسرتاتيجية وذلك بتمويل مشروعات يف قطاعات‬
‫الصحة والتعليم وإمداد املياه والصرف الصحي والزراعة‪ ،‬كذلك خيطط البنك لزيادة االستثمار يف املوارد البشرية ويف البنية‬
‫األساسية ويف خلق فرص عمل وتنمية القطاع اخلاص على أساس أهنا اجملاالت األساسية للتخفيف من وطأة الفقر‪ ،‬وقد‬
‫حظيت الدول األعضاء األقل منوا باهتمام خاص يف أنشطة وعمليات البنك حىت أن صايف إمجايل املبالغ اليت اعتمدها‬
‫البنك يف الفرتة (‪ 3309 - 3135‬هـ) حوايل ‪ 570‬مليار دينار إسالمي أي حوايل ‪ 373‬مليار دوالر أمريكي لصاحل‬

‫‪322‬‬
‫‪ 3353‬عملية‪ ،‬كذلك أنشأ البنك صناديق وبرامج هتدف مجيعها إىل التخفيف من حدة الفقر يف الدول األعضاء‬
‫وخباصة يف الدول األعضاء األقل منوا فأنشأ حساب خاص للدول األعضاء األقل منوا لتمويل املشروعات من أجل توفري‬
‫اخلدمات األولية مثل بناء املدارس األولية والرعاية الصحية وتوفري مياه الشرب اآلمنة والكافية واملشروعات املتناهية الصغر‬
‫يف املناطق الريفية ومت اعتماد مبلغ ‪ 3173‬مليون دينار إسالمي (‪ 33‬مليون دوالر أمريكي) لثماين عمليات من هذا‬
‫احلساب خالل عام ‪ 3301‬هـ وبلغ إمجايل املبالغ املعتمدة يف إطار احلساب اخلاص للدول األعضاء األقل منوا حىت هناية‬
‫عام ‪ 3301‬هـ حوايل ‪ 331‬مليون دينار إسالمي (‪ 051‬مليون دوالر أمريكي)‪.24‬‬
‫‪ -‬دعم المجتمع المدني‪ :‬يعد إشراك املنظمات غري احلكومية ومنظمات اجملتمع املدين يف عملية التنمية أمرا حيويا‬
‫لضمان نوعية اخلدمات على املستوى الشعيب وتوصيلها إىل مستحقيها‪ ،‬ويرى البنك أن املنظمات غري احلكومية شريك‬
‫أساسي يف عملية التنمية اليت تتمثل يف تقد م اخلدمات للفئات احملرومة من السكان ومساعدة اجملتمعات احمللية يف الدول‬
‫األعضاء‪ ،‬وقد ظل البنك ميول نشاطات املنظمات غري احلكومية‪ ،‬ويعزز قدراهتا لتتمكن على حنو أفضل من تلبية‬
‫احتياجات اجملتمعات اليت تعمل يف إطارها‪ ،‬كما يعكف البنك مع املنظمات غري احلكومية على التصدي ملشكلة العمى‬
‫يف إفريقيا‪ ،‬وذلك بتيسري إجراء جراحات املياه البيضاء‪ ،‬ومول البنك منذ عام ‪ 3303‬هـ (‪ 0111‬م) ‪ 301‬مشروعا‬
‫ختص منظمات غري حكومية يف الدول األعضاء بلغت قيمتها ‪ 3‬ماليني دوالر أمريكي‪.25‬‬
‫‪ -‬االرتقاء بالخدمات الصحية‪ :‬أقرت رؤية البنك أمهية حتسني اخلدمات الصحية واالرتقاء هبا يف الدول األعضاء‪،‬‬
‫ويدعم البنك جهود الدول األعضاء الرامية إىل حتقيق أهداف األلفية اجلديدة يف جمال التنمية املرتبطة بالصحة‪ ،‬وذلك‬
‫بتقليل نسبة عدد األطفال الذين يعانون من سوء التغذية وخفض معدالت وفيات األطفال واألمهات‪ ،‬ومكافحة‬
‫األمرا املعروفة مبا فيها العمى‪ ،‬واملالريا يف الدول اإلفريقية األعضاء األقل منوا‪ ،‬ويقدم البنك إىل جان تأسيس البنية‬
‫األساسية للمرافق الصحية يف الدول األعضاء التمويل للربامج الصحية الرئيسية اليت تشمل مكافحة املالريا والعمى‬
‫السيما يف الدول األعضاء اإلفريقية‪ ،‬وقد دعم البنك برنامج منظمة املؤمتر اإلسالمي لتحقيق االكتفاء الذايت من‬
‫األمصال وذلك ضمانا لتوفر هذه األمصال وتيسري شرائها يف كافة الدول األعضاء يف منظمة املؤمتر اإلسالمي‪ ،‬فمن‬
‫أصل مبلغ ‪ 175‬مليون دوالر أمريكي اعتمد هلذا الربنامج أنفق ‪ 071‬مليون دوالر أمريكي على ستة مشاريع وسبع‬
‫دورات تدريبية وذلك بنهاية عام ‪ 3309‬هـ (‪ 0119‬م)‪ ،‬كما يشارك البنك أيضا يف املبادرة العاملية ملنظمة الصحة‬
‫العاملية (رؤية عام ‪ 0101‬م احلق يف البصر) لتقليل معدالت اإلصابة بالعمى يف الدول النامية والسيما يف الدول اإلفريقية‬
‫جنوب الصحراء‪ ،‬وقد مول البنك سبعة برامج ملكافحة العمى يف مخسة دول أعضاء هي‪ :‬بوركينافاسو‪ ،‬تشاد‪ ،‬جيبويت‪،‬‬
‫مايل والنيجر‪ ،‬وأسهم مببلغ ‪ 171‬مليون دوالر أمريكي للربامج يف هذا اإلطار‪ ،‬وقد استعاد حىت اآلن يف إطار هذا‬
‫الربنامج أكثر من ألفي مريض بصرهم بعد إجراء العمليات اجلراحية الالزمة ولتعزيز القدرات احمللية قدم البنك دورات‬
‫تدريبية خلمسة وثالثني تقنيا يعملون يف جمال العالج الطيب وامانية أخصائيي عيون‪.26‬‬
‫‪ -‬تمكين المرأة‪ :‬يعد إشراك املرأة يف عمليات التنمية يف أي بلد عنصرا حيويا لتخفيف الفقر‪ ،‬فقد ظل البنك وال يزال‬
‫منذ عام ‪ 3333‬هـ (‪ 3330‬م) يدعم املبادرات اهلادفة إىل وضع املرأة يف مقدمة عملية التنمية‪ ،‬وذلك من خالل دعمه‬
‫ومتويله للمشاريع ذات الصلة باملرأة‪ ،‬أما فيما يتعلق بتعزيز قدرات املرأة فقد شرع البنك يف تنظيم برامج تدريبية يف هذا‬

‫‪322‬‬
‫الصدد بالتعاون مع املنظمات غري احلكومية‪ ،‬كما أنشأ البنك الفريق االستشاري النسوي للمساعدة يف استحداث برامج‬
‫مناسبة تتوافق والقيم اإلسالمية وتساعد على إدراج قضايا املرأة يف عملياته ومشاريعه‪ ،‬وقد نظم البنك ثالثة اجتماعات‬
‫للفريق النسوي املذكور خلصت إىل استحداث برنامج لتمكني املرأة وتشجيعها على املشاركة يف عمليات التنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬واستنادا إىل توصيات الفريق املذكور‪ ،‬بدأ البنك يف وضع إطار اسرتاتيجي حيث منح األلوية‬
‫للقطاعات ذات التأثري املباشر والفاعل ع لى املرأة‪ ،‬ويعتزم البنك أيضا تنظيم املنتدى السنوي لصاحبات األعمال ليتيح‬
‫فرصا أكثر لصاحبات األعمال املسلمات‪ ،‬ولتشجيع املرأة على املشاركة يف اإلسهام يف جمتمعها أنشأ البنك جائزة سنوية‬
‫تعرف باسم (جائزة مسامهة املرأة يف التنمية) ومتنح ألكثر النساء إجنازا يف جمال التنمية‪ ،‬وكذلك ألفضل اجملموعات‬
‫النسائية أو املنظمات النسوية يف الدول األعضاء واجملتمعات اإلسالمية يف غري الدول األعضاء اليت حتقق اجنازات‬
‫ومسامهات ملحوظة‪ ،‬واهلدف من اجلائزة االعرتاف مبنجزات املرأة البارزة ومكافأهتا وتشجيعها على املسامهة يف عمليات‬
‫التنمية‪ ،‬حبيث تكون تلك املنجزات قادرة على حتسني األوضاع البشرية واالجتماعية للمرأة‪.27‬‬
‫‪ -‬تطوير التعليم‪ :‬لقد عمد البنك اإلسالمي للتنمية إىل تطوير براجمه وتنوعها يف جمال تنمية التعليم وتطوير اخلدمات‬
‫االجتماعية لتتناس والواقع يف الدول األعضاء وكذلك اجلماعات اإلسالمية خارجها فكانت هناك العديد من املشاريع‬
‫والربامج اليت تناس وواقع هذه اجملتمعات‪ ،‬ولقد عمد البنك إىل دعم جهود الدول األعضاء لتطوير املوارد البشرية وذلك‬
‫بتمويل برامج التدري والتعليم وهتدف عمليات البنك إىل خفض معدل األمية وزيادة فرص حصول أبنائهم وبناهتم على‬
‫الت عليم االبتدائي ليرتت على ذلك حتقيق نوع من النمو االقتصادي واالجتماعي للقضاء على اجلهل والبطالة‪ ،‬وقد‬
‫تنوعت صور دعم البنك ملشاريع التنمية واخلدمات االجتماعية من أجل حتقيق هذه الرؤية التنموية‪ ،‬فقد اعتمد البنك‬
‫منذ عام ‪ 3301‬م وحىت سنة ‪ 0131‬م حوايل ‪ 011‬مشروعا ومنحة ومساعدة فنية مببلغ ‪ 3733‬مليار دوالر أمريكي‬
‫لدعم خمتلف مشروعات التعليم‪ ،‬وسامهت معونات البنك يف التعليم بإنشاء ‪ 3511‬مدرسة ابتدائية‪ ،‬و‪ 511‬مدرسة‬
‫ثانوية‪ ،‬و‪ 011‬مركز تدري مهين‪ ،‬و‪ 51‬جامعة وكلية وغريها من املرافق التعليمية األخرى‪ ،‬ويستهدف البنك بدعمه‬
‫لقطاع ال تعليم أنواع التعليم كافة‪ ،‬مبا فيها التدري املهين‪ ،‬وقد زاد البنك من اعتماداته ومشاريعه يف هذا القطاع املهم إذ‬
‫جندها زادت زيادة كبرية بدءا من سنة ‪3301‬هـ‪ ،‬وقد اعتمد البنك يف غالبية املشروعات املمولة يف نطاق التعليم للجميع‬
‫(االبتدائي والثانوي واملهين وحمو األمية)‪ ،‬كما أفاد من مسامهات البنك يف قطاع التعليم ثالثة ماليني طال وطالبة كما‬
‫يقدر أن حنو امانية آالف طال وطالبة من مجيع أحناء العامل استفادوا من منح الدراسات العليا‪ ،‬واستفاد أكثر من امانية‬
‫عشرة ألف متدرب ومتدربة من املنح وبرامج التدري ‪ ،‬كما كلفت عمليات التدري املهين مبلغ ‪ 10‬مليون دوالر‬
‫أمريكي واستهدفت هذه العمليات ‪ 30‬دولة من الدول األعضاء (نصفها من الدول األقل منوا)‪ ،‬اشتملت على بناء‬
‫مدارس أولية يف بنجالديش‪ ،‬جيبويت واليمن‪ ،‬ومراكز للتدري املهين يف كل من العراق وسرياليون‪ ،‬وتوسيع مدارس املرحلة‬
‫الثالثة والنهو هبا يف تشاد‪ ،‬إندونيسيا وماليزيا‪ ،‬كذلك يقدم البنك توكيال قدره ‪ 31‬مليون دوالر أمريكي لتحديث‬
‫جامعة العلوم مباليزيا‪ ،‬وقد ركزت جهود البنك يف تنمية التعليم على الدول األعضاء ذوات الدخل املنخفض‪ ،‬وذلك‬
‫بتقد م القرو لدعم مشاريع التعليم وبدرجة كبرية الوسائل امللموسة واحملددة (بناء وجتهيزات) وبدرجة أقل على األشياء‬
‫اليت تساعد على حتسني املهارات األساسية‪ ،‬كما جرى متويل عدد قليل من برامج تعليم القراءة والكتابة وتعليم الكبار‪،‬‬

‫‪322‬‬
‫وهتدف سياسة البنك إىل متويل مشروعات تعليمية استجابة حلاجات يتم احلكم عليها بناء على معايري معينة‪ ،‬كما‬
‫يشمل دعم البنك للتعليم التنمية املؤسسية وبناء القدرات البشرية واملساعدة الفنية‪ ،‬ونشر اللغة العربية‪ ،‬عن طريق دعم‬
‫التعليم مزدوج اللغة‪.28‬‬
‫‪ -0‬مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق االستدامة البيئية للتنمية‬
‫ميكن إبراز ذلك من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة النفايات الصلبة‪ :‬اعتمد البنك ‪ 3071‬مليون دينار إسالمي (‪ 0073‬مليون دوالر أمريكي) ملشروع تطوير إدارة‬
‫النفايات الصلبة احلضرية يف السنغال ويرمي هذا املشروع إىل دعم ما تبذله احلكومة من جهود يف سبيل إنشاء نظام فعال‬
‫ومستدام إلدارة النفايات الصلبة احلضرية‪ ،‬وذلك ببناء ‪ 1‬مكبات وحمطات نقل للنفايات الصلبة احلضرية‪ ،‬و‪ 31‬مركزا‬
‫مراقبا جلمع النفايات وسيسد هذا املشروع عند اكتماله احلاجة إىل التخلص من النفايات يف احلواضر املستهدفة (داكار‪،‬‬
‫كاوالك‪ ،‬تيفاوان وتوبة) اليت تقع يف املنطقتني الغربية والوسطى من السنغال وتضم أزيد من ‪ 371‬مليون نسمة ويتوقع أن‬
‫يؤثر تأثريا شديدا على البيئة‪.29‬‬
‫‪ -‬تعزيز أمن الطاقة‪ :‬يواصل البنك العمل مبقتضى رؤية عام ‪ 3331‬هـ على زيادة فرص احلصول على طاقة فعالة وغري‬
‫مكلفة‪ ،‬كما أن إدراك تأثري الطاقة يف البيئة اسرتعى االنتباه إىل ضرورة استغالل موارد الطاقة املتجددة احمللية‪ ،‬وتعزيز‬
‫املبادرات الرامية إىل تعزيز فعالية الطاقة‪.30‬‬
‫‪ -‬تطوير الموارد المائية متعددة األغراض وتطوير الري‪ :‬املاء عنصر ضروري حلياة اإلنسان ومعاشه وأمنه الغذائي‪،‬‬
‫ولذلك ظل أولوية من األولويات‪ ،‬ويف إطار اتفاقية التمويل املشرتك اعتمد البنك ‪ 3575‬مليون دينار إسالمي (‪311‬‬
‫مليون دوالر أمريكي) من أصل تكلفة تقديرية إمجالية قدرها ‪ 371‬مليار دوالر أمريكي إلنشاء سد الرميلة بالسودان‪،‬‬
‫ويتوقع أن يكون له تأثري كبري على اجملاالت املتمثلة يف إدارة املياه والطاقة‪.31‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫ميثل البنك اإلسالمي للتنمية جتربة رائدة للعمل اإلسالمي املشرتك ليكون منوذجا للتعاون الدويل بني الدول النامية‬
‫والتكافل والتعامل الصادق واملثمر لشعوب الدول األعضاء من أجل مواجهة حتديات التنمية املستدامة ودعم تقدمها‬
‫االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬والعمل معها من أجل مستقبل أفضل ألجياهلا املقبلة‪ ،‬وألجل حتقيق ذلك فإن البنك‬
‫حيرص باستمرار على تطوير سياساته وأجهزته لكي تتواءم مع املتغريات املختلفة ليحافظ على فاعليته ولريفع من كفاءة‬
‫العمل فيه وصوال إىل األهداف واملهام النبيلة املوكولة إليه‪.‬‬
‫ولقد متكن البنك اإلسالمي للتنمية وبكفاءة كبرية أن يوظف أمواله التوظيف األمثل واملناس مبا خيدم مصاحل األمة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فبعد أن كان البنك يف بداية نشاطه يعاين من مشكل فائض السيولة وتوظيف هذا الفائض يف البنوك الغربية‬
‫استطاع أن يوجد القنوات املالئمة الستغالل هذه األموال خاصة يف التجارة اخلارجية وبسب التوسع يف عمليات التمويل‬
‫متوسط وطويل األجل مل تعد موارد البنك تكفي للتمويل قصري األجل مما أدى إىل فصل عمليات متويل الواردات تدرجييا‬
‫عن األرصدة السائلة للبنك باعتبارها املصدر الوحيد وإجياد وسائل أخرى لتمويل هذا الربنامج مث استحدث برامج‬

‫‪326‬‬
‫مستقلة التمويل كتمويل التجارة‪ ،‬أي أن هناك توازنا يف استخدام األموال حس األجل جبميع أنواعه‪ ،‬كما أن هناك‬
‫أيضا تنوعا يف توزيع التمويل حس القطاعات مع إعطاء األولوية ملشروعات البنية األساسية باعتبار أن مهمة البنك‬
‫تنموية بالدرجة األوىل‪.‬‬
‫وعليه ميكن القول أن البنك اإلسالمي للتنمية قد جنح إىل حد كبري يف حتقيق اهلدف من تأسيسه‪ ،‬وأدى دوره بفعالية‬
‫واقتدار يف جمال التنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية للدول األعضاء‪ ،‬ولوال هذا الدور ما كان من املمكن للعديد من‬
‫املشروعات الناجحة أن تقام ومعدالت النمو االقتصادي يف بعض الدول النامية من الدول األعضاء أن تتحقق حيث‬
‫ساهم بشكل كبري يف تسريع وترية التنمية االقتصادية يف الدول النامية من خالل توفري التمويل الالزم إلقامة املشروعات‬
‫اإلنتاجية الالزمة إلنتاج السلع واخلدمات‪ ،‬فضال عن مشروعات البنية األساسية الالزمة لتسهيل عمل تلك املشروعات‬
‫التنموية‪ ،‬كما أن قيام البنك اإلسالمي للتنمية بتوفري التمويل اخلارجي واالستثمارات الرأمسالية الالزمة للدول اإلسالمية‪،‬‬
‫وبصفة خاصة الدول النامية منها اليت ال تتوفر هلا هذه االستثمارات لتمويل وحتقيق خططها التنموية‪ ،‬إمنا جيسد التعاون‬
‫والتكافل اإلسالمي بشكل عملي حيقق اخلري هلذه الدول‪.‬‬
‫لكن ورغم ذلك يبقى دور البنك اإلسالمي للتنمية حمدودا وذلك لضحالة وحمدودية كفاءة األنظمة القائمة يف الدول‬
‫األعضاء يف البنك خاصة‪ ،‬وهو ما يستوج على هذه الدول اختاذ اإلجراءات الالزمة لتعزيز اقتصادياهتا‪ ،‬ومع ذلك‬
‫يبقى هناك أمل يف مزيد من التعاون بني الدول اإلسالمية ومزيد من اجلهود من جان باقي مكونات اإلطار املؤسسي‬
‫للعمل اإلسالمي املشرتك حىت تنهض الدول اإلسالمية وحتتل مكانتها الالئقة بني دول العامل‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ .1‬علي أبو العينني‪ ،‬التربية اإلسالمية وتنمية المجتمع اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة إبراهيم حليب‪ ،‬املدينة النبوية‪ ،‬السعودية‪ ،2226 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ .2‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬لمحة موجزة عن مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،3222 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ .3‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬اتفاقية التأسيس‪ ،‬دار األصفهاين‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،2222 ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪ .4‬مفيدة خالد الزقوزي‪ ،‬التنمية‪ :‬مراجعة للمفهوم واألبعاد ومنهجية القياس‪ ،‬جملة اجلامعة املغاربية‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬اجلامعة املغاربية‪ ،‬ليبيا‪ ،3222 ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ .5‬الغوث ولد الطال جدو‪ ،‬التنمية المعتمدة على الذات‪ :‬من مواجهة التبعية إلى التأقلم مع العولمة‪ ،‬جملة حبوث اقتصادية عربية‪ ،‬العدد الثاين واخلمسون‪ ،‬اجلمعية العربية للبحوث‬
‫االقتصادية‪ ،‬مصر‪ ،3222 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ .6‬إبراهيم العيسوي‪ ،‬التنمية في عالم متغير‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،3222 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ .7‬بثينة احملتس ورائدة أبوعيد‪ ،‬الشراكة بين القطاعين العام والخاص كأداة لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬املؤمتر العريب حول الشراكة بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬األردن‪ ،0110 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ .8‬صاحل صاحلي‪ ،‬المنهج التنموي البديل في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،3226 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ .9‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ .10‬حممد عبد الشفيع عيسى‪ ،‬السياق الدولي إلشكالية االستدامة والشروط األساسية للتنمية المستدامة‪ ،‬املؤمتر الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية وعلوم التسيري بالتعاون مع خمرب الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،3222 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪11‬‬
‫‪. Aurélien BOUTAUD, Le développement durable : penser le changement ou changer le pansement ?, Thèse de‬‬
‫‪doctorat, Faculté de science et génie de l’environnement, Université Jean Monnet, France, 3222, p 50 .‬‬
‫‪ .12‬بدرية عبد اهلل العوضي‪ ،‬المرأة العربية في التنمية البيئية المستدامة‪ ،‬امللتقى العريب حول دور املرأة العربية يف التنمية املستدامة ومؤسسات اجملتمع املدين‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪،‬‬
‫قطر‪ ،3222 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ .13‬عمار عماري‪ ،‬إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها‪ ،‬املؤمتر الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري بالتعاون مع خمرب‬
‫الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،3222 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪14‬‬
‫‪. Alain JOUNOT, 100 questions pour comprendre et agir le développement durable, édition AFNOR, France,‬‬
‫‪2004, p 3.‬‬
‫‪ .15‬نادية محدي صاحل‪ ،‬اإلدارة البيئية المبادئ والممارسات‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،3222 ،‬ص ص‪.32 -32 :‬‬
‫‪ .16‬بدرية عبد اهلل العوضي‪ ،‬المرأة العربية في التنمية البيئية المستدامة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪ .17‬غادة علي موسى‪ ،‬مخاطر غياب األمن اإلنساني على البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬املؤمتر العريب السادس لإلدارة البيئية‪ :‬التنمية البشرية وآثارها على التنمية املستدامة‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية‬
‫اإلدارية‪ ،‬مصر‪ ،3222 ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪18‬‬
‫‪. Rosa ANTHONY et Karen DELCHET, Guide pratique du développement durable, Edition AFNOR, France,‬‬
‫‪2005, p 9.‬‬
‫‪ .19‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ 33 ،‬عاما في خدمة التنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،3222 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ .20‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ 31 ،‬عاما في خدمة التنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،3222 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ .21‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ .22‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ 33 ،‬عاما في خدمة التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ .23‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ .24‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ .25‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ .26‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ .27‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬
‫‪ .28‬عبد اهلل بن حلفان بن عبد اهلل العايش‪ ،‬بنك التنمية اإلسالمي ودوره في التنمية التعليمية‪ ،‬مؤمتر املعونات واملنح الدولية وأثرها على التنمية يف الوطن العريب (إدارة التعاون العريب العريب)‪،‬‬
‫املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬تونس‪ ،‬أفريل ‪ ،3222‬ص ص‪.22 – 22 :‬‬
‫‪ .29‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 1133‬هـ (‪ 3111‬م)‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪ ،3222 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ .30‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪ .31‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪322‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أ‪ -‬المراجع باللغة العربية‬
‫‪ -3‬إبراهيم العيسوي‪ ،‬التنمية في عالم متغير‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.0111 ،‬‬
‫‪ -0‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬لمحة موجزة عن مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪.0111 ،‬‬
‫‪ -1‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬اتفاقية التأسيس‪ ،‬دار األصفهاين‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪.3391 ،‬‬
‫‪ -3‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ 00 ،‬عاما في خدمة التنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪.0119 ،‬‬
‫‪ -1‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ 00 ،‬عاما في خدمة التنمية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪.0111 ،‬‬
‫‪ -5‬البنك اإلسالمي للتنمية‪ ،‬التقرير السنوي ‪ 0002‬هـ (‪ 2300‬م)‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪.0133 ،‬‬
‫‪ -9‬الغوث ولد الطال جدو‪ ،‬التنمية المعتمدة على الذات‪ :‬من مواجهة التبعية إلى التأقلم مع العولمة‪ ،‬جملة حبوث‬
‫اقتصادية عربية‪ ،‬العدد الثاين واخلمسون‪ ،‬اجلمعية العربية للبحوث االقتصادية‪ ،‬مصر‪.0131 ،‬‬
‫‪ -0‬بثينة احملتس ورائدة أبوعيد‪ ،‬الشراكة بين القطاعين العام والخاص كأداة لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬املؤمتر‬
‫العريب حول الشراكة بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬األردن‪.0110 ،‬‬
‫‪ -3‬بدرية عبد اهلل العوضي‪ ،‬المرأة العربية في التنمية البيئية المستدامة‪ ،‬امللتقى العريب حول دور املرأة العربية يف التنمية‬
‫املستدامة ومؤسسات اجملتمع املدين‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬قطر‪.0110 ،‬‬
‫‪ -31‬حممد عبد الشفيع عيسى‪ ،‬السياق الدولي إلشكالية االستدامة والشروط األساسية للتنمية المستدامة‪ ،‬املؤمتر‬
‫الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري بالتعاون مع‬
‫خمرب الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب‪ ،‬جامعة سطيف‪.0110 ،‬‬
‫‪ -33‬مفيدة خالد الزقوزي‪ ،‬التنمية‪ :‬مراجعة للمفهوم واألبعاد ومنهجية القياس‪ ،‬جملة اجلامعة املغاربية‪ ،‬العدد السابع‪،‬‬
‫اجلامعة املغاربية‪ ،‬ليبيا‪.0113 ،‬‬
‫‪ -30‬نادية محدي صاحل‪ ،‬اإلدارة البيئية المبادئ والممارسات‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.0111‬‬
‫‪ -31‬صاحل صاحلي‪ ،‬المنهج التنموي البديل في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.0115 ،‬‬
‫‪ -33‬عبد اهلل بن حلفان بن عبد اهلل العايش‪ ،‬بنك التنمية اإلسالمي ودوره في التنمية التعليمية‪ ،‬مؤمتر املعونات‬
‫واملنح الدولية وأثرها على التنمية يف الوطن العريب (إدارة التعاون العريب العريب)‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫أفريل ‪.0131‬‬
‫‪ -31‬علي أبو العينني‪ ،‬التربية اإلسالمية وتنمية المجتمع اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة إبراهيم حليب‪ ،‬املدينة‬
‫النبوية‪ ،‬السعودية‪.3305 ،‬‬

‫‪322‬‬
‫‪ -35‬عمار عماري‪ ،‬إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها‪ ،‬املؤمتر الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية‬
‫للموارد املتاحة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري بالتعاون مع خمرب الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب‪ ،‬جامعة سطيف‪.0110 ،‬‬
‫‪ -39‬غادة علي موسى‪ ،‬مخاطر غياب األمن اإلنساني على البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬املؤمتر العريب السادس لإلدارة‬
‫البيئية‪ :‬التنمية البشرية وآثارها على التنمية املستدامة‪ ،‬املنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ ،‬مصر‪.0119 ،‬‬
‫ب‪ -‬المراجع باللغات األجنبية‬

‫‪2- Alain JOUNOT, 100 questions pour comprendre et agir le développement durable, édition‬‬

‫‪AFNOR, France, 2004.‬‬

‫‪2- Aurélien BOUTAUD, Le développement durable : penser le changement ou changer le‬‬

‫‪pansement ?, Thèse de doctorat, Faculté de science et génie de l’environnement, Université Jean‬‬

‫‪Monnet, France, 3224.‬‬

‫‪3- Rosa ANTHONY et Karen DELCHET, Guide pratique du développement durable, Edition‬‬

‫‪AFNOR, France, 2005.‬‬

‫‪322‬‬
322

You might also like