Professional Documents
Culture Documents
محاسبة
محاسبة
362
أوال :اإلطار المؤسسي للبنك اإلسالمي للتنمية
بعد أن حصلت معظم الدول اإلسالمية على استقالهلا من االستعمار وقد كانت مجيعها تعيش مرحلة من التخلف
يف مجيع شئون احلياة ،وكانت هذه الدول تنخفض فيها مستويات املعيشة ،وينخفض فيها الدخل ،وبالتايل ينخفض فيها
مستوى الغذاء واستهالك الطاقة ،ومستوى التعليم والثقافة ،وترتفع نسبة البطالة ويسوء املستوى الصحي ،ويقل استثمار
املوارد ،وتقل التجهيزات مع سوء استعمال ما هو متوفر منها ،ويضعف التصنيع والزراعة مع سوء وسائل النقل
واملواصالت والطرق ،وتنقص القوى العاملة املاهرة والكفاءات البشرية املدربة ،مع هجرة العقول املفكرة؛ مما يؤدي إىل
استنزاف ثرواهتا البشرية ،هلذا كانت هذه الدول الفقرية يف حاجة إىل نظام تنموي حيقق هلا إدارة نفسها وتطوير إمكانياهتا
بسواعد أبنائها دون االعتماد على املستعمر ومؤسساته.1
لقد أحس املعنيون بأمر األمة اإلسالمية أن األمة يف حاجة إىل مؤسسات كربى تقوم برعاية بعض املصاحل وتلم مشل
الدول اإلسالمية وتوحد مواقفهم ومن هذه املؤسسات اليت أنشئت من أجل هذه الغاية منظمة املؤمتر اإلسالمي واليت
انبثق منها العديد من املؤسسات الرائدة ومنها البنك اإلسالمي للتنمية.
-0نشأة البنك اإلسالمي للتنمية
من املعلوم بأن البنك اإلسالمي للتنمية مؤسسة مالية دولية ،أنشئت تطبيقا لبيان العزم الصادر عن مؤمتر وزراء مالية
الدول اإلسالمية ،الذي عقد يف مدينة جدة ،يف شهر ذي القعدة 3131هـ (ديسمرب 3391م) ،وانعقد االجتماع
االفتتاحي جمللس احملافظني يف مدينة الريا ،يف شهر رج 3131هـ (جويلية 3391م) ،وافتتح البنك رمسيا يف
اخلامس عشر من شوال 3131هـ (العشرين من أكتوبر 3391م) ،وأوكلت مهمة إنشائه إىل مؤسسة النقد العريب
السعودي (.2)SAMA
-2أهداف البنك اإلسالمي للتنمية ووظائفه
جاء يف املادة 13من اتفاقية تأسيس البنك ما يلي " :إن هدف البنك اإلسالمي للتنمية هو دعم التنمية االقتصادية
والتقدم االجتماعي لشعوب الدول األعضاء واجملتمعات اإلسالمية جمتمعة ومنفردة وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية،
ولكي حيقق البنك هذا اهلدف خولت له الوظائف و الصالحيات الواردة يف املادة 10من اتفاقية تأسيس البنك وهي:3
-قبول الودائع وتعبئة املوارد املالية من خالل الصيغ اليت تتفق مع أحكام الشريعة اإلسالمية؛
-تقد م القرو للمؤسسات واملشروعات اإلنتاجية يف القطاعني اخلاص والعام يف الدول األعضاء ،من أجل حتقيق
التنمية االقتصادية واالجتماعية هبا؛
-املشاركة يف رؤوس أموال املشروعات واملؤسسات اإلنتاجية يف الدول األعضاء ،وتقد م أشكال خمتلفة من املساعدة
اإلمنائية ملكافحة الفقر؛
-إقامة التعاون االقتصادي من خالل تشجيع وتنمية التجارة اخلارجية بني الدول األعضاء واالستثمار يف مشروعات
البنيان االقتصادي واالجتماعي؛
-تعزيز دور التمويل اإلسالمي يف التنمية االقتصادية واالجتماعية هبذه الدول.
362
-0العضوية ورأسمال البنك اإلسالمي للتنمية
لقد كان عدد األعضاء املوقعني على اتفاقية تأسيس البنك 09دولة عضو مؤسس عند إنشائه ،أما حاليا فقد بلغ عدد
أعضائه 15دولة ،منتشرة يف قارات أربع هي :إفريقيا ،آسيا ،أوروبا وأمريكا اجلنوبية ،وتصنّف كافة الدول األعضاء
بالبنك على أ ّهنا دول نامية ،ومنها 00دولة تنتمي إىل فئة الدول األقل منوا حبس تصنيف األمم املتحدة هلا ،عالوة
على ذلك ،تعامل ست دول أخرى من قبل البنك باعتبارها حاالت خاصة دول أعضاء أقل منوا (ألبانيا ،أذربيجان،
قريقيزيا ،فلسطني ،طاجيكستان وأوزبكستان) ،والشرط األساسي للعضوية يف البنك هو أن تكون الدولة عضوا يف منظمة
املؤمتر اإلسالمي ،وأن تكتت يف رأمسال البنك وفقا ملا يقرره جملس احملافظني.
شكل رقم ( :)30تطور عدد الدول اإلسالمية األعضاء يف البنك اإلسالمي للتنمية
50 43
40
30
22
20
10
0
1395هـ 1405هـ 1416هـ 1425هـ 1427هـ 1432هـ
المصدر :من إعداد الباحث باالعتماد على :البنك اإلسالمي للتنمية ،التقرير السنوي ،جدة ،السعودية3310 ،
هـ( 0133م) ،ص .0
ّأما بالنسبة لرأمسال البنك ،فتكت كل دولة عضو يف رأمسال البنك ،واحلد األدىن الكتتاب الدولة العضو هو 011
سهما ،وطوال العقود املاضية تضاعف رأمسال البنك املكتت فيه عدة مرات لتمكينه من اإلسهام يف مواجهة متطلبات
التنمية ومتكينه من تعزيز دوره يف تقد م الدعم املايل واملساعدة الفنية يف الدول األعضاء ،حيث كان عند التأسيس حنو
0.1مليار دينار إسالمي مث أصدر االجتماع السنوي احلادي والثالثون جمللس حمافظي البنك قراره رقم م م – 5 /
309بتاريخ 3من مجادى األول 3309هـ ( 13ماي 0115م) بزيادة رأس املال املصرح به للبنك ليصبح 11مليار
دينار إسالمي.
362
جدول رقم ( :)30تطور هيكل رأمسال البنك اإلسالمي للتنمية
هيكل رأسمال البنك اإلسالمي للتنمية (مليار دينار إسالمي)
رأس المال المصرح رأس المال المصدر رأس المال المكتتب رأس المال المدفوع
فيه به
1700 1791 1791 0 عند التأسيس
373 3970 30 11 سنة 0002هـ
( 2300م)
المصدر :من إعداد الباحث باالعتماد على :البنك اإلسالمي للتنمية ،التقرير السنوي ،مرجع سابق ،ص .0
-0مقره ،مكاتبه اإلقليمية ،سنته المالية ،تركيبته اللغوية ووحدته الحسابية
يقع املقر الرئيس للبنك يف مدينة جدة يف اململكة العربية السعودية ،وللبنك أربعة مكات إقليمية يف الرباط (عاصمة
اململكة املغربية) وكواالملبور (عاصمة ماليزيا) وأملآيت (إحدى مدن كازاخستان) وداكار (عاصمة السنغال) ،أما سنة البنك
اإلسالمي للتنمية املالية هي السنة اهلجرية (القمرية) ،واللغة العربية هي اللغة الرمسية يف البنك اإلسالمي للتنمية ،أما
اللغتان االجنليزية والفرنسية فهما لغتان للعمل فقط ،وفيما خيص الوحدة احلسابية للبنك اإلسالمي للتنمية فهي الدينار
اإلسالمي وهو يعادل وحدة من وحدات حقوق السح اخلاصة لدى صندوق النقد الدويل.
-5تطوره إلى مجموعة
تطور البنك اإلسالمي للتنمية مبرور الزمن من كيان منفرد إىل جمموعه مكونة من أربع أعضاء هي :البنك اإلسالمي
للتنمية حامل لواء اجملموعة ،املعهد اإلسالمي للبحوث والتدري ،املؤسسة اإلسالمية لتأمني االستثمار وائتمان
الصادرات واملؤسسة اإلسالمية لتنمية القطاع اخلاص ،ولكل كيان اتفاقية تأسيسها اخلاصة هبا ،ويعمل بصفة مستقلة.
شكل رقم ( :)32الكيانات األساسية املكونة جملموعة البنك اإلسالمي للتنمية
البنك اإلسالمي للتنمية
366
المصدر :من إعداد الباحث.
الدول األخرى
20,4 % اململكة العربية السعودية
24,9 %
االمارات
7,1 %
تركيا الكويت
7,9% 12,4 %
مصر
ليبيا
8,6 % ايران
10 %
8,7 %
362
المصدر :من إعداد الباحث باالعتماد على :البنك اإلسالمي للتنمية ،التقرير السنوي ،مرجع سابق ،ص .0
-مجلس المحافظين :يتشكل من الدول األعضاء حيث تقوم كل دولة بتعيني حمافظ واحد ومناوب له ،على أن تقوم
بإخطار البنك رمسيا هبذا التعيني ،وجيتمع جملس احملافظني مرة يف السنة الستعرا أنشطة البنك للسنة املنصرمة واختاذ
القرارات بالنسبة للسياسات املستقبلية ،وتكون مدة خدمة احملافظ واملناوب حس رغبة الدولة اليت اختارهتما وجملس
احملافظني هو اهليئة العليا اليت تضع السياسات ويفو جملس املديرين التنفيذيني سلطة التصريف العام ألعمال البنك ،إال
أن جملس احملافظني هو اجلهة الوحيدة اليت ميكن أن تعاجل القضايا املتصلة بعضوية البنك ،وزيادة أو خفض رأس املال
املصرح به ،واملوافقة على اتفاقيات التعاون وانتخاب رئيس البنك واملديرين التنفيذيني ،وحتديد املكافآت اليت تصرف هلم،
أي أن مهمة اجمللس هي رسم السياسة العامة للبنك.
ثالثا :مدخل مفاهيمي إلى التنمية المستدامة
رغم أن املفهوم الذي نتدارسه هنا هو مفهوم التنمية املستدامة ،إال أن مصطلحات كثرية شكلت وعاء له على امتداد
القرنني املاضي واحلايل ،بدءا مبصطلح التنمية االقتصادية ،الذي ظهر بعد هناية احلرب العاملية الثانية يف وقت شعرت فيه
الدول الغربية بضرورة مواجهة خملفات احل رب على املستوى االقتصادي ،مث ما لبث اإلنسان أن دخل يف منظومة التنمية
حبيث أصبح هو املوضوع الرئيسي هلا ،بعد أن تنامى الوعي مبحورية اإلنسان فيها ،وهنا بدأ تداول مصطلح التنمية
اإلنسانية حينا والتنمية البشرية حينا آخر ،ومع التحوالت اليت شهدها القرن املاضي وأوائل القرن احلايل على مستوى
النمو السكاين من جهة ،والتناقص املتتايل يف املوارد االقتصادية ،بسب تقلبات املناخ واحلروب وغري ذلك من العوامل
الطبيعية والبشرية من جهة أخرى ،أصبح من الضروري التفكري يف كيفية حفظ مقومات التنمية اليت ننشدها لشعوب
العامل ،حبيث تتحقق التنمية يف احلاضر ،وتستمر بشكل أو بآخر ألجيال املستقبل ،مبعىن أصبح العامل يف حاجة لضمان
استمرارية املوارد األساسية للتنمية ،لتنتفع هبا األجيال القادمة ،دون أن ينقص ذلك من متطلبات أجيال احلاضر ،وهنا
أطل علينا مصطلح التنمية املستدامة.
ّ
-0تطور مفهوم التنمية في سياق الفكر االقتصادي
إن لفظ تنمية هو ترمجة للكلمة االجنليزية ( ،)Developmentحيث استعمل يف اللغة االجنليزية للداللة على
زيادة الشيء وتوسعه عرب مراحل خمتلفة ،مث جرى استعمال هذا املصطلح يف جماالت معرفية متعددة ومنها علم االقتصاد
لوصف احلالة االقتصادية للدولة من حيث الدخل القومي وإنتاج السلع ،وقد أثار جدال كبريا على املستويني النظري
والتطبيقي بعد استخدامه ألول مرة بعد هناية احلرب العاملية الثانية وبالضبط سنة 3333م كبديل ملرادفات التقدم
والتصنيع.4
لقد ظهر إذن مفهوم التنمية االقتصادية ألول مرة عق هناية احلرب العاملية الثانية ،يف إطار التوجه الدويل الرامي إىل
إعادة إعمار الدول األوروبية اليت أهنكتها احلرب ،ومتكني املستعمرات اليت بدأت تتجه حثيثا حنو نيل االستقالل من بناء
اقتصادياهتا التقليدية على أسس جديدة ،والتنمية االقتصادية تتضمن تنمية صناعية ،تنمية زراعية ،وغريها من جماالت
تنمية االقتصاد الوطين ،ومن ذلك الوقت أصبحت التنمية غاية وطموحا تسعى للوصول إليه مجيع اجملتمعات بشىت الطرق
والوسائل.5
362
إن إطاللة على الفكر التنموي وممارساته تكشف أن التنمية كمفهوم ظلت موضوع خالف كبري ،ومل يرس البحث
فيها على تعريف جامع ،حيث أهنا عرفت تغريا كبريا عرب الزمن ،وأمام تعدد وتنوع آراء العلماء والباحثني فيما خيص
مفهوم التنمية ،نرى من الضرورة مبكان تسليط الضوء على جمموعة من التعاريف نوردها يف سياق مرت حس تطورها
الزمين ،وهي مقسمة يف هذا اإلطار إىل أربعة مراحل على النحو التايل:
المرحلة األولى :التنمية كمرادف للنمو االقتصادي
مت الرتكيز هنا على اجلوان االقتصادية للتنمية يف إطار حماكاة مسرية النمو االقتصادي الذي عرفته الدول الغربية ويف
هذا اإلطار فقد عُّرفت التنمية انطالقا من معيار الدخل ،بأهنا الزيادة السريعة واملستمرة يف مستوى الدخل الفردي عرب
الزمن ،ولقد شاع هذا التعريف يف أوساط البلدان النامية منذ أواخر األربعينيات حىت منتصف الستينات من القرن
العشرين ،وميكن القول أنه يف هذه الفرتة استطاعت بعض من تلك الدول النامية أن حتقق هدف النمو االقتصادي
الكمي ،غري أهنا فشلت يف توفري احلاجيات األساسية ،وبفعل هذا القصور يف املفهوم التنموي ونتائجه السلبية متت إعادة
النظر يف مفهوم التنمية خالل عقد السبعينات من نفس القرن.6
المرحلة الثانية :التنمية وفكرة التوزيع
غطت هذه املرحلة تقريبا الفرتة من منتصف الستينات وحىت منتصف السبعينات من القرن املاضي ،وبدأ مفهوم
التنمية فيها يشمل أبعادا اجتماعية بعدما كان يقتصر يف املراحل السابقة على اجلوان االقتصادية فقط ،فقد اتسع
مفهوم التنمية ليشمل باإلضافة إىل النمو االقتصادي تغيري هيكل اإلنتاج ،وتقليل التفاوت يف الدخول ،وحتقيق العدالة يف
توزيعها ،وإزالة الفقر وتوسيع فرص العمل وإشباع احلاجات اإلنسانية ،ويكون ذلك من خالل تطبيق اسرتاتيجيات
احلاجات األساسية واملشاركة الشعبية يف إعداد خطط التنمية وتنفيذها ومتابعتها.7
المرحلة الثالثة :التنمية الشاملة
امتدت هذه املرحلة تقريبا من منتصف السبعينات إىل منتصف الثمانينات من القرن املاضي ،ويف هذا اإلطار فإن
االجتاه اجلديد يف تعريف التنمية أخذ بعني االعتبار مجيع أبعاد حياة اإلنسان واجملتمع ،ومن هذا املنظور عُّرفت التنمية
على أهنا عملية تغيري شاملة ومتكاملة اقتصاديا واجتماعيا ،لتحقيق منو مستمر يف اقتصاد البلد ،مبا يؤدي إىل حتسني
مستوى حياة اإلنسان ،ورغم مشولية هذا التعريف إال أن التنمية بقيت مسألة اقتصادية يف املقام األول ،وكذلك ظل
يرسخ تقسيم العامل إىل متقدم ومتخلف يف ظل عالقات التبعية، مفهوم التنمية ضمن النموذج الصناعي الغريب الذي ّ
لذلك دعت احلاجة إىل معاجلة هذا القصور وإعطاء تعريف أكثر مشوال لعملية التنمية باعتبارها عملية حضارية.8
المرحلة الرابعة :التنمية البشرية والتنمية المستدامة
ابتداء من أواخر الثمانينات من القرن املاضي لع برنامج األمم املتحدة اإلمنائي ( )UNDPدورا كبريا يف الرتويح
ملفهوم التنمية البشرية ( ،)Human Developmentوأول ظهور هلذا املصطلح كان من خالل تقرير التنمية
البشرية لعام 3331م ويف هذا اإلطار يشكل اإلنسان جوهر التنمية البشرية ،اليت جي أن تستجي للمتطلبات
عرف التنمية البشرية بأهنا عملية توسيع اخليارات املتاحة لألفراد لتمكينهم من
االقتصادية واالجتماعية وكذا السياسية ،وتُ ّ
العيش حياة طويلة وصحية ،وكذلك احلصول على املعارف باإلضافة إىل احلصول على املوارد الضرورية لتوفري مستوى
362
املعيشة املناس ،ويف نفس الفرتة تقريبا شهد الفكر التنموي ميالد مصطلح التنمية املستدامة (Sustainable
)Developmentحيث يشري هذا املصطلح إىل معان كثرية ختتلف عن التنمية االقتصادية اليت أغفلت جوان كثرية
من العالقات وتأثرياهتا على حياة البشر حاضرا ومستقبال ،وأول ظهور هلذا املصطلح يعود إىل االحتاد العاملي للحفاظ
على البيئة الذي أطلقه سنة 3301م يف اإلسرتاتيجية العاملية للمحافظة على الطبيعة ،ومت تداوله رمسيا ابتداء من سنة
3309ومن ذلك الوقت كثرت الدراسات والتحاليل حول مفهوم التنمية املستدامة ،بغية صياغتها يف قال حمكم.9
-2نشأة وتطور مفهوم التنمية المستدامة
متثل استدامة التنمية بعدا رئيسيا من أبعاد احلوار الدويل الدائر يف أروقة الفكر االقتصادي حول مسارات التطور
االقتصادي واالجتماعي يف اجملموعات الدولية املختلفة ،خاصة جمموعة الدول النامية ،وقد بدأ هذا احلوار منذ مالحظة
تدهور املناخ العاملي وازدياد حدة التغريات املناخية يف العقود الثالثة األخرية من القرن املنصرم ،مث اشتدت نربته على
خلفية القضية اليت أثارت جدال واسعا ،بعد صدور تقرير نادي روما عن حدود النمو يف سنة 3390م والذي نبه إىل
التهديدات بنفاد املوارد الطبيعية ونضوب مصادر الطاقة غري املتجددة.10
ويف نفس السنة انعقدت قمة األمم املتحدة حول البيئة يف استكهومل ،اليت أكدت على ضرورة الربط بني البيئة
واملشاكل االقتصادية ،وطالبت بأن تكون للدول النامية األولوية يف التنمية إذا أُريد حتسني البيئة وتفادي التعدي عليها،
وبالتايل تضييق الفجوة بني الدول املتقدمة ونظريهتا النامية.11
ويف سنة 3301م مت االعرتاف الدويل بالربط بني البيئة والتنمية عندما نشر االحتاد العاملي للحفاظ على البيئة وثيقة
اإلسرتاتيجية العاملية للمحافظة على الطبيعة ،حيث مت استخدام مصطلح التنمية املستدامة ألول مرة.12
ويف سنة 3300م وضع برنامج األمم املتحدة للبيئة تقريرا عن حالة البيئة العاملية وكانت أمهية التقرير أنه مبين على
وثائق علمية وبيانات إحصائية أكدت اخلطر احمليط بالعامل ،من جراء االنبعاثات الغازية اليت أطلقتها األنشطة البشرية
أقرت اجلمعية العامة لألمم املتحدة امليثاق العاملي للطبيعة ،اهلدف منه توجيه وتقو م طوال عقود عديدة ،ويف نفس السنة ّ
أي نشاط بشري من شأنه التأثري على الطبيعة ،حيث جي األخذ بعني االعتبار النظام الطبيعي عند وضع اخلطط
التنموية.13
ويف سنة 3309م قدمت اللجنة الدولية للبيئة والتنمية التابعة لألمم املتحدة برئاسة برنتدالند ()Brundtland
رئيسة وزراء النرويج آنذاك تقريرا بعنوان مستقبلنا املشرتك ،والذي عُرف أيضا بتقرير برنتدالند ،حيث اشتمل هذا التقرير
على فصل كامل حول التنمية املستدامة ،ومت بلورة تعريف دقيق هلا ،كما أكد ذات التقرير على أنه ال ميكننا االستمرار يف
التنمية ما مل يكن منط تلك التنمية قابال لالستمرار ومن دون ضرر بيئي.14
لقد ساهم اجملتمع الدويل بعد ذلك يف البلورة العلمية ملفهوم التنمية املستدامة ،حيث انعقد سنة 3330م يف ريو
دي جانريو بالربازيل مؤمتر األمم املتحدة حول البيئة والتنمية ،وقد أُطلق عليه مؤمتر قمة األر ،حيث ح ّدد املؤمتر
جمموعة من االسرتاتيجيات والتدابري من شأهنا احلد من التآكل البيئي يف إطار تنمية قابلة لالستمرار ومالئمة بيئيا ،وقد
أصدر املؤمتر خطة عمل شاملة عُرفت بأجندة القرن احلادي والعشرين ،كما أقر املؤمتر صيغة اتفاقية دولية لصون التنوع
البيولوجي واتفاقية دولية تتناول قضايا تغري املناخ وإطار عمل لصون الغابات ومت أيضا تشكيل جلنة من ممثلي احلكومات
322
لوضع اتفاقية دولية ملكافحة التصحر ،وتتضمن أجندة القرن احلادي والعشرين أربعني فصال تؤكد مجيعها أن الطريق
الوحيدة لتوفري حياة آمنة ومستقبل مزدهر هي التعامل مع قضايا البيئة والتنمية بطريقة متوازنة تعمل على إشباع احلاجات
األساسية وحتسني مستويات املعيشة للمجتمع ويف نفس الوقت محاية وإدارة أفضل حبكمة وعقالنية لألنظمة البيئية حيث
ال تستطيع أي دولة تأمني مستقبلها مبفردها ،لكن اجلميع يف شراكة عاملية لتحقيق التنمية املستدامة ،ومن أهداف أجندة
القرن احلادي والعشرين أيضا توفري مساعدات مالية ومستدامة للدول النامية ،حيث حتتاج هذه األخرية إىل مساعدات
إضافية لتغطية تكاليف آثار التعامل مع املشكالت العاملية البيئية ،ومن أجل حتقيق أفضل ألهداف التنمية املستدامة.15
كما أسفر هذا املؤمتر أيضا عن إعالن ريو اخلاص بالبيئة والتنمية ،الذي تضمن مجلة من املبادئ البيئية اإلمنائية من
خالل 09مبدأ ،يؤكد املبدأ الثالث منه على أن احلق يف التنمية جي الوفاء به بطريقة منصفة بني االحتياجات اإلمنائية
ويقرر املبدأ الثامن منه أنه من أجل حتقيق التنمية املستدامة واالرتقاء بنوعية احلياة
والبيئية لألجيال احلاضرة واملستقبلةّ ،
جلميع الناس ،ينبغي للدول تقليل وإزالة األمناط غري املستدامة لإلنتاج واالستهالك وتشجيع السياسات الدميوغرافية
املالئمة ،وتبني املبادئ ( )33 ،30 ،31 ،30 ،33 ،3من اإلعالن اإلجراءات والتدابري الواج اختاذها من طرف
دول اجملتمع الدويل للحد من التدهور البيئي ،يف حني يؤكد املبدأ 01من اإلعالن على أن املرأة هلا دور حيوي يف إدارة
البيئة والتنمية ،وأن مشاركتها الكاملة أمر أساسي لتحقيق التنمية املستدامة ،ويف هذا الصدد مت التأكيد على أمهية تعاون
الدول والقطاعات الرئيسية يف اجملتمع يف تطوير والنهو بالتنمية املستدامة على املستويني الوطين والدويل.16
وقد كانت اجلمعية العامة لألمم املتحدة قد أقرت عقد قمة دولية كل عشر سنوات ملراجعة التقدم الذي أحرزته الدول
يف تنفيذ ما جاء يف توصيات مؤمتر قمة األر ،وإذا كان مؤمتر قمة األر عام 3330م قد مثّل بداية طرح مفهوم
التنمية املستدامة ،فقد أعقبه مؤمتر القمة العاملي للتنمية املستدامة يف جوهانسبورغ جبنوب إفريقيا عام 0110م لتقييم ما
حتقق من إجنازات منذ انعقاد قمة األر ،وحث الدول على حتقيق أهداف وغايات قابلة للقياس الكمي ومرتبطة
جبداول زمنية ،ولقد تبىن هذا املؤمتر عدة مواضيع أساسية لتحقيق التنمية املستدامة منها :املياه ،الطاقة ،الصحة ،والتنوع
البيولوجي ،وغريها وطال كذلك برتكيز اجلهود يف هذه اجملاالت ضمن منهاج دويل متماسك ذو أهداف واسعة ومتطورة
لتحقيق التنمية املستدامة ،واختاذ إجراءات عملية ملموسة حلصول التكامل بني أركان التنمية املستدامة املتمثلة بالتنمية
االقتصادية واالجتماعية ومحاية البيئة ،وإجياد سلوكيات وأمناط يف اإلنتاج واالستهالك تقلل من استنزاف الثروات الطبيعية
واملساواة يف االستهالك لتخفيف وطأة الفقر الذي يتطل تكاتف جهود دول العامل واجملتمع الدويل بأسره وتوحيد
وتنسيق كافة السياسات ملواجهة كل التحديات.17
وانطال قا مما سبق يعترب إذن مفهوم التنمية املستدامة مفهوما جديدا ومبتكرا يف الفكر التنموي ،إذ أنه للمرة األوىل يتم
دمج االحتياجات االقتصادية واالجتماعية والبيئية يف تعريف واحد ،وعلى الرغم من انتشار هذا املفهوم وتداوله بشكل
كبري بني النخ األكادميية إىل أنه ال يوجد تعريف متفق عليه عامليا للتنمية املستدامة.
لقد اُستعمل مصطلح التنمية املستدامة بشكل رمسي يف تقرير مستقبلنا املشرتك الصادر عن اللجنة العاملية للتنمية
والبيئة عام 3309م ،واليت كانت قد أُنشئت سابقا من قبل هيئة األمم املتحدة عام 3301م هبدف تسليط الضوء
على ا لتدهور السريع للبيئة واملوارد الطبيعية وآثار ذلك على التنمية االقتصادية واالجتماعية ،ووفقا هلذا التقرير فإن
322
تعرض للخطر قدرة األجيال (التنمية المستدامة هي التنمية التي تستجيب الحتياجات األجيال الراهنة دون أن ّ
المستقبلية على تلبية احتياجاتها هي األخرى) ،وعلى الرغم من كثرة التعاريف املقدمة للتنمية املستدامة إال أن هذا
التعريف هو األكثر شيوعا وانتشارا.18
رابعا :مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق التنمية المستدامة في اقتصاديات العالم اإلسالمي
لقد كان ملشاريع التنمية املستدامة وخاصة يف جانبها االقتصادي واالجتماعي والبيئي اهتمام كبري لدى القائمني على
إدارة البنك اإلسالمي للتنمية فقد حرصوا منذ قيام البنك على االهتمام باجلوان التنموية وتطوير اإلنسان املسلم وتنمية
بيئته احمليطة به ليتمكن من اإلسهام يف التنمية املستدامة جملتمعه احمليط به.
-0مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق االستدامة االقتصادية للتنمية
ميكن إبراز ذلك من خالل ما يلي:
-تمويل المشروعات :مول البنك على امتداد العقود املاضية برامج التنمية يف القطاعني العام واخلاص يف الدول
األعضاء كما قدم هلا مساعدات فنية ،ويقدم البنك حبكم مهمته التمويل التنموي عن طريق ثالثة أنواع رئيسة من
العمليات هي :العمليات العادية وتشمل متويل املشاريع واملساعدات الفنية ،وعمليات متويل التجارة ،وصندوق الوقف
(عمليات املعونة اخلاصة) ،وقد ارتفع حجم املساعدة اإلمنائية اليت يقدمها البنك للدول األعضاء وللمجتمعات اإلسالمية
يف الدول غري األعضاء من 1733مليار دينار إسالمي عام 3135هـ ( 3395م) إىل 171مليار دينار إسالمي عام
3309هـ ( 0119م) ،أما توزيع التمويل اإلمجايل للمشاريع واملساعدات الفنية حبس القطاعات من موارد البنك
الرأمسالية العادية خالل الفرتة ( 0119 – 3335م) فقد أوضح أن قطاع املرافق العامة قد استأثر بنسبة % 11من
مجلة ذلك التمويل واستأثر قطاع اخلدمات االجتماعية منه بنسبة % 00وقطاع النقل واالتصاالت بنسبة % 03
والقطاع الزراعي بنسبة % 33وقطاع الصناعة والتعدين بنسبة .19 % 33
-تشجيع التجارة :يوجد لدى البنك برامج خاصة صممت خصيصا لتشجيع التجارة بني الدول األعضاء هي
برنامج التعاون التجاري وتنمية التجارة الذي أنشئ عام 3333هـ( 3333م) حيث يدعم ما يبذله البنك من جهود
لتشجيع التجارة البين ية واهلدف الرئيسي من الربنامج هو تقوية قدرات الوكاالت املسئولة عن تشجيع الصادرات يف الدول
األعضاء ويف عام 3301هـ قام البنك يف إطار هذا الربنامج بتنظيم 1معار و 3ندوات و 1دورات تدريبية.20
-تشجيع االستثمارات البينية :قام البنك بتنظيم عدد من املؤمترات اخلاصة باالستثمار خللق الوعي بني املستثمرين
احملتملني حول الفرص املتاحة،كذلك نظم البنك اجتماعات جملموعة من اخلرباء لتحديد املعوقات الكربى اليت حتول دون
تعزيز التعاون يف جمال االستثمار بني الدول األعضاء ،وإىل جان ذلك يقدم البنك خطوط متويل إىل املؤسسات الوطنية
للتمويل التنموي ،ويتعاون مع احتاد هذه املؤسسات يف الدول األعضاء ويتعاون مع الغرفة اإلسالمية للتجارة والصناعة،
بل ومع البنوك اإلسال مية األخرى من أجل تشجيع تدفق االستثمارات البيئية وقد بذل البنك جهود جهيدة لتسهيل سن
إطار عمل قانوين مالئم أمال يف حتسني احتماالت جذب االستثمارات بني الدول األعضاء.21
-المساهمة في األعمال المصرفية اإلسالمية :يواصل البنك االضطالع بدور رائد وحمفز لتشجيع ودعم البنوك
اإلسالمية يف الدول األعضاء وغري األعضاء على السواء ونتيجة لذلك أصبح ينظر اليوم للصناعة املصرفية اإلسالمية على
323
أهنا نظام بديل قابل للبقاء قادر على تعبئة املدخرات واالستثمارات يف خمتلف أحناء العامل ،وقد ساهم البنك اإلسالمي
للتنمية يف تطوير آلية لوضع معايري تنظيمية مقبولة دوليا للصناعة املصرفية اإلسالمية كافية بأن تدعم عالقاهتا مع البنوك
املركزية يف الدول األعضاء ،وأن تضفي على البنوك اإلسالمية منزلة مشاهبة ملنزلة البنوك التقليدية السائدة ،ومن أجل
مساعدة البنوك اإلسالمية على أن تصبح أكثر قدرة تنافسية يف البيئة العاملية اجلديدة حيرص البنك على إمدادها
باملبادرات اجلديدة وحتديد إطار عمل مقنن للصناعة املالية اإلسالمية واهلدف من هذه املبادرات هو املسامهة يف توحيد
املعايري للمنتجات املالية اإلسالمية وجعل الصناعة اإلسالمية تنافسية وشفافة وقابلة للبقاء واالستمرارية ،ومن املتوقع أن
تسهم هذه اجلهود يف زيادة القدرة التنافسية للمؤسسات املالية اإلسالمية وكذلك يف تيسري قيام البنوك اإلسالمية
بوظيفتها جنبا إىل جن مع املؤسسات املصرفية التقليدية.22
-تطوير العلوم والتكنولوجيا :يدرك البنك مدى تدين مستوى اإلملام بالعلوم والتكنولوجيا يف دوله األعضاء ولذلك فهو
يشجع على استخدامهما من أجل حتقيق التقدم اال قتصادي والربنامج الذي وضعه البنك للتشجيع على استخدام العلوم
والتكنولوجيا يتم من خالل تقد م املساعدة للعلماء واملنح الدراسية لطلبة الدراسات العلياء والبحوث والتعاون مع الدول
األعضاء لتبادل اخلربات واملعرفة وقد قام البنك خالل عام 3301هـ بتمويل 33عملية مببلغ قدره 1713مليون دينار
إسالمي ( 1731مليون دوالر أمريكي) ،ويواصل البنك دعمه للمؤسسات يف الدول األعضاء من أجل حتقيق التميز
واإلبداع لذا قام منذ عام 3301هـ بتخصيص جائزة باسم البنك يف العلوم والتكنولوجيا قيمتها 311ألف دوالر
أمريكي متنح لثالث مؤسسات كل عام وإىل جان هذه اجلائزة توجد مبادرة أخرى هي برنامج دعم شباب الباحثني
استحدثه البنك لتنمية املوارد البشرية يف العلوم والتكنولوجيا والغر منه هو ختفيف اآلثار السلبية لظاهرة هجرة العقول
اليت يتعر هلا شباب العلماء ولتسهيل عودهتم إىل بالدهم لالستفادة من خرباهتم كذلك يقدم الربنامج منح دراسية
لعدد خمتار من املتقدمني من الدول األعضاء ترتاوح قيمتها ما بني 0111و 31111دوالر أمريكي مببلغ إمجايل قدره
11ألف دوالر أمريكي ويستفيد حاليا مخسة عشر باحثا من هذا الربنامج.23
-2مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق االستدامة االجتماعية للتنمية
ميكن إبراز ذلك من خالل ما يلي:
-تخفيف الفقر :ظل ختفيف الفقر موضوعا رئيسيا يرد يف كافة مبادرات البنك كاخلطة اإلسرتاتيجية للبنك ورؤية البنك
حىت عام 3331هـ وبرنامج العمل العشري ملنظمة املؤمتر اإلسالمي على سبيل املثال ،وهلذا السب يقدم البنك
املساعدة للدول األعضاء وبصفة خاصة للدول األعضاء األقل منوا عن طريق تنفيذ الربامج اليت هتدف إىل التخفيف من
وطأة الفقر ،ودفع عجلة النمو االقتصادي وتقوية القدرات املؤسسية وسوف توجه املساعدة املستقبلية للبنك إىل الدول
األعضاء لتنمية القطاعات االجتماعية ،كما أشارت إىل ذلك اخلطة اإلسرتاتيجية وذلك بتمويل مشروعات يف قطاعات
الصحة والتعليم وإمداد املياه والصرف الصحي والزراعة ،كذلك خيطط البنك لزيادة االستثمار يف املوارد البشرية ويف البنية
األساسية ويف خلق فرص عمل وتنمية القطاع اخلاص على أساس أهنا اجملاالت األساسية للتخفيف من وطأة الفقر ،وقد
حظيت الدول األعضاء األقل منوا باهتمام خاص يف أنشطة وعمليات البنك حىت أن صايف إمجايل املبالغ اليت اعتمدها
البنك يف الفرتة ( 3309 - 3135هـ) حوايل 570مليار دينار إسالمي أي حوايل 373مليار دوالر أمريكي لصاحل
322
3353عملية ،كذلك أنشأ البنك صناديق وبرامج هتدف مجيعها إىل التخفيف من حدة الفقر يف الدول األعضاء
وخباصة يف الدول األعضاء األقل منوا فأنشأ حساب خاص للدول األعضاء األقل منوا لتمويل املشروعات من أجل توفري
اخلدمات األولية مثل بناء املدارس األولية والرعاية الصحية وتوفري مياه الشرب اآلمنة والكافية واملشروعات املتناهية الصغر
يف املناطق الريفية ومت اعتماد مبلغ 3173مليون دينار إسالمي ( 33مليون دوالر أمريكي) لثماين عمليات من هذا
احلساب خالل عام 3301هـ وبلغ إمجايل املبالغ املعتمدة يف إطار احلساب اخلاص للدول األعضاء األقل منوا حىت هناية
عام 3301هـ حوايل 331مليون دينار إسالمي ( 051مليون دوالر أمريكي).24
-دعم المجتمع المدني :يعد إشراك املنظمات غري احلكومية ومنظمات اجملتمع املدين يف عملية التنمية أمرا حيويا
لضمان نوعية اخلدمات على املستوى الشعيب وتوصيلها إىل مستحقيها ،ويرى البنك أن املنظمات غري احلكومية شريك
أساسي يف عملية التنمية اليت تتمثل يف تقد م اخلدمات للفئات احملرومة من السكان ومساعدة اجملتمعات احمللية يف الدول
األعضاء ،وقد ظل البنك ميول نشاطات املنظمات غري احلكومية ،ويعزز قدراهتا لتتمكن على حنو أفضل من تلبية
احتياجات اجملتمعات اليت تعمل يف إطارها ،كما يعكف البنك مع املنظمات غري احلكومية على التصدي ملشكلة العمى
يف إفريقيا ،وذلك بتيسري إجراء جراحات املياه البيضاء ،ومول البنك منذ عام 3303هـ ( 0111م) 301مشروعا
ختص منظمات غري حكومية يف الدول األعضاء بلغت قيمتها 3ماليني دوالر أمريكي.25
-االرتقاء بالخدمات الصحية :أقرت رؤية البنك أمهية حتسني اخلدمات الصحية واالرتقاء هبا يف الدول األعضاء،
ويدعم البنك جهود الدول األعضاء الرامية إىل حتقيق أهداف األلفية اجلديدة يف جمال التنمية املرتبطة بالصحة ،وذلك
بتقليل نسبة عدد األطفال الذين يعانون من سوء التغذية وخفض معدالت وفيات األطفال واألمهات ،ومكافحة
األمرا املعروفة مبا فيها العمى ،واملالريا يف الدول اإلفريقية األعضاء األقل منوا ،ويقدم البنك إىل جان تأسيس البنية
األساسية للمرافق الصحية يف الدول األعضاء التمويل للربامج الصحية الرئيسية اليت تشمل مكافحة املالريا والعمى
السيما يف الدول األعضاء اإلفريقية ،وقد دعم البنك برنامج منظمة املؤمتر اإلسالمي لتحقيق االكتفاء الذايت من
األمصال وذلك ضمانا لتوفر هذه األمصال وتيسري شرائها يف كافة الدول األعضاء يف منظمة املؤمتر اإلسالمي ،فمن
أصل مبلغ 175مليون دوالر أمريكي اعتمد هلذا الربنامج أنفق 071مليون دوالر أمريكي على ستة مشاريع وسبع
دورات تدريبية وذلك بنهاية عام 3309هـ ( 0119م) ،كما يشارك البنك أيضا يف املبادرة العاملية ملنظمة الصحة
العاملية (رؤية عام 0101م احلق يف البصر) لتقليل معدالت اإلصابة بالعمى يف الدول النامية والسيما يف الدول اإلفريقية
جنوب الصحراء ،وقد مول البنك سبعة برامج ملكافحة العمى يف مخسة دول أعضاء هي :بوركينافاسو ،تشاد ،جيبويت،
مايل والنيجر ،وأسهم مببلغ 171مليون دوالر أمريكي للربامج يف هذا اإلطار ،وقد استعاد حىت اآلن يف إطار هذا
الربنامج أكثر من ألفي مريض بصرهم بعد إجراء العمليات اجلراحية الالزمة ولتعزيز القدرات احمللية قدم البنك دورات
تدريبية خلمسة وثالثني تقنيا يعملون يف جمال العالج الطيب وامانية أخصائيي عيون.26
-تمكين المرأة :يعد إشراك املرأة يف عمليات التنمية يف أي بلد عنصرا حيويا لتخفيف الفقر ،فقد ظل البنك وال يزال
منذ عام 3333هـ ( 3330م) يدعم املبادرات اهلادفة إىل وضع املرأة يف مقدمة عملية التنمية ،وذلك من خالل دعمه
ومتويله للمشاريع ذات الصلة باملرأة ،أما فيما يتعلق بتعزيز قدرات املرأة فقد شرع البنك يف تنظيم برامج تدريبية يف هذا
322
الصدد بالتعاون مع املنظمات غري احلكومية ،كما أنشأ البنك الفريق االستشاري النسوي للمساعدة يف استحداث برامج
مناسبة تتوافق والقيم اإلسالمية وتساعد على إدراج قضايا املرأة يف عملياته ومشاريعه ،وقد نظم البنك ثالثة اجتماعات
للفريق النسوي املذكور خلصت إىل استحداث برنامج لتمكني املرأة وتشجيعها على املشاركة يف عمليات التنمية
االجتماعية واالقتصادية ،واستنادا إىل توصيات الفريق املذكور ،بدأ البنك يف وضع إطار اسرتاتيجي حيث منح األلوية
للقطاعات ذات التأثري املباشر والفاعل ع لى املرأة ،ويعتزم البنك أيضا تنظيم املنتدى السنوي لصاحبات األعمال ليتيح
فرصا أكثر لصاحبات األعمال املسلمات ،ولتشجيع املرأة على املشاركة يف اإلسهام يف جمتمعها أنشأ البنك جائزة سنوية
تعرف باسم (جائزة مسامهة املرأة يف التنمية) ومتنح ألكثر النساء إجنازا يف جمال التنمية ،وكذلك ألفضل اجملموعات
النسائية أو املنظمات النسوية يف الدول األعضاء واجملتمعات اإلسالمية يف غري الدول األعضاء اليت حتقق اجنازات
ومسامهات ملحوظة ،واهلدف من اجلائزة االعرتاف مبنجزات املرأة البارزة ومكافأهتا وتشجيعها على املسامهة يف عمليات
التنمية ،حبيث تكون تلك املنجزات قادرة على حتسني األوضاع البشرية واالجتماعية للمرأة.27
-تطوير التعليم :لقد عمد البنك اإلسالمي للتنمية إىل تطوير براجمه وتنوعها يف جمال تنمية التعليم وتطوير اخلدمات
االجتماعية لتتناس والواقع يف الدول األعضاء وكذلك اجلماعات اإلسالمية خارجها فكانت هناك العديد من املشاريع
والربامج اليت تناس وواقع هذه اجملتمعات ،ولقد عمد البنك إىل دعم جهود الدول األعضاء لتطوير املوارد البشرية وذلك
بتمويل برامج التدري والتعليم وهتدف عمليات البنك إىل خفض معدل األمية وزيادة فرص حصول أبنائهم وبناهتم على
الت عليم االبتدائي ليرتت على ذلك حتقيق نوع من النمو االقتصادي واالجتماعي للقضاء على اجلهل والبطالة ،وقد
تنوعت صور دعم البنك ملشاريع التنمية واخلدمات االجتماعية من أجل حتقيق هذه الرؤية التنموية ،فقد اعتمد البنك
منذ عام 3301م وحىت سنة 0131م حوايل 011مشروعا ومنحة ومساعدة فنية مببلغ 3733مليار دوالر أمريكي
لدعم خمتلف مشروعات التعليم ،وسامهت معونات البنك يف التعليم بإنشاء 3511مدرسة ابتدائية ،و 511مدرسة
ثانوية ،و 011مركز تدري مهين ،و 51جامعة وكلية وغريها من املرافق التعليمية األخرى ،ويستهدف البنك بدعمه
لقطاع ال تعليم أنواع التعليم كافة ،مبا فيها التدري املهين ،وقد زاد البنك من اعتماداته ومشاريعه يف هذا القطاع املهم إذ
جندها زادت زيادة كبرية بدءا من سنة 3301هـ ،وقد اعتمد البنك يف غالبية املشروعات املمولة يف نطاق التعليم للجميع
(االبتدائي والثانوي واملهين وحمو األمية) ،كما أفاد من مسامهات البنك يف قطاع التعليم ثالثة ماليني طال وطالبة كما
يقدر أن حنو امانية آالف طال وطالبة من مجيع أحناء العامل استفادوا من منح الدراسات العليا ،واستفاد أكثر من امانية
عشرة ألف متدرب ومتدربة من املنح وبرامج التدري ،كما كلفت عمليات التدري املهين مبلغ 10مليون دوالر
أمريكي واستهدفت هذه العمليات 30دولة من الدول األعضاء (نصفها من الدول األقل منوا) ،اشتملت على بناء
مدارس أولية يف بنجالديش ،جيبويت واليمن ،ومراكز للتدري املهين يف كل من العراق وسرياليون ،وتوسيع مدارس املرحلة
الثالثة والنهو هبا يف تشاد ،إندونيسيا وماليزيا ،كذلك يقدم البنك توكيال قدره 31مليون دوالر أمريكي لتحديث
جامعة العلوم مباليزيا ،وقد ركزت جهود البنك يف تنمية التعليم على الدول األعضاء ذوات الدخل املنخفض ،وذلك
بتقد م القرو لدعم مشاريع التعليم وبدرجة كبرية الوسائل امللموسة واحملددة (بناء وجتهيزات) وبدرجة أقل على األشياء
اليت تساعد على حتسني املهارات األساسية ،كما جرى متويل عدد قليل من برامج تعليم القراءة والكتابة وتعليم الكبار،
322
وهتدف سياسة البنك إىل متويل مشروعات تعليمية استجابة حلاجات يتم احلكم عليها بناء على معايري معينة ،كما
يشمل دعم البنك للتعليم التنمية املؤسسية وبناء القدرات البشرية واملساعدة الفنية ،ونشر اللغة العربية ،عن طريق دعم
التعليم مزدوج اللغة.28
-0مساهمة البنك اإلسالمي للتنمية في تحقيق االستدامة البيئية للتنمية
ميكن إبراز ذلك من خالل ما يلي:
-إدارة النفايات الصلبة :اعتمد البنك 3071مليون دينار إسالمي ( 0073مليون دوالر أمريكي) ملشروع تطوير إدارة
النفايات الصلبة احلضرية يف السنغال ويرمي هذا املشروع إىل دعم ما تبذله احلكومة من جهود يف سبيل إنشاء نظام فعال
ومستدام إلدارة النفايات الصلبة احلضرية ،وذلك ببناء 1مكبات وحمطات نقل للنفايات الصلبة احلضرية ،و 31مركزا
مراقبا جلمع النفايات وسيسد هذا املشروع عند اكتماله احلاجة إىل التخلص من النفايات يف احلواضر املستهدفة (داكار،
كاوالك ،تيفاوان وتوبة) اليت تقع يف املنطقتني الغربية والوسطى من السنغال وتضم أزيد من 371مليون نسمة ويتوقع أن
يؤثر تأثريا شديدا على البيئة.29
-تعزيز أمن الطاقة :يواصل البنك العمل مبقتضى رؤية عام 3331هـ على زيادة فرص احلصول على طاقة فعالة وغري
مكلفة ،كما أن إدراك تأثري الطاقة يف البيئة اسرتعى االنتباه إىل ضرورة استغالل موارد الطاقة املتجددة احمللية ،وتعزيز
املبادرات الرامية إىل تعزيز فعالية الطاقة.30
-تطوير الموارد المائية متعددة األغراض وتطوير الري :املاء عنصر ضروري حلياة اإلنسان ومعاشه وأمنه الغذائي،
ولذلك ظل أولوية من األولويات ،ويف إطار اتفاقية التمويل املشرتك اعتمد البنك 3575مليون دينار إسالمي (311
مليون دوالر أمريكي) من أصل تكلفة تقديرية إمجالية قدرها 371مليار دوالر أمريكي إلنشاء سد الرميلة بالسودان،
ويتوقع أن يكون له تأثري كبري على اجملاالت املتمثلة يف إدارة املياه والطاقة.31
خاتمة:
ميثل البنك اإلسالمي للتنمية جتربة رائدة للعمل اإلسالمي املشرتك ليكون منوذجا للتعاون الدويل بني الدول النامية
والتكافل والتعامل الصادق واملثمر لشعوب الدول األعضاء من أجل مواجهة حتديات التنمية املستدامة ودعم تقدمها
االقتصادي واالجتماعي والبيئي ،والعمل معها من أجل مستقبل أفضل ألجياهلا املقبلة ،وألجل حتقيق ذلك فإن البنك
حيرص باستمرار على تطوير سياساته وأجهزته لكي تتواءم مع املتغريات املختلفة ليحافظ على فاعليته ولريفع من كفاءة
العمل فيه وصوال إىل األهداف واملهام النبيلة املوكولة إليه.
ولقد متكن البنك اإلسالمي للتنمية وبكفاءة كبرية أن يوظف أمواله التوظيف األمثل واملناس مبا خيدم مصاحل األمة
اإلسالمية ،فبعد أن كان البنك يف بداية نشاطه يعاين من مشكل فائض السيولة وتوظيف هذا الفائض يف البنوك الغربية
استطاع أن يوجد القنوات املالئمة الستغالل هذه األموال خاصة يف التجارة اخلارجية وبسب التوسع يف عمليات التمويل
متوسط وطويل األجل مل تعد موارد البنك تكفي للتمويل قصري األجل مما أدى إىل فصل عمليات متويل الواردات تدرجييا
عن األرصدة السائلة للبنك باعتبارها املصدر الوحيد وإجياد وسائل أخرى لتمويل هذا الربنامج مث استحدث برامج
326
مستقلة التمويل كتمويل التجارة ،أي أن هناك توازنا يف استخدام األموال حس األجل جبميع أنواعه ،كما أن هناك
أيضا تنوعا يف توزيع التمويل حس القطاعات مع إعطاء األولوية ملشروعات البنية األساسية باعتبار أن مهمة البنك
تنموية بالدرجة األوىل.
وعليه ميكن القول أن البنك اإلسالمي للتنمية قد جنح إىل حد كبري يف حتقيق اهلدف من تأسيسه ،وأدى دوره بفعالية
واقتدار يف جمال التنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية للدول األعضاء ،ولوال هذا الدور ما كان من املمكن للعديد من
املشروعات الناجحة أن تقام ومعدالت النمو االقتصادي يف بعض الدول النامية من الدول األعضاء أن تتحقق حيث
ساهم بشكل كبري يف تسريع وترية التنمية االقتصادية يف الدول النامية من خالل توفري التمويل الالزم إلقامة املشروعات
اإلنتاجية الالزمة إلنتاج السلع واخلدمات ،فضال عن مشروعات البنية األساسية الالزمة لتسهيل عمل تلك املشروعات
التنموية ،كما أن قيام البنك اإلسالمي للتنمية بتوفري التمويل اخلارجي واالستثمارات الرأمسالية الالزمة للدول اإلسالمية،
وبصفة خاصة الدول النامية منها اليت ال تتوفر هلا هذه االستثمارات لتمويل وحتقيق خططها التنموية ،إمنا جيسد التعاون
والتكافل اإلسالمي بشكل عملي حيقق اخلري هلذه الدول.
لكن ورغم ذلك يبقى دور البنك اإلسالمي للتنمية حمدودا وذلك لضحالة وحمدودية كفاءة األنظمة القائمة يف الدول
األعضاء يف البنك خاصة ،وهو ما يستوج على هذه الدول اختاذ اإلجراءات الالزمة لتعزيز اقتصادياهتا ،ومع ذلك
يبقى هناك أمل يف مزيد من التعاون بني الدول اإلسالمية ومزيد من اجلهود من جان باقي مكونات اإلطار املؤسسي
للعمل اإلسالمي املشرتك حىت تنهض الدول اإلسالمية وحتتل مكانتها الالئقة بني دول العامل.
322
الهوامش:
.1علي أبو العينني ،التربية اإلسالمية وتنمية المجتمع اإلسالمي ،الطبعة األوىل ،مكتبة إبراهيم حليب ،املدينة النبوية ،السعودية ،2226 ،ص .23
.2البنك اإلسالمي للتنمية ،لمحة موجزة عن مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية ،جدة ،السعودية ،3222 ،ص .6
.3البنك اإلسالمي للتنمية ،اتفاقية التأسيس ،دار األصفهاين ،جدة ،السعودية ،2222 ،ص .6
.4مفيدة خالد الزقوزي ،التنمية :مراجعة للمفهوم واألبعاد ومنهجية القياس ،جملة اجلامعة املغاربية ،العدد السابع ،اجلامعة املغاربية ،ليبيا ،3222 ،ص .23
.5الغوث ولد الطال جدو ،التنمية المعتمدة على الذات :من مواجهة التبعية إلى التأقلم مع العولمة ،جملة حبوث اقتصادية عربية ،العدد الثاين واخلمسون ،اجلمعية العربية للبحوث
االقتصادية ،مصر ،3222 ،ص .2
.6إبراهيم العيسوي ،التنمية في عالم متغير ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،3222 ،ص .22
.7بثينة احملتس ورائدة أبوعيد ،الشراكة بين القطاعين العام والخاص كأداة لتحقيق التنمية المستدامة ،املؤمتر العريب حول الشراكة بني القطاعني العام واخلاص ،املنظمة العربية للتنمية
اإلدارية ،األردن ،0110 ،ص .1
.8صاحل صاحلي ،المنهج التنموي البديل في االقتصاد اإلسالمي ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر ،3226 ،ص .22
.9نفس املرجع السابق ،ص .23
.10حممد عبد الشفيع عيسى ،السياق الدولي إلشكالية االستدامة والشروط األساسية للتنمية المستدامة ،املؤمتر الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة ،كلية
العلوم االقتصادية وعلوم التسيري بالتعاون مع خمرب الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب ،جامعة سطيف ،3222 ،ص .2
11
. Aurélien BOUTAUD, Le développement durable : penser le changement ou changer le pansement ?, Thèse de
doctorat, Faculté de science et génie de l’environnement, Université Jean Monnet, France, 3222, p 50 .
.12بدرية عبد اهلل العوضي ،المرأة العربية في التنمية البيئية المستدامة ،امللتقى العريب حول دور املرأة العربية يف التنمية املستدامة ومؤسسات اجملتمع املدين ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية،
قطر ،3222 ،ص .3
.13عمار عماري ،إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها ،املؤمتر الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري بالتعاون مع خمرب
الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب ،جامعة سطيف ،3222 ،ص .22
14
. Alain JOUNOT, 100 questions pour comprendre et agir le développement durable, édition AFNOR, France,
2004, p 3.
.15نادية محدي صاحل ،اإلدارة البيئية المبادئ والممارسات ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،مصر ،3222 ،ص ص.32 -32 :
.16بدرية عبد اهلل العوضي ،المرأة العربية في التنمية البيئية المستدامة ،مرجع سابق ،ص .2
.17غادة علي موسى ،مخاطر غياب األمن اإلنساني على البيئة والتنمية المستدامة ،املؤمتر العريب السادس لإلدارة البيئية :التنمية البشرية وآثارها على التنمية املستدامة ،املنظمة العربية للتنمية
اإلدارية ،مصر ،3222 ،ص .2
18
. Rosa ANTHONY et Karen DELCHET, Guide pratique du développement durable, Edition AFNOR, France,
2005, p 9.
.19البنك اإلسالمي للتنمية 33 ،عاما في خدمة التنمية ،جدة ،السعودية ،3222 ،ص .32
.20البنك اإلسالمي للتنمية 31 ،عاما في خدمة التنمية ،جدة ،السعودية ،3222 ،ص .22
.21نفس املرجع السابق ،ص .22
.22البنك اإلسالمي للتنمية 33 ،عاما في خدمة التنمية ،مرجع سابق ،ص .32
.23نفس املرجع السابق ،ص .22
.24نفس املرجع السابق ،ص .32
.25نفس املرجع السابق ،ص .32
.26نفس املرجع السابق ،ص .32
.27نفس املرجع السابق ،ص .36
.28عبد اهلل بن حلفان بن عبد اهلل العايش ،بنك التنمية اإلسالمي ودوره في التنمية التعليمية ،مؤمتر املعونات واملنح الدولية وأثرها على التنمية يف الوطن العريب (إدارة التعاون العريب العريب)،
املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،تونس ،أفريل ،3222ص ص.22 – 22 :
.29البنك اإلسالمي للتنمية ،التقرير السنوي 1133هـ ( 3111م) ،جدة ،السعودية ،3222 ،ص .62
.30نفس املرجع السابق ،ص .62
.31نفس املرجع السابق ،ص .22
322
قائمة المراجع
أ -المراجع باللغة العربية
-3إبراهيم العيسوي ،التنمية في عالم متغير ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر.0111 ،
-0البنك اإلسالمي للتنمية ،لمحة موجزة عن مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية ،جدة ،السعودية.0111 ،
-1البنك اإلسالمي للتنمية ،اتفاقية التأسيس ،دار األصفهاين ،جدة ،السعودية.3391 ،
-3البنك اإلسالمي للتنمية 00 ،عاما في خدمة التنمية ،جدة ،السعودية.0119 ،
-1البنك اإلسالمي للتنمية 00 ،عاما في خدمة التنمية ،جدة ،السعودية.0111 ،
-5البنك اإلسالمي للتنمية ،التقرير السنوي 0002هـ ( 2300م) ،جدة ،السعودية.0133 ،
-9الغوث ولد الطال جدو ،التنمية المعتمدة على الذات :من مواجهة التبعية إلى التأقلم مع العولمة ،جملة حبوث
اقتصادية عربية ،العدد الثاين واخلمسون ،اجلمعية العربية للبحوث االقتصادية ،مصر.0131 ،
-0بثينة احملتس ورائدة أبوعيد ،الشراكة بين القطاعين العام والخاص كأداة لتحقيق التنمية المستدامة ،املؤمتر
العريب حول الشراكة بني القطاعني العام واخلاص ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،األردن.0110 ،
-3بدرية عبد اهلل العوضي ،المرأة العربية في التنمية البيئية المستدامة ،امللتقى العريب حول دور املرأة العربية يف التنمية
املستدامة ومؤسسات اجملتمع املدين ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،قطر.0110 ،
-31حممد عبد الشفيع عيسى ،السياق الدولي إلشكالية االستدامة والشروط األساسية للتنمية المستدامة ،املؤمتر
الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري بالتعاون مع
خمرب الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب ،جامعة سطيف.0110 ،
-33مفيدة خالد الزقوزي ،التنمية :مراجعة للمفهوم واألبعاد ومنهجية القياس ،جملة اجلامعة املغاربية ،العدد السابع،
اجلامعة املغاربية ،ليبيا.0113 ،
-30نادية محدي صاحل ،اإلدارة البيئية المبادئ والممارسات ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،القاهرة ،مصر،
.0111
-31صاحل صاحلي ،المنهج التنموي البديل في االقتصاد اإلسالمي ،دار الفجر للنشر والتوزيع ،مصر.0115 ،
-33عبد اهلل بن حلفان بن عبد اهلل العايش ،بنك التنمية اإلسالمي ودوره في التنمية التعليمية ،مؤمتر املعونات
واملنح الدولية وأثرها على التنمية يف الوطن العريب (إدارة التعاون العريب العريب) ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،تونس،
أفريل .0131
-31علي أبو العينني ،التربية اإلسالمية وتنمية المجتمع اإلسالمي ،الطبعة األوىل ،مكتبة إبراهيم حليب ،املدينة
النبوية ،السعودية.3305 ،
322
-35عمار عماري ،إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها ،املؤمتر الدويل حول التنمية املستدامة والكفاءة االستخدامية
للموارد املتاحة ،كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري بالتعاون مع خمرب الشراكة واالستثمار يف املؤسسات الصغرية
واملتوسطة يف الفضاء األورومغاريب ،جامعة سطيف.0110 ،
-39غادة علي موسى ،مخاطر غياب األمن اإلنساني على البيئة والتنمية المستدامة ،املؤمتر العريب السادس لإلدارة
البيئية :التنمية البشرية وآثارها على التنمية املستدامة ،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،مصر.0119 ،
ب -المراجع باللغات األجنبية
2- Alain JOUNOT, 100 questions pour comprendre et agir le développement durable, édition
3- Rosa ANTHONY et Karen DELCHET, Guide pratique du développement durable, Edition
322
322