You are on page 1of 64

‫مجرم هارب يحاول إشعال فتنة في الكويت ّ‬

‫بسب السيدة عائشة والصحابة الكرام‬

‫‪www.magmj.com‬‬
‫«املجتمع» تفتح أخطر‬
‫امللفات املسكوت عنها‬
‫مخطط إبادة البشر‬
‫والعبث مبصير العالم‬
‫مجلة املسلمني في أنحاء العالم‬
‫)‪(ISSUE No. 1919) 18 - 24 September 2010 (Year 41‬‬
‫العدد (‪ 15 -9 )1919‬شوال ‪1431‬هـ ‪ 24 - 18 /‬سبتمبر ‪2010‬م (السنة ‪)41‬‬

‫«الكـيمتر يل»‪..‬‬
‫‪Chemtrail‬‬

‫«هنري كيسنجر»‪ :‬تخفيض نسبة‬


‫ّ‬
‫سكان العالم الثالث مسألة حيوية‬
‫لألمن القومي األمريكي!!‬
‫الكويت ‪ 500‬فلس ـ السعودية ‪ 5‬رياالت ـ البحرين ‪ 600‬فلس ـ قطر ‪ 6‬رياالت ـ اإلمارات ‪ 6‬دراهم ـ سلطنة عمان ‪ 700‬بيسة ـ األردن دينار ـ لبنان ‪ 3000‬ليرة ـ املغرب ‪ 15‬درهم ًا‬
‫‪USA $ 3 - Canada $ 4 - Australia AUD 4 - URB‬‬ ‫‪- India INR 65 - Pakistan PRS 65 - Turkey TRY 4,5 - U.k £ 2‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫‪AL-MUJTAMAʼA‬‬

‫إسالمية ـ أسبوعية تأسست عام ‪ 1390‬هـ ‪1970‬م‬


‫تصدر عن جمعية اإلصالح االجتماعي ـ الكويت‬

‫الع ــدد ‪ 1919‬السنة (‪)41‬‬

‫رأس مجلس إدارتها‬


‫حتى ‪1427/8/10‬هـ ـ ـ ‪2006/9/3‬م‬
‫عبد الله علي املطوع‬
‫موضوع‬
‫الكيمتريل‪ ..‬اجليل الرابع ألسلحة الدمار الشامل ‪16‬‬ ‫الغالف‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬
‫ورئيس التحرير‬
‫‪8‬‬ ‫املسلمون سيصبحون األغلبية بأوروبا قريب ًا‬ ‫الفاتيكان‬ ‫حمـود حمـد الرومــي‬
‫نائب رئيس التحرير‬
‫مـحـمـد الـراش ـ ــد‬
‫مدير التحرير‬
‫شعـبـان عبد الرحــمن‬
‫‪9‬‬ ‫املسلمون يساهمون في تعزيز الوفاق الوطني‬ ‫ميدفيديف‬
‫املخرج الفني‬
‫‪30‬‬ ‫احلكومة املصرية عازمة على تزوير االنتخابات‬ ‫سيف اإلسالم البنا‬ ‫مج ــدي شـاف ــعي‬
‫‪34‬‬ ‫عندما تصير دميقراطية مصر احلل ملأساة فلسطني‬ ‫د‪ .‬عبداهلل األشعل‬ ‫علـى اإلنترنـت‪:‬‬ ‫موقع‬
‫‪ 35‬‬ ‫حرق املصحف أم احتراق القلوب؟‬ ‫سالم الفالحات‬ ‫‪www.magmj.com‬‬

‫‪36‬‬ ‫القائد الشعبي حسن حبنّ كة امليداني‬ ‫د‪ .‬موسى الشريف‬ ‫املراســالت‬
‫العنوان البريدي ‪ :‬الكويت ص‪.‬ب (‪)4850‬‬
‫الصفـاة ـ الرمـز البريدي (‪)13049‬‬
‫بريد التحرير اإللكتروني ‪:‬‬
‫وكالء التوزيع‪:‬‬ ‫االشتراكات‪:‬‬ ‫‪mujtamaa@gmail.com‬‬
‫الكـــــويت‪ :‬شركة الخليـــج‪:‬‬ ‫الكويت ودول الخليج‪:‬‬ ‫‪info@almujtamaa.com‬‬
‫ت ‪ 24841067 :‬ـ ـ ـ ‪24841045‬‬ ‫‪ 20‬دينار ًا كويتي ًا أو ما يعادلها‪..‬‬ ‫‪www.magmj.com‬‬
‫ف‪ 24841026 :‬ـ ـ ـ ‪24836680‬‬ ‫باقي أنحاء العالم‪:‬‬
‫‪ 100‬دوالر أمريكي‪.‬‬
‫موقع جمعية اإلصالح‪:‬‬
‫الســـعودية‪:‬‬ ‫للمؤسسات والشركات‪:‬‬ ‫‪www.eslah.com‬‬
‫الشركة الســعودية للتوزيع‪:‬‬ ‫‪ 45‬دينار ًا كويتياً‪..‬‬ ‫هاتف التحــرير‪22514180 - 22519539 :‬ـ‬
‫باقي دول العالم‪:‬‬ ‫‪ 22513616‬ـ ‪( 22528684‬داخلــي ‪.)105‬‬
‫‪www.saudidistribution.com‬‬ ‫‪ 150‬دوالر ًا أمريكياً‪.‬‬ ‫فاكس املجلة ‪22521826 - 22560524 :‬‬
‫اإلدارة العامة‪ :‬الرياض‪0096612128000‬‬
‫فرع الرياض‪0096612705837 :‬‬ ‫اإلع ــالنات ‪:‬‬ ‫االشتراكات والتوزيع ‪22560526 - 22560525 :‬‬
‫‪sales@almujtamaa.com‬‬
‫فرع جدة‪ - 0096626530909 :‬فرع الدمام‪0096638473569 :‬‬
‫امتياز اإلع ــالن ‪ :‬مجلة املجتمع‬
‫ت‪ 22560526 - 22560525 :‬الكويت‪.‬‬
‫رأي‬ ‫{‪ّ ّ$‬أنٌ ً\ح ٍكم ّب ًي ّن ٍهم بمٌ ّا‬
‫ّأن ّز ّل پ َّل ٍه ّ‪$‬ال ّت َّتب ًٌع ّأ ًه ّو ّاء ٍه ًم ّ‪ً $‬احذّ ًر ٍه ًم‬
‫ض ّما ّأن ّز ّل پ َّل ٍه إل ًّي ّك فّإن‬ ‫ّأن ّي ًف ٌت ٍن ّ‬
‫اإلجناز األكبر لـ«حكومة أردوغان»‬ ‫ض‬ ‫يد پ َّل ٍه ّأن ٍي ٌص ّيب ٍهم ب ٌّب ًع ٌ‬
‫وك ّع ًن ّب ًع ٌ‬
‫ّاعل ًّم ّأ َمّ ّنا ٍي ٌر ٍ‬‫ّت ّو َل ًّوا ف ً‬
‫كان يوم األحد املاضي ‪2010/9/12‬م يوم ًا مشهود ًا في تاريخ تركيا؛ إذ انتزع‬ ‫ٍون >‪<49‬‬ ‫اس ّلفّاسٌ ق ّ‬ ‫ٍذ ٍنو ٌبه ًٌم ّ‪َّ $‬إن كّ ث ٌْيرا ٌَم ّن پ َّن ٌ‬
‫الشعب التركي كامل حقوقه من أنياب املؤسسة العلمانية املتطرفة‪ ،‬وأصبحت‬
‫وخ َط ْت تركيا في هذا اليوم خطوات واسعة‬ ‫له الكلمة األولى في إدارة بالده‪َ ،‬‬ ‫ون ّ‪ّ $‬م ًن ّأ ًح ّس ٍن م ٌّن پ َّل ٌه‬ ‫ّأف ٍّح ًك ّم پً ّجا ٌه ٌل َّي ٌة ّي ًب ٍغ ّ‬
‫نحو احلرية واالنفتاح واحترام حقوق اإلنسان‪ .‬فقد صوّ ت الشعب في استفتاء‬ ‫ون >‪}<50‬‬ ‫ٍح ًك ْما ٌَلق ًّو ُم ٍيو ٌق ٍن ّ‬
‫تاريخي باملوافقة على تغيير ست وعشرين مادة من الدستور بنسبة ‪ %58‬من‬
‫الناخبني قدمتها احلكومة برئاسة «رجب طيب أردوغان»‪ .‬وهو الدستور الذي‬
‫سنّ ته حكومة اجلنرال «كنعان إيفرين» االنقالبية أوائل الثمانينيات‪ ،‬وبسطت‬
‫من خالله هيمنة املؤسسة العسكرية والتيار العلماني على البالد‪ ،‬الذي وقف‬ ‫(سورة املائدة)‬
‫باملرصاد ألي محاولة اقتراب نحو اإلسالم «دين الشعب التركي»‪ ،‬ووضع قيود ًا‬
‫على حريات الشعب وحقوقه املدنية‪.‬‬ ‫واقرأ أيض ًا‪:‬‬
‫لكن هذه التعديالت األخيرة نزعت هيمنة اجليش والتيار العلماني الذي‬
‫ظل يسيطر على مؤسسة القضاء ومؤسسات التعليم منذ انقالب «مصطفى‬
‫‪40‬‬ ‫المجتمع الثقافي‪:‬‬
‫كمال أت��ات��ورك» ع��ام ‪1923‬م وإسقاطه للخالفة اإلسالمية‪ ،‬لكن التعديالت‬
‫املقال األول للشهيد سيد قطب‬
‫األخ��ي��رة أع���ادت األم���ور إل��ى نصابها؛ فأصبح اجل��ي��ش بعد ه��ذه التعديالت‬
‫يحاسب أمام احملاكم املدنية‪ ،‬وأصبح املدنيون يُ حاكَ مون أمام قاضيهم الطبيعي‬‫َ‬ ‫فتاوى المجتمع‪:‬‬
‫بعيد ًا عن احملاكم العسكرية‪ ،‬ومت جتريد السلطة القضائية من الهيمنة على‬
‫‪46‬‬
‫احلكومة والبرملان‪ ،‬ورفْ ض ما تراه من قرارات تصدر عنهما مثلما حدث مع قانون‬ ‫ُحكم التعامل مع اجلن‬
‫رفع احلظر عن ارتداء احلجاب في مؤسسات التعليم الذي أصدرته احلكومة‬
‫‪52‬‬ ‫المجتمع التربوي‪:‬‬
‫والبرملان ورفضته احملكمة الدستورية‪.‬‬
‫وبهذه التعديالت تتم إزاحة الطبقة العلمانية التي تسيطر على احلكم‬ ‫حرية‬
‫جلسة َب َّ‬
‫منذ انقالب «مصطفى كمال» قبل سبعة وثمانني عاماً‪ ،‬وقد حتقق ذلك اإلجناز‬
‫التاريخي على أي��دي حكومة «رج��ب طيب أردوغ���ان»‪ ،‬ال��ذي أعلن عقب ظهور‬ ‫‪56‬‬ ‫المجتمع األسري‪:‬‬
‫النتائج قائالً ‪« :‬إن تركيا اجتازت عتَ بَ ة تاريخية باملوافقة على تغيير دستور‬ ‫ضوابط العالقة بني الزوجني‬
‫��ق�لاب ف��ي ع��ام ‪1980‬م‪ ،‬وأط���اح اجليش مبقتضاه ب��أرب��ع حكومات‬
‫ٍ‬ ‫وُ ض��ع بعد ان‬
‫منتخبة بشكل دميقراطي‪ ..‬وإن نظام الوصاية أصبح اآلن جزء ًا من التاريخ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫‪61‬‬ ‫المجتمع الصحي‪:‬‬
‫ولن يتم حتقيق أهداف هؤالء الذين يساندون االنقالبات»‪.‬‬ ‫تغير جيني يؤثر على األداء املدرسي‬
‫وتعد هذه التعديالت الدستورية ذروة اإلجن��ازات التي حققتها «حكومة‬ ‫ّ‬
‫أردوغان» التي حتكم تركيا منذ عام ‪2002‬م‪ ،‬وهي اإلجنازات التي أحدثت نقلة‬ ‫‪66‬‬ ‫األخيرة‪ :‬الشيخ راشد الغنوشي‬
‫كبيرة في حياة الشعب التركي‪ ،‬وبوّ أت تركيا مكانة كبيرة في العالم‪.‬‬ ‫عن التحديات التي تواجه احلركة اإلسالمية‬
‫تعد نتيجة االستفتاء رسالة ثقة قوية من الشعب التركي لـ«حكومة‬ ‫كما ّ‬
‫أردوغ���ان»؛ لكي تشرع في إع��داد دستور جديد ومتكامل‪ ،‬وتواصل خطواتها‬
‫تعد رسالة للغرب بالتفاف الشعب التركي‬ ‫اإلصالحية في شتى امليادين‪ ،‬كما ّ‬
‫حول تلك احلكومة‪ ،‬وهي الرسالة التي فهمها الغرب جيداً‪ ،‬وردّ عليها بإيجابية‬ ‫قطــر ‪:‬‬

‫عبر إشادة الرئيس األمريكي واملجموعة األوروبية بنتائج االستفتاء‪ ،‬وأصبح‬ ‫مكتبة الثقافة ت‪ / 4622182 :‬ف‪4621800 :‬‬
‫البحـــرين ‪:‬‬
‫االحتاد األوروبي أكثر ترحيب ًا من أي وقت مضى بانضمام تركيا إليه‪.‬‬ ‫مؤسســة األيام للصحافة والنشر والتوزيع ‪ /‬ت ‪ / 725111 :‬ف ‪723763 :‬‬
‫إن جتربة حكومة حزب «العدالة والتنمية» بقيادة «رجب طيب أردوغان»‬ ‫المغـــــرب ‪:‬‬
‫الشركة العربية اإلفريقية للنشر والتوزيع‪ :‬ال ــدار البيض ــاء ـ ص‪.‬ب‬
‫الناجحة في احلكم منذ عام ‪2002‬م حتى اآلن جديرة بالدراسة العميقة من‬
‫‪ 13008‬ـ الدار البيضاء الرئيسة‬
‫ِقبَ ل احلركات اإلصالحية في العالم اإلسالمي‪ ،‬فهي حافلة بالدروس املهمة‬ ‫ت‪ 0021222249200 :‬فاكس‪0021222249214 :‬‬
‫التي ميكن أن تختصر الطريق على من يتوقف أمامها باحترام‬ ‫‪U.K : UNIVERSAL PRESS DISTRIBUTION‬‬
‫ويستوعبها‪>.‬‬ ‫‪LTD. - 11 Power Road, London W4 5PY‬‬
‫‪Tel: 0181- 742 3344 Fax: 0181- 742 1280‬‬
‫‪TURKIYE- DUNY SUPER DAGITIM‬‬
‫‪Tel: (90 -1) 5120190 - Fax. (90- 1) 5140883.‬‬
‫هرب من السجن إلى لندن‪..‬‬
‫ياسر احلبيب‪ ..‬مجرم هارب يتطاول على السيدة عائشة والصحابة الكرام‬
‫ال �ع �م �ي��ري ع �م��ن أس �م��اه��م «ن ��واب‬ ‫دأب امل�ج��رم ال �ه��ارب ياسر‬
‫الكره»‪ ..‬ودورهم املفقود في الدفاع‬ ‫احل�ب�ي��ب ع�ل��ى ال �ت �ط��اول على‬
‫عن عرض رسول الله‪.‬‬ ‫أم امل��ؤم �ن�ين ال �س �ي��دة عائشة‬
‫ودع � ��ا ال��ن��ائ��ب ح �س�ين مزيد‬
‫«عقالء الشيعة إل��ى إع�لان موقف‬
‫وال�ص�ح��اب��ة ال �ك��رام رض��ي الله‬
‫في تلجيم اخل��ارج�ين عن الدين»‪،‬‬ ‫عنهم أج�م�ع�ين‪ ،‬كما دع��ا إلى‬
‫وطالب مبحاسبة من ميول «ياسر»‬ ‫هدم مساجد أهل السنة‪.‬‬
‫لقطع دابر الفتنة‪.‬‬ ‫وك��ان آخر ما اقترفه في ليلة‬
‫وطالب النائب شعيب املويزري‬ ‫السابع عشر من رمضان املاضي‬
‫احل�ك��وم��ة ب��إرس��ال وف��د إل��ى لندن‬ ‫‪1431‬ه� �ـ‪ ،‬حيث أق��ام اح�ت�ف��االً في‬
‫إلح �ض��ار ي��اس��ر «اخل��اس��ر» ‪ -‬كما‬ ‫ذك��رى وف��اة السيدة عائشة رضي‬
‫أسماه ‪ -‬ومحاكمته‪.‬‬ ‫ندوة جتمع ثوابت األمة‬ ‫ال�ل��ه عنها ازدرى خ�لال��ه األديان‬
‫وك��ان املجمع العاملي ألهل البيت‬ ‫السماوية‪ ،‬وك��اف��ة املقدسات ووجه‬
‫الذي يضم مئات العلماء واملفكرين الشيعة من‬ ‫استياء شعبي كويتي من وقاحة الهارب‬ ‫إساءات بالغة و مباشرة ألم املؤمنني يعف القلم‬
‫مختلف أنحاء العالم قد أص��در بياناً شديد‬ ‫عن ذكرها‪ ،‬كما وجه سباباً وطعناً في الصحابة‬
‫اللهجة‪ ،‬أدان فيه هتك مقام رسول الله [‪،‬‬
‫واملطالبة بإعادته حملاكمته‬ ‫الكرام رضي عنهم‪.‬‬
‫واإلس��اءة لعرضه الطاهر‪ ،‬وتوجيه التهم غير‬ ‫«اإلنتربول الدولي» يرفض إعادته‬ ‫وق��د جمع في حفله كل من على شاكلته‬
‫الالئقة لبعض زوجات النبي [‪.‬‬ ‫بحجة أنه صاحب فكر وليس مجرم ًا!‬ ‫ليسمعهم شتائمه وسبابه ألم املؤمنني عائشة‬
‫رض��ي ال�ل��ه عنها‪ ،‬ب��ل جمع األط �ف��ال الصغار‬
‫رفض «اإلنتربول»‬ ‫واالستفزاز املتعمد ملشاعر املواطنني‪.‬‬ ‫وال �ك �ب��ار وأل �ب �س �ه��م أع�ل�ام� �اً وش ��رائ ��ط كتب‬
‫وفي خطوة غير مسبوقة رفض «اإلنتربول‬
‫وط��ال�ب��ت احل��رك��ة ال��دس�ت��وري��ة املسؤولني‬ ‫عليها(عائشة في النار!!)‪ !!...‬شل لسانه ولعنه‬
‫ال��دول��ي» طلب دول��ة ال�ك��وي��ت إص ��دار مذكرة‬
‫في السلطات الدستورية الثالث باملبادرة إلى‬ ‫الله مبا قال‪ ،‬وغير ذلك من الوقاحات وسوء‬
‫اعتقال وتسليم هذا املجرم الهارب من تنفيذ‬
‫اتخاذ كافة اخلطوات محلياً ودولياً إليقاف تلك‬ ‫األدب‪.‬‬
‫أحكام حبس ‪ 10‬أعوام صادرة ضده من احملاكم‬
‫اجلرائم املرتبطة مبخالفة الشرع والدستور‬ ‫ردود فعل‬
‫الكويتية‪ ،‬على خلفية إدانته بجرائم سب وشتم‬
‫الصحابة‪ ،‬زاعماً أن جرمية «احلبيب» تولدت‬ ‫وقوانني أمن الدولة وقوانني اجلزاء‪ ،‬وإخراس‬ ‫وق��د أح��دث��ت تلك اإلس� ��اءات اإلجرامية‬
‫نتيجة أف�ك��ار ومعتقدات مذهبية ودينية‪ ،‬ال‬ ‫كافة األلسن التي تسيء للمعتقدات اإلسالمية‬ ‫من قبل هذا األفّاك ردود فعل غاضبة وقوية‬
‫يجب عقابه أو محاكمته عليها!‬ ‫وت �ض��رب ب��ال��وح��دة الوطنية ع��رض احلائط‪،‬‬ ‫من املجتمع الكويتي‪ ،‬وهدد نواب في البرملان‬
‫وتتجاوز مبادئ الدستور‪.‬‬ ‫باستجواب رئيس احلكومة ووزير الداخلية ‪.‬‬
‫من هو ياسر احلبيب؟‬
‫ياسر يحيى عبدالله احلبيب‪ ،‬من مواليد‬ ‫ثوابت األمة‬ ‫وقد عبرت احلركة الدستورية اإلسالمية‬
‫إيران ‪1979‬م‪ ،‬صدر عليه حكم جنائي في مايو‬ ‫وفي الوقت نفسه نظم جتمع ثوابت األمة‬ ‫(ح���دس) ع��ن عميق غضبها واس�ت�ي��ائ�ه��ا من‬
‫‪2004‬م ف��ي قضية أم��ن دول��ة بالسجن (‪)10‬‬ ‫مؤخراً ندوة شهدت حشداً جماهيرياً غفيراً‬ ‫تطاول أحد املجرمني الهاربني على مقام أم‬
‫سنوات‪ ،‬قضى منها في السجن ثالثة أشهر‪،‬‬ ‫ف��ي منطقة ال� �ف ��ردوس‪ ،‬اس�ت�ن�ك��ر املتحدثون‬ ‫املؤمنني السيدة عائشة زوجة رسول الله عليه‬
‫ثم جرى تهريبه بتواطؤ من بعض املتعاطفني‬ ‫فيها ما اقترفه هذا املجرم بحق أم املؤمنني‬ ‫وعلى آله أفضل الصالة والسالم‪.‬‬
‫معه‪ ،‬ومتكن بعد ذلك من الهجرة غير الشرعية‬ ‫والصحابة الكرام رضي الله عنهم‪.‬‬ ‫وق��ال��ت احل��رك��ة ف��ي ب�ي��ان ل�ه��ا‪ :‬ي�ع��د هذا‬
‫إلى العراق‪ ،‬ومنها إلى إيران ثم إلى بريطانيا‪،‬‬ ‫وهدد النائب ضيف الله بورمية باستجواب‬ ‫الفعل الشنيع خروجاً على ثوابت الشرع وطعناً‬
‫حيث مت منحه حق اللجوء السياسي وافتتح‬ ‫وزير الداخلية ورئيس الوزراء نصرة لدين الله‬ ‫مباشراً بالقرآن الكرمي وسنة وسيرة الرسول‬
‫م�ك�ت�ب�اً ف��ي ل�ن��دن‪ ،‬وأس��س اجل��ري��دة الشيعية‬ ‫وعرض رسولنا الكرمي [‪.‬‬ ‫[ وزوجاته وأهل بيته وصحابته‪ ،‬وأدى إلى‬
‫هناك (‪ ، )Shia Newspaper‬وأشرف على‬ ‫وق��ال ال�ن��ائ��ب خ��ال��د السلطان‪ :‬إن ياسر‬ ‫خلق ح��ال��ة م��ن االس�ت�ي��اء ال �ع��ام ل��دى الشعب‬
‫حتريرها بنفسه‪ ،‬كما أنشأ في سنة ‪2005‬م‬ ‫«اخلبيث» (كما أسماه) استباح مساجد ودماء‬ ‫الكويتي وساهم في زعزعة الوحدة الوطنية‪.‬‬
‫موقعاً إلكترونياً خاصاً به‪ ،‬يطعن من خالله في‬ ‫ال�س�ن��ة‪ ،‬ويحمل ف �ك��راً تكفيرياً ض��د الشعب‬ ‫وأعربت احلركة الدستورية اإلسالمية عن‬
‫صحابة رسول الله [‪ ،‬ويسب أمهات املؤمنني‪،‬‬ ‫الكويتي ورموزه ‪.‬‬ ‫استيائها من عجز احلكومة وأجهزتها املختلفة‬
‫ويحارب الله ورسوله ويزدري األديان‪>.‬‬ ‫وت� �س ��اءل ال �ن��ائ��ب ال �س��اب��ق عبداللطيف‬ ‫عن إيقاف جتاوز هذا املجرم للشرع والقانون‪،‬‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 10‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪6‬‬
‫حمود الرومي‪ :‬تنظيم العمل اخليري‬
‫أبعده عن جميع الشبهات‬

‫أكد رئيس جمعية اإلص�لاح االجتماعي حمود الرومي أن‬


‫«التعاون والتنسيق بني اللجان اخليرية ووزارة الشؤون وصل‬
‫مكنت العمل اخليري الكويتي‬ ‫إلى مرحلة متقدمة ومتميزة؛ ّ‬
‫من بلوغ األه��داف اإلنسانية التي يرمي إليها‪ ،‬والتي جتسدت‬
‫خ�لال احلملة التي انطلقت بتوجيهات سامية م��ن صاحب‬
‫السمو أمير البالد الشيخ صباح األحمد؛ إلغاثة املتضررين‬
‫من الفيضانات التي حدثت في باكستان‪ ،‬والتي حظيت بتفاعل‬
‫كبير من جميع أبناء الشعب الكويتي»‪.‬‬
‫وقال إن «وزارة الشؤون االجتماعية والعمل حرصت خالل‬
‫عملها على تنظيم العمل اخليري‪ ،‬ووضعه حتت املجهر‪ ،‬وذلك‬
‫ُوجه‬
‫حتى يستمر‪ ،‬وتبتعد به عن جميع الشبهات التي قد ت َّ‬
‫إليه»‪.‬‬
‫وأك���د ال��روم��ي خ�لال حفل استقبال العيد ال���ذي نظمته‬
‫جمعية اإلص��ل�اح االج��ت��م��اع��ي‪ ،‬أن عملية ج��م��ع التبرعات‬
‫للمحتاجني ماضية وف��ق آلية م��ح��ددة ومنظمة‪ ،‬استطاعت‬
‫من خاللها اجلمعيات اخليرية جمع التبرعات من احملسنني‬
‫لتقدميها إلى احملتاجني‪ ،‬وفق التنسيق املشترك بني اللجان‬
‫اخليرية ووزارة الشؤون االجتماعية والعمل‪.‬‬
‫و ت��ا ب��ع ا ل��رو م��ي‪« :‬إن ا ل��ق��ا ئ��م�ين ع��ل��ى ا ل��ع��م��ل ف��ي وزارة‬
‫الشؤون عودونا على األخذ بكل اآلراء التي نقدمها لهم‪،‬‬
‫ومن ثم دراستها وحتويلها ملا فيه مصلحة العمل اخليري‬
‫وإظهار صورة الكويت املشرقة من خالله»‪.‬‬
‫وأ ش��ار إلى أن اجلمعية قامت بطباعة ‪ 50‬ألف نسخة‬
‫م��ن ا ل��ق��رآن ا ل��ك��رمي ف��ي وال ي���ة ف��ل��ور ي��دا‪ ،‬ل��ك��ي ن��ب�ين مدى‬
‫وسطية اإلسالم‪.‬‬
‫من جانبه‪ ،‬ق��ال أم�ين ع��ام احلركة الدستورية اإلسالمية‬
‫النائب السابق د‪ .‬ناصر الصانع‪ :‬إن جمعية اإلصالح االجتماعي‬
‫تلعب دور ًا مهم ًا وكبير ًا داخ��ل املجتمع الكويتي‪ ،‬م��ن خالل‬
‫تبنيها املشاريع اإلنسانية والدعوية التي تخدم جميع شرائح‬
‫املجتمع‪>.‬‬

‫‪7‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 10‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫وأي � �ن � �م� ��ا ُذ ِك � � �ـ� � � َ�ر اس� � ��م ال� �ل� �ـ ��ه ف � ��ي بلد‬
‫�اء ُه م � ��ن ُل� � � � ِّ�ب أوط� ��ان� ��ي‬ ‫ع���� ُ‬
‫�ددت أرج�� � � � � � َ‬

‫الفاتيكان يحذر‪ :‬املسلمون سيصبحون األغلبية في أوروبا قريب ًا‬ ‫القس «تيري جونز» تراجع عن قراره‬
‫ل�ل�ب�ع�ث��ات اخل ��ارج� �ي ��ة‪« :‬ي �ج��ب أخذ‬ ‫ق� � ��ال م � �س� ��ؤول ب � � ��ارز في‬ ‫بحرق مصاحف في ذكرى ‪ 11‬سبتمبر‬
‫ه��ذا ال�ت�ح��دي ع�ل��ى محمل اجلد»‪.‬‬ ‫الفاتيكان‪ :‬إن على املسيحيني‬ ‫تراجع القس األمريكي «تيري جونز»‬
‫بالتأكيد من وجهة نظر دميوجرافية‪،‬‬ ‫في أوروبا إجناب عدد أكبر من‬ ‫عن حرق نسخ من املصحف الشريف‪ ،‬بعد‬
‫كما ه��و واض��ح للجميع‪ ،‬ف��إن أعداد‬ ‫األطفال‪ ،‬وإال واجهوا احتمال‬ ‫أن تواصل معه وزير الدفاع األمريكي «روبرت‬
‫اإلي �ط��ال �ي�ين ت�ت�ن��اق��ص مب �ع��دل ‪120‬‬ ‫أن تصبح قارة أوروبا مسلمة‪.‬‬ ‫غيتس» ملنعه من إحراق املصحف الشريف‪،‬‬
‫أل �ف � ًا أو ‪ 130‬أل ��ف ش�خ��ص سنوي ًاً؛‬ ‫وق � ��ال ال� �ق ��س اإليطالي‬ ‫في الوقت الذي أكد فيه الرئيس األمريكي‬
‫بسبب عمليات اإلجهاض والتفكك‬ ‫«ب�ي�ي��رو ج �ي��دو»‪ :‬إن انخفاض‬ ‫«ب ��اراك أوب��ام��ا» أن املخطط ينافي جمي َع‬
‫األس ��ري‪ ،‬ف��ي ح�ين أن املسلمني‪ ،‬ال��ذي��ن لديهم‬ ‫معدل املواليد بني األوروبيني األصليني والزيادة‬ ‫الواليات املتحدة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫القيم التي قامت عليها‬
‫م�ع��دالت إجن��اب أك�ب��ر‪ ،‬ميثلون أكثر م��ن نصف‬ ‫غير املسبوقة في عدد املهاجرين املسلمني الذين‬ ‫وقال القس «جونز» في مقابلة مع شبكة‬
‫املهاجرين الشرعيني الذين يصلون إيطاليا كل‬ ‫لديهم عائالت كبيرة ميكن أن يجعل اإلسالم‬ ‫«إن بي سي» التلفزيونية‪« :‬قطع ًا لن نحرق‬
‫عام‪ ،‬والبالغ عددهم أكثر من ‪ 200‬ألف»‪.‬‬ ‫ي�ه�ي�م��ن ع �ل��ى ق� ��ارة أوروب � ��ا ف��ي غ �ض��ون بضعة‬ ‫القرآن‪ ،‬كال‪ ،‬ال اليوم وال أب��داً»‪ ،‬فيما قالت‬
‫وتوقع أن يكون اإلسالم عاج ًال وليس آج ًال‬ ‫أجيال‪.‬‬ ‫ابنة القس «تيري جونز»‪ :‬إن والدها ف َق َد‬
‫دين األغلبية في أوروبا‪>.‬‬ ‫وق���ال األب «ج� �ي ��دو»‪ ،‬م��ن امل�ع�ه��د البابوي‬ ‫عقله وإن��ه بحاجة إلى املساعدة‪ ،‬وأضافت‬
‫«إمي��ا» االبنة املغتربة في أملانيا في مقابلة‬
‫تقرير أمريكي‪ :‬حرب أفغانستان أعطت نتائج عكسية‬ ‫مع صحيفة «شبيجل أونالين» األملانية‪ :‬إنها‬
‫وجهت ألبيها رسالة عبر البريد اإللكتروني‬
‫تصبح مالذ ًا ملتطرفي القاعدة‪،‬‬ ‫قال تقرير أمريكي شاركت‬ ‫حت�ث��ه ع�ل��ى ت��رك خططه حل��رق ن�س��خ من‬
‫وض� �م���ان س�ل�ام ��ة األسلحة‬ ‫فيه حوالي ‪ 50‬شخصية من‬ ‫القرآن‪ ،‬لكنه لم يرد على رسالتها‪>.‬‬
‫النووية الباكستانية‪.‬‬ ‫العلماء وصنّاع السياسة في‬
‫وق��ال «ماثيو ه��وه»‪ ،‬مدير‬ ‫ال��والي��ات املتحدة‪ :‬إن احلرب‬ ‫الهند تقمع مسلمي كشمير‬
‫املجموعة التي أعدت التقرير‬ ‫ف ��ي أف �غ��ان �س �ت��ان ق ��د أعطت‬ ‫بالرصاص‬
‫و ُأط�ل��ق عليها اس��م مجموعة‬ ‫نتائج عكسية‪.‬‬
‫أط�ل�ق��ت ال��ق��وات ال�ه�ن��دي��ة الرصاص‬
‫دراس��ة أفغانستان‪« :‬م��ا دأبنا‬ ‫وأوض � � � ��ح ال� �ت� �ق ��ري ��ر أن‬
‫احلي على املتظاهرين املسلمني في إقليم‬
‫على فعله لسنوات عدة ليس فاش ًال وحسب‪ ،‬بل‬ ‫الواليات املتحدة ليست بحاجة لهزمية «طالبان»‬
‫كشمير‪ ،‬ما أدى إل��ى مقتل ستة أشخاص‬
‫قد أعطى نتائج عكسية»‪.‬‬ ‫التي وُ صفت كحركة ذات أه��داف محليَّة‪ ،‬وبدل‬
‫على األقل‪ ،‬في إطار االحتجاجات املستمرة‬
‫وذكر التقرير أن احلرب في أفغانستان تكلِّف‬ ‫أن تواصل ال��والي��ات املتحدة تصعيد عملياتها‬
‫منذ أس��اب�ي��ع ف��ي اجل��زء اخل��اض��ع للحكم‬
‫داف�ع��ي الضرائب األمريكيني ‪ 100‬مليار دوالر‬ ‫احل��رب �ي��ة ف ��ي أف �غ��ان �س �ت��ان‪ ،‬رأى ال �ت �ق��ري��ر أن‬
‫الهندي من اإلقليم املسلم‪.‬‬
‫أمريكي كل عام‪ ،‬أي أكثر بسبع مرات من قيمة‬ ‫لواشنطن مصلحتني حيويتني اثنتني فقط في‬
‫وفرضت الشرطة الهندية في أعقاب‬
‫الناجت القومي ألفغانستان‪>.‬‬ ‫تلك املنطقة‪ :‬منع أفغانستان من التقهقر كي ال‬
‫ذلك حظر التجوال في مدينة «سريناجار»‪،‬‬
‫‪ ..‬وجنود أمريكا يتسابقون في قتل األفغان وجمع أصابعهم كجوائز‬ ‫العاصمة الصيفية إلقليم كشمير‪ ،‬كما‬
‫فرضت حظر ًا مماث ًال ‪ -‬غير رسمي ‪ -‬في‬
‫إلى هذه اجلرائم وأبلغ عن انتهاكات أخرى‪ ،‬من‬ ‫حت��دث��ت م �ص��ادر صحفية بريطانية عن‬ ‫ثالث مدن أخرى من مدن اإلقليم‪.‬‬
‫بينها تدخني حشيش صودر من مدنيني‪.‬‬ ‫م�ح��اك�م��ة ‪ 12‬ج �ن��دي � ًا أم��ري �ك �ي � ًا ف��ي الواليات‬ ‫ويشهد إقليم كشمير منذ ثالثة شهور‬
‫وتعد االت�ه��ام��ات بجرائم احل��رب ه��ذه من‬ ‫املتحدة بتهمة تشكيل «فريق قتل» سري متهم‬ ‫ت�ظ��اه��رات؛ إث��ر مقتل صبي ف��ي ‪ 11‬يونيو‬
‫أخطر االتهامات التي نتجت عن احل��رب في‬ ‫بقتل مدنيني أفغان عشوائيا وجمع أصابعهم‬ ‫املاضي على أيدي الشرطة في «سريناجار»‬
‫أفغانستان‪ ،‬وينتمي املتهمون بارتكابها إلى لواء‬ ‫كجوائز‪.‬‬ ‫العاصمة الصيفية لإلقليم‪ ،‬وقتل حوالي ‪65‬‬
‫مشاة مقاتل ومقره والية قندهار‪.‬‬ ‫وب�ح�س��ب صحيفة ال� �ـ«ج ��اردي ��ان»‪ ،‬وجهت‬ ‫ناشط ًا في التظاهرات التي تلت احلادث>‬
‫ونقلت ال �ـ«ج��اردي��ان ع��ن محققني ووثائق‬ ‫إل��ى خمسة جنود تهمة قتل ثالثة أفغان في‬
‫احملكمة‪ ،‬أن التخطيط لقتل مدنيني أفغان بدأ‬ ‫مناسبات مختلفة ه��ذا ال �ع��ام‪ ،‬بهدف‬
‫بعد وصول «السرجنت كالفن جيبز» إلى قاعدة‬ ‫التسلية‪ ،‬واتُهم سبعة آخ��رون بالتستر‬ ‫خدمة خاصة من‪ :‬وكاالت ــ مــراسـلــــي‬
‫«رامرود» في نوفمبر املاضي‪>.،‬‬ ‫على القتل وبتهديد مجند جديد تطرق‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪8‬‬
‫«ميدفيديف» يشيد بدور املسلمني في تعزيز الوفاق الوطني‬
‫اجليل الصاعد تساعد على نشر‬ ‫وجه الرئيس الروسي «دميتري‬
‫ال �ت �س��ام��ح وت �ع��زي��ز ال �ت �ف��اه��م بني‬ ‫م��ي��دف��ي��دي��ف» ك �ل �م��ة ت �ه �ن �ئ��ة إلى‬
‫الشعوب‪.‬‬ ‫امل �س �ل �م�ين ال�� ��روس مب �ن��اس �ب��ة عيد‬
‫< ان � �ب� ��رى الزعيم‬
‫الكوبي «فيديل كاسترو»‬ ‫وأضاف‪« :‬إن عيد الفطر يشجع‬ ‫الفطر املبارك‪ ،‬وق��ال‪« :‬إن املسلمني‬
‫ل�� �ل� ��دف� ��اع ع� � ��ن ال� �ش� �ع ��ب‬ ‫امل �س �ل �م�ين ع �ل��ى زي� � ��ادة التمسك‬ ‫ال� ��روس ي� ��ؤدون دور ًا م �ت��زاي��د ًا في‬
‫اليهودي «املفترى عليه‬ ‫مببادئ اإلسالم‪ ،‬ومنها مبدأ العدل‬ ‫تعزيز الوفاق الوطني والتعاون بني‬
‫تاريخي ًا أكثر بكثير من‬ ‫وح��ب اإلن �س��ان ألخ �ي��ه اإلنسان»‪،‬‬ ‫ميدفيديف‬ ‫األديان»‪.‬‬
‫امل��س��ل��م�ي�ن» ‪ -‬ع��ل��ى حد‬ ‫م �ش �ي��ر ًا إل ��ى أن االح �ت �ف��ال بعيد‬ ‫وذك��رت وكالة أنباء «نوفوستي»‬
‫زعمه ‪ -‬وذلك في حديث‬ ‫الفطر يتمثل ف��ي أع �م��ال اخلير‬ ‫الروسية أن «ميدفيديف» أشار إلى‬
‫لشهرية أم��ري�ك�ي��ة طلب‬
‫أن مشاركة علماء الدين املسلمني في تربية ومساعدة احملتاجني‪>.‬‬
‫منها «كاسترو» نقل هذه الرسالة إلى الرئيس‬
‫اإليراني «محمود أحمدي جناد»‪.‬‬
‫< ك �ش �ف��ت م� �ص ��ادر ص �ح �ف �ي��ة أن جندي ًا‬ ‫لفت الكاردينال «ديونيجي تيتامانزي» رئيس أساقفة مدينة‬
‫«إسرائيلي ًا» ُسمع وهو يقيم آذان الصالة اخلاص‬ ‫ميالنو اإليطالية إلى ضرورة تشييد جامع في املدينة؛ انطالق ًا‬ ‫‪ ..‬ورئيس أساقفة‬
‫باملسلمني‪ ،‬ع�ب��ر مكبر ل�ل�ص��وت داخ ��ل الغرفة‬
‫ال��زج��اج�ي��ة ال�ت��ي ي��راق��ب منها ال �س �ي��ارات عند‬
‫من مبدأ حرية ممارسة الطقوس الدينية في إط��ار القوانني‬
‫اإليطالية‪.‬‬
‫ميالنو يطالب بتشييد‬
‫حاجز «الكونتينر» شمال شرق بيت حلم‪.‬‬
‫< دعا االحتاد العاملي لعلماء املسلمني إلى‬
‫وفي معرض رده على سؤال بهذا الصدد‪ ،‬أشار «تيتامنزي»‬
‫إل��ى اض �ط��رار املسلمني الستئجار أم��اك��ن مثل اخل �ي��ام ألداء‬
‫مسجد للمسلمني‬
‫عقد مؤمتر ع��ام‪ ،‬يضم احلكومة الباكستانية‬ ‫صالة التراويح؛ مما يشكل مؤشر ًا على استمرار أزمة دور عبادة‬
‫وأطياف الشعب السياسية واملذهبية والعلماء‬ ‫املسلمني في املدينة‪ ،‬واتهم الساسة اإليطاليني بتهويل موضوع‬
‫املؤثرين واخلبراء الثقات؛ بهدف عقد مصاحلة‬ ‫ِّ‬
‫تشييد املسجد جلعله «قضية مثيرة للنقاش»‪ ،‬وأضاف‪« :‬تأجيل‬
‫وط �ن �ي��ة ش��ام �ل��ة خ��ال �ص��ة‪ ،‬وم��راج �ع��ة سياسات‬
‫وتصرفات احلكومة‪ ،‬في ضوء معايير الشريعة‬ ‫حل املسألة يفضي إلى تعقيده‪ ،‬وبالتالي إلى تصعيد التوتر‪ ،‬من‬
‫ُّ‬
‫اإلسالمية واألخالق والسياسة الرشيدة‪.‬‬ ‫الضروري تسوية املشكلة على نحو عاجل»‪.‬‬
‫وأدان االحت ��اد الهجمات ال�ع��دوان�ي��ة غير‬ ‫م��ن جانبها‪ ،‬رفضت صحيفة «الب��ادان�ي��ا» اإليطالية فكرة‬
‫املسؤولة‪ ،‬ضد الشعب الباكستاني املسلم بجميع‬ ‫بناء املسجد وقالت‪ :‬إنّ الكثير من البلدان املسلمة مثل اململكة‬
‫ف�ئ��ات��ه وط��وائ �ف��ه‪ ،‬م��وض �ح � ًا أن ه ��ذه األعمال‬ ‫العربية السعودية ال تسمح ببناء كنيسة على أراضيها‪>.‬‬ ‫ديونيجي تيتامانزي‬
‫الدموية العنيفة لن تخدم اإلسالم واملسلمني‪.‬‬

‫ِّم رسّ ام الكاريكاتير املسيء للرسول «تقدير ًا لشجاعته» !‬


‫«ميركل» تكر‬
‫للمسلمني في أملانيا في بيان‪« :‬في‬ ‫ك� � ّرم���ت امل� �س� �ت� �ش ��ارة األملانية‬
‫رأينا أن رسام الكاريكاتير أهان نبيّنا‬ ‫«أجن� �ي�ل�ا م� �ي ��رك ��ل»‪ ،‬ي� ��وم األرب� �ع ��اء‬
‫وأهان كل املسلمني»‪.‬‬ ‫‪2010/9/8‬م‪ ،‬ال��رس��ام الدمناركي‬
‫< يعكف الشيخ اللبناني حسن الزيات (‪33‬‬ ‫وق��ال��ت صحيفة «فرانكفورتر‬ ‫«ك ��ورت ف�ي�س�ت��رج��ارد»‪ ،‬ال��ذي أثارت‬
‫ع��ام � ًا) ه��اوي اخل��ط ال�ع��رب��ي منذ أرب��ع سنوات‬ ‫اجليماين ت�س��اي�ت��وجن» قبل مراسم‬ ‫رس��وم��ات��ه امل�س�ي�ئ��ة ل�ل�ن�ب��ي محمد‬
‫على إعداد ما يقول‪ :‬إنه سيصبح أكبر مصحف‬ ‫احل�ف��ل «ب��ال�ت�ق��اط ص��ور لها بجوار‬ ‫[ احتجاجات عنيفة ف��ي العالم‬
‫مكتوب بخط اليد في العالم عندما يستكمله‬ ‫«ك ��ورت ف�ي�س�ت��رج��ارد»‪« :‬إن «ميركل»‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬قبل ‪ 5‬أعوام‪.‬‬
‫بحلول نهاية ه��ذا ال�ع��ام‪ ،‬حيث كتب املصحف‬ ‫كورت فيسترجارد‬
‫وح� �ص ��ل «ف��ي��س��ت��رج��ارد» (‪75‬‬
‫تقدم على مخاطرة كبيرة»‪.‬‬
‫على صفحات من قياس ‪ 70 * 100‬سنتيمتراً‪.‬‬
‫أم ��ا صحيفة «ب �ي �ل��د» الواسعة‬ ‫ع��ام �اً) ال��ذي يعيش حت��ت حماية‬
‫< أعلنت منظمة العفو الدولية إدانتها ملناخ‬ ‫الشرطة على اجلائزة تقدير ًا «اللتزامه الراسخ االن �ت �ش��ار‪ ،‬ال �ت��ي ع �ب��رت ع��ن إع�ج��اب�ه��ا بعضو‬
‫وممارسات االضطهاد السائدة ضد املسلمني في‬ ‫بحرية الصحافة والرأي‪ ،‬وشجاعته في الدفاع ال�ب��ون��دس�ب�ن��ك «ت �ي �ل��و س��ارات��س�ي�ن» لتصويره‬
‫ال��والي��ات املتحدة‪ ،‬وال��ذي شكل تهديد القس‬ ‫عن القيم الدميوقراطية على رغم التهديدات املهاجرين األتراك والعرب على أنهم طفيليات‬
‫«ت �ي��ري ج��ون��ز» ب��إح��راق مصاحف آخ��ر تعبير‬
‫ب��أع �م��ال ال�ع�ن��ف وامل� ��وت» ال �ت��ي ي�ت�ع��رض لها‪ ،‬تعيش على دولة الرفاه‪ ،‬وفشلوا في التكامل‪،‬‬
‫عنه‪ ,‬وأعرب الفرع األمريكي للمنظمة املدافعة‬
‫عن حقوق اإلن�س��ان عن القلق العميق لتزايد‬ ‫كما ق��ال املسؤولون عن جائزة (إم‪ 100‬ميديا فقد أش��ادت بـ«فيسترجارد» وق��ال��ت‪ :‬إن وجود‬
‫املعلومات التي تتحدث عن جرائم ارتكبت ضد‬ ‫«ميركل» يظهر أن «أملانيا ال تتراجع في مواجهة‬ ‫‪.)2010‬‬
‫مسلمني أو مشاعر معادية لهم‪>.‬‬ ‫وق��ال «أمي��ن م��زي��ك» م��ن املجلس املركزي التهديدات من متعصبني إسالميني»!!>‬

‫‪9‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫اعتقال محمد سويدان القيادي باإلخوان املسلمني مبصر‬
‫امل�ب��اح��ث ت�ف��ري��ق ال�ت�ظ��اه��رة‪ ،‬لكنهم‬ ‫اع�ت�ق�ل��ت أج �ه��زة األم ��ن املصرية‬
‫ف �ش �ل��وا إلص � ��رار امل �ت �ظ��اه��ري��ن على‬ ‫محمد سويدان مسؤول املكتب اإلداري‬
‫م��وق�ف�ه��م‪ .‬وك��ان��ت ق ��وةٌ م��ن مباحث‬
‫ق�س��م ش��رط��ة دم �ن �ه��ور ق��د اقتحمت‬
‫لإلخوان املسلمني مبحافظة البحيرة‬
‫ب�ع��د تلفيق ق�ض�ي��ة ل ��ه‪ ،‬وم�ن�ع�ت��ه من‬
‫إسبانيا تقيم ملهى ليلي ًا باسم‬
‫منزل محمد سويدان في الساعات‬ ‫ح�ض��ور حفل زواج جنله أس��ام��ة يوم‬ ‫«مكة» على شكل مسجد!‬
‫األول ��ى م��ن ص�ب��اح ي��وم األرب �ع��اء ‪8‬‬ ‫محمد سويدان‬ ‫األح ��د امل��اض��ي‪ ،‬وس��ط غضب شعبي‬ ‫انتقدت اجلالية اإلسالمية في أوروبا‬
‫سبتمبر اجل��اري‪ ،‬وقامت باعتقاله‬ ‫كبير من أهالي دمنهور‪.‬‬ ‫بناء أح��د املالهي الليلية في إسبانيا مت‬
‫واقتياده إل��ى قسم شرطة دمنهور؛‬ ‫وت�ظ��اه��ر ال �ع �ش��رات م��ن اإلخ ��وان‬ ‫تصميمه على شكل مسجد له قبة خضراء‬
‫املسلمني بدمنهور واألهالي صباح يوم األحد تنفيذ ًا ألم��ر الضبط واإلح �ض��ار ال �ص��ادر من‬ ‫ومئذنة‪ ،‬وأطلق عليه اسم «مكة»‪.‬‬
‫املاضي‪ ،‬وردَّدوا العديد من الهتافات الرافضة النيابة العامة بدمنهور؛ بصفته مالك مكتبة‬ ‫وأش � ��ار م��وق��ع «ب �ي �ج��ام �ي��دي��ا بريس»‬
‫لتلفيق القضايا للشرفاء‪ ،‬وسطوة أمن الدولة «ن�ح��و ال �ن��ور» إح ��دى دور ال�ث�ق��اف��ة اإلسالمية‬ ‫اإلس��ب��ان��ي إل� ��ى ب� ��دء اح �ت �ج��اج اجلالية‬
‫بالبحيرة‪ ،‬التهامه ب��إدارة أم��وال اجلماعة من‬ ‫على كل اجلهات التنفيذية في الدولة‪.‬‬ ‫اإلس�لام�ي��ة عندما ت�ق��دم أح��د املهاجرين‬
‫وح ��اول ال �ع �ش��رات م��ن امل�خ�ب��ري��ن وضباط خالل املكتبة!!>‬ ‫امل �غ��ارب��ة بطلب وظ�ي�ف��ة ب��ال�ش��رك��ة املالكة‬
‫للملهى‪ ،‬وحني وصل وجد اسمه «ديسكوتيا‬
‫عالء األسواني‪ :‬وحيد حامد سقط في «اجلماعة»‬ ‫دي ال مكة»‪ ،‬وتصميمه على شكل مسجد‪،‬‬
‫املسلسل؛ حيث إن هذه الصورة ال تفيد‬ ‫أك� � ��د ال� � ��روائ� � ��ي وال � �ك� ��ات� ��ب ع�ل�اء‬ ‫ف �ت��وج��ه إل ��ى اجل��ال �ي��ة اإلس�ل�ام �ي��ة لبدء‬
‫أي شخص حتى رج��ال أم��ن الدولة؛‬ ‫األسواني فشل مسلسل «اجلماعة» من‬ ‫االحتجاج على هذا امللهى‪.‬‬
‫ألن�ه��م ف��ي حقيقة األم ��ر يستعملون‬ ‫أول ��ى حلقاته ف��ي ت�ق��دمي ص ��ورة فنية‬ ‫وقال رئيس احتاد املنظمات اإلسالمية‬
‫العنف مع املتهمني‪ ،‬وأنا شخصي ًا بعد‬ ‫صحيحة ع��ن واق ��ع املجتمع املصري‬ ‫اإلسبانية (فييرى) «محمد حامد علي»‪ :‬إن‬
‫احللقة الثانية والصورة الوردية التي‬ ‫وجماعة اإلخوان املسلمني‪ ،‬موضح ًا أن‬ ‫اسم مكة اسم مقدس جلميع املسلمني في‬
‫عرضها «وح �ي��د» ق�ل��ت‪« :‬أن��ا «نفسي»‬ ‫ما شاهده من رق��ة جهاز مباحث أمن‬ ‫شتى أنحاء العالم‪ ،‬ووضع هذا االسم على‬
‫أمن الدولة تعتقلني»‪.‬‬ ‫عالء األسواني‬ ‫ال��دول��ة ف��ي احللقات دفعه إل��ى متني‬ ‫ملهى ليلي أمر غير مقبول‪ ،‬معتبر ًا هذا‬
‫وأض � � ��اف‪ :‬إن اإلخ � � ��وان فصيل‬ ‫اعتقاله فوراً‪.‬‬ ‫عدم احترام وتقدير للمسلمني واإلسالم‪.‬‬
‫مخلص ونقي منذ نشأته‪ ،‬وكل معارك‬ ‫وق��ال خ�لال ال�ن��دوة التي عقدتها‬ ‫وب �خ�لاف إط�ل�اق اس ��م م �ك��ة‪ ،‬فتوجد‬
‫اجلمعية الوطنية للتغيير مبدينة املنصورة‪ ،‬اإلخوان التي خاضوها كانت نقية جداً‪ ،‬مشير ًا‬ ‫م �ش �ك �ل��ة ت �ص �م �ي �م��ه ال �ه �ن��دس��ي املطابق‬
‫ضمن أمسيات التغيير‪ :‬أعتب بشدة على وحيد إلى أنه متعجب من املطالب التي تدعوهم إلى‬ ‫لتصميم املساجد‪>.‬‬
‫حامد في مسلسل «اجلماعة»‪ ،‬خاصةً بالنسبة فصل الدين عن السياسة؛ حيث إن الدين يجب‬ ‫‪ ..‬ومتزيق املصحف أمام‬
‫ل �ص��ورة م�ب��اح��ث أم��ن ال��دول��ة ال �ت��ي ظ �ه��رت في أن يكون موجود ًا في السياسة مببادئه العامة‪>.‬‬
‫البيت األبيض‬
‫أقدمت مجموعة نصرانية على متزيق‬
‫رئيس كوسوفا يدعو الدول العربية لالعتراف باستقالل بالده‬ ‫صفحات م��ن ال �ق��رآن ال �ك��رمي السبت ‪11‬‬
‫املتحدة التي عقدت في ‪10‬سبتمبر اجلاري‪،‬‬ ‫سراييفو‪ :‬عبدالباقي خليفة‬ ‫سبتمبر اجل� ��اري أم���ام ال�ب�ي��ت األبيض‪،‬‬
‫وص��دور القرار األمم��ي الداعي إلج��راء حوار‬ ‫ت �ن��دي��د ًا مب��ا زع�م��ت أن��ه «ك��ذب��ة اإلس�ل�ام»‪،‬‬
‫دع ��ا رئ �ي��س ك��وس��وف��ا «ف��اط�م�ي��ر سيديو»‬ ‫وذلك بالتزامن مع إحياء الذكرى التاسعة‬
‫ب�ين ب �ل �ج��راد وب��ري �ش �ت �ي �ن��ا‪.‬وأوض��ح مستشار‬ ‫الدول األعضاء في جامعة الدول العربية إلى‬ ‫ألحداث ‪ 11‬سبتمبر‪.‬‬
‫حكومة كوسوفا للعالقات اخلارجية «عازم‬ ‫االعتراف باستقالل بالده‪.‬‬ ‫وق��ال «ران��دال تيري»‪ ،‬العضو في هذه‬
‫ف�لاس��ي» أن ت�ص��وي��ت غالبية أع �ض��اء األمم‬ ‫جاء ذلك خالل اجتماع له مع السفراء‬ ‫اجلماعة املؤلفة من ستة أشخاص والقريبة‬
‫املتحدة لصالح كوسوفا عزَّ ز املطالب املشروعة‬ ‫العرب لدى األمم املتحدة في نيويورك‪ ،‬حضره‬ ‫من جتمع «ح��زب الشاي» احملافظ‪« :‬أحد‬
‫ل��دول��ة كوسوفا بطلب االع �ت��راف م��ن الدول‬ ‫وزير خارجية كوسوفا «إسكندر احلسيني»‪.‬‬ ‫أس�ب��اب قيامنا ب��ذل��ك ه��و أن��ه يجب وقف‬
‫العربية واإلسالمية‪.‬‬ ‫وق��ال «سيديو» ف��ي كلمته أم��ام السفراء‬ ‫كذبة أن اإلسالم دين مسالم»‪ ،‬وفق زعمه‪.‬‬
‫وأوض � ��ح أن ال � ��رأي ال� �ع ��ام ف ��ي كوسوفا‬ ‫العرب‪« :‬جمهورية كوسوفا تعترف بها حالي ًا‬ ‫وف��ي وق��ت س��اب��ق‪ ،‬ت�لا ن��اش��ط آخ��ر هو‬
‫وأص���دق���اء ك��وس��وف��ا ف ��ي ال �ع��ال��م يتوقعون‬ ‫‪ 70‬دولة حول العالم‪ ،‬وننتظر أن يعترف املزيد‬ ‫«أندرو بيكام» عشرات اآليات القرآنية زعم‬
‫اع�ت��راف��ات دول عربية وإسالمية بجمهورية‬ ‫من الدول باستقاللنا‪ ،‬ألن هذا ليس من صالح‬ ‫أنها تدعو إل��ى الكراهية ضد املسيحيني‬
‫كوسوفا‪ ،‬معتبر ًاَ أن��ه ال مبرر اآلن وال حجة‬ ‫كوسوفا فحسب‪ ،‬بل جميع دول املنطقة»‪.‬‬ ‫وال �ي �ه��ود‪ ،‬ث��م ق��ام ب�ت�م��زي��ق ص�ف�ح��ات من‬
‫بتأخير االعتراف‪>.‬‬ ‫ج ��اء ال �ل �ق��اء ع�ل��ى ه��ام��ش ج�ل�س��ة األمم‬ ‫مصحف صغير احلجم ‪>.‬‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪10‬‬


‫عدد من ملوك وسالطني أفريقيا يشهرون إسالمهم‬
‫أشهر ع��دد من ملوك وسالطني وأم��راء وشيوخ أفريقيا‪ ،‬أم��ام العقيد معمر القذافي رئيس‬
‫اجلماهيرية الليبية‪ ،‬إسالمهم على يديه اقتناع ًا منهم بأن الدين عند الله اإلسالم‪.‬‬
‫واعتمد املؤمتر الثاني مللتقى ملوك وسالطني وأم��راء وشيوخ وعُ مد أفريقيا‪ ،‬تعديالت على‬
‫< ك �ش �ف��ت صحيفة‬ ‫النظام األساسي للملتقى‪ ،‬كما أعلن عن تعيني أمني عام وأمناء مساعدين للملتقى‪>.‬‬
‫«الديلي تليجراف» عن أن‬
‫عائلة ال��رئ�ي��س األفغاني‬
‫«ح ��ام ��د ك� � ��رزاي» متتلك‬
‫إمبراطورية ممتلكات في‬
‫بعد أفغانستان‪« ..‬ويكيليكس» يفضح االحتالل بالعراق‬
‫ُدب� ��ي ت �ق��در ب��ـ ‪ 90‬مليون‬ ‫م��ؤس�س��ة غ�ي��ر رب�ح�ي��ة مقرها‬ ‫يعتزم موقع «ويكيليكس»‬
‫جنيه إسترليني‪.‬‬ ‫ل �ن��دن ‪ -‬ق��ول��ه‪ :‬إن مؤسسته‬ ‫املتخصص على اإلنترنت نشر‬
‫وقالت الصحيفة‪ :‬إن‬ ‫تعمل مع «ويكيليكس» ووسائل‬ ‫وثائق عسكرية سرية أمريكية‬
‫أفغانستان التي توصف بأنها أفقر البلدان في‬
‫إع�ل��ام م��رئ �ي��ة وم �ك �ت��وب��ة في‬ ‫خ�لال األس��اب�ي��ع ال�ق��ادم��ة عن‬
‫العالم‪ ،‬ميتلك رئيسها أحد أغلى عشرة منازل‬
‫ف��ي اخل�ل�ي��ج‪ ،‬األم��ر ال��ذى ي��زي��د امل �خ��اوف بشأن‬ ‫ع��دد م��ن ال ��دول على قصص‬ ‫احلرب في العراق‪ ،‬وذلك فيما‬
‫سوء استغالل أموال املساعدات األوروبية‪.‬‬ ‫إخبارية وب��رام��ج تستند على‬ ‫يوصف بأنه أكبر تسريب على‬
‫وثائق العراق‪.‬‬ ‫اإلط �ل�اق مل ��واد استخباراتية‬
‫< ان �ت �ق �ل��ت ع � ��دوى االح� �ت� �ج ��اج ��ات التي‬
‫تشهدها ال��والي��ات املتحدة على بناء مسجد‬
‫وكان موقع «ويكيليكس» قد نشر في يوليو‬ ‫سيفوق تلك التي نشرت عن ح��رب أفغانستان‬
‫ب��ال�ق��رب م��ن م��وق��ع ه�ج�م��ات ‪ 11‬سبتمبر على‬ ‫املاضي بالتعاون مع صحف «نيويورك تاميز»‬ ‫في يوليو املاضي‪.‬‬
‫ال��والي��ات املتحدة إل��ى روس�ي��ا‪ ،‬بعدما أث��ار قرار‬ ‫األم��ري�ك�ي��ة‪ ،‬و«اجل ��اردي ��ان» البريطانية‪ ،‬و«دير‬ ‫وقالت صحيفة «نيويورك تاميز»‪ :‬إن الوثائق‬
‫ال�س�ل�ط��ات ب �ن��اء م�س�ج��د ج��دي��د ج �ن��وب شرق‬ ‫شبيغل» األملانية وثائقَ عسكرية سرية أمريكية‬ ‫التي سينشرها املوقع سيفوق عددها ما نشره‬
‫موسكو احتجاجات واسعة من السكان احملليني‪،‬‬ ‫عن احلرب في أفغانستان بلغت ‪ 77‬ألف وثيقة‪،‬‬ ‫املوقع عن حرب أفغانستان بثالثة أضعاف‪.‬‬
‫الذين جتمعوا عند موقع البناء للتعبير عن‬ ‫ووعد بنشر ‪ 15‬ألف وثيقة أخرى متعلقة باحلرب‬ ‫كما نقلت مجلة «نيوزويك» عن «إيان أوفرتون»‬
‫احتجاجهم على هذه اخلطوة‪.‬‬ ‫نفسها‪>.‬‬ ‫‪ -‬مدير مكتب الصحافة االستقصائية‪ ،‬وهي‬
‫مسح صهيوني ُأج��ري على ِّ‬
‫عينة‬ ‫ٌ‬ ‫< كشف‬
‫من الطالب‪ ،‬عن مدى رعب الشباب الصهيوني‬
‫من خوض حرب جديدة مع العرب واملسلمني؛‬ ‫داع لغزو العراق‬
‫كوفي عنان‪ :‬لم يكن هناك ٍ‬
‫ح �ي��ث أك� ��د ‪ %59‬مم ��ن ش�م�ل�ه��م امل��س��ح أن��ه��م ال‬
‫يرغبون في اخلدمة بالوحدات القتالية في‬ ‫املكسيكي «كارلوس سليم»‪ :‬بعد سبع‬ ‫أع��ل��ن األم�ي��ن ال� �ع ��ام السابق‬
‫اجليش الصهيوني‪.‬‬ ‫س�ن��وات‪ ،‬هل ك��ان هناك داعٍ للغزو؟‬ ‫ل�ل�أمم امل �ت �ح��دة «ك��وف��ي ع �ن��ان» أنه‬
‫< اب � �ت � �ك� ��ر «ح� �س ��ن‬ ‫هناك من يقولون‪ :‬إنه حقق شيئ ًا‬ ‫لم يكن هناك داعٍ لغزو العراق في‬
‫ب��ومن �ش��ة» إم � ��ام مسجد‬ ‫للعراق‪ ،‬لكنني ال أرى ما هو‪ ،‬معتبر ًا‬ ‫ال�ع��ام ‪2003‬م‪ ،‬وأن ه��ذا ال�غ��زو أعاد‬
‫ف��ي ال�ع��اص�م��ة الفرنسية‬ ‫أن الغزو «أع��اد العراق عقدين إلى‬ ‫البالد عقدين إلى الوراء‪.‬‬
‫ً‬
‫محموال»‬ ‫باريس«مسجد ًا‬ ‫ال� � ��وراء»‪ ،‬وأن ال �ب�لاد ب�ح��اج��ة إلى‬ ‫وق��ال «ع �ن��ان» خ�لال محاضرة‬
‫ب� � ��ه م � � �ح� � ��راب ي� �س ��اع ��د‬ ‫وق ��ت ط��وي��ل ق �ب��ل أن ي �ع��ود إليها‬ ‫أم��ام عشرة آالف ش��اب ف��ي مدينة‬
‫كوفي عنان‬
‫امل� �ص� �ل�ي�ن ع� �ل ��ى التركيز‬
‫االستقرار‪>.‬‬ ‫م�ك�س�ي�ك��و ب ��دع ��وة م ��ن امللياردير‬
‫أك �ث��ر ف��ي ص�لات�ه��م أينما‬
‫ك��ان��وا‪ ،‬ويبلغ ارت �ف��اع هذا‬
‫«املسجد احملمول» وفق ما‬
‫متر ْين‪ ،‬وهو مصنوع من‬
‫أوردت وكالة «رويترز» َ‬
‫انتحار ‪ 13‬من ضحايا االعتداءات اجلنسية على يد قساوسة ببلجيكا‬
‫الورق املقوى والبوليستر والبالستيك‪ ،‬ومقوى‬ ‫ولكن هناك نحو ‪ 100‬أنثى عانني من االعتداءات‪،‬‬ ‫كشف محقق تابع للكنيسة الكاثوليكية في‬
‫بطبقتني من األلومونيوم‪ ،‬وتقدم معه سجادة‬ ‫مؤكد ًا أنه ليس هناك أي عمليات تستر منهجية‬ ‫بلجيكا عن انتحار نحو ‪ 13‬شخص ًا من ضحايا‬
‫صالة تركية‪.‬‬
‫من قبل الكنيسة على تلك االعتداءات‪.‬‬ ‫االنتهاكات اجلنسية على األطفال التي ارتكبها‬
‫< كشف استطالع للرأي عن تنامي مشاعر‬ ‫وه � � ّز ال �ك �ش��ف ع ��ن ف�ض�ي�ح��ة االع� �ت���داءات‬ ‫قساوسة الكنيسة‪.‬‬
‫الكراهية ب�ين الشعب اإلسباني جت��اه اليهود‪،‬‬ ‫اجل�ن�س�ي��ة م��ن ق �ب��ل ق �س��اوس��ة ك��اث��ول �ي��ك على‬ ‫وقال احملقق «بيتر أدريانسينس»‪ :‬إن جلنة‬
‫إلى حد أن أع��داد ًا كبيرة من املستطلع آراؤهم‬
‫أطفال في وقت سابق من العام اجلاري املجتمع‬ ‫التحقيق التي رأسها خلصت إلى وقوع حاالت‬
‫ي��راوده��م األم��ل ف��ي أن تختفي «إس��رائ�ي��ل» من‬
‫ال��وج��ود‪ ،‬فحسب استطالع أج��راه معهد «دمي»‬ ‫البلجيكي‪ ،‬ففي أبريل املاضي‪ ،‬استقال أسقف‬ ‫اعتداء جنسي في كافة األبرشيات الكاثوليكية‬
‫حول العداء لليهود في إسبانيا‪ ،‬ظهر أن ‪%34.6‬‬ ‫ب��روج��س «روج� ��ر ف��اجن�ي�ل��وف��ي» ع�ن��دم��ا اعترف‬ ‫ت�ق��ري�ب� ًا ف��ي ال �ب�لاد‪ ،‬وإن ‪ 13‬م��ن ض�ح��اي��ا تلك‬
‫من اإلسبان «رأيهم سلبي» في اليهود‪ ،‬في مقابل‬ ‫باعتدائه جنسي ًا على صبي قبل وبعد أن أصبح‬ ‫االع� �ت ��داءات ق��د ان �ت �ح��روا‪ ،‬م��وض �ح � ًا أن ثلثي‬
‫‪ %48‬قالوا‪ :‬إن «رأيهم إيجابي»‪>.‬‬ ‫أسقفاً‪>.‬‬ ‫الضحايا كانوا من الذكور‪ ،‬وأغلبهم دون ‪ 15‬عاماً‪،‬‬

‫‪11‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫شؤون إسالمية‬

‫ج��اءت موافقة ‪ %58‬م��ن املشاركني‬


‫‪ -‬ب�ل�غ��ت ن�س�ب�ت�ه��م ‪ %78‬م��ن املقيدين‬
‫باجلداول ‪ -‬بالتصويت على االستفتاء‬
‫الدستوري بتركيا ضربة مؤملة ألحزاب‬
‫املعارضة ‪( -‬خاصة احلزب «اجلمهوري»‬
‫املمثل للمعارضة البرملانية الرسمية‬
‫وال �ت �ي��ار ال�ع�ل�م��ان��ي األت��ات��ورك��ي) التي‬
‫عارضت بشدة التعديالت الدستورية‪،‬‬
‫بحجة عدم تفاهم احلزب احلاكم معها‪،‬‬
‫أو أنها ضد مبادئ اجلمهورية العلمانية‪،‬‬
‫أو أنها ستضع منظومة القضاء حتت‬
‫سيطرة السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫إسطنبول‪ :‬سعد عبداملجيد‬

‫تعديالت تركيا الدستورية‪ ..‬تهدم آخر حصون العلمانية‬


‫م��ن ق� ��رارات قضائية (دس �ت��وري��ة وإداري� ��ة)‬ ‫رفضت أحزاب املعارضة عام ‪2007‬م إصدار‬ ‫ورأى فيها حزب «السالم والدميقراطية»‬
‫تش ّل عمل احلكومة والبرملان‪ ،‬وأنها ستجعل‬ ‫دستور جديد وضعت مسودته جلنة جامعية‪،‬‬ ‫(ي �س��اري ك ��ردي)‪ ،‬ع��دم جت��اوب م��ع املطالب‬
‫الدولة داخل الشعب وليس العكس‪ ،‬وتقضي‬ ‫واقترحه احل��زب احلاكم ب��دالً عن الدستور‬ ‫السياسية لألكراد فطلب مقاطعتها‪ ،‬مثلما‬
‫‪ -‬ن�س�ب�ي�اً ‪ -‬ع �ل��ى م� ��واد دس��ت��ور االنقالب‬ ‫احل��ال��ي ال� �ص ��ادر ع ��ام ‪1982‬م م��ن طرف‬ ‫تعد امل��واف�ق��ة جن��اح �اً ج��دي��داً ملسيرة حزب‬
‫صاحب املشكالت الدائمة‪ ،‬وهي للشعب بكل‬ ‫احلكومة االنقالبية العسكرية‪ ،‬والذي يش ِّكـل‬ ‫«ال �ع��دال��ة والتنمية» بحصوله على جتديد‬
‫قطاعاته‪ ،‬ومتنع وجود طبقة مم ّيزة ومختارة‬ ‫نزاعاً دائماً بني القطاعات املختلفة بتركيا‪.‬‬ ‫للدعم الشعبي‪ ،‬وزيادة ملحوظة في أصواته‬
‫فوق القانون‪ ،‬وترفع القيود أمام إرادة البرملان‪،‬‬ ‫ه��دف التعديالت ال��دس�ت��وري��ة ف��ي نظر‬ ‫االن�ت�خ��اب�ي��ة ‪ -‬ح�ص��ل ع�ل��ى نسبة ‪ %34‬في‬
‫لا وليس‬ ‫وأن ال �س �ي��ادة للشعب س�ت�ك��ون ف�ع� ً‬ ‫احلزب احلاكم وزعيمه «رجب طيب أردوغان»‬ ‫ان �ت �خ��اب��ات ع ��ام ‪2007‬م ‪ -‬وض� ��وء أخضر‬
‫ق��والً‪ ،‬وحتمي خصوصية احلياة الشخصية‬ ‫هو سيادة القانون‪ ،‬وليس قوانني السيادة‪،‬‬ ‫للمضي في تنفيذ برنامجه االنتخابي‪.‬‬
‫للمواطن والطفل‪ ،‬ومبوجبها لن مُينع مواطن‬ ‫مبعنى القضاء على تطبيقات حتمي اجليش‬ ‫أهداف التعديالت الدستورية‬
‫من السفر للخارج إ ّال بقرار قضائي‪ ،‬وتعطي‬ ‫من املساءلة القانونية عند قيامه بانقالبات‬ ‫التعديالت الدستورية التي ص ّوت عليها‬
‫احلق للنقابات (موظفي القطاع العام) بإبرام‬ ‫وتدخالت باحلياة املدنية السياسية‪ ،‬وحتد‬ ‫ال�ش�ع��ب ال�ت��رك��ي ي��وم ‪ 12‬سبتمبر ‪2010‬م‪،‬‬
‫عقود العمل اجلماعية‪ ،‬وعدم إسقاط عضوية‬ ‫وك ��ان ��ت م �ح��ل ن� ��زاع ش��دي��د ب�ي�ن احلكومة‬
‫أعضاء البرملان عند غلق احلزب السياسي‬ ‫وامل��ع��ارض��ة ال �ب��رمل��ان �ي��ة‪ ،‬ت�ت�ض�م��ن ‪ 26‬مادة‬
‫املنتمني إليه‪ ،‬وتسمح للموظف العام وضباط‬
‫توقف هيمنة احملكمة الدستورية‬
‫سبق وواف��ق عليها البرملان التركي ‪ -‬باحلد‬
‫وصف ضباط اجليش باالعتراض القانوني‬ ‫القضاء على قرارات احلكومة والبرملان‬ ‫األدنى لألصوات البرملانية ‪ -‬المتناع أحزاب‬
‫على قرارات اإلدارة ذات الطبيعة اجلزائية‪،‬‬
‫ومت �ن��ع ال �ت �ع��دي�لات م�ح��اك�م��ة امل��دن �ي�ين أمام‬
‫ألغت موا َّد حتمى اجليش من‬ ‫املعارضة عن التصويت ‪ -‬وكذا وافق عليها‬
‫رئيس اجلمهورية‪ ،‬وأحالها لالستفتاء العام؛‬
‫احملاكم العسكرية‪ ،‬وحق البرملان في اختيار‬ ‫املساءلة القانونية عند قيامه‬ ‫لعدم حصولها على سقف األصوات البرملانية‬
‫عدد من أعضاء احملكمة الدستورية‪ ،‬وأحقية‬ ‫بانقالبات‪ ..‬ومتنع ّ‬
‫تدخله باحلياة‬ ‫(ثلثي األعضاء) ال�لازم لتمريرها القانوني‪،‬‬
‫املواطن في التقدم بدعاوى أمام الدستورية‪،‬‬ ‫ه��ذه التعديالت تقدمت بها حكومة حزب‬
‫وتوسيع هيئة مجلس أعلى النيابة والقضاء‪،‬‬ ‫املدنية السياسية‬ ‫«العدالة والتنمية» في مايو ‪2010‬م‪ ،‬بعد أن‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪12‬‬
‫على وضعية احملكمة الدستورية وبنية مجلس‬ ‫وإمكانية محاكمة ق��ادة االن�ق�لاب العسكري‬
‫أعلى النيابة والقضاة ‪ -‬من طرفها لكي تقبل‬
‫ال �ت �ع��دي�لات‪ ،‬ب��ل إن «اجل �م �ه��وري» ه��و رافع‬
‫موقف تاريخي ‪ ..‬ال ُينسى‬ ‫ع��ام ‪1980‬م بإلغاء نص امل��ادة ‪ / 15‬دستور‬
‫مؤقتة‪.‬‬
‫ال��دع��وى أم ��ام ال��دس�ت��وري��ة للمطالبة بإلغاء‬ ‫ه� � � � � � � � �ن�� � � � � � � ��اك‬
‫م� ��وق� ��ف ت ��اري� �خ ��ي‬ ‫القبول كان متوقعًا‬
‫احل��زم��ة بأكملها‪ ،‬ولكن الدستورية صدمته‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أن احملكمة الدستورية‬
‫ال ُي� �ن� �س ��ى‪ ،‬وي �ع��د‬
‫باملوافقة على التعديالت‪.‬‬ ‫ال � ��داف � ��ع ال��رئ��ي��س‬ ‫التركية كانت وافقت بأغلبية في يوليو املاضي‬
‫م��ن ث��م ي�ت��وق��ع ب�ع��ض امل��راق �ب�ين للشؤون‬ ‫مل� � ��رور ال �ت �ع��دي�لات‬ ‫ع�ل��ى ال �ت �ع��دي�لات ال��دس �ت��وري��ة اإلصالحية‪،‬‬
‫التركية أن تشن املعارضة حملة جديدة ضد‬ ‫ال� ��دس � �ت� ��وري� ��ة‪ ،‬بل‬ ‫وأل �غ��ت فقط ج ��زءاً م��ن م��ادت�ين دستوريتني‬
‫احلكومة ف��ي األي��ام املقبلة؛ جتهيزاً ملرحلة‬ ‫وي� � � �ع�� � ��د ال � �س � �ب� ��ب‬
‫الرئيس في استمرار‬
‫كانتا ستسمحان لرئيس تركيا بتعيني عدد‬
‫االن �ت �خ��اب��ات ال �ع��ام��ة امل�ن�ت�ظ��ر ت�ن�ف�ي��ذه��ا في‬
‫ح��زب «ال �ع��دال��ة والتنمية» ب�ق�ي��ادة «رجب‬ ‫م��ن الشخصيات ال�ع��ام��ة ف��ي مجلس أعلى‬
‫الصيف القادم ‪2011‬م‪.‬‬
‫طيب أردوغ��ان» في احلكم حتى اليوم‪ ،‬وهو‬ ‫النيابة والقضاء واحملكمة الدستورية‪ ،‬ومن‬
‫انقالب شعبي على الدستور العسكري‬ ‫موقف املستشار (احلاج) «هاشم قيليطش»‬ ‫ثم كان االستفتاء العام الذي جرى يوم ‪9/12‬‬
‫وسائل اإلع�لام التركية أ ّي��دت بوجه عام‬ ‫رئيس احملكمة الدستورية ال��ذي لعب دور ًا‬ ‫هو اخلطوة األخيرة إلقرار حزمة التعديالت‬
‫التعديالت‪ ،‬فوضعت صحيفة «ستار» التركية‬ ‫بارز ًا في رفض إغالق ومصادرة حزب العدالة‬ ‫ال�ق��ان��ون�ي��ة‪ ،‬وال �ت��ي تعد األك �ب��ر واألش �م��ل في‬
‫عبارة «الشعب يسيطر على احلكم» في عدد‬ ‫والتنمية عام ‪2007‬م‪ ،‬مثلما لعب دور ًا آخر‬
‫ف��ي موافقة ال��دس�ت��وري��ة على التعديالت؛‬
‫ت�ع��دي�لات ال��دس �ت��ور احل��ال��ي م��وض��ع اجلدل‬
‫يوم ‪ 13‬سبتمبر ‪2010‬م؛ متهكمة على عبارة‬ ‫ال��دائ��م وامل��وض��وع ع��ام ‪1982‬م ف��ي أعقاب‬
‫ألن��ه ل��و ل��م ت��واف��ق ال��دس �ت��وري��ة ف��ي يوليو‬
‫«اجليش يسيطر على احلكم» التي نشرتها‬ ‫املاضي وكان قرارها إلغاء التعديالت‪ ،‬ما كان‬ ‫االنقالب العسكري عام ‪1980‬م‪.‬‬
‫صحيفة «تركيا» يوم ‪ 13‬سبتمبر ‪1980‬م‪ ،‬بعد‬ ‫ممكن ًا الذهاب الستفتاء شعبي عام‪>.‬‬ ‫وك��ان��ت اس�ت�ط ٍ‬
‫�لاع��ات ال ��رأي ال �ع��ام التي‬
‫وقوع االنقالب العسكري‪ ،‬ووصفت صحيفة‬ ‫أجرتها مراكز تركية مثل «أندي آر»‪ ،‬و«جينار»‬
‫«ب��وج��ون» املوافقة الشعبية بعبارة «الشعب‬ ‫في أغسطس املاضي أظهرت تقدم األصوات‬
‫ينفذ انقالباً على الدستور العسكري»‪ ،‬معتبرة‬ ‫االس �ت �ف �ت��اء ل�ك��ي ي �ك��ون ذري�ع�ت�ه��ا ال �ق��وي��ة في‬
‫املطالبة بانتخابات عامة مبكرة تدعو لها‬ ‫ٍ‬
‫ملحوظ؛‬ ‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫املؤيدة للتعديالت الدستورية‬
‫إياها انقالباً شعبياً على دستور العسكر‪ ،‬أما‬ ‫لتصل إل��ى نسبة ‪ ،%53.6‬م�ق��اب��ل ‪%46.4‬‬
‫صحيفة «صباح» فقالت‪« :‬أردوغان» اعتبر أنّ‬ ‫منذ سنة تقريباً‪ ،‬وهذا يتضح من قول «دولت‬
‫ب��اغ�ج�ل��ي» زع�ي��م «احل ��زب ال�ق��وم��ي التركي»‬ ‫لألصوات الرافضة‪ ،‬كما أعرب «بولنت أرينش»‬
‫مؤيدي االنقالبات العسكرية قد ُهزموا في‬ ‫نائب رئيس احلكومة عن ثقته في العثور على‬
‫استفتاء ‪ 12‬سبتمبر‪ ،‬و ُم��ؤك��داً أنّ التصويت‬ ‫تعليقاً على ق�ب��ول الشعب للتعديالت‪« :‬مع‬
‫احترامنا لنتيجة االستفتاء‪ ،‬إ ّال أننا ال نزال‬ ‫دعم بنسبة ‪ %60‬ممكنة في االستفتاء‪.‬‬
‫مب �ث��اب��ة م��رح �ل��ة ت��اري �خ �ي��ة ُم �ه �م��ة ف��ي طريق‬
‫�ب بتصويتِه بنعم‬ ‫ندعو النتخابات عامة في أقرب وقت»‪.‬‬ ‫املعارضة منزعجة‬
‫ال��دمي�ق��راط�ي��ة‪ ،‬وأنّ ال�ش�ع� َ‬
‫ومشاركة كبيرةٍ ‪ ،‬قد اختا َر أن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عالية‬ ‫ٍ‬
‫بنسبة‬ ‫وعلى الرغم من ذكر صحيفة «صباح» ‪-‬‬ ‫مل��ا ك��ان��ت امل �ع��ارض��ة ال�ب��رمل��ان�ي��ة (اليسار‬
‫تكو َن تركيا أكث َر دميقراطية واستقاللية عن‬ ‫بعد القبول الشعبي لالستفتاء ‪ -‬أن «قليطش‬ ‫العلماني واليمني القومي) منزعجة من شعبية‬
‫دار أوغلو» زعيم «اجلمهوري» أبدى استعداداً‬ ‫حزب «العدالة والتنمية» وبقائه باحلكم منفرداً‪،‬‬
‫الوصايةِ العسكرية‪.‬‬
‫ورأت الصحيفة نفسها أن نتيجة القبول‬ ‫للتفاهم مع «أردوغ ��ان» على إص��دار دستور‬ ‫وتتخ ّوف من تزايد هذه الشعبية إذا مت مترير‬
‫باالستفتاء زادت م��ن ت�ف��اؤل رج��ال األعمال‬ ‫جديد‪ ،‬إ ّال أن هذا االستعداد ال ميكن أن يكون‬ ‫االستفتاء على التعديالت الدستورية؛ ح ّولت‬
‫واملستثمرين من أن حتطم مؤشرات البورصة‬ ‫عملياً‪ ،‬خاصة وأن «اجلمهوري» وبقية األحزاب‬ ‫االستفتاء الدستوري حلملة انتخابات عامة؛‬
‫التركية أرقاماً قياسية جديدة‪ ،‬لكن صحيفة‬ ‫البرملانية رفضت بشدة التفاهم والتشاور مع‬ ‫سعت من خاللها إلى إضعاف شعبية احلزب‬
‫«ج�م�ه��وري��ت» (امل��وال �ي��ة للحزب اجلمهوري)‬ ‫حزب «العدالة والتنمية» طوال الشهور املاضية‬ ‫احلاكم بتشويه هدف التعديالت في نظر الرأي‬
‫ن � ّوه��ت ي� ��وم‪ 9/13‬إل��ى تأثير «ج�م��اع��ة النور‬ ‫قبل تصويت البرملان عليها في مايو املاضي‪،‬‬ ‫العام‪ ،‬وعندما حاول احلزب اجلمهوري جذب‬
‫اإلسالمية التركية» في املشاركة والقبول عبر‬ ‫واضعة شروطاً مسبقة ‪ -‬من بينها احلفاظ‬ ‫أص��وات احملجبات ‪ -‬بشكل مؤقت ‪ -‬أعلن‬
‫الرسالة التي وجهها زعيمها الروحي «الشيخ‬ ‫«كمال قيليطش دار أوغلو» زعيم احلزب‪ ،‬عن‬
‫فتح الله كولن» من منفاه االختياري بأمريكا‪،‬‬ ‫متنع إسقاط عضوية أعضاء‬ ‫إمكانية حل مشكلة منع احملجبات من العمل‬
‫والتي قال فيها‪« :‬يجب على اجلميع املشاركة‬ ‫بالدوائر الرسمية والدراسة اجلامعية‪ ،‬وبدون‬
‫في االستفتاء‪ ،‬ولو كُـلف األمر أن نوقظ املوتى‬ ‫البرملان عند غلق احلزب السياسي‬ ‫حتديد لشكل هذا احلل‪ ،‬فاجأه رئيس بلدية‬
‫من قبورهم فلنوقظهم للذهاب إلى صناديق‬ ‫املنتمني إليه‬ ‫حي «أوجيلر» بغرب «إسطنبول» ‪ -‬وهو من‬
‫االقتراع»‪.‬‬ ‫حزبه ‪ -‬بوضع ملصقات بشوارع احلي تصف‬
‫انتعاش دميقراطي واقتصادي‬
‫‪..‬ومتنع محاكمة املدنيني أمام احملاكم‬ ‫حجاب املسلمة برداء الراهبات‪ ،‬فكان موقف‬
‫ب �ع��ض اخل� �ب ��راء ل �ه��م رأي ف��ي املوافقة‬ ‫العسكرية ‪ ..‬وحتمي خصوصية‬ ‫اجلمهوري أشبه باملثل القائل‪« :‬أراد تكحيلها‬
‫الشعبية على التعديالت اإلصالحية‪ ،‬سواء‬ ‫فأعماها»‪.‬‬
‫احلياة الشخصية للمواطن والطفل‬ ‫وك ��ان ��ت امل� �ع ��ارض ��ة ت ��أم ��ل ع� ��دم مترير‬

‫‪13‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫شؤون إسالمية‬

‫التعديالت الدستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫الدستور ال��ذي ك��ان يحكم تركيا‬
‫قبل جناح هذا االستفتاء هو دستور‬
‫‪1982‬م‪ ،‬ال� ��ذي وض �ع��ه اجل �ي��ش بعد‬
‫ان �ق�لاب ع��ام ‪1980‬م ب�ق�ي��ادة «كنعان‬
‫أف ��ري ��ن» ع �ل��ى ح �ك��وم��ة البروفيسور‬
‫«جنم الدين أربكان»‪.‬‬
‫وقد ذاق الشعب التركي بعد هذا‬
‫االن �ق�ل�اب ال��وي�ل�ات ع�ل��ى ي��دي��ه‪ ،‬ولم‬
‫تفلح معه ست عشرة محاولة تعديل‬
‫قبل ذلك‪ ،‬لكن التعديل األخير أصاب‬ ‫أما «رجب أطاقان» مساعد املدير العام‬ ‫ع�ل��ى امل�س�ت��وى ال�ق��ان��ون��ي وال��دمي �ق��راط��ي أو‬
‫معظم األهداف املطلوبة‪.‬‬ ‫لـ«بنك األن��اض��ول» (خ ��اص) ف�ق��ال تعليقاً‬ ‫االقتصادي‪ ،‬فيقول «رشاد بتك» (محامي عام‬
‫وبعد إق��رار احملكمة الدستورية املواد‬ ‫على نتائج االستفتاء‪ :‬أت��وق��ع أن تستعيد‬ ‫س��اب��ق)‪ :‬االستفتاء من ناحية الدميقراطية‬
‫املراد تعديلها إلى االستفتاء‪ ،‬عاشت تركيا‬ ‫السوق املالية التركية انتعاشتها بسرعة‪،‬‬ ‫مهم جداً‪ ،‬وهناك شيء رابط بني السلطات‬
‫ط��وال تلك الفترة ج��دالً كبيراً وص��ل إلى‬ ‫وم��ن املمكن أن حتقق ال�ب��ورص��ة ارتفاعاً‬ ‫الثالث‪ ،‬وه��و م��دى ارتباطها بالدميقراطية‬
‫التراشق باأللسنة واتهامات متتالية‪ ،‬فقد‬ ‫إل��ى مستوى ‪ 65‬أل��ف نقطة ب��دالً م��ن ‪60‬‬ ‫واحترام إرادة الشعب وسيادة القانون‪ ،‬خاصة‬
‫ُقوبلت ه��ذه التعديالت مبعارضة شديدة‬ ‫ألف نقطة في الوقت السابق على إجراء‬ ‫وأن هناك جمهوريات حتكمها دكتاتوريات‪،‬‬
‫م��ن اجل��ان��ب العلماني ال �ي �س��اري‪ ،‬وأيضاً‬ ‫االستفتاء الدستوري‪.‬‬ ‫وم��ن ث��م فقواعد القانون والدميقراطية ال‬
‫بعض القوميني الذين ش ّكلوا حلفاً للتصويت‬ ‫وف ��ي حتليله ل�ن�ت��ائ��ج االس �ت �ف �ت��اء رأى‬ ‫يجب أن ينفصال عن بعضهما بعضاً‪.‬‬
‫ض��د ه��ذه التعديالت ض��م‪ :‬ح��زب الشعب‬ ‫الصحفي «أوتقو تشاقر أوزار» من صحيفة‬ ‫وأض ��اف ي�ق��ول‪ :‬م��ا أج�م��ل أن يستخدم‬
‫اجلمهوري‪ ،‬وحزب احلركة القومية‪ ،‬وحزب‬ ‫«جمهوريت» (علمانية)‪ ،‬أن نتائج االستفتاء‬ ‫تعبير «الكلمة للشعب» ال��ذي ذكرته وسائل‬
‫السالم والدميقراطية (الكردي)‪ ،‬واملؤسسة‬ ‫توضح انحرافاً في أصوات حزب «احلركة‬ ‫اإلعالم هذه األيام‪ ،‬ألن تقييد إرادة الشعب‬
‫العليا للمدعني العامني والقضاة‪ ،‬ورابطة‬ ‫القومية» وال��ذي دعا للتصويت ب �ـ«ال»؛ ألن‬ ‫ال يبقى معه ال دميقراطية وال حرية‪ ،‬ويقول‬
‫القضاة واملدعني العامني‪.‬‬ ‫بعض احملافظات التي تعد معاقل للحزب‪،‬‬ ‫«د‪ .‬ماصال بال» (دراس��ات الرأي العام)‪ :‬ال‬
‫تشكيك فاشل‬ ‫ص ��وت ��ت ب �ن �ع��م ك �م��ا ح� ��دث ف ��ي والي � ��ات‪:‬‬ ‫أعتقد بوجود مشاركة متدنية مبحافظة «ديار‬
‫وأثار هذا احللف الشكوك الكثيرة حول‬ ‫«عثمانية» و«ب��ارط�ين»‪ ،‬أما حزب «الشعب‬ ‫بكر» (معقل احل��زب ال �ك��ردي) قياساً على‬
‫تلك التعديالت‪ ،‬ووص�ف��وه��ا بأنها دستور‬ ‫اجلمهوري»‪ ،‬وزعيمه «قيليطش دار أوغلو»‪،‬‬ ‫االستفتاءات السابقة‪ ،‬ولم حتدث مشكالت‬
‫مفصل ألجل «أردوغ��ان» وشخصه وليست‬ ‫ف��إن خيبة أم��ل ت�خ� ّي��م عليهما ب�لا شك‪،‬‬ ‫‪ -‬ق��ال وزي��ر الداخلية «بشير أط ��االي»‪ :‬إن‬
‫دس�ت��وراً لتركيا‪ ،‬وزعموا أن ح��زب العدالة‬ ‫ولكن ما يعزيهما هو أن املناطق الساحلية‬ ‫‪ 137‬شخصاً أُلقي القبض عليهم حملاولتهم‬
‫اجلنوبية والغربية ‪ -‬تعتبر قالعاً للحزب ‪-‬‬ ‫إعاقة التصويت ‪ -‬تذكر تعيق التصويت‪ ،‬كما‬
‫والتنمية يسعى من خالل هذه التعديالت‬
‫لم تصوت بنعم‪.‬‬ ‫أن نسبة املشاركة العالية والقبول املرتفع‬
‫إلى السيطرة على مقاليد السلطة‪ ،‬باإلضافة‬
‫وبالنسبة حل��زب «ال �ع��دال��ة والتنمية»‬ ‫جداً مبناطق شرق تركيا‪ ،‬متثل رسالة للحزب‬
‫إلى املساس مببادئ العلمانية التي يتخذونها‬
‫وزعيمه «أردوغ� ��ان»‪ ،‬فقد حتقق لهما ما‬ ‫احل��اك��م ت��دع��وه للمضي ف��ي تنفيذ مشروع‬
‫منذ انقالب «مصطفى كمال» عام ‪1923‬م‬
‫أرادا‪ ،‬وخرجا من االستفتاء قويني‪ ،‬وهذا‬ ‫احلل السلمي للمشكلة الكردية‪ ،‬وعلّق «د‪.‬‬
‫ح�ج��ة الض �ط �ه��اد امل�س�ل�م�ين‪ ،‬ل�ك��ن السبب‬
‫سيرفع معنوياته قبيل االنتخابات العامة‬ ‫إدريس بال» (أستاذ للعالقات الدولية) على‬
‫احلقيقي وراء هذه املعارضة الشديدة هو‬
‫عام ‪2011‬م‪.‬‬ ‫نتيجة االستفتاء بقوله‪ :‬عندما ل��م يتمكن‬
‫أن تلك التعديالت ستنهي سيطرتهم على‬
‫وأخيراً حزب «السالم والدميقراطية»‬ ‫البرملان م��ن التصديق باألغلبية الساحقة‬
‫م��ؤس �س��ات اجل �ي��ش ال�ع�س�ك��ري��ة والقضاء‬
‫اس��ت��ط��اع ال��ن��ج��اح ن ��وع� �اً م ��ا ف ��ي دعوته‬ ‫على التعديالت القانونية‪ ،‬من الطبيعي أن‬
‫والتعليم العالي‪.‬‬ ‫للمقاطعة‪ ،‬ولكن سياسة املقاطعة لالستفتاء‬ ‫تُلقى الكرة مبلعب الشعب لتكون كلمته هي‬
‫وق ��د أح ��دث اخل�ل�اف ف��ي ال� ��رأي بني‬ ‫لم تجُ ْ ��دِ نفعاً من حيث استخدامها كورقة‬ ‫األخيرة‪ ،‬فكانت الكلمة هي «نعم»؛ تدعيماً‬
‫قيادة حزب احلركة القومية ‪ -‬وهو احلزب‬ ‫ضغط على حزب «العدالة والتنمية»‪>.‬‬ ‫للدميقراطية واحلريات‪.‬‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪14‬‬


‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوريــة تحُ ِدث انشقاق ًا في أكبر أحزاب املعارضة‬
‫واحليلولة دون تصويتهم‪ ،‬ووق ��وف شباب‬ ‫امل �ع��ارض ال�ث��ان��ي ف��ي الترتيب ف��ي تركيا ‪-‬‬
‫األك� ��راد ع�ن��د ال �ط��رق امل��ؤدي��ة إل ��ى أماكن‬ ‫أحدث انشقاقاً كبيراً بني القيادة والقاعدة‪،‬‬
‫التصويت‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى ع��دة تفجيرات‬ ‫فقبل إجراء االستفتاء‪ ،‬أعلن رئيس احلزب‬
‫ف ��ي ب �ع��ض األم ��اك ��ن ف ��ي م���دن إسطنبول‬ ‫ع ��دم ت��أي �ي��ده ل�ل�ت�ع��دي�لات؛ زاع��م��اً أن تلك‬
‫وش��رن��اك ف��ي ش��رق األن��اض��ول ودي ��ار بكر‪،‬‬ ‫التعديالت مت��س القومية التركية‪ ،‬وتفتح‬
‫واملعروف أن حزب السالم والدميقراطية‬ ‫للقوميات األخ��رى املوجودة في تركيا بعض‬
‫املعروف بانتماءاته الكردية قد عارض تلك‬ ‫احلريات وعلى رأسها األك��راد‪ ،‬لكنه أصيب‬
‫التعديالت‪ ،‬ودع��ا إل��ى مقاطعة االستفتاء‬ ‫بخيبة أم��ل بعد التأييد الكبير للتعديالت‬
‫مقاطعة تامة وليس فقط التصويت بـ«ال»‪،‬‬ ‫في أقوى األماكن شعبية له وللحزب‪ ،‬ويرى‬
‫دولت باخجلي‬
‫وم��ازال يشن حملة شعواء ضد «أردوغان»‬ ‫احمللل السياسي البروفيسور «دوغرو أرجيل»‬
‫وحزبه‪ ،‬ويصفونه بأوصاف قبيحة‪.‬‬ ‫أن «النتيجة التي خ��رج بها ه��ذا االستفتاء‬
‫مرحلة ج��دي��دة‪ ،‬وامل�ط�ل��وب منّا العمل على‬ ‫س��وف ت��وس��ع ال �ه � ّوة ب�ين احل ��زب وقاعدته‪،‬‬
‫الصحافة العاملية‬ ‫إيجاد دستور متقدم يكفل احلرية احلقيقية‬
‫ك��ان االستفتاء محل تعقيب الصحف‬ ‫فهناك ان��زالق كبير وبشكل واض��ح بينهما‪،‬‬
‫في تركيا‪.‬‬
‫العاملية‪ ،‬وك��ان أغ�ل��ب تعليقاتها أن هناك‬ ‫وسيواجه احلزب في الفترة القادمة أسئلة‬
‫كما أ ّيد «تالمذة سعيد النورسي» وعلى‬
‫مارداً كبيراً يتجاوز العقبات ويسيطر على‬ ‫كثيرة يصعب اإلجابة عليها»‪.‬‬
‫رأسهم «م��درس��ة فتح الله ك��ول��ن» تأييدهم‬
‫مقاليد األمور في تركيا‪.‬‬ ‫خ�لاف ذل ��ك‪ ،‬فقد أي ��دت ك��ل األحزاب‬
‫املطلق لتلك التعديالت‪ ،‬وهو ما كان سبباً من‬
‫فقالت صحيفة «هاآرتس» الصهيونية‪:‬‬ ‫وامل��ؤس�س��ات املدنية ه��ذه التعديالت‪ ،‬وفي‬
‫أسباب النجاح؛ بسبب انتشار تلك املدرسة‬
‫إن ه ��ذا االس �ت �ف �ت��اء ي �ع��د ال �ن �ج��اح العاملي‬ ‫مقدمتها حزب السعادة ‪ -‬احلزب اإلسالمي‬
‫الشديد وتأثيرها على املجتمع التركي‪.‬‬
‫ال��راب��ع ل�ـ«رج��ب طيب أردوغ���ان»‪ ،‬وحتى لو‬ ‫ت ��وت ��رات‪ :‬ل��م مي��ر االس�ت�ف�ت��اء وخاصة‬ ‫األول في تركيا ‪ -‬والذي اعتبر هذه التعديالت‬
‫أنه شخصية غير محبوبة في «إسرائيل»‪..‬‬ ‫في األم��اك��ن ذات األغلبية الكردية بسالم‪،‬‬ ‫خطوة جيدة نحو حرية حقيقية‪.‬‬
‫ووصفت الصحيفة «أردوغ ��ان» بأنه أقوى‬ ‫فكانت هناك حوادث شغب وإعاقة املواطنني‬ ‫ول�� ��م ت� �غ ��ب اجل � �م� ��اع� ��ات والتكتالت‬
‫زع�ي��م بعد «أت ��ات ��ورك» ف��ي تاريخ‬ ‫اإلس�ل�ام� �ي ��ة األخ � � ��رى ع� ��ن تلك‬
‫تركيا‪.‬‬ ‫التعديالت‪ ،‬فـ«جنم الدين أربكان»‬
‫وق��ال��ت وك��ال��ة «روي� �ت ��رز»‪ :‬إن‬ ‫رائ��د احلركة اإلسالمية التركية‪،‬‬
‫جن��اح ه��ذا االستفتاء ه��و خطوة‬ ‫وزع �ي��م ح��رك��ة «امل �ل �ل��ي ج ��وروش»‬
‫من خطوات جناح «أردوغ��ان» في‬ ‫اإلس�لام �ي��ة (ف �ك��ر األم� ��ة)‪ ،‬أعلن‬
‫االنتخابات ال�ق��ادم��ة‪ ،‬وإن��ه كسب‬ ‫تأييده لتلك التعديالت‪ ،‬وإن رأى‬
‫ج��ول��ة ج��دي��دة‪ ،‬وإن��ه يستطيع أن‬ ‫ف�ي�ه��ا مب�ث��اب��ة ت��زي�ي�ن��ات للدستور‬
‫يكسب االنتخابات القادمة وحده‪.‬‬ ‫وليست كافية إلصالحه‪ ،‬مطالباً‬
‫وذك��رت «أسوشيتد ب��رس» أن‬ ‫ب ��إج ��راء ت�غ�ي�ي��ر ش��ام��ل للدستور‬
‫ال�ش�ع��ب ال �ت��رك��ي بتصويته لهذه‬ ‫التركي؛ ألن التغييرات اجلزئية لن‬
‫ال�ت�ع��دي�لات إمن��ا ي��رف��ض قوانني‬ ‫حتل مشكالت البالد‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫اجليش التركي العسكرية‪ ،‬وأنها‬ ‫إن أبناء «فكر األمة» هم فقط من‬
‫خطوة كبيرة نحو احلريات في تركيا‪.‬‬ ‫«أربكان» يطالب بسرعة إعداد‬ ‫يستطيعون إع��داد ه��ذا الدستور؛ ألن هذه‬
‫وذك� � ��رت «ن� �ي ��وي ��ورك ت ��امي ��ز» أن فوز‬ ‫دستور جديد‬ ‫احلركة هي أصل األمة وأصل فكرها‪ ،‬وأن‬
‫احل��زب ذي األص��ول اإلسالمية في مترير‬ ‫األفكار التي تقلد وتركع للغرب ال تستطيع‬
‫ه��ذه التعديالت س ّبب قلقاً ل��دى العسكر‬ ‫أن تتكلم باسم األمة‪.‬‬
‫والقضاء‪.‬‬
‫حزب «السعادة اإلسالمي»‬ ‫وق ��ال «ن �ع �م��ان ك��وت�ل�م��ش» رئ �ي��س حزب‬
‫وت ��رى «اجل ��اردي ��ان» أن ت��رك�ي��ا تستعد‬ ‫و«النورسيون» ومدرسة «فتح الله‬ ‫ال�س�ع��ادة‪ :‬إن ه��ذه األم��ة ه��ي صاحبة هذه‬
‫ملرحلة تغيير قادمة‪ ،‬وأن هناك قلقاً كبيراً‬ ‫األرض‪ ،‬وإن نتيجة االستفتاء ت��ؤك��د رغبة‬
‫من انزواء العلمانية بعد هذه التعديالت‪>.‬‬
‫كولن» أيدوا التعديالت بقوة‬ ‫هذا الشعب في اإلصالح‪ ،‬وإن تركيا دخلت‬

‫‪15‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫«املجتمع» تفتح أخطر‬
‫امللفات املسكوت عنها‬
‫مخطط إبـادة البشـ ــر‬
‫والعبث مبصير العالم‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫ه��ي ح��رب أش��د ض ��راوة م��ن احل ��روب ال�ت��ي تشنّ ها اآلل��ة العسكرية‬
‫الفتّ اكة في ميادين القتال‪...‬‬
‫حرب جتري في صمت ودون ضجيج‪ ،‬مع احلرص الشديد على إشعار‬
‫الضحايا من البشرية على عدم الشعور بها‪..‬‬
‫حرب أدواتها نشر األوبئة واألمراض الفتّ اكة والسحابات الكيماوية‬
‫دون رحمة أو وازع من ضمير ‪..‬‬
‫حرب تدور رحاها منذ عشرات السنني‪ ،‬ويتم جتريب أسلحتها في‬
‫مناطق احلروب؛ حيث تتم إبادة البشر‪..‬‬

‫يعد‬‫اس�ت�خ��دام غ��از «الكيمتريل» ال��ذي ّ‬ ‫شاهد‬


‫ٌ‬ ‫جرائمها‬
‫َ‬ ‫وفضح‬
‫َ‬ ‫أسرارها‬
‫َ‬ ‫كشف‬‫َ‬
‫اجليل الرابع من أسلحة الدمار الشامل؛‬ ‫م��ن أه �ل �ه��ا‪ ،‬وه ��م ع�ل�م��اء وك��تّ ��اب غربيون‬
‫لتخفيض عدد سكان األرض وإبادة أجناس‬ ‫حتدثوا في مقاالت ودراسات مستفيضة‪،‬‬
‫بعينها مثلما ح��دث م��ع الهنود احلمر‪..‬‬ ‫تنقلها «امل�ج�ت�م��ع» ل�ل�ق��ارئ ال�ع��رب��ي وهي‬
‫كما تكشف كيف يجري معملي ًا وعلمي ًا‬ ‫تفتح تلك امللفات املسكوت عنها والتي ال‬
‫تصنيع ون �ش��ر أم� ��راض غ��ري�ب��ة وغامضة‬ ‫يكاد يدري بها الناس!!‬
‫مثل مرض «حرب اخلليج»‪ ،‬وكيف متكنت‬
‫وبدء ًا من هذا العدد‪..‬‬
‫املعامل األمريكية وبالتعاون مع منظمة‬
‫الصحة العاملية من تصنيع ونشر مرضي‬ ‫ت �ك �ش��ف «امل��ج��ت��م��ع» ب ��أق�ل�ام ه ��ؤالء‬
‫اإلي��دز والتهاب الكبد ال��وب��ائ��ي‪ ..‬ه��ي إذ ًا‬ ‫الكتّ اب واخلبراء كيف تتم عمليات القتل‬
‫ح ��رب ال�س�ي�ط��رة ع�ل��ى ال �ك��ون وتسخيره‬ ‫املنظم واإلب��ادة املمنهجة‪ ..‬وكيف يجري‬
‫ل�ل�م�خ�ط�ط��ات االس �ت �ع �م��اري��ة بالتحكم‬ ‫ال �ت �خ �ط �ي��ط ل �ت �غ �ي �ي��ر ه �ن��دس��ة األرض‪،‬‬
‫ف��ي امل ��اء وال �ه��واء واألرض وحتويلها إلى‬ ‫وال �ع �م��ل ع �ل��ى ت �خ �ف �ي��ض ع� ��دد سكانها؛‬
‫أسلحة فتّ اكة في أي��دي قوى االستعمار‬ ‫حتقيق ًا ملصلحة األمن القومي األمريكي‬
‫احلديث‪ ..‬وما خفي كان أعظم‪!!..‬‬ ‫كما يقول «هنري كيسنجر»‪..‬‬
‫ك� �م ��ا ت �ك �ش��ف «امل� �ج� �ت� �م ��ع» عمليات‬

‫شعبان عبدالرحمن‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫ملف العدد‬

‫بعد قنبلة امل��وج��ات القصيرة‪ ،‬والقنبلة الكهرومغناطيسية‪ ،‬وقنبلة التعتيم‪،‬‬


‫املمرات واملناطق املغلقة‪ ،‬والقنابل اإللكترونية‪ ..‬تلك‬
‫املاصة لألكسجني من ّ‬ ‫ّ‬ ‫والقنابل‬
‫الترسانة الرهيبة التي استُ خدمت ‪ -‬وال تزال ‪ -‬في تخريب بالد املسلمني في العراق‬
‫أشد فتك ًا وأسوأ أثراً‪ ،‬وهو «الكيمتريل»‪،‬‬
‫وأفغانستان‪ ..‬حتتكر الواليات املتحدة سالح ًا َّ‬
‫يوظف الكوارث الطبيعية في الفتك بالبشر!‬ ‫الذي ِّ‬

‫سالح الغرب اجلديد‬


‫لتخفيض عدد سكان‬
‫األرض وإبادة أجناس‬
‫بعينها مثلما حدث مع‬

‫«الكيمتريل»‪..‬‬ ‫الهنود احلمر!‬

‫‪Chemtrail‬‬
‫اجليل الرابع من أسلحة الدمار الشامل!‬
‫أجيال الدمار الشامل بدأت باجلراثيم ثم السموم ثم القنابل الذرية‬

‫اكتشفه عالم الفيزياء الصربي‬


‫«نيكوال تيسال» في بداية‬
‫القرن العشرين‬
‫الرئيس السوفييتي األسبق‬
‫«خروشوف» أعلن ابتكار سالح‬
‫جديد غير نووي ميكنه محو‬
‫احلياة على األرض‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪18‬‬


‫ت �ب��ري��د ال � �ه� ��واء وان �خ �ف��اض‬ ‫جمال خطاب‬
‫ح��رارت��ه ت��دري�ج�ي� ًا؛ فيشعر‬
‫س� � �ك � ��ان امل�� �ن� ��اط� ��ق اجل� ��اف� ��ة‬ ‫توظف‬ ‫ه��ل حقاً استطاعت أمريكا أن ِّ‬
‫بالبرودة‪ ،‬بينما يشعر سكان‬ ‫الرياح والعواصف والفيضانات والزالزل في‬
‫املناطق شبه اجلافة بالبرودة‬ ‫حروبها العدوانية؟‬
‫ال � �ش� ��دي� ��دة‪ ،‬وك� ��ذل� ��ك سقوط‬ ‫وهل ستفتك بالبشر عن طريق احلرارة‬
‫األم �ط��ار غير ال �ع��ادي��ة والرعد‬ ‫املفرطة والبرد القارس؟‬
‫وال� �ب ��رق وال� �ص ��واع ��ق‪ ،‬أم���ا في‬ ‫وه��ل ستستطيع إسقاط املطر على َمن‬
‫املناطق الشمالية ‪ -‬مثل أوروبا‬ ‫عمن‬‫ت�ش��اء؛ ليشرب وي��زرع وي��أك��ل‪ ،‬ومتنعه َّ‬
‫‪ -‬ف��إن ال �ب��رودة ال�ش��دي��دة تؤدي‬ ‫خروشوف‬ ‫نيكوال تيسال‬ ‫تشاء؛ ليموت عطشاً وجوعاً؟‬
‫إل��ى زي��ادة كثافة وسرعة تساقط اجلليد؛‬ ‫وه ��ل ل �ـ«ال �ك �ي �م �ت��ري��ل» ص �ل��ة باألمراض‬
‫مما ميثل كارثة على هذه الدول‪ ،‬وكل ذلك‬ ‫بجامعة‬ ‫الزراعة‬ ‫بكلية‬ ‫البيئة‬ ‫وحماية‬ ‫احلديثة‪ ،‬مثل‪ :‬أنفلونزا اخلنازير والطيور‪،‬‬
‫القاهرة‪« :‬عبارة عن سحابات صناعية بسبب التبريد الشديد الناجت عن إطالق‬ ‫و«سارس»‪ ،‬ومرض حرب اخلليج؟‬
‫وه��ل العبث األمريكي مبناخ العالم هو ي �ت��م إط�ل�اق� �ه ��ا ب ��واس� �ط ��ة ال� �ط ��ائ ��رات غاز الكيمتريل»‪.‬‬
‫امل �س��ؤول ع��ن ال �ت �غ �ي��رات األخ �ي��رة ف��ي مناخ ال��ن��ف��اث��ة‪ ،‬ت �ع �م��ل ع �ل��ى ح �ج��ب أشعة‬
‫قصة اكتشافه‬ ‫ّ‬
‫ال �ك��وك��ب األخ� �ض ��ر‪ ،‬م �ث��ل ارت� �ف ��اع احل� ��رارة الشمس بحجم كبير‪ ..‬كما أنها تؤدي‬
‫ي��رج��ع اكتشاف غ��از «الكيمتريل» إلى‬ ‫‪ -‬من خالل ما بها من أكسيد األملونيوم‬
‫ال�ش��دي��د‪ ،‬وال �ب��رودة ال�ق��ارس��ة ف��ي غير وقت وأم�ل�اح ال �ب��اري��وم ‪ -‬إل��ى تبريد الهواء ب ��داي ��ة ال� �ق ��رن ال �ع �ش��ري��ن‪ ،‬ع �ل��ى ي ��د عالم‬
‫البرد‪ ،‬وتساقط الثلوج في بالد لم تكن تعرف األرضي بشكل واضح؛ نتيجة قيام هذه الفيزياء الصربي «نيقوال تيسال»‪ ،‬وهو من‬
‫ال �ث �ل��وج‪ ،‬وال �ع��واص��ف واألع��اص �ي��ر ف��ي غير السحابة بدور املرآة العاكسة‪ ،‬فتعكس أعظم علماء القرن املاضي‪ ..‬وقد اكتشف‬
‫حرارة وأشعة الشمس إلى الفضاء مرة خاصية الدفع بتأيني الهواء اصطناعياً‪ ،‬ثم‬ ‫الزمان واملكان املعتا َديْن؟‬
‫أخ ��رى؛ فيقل وصولها إل��ى األرض؛ ما إط�لاق مجاالت من موجات الراديو فائقة‬ ‫وتفرضه‬ ‫املناخ‬ ‫أمريكا‬ ‫هل ستختار لنا‬
‫صر عليه لتفريغه من شحناته؛ ما يؤدي‬ ‫القِ َ‬ ‫علينا‪ ،‬ك�م��ا اخ �ت��ارت ل�ن��ا التبعية واخلنوع‬
‫ي � � � � � ��ؤدي إل � ��ى‬ ‫واحلكام ونظم احلكم وفرضتهم علينا؟!‬
‫إلى إحداث البرق والرعد االصطناعي‪.‬‬
‫وبذلك اكتشف «تيسال» بواكير العلم‬ ‫ميكن إحداث ما يلي‪:‬‬ ‫وأخ �ي��راً وليس آخ ��راً‪ ،‬ه��ل ه��ذا هو‬
‫اجل��دي��د ال� ��ذي ن�س�م�ي��ه «الهندسة‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫دا‬ ‫باستخ‬ ‫ال� �س�ل�اح ال� ��ذي س�ت�س�ت�خ��دم��ه أمريكا‬
‫امل �ن��اخ �ي��ة»‪ ،‬وه��و ال�ع�ل��م ال ��ذي ظلت‬ ‫ل�ت�خ�ف�ي��ض ع ��دد س �ك��ان العالم‪،‬‬
‫تطبيقاته واك�ت�ش��اف��ات��ه ح �ك��راً على‬ ‫وتقليل بل وإب��ادة بعض األجناس‬
‫التحكم في الطقس إلصالح البيئة أو‬ ‫ال�ب�ش��ري��ة األخ� ��رى‪ ،‬مثلما فعلت‬
‫القوى الكبرى (االحت��اد السوفييتي‬
‫السابق‪ ،‬والصني‪ ،‬والواليات املتحدة)‬ ‫تدميرها‬ ‫مع «الهنود احلمر»‪ ،‬لصالح غلبة‬
‫حتى انتهاء احلرب الباردة‪.‬‬ ‫وتغلب اجلنس األبيض؟!‬
‫وي �خ �ت��ص ه ��ذا ال �ع �ل��م بتقنيات‬
‫طريق‬ ‫عن‬ ‫الرياح‬ ‫اجتاهات‬ ‫تغيير‬ ‫«الكيمتريل»‪ ..‬ما هو؟‬
‫مختلفة ‪ -‬هوائية أو أرضية ‪ -‬من‬ ‫استحداث املنخفضات اجلوية بالتبريد‬ ‫ه��و أح ��دث م��ا ت��وص�ل��ت إليه‬
‫ش��أن �ه��ا ال �ت �ح �ك��م ف ��ي ال �ط �ق��س‪ ،‬أو‬ ‫أو املرتفعات اجلوية بالتسخني‬ ‫ال�ت��رس��ان��ة العسكرية األمريكية‬
‫مبعنى آخ��ر‪ ،‬هندسة الطقس على‬ ‫الشيطانية‪ ..‬فإذا كانت اجلراثيم‬
‫امل��دى القصير‪ ،‬وبالتالي املناخ على‬ ‫نشر مركبات كيماوية مختلفة على‬ ‫ال�ت��ي استخدمتها بريطانيا في‬
‫امل ��دى ال �ط��وي��ل‪ ،‬حيث ميكن الدفع‬ ‫احل��رب العاملية األول��ى هي أولى‬
‫ب �س �ق��وط األم� �ط ��ار «االستمطار»‪،‬‬ ‫محددة الستحداث ظواهر جوية‬ ‫ارتفاعات ّ‬ ‫أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬والسموم‬
‫واستحداث ظواهر كالبرق والرعد‬ ‫وفق الهدف املراد حتقيقه‬ ‫التي استخدمها «هتلر» في احلرب‬
‫والصواعق‪ ،‬وتغيير اجتاهات الرياح‬ ‫العاملية الثانية متثل اجليل الثاني‬
‫ع��ن ط��ري��ق اس�ت�ح��داث املنخفضات‬ ‫هندسة الطقس على املدى القصير واملناخ‬ ‫من هذه األسلحة‪ ،‬والقنابل الذرية‬
‫اجلوية بالتبريد؛ باستخدام تقنية‬ ‫والنووية متثل اجليل الثالث‪ ،‬فإن‬
‫«الكيمتريل»‪ ..‬أو املرتفعات اجلوية‬
‫على املدى الطويل الستمطار السحب‬ ‫«الكيمتريل» ميثل اجليل الرابع‬
‫بالتسخني‪ ،‬وغ�ي��ره��ا م��ن التقنيات‬ ‫إطالق سحاب صناعي بواسطة طائرات‬ ‫من الترسانة الغربية الشيطانية‬
‫األرض��ي��ة‪ ،‬م�ث��ل وس��ائ��ل استحداث‬ ‫من أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬
‫ال � � ��زالزل االص �ط �ن��اع �ي��ة املعروفة‬ ‫كبير‬ ‫بشكل‬ ‫الشمس‬ ‫أشعة‬ ‫حلجب‬ ‫اثة‬ ‫ّ‬
‫نف‬ ‫و«ال � �ك � �ي � �م � �ت� ��ري� ��ل»‪ ،‬كما‬
‫باألسلحة الزلزالية‪.‬‬ ‫يقول «د‪ .‬منير احلسيني»‪،‬‬
‫ال ��وج ��ه َ‬
‫احل� � َ�س� ��ن‪ :‬وف���ي تقنية‬ ‫أستاذ املكافحة البيولوجية‬

‫‪19‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫ملف العدد‬

‫خ���روش���وف»‪ ،‬ع��ن أن ال �ع �ل �م��اء السوفييت‬ ‫وق��ت��ل م�ل�اي�ي�ن ال �ب �ش��ر ب ��إح ��داث اجلفاف‬‫«الكيمتريل» تُستخدم الطائرات كوسيلة لنشر‬
‫ابتكروا سالحاً جديداً غير نووي لو استُخدم‬ ‫االص �ط �ن��اع��ي‪ ،‬واألع��اص �ي��ر االصطناعية‬ ‫مركبات كيماوية معينة على ارتفاعات جوية‬
‫فسوف ميحو احلياة من على كوكب األرض‪،‬‬ ‫املدمرة‪ ،‬أو الزالزل في مناطق محددة لتغيير‬ ‫محددة الستحداث ظواهر جوية مستهدفة‪،‬‬
‫وأض ��اف ق��ائ� ً‬
‫لا‪« :‬أي�ه��ا ال��رف��اق إن��ه س�لاح ال‬ ‫خصائصها اجلوية واإليكولوجية لألسوأ‪،‬‬ ‫وتختلف هذه الكيماويات وتلك االرتفاعات‬
‫ميكن تخ ّيله»‪.‬‬ ‫فال تصلح حلياة النبات واحليوان واإلنسان‪،‬‬ ‫ال في تقنية‬ ‫وفق الهدف املراد حتقيقه‪ ،‬فمث ً‬
‫وقتها‪ ،‬كان لدى االستخبارات األمريكية‬ ‫وق��د سبق السوفييت خصومهم األمريكان‬ ‫االس �ت �م �ط��ار‪ ،‬يُ�س�ت�خ��دم خليط م��ن أيوديد‬
‫معلومات عن صحة وجود مثل هذه األسلحة‬ ‫باكتشافات فتحت م�ج��االً ج��دي��داً ه��و علم‬ ‫الفضة مع بيركلورات البوتاسيوم يتم رشها‬
‫لدى السوفييت‪ ،‬وهو ما أدى إلى انسحاب‬ ‫مباشرة فوق السحب احململة بنسبة عالية‬
‫«ال�ه�ن��دس��ة امل�ن��اخ�ي��ة»‪ ،‬ث��م ت��وص�ل��وا لقواعد‬
‫قواتها أم��ام إن��ذار «خ��روش��وف» ف��ي حادثة‬ ‫علمية ت��ؤدي إل��ى إح ��داث أسلحة زلزالية‬ ‫من بخار املاء‪ ،‬فيتكثف سريعاً على جزيئات‬
‫فريدة خلع فيها الرئيس السوفييتي حذاءه‬ ‫اصطناعية مدمرة!‬ ‫املخلوط التي تعمل كأنْوِ يَة تكثيف حتى يثقل‬
‫ودقّ به فوق املنضدة ب��األمم املتحدة‪ ..‬وهو‬ ‫حذاء «خروشوف»!‬ ‫وزنها وال يستطيع الهواء حملها فتسقط في‬
‫وجه فيه «خروشوف» اإلنذار‬ ‫اخلطاب الذي ّ‬ ‫وفي دراسة له‪ ،‬يؤكد «د‪ .‬منير احلسيني‬ ‫صورة أمطار‪ ،‬وقد مت استمطار السحب في‬
‫ل �ل��والي��ات امل �ت �ح��دة األم��ري �ك �ي��ة باالنسحاب‬ ‫املناطق اجل��اف��ة وشبه اجل��اف��ة‪ ،‬خاصة في أن السالح الذي ردع أمريكا وجعلها تتراجع‬
‫الفوري لقواتها من «خليج اخلنازير»‪ ،‬واالتفاق‬ ‫في أزم��ة الصواريخ الكورية؛ هو تقنية أو‬ ‫الصني‪ ،‬لتدب فيها احلياة لصالح اإلنسان‪.‬‬
‫على سحب الصواريخ السوفييتية‪.‬‬ ‫كما تُستخدم تقنية «الكيمتريل» في سالح «الكيمتريل»؛ حيث يقول‪ :‬إن «عامل‬
‫ُ‬
‫َك ْشف السر!‬ ‫التحصني الهوائي العاجل والسريع للسكان جناح روسيا في التحكم في املناخ وقف خلف‬
‫ظلت تقنية «الكيمتريل» س��راً مقتصراً‬ ‫ض��د ب �ع��ض األم � ��راض ال��وب��ائ �ي��ة اخلطيرة االنسحاب األمريكي الشهير أم��ام االحتاد‬
‫سريعة االنتشار‪ ،‬كما يحدث في الواليات السوفييتي في األزمة الكوبية املعروفة بأزمة على الطبقة السياسية والعسكرية األعلى‪،‬‬
‫حتى اكتُشفت بالصدفة عندما اطلع العالم‬ ‫«خليج اخلنازير»‪.‬‬ ‫املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫ً‬
‫ويشير «د‪ .‬احلسيني» أيضا إلى أنه من‬
‫والسبب احلقيقي وراء هذا االنسحاب ال �ك �ن��دي «دي� ��ب ش �ي �ل��د» ‪ -‬وال� ��ذي ك ��ان من‬
‫مت��ث��ل ف �ي �م��ا ج� ��اء ق��ب��ل ه� ��ذه األزم� � ��ة من ب�ين العاملني ف��ي وزارة ال��دف��اع األمريكية‬ ‫ما‬ ‫بني االستخدامات السلمية لهذه التقنية‪،‬‬
‫قامت به وزارة الدفاع الروسية باستخدامها‬
‫�ص��د على وثائق‬ ‫إع�لان الرئيس السوفييتي آن��ذاك «نيكيتا (البنتاجون) ‪ -‬ع��ن غير َق� ْ‬
‫س��ري��ة ع��ن إط�ل�اق «الكيمتريل» ف��وق كوريا‬ ‫إحدى عشرة طائرة مجهزة من طراز «يوشن‬
‫الشمالية‪ ،‬وأفغانستان‪ ،‬وإقليم كوسوفا (أثناء‬ ‫‪ ،»18‬و«أنتينوف ‪ »12‬محملة مبواد كيماوية‬
‫احل ��رب األه �ل �ي��ة ال�ي��وغ�س�لاف�ي��ة)‪ ،‬والعراق‬ ‫(الكيمتريل) لتشتيت السحب‪ ،‬ومنع هطول‬
‫واخلليج العربي في حرب اخلليج‪ ..‬وتضمنت‬ ‫كندي «ديب شيلد»‪..‬‬ ‫األم �ط��ار على امل �ي��دان األح �م��ر؛ حيث‬
‫الوثائق إشارة إلى اجلفاف واألمراض‬
‫العالم ال‬ ‫ج ��رت م��راس��م االح �ت �ف��االت والعرض‬
‫وال��دم��ار البيئي ال��ذي نتج عن ذلك‪،‬‬ ‫ال� �ع� �س� �ك ��ري ف� ��ي ج� ��و مشمس‬
‫وأدى إلى موت عدة ماليني من البشر‬ ‫فضح أسرار هذا السالح للعالم على شبكة‬ ‫مب�ن��اس�ب��ة م���رور ‪ 60‬ع��ام �اً على‬
‫خالل بضع سنوات‪.‬‬ ‫ه��زمي��ة أمل��ان �ي��ا ال �ن��ازي��ة وانتهاء‬
‫وأش��ار «شيلد» إل��ى أن��ه شخصياً‬ ‫الشامل‬ ‫الدمار‬ ‫أسلحة‬ ‫كأحدث‬ ‫اإلنترنت‬ ‫احلرب العاملية الثانية‪ ،‬وبحضور‬
‫مقتنع ب�ف�ك��رة م �ش��روع «الكيمتريل»‬ ‫كان من العاملني في وزارة الدفاع األمريكية (البنتاجون)‬ ‫الرئيس األمريكي السابق «جورج‬
‫إذا ك ��ان س �ي �خ��دم ال �ب �ش��ري��ة بتقليل‬ ‫ب� ��وش» ك�ض�ي��ف ش� ��رف‪ ،‬وال���ذي‬
‫اطلع على وثائق سرّية عن إطالق «الكيمتريل» فوق ظ��اه��رة االن�ح�ب��اس احل� ��راري‪ ،‬ولكنه‬
‫ّ‬ ‫ُو ِّجهت له الدعوة حلضور العرض‬
‫ي��رف��ض مت ��ام� �اً اس �ت �خ��دام��ه كسالح‬ ‫في‬ ‫العسكري ب��امل�ي��دان األح �م��ر‬
‫إلب��ادة البشر وف��رض السيطرة على‬
‫والعراق‬ ‫وأفغانستان‬ ‫كوسوفا‬ ‫وإقليم‬ ‫الشمالية‬ ‫كوريا‬ ‫موسكو‪ ..‬وقد أرادت روسيا مبا‬
‫ال �ش �ع��وب‪ ،‬واع �ت �ب��ره س�لاح �اً مدمراً‬ ‫فعلته توجيه رسالة إلى «بوش»؛‬
‫للجنس البشري‪ ،‬وكشف هذا السالح‬
‫اجلفاف‬ ‫إلى‬ ‫إشارة‬ ‫الوثائق‬ ‫نت‬ ‫‪..‬وتضمّ‬ ‫ل�ي�ف�ه��م م �ن �ه��ا دق���ة ال �ت �ح �ك��م في‬
‫للعالم على شبكة «اإلنترنت»؛ ليقضي‬ ‫واألمراض والدمار البيئي الذي نتج عن ذلك‬ ‫الطقس بتقنية «الكيمتريل» على‬
‫على السرية التي حتيط باستخدامه‬ ‫مستوى مدينة مثل «موسكو»‪.‬‬
‫كسالح لتجفيف النظام البيئي بهدف‬
‫ّ‬
‫اكتشف أن تلك الظواهر تسبّبت في موت عدة‬ ‫سالح «إيكولوجي»‬
‫التدمير الشامل‪.‬‬ ‫ماليني من البشر خالل بضع سنوات‬ ‫اط‬ ‫تحُ‬ ‫وعلى اجلانب اآلخ��ر‪،‬‬
‫وق ��د ُوج���د ه ��ذا ال �ع��ا ِل��م مقتوالً‬ ‫ب��ع��ض االك� �ت� �ش ��اف ��ات ف� ��ي علم‬
‫ف��ي س �ي��ارت��ه ب�ع��د ث�ل�اث س �ن��وات من‬ ‫مقتوال في سيارته بعد ثالث سنوات‪..‬‬ ‫ً‬ ‫ُوجد‬ ‫«ال �ه �ن��دس��ة امل �ن��اخ �ي��ة» بالسرية‬
‫كشف سر «الكيمتريل»؛ كلمة السر‬ ‫ال�ك��ام�ل��ة لتحويلها إل ��ى أسلحة‬
‫في اجليل الرابع من أسلحة الدمار‬
‫انتحر!‬ ‫أنه‬ ‫األنباء‬ ‫زعمت‬ ‫وحينها‬ ‫للدمار اإليكولوجي الشامل؛ لنشر‬
‫ال�ش��ام��ل‪ ،‬وحينها زع�م��ت األن �ب��اء أنه‬ ‫اجلفاف واملجاعات واألمراض‪،‬‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪20‬‬


‫اإلطالق التالي لسحابة من «الكيمتريل» قد‬
‫يبدأ فوراً‪ ،‬وهكذا حتدث تغيرات غير مألوفة‬ ‫مانشت‬
‫في الطقس في تلك املناطق‪ ،‬أكثرها شيوعاً‬
‫بجانب االن�خ�ف��اض احل ��راري ه��و اجلفاف‪،‬‬
‫وتغيير االجتاهات الطبيعية املعروفة ملسارات‬
‫الرياح فجأة في املنطقة الواقعة حتت تأثير‬
‫املعاملة بـ«الكيمتريل»‪.‬‬
‫وبهبوط خليط غبار «الكيمتريل» بفعل‬
‫اجل��اذب��ي��ة األرض� �ي ��ة ووص ��ول ��ه إل���ى طبقة‬
‫«التروبوسفير»‪ ،‬تتحد أمالح وأكسيد الباريوم‬
‫مع غاز ثاني أكسيد الكربون (العامل الرئيس‬
‫املسبب لظاهرة االنحباس احلراري)‪ ،‬مكونة‬
‫مركبات أخ��رى‪ ،‬وبهذا تقل نسبة غ��از ثاني‬
‫أكسيد الكربون في الغالف الهوائي‪ ..‬ويؤدي‬
‫وج��ود أكسيد األملنيوم والباريوم في الهواء‬
‫إلى تولد شحنات في حقول كهربائية هائلة‬
‫تشكل حقوالً مشحونة تتواجد في مساحات‬
‫آالف الكيلومترات املربعة‪.‬‬
‫وميكن استحداث ظ��واه��ر جوية أخرى‬
‫بإطالق موجات الراديو على هذه الشحنات‬
‫ل�ت�ف��ري�غ�ه��ا‪ ،‬الس �ت �ح��داث ال �ص��واع��ق والبرق‬
‫والرعد اجلاف دون سقوط أية أمطار‪ ،‬كما‬ ‫استخدمه الروس عام ‪2005‬م لتشتيت السُّ حب ومنع هطول األمطار على‬
‫حدث في منطقة «ب��ازل» في سويسرا‪ ،‬وفي‬ ‫«موسكو» أثناء االحتفال مبرور ‪ 60‬عام ًا على انتهاء احلرب العاملية الثانية‪..‬‬
‫والي��ة «أالسكا» األمريكية‪ ،‬وفي مصر‪ ،‬وفق‬
‫ما أ ّكده العالم املصري «د‪ .‬منير احلسيني»‬ ‫بحضور الرئيس األمريكي السابق «جورج بوش»‬
‫يوم ‪ 18‬مايو ‪2005‬م‪.‬‬ ‫«اإلستراتوسفير»‪ ،‬فتندفع إليها الرياح من‬ ‫انتحر‪ ،‬ولكن زوجته أكدت أنه كان في حالة‬
‫الضباب الكاذب‬ ‫أق��رب منطقة ذات ضغط ج��وى مرتفع‪ ،‬ثم‬ ‫نفسية مزاجية يستحيل معها أن يُقدم على‬
‫وفي أملانيا‪ ،‬كشفت نشرة أخبار الساعة‬ ‫من املنطقة التي تليها‪ ،‬وهكذا حتى تستقر‬ ‫االنتحار‪.‬‬
‫اخلامسة مساء ي��وم ‪ 12‬م��اي��و‪2000‬م بقناة‬ ‫احلالة اجلوية في وض��ع االت��زان الطبيعي‬ ‫«الكيمتريل»‪ ..‬والبيئة‬
‫(‪ )Z.D.F‬عن إصابة طفلة بصاعقة مباغتة‬ ‫لها‪ ،‬ويتسبب هذا الوضع في تغيير املسارات‬ ‫إط�لاق سحابات «الكيمتريل» تخفض‬
‫في جو صحو ال ينذر مبثل ه��ذه الظاهرة؛‬ ‫املعتادة للرياح في هذه األوق��ات من السنة‪،‬‬ ‫درج��ات ح��رارة اجلو بطبقة «التروبوسفير»‬
‫م��ا أدى إل��ى إص��اب��ة الطفلة بفقدان الوعي‬ ‫فتهب م��ن اجت��اه��ات ل��م ت�ك��ن م�ع��روف��ة من‬ ‫ف�ج��أة‪ ،‬وذل��ك بسبب حجب أشعة الشمس‬
‫وبحروق من الدرجة الثانية؛ حيث مت نقلها‬ ‫قبل‪.‬‬ ‫عن األرض (خاصة األشعة احلمراء وحتت‬
‫إلى املستشفى بني احلياة واملوت‪.‬‬ ‫ويعقب هذا اإلط�لاق استمرار احلرارة‬ ‫احل�م��راء املسؤولة ع��ن ال��دفء والتسخني)‬
‫كما يصاحب إطالق هذا «الكيمتريل» بعد‬ ‫املنخفضة واجلفاف لعدة أي��ام‪ ،‬خ�لال تلك‬
‫بضعة أيام انخفاضاً واضحاً في مدى الرؤية‬ ‫بواسطة مكونات هذه السحابة االصطناعية‪،‬‬
‫الفترة تفقد السماء لونها األزرق املعروف‬ ‫كما تنخفض الرطوبة اجلوية إلى ‪ %30‬بسبب‬
‫بسبب العوالق الكيماوية ملكوناته الهابطة إلى‬ ‫وتصبح أثناء النهار سما ًء ذات لون رمادي‬
‫األرض بفعل اجلاذبية األرضية‪ ،‬حيث تتخذ‬ ‫امتصاصها بالتفاعل م��ع أكسيد األملنيوم‬
‫خ�ف�ي��ف مي�ي��ل إل ��ى ال �ل��ون األب �ي��ض (تُعرف‬ ‫م�ت�ح��والً إل��ى هيدروكسيد األمل �ن �ي��وم‪ ..‬هذا‬
‫مظهراً شبيها بالضباب أو الش ّبورة‪ ،‬إال أنه‬ ‫بظاهرة السماء البيضاء)؛ نظراً النعكاس‬
‫ضباب كيماوي جاف يخلو من الرطوبة‪ ،‬وهو‬ ‫بجانب عمل الغبار الدقيق ألكسيد األملنيوم‬
‫ض ��وء ال�ش�م��س عليها ب�ف�ع��ل غ �ب��ار أكسيد‬ ‫كمرآة تعكس أشعة وح��رارة الشمس ثانية‬
‫ما يطلق عليه «د‪ .‬منير احلسيني» مصطلح‬
‫األملنيوم‪.‬‬ ‫للفضاء اخلارجي‪.‬‬
‫«الضباب الكاذب» أو «الش ّبورة الكاذبة»‪.‬‬
‫وي�ت�ب��ع ت�ل��ك ال �ظ��اه��رة (م�ظ�ه��ر الضباب‬ ‫تغ ّيرات غير مألوفة‬ ‫ويؤدى هذا االنخفاض الشديد واملفاجئ‬
‫ال �ك��اذب) ج�ف��اف اجل��و امل�لاح��ظ بانخفاض‬ ‫وفي املساء‪ ،‬وبعد اختفاء أشعة الشمس‬ ‫ف��ي درج��ة احل ��رارة إل��ى انكماش ف��ي حجم‬
‫كبير في رطوبة الهواء (الرطوبة النسبية) قد‬ ‫تبدو هذه السحب االصطناعية بلون مييل إلى‬ ‫كتل هوائية كانت تغطي مساحات شاسعة‬
‫يصل إلى ‪ ،%30‬ثم ظهور وانتشار األمراض‬ ‫الرمادي الداكن بسبب أكسيد األملنيوم‪ ،‬وبعد‬ ‫مباليني الكيلومترات املربعة؛ ما يؤدى إلى‬
‫ف��ي اإلن �س��ان واحل �ي��وان‪ ،‬وارت �ف��اع ف��ي نسبة‬ ‫حوالي أسبوع تبدأ السماء في الصفاء‪ ،‬إال أن‬ ‫تكوين منخفضات جوية مفاجأة في طبقة‬

‫‪21‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫ملف العدد‬

‫احل��رارة؛ متسبباً في تكوين مناطق للضغط‬ ‫ال��وف�ي��ات يتناسب عكسياً م��ع م��دى الرؤية‬
‫املنخفض يندفع إليها الهواء من أقرب مرتفع‬ ‫بشكل الف��ت م��ن ح�ي��ث امل��ع��دالت‪ ،‬وف��ق ما‬
‫ج ��وي‪ ،‬فتتغير بسببها م �س��ارات التيارات‬ ‫هو منشور من نتائج في املجالت العلمية‬
‫الهوائية الطبيعية‪ ،‬وتهب الرياح في اجتاهات‬ ‫العاملية املتخصصة‪ ،‬خاصة املجالت العلمية‬
‫غير معهودة في ذلك التوقيت من السنة‪.‬‬ ‫األمريكية‪ ..‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬ترتفع نسبة‬

‫الكيمتري ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫وعند هبوط ووص��ول غبار «الكيمتريل»‬ ‫الوفيات في اإلنسان إلى حوالي ‪ %25‬عندما‬
‫إلى طبقة الهواء احلاملة لغاز ثاني أكسيد‬ ‫يقل مدى الرؤية إلى ‪ 2.8‬ميل‪.‬‬
‫ال �ك��رب��ون (امل �ت �س �ب��ب ال��رئ �ي��س ف��ي ظاهرة‬ ‫مشروع «الدرع»‬
‫االنحباس احلراري)‪ ،‬تتفاعل أمالح الباريوم‬ ‫عرضت «واشنطن» على منظمة األمم‬

‫وحروب أمريكـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ -‬التي يتحول جزء منها إلى أكسيد باريوم ‪-‬‬ ‫املتحدة عام ‪1995‬م رسمياً أن تتبنى مشروعاً‬
‫معه‪ ،‬فيقل تركيز هذا الغاز وتنخفض حرارة‬ ‫حتت اس��م «ال��درع» ‪ The Shield‬مل��دة ‪50‬‬
‫اجل ��و‪ ..‬وخ�ل�ال تلك ال�ف�ت��رة‪ ،‬تفقد السماء‬ ‫سنة‪ ،‬بتكاليف مليار دوالر سنوياً تتحملها‬
‫لونها األزرق امل�ع��روف‪ ،‬وتصبح أثناء النهار‬ ‫الواليات املتحدة وحدها حتت مظلة األمم‬
‫سما ًء ذات لون رمادي خفيف مييل إلى اللون‬ ‫املتحدة عملياً وتطبيقياً؛ من أج��ل حتسني‬
‫األبيض (ظاهرة السماء البيضاء)‪.‬‬ ‫املناخ واحلد من ظاهرة االنحباس احلراري؛‬
‫الطبيب األمريكي «جارث‬ ‫وكان العالِم «شيلد» قد أوضح كيف أقنعت‬ ‫بتطبيق براءة اختراع مسجلة باسم اثنني من‬
‫�ات املتحدة األمريكية منظم َة األمم‬ ‫ال��والي� ُ‬ ‫العلماء األمريكان من أصول صينية‪ ،‬هما‪:‬‬
‫نيكلسون»‪ :‬مت استخدام الكيمتريل‬ ‫ً‬
‫املتحدة لتتبنى رسميا مشروع «ال��درع» من‬ ‫«ديفيد شنج»‪ ،‬و«آي‪ -‬فو‪ -‬شي»‪.‬‬
‫في حرب اخلليج وتسبب في‬ ‫أجل حتسني املناخ؛ بهدف نشر «الكيمتريل»‬ ‫وخ�ل�اص ��ة ب � ��راءة االخ� �ت���راع ه ��ي عمل‬
‫إصابة ‪ ٪47‬من اجلنود األمريكيني‬ ‫ك �س�لاح حت��ت مظلة األمم امل �ت �ح��دة‪ ،‬ومتت‬ ‫سحاب اصطناعى ضخم من غبار خليط من‬
‫امل��واف �ق��ة ع�ل��ى امل� �ش ��روع‪ ،‬وت �ش �ت��رك منظمة‬ ‫أكسيد األملنيوم وأمالح الباريوم‪ ،‬يتم رشها‬
‫بأمراض خطيرة رغم تطعيمهم‬ ‫الصحة العاملية في املشروع منذ عام ‪1995‬م‬ ‫(أي ��روس ��ول) ف��ي طبقة «اإلستراتوسفير»‬
‫قبل تقدميه إلى األمم املتحدة‪.‬‬ ‫على ارتفاع يتراوح بني ‪ 8‬و‪ 10‬كيلومترات‪،‬‬
‫ورغ��م ذل��ك‪ ،‬فقد عاد ‪ %47‬من اجلنود‬ ‫وأسند املشروع إطالق غاز «الكيمتريل»‬ ‫واملتميزة بدرجة حرارة منخفضة تصل إلى‬
‫األمريكان مصابني باملرض‪ ،‬وزعمت وزارتا‬ ‫في أوروب��ا إل��ى الطائرات املدنية وطائرات‬ ‫(‪ )80-‬درج��ة مئوية‪ ،‬وتنعدم فيها التيارات‬
‫حلف شمال األطلسي (ال�ن��ات��و)‪ ،‬وف��ي بقية‬ ‫ال�ه��وائ�ي��ة‪ ،‬لتبقى السحابة مكانها لبضعة‬
‫الدفاع والصحة األمريكية أنه مرض غير‬
‫العالم إلى أساطيل شركات الطيران املدنية‬ ‫أيام قبل أن تهبط مكوناتها بفعل اجلاذبية‬
‫م �ع��روف أُط �ل��ق علية «م ��رض اخل �ل �ي��ج» أو‬
‫ال �ع��امل �ي��ة ال �ت��ي مت�ت�ل��ك ط ��ائ ��رات «البوينج»‬ ‫األرضية إلى طبقة الهواء السفلى‪.‬‬
‫«ع� � َرض اخل�ل�ي��ج»‪ ،‬وجت�ن�ب�اً ل��ذك��ر احلقيقة‬
‫َ‬ ‫ل �ل��وص��ول إل ��ى ط�ب�ق��ة «اإلستراتوسفير»‪..‬‬ ‫ويعمل أكسيد األملنيوم في هذه السحابة‬
‫تزعم وزارة الدفاع أنه ناجت بسبب أنواع من‬ ‫ويُشترط في العاملني باملشروع أن يكونوا من‬ ‫عمل امل� ��رآة؛ فيعكس ح ��رارة الشمس إلى‬
‫السموم الكيماوية املتولدة عن إطالق ذخيرة‬ ‫مواطني الواليات املتحدة أو كندا‪ ،‬مع االلتزام‬ ‫الفضاء اخلارجي ألكثر من أسبوع‪ ،‬إضافة‬
‫الطلقات اجلديدة فائقة الصالبة‪.‬‬ ‫بالسرية الكاملة عن كل ما يجري من أعمال‬ ‫إل��ى حجب ض��وء الشمس ع��ن األرض؛ ما‬
‫وق��د كشف ه��ذا السر الطبيب «جارث‬ ‫به‪ ،‬ويو ّقعون إقرارات بذلك‪>.‬‬ ‫يؤدي إلى انخفاض شديد ومفاجئ لدرجة‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪22‬‬
‫ذل��ك إل��ى مجاعات سمع بها العالم شرقاً‬ ‫وامل� �ث���ال ال� �ث ��ان ��ي‪ :‬ه ��و إط �ل��اق هذا‬
‫وغ��رب �اً‪ ،‬وم��وت مل�لاي�ين األط �ف��ال والشباب‬ ‫ال�س�لاح الالإنساني ف��وق منطقة «تورا‬ ‫ف ��ي ع���ام ‪1991‬م‪ ،‬وحت���دي���د ًا في‬
‫والنساء والشيوخ الكوريني األب��ري��اء‪ ،‬حيث‬ ‫ب���ورا» ف��ي أف�غ��ان�س�ت��ان لتجفيفها ودفع‬ ‫ال� �ث ��ام ��ن وال� �ع� �ش ��ري ��ن م���ن ي��ن��اي��ر في‬
‫توفي هناك ‪ 6.2‬مليون طفل‪ ،‬و‪ 8.1‬مليون‬ ‫السكان إلى الهجرة والفرار منها‪ ،‬مبن‬
‫الساعة الثالثة ظهر ًا بتوقيت بغداد‬
‫ش��اب خ�لال عامني فقط م��ن ‪ 2002‬حتى‬ ‫فيهم املقاتلون األف�غ��ان ومقاتلو تنظيم‬
‫‪2004‬م‪.‬‬ ‫«القاعدة»‪ ،‬الذين تصفهم وسائل اإلعالم‬ ‫ق�ب��ل ح ��رب اخل �ل �ي��ج‪ ،‬ال�ت�ق�ط��ت وكالة‬
‫وكوريا الشمالية‪ ،‬مثل كوريا اجلنوبية‪،‬‬ ‫الغربية باإلرهابيني املسلمني‪ ،‬حيث يسهل‬ ‫«ناسا» الفضائية األمريكية صور ًا لغاز‬
‫دول��ة منتجة حمل�ص��ول األرز ك �غ��ذاء رئيس‬ ‫اصطيادهم أثناء نزوحهم من تلك املناطق‬ ‫«الكيمتريل» ال��ذي قامت الطائرات‬
‫اعتماداً على املياه واألمطار‪ ،‬يتحول الطقس‬ ‫بعد إنهاكهم عطشاً وجوعاً أو باألمراض‬ ‫برشه فوق بغداد وأجزاء‬ ‫األمريكية ّ‬
‫فيها إلى اجلفاف التام‪ ،‬رغم حدودها مع‬ ‫احململة على جزيئات غبار الكيمتريل‪.‬‬ ‫م��ن ال� �ع ��راق ب �ع��د حت�م�ي�ل��ه بالساللة‬
‫كوريا اجلنوبية جنوباً والصني شماالً اللتني‬ ‫مظلة كوسوفا‬ ‫النشطة من ميكروب ‪Mycoplasma‬‬
‫ل��م ت �ت��أث��را ل �ع��دم إط�ل�اق الكيمتريل بهذه‬ ‫واملثال الثالث‪ :‬توضحه صور األقمار‬
‫الكثافة العالية فوقهما‪.‬‬ ‫‪ ، fermentans incognitos‬املهندس‬
‫الصناعية أثناء حرب يوغسالفيا‪ ،‬حيث‬
‫وراثي ًا حلساب وزارة الدفاع األمريكية‬
‫تآمر على وادي النيل!‬ ‫مت إط�لاق غ��از الكيمتريل حت��دي��داً فوق‬
‫في تصريحات ملجلة «األه��رام العربي»‬ ‫إقليم كوسوفا املسلم‪ ،‬لتصنع منه مظلة‬ ‫لالستخدام في احلروب البيولوجية‪،‬‬
‫امل �ص��ري��ة ف��ي ‪ 7‬ي��ول�ي��و ‪2007‬م‪ ،‬ك�ش��ف د‪.‬‬ ‫ال حتى حدوده‬ ‫هائلة غطت اإلقليم كام ً‬ ‫وال��ذي سبق تطعيم اجل�ن��ود باللقاح‬
‫منير محمد احلسيني ‪ -‬أس�ت��اذ املكافحة‬ ‫مع األقاليم امل�ج��اورة التي كانت تسطع‬ ‫الواقي منه قبل إرسالهم إل��ى ميدان‬
‫البيولوجية وحماية البيئة بكلية الزراعة‬ ‫فيها الشمس‪ ،‬بينما كان إقليم كوسوفا‬ ‫املعركة!‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪..‬‬
‫جامعة القاهرة ‪ -‬حقائق مثيرة وردت في‬ ‫ال يرى الشمس بسبب ُسحب الكيمتريل‬
‫بحث حول إطالق علماء الفضاء والطقس‬ ‫ال��ذي أطلقته طائرات حلف األطلنطي‪،‬‬
‫ف��ي أم��ري�ك��ا ل�غ��از «ال�ك�ي�م�ت��ري��ل» س ��راً على‬ ‫وطائرات «البوينج» املدنية املتعاقدة مع‬
‫مناطق مختلفة في أنحاء العالم من بينها‬ ‫مشروع الدرع‪ ،‬لتزداد شدة برودة اجلو‬
‫مصر‪.‬‬ ‫ف��ي ف�ص��ل ال �ش �ت��اء‪ ،‬ك��إج��راء تعجيزي‬
‫ورج � ��ح احل �س �ي �ن��ي أن ي� �ك ��ون السبب‬
‫ف��ي ارت�ف��اع درج��ات احل ��رارة ف��ي السنوات‬
‫األخ�ي��رة ف��ي مصر وش�م��ال أفريقيا وبقية‬
‫ال�ب�ل��دان العربية ه��و ال�ت�ج��ارب األمريكية‬
‫والصهيونية في هذا الصدد‪ ،‬وق��ال‪« :‬عند‬
‫للحد من حركة املقاتلني واملواطنني مع‬
‫احتمال املوت برداً عند انعدام مصادر‬
‫التدفئة‪ ..‬وال ميكن التكهن مباذا سوف‬
‫ي�ح��دث م��ن ظواهر‬
‫ج ��وي ��ة وتأثيرها‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا «القذرة»!!‬
‫هبوط سحابة الكيمتريل إلى سطح األرض‬ ‫على النظام البيئي‬ ‫د‪ .‬منير احلسيني‪:‬‬
‫ف��وق امل��دن الكبيرة مثل القاهرة وغيرها‪،‬‬ ‫والبشر والنباتات‬
‫حيث تسير ماليني السيارات في الشوارع‬ ‫واحل� �ي���وان���ات في‬ ‫أدى إلى ارتفاع درجات‬
‫التي ينبعث منها كم كبير جداً من احلرارة‪،‬‬ ‫مثل هذه الفوضي‬
‫فيقوم أكسيد األلومنيوم بعمل مرآة تعكس‬ ‫اإليكولوجية‪.‬‬ ‫احلرارة خالل السنوات‬
‫هذه احل��رارة لألرض مرة أخ��رى؛ ما يؤدي‬ ‫جت ��وي ��ع وقتل‬ ‫األخيرة في مصر وشمال‬
‫إلى ارتفاع درجة احلرارة بشكل غير عادي؛‬ ‫باجلملة في كوريا‬
‫متسبباً فيما يسمى موجات احل��ر القاتل‬ ‫الشمالية‬
‫أفريقيا وبقية البلدان العربية‬
‫كما حدث في باريس عام ‪2003‬م‪ ،‬وجنوب‬ ‫امل �ث��ال الرابع‪:‬‬
‫أوروبا في يونيو ‪2007‬م»‪.‬‬ ‫في كوريا الشمالية‬
‫نيكلسون»‪ ،‬كما أن السيناتور الدميقراطي‬
‫وأض�� ��اف‪« :‬إن أس � ��راب اجل � ��راد التي‬ ‫ف��ي ب��داي��ة ال�ق��رن احل��ال��ي؛ حيث استخدم‬
‫ه��اج�م��ت م�ص��ر وش �م��ال أف��ري�ق�ي��ا وشمال‬ ‫ال�ك�ي�م�ت��ري��ل س� ��راً ب �ك �ث��اف��ة ع��ال �ي��ة كسالح‬ ‫عن والي��ة أوه��اي��و في الكوجنرس «دينيس‬
‫البحر األحمر ومنطقة جنوب ش��رق آسيا‬ ‫إي �ك��ول��وج��ي ل �ل��دم��ار ال �ش��ام��ل ف ��وق أج ��واء‬ ‫كوتشينك» ‪ -‬وال��ذي أتيح له االط�لاع على‬
‫فوق السعودية واألردن أواخر عام ‪2004‬م‪،‬‬ ‫كوريا الشمالية‪ ،‬التي لم تستجب للضغوط‬ ‫الوثائق السرية لوزارة الدفاع عن استخدام‬
‫كان السبب الرئيس فيها هو غاز الكيمتريل‪،‬‬ ‫األم��ري �ك �ي��ة ل�ل�ت��وق�ي��ع ع �ل��ى ات �ف��اق �ي��ة حظر‬ ‫الكيمتريل كسالح للدمار الشامل ‪ -‬طالب‬
‫بعد رش تلك املنطقة بزعم خفض االحتباس‬ ‫التجارب النووية‪ ،‬وأصبحت قوة نووية‪..‬‬ ‫ال �ك��وجن��رس األم��ري �ك��ي ف��ي ع��ام��ي ‪2001‬‬
‫قمت وغيري بتصوير ذلك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫احلراري‪ ..‬وقد‬ ‫ف �ق��د ح� � � ّول ال�ك�ي�م�ت��ري��ل أج� ��واء كوريا‬ ‫و‪2002‬م مبنع جتريب أية أنظمة لألسلحة‬
‫واختفت السماء خلف سحاب الكيمتريل‬ ‫الشمالية إلى أجواء جافة غير مطيرة؛ ما‬ ‫اإليكولوجية مبا فيها الكيمتريل في الطبقات‬
‫االصطناعي خ�لال ع��دة س��اع��ات‪ ،‬وحدث‬ ‫أدى إلى هبوط حاد في محصول األرز أدى‬ ‫اجلوية املختلفة‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫ملف العدد‬

‫في استئناف عمل األسطول البحري الرابع‬ ‫قامت الطائرات األمريكية ّ‬


‫برشه‬ ‫االنخفاض املفاجئ لدرجات احلرارة‪ ،‬وتك ّون‬
‫الذي مت حله عام ‪1950‬م‪ ،‬وهو األمر الذي‬ ‫منخفض جوي فوق البحر املتوسط‪ ،‬وحتول‬
‫دفع روسيا للقيام مبناورات حربية في تلك‬ ‫فوق بغداد وأجزاء من العراق عام‬ ‫امل �س��ار الطبيعي ل�ل��ري��اح احل��ام�ل��ة ألسراب‬
‫املنطقة عام ‪2009‬م مبشاركة الطراد الذري‬ ‫اجل� ��راد ال �ص �ح��راوي إل��ى اجل��زائ��ر وليبيا‬
‫«بطرس األكبر»‪ ،‬وذلك ألول مرة منذ انتهاء‬
‫‪1991‬م‪ ..‬بعد حتميله بساللة‬ ‫ومصر واألردن وغيرها‪ ،‬وبهذا لم تتم الرحلة‬
‫احلرب الباردة‪.‬‬ ‫مهندس وراثي ًا!‬
‫نشطة من ميكروب َ‬ ‫الطبيعية ألسراب اجلراد»‪.‬‬
‫ال‪« :‬التقرير الروسي‬ ‫وتابع «شافيز» قائ ً‬ ‫ويتابع احلسيني‪« :‬في ذلك الوقت‪ ،‬الحظ‬
‫ي��رب��ط ب�ين جت��ارب ال�س�لاح ال��زل��زال��ي التي‬ ‫‪ ..‬ومت إطالقه فوق منطقة «تورا‬ ‫الباحثون أن اجل��راد ال��ذي دخل مصر كان‬
‫أجرتها البحرية األمريكية مرتني منذ بداية‬ ‫يحمل اللون األحمر‪ ،‬بينما كان اجلراد الذي‬
‫العام اجلديد‪ ،‬والتي أثارت أوالً هزة قوتها‬
‫بورا» في أفغانستان لتجفيفها‬ ‫يدخل مصر على طول تاريخها يحمل اللون‬
‫‪ 6.5‬درج���ة ف��ي م��دي�ن��ة أوري��ك��ا ف��ي والية‬ ‫ودفع السكان واملقاتلني إلى الهجرة‬ ‫األصفر‪ ،‬واختالف األل��وان هنا جاء بسبب‬
‫كاليفورنيا لم تسفر عن أية ضحايا‪ ،‬وثانياً‬ ‫أن اجلراد األحمر هو اجلراد ناقص النمو‬
‫الهزة في هايتي التي أودت بحياة حوالي‬
‫والفرار منها‬ ‫اجلنسي‪ ،‬ولكي يكتمل من��وه اجلنسي كان‬
‫‪ 200‬ألف بريء»‪.‬‬ ‫‪ ..‬وغطت مظلة هائلة منه‬ ‫البد أن يسير في رحلة طبيعية حتى يتحول‬
‫ً‬
‫ونُسب للتقرير القول أيضا‪ :‬إن واشنطن‬ ‫إلى اللون األصفر كما تعودنا أن نشاهده في‬
‫رمب��ا ت��واف��رت لديها املعلومات التامة عن‬ ‫إقليم كوسوفا كام ًال أثناء حرب‬ ‫م�ص��ر‪ ،‬ول�ك��ن م��ع ح��دوث املنخفض اجلوي‬
‫األض� ��رار ال �ف��ادح��ة ال �ت��ي ق��د تتسبب بها‬ ‫يوغسالفيا لزيادة شدة برودة اجلو‬ ‫اجل��دي��د‪ ،‬اضطر اجل��راد إل��ى تغيير رحلته‬
‫جتاربها على السالح الزلزالي‪ ،‬ولذا أوفدت‬ ‫دون أن يصل إلى النضج املطلوب»‪.‬‬
‫إلى هايتي قبل وقوع الكارثة اجلنرال «كني»‬ ‫في فصل الشتاء‬ ‫وت��وق��ع د‪ .‬احل�س�ي�ن��ي أن ت �ع��رف مصر‬
‫قائد القيادة العسكرية اجلنوبية للجيش‬ ‫‪ُ ..‬‬ ‫ظ��اه��رة امل���وت ب��ال �ص��واع��ق ك�م��ا ح ��دث في‬
‫األمريكي ليراقب عملية تقدمي املساعدة‬ ‫واستخدم سر ًا فوق أجواء‬ ‫أب��ري��ل ع��ام ‪2006‬م عندما ُق�ت��ل اث �ن��ان من‬
‫رعاة األغنام باملنصورة صعقاً‪ ،‬وكذلك في‬
‫إذا اقتضى األمر‪.‬‬
‫وبجانب ما جاء في التقرير الروسي‪،‬‬
‫كوريا الشمالية متسبب ًا في وفاة‬ ‫‪ 13‬أبريل ‪2007‬م عندما ُقتل ثالثة مزارعني‬
‫فقد أب�ل��غ «ش��اف�ي��ز» الصحيفة اإلسبانية‬ ‫‪ 6‬ماليني طفل و ‪ 8‬ماليني شاب‬ ‫أثناء عملهم باحلقول في محافظة البحيرة‬
‫أن وزارة اخل��ارج �ي��ة األم��ري�ك�ي��ة ومنظمة‬ ‫خالل عامني فقط!‬ ‫في شمال مصر‪.‬‬
‫(‪ )USAID‬األمريكية والقيادة العسكرية‬ ‫وي�ق��ول العالم امل �ص��ري‪ :‬إن ه��ذا يفسر‬
‫اجلنوبية بدأت في غزو هايتي حتت ذريعة‬ ‫احتراق إيريال محطة األقمار الصناعية في‬
‫املساعدات اإلنسانية‪ ،‬وأرسلت إلى هناك‬ ‫بعد زلزال هايتي بتقارير صحفية تؤكد أن‬ ‫«املعادي» عام ‪2009‬م‪ ،‬وحادثة الكرة النارية‬
‫ما ال يقل عن ‪ 100‬ألف جندي ليسيطروا‬ ‫الزلزال املدمر ليس اجلاني احلقيقي فيما‬ ‫التي هبطت من السماء في مدينة «طهطا»‬
‫على أراض��ي تلك اجلزيرة ب��دالً من األمم‬ ‫أص��اب تلك اجل��زي��رة التي تقع في منطقة‬ ‫مبحافظة «سوهاج»‪ ..‬كما يسبب هذا الغاز‬
‫املتحدة‪.‬‬ ‫الكاريبي‪ ،‬وإمن��ا لألمر أب�ع��اد أخ��رى تتعلق‬ ‫ظاهرة االستمطار للسحب؛ ما ي��ؤدي إلى‬
‫ً‬
‫واختتم «شافيز» تصريحاته قائال‪ :‬إن‬ ‫أساساً بتجارب علمية أمريكية وصهيونية‬ ‫حدوث أمطار غزيرة وفيضانات كما حدث‬
‫فنزويال وروسيا اتفقتا على رأي مفاده أن‬ ‫حول حروب املستقبل التي ستحدث تدميراً‬ ‫أخيراً في «سيناء» و«أسوان»‪.‬‬
‫جتربة السالح الزلزالي األمريكي تستهدف‬ ‫واسعاً‪ ،‬بينما ستظهر كأنها كوارث طبيعية‪.‬‬ ‫وال تتوقف خطورة هذا الغاز عند هذا‬
‫ف��ي آخ��ر امل�ط��اف إي ��ران‪ ،‬ع��ن طريق إعداد‬ ‫ففي ‪ 20‬يناير ‪2010‬م‪ ،‬خ��رج الرئيس‬ ‫حمل ببكتيريا يستنشقها‬ ‫احل��د‪ ،‬إال أن��ه يُ َّ‬
‫خطة ترمي إل��ى تدميرها‪ ،‬من خ�لال إثارة‬ ‫ال�ف�ن��زوي�ل��ي «ه��وج��و ش��اف �ي��ز» بتصريحات‬ ‫اإلن� �س ��ان وت �س �ب��ب ج�م�ي��ع األم� � ��راض التي‬
‫سلسلة من ال�ه��زات األرض�ي��ة االصطناعية‬ ‫مثيرة‪ ،‬كشف خاللها أن هناك تقريراً سرياً‬ ‫نسمع عنها اآلن ونسميها أم��راض العصر‪،‬‬
‫واإلطاحة بالنظام اإلسالمي فيها‪.‬‬ ‫لألسطول الشمالي الروسي يؤكد أن جتارب‬ ‫وهذا ما يفسر إق��دام شركات األدوي��ة على‬
‫ورغ� � ��م أن ال� �ب� �ع ��ض ق� ��د ي �ش �ك��ك في‬ ‫«ال �س�لاح ال��زل��زال��ي» ال�ت��ي أج��رت�ه��ا مؤخراً‬ ‫االش�ت��راك في متويل مشروع ال��درع مبليار‬
‫تصريحات «شافيز» بالنظر لعدائه الصارخ‬ ‫القوات البحرية األمريكية هي التي تسببت‬ ‫دوالر سنوياً‪.‬‬
‫ل��واش�ن�ط��ن‪ ،‬إال أن��ه ل��م ي�ك��ن ال��وح�ي��د الذي‬ ‫في وقوع كارثة هايتي‪.‬‬ ‫ون� �ح ��ن ن��ت��س��اءل م ��ع ب �ع��ض الباحثني‬
‫يكشف عن التجارب األمريكية السرية‪ ،‬فقد‬ ‫وأض� � ��اف «ش ��اف� �ي ��ز» ف���ي تصريحات‬ ‫واملهتمني مبثل ه��ذه األم���ور‪ ،‬ه��ل م��ا يقال‬
‫كشفت صحيفة «الصباح العربي» املصرية‬ ‫لصحيفة «آي بي سي» اإلسبانية‪ :‬إن التقرير‬ ‫ع��ن غ��رق دل�ت��ا النيل م�ج��رد تخمينات‪ ،‬أم‬
‫املستقلة أيضاً عن قيام «البنتاجون» بإجراء‬ ‫ال �س��ري يشير إل��ى أن األس �ط��ول البحري‬ ‫أنها متهيد ملا بعد ذلك من مؤامرة شيطانية‬
‫أبحاث مشبوهة للتحكم في املناخ‪ ،‬ميكن أن‬ ‫الشمالي الروسي يراقب حتركات ونشاط‬ ‫إلغراق الدلتا بفعل فاعل وإظهار األمر كأنه‬
‫تكون مسؤولة عن اإلخالل بالتوازن الطبيعي‬ ‫ال�ق��وات األمريكية ف��ي بحر الكاريبي منذ‬ ‫كارثة طبيعية!‬
‫في منطقة الكاريبي التي تقع بها هايتي‪.‬‬ ‫ع��ام ‪2008‬م ح�ين أعلن األمريكيون نيتهم‬ ‫كارثة «هايتي»‪ :‬وقد فوجىء العالم‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪24‬‬


‫وال �ب��داي��ة ف��ي ه��ذا ال �ص��دد م��ع محاضرة‬
‫أل �ق��اه��ا ال �ك��ول��ون �ي��ل «ت ��ام ��زي ه � ��اوس»‪ ،‬أحد‬
‫« بيل كلينتون» و«جورج بوش»‬
‫ج �ن��راالت اجل �ي��ش األم��ري �ك��ي‪ ،‬ون �ش��رت على‬ ‫قاما بتمويل جتارب ميدانية ضمن مشروع‬
‫شبكة معلومات ال �ق��وات اجل��وي��ة األمريكية‪،‬‬ ‫«الكيمتريل» للتدخل في هندسة األرض‬
‫وكشف فيها أن الواليات املتحدة سوف تكون‬
‫قادرة في عام ‪2025‬م على التحكم في طقس‬ ‫وخاصة في منطقة الكاريبي!‬
‫أي��ة منطقة في العالم‪ ،‬عن طريق تكنولوجيا‬
‫عسكرية غير نووية يتم إطالقها من خزانات‬ ‫تقارير‪ :‬زلزال «هايتي» سببه جتارب أمريكية‬
‫ملحقة بالطائرات ال�ن� ّف��اث��ة‪ ،‬مشيراً إل��ى أن‬ ‫وصهيونية حول حروب مستقبلية تحُ دث تدمير ًا‬
‫ال ��والي ��ات امل �ت �ح��دة ت�س�ع��ى الس �ت �خ��دام تقنية‬
‫الكيمتريل كجزء من أدواتها الرئيسة للحروب‬ ‫واسع ًا يبدو كأنه كارثة طبيعية!‬
‫املستقبلية‪.‬‬
‫كما تضمنت احملاضرة إشارة إلى توصية‬
‫من البنتاجون‪ ،‬تشير إلى استخدام سالح اجلو‬
‫األمريكي أسلحة التحكم في الطقس إلطالق‬
‫الكوارث الطبيعية االصطناعية من األعاصير‬
‫والفيضانات أو اجلفاف امل��ؤدي للمجاعات‪،‬‬
‫باإلضافة إل��ى التوصية ببدء نشاط إعالمي‬
‫موجه لتجهيز امل��واط��ن األمريكي لقبول مثل‬
‫ه��ذه االخ �ت��راع��ات؛ م��ن أج��ل ط�ق��س مناسب‬
‫حلياة أفضل‪ ،‬ثم إقناع املواطن األمريكي بعد‬
‫ذل��ك باستخدام ه��ذه األس�ل�ح��ة حلمايته من‬
‫«اإلرهابيني»‪.‬‬
‫وبجانب االعتراف السابق‪ ،‬فإن الطريقة‬
‫التي ُعرف من خاللها سر استخدام الكيمتريل‬
‫ك�س�لاح ل�ل��دم��ار ال�ش��ام��ل تكشف أي �ض �اً نوايا‬
‫واشنطن احلقيقية‪ ..‬ففي مايو ‪2003‬م‪ ،‬متكن‬
‫أحد علماء الطقس في كندا ‪ -‬كان من العاملني‬
‫مبشروع «الدرع األمريكية» ‪ -‬وهو العالم «ديب‬
‫شيلد» من االطالع على هذا السر‪ ،‬وقد أعلن‬
‫ذل��ك على شبكة املعلومات الدولية اإلنترنت‬
‫في موقع حتت اسم «هوملز ليد» (كما أشرنا‬
‫سابقا ً)‪>.‬‬
‫البنتاجون في تنفيذ إحدى التجارب العلمية‬ ‫وأش ��ارت ف��ي ه��ذا ال�ص��دد إل��ى تقارير‬
‫املصادر‬ ‫ذات الصلة بأبحاث «الكيمتريل» بالقرب من‬ ‫حت��دث��ت ف��ي ال �ف �ت��رة األخ� �ي ��رة ح���ول قيام‬
‫هايتي‪ ،‬مشيرة إل��ى أن م�ب��ادرة «كلينتون»»‬ ‫ال��رئ �ي �س�ين األم��ري��ك��ي�ي�ن ال �س��اب �ق�ين «بيل‬
‫‪ -1‬مجلة «األهرام العربي» املصرية‪.‬‬
‫و«ب��وش» لتبنّي خطط إنقاذ املنكوبني تبدو‬ ‫كلينتون» و«جورج بوش االبن» بتمويل جتارب‬
‫‪ -2‬صحيفة «اجلمهورية» اليمنية‪.‬‬
‫كأنها جاءت في إطار شعورهما بالذنب جتاه‬ ‫ميدانية ضمن مشروع «الكيمتريل»‪ ،‬الذي‬
‫‪ -3‬صحيفة «الوطني اليوم» املصرية‪.‬‬
‫تداعيات التجربة الكارثية‪.‬‬ ‫يسعى للتدخل في هندسة األرض والسيطرة‬
‫‪ -4‬صحيفة «الفجر» املصرية‪.‬‬
‫حقيقة أم وهْ م؟‬ ‫على التفاعالت الكونية الرئيسة‪ ،‬وخاصة‬
‫‪ -5‬شبكة اإلعالم العربية «محيط»‪.‬‬
‫تؤكد بعض مواقع اإلنترنت أن «الكيمتريل»‬ ‫في منطقة الكاريبي التي تُعتبر احلديقة‬
‫‪« -6‬آي بي سي» اإلسبانية‪.‬‬
‫وه��م ال ي��وج��د إال ف��ي خ�ي��ال البعض‪،‬‬
‫محض ْ‬ ‫اخللفية لألمن القومي األمريكي‪.‬‬
‫‪7- www.chemtrailcentral.com‬‬
‫رغم الدالئل الكثيرة على كونه حقيقة والتي‬ ‫وعزت الصحيفة مسارعة إدارة «أوباما»‬
‫‪8- www.chemtrails911.com‬‬
‫تصل إلى حد التواتر‪ ،‬فهناك من االعترافات‬ ‫ب���إرس���ال ق � ��وات ك �ب �ي��رة وف � ��رض وجودها‬
‫‪9- www.slideshare.net‬‬
‫من داخل أمريكا وخارجها ما يؤكد صحة ما‬ ‫العسكري الكامل على امل �ط��ارات واملوانئ‬
‫‪10- www.‬‬
‫بالرغبة في إخفاء أية دالئل تكشف تورط‬
‫‪theforbiddenknowledge.com.‬‬ ‫سبق‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫ملف العدد‬

‫صباح مساء‪،‬‬
‫َ‬ ‫فقط أريد أن أتساءل عن ماهية تلك األبخرة الغامضة التي تنفثها الطائرات‬
‫والتي متأل السماء في الواليات املتحدة وكندا؟ يجوز أن يكون لدى فريق من احملقّ قني املستقلني‬
‫اجل��واب‪ ،‬فهناك سلسلة من البرامج ذات التقنية العالية التي من شأنها أن تفنت أكثر احلاملني‬
‫استغراق ًا وحتليق ًا في اخليال العلمي‪ ..‬والواقع أن اجليش اآلن منهمك في إنتاج وجتريب ما أصبح‬
‫ُيعرف باسم «الكيمتريل» (‪)Chemtrail‬؛ تلك الطبقة السميكة اللزجة التي نراها في السماء‪،‬‬
‫سامة!‬
‫لتسمم الهواء واألرض مبواد كيماوية ّ‬
‫ّ‬ ‫محركات الطائرات‬
‫ّ‬ ‫والتي تنفثها‬

‫أدلة دامغة على االستخدامات‬


‫األمريكية العسكرية لـ«الكيمتريل»‬
‫بلير مايك ()‬

‫ومند حوالي عا َمينْ ‪ ،‬وأنا‬


‫على اتصال مع خبراء وعلماء‬
‫في مجاالت الطب والطاقة‬
‫ال� �ن ��ووي ��ة‪ ،‬ح �ي��ث ن� �ح ��اول أن‬
‫نتحقق مما نراه في السماء‪،‬‬
‫وامل� ��واد واألب��خ��رة الغامضة‬
‫ال�ت��ي تخلفها ال�ط��ائ��رات في‬
‫جميع أنحاء أمريكا وعدد من‬
‫الدول األجنبية‪.‬‬
‫وم ��ا ن� ��راه ف��ي السماء‬
‫ب��اس �ت �م��رار يُ �ن �ف��ث م ��ن قِ بل‬
‫م �ج �م��وع��ة م� ��ن الطائرات‬
‫ال�ع�س�ك��ري��ة وامل��دن �ي��ة بشكل‬
‫استخدامه كجزء من تطوير نظام الرادار‬ ‫واسع ومكثف؛ ليس إال جزءاً‬
‫املشروع األول‬ ‫اجلديد في قوة «رايت باترسون» اجلوية في‬ ‫م��ن م�ش��روع هائل تُنفق عليه م�ل�ي��ارات من‬
‫امل �ش��روع األول ه��و م�ح��اول��ة ملنع أشعة‬ ‫ال� ��دوالرات‪ ،‬وليس أب�خ��رة ع��ادي��ة تخرج من‬
‫قاعدة «دايتون» بوالية «أوهايو»‪.‬‬
‫ال�ش�م��س م��ن ض��رب األرض‪ ،‬مب��ا ف��ي ذلك‬ ‫وك� ��ان ع �ل �م��اء ال �ف �ي��زي��اء ف��ي مختبر‬ ‫ال�ط��ائ��رات النفّاثة التي حتلق على ارتفاع‬
‫األش �ع��ة ف��وق البنفسجية ال�ت��ي ت��دخ��ل إلى‬ ‫«ب��روك �ه��اف��ن» ال��وط �ن��ي ف��ي «ل� ��وجن أيالند»‬ ‫ش��اه��ق‪ ..‬وه ��ذا م��ا يُ�س� ّم��ى بـ«الكيمتريل»‪،‬‬
‫األرض؛ ب�س�ب��ب ع ��دم وج���ود ط�ب�ق��ة كافية‬ ‫بنيويورك قد بذلوا جهوداً كبيرة في مجال‬ ‫وهو عبارة عن أبخرة تتشابك معاً لساعات‪،‬‬
‫من «األوزون» في الطبقات العليا للغالف‬ ‫األبحاث اخلاصة بـ«الكيمتريل» من قبل‪..‬‬ ‫وت�خ�ط�ئ�ه��ا األع �ي�ن ف��ي ك�ث�ي��ر م��ن األحيان‬
‫اجلوي‪.‬‬ ‫وق��رر العلماء والباحثون أن هناك جهوداً‬ ‫فتحسبها غيوماً طبيعية‪.‬‬
‫وبسبب ارتفاع درجة حرارة األرض‪ ،‬فإنه‬ ‫تبذلها املؤسسة العسكرية فيما ال يقل عن‬ ‫واملادة الكيميائية الرئيسة التي تنفث في‬
‫من املأمول من ذلك املشروع أن يقلل درجة‬ ‫أربعة مشاريع منفصلة إلنتاج «الكيمتريل»‪.‬‬ ‫الهواء «الكيمتريل» تتكون من مزيج مختلف‬
‫احل ��رارة على سطح األرض‪ ،‬ومنع األشعة‬ ‫من أمالح الباريوم‪ ،‬التي ُكشف النقاب عنها‬
‫ف��وق البنفسجية م��ن التسبب ف��ي سرطان‬ ‫من خالل دراسات أجريت في بنسلفانيا‪ ،‬قام‬
‫املؤسسة العسكرية تتبنى ‪ 4‬مشاريع‬ ‫بها عالم متخصص في األسلحة ذات التقنية‬
‫اجللد لدى البشر‪ ،‬ويجري رش الهباء اجلوي‬
‫«أيروسول» في هذه احلالة‪ ،‬وهو على األرجح‬ ‫للتحكم في نظم البيئة والتالعب‬ ‫العالية؛ حيث ق��ال‪ :‬إن «الكيمتريل» يجري‬
‫أكسيد األملنيوم أو مركب له خواص مماثلة‪،‬‬ ‫بها وتغييرها إلى أهداف عسكرية‬ ‫()كاتب أمريكي‬
‫وهذا واحد فقط من البرامج احلكومية التي‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪26‬‬
‫أيضاً في برامج مراقبة الطقس‪ ..‬وبيانات‬ ‫ال تُستخدم في خالئط الباريوم‪.‬‬
‫ال �ط �ق��س أي��ض��اً م��ن امل ��دخ�ل�ات الضرورية‬
‫طائرات عسكرية ومدنية تنفث‬
‫املشروع الثاني‬
‫لبرنامج ْي (‪)RFMP) (VTRPE‬‬ ‫َ‬ ‫والالزمة‬ ‫أبخرة تتشابك مع ًا لساعات‪..‬‬ ‫املشروع الثاني‪ ،‬األكثر سرية في سالح‬
‫العسكريَينْ ‪ ،‬كما أن تكنولوجيا التحكم في‬ ‫البحرية‪ ،‬هو برنامج مخطط إرسال ترددات‬
‫الطقس ت�ك��ون مطلوبة ف��ي احل ��روب؛ ألنها‬ ‫وتخطئها األعني في كثير من‬ ‫الراديو‪ ،‬واملعروف اختصاراً بـ(‪ ،)RFMP‬وهو‬
‫مت � ّك��ن اجل �ي��ش م��ن ح�ج��ب امل �ط��ر‪ ،‬وإح ��داث‬ ‫األحيان فتحسبها غيوم ًا طبيعية!‬ ‫نظام يشمل مجموعة من برامج الكمبيوتر‪..‬‬
‫الفيضانات‪ ،‬واجلفاف‪ ،‬والعواصف‪ ،‬وحجب‬ ‫وأح��د البرامج الفرعية الداعمة ل��ه‪ ،‬يُعرف‬
‫أشعة الشمس‪ ،‬وإتالف احملاصيل الغذائية‪،‬‬ ‫الس ُحب‪ ..‬والهباء اجلوي «األيروسول» يخلق‬ ‫ُّ‬ ‫أيضاً باسم «متغير املكافئ األرضي ملوجات‬
‫وج�ع��ل أي ب�ل��د يجثو ع�ل��ى ركبتيه م��ن دون‬ ‫البيئة الكهروكيميائية التي تدعم الترددات‬ ‫الراديو»‪ ،‬واملعروف اختصاراً بـ(‪،)VTRPE‬‬
‫إطالق رصاصة واحدة!‬ ‫الالسلكية وكأنها أنابيب لنظا َم ْي (‪)RFMP‬‬ ‫وهذا هو برنامج احلاسوب املعد للتعامل مع‬
‫املشروع الرابع‬ ‫و(‪ )VTRPE‬العسكريَينْ »‪.‬‬ ‫موجات الراديو‪ ،‬وال��ذي مي ِّكن العاملني على‬
‫يتم تنفيذ امل �ش��روع ال��راب��ع ف��ي الغالف‬ ‫وي �ض �ي��ف‪« :‬ع �ن��دم��ا يُ� ��رش م��زي��ج أمالح‬ ‫ن�ظ��ام (‪ )RFMP‬م��ن رؤي��ة م��ا ي�ج��ري على‬
‫اجلوي من قِ َبل «وكالة املشروعات الدفاعية‬ ‫الباريوم في خط مسار مستقيم على شكل‬ ‫أرض املعركة بالعني املجردة بأبعاده الثالثة‬
‫أنابيب من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) مث ً‬
‫ال‪،‬‬ ‫على شاشة التلفزيون‪.‬‬
‫والبحوث املتق ّدمة» ‪Defense Advanced‬‬
‫‪ Research Projects Agency‬املعروفة‬ ‫فإنه يؤدي إلى ارتفاع وتيرة االتصاالت على‬ ‫ويعتمد أي�ض�اً على األق �م��ار الصناعية‬
‫هذا املسار‪ ،‬حتى فوق االنحناءات األرضية‪،‬‬ ‫لتكملة صورة املعركة التي مت احلصول عليها‬
‫اختصاراً بـ(‪ ،)DARPA‬ويستخدم البرنامج‬
‫في كال االجت��اه�ين‪ ..‬وميكن رصد اتصاالت‬ ‫م��ن األرض‪ ،‬وب��ال�ت��ال��ي إن �ت��اج ال �ص��ور ثالثية‬
‫خليطاً م��ن أم�ل�اح ال �ب��اري��وم كمركب رئيس‬
‫العدو عالية ال�ت��ردد بشكل أسهل مع اخلط‬ ‫األبعاد‪ ..‬وهكذا ميكن تقدمي صورة تفاعلية‬
‫للهباء اجل��وي «األي��روس��ول»‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫املستقيم من (أ) إلى (ب) من خالل األنابيب‬ ‫على شاشة الرادار‪.‬‬
‫ألياف خاصة من «البوليمر»‪ ،‬وهذه التركيبة‬
‫الوسيطة»‪.‬‬ ‫كما أن نظام (‪ )RFMP‬يجعل املشغل‬
‫تتيح الكشف عن العوامل البيولوجية‪.‬‬
‫املشروع الثالث‬ ‫على أُلفة مع البيئة قبل احل��رب؛ عن طريق‬
‫وق��د مت بالفعل إط�ل�اق ب�ع��ض العوامل‬
‫أما املشروع الثالث‪ ،‬فيُستخدم فيه أيضاً‬ ‫اللعب مبجموعة متنوعة م��ن سيناريوهات‬
‫البيولوجية في اجلو لالختبار‪ ،‬والكشف عن‬
‫خليط من أمالح الباريوم في الغالف اجلوي‪،‬‬ ‫حرب افتراضية على شاشة جهاز الكمبيوتر‬
‫نظم إزالة التلوث‪ ،‬ويُعتقد أن أمالح الباريوم‬
‫ويهدف إل��ى مراقبة الطقس‪ ..‬وه��و مشروع‬ ‫اخلاص به‪ ..‬ومبا أن جميع الوسائط الرئيسة‬
‫وألياف البوليمر وغيرها من املواد الكيميائية‬
‫لسالح اجل��و‪ ،‬وضعه عالم الفيزياء الراحل‬ ‫النتشار ت ��رددات ال��رادي��و وك��ل االفتراضات‬
‫ف��ي ال �غ�لاف اجل ��وي ه��ي امل�ه� ِّي�ج��ات املادية‬ ‫تقريباً موجودة على جهاز الكمبيوتر اخلاص‬
‫ال�ت��ي ق��د ت�ك��ون امل �س��ؤول��ة بطريقة مباشرة‬ ‫«نيكوال تيسال»‪ ،‬ويستخدم مفاهيم إشعاع‬
‫التردد الالسلكي مقابل الغالف األيوني فوق‬ ‫ب��ه‪ ،‬ف��إن��ه ميكن دراس ��ة احل ��االت بالتفصيل‬
‫أو غير مباشرة عن مشكالت نزيف األنف‬ ‫واستغاللها خالل معركة‪.‬‬
‫غير املبررة‪ ،‬والربو‪ ،‬واحلساسية‪ ،‬وااللتهاب‬ ‫األرض‪.‬‬
‫ويُعرف هذا املشروع باسم (‪،)HAARP‬‬ ‫وال� �ش ��يء امل �ه��م ه �ن��ا أن ب��رن��ام��ج عمل‬
‫الرئوي‪ ،‬وأم��راض اجلهاز التنفسي العلوي‪،‬‬ ‫الكمبيوتر بنظام (‪ )VTRPE‬يعمل فقط‬
‫ومي �ك��ن ب��واس �ط �ت��ه ال �ت�لاع��ب ب �ن �ظ��م البيئة‬
‫والتهاب املفاصل‪.‬‬ ‫بدقة على املاء وعلى طول املناطق الساحلية‪،‬‬
‫التي تدعم احلياة ف��وق الكوكب‪ ،‬واختبارها‬
‫إن رش امل��واد الكيميائية في الغالف‬ ‫ولكنه ليس كذلك على اليابسة‪ ،‬والسبب أن‬
‫وتغييرها إلى أهداف عسكرية‪.‬‬
‫اجل��وي ينتج عنها ظ��روف ج��وي��ة وب��ري��ة قد‬ ‫موجات ال��رادار للنظام املطلوب حتتاج على‬
‫وتشير الوثائق التى حصل عليها باحثون‬
‫تكون ضارة بالبشر واحليوانات‪ ،‬بينما حتفز‬ ‫اليابسة إل��ى نظام األنابيب(‪، )Ducting‬‬
‫مستقلون من القوات اجلوية األمريكية‪ ،‬إلى أن‬
‫منو الفطريات والبكتيريا‪ .‬وأمالح الباريوم ‪-‬‬ ‫هناك أخطاراً على درجة عالية تنتج عن رش‬ ‫حتى تتمكن من العمل بدقة‪.‬‬
‫وهي عبارة عن سموم ‪ -‬تمُ تص بسهولة في‬ ‫مخلوط أمالح الباريوم بطول جبهات القتال‪،‬‬ ‫ومت حل ه��ذه املشكلة عن طريق إطالق‬
‫القناة الهضمية وتنتقل منها إلى العضالت‬ ‫وتغييره وتبديله وإدارته والتالعب به من أجل‬ ‫هباء جوي «أيروسول»‪ ،‬وهو مزيج من أمالح‬
‫واألنسجة األخ��رى‪ ،‬وال توجد بيانات متاحة‬ ‫دعم الرطوبة على طول اجلبهات اجلوية‪.‬‬ ‫ال�ب��اري��وم ف��ي ال�غ�لاف اجل��وي على الواليات‬
‫ع��ن آث��ار م��ادة ال �ب��اري��وم طويلة األج��ل على‬ ‫ويُعتقد أن طاقة «امليكروويف» تُستخدم‬ ‫امل�ت�ح��دة‪ ..‬وب��ال�ت��ال��ي‪ ،‬فإنها ميكن أن تسهل‬
‫البشر‪.‬‬ ‫وتسمح ب��ال �ت��رددات الالسلكية ف��ي الغالف‬
‫وي �ق��ول أح ��د ال �ب��اح �ث�ين‪« :‬إن برامج‬ ‫اجل��وي م��ع وج��ود ق��اع��دة م��ن الهباء اجلوي‬
‫وك��ال��ة حماية البيئة وال��وك��االت احلكومية‬
‫تكنولوجيا ّ‬
‫التحكم في الطقس‬ ‫املتكون أساساً من مادة الباريوم الذي تطلقه‬
‫ال �ب �ي �ئ �ي��ة س �ت �ب �ق��ى س ��ري ��ة‪ ،‬وإن منتجاتهم‬
‫األساسية والثانوية ال يجب أن تُعرف ألنها‬
‫ميكن استخدامها عسكري ًا جلعل‬ ‫وي��وض��ح أح��د الباحثني الفيزيائيني من‬
‫الطائرات‪.‬‬

‫حتتوي على أشياء ومواد غير قانونية‪ ،‬ولهذا؛‬ ‫أي جيش يجثو على ركبتيه دون‬ ‫مختبر «بروكهافن»‪ ،‬كيفية ح��دوث العملية‪،‬‬
‫ف��إن امل�ش��روع��ات املشتركة مت إخفاؤها عن‬ ‫ال‪ :‬إن «اخلصائص الكيميائية والكهربائية‬ ‫قائ ً‬
‫املواطنني»‪>.‬‬
‫إطالق رصاصة واحدة!‬ ‫للخليط تسبب رطوبة ق��ادرة على البقاء في‬

‫‪27‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫ملف العدد‬

‫ملسببات األم��راض البيولوجية دون علمهم‪،‬‬


‫ِّ‬ ‫حلكومتنا تاريخ طويل من تعريض املواطنني‬
‫فعلى مدى السنوات الثالث املاضية‪ ،‬متَّ رش مناطق كثيفة بالسكان ‪ -‬في كل من الواليات املتحدة‪،‬‬
‫وكندا‪ ،‬ونيوزيلندا‪ ،‬وأستراليا‪ ،‬واملكسيك‪ ،‬وأوروب��ا ‪ -‬متَّ رشها بخليط من العوامل البيولوجية‬
‫واملسببة لألمراض والبكتيريا عدمية اجل��دار املسماة «مايكوبالزما»‪ ..‬وهي‬
‫ِّ‬ ‫املهندسة وراثي ًا‪،‬‬
‫تسببت في إمراض ‪%45‬‬ ‫ّ‬ ‫سرها «د‪ .‬جارث نيكلسون»‪ ،‬والتي‬ ‫مسببات األمراض نفسها التي كشف ِّ‬ ‫ِّ‬
‫من اجلنود الذين شاركوا في حرب اخلليج!‬

‫في أمريكا «حكومة خف ّيـة» تنفذ أوام ــر‬


‫الصهيونية العاملية‪ ..‬وتعـبث مبصير العالم!!‬
‫إسقاط الطائرات التي تقوم بالرش‪ ،‬أو على‬
‫األق��ل إجبارها على الهبوط‪ ..‬ولكن هؤالء‬ ‫بقلم‪ :‬نيكوالس جونز ()‬
‫األب��ري��اء ف��ي ال�س�لاح اجل��وي متنعهم لوائح‬
‫وي �ض � ُّم ه ��ذا اخل�ل�ي��ط أي �ض �اً فطريات‬
‫«اإلدارة االحتادية للطيران» من فعل أي شيء‬
‫وفيروسات وبكتريا وموا َّد كيميائية وجسيمات‬
‫حلماية أهلهم ومنع ال��رش‪ ،‬ويُضطرون إلى‬
‫دقيقة م��ن امل �ع��ادن الثقيلة‪ :‬املوليبدينوم‪،‬‬
‫إنكار أي وجود للرش حتى عند مواجهتهم‬
‫باألدلة!‬ ‫واألمل�ن�ي��وم‪ ،‬وال�ن�ح��اس‪ ..‬وكمثال على ذلك‪،‬‬
‫وملاذا ال يعطي قادة القوات اجلوية أوامر‬ ‫فقد قامت شركة «دنفر» ب��رش ه��ذه املواد‬
‫بإيقاف ط��ائ��رات ال��رش‪ ،‬وحتليل محتويات‬ ‫لنحو أربعة أيام في األسبوع من ارتفاع يبلغ‬
‫امل ��واد ال�ت��ي يتم رش �ه��ا؟‪ ..‬السبب أن�ه��م قد‬ ‫حوالي عشرين ألف قدم‪ ،‬باستخدام طائرات‬
‫ي�ف�ق��دون وظ��ائ�ف�ه��م‪ ،‬ألن ه��ذا املخطط قد‬ ‫اخلزانات اخلاصة بالتزويد بالوقود‪.‬‬
‫أعدته بعناية وعلى أعلى املستويات احلكومة‬ ‫ّ‬ ‫وق���د أم �ك��ن م �ت��اب �ع��ة ذل���ك باستخدام‬
‫األمريكية التي من املفترض أن مت ّثل مصالح‬ ‫تليسكوبات ومناظير للرؤية‪ ،‬والطريف أنه‬
‫ولدي تقرير أتى مباشرة من منطقة‬ ‫َّ‬ ‫الشعب‪..‬‬ ‫«هنري كيسنجر»‪ :‬تخفيض نسبة‬ ‫ق��د ش��وه��د أن ال�ط��ائ��رات ال�ت��ي ب��دأت هذا‬
‫ريفية مت رشها بشدة على مدى ثالثة عشر‬ ‫الرش كانت طائرات عسكرية تابعة للقوات‬
‫يوماً متفرقة‪ ،‬بني شه َر ْي مايو وسبتمبر عام‬
‫ّ‬
‫السكان في دول العالم الثالث مسألة‬ ‫اجل��وي��ة م��ن ط��راز (‪ ،)135-KC‬وطائرات‬
‫‪2000‬م‪.‬‬ ‫البحرية من طراز(‪. )Tacamo‬‬
‫وف��ي أح��د أي ��ام ال� ��رش‪ ،‬ك��ان��ت السماء‬
‫حيوية لألمن القومي األمريكي!!‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى أن القوات البحرية‪،‬‬
‫صافية والغيوم الطبيعية ضئيلة أو معدومة‪..‬‬ ‫وه��ي على ارت�ب��اط وثيق بوكالة املخابرات‬
‫وبحلول املساء‪ ،‬كان ضباب السماء من األفق‬ ‫ٌ‬
‫تهديد مباشر‬ ‫قدمت براءة‬ ‫املركزية األمريكية (‪ّ ،)CIA‬‬
‫إل��ى األف ��ق‪ ،‬وك ��ان امل ��رء يستطيع مشاهدة‬ ‫في الواليات املتحدة األمريكية تسيطر‬ ‫اختراع على تخليق جيل جديد من املساحيق‬
‫رذاذ وم �س��ارات ال��رش تنتشر بسهولة عن‬ ‫«اإلدارة االحتادية للطيران»‪ ،‬وتضع الضوابط‬ ‫النفاثة «الكيمتريل»‪ ..‬واجلناة هم قادة العالم‬
‫طريق الرياح‪ ..‬وقد بقي الرذاذ في السماء‬ ‫ملن يستعمل املجال اجلوي األمريكي‪ ..‬وهذا‬ ‫على أعلى املستويات‪ ،‬إنهم جزء من حركة أو‬
‫ملدة ال تقل عن سبع ساعات‪ ،‬ثم بدأ يهبط‬ ‫يعني أن ال �ق��وات اجل��وي��ة األم��ري�ك�ي��ة‪ ،‬وإن‬ ‫حكومة كونية عاملية‪ ،‬يحتوي جدول أعمالها‬
‫بأمراضه وآف��ات��ه على البشر واحليوانات‬ ‫كانت أداة تنفذ التعليمات أحياناً‪ ،‬إال أنها‬ ‫مخطط للتخفيض السريع لعدد سكان‬ ‫ّ‬ ‫على‬
‫والتربة وخزانات املياه الكبيرة‪.‬‬ ‫ليست جزءاً من عمليات الرش‪ ،‬وهي كذلك‬ ‫ال �ك��رة األرض �ي��ة وال�س�ي�ط��رة امل��رك��زي��ة على‬
‫وال �ت �ه��دي��د امل �ب��اش��ر واألك� �ب ��ر جلسمك‬ ‫ال تستطيع الدفاع عن نفسها وأسرها ضد‬ ‫العالم!‬
‫اآلن يأتي م��ن شيئَينْ ‪ :‬لقاحات األنفلونزا‬ ‫هذه العمليات القذرة‪.‬‬
‫التجريبية‪ ،‬وما تستنشقه من غاز «الكيمتريل»‬ ‫ه ��ذه ال��ق��وات اجل��وي��ة امل�ق��ات�ل��ة ميكنها‬ ‫()كاتب وناشط أمريكي‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪28‬‬


‫لدينا أنواع ُم ْعدية‬
‫م ��ن م� ��رض حرب‬
‫اخل� �ل� �ي ��ج‪ ،‬أم أنه‬
‫م��رض كيميائي ال‬
‫ي �س � ّب��ب ال� �ع ��دوى‪،‬‬
‫ك�م��ا ت �ك��ذب علينا‬
‫اإلدارة األمريكية‬
‫ك� ��ال � �ع� ��ادة‪ ،‬وفقاً‬
‫ملشاريع سياحية‪،‬‬
‫وه ��ي ال �ت��ي كذبت‬
‫ع �ل �ي �ن��ا م � ��رة بعد‬
‫أخرى؟!‬
‫تصدير األوبئة‬
‫ُ‬
‫وألول�� � � � �ئ� � � � ��ك‬
‫الذين ال يعرفون‪،‬‬
‫ف�� � ��إن ال� � ��والي� � ��ات‬
‫امل�ت�ح��دة ه��ي التي‬
‫خ �لّ �ق��ت «اإلي� � ��دز»‬
‫ف��ي املختبرات‪..‬‬
‫و«م��رك��ز السيطرة‬
‫ع �ل��ى األم�� ��راض»‪،‬‬
‫و«منظمة الصحة‬ ‫من األقمار الصناعية هي من‬ ‫الذي ينتشر في اجلو‪ ..‬ويقدِّ ر «مركز أتالنتا‬
‫على مسرح حرب اخلليج عام ‪1991‬م‪ ،‬وقد العاملية» هما اجلهتان اللتان قامتا بحقن‬
‫ملكافحة األم��راض والوقاية منها» أن نحو‬
‫عاد كثير من اجلنود مرة أخرى من احلرب منهجي لفيروس التهاب الكبد الوبائي‬
‫‪ 200‬مليون أمريكي سيتأثرون بنوع من أوبئة‬
‫مرضى‪ ،‬وتُو ِّفي الكثير منهم‪ ..‬وقد جنمت واللقاحات األخ��رى ف��ي أفريقيا وبعض‬
‫األنفلونزا‪.‬‬
‫معظم الوفيات ألكثر من عشرين ألفاً من املدن األمريكية‪ ،‬مبا في ذلك «نيويورك»‪،‬‬
‫ق��دام��ى م �ح��ارب��ي ح ��رب اخل �ل �ي��ج؛ بسبب و«سان فرانسيسكو»‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫إدارة كاذبة‬
‫وق��ام��ت ال ��والي ��ات امل �ت �ح��دة بتصدير‬ ‫وي � �ب� ��دو أن ه�� ��ذه جت � � ��ارب للتطبيق‬
‫وال�ت�ص��دي��ر‪ ،‬وال �غ��رض ‪ -‬كما ي�ق��ول «هنري ال�ل�ق��اح��ات التجريبية ال�ت��ي أُع�ط�ي��ت لهم‪،‬‬
‫م��رض «اإلي � ��دز» إل��ى اخل���ارج م��ن خالل‬ ‫كيسنجر» ‪ -‬ه��و «تقليل س�ك��ان األرض»‪ ..‬والتي تتض ّمن «امليكوبالزما» وغيرها‪.‬‬
‫وق��د أُص�ي��ب ‪ %77‬م��ن أزواج وزوجات أكياس الدم‪ ،‬وهي التي أعلنت عن وجوده‬
‫ويضيف مستشار األم��ن القومي األمريكي اجل� �ن ��ود وامل� �ج� � ّن ��دات ف ��ي ح���رب اخلليج‪ ،‬قبل فترة ط��وي�ل��ة‪ ..‬واآلن تقوم بتصدير‬
‫م��رض «ح��رب اخلليج» أيضاً من خالل‬ ‫األسبق‪« :‬إن تخفيض نسبة السكان في دول‬
‫العالم الثالث مسألة حيوية لألمن القومي و‪ %66‬من أطفالهم‪ ..‬واآلن‬
‫إم � ��دادات ال� ��دم‪ ..‬وك ��ان ج �ن��ود القوات‬
‫الفرنسية ف��ي اخلليج ه��م الوحيدون‬ ‫ك الذين ال يعرفون‪:‬‬ ‫األم��ري��ك��ي‪ ،‬ح �ي��ث إن اق �ت �ص��ادن��ا كبير‬
‫ال��ذي��ن رف�ض��وا تعاطي اللقاحات‪ ،‬ولم‬ ‫ألولئ‬ ‫من‬ ‫ويتطلب كميات متزايدة من املعادن‬
‫يصابوا مبرض «حرب اخلليج»‪.‬‬ ‫اخل��ارج‪ ،‬خاصة من البلدان األقل‬
‫إذن الذي حدث ويحدث قت ٌل‬ ‫الواليات املتحدة هي التي َّ‬ ‫منواً‪ ..‬وهذا يعطينا فرصة لتعزيز‬
‫مد َّبر من قِ َبل ع��دد قليل لكثير‬
‫اإليدز‬ ‫عت‬ ‫صن‬ ‫االستقرار السياسي واالقتصادي‬
‫منظم وإبادة‬ ‫من البشر‪ ..‬إنه قت ٌل َّ‬ ‫ّ‬
‫في املختبرات وصدرته في أكياس الدم للخارج‬ ‫واالجتماعي ف��ي ال�ب�ل��دان املو ِّردة‪،‬‬
‫ممنهجة!!‬ ‫وإن تقليل ع��دد السكان ميكن أن‬
‫وألول �ئ��ك ال��ذي��ن م��ا زال ��وا ال‬ ‫مركز «السيطرة على األرض» األمريكي‪..‬‬ ‫يزيد احتماالت االستقرار هذه‪..‬‬
‫يعرفون‪ ،‬ف��إن ال��والي��ات املتحدة‬ ‫وهكذا‪ ،‬تصبح السياسة السكانية‬
‫هي التي م ّولت العراق في حربه‬
‫ممنهج‬ ‫بحقن‬ ‫قاما‬ ‫العاملية»‬ ‫الصحة‬ ‫و«منظمة‬ ‫وثيقة ال�ص�ل��ة ب��امل��وارد الطبيعية‬
‫م��ع إي� ��ران‪ ..‬وال��والي��ات املتحدة‬ ‫وامل �ص��ال��ح االق �ت �ص��ادي��ة للواليات‬
‫لفيروس التهاب الكبدي الوبائي واللقاحات‬ ‫املتحدة»‪.‬‬
‫قدمت للعراق‬ ‫وروس�ي��ا والصني ّ‬
‫األسلحة الكيماوية والبيولوجية‬ ‫األخرى في أفريقيا‬ ‫مالحظة‬ ‫لالهتمام‪،‬‬ ‫املثير‬ ‫ومن‬
‫قبل احلرب!>‬ ‫أن أقدم صورة واضحة لـ«الكيمتريل»‬

‫‪29‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫حوار‬

‫ي� �ح� �ظ ��ى األس� � �ت�� ��اذ أح � �م� ��د سيف‬


‫اإلس �ل��ام ح �س��ن ال �ب �ن��ا ‪ -‬األم�ي��ن العام‬
‫لنقابة احملامني في مصر‪ ،‬وعضو مكتب‬
‫اإلرش�� ��اد ل�ل�إخ ��وان امل�س�ل�م�ين س��اب �ق � ًا ‪-‬‬
‫مبكانة مرموقة في أوساط السياسيني‬
‫واإلس�لام �ي�ين واحل �ق��وق �ي�ين ف��ي مصر‪،‬‬
‫�ؤس��س أكبر‬ ‫ل�ي��س ف�ق��ط بصفته اب��ن م� ّ‬
‫حركة إسالمية عاملية ال تزال مؤثرة في‬
‫أكثر من ثمانني دول��ة‪ ،‬ولكن أيض ًا ألنه‬
‫رجل سياسي مخضرم‪ ،‬وخبير قانوني‬
‫ون��اش��ط حقوقي ونقابي ب ��ارع‪ ..‬ورغم‬
‫بلوغه السادسة والسبعني من العمر‪،‬‬
‫إال أن��ه يعيش ف��ي قلب األح���داث‪ ،‬وله‬
‫رؤيته اخلاصة ملا يجري على الساحة‪.‬‬

‫أحمد سيف اإلسالم حسن ّ‬


‫البنا في حوار شامل مع «املجتمع»‪:‬‬
‫احلكومة املصرية عازمة على تزوير االنتخابات البرملانية املقبلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫احل� ��ال� ��ي‪ ،‬أم األف � �ض� ��ل إع � � ��داد دس� �ت ��ور‬ ‫م��ن ال�ش�ع��ب امل �ص��ري إذا ل��م ت�ق��م باإلصالح‬ ‫حاوره في القاهرة‪ :‬بدر محمد بدر‬
‫جديد؟‬ ‫املطلوب‪ ،‬ولذلك يجب على الشعب أن يتحرك‪،‬‬ ‫«املجتمع» التقت به في هذا احلوار الشامل‬
‫‪ -‬أعتقد أن تعديل الدستور احلالي أو‬ ‫وال يوجد إصالح إال بكفاح شعبي حر‪ ،‬ال يهدأ‬ ‫والصريح‪ ،‬لكي تتع ّرف على رؤيته وتقييمه ملا‬
‫إع��داد دستور جديد يستويان‪ ،‬ولكن بشرط‬ ‫إال حينما يصل ممثلو الشعب احلقيقيني إلى‬ ‫ي�ج��ري م��ن أح ��داث مه ّمة‪ ،‬تعج بها الساحة‬
‫واحد أهم من التعديل أو التغيير‪ ،‬وهو أال يغ ّير‬ ‫مكان السلطة‪.‬‬ ‫املصرية والعربية في السنوات األخيرة‪ ،‬فكان‬
‫نص الشريعة اإلسالمية‪ ،‬باعتبارها املصدر‬ ‫< هل هناك ضغوط خارجية من أجل‬ ‫هذا احلوار‪:‬‬
‫الرئيس للتشريع‪ ،‬سواء مت تعديل الدستور فال‬ ‫حتقيق اإلصالح السياسي في مصر؟‬ ‫�أخ��ر اإلصالح‬‫< ف��ي ت �ص� ّ�ورك‪ ،‬مل��اذا ت� ّ‬
‫متس هذه املادة‪ ،‬أو مت بناء دستور جديد يجب‬ ‫‪ -‬ال‪ ..‬ل��ن يأتي اإلص�ل�اح السياسي من‬ ‫السياسي ف��ي مصر؟ وه��ل هناك أسباب‬
‫أن ينص على هذه املادة أيضاً‪.‬‬ ‫اخلارج أبداً‪ ،‬فاخلارج ما يهمه هو مصلحته‪،‬‬ ‫داخلية لذلك؟‬
‫وهذه امل��ادة الدستورية هي أكبر انتصار‬ ‫وال يعنيه مدى متتع الشعب املصري بحقوقه‬ ‫‪ -‬اإلص�ل�اح ال�س�ي��اس��ي ال يعطي سلطة‬
‫فكري للحركة اإلسالمية في عصر الرئيس‬ ‫السياسية أم ال‪ ،‬والدليل على ذلك أن الغرب‬ ‫مطلقة للحكومة ف��ي أن مت��ارس احلكم وأن‬
‫الراحل أنور السادات‪ ،‬ألنها أجبرته على وضع‬ ‫ق ��اوم احل��رك��ة اإلس�لام �ي��ة ف��ي اجل��زائ��ر‪ ،‬وال‬ ‫تستأثر به‪ ،‬فال شك أن عدم رغبة احلكومة‬
‫الشريعة اإلسالمية كمصدر رئيس للتشريع‪،‬‬ ‫يزال يقاوم حركة «حماس»‪ ،‬رغم أنها جنحت‬ ‫ف��ي إج � ��راء اإلص �ل��اح ال �س �ي��اس��ي ه��و سبب‬
‫وك��ان ه��ذا ان�ت�ص��اراً ل��رأي التيار اإلسالمي‪،‬‬ ‫بالطريق الدميقراطي لإلصالح السياسي‪،‬‬ ‫التأخير‪ ،‬مل��اذا تتنازل عن ج��زء من سلطتها‪،‬‬
‫واعترافاً دستورياً بأحقية الشريعة اإلسالمية‬ ‫ولكن الدول اخلارجية الغربية ال تشجع هذه‬ ‫وه� ��ي حت �ك��م ب� �ص ��ورة م�ط�ل�ق��ة إال بضغوط‬
‫بأن حتكم هذا الوطن‪ ،‬وهذا أغلى ما نعتز به‪،‬‬ ‫اخلطوة‪ ،‬ويجب أال ننتظر إصالحاً سياسياً‬ ‫حقيقية‪ ،‬فالضغوط هي التي جتبر احلكومة‬
‫واملعركة اآلن حول تطبيق هذا النص‪ ،‬وأخشى‬ ‫من أية حكومة أجنبية‪.‬‬ ‫على أن جتري إصالحاً سياسياً حقيقياً‪.‬‬
‫ما أخشاه أن يكون احلديث عن التعديل أو‬ ‫< هل تؤيد تعديل الدستور املصري‬ ‫والب��د أن تشعر السلطة بخطورة الوضع‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪30‬‬
‫شهرة‪ ،‬ولكن تواجده في دائرته والتصاقه بأهلها‬ ‫من هذه اآلثار إلى حد ما‪ ،‬ولكن الصراع في‬
‫ودوره الفعال جعله يكسب هذه الدائرة‪.‬‬ ‫مصر في الفترة األخ�ي��رة‪ ،‬وبعوامل خارجية‬
‫هل ينجح اإلخوان؟!‬ ‫وداخلية‪ ،‬أخذ ينشط لألفضل‪ ،‬والشارع‬
‫< ما توقعاتك لالنتخابات البرملانية‬ ‫بدأ يتحرك‪.‬‬
‫القادمة فيما يخص اإلخوان؟ وهل ميكن‬ ‫< ه��ل امل�ن��اخ السياسي ف��ي مصر‬
‫أن تتكرر جتربة فوزهم بـ‪ 88‬مقعداً؟‬ ‫اآلن يهيئ لفرص تغيير أفضل؟‬
‫‪ -‬االنتخابات املاضية التي أُجريت على‬ ‫‪ -‬ن �ع��م‪ ..‬ع�ل��ى ال��رغ��م م��ن أن النار‬ ‫النظام يتعامل مع اإلخوان‬
‫ثالث مراحل كانت جتربة عملية‪ ،‬حيث أرادت‬ ‫مازالت هادئة بعض الشيء‪ ،‬ولكن كلما‬ ‫مبنتهى القسوة على أقل خطأ‬
‫القوى السياسية املعنية من خاللها أن تعرف‬ ‫ازدادت األحوال سوءاً والفساد انتشاراً‪،‬‬
‫على وجه احلقيقة مدى قوة اإلخوان املسلمني‬ ‫وذاع ذل��ك وف��اح؛ ي��زداد غليان الشارع‪،‬‬ ‫بينما هناك من يرتكبون أخطاء‬
‫ويبدأ الناس يتحركون أكثر‪.‬‬
‫في الشارع املصري‪ ،‬حيث كانت توجد تقارير‬
‫< ك��ي��ف ت � ��رى م� �ك ��ان اإلخ� � ��وان‬
‫جسيمة دون أدنى محاسبة!‬
‫متضاربة عن حجم اإلخوان‪ ،‬والغرب متخوف‬
‫من هذه القوة‪ ،‬وال يصدق التقارير التي تُكتب‬ ‫املسلمني في مصر؟‬
‫عن طريق العمالء‪ ،‬أو تُقدم لهم من سفرائهم‪،‬‬ ‫‪ -‬اإلخ� ��وان امل�س�ل�م��ون ه��م العصب‬ ‫الوثائق اخلاصة بشخصيات‬
‫فأرادوا إجراء جتربة عملية للتحقق من ذلك‪،‬‬ ‫احلي في هذا الوطن‪ ،‬وهم العني الساهرة‬
‫واألمل وروح اإللهام لكل الشعب املصري‪،‬‬
‫العالم ُيكشف عنها بعد‬
‫وطبعاً لم يخاطروا بتجربة عملية يضيع فيها‬
‫النظام لو متت انتخابات حرة ونزيهة‪ ،‬وقالوا‪:‬‬ ‫ول �ك��ل ال �ش �ب��اب ال� ��ذي ي�ع�م��ل ويجاهد‪،‬‬ ‫خمسني سنة‪ ..‬وملف حسن‬
‫والدليل على ذلك أن أجياالً من الشباب‬
‫ن �ت��رك امل��رح �ل��ة األول� ��ى ح ��رة ون ��رى الصورة‪،‬‬
‫عرفوا مبا جرى لإلخوان املسلمني في‬
‫البنا لم تكشف عنه اخلارجية‬
‫ال في‬‫وعندما اكتسح التيار اإلس�لام��ي ممث ً‬
‫اإلخ��وان املسلمني‪ ،‬عوضوا هذا بالتدخل في‬ ‫خمسينيات وستينيات ال�ق��رن املاضي‪،‬‬ ‫البريطانية حتى اآلن‬
‫املرحلة الثانية ثم الثالثة بالتزوير واستخدام‬ ‫من اعتقاالت وسجن وتشريد واضطهاد‬
‫العنف‪ ،‬وحدثت اإلص��اب��ات املعروفة‪ ،‬وعليها‬ ‫وت �ع��ذي��ب‪ ،‬ول�ك�ن�ه��م ‪ -‬رغ ��م ك��ل ه ��ذا ‪-‬‬
‫تيقن الداخل واخل��ارج بالدليل العملي أنه لو‬ ‫انضموا إليهم‪ ،‬وتبنوا منهجهم‪ ،‬وحملوا‬
‫ال�ت��زم النظام السياسي بنزاهة االنتخابات‬ ‫ل��واءه��م‪ ،‬بسبب ت��أك��ده��م م��ن إخالص‬
‫فسوف يكتسح التيار اإلسالمي‪ ،‬وطبعاً حصلنا‬ ‫هؤالء اإلخوان لوطنهم وأمتهم‪ ،‬ورغبتهم‬
‫على ‪ 88‬مقعداً‪.‬‬
‫أما االنتخابات القادمة (نوفمبر ‪2010‬م)؛‬
‫في اإلصالح الشامل‪ ،‬حتى لو كان هذا‬
‫على حساب مصاحلهم الشخصية‪ ،‬بل‬
‫واعتقالهم ومصادرة حرياتهم وأموالهم‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة والبطـش باملعارضة‬
‫ف�ه�ن��اك أص���وات ع�ل��ت ص��راح��ة وع�لان�ي��ة في‬
‫مجلس الشعب احلالي تقول لنواب اإلخوان‪:‬‬ ‫< أي��ن دور اإلخ� ��وان ف��ي قيادة‬
‫التغيير وراءه إلغاء سيادة الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫لن يدخل املجلس منكم فرد واح��د بعد اآلن‪،‬‬ ‫التغيير السياسي ف��ي مصر ف��ي املرحلة‬
‫وك��ان��ت ه �ن��اك جت��رب��ة عملية ت��ؤك��د ذل��ك في‬ ‫احلالية؟‬ ‫صراع احلكومات‬
‫‪ -‬اإلخ� ��وان امل�س�ل�م��ون ل�ي��س أم��ام �ه��م إال‬ ‫< ه �ن��اك دع� ��وات ت �ط��ال��ب بالتغيير‬
‫ان�ت�خ��اب��ات ال�ن�ق��اب��ات املهنية األخ �ي��رة‪ ،‬ومنها‬
‫سلوك الطريق القانونية للتغيير‪ ،‬واألفضل‬ ‫ال �س �ي��اس��ي‪ ،‬ك �ي��ف ت ��رى إم �ك��ان �ي��ة وف��رص‬
‫نقابة احملامني بصفة خاصة‪ ،‬حيث مت تفتيت‬
‫لهم ولدعوتهم أن يتشبثوا بالطريق القانونية‬ ‫التغيير في مصر؟‬
‫املجلس وجتزأت األماكن ليصبحوا ‪ 38‬وليس‬
‫وب��امل �س �ل��ك ال��دس��ت��وري‪ ،‬م��ن خ�ل�ال خوضهم‬ ‫‪ -‬أعتقد أن ال�ص��راع قائم ب�ين الشعوب‬
‫‪ 24‬ع�ض��واً‪ ،‬ليوسعوا ال��دائ��رة‪ ،‬وليتمكنوا من‬
‫التزوير في بعض اجلهات النائية والضعيفة‬ ‫النتخابات مجلس الشعب وغ�ي��ره‪ ،‬للحصول‬ ‫العربية وحكامها‪ ،‬منذ أن وقعنا حتت االحتالل‬
‫التي ميكن التأثير عليها‪ ،‬ومع ذلك كان هناك‬ ‫ع�ل��ى س�ن��د م��ن ال�ش�ع��ب امل �ص��ري‪ ..‬وع�ل��ى كل‬ ‫الغربي وبعد إسقاط اخلالفة‪ ،‬وأغلبية أنظمة‬
‫فوز كبير لتيار اإلخوان‪.‬‬ ‫يوجد القاعدة الشعبية‬ ‫واحد من اإلخوان أن ِ‬ ‫احلكم في بالدنا جاءت بتدبير غربي‪ ،‬والشعوب‬
‫< إذن هل تتوقع أن يواجه اإلخوان‬ ‫التي ترفعه‪ ،‬لاللتصاق بالشعب وهمومه‪ ،‬ورفع‬ ‫العربية بعد هزمية اخلالفة اإلسالمية ال متلك‬
‫معوقات كبيرة في االنتخابات القادمة؟‬ ‫مستوى ال��وع��ي عند ال ��رأي ال �ع��ام‪ ،‬وه��ذا هو‬ ‫أمرها‪ ،‬وهناك قوى خفية خارجية تدير هذه‬
‫‪ -‬أعتقد أن احلكومة املصرية عازمة على‬ ‫اإلصالح احلقيقي‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثيرة‪،‬‬ ‫الدول‪ ،‬وتؤثر على مستقبلها السياسي‪ ،‬وهناك‬
‫تزوير االنتخابات ألقصى درجة ممكنة‪ ،‬وأتوقع‬ ‫حيث فاز أحد شباب اإلخ��وان املغمورين في‬ ‫حركات وطنية قامت في كافة أرج��اء الوطن‬
‫أن تبطش بكل معارض‪ ،‬خصوصاً من مرشحي‬ ‫مدينة «كفر شكر» مبحافظة القليوبية‪ ،‬على‬ ‫العربي واإلسالمي لتحقيق االستقالل‪.‬‬
‫اإلخ� ��وان امل�س�ل�م�ين‪ ،‬ول �ك��ن ه��ل ستتمكن من‬ ‫رئيس حزب التجمع «خالد محي الدين» عضو‬ ‫وه �ن��اك ص���راع ق��ائ��م ب�ين ال �ق��وى احلرة‬
‫ذل��ك؟ وه��ل الظروف اخلارجية ستساعدها؟‬ ‫مجلس قيادة الثورة‪ ،‬وأحد الرموز التاريخية‬ ‫الوطنية‪ ،‬وب�ين ال�ق��وى االستعمارية وأذنابها‬
‫في املدينة‪ ،‬ونائبها على مدى طويل‪ ،‬والفائز‬ ‫في العالم العربي واإلس�لام��ي‪ ،‬وبعض الدول‬
‫وهل ستنجح في ظل األزمة التي صنعتها مع‬
‫شخص ع��ادي من التيار اإلس�لام��ي‪ ،‬ليس له‬ ‫ال ف��ي ه��ذا ال �ص��راع‪ ،‬وتخلصت‬ ‫تقدمت قلي ً‬
‫أعضاء احلزب الوطني نفسه‪ ،‬فهناك من أبناء‬

‫‪31‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫حوار‬

‫اإلخ ��وان املسلمني أث��رت ب�ه��م‪ ،‬ألن الظواهر‬ ‫ال تتالشى الفروق واملناصب بني األفراد‪،‬‬ ‫فع ً‬ ‫وق �ي��ادات احل��زب م��ن سيقوم بترشيح نفسه‬
‫االجتماعية تنتقل من فئة إلى أخرى‪.‬‬ ‫س��واء داخ��ل التنظيم أو خارجه‪ ،‬وألج��ل هذا‬ ‫ضد قيادات أخرى في احلزب‪.‬‬
‫< ه ��ل ت��ؤي��د إن� �ش ��اء ح� ��زب سياسي‬ ‫يجب أن نعتني بالناحية الروحية في التيار‬ ‫وظروف املعركة االنتخابية اليوم ليس من‬
‫لإلخوان املسلمني اآلن؟‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬وال نهملها بأي حال من األحوال‪،‬‬ ‫السهل تبريرها باألساليب السابقة‪ ،‬باإلضافة‬
‫‪ -‬نعم‪ ..‬أؤيد ذلك ولكن بشرط أن يكون‬ ‫وال يطغى عليها االهتمام بالنواحي السياسية‬ ‫لرقابة الصحافة الداخلية والعاملية أيضاًَ‪،‬‬
‫جزءاً من كل‪ ،‬مبعنى أن اجلماعة تضم احلزب‬ ‫أو االقتصادية أو االجتماعية داخل املجتمع‪،‬‬ ‫واستعداد الغرب لكي يراقب احلدث وحتفز‬
‫ك�ج��ان��ب س�ي��اس��ي‪ ،‬وب��اق��ي األن�ش�ط��ة موجودة‬ ‫فالناحية الروحية هي األصل واألساس أوالً‪.‬‬ ‫جمعيات حقوق اإلنسان‪ ،‬ومن هنا أق��ول‪ :‬إن‬
‫باجلماعة؛ فيكون فيها أقسام البر واخلدمة‬ ‫< م��ا األول ��وي ��ات وااله �ت �م��ام��ات التي‬ ‫املعركة االنتخابية القادمة ستكون مختلفة‪.‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬والنشاط االقتصادي والرياضي‬ ‫ي�ج��ب أن تتحلى ب�ه��ا ج�م��اع��ة اإلخ ��وان‬ ‫< هل تعتقد أن املعركة االنتخابية‬
‫والدفاع عن احلريات وغيرها‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫املسلمني؟‬ ‫ال �ق��ادم��ة ف��رص��ة ج �ي��دة ل �ف��وز مرشحي‬
‫قسم سياسي ميارسه احلزب‪ ..‬وأمتنى أن يتم‬ ‫‪ -‬على قدم املساواة «رهبان بالليل فرسان‬ ‫اإلخوان املسلمني؟‬
‫نواد رياضية إسالمية‪ ،‬تتيح للمسلمني‬ ‫إنشاء ٍ‬ ‫بالنهار» كالهما م�ع�اً‪ ،‬ال اف�ت��راق بينهما وال‬ ‫‪ -‬كل ما أرجوه أال ينخدع الشعب املصري‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واملسلمات أن يقضوا وقتا طيبا فيها‪ ،‬وأقترح‬ ‫مساحة ألحدهما على حساب اآلخ��ر‪ ،‬وذلك‬ ‫ب��ال �ش �ع��ارات اجل ��وف ��اء‪ ،‬وم ��ن ي �ق��ول��ون نريد‬
‫أن تُسمى «نوادي القيم»‪ ،‬حتى ال تكون ملذات‬ ‫باحملافظة على ال�ف��رائ��ض وال�ن��واف��ل والورد‬ ‫اإلص�ل�اح‪ ،‬يجب أن يسبق ه��ذا تأكيد عملي‬
‫الدنيا قاصرة على السافرات وغيرهن‪ ،‬وينبغي‬ ‫ال �ق��رآن��ي‪ ،‬وح �ض��ور ال�ن�ي��ة ف��ي ك��ل ع�م��ل من‬ ‫وكفاح ملموس وتضحية فعلية من أجل هذا‬
‫أن تتوافر هذه اخلدمة لألسرة املسلمة بشكل‬ ‫األعمال‪ ،‬فإذا مت هذا سينتهي معه الكثير من‬ ‫اإلص�لاح‪ ،‬وال أعتقد أن الشعب سيترك فئة‬
‫أرقى‪ ..‬ويجب أن يقوم احلزب مبهمة اجلانب‬ ‫املشكالت‪.‬‬ ‫ضحت من أجل احلرية‪.‬‬
‫السياسي‪ ،‬حتى ال تتخلى اجلماعة عن باقي‬ ‫وامل �ج �ه��ود ال ��دع ��وي امل� �ب ��ذول ي� ��ؤدي إلى‬ ‫< ه��ل ال �ن �ظ��ام ي�ت�ع��ام��ل م��ع اإلخ ��وان‬
‫أه��داف��ه��ا؛ ألن م�ه�م�ت�ه��ا األس��اس �ي��ة دعوية‪،‬‬ ‫ال�س�ي��اس��ة بشكل طبيعي‪ ،‬ف��األس��اس دعوي‬ ‫م �ث �ل �م��ا ي �ت �ع��ام��ل م� ��ع أي ت� �ي ��ار ي��ع��ارض‬
‫والسياسة جزء من هذا اإلصالح‪.‬‬ ‫والقاعدة الشعبية لألساس السياسي دعوية‪،‬‬ ‫احلكومة؟‬
‫< ه��ل هناك جديد بخصوص تراث‬ ‫وهي التي متد هذا النظام‪ ،‬وليس في اإلخوان‬ ‫‪ -‬مع األس��ف‪ ،‬فإن األسلوب ال��ذي يتبعه‬
‫اإلمام حسن البنا؟‬ ‫فقط‪ ،‬فحزب «األمة» السوداني دعوته صوفية‪،‬‬ ‫ال �ن �ظ��ام احل��اك��م ف��ي م �ص��ر اآلن أن ��ه يكيل‬
‫‪ -‬إن شاء الله سيظهر هذا التراث قريباً‪،‬‬ ‫ولكنه ح��زب سياسي‪ ،‬وحتى الصوفية اآلن‬ ‫مبكيالني‪ ،‬حتى في الظلم‪ ،‬فيتعامل مع اإلخوان‬
‫رمبا خالل شهور بإذن الله‪ ،‬في صورة جيدة‬ ‫يقولون‪ :‬إنهم سوف يؤسسون حزباً سياسياً‬ ‫املسلمني مبنتهى القسوة‪ ،‬على أقل األخطاء أو‬
‫وحت��ت اس��م «األع �م��ال الكاملة ل�لإم��ام حسن‬ ‫ل�ت�ح�ق�ي��ق أه��داف��ه��م‪ ،‬وه� ��ذا ن �ص��ر لإلخوان‬ ‫حتى بدونها‪ ،‬بينما اآلخ��رون يرتكبون أخطاء‬
‫ال �ب �ن��ا»‪ ،‬ول��ن ي �ك��ون األم ��ر ق��اص��راً ع�ل��ى املنت‬ ‫املسلمني‪ ،‬وانتصار لفكر اإلم��ام حسن البنا‬ ‫جسيمة‪ ،‬دون أن متتد إليهم سطوة النظام‪..‬‬
‫الذي مت نشره من قبل‪ ،‬بل قمت بعمل تقسيم‬ ‫بعد أكثر من ستني عاماً على وفاته‪ ،‬فحركة‬ ‫ال ط�لاب األزه��ر يتم محاكمتهم من أجل‬ ‫مث ً‬
‫موضوعي للتراث ثم علقت عليه‪ ،‬حيث رجعت‬ ‫اس �ت �ع��راض ط�لاب��ي‪ ،‬بينما أح��د ال �ن��واب في‬
‫إل��ى العصر ال��ذي ُكتبت فيه ه��ذه النصوص‪،‬‬ ‫كلما ازدادت األحوال سوء ًا‬ ‫البرملان يدعو إلى ضرب الشعب بالرصاص‪،‬‬
‫وعشت هذه الفترة معها بالضبط‪.‬‬ ‫ج�ه��اراً ن�ه��اراً حتت القبة‪ ،‬واملجلس يوجه له‬
‫وال أري��د أن أق��دم ه��ذا القسم مبقاالت‬ ‫والفساد انتشار ًا ازداد غليان‬ ‫اللوم فقط ال غير!! وهذه مشكلة كبرى نعاني‬
‫أدب�ي��ة‪ ،‬ف��اإلخ��وان املسلمون أعتقد أنهم أبرز‬ ‫الشارع وبدأ الناس يتحرّكون‬ ‫منها‪.‬‬
‫ظاهرة أدبية في العصر احلديث‪ ،‬واإلمام البنا‬ ‫فيتامني «اإلخالص»!‬
‫في رأيي أعظم وأبلغ من كتب باللغة العربية‬ ‫بشكل أكثر كثافة‬ ‫< مل� ��اذا ت�ظ�ه��ر خ�ل�اف��ات أح �ي��ان � ًا بني‬
‫وخ�ط��ب بها ف��ي العصر احل��دي��ث‪ ،‬واإلخ ��وان‬ ‫امل �ن �ت �م�ي�ن ل �ل �ت �ي��ار اإلس�ل��ام� ��ي ع��م��وم�� ًا‪،‬‬
‫أنشؤوا مدرسة شعرية ونثرية‪ ،‬نستطيع القول‪:‬‬ ‫ال يوجد إصالح سياسي حقيقي‬ ‫واإلخوان خصوص ًا؟!‬
‫إنها أعظم مدرسة أدبية في العصر احلديث‪،‬‬ ‫بدون كفاح سلمي حر‪ ..‬ولن‬ ‫‪ -‬أمتنى لكل التيارات اإلسالمية في كل‬
‫فعندما تستمع إلى خطيب أو تقرأ لكاتب أو‬ ‫البالد العربية أن يكون عندها باستمرار مناذج‬
‫زجال‪ ،‬ميكنك أن متيز إن كان من اإلخوان أم‬ ‫ّ‬
‫يأتي التغيير بضغوط من‬
‫ف��ي اإلخ�ل�اص‪ ،‬وال��زه��د ف��ي املناصب داخل‬
‫ال‪ ،‬وغيرها من الفنون األدبية التي مارسوها‪،‬‬ ‫اخلارج أبد ًا‬ ‫التنظيمات أو في املناصب احلزبية‪ ،‬ويجب أال‬
‫فهم ظاهرة كبيرة جداً‪ ،‬ليس في مصر وحدها‬ ‫تكون هناك انشقاقات في التنظيم اإلسالمي‬
‫بل في العالم اإلسالمي كله‪ ،‬ألنهم نفس واحدة‬ ‫هناك صراع قائم بني القوى‬ ‫بصفة خاصة‪ ،‬ألنه تنظيم له سياج من األخوة‬
‫وروح واح��دة وم�ع� ٍ�ان واح��دة وصياغة واحدة‬ ‫وال �ق��رآن ال �ك��رمي‪ ،‬فيجب أن ي�ك��ون التنظيم‬
‫وعاطفة واح ��دة ووج ��دان واح��د ي�ح��رك هذه‬ ‫الوطنية والقوى االستعمارية‬ ‫متوائماً مع قضية هذا السياج وسقفه‪.‬‬
‫املشاعر‪ ،‬واإلم��ام قلب ه��ذه الظاهرة‪ ،‬فأبرز‬ ‫وأذنابها في نْ‬
‫العاملي العربي‬ ‫وأرى أن سبب اخل�لاف��ات ه��و نقص في‬
‫أدبه في هذه الصورة وقدرته األدبية وعظمته‬ ‫فيتامني «اإلخ�ل�اص»‪ ،‬وس��ر ق��وة اإلسالميني‬
‫وبالغته‪ ،‬لدرجة أنها حتتاج إلى مدونات‪.‬‬ ‫واإلسالمي‬
‫في اإلخالص لله سبحانه‪ ،‬فإذا كنا مخلصني‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪32‬‬


‫ترجمة ونشر كل ما ُكتب عن اإلخوان‬
‫في اخلارج قدمي ًا وحديث ًا يخدم‬
‫اجلماعة ويقوّيها‬
‫اإلمام ّ‬
‫البنا ‪ -‬في رأيي ‪ -‬أبلغ َم ْن كتب‬
‫باللغة العربية وخطب بها في العصر‬
‫احلديث‬
‫< وه � ��ل ت � ��رى أن ح ��رك ��ة اإلخ� � ��وان‬
‫املسلمني ك��ان لها تأثير واض��ح في األدب‬
‫العربي املعاصر؟‬
‫‪ -‬بكل ت��أك�ي��د‪ ،‬أق ��رر أن ح��رك��ة اإلخوان‬
‫كانت لها تأثيراتها البالغة في األدب املصري‬
‫املعاصر‪ ،‬وقد أ ّثر اإلخ��وان في األدب العربي‬
‫حتى اق�ت��رب م��ن التيار اإلس�لام��ي‪ ،‬فلم يكن‬
‫ال األدي��ب عباس العقاد أو د‪ .‬طه حسني‬ ‫مث ً‬
‫ذهبت ألحضر منها صوراً مرة أخرى‪ ،‬حتى ال‬ ‫مجرداً للفكر اإلسالمي‪ ،‬وليس له مقال واحد‬ ‫وغيرهما ليكتبوا شيئاً في اإلسالم إال بسبب‬
‫تعطي زخماً وقدراً لإلخوان!‬ ‫خ��ارج ع��ن الفكرة اإلس�لام�ي��ة‪ ،‬وه��و الوحيد‬ ‫القارئ اإلسالمي املوجود‪ ،‬وهو األجنح واألكثر‬
‫< مل� ��اذا ت ��رى ت��أث �ي��ر ح��رك��ة اإلخ� ��وان‬ ‫امللتزم مبا دعا الناس إليه‪ ،‬فهو مثال للصدق‬ ‫رواج �اً‪ ،‬ودور النشر كلفتهم بالكتابة في هذا‬
‫وحسن البنا في األدب املعاصر يحتاج إلى‬ ‫الواقعي‪ ،‬في كتاباته وأدبياته‪ ،‬واقتصاره على‬ ‫امليدان‪ ،‬برغم أن اجتاهاتهم كانت بعيدة عن‬
‫أكثر من ‪ 20‬مؤلف ًا؟‬ ‫األدب اإلسالمي‪ ،‬وتأثيره في اآلخرين‪.‬‬ ‫ه��ذا التيار‪ ،‬فتأثير اإلخ��وان في ه��ذا املجال‬
‫‪ -‬طبعاً ه��ذا صحيح‪ ،‬ولكن ‪ -‬لألسف ‪-‬‬ ‫تاريخ اإلخوان‬ ‫تأثير حيوي داخلياً وخارجياً‪.‬‬
‫خصوم ال��دع��وة ش� ّي��دوا صرحاً كبيراً ألعداء‬ ‫< مل��اذا لم يتم خدمة تاريخ اإلخوان‬ ‫وينبغي أن يُوضع ت��راث اإلم��ام البنا في‬
‫الفكر اإلسالمي‪ ،‬أما اإلسالميون فلم يفعلوا‬ ‫املسلمني من وجهة نظرك؟‬ ‫إطار خارجي يضم أثره‪ ،‬وإطار داخلي يفصح‬
‫شيئاً للتراث اإلسالمي‪ ،‬ولو ضاع منهم أروع‬ ‫‪ -‬ألن األح� � � ��داث واحمل� � ��ن ف� ��ي تاريخ‬ ‫عن معنى كتاباته احلقيقية‪ ،‬خصوصاً أنه كان‬
‫اخلطباء والشعراء ال يذكرهم أحد‪.‬‬ ‫حركة اإلخ��وان كانت متالحقة‪ ،‬ول��م تستطع‬ ‫يعمد في كثير من املسائل إلى الرمز‪ ،‬وكان‬
‫وه �ن��اك ع ��دد م��ن ال�ش�خ�ص�ي��ات األدبية‬ ‫اجلماعة في مصر أن تبذل جهداً وافياً في‬ ‫يتكلم ف��ي بعض مقاالته ع��ن نفسه بضمير‬
‫وال �ف �ك��ري��ة ت �ق �ي��م ل �ه��م اجل��ام �ع��ة األمريكية‬ ‫ذهبت إلى مكتبة‬ ‫ُ‬ ‫هذا اجلانب‪ ،‬ففي املاضي‬ ‫الغائب‪ ..‬وعندما يكون شخص ما قد عاصر‬
‫واملؤسسات األدبية وغيرها احتفاليات حتى‬ ‫�ورت وثائق عديدة‪،‬‬ ‫الوثائق البريطانية‪ ،‬وص� ُ‬ ‫هذا األسلوب ومترس فيه وعرف كيف يقرأ‬
‫اليوم‪ ،‬وحتتفي بذكراهم واملعاني التي دعوا‬ ‫منها ما كتبه السفير البريطاني في مصر عن‬ ‫أس �ل��وب��ه‪ ،‬س ��وف ي �ت��ذوق��ه مب ��ذاق آخ� ��ر‪ ..‬فلو‬
‫إليها‪ ،‬من العلمانية والتغريب‪ ،‬رغ��م أن��ه ثبت‬ ‫جماعة اإلخ��وان املسلمني‪ ،‬وهي وثائق مهمة‬ ‫وضعوا التراث في هذا اإلطار بهذا اإليضاح‪،‬‬
‫فشل ه��ذا األس �ل��وب‪ ،‬لكنه ف�ش� ٌل يُحتفى به‪،‬‬ ‫جداً بالنسبة للتاريخ‪ ،‬وفيها يق ّر السفير بأن‬ ‫وس �ل �ط��ت عليه األض � ��واء‪ ،‬س�ي�ك��ون ل��ه مذاق‬ ‫ُ‬
‫وبكثير م��ن اآلراء واالجت��اه��ات ال�ت��ي انتهت‬ ‫حركة اإلخوان املسلمني كانت متثل أكبر خطر‬ ‫مختلف‪ ،‬فالناحية األدبية لإلمام حتتاج بني‬
‫وأثبتت فشلها‪.‬‬ ‫أحضرت‬
‫ُ‬ ‫على اإلمبراطورية البريطانية‪ ،‬وقد‬ ‫‪ 20‬و‪ 30‬مؤلفاً حولها‪.‬‬
‫أما صوت احلق فما زال ضعيفاً‪ ،‬والتيار‬ ‫الكثير من الصور لهذه الوثائق‪.‬‬ ‫ويجب دراس��ة الوضع احلالي في مصر‪،‬‬
‫اإلسالمي إمكاناته محدودة بالنسبة إلمكانات‬ ‫وكل ما ُكتب عن احلركة‪ ،‬لو متت ترجمته‬ ‫وامل� � ��دارس األدب� �ي ��ة ال �ت��ي ظ �ه��رت ف�ي�ه��ا قبل‬
‫ال ��دول ال�ت��ي مت� � ّول ه��ذه اآلراء وتنفق عليها‪،‬‬ ‫ون �ش��ره‪ ،‬ف��إن��ه ي �خ��دم اجل�م��اع��ة وي�ق��وي�ه��ا في‬ ‫اإلخ���وان املسلمني‪ ،‬وك�ي��ف أ ّث��ر اإلخ���وان في‬
‫وال �ب��اح �ث��ون اإلس�لام �ي��ون م �ق �ص��رون ف��ي هذا‬ ‫ال��داخ��ل واخل ��ارج‪ ،‬وه��ذا يحتاج إل��ى مجهود‬ ‫األدب امل�ع��اص��ر‪ ،‬وم��ا أه��م س�م��ات ومميزات‬
‫اجل��ان��ب‪ ،‬م��ن حيث ال��دراس��ة واألب �ح��اث التي‬ ‫نبهت إل�ي��ه ول�ك��ن ل��م تكن هناك‬ ‫ُ‬ ‫كبير‪ ،‬وق��د‬ ‫وخصائص هذا التأثير‪.‬‬
‫يجب أن تُنشر‪ ،‬وبعد انهيار االجتاهات واآلراء‬ ‫استجابة قوية‪ ،‬فامللف الشخصي لشخصيات‬ ‫واحلقيقة أن اإلمام حسن البنا هو الكاتب‬
‫العلمانية التي كانت متبعة في كثير من الدول‪،‬‬ ‫العالم يتم الكشف عنه بعد خمسني سنة‪،‬‬ ‫اإلسالمي الوحيد الذي لم يكتب مقاالً واحد‬
‫ك��ان ينبغي أن تنهال مطارق اإلسالميني على‬ ‫وملف حسن البنا لم تكشف عنه اخلارجية‬ ‫ف��ي غ�ي��ر اإلس�ل��ام‪ ،‬فقلمه ك ��ان م �ج �ن��داً لله‬
‫هذه االنهيارات‪ ،‬وتدعم الوحدة اإلسالمية‪ ،‬لكن‬ ‫البريطانية إلى اآلن‪ ،‬بل إن هناك وثائق قد‬ ‫واإلسالم‪ ،‬أما باقي اإلسالميني فقد كتبوا في‬
‫‪ -‬لألسف ‪ -‬رد الفعل ما زال ضعيفاً جداً‪>.‬‬ ‫أحضرتها في املاضي‪ ،‬ولكنها اختفت عندما‬ ‫اإلس�لام وفي غيره‪ ،‬فاإلمام البنا وح��ده كان‬

‫‪33‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫مقال‬

‫عندما تصير الدميقراطية‬


‫في مصر احلل ملأساة فلسطني‬
‫اق�ت��رح الرئيس م�ب��ارك ف��ي كلمته ف��ي افتتاح اجتماع واشنطن للمفاوضات‬
‫املباشرة بني الكيان الصهيوني ومحمود عباس يوم ‪2010/9/2‬م رؤيته حلل الصراع‬
‫بقلم‪:‬‬ ‫في فلسطني والتي تتلخص في‪:‬‬
‫السفير د‪ .‬عبدالله األشعل ()‬ ‫عدم اعتراضه على ترشيح «جمال مبارك»‬ ‫أوال‪ :‬أن املفاوضات السابقة قد أنهت‬ ‫ً‬
‫وفقاً لبعض االجتهادات اإلعالمية‪.‬‬ ‫الكثير من التفاصيل املتعلقة بالوضع النهائي‬
‫خ �ط �ي��رة ت �س��اع��د ال �ك �ي��ان ال�ص�ه�ي��ون��ي على‬ ‫ول��ذل��ك‪ ،‬ف ��إن أخ �ط��ر م��ا ورد ف��ي هذه‬ ‫لالجئني واحل ��دود وال�ق��دس واألم ��ن‪ ،‬وذلك‬
‫تصفية القضية دون مقابل‪ ،‬عندما طالب‬ ‫الرؤية هو القول بأن «الصراع نفسي»‪ ،‬وإذا‬ ‫رغ��م إدراك الرئيس أن الكيان الصهيوني‬
‫ال� ��دول ال �ع��رب �ي��ة ب ��أن ت�ظ�ه��ر ج��دي�ت�ه��ا إزاء‬ ‫كان ذلك جائزاً بالنسبة للرئيس «السادات»؛‬ ‫ينكر حق الفلسطينيني في هذه امللفات‪.‬‬
‫ال�س�لام‪ ،‬وذل��ك باتخاذ خ�ط��وات م��ن شأنها‬ ‫فإن الرجل لم ميهله القدر حتى يختبر هذه‬ ‫ثاني ًا‪ :‬أن جناح املفاوضات يحتاج إلى‬
‫إزال��ة مخاوف امل��واط��ن الصهيوني العادي‪،‬‬ ‫الفرضية‪ ،‬ولكن الرئيس مبارك ق� ّدر له أن‬ ‫زيادة بناء الثقة والشعور باألمن بالطبع لدى‬
‫وأن تنعش آمال الشعب اليهودي في احلياة‪..‬‬ ‫يرى الكيان الصهيوني على حقيقته‪ ،‬ولذلك‬ ‫الكيان الصهيوني‪ ،‬وهو يعلم استحالة الثقة‬
‫علماً بأن املقاومة الشريفة هي وحدها التي‬ ‫ال ميكن تفسير هذه املقولة إال مبعنى واحد؛‬ ‫من جانب الضحية في اجلزار‪.‬‬
‫تثير مخاوف اليهود‪.‬‬ ‫وهو أنه مطلوب من الفلسطينيني أن يتحلوا‬ ‫ثالث ًا‪ :‬حث الدول العربية على االستمرار‬
‫صحيح أن الرئيس مبارك ق��ال أيضا‪ً:‬‬ ‫بالشجاعة في قبول املشروع الصهيوني‪ ،‬وأال‬ ‫ف��ي إظ�ه��ار جديتها إزاء مبادرتها للسالم‪،‬‬
‫إن االستيطان ال يساعد على السالم‪ ،‬ولكن‬ ‫يشكل ذلك لهم عقدة نفسية‪.‬‬ ‫وذلك باتخاذ خطوات تراعي مخاوف وآمال‬
‫ال �ع �ب��ارات امل�ل�غ��وم��ة ال �ت��ي وردت ف��ي كلمته‬ ‫كذلك ال ميكن أن نفهم معنى إعادة الثقة‬ ‫الصهاينة ال �ع��ادي�ين‪ ،‬ويعلم س�ي��ادت��ه قطعاً‬
‫القصيرة تثير م�خ��اوف ال �ع��رب‪ ،‬وإن كانت‬ ‫والشعور باألمن؛ ألن الثقة قائمة بالفعل بني‬ ‫أن «اإلس��رائ�ي�ل��ي» ال�ع��ادي ه��و ال��ذي انتخب‬
‫تنزل برداً وسالماً على قلوب الغاصبني‪ ،‬فهل‬ ‫عباس والصهاينة‪ ،‬ولكن ال ثقة بني الشعب‬ ‫«نتنياهو» على برنامج محرقة غ��زة‪ ،‬وكان‬
‫هذا هو ال��ذي يحقق السالم للفلسطينيني‪،‬‬ ‫الفلسطيني الذي يريد أرضه وبني املغتصب‬ ‫األول��ى باإلنصاف هو امل��واط��ن الفلسطيني‬
‫خاصة في ظل تأكيد «نتنياهو» أنه ال‬ ‫ال� ��ذي ي�ق�ت�ل��ع م��ن وط ��ن أسالفه‬
‫يقدم شيئاً للشعب الفلسطيني سوى‬ ‫لصالح هذا الصهيوني الغاصب‪.‬‬
‫االستيطان واإلبادة‪ ،‬وأن مطلبه األول‬ ‫رابع ًا‪ :‬أن جوهر الصراع له‬
‫هو أمن «إسرائيل» أي القضاء على‬ ‫طابع نفسي‪ ،‬وأن السالم الذي‬
‫املقاومة؟‬ ‫في متناول اليد هو «سالم املقابر‬
‫وأخيراً‪ ،‬فالبد أن يدرك اجلميع‬ ‫اإلسرائيلي»‪.‬‬
‫أن ال �ش �ع��ب امل��ص��ري س ��وف يظفر‬ ‫وال مي�ك��ن ف�ه��م ه��ذه الرؤية‬
‫ب��ال��دمي �ق��راط �ي��ة ب �ن �ض��ال��ه‪ ،‬ويرفض‬ ‫بعيداً عن املناخ الذي ساد زيارة‬
‫أن تسوى قضيتها ف��ي أي عاصمة‬ ‫الرئيس مبارك لواشنطن في هذا‬
‫أخرى‪.‬‬ ‫التوقيت‪ ،‬الذي حتتدم فيه معركة‬
‫مصر‬
‫ٌّ‬ ‫كما أن الشعب الفلسطيني‬ ‫ال�ت��وري��ث ب�ين احل�ك��م واملعارضة‬
‫ع�ل��ى أن يظفر ب��أرض��ه واستقالله‬ ‫واص� �ط� �ح ��اب ��ه ل �ن �ج �ل��ه «جمال»‬
‫ضد الصهاينة الذين ربطوا بني شقاء‬ ‫في الزيارة ملجرد أن «النجل اب� ٌن ب��ا ٌّر» وفق‬
‫الشعب املصري باغتصاب حقه الدميقراطي‪،‬‬ ‫ال��ذي يجاهر باغتصابها‪ ،‬كما أن الشعور‬ ‫تبرير املتحدث باسم الرئيس‪ ،‬وه��و تبرير‬
‫وب�ي�ن ش �ق��اء ال�ش�ع��ب الفلسطيني بتصفية‬ ‫باألمن بالنسبة لشعب يتربص به الصهاينة‬ ‫مقبول أس��ري �اً‪ ،‬ولكنه غ��ري��ب ف��ي عالقات‬
‫قضيته لصالح املشروع الصهيوني‪.‬‬ ‫ت��رف ال يناسب خ�ط��ورة املرحلة‪ ،‬مثلما أن‬ ‫مصر اخلارجية‪ ،‬وانتقاد الصحف األمريكية‬
‫ال��دمي��ق��راط��ي��ة ف ��ي م �ص��ر ه ��ي احلل‬ ‫الشعور باألمن عند الصهاينة ال��ذي يحلم‬ ‫ل �ت��راخ��ي اإلدارة األم��ري �ك �ي��ة ف��ي مساندة‬
‫السحري ملأساة فلسطني‪ ،‬وه��ذا ما تدركه‬ ‫بكل فلسطني مستحيل‪ ،‬ف��أي أم��ن يقصده‬ ‫قضية الدميقراطية في مصر‪ ،‬وتأكيد هذه‬
‫القوى الغاصبة ألرض فلسطني‪ ،‬فقد مضى‬ ‫الرئيس مبارك إال أن يكون ترديداً لعبارات‬ ‫ال�ص�ح��ف أن «أوب ��ام ��ا» ش � ّ�دد ع�ل��ى ضرورة‬
‫أجلنا فيه دميقراطيتنا حتى‬ ‫ال��زم��ن ال��ذي ّ‬ ‫مألوفة في مثل هذه املناسبات‪ ..‬و َمن األولى‬ ‫إجراء انتخابات نزيهة في مصر‪ ،‬رمبا مقابل‬
‫تتحرر فلسطني‪ ،‬فخسرنا ال��ره��ان بسبب‬ ‫بالشعور باألمن؟‬
‫فساد ترتيب األولويات‪>.‬‬ ‫ك��ذل��ك ت �ض � ّم �ن��ت ك�ل�م��ة ال��رئ �ي��س قنبلة‬ ‫()خبير في القانون الدولي ‪ -‬مصر‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪34‬‬


‫مقال‬

‫يظهر أن احلرق هو الوسيلة األسرع عند قصار النظر‪ ،‬للتخلص من اآلخر وإلرواء غليل‬
‫احلقد والكيد‪ ..‬فلم يبق النمرود وحيد ًا صاحب فكرة حرق إبراهيم أبي األنبياء ‪ -‬عليه‬
‫الصالة والسالم ‪ -‬وإن كان حرقه قد فشل فنجى الله إبراهيم‪ ،‬وجعل النار ب��رد ًا وسالم ًا‬
‫عليه‪ ،‬وبقي قلب النمرود يحترق‪.‬‬

‫حرق املصحف‪ ..‬أم احتراق القلوب؟!‬


‫ون (‪(})9‬احلجر)‪.‬‬ ‫حّلّافٌظٍ ّ‬ ‫ولم يكن أصحاب األخ��دود وحيدين؛ فقد‬
‫املستعبدين ‪ -‬بكسر‬
‫ِ‬ ‫العباد‬ ‫على‬ ‫حسرة‬ ‫ويا‬ ‫أشعلوا األخاديد ناراً‪ ،‬وألقوا فيها من آمن بدين‬
‫بقلم‪ :‬سالم الفالحات ()‬ ‫الباء ‪ -‬لغير الله تعالى‪ ،‬الذين يخشون الناس‬ ‫التوحيد من ال�ن��اس‪ ،‬فقُ تل أصحاب األخ��دود‪،‬‬
‫‪Salem.yousef@hotmail.com‬‬ ‫أكثر من خشيتهم لله‪ ،‬فهم ال ي��رون إال ما كان‬ ‫وانتشر التوحيد‪ ،‬وقد قرر الله تعالى مبا يصلح‬
‫إن رأوا ‪ -‬فمعبودهم ما‬ ‫حت��ت أق��دام�ه��م ‪ -‬ه��ذا ْ‬ ‫ق��اع��دة ماضية ال تتخلف ف��ي ك��ل زم��ن‪ّّ ${ :‬ما‬
‫ً‬
‫أصال!!‬ ‫بال شعور‬ ‫يخنقهم وي�ض�غ��ط ع�ل��ى رق��اب�ه��م ث��م يطعمهم‬
‫وأما حكام أمة القرآن فينوب عنهم األمني‬
‫ّنق ٍّموا ٌم ًن ٍه ًم إ َّال ّأن ٍي ًؤ ٌم ٍنوا بٌال َّل ٌه پً ّع ٌزي ٌز پً ّحمٌ يدٌ‬
‫كيفما ش��اء‪ ،‬وأينما ش��اء‪ ،‬ويجوعهم (ب�لا أجر)‬
‫ال�ع��ام جلامعة ال��دول العربية‪ ،‬ودع�ه��م وشأنهم‬ ‫وملصلحتهم ليتعلقوا به أكثر‪ ،‬وليتبعوه في أي‬ ‫(‪(})8‬البروج)‪.‬‬
‫فقد أشغلتهم قضية األقصى‪ ،‬وفلسطني‪ ،‬وغزة‪،‬‬ ‫جحر دخل‪.‬‬ ‫وإال‪ ..‬فما ذنبهم؟ وم��ا ذن��ب إبراهيم عليه‬
‫والعراق‪ ،‬أقصد عملية التفاوض املباشر‪ ،‬وليس‬ ‫من هنا‪ ،‬فقد طعنوا في كرامتهم في أخص‬ ‫السالم؟ إال أنه استخدم العقل الذي وهبه الله‬
‫لديهم وقت يضيعونه على هذه الهامشيات‪ ،‬أم‬ ‫خصائص دينهم‪ ،‬في جذر حضارتهم‪ ،‬في أقدس‬ ‫إياه‪.‬‬
‫أن�ه��م ل��م ي �ق��رؤوا أن عبداملطلب سقط م��ن عني‬ ‫كتبهم الذي خصه الله بلسانهم العربي‪ ،‬لكنهم‬ ‫وأشعل األسود العنسي في اليمن النار حلرق‬
‫أبرهة األش��رم‪ ،‬ملا رآه ُيعنى بإبله فقط‪ ،‬ويهمل‬ ‫ال ميلكون إزاء االعتداء عليه إال تهدئة نفوس‬ ‫أبي مسلم اخلوالني التابعي يرحمه الله‪ ،‬ولكن‬
‫بيته وبيت آبائه وأجداده‪.‬‬ ‫املسلمني املنكسرة‪ ،‬وترويضهم وتطبيعهم حتى‬ ‫النار لم حترقه بكرامة من الله‪ ،‬فجعل الله في‬
‫نعلم أن مسيحيينا ف��ي امل�ش��رق مختلفون‬ ‫ال يسمع «ربهم» كلمة تؤذيه أو حتى حشرجة‬ ‫أم��ة محمد [ م��ن ل��م حت��رق��ه ال�ن��ار كإبراهيم‬
‫مت��ام� ًا ع��ن ه��ذه احل�م�لات الصهيو‪/‬صليبية‬ ‫عليه ال�س�لام‪ ،‬كما ق��ال عمر بن اخلطاب‬
‫اجل��دي��دة‪ ،‬وه��م ض��ده��ا دائ �م � ًا‪ ،‬وه��م عرب‬ ‫] أمام اخلليفة أبي بكر الصديق ]‪.‬‬
‫وال � �ك � �ت� ��اب ع� ��رب� ��ي‪ ،‬ف ��ال� �ق� �ي ��ادة ال��دي �ن �ي��ة‬ ‫وح��رق��ت ب�ي��وت املسلمني ف��ي أنحاء‬ ‫ُ‬
‫ليست بأيديهم إمن��ا للغرب ال ��ذي تقوده‬ ‫األرض على أيدي أعداء اإلنسانية بالنار‬
‫الصهيونية العاملية‪ ،‬وبخاصة في أمريكا‪،‬‬ ‫والقنابل وبوسائل جديدة‪ ،‬لكن اإلسالم‬
‫التي قالت لـ«أوباما» ولكل صوت عاقل‪ :‬ال‬ ‫ت��أص��ل ف��ي قلوبهم وأي �ن��ع خ �ي��ر ًا وع� ً‬
‫�دال‬
‫حتلم بالتسامح مع العرب واملسلمني‪..‬‬ ‫احلراقون‪ ،‬ولم يأبه بهم أحد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ومات‬
‫جترم‬
‫ّ‬ ‫نشرع قوانني‬ ‫ّ‬ ‫نحن من حقنا أن‬ ‫�ار ب��امل �س �ج��د األق �ص��ى‬ ‫َ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫�ل‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫وأ‬
‫م ��ن مي� ّ�ي��ز ب�ي�ن ال� �ن ��اس ف ��ي أم��ري �ك��ا بسبب‬ ‫صهاينة حاقدون‪ ،‬وبقي األقصى يشعل‬ ‫ٌ‬
‫دي��ان�ت�ه��م وب�خ��اص��ة ال�ي�ه��ود باستثناء ملة‬ ‫احل �م��اس ف��ي ق�ل��وب امل�س�ل�م�ين‪ ،‬ويحظى‬
‫واح��دة ‪ -‬ولكل قاعدة ش��واذ ‪ -‬ملة اإلسالم‬ ‫بحبهم وحسرتهم وأملهم على األقل‪.‬‬
‫م��ع احترامنا جل��دت��ك ال�ك��رمي��ة‪ ..‬نحن من‬ ‫تشبه برب‬ ‫ّ‬ ‫وه�ك��ذا م��ن ح��رق بالنار‬
‫حقنا حرق «مصحفهم الواحد» تعبير ًا عن‬ ‫النار فقصمه الله في الدنيا‪ ،‬وله الويل‬
‫سخطنا على متطرفيهم‪ ،‬وليس م��ن ح��ق أحد‬ ‫م��ن ش ��دة ال �ض �غ��ط؛ فيقطع أرزاق� �ه ��م ويسحب‬ ‫في اآلخرة‪.‬‬
‫فيهم مجرد االحتجاج على فعلنا‪ ،‬وهكذا نحن‬ ‫«الشواالت» من حتت أقدامهم‪..‬‬ ‫وال �ي��وم‪ ،‬وب�ع��د ع�ي��د ف�ط��ر املسلمني بيوم؛‬
‫ندمرهم ونحرقهم في غزة والعراق وأفغانستان‬ ‫أسمعتم االع �ت��راض األم��ري �ك��ي ع�ل��ى هذه‬ ‫ي �ه��دد ال�ش�ي�ط��ان��ي ال� ��ذي ال ي�س�ت�ح��ق أن أذك��ر‬
‫من أجل السالم العاملي‪ ،‬ومحاربة اإلرهاب‪ ،‬وليس‬ ‫الفعلة املشينة؟ إن�ه��ا ال�ت�خ��وف على جنودهم‬ ‫اسمه‪ ...‬هو وأتباعه من الصهاينة املتمسحني‬
‫من حق من جلسوا على دمار بيتهم أن يوجهوا‬ ‫في أفغانستان‪ ،‬والعراق واملشرق العربي كما قال‬ ‫باملسيحية كذب ًا وزوراً‪ ،‬يهددون بحرق مصاحف‬
‫لنا كلمة نابية هذا وإن أطلقوا صاروخ ًا صنعوه‬ ‫قائد القوات األمريكية في أفغانستان‪ ،‬وقائد‬ ‫في والية فلوريدا األمريكية‪.‬‬
‫من فقرهم وعوزهم‪ ،‬فهذه جرمية عاملية يجب‬ ‫«الناتو»‪ ،‬والناطق باسم اخلارجية األمريكية‬ ‫واحلقيقة أن قلوبهم حتترق بسبب هذا‬
‫أن نسكتها إلى األبد‪.‬‬ ‫بعبارة تكاد تكون واحدة‪ ،‬وهي أن هذا التصرف‬ ‫ال �ك �ت��اب ال� ��ذي ع� ّ�ط��ل م �ش��روع �ه��م االحتاللي‬
‫أم��ا ع��رب املصحف العربي املبني فأستعير‬ ‫قد يعرض للخطر سالمة رجالنا ونسائنا الذين‬ ‫ال �ت �خ��ري �ب��ي‪ ،‬وق� ��د ص� ��رح س��اس �ت �ه��م وقادتهم‬
‫لكم بتصرف بعض ما قاله اليازجي‪:‬‬ ‫يخدمون هناك‪.‬‬ ‫أن ال� �ق ��رآن ال� �ك ��رمي أق� ��وى م ��ن ج �ي��وش �ه��م ومن‬ ‫ّ‬
‫ت �س �ت �ظ �ل �م��ون ول �س �ت��م ت �ش �ت �ك��ون وك��م‬ ‫أما البابا في الفاتيكان‪ ،‬والذي تنتسب إليه‬ ‫مكائدهم‪..‬‬
‫ت �س �ت �غ �ض �ب��ون ف�ل�ا ي� �ب ��دو ل �ك��م غضب‬ ‫ه��ذه (الكنيسة) وراعيها املتهم بذمته املالية‬ ‫يا حسرتهم ويا شقاءهم!! فالقرآن الكرمي‬
‫أق � ��دارك � ��م ف� ��ي ع� �ي ��ون ال � �غ� ��رب ن ��ازل ��ة‬ ‫قبل أقل من عشر سنني‪ ،‬فلم ينبس ببنت شفة‪،‬‬ ‫ه��و ال��وح �ي��د ال ��ذي ت�ك�ف��ل ال �ل��ه ب�ح�ف�ظ��ه‪ ،‬وهو‬
‫وح �ق �ك��م ب�ي�ن أي � ��دي ال� �غ ��رب مغتصب‬ ‫فربع‬
‫أن امل��وض��وع ال يستحق ت��دخ�ل��ه‪ُ ،‬‬ ‫ويظهر ّ‬ ‫أص��دق القائلني‪{ :‬إ َّن��ا ّن ًح ٍن ّن َّز ًل ّنا ٌَ‬
‫پذكً ّر ّ‪$‬إ َّن��ا ّل ٍه‬
‫ث� ��م ي� �س ��أل ��ون ��ك‪ :‬ل� � � َ�م ت� �ك ��ره ��ون� �ن ��ا؟!‬ ‫سكان األرض ال قيمة ملشاعرهم ولرمبا ظنهم‪،‬‬
‫وأع � � �ج� � ��ب أن � � � � ��ا‪ ..‬ل� � � � َ�م ال ن��ح��ب��ه��م؟‬ ‫وغيره من الذين شكل الصهاينة عقولهم أنهم‬ ‫()املراقب العام السابق لإلخوان في األردن‬

‫‪35‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫القائد الشعبي حسن َح َب ّن َكة َامل ْيداني‬
‫(‪1398 - 1326‬هـ ‪1978 - 1908 /‬م)‬
‫بعض أتباعه بأن الشيخ حسناً يريد الزعامة‬ ‫ول��د ف��ي ح��ي امل �ي��دان ف��ي دمشق‬
‫وينافس الشيخ علي‪ ،‬واشتد األمر فما كان‬ ‫س �ن��ة ‪1326‬ه� � � � � �ـ‪1908/‬م‪ ،‬وه ��و حي‬
‫م��ن ال�ش�ي��خ ح�س��ن إال أن اع�ت�ـ��زل مؤسسة‬ ‫الشجعان وأهل املروءة والفت ّوة وأولي‬
‫الشيخ علي إيثاراً للسالمة‪ ،‬لكن الشيخ حسن‬ ‫القوة‪ ،‬وأبوه هو مرزوق بن عرابي بن‬
‫ال به ومتأدباً معه حتى مات الشيخ‬ ‫ظل متص ً‬ ‫غنيم م��ن ع��رب بني خالد م��ن بادية‬
‫علي يرحمه الله‪.‬‬ ‫ح �م��اة‪ ،‬أم��ا َح� َب� ّن�ك��ة وامل �ي��دان��ي فهما‬ ‫د‪ .‬محمد بن موسى الشريف ()‬
‫ث��م إن ال�ش�ي��خ ‪ -‬ي��رح�م��ه ال�ل��ه ت�ع��ال��ى ‪-‬‬ ‫لقبان له عرفت عائلته باللقب األول‬
‫أس��س جمعية خ��اص��ة ب��ه س�م��اه��ا «جمعية‬ ‫واشتهر هو باللقب اآلخ��ر‪ ،‬وكان أبوه‬
‫التوجيه اإلسالمي» سنة ‪1365‬هـ‪1946/‬م‪،‬‬ ‫مرزوق من أهل الصالح واالستقامة‪،‬‬
‫وك��ان��ت اجلمعية تستقبل ال �ط�لاب م��ن كل‬ ‫ص��اح��ب محل لبيع امل ��واد الغذائية‪،‬‬ ‫في العصر احلديث عشرات اآلالف‬
‫مكان‪ ،‬وتُعنى بهم وتدرسهم مجاناً‪ ،‬بل إنها‬ ‫وأمه خديجة من أصول مصرية أتت‬ ‫م��ن العلماء وامل�ش��اي��خ وطلبة العلم‪،‬‬
‫كانت تهيئ السكن ملن ال سكن له‪ ،‬وبفضل‬ ‫ألبيه بأربعة أبناء وبنتني‪ ،‬أكبرهم هو‬ ‫وبعض هؤالء قد بلغ من العلم مبلغ ًا‬
‫الله استطاعت أن تنشئ مساجد كثيرة في‬ ‫الشيخ حسن يرحمه الله‪ ،‬وقد توفيت‬ ‫ال من هؤالء من كانت‬ ‫عظيم ًا‪ ،‬لكن قلي ً‬
‫دمشق وتُعنى بالقدمي منها وأنشأت مدارس‬ ‫‪ -‬يرحمها الله تعالى ‪ -‬أثناء عودتها‬ ‫له عند قومه منـزلة وتأثيـر‪ ،‬وقليل‬
‫ومعاهد للبنني والبنات‪ ،‬وداراً للقرآن في‬ ‫من احلج مع ابنها الشيخ حسن‪.‬‬
‫من ه��ؤالء َم��ن ك��ان له في بلده عمل‬
‫ج��ام��ع منجك ‪ -‬ال ��ذي ك��ان امل �ق��ر الرئيس‬ ‫نشأته‬ ‫جليل‪ ،‬وم��ن ه��ؤالء القلة ك��ان الشيخ‬
‫للشيخ حسن طوال حياته ‪ -‬وظلت اجلمعية‬ ‫نشأ الشيخ حسن في حي امليدان‪،‬‬
‫معطاءة م��درارة إل��ى سنة ‪1387‬ه� �ـ‪1967/‬م‬ ‫حسن حبنكة امليداني‪ ،‬يرحمه الله‬
‫وتعلم ف��ي الكتّاب ال �ق��راءة والكتابة‪،‬‬
‫ح�ي��ث أُل�غ�ي��ت مب��راس�ي��م ج�م�ه��وري��ة وضمت‬ ‫وق��راءة القرآن العظيم‪ ،‬ثم درس في‬ ‫تعالى‪.‬‬
‫مبانيها إلى وزارة األوقاف‪.‬‬ ‫م ��درس ��ة ال �ش �ي��خ ش��ري��ف اليعقوبي‬
‫صفاته‬ ‫االبتدائية‪ ،‬ثم قرأ بعض العلوم على‬
‫كان للشيخ يرحمه الله صفات جليلة من‬ ‫الشيخ طالب هيكل‪ ،‬ثم على الشيخ‬
‫أعظمها‪:‬‬ ‫عبدالقادر األش�ه��ب‪ ،‬ث��م على الشيخ‬
‫‪ -1‬الهمة العالية‪:‬‬ ‫محمود العطار والشيخ أم�ين سويد‪،‬‬
‫فقد تعلق قلبه بالعلم منذ صغره حتى آخر‬ ‫وقرأ العلوم العقلية على عالم بخاري‬
‫أيامه‪ ،‬وكانت له دروس عديدة تبدأ من قبل‬ ‫وآخ� ��ر ك � ��ردي‪ ،‬ث��م ق ��رأ ع �ل��ى الشيخ‬
‫صالة الفجر!! وتستمر عامة النهار وطرفاً‬ ‫احمل��دث ب��در ال��دي��ن احلسني‪ ،‬وتفقه‬
‫من الليل‪ ،‬وكان يلـزم طالبه بالهمـة العالية؛‬ ‫ب��امل��ذه��ب احل�ن�ف��ي ث��م درس املذهب‬
‫فقد تعلّم على يديه طالب يسمى إسماعيل‬ ‫الشافعي والتـزمه علماً وتعليماً‪.‬‬ ‫() أكادميي وداعيةسعودي ‪ -‬املشرف على موقع التاريخ‬
‫الصباغ‪ ،‬وكان يُلزمـه أن يأتيه في وقت محدد‬ ‫وال �ت �ح��ق ال �ش �ي��خ ح �س��ن بالشيخ‬ ‫‪www.altareekh.com‬‬
‫في السحر للدراسة‪ ،‬فإذا تأخر بضع دقائق‬ ‫ع�ل��ي ال��دق��ر ‪ -‬وق��د ت��رج�م��ت ل��ه في‬
‫ل��م ي��أذن ل��ه‪ ،‬وك��ان ه��ذا الطالب إسماعيل‬ ‫ه��ذه السلسلة التي أرج��و أن يبارك‬
‫يسكن خ��ارج حي امل�ي��دان‪ ،‬فكان ميشي في‬ ‫الله فيها ‪ -‬وصار من جملة تالميذه‬
‫ظلمة الليل من بيته إلى بيت شيخه ليصل‬ ‫وال� �س ��ائ ��ري ��ن ع �ل��ى م �ن �ه �ج��ه‪ ،‬وتولى‬
‫إليه قبل الفجر بساعة‪ ،‬فما أحسن الهمـة‬ ‫إدارة مدرستني تابعتني للشيخ علي‪،‬‬
‫العاليـة في الشخص فهي املوصلة له إلى‬ ‫وأخلص له في همة منقطعة النظير‪،‬‬
‫أعلى الدرجات‪.‬‬ ‫وك��ان هو املقدم بني أصحاب الشيخ‬
‫وم��ن دالئ��ل همـة الشيخ حسن أن��ه كان‬ ‫علماً وتعليماً وإدارة‪ ،‬وقد جلب له هذا‬
‫ل��ه شيخ اس�م��ه محمود ال�ع�ط��ار وه��و فقيه‬ ‫احلسد والكيد فوشى به عند الشيخ‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪36‬‬
‫قالوا‪ :‬ال‪.‬‬ ‫حنفي متمكن م��ن الفقه‪ ،‬فكان يجلس بني‬
‫فقال لهم‪ :‬وما يدريكم أنه فخ صنع لكم‬ ‫يديه على ركبتيه عدة ساعات كل يوم‪ ،‬وكان‬
‫حتى تُقتلوا أو تأخذكم الدولة بجرم القيام‬ ‫للشيخ محمود رغبة في اخلروج إلى البساتني‬
‫بثورة مسلحة‪.‬‬ ‫وحبب إليه ذلك‪ ،‬فكان الشيخ حسن‬ ‫والقرى ُ‬
‫أنتم بني خيارين‪ :‬إما أن أحبسكم عندي‬ ‫يتبعه من بستان إلى بستان‪ ،‬ومن قرية إلى‬
‫هنا في البيت‪ ،‬وإما أن تنصرفوا إلى بيوتكم‪،‬‬ ‫قرية رغبة في طلب العلم‪.‬‬
‫وال أس�م��ح ألح��د منكم ب��امل�ش��ارك��ة ف��ي هذا‬ ‫وق ��د ظ �ه��رت ه �م��ة ال �ش �ي��خ ال �ع��ال �ي��ة في‬
‫األم��ر‪ ،‬إن املسلمني بحاجة لكم فال متكنوا‬ ‫تصدره للتدريس وإف��ادة اجلمهور؛ فقد كان‬
‫أعداءكم منكم‪.‬‬ ‫ل��ه درس ع��ام جامع للعامة بعد الفجر إلى‬
‫فانصرف العلماء إلى بيوتهم مستجيبني‬ ‫الضحى‪ ،‬ثم يفطر مع الطالب‪ ،‬ثم يدرس كبار‬
‫ألمر الشيخ‪ ،‬ووقع ما تفرس فيه الشيخ‪ ،‬فقد‬ ‫الطالب إلى ُقبيل صالة الظهر‪ ،‬ثم إنه يفرغ‬
‫هجمت ال��دول��ة على اجل��ام��ع‪ ،‬وك�س��رت بابه‬ ‫لنفسه من الظهر إلى العصر‪ ،‬وبعد العصر‬
‫بدبابة‪ ،‬وقتلت خلقاً كثيراً ممن وجدته فيه‬ ‫الشيخ حسن حبنكة‬ ‫بقليل كان له درس إلى أذان املغرب مع كبار‬
‫في مجزرة شنيعة‪ ،‬واستاقت الباقي لتعذبهم‬ ‫ط�لاب��ه‪ ،‬ث��م بعد امل�غ��رب يحني وق��ت الدرس‬
‫عذاباً مروعاً ثم أعدمت جماعة منهم‪ ،‬وكان‬ ‫ال �ع��ام اجل��ام��ع ل�ل�ع��ام��ة‪ ،‬وب�ع��د ال�ع�ش��اء درس‬
‫يراد استئصال املشايخ وطلبة العلم كلهم لكن‬
‫ولد في حي امليدان بدمشق سنة‬ ‫للطالب الذين ال تسعفهم أحوالهم للدراسة‬
‫جناهم بحكمة الشيخ‪.‬‬ ‫الله ّ‬ ‫‪1326‬هـ‪1908/‬م وأبوه مرزوق بن‬ ‫ال‪ ،‬ثم بعد فراغ الدرس‬ ‫النهارية فيأتون إليه لي ً‬
‫ومن األمثلـة على حكمته رفضه الدعوات‬ ‫ً‬
‫يعود إلى بيته‪ ،‬لكنه كان كثيرا ما يحب البقاء‬
‫املتكررة من سفارة االحت��اد السوفييتي في‬
‫عرابي بن غنيم من عرب بني خالد‬ ‫في اجلامع والبيات فيه ليوقظ طالبه لصالة‬
‫ب�ي��روت حلضور مؤمتر ع�ق��دوه للسالم‪ ،‬مع‬ ‫من بادية حماة‬ ‫الفجر جماعة‪ ،‬ويقوم سحراً للصالة والدعاء‬
‫أنهم وعدوه بأنهم سيسمحون له باحلديث كما‬ ‫والتسبيح‪ ،‬ورمب��ا طالع بعض كتب العلم في‬
‫يشاء‪ ،‬لكنه رفض ألنه يعلم أنهم لن ينشروا له‬ ‫وال �ع �ب��اد ب��اخل�ي�ـ��ر‪ ،‬وق��د ظ �ه��رت حكمته في‬ ‫ذلك الوقت‪ ،‬هذا عدا عن قضايا املسلمني‬
‫شيئاً‪ ،‬وفي الوقت نفسه سيخدعون كثيراً من‬ ‫مواقف‪ ،‬منها يوم اشتدت السلطات البعثية‬ ‫العامة التي كانت تؤرقه وتأتي على الوقت‬
‫الناس بحضوره‪.‬‬ ‫احل��اك�م��ة ف��ي ال �ش��ام على الشعب وضيقت‬ ‫الذي بقي له من يومه وليلته‪.‬‬
‫‪ -3‬التصدر للناس‪:‬‬ ‫عليه في أمور دينه‪ ،‬ف��أرادت مجموعات من‬ ‫وكان له طريقة حسنة في التعليم؛ وهي‬
‫ك ��ان ال�ش�ي��خ زع �ي �م �اً ل�ل�ش�ع��ب‪ ،‬متصدراً‬ ‫الشباب أن تعتصم باجلامع األموي‪ ،‬ووافقهم‬ ‫إيقاف الطالب على مبادئ العلم ومفاتيحه‪،‬‬
‫حلل مشكالتهم‪ ،‬مصلحاً بينهم‪ ،‬مدافعاً عن‬ ‫بعض العلماء على ذلك‪ ،‬واجتمعوا في املسجد‬ ‫ويدربهم على استخراج املسائل من مظانها‪،‬‬
‫مظلومهم‪ ،‬مجيباً ملطالبهم‪ ،‬مغيثاً مللهوفهم‪،‬‬ ‫وتوالت االتصاالت من اجلامع تستحث الشيخ‬ ‫ومِ ن ثَ ّم يعقد حلقات للمناقشة وهذه طريقة‬
‫مجيباً لدعوة من دع��اه من خ��واص إخوانه‬ ‫أن ي��أت��ي ه��و وطلبته‪ ،‬وك��ان املستحث أحد‬ ‫فريدة‪.‬‬
‫وطالبه‪ ،‬ثم إنه كان املوصل ملطالب الشعب‬ ‫املشايخ املتعاونني مع الدولة‪ ،‬وجاء مجموعة‬ ‫وك�� ��ان ي ��دف ��ع ب��ط�ل�اب��ه إل� ��ى التدريس‬
‫إلى احلاكم والوزير واملسؤول‪ ،‬على أنه كان‬ ‫من املشايخ إلى الشيخ حسن في مكانه في‬ ‫واخل �ط��اب��ة وإل��ق��اء امل��واع��ظ ف��ي املساجد‪،‬‬
‫يخالطهم بعزة العالم املسلم‪ ،‬وكان عدد من‬ ‫ج��ام��ع َم�نْ�ج��ك‪ ،‬وك��ان منهم د‪ .‬محمد أمني‬ ‫خ��اص��ة ف��ي رم �ض��ان ل�ل�ت��درب على مواجهة‬
‫رؤساء اجلمهورية يزورونه في مسجده وفي‬ ‫املصري ورجحوا املشاركة واستحثوه ليذهب‪،‬‬ ‫اجلمهور وإفادتهم‪.‬‬
‫غرفته في املسجد ويصلون عنده اجلمعة؛‬ ‫فقال لهم‪:‬‬ ‫وك�� ��ان ي�� ��درب ط�ل�اب ��ه ع��ل��ى السباحة‬
‫فلم يُ�ث��ن عليهم ق��ط‪ ،‬وإمن ��ا ك��ان يصدعهم‬ ‫هل أنتم الذين دبرمت هذا األمر وأعددمت‬ ‫والفروسية ورك��وب اخل�ي��ل‪ ،‬ويسير بهم في‬
‫باحلق وينصحهم ويوجههم‪ ،‬وكذلك احلال إذا‬ ‫له عدته؟‬ ‫القرى والبساتني لتدريبهم على القوة واحتمال‬
‫اجتمع بهم في حفل عام أو اجتماع فإنه يصدع‬ ‫هل أنتم الذين بعثتم طالبكم ومريديكم‬ ‫املشاق‪ ،‬ورمبا بات معهم في املساجد أو البيوت‬
‫باحلق في وجوههم ويريهم عزة العلماء‪.‬‬ ‫للدعوة إليه؟‬ ‫التي يستأجرها لهذا ال�غ��رض‪ ،‬ورمب��ا باتوا‬
‫ومن مواقفه مع حكام املسلمني‪ ،‬أنه كان‬ ‫في أرض أو سفح جبل‪ ،‬وفي تلك الرحالت‬
‫في وفد من علماء الشام لتهنئة امللك سعود‬ ‫يفيدون أهل القرى بالدروس واملواعظ‪.‬‬
‫‪ -‬يرحمه الله تعالى ‪ -‬باحلكم‪ ،‬فنصح امللك‬
‫التحق بالشيخ علي الدقر وتولى‬ ‫‪ -2‬احلكمـة‪:‬‬
‫وحثه على االستمساك بالشرع والعمل به‪،‬‬ ‫إدارة مدرستني تابعتني له في همة‬ ‫وقد قال تعالى‪ّّ ${ :‬من ٍي ًؤ ّت پً حٌ ًك ّم ّة ّفق ًّد‬
‫وحثه على إعادة إعمار سكة حديد احلجاز‪،‬‬
‫قدم بني‬ ‫منقطعة النظير وكان ُامل َّ‬ ‫ٌيرا}(البقرة‪ ،)269:‬وقد جتلت‬ ‫ٍأو ٌت� ّ�ي ّخ ًي ْرا كّ ث ْ‬
‫وبعد ذلك أهدي له وللعلماء ساعات وعطايا‬ ‫حكمته في م��دارات��ه لألنظمـة احلاكمـة في‬
‫مالية فقبلوا الساعات وردوا املال‪.‬‬ ‫أصحاب الشيخ علم ًا وتعليم ًا وإدارة‬ ‫ب�لاد ال �ش��ام آن ��ذاك فيما ي�ع��ود على البالد‬

‫‪37‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫‪ -‬في لقاء خ��اص‪ ،‬ومل��ا ع��اد أع��د له الشعب‬ ‫وكان له فضل على العلماء والدعاة‪ ،‬فقد‬
‫ال جداً في املطار وفي جامعه‬ ‫استقباالً جلي ً‬
‫الهمة العالية واحلكمـة والقوة‬ ‫ت��وس��ط ل��دى ح��اف��ظ األس ��د إلط�ل�اق الشيخ‬
‫َوح� � َّي���ه (امل � �ي� ��دان)‪ ،‬وغ� ��اظ ه���ذا احلكومة‬ ‫والشجاعة والسعي على مصالح‬ ‫سعيد ح��وا ففعل‪ ،‬وإلط�ل�اق الشيخ محمد‬
‫ال �س��وري��ة ب��زع��ام��ة د‪ .‬ن��ور ال��دي��ن األتاسي‪،‬‬ ‫علي مشعل فاستجاب لوساطته‪ ،‬وكان احلمى‬
‫بل إن السوفييت ح��ذروا السوريني من هذا‬
‫الناس‪ ..‬أهم صفاته‬ ‫احلقيقي بعد الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬للمشايخ والعلماء‬
‫الشيخ ال��ذي استقبل مثل ه��ذا االستقبال‪،‬‬ ‫تتلمذ على يديه مئات من طالب‬ ‫في بالد الشام‪.‬‬
‫فعزمت احلكومة على اإليقاع به؛ فأوعزت‬ ‫وق��د ك��ان الشيخ ف��ي زم��ان��ه يُ�ع��د العالم‬
‫إلى أحد املالحدة املجرمني أن يكتب مقاالً‬ ‫العلم وصار بعضهم من العلماء‬ ‫األول في توجيه الشعب‪ ،‬ولذلك أحبه الناس‬
‫مسموماً يستهزئ فيه بالله ‪ -‬تعالى َع ّز‬ ‫الكبار واملشهورين‬ ‫والتفوا حوله‪ ،‬لكن مع ذل��ك لم يكن ينخدع‬
‫وج ّل ‪ -‬في مجلة اجليش الرسمية‪ ،‬فإذا قام‬ ‫َ‬ ‫باجتماع عشرات اآلالف من الناس حوله؛ ألنه‬
‫الشيخ لينكر ويثير الشعب كعادته ُدس بني‬ ‫يعلم أنهم إذا حزبه شيء فلن ينصروه‪ ،‬وهذه‬
‫صفوف املتظاهرين عناصر املباحث ليفسدوا‬ ‫ومن األمثلـة أيضاً أنه شارك في الثورة‬ ‫عادة اجلماهير في كل زمان ومكان‪ ،‬ولذلك‬
‫املظاهرة ويحيدوا بها عن أهدافها‪ ،‬وحذر‬ ‫ض��د الفرنسيني م �ج��اه��داً‪ ،‬وحل��ق بجماعة‬ ‫كانت له مقولة حكيمة قالها لتلميذه الشيخ‬
‫جماعة من املشايخ الشيخ حسن من اخلطبة‬ ‫الشيخ محمد األشمر ال��ذي ك��ان من أفذاذ‬ ‫حسني خطاب ملا ج��اءه عشرات اآلالف من‬
‫ف��ي ج��ام �ع��ه ف��ي ي ��وم ج�م�ع��ة خ �ص��ه الشيخ‬ ‫املجاهدين وشجعانهم‪ ،‬لكنه ملا رأى أن شوكة‬ ‫الناس لتهنئته بالقدوم من احلج‪ ،‬فقد قال له‪:‬‬
‫للحديث عن املوضوع‪ ،‬لكنه خطب ملدة ساعة‬ ‫الفرنسيني قد اشتدت وأنهم قد استقروا في‬ ‫يا شيخ حسني‪ ،‬ال تغتر بكل هذه اجلماهير‪،‬‬
‫خطبة هائلة جتاوب معه فيها املصلون‪ ،‬ومنع‬ ‫بالد الشام؛ خرج من بالده إلى األردن وأقام‬ ‫فهي كرغوة الصابون‪ ،‬وصدق الشيخ والله‪.‬‬
‫هو وطالبه العناصر املدسوسة من التظاهر‬ ‫فيه حوالي سنتني‪.‬‬ ‫‪ -4‬القوة والشجاعة‪:‬‬
‫ض��د احلكومة حتى ال ي�ح��دث م��ا ال يحمد‬ ‫ومن األمثلـة على شجاعته وقوته أنه صدع‬ ‫لقد ك��ان م��ن أب��رز صفات الشيخ القوة‬
‫وس�ج��ن في‬ ‫عقباه‪ ،‬وقبضت عليه الشرطة ُ‬ ‫باحلق بقوة أم��ام رئيس اجلمهورية الفريق‬ ‫والشجاعة واإلق��دام‪ ،‬وعلى ذلك أمثلـة عدة‪،‬‬
‫سجن القلعة حيث سجن شيخ اإلس�لام ابن‬ ‫أمني احلافظ يوم استدعى العلماء ليوبخهم‬ ‫فمنها‪:‬‬
‫تيمية‪ ،‬و ُع ��ذب بالسهر امل�ت��واص��ل وتسليط‬ ‫على وقوفهم ضد قوانني التأميم االشتراكيـة‬ ‫ملا أراد االستخراب الفرنسي في سورية‬
‫األض ��واء الشديدة عليه‪ ،‬وأرادوا قتله لكن‬ ‫التي صدرت سنة ‪1384‬ه� �ـ‪1965/‬م‪ ،‬وأسمع‬ ‫َس�� ّ�ن ق��ان��ون ال �ط��وائ��ف‪ ،‬وف �ي��ه جت��وي��ز زواج‬
‫الله ‪ -‬تعالى ‪ -‬جناه بالنكبـة التي نُكبت فيها‬ ‫الرئيس ومعاونيه حكم اإلسالم في صنيعهم‬ ‫املسلمات باليهـود وال�ن�ص��ارى وغيرهم من‬
‫بالد الشام في حرب سنة ‪1387‬هـ‪1967/‬م‪،‬‬ ‫ب �ق��وة وش �ج��اع��ة ب��ال�غ��ة م��ع أن ��ه ك ��ان ينتظر‬ ‫ط��وائ��ف ب�ل�اد ال �ش��ام؛ ق��ام ال�ش�ي��خ ف��ي وجه‬
‫وقررت القيادة إطالق سراحه‪ ،‬فطلب إطالق‬ ‫السجن هو ومن معه من العلماء‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫االح �ت�لال الفرنسي وب �ق��وة‪ ،‬ون�ظ��م مظاهرة‬
‫س��راح املسجونني بسبب قضيته وهم ألوف‬ ‫ف��ي رم�ض��ان وم��ن ث��م أع��ادوه��م إل��ى بيوتهم‬ ‫كبيرة خ��رج��ت م��ن ح��ي امل �ي��دان ت��ري��د مبنى‬
‫فوافقت القيادة وأطلقت اجلميع‪ ،‬لكن كانت‬ ‫معززين مكرمني‪ ،‬وبعد أي��ام ص��در املرسوم‬ ‫رئاسة الوزراء‪ ،‬وضجت احلكومة بها وخافت‬
‫السلطة قد أصدرت مراسيم بإلغاء جمعيته‬ ‫اجلمهوري بعزل الشيخ حسن وبعض املشايخ‬ ‫من عواقبها وطلبت من الشيخ حسن إرجاع‬
‫بعد سجنه وصادرت أمالكها‪.‬‬ ‫من وظائفهم في اخلطابة!!‬ ‫امل �ت �ظ��اه��ري��ن ل�ي�ت�س�ن��ى ل �ل �م �ن��دوب السامي‬
‫مناصبه ووظائفه‬ ‫محنته‬ ‫الفرنسي االتصال بحكومة بالده واستشارتها‬
‫لم يكن الشيخ يحب الوظائف الرسمية‪،‬‬ ‫وفي سنة ‪1386‬ه� �ـ‪1966/‬م حج الشيخ‪،‬‬ ‫ف��ي إل�غ��اء ال�ق��ان��ون ف��واف��ق ال�ش�ي��خ‪ ،‬ث��م ألغي‬
‫وعلى هذا لم يكن يطلبها أو يتشوف إليها‪،‬‬ ‫وقابل امللك فيصل ‪ -‬يرحمهما الله تعالى‬ ‫القانون بعد ذلك بفضل الله تعالى ثم بفضل‬
‫لكن ُعهد إليه ببعض الوظائف واملناصب‪،‬‬ ‫قوة الشيخ وإقدامه‪ ،‬ولقد كان شعار املظاهرة‪:‬‬
‫ال‪ ،‬وليسقط قانون‬ ‫«ديننا ال نبغي به بدي ً‬
‫فمن ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬أم� � ��ان� � ��ة راب � �ط� ��ة‬ ‫الطوائف»‪.‬‬
‫العلماء‪:‬‬
‫د‪ .‬عدنان زرزور‪:‬‬
‫ك��ان الشيخ ق��د اشترك‬ ‫كان في ساحة العلماء والشيوخ من‬
‫مع بعض العلماء في تأسيس‬
‫رابطة للعلماء‪ ،‬وقد اختاروا‬
‫هو أكبر منه سن ًا ورمبا أغزر مادة في‬
‫أكبرهم سناً رئيساً لها وهو‬ ‫بعض فروع العلم ولكن أحد ًا منهم‬
‫الشيخ أب��و اخل�ي��ر امليداني‪،‬‬ ‫لم يكن ً‬
‫مهيأ ليقوم على‬
‫والشيخ محمد مكي الكتاني‬
‫نائباً للرئيس‪ ،‬والشيخ حسن‬ ‫الثغرة التي كان عليها‬
‫حبنكة أميناً عاماً للرابطة‪.‬‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪38‬‬


‫ألحد من العلماء منذ عقود طويلة‪ ،‬يرحمه‬ ‫وك � ��ان ل �ل��راب �ط��ة نشاط‬
‫الله تعالى وأعلى درجته في عليني‪.‬‬ ‫الشيخ أبو احلسن الندوي‪:‬‬ ‫جليل‪ ،‬وعمل بارز في الدعوة‬

‫قالوا عنه‬ ‫املنكر‪�،‬ر كان عامل ًا رباني ًا كبقية السلف‬ ‫إل � ��ى ال� �ل ��ه ت� �ع ��ال ��ى‪ ،‬واألم � �‬
‫باملعروف والنهي عن‬
‫وه���ذه ب�ع��ض أق� ��وال ل�ع�ل�م��اء أث �ن��وا على‬ ‫الصالح في الورع والتقى‬ ‫وب��ق��ي��ت ع��ش��ر س� �ن���وات ثم‬
‫ضعفت وانتهى أمرها‪.‬‬
‫الشيخ‪:‬‬ ‫‪ -2‬عضوية في املجلس واالتصال بالله والبعد عن‬
‫‪ -‬قال فيه الشيخ أبو احلسن الندوي‬
‫يرحمهما الله تعالى‪ :‬وكان قد عرفه قدمياً‬ ‫زخارف الدنيا وشواغلها‬ ‫التأسيسي لرابطة العالم‬
‫اإلسالمي بعد أن فرغ مقعد‬
‫ودع��اه للذهاب إل��ى لكنو في الهند حلضور‬
‫س��وري��ة مب��وت الشيخ محمد‬
‫احتفال ندوة العلماء بذكرى تأسيسها‪ ،‬فوافق‬ ‫مكي الكتاني‪.‬‬
‫�ص � �لّ� ��ى‬
‫ح ��دث� �ي� �ن ��ي ع� ��ن زم � � ��زم واملُ� � َ‬
‫الشيخ وارحتل إلى الهند والتقى بالشيخ أبي‬ ‫الدين‬ ‫�اج‬ ‫�‬ ‫ت‬ ‫�خ‬ ‫�‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫عليه‬ ‫�رض‬ ‫‪ -3‬ع�‬
‫ح��دث��ي��ن��ي ف �ل�ا أط� �ي���ق اصطبارا‬
‫احلسن‪:‬‬ ‫احلسني يوم كان رئيسا للجمهورية السورية‬ ‫ً‬
‫«من نوادر العلماء واملشيخة الذين جمعوا‬ ‫مؤلفاته‬ ‫منصب مدير عام األوقاف فرفض‪.‬‬
‫ب�ين ال��رس��وخ ف��ي العلم والتضلع م��ن الثروة‬ ‫ل��م ي�ف��رغ الشيخ للتصنيف؛ وإمن ��ا كان‬ ‫‪ -4‬ونافس في انتخابات تعيني مفتي‬
‫العلمية املتوارثة واملكتبة اإلسالمية الغنية‪،‬‬ ‫الشام‪ ،‬وحصل فيها ضغط حكومي للحيلولة يقول‪ :‬أنا أؤلف الرجال‪ ،‬وكان له مؤلف واحد‬
‫واالشتغال الدائم بالتدريس وتخريج العلماء‬ ‫دون وصوله‪ ،‬وأُثر على بعض العلماء الناخبني‪ ،‬فقط‪ ،‬وهو شرح على نظم «الغاية والتقريب»‬
‫والدارسني‪ ،‬وإنشاء املدارس وبناء املساجد‪،‬‬ ‫ومع كل ذلك لم يسقط إال بفارق صوت واحد في الفقه الشافعي‪.‬‬
‫وبني العناية اخلاصة باألوضاع الراهنة في‬ ‫طالبه‬ ‫ع��ن منافسه ال ��ذي ف��از وه��و الشيخ أحمد‬
‫البالد املهددة أو املتحدية ملستقبل الشعب‬ ‫تتلمذ على يديه مئات من طالب العلم‪،‬‬ ‫كفتارو‪.‬‬
‫املسلم السوري الديني»‪.‬‬ ‫‪ -5‬وعني له بدون علمه وظيفة عالم وصار بعضهم من العلماء الكبار واملشهورين‬
‫وقال فيه أيضاً‪« :‬كان الفقيد عاملاً ربانياً‪،‬‬ ‫في دار الفتوى‪ ،‬ثم عدلت الوظيفة لتكون مثل د‪ .‬محمد سعيد رمضان البوطي‪ ،‬ود‪.‬‬
‫وكبقية السلف الصالح ف��ي ال��ورع والتقى‪،‬‬ ‫باسم مدرس‪ ،‬ثم عزل عنها بعد أحداث سنة مصطفى اخل��ن‪ ،‬ود‪ .‬مصطفى البُغا‪ ،‬وشيخ‬
‫واالتصال بالله والثقة الكاملة فيه‪ ،‬والتفاني‬ ‫‪1386‬هـ‪1967/‬م كما فصلتها في مكانها من قراء الشام حسني خطاب‪ ،‬وشيخ قراء الشام‬
‫في سبيله‪ ،‬كما كان آية في األخالق الفاضلة‬ ‫م��ن بعده محمد ك �ريمّ راج ��ح‪ ،‬واب�ن��ه الشيخ‬ ‫هذه الترجمة‪.‬‬
‫والنـزاهة والبعد عن زخارف الدنيا وشواغلها‪،‬‬ ‫عبدالرحمن‪.‬‬ ‫شعره‬
‫قلّما يوجد له نظير في هذا الوقت»‪.‬‬ ‫ك��ان للشيخ شعر جيد على أن��ه ل��م يكن‬
‫‪ -‬وقال فيه الدكتور عدنان زرزور‪:‬‬
‫زوجه‬
‫تزوج الشيخ وهو في سن اخلامسة عشرة‬ ‫مكثراً‪ ،‬فمن شعره‪:‬‬
‫«كان في ساحة العلماء والشيوخ من هو‬ ‫�ا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫�ذو‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫�وا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ب � �ن� ��ي دي� � �ن � ��ي ه � �‬
‫من فتاة تصغره بعامني من عائلة السودان‬
‫أكبر منه س�ن�اً‪ ،‬ورمب��ا أغ��زر م��ادة ف��ي بعض‬
‫ف� � �ن � ��ار ال � �ك � �ف� ��ر ت� �ل� �ت� �ه ��م البنينا امليدانية املعروفة بالتدين‪ ،‬فكان يُعنى بزوجه‬
‫ف��روع العلم ومسائله الكثيرة‪ ،‬ول�ك��ن أحداً‬ ‫وأن� � �ت�� ��م ع� ��اك�� �ف� ��ون ع � �ل� ��ى فسوق‬
‫الصغيرة‪ ،‬ويوقظها ليصليا ف��ي ثلث الليل‬
‫منهم لم يكن مهي ًأ ليقوم على الثغرة التي‬ ‫ف � �ك� ��م ن� �ش� �ق ��ى وأن � � �ت� � ��م ن ��ائ� �م ��ون ��ا‬
‫اآلخر معاً‪.‬‬
‫كان يقوم عليها الشيخ حسن يرحمه الله‪ ،‬وال‬ ‫ف� �ت� �ن� �ت ��م ب�� ��ال�� ��ذي ي� �ف� �ن ��ى س ��ري� �ع� �اً‬
‫ليؤدي الدور الكبير الذي كان منوطاً به في‬ ‫أوالده‬ ‫وأغ� � � ��راك� � � ��م خ�� � � ��داع ال� �ك ��اف ��ري� �ن ��ا‬
‫ذلك احلني‪ ،‬بحكم اإلعداد والتكوين‪ ،‬وبحكم‬ ‫رزقه الله تعالى سبعة أبناء وخمس بنات‪،‬‬ ‫ف� �ع ��ن ن� �ه ��ج ال� � �س � ��داد صرفتمونا‬
‫املواهب واالستعداد»‪.‬‬ ‫وم�� ��ن ث�� ��دي اجل � �ح� ��ود غذومتونا ومن أبنائه الشيخ املشهور صاحب املصنفات‬
‫وق� ��ال ف �ي��ه ت �ل �م �ي��ذه ال �ش �ي��خ حسني‬ ‫املفيدة عبدالرحمن‪ ،‬وق��د م��ات م��ن قريب‪،‬‬ ‫وقال أيضاً‪:‬‬
‫خطاب شيخ قراء الشام‪:‬‬ ‫يرحمه الله تعالى‪.‬‬ ‫ص� �ف���ق ال� �ق� �ل���ب ل� �ل� �ح� �ج ��از وث � � ��ارا‬
‫«أم�ض�ي��ت ف��ي صحبته وحت��ت إشرافه‬ ‫وفاته‬ ‫َش � � ّف� ��ه ال � �ش� ��وق ل �ل �ح �ب �ي��ب فطارا‬
‫وتوجيهه وتعليمه وتأديبه نحواً من خمسني‬ ‫ت� ��وف� ��ي ي���رح� �م���ه ال�� �ل� ��ه ت� �ع���ال���ى سنة‬ ‫واق� �ت� �ف ��ت أث� � ��ره اجل � �س� ��وم غ ��رام� �اً‬
‫سنة في غدوه ورواحه‪ ،‬وسفره وحضره‪ ،‬وجده‬ ‫ف �ج��رى ال��رك��ب ف��ي ال��رم��ال وسارا ‪1398‬ه � � � � �ـ‪1978/‬م‪ ،‬ع �ق��ب م ��رض ن �ـ��زل به‪،‬‬
‫وه��زل��ه ال��ذي م��ا ك��ان يخرج فيه على دائرة‬ ‫وج �ل َ�ط��ات قلبية انتابته قبل وف��ات��ه بثالث‬ ‫ي���ا دي�� ��ار احل��ب��ي��ب ي���ا أُن�� ��س قلبي‬
‫َ‬
‫احلشمة‪ ،‬وفي طعامه وشرابه‪ ،‬وحزنه وفرحه‪،‬‬ ‫ع���دل ال ��ده ��ر ف ��ي ال� �ه ��وى أو جارا س�ن��وات إل��ى أن حانت منيته‪ ،‬وواف ��اه أجله‪،‬‬
‫وسلْمه ونضاله‪ ،‬فوجدته خير‬ ‫وأمله وصحته‪ِ ،‬‬ ‫وصلي عليه في جامع بني أمية‪ ،‬وشيع جنازته‬ ‫ي���ا ب� �ق ��اع األن�� � ��وار م���ن ف��ي��ض ربي‬
‫ُ‬
‫رب‪ ،‬وخير معلم‪ ،‬وخير ناصح‪>.‬‬ ‫قرابة ستمائة ألف‪ ،‬وهذا لم يكن في دمشق‬ ‫�ارا‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫ح ��دث� �ي� �ن ��ي ع� ��ن ال � ��رس � ��ول‬
‫ُم ٍ‬

‫‪39‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫إعداد‪ :‬مبارك عبدالله‬

‫أشار األستاذ سيد قطب على صفحات مجلة «األسبوع»‬


‫(العدد ‪ ،26‬مايو ‪1934‬م‪ ،‬ص‪ )14‬إل��ى أول مقالة كتبها‬
‫عام ‪1924‬م‪ ،‬على صفحات جريدة «البالغ»‪ ،‬وكانت عن‬
‫طرق التدريس‪.‬‬

‫املقالاألول‬
‫للشهيد سيد قطب‬
‫ال�ق�ب��ول‪ ،‬فيجد أم��ام��ه صعوبات كبيرة ف��ي تلقي‬
‫علوم املدرسة‪ ،‬كما يعاني املدرسون أشد العناء في‬
‫القاهرة ‪ :‬مركز اإلعالم العربي‬
‫االنتقال بهذه العقول من سهول إلى هضاب دفعة‬
‫وبالرجوع إلى جريدة «البالغ» الوفدية‪ ،‬جند أن‬
‫واحدة‪ ،‬كذلك يحول ضعف الضعفاء دون أن ينتفع‬
‫تاريخ صدورها يبدأ أول يناير ‪1923‬م‪ ،‬وبالتنقيب‬
‫األقوياء بعلومهم وذكائهم‪ ،‬إذ امل��درس مضطر أن‬
‫في صفحاتها قرابة عام ونصف العام عثرنا على‬
‫يسير حسب خطى الضعفاء‪.‬‬
‫املقال األول للشهيد سيد قطب‪ ،‬بعنوان «مناهج‬
‫ولنضرب لذلك أمثلة‪ :‬ففي اللغة العربية‬
‫التعليم ووج��وب تغييرها» بتاريخ ‪ 4‬مايو ‪1924‬م‪،‬‬
‫يلتحق ال�ك�ث�ي��رون ب��امل��درس��ة‪ ،‬وه��م ال ي���درون من‬
‫القواعد ال كثيراً وال قلي ً‬ ‫جريدة «البالغ»‪( ،‬العدد ‪ ،315‬السنة الثانية)‪.‬‬
‫ال‪ ،‬فينتقلون فجأة إلى‬
‫واملقال في رؤية سيد قطب‪ ،‬كما ذكر في كتابه‬
‫درس «الكتاب الثالث»‪ ،‬أي مقرر السنة الرابعة‬
‫«النقد األدبي ‪ -‬أصوله ومناهجه»‪ ،‬ص ‪ 109‬فكرة‬
‫االبتدائية‪ ،‬وشتان بني ه��ؤالء وه��ؤالء في االنتفاع‬
‫قبل كل شيء‪ ،‬وموضوع فكرة واعية‪ ،‬وموضوع معني‬
‫بالدرس‪.‬‬
‫يحتوي قضية يراد بحثها‪ ،‬قضية جتمع عناصرها‬
‫فالطالب االبتدائي قد درس في السنتني الثانية‬
‫وترتب‪ ،‬بحيث تؤدي إلى نتيجة معينة وغاية مرسومة‬
‫والثالثة ما يؤهله لالنتفاع مبقرر السنة الرابعة‪،‬‬
‫فهو يسير في طريق عادية بالتدريج‪ ،‬وليس طالب‬ ‫من أول األمر‪ ،‬وليس االنفعال الوجداني هو غايتها‪،‬‬
‫املعلمني كذلك‪.‬‬ ‫ولكن االقتناع الفكري‪ ،‬وإليكم املقال‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كذلك اجلغرافيا مثال‪ ،‬تصور فيها تلميذا ال‬ ‫مناهج التعليم ووجوب تغييرها‬
‫يدري الفرق بني البحيرة واجلزيرة‪ ،‬وال مييز بني‬ ‫حت��ت ه��ذا ال�ع�ن��وان ق��رأت ف��ي ب�لاغ اخلميس‬
‫البحر والنهر‪ ،‬وال أكون مبالغاً إذا قلت‪ :‬إن البعض‬ ‫األغر كلمة بإمضاء «م��درس»‪ ،‬فراقني منها نقده‬
‫ال ي��زال يعتقد أن األرض محمولة على قرن ثور‪،‬‬ ‫ملناهج التعليم األولي‪ ،‬وطلب إصالحها بعد أن بزغ‬
‫تصور طالباً هذا مبلغ علمه‪ ،‬ينتقل فجأة إلى درس‬ ‫فجر االستقالل‪ ،‬وأن تنكسر القيود التي وضعها‬
‫أفريقيا ومصر والسودان في السنة األولى‪ ،‬وفكره‬ ‫املستعمرون في طريق التعليم‪.‬‬
‫لم يتهيأ بعد ملعرفة أقل الطبيعيات البسيطة‪ ،‬ومثل‬ ‫إن منهج االلتحاق بهذه امل��دارس وما قرر من‬
‫اللغة العربية واجلغرافيا التاريخ وبقية املواد املقررة‬ ‫املواد التي ميتحن فيها الطالب يجعل بني حياتيه‬
‫إذا استثنينا اإلمالء‪.‬‬ ‫بوناً شاسعاً‪ ،‬عالوة على فساد منهج التعليم بعد‬
‫فالتلميذ ‪ -‬إذن ‪ -‬مضطر أن مير بكل علم مر‬ ‫ال�ت�ح��اق��ه‪ ،‬إذ ي��دخ��ل كثير م��ن الطلبة ال يعرفون‬
‫الكرام‪ ،‬دون أن يأخذ منه املقدار الكافي لتغذية لُ ّبه‬ ‫أكثر مما ذك��ر الكاتب من امل��واد املقررة المتحان‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪40‬‬


‫واحة الشعر‬
‫كتبه عام ‪1924‬م عن وجوب تغيير املناهج‬
‫ض ـ ــراعـ ــة‬ ‫التعليمية وقال فيه ‪ :‬إصالح التعليم هو الركن‬
‫الوطيد لباقي اإلصالحات‬
‫شعر‪ :‬سالم بن رزيق بن عوض‬
‫ي��ا رب أس��أل��ك اإلخ �ل��اص‪ ..‬يدفعنـــــي‬ ‫والـ(‪ )40‬نتيجة موافقة له إذ لو زادت لكانت ظلماً‪.‬‬
‫وليس األمر قاصراً على هذا‪ ،‬بل إن هناك من العلوم ما‬
‫ص��وب ال�ي�ق�ين ألب �ن��ي فيه بنيــــــاني!!‬
‫ال ثمرة له يطول املقرر منه وتوضع الدرجات الكثيرة له‪ ،‬بينما‬
‫أش� �م ��ر ال� �ط���رف ف���ي دن� �ي���اي أمنحـــــه‬ ‫يهمل غيره من العلوم املهمة املفيدة‪.‬‬
‫ج �س��ارت��ي واش �ت �ي��اق��ي ق �ب��ل أشجانــــي‬ ‫فما ثمرة أن يكلف التلميذ «بحفظ» عشرين موضوعاً أو‬
‫وأف� � � � ��رش األرض أل � � ��وان� � � � ًا ملونـــــة‬ ‫أكثر في علم األشياء في السنة األولى‪ ،‬وماذا يجديه في أن‬
‫م � ��ن اجل� � �ه � ��اد ع� �ل ��ى أن� � �غ � ��ام أحل �ـ �ـ �ـ��ان �ـ��ي‬ ‫يعرف أن الكلب مستأنس والذئب متوحش واحلصان عريض‬
‫وأس � �ف� ��ح ال� �ط� �ه ��ر ف�� ��وق ال� �ط� �ه ��ر فــــوق‬ ‫الصدر والثعلب طويل الذنب إلى أمثال تلك املوضوعات املطولة‬
‫م��دى آم��ال��ه ف��ي ت�خ��وم ال�ع��ال��م الفانــــي‬ ‫التي لو صرف وقتها في درس اللغة العربية أو غيرها لكانت‬
‫أك� � � ��اد أح � �م� ��ل ف � ��ي ذات� � � ��ي ق��داس �ت �ه �ـ �ـ��ا‬ ‫أجدى‪ ،‬وإن كان البد من تدريس هذه املادة‪ ،‬فالواجب أن يكون‬
‫املقرر خمسة موضوعات حتى يتسنى للمدرس أن يشرحها‬
‫وأط � � � ��رح ال� � �ل � ��ون ف � ��ي أل � � � ��وان أل � ��وان � ��ي!‬
‫شرحاً وافياً يأتي بالغرض املقصود من درسها ال أن تكون‪ ،‬كما‬
‫<<<<<‬ ‫هي اآلن‪ ،‬تكاد تكون حفظاً مجرداً عن الفهم‪.‬‬
‫ي� ��ا رب أس� ��أل� ��ك اإلخ � �ل ��اص يحملنـي‬ ‫مع هذه احلالة‪ ،‬توضع لعلم األشياء ثالثون درجة‪ ،‬كما‬
‫ح�م��ل ال�س�ح��اب��ة ك��األح�ل�ام تلقانــــــي!‬ ‫توضع للخط خمسون‪ ،‬بينما ُوضعت للحساب أربعون فقط‪،‬‬
‫وك���ال� �ش� �ع���اع ع� �ل ��ى األي � � � ��ام طلعتـــــه‬ ‫وللتاريخ ثالثون‪ ،‬فيتوجه نظر التلميذ إلى حتصيل العلوم ذات‬
‫ن �ش �ي��ده ف ��ي ال ��زم ��ان األح� �م ��ر القانـــي‬ ‫الدرجات الكبيرة‪ ،‬ومن املعلوم أن الغرض من هذه املدارس أال‬
‫وك���ال���ري���اح�ي�ن ف� ��ي أن� �ف ��اس� �ه ��ا عبــــــق‬ ‫تخ ّرج اخلطاطني أو علماء احليوان‪.‬‬
‫وعلى ذلك‪ ،‬فإن معظم املتقدمني في االنتقال هم الذين‬
‫م� ��ن ال � �ط � �ه� ��ارة ت� �ه ��دي ك� ��ل إنســــــــان‬
‫أمكنهم أن يحوزوا جميع درجات اخلط واإلنشاء‪ ،‬بينما املتقدم‬
‫وك��ال �ع �ص��اف �ي��ر م ��ن إخ �ل�اص روعتهـــــــا‬ ‫ال يجد جتارته بائرة‪ ،‬ولست‬ ‫في اللغة العربية واحلساب مث ً‬
‫ت ��زج ��ي ال� � �ن�� ��داءات ح � �ب � � ًا ك� ��ل فنــــان‬ ‫أع�ن��ي أن ك��ل املتأخرين ص��احل��ون وك��ل املتقدمني بالعكس‪،‬‬
‫ت � � �ل� � ��ون اجل � � � ��و أن � � �غ� � ��ام � � � ًا م��ن��غ��م��ـ��ـ��ـ��ـ��ـ��ة‬ ‫ولكن الغالب هو ذلك‪ ،‬والذي أراه من اإلصالح أن يزاد مقرر‬
‫واجل� ��و ب�س�ت��ان��ه امل ��أن ��وس بستـــــــاني!!‬ ‫املدارس األولية على ما هو عليه حتى يكون معادالً ملقرر السنة‬
‫<<<<<‬ ‫الثالثة االبتدائية مع حذف اللغة اإلجنليزية طبعاً‪ ،‬وأن يزاد في‬
‫ي� ��ا رب ه� � ��ذي ي� � ��دي مت� �ت ��د راضيــــة‬ ‫امتحان القبول في مدارس املعلمني االصطالحات اجلغرافية‬
‫وف� � ��ي ال� � �ف�� ��ؤاد ض� ��راع� ��ات� ��ي وإمي ��ان� �ـ� �ـ ��ي‬ ‫وبعض امل�ب��ادئ والقواعد والتطبيق وش��يء من التاريخ‪ ،‬وأن‬
‫تكون سنوات الدراسة بها أربعاً ب��دالً من ثالث حتى يتمكن‬
‫ه��ذا ان�ك�س��اري على ج��وع��ي ومسغبتـي‬
‫طالبها من درس هذا املقرر الطويل على مهل‪ ،‬ليكونوا أقدر‬
‫وح ��اج� �ت ��ي وال� �ل� �ي ��ال ��ي ف � ��وق أحزانـــي‬ ‫على تدريسه من خريجيها السالفني خصوصاً بعد أن تقرر‬
‫ه � � � ��ذا ال� � � ��زم� � � ��ان ت � �ل � �ق� ��ان� ��ي ب��ك��ل��ك��ل��ـ��ه‬ ‫أن يكون التعليم األولي إجبارياً‪ ،‬وعليه ستكون تربية الناشئني‬
‫وف��ي اخل��ري��ف ص��دى األوه� ��ام يلقانـــي‬ ‫وبناء مستقبل البالد‪ ،‬ولنا من اهتمام حكومة الشعب باإلصالح‬
‫أب� �ي���ت أح � � ��رس أه � ��وائ � ��ي وأتبعهــــــــا‬ ‫العام وطيد األمل في املبادرة إلى إصالح التعليم فهو الركن‬
‫وق� ��د ت �ع��اظ��م ب� ��األه� ��واء شيطـــــــانـــي‬ ‫الوطيد لباقي اإلصالحات‪>.‬‬
‫فاصفح وس��ام��ح وهبني منك مرحمــــــة‬ ‫سيد قطب ‪ -‬مبدرسة عبدالعزيز‬
‫وجن �ن��ي ي ��ا ع �ظ �ي��م ال� �ق ��در والشـــاني!‬
‫() مشرف تربوي ‪ -‬التربية والتعليم ‪ -‬جدة‬

‫‪41‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫املتميزة‪ ،‬ونبذته فكرة أن القوة السماوية هي‬
‫الوسيلة إلعادتهم إلى فلسطني لتحل محلها‬
‫فكرة النشاط واإلجن��از البشري‪ ،‬وبخاصة‬ ‫‑‬
‫جهود اليهود وغير اليهود املشتركة‪.‬‬
‫ومن ثم نشأت الصهيونية ‪Zionism‬‬
‫فكانت ‪ -‬ومازالت ‪ -‬دعوة وحركة عنصرية‬
‫دينية استيطانية إج�لائ�ي��ة مرتبطة نشأة‬
‫وواقعاً ومصيراً باإلمبريالية العاملية‪ ،‬تطالب‬
‫بإعادة توطني اليهود‪ ،‬وجتميعهم وإقامة دولة‬ ‫إسالمية األديب‬
‫خاصة بهم في فلسطني بواسطة الهجرة‬
‫والغزو والعنف كحل للمسألة اليهودية‪.‬‬
‫والكلمة نسبة إل��ى «ص�ه�ي��ون» اشتقها‬ ‫بقلم‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬جابر قميحة‬ ‫شرط ًا إلسالمية األدب (‪)5‬‬
‫«ناتان برنباوم» سنة ‪1980‬م ليصف بها حتول‬
‫من حقائق التاريخ الثابتة أن قدماء اليهود لم يجاوزوا أطوار احلضارة السفلى‬
‫تعلق اليهود بجيل صهيون وأرض فلسطني‬
‫من البعد «الديني املاشيحاني» القدمي إلى‬ ‫التي ال تكاد مُت َّيزُ من طور الوحشية‪ ،‬وحينما خرج هؤالء البدويون الذين ال‬
‫برنامج سياسي استعماري إقليمي يستهدف‬ ‫أثر للثقافة فيهم من باديتهم ليستقروا في فلسطني؛ وجدوا أنفسهم أمام أمم‬
‫عودة الشعب اليهودي إلى فلسطني‪.‬‬ ‫أخس‬
‫ِّ‬ ‫قوية متمدنة منذ زمن طويل‪ ..‬فلم يقتبسوا من تلك األمم العليا سوى‬
‫الصهيونية الرومانتيكية‬ ‫ما في حضارتها‪ ،‬أي لم يقتبسوا غير عيوبها وعاداتها الضارية ودعاراتها‬
‫وق��د وج��دت الصهيونية الرومانتيكية‬ ‫وخرافاتها‪.‬‬
‫ت�ع�ب�ي��راً ل�ه��ا ف��ي أدب ال �ق��رن ال�ث��ام��ن عشر‬
‫وكتاباته السياسية‪ ،‬فلم تعد الشخصيات‬
‫اليهودية بارزة فحسب‪ ،‬بل إنها كانت تُعا َمل‬
‫ُقدم هذه الشخصيات‬
‫األدب الصهيوني‬
‫بأشد االحترام‪ ،‬وال ت َّ‬
‫كأفراد بل كأعضاء في أمة حتظى بالشفقة‬ ‫ال �س��ادس ع�ش��ر ح�ين ي��ذك��ر ظ�ه��ور الشعب‬ ‫وإذا ع���دوت ال �ع �ه��د ال �ق��دمي وجدت‬
‫أحياناً بسبب ما تقاسيه من ويالت‪ ،‬وتنال ‪-‬‬ ‫اليهودي احلقير وأوائله الهزيلة‪ ،‬وما عقب‬ ‫«بني إسرائيل» لم يؤلفوا كتاباً‪ ،‬ومزاجهم‬
‫في الغالب ‪ -‬اإلعجاب بسبب طاقتها الهائلة‬ ‫اس �ت �ق��راره بفلسطني م��ن احل�م�ي��ا‪ ،‬فيقول‬ ‫النفسي ‪ -‬كما يُستنبط من أسفارهم ‪-‬‬
‫على االحتمال والبقاء‪.‬‬ ‫م�خ��اط�ب�اً ت�ل��ك األم ��ة ال �ع��اق��ة‪« :‬وف ��ي جميع‬ ‫ظل على الدوام قريباً جداً من حال أشد‬
‫وعال صوت األدب الداعي للصهيونية‬ ‫أرجاسك وفواحشك لم تذكري أيام صباك‪،‬‬ ‫الشعوب بدائية‪ ،‬فقد كانوا ُعنُداً مندفعني‬
‫واملناصر لها‪ ،‬وهي أصوات رفعها كبار من‬ ‫وإذا كنت لم تشبعي زنيت مع بني أشور‪ ،‬ولم‬ ‫ال ُسذجاً حفاة كالوحوش واألطفال‪..‬‬ ‫ُغ ّف ً‬
‫ش �ع��راء ال �غ��رب وك � ّت��اب��ه‪ ،‬وم��ن أش�ه��ر هؤالء‬ ‫تشبعي‪ ..‬فلذلك أقضي عليك مبا يقضي‬ ‫وق��د أض��اع��وا خ�لال البادية م��ن غير أن‬
‫الشاعر اإلجنليزي «لورد بيرون» (‪- 1788‬‬ ‫على الفاسقات وسافكات الدماء‪ ،‬وأجعلك‬ ‫ينالوا شيئاً من النمو الذهني ال��ذي هو‬
‫‪1824‬م)(‪ )2‬الذي كان ي ّعبر دائماً عن إعجابه‬ ‫قتيل حنق وغيرة»(‪.)1‬‬ ‫تراث القرون‪.‬‬
‫بالعظمة الكامنة في قدرة الشعب اليهودي‪،‬‬ ‫وم��ع ذل��ك ترعرعت قناعة شديدة بني‬ ‫وإذا أريد وصف املجتمع اليهودي من‬
‫وت��ن��اول ف��ي ك�ث�ي��ر م��ن ق�ص��ائ��د مجموعته‬ ‫كثير من غير اليهود أن اليهود شعب متفوق‬ ‫ناحية النُّظم أمكن تلخيصه في كلمتني‪،‬‬
‫الشعرية «األحل ��ان ال��عِ �بْ��ري��ة» سنة ‪1815‬م‬ ‫يعيش حالياً بني شعوب أخ��رى‪ ،‬والب��د من‬ ‫ه �م��ا‪ :‬ن �ظ��ام رع ��ائ ��ي‪ ،‬م ��ع ط �ب��ائ��ع املدن‬
‫األف� �ك ��ار ال �ت��ورات �ي��ة وال�ف�ل�س�ط�ي�ن�ي�ين‪ ،‬وقد‬ ‫إعادته إلى وطنه القدمي في فلسطني‪ ،‬حيث‬ ‫اآلسيوية الهرمة وذوقها وخرافاتها‪.‬‬
‫جعل خامتة أشهر قصائد هذه املجموعة‪،‬‬ ‫منت جذوره وتقاليده وخواصه‬ ‫ويع ّبر «ح��زق�ي��ال» ع��ن ذلك‬
‫وهي بعنوان «اب� ِ�ك من أجل ه��ؤالء»‪ ،‬املقطع‬ ‫ال��رأي ف��ي الفصل‬
‫التالي‪:‬‬
‫أيتها القبيلة الكثيرة التجوال‬ ‫نشأ متشبع ًا بفلسفة احلركة‬
‫وذات الصدر املرهق‬ ‫الصهيونية وترعرع منذ‬
‫ك � �ي� ��ف س� �ت� �س� �ت� �ق ��ر ي ��ن و ت� �ش� �ع ��ر ي ��ن‬ ‫بداياته في مجتمعات ّ‬
‫مكنته‬
‫با لر ا حة‬
‫إن للحمامة عشها‬ ‫من بلورة قواعده وأعطته من‬
‫وللثعلب وكره‬ ‫سماتها ما ال ميكن معه فصله‬
‫وللبشرية وطنها‬
‫أما «إسرائيل» فليس لها إال القبر‬ ‫عن الواقع‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪42‬‬
‫«إسرائيل» مع أنهم ليسوا يهوداً‪ ،‬فقد كان‬ ‫وي��رك��ز «ب �ي��رون» ف��ي قصائد‬
‫ه�ن��اك ف��ري��ق م��ن املسيحيني يُطلق عليهم‬
‫«ال �ص �ه��اي �ن��ة امل �س �ي �ح �ي��ون» (‪Christian‬‬
‫هذا األدب‪:‬‬ ‫أخ��رى على الرابطة األبدية بني‬
‫فلسطني وال �ي �ه��ود‪ ،‬وق ��د سافر‬
‫‪ ،)Zionists‬جلهم من البروتستانت‪ ،‬نتيجة‬ ‫ال��ش��اع��ر ن �ف �س��ه إل� ��ى فلسطني‬
‫ملعتقدات دينية غيبية تقول بضرورة عودة‬ ‫ع��ام ‪1811‬م‪ ،‬وع ّبر عن صدمته ينطلق كثير منه من مرتكزات توراتية‬
‫اليهود إلى فلسطني أو جبل‬
‫صهيون في القدس متهيداً‬
‫مب��ا ش��اه��ده م��ن ب��ؤس وف�ق��ر في دينية حا ّدة‬
‫األرض املقدسة‪ ،‬وتدعو قصيدتاه‬
‫ل �ه��دي �ه��م إل� ��ى املسيحية‪،‬‬ ‫«الغزال البري» و«يوم هدم تيتوس مي� ّ�ج��د ال�ص�ه��اي�ن��ة ويظهرهم‬
‫ول��ل��خ�ل�اص ال �ن �ه��ائ��ي لهم‬ ‫املعبد» للعودة وحترير األرض‪.‬‬
‫وللبشرية جمعاء‪.‬‬
‫راق له متيّزه وتفرّده‬ ‫ونرى «السير والترسكوت» ‪ -‬كعنصر ٍ‬
‫وم� � � ��ن أه� � � ��م ه� � � ��ؤالء‪:‬‬ ‫أول الروائيني الكبار في القرن عقلي ًا ونفسي ًا‬
‫«ن��اب �ل �ي��ون ب��ون��اب��رت» الذي‬ ‫التاسع عشر ‪ -‬يرسم في روايته‬
‫ح���اول االس �ت �ع��ان��ة باليهود‬ ‫«آيفانهو» شخصية يهودية ذات سبق الصهيونية السياسية في‬
‫ع �ن��د ح��ص��اره مل��دي �ن��ة عكا‬ ‫ميول صهيونية‪ ،‬وه��ي شخصية ب �ل��ورة األف �ك��ار «الشوفينية»‬
‫ف ��ي ف �ل �س �ط�ين‪ ،‬و«ل ��ورن ��س‬ ‫«رب �ي �ك��ا»‪ ،‬إن�ه��ا شخصية مثالية‬
‫أول � �ي � �ف� ��ان� ��ت» السياسي‬ ‫للمرأة اليهودية‪ ،‬وهي مخلصة في واإلعداد الغتصاب فلسطني‬
‫اإلجن�ل�ي��زي ال��ذي استوطن‬
‫فلسطني‪ ،‬وساعد الصهاينة‬
‫الدليلً ت�ه�ي�م��ن ع �ل �ي��ه م �ج �م��وع��ة من‬ ‫الدفاع عن قومها‪ ،‬وتعطي‬
‫على أن «س�ك��وت» ك��ان متعاطفا‬
‫من ضمن خدمته للمصالح‬ ‫ُ‬
‫مع وضع اليهود ومشاعرهم‪ ،‬وأنه ال ��ع� �ق ��د امل� �ت� �ن ��اق� �ض ��ة‪ ..‬م �ث��ل‪:‬‬
‫البريطانية‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫ال يرثي ملصيبة الشعب اليهودي‬
‫بعض كبار الساسة واألدباء البريطانيني في‬ ‫فحسب‪ ،‬ولكنه يدعوهم للعمل‪ ،‬الضعة وال�ش�ع��ور باالضطهاد‬
‫القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين‬ ‫«يهوذا»‪�.‬وت ال�ب��وق ل��م يعد يوقظ واالستعالء‬ ‫ألن ص�‬
‫م �ث��ل ال� �ل���ورد «ب� �ل� �ف ��ور» ص ��اح ��ب اإلع �ل�ان‬
‫االستعماري الصهيوني الشهير‪.‬‬ ‫وهذه الفكرة‪ ،‬أو هذا الشعار ابتدأ أشعار ًا دينية وتراتيل وأشواق ًا‬
‫وهذا امللحظ يقودنا إلى حقيقة مؤكدة‪،‬‬
‫وهي أن األدب الصهيوني منا وترعرع منذ‬
‫يهوذا» رومانتيكية موضوعها التوراة وأرض امليعاد‬ ‫«صوت البوق لم يعد يوقظ‬
‫أص�ب��ح ل��ه هيمنة على كثير من‬
‫بداياته األولى في مجتمعات م ّكنته من بلورة‬ ‫اإلبداعات الصهيونية خصوصاً عنصري‪ ..‬يتخذ من ذريعة «معاداة السامية»‬
‫ق��واع��ده‪ ،‬وأعطته م��ن سماتها م��ا ال ميكن‬ ‫ال �ق �ص��ص‪ ،‬ك �م��ا ت ��رى ف��ي قصة‬
‫م�ع��ه ف�ص��ل ه��ذا األدب ع��ن ذل��ك الواقع‪:‬‬ ‫الكاتب الصهيوني «ش‪ .‬د‪ .‬بوتني» منطلق ًا لكراهية اآلخرين والدعوة لالنتقام منهم‬
‫األدب الروسي كان قاعدة انبعاث بل خلق‬ ‫«مآخذ الشيطان على فاوست»‪.‬‬
‫األدب لدى الكثير من األدب��اء اليهود الذين‬ ‫سيرحم الله يعقوب‬ ‫في‬ ‫وال�ك��ات��ب ي��ري��د أن ي�ق��ول‬
‫عاشوا هناك أمثال‪« :‬سمولنسكني» و«إليعازر‬ ‫وسيرى «إسرائيل» في حماه‬ ‫هذه القصة‪ :‬ينبغي على اليهود أن يدركوا‬
‫ب��ن ي��ه��ودا»‪ ،‬و«ب �ن �س �ك��ر»‪ ،‬و«آح� ��اد هاعام»‪،‬‬ ‫عندما ترى «يهوذا» القدس‬ ‫أن العالم كله ‪ -‬حتى القوى السماوية فيه ‪-‬‬
‫و«بياليك»‪ ،‬و«غ ��وردون»‪ ،‬وغيرهم نهلوا من‬ ‫سنضم لهم الغرباء‬ ‫ال تعبأ بعذابهم‪ ،‬بل إنها تنتقم ممن يتصدى‬
‫املصادر نفسها التي ورده��ا األدب��اء الروس‪،‬‬ ‫وسيتشبثاملسيحيونببيتيعقوب‬ ‫للدفاع عنهم‪ ،‬فتضعه مثلهم موضع العذاب‬
‫وكتبوا بلغتهم‪.‬‬ ‫هكذا قال النبي‬ ‫ك �م��ا ي �ح��دث ل�ل�ش�ي�ط��ان ف��ي ه ��ذه القصة‪،‬‬
‫وه �ن��اك «ري �ت �ش��ارد ج�ي�م��س غوتهيل»‪،‬‬ ‫وهكذا يعتقد األنبياء‬ ‫وبالطبع فإن الدعوة تكون‪ :‬إنه ينبغي لليهود‬
‫واحل���اخ���ام «ل��ي��ون م��اغ �ن �ت��س»‪ ،‬و«مناحيم‬ ‫أن يتجمعوا في مواجهة هذا العالم الشرير‪.‬‬
‫ك��اب�لان» الذين ت��أث��روا ب��األدب اإلجنليزي‪..‬‬ ‫ورواده‬‫نشأته ّ‬ ‫ويعزف «وليم وردزورث» على وتر مشابه‬
‫أم��ا الثقافة األمل��ان�ي��ة‪ ،‬فقد طبعت نتاجات‬ ‫واألدباء والشعراء الذين ذكرناهم سابقاً‬ ‫ل �ـ«ب �ي��رون»‪ ،‬ف��ي قصيدته «أغ�ن�ي��ة لليهودي‬
‫«موسى هس» و«هيرتزل»‪ ،‬و«ماكس نوردو»‬ ‫ق��د ت �ش��رب��وا ال�ف�ك��ر ال�ص�ه�ي��ون��ي ق�ب��ل نشوء‬ ‫املتجول»‪ ،‬وقصيدته «أسرة يهودية»‪.‬‬
‫بطابعها‪ .‬وكان «موسى بن ميمون» قد كتب‬ ‫وك��ان «روب��رت براوننج» ش��اع��راً ضليعاً‬
‫أغلب نتاجاته باللغة العربية‪ ،‬حتى أنه حاكى‬ ‫ال يغوص في العمق إمنا يسير‬ ‫في األدب اليهودي‪ ،‬وق��د ساعدته معرفته‬
‫ال �ع��رب ف��ي أوزان� �ه ��م ال �ش �ع��ري��ة وضروبهم‬ ‫بالعِ بْرية على ق ��راءة العهد ال �ق��دمي‪،‬‬
‫البديعية والبالغية وإن كانت أحرف نتاجاته‬
‫وكان باجتاه السطح لغاية إعالمية تخدم‬ ‫اليهود في نظره مثاالً للتواصل‪ ،‬وسيتجلى‬
‫بالعِ بْرية‪.‬‬ ‫مستقبلهم القومي في فلسطني‪ .‬وج��اء في أهداف ًا سياسية في العصر احلاضر‬
‫ه���ؤالء وغ �ي��ره��م ي�ش�ك�ل��ون ق���ادة الفكر‬ ‫كما كانت في العصور الوسطى‬ ‫قصيدة نظمها سنة ‪1855‬م‪:‬‬

‫‪43‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫احلديث اعتنقوا فكرة‬
‫ح��رك��ة ال�ت�ن��وي��ر التي‬ ‫عال صوت األدب الداعي‬
‫آم �ن��ت ب���دور الكاتب‬ ‫الصهيوني عبر مراحل تاريخية مختلفة‪ ،‬وهم‬
‫ك �م �ع �ل��م للمجتمع‪،‬‬ ‫للصهيونية في القرن الثامن‬ ‫أيضاً رواد ما يسمى باألدب الصهيوني‪ ،‬رغم‬
‫لقد استشعروا عبء‬ ‫عشر من خالل شعراء ُ‬
‫وك ّتاب‬ ‫اختالف اللغات املستعملة والتراث األدبي‬
‫وعيهم ومسؤوليتهم‬ ‫امل�ت�ع��ام��ل م �ع��ه‪ ،‬إال أن �ه��م ظ �ل��وا محصورين‬
‫االجتماعية»‪.‬‬ ‫غربيني كبار‪ ..‬من أشهرهم‬ ‫ضمن أطر أيديولوجية ضيقة‪« :‬شعب الله‬
‫وتدل هذه املقولة‬ ‫الشاعر اإلجنليزي «لورد بيرون»‬ ‫املختار» ‪« -‬العقل اإلنساني» ‪« -‬أصحاب‬
‫ع � �ل� ��ى أن األدب � � � ��اء‬ ‫لورد بيرون‬
‫الوعي اإللهي»‪.‬‬
‫«اإلس� ��رائ�� �ي�� �ل�� �ي�ي��ن»‬
‫ش� ��دي� ��دو االرت � �ب� ��اط‬ ‫ومع ّبراً عنها سواء في جانبها الوصفي أو‬ ‫تبشير أيديولوجي‬
‫بواقعهم وبظروف مجتمعهم‪ ،‬ونظراً لسيطرة‬ ‫ف��ي ج��ان��ب احل �ل��ول ال�ت��ي تقدمها ألوضاع‬ ‫وإذا ما قسنا «األدب الصهيوني» إلى‬
‫نزعة االل�ت��زام في األدب على فكر الكتّاب‬ ‫األقليات اليهودية في العالم‪ ،‬ومن هنا غلبت‬ ‫آداب األمم األخرى خرجنا بنتيجة مؤداها‬
‫«اإلسرائيليني»‪ ،‬فقد ك��ان من الطبيعي أن‬ ‫مقوالت هذه الفلسفة ومناظيرها في تصور‬ ‫أن هذا األدب الصهيوني إن هو إال تعبير ال‬
‫يسيطر االجتاه الواقعي على األعمال األدبية‬ ‫الذات والعالم اخلارجي على الرؤية السائدة‬ ‫يغوص إلى العمق‪ ،‬إمنا يسير باجتاه السطح‬
‫الصادرة في «إسرائيل»‪.‬‬ ‫في هذا األدب وطبعته بطابعها‪.‬‬ ‫لغاية إعالمية تخدم أه��داف�اً سياسية في‬
‫وهذا االلتزام احلاد انعكس في األعمال‬ ‫واحل �ق �ي �ق��ة ال��ث��ال��ث��ة‪ :‬ه ��ي أن األدب‬ ‫ال�ع�ص��ر احل��اض��ر ك�م��ا ك��ان��ت ف��ي العصور‬
‫األدب �ي��ة الصهيونية «ش��وف��ون �ي��ة» عدوانية‬ ‫الصهيوني اب �ت��دأ أش��ع��اراً دي�ن�ي��ة وتراتيل‬ ‫الوسطى‪.‬‬
‫تتفجر بالغضب الذي يقف أمام التسامح منذ‬ ‫وأدع �ي��ة وأش ��واق� �اً رومانتيكية موضوعها‬ ‫واستقراء إبداعات هذا األدب يقودنا إلى‬
‫البداية‪ ،‬مقاوماً أي تطلع جدي حلل «املشكلة‬ ‫التوراة وأرض امليعاد‪ ،‬والتطلع املستمر إلى‬ ‫حقيقة أخرى‪ ،‬وهي أن األدب الصهيوني قد‬
‫اليهودية»‪ ،‬ممارساً التزوير وقلب احلقائق‪،‬‬ ‫األرض اخلالية» التي تنتظرهم «إلعمارها»‬ ‫سبق الصهيونية السياسية في بلورة األفكار‬
‫مرتكزاً على أحداث املاضي لتبرير أحداث‬ ‫ونقل «احل�ض��ارة» إليها‪ ،‬ومل��ا لم يكن يربط‬ ‫«الشوفينية» واإلع��داد الغتصاب فلسطني‪،‬‬
‫مستحدثة تبعد عن ذاك الزمان وذاك املكان‪،‬‬ ‫اليهود في أرض الشتات رواب��ط جغرافية‬ ‫فالبناء الهيكلي العام لألدب العِ بْري كان منذ‬
‫مثيراً عداء الشعوب بسلوكيته الشاذة على‬ ‫واجتماعية جل��أت الصهيونية األدب�ي��ة إلى‬ ‫ما قبل مرحلة إنشاء املجتمع الصهيوني جزءاً‬
‫الصعيد العملي والنظري‪.‬‬ ‫اللغة العِ بْرية لتكون اخليط ال��واص��ل بني‬ ‫من البناء األيديولوجي السائد‪ ،‬وواحدة من‬
‫وم��ن القصائد الناضحة ب�ه��ذه الروح‪،‬‬ ‫فئات مختلفة املشارب واأله ��واء‪ ،‬وحاربت‬ ‫أدوات التبشير األيديولوجي وآلة من آالت‬
‫قصيدة الشاعرة اإلسرائيلية «أنا جنرينو»(‪،)3‬‬ ‫كل توجه إللغائها‪ ،‬أو استبدالها بلغات أخرى‬ ‫التوجيه القيمي والنفسي للقارئ في إطار‬
‫وفيها تقول‪:‬‬ ‫حتى لغة «ال�ي��دي��ش» ال�ت��ي يستعملها يهود‬ ‫البرامج العملية لأليديولوجية النظرية‪.‬‬
‫أوصتني أمي منذ الطفولة‬ ‫أوروب ��ا الشرقية (وه��ي مزيج م��ن العِ بْرية‬ ‫ول��م يكن جن��اح اجلهود الصهيونية في‬
‫وتعصب‬
‫ّ‬ ‫ليكن عملك بتصميم‬ ‫واألملانية والسالفية)‪ ...‬فالعبرية ‪ -‬في نظر‬ ‫إنشاء «إسرائيل» عام ‪1948‬م نقطة حتول‬
‫حتى لو امتدت يدي يوم ًا بغضب‬ ‫الصهاينة ‪ -‬هي اللغة القومية التي حتمل‬ ‫في اجتاهات األدب العِ بْري األساسية إال‬
‫ال تغفري لي‬ ‫سمات مم�ي��زة‪ ،‬وت�ه��دف إل��ى غاية مرتبطة‬ ‫م��ن حيث اجت ��اه ق�ط��اع منه إل��ى االهتمام‬
‫ابنتي‪ ،‬وال تسمحي‬ ‫بالتاريخ التلمودي‪ ،‬وصاحب هذه املبادرة هو‬ ‫مب��ش��ك�ل�ات ال��ص��ه��ر االج� �ت� �م ��اع ��ي داخ���ل‬
‫قالت لي أمي بأني‬ ‫الصهيوني األديب «آحاد هاعام» الذي طرح‬ ‫املجتمع «اإلسرائيلي»‪ ،‬لقد كان هذا النجاح‬
‫ابنة لشعب غني باألسفار‬ ‫شعار «آخ��ر ي�ه��ودي‪ ،‬وأول ِع �بْ��ري»‪ ،‬والذي‬ ‫�س�ي��ة ع�ل��ى ص��دق مقوالت‬ ‫نقطة ت��أك�ي��د ح� ّ‬
‫واألغيار جهلة‬ ‫ص��ار شعاراً صهيونياً في امليدان الثقافي‬ ‫األيديولوجية الصهيونية وقابليتها للتحقيق‬
‫حثتني أن أكون باملقدمة‬ ‫والسياسي‪.‬‬ ‫ال��واق �ع��ي ف��ي ن�ظ��ر ج�م��اه�ي��ر الصهيونية‪،‬‬
‫ألني يهودية‬ ‫مفهوم شائع‬ ‫وبالتالي كان هذا النجاح تثبيتاً الجتاهات‬
‫قالت أمي‪:‬‬ ‫واألدب الصهيوني ‪ -‬ف��ي مجموعة ‪-‬‬ ‫األدب العبري املعاصر السابقة في تصور‬
‫إنني ابنة شعب‬ ‫أدب ملتزم‪ ،‬كما يرى عدد كبير من الباحثني‪:‬‬ ‫الذات اليهودية وعالقتها بالعالم اخلارجي‬
‫ال يقبل الضياع‬ ‫فهو شديد التعبير عن الواقع االجتماعي‬ ‫واألرض العربية‪.‬‬
‫واجبي مواصلة الدرب‬ ‫وال�س�ي��اس��ي «اإلس��رائ �ي �ل��ي»‪ ،‬ويُ�ج�م��ع هؤالء‬ ‫ذلك أن األدب العبري الذي دخل حتت‬
‫درب أبي‬ ‫الباحثون على أن مفهوم االلتزام في األدب‬ ‫جناح احل��رك��ة الصهيونية السياسية عند‬
‫ملواجهة األغيار األعداء‬ ‫يُعد واحداً من أبرز املفاهيم املسيطرة على‬ ‫نشأتها‪ ،‬بل وراح ميهد لها التربة قبل ظهورها‬
‫ولو كانوا كل العالم‬ ‫احلياة الفكرية واألدبية في «إسرائيل»‪ ،‬وتعلق‬ ‫منذ عام ‪1880‬م‪ ،‬وهو بداية ما يُعرف في‬
‫روح عدوانية متعالية‬ ‫الباحثة «د‪ .‬ري��زال دوم��ب» على شيوع هذا‬ ‫امل �ص��ادر الصهيونية ب��أن��ه «ع�ص��ر اإلحياء‬
‫وهذه الروح العدوانية املتعالية انعكست‬ ‫املفهوم بقولها‪« :‬إن ال ُكتّاب اليهود في العصر‬ ‫القومي اليهودي»‪ ..‬نشأ متشبعاً بفلسفتها‪،‬‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪44‬‬
‫أما األدب الذي‬ ‫ك��ذل��ك ف��ي اإلزراء ب��ال�ع��رب��ي الفلسطيني‪،‬‬
‫شارك املستوطنني‬ ‫والتحقير من شأنه‪ ،‬ووصفه بأحط الصفات‪،‬‬
‫اغ �ت �ب��اط �ه��م‪ ،‬فقد‬ ‫فبعد تنفيذ «وعد بلفور» وظهور الفلسطيني‬
‫كان أكثر تعبيراً عن‬ ‫املقاتل من أج��ل حقوقه املشروعة‪ُ ،‬وصف‬
‫ح��ال��ة «االنتصار»‬ ‫في أدبيات الصهاينة بأنه «إرهابي وجبان‬
‫ال� � � � ��ذي حصلوا‬ ‫وم�ت��وح��ش ومثير ل �ل��رع��ب»‪ ،‬وأن ��ه «ال يقوم‬
‫عليه دون ضحايا‪،‬‬ ‫بعملياته العدوانية إال في الليل‪ ،‬أما النهار‬
‫حيث كتب الشاعر‬ ‫فإنه يرتدي فيه لباس املسكنة والضعف»‪.‬‬
‫سمولنسكني‬ ‫إليعازر بن يهودا‬ ‫آحاد هاعام‬ ‫الصهيوني «ديدي‬ ‫يقول «آح��اد ه��اع��ام»‪« :‬إن املستوطنني‬
‫منوسي»(‪:)4‬‬ ‫ال �ص �ه��اي �ن��ة ي �ع �ت �ق��دون أن ال� �ع ��رب جميعاً‬
‫وق��د ال يعلن ه ��ؤالء ص��راح��ة اشتراط‬
‫لنتنفس الصعداء‬ ‫متوحشون‪ ،‬يعيشون مثل احل �ي��وان��ات‪ ،‬وال‬
‫«الهوية العقدية والدينية» في املبدع حتى‬
‫فإذا لم نكن نعيش حلم ًا‬ ‫يفهمون ما يدور من حولهم»‪.‬‬
‫يُحكم على أدبه بالهوية نفسها‪ ،‬فتلتقي هوية‬
‫فلنقيد كل شروطنا‬ ‫ويقول «ج‪ .‬كوهني»‪« :‬إن العربي مجرد‬
‫األدب وهوية األديب‪ ،‬أي هوية النص بهوية‬ ‫ومتطلباتنا‬ ‫مخلوق غريب‪ ،‬يرتدي جلباباً ممزقاً‪ ،‬وغطاء‬
‫الناص‪ ،‬وذلك ألن هذا الشرط متحقق في‬ ‫ّ‬ ‫بتأكيد عدم الفصل‬ ‫ق��ذراً ل�ل��رأس‪ ،‬وتلتف زوج�ت��ه بثوب أبيض‪،‬‬
‫املبدع بداهة‪ ،‬وال يحتاج إلى نص يلح عليه‬ ‫«بني ما نريد وما نأخذ»‬ ‫وي�س�ي��ر أط �ف��ال��ه ح� �ف ��اة‪ ...‬إن ��ه ل�ي��س قذراً‬
‫وينبه إليه‪ ..‬واخلروج على هذا الوصف يُعد‬ ‫ون �ك �ت �ف��ي ب� �ه ��ذه ال� �ن� �م ��اذج م���ن األدب‬ ‫فحسب‪ ،‬بل هو أيضاً لص وك��ذوب وكسول‬
‫استثناء ال يُقاس عليه‪.‬‬ ‫الصهيوني فهي ‪ -‬في مجموعها ‪ -‬تُبرز أهم‬ ‫وعدواني»‪.‬‬
‫فلماذا يرفض ُك� ّت��اب ون�ق��اد «مسلمون»‬ ‫سمات هذا األدب وطوابعه‪ ،‬فهو‪:‬‬ ‫ويقول «عاموس عوز» في قصة «البدو‬
‫اشتراط «مسلمية املبدع» حتى يصدق وصف‬ ‫‪ -‬أدب أيديولوجي ملتزم‪ ،‬وكثير منه‬ ‫ال��رح��ل وال �ث �ع �ب��ان»‪« :‬إن �ه��م ي �س��رق��ون ثمار‬
‫اإلسالمية على إبداعه؟!!>‬ ‫ينطلق من مرتكزات توراتية دينية حادة‪.‬‬ ‫الفاكهة غير الناضجة التي في البساتني‪،‬‬
‫‪ -‬في تعامله مع الشؤون العاملية العامة‪،‬‬ ‫وي�ف�ت�ح��ون احل �ن �ف �ي��ات‪ ،‬وي �س��رق��ون حظائر‬
‫الهوامش‬ ‫ومعايشته للشؤون السياسية واالجتماعية‬ ‫الدجاج‪ ،‬وينتفون ريش الطيور»‪.‬‬
‫(‪ )1‬وعن كيفية انحراف اليهود بدينهم السماوي‬ ‫الوطنية تهيمن عليه مجموعة م��ن العقد‬ ‫ويصف «س‪ .‬يزهار» القرى العربية في‬
‫إلى وثنية عاتية وتصورات عقدية وفكرية‬ ‫امل�ت�ن��اق�ض��ة‪ ،‬م �ث��ل‪ :‬ع �ق��دة ال �ض �ع��ة‪ ،‬وعقدة‬ ‫قصة «خ��رب��ة ج��زع��ة» عندما ك��ان موجوداً‬
‫هابطة‪ ،‬وسلوكيات بعيدة عن الدين واخللق‬ ‫الشعور باالضطهاد‪ ،‬وعقدة االستعالء التي‬ ‫ف ��ي ال �س �ه��ل ي�س�ت�ع��د م ��ع زم�ل�ائ ��ه للهجوم‬
‫بعد موسى‪ :‬راج��ع سيد قطب‪ ،‬خصائص‬ ‫جتسدت عنده أخيراً‪.‬‬ ‫على القرية‪ ،‬فيقول‪ ...« :‬العرب القذرون‬
‫التصور اإلسالمي‪ ،‬ص‪.46 - 39‬‬ ‫‪ -‬أدب ع �ن �ص��ري‪ ،‬ات��خ��ذ م ��ن مقولة‬ ‫املتسللون إلحياء نفوسهم القاحلة في قراهم‬
‫(‪ )2‬عاش «ل��ورد بيرون» حاقداً على املسلمني‬ ‫«معاداة اآلخرين للسامية» منطلقاً ملعاداتهم‬ ‫امل�ه�ج��ورة‪ ..‬أي دخ��ل لنا ولشبابنا وأيامنا‬
‫والدولة التركية‪ ،‬وكان أحد أعضاء «مذهب‬ ‫لآلخرين والدعوة إلى االنتقام منهم عسكرياً‬ ‫الغابرة بقراهم املقملة واملبققة واملقفرة‬
‫ال �ف �ع��ال �ي��ة»‪ ،‬وه ��و م��ذه��ب ي��ؤي��د استعمال‬ ‫واقتصادياً واجتماعياً‪ ،‬ومتجيد الصهاينة‬ ‫واخلانقة‪ ،‬هذه القرى اخلاوية سيأتي اليوم‬
‫العنف لتحقيق األغراض السياسية‪ ،‬والقى‬ ‫«ك �ع �ن �ص��ر» راق ل��ه مت �ي��زه وت� �ف ��رده عقلياً‬ ‫الذي تبدأ فيه الصراخ»‪.‬‬
‫«بيرون» حتفه‪ ،‬وهو يحارب في اليونان ضد‬ ‫ونفسياً‪.‬‬ ‫ومقابل ه��ذا‪ ،‬يصور األدب الصهيوني‬
‫األتراك‪.‬‬ ‫شخصية «اإلسرائيلي» بصورة البطل املغوار‬
‫(‪ )3‬نُ� �ش ��رت ف ��ي ص �ح �ي �ف��ة «ع� ��ل همشمار»‬
‫شرط بدهي‬
‫وبعد ه��ذه امل�س�ي��رة‪ ،‬التي طالت بعض‬ ‫الذي يحقق النصر‪ ،‬ففي إحدى قصائدهم‪:‬‬
‫الصهيونية بتاريخ ‪1978/9/15‬م‪.‬‬ ‫اعتمر اخلوذة‬
‫الشيء‪ ،‬يتضح لنا في جالء أن هناك آداباً‬
‫(‪ )4‬نُ�ش��رت ف��ي صحيفة «م �ع��اري��ف» العِ بْرية‬ ‫استعداد ًا ملسيرة الدم‬
‫بتاريخ ‪1978/5/10‬م‪.‬‬ ‫أيديولوجية ودي�ن�ي��ة لها مكانها ومكانتها‬
‫على املستوى العاملي‪ ،‬ولكل أدب منها ُكتّابه‬ ‫ً‬
‫جائال بعينيه إلى النار احلمقى‬
‫(‪ )5‬كان لبعض كبار الوجوديني منازع صهيونية‪،‬‬ ‫امتشاق السيف جزء من آدميته‬
‫ومن هؤالء «جان بول سارتر» الذي كان شديد‬ ‫امللتزمون‪.‬‬
‫‪ -‬ف�ه�ن��اك أدب م��ارك �س��ي ي��رف��ع لواءه‬ ‫لرعشة الفرح‬
‫العناية بالدفاع عن السامية واحلملة على‬ ‫وإحالة احلرب إلى سعادة‬
‫حركة املقاومة لها (‪،)Antisemitism‬‬ ‫شيوعيون يؤمنون باملاركسية‪.‬‬
‫‪ -‬وهناك أدب وجودي يبدعه وجوديون‬ ‫وارتفع مؤشر معنويات املستوطنني بعد‬
‫كما وصفها في محاضرة مطبوعة تُرجمت‬
‫مؤمنون بالوجودية(‪.)5‬‬ ‫رحلة الرئيس املصري «السادات» إلى القدس‬
‫إل��ى اإلجنليزية ونُ�ش��رت ف��ي إب��ان معارك‬
‫‪ -‬وهناك أدب مسيحي عالج كل األجناس‬ ‫عام ‪1977‬م‪ ،‬وع ّبروا عن ذلك بالرقص في‬
‫ف�ل�س�ط�ين ب �ع �ن��وان «ص� ��ورة ع ��دو اليهود»‬
‫األدبية‪ ،‬له ُكتّابه وأدباؤه من املسيحيني‪.‬‬ ‫شوارع «تل أبيب» والقدس وحيفا وغيرها‪،‬‬
‫‪portrait of the anti semite‬‬
‫‪ -‬وه �ن��اك أدب صهيوني ل��ه مالمحه‬ ‫وت ��زداد درج��ة التعالي بعد توقيع اتفاقية‬
‫ان �ظ��ر‪ :‬ع �ب��اس ال �ع �ق��اد‪ ،‬ب�ين ال�ك�ت��ب والناس‪،‬‬
‫ص‪.25‬‬ ‫وطوابعه املميزة ينتجه يهود صهاينة‪.‬‬ ‫«كامب ديفيد» عام ‪1978‬م‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫لهذه األعمال‪ ،‬ألنه مشعوذ يبتز أموال الناس‬
‫بغير احلق‪.‬‬ ‫اإلجابة‬
‫أدعية الستدعاء اجلن‬
‫< شاع بني الناس رسالة «مسج»‬
‫سبع مترات تقي من السحر‬ ‫للدكتور عجيل‬
‫فيها حتذير من رسائل حتتوي على‬
‫< هل صحيح أن أكل سبع مترات في‬ ‫النشمي‬ ‫أدعية أو كلمات غير مفهومة وتطلب‬
‫ال�ص�ب��اح حت�ف��ظ امل�س�ل��م أو املسلمة من‬ ‫من موقعه‪:‬‬ ‫ع ��دم ق��راءت �ه��ا‪ ،‬ألن ه ��ذه األدعية‬
‫السحر؟ وهل ذلك في كل متر‪ ،‬أم لتمر‬
‫‪www.dr_nashmi.com‬‬ ‫وال�ك�ل�م��ات غير املفهومة تستدعي‬
‫خاص؟‬
‫حضور اجل��ن‪ ..‬فما احلكم الشرعي‬
‫‪ -‬ورد في احلديث الصحيح قوله [‪:‬‬
‫باجلن كما ه��ي احل��ال ف��ي بعض احملطات‬ ‫الواجب في هذه األحوال؟‬
‫«م��ن تص ّبح بسبع مت��رات عجوة‪ ،‬لم يضره‬
‫ال�ف�ض��ائ�ي��ة‪ ،‬فيظن امل �ش��اه��د أن �ه��م يعلمون‬ ‫‪ -‬ينبغي التأكد ممن يرسل رسالة‬
‫ذلك اليوم سم وال سحر»(مسلم حديث رقم‬
‫الغيب‪ ،‬فيزعزعون أو يشككون ضعاف الناس‬ ‫التحذير‪ ،‬وأن يبني اسمه مادام أنه ناصح‬
‫‪ 250/7 -155‬وهو عند البخاري أيضاً)‪.‬‬
‫في عقيدتهم‪.‬‬ ‫ويضع رقم هاتفه‪ ،‬ألن البعض يفعل ذلك‬
‫وف���ي ح��دي��ث آخ���ر ق���ال [‪« :‬إن في‬
‫وع��ل��ى ك ��ل ح � ��ال‪ ،‬ال ي��ج��وز استدعاء‬ ‫ليهيئ ض �ع��اف ال �ن �ف��وس‪ ،‬ث��م ه��و الذي‬
‫عجوة ‪ -‬العالية ‪ -‬شفاء‪ ،‬أو أنها ترياق‪ ،‬أول‬
‫والسنة ما يقرأ‬ ‫ُّ‬ ‫اجل��ن‪ ،‬فلم يرد في الكتاب‬ ‫يرسل رسائل استدعاء اجلن ألن املمنوع‬
‫البُ ْكرة»(مسلم ‪.)25017-156‬‬
‫الس �ت��دع��ائ �ه��م وح��ض��وره��م‪ ،‬وإمن� ��ا ال� ��وارد‬ ‫مرغوب‪.‬‬
‫وامل��راد بالعالية‪ :‬احلوائط والبساتني‬
‫االستعاذة بالله منهم واآليات واألحاديث في‬ ‫واحل �ك��م ال �ش��رع��ي ف��ي ه ��ذا أن ��ه ال‬
‫م��ن ج�ه��ة امل��دي�ن��ة العليا مم��ا ي�ل��ي جن��د‪ ،‬أو‬ ‫هذا كثيرة‪.‬‬
‫السافلة من اجلهة األخ��رى مما يلي تهامة‪،‬‬ ‫ي �ج��وز اس �ت��دع��اء اجل��ن ب �ق��ول أو عمل‪،‬‬
‫وأدن��ى العالية ثالثة أميال‪ ،‬وأبعدها ثمانية‬ ‫التعامل مع اجلن‬ ‫وبخاصة إذا كانت الرسالة فيها طالسم‪،‬‬
‫من املدينة‪.‬‬ ‫< م��ا احل �ك��م ال�ش��رع��ي ف��ي التعامل‬ ‫ول�ي�ن�ت�ب��ه امل�س�ل��م وامل�س�ل�م��ة م��ن مداخل‬
‫والعجوة‪ :‬نوع جيد من التمر‪.‬‬ ‫م��ع اجل��ن ع��ن طريق وسيط مل��ا فيه من‬ ‫الشيطان‪ ،‬فقد يدعوه حب االستطالع‬
‫واحل���دي���ث ف �ي��ه ف �ض �ي �ل��ة مت ��ر املدينة‬ ‫أعمال اخلير فقط؛ كأن يتم االستدالل‬ ‫إلى االستجابة إلى هذه الرسائل‪ ،‬وقد‬
‫وعجوتها‪ ،‬وفضيلة التصبح بسبع مترات منه‪،‬‬ ‫على شيء مفقود‪ ،‬وما شابه ذلك؟‬ ‫يتسبب اجلن بضرر يصعب اخلروج منه‪،‬‬
‫ونص احلديث أنه خاص بعجوة املدينة دون‬ ‫‪ -‬ال يجوز التعامل مع اجلن أو استخدامهم‬ ‫فالذين يتعاملون بالسحر ويتعاملون مع‬
‫غيرها‪ ،‬والعدد سبع من األم��ور التي علمها‬ ‫ع��ن ط��ري��ق وس�ي��ط‪ ،‬س��واء ل�لاس�ت��دالل على‬ ‫اجلن يستطيعون ذلك ليتخذ الشيطان‬
‫لفك السحر‪ ،‬أو غير ذل��ك‪ ،‬فهذا‬ ‫ش��يء‪ ،‬أو ّ‬ ‫منهم أعواناً من شياطني اإلنس‪.‬‬
‫الشرع‪ ،‬وال نعلم نحن حكمتها‪ ،‬فيجب اإلميان‬
‫بها‪ ،‬واعتقاد فضلها‪ ،‬واحلكمة فيها كأعداد‬ ‫استدراج من الشيطان ليقع املسلم فيما هو‬ ‫واجل��ن يحضرون إل��ى أوليائهم من‬
‫أعظم‪ ،‬والواجب التبليغ عمن يستخدم اجلن‬ ‫اإلنس أمثالهم‪ ،‬والسحرة اليوم يستعينون‬
‫الصلوات‪>.‬‬

‫بكر قد‬
‫خير أعمله إال ووجدت أبا ٍ‬ ‫اجتهت إلى ٍ‬ ‫اإلجابة للشيخ عبدالرحمن بن صالح احملمود‬
‫سبقني» تنافس في اخلير‪.‬‬
‫وملا دعا النبي [ إلى النفقة في سبيل‬ ‫فالن حافظ للقرآن‬ ‫الغبطة واحلسد‬
‫الله في يوم من األي��ام‪ ،‬أراد عمر ] هذه‬ ‫ت��أت��ي وت� �ق ��ول‪ :‬سبحان‬ ‫< ما الفرق بني الغبطة احملمودة‬
‫امل��رة أن ينافس أبا بكر‪ ،‬فأتى بنصف ماله‪،‬‬ ‫ال �ل��ه! ف�ل�ان ك ��ان زميلي‬ ‫واحلسد املذموم؟‬
‫أت��ى به إل��ى النبي [ يقول‪ :‬ه��ذه امل��رة البد‬ ‫أن �ع��م ال �ل��ه ع�ل�ي��ه بحفظ‬ ‫‪ -‬ق��ال رس ��ول ال �ل��ه [‪« :‬ال حسد‬
‫أن أكون أسبق من أبي بكر في هذه اخليرية‬ ‫ال� �ق���رآن م ��ا ش� ��اء الله‪،‬‬ ‫إال في اثنتني رج ٌل أتاه الله القرآن فهو‬
‫يقول‪ :‬فلما أعطيته نصف مالي؛ وجدت أبا‬ ‫فتأتي فتقول‪ :‬البد أن أكون أنا مثله فتنافسه؛‬ ‫يقوم به آناء الليل وآناء النهار‪ ،‬ورجل أتاه‬
‫بكر ] قد أت��ى مباله كله‪ ،‬فقال له النبي‬ ‫بل تقول‪ :‬أن��ا أك��ون ‪ -‬إن ش��اء الله ‪ -‬أحسن‬ ‫الله ماالً فهو ينفقه آناء الليل‪ ،‬وأطراف‬
‫[‪« :‬م��اذا تركت ألوالدك؟» قال‪ :‬تركت لهم‬ ‫منه حفظاً وأحسن منه علماً‪ ..‬إلخ‪ ،‬وكذلك‬ ‫النهار»‪.‬‬
‫الله ورسوله‪.‬‬ ‫أيضاً الصدقات‪ ،‬وكذلك أيضاً الدعوة إلى‬ ‫ي�ج��وز ل�لإن�س��ان أن يغبط اآلخرين‬
‫أب��و بكر ك��ان يسابق إل��ى اخل�ي��رات حتى‬ ‫الله‪ ،‬وكذلك األمر باملعروف والنهي عن املنكر‬ ‫على اخل�ي��رات‪ ،‬فمث ً‬
‫ال‪ :‬إذا رأي��ت طالب‬
‫أن النبي [ في ي��وم من األي��ام ك��ان جالساً‬ ‫أبواب واسعة هي مجال للتنافس في اخلير‪.‬‬ ‫علم ال تتمنى زوال العلم ال ��ذي وهبه‬
‫مع أصحابه‪ ،‬فقال للصحابة اجلالسني‪« :‬من‬ ‫وه ��ذه ك��ان��ت ح��ال��ة أص �ح��اب النبي [‪،‬‬ ‫الله له‪ ،‬وإمنا تقول‪ :‬يا ليتني كنت مثله‬
‫أصبح منكم اليوم ص��ائ�م�اً؟»‪ ،‬فقام أب��و بكر‬ ‫بل إن عمر بن اخلطاب ] كان يقول‪« :‬ما‬ ‫فتسعى أنت لتكون طالب علم‪.‬‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪46‬‬


‫اإلجابة للشيخ خالد عبداملنعم الرفاعي‬ ‫اإلجابة للشيخ محمد بن صالح العثيمني‬
‫العمل في َ‬
‫الق َنوَ اتِ الفضائية‬
‫ات‬ ‫< ه��ل ي �ج��وز ال�ع�م��ل ف��ي ال��قَ ��نَ � َ�و ِ‬ ‫زكاة الراتب‬
‫الفضائية؟‬
‫‪ُ -‬ح ْك َم ال َع َمل فِ ي ال َقنَوات الفضائِية َمبن ٌِّي‬ ‫< هل يترتب على راتبي الشهري‬
‫على ما تُ َق ِّد ُمه هذه ال َقنَوات من برامج؛ فإذا‬ ‫زكاة‪ ،‬وفي أي وقت تدفع؟‬
‫الشرع‪،‬‬ ‫كان الغَالِب على بَ َرامِ ج َها ممِ َّ ا يُ َح ِّرمه َّ‬ ‫‪ -‬إذا كان راتبك الشهري ينتهي بشهره‬
‫‪ -‬ه��ذه الصدقة جائزة إذا علمت أن‬
‫فإنه ال يجوز العمل فيها؛ ألنه من ال َّت َعاون‬ ‫فال يحول عليه احلول‪ ،‬فال زكاة فيه‪ ،‬وإن‬
‫وال��دك ال ميانع فيها‪ ،‬أم��ا إذا علمت أن‬
‫على اإلثم والعدوان؛ قال الله تعالى‪ّ${ :‬ال‬ ‫كان يبقى ويحول عليه احلول ففيه الزكاة‬
‫وال��دك ميانع فيها وال يرضى أن تتصدق‬
‫ّت ّع ّاو ٍنوا ّعلّى اإلث ًٌم ‪$‬ال ًٍع ًد ّوانٌ ّ‪$‬ا َّتقٍوا پ َّل ّه َّإن پ َّل ّه‬ ‫إذا مت َح ْوله‪ ،‬وفي هذه احلال قد يخفى على‬
‫فإنه ال يحل لك أن تتصدق بشيء من ماله‪،‬‬
‫املرء الدراهم التي مت حولها والتي لم يتم‪،‬‬
‫ّاب (‪(})2‬املائدة‪ ،)2:‬ومن الفساد‬ ‫يد پً ٌعق ٌ‬ ‫شّ دٌ ٍ‬ ‫ألنه ال يحل مال املسلم إال بطيب نفسه؛‬
‫فنقول له‪ :‬األَ ْولى أن تخرج الزكاة في وقت‬
‫املنهي عنه‪ ،‬وقد قال سبحانه‪ّ${ :‬ال ٍتفًسٌ ٍدوا‬ ‫فهذه املسألة وأشباهها ال تخلو من ثالث‬
‫معني كشهر رمضان مث ً‬
‫ال؛ فتُخْ رِ ج جميع‬
‫إصالحٌ ّها}(األعراف‪.)56:‬‬ ‫فٌي ا ّأل ًر ٌض ّب ًع ّد ً‬ ‫ح ��االت‪ ،‬إم��ا أن نعلم رض��ا ص��اح��ب املال‬
‫ما عندك في ه��ذا الشهر وتخرج زكاته‪،‬‬
‫وأيضاً لقول رس��ول الله [‪« :‬م��ن دعا‬ ‫فهذا ال بأس به‪ ،‬أو نعلم عدم رضاه وأنه‬
‫فما كان قد مت حوله فقد أخرجت زكاته‬
‫إلى ضاللة كان عليه من ا ِإلثْ ِم مثل آثام من‬ ‫رجل شحيح ال يرضى أن يتصدق بشيء من‬
‫في وقتها‪ ،‬وم��ا لم يتم حوله فقد عجلت‬
‫تَ ِب َع ُه ال ينقص ذلك من آثامهم شيئاً»(رواه‬ ‫ماله فهذا ال يجوز‪ ،‬وإما أن نشك فاألفضل‬
‫زكاته‪ ،‬وتعجيل الزكاة ال بأس به‪ ،‬السيما‬
‫مسلم)‪.‬‬ ‫احترام املال وأال يتصدق به اإلنسان إال إذا‬
‫في مثل هذه احلال‪ ،‬ألن احلاجة داعية إلى‬
‫َّ‬
‫وإن ك��ان ما تقدمه مما يُبِيحه الش ْر ُع‬ ‫علم رضا صاحبه أو غلب على ظنه‪.‬‬
‫ذلك؛ ألن اإلنسان يصعب عليه أن يدرك‬
‫فال َع َمل فيها ُم َباح‪.‬‬ ‫الصيد غير املباشر‬ ‫كل دره��م أو ري��ال أو ليرة متى جاءته من‬
‫صاحلاً وآخر‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ال‬ ‫م‬‫ع‬‫َ‬ ‫ِط‬ ‫ل‬ ‫َخْ‬ ‫أما إن كانت ت‬ ‫هذا الراتب وهل بقيت أم تلفت‪.‬‬
‫< ال �ص �ي��د ب��وس�ي�ل��ة م��ن الوسائل‬
‫َس ِّيئاً‪ ،‬ولكن يَ ْغلُب عليها املنفعة فال بأس‬
‫ً‬
‫مثال أو الصقور‬ ‫غير املباشرة كالكالب‬ ‫تصدقت من مال والدي دون علمه‬
‫ِش ْرط أَ َّال تَتَعاون في ال َبرامِ ج‬ ‫بالعمل فيها‪ ،‬ب َ‬
‫ً‬ ‫الفاسدة‪ ،‬وأن تكون َس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ون � �ح� ��وه� ��ا‪ ..‬ك��ي��ف ت� �ك ��ون التسمية‬
‫لإلصالح قدر‬ ‫اعيا ِ‬ ‫< والدي صاحب متجر وأنا أساعده‬
‫عليها؟‬
‫اإلمكان‪ ،‬وأن تحُ َ ��اوِ ل جاهداً تَ ْقلِيل الفساد‪،‬‬ ‫ف��ي ال �ب �ي��ع‪ ،‬ول �ك��ن إذا ج ��اء م�ح�ت��اج أو‬
‫‪ -‬تكون التسمية عليها بأن تقول عند‬
‫هذا ملن استطاع أن يحافظ على دينه ويتجنب‬ ‫مسكني وأن��ا في املتجر فإنني أعطيه‬
‫إرسال الكلب أو الصقر‪« :‬بسم الله»‪ ،‬ومتى‬
‫الفساد‪ ،‬أما إن لم يكن له تأثير إيجابي‪ ،‬أو‬ ‫بدون إذن والدي‪ ..‬فهل هذه الصدقة‬
‫صادها هذا فإنها حتل‪>.‬‬
‫ال يتاح له ذلك‪ ،‬أو كان فيه فتنة للعامل‪ ،‬أو‬ ‫جائزة أم ال؟‬
‫فساد في دينه وأخالقه‪ :‬فال يجوز له البقاء‬
‫وس َي ْج َع ُل الله له‬ ‫في تلك القنوات الفاسدة‪َ ،‬‬ ‫فقط فقال‪ :‬أنا يا رسول الله‪ ،‬فقال النبي [‪:‬‬
‫‪ -‬األصل في ذلك ما ثبت عن النبي [‪:‬‬
‫ال صاحلاً‪ ،‬وليعلم أن األرزاق بيد الله‪،‬‬ ‫بدي ً‬
‫«من عاد منكم اليوم مريضاً؟»‪ ،‬فسكتوا وقام‬
‫«ال��ول��د ل�ل�ف��راش‪ ،‬وللعاهر احلجر»(أخرجه‬
‫وه��ي ُم�� َق� َّ�د َرة س�ل�ف�اً‪ ،‬وم��ن ت��رك َش�ي�ئ�اً لله‪،‬‬ ‫أبو بكر فقال‪ :‬أنا‪ ،‬قال‪« :‬من تبع منكم اليوم‬
‫البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله‬
‫ض ُه الله َخيراً منه‪.‬‬ ‫َع َّو َ‬ ‫ج�ن��ازة؟»‪ ،‬فسكتوا وق��ام أبو بكر فقال‪ :‬أنا يا‬
‫عنها‪ ،‬ومن حديث أبي هريرة ])‪ ،‬ومن ثم‬
‫ق��ال اإلم��ام ع��ز ال��دي��ن ب��ن عبد السالم‬ ‫رسول الله‪ ،‬فقال النبي [‪« :‬ما اجتمعت هذه‬
‫فتُحمل األمور على هذا احلكم الشرعي‪ ،‬وال‬
‫في كتابه «قواعد األحكام»‪« :‬وإذا اجتمعت‬ ‫في يوم لعبد إال أدخله الله اجلنة»‪ ،‬مسابقة‬
‫اعتبار بتحليل طبي أو غيره‪ ،‬وذهابهم إلى‬
‫م��ص��ال��ح وم� �ف ��اس ��د ف � ��إن أم� �ك ��ن حتصيل‬ ‫إلى اخليرات‪ ،‬وهذه كانت حالة الصاحلني بعد‬
‫الطبيب خطأ منهم؛ ألن هذا ولد حدث في‬
‫َاسد‪ ،‬فعلنا ذل��ك امتثاالً‬ ‫صالِح و َد ْرءِ املَف ِ‬ ‫امل َ َ‬ ‫شأنه شيء من الشكوك ونحوها‪ ،‬ف��إذا كان‬ ‫الصحابة رضي الله عنهم‪.‬‬
‫\س ّتطّ ًع ٍت ًم}‬ ‫ألمر الله تعالى‪{ :‬فّا َّتقٍوا پ َّل ّه ّما ً‬ ‫بالنسبة للزوج شك كبير فإنه يالعن‪ ،‬هذا‬
‫َّحصيل‪،‬‬ ‫(التغابن‪ ،)16:‬وإن تَ َع َّذر ال� َّ�درء والت ِ‬ ‫هو احلكم الشرعي في هذا املقام‪ ،‬أن يالعن‬
‫الفحص الطبي للتحقق من نسب‬
‫فإن كانت املفسدة أعظم من املصلحة درأنا‬ ‫زوج�ت��ه على أس��اس أن ه��ذا ال��ول��د ليس له‬ ‫األوالد‬
‫املفسدة‪ ،‬وال نُبالي ِل َ��ف��وات املصل َ َحةِ ‪ ،‬قال‬ ‫ثم يتبرأ منه‪ ،‬وتكون الفرقة بينهما كما في‬ ‫شك الزوج في شرعية أوالده منه‪،‬‬ ‫< إذا ّ‬
‫تعالى‪ّ { :‬ي ًس ّألٍو ّن ّك ّع ٌن پً ّخ ًم ٌر ّ‪ $‬مًال ًّيسٌ ٌر قٍلً فٌيه ٌّما‬ ‫أحكام اللعان املشهورة‪ ،‬أما إذا لم يتم اللعان‬ ‫ف�ك�ش��ف خ�لاي��ا األن �س �ج��ة ال��وراث��ي��ة عند‬
‫اس ّ‪$‬إث ًٍم ٍه ّما ّأكً ّب ٍر مٌن َّن ًف ٌعه ٌّما}‬ ‫إث ًِم كّ ب ِ‬
‫ٌير ّ‪ّ $‬م ّناف ٌٍع لٌل َّن ٌ‬ ‫ولم يطلبه الزوج فيبقى احلكم على أن هؤالء‬ ‫الطبيب للتأكد من شرعية أوالده‪ ،‬وجاءت‬
‫(البقرة‪َ ،)219:‬ح َّر َم ُه َما ألَنَّ َمف َْسدتهما أكبر‬ ‫ه��م أوالده ج ��اؤوا على ف��راش��ه‪ ،‬وال اعتبار‬ ‫النتيجة س�ل�ب�ي��ة‪ ..‬ف�ه��ل ي�ت��م إحل ��اق نسب‬
‫من َمنْ َف َعتِهما»‪>.‬‬ ‫بالكشف الطبي‪ ،‬والله تعالى أعلم‪>.‬‬ ‫األوالد به‪ ،‬أم يتم نفي نسبهم منه؟‬

‫‪47‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫‪dar_elbhoth@hotmail.com‬‬ ‫د‪.‬توفيق الواعي‬

‫أعياد السجون والقيود‪ ..‬عفو ًا‬


‫ذلك قال‪:‬‬ ‫ويعذب في السجن ويسحق املخلصون املتفانون‬ ‫من نصف قرن أو يزيد واألعياد في األمة‬
‫أم � �ط� ��ري ل� ��ؤل� ��ؤ ًا س� �م ��اء س��رن��دي��ب‬ ‫في خدمة بلدهم وأمتهم‪ ،‬وهم على استعداد‬ ‫ع��ام��رة بالسجون وم��زدان��ة ب��ال�ق�ي��ود‪ ،‬وأح��رار‬
‫وف� � �ي� � �ض � ��ي آب� � � � � ��ار ت� � � �ك � � ��رور ت � � �ب� � ��ر ًا‬ ‫ل�ف��دائ�ه��ا ب��ال�غ��ال��ي وال�ن�ف�ي��س؟ وك�ي��ف تفتحت‬ ‫األم ��ة ومصلحوها ي��دف�ع��ون ض��رائ��ب باهظة‬
‫أن� ��ا إن ع��ش��ت ل��س��ت أع� � ��دم خ� �ب ��ز ًا‬ ‫البالد لكل دخيل وع��دو وعميل‪ ،‬وتوصد في‬ ‫التكاليف م��ن دمائهم وأرواح �ه��م‪ ،‬وم��ا ه��ذا إال‬
‫وإذا م � � ��ت ل�� �س� ��ت أع � � � � ��دم ق�� �ب� ��ر ًا‬ ‫وجه كل وطني غيور‪ ،‬ومبدع عظيم‪ ،‬وعصامي‬ ‫ألن دم��اء ال �ث� ّ�وار وأرواح األب �ط��ال دائ �م � ًا وأب��د ًا‬
‫ه � �م � �ت� ��ي ه � �م� ��ة امل � � �ل� � ��وك ون� �ف� �س ��ي‬ ‫نزيه‪ ،‬وصدق شوقي حيث يقول‪:‬‬ ‫تكون الفداء لألوطان‪ ،‬والدروع لألمم‪.‬‬
‫ن � �ف� ��س ح� � ��ر ت� � � ��رى امل� � ��ذل� � ��ة ك � �ف� ��ر ًا‬ ‫أح�� � � � � ��رام ع� � �ل � ��ى ب �ل��اب� � �ل � ��ه ال � � � ��دوح‬ ‫ب� � �ـ �ل��اد م� � �ـ � ��ات ف ��تْ � َ�ي� �ت� �ه� �ـ ��ا لتحيـا‬
‫لقد كان الشافعي يتيم ًا حيث مات والده‬ ‫ح� �ل��ال ل��ل��ط��ي��ر م� ��ن ك� ��ل ج� �ن ��س؟!‬ ‫وزال� � � � � ��وا دون ق ��وم� �ه� �ـ ��م ل �ي �ب �ق �ـ��وا‬
‫وه��و ف��ي بطن أم��ه‪ ،‬فذهبت ب��ه أم��ه م��ن أرض‬ ‫ك � � � ��ل دار أح� � � � � ��ق ب � � � ��األه � � � ��ل إال‬ ‫وح � � � ��ررت ال� �ش� �ع���وب ع� �ل ��ى قناهـا‬
‫فلسطني إلى مكة‪ ،‬وأخذت غرفة من حجارة من‬ ‫ف� ��ي خ� �ب� �ي ��ث م� ��ن امل � ��ذاه � ��ب رج ��س‬ ‫ف� �ك� �ي ��ف ع� �ل� �ـ ��ى ق� �ن ��اه� �ـ ��ا ت �س �ت �ـ��رق‬
‫طني‪ ،‬وكان يأخذ العظام واخلشب يكتب فيها؛‬ ‫وط � �ن� ��ي ل� ��و ش� �غ� �ل ��ت ب ��اخل� �ل ��د عنه‬ ‫ول � �ل� ��أوط � � � ��ان ف�� �ـ� ��ي دم ك�� �ـ� ��ل ح �ـ��ر‬
‫ألنه لم يكن عنده محابر وال دفاتر فيكتب ما‬ ‫ن��ازع �ت �ن��ي إل��ي��ه ف ��ي اخل��ل��د نفسي‬ ‫ود ْي � � � �ـ� � � ��ن مستحـق‬ ‫ي� � ��د س� �ل� �ف� �ـ ��ت َ‬
‫يسمع‪ ،‬حتى قالت أمه‪ :‬ما بقي إال أن تخرجنا‬ ‫وه �ف��ا ب��ال �ف��ؤاد ف ��ي س�ل�س�ب�ي��ل ظمأ‬ ‫ف� �ف ��ي ال� �ق� �ت� �ل� �ـ ��ى ألج � �ي � �ـ� ��ال ح �ي �ـ��اة‬
‫وتبقى هذه العظام واأللواح واخلشب‪.‬‬ ‫ل � � �ل � � �س� � ��واد م� � � ��ن «ع� � �ي � ��ن ش � �م� ��س»‬ ‫وف� � ��ي األس � � � ��رى ف� � ��دى ل� �ه ��م وع �ت��ق‬
‫ملا سمع هذا الكالم من أمه قام بحفظ كل‬ ‫ش��ه��د ال� �ل ��ه ل���م ي��غ��ب ع���ن جفوني‬ ‫ول � �ل � �ح� ��ري � �ـ� ��ة احل � �م � �ـ � �ـ � �ـ � �ـ� ��راء ب� �ـ� �ـ ��اب‬
‫م��ا كتبه‪ ،‬وأزال ه��ذه األل ��واح م��ن بيته وهكذا‬ ‫ش �خ��ص س��اع��ة ول� ��م ي �خ��ل جسمي‬ ‫ب � �ك � �ـ� ��ل ي� � �ـ � ��د م�� �ض� ��رج�� �ـ� ��ة ي� �ـ� �ـ���دق‬
‫ي � ��ا ف � � � ��ؤادي ل� �ك ��ل أم� � ��ر ق�� � ��رار فيه‬ ‫واألع �ي��اد دائ� �م� � ًا ت��أت��ي ل�ت��ذكّ ��ر بالتواصل‬
‫بقي علمه معه حتى قال‪:‬‬
‫ي � � �ب� � ��دو وي � �ن � �ج � �ل� ��ي ب� � �ع � ��د رج � ��س‬ ‫وال �ت��راح��م واحل���ب‪ ،‬ولكنها ل�لأس��ف ف��ي األمم‬
‫ميمت يتبعني‬ ‫علمي معي حيث ما ّ‬
‫وم� � � ��واق � � � �ي� � � ��ت ل � �ل� ��أم � � � ��ور إذا م ��ا‬ ‫مهيضة اجل�ن��اح‪ ،‬وذات احلمى املستباح‪ ،‬تنكأ‬
‫ص� ��دري وع� ��اء ل��ه ال ب�ط��ن صندوق‬
‫ب� �ل� �غ� �ت� �ه ��ا األم� � � � ��ور ص � � � ��ارت لعكس‬ ‫اجل ��راح‪ ،‬وتثير األش �ج��ان‪ ،‬وتلهب األحاسيس‬
‫إن كنت في البيت كان العلم فيه معي‬
‫دول ك� � � ��ال� � � ��رج� � � ��ال م� ��رت�� �ه�� �ن� ��ات‬ ‫اخل��ام��دة‪ ،‬وخ �ص��وص � ًا إذا ك��ان��ت ذات طرفني‪،‬‬
‫أو كنت في السوق كان العلم في السوق‬
‫ب� � �ق� � �ي � ��ام م� � � ��ن اجل � � � � � � ��دود وت � �ع� ��س‬ ‫األول‪ :‬م��ن ب�ن��ي وط �ن��ي وع�ش�ي��رت��ي‪ ،‬والثاني‪:‬‬
‫هذا هو العبقري الذي تربى على التفاؤل‬
‫ه��ذا وهمم املسلمني اليوم قد استيقظت‬ ‫ل �ت �ص �ي��ب امل �ص �ل �ح�ين وأه � ��ل اخل� �ي ��ر ف ��ي أمتي‬
‫وع �ل��ى ال�ه�م��ة ال�ع��ال�ي��ة ح�ت��ى ي �ق��ول ف��ي بعض‬
‫م��ن ث �ب��ات وف��اق��ت م��ن غ �ف��و ل�ت�ص��ل حاضرها‬ ‫بجراحات لها في القلب عمق‪.‬‬
‫أبياته‪:‬‬ ‫مباضيها‪ ،‬وتعلن هويتها العلمية والنفسية‪،‬‬ ‫ومن هذا ولهذا يتساءل املخلصون النابهون‬
‫دع األي � � � � � � ��ام ت � �ف � �ع� ��ل م�� � ��ا ت � �ش� ��اء‬ ‫وحت �ق��ق ط�ب�ي�ع�ت�ه��ا اإلس�ل�ام� �ي ��ة‪ ،‬وت ��رج ��ع إلى‬ ‫عن هوية هذه األعياد وعن طعمها ولونها في‬
‫وط� � ��ب ن� �ف� �س� � ًا إذا ح� �ك ��م ال��ق��ض��اء‬ ‫شريعتها السماوية وحضارتها العملية وبعثها‬ ‫مخيلة األمة وأجوائها؛ فتردد ما قاله املتنبي‪:‬‬
‫وال جت � � � ��زع حل � � ��ادث � � ��ة ال� �ل� �ي���ال���ي‬ ‫احل�ي��وي ال�ن��اه��ض‪ ،‬وتنفض م��ا التصق بها من‬ ‫ع� �ي ��د ب���أي���ة ح � ��ال ع � ��دت ي� ��ا عيد‬
‫ف � �م� ��ا حل � � � � ��وادث ال� ��دن�� �ي� ��ا ان� �ت� �ه ��اء‬ ‫خ�ن��وع ب��اس��م ال��دي��ن واس �ت �س�لام ب��اس��م الزهد‬ ‫مب ��ا م �ض��ى أم ب ��أم ��ر ف �ي��ك جتديد‬
‫يصبر ال�ن��اس على االب �ت�لاء فيقول لهم‪:‬‬ ‫وال ��ورع ال��ذي أل�ص��ق بها حتى ق��ال القائل في‬ ‫أم� � ��ا األح� � �ب � ��ة ف� ��ال � �ب � �ي� ��داء دون� �ه ��م‬
‫عليكم أن تصبروا وأن تواصلوا طموحكم وأن‬ ‫عصور االنحطاط‪:‬‬ ‫ف� �ل� �ي ��ت دون�� � ��ك ب�� �ي� ��د ًا دون�� �ه� ��ا بيد‬
‫تثقوا في الله تعالى‪ ،‬وإذا أتتكم أزمة فحاولوا‬ ‫أغ��اي��ة ال��دي��ن أن حت��فّ ��وا شواربكم‬ ‫م � ��اذا ل �ق �ي��ت م ��ن ال ��دن� �ي ��ا وأعجبه‬
‫أن تتجاوزوها وأن تتصلوا بالله تعالى‪.‬‬ ‫ي ��ا أم� ��ة ض �ح �ك��ت م ��ن ج �ه �ل �ه��ا األمم‬ ‫أن � ��ي مب� ��ا أن � ��ا ش � ��اك م� �ن ��ه محسود‬
‫وأخ� � �ي � ��راً‪ ،‬وإلن ك� ��ان وق� ��ع ال �ظ �ل��م وفعل‬ ‫ب�ع��د أن ك��ان اإلس �ل�ام ه��و كتيبة النصر‪،‬‬ ‫م��ا يقبض امل��وت نفس ًا م��ن نفوسهم‬
‫ومهوال‪ ،‬ولكنه في‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ثقيال‬ ‫الطاغوت والطغيان‬ ‫وأبو احلضارة‪ ،‬ورائد املهارة‪ ،‬ومنطلق اجلدارة‪،‬‬ ‫إال وف � � ��ي ي � � ��ده م � ��ن ن� �ت� �ن� �ه ��ا ع� ��ود‬
‫سبيل ال�ل��ه‪ ،‬ولتعلم األم��ة أن اخلير فيها إلى‬ ‫وع ��ال ��م م ��ن اجل� �ن ��ود وال� �ب� �ن ��ود‪ ،‬ورج ��ال ��ه أهل‬ ‫ه� ��ذا وأن � ��ا أع� �ل ��م أن� ��ه م ��ا م �ل�أت السجون‬
‫يوم القيامة‪ ،‬وأن الله البد ناصر دينه وخازل‬ ‫السيادة واإلفادة والريادة وأهل الهمة العالية‪،‬‬ ‫واملعتقالت إال لفساد ساد في األمة وخراب حل‬
‫ع��دوه ب��رج��ال ص��دق��وا م��ا ع��اه��دوا الله عليه‪،‬‬ ‫واحلكمة الباقية‪ ،‬والعزمية املاضية‪ ،‬ورحم الله‬ ‫بها وط� ّ�م‪ ،‬وانتهازية انداحت في رباها لتهلك‬
‫فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما‬ ‫الشافعي القائل حني ترك العراق إلى مصر ولم‬ ‫احل��رث والنسل‪ ،‬وإال فكيف ُي�ت��رك املخربون‬
‫ً‬
‫تبديال‪>.‬‬ ‫بدلوا‬
‫ّ‬ ‫يصطحب معه زاد ًا وال زواداً‪ ،‬فلما قيل له في‬ ‫ويتهن‬ ‫وي�ع� َ�ط� ْ�ون مقاليد األم ��ور‪ ،‬مُ‬ ‫وامل�ج��رم��ون ُ‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪48‬‬


‫ملــوك اآلخ ــرة‬
‫بقلم‪ :‬عبد احلميد الباللي()‬
‫‪al-belali@ hotmail.com‬‬

‫الصفة العشرون‪« :‬علو الهمة»‬


‫صلى العصر في ناحية املسجد‪ ،‬فيذكر الله عز‬ ‫تناولنا في العدد السابق الصفة التاسعة عشرة‪ ،‬وهي «تكوين األسرة الصاحلة»‪،‬‬
‫وجل حتى تغيب الشمس(‪.)8‬‬
‫‪ -‬ي����ق����رأ أل������ف آي�������ة‪ :‬ج ��اء ف��ي ت��رج�م��ة التابعي‬ ‫ونتناول في هذا العدد الصفة العشرين وهي «علو الهمة»‪.‬‬
‫اجلليل أب��ي إسحق عمرو ب��ن عبدالله‪ ،‬أن��ه ملا‬ ‫فيعطى على مقدار ما حصلت في الدنيا»(‪.)3‬‬ ‫يقول اإلم��ام اب��ن القيم‪« :‬الهمة‪ ،‬فعلة من‬
‫ضعف قبل موته بسنتني فما كان يقدر أن يقوم‬ ‫طلب الكمال كمال‬ ‫الهم‪ ،‬وهو مبدأ اإلرادة‪ ،‬ولكن خصوها بنهاية‬
‫حتى يُ قام‪ ،‬فإذا استتم قائم ًا قرأ وهو قائم ألف‬ ‫بينما عباد الرحمن ألنهم أص�ح��اب همم‬ ‫اإلرادة‪ ،‬فالهَ ُّم مبدؤها‪ ،‬والهمَّ ة نهايتها»(‪ُّ ،)1‬‬
‫وهم‬
‫آية‪ ،‬ويقول متحسراً‪« :‬ذهبت الصالة عني‪ ،‬فال‬ ‫ع��ال�ي��ة‪ ،‬ف��إن�ه��م ي�ت��وق��ون إل��ى ال �ك �م��ال‪ ،‬لينالوا‬ ‫عباد الرحمن رضا الله ثم اجلنة‪ ،‬فهذا الذي‬
‫أقرأ وأنا قائم إال البقرة وآل عمران»(‪.)9‬‬ ‫ال��درج��ات ال�ع��ال�ي��ة ف��ي اآلخ� ��رة‪ ،‬ي �ق��ول اإلم��ام‬ ‫يدفعهم للعمل‪.‬‬
‫وفي عصرنا مناذج‬ ‫عبداحلميد بن باديس‪« :‬طلب الرتب العليا في‬ ‫أئمة املتقني‬
‫نعم‪ ،‬ال تقتصر الهمم العالية‪ ،‬وطلب الكمال‬ ‫اخلير والكمال والسبق إليها‪ ،‬والتقدم فيها‪ ،‬مما‬ ‫عباد الرحمن ال ي��دع��ون الله تعالى بأن‬
‫ف��ي اخل �ي��ر ع�ل��ى ج�ي��ل ال�ت��اب�ع�ين وم��ن بعدهم‪،‬‬ ‫يدعونا إليه الله‪ ،‬ويرغبنا مبثل ه��ذه اآلية‪،‬‬ ‫يكونوا صاحلني فحسب‪ ،‬بل يطلبون من الله‬
‫بل في جيلنا خير كثير‪ ،‬ومن��اذج كثيرة‪ ،‬وقد‬ ‫ّات إ ّل��ى پ َّل ٌه‬
‫كما ق��ال تعالى‪{ :‬فّاسً ّت ٌبقٍوا پً ��خّ � ًي�ر ٌ‬ ‫أن يكونوا أئمة للصاحلني‪ّ${ :‬ا ٌَّل��ذي��نّ ّيقٍولٍونّ‬
‫أحسن املستشار عبدالله العقيل في جمعها في‬ ‫مّرً جٌ عٍكٍ مً جّ مٌ يعْا ّف ٍي ّن ٌَبئٍكٍ م بمٌ ّا كٍ نتٍمً فٌي ٌه تّخً ّت ٌلفٍونّ‬ ‫ّر َّبنّا هّ ًب ّلنّا مٌنً ّأزًوّ اجٌ نّا ‪ٍ ّ$‬ذ ٌَر َيّا ٌتنّا ٍق َّر ّة أّعً نٍ ُي ‪ ّ$‬اجً ّع ًلنّا‬
‫كتابه «من أعالم احلركة اإلسالمية»‪ ،‬وكذلك‬
‫>‪(}<48‬امل��ائ��دة)؛ ألن طلب الكمال كمال‪ ،‬وألن‬ ‫ني إمّامْا >‪(}<74‬الفرقان)‪ ،‬وهذا يدل على‬ ‫ٌللًمٍ َّت ٌق ّ‬
‫د‪ .‬توفيق الواعي في «موسوعة الشهداء»‪ ،‬ومن‬ ‫من كانت غايته الرتب العليا‪ ،‬إن لم يصل إلى‬ ‫اتصافهم بالهمة العالية التي تأبى إال القمة‬
‫بني هؤالء العمالقة‪ ،‬اإلمام حسن البنا وهمته‬ ‫أعالها لم ينحط عن أدناها‪ ،‬وإن لم يساو أهلها‬ ‫في اخلير‪ ،‬وف��ي كل ما يقربها من رب العاملني‪،‬‬
‫الكبيرة ف��ي ال�ع�ب��ادة‪ ،‬وال �ق �ي��ادة‪ ،‬وال��دع��وة إلى‬ ‫لم يبعد عنهم‪ ،‬ومن لم يطلب الكمال بقي في‬ ‫ثقة بالله‪ ،‬ثم ثقة بأنفسهم‪.‬‬
‫الله‪ ،‬وقلة النوم‪ ،‬وكذلك الشيخ املجاهد أحمد‬ ‫النقص‪ ،‬ومن لم تكن له غاية سامية قصر في‬ ‫يقول اإلم��ام ال��رازي‪« :‬األق��رب أنهم سألوا‬
‫ي��اس�ين املقعد ال��ذي ل��م يكن يتحرك فيه إال‬ ‫السعي‪ ،‬وتوانى في العمل»(‪.)4‬‬ ‫الله تعالى أن يبلغهم في الطاعة املبلغ الذي‬
‫رأسه‪ ،‬ومع ذلك أنشأ أقوى وأعظم جماعة في‬ ‫يشار إليهم‪ ،‬ويقتدى بهم‪ ،‬ق��ال بعضهم‪« :‬في‬
‫العصر احلديث تقف س��د ًا منيع ًا أم��ام اليهود‪،‬‬ ‫ال يطلبون الرئاسة‬
‫وق��د يظن ظ��ان أن عباد الرحمن يتوقون‬ ‫اآلية ما يدل على أن الرياسة في الدين يجب‬
‫ومنهم الداعية الكبير عبدالله العلي املطوع‪،‬‬ ‫أن تطلب‪ ،‬ويرغب فيها»(‪.)2‬‬
‫ال��ذي شابه الصحابة ال�ك��رام والتابعني بكثرة‬ ‫إلى الرئاسة ملجرد الرئاسة‪ ،‬وهذا ظن يجانب‬
‫إنفاقه‪ ،‬ول��م يغره كثرة امل��ال عن حضور أصغر‬ ‫ل�ل�ص��واب‪ ،‬فإنهم ال ي��ري��دون ه��ذه القمة لهوى‬ ‫تفاوت الهمم بتفاوت املنازل‬
‫النفس‪ ،‬أو رغبة في أن يشار إليهم بالبنان أو‬ ‫خلق الله تعالى ثماني جنان بحسب همم‬
‫االج �ت �م��اع��ات ال��دع��وي��ة‪ ،‬وم �ت��اب �ع��ة مشكالت‬
‫ليباهوا به العلماء‪.‬‬ ‫ال �ع �ب��اد‪ ،‬وخ �ل��ق ع ��دة أب� ��واب ف��ي ه ��ذه اجلنان‪،‬‬
‫امل�س�ل�م�ين ف��ي أن �ح��اء ال �ع��ال��م‪ ،‬وغ �ي��ره��م كثير‪،‬‬
‫إن �ه��م ي ��ري ��دون ال �ق �م��ة ح �ت��ى ي �ق �ت��دى بهم‬ ‫مب �ق��دار ه�م��م ال �ع �ب��اد‪ ،‬وخ �ل��ق درج� ��ات عديدة‬
‫مازالت هذه األمة تنتج من عباد الرحمن الذين‬
‫باخلير‪ ،‬فتزداد منازلهم في اآلخ��رة‪ ،‬وه��ذا ما‬ ‫يرتقي فيها اخللق بحسب هممهم في الدنيا‪،‬‬
‫يطلبون املعالي والقمة‪ ،‬إلى يوم القيامة‪>.‬‬
‫ْت مبن‬
‫قاله ابن مجاهد في تفسيره لآلية‪َ « :‬نأ مَ ُّ‬ ‫وه��ذه امل�ن��ازل وال��درج��ات في اآلخ��رة إمن��ا تُ نال‬
‫الهوامش‬ ‫ْت بنا من بعدنا»(‪.)5‬‬ ‫قبلنا حتى يَ أ مَ َّ‬ ‫ع�ل��ى م �ق��دار ه�م��م أص �ح��اب �ه��ا‪ ،‬وص��اح��ب الهمة‬
‫ف�ط�ل��ب ال��رئ��اس��ة ف��ي ال��دي��ن ه��اه �ن��ا ليس‬ ‫العالية ال يرضى إال بالكمال‪.‬‬
‫(‪ )1‬تهذيب مدارج السالكني ص‪.507‬‬ ‫للدنيا‪ ،‬بل لآلخرة‪.‬‬ ‫ومن الناس من ُخلِ قت لهم همم قاصرة في‬
‫(‪ )2‬الفخر ال��رازي‪ :‬التفسير الكبير‪،115/24 ،‬‬ ‫مناذج من الهمم العالية‬ ‫الدنيا عن طلب الفضائل‪ ،‬ويتفاوت قصورها‪،‬‬
‫ط‪ .‬دار إحياء التراث‪.‬‬ ‫‪ -‬تُ����� َورَّم ق���دم���اه‪ :‬تقول زوج��ة التابعي اجلليل‬ ‫فمنهم من يحفظ بعض القرآن وال يتوق إلى‬
‫(‪ )3‬ابن اجل��وزي عبدالرحمن‪ :‬صيد اخلاطر‪،‬‬ ‫مسروق‪« :‬كان مسروق يصلي حتى تُ وَ رَّ م قدماه‪،‬‬ ‫التمام‪ ،‬ومنهم من يسمع يسير ًا من احلديث‪،‬‬
‫ص‪ ،271 ،270‬طبعة دار الفكر‪.‬‬ ‫فرمبا جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه»(‪.)6‬‬ ‫وم�ن�ه��م مقتصر ع�ل��ى ال �ف��رائ��ض‪ ،‬وم�ن�ه��م قنوع‬
‫(‪ )4‬ع �ب��داحل �م �ي��د ب ��ن ب ��ادي ��س‪ :‬ت�ف�س�ي��ر ابن‬ ‫‪ -‬ال ت���ب���ك���ي ي���اب���ن���ت���ي‪ :‬ج ��اء ف��ي ت��رج�م��ة اإلم ��ام‬ ‫بصالة ركعتني في الليل‪ ،‬ول��و علت بهم الهمم‬
‫باديس‪ ،‬ص‪ ،394‬طبعة دار الفكر‪.‬‬ ‫احلافظ املقرئ القدوة عبدالله بن إدريس أنه‬ ‫جلدت في حتصيل كل الفضائل‪.‬‬ ‫َّ‬
‫(‪ )5‬تفسير القرطبي‪.‬‬ ‫ملا ن��زل به امل��وت بكت بنته‪ ،‬فقال‪ :‬ال تبكي يا‬ ‫وي��دل على تفاوت الهمم أن في الناس من‬
‫(‪ )6‬سير أعالم النبالء‪.65/4 ،‬‬ ‫بنية‪ ،‬فقد ختمت القرآن في هذا البيت‪ ،‬أربعة‬ ‫يسهر في سماع سمر‪ ،‬وال يسهل عليه السهر في‬
‫(‪ )7‬املرجع السابق‪.44/9 ،‬‬ ‫آالف ختمة(‪.)7‬‬ ‫سماع القرآن‪ ،‬واإلنسان يحشر ومعه تلك الهمة‪،‬‬
‫(‪ )8‬صفة الصفوة‪ ،‬البن اجلوزي‪.222/4 ،‬‬ ‫‪ -‬ح��ت��ى ت��غ��ي��ب ال��ش��م��س‪ :‬ي��روي اإلم��ام األوزاع��ي‬
‫(‪ )9‬سير أعالم النبالء‪ ،‬مرجع سابق‪.399/5 ،‬‬ ‫عن العابد حسان بن عطية أنه كان يتنحى إذا‬ ‫() رئيس جمعية بشائر اخلير الكويتية‬

‫‪49‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫تفسير‬
‫د‪ .‬عمر األشقر للقرآن الكريم‬

‫مل��ا عجز أع���داء اإلس�ل�ام ع��ن اإلت��ي��ان مبثل أصغر س��ورة م��ن س��ور القرآن‪،‬‬
‫وأجل من أن‬ ‫ّ‬ ‫أن الله أعزّ‬ ‫الش َبه للتشكيك بالقرآن‪ ،‬فقد زعم أعداء الله َّ‬ ‫أثاروا ُّ‬
‫يضرب هذه األمثال‪ ،‬كضرب املثل بالذي استوقد ناراً‪ ،‬وآخر بالصيب النازل‬
‫من السماء‪ ،‬وفي مواضع ُأخرى ضرب األمثال بالذباب‪ ،‬وبيت العنكبوت‪َّ ،‬‬
‫فرد‬
‫{إن پ َّل ّه ال ّي ًس ّت ًحيٌي ّأن ّي ًض ٌر ّب ّم ّث ْال َّما ّب ٍع ّ‬
‫وض ْة‬ ‫الله عليهم في ذلك كله بقوله‪َّ :‬‬
‫ف ّّما ف ًّو ّق ّها}(البقرة‪.)26:‬‬

‫النص القرآني السادس‬ ‫سورة «البقرة»‬


‫حق وصدقٌ‬
‫أمثال القرآن ٌ‬ ‫‪9‬‬
‫أو ًال‪ :‬آيات هذا النص من القرآن الكرمي‬
‫وض ْة‬ ‫{إن پ َّل ّه ال ّي ًس ّت ًحيٌي ّأن ّي ًض ٌر ّب ّم ّث ْال َّما ّب ٍع ّ‬ ‫َّ‬
‫ذلك أن إميانهم بالله يجعلهم يتلقون كل‬ ‫التني‪ ،‬وغيرها كثير» (راجع‪ :‬قاموس الكتاب‬ ‫ون ّأ َّن ٍه پً ّح ٍَق مٌن‬ ‫ين ّآم ٍنوا ف ّّي ًعل ٍّم ّ‬‫ّ‬ ‫ذٌ‬ ‫َّ‬
‫پ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ّ‬
‫ف ّّما ف ًّو ّق ّ َّ‬
‫أ‬ ‫ّ‬
‫ف‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ما يصدر عنه مبا يليق بجالله‪ ،‬ومبا يعرفون‬ ‫املقدس‪ :‬ص ‪.)838‬‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫ٍون ّماذّا أ ّرا ّد پل ٍّه ٌب ّهذّ ا‬ ‫ين كّ ف ٍّروا ف ّّيقٍول ّ‬ ‫َّر ٌَبه ًٌم ّ‪ّ $‬أ َّما َّپذٌ ّ‬
‫م��ن حكمته‪ ،‬وق��د وهبهم اإلمي ��ان ن ��وراً في‬ ‫وقد أجاد سيد قطب يرحمه الله تعالى‬ ‫ّم ّث ْال ٍي ٌض ٍَل ٌب ٌه كّ ث ٌْيرا ّ‪ّ $‬ي ًهدٌ ي ٌب ٌه كّ ث ٌْيرا ّ‪ّ $‬ما ٍي ٌض ٍَل ٌب ٌه‬
‫قلوبهم‪ ،‬وحساسية في أرواحهم‪ ،‬وتفتحاً في‬ ‫{إن پ َّل ّه ال ّي ًس ّت ًحيٌي‬
‫في بيان معنى قوله تعالى‪َّ :‬‬ ‫ون ّع ًه ّد پ َّل ٌه م ًٌن ّب ًعدٌ‬
‫ين ّينق ٍٍض ّ‬ ‫ني >‪َّ <26‬پذٌ ّ‬ ‫إ َّال پً فّاسٌ ٌق ّ‬
‫مداركهم‪ ،‬واتصاالً باحلكمة اإللهية في كل‬ ‫وض ْة ف ّّما ف ًّو ّق ّها} فقال‪« :‬الله‬ ‫ّأن ّي ًض ٌر ّب ّم ّث ْال َّما ّب ٍع ّ‬ ‫ون‬ ‫وصلّ ّ‪ٍ $‬يفًسٌ ٍد ّ‬ ‫ون ّما ّأ ّم ّر پ َّل ٍه ٌب ٌه ّأن ٍي ّ‬ ‫مٌي ّثا ٌق ٌه ّ‪ّ $‬يقًطّ ٍع ّ‬
‫أمر وفي كل قول يجيئهم من عند الله»‪( .‬في‬ ‫رب الصغير والكبير‪ ،‬وخالق البعوضة والفيل‪،‬‬ ‫ون >‪(}<27‬البقرة)‪.‬‬ ‫ض ٍأ ًو ّلئ ٌّك ٍه ٍم پً ّخاسٌ ٍر ّ‬ ‫فٌي ا ّأل ًر ٌ‬
‫ظالل القرآن‪.)50/1 :‬‬ ‫واملعجزة في البعوضة هي ذاتها املعجزة في‬ ‫‪ -1‬الله ‪ -‬سبحانه ‪ -‬ال يستحيي من‬
‫ٍون ّم��اذّا ّأ ّرا ّد پل ٍّهَّ‬
‫ين كّ ف ٍّروا ف ّّيقٍول ّ‬ ‫{‪ّ ّ$‬أ َّم��ا َّپذٌ ّ‬ ‫الفيل‪ ،‬إن�ه��ا معجزة احل �ي��اة‪ ،‬معجزة السر‬ ‫ضرب املثل الصغير أو الكبير‪:‬‬
‫ٌب ّهذّ ا ّم ّث ْال ٍي ٌض ٍَل ٌب ٌه كّ ث ٌْيرا ّ‪ّ $‬ي ًهدٌ ي ٌب ٌه كّ ث ٌْيرا}‪.‬‬ ‫املغلق الذي ال يعلمه إال الله‪ ،‬على أن العبرة‬ ‫قرر مطلع هذا النص أن الله ال يستحيي‬
‫يخبرنا ربنا تبارك وتعالى أن الذين كفروا‬ ‫لا م��ا ب �ع��وض��ة ف �م��ا فوقها‪،‬‬ ‫أن ي �ض��رب م �ث� ً‬
‫ف��ي املثل ليست ف��ي احلجم والشكل‪ ،‬إمنا‬
‫ال؟!‬ ‫يتساءلون قائلني‪ :‬ماذا أراد الله بهذا مث ً‬ ‫والبعوضة حشرة معروفة‪ ،‬لها جناحان تطير‬
‫األم �ث��ال أدوات للتنوير والتبصير‪ ،‬وليس‬
‫وهو قول فيه استغراب وتعجب عن األمثلة‬ ‫بهما‪ ،‬وهي من أصغر املخلوقات وأضعفها‪،‬‬
‫في ضرب األمثال ما يعاب‪ ،‬وما من شأنه‬
‫التي نسبها محمد [ إلى ربه‪ ،‬ويقول الله‬ ‫وقوله‪{ :‬ف ّّما ف ًّو ّق ّها}‪ ،‬أي ما هو أكبر منها‪،‬‬
‫{ي ٌض ٍَل ٌب ٌه كّ ث ٌْيرا ّ‪ّ $‬ي ًهدٌ ي ٌب ٌه كّ ث ٌْيرا‬ ‫االستحياء من ذكره‪ ،‬والله ‪ -‬جلت حكمته ‪-‬‬
‫في اجلواب‪ٍ :‬‬ ‫كالذباب‪ ،‬والنمل‪ ،‬والعنكبوت‪.‬‬
‫يريد بها اختبار القلوب‪ ،‬وامتحان النفوس‪:‬‬
‫ني >‪.}<26‬‬ ‫‪ّّ $‬ما ٍي ٌض ٍَل ٌب ٌه إ َّال پً فّاسٌ ٌق ّ‬ ‫وال يعيب الكالم في لغة العرب أن تضرب‬
‫‪ -2‬ال��ت��ع��ري��ف ب��ال��ف��اس��ق�ين الذين‬ ‫ون ّأ َّن ٍه پً ّح ٍَق مٌن َّر ٌَبه ًٌم}‪.‬‬ ‫{ ّف ّأ َّما َّپذٌ ّ‬
‫ين ّآم ٍنوا ف ّّي ًعل ٍّم ّ‬ ‫األمثال بأقل األش�ي��اء‪ ،‬وق��د ضربوا األمثال‬
‫يضلون باألمثال‪:‬‬ ‫بالذرة والذباب والقراد‪ ،‬فقالوا‪« :‬أجمع من‬
‫و«ال�� �ض�ل��ال»‪ :‬ال� �ع ��دول ع ��ن الصراط‬ ‫«املؤمنون» الصادقون‬ ‫ذرة‪ ،‬وأجرأ من الذباب‪ ،‬وأسمع من قراد»‪.‬‬
‫املستقيم الذي عرفنا به رب العاملني‪ ،‬كالكفر‬ ‫يسارعون إلى اإلميان مبا‬ ‫وقد ضربت األمثال في التوراة واإلجنيل‬
‫وال��ش��رك‪ ،‬وت ��رك م��ا أوج �ب��ه ال �ل��ه‪ ،‬والعمل‬ ‫امل��وج��ودي��ن ب��أي��دي اليهود وال�ن�ص��ارى اليوم‬
‫مبعاصيه‪ ،‬و«الفسق» في لغة العرب‪ :‬اخلروج‬ ‫أنزل الرحمن ويطردون‬ ‫باألشياء احملقرة‪« ،‬ففي التوراة ضرب املثل‬
‫عن الشيء‪ ،‬وهو في استعمال الشرع اخلروج‬ ‫بالعوسج‪ ،‬واألرز‪ ،‬والكرم والنسر‪ ،‬ومن أمثال‬
‫عن طاعة الله‪ ،‬وقد يكون خروج كفر‪ ،‬كالذين‬
‫وساوس الشيطان عندما تبلغهم‬
‫اإلجنيل‪ :‬احلنطة‪ ،‬وال��زوان‪ ،‬وحبة اخلردل‪،‬‬
‫يكفرون بالله ومالئكته وكتبه ورسله‪ ،‬وقد‬ ‫أمثال القرآن‬ ‫واخلميرة‪ ،‬والبذار واخلروف الضال‪ ،‬وشجرة‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪50‬‬


‫ص�ف��راً خائبتني»‪( .‬ال�ت��رم��ذي في‬ ‫ي �ك��ون خ ��روج� �اً ل �ي��س ب�ك�ف��ر كمن‬
‫سننه‪ .3556 :‬وق��ال ف�ي��ه‪ :‬حسن‬ ‫ارتكب بعض احملظورات‪ ،‬أو ترك‬
‫غريب‪ .‬وأورده األلباني في صحيح‬ ‫بعض الواجبات غير مستحل لها‪.‬‬
‫سنن الترمذي‪ .3809 :‬وانظره في‬ ‫وأراد بالفاسقني هنا الكفار؛‬
‫صحيح ابن ماجه‪.)3865 :‬‬ ‫ألنه وصفهم بوصفهم‪ ،‬وقد وصف‬
‫ول �ك��ن ال �ل��ه ال ي�س�ت�ح�ي��ي من‬ ‫ال �ف��اس �ق�ين ال��ذي��ن ي �ض �ل��ون بهذه‬
‫احلق {‪ّ$‬ال َّل ٍه ال ّي ًس ّت ًحيٌي م ٌّن پً ّح ٌَق}‬ ‫األمثال التي ضربها الله في كتابة‬
‫(األحزاب‪ .)53:‬وفي احلديث‪ :‬أن‬ ‫بثالث صفات‪:‬‬
‫أم سلمة قالت‪ :‬جاءت أم سليم إلى‬ ‫األولى‪ :‬نقضهم عهد الله من‬
‫رسول الله [‪ ،‬فقالت‪ :‬إن الله ال‬ ‫بعد ميثاقه‪ ،‬وأصل العهد في لغة‬
‫يستحيي من احلق‪ ،‬فهل على املرأة‬ ‫ال �ع��رب ح�ف��ظ ال �ش��يء ومراعاته‬
‫من غسل إذا احتلمت‪ ،‬قال النبي‬ ‫حاالً بعد حال‪( .‬املفردات‪.)350 :‬‬
‫[‪« :‬إذا رأت املاء»(البخاري‪:‬‬ ‫وهو في الشرع ما عهد الله به‬
‫‪ ،282‬مسلم‪ .)313 :‬ومن جملة ما أعلمنا الله‬ ‫اإلقرار بإضالل الله من‬ ‫إلى رسله وأنبيائه وأتباعهم‪ ،‬وقد ذكر من ذلك‬
‫به أنه ال يستحيي من ضرب األمثال‪ ،‬فإن ما‬ ‫الكثير من عهوده لألولني واآلخرين‪ّ ّ${ :‬لق ًّد‬
‫يضربه من األمثال حق‪.‬‬ ‫يشاء من عباده وهداية‬ ‫ّعه ًٌد ّنا إ ّلى» آ ّد ّم مٌن ّق ًبلٍ ّف ّنسٌ ّي ّ‪$‬ل ًّم جّن ًٌد ّل ٍه ّع ًز ْما>‪}<115‬‬
‫وفي هذه النصوص كما يقول ابن جزي‬ ‫من يشاء‪ ..‬يؤكد توحيدنا لله‬ ‫إس ّماعٌ يلّ ّأن طّ ٌَه ّرا‬ ‫ٌيم ّ‪ً $‬‬ ‫(طه)‪ّّ ${ ،‬عه ًٌد ّنا إ ّلى» إ ًب ّراه ّ‬
‫في (التسهيل‪ )42/1 :‬رد على الذين يزعمون‬ ‫پس ٍجو ٌد >‪}<125‬‬ ‫الر ٌ ٍَ‬
‫ع‬ ‫ّ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ني ّ‪ٍَ $‬‬ ‫ني ّ‪$‬ا ًل ّعاكٌ ٌف ّ‬ ‫ّب ًيت ٌّي ل َّ‬
‫ٌلطا ٌئ ٌف ّ‬
‫أن احل�ي��اء مستحيل على ال�ل��ه‪ ،‬ألن احلياء‬ ‫القرآن‪.)52/1:‬‬ ‫َ‬
‫(البقرة)‪ّ { ،‬أل ًّم ّأ ًع ّه ًد إل ًّي ٍك ًم ّيا ّبنٌي آ ّد ّم ّأن ّال ّت ًع ٍب ٍدوا‬
‫عندهم انكسار مينع م��ن ال��وق��وع ف��ي أمر‪،‬‬ ‫والفاسقون الذين حدثنا عنهم خاسرون‬ ‫ني >‪ّ ّ$ <60‬أنٌ ً\ع ٍب ٍدونٌي ّهذّ ا‬ ‫ان إ َّن ٍه ل ٍّك ًم ّع ٍد َِو ٍَم ٌب ِ‬‫پش ًيطّ ّ‬‫َّ‬
‫ون >‪ .}<27‬خاسرون‬ ‫�ك ٍه � ٍ�م پً � ّ�خ��اسٌ � ٍ�ر ّ‬ ‫{ ٍأ ًو ّل� � ٌئ � ّ‬ ‫ٌيم >‪(}<61‬يس)‪.‬‬ ‫ٌص ّر ِ‬
‫وليس كذلك‪ ،‬فاحلياء كرم وفضيلة‪ ،‬مينع من‬ ‫اط ٍَم ًس ّتق ِ‬
‫الوقوع فيما يعاب‪.‬‬ ‫في الدنيا باتباعهم الباطل‪ ،‬وخاسرون في‬ ‫ونقض العهود إبطالها‪ ،‬وأصل النقض في‬
‫وح �ي��اء ال �ل��ه‪ ،‬ك��رح�م�ت��ه‪ ،‬وع�ل�م��ه وقدرته‬ ‫ين ّخسٌ ٍروا ّأنف ٍّس ٍه ًم‬ ‫ين َّپذٌ ّ‬ ‫{إن پً ّخاسٌ ٌر ّ‬ ‫اآلخ��رة‪َّ ،‬‬ ‫لغة العرب أن يفسد املرء ما قام بفعله‪ ،‬كأن‬
‫وبقية صفاته‪ ،‬يناسب كماله‪ ،‬وال يشبه شيئاً‬ ‫{وا ًل ّع ًصــ ٌر (‪)1‬‬ ‫ّ‬ ‫ٌ}(الزمر)‪.‬‬ ‫ة‬ ‫‪ّ ّ$‬أ ًهلٌيه ًٌم ّي ًو ّم ّ ّ‬
‫ام‬ ‫ٌي‬
‫ق‬ ‫پً‬ ‫يهدم ما بنى‪ ،‬وينقض ما غزل‪{ :‬كّ ا َّلتٌي ّنق ّّض ًت‬
‫من صفات خلقه‪.‬‬ ‫ين ّآم ٍنوا ّ‪ّ $‬عمٌ لٍوا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان ّلفٌي ٍخ ًس ُر (‪ )2‬إ ّال ّپذٌ ّ‬ ‫َّإن ّ‬
‫اإلنس ّ‬ ‫نكاثْا}(النحل‪.)92 :‬‬ ‫غّ ًز ّل ّها م ًٌن ّب ًعدٌ ٍق َّو ُة ّأ ّ‬
‫‪ -2‬استحباب ضرب األمثال في الدعوة‬ ‫ٌالص ًب ٌر (‪})3‬‬ ‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫اص‬ ‫و‬
‫ّّّ ّ ً‬ ‫ت‬ ‫‪$‬‬ ‫ّق‬‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫حً‬
‫ٌال‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و‬‫پص حٌال ّ ّ ّ ّ ً‬
‫اص‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫‪$‬‬ ‫ّات‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫و«امليثاق»‪ :‬عهد مؤكد بيمني‪ ،‬ومنه امليثاق‬
‫إلى الله لبيان احلق وتوضيحه‪.‬‬ ‫(العصر)‪.‬‬ ‫الذي أخذه يعقوب على أوالده‪ ،‬عندما أراد‬
‫‪ -3‬كشف الشبهات التي يثيرها أعداء‬ ‫ثانيًا‪ :‬ما تهدي إليه هذه اآليات من علم‬ ‫أن يرسل معهم أخاهم يوسف يرتع ويلعب‪:‬‬
‫اإلس�لام وال��رد عليها‪ ،‬فقد ر َّد احل��ق تبارك‬ ‫{قّالّ ل ًّن ٍأ ًرسٌ ّل ٍه ّم ّع ٍك ًم ّح َّتى ٍت ًؤ ٍتونٌ ّم ًو ٌث ْقا ٌَم ّن پ َّلهٌ}‬
‫وتعالى مقالة الذين استعظموا ض��رب الله‬
‫وعمل‬ ‫(ي��وس��ف‪ ،)66:‬ومنه امليثاق ال��ذي أخ��ذه الله‬
‫إذا تدبرنا آي��ات ه��ذا ال�ن��ص وجدناها‬
‫األمثال بالنملة والعنكبوت‪ ،‬والنار ونحوها‪.‬‬ ‫على بني إسرائيل بعبادته وحده ال شريك له‪:‬‬
‫تهدينا إلى ما يأتي من علم وعمل‪:‬‬
‫‪ -4‬املؤمنون ال�ص��ادق��ون يسارعون إلى‬ ‫ون إ َّال پ َّل ّه}‬‫إس ّرائٌيلّ ال ّت ًع ٍب ٍد ّ‬ ‫{‪ّ$‬إذً ّأ ّخذً ّنا مٌي ّثاقّ ّبنٌي ً‬
‫‪ -1‬من صفات الله تبارك وتعالى أنه حيي‬
‫اإلميان مبا أنزل الرحمن‪ ،‬ويطردون وساوس‬ ‫(البقرة‪.)83:‬‬
‫كرمي‪ ،‬كما في احلديث عن سلمان الفارسي‬
‫الشيطان‪ ،‬عندما تبلغهم أمثال القرآن‪ ،‬أما‬ ‫الصفة الثانية‪ :‬قطعهم ما أمر الله به‬
‫الذين كفروا فيستنكرون ذلك ويستبعدونه‪.‬‬ ‫ع��ن ال�ن�ب��ي [ ق ��ال‪« :‬إن ال �ل��ه ح�ي��ي كرمي‪،‬‬
‫أن يوصل‪ ،‬من بر الوالدين وصلة األرحام‪،‬‬
‫‪ -5‬ال�ش��يء ال��واح��د كاألمثال املضروبة‬ ‫يستحيي إذا رف��ع ال��رج��ل يديه أن يردهما‬ ‫وحقوق اإلخوان‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫تضل الكافرين‪ ،‬وتهدي املؤمنني‪ ،‬واإلقرار‬ ‫الصفة الثالثة‪ :‬اإلف�س��اد في األرض‪،‬‬
‫ب��إض�لال الله م��ن يشاء م��ن ع�ب��اده‪ ،‬وهداية‬ ‫وجوب الوفاء‬ ‫بفعل ال��ذن��وب وامل�ع��اص��ي‪ ،‬وأعظمها الكفر‬
‫من يشاء‪ ،‬هو من توحيد الله‪ ،‬فالله على كل‬ ‫بالعهود واملواثيق‬ ‫والشرك‪« ،‬والفساد في األرض ألوان شتى‪،‬‬
‫شيء قدير‪ ،‬والذين يزعمون أنَّ إضالل العباد‬ ‫تنبع كلها من الفسق عن كلمة الله‪ ،‬وقطع‬
‫غير مقدور لله‪ ،‬اتخذوا إلهني من دون الله‪،‬‬ ‫وخاصة عهودنا ومواثيقنا مع‬ ‫ما أمر الله به أن يوصل‪ ،‬ورأس الفساد في‬
‫واتهموا الله بالعجز‪.‬‬ ‫الله تبارك وتعالى‬ ‫األرض هو احليدة عن منهجه الذي اختاره‬
‫‪ -6‬وج ��وب ال��وف��اء ب��ال�ع�ه��ود واملواثيق‪،‬‬ ‫ليحكم حياة البشر ويصرفها»‪( .‬ف��ي ظالل‬
‫وخ��اص��ة عهودنا ومواثيقنا م��ع ال�ل��ه تبارك‬ ‫استحباب ضرب األمثال في الدعوة‬
‫وتعالى‪>.‬‬
‫إلى الله لبيان احلق وتوضيحه‬

‫‪51‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫جلسة َبحر َّية‬
‫تواعدتا على اللقاء‪ ،‬بعد سنوات‬
‫من آخر ف��راق‪ ،‬فتدفقت مشاعرهما‬
‫لتعبر ع��ن ص��دق ال �ش��وق واحلنني‪،‬‬
‫واس�ت�ق�ب�ل�ه�م��ا ال�ب�ح��ر ع�ل��ى ضفافه‪،‬‬
‫حتييهما أم��واج��ه ع�ل��ى استحياء‪،‬‬
‫وك ��ان ��ت ك ��ل واح� � ��دة م �ن �ه �م��ا تتأمل‬
‫خطوط الرمل املرسومة على وجه‬
‫االن�ك�م��اش ازدرا ًء مل��ا ت��راه عيناي وخرجت‬ ‫أكبر أخواتي وإخوتي‪ ،‬وكنت أميل إلى الهدوء‬ ‫مر‬
‫األخ��رى‪ ،‬وت��ود أن تعلم كل ش��يء ّ‬
‫مسرعة‪ ،‬ولكن إلى أين؟ ال أدري‪ ،‬حتى مكان‬ ‫وال أح��ب الصخب‪ ،‬وشخصيتي يحيط بها‬ ‫بها في فترة الفراق‪.‬‬
‫السكن ال أعرفه‪ ،‬فرجعت مرة أخرى إليها‬ ‫االنطواء من كل حدب وصوب‪.‬‬ ‫وس� �ب� �ق ��ت إح� ��داه � �م� ��ا األخ� � ��رى‬
‫في وكر الشيطان بل الشياطني‪.‬‬ ‫حاول والدي أن أنطلق وأمرح مع الفتيان‬
‫<<<<‬ ‫وأرتدي املالبس التي تكشف أكثر مما تستر‪،‬‬ ‫بقولها‪ :‬اروي لي كل شيء عنك وما‬
‫ان�ط�ل��ق ص��وت امل� ��ؤذن ف��اس�ت�ع��دت��ا ألداء‬ ‫وأن أحتلل من كل شيء سوى ما يريد هو‪،‬‬ ‫مر بك من أحداث ومواقف‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ال��ص�ل�اة م��ع امل �ص �ل�ين‪ ،‬وك� ��ان اإلم � ��ام يقرأ‬ ‫ولكن طبعي غلب على كل ش��يء‪ ،‬فدبر هو‬
‫ف��ي صالته قوله تعالى‪ٍ { :‬ق��لً ّه��لً ٍن ّن ٌَب ٍئ ٍكم‬ ‫ووال��دت��ي أم��راً يحسبان أنهما يحسنان به‬ ‫سمية رمضان ()‬
‫صنعاً‪ ،‬فقد ق��ررا سفري إل��ى بلد من بالد‬
‫ين ّض َّل ّس ًع ٍي ٍه ًم فٌي‬ ‫ين ّأ ًع ّما ْال >‪َّ <103‬پذٌ ّ‬ ‫بٌا ّأل ًخ ّس ٌر ّ‬
‫أوروب ��ا امل�ع��روف��ة مب�ف��ردي وف��ي س��ن حرجة‬ ‫اعتدلت في جلستها وتنهدت وقد مدت‬
‫ون ٍص ًن ْعا‬ ‫ون ّأ َّن ٍه ًم ٍي ًحسٌ ٍن ّ‬ ‫پً ّح ّيا ٌة ٍَ‬
‫پد ًن ّيا ّ‪ٍ $‬ه ًم ّي ًح ّس ٍب ّ‬
‫ج��داً‪ ،‬فجعال تعليمي بهذه الدولة األوروبية‬ ‫ببصرها إلى البحر وكأنها تُخرج من قيعانه‬
‫>‪(}<104‬الكهف)‪.‬‬ ‫وكأنهما قذفاني إل��ى مي يبتلع ب�لا رحمة‪،‬‬ ‫ما تبقى من ذاكرتها‪ ،‬وشملت ما ظهر من‬
‫بعد االنتهاء م��ن ختم ال�ص�لاة‪ ،‬اجتهتا‬ ‫وه �ك��ذا وج ��دت نفسي مب �ف��ردي ف��ي وسط‬ ‫البحر بعينيها‪ ،‬وح��دق��ت مبقلتيها وكأن‬
‫مباشرة إلى حيث مقاعدهما‪ ،‬فقالت األخت‬ ‫غيالن وحشية‪ ،‬أو هكذا كنت أتخيلهم في‬ ‫شريط األح��داث قد بدأ مير أمامها وهي‬
‫أسمعت ما قال اإلم��ام؟ فإن هذه‬ ‫ِ‬ ‫الراوية‪:‬‬ ‫هذا الوقت البئيس‪ ،‬وجدت نفسي في سكن‬ ‫تختار منه ما تود قوله‪.‬‬
‫اآلية قد خلصت قصتي بشكل رائع‪ ،‬فإن ما‬ ‫داخ �ل��ي ت�ض��م احل �ج��رة ف�ي��ه ح��وال��ي اثنتي‬ ‫أرهف سكان البحر السمع مع نسمات‬
‫فعله معي أبي فقد آذاني وهو يقصد حسب‬ ‫عشرة ف�ت��اة‪ ،‬لهن حمام واح��د وفتيات من‬ ‫الهواء‪ ،‬واألخت السائلة كلها آذان صاغية‪.‬‬
‫إلي خدمة جليلة‪.‬‬ ‫فكره وتصوره أنه يقدم َّ‬ ‫جميع اجلنسيات‪ ،‬ل��م أج��د لغة تساعدني‬ ‫ق��ال��ت امل� �س ��ؤول ��ة‪ :‬إن ق�ص�ت��ي فيها‬
‫انهرت طبعاً بعد ذلك في بوتقة الضياع‪،‬‬ ‫في التفاهم مع أي من إحداهن‪ ،‬سوى فتاة‬ ‫الكثير م��ن اآلالم واجل� ��راح ال �ت��ي اندمل‬
‫ورأيت أياماً وليالي حالكة سوداء إن مددت‬ ‫أملانية بالكاد فهمت منها أنها تريدني أن‬ ‫بعضها واآلخ��ر م��ازال ي�ن��زف‪ ،‬وال أتصور‬
‫يدي ال أكاد أراها‪ ،‬ثم تلقفتني عائلة علمانية‬ ‫أخرج معها هروباً من هذا املعتقل الكئيب‪،‬‬ ‫أن ل��ه ع�لاج �اً‪ ،‬ف��إن ق��دري ف��ي ال��دن�ي��ا أن‬
‫على فكر أبي سكنت معها‪ ،‬فقضت على ما‬ ‫وكنت كاملستجير من الرمضاء بالنار‪ ،‬فقد‬ ‫�ت لدين بصلة‪،‬‬ ‫وال��دي ك��ان علمانياً ال مي� ّ‬
‫تبقى عندي من قشور اإلس�لام‪ ،‬وأصبحت‬ ‫وجدت نفسي في فم السرطان املنتشر في‬ ‫ويتغافل عن ديانة وملل الناس عند تعامله‬
‫كثير من البالد واملسمى «امللهى»‪ ،‬وألول مرة‬ ‫معهم‪ ،‬وقد أراد أن يصبغنا ‪ -‬نحن أوالده‬
‫في عمري أرى ما رأيت‪ ،‬تضاءل جسدي من‬ ‫‪ -‬بأفكاره وكأننا هو‪ ،‬وكما تعلمني كنت أنا‬

‫()أكادميية متخصصة في القضايا التربوية والدعوية‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪52‬‬


‫معك احلياة‪ ..‬أراك بشوشة‪ ،‬بشرتك هادئة‬ ‫علي مبظهري‪،‬‬‫الضياع كان الناس يحكمون َّ‬ ‫كالطير الذي يهوي من السماء‪ ،‬وقد اشتدت‬
‫تنم عن هدوء البال وانشراح الصدر‪ ،‬بدأت‬ ‫بجمالي‪ ،‬مبا أرتديه‪ ،‬فيتكلمون معي بتبجيل‬ ‫ب��ه ال��ري��ح‪ ،‬ف�لا ي��رى س��وى ال�ه��وة السحيقة‪،‬‬
‫الصديقة في رواية ملخصة ملا انقضى من‬ ‫ترفضه نفسي التي تعلم حقيقة أمري‪ ،‬واألمر‬ ‫سألتها صديقتها بأسى‪ :‬فلماذا لم تستغيثي‬
‫عمرها قائلة‪:‬‬ ‫املدهش أنني وجدت احلكم على املظهر أمراً‬ ‫بالله لينقذك؟‬
‫تعلمني بالطبع أن أبي كان يعلن دوماً‬ ‫يكاد يكون مستفح ً‬
‫ال في مجتمعاتنا‪ ،‬فهم ال‬ ‫قالت لها‪ :‬لقد ُطمس على نفسي ونسيت‬
‫أنه يحب الله ورسوله‪ ،‬بل حاول أن يغرس‬ ‫يخوضون في غيابات النفس الكتشافها ثم‬ ‫لا إسالمي‪ ،‬وه��ذا أبشع ش��يء ميكن أن‬ ‫أص� ً‬
‫فينا هذه البذرة املباركة‪ ،‬وتعلمني كم كنت‬ ‫احلكم عليها‪ ،‬بل يصدرون أحكامهم مباشرة‬ ‫علي‬
‫مير به بشر أن يضل عن الله‪ ،‬تكالبت َّ‬
‫موصولة بأبي‪ ،‬متعلقة بحباله‪ ،‬ووالدي كان‬ ‫على املظهر وأشياء ال تصلح أن تكون ُحكماً‪،‬‬ ‫اخلطوب واحملن ولم أكن أبداً سعيدة‪ ،‬بل لقد‬
‫ال غير مدبر‪،‬‬ ‫دوماً يسأل الله الشهادة مقب ً‬ ‫وه��ذا ما خرجت به من محنتي أال حتكمي‬ ‫كنت اصطنع االبتسامة وكدت أن أفتح لبيعها‬
‫وما ال تعرفينه أن والدي قد حصل على ما‬ ‫على أحد من مظهره‪.‬‬ ‫م�ت�ج��راً‪ ،‬أم��ا قلبي فينفطر ف��ي ال�ي��وم بعدد‬
‫متناه واستشهد في اشتباك مع اليهود‪ ،‬ومن‬
‫يومها وأنا أتبنى قضيته‪ ،‬ملاذا ُقتل أبي بغير‬
‫ج��ري��رة‪ ،‬غير أن��ه ي��داف��ع ع��ن احل��ق؟ هكذا‬
‫ك��ان��ت ت�س��اورن��ي نفسي‪ ،‬فآليت عليها أن‬
‫تبحث عن هذا احلق ويصبح بغيتها‪ ،‬فدرت‬
‫في ُفلْكه داعية إليه أينما وجدته أو فهمته‪.‬‬
‫وم��ا يؤرقني أختاه كثرة الزبد حولي‪،‬‬
‫فقضيتي األول��ى ليست هي األول��ى لديهم‪،‬‬
‫ب��ل نسير ف��ي نهاية ال��رك��ب‪ ،‬فكان احلِ ْمل‬
‫ال‪ ،‬وأصبحت في مفترق طرق‪ ،‬إما أن‬ ‫ثقي ً‬
‫أسير فيما سار فيه أبي مع اجلهد واملشقة‪،‬‬
‫وال�ع�ن��ت وال �ت �ع��ب‪ ،‬ب��ل وامل���وت أي �ض �اً‪ ،‬وإما‬
‫أن أسير م��ع ال�ن��اس وأس��اي��ره��م‪ ،‬واخترت‬
‫ال �ط��ري��ق األول� � ��ى‪ ،‬واخ� �ت ��رت زوج� ��ي على‬
‫أساسها‪ ،‬ورفعنا شعار «إما أن نكون باحلق‪،‬‬
‫أو لن نكون أبداً»‪.‬‬
‫وببركة هذه الطريق محا الله سبحانه‬
‫الكثير م��ن جهلي ع��ن ال�ق�ض��اي��ا احمليطة‬
‫نظرت إليها الصديقة قائلة‪ :‬احلمد لله‬ ‫ْ‬ ‫ثوانيه‪ ،‬بل أستشعر نزيفه الدائم بال انقطاع‪،‬‬
‫ح��ول��ي‪ ،‬وب� ��دأت أدرس ال �ع �ل��وم الشرعية‪،‬‬
‫أن نصرك وه��داك قبل ف��وات األوان‪ ،‬وقد‬ ‫كنت في هذه الفترة أواظب على إكمال تعليمي‬
‫بجانب شهاداتي العلمية‪ ،‬فاستفدت كثيراً‪،‬‬
‫كنت أود أن أسألك س��ؤاالً‪ :‬ترى لو عاد بك‬ ‫بأي وسيلة حتى ينتهي هذا الكابوس املزعج‪،‬‬
‫ال ‪ -‬بالهدوء‬ ‫وأصبحت أشعر ‪ -‬كما ذكرتي فع ً‬
‫ِ‬
‫حياتك؟‬ ‫الزمن‪ ،‬ماذا كنت تتمنني أن تكون‬ ‫نسيت أن أق��ول ل��ك‪ :‬إن أب��ي ك��ان يسمع عن‬
‫والسكينة‪ ،‬فقد حتدد هدفي وأنا أسعى إليه‬ ‫أخباري تلك املؤسفة؛ فيسعد أنه أخيراً قد‬
‫قالت‪ :‬بتهلل وجه‪ ،‬يا ليت الزمن يعود!‬
‫بكل قوتي وبقدر استطاعتي‪ ،‬وقد طمأنني‬ ‫ساعدني على تغيير شخصيتي‪ ،‬وهو ال يدري‬
‫وعندها كنت سأمتنى أن أت ��زوج ف��ي بلدي‬
‫ربي سبحانه بقوله‪{ :‬ال ٍي ّك ٌَل ٍف پ َّل ٍه ّنف ًْسا إ َّال‬ ‫وأجن��ب األط �ف��ال وأرب�ي�ه��م على معرفة الله‬ ‫أنه ساعدني متاماً على حتطيم نفسي‪.‬‬
‫‪ًٍ $‬س ّع ّها}(البقرة‪.)286:‬‬ ‫ليدلهم الرسول [ على الطريق املستقيمة‪،‬‬ ‫أخ��ي��راً‪ ،‬حصلت ع�ل��ى ش�ه��ادت��ي املكللة‬
‫وهكذا جتربتي بني الدراسة والتدريس‪،‬‬ ‫وك�ن��ت سأمتنى أن يتقدم ل��ي م��ن يخطبني‬ ‫بأكاليل ال �ع��ار‪ ،‬ورج�ع��ت إل��ى بلدي فوجدت‬
‫بني تعليم أوالدي وتعليمي‪ ،‬ال أكاد أجد وقتاً‪،‬‬ ‫بالطريقة التقليدية ال�ت��ي يحتويها الطهر‬ ‫أم��ي ق��د ب��دأت تتحسس طريقها إل��ى الله‪،‬‬
‫وأشعر كأني وعمري في سباق‪ ،‬ويسعدني‬ ‫وأيضاً األمان‪.‬‬ ‫وتريد أن تعوضني بحنان ما فاتني من هذا‬
‫أن تكوني ل��ي ع��ون�اً فيما أب�ح��ث عنه وأن‬ ‫ي��ا ليت ال��زم��ن ي �ع��ود‪ ..‬ولكن هيهات!‬ ‫اخلير العظيم‪ ،‬واحلمد لله فوراً استجابت كل‬
‫يكون هدفك هو هدفي‪ ،‬مدت يدها بسرعة‬ ‫لذا فإننا نسأل الله الرحمن الرحيم العفو‬ ‫جوارحي ونفسي معها؛ فهدأت الثورة العارمة‬
‫خاطفة فاحتضنت يد أختها وقد استسلمت‬ ‫واملغفرة‪ ،‬ونرجوه أن يثبتنا على االستقامة‬ ‫التي كانت تهدر بقوة في كياني كله‪ ،‬والتي‬
‫لها بسعادة وصاحبتها تقول‪ :‬سبحان من‬ ‫التي فيها الهناء واالستقرار والسعادة‪.‬‬ ‫تسببت في سحب السكينة والهدوء من نفسي‪،‬‬
‫جعل األرض تتسع ملثل والدي ووالدك‪>.‬‬ ‫ث��م أردف���ت‪ :‬وأن��ت حبيبتي م��اذا فعلت‬ ‫واألمر العجيب يا أختاه‪ ،‬أنه وأنا في مرحلة‬

‫‪53‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫د‪.‬سمير يونس()‬
‫‪dr_samiryounos@hotmail.com‬‬

‫كيف نعيد إلى بيوتنا البركات؟ (أخيرة)‬


‫ليست في مادته أو قيمته أو فيمن تلقاه‪ ،‬بل‬

‫‪ 4‬وس ــائل إلح ـ ــالل الب ــركـ ــة‬


‫نية من صدر عنه وطريقته»‪.‬‬‫ّ‬
‫صور املعروف وأنواعه‬
‫للمعروف ص��ور وأن ��واع متنوعة وكثيرة‪،‬‬
‫فالنصح معروف‪ ،‬وال��دع��وة إل��ى اخلير والنهي‬
‫عن املنكر معروف‪ ،‬قال تعالى‪ً ّ${ :‬ل ّت ٍكن ٌَم ٍ‬
‫نك ًم‬ ‫{‪ّّ $‬ع ��اشٌ � ٍ�رو ٍه � َّ�ن ٌب �المً ّ � ًع� ٍ�ر ٌ‬
‫وف}(ال� �ن� �س ��اء‪،)19:‬‬ ‫ال�ي��وم أخ�ت��م حديثي ع��ن سلسلة إعادة‬
‫واملقصود هنا معاشرة ال��زوج لزوجته‪ ،‬وقال‬ ‫البركات إلى بيوتنا في شهر اخليرات‪.‬‬
‫ون إلّى پً ّخ ًي ٌر ّ‪ّ $‬ي ًأ ٍم ٍر ّ‬
‫ون بٌاملّ ًع ٍر ٌ‬
‫وف ّ‪ّ $‬ي ًن ّه ًو ّن‬ ‫ٍأ َّم ِة ّي ًد ٍع ّ‬ ‫وي�ط�ي��ب ل��ي أن أذكّ ��ر ال �ق��ارئ ال �ك��رمي مبا‬
‫سبحانه‪ٍ ّ${:‬قولٍوا ّل ٍه ًم ّق� ً�و ْال َّم� ًع� ٍ�رو ْف��ا (‪})5‬‬
‫نك ٌر}(آل عمران‪.)104:‬‬ ‫ّع ٌن پً ٍم ّ‬ ‫(ال� �ن� �س ��اء)‪ ،‬ون �ه��ى ع ��ن امل� � ّ�ن ب��امل��ع��روف فقال‬ ‫تناولت من وسائل إحالل البركة في بيوتنا في‬
‫وإرش � � � ��ادك م���ن ض���ل ال� �ط ��ري ��ق م� �ع ��روف‪،‬‬ ‫املقاالت الثالث السابقة‪ ،‬وهذه الوسائل هي‪:‬‬
‫وم �س��اع��دت��ك ل�ل�م�ك�ف��وف م� �ع ��روف‪ ،‬وإغاثتك‬
‫سبحانه‪ٍ { :‬ق ًو ِل َّم ًع ٍر ِ‬
‫وف ّ‪ّ $‬م ًغف ٌّر ِة ّخ ًي ِر ٌَمن ّص ّد ّق ُة‬ ‫ال�ب��دء بالبسملة‪ ،‬وتقوية اإلمي��ان وحتقيق‬
‫ل�ل�م�ل�ه��وف م� �ع ��روف‪ ،‬وم �س��اع��دت��ك للمحتاج‬ ‫ّي ًت ّب ٍع ّها ّأذْى}(ال��ب��ق��رة‪ ،)263:‬وأم��ر كل مسلم‬ ‫ال �ت �ق��وى‪ ،‬وإف �ش��اء ال��س�ل�ام‪ ،‬واالج �ت �م��اع على‬
‫م �ع��روف‪ ،‬وتبسمك ف��ي وج��ه أخ�ي��ك معروف‪،‬‬ ‫مبصاحبة والديه في الدنيا باملعروف فقال‪:‬‬ ‫الطعام وآداب ذل��ك‪ ،‬واملواظبة على السحور‪،‬‬
‫وإماطتك األذى عن الطريق معروف‪ ،‬وعطاؤك‬ ‫وحت ��ري ب��رك��ة ليلة ال �ق��در وخ �ي��ره��ا‪ ،‬وشرب‬
‫پد ًن ّيا ّم ًع ٍروفْا}(لقمان‪.)15:‬‬ ‫{‪ّّ $‬صاحٌ ًب ٍه ّما فٌي ٍَ‬
‫للمحروم معروف‪.‬‬ ‫وع� ��ن ال �ت �ع �ج �ي��ل ب ��امل� �ع ��روف ي� �ق ��ول عمر‬ ‫ماء زمزم‪ ،‬واإلكثار من شكر الله‪ ،‬واإلكثار من‬
‫االستغفار‪ ،‬واإلكثار من الصدقات‪ ،‬وإحسان‬
‫قصة مثيرة‬ ‫اب��ن اخل�ط��اب ]‪« :‬لكل ش��يء ش��رف‪ ،‬وشرف‬
‫املعروف تعجيله»‪ ،‬ومن األمثال العربية «خير‬ ‫ال�ت��وك��ل ع�ل��ى ال �ل��ه‪ ،‬وص �ل��ة األرح � ��ام‪ ،‬وحتري‬
‫ت �ع��رض األس� �ت ��اذ م�ص�ط�ف��ى أم�ي�ن رئيس‬
‫الكسب احلالل‪.‬‬
‫حترير صحيفة «األخ �ب��ار» القاهرية سابق ًا‬ ‫البر عاجله»‪.‬‬
‫لالعتقال‪ ،‬وفي أثناء اعتقاله منع عنه املاء‪،‬‬ ‫وأخ �ت��م ه ��ذه ال�س�ل�س�ل��ة امل �ب��ارك��ة ببعض‬
‫وم��ن أف�ض��ل م��ا قيل ف��ي امل �ع��روف‪« :‬اعمل‬
‫ح �ت��ى ب �ل��غ ب��ه ال �ع �ط��ش م �ب �ل �غ � ًا‪ ،‬وأش� ��رف على‬ ‫وس��ائ��ل إح �ل�ال ال �ب��رك��ة‪ ،‬ال �ت��ي ل��م أتناولها‪،‬‬
‫املعروف وال تنتظر الشكر عليه»‪.‬‬
‫الهالك‪ ،‬وإذا به ينظر في كل مكان عسى أن‬ ‫ف �ه��ذه ال��وس��ائ��ل ك �ث �ي��رة‪ ،‬وح �س �ب��ي أن أنتقي‬
‫وم��ن أق���وال ع�ل��ي ب��ن أب��ي ط��ال��ب ] في‬
‫ماء فلم يجد‪ ،‬وبينما هو في هذه األزمة‬ ‫منها ما أظن أن بيوتنا حتتاج إليه في الفترة‬
‫يجد ً‬ ‫املعروف‪« :‬أس��وأ ما في الكرمي أن مينعك نداه‪،‬‬
‫سائال املولى عز وج��ل أن ينفع بها‬ ‫ً‬ ‫الراهنة‪،‬‬
‫وجد يد ًا متتد إليه من نافذة الزنزانة وفيها‬ ‫وأح �س��ن م��ا ف��ي اللئيم أن ي�ك��ف ع�ن��ك أذاه»‪،‬‬
‫كوب ماء ب��ارد‪ ،‬فلم يصدق نفسه‪ ،‬لكنه بادر‬ ‫بيوت املسلمني جميع ًا‪ ،‬ففي السطور القليلة‬
‫ويقول عبدالله بن عباس‪ :‬سادات الناس في‬
‫وأمسك بالكوب‪ ،‬وشربه‪ ،‬وعرف أن الذي جاء‬ ‫القادمة سأتناول هذه الوسائل‪.‬‬
‫الدنيا األسخياء‪ ،‬وفي اآلخرة األتقياء»‪.‬‬
‫باملاء إليه هو أح��د ح��راس السجن‪ ،‬فتعجب‬ ‫صناعة املعروف‪ ،‬والتبكير في طلب الرزق‪،‬‬
‫وللفالسفة إسهام في الدعوة إلى املعروف‪،‬‬
‫م ��ن ص �ن �ي��ع احل � � ��ارس‪ ،‬وس� ��أل� ��ه‪ :‬مل � ��اذا صنعت‬ ‫واحملافظة على الصلوات‪ ،‬وإحسان التعامل مع‬
‫يقول أفالطون‪ :‬إن تعبت من البر؛ فإن التعب‬
‫ذل ��ك وأن ��ت تعلم أن ق ��ادة ال�س�ج��ن ل��و علموا‬ ‫القرآن الكرمي‪.‬‬
‫ي��زول‪ ،‬والبر يبقى‪ ..‬وإن تلذذت ب��اآلث��ام فإن‬
‫سيعذبونك عذاب ًا شديداً؟ فقال له احلارس‪:‬‬ ‫وفي السطور القادمة تبيان لكل وسيلة‬
‫اللذة تزول واآلثام تبقى»‪.‬‬
‫رجال أرسل إليك ذات يوم‬ ‫ً‬ ‫أتدري من أنا؟ أتذكر‬ ‫بني هذه الوسائل األربع‪.‬‬
‫وع ��ن امل �س��ارع��ة ف��ي امل� �ع ��روف ي �ق��ول‪« :‬ال‬
‫يطلب بقرة ألن بقرته ماتت؟ هذا الرجل أنت‬ ‫غد‪ ،‬فإنك ال تدري ما‬ ‫تؤخر إنالة احملتاج إلى ٍ‬ ‫رابع عشر‪« :‬صناعة املعروف»‪:‬‬
‫أرسلت إليه محررة بصحيفة «األخبار» لتزوره‬ ‫غد»‪.‬‬ ‫يعترض لك في ٍ‬ ‫ج ��اءت ام� ��رأة لليث ب��ن س�ع��د وف��ي يدها‬
‫وأرس�ل��ت معها البقرة املطلوبة‪ ،‬وه��ذا الرجل‬ ‫ويقول املثل الفرنسي‪« :‬دموع البذل تغسل‬ ‫عسال‪ ،‬وقالت‪ :‬إن زوجي مريض‪،‬‬ ‫ً‬ ‫قدح‪ ،‬فسألت‬
‫الذي أنت أحسنت إليه هو أبي‪ ،‬فكان البد من‬ ‫اخلطايا»‪ ،‬وفي املثل اإلجنليزي‪« :‬اإلحسان ال‬ ‫فأمر لها براوية عسل‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أبا احلارث‪،‬‬
‫أرد اإلحسان باإلحسان‪.‬‬ ‫أن ّ‬ ‫فقر‪ ،‬والرقة ال تغني»‪ ،‬وهناك مثل إجنليزي‬ ‫ُي ِ‬ ‫إمنا سألت قدح ًا وكان يكفيها فقال‪ :‬هي سألت‬
‫أج ��ل‪ ..‬ص��دق رب ال�ع��زة إذ ي�ق��ول‪ّّ ${ :‬ما‬ ‫آخ��ر ي �ق��ول‪« :‬اإلح��س��ان املتكلف ال يستحق‬ ‫على قدرها‪ ،‬ونحن نعطيها على قدرنا‪.‬‬
‫ٍون إ َّال \ ًب ٌت ّغ ّاء‬ ‫الثناء»‪.‬‬ ‫ولصناعة املعروف خصال ثالث‪ :‬التعجيل‬
‫ٍتن ٌفقٍوا م ًٌن ّخ ًي ُر ّف ّألنفٍسٌ ٍك ًم ّ‪ّ $‬ما ٍتن ٌفق ّ‬
‫ومن األمثال الهندية‪« :‬البر هو الوحيد‬ ‫أخل بخصلة‬‫املن به‪ ،‬فمن ّ‬ ‫به‪ ،‬وتيسيره‪ ،‬وعدم ّ‬
‫‪ًّ $‬ج ٌه پ َّل ٌه ّ‪ّ $‬ما ٍتن ٌفقٍوا م ًٌن ّخ ًي ُر ٍي ّو َّف إل ًّي ٍك ًم ّ‪ّ $‬أن ٍت ًم ال‬ ‫ال��ذي ي��راف��ق اإلن�س��ان ف��ي رحلته إل��ى احلياة‬ ‫أخل بصناعة املعروف‪.‬‬ ‫من هذه اخلصال فقد ّ‬
‫ون >‪(}<272‬البقرة‪.)272:‬‬ ‫ٍتظً ل ٍّم ّ‬ ‫اآلخرة»‪.‬‬ ‫ل�ق��د دع��ان��ا ال��ق��رآن ال �ك��رمي ف��ي مواضع‬
‫ولله در الشاعر إذ يقول‪:‬‬ ‫ويقول املثل الالتيني‪« :‬العبرة في املعروف‬ ‫كثيرة إل��ى امل �ع��روف‪ ،‬وم��ن ذل��ك ق��ول��ه تعالى‪:‬‬

‫() أستاذ املناهج وأساليب التربية اإلسالمية املساعد‪.‬‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪54‬‬


‫احملافظة على ال�ص�لاة‪ :‬يقول [‪« :‬م��ن صلى‬ ‫ً‬
‫متحمال ما يصيبه‪،‬‬ ‫ومن حوله‪ ،‬ويعيش سعيد ًا‬ ‫�لا ول���و ف ��ي غ �ي��ر موضعه‬ ‫ازرع ج �م �ي ً‬
‫البردين دخل اجلنة»(متفق عليه)‪ ،‬والبردان‪:‬‬ ‫قال تعالى‪{:‬قرآن}(البقرة)‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫م ��ا خ� ��اب ق� ��ط ج �م �ي��ل أي �ن �م��ا زرع ��ا‬
‫الصبح والعصر‬ ‫يقول ابن كثير‪« :‬إن الصالة من أكبر العون‬ ‫هكذا نرى أن صنع املعروف يجلب البركات‬
‫على الثبات في األمر‪ّ ،‬‬
‫فدل على أن الصالة مما‬ ‫إلى صانعيه‪.‬‬
‫س����اب����ع ع����ش����ر‪« :‬إح�����س�����ان ال���ت���ع���ام���ل م����ع ال����ق����رآن‬
‫يستعني به العبد على أعباء احلياة وتبعاتها‬ ‫خامس عشر‪« :‬التبكير في طلب الرزق»‪:‬‬
‫الكرمي»‪:‬‬ ‫وش��دائ��ده��ا‪ ،‬ل��ذا فقد ك��ان ال��رس��ول [ يقول‬
‫القرآن الكرمي كالم الله تعالى‪ ،‬وهو معجزة‬ ‫ملؤذنه بالل‪« :‬أرحنا بها يا بالل»‪.‬‬ ‫الشك في أن من أراد بركة في الرق يجب‬
‫تعبد السلف‬ ‫نبيه وهو كله بركة وخير‪ ،‬وقد ّ‬ ‫ّ‬ ‫ومن أعظم نعم الله عز وجل على عباده‬ ‫أن يطلبه في وق��ت مبكر‪ ،‬ألن النبي [ دعا‬
‫بالقرآن الكرمي بعدة صورة‪ ،‬متثل منهجهم في‬ ‫رؤية وجهه الكرمي‪ ،‬وهذه الرؤية ينالها العبد‬ ‫بالبركة ف��ي ال ��رزق مل��ن يطلب ال ��رزق مبكراً‪،‬‬
‫التعامل مع القرآن الكرمي‪ ،‬وهذا املنهج منبثق‬ ‫وكما هو معلوم فإن دعاء النبي [ مستجاب‬
‫والسنة‪ ،‬وتشتمل‬ ‫ُّ‬ ‫من الكتاب‬ ‫وال ي� � ��رد‪ ،‬ل ��ذل ��ك ينبغي‬
‫صور التعبد بالقرآن الكرمي‬ ‫للمسلم أال ي�ط�ل��ب ال ��رزق‬
‫ل� ��دى ال �س �ل��ف ال �ص��ال��ح على‬ ‫ف� �ح� �س ��ب‪ ،‬ب� ��ل ي� �ب� �ك ��ر إل ��ى‬
‫مايلي‪:‬‬ ‫ط�ل�ب��ه‪ ،‬وه �ك��ذا ك��ان سلفنا‬
‫(‪ )1‬ال��ت�ل�اوة والترتيل‪،‬‬ ‫ال �ص��ال��ح ي�ط�ل�ب��ون أرزاقهم‬
‫لقوله تعالى‪ّّ ${ :‬ر ٌَت� ٌ�ل پً ق ًٍر ّآن‬ ‫عقب ص�لاة فجرهم‪ :‬فعن‬
‫صخر ال�غ��ام��دي ] قال‪:‬‬
‫ا (‪(})4‬امل � � ��زم � � ��ل)‪،‬‬ ‫ّت�� ً�ر ٌت� �ي�ل� ْ‬ ‫قال رس��ول الله [‪« :‬اللهم‬
‫{ ّف � ��ا ًق � � ّ�ر ٍءوا ّم ��ا ّت � ّ�ي � َّ�س � ّ�ر ٌم� ّ�ن‬ ‫ب��ارك ألمتي في بكورها»‪،‬‬
‫پً ق ًٍرآن}(املزمل‪.)20:‬‬ ‫واملقصود بالبكور هنا أول‬
‫وف��ي ال�ت�لاوة بركة وأجر‬ ‫النهار (أخ��رج��ه الطبراني‬
‫وع �ب��ادة‪ ،‬فبكل ح��رف يقرؤه‬ ‫واب�� � ��ن ح � �ب� ��ان وال �ب �ي �ه �ق��ي‬
‫امل��س��ل��م ل� ��ه أج � ��ر وحسنات‬ ‫وصححه األلباني)‬
‫مضاعفة‪.‬‬ ‫ولقد ِح ْدنا عن طريق‬
‫(‪ )2‬ال �ت��دب��ر‪ :‬وف ��ي ذلك‬ ‫سلفنا ال�ص��ال��ح وع��ن جادة‬
‫ي �ق��ول رب ال� �ع ��زة سبحانه‪:‬‬ ‫ال��ص��واب ف��ي ط�ل��ب ال���رزق‪،‬‬
‫ف � �ص� ��ار ال�� �ن� ��اس ي� �س� �ه ��رون‬
‫ون پً �� ٍق� ً�ر ّآن ّأ ًم‬
‫{ ّأ ّف�ل�ا ّي�� ّت� ّ�د َّب� ٍ�ر ّ‬ ‫أم� � ��ام ال��ف��ض��ائ��ي��ات ث� ��م ال‬
‫�وب ّأ ًق � ّف��ا ٍل � ّه��ا >‪}<24‬‬ ‫ّع � ّل �ى» ٍق � ٍل� ُ‬ ‫يستطيعون أن يستيقظوا‬
‫(محمد)‪.‬‬ ‫بحفاظه على ال�ص�لاة‪ ،‬فيروى عن رس��ول [‬ ‫مبكر ًا ألعمالهم‪ ،‬ومن ثم ذهبت البركة وهربت‬
‫االستشفاء‪ :‬فقد رقى جبريل وميكائيل‬ ‫أنه نظر إلى القمر ليلة البدر ومعه أصحابه‪،‬‬ ‫من البيوت‪ ،‬فهل نعود إل��ى املنهج القومي في‬
‫عليهما ال�س�لام نبينا [‪ ،‬واستخدم السلف‬ ‫ث��م ق ��ال ل �ه��م‪« :‬أم� ��ا إن �ك��م س��ت��رون رب �ك��م كما‬ ‫طلب الرزق؟!‬
‫الصالح الرقية وآتت ثمارها‪ ،‬وصدق ربنا عز‬ ‫ت��رون ه��ذا القمر‪ ،‬ال تضامون في رؤيته‪ ،‬فإن‬ ‫سادس عشر‪« :‬احملافظة على الصلوات»‪:‬‬
‫وجل إذ يقول‪ٍ ّ${:‬ن ّن ٌَزلٍ م ٌّن پً ق ًٍرآنٌ ّما ٍه ّو شٌ ف ِ‬
‫ّاء‬ ‫استطعتم أال ُتغلبوا على ص�لاة قبل طلوع‬
‫فاحملافظة على ال�ص�ل��وات جتلب البركة‬
‫الشمس وقبل غروبها فافعلوا»‪ ،‬يعني العصر‬
‫ني إ َّال ّخ ّس ْارا‬ ‫يد َّ‬
‫پظالمٌ ٌ ّ‬ ‫ني ّ‪$‬ال ّي ٌز ٍ‬ ‫‪ّّ $‬ر ًح� ّ�م� ِة ٌَلل ًٍم ًؤ ٌم ٌن ّ‬ ‫في األجر‪ ،‬يقول [‪« :‬من صلى صالة العشاء‬
‫والفجر‪( .‬متفق عليه)‪.‬‬
‫>‪(}<82‬اإلسراء)‪.‬‬ ‫ف��ي ج �م��اع��ة ف �ك��أمن��ا ق ��ام ن �ص��ف ال �ل �ي��ل‪ ،‬ومن‬
‫ول� �ق ��د ك� ��ان ال �س �ل��ف ال��ص��ال��ح يحرصون‬
‫(‪ )3‬ال�ع�م��ل ب��ال �ق��رآن ال �ك��رمي وتطبيقه‪:‬‬ ‫ص�ل��ى ال�ص�ب��ح ف��ي ج�م��اع��ة ف�ك��أمن��ا ق ��ام الليل‬
‫على حضور ه��ذه ال�ص�ل��وات ف��ي جماعة‪ ،‬لذا‬
‫فالعمل به هدى ورشاد‪ ،‬وحصانة من الضالل‪،‬‬ ‫كله»(أخرجه مسلم)‪.‬‬
‫فقد ب��ارك الله لهم‪ ،‬وحتى نساء السلف كن‬
‫وف ��ي ذل ��ك ب��رك��ة ع�ظ�ي�م��ة أك��ده��ا ال �ن �ب��ي [‬ ‫فواضح هنا أن الله زاد عباده في العبادة‪،‬‬
‫يحرصن على شهود صالة اجلماعة باملسجد‪،‬‬ ‫وب ��زي ��ادة ال �ع �ب��ادات وال �ط��اع��ات ي��زي��د األجر‬
‫ب�ق��ول��ه‪« :‬ت��رك��ت فيكم م��ا إن متسكتم ب��ه لن‬ ‫برغم أنها ليست واجبة عليهن‪.‬‬
‫تضلوا بعدي أبداً‪ :‬كتاب الله وسنتي»‪.‬‬ ‫والثواب‪ ،‬وفي صالة الصبح طمأنينة وحماية‬
‫وه��ل يتصور اإلنسان أعظم من أن ميلك‬ ‫ربانية‪ ،‬يقول النبي [‪« :‬من صلى الصبح فهو‬
‫وأخير ًا أود أن أوكد أن ما تناولت على مدار‬ ‫نور ًا وبرهان ًا وجناة يوم القيامة؟! إنك تستطيع‬
‫املقاالت األربعة في كيفية إحالل البركات في‬ ‫ف��ي ذم��ه ال��ل��ه»(رواه مسلم)‪ ،‬وامل�ع�ن��ى‪ :‬أي في‬
‫امتالك ذلك كله باحملافظة على الصالة‪ ،‬كما‬ ‫كنف الله وعهده وحمايته ورعايته‪ ،‬فيشعر‬
‫شهر اخليرات ليس كل شيء‪ ،‬وإمنا ضاق الوقت‬ ‫أخبر احلبيب [ في قوله‪« :‬من حافظ عليها‬
‫وضنت األوراق والسطور؛ فلم أستطع أن أضع‬ ‫بالطمأنينة ألن��ه في رعاية رب��ه ال��ذي بيده‬
‫كانت له نور ًا وبرهان ًا وجناة يوم القيامة‪ ،‬ومن‬ ‫ملكوت كل شيء‪.‬‬
‫أمام القارئ كل الفرص الذهبية الرمضانية‪،‬‬
‫لم يحافظ عليها لم يكن له نور وال برهان وال‬ ‫وإذا أدرك �ن��ا قيمة ال��راح��ة والطمأنينة‬
‫فهو فرصة لفقدان الوزن‪ ،‬وفرصة لنكون أكثر‬
‫جن��اة‪ ،‬وك��ان ي��وم القيامة م��ع ق��ارون وفرعون‬ ‫النفسية ف��ي ح �ي��اة اإلن��س��ان؛ لعلمنا قيمة‬
‫رشاقة وحيوية‪ ،‬وفرصة لكسر روت�ين احلياة‬
‫وهامان و ُأبي بن خلف»(أخرجه أحمد بإسناد‬ ‫الصالة وبركتها‪ ،‬فقد أثبت الله عز وجل في‬
‫ال��زوج �ي��ة‪ ،‬وف��رص��ة ل�لإق�لاع ع��ن التدخني‪...‬‬
‫جيد)‪.‬‬ ‫كتابه الكرمي االستعانة بالصبر والصالة على‬
‫فإما أن جتيد ‪ -‬أخ��ي الكرمي ‪ -‬قنص الفرص‬
‫وما أعظم بركة اجلنة‪ ،‬والطريق إليها هو‬ ‫يتكيف اإلنسان مع حياته‬ ‫ّ‬ ‫أعباء احلياة حتى‬
‫فتفوز‪ ،‬وإما أن جتيد تضييع الفرص وينتهي‬
‫رمضان وأنت صفر اليدين‪ ،‬أسال الله سبحانه‬
‫أن يجعلني وإياك من قنّ اصي الفرص‪>.‬‬

‫‪55‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫اللجنة اإلسالمية‬
‫العاملية للمرأة والطفل‬
‫ضوابط العالقة بني الزوجي‬
‫يتحدث هذا اجلزء عن ضوابط العالقة بني الزوجني‪ ،‬فيبني املساواة بني‬
‫ً‬
‫أصال‬ ‫ويقرر‬
‫ِّ‬ ‫الزوجينْ إال فيما ُخ ِّصص‪ ،‬ويتحدث عن القيم املعنوية واألخالقية‪،‬‬
‫شرعي ًا مهم ًا‪ ،‬وهو توافر األهلية والشخصية املستقلة للمرأة‪ ،‬ثم يبينِّ مسؤولية‬
‫يوضح مدى مسؤولية املرأة في بيتها‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫ِّ‬ ‫الرجل عن األسرة‪ ،‬كما‬
‫خمس مواد‪.‬‬
‫واألخ�لاق �ي��ة ال �ت��ي حت�ك��م ال �ع�لاق��ة الزوجية‬ ‫< مادة (‪)56‬‬
‫وذكرت منها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬امل���ودة وال��رح �م��ة وال�ث�ق��ة املتبادلة‬
‫والتعاون على السراء والضراء‪:‬‬
‫املساواة إال فيما ُخ ِّصص‬
‫«األصل العام في اإلسالم هو املساواة‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬ف��ي امل ��ودة وال��رح �م��ة‪ :‬وق��د سبق بيان‬ ‫الكاملة ب�ين ال��رج��ل وامل� ��رأة‪ ،‬وه��ي مق ّررة‬
‫بعضه ف��ي امل ��ادة (‪ ،)17‬وس�ي��أت��ي م��زي��د من‬ ‫شرعاً في األع��م األغلب من أم��ور احلياة‪،‬‬
‫ال�ب�ي��ان والتفصيل ف��ي امل� ��واد‪ )62( :‬و(‪)63‬‬ ‫واالستثناء هو اختصاص كل منهما ببعض‬ ‫بعد هيمنة الغرب على‬
‫و(‪ )64‬و(‪ )69‬و(‪ )73‬و(‪.)76‬‬ ‫ال��وظ��ائ��ف ال�ت��ي ال يستطيع اآلخ��ر القيام‬ ‫وتصاعد‬ ‫املؤسسات الدولية‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬وفي الثقة املتبادلة‪ :‬يقول الله تعالى‪:‬‬ ‫بها‪ ،‬بحكم طبيعة تكوينه البدني والنفسي‬ ‫موجات «التغريب»‪ ،‬واجتياح‬
‫پظ ٌَن َّإن‬ ‫ين ّآم ٍنوا ً\ج ّتن ٌٍبوا كّ ث ٌْيرا ٌَم ّن َّ‬ ‫{ ّيا ّأ ٍَي ّها َپّذٌ ّ‬ ‫وخصائصه الذاتية‪ .‬وليس ثمة مانع شرعي‬ ‫«العوملة» للخصوصيات‬
‫پظ ٌَن إث ًِم ّ‪$‬ال جّ ّت َّس ٍسوا}(احلجرات‪،)12:‬‬ ‫ّب ًع ّض َّ‬ ‫من توزيع األعباء االجتماعية بني الرجل‬ ‫الثقافية لشعوب العالم‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫وقال رسول الله [‪ِ « :‬إ َّياك ْم َوالظ َّن َفإِنَّ الظ َّن‬ ‫وامل��رأة مبا يحقق املصلحة العامة لألسرة‬ ‫األخير ْين‬ ‫العقد ْين‬
‫َ‬ ‫خالل‬
‫َ‬
‫ت َّس ُسوا َوال تحَ َ َّس ُسوا َوال‬ ‫يث‪َ ،‬وال جَ َ‬ ‫أَ ْك َذ ُب احلدِ ِ‬ ‫واملجتمع»‪.‬‬ ‫من القرن العشرين‪ ،‬شرع‬
‫ضوا َو ُكونُوا ِإخْ َوانا»(حديث صحيح‪ ،‬رواه‬ ‫ً‬ ‫اغ ُ‬ ‫تَ َب َ‬ ‫تتح ّدث ه��ذه امل��ادة عن مبدأ ع��ام في‬ ‫الغرب في اقتحام ُحرمات‬
‫أحمد والبخاري)‪.‬‬ ‫اإلس�ل�ام‪ ،‬وه��و امل�س��اواة بني الرجل واملرأة‬ ‫األسرة املسلمة‪ ،‬وانتهاك‬
‫‪ -‬وف��ي التعاون على ال�س��راء والضراء‪:‬‬ ‫إال فيما خُ ِّصص‪ ،‬وقد سبق بيان هذا في‬
‫حددها‬ ‫منظومة ِق َيمها التي ّ‬
‫يقول الله تعالى‪ّ ّ${ :‬ت ّع ّاو ٍنوا ّعلّى پً ٌب ٌَر ّ‪$‬ال َّتق ًّوى»‬ ‫املواد‪ )4( :‬و(‪ )5‬و(‪ )6‬و(‪ )7‬و(‪ )8‬و(‪.)9‬‬
‫اإلسالم‪ ،‬وصاغتها املرجعية‬
‫‪ّ$‬ال ّت ّع ّاو ٍنوا ّعلّى اإل ًٌث��م ‪$‬ا ًل� ٍ�ع� ً�د ّوانٌ ّ‪$‬ا َّتقٍوا پ َّل ّه َّإن‬ ‫< مادة (‪)57‬‬ ‫اإلسالمية‪ ..‬وبدأ الغزو‬
‫ّاب (‪(})2‬امل��ائ��دة)‪ ،‬وعن أَبِي‬ ‫پ َّل ّه شّ دٌ ٍيد پً ٌعق ٌ‬ ‫الفكري الغربي في صياغة‬
‫ْمِ‬ ‫ُ‬ ‫لمْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫القيم املعنوية واألخالقية‬ ‫َ‬
‫مواثيق‬ ‫منظومة ِق َيمه في‬
‫�وس��ى ] َع�� ْن ال� َّن� ِب� ِّ�ي [ ق ��ال‪« :‬ا ؤ ُن‬ ‫ُم� َ‬
‫�ض� ُه بَ� ْع�ض�اً»‪ ،‬ثُ َّم‬ ‫�ش� ُّد بَ� ْع� ُ‬‫ِل�ل ْ� ُم�ؤْمِ ��نِ َك��الْ�بُ�نْ� َي��انِ يَ� ُ‬ ‫«استناداً إلى هذا األصل العام الوارد‬ ‫ومعاهدات أخذ في عوملتها‬ ‫ٍ‬
‫ص��ا ِب��عِ ��هِ ‪(.‬ح��دي��ث صحيح‪ ،‬رواه‬ ‫�ك بَ�ْي�نْ َ أَ َ‬ ‫َش � َّب� َ‬ ‫ف��ي امل� ��ادة «‪ »56‬ت �ق��وم ال �ع�لاق��ة الزوجية‬ ‫حتت ستار «األمم املتّ حدة»‬
‫أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي‪،‬‬ ‫على ع��دد م��ن القيم املعنوية واألخالقية‬ ‫ّ‬
‫واملنظمات التابعة لها من‬
‫واللفظ للبخاري)‪.‬‬ ‫والضوابط الشرعية اآلتية‪:‬‬ ‫خالل «مؤمترات السكّ ان»‬
‫ث��ان �ي � ًا‪ :‬ال �ع �ش��رة ب��امل �ع��روف واإلحسان‬ ‫‪ -‬امل� ��ودة وال��رح �م��ة وال �ث �ق��ة املتبادلة‬ ‫الدولية؛ سعي ًا إلحاللها محلَّ‬
‫واحترام الكرامة البشرية‪ :‬وسيأتي بيانه في‬ ‫والتعاون على السراء والضراء‪.‬‬ ‫منظومة القيم اإلسالمية‪،‬‬
‫املادة (‪.)69‬‬ ‫‪ -‬العشرة باملعروف واإلحسان واحترام‬ ‫والسيما في ميدان األسرة‪..‬‬ ‫ّ‬
‫ثالث ًا‪ :‬الشراكة التامة في أم��ور احلياة‬ ‫الكرامة البشرية‪.‬‬ ‫األمر الذي فرض على‬
‫ال��زوج�ي��ة‪ ،‬القائمة على التراضي والتشاور‬ ‫‪ -‬ال �ش��راك��ة ال �ت��ام��ة ف��ي أم ��ور احلياة‬ ‫َ‬
‫صياغة‬ ‫املؤسسات اإلسالمية‬ ‫ّ‬
‫واع�ت�ب��ار ك��ل م��ن ال��زوج�ين ج ��زءاً م��ن اآلخر‬ ‫الزوجية القائمة على التراضي والتشاور‬ ‫بديل في هذا املجال‪ ،‬وقد‬ ‫ٍ‬
‫لا ل��ه و ُم �تَ � ِّم �م �اً ل��رس��ال�ت��ه ف��ي احلياة‬ ‫و ُم � َك � ِّم� ً‬ ‫واعتبار كل من ال��زوج�ين ج��زءاً من اآلخر‬ ‫حتقّ ق هذا في «ميثاق األسرة‬
‫الزوجية واالجتماعية‪:‬‬ ‫لا ل��ه و ُم�تَ� ِّم�م�اً لرسالته ف��ي احلياة‬‫و ُم � َك � ِّم� ً‬
‫في اإلسالم»‪.‬‬
‫من القيم املعنوية واألخالقية بني الزوجني‪:‬‬ ‫الزوجية واالجتماعية»‪.‬‬
‫الشراكة التامة في أمور احلياة الزوجية كل‬ ‫تتح ّدث ه��ذه امل��ادة عن القيم املعنوية‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪56‬‬
‫على حسب ما يناسب تكوينه وقدراته ومركزه‬
‫األصل العام في اإلسالم هو املساواة الكاملة‬ ‫القانوني‪ ،‬وينبغي أن تكون هذه الشراكة قائمة‬
‫بني الرجل واملرأة‪ ..‬وهي مقرّرة شرع ًا في أغلب أمور احلياة‬ ‫على التراضي والتشاور؛ وهو من باب احترام‬
‫عقل اإلنسان واختياراته الشخصية‪.‬‬
‫‪..‬وليس ثمّ ة مانع شرعي من توزيع األعباء االجتماعية بني الرجل‬ ‫اض‬ ‫قال الله تعالى‪ّ { :‬فإنً ّأ ّرا ّدا ف ٌّصا ْال ّعن ّت ّر ُ‬
‫واملرأة مبا ّ‬
‫يحقق املصلحة العامة لألسرة واملجتمع‬ ‫اح ّعل ًّيه ٌّما}(البقرة‪،)233:‬‬ ‫ٌَم ًن ٍه ّما ّ‪ّ $‬ت ّش ٍاو ُر فّال ٍج ّن ّ‬
‫أي ف��إن اتفق وال��دا الطفل على فطامه قبل‬
‫احل��ول�ْي�نْ (ال�ع��ام�ْي�نْ )‪ ،‬ورأي��ا في ذل��ك مصلحة‬
‫له‪ ،‬وتشاورا في ذلك وأجمعا عليه‪ ،‬فال جناح‬
‫حاصل‪ ،‬والثاني يزول باجلنون أو ال َعتَه‪.‬‬ ‫من حقوق وواجبات‪ ،‬وإجراء التصرفات على‬ ‫يستبد بذلك‬ ‫َّ‬ ‫عليهما وال يجوز لواحد منهما أن‬
‫استقالل ِذ ّمة املرأة املالية‬ ‫نحو يَ ْعتَ ُّد بها الشرع‪.‬‬ ‫من غير مشاورة اآلخر‪.‬‬
‫ويترتب على هذا استقالل ذِ ّمتها املالية‪،‬‬ ‫وتُ�س �ت �ع �م��ل ف��ي م �ج��ال ال �ق��ان��ون املدني‬ ‫نفسه‬ ‫َ‬ ‫ين‬‫�‬ ‫ج‬ ‫�زو‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫ٌّ‬
‫�ل‬ ‫وال ب� َّ�د أن يعتبر ك�‬
‫فللمرأة ذم��ة مالية كاملة ال تنقص شيئاً عن‬ ‫الوضعي بنفس املعنى تقريباً‪ ،‬وهو صالحية‬ ‫ج��زءاً من اآلخر و ُم َك ِّمال له و ُمتَ ِّمما لرسالته‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذمة الرجل املالية‪ ،‬فلها حق متلّك جميع أنواع‬ ‫الشخص قانوناً ألن تثبت له احلقوق ويتحمل‬ ‫في احلياة الزوجية واالجتماعية‪ .‬ق��ال الله‬
‫ب��االل �ت��زام��ات‪ ،‬وال �ق��درة على إج ��راء عمل أو‬
‫األموال من عقارات‪ ،‬ومنقوالت‪ ،‬وأموال سائلة‬ ‫يع ّع ّملّ‬ ‫اب ّل ٍه ًم ّر ٍَب ٍه ًم ّأ ٌنَي ال ٍأ ٌض ٍ‬ ‫ّاس ّت ّج ّ‬
‫تعالى‪{ :‬ف ً‬
‫تصرف يرتب عليه القانون أثراً معيناً‪.‬‬
‫(نقود) كالرجل سواء بسواء‪.‬‬ ‫نكم ٌَمن ذّكّ ُر ّأ ًو ٍأن ّثى» ّب ًع ٍض ٍكم ٌَم ًن ّب ًع ُض}‬ ‫ّعام ٌُل ٌَم ٍ‬
‫األناسي‪ ،‬فهذا‬
‫ِّ‬ ‫جملة‬ ‫فلما كانت املرأة من‬ ‫أنواع األهلية‬ ‫ُ‬
‫�ض �ك � ْم مِ ْن‬ ‫(آل ع � �م� ��ران‪ ،)195:‬وم�ع�ن��ى «بَ � ْع� ُ‬
‫يعني أن لها ذ ّم��ة هي أس��اس أهلية الوجوب‪،‬‬ ‫واألهلية نوعان‪ :‬أهلية وجوب‪ ،‬وأهلية‬ ‫بَ ْع ٍض»‪ :‬أن املرأة من الرجل والرجل من املرأة‪،‬‬
‫فتثبت لها ه��ذه األهلية من حني والدت�ه��ا وال‬ ‫أداء‪.‬‬ ‫فال خصومة وال تناقض‪ ،‬بل تكامل وتناسق‬
‫تفارقها إال حني موتها‪.‬‬ ‫أما أهلية الوجوب‪ :‬فهي صالحية الشخص‬ ‫اس \ َّتقٍوا ّر َّب ٍك ٍم‬ ‫وتعاون‪ ،‬وقال تعالى‪ّ { :‬يا ّأ ٍَي ّها پ َّن ٍ‬
‫وملا كانت املرأة مكلفة بالتكاليف الشرعية‪،‬‬ ‫الكتساب احلقوق فقط‪ ،‬وهي تثبت لإلنسان ‪-‬‬
‫َپّذٌ ي ّخ ّلق ٍّكم ٌَمن َّنف ًُس ّ‪$‬احٌ ّد ُة ّ‪ّ $‬خل ّّق ٌم ًن ّها ّز ًو ّج ّها‬
‫فمعنى ذل��ك أن لها أهلية األداء ال�ت��ي على‬ ‫بحكم كونه إنساناً ‪ -‬دون أي صفة أو شرط‬
‫أساسها تطالَب بالتكاليف الشرعية‪ ،‬وتطالِب‬ ‫آخ��ر‪ ..‬وتثبت للجنني بهذا املعيار‪ ،‬باعتباره‬ ‫�ث ٌم ًن ٍه ّما ر ٌّج��ا ْال كّ ث ٌْيرا ّ‪$‬ن ٌّس ْاء}(النساء‪،)1:‬‬ ‫‪ّ ّ$‬ب� َّ‬
‫وفي نفس املعنى آيات أخرى كثيرة‪ ،‬وبعضها‬
‫ه��ي غ�ي��ره��ا ب�ح�ق��وق�ه��ا‪ ،‬وع �ل��ى ه ��ذا‪ ،‬فاملرأة‬ ‫إن�س��ان�اً خلقه ال�ل��ه‪ ،‬ولكن كينونته اإلنسانية‬
‫كالرجل في أهلية الوجوب وأهلية األداء‪.‬‬ ‫سبق ذكرها‪.‬‬
‫ن��اق�ص��ة لتبعيته ال�ك��ام�ل��ة أل ّم� ��ه‪ ،‬واستقراره‬
‫وقد قامت األدلة على أن األصل هو مساواة‬ ‫بداخلها‪ ،‬والحتمال عدم والدت��ه حياً‪ ،‬فهو ال‬ ‫< مادة (‪)58‬‬
‫املرأة للرجل في األحكام الشرعية‪ ،‬ومنها التي‬ ‫يتمتع إال بأهلية وجوب ناقصة تكافئ حياته‬
‫تثبت بها احلقوق والواجبات‪ ،‬وقد سبق شرح‬ ‫غير الكاملة وغير املستقرة‪ ،‬فتثبت له احلقوق‬ ‫توافر األهلية املستقلة للمرأة‬
‫هذا األصل واالستدالل عليه بنصوص شرعية‬ ‫معلقة على ميالده حياً‪ ،‬فإذا ُولد حياً اكتملت‬ ‫«ت�ت�م� ّت��ع امل� ��رأة ف��ي ال�ش��ري�ع��ة اإلسالمية‬
‫كثيرة عند احلديث عن املادة (‪.)6‬‬ ‫إنسانيته‪ ،‬وتثبت له أهلية وج��وب كاملة منذ‬ ‫باألهلية الشرعية والقانونية الكاملة‪ ،‬وباحترام‬
‫التصرفات املالية للمرأة‬ ‫حلظة انفصاله ح ّياً عن أمه‪.‬‬ ‫إرادتها‪ ،‬وباستقالل ذِ ّمتها املالية‪ ،‬وباحتفاظها‬
‫ل �ل �م��رأة ح ��ق ال �ت �ص��رف مب�خ�ت�ل��ف أن���واع‬ ‫وأما أهلية األداء‪ :‬فهي صالحية اإلنسان‬ ‫باسم أسرتها»‪.‬‬
‫التصرفات املقررة شرعاً فيما متلِكه‪ ،‬فلها أن‬ ‫لصدور الفعل منه على وجه يُعتَ ُّد به شرعاً‪،‬‬ ‫ً‬
‫تأهل تأهيال‪ :‬أي أصبح‬ ‫ً‬
‫واألهلية لغة من ّ‬
‫وتوصي وتُ ْقرِ ض‬ ‫ِ‬ ‫تبيع وتشتري وتقايض وتهب‬ ‫بحيث إذا ص��در م�ن��ه ع � ْق��د أو ت �ص � ّرف من‬ ‫صاحلاً قادراً على القيام بعمل معني‪ ،‬وتستعمل‬
‫وتَ � ْق �تَ��رِ ض‪...‬إل��خ‪ ،‬وتص ّرفاتها نافذة بإرادتها‬ ‫بيع أو شراء كان معتبراً شرعاً وترتّبت عليه‬ ‫في مجال األحوال الشخصية واحلقوق املدنية‬
‫الذاتية‪ ،‬وال يتو ّقف شيء من ذلك على رضا‬ ‫أي واجب‬ ‫أحكامه‪ ،‬وإذا صلى أو صام أو فعل َّ‬ ‫ب ��ذات امل�ع�ن��ى م��ع خصوصية تتفق وطبيعة‬
‫زوج أو ٍأخ‪.‬‬ ‫ٍأب أو ٍ‬ ‫كان معتبراً شرعاً و ُم ْسقِ طاً عنه الواجب‪ ،‬وإذا‬ ‫ه��ذا امل �ج��ال‪ ،‬واأله�ل�ي��ة ‪ -‬ف��ي األص ��ل‪ -‬جزء‬
‫قال الله تعالى‪ّ${ :‬ال ّت ّت ّم َّن ًوا ّما ف َّّضلّ ال َّل ٍه‬ ‫جنى على غيره ف��ي نفس أو م��ال أو عِ ْرض‬ ‫من قوانني األح��وال الشخصية املستمدة من‬
‫أُخ��ذ بجنايته و ُع��وق��ب عليها بدنياً ومالياً‪،‬‬ ‫أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ثم انتقلت منها إلى‬
‫يب مٌَ َّما \كً ّت ّس ٍبوا‬ ‫ٌب ٌه ّب ًع ّض ٍك ًم ّعلّى ّب ًع ُض ٌَلل ٌَر ّجالٌ ّن ٌص ِ‬ ‫فمناط أهلية األداء أو أساس ثبوتها لإلنسان‬ ‫القوانني املدنية‪.‬‬
‫يب مٌَ َّما \كً ّت ّس نً ّب ّ‪ً $‬اس ّألٍوا پ َّل ّه مٌن ف ًّض ٌل ٌه‬
‫‪ّ$‬لٌل ٌَن ّسا ٌء ّن ٌص ِ‬ ‫هو التمييز بالعقل‪.‬‬ ‫وتُستعمل في الفقه اإلسالمي مبعنى أن‬
‫ٌيما >‪(}<32‬النساء)‪،‬‬ ‫َّإن پ َّل ّه كّ � ّ‬
‫�ان ب ٌٍك ٌَل شّ � ً�ي ُء ّعل ْ‬ ‫ف � ��إذا ك� ��ان م��ن��اط أه �ل �ي��ة ال���وج���وب هو‬ ‫تتوافر في الشخص صفات محددة يق ّدرها‬
‫واالكتساب هنا هو العمل كما ذكر املفسرون‪.‬‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬ومناط أهلية األداء هو العقل فال‬ ‫�ا أو ص��احل �اً للتكليف‬‫ال �ش��رع‪ ،‬وجت�ع�ل��ه أه�ل ً‬
‫ويقول الله تعالى‪ّ { :‬فإنً ّأ ًر ّض ًع ّن ل ٍّك ًم فّآ ٍتو ٍه َّن‬ ‫يُسلبان م��ن امل��رأة إال بسلبهما‪ ،‬واألول غير‬ ‫باألوامر والنواهي الشرعية وما يترتب عليها‬

‫‪57‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫مصاحلها املادية وكفالتها بالعمل والكسب‬
‫تتمتع املرأة في الشريعة اإلسالمية‬‫ّ‬
‫وحتصيل املال»‪.‬‬
‫تتحدث هذه املادة عن مسؤولية الرجل عن‬ ‫باألهلية الشرعية والقانونية‬ ‫اس ًر مٍ ًت‬ ‫وف ّ‪$‬إن ّت ّع ّ‬ ‫�ور ٍه� َّ�ن ّ‪ً $‬أتمّ ٌ�� ٍ�روا ّب ًي ّن ٍكم بمٌ ّ � ًع� ٍ�ر ُ‬
‫ٍأ ٍج� ّ‬
‫األسرة‪ ،‬وعن طبيعة هذه املسؤولية ونطاقها‪،‬‬ ‫ف ّّس ٍت ًر ٌض ٍع ّل ٍه ٍأ ًخ� ّ�رى» (‪(})6‬الطالق)‪ ،‬ومن هذه‬
‫وقد سبق بيان هذا في املادة (‪.)14‬‬ ‫الكاملة وباحترام إرادتها وباستقالل‬ ‫اآلية ومعناها يُعرف أن املرأة ميكن أن تكون‬
‫طرفاً في عقد اإلجارة التي موضوعها إ ْرضاع‬
‫< مادة (‪)60‬‬ ‫ذ ّمتها املالية‬ ‫أجر معينّ ‪ ،‬ويُقاس على تأجير املرأة‬ ‫طفل لقا َء ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مسؤولية املرأة في بيتها‬
‫يقرّر اإلسالم للمرأة نوع ًا من‬ ‫نفسها إلرض��اع طفل سائر اإلج��ارات املباحة‬
‫شرعاً‪.‬‬
‫نوعا من املسؤولية‬ ‫«يُ َق ِّرر اإلسالم للمرأة ً‬ ‫املسؤولية تناسب طبيعتها وتكوينها‬ ‫وي �ق��ول أي �ض �اً س�ب�ح��ان��ه وت �ع��ال��ى‪ٌ { :‬م � ً�ن‬
‫يناسب طبيعتها وتكوينها البدني والنفسي‪،‬‬ ‫البدني والنفسي‪ ..‬ويعتبرها راعية‬ ‫وص ّني ٌب ّها ّأ ًو ّد ًي ُن}(النساء‪،)12:‬‬ ‫ّب ًعدٌ ّ‪ٌ $‬ص� َّي� ُ�ة ٍي ٌ‬
‫ويعتبرها راع�ي��ة وم�س��ؤول��ة م��ع زوج�ه��ا عما‬ ‫فاآلية صريحة في ج��واز الوصية من املرأة‪،‬‬
‫ترعاه من أمور البيت واألوالد‪ ،‬وهي مسؤولية‬ ‫مع زوجها‬ ‫وأن تنفيذ وصيتها يَ ْسبِق قسمة التركة على‬
‫لها مكانتها وخطرها على األس��رة واملجتمع‬ ‫ال��ورث��ة‪ ،‬وع �ب��ارة‪« :‬أَ ْو َديْ ��ن» متض ّمنة قيامها‬
‫كله‪ ،‬وال تق ّل أهمية عن مسؤولية الرجل‪ ،‬بل‬ ‫باالقتراض وه��ذا دليل على أهلية امل��رأة في‬
‫أعظم منها في التأثير املعنوي واألخالقي»‪.‬‬ ‫إجراء التصرفات املالية‪.‬‬
‫وع��ن ج��اب��ر ب��ن عبد ال�ل��ه ‪ -‬رض��ي الله‬
‫ت �ب�ِّي�نِّ ه ��ذه امل� ��ادة أن ل �ل �م��رأة ن��وع �اً من‬ ‫قصة بَ��رِ يْ � َرة ‪ -‬رض��ي الله‬ ‫وق��د ورد ف��ي ّ‬
‫عنهما ‪ -‬ق��ال‪َ « :‬ق��ا َم ال َّنب ُِّي [ يَ � ْو َم الْفِ ْطرِ‬
‫املسؤولية يناسب طبيعتها وتكوينها البدني‬ ‫عنها ‪ -‬أنها كانت جارية مملوكة‪ ،‬وقد كاتبت‬
‫وال�ن�ف�س��ي‪ ،‬كما أن ل�ل�م��رأة وظيفة وسامية‬
‫�ب‪َ ،‬فل َ َّما‬ ‫�ط� َ‬‫�ص�لا ِة ثُ�� َّم َخ� َ‬ ‫�ص �لَّ��ى‪َ ،‬ف�� َب�� َدأَ ِب��ال� َّ‬
‫َف� َ‬
‫َف� َر َغ نَ� َز َل َف َأتَى الن َِّسا َء َف َذ َّك َر ُه َّن َو ُه� َو يَتَ َو َّكأُ‬ ‫أس�ي��اده��ا على عتقها‪ ،‬فطلبت م��ن السيدة‬
‫خصها الله ع ّز وج ّل بها‪ ،‬هي وظيفة احل ْمل‬ ‫ّ‬ ‫ع��ائ�ش��ة ‪ -‬رض ��ي ال �ل��ه ع�ن�ه��ا ‪ -‬مساعدتها‪،‬‬
‫اس ٌط ثَ ْوبَ ُه يُلْقِ ي فِ يهِ‬ ‫ِ�لال‪َ ،‬وبِ�لا ٌل بَ ِ‬ ‫َعلَى يَدِ ب ٍ‬
‫واألمومة‪ ،‬والقدرة على تربية األوالد والصبر‬ ‫ف��اس �ت �ج��اب��ت ل��ذل��ك‪ ،‬إال أن أس��ي��اد بَ ��رِ يْ� � َرة‬
‫الص َد َق َة»(حديث صحيح‪ ،‬رواه أحمد‬ ‫الن َِّساءُ َّ‬
‫عليها وحت ّمل مشاقها في املراحل العمرية‬ ‫اش �ت��رط��وا أن ي �ك��ون ال� ��والء ل �ه��م‪ ،‬فبلغ ذلك‬
‫والبخاري ومسلم وأبو داود)؛ فالنبي [ لم‬
‫املتتابعة‪ ،‬وهو ما ال سبيل للرجل أن يقوم به‪،‬‬ ‫نا‬ ‫«اشتَرِ ي َوأَ ْعتِقِ ي‪َ ،‬ف ِإ مَّ َ‬ ‫رسول الله [ فقال‪ْ :‬‬
‫يسأل النساء املتصدقات هل صدقتهن بإذن‬
‫وهي أسمى الوظائف‪ ،‬وبدونها ينقطع النسل‪،‬‬ ‫الْ � َوالءُ لمِ َ� ْن أَ ْعتَقَ»(حديث صحيح‪ ،‬رواه مالك‬
‫أزواجهن؟ وهل هذه الصدقة تخرج من ثلث‬
‫وجتف منابع اجلنس البشري‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي‬
‫مالها أم ال؟ ولو اختلف احلكم بذلك لسألهن‬
‫وأكثر من ذلك‪ ،‬فإن األم هي التي تُرضع‬ ‫والنسائي وابن ماجه وال��دارم��ي)‪ ،‬فهذا دليل‬
‫النبي [‪ ،‬فتَ ْر ُك السؤال عن هذا التفصيل‬
‫وليدها مع لبنها حناناً ورعاية ت َِشيع في أجزاء‬ ‫صريح صحيح من السنة على ج��واز تصرف‬
‫ي ��د ُّل على ع�م��وم دالل ��ة احل��دي��ث كما يقرر‬
‫نفسه وفي كل جسده‪ ،‬ويبقى تأ ّثره بها حتى‬ ‫«اشتَرِ ي‬ ‫امل��رأة في مالها؛ لقول الرسول [‪ْ :‬‬
‫علماء األصول‪.‬‬
‫يشب ويكبر‪ ،‬وهي التي تقوم برعايته وتربيته‬ ‫ّ‬ ‫َوأَ ْعتِقِ ي»‪ .‬قال ش ّراح احلديث تعليقاً على هذا‬
‫وباعتبار متتّع امل��رأة باألهلية الشرعية‬
‫وتقومي سلوكياته وأخالقياته باملشاركة مع‬ ‫احلديث‪« :‬وفيه ‪ -‬أي‪ :‬في احلديث ‪ -‬أن املرأة‬
‫والقانونية الكاملة فمن حقها االحتفاظ‬
‫ال��زوج في وج��وده وبانفرادها عند غيابه‪..‬‬ ‫الرشيدة تتصرف بنفسها في البيع وغيره ولو‬
‫باسم أسرتها‪ ،‬وباستقالل شخصيتها الذاتية‬
‫كما أن املرأة هي ربة البيت و َم ِل َكته‪ ،‬ووظيفتها‬ ‫كانت ُم َز َّو َجة‪ ،‬وج��واز تص ّرف امل��رأة الرشيدة‬
‫عن شخصية ال��زوج‪ ،‬وهو أمر مستق ّر عليه‬
‫في رعاية أهل البيت وإعداده للسكن والهدوء‬ ‫في مالها بغير إذن زوجها»‪.‬‬
‫ب��إج�م��اع املسلمني م��ن ل��دن ع�ه��د الرسالة‬
‫والراحة واملو ّدة وظيفة خطيرة وجليلة‪.‬‬ ‫واخللفاء الراشدين حتى اآلن‪.‬‬ ‫وك��ان��ت أ ّم امل��ؤم�ن�ين ال�س�ي��دة زي �ن��ب بنت‬
‫فعن عبد الله بن عمر ‪ -‬رضي الله عنهما‬ ‫ج �ح��ش ‪ -‬رض ��ي ال �ل��ه ع�ن�ه��ا ‪ -‬تُ� � ْدع ��ى «أ ّم‬
‫‪ -‬قال‪ :‬سمعت رسول الله [ يقول‪ُ « :‬كلُّ ُك ْم ٍ‬
‫راع‪،‬‬ ‫< مادة (‪)59‬‬ ‫املساكني» س ّماها بذلك رسول الله [؛ ألنها‬
‫راعي ٌة على‬ ‫رع َّيتِهِ ‪...‬وامل ْرأَةُ ِ‬
‫و ُكلُّ ُك ْم مسؤو ٌل ع ْن ِ‬ ‫كانت تغزل الصوف وتدبغ وتخرز وتبيعه في‬
‫بيْ ِت َز ْو ِجها وولَدِ هِ‪(»،‬حديث صحيح‪ ،‬رواه أحمد‬ ‫مسؤولية الرجل عن األسرة‬
‫السوق وتتص ّدق بالثمن على املساكني‪ ،‬فكل‬
‫والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي)‪.‬‬ ‫«للرجل القوامة على األسرة‪ ،‬باعتبارها‬ ‫هذه تص ّرفات مال ّية من قِ َبل «أ ّم املساكني» من‬
‫وهذه الوظائف واملها ُّم واخلصائص التي‬ ‫وح ��دة اجتماعية م�ك� ّون��ة م��ن ع � ّ�دة أف ��راد‪،‬‬ ‫بيع وصدقة وما إلى ذلك‪.‬‬
‫م ّيز الله ‪ -‬ج ّل شأنه ‪ -‬املرأة بها هي الزمة‬ ‫والب� ��د ل �ه��ا م��ن رئ��اس��ة وإال َف � َ‬
‫�س� � َد أمرها‬ ‫وعن أم املؤمنني ميمونة بنت احل��ارث ‪-‬‬
‫لضمان اس �ت �ق��رار األس� ��رة‪ ،‬ال�ت��ي ه��ي خل ّية‬ ‫مؤهل بحكم فطرته‬ ‫وتبدد شملها‪ ،‬والرجل ّ‬ ‫ّ‬ ‫رض��ي الله عنها ‪ -‬أنها‪ :‬أعتقت وليدة كانت‬
‫املجتمع األساسية‪ ،‬وق��وام متاسكه وصالبته‬ ‫وتكوينه البدني والنفسي حلمل تبعات هذه‬ ‫لها دون أن تستأذن النبي [‪ ،‬ثم ذك��رت له‬
‫وصالحه‪ ،‬وت ََخلِّيها عن هذه الوظائف واملهام‬ ‫املسؤولية و َم َشقَّاتها‪ ،‬وهي ليست قوامة َق ْهر‬ ‫[ ذل��ك فقال‪ِ « :‬إ َّن� ِ�ك لَ� ْو أَ ْع َطيْ ِت َها أَخْ َوالَ ِك‬
‫‪ -‬حسبما ير ّوج املغرضون واملفسدون ‪ -‬كفيل‬ ‫وتسلط‪ ،‬ولكنها مسؤولية وج��وب وتكليف‬ ‫�ظ � َم ألَ ْج��رِ ِك»(ح��دي��ث صحيح‪ ،‬رواه‬ ‫َك ��ا َن أَ ْع� َ‬
‫بتدمير األسرة واملجتمع ولو بعد حني‪>.‬‬ ‫لرعاية األسرة وحمايتها وصيانتها‪ ،‬وضمان‬ ‫البخاري)‪.‬‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪58‬‬
‫جت ـمـ ــل ب ــذك ــاء املـش ــاع ــر‬
‫وأس��ب��اب ه ��ذا ال�ت�غ� ّ�ي��ر واض �ح��ة مت��ام�� ًا‪ ،‬فلتتخيل‬ ‫دخل رئيس مهندسي مشروع تطوير البرمجيات‬
‫ال�ع��واق��ب على جماعة عمل عندما ال مينع أحدهم‬ ‫على نائب الرئيس لتطوير املنتجات؛ ليقدم له نتائج‬
‫نفسه عن االنفجار في ثورة غضب‪ ،‬أو ال تكون لديه‬ ‫شهور من العمل الذي قام به فريقه‪ ،‬وكان العاملون معه‬
‫حساسية عما يشعر به اآلخرون حوله‪ ،‬فكل التأثيرات‬ ‫من الرجال والنساء فخورين بتقدمي ثمرة جهدهم‬
‫الضارة للتوتر على التفكير تنطبق في موقع العمل‬ ‫الشاق‪ ،‬لكن مبجرد أن أمت املهندس عرضه ملشروعه‪،‬‬
‫أيض ًا‪.‬‬ ‫التفت إليه نائب الرئيس وسأله بسخرية‪« :‬منذ متى‬
‫ف �ع �ن��دم��ا ي �ص��اب األش� �خ ��اص ب��ال �ك��در االنفعالي‬ ‫وأن��ت ف��ي ه��ذا ال�ع�م��ل؟ ه��ذه امل��واص �ف��ات مضحكة ولن‬
‫تضطرب ذاك��رت�ه��م وانتباههم وق��درت�ه��م على التعلم‬ ‫تتجاوز درج مكتبي»‪.‬‬
‫وعلى ات�خ��اذ ال �ق��رارات‪ ،‬إذْ إن الضغوط جتعل الناس‬ ‫ش�ع��ر امل �ه �ن��دس ب��احل��رج واإلح� �ب ��اط الشديدين‪،‬‬
‫أغبياء‪.‬‬ ‫وجلس مكتئب ًا ط��وال ما تبقى من اللقاء منكمش ًا في‬
‫ومن اجلانب اإليجابي‪ ،‬تخيل الفوائد التي يجنيها‬ ‫صمته‪ ،‬بينما قام الرجال والنساء في فريقه بإلقاء‬
‫العمل من املهارة في الكفاءات االنفعالية األساسية‪:‬‬ ‫ً‬
‫عدائية ‪ -‬دفاع ًا‬ ‫تعليقات قليلة مستطردة ‪ -‬وأحيانًا‬
‫كالتناغم مع مشاعر من نتعامل معهم‪ ،‬والقدرة على‬ ‫عن جهودهم‪ ،‬لكن نائب الرئيس أنهى االجتماع فجأة‪،‬‬
‫منع اخلالفات من التصاعد‪ ،‬والقدرة على الدخول في‬ ‫تارك ًا فيهم رواسب من املرارة والغضب‪.‬‬
‫االنسياب أثناء أدائنا لعملنا‪.‬‬ ‫منشغال مل��دة أسبوعني بتعليقات‬ ‫ً‬ ‫وظ��ل املهندس‬
‫«فالقيادة ليست سيادة‪ ،‬لكنها فن إقناع اآلخرين‬ ‫الرئيس‪ ،‬ومن يأسه وإحباطه ظن أن الشركة لن تكلفه‬
‫بالعمل جتاه هدف مشترك‪ ،‬وإذا أردنا إدارة مستقبلنا‬ ‫بعدها بأي عمل مهم‪ ،‬وفكر في ترك الشركة رغم أنه‬
‫املهني؛ فإنه من املهم التعرف على مشاعرنا العميقة‬ ‫كان يستمتع بعمله بها كثيراً‪.‬‬
‫جتاه ما نفعله‪ ،‬والتغيير املطلوب هو الذي يجعلنا أكثر‬ ‫وب�ع��د تفكير ط��وي��ل‪ ،‬ذه��ب امل�ه�ن��دس ل��رؤي��ة نائب‬
‫رض ًا مبا نفعله‪.‬‬ ‫امل ��دي ��ر ل �ي��ذك��ره ب��االج �ت �م��اع وب�ت�ع�ل�ي�ق��ات��ه النقدية‬
‫وانظر إلى احلادثة األليمة التي كان بطلها «ملبورن‬ ‫�وج��ه إل �ي��ه س� � ً‬
‫�ؤاال ص ��اغ كلماته‬ ‫وت��أث�ي��ره��ا احمل �ب��ط‪ ،‬ف� َّ‬ ‫د‪ .‬علي احلمادي ()‬
‫م��اك �ب��روم»‪ ،‬لقد ك��ان رئيس ًا متسلط ًا‪ ،‬وك��ان��ت طباعه‬ ‫بعناية‪« :‬لم أفهم متام ًا ما الذي كنت تريده‪ ،‬ال أظن أن‬ ‫‪hammadi3@emerates.net.ae‬‬
‫ترهب كل من يعملون معه‪ ،‬ورمبا كان ذلك يستمر دون‬ ‫هدفك كان مجرد إحراجي ‪ -‬هل كنت ترمي إلى قصد‬
‫أن يلحظه أحد لو كان «ماكبروم» يعمل في مكتب أو‬ ‫آخر؟»‪.‬‬
‫في مصنع‪ ،‬لكنه كان يعمل طيار ًا مدني ًا‪.‬‬ ‫اندهش نائب املدير الذي لم تكن لديه فكرة بأن‬
‫ف��ي أح ��د األي � ��ام م��ن س �ن��ة ‪1978‬م ك��ان��ت طائرة‬ ‫تعليقه ‪ -‬ال��ذي ل��م يكن س��وى رد عابر ‪ -‬س�ي��ؤدي إلى‬
‫«ماكبورم» تقترب من مدينة بورالند بوالية أوريجون‪،‬‬ ‫هذا األثر املدمر‪ ،‬لقد رأى بالفعل أن خطة البرمجيات‬
‫حني الحظ وجود مشكلة في تروس الهبوط‪ ،‬وهنا جلأ‬ ‫واع��دة لكنها حتتاج إل��ى املزيد من اجلهد‪ ،‬ول��م يعتبر‬
‫إل��ى طريقة التحليق‪ ،‬وأخ��ذ يحلق بالطائرة حتليق ًا‬ ‫أبد ًا أنها بال قيمة‪ ،‬فهو ‪ -‬كما قال ‪ -‬لم يدرك أبد ًا مدى‬
‫اضطراري ًا على علو كبير أثناء بحثه عن السبب‪.‬‬ ‫السوء الذي صاغ به رده ولم يعرف أنه سيؤذي مشاعر‬
‫وبينما ك��ان يتفحص ت��روس ال�ه�ب��وط‪ ،‬ك��ان وقود‬ ‫أحد‪ ..‬وأخير ًا اعتذر‪.‬‬
‫الطائرة يتناقص بثبات ويقترب من مستوى الصفر‪،‬‬ ‫يقول عالم النفس األمريكي «لي شوشونا زوبون»‬
‫ول��م يستطع أح��د من مساعديه أن يخبره خوف ًا من‬ ‫جامعة هارفارد‪ ،‬في معرض حديثه عن أهمية الذكاء‬
‫غضبه بالرغم من اقتراب الكارثة‪ ،‬وحتطمت الطائرة‬ ‫العاطفي وإدارة املشاعر في املؤسسات والشركات يقول‪:‬‬
‫بالفعل وم��ات عشرة أشخاص‪( .‬دان�ي��ال جوملان‪ ،‬ذكاء‬ ‫«ل �ق��د ح��دث��ت ت�غ�ي�ي��رات ث��وري��ة ف��ي ال �ش��رك��ات خالل‬
‫املشاعر ‪ -‬الذكاء االنفعالي‪ ،‬هال للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫�واز ف��ي م�ج��ال املشاعر‪،‬‬ ‫تغير م � ٍ‬ ‫ه��ذا ال �ق��رن‪ ،‬صاحبها ّ‬
‫ترجمة هشام احلناوي‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)304-301‬‬ ‫ولقد مضى وق��ت طويل على السيادة اإلداري��ة للهرم‬
‫إن هندسة احلياة هي صنعة العظماء‪ ،‬وال ميكن‬ ‫االحتادي الذي كان يكافئ املدير املناور عدمي املبادئ‪.‬‬
‫لإلنسان أن يكون عظيم ًا إال إذا امتلك قلب ًا عظيم ًا‪،‬‬ ‫وق� ��د ب� ��دأ ه� ��ذا ال� �ه ��رم اجل ��ام ��د ف ��ي ال �ت �ف �ك��ك في‬
‫ولن يتمكن من إحداث التأثير الفذ إال إذا انطلق هذا‬ ‫ثمانينيات ال�ق��رن العشرين حت��ت الضغط املشترك‬
‫التأثير من قلب مفعم باإلميان واحلب‪.‬‬ ‫للعوملة وتكنولوجيا امل�ع�ل��وم��ات‪ ،‬ومي�ث��ل امل��دي��ر عدمي‬
‫وهناك ف��ارق كبير بني ه��ذه امل��واق��ف وب�ين ما كان‬ ‫املبادئ ما كانت عليه الشركات‪ ،‬أما املدير الفنان في‬
‫�وج��ه املؤمنني‬
‫عليه عمر ب��ن اخل�ط��اب ]؛ إذ ك��ان ي� ّ‬ ‫مهارات املعاملة فهو مستقبل الشركات»‪.‬‬
‫إلى نصحه إذا أخطأ من دون خوف وال وجل‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫إلي عيوبي»‪>.‬‬ ‫«خيركم من أهدى َّ‬ ‫()رئيس قناة «حياتنا» الفضائية ورئيس مركز التفكير اإلبداعي‬

‫‪59‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫الوالدة الطبيعية آمنة ومناسبة‬
‫بعد القيصرية‬
‫لفتت «الكلية األمريكية ألط�ب��اء النساء‬
‫خاليا نخاع العظام‬
‫وال �ت��ول �ي��د» إل ��ى أن ال� ��والدة ال�ط�ب�ي�ع�ي��ة‪ ،‬بعد‬ ‫تساعد مرضى القلب‬
‫اخلضوع جلراحة قيصرية‪ ،‬خيار آمن ومناسب‬
‫بالنسبة ملعظم النساء‪.‬‬
‫قال باحثون أمل��ان‪ :‬إن حقن مرضى‬
‫وتقول اإلرشادات التوجيهية اجلديدة‪ :‬إن‬
‫قصور القلب امل��زم��ن بخاليا م��ن نخاع‬
‫ال��والدة الطبيعية آمنة للنساء ممن سبق وأن‬
‫عظامهم يحسن أداء القلب‪.‬‬
‫جلأن إلى الوالدة القيصرية مرتني أو النساء‬
‫وأظهرت نتائج دراسة‬
‫احلامالت بتوأم‪.‬‬
‫وي��أت��ي ال �ن �ه��ج ال �ط �ب��ي اجل��دي��د مخالفاً‬ ‫م�ه�م��ة ح ��ول استخدام‬
‫ع� �ل ��اج خ �ل��اي � ��ا نخاع‬
‫لتوصيات طبية سابقة ش��ددت على ضرورة‬
‫العظام مع حاالت‬
‫تعنى بصحة النساء‪ ،‬فإن فترة احلمل الطبيعي‬ ‫اس�ت�م��رار ال� ��والدة عبر اجل��راح��ة القيصرية‬
‫مرضى القلب‪،‬‬
‫تتراوح بني ‪ 37‬إلى ‪ 42‬أسبوعاً‪ ،‬أي ‪ 40‬أسبوعاً‬ ‫للحوامل الالتي سبق وأن خضعن للعملية من‬
‫أن ف ��ائ ��دة‬
‫في املتوسط‪.‬‬ ‫قبل‪.‬‬
‫ال� � � �ع� �ل ��اج‬
‫وتوصي املجموعة باالنتظار حتى مرور‬ ‫وارتفع معدل اجلراحات القصيرية‪ ،‬في‬
‫ت � �ت � �ج � �ل� ��ى‬
‫األسبوع ال �ـ‪ 39‬للحمل‪ ،‬أي بعد اكتمال النمو‬ ‫الواليات املتحدة‪ ،‬من ‪ %5‬عام ‪1970‬م إلى ‪%31‬‬
‫خ � � � �ل � � ��ال‬
‫الطبيعي ل��رئ��ة امل��ول��ود‪ ،‬ق�ب��ل ال�ل�ج��وء خليار‬ ‫في عام ‪2003‬م‪.‬‬
‫ثالثة أشهر‬
‫العملية القيصرية‪.‬‬ ‫وراقب الباحثون في الدراسة‪ ،‬أكثر من ‪24‬‬
‫وت� �س� �ت� �م ��ر‬
‫وتشير التقارير إل��ى أن األط�ف��ال الذين‬ ‫ألف حامل‪ ،‬أجننب مراراً بالوالدة القيصرية‪،‬‬
‫خ�� � � � �م� � � � ��س‬
‫ول��دوا بواسطة اجلراحة القيصرية هم أكثر‬ ‫وفي األسبوع ال�ـ‪ 37‬من احلمل‪ ،‬خالل الفترة‬
‫سنوات‪.‬‬
‫ع��رض��ة ألخ� �ط ��ار اإلص���اب���ة مب �ش �ك�لات في‬ ‫من عام ‪ 1999‬و‪2002‬م‪.‬‬
‫ونتائج الدراسة‬
‫التنفس‪ ،‬مقارنة بأقرانهم ممن ولدوا بصورة‬ ‫وبحسب «الكلية األمريكية ألطباء التوليد‬
‫األخ� � �ي � ��رة م���ازال���ت‬
‫تقليدية‪ ،‬وحتى بعد اكتمال فترة احلمل‪>.‬‬ ‫وأم ��راض ال�ن�س��اء»‪ ،‬وه��ي منظمة استشارية‬
‫غير نهائية‪ ،‬لكن قائد الدراسة قال‪ :‬إن‬
‫الفوائد على املدى الطويل مشجعة‪.‬‬
‫عصير الرمان لمكافحة‬ ‫وخ�ل�ص��ت دراس� ��ات س��اب�ق��ة إل��ى أن‬
‫ع�لاج اخل�لاي��ا ميكن أن يفيد املرضى‬
‫سرطان البروستاتا‬ ‫الذين أصيبوا بأزمة قلبية‪ ،‬لكن البحث‬
‫اجل��دي��د يشير إل��ى أن��ه ق��د يلعب دوراً‬
‫أعلن باحثون أمريكيون أن عصير ال��رم��ان ‪-‬‬ ‫مع مرضى يعانون من قصور مزمن في‬
‫ال��ذي اشتهر بكونه م�ش��روب�اً صحياً ‪ -‬ل��ه مفعول‬ ‫القلب‪.‬‬
‫مضاد لسرطان البروستاتا‪.‬‬ ‫وأُخ � ��ذت خ�لاي��ا ن �خ��اع ال �ع �ظ��ام في‬
‫وقال الباحثون‪ :‬إن أورام البروستاتا لدى الفئران‬ ‫ال��دراس��ة احل��دي�ث��ة م��ن ع�ظ��ام احلوض‬
‫التي نقلت إليها أورام بروستاتا سرطانية بشرية قد‬ ‫ل �ل �م��ري��ض‪ ،‬وخ �ض �ع��ت لعملية ف ��رز في‬
‫انكمشت بعد تناول عصير الرمان‪.‬‬ ‫املعمل قبل أن يحقن بها املريض مجدداً‬
‫وأكد الباحثون أن هذا املشروب األحمر الداكن غني باملواد املضادة لألكسدة‪ ،‬وهي‬ ‫في منطقة القلب‪ ،‬حيث حسنت وظيفة‬
‫مواد كيميائية تعطي الفواكه واخلضراوات ألوانها الداكنة‪ ،‬وتؤدي دوراً مضاداً للعناصر‬ ‫البطني أو قدرة القلب على ضخ الدم‪.‬‬
‫الكيميائية التي تدمر اخلاليا؛ وهو ما يؤدي لإلصابة بالسرطان واألمراض األخرى‪.‬‬ ‫وشملت ال��دراس��ة ‪ 391‬مريضاً من‬
‫ومع أن الفارق ال يزال كبيراً بني عالج الفئران املصابة بسرطان بشري واالنتقال لعالج‬ ‫بينهم ‪ 191‬واف�ق��وا على ع�لاج النخاع‪،‬‬
‫اإلنسان نفسه؛ إال أن دراس��ات أخرى أثبتت أن عصير الرمان واألطعمة األخ��رى الغنية‬ ‫و‪ 200‬لم يوافقوا‪ ،‬وبعد خمس سنوات‬
‫مبضادات األكسدة قد تساعد على مكافحة األورام‪ .‬ومعلوم أن سرطان البروستاتا هو ثاني‬ ‫توفي سبعة مرضى من املجموعة التي‬
‫أكبر قاتل للرجال بعد سرطان الرئة‪ ،‬وتقول جمعية السرطان األمريكية‪ :‬من املتوقع أن يقتل‬ ‫قبلت ال�ع�لاج مقابل ‪ 32‬م��ن املجموعة‬
‫هذا النوع من السرطان ‪ 30‬ألف شخص هذا العام‪>.‬‬ ‫األخرى‪ ،‬وهو فارق كبير‪>.‬‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪60‬‬


‫تغير جيني يؤثر على األداء المدرسي‬
‫زيادة الوزن أثناء الحمل قد تلحق‬
‫ذك��رت دراس��ة أمريكية أن‬
‫األداء األك��ادمي��ي للمراهقني‬ ‫ضرر ًا بالمولود‬
‫سيتأثر سلباً في حال احتوت‬
‫أحماضهم ال�ن��ووي��ة على أحد‬ ‫يكن في حاجة إلى‬ ‫قال باحثون‪ :‬إن كثيراً من النساء رمبا ّ‬
‫أش� �ك���ال م�� ��ادة «ال���دوب���ام�ي�ن»‬ ‫البدء في مراقبة أوزانهن أثناء فترة احلمل؛ حتى ال يصنب بالبدانة‬
‫الكيميائية‪.‬‬ ‫ويخاطرن باإلضرار بأطفالهن‪.‬‬
‫وق ��ال ب��اح�ث��ون ف��ي جامعة‬ ‫ووج��د الباحثون أن النساء الالئي يزيد وزنهن أثناء احلمل‬
‫فلوريدا األمريكية‪ :‬إن األداء‬ ‫يلدن أطفاالً أثقل وزن�اً‪ ،‬من املرجح أنهم بدورهم يصبحون أكثر‬
‫أق� �ل ��ه ف ��ي م � ��ادة م ��ن ‪ 4‬م ��واد‬ ‫عرضة ألن يكونوا بدناء في مرحلة البلوغ‪ ،‬ورمبا يكونون أيضاً‬
‫رئيسة‪ ،‬ه��ي اللغة اإلجنليزية‬ ‫أكثر عرضة لإلصابة بالسرطان وأمراض احلساسية والربو‪.‬‬
‫والرياضيات والعلوم والتاريخ‪،‬‬ ‫وتشير الدراسة إلى أن أفضل توقيت لبدء منع البدانة هي‬
‫ميكن أن ي�ت��راج��ع ف��ي مراحل‬ ‫فترة ما قبل الوالدة‪ ،‬بالتركيز على تقليل وزن األم وضبط نظامها‬
‫ال �ت �ع �ل �ي��م امل �ت��وس��ط والثانوي‬ ‫الغذائي أثناء فترة احلمل‪.‬‬
‫بحسب تواتر جينات محددة‪.‬‬ ‫ً‬
‫وقالت الدراسة‪ :‬إن النساء الالتي زدن ‪ 24‬كيلوجراما تضاعف‬
‫يشار إلى أن «الدوبامني» هو من املواد الكيميائية التي تقوم بنقل إشارات‬ ‫لديهن خطر أن يلدن طف ً‬
‫ال ذا وزن زائد مقارنة بأولئك الالتي زدن‬
‫عصبية تتواجد بتركيز عال في الدماغ‪ ،‬وقد ثبت من خالل الدراسات التي‬ ‫‪ 10‬كيلوجرامات فقط‪>.‬‬
‫أجريت على احليوانات أن هذه املادة ضرورية للقيام باحلركات السريعة‪.‬‬
‫وقال العالم «كيفن بيفر»‪« :‬نظن أن اجلينات الدوبامينية تؤثر على معدل‬
‫العالمات املدرسية؛ ألنها مرتبطة بعوامل ترتبط باألداء األكادميي مبا في‬
‫البالستيك متهم بالتسبب‬
‫ذلك انحراف املراهق وذاكرة العمل والذكاء والقدرات اإلدراكية»‪.‬‬
‫وعمد «بيفر» وزم�لاؤه إل��ى حتليل احلمض النووي وبيانات عن حياة‬
‫في تزايد سرطان الخصية‬
‫مجموعة من ‪ 2500‬تلميذ بني الـ‪ 1998‬و‪2004‬م‪.‬‬ ‫يسعى علماء بريطانيون‬
‫وقال «بيفر»‪« :‬الحظنا أنه كلما زاد عدد اجلينات الدوبامينية انخفض‬ ‫إلث� � �ب � ��ات إن ك� ��ان� ��ت امل � � ��واد‬
‫معدل العالمات»‪>.‬‬ ‫ال �ك �ي �م �ي��ائ �ي��ة ال���رائ� �ج���ة في‬
‫ال�ب�ي�ئ��ة م�ث��ل ت�ل��ك املستخدمة‬
‫ف��ي ص�ن��اع��ة ال�ب�لاس�ت�ي��ك هي‬
‫زيت السليكون يعالج سرطان العين‬ ‫املسؤولة ع��ن ارت�ف��اع معدالت‬
‫اإلصابة بسرطان اخلصية‪.‬‬
‫ق� ��ال ب��اح��ث��ون أم ��ري� �ك� �ي ��ون‪ :‬إن‬
‫ون� �ق� �ل ��ت ه��ي��ئ��ة اإلذاع � � ��ة‬
‫استخدام زيت السيليكون داخل العني‬
‫ال �ب��ري �ط��ان �ي��ة «ب� ��ي ب ��ي سي»‬
‫ميكن أن يعيق ‪ %55‬من اإلشعاعات‬
‫ع��ن ف��ري��ق طبي بريطاني أنه‬
‫امل ��ؤذي ��ة ومي �ن��ع امل ��رض ��ى املصابني‬
‫سيستخدم فئراناً ذات خاليا‬
‫بسرطان العني من العمى‪.‬‬
‫بشرية إلثبات هذه النظرية‪.‬‬
‫ووجد األطباء أن سرطان العني‬
‫ويقول األطباء‪ :‬إن سرطان اخلصية يصيب الشباب‪ ،‬لكنهم‬
‫م ��رض ن� ��ادر ل�ك�ن��ه م�ن�ت�ش��ر‪ ،‬وميكن‬
‫اكتشفوا قبل عدة سنوات أن التغييرات غير الطبيعية التي تؤدي‬
‫أن ي �ص �ي��ب أي ش��خ��ص‪ ،‬ويتطلب‬
‫إلى هذا النوع من السرطان حتصل خالل األشهر األولى من منو‬
‫استخدام اإلشعاعات التي تتسبب‬
‫اجلنني‪.‬‬
‫ب��إص��اب��ة ن �ص��ف امل ��رض ��ى بالعمى‬
‫يرجح األطباء‬
‫ّ‬ ‫احلمل‪،‬‬ ‫فترة‬ ‫خالل‬ ‫حتدث‬ ‫التغييرات‬ ‫هذه‬ ‫وألن‬
‫اجلزئي‪ ،‬ولفتوا إلى أنه مت التوصل‬
‫وجود عامل في البيئة يتسبب برفع معدالت اإلصابة بهذا املرض‬
‫إلى أنه بإمكان زيت السيليكون أن يعيق تأثير اإلشعاعات على األعضاء‬
‫بشكل سريع‪.‬‬
‫األساسية ويسمح لها بالفتك بالورم‪.‬‬
‫وقال أحد العلماء الباحثني‪ :‬إن هناك نظرية تشير إلى أن‬
‫وق��ال الطبيب «سكوت أوليفر» من جامعة كولورادو األمريكية‪ :‬إن‬
‫ه��ذه التغييرات يتسبب بها تعرض احلامل إل��ى م��واد كيميائية‬
‫«اإلشعاعات تصيب األوردة الدموية وأعصاب العني باجلروح‪ ..‬ونصف‬
‫موجود في البيئة‪ ،‬مثل مادة الفثاالت التي تستخدم في صنع كثير‬
‫املرضى يصابون خالل ‪ 3‬سنوات بالعمى في األعني التي تعالج»‪ ،‬فيما‬
‫من األدوات املنزلية بينها األواني البالستيكية‪>.‬‬
‫ميكن لزيت السليكون الذي يستخدم في عالج شبكية العني أن يقي من‬
‫الكثير من اإلشعاعات الضارة‪>.‬‬

‫‪61‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫كلمات في رثاء الداعية «أم معاذ»‬
‫للنساء فقط م��ع فعاليته املتميزة‪ ،‬وج ِّوه‬ ‫إنشاء مركز «املروج» للفتيات‪ ،‬وكان لك الدور‬
‫اإلمياني الطيب‪ ،‬باإلضافة إلى احملاضرات‬ ‫والفعال في إنشاء جيل من األمهات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫البارز‬
‫هذه بعض الكلمات في رثاء الداعية أم‬
‫الدينية والتوعوية‪ ،‬ولم تقف عند هذا احلد‪،‬‬ ‫وها نحن ثمرتك التي غرستيها‪ ،‬فنحن على‬
‫معاذ من ثالث كويتيات تتلمذن على يديها‬
‫فكانت ‪ -‬يرحمها الله ‪ -‬كالنحلة في العمل‬ ‫أث��رك باقون وال ننسى إبداعاتك الطيبة‪..‬‬
‫يرحمها الله‪.‬‬
‫الدؤوب والعطاء املتواصل‪ ،‬فلم تبخل مبالها‬ ‫فها نحن نعيد شريط ال��ذك��ري��ات‪ ..‬فكانت‬
‫فقدت األمة اإلسالمية والعربية الداعية‬
‫واع‪ ..‬عندما‬ ‫وال بوقتها ف��ي تأسيس جيل ٍ‬ ‫أول��ى ذكرياتنا معك استقبالك الطيب لنا‬
‫الدكتورة جنوى عبدالله سلطان «أم معاذ»‪،‬‬
‫فتحت حضانة «الينابيع اخل�ض��راء» والتي‬ ‫في مروج هدية‪ ..‬وتواضعك معنا واحلرص‬
‫وال �ت��ي واف �ت �ه��ا امل�ن�ي��ة ف��ي ج�م�ه��وري��ة مصر‬
‫كان شعارها «الناس كإبل مائة ال جتد فيها‬ ‫ع�ل��ى ال �ت�ع��رف ع�ل��ى ك��ل ف �ت��اة ت��دخ��ل املركز‬
‫العربية ي��وم األرب �ع��اء ‪ 16‬شعبان ‪1431‬ه���ـ‪،‬‬
‫راح �ل��ة»؛ ه��ذه احلضانة املتميزة ف��ي تعليم‬ ‫والتواصل معها ومع أسرتها‪..‬‬
‫املوافق ‪ 28‬يوليو عام ‪2010‬م‪ .‬رحلت الداعية‬
‫أطفالنا القرآن الكرمي‪ ،‬والقاعدة احللبية‬ ‫ف �ق��د ك� ��ان ل �ه��ذه ال��داع��ي��ة اإلسالمية‬
‫«أم معاذ» إلى جوار ربها وليس لنا بعد فراقها‬
‫في حفظ القرآن‪ ،‬واللغة اإلجنليزية‪ ،‬وبرامج‬ ‫ال�ف�ض��ل األول ب�ع��د ال �ل��ه ‪ -‬ع��ز وج��ل ‪ -‬في‬
‫إال الصبر والدعاء لها‪.‬‬
‫الرياضيات املرحة والذكية وغيرها الكثير‪..‬‬ ‫سعادتنا وإدخ��ال الفرحة إلى قلوبنا‪ ،‬فجاء‬
‫أم��رت القلم أن يكتب م��ا يضمد جراح‬
‫ال ن�ن�س��ى أن ن��وض��ح دوره� ��ا ف��ي مجال‬ ‫إب��داع �ه��ا ف��ي ح�ج��ز «ق��ري��ة املسيلة املائية»‬
‫قلوبنا على وفاة الداعية «أم معاذ»‪ ،‬وحاولت‬
‫تخصصها العلمي واألكادميي؛ فهي «طبيبة‬ ‫وال � ��ذي ك ��ان حت��ت ش �ع��ار «ال �ق��ري��ة مسيلة‬
‫أن أكتب ما في نفسي من عبرات؛ فارتعدت‬
‫أس�ن��ان»‪ ،‬والتي ك��ان لها دور ب��ارز ومميز في‬ ‫املائية بال مخالفات شرعية»‪ ،‬وكذلك عندما‬
‫يدي؛ فانهمرت دموعي على خدي‪.‬‬
‫م� � ��دارس م �ح��اف �ظ��ة األح � �م� ��دي مبختلف‬ ‫ح�ج��زت ن��ادي «الفحيحيل ال�ب�ح��ري» وكان‬
‫«ال حول وال قوة إال بالله‪ ..‬إنا لله وإنا‬
‫مراحلها التعليمية؛ بدء ًا من مرحلة رياض‬ ‫يوم ًا مخصص ًا للنساء فقط‪ ،‬وكذلك كانت‬
‫إليه راجعون»‪.‬‬
‫األط��ف��ال‪ ،‬وم � ��رور ًا ب��امل��رح�ل�ت�ين االبتدائية‬ ‫الس ّباقة ف��ي حجز «امل�ن�ت��زه الترفيهي مرح‬
‫إلهي! إذا ك��ان البقاء مكتوب ًا ألح��د في‬
‫وانتهاء باملرحلة الثانوية‪ ،‬من‬ ‫ً‬ ‫واملتوسطة‪،‬‬ ‫الند ‪ -‬الصباحية»‪ ،‬وكانت الس ّباقة في حجزه‬
‫ه��ذه ال��دن �ي��ا ل �ك��ان نبيك ح �ي � ًا‪ ..‬إلهي!‬
‫خالل زياراتها املتكررة للمدارس‪ ،‬وتوعية‬
‫أم��رت�ن��ا بالصبر وس�ن�ص�ب��ر‪ ..‬إل �ه��ي! فال‬
‫ط��ال �ب��ات �ن��ا ب��ص��ورة ص�ح�ي�ح��ة بكيفية‬
‫حترمنا ما وعدتنا به من اجلزاء‪.‬‬
‫احملافظة على أسنانهن وصحتهن‪.‬‬
‫َم ْن منا ال يعرف الداعية «أم معاذ»‪..‬‬
‫م � ��اذا ن��ك��ت��ب؟! وه� ��ل م ��ا سنكتبه‬
‫ت �ل��ك ال��داع �ي��ة ال �ت��ي ض �ح��ت بحياتها‬
‫سيوفيك حقك؟ بالتأكيد ال‪..‬‬
‫ووق �ت �ه��ا وأس��رت �ه��ا وم �ن��زل �ه��ا ف��ي سبيل‬
‫ال�ل��ه يرحمك ي��ا «أم م �ع��اذ» رحمة‬
‫الدعوة إلى الله‪ ..‬إننا ال ننسى أيامك‬
‫واسعة‪ ،‬ونسأل الله لك الفردوس األعلى‬
‫العطرة التي قضيناها معك في طاعة‬
‫م��ع ال�ن�ب�ي�ين وال �ص��دي �ق�ين والشهداء‬
‫ال�ل��ه‪ ،‬وف��ي ال��دع��وة إل��ى ال�ل��ه؛ فكان لك‬
‫والصاحلني‪ ،‬وحسن أولئك رفيق ًا‪>.‬‬
‫الفضل األول بعد الله ‪ -‬عز وجل ‪ -‬في‬
‫حنان ‪ -‬مرمي ‪ -‬فاطمة الكندري‬

‫«أم معاذ»‪ ..‬احلاضرة الغائبة‬


‫يرحمها الله؛ لعله يكتب لها في ميزان حسناتها‪.‬‬ ‫غ��ائ�ب��ة‪ ..‬نعم غائبة ع��ن دنيانا بجسدها وه��ي ح��اض��رة بأعمالها‬
‫ولنجعل رمضان يغ ّير في بيوتنا وفي أعمالنا وفي أنفسنا‪ ..‬فهو‬ ‫وأفكارها وسيرتها التي ال تنقطع‪ ،‬وخاصة في هذه األيام املباركة التي‬
‫غير في الفضل وغير في األجر‪ ..‬فهو حقاً غير‪.‬‬ ‫طاملا كان يتوق لها قلبها النابض وهمتها العالية التي كانت ال تفتر أبداً‪،‬‬
‫من الله علينا بأن بلغنا رمضان‪ ،‬وهيأ لنا فرصة لم تتهيأ‬
‫فقد َّ‬ ‫فرفعت شعاراً لرمضان هذا العام في بيتها وبني أخواتها وهو «رمضان‬
‫لغيرنا ممن كتب عليهم املوت قبل هذا الشهر العظيم؛ فلنحمد الله‬ ‫غير‪ ..‬وفرصة للتغيير»‪ ،‬وهو آخر ما أوصتني به وهي في الطائرة يوم‬
‫على هذه النعمة‪ ،‬ولنعلنها طاعة لله عز وجل‪ ،‬ولنغير من أنفسنا حتى‬ ‫سفرها‪ ،‬وكانت حتمل معها بعض الكتيبات التي تتحدث عن رمضان‪،‬‬
‫يغير الله بنا حال هذه األمة فيكون رمضان غير‪.‬‬ ‫حتضر حلملة دعوية ضخمة لرمضان حتت‬ ‫ّ‬ ‫وكيفية اغتنام أوقاته حتى‬
‫وأخ �ي��راً‪ ..‬أدع��و الله عز وج��ل أن يجعله عند «أم معاذ» غير‪،‬‬ ‫هذا الشعار‪ ،‬وه��ذا كان آخر مشاريعها الدعوية التي لم يق ّدر‬
‫وتكون ممن فاز فيه بجنات النعيم‪ ،‬وأن يجمعنا بها في أعلى عليني‬ ‫لها الله أن تكتمل‪ ،‬فأحسست أنه من الوفاء لها أن أوصل‬
‫إخواناً على سرر متقابلني‪ ..‬اللهم آمني‪>،‬‬ ‫هذا الشعار لكل من يعرف ومن ال يعرف «أم معاذ»‬
‫عايدة أم مهند‬
‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪62‬‬
‫اذهبوا حلفل واشنطن‬ ‫قلم «رخيص» ومسلسل «سمج»‬
‫وأكثروا االبتسامات‬ ‫وب�ل�ا ذن� ��ب؛ س ��وى أن �ه��ا حرب‬ ‫ك �ن��ت أت� �ص ��ور أن الكاتب‬
‫َق� � ِب� � َل ال��رئ �ي��س ال�ف�ل�س�ط�ي�ن��ي وجلنته‬ ‫خ�لاف �ي��ة ب�ي�ن ج �م��اع��ة تعمل‬ ‫وح �ي��د ح��ام��د س� ُ�ي�م�ت�ع�ن��ا في‬
‫التنفيذية العودة للمفاوضات دون حتقيق أي‬ ‫في احلقل السياسي املصري‬ ‫شهر رم�ض��ان مبسلسل حافل‬
‫ش��رط من الشروط التي أعلنها‪ ،‬وأجمعت‬ ‫وه��ذا حقها الدستوري‪ ،‬وبني‬ ‫ب� ��األح� ��داث امل ��وض ��وع� �ي ��ة في‬
‫عليها ف�ص��ائ��ل منظمة ال�ت�ح��ري��ر والشعب‬ ‫نظام قمعي يريد أن يستأثر‬ ‫قصته «اجلماعة»‪ ،‬ولم يتسرب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬وأتى بيان الرباعية خالياً من‬ ‫بالساحة السياسية‪ ،‬ويسطو‬ ‫لنفسي شك في ق��درة الرجل‬
‫أي مضمون ملزم‪ ،‬واكتفى بطلب االمتناع‬ ‫على أموال وخيرات البلد بال‬ ‫على كتابة درام��ا ال تخلو من‬
‫ع��ن إط�ل�اق ت�ص��ري�ح��ات وات��خ��اذ خطوات‬ ‫منازع‪ ،‬كنت أتصور أن الكاتب‬ ‫ن�ق��د اإلخ� ��وان‪ ،‬وه ��ذا ال مينع‬
‫وحيد حامد‬
‫استفزازية‪.‬‬ ‫سيتعرض في املسلسل حلقوق‬ ‫أب� ��داً‪ ،‬ف��اجل�م��اع��ة ب�ش��ري��ة وقد‬
‫ف��ي األخ �ب��ار ال� ��واردة م��ن رام ال �ل��ه‪ ،‬أن‬ ‫ً‬
‫تخطئ وقد تصيب‪ ،‬لكن مع ذلك كنت واثقا اجلماعة في العمل السياسي واالقتصادي‪ ،‬وال‬
‫السيد محمود عباس استشاط غضباً عند‬ ‫ويسطر روايته مينع ذلك أن يتعرض الكاتب لنقدهم في قضايا‬ ‫ّ‬ ‫أن الكاتب لن مييل قلمه لهواه‬
‫سماع ال��دع��وة األمريكية حلفل واشنطن‪،‬‬ ‫بدافع خالفاته الفكرية مع جماعة اإلخوان متعددة وهذا حقه‪ ،‬ويبني خالفه الفكري معهم‬
‫والتي قالت فيها وزيرة اخلارجية األمريكية‪:‬‬ ‫املسلمني‪ ،‬وتصورت أال يخونه ضميره األدبي بال إهدار حلقهم‪ ،‬لكن ‪ -‬لألسف جاء املسلسل‬
‫إنها ستكون مفاوضات بدون شروط مسبقة‪،‬‬ ‫النابع من ضميره اإلنساني‪ .‬ومن املفترض سمج ًا ورخيص ًا‪.‬‬
‫وكاد أن يعلن رفض الدعوة لوال ثالث مكاملات‬ ‫ورغم أنني كنت ال أشك في الضمير األدبي‬ ‫أن للقلم مكانة وق��داس��ة عند الكاتب؛ حيث‬
‫من واشنطن أحلت عليه بأن يهدأ ويحصل‬ ‫ال يحاسبه على ما يكتب س��وى الله سبحانه لوحيد حامد؛ إال أن الشك ساورني بل تأكدت‬
‫على موافقة اللجنة التنفيذية التي تأخر بدء‬ ‫وت �ع��ال��ى ث ��م ض �م �ي��ره‪ ،‬وت� �ص ��ورت أن الكاتب أن أحداث املسلسل حتوم حولها الشبهات عندما‬
‫اجتماعها لهذا السبب ‪ -‬حسب ذات األخبار‬ ‫س�ي�خ��وض ف��ي س��رد م�ع��ان��اة ج�م��اع��ة اإلخ ��وان علمت أن القنوات املصرية ستشتري املسلسل‬
‫من رام الله ‪ -‬وهذا ما حدث بالضبط حني‬ ‫املسلمني‪ ،‬وما تتعرض له من ظلم واضطهاد لتعرضه في رم�ض��ان؛ هنا أيقنت أن املسلسل‬
‫عقدت اللجنة التنفيذية‪.‬‬ ‫على يد املنظومة األمنية‪ ،‬التي تعمل حلساب سيكون مقدمة لعمل لن تخلو يد األم��ن من‬
‫ال �ك��ل ي �ع��رف مب��ن ف�ي�ه��م ق� ��ادة العدو‬ ‫لعمل مستقبلي ض��د اجلماعة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫نظام قمعي استبدادي‪ ،‬كنت أتصور أن أحداث مخطط ل��ه‬
‫«اإلس��رائ �ي �ل��ي» وس �ي��اس �ي��وه أن ف�ش��ل هذه‬ ‫املسلسل ستعري القمع األم�ن��ي ف��ي اقتحام خاصة وأن هناك انتخابات رئاسية وبرملانية‬
‫اجلولة هو أمر محتوم‪ ،‬ويسترجعون جتربة‬ ‫املنازل لي ًال‪ ،‬وعدم مراعاة حرمة البيوت ومعاناة قادمة‪ ،‬ويعلم النظام متام ًا أنه لن يكون أمامه‬
‫«أنابوليس» ح�ين أعلن الرئيس األمريكي‬ ‫األط �ف��ال وال �ن �س��اء‪ ،‬وإظ �ه��ار ت�ع��ذي��ب أعضاء عقبة سوى جماعة اإلخوان املسلمني‪>.‬‬
‫ال نهائياً سينجز‬ ‫«ج��ورج بوش االب��ن» أن ح ً‬ ‫اجلماعة في مقرات أمن الدولة بدون جرمية‬
‫خالل عام من املفاوضات بإشراف إدارته؛‬
‫محمد أبو العز‬
‫األم��ر ال��ذي ثبت فشله‪ ،‬وأن ق��درة أمريكا‬ ‫شارك بالتبرع لتوصيل مجلة «املجتمع» إلى املؤسسات واملراكز اإلسالمية‬
‫على فرض حل عادل ومنسجم مع الشرعية‬ ‫االشتراكات والتوزيع‪Sales@almujtama.com 22560526 - 22560525 :‬‬
‫الدولية غير متوافرة جتاه «إسرائيل»‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬يذهب اجلميع مب��ن فيهم رئيس‬ ‫طلب «املجتمع»‬
‫مصر وملك األردن من أجل إرضاء «أوباما»‬ ‫< نحن أعضاء االحتاد العام للعمال اجلزائريني مكتب «تغزوت»‪ ،‬وجمعية الهالل األحمر‬
‫و«نتنياهو»؛ حيث «أوباما» في ضائقة تتعلق‬ ‫اجل��زائ��ري مكتب ت�غ��زوت‪ ،‬واجلمعية الدينية للمسجد العتيق ف��ي ت�غ��زوت؛ نطلب جتديد‬
‫بشعبيته الهابطة قبل االنتخابات النصفية‪،‬‬ ‫نطلع عليها بصورة‬‫االشتراك املجاني لـ«مجلة املجتمع» الذي انتهى في ‪2010/7/4‬م‪ ،‬حيث كنا ّ‬
‫و«نتنياهو» يعيش وكيانه العنصري ضائقة‬ ‫جماعية‪ ،‬ونستفيد منها غاية االستفادة ملا فيها من مقاالت ق ّيمة‪ ،‬ومتابعة ألخبار املسلمني في‬
‫اإلدانة واحلصار الدولي ‪ -‬أقله اإلعالمي‪،‬‬ ‫كل مكان‪ ،‬ونشر القيم اإلسالمية واملبادئ السامية التي كان عليها سلفنا الصالح‪ ،‬واالشتراك‬
‫وب�ه��ذا يرمي ال�ع��رب كعادتهم ط��وق النجاة‬ ‫املنتهي رقمه (‪ )6557‬باسم‪ :‬سالم بوبكر‪.‬‬
‫ألعدائهم‪.‬‬ ‫توقيعات عن‪:‬‬
‫اذه �ب��وا حل�ف��ل واش �ن �ط��ن‪ ،‬وأك �ث��روا من‬ ‫احتاد العمال‪ -‬الهالل األحمر ‪ -‬اجلمعية الدينية للمسجد العتيق في تغزوت‬
‫االبتسام‪ ،‬وصافحوا «نتنياهو» وق ّبلوه ألنكم‬ ‫< دار العلوم سبيل السالم‪ ،‬كلية إسالمية لتدريس العلوم الشرعية واللغة العربية بسريالنكا‪،‬‬
‫ال متلكون غير ذلك‪ ..‬لكن تأكدوا أنه ال يوجد‬ ‫تطلب اشتراك ًا مجاني ًا‪ ،‬مبجلة «املجتمع» الغراء‪ ..‬وخاصة بعد أن اطلعنا على أحد أعدادها‬
‫داخل بلدانكم من سيبتسم لرؤيتكم في‬ ‫فوجدناها حتتوي على مواد قيمة تهم كل مسلم‪>.‬‬
‫هذا الوضع املخزي‪>.‬‬ ‫مدير كلية دار العلوم ‪ -‬سبيل السالم‬
‫زياد أبو شاويش‬ ‫‪Darul Uloom Sabeelus Salam - Arabic College‬‬
‫‪B - 3 paragahawele - Ukuwela /267‬‬

‫‪63‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫نأمل أن تأتينا اختياراتكم‬
‫موثقة بحيث ُيذكر املصدر‬
‫اختراعات ومخترعون‬ ‫الذي نُ ِقلت عنه‪ ،‬واسم‬
‫صاحبه‪.‬‬

‫مخترع ينجح في تصنيع أحجار‬ ‫املراســالت‬


‫تستخدم في تلميع الرخام‬ ‫العنوان البريدي ‪ :‬الكويت‬
‫ص‪.‬ب (‪ )4850‬الصفـاة‬
‫الرمـز البريدي (‪)13049‬‬
‫علـى اإلنترنـت‪:‬‬
‫جنح املخترع املصري إبراهيم عبدالله زكي‬ ‫‪www.magmj.com‬‬
‫وتستخدم تلك األحجار في صيانة وتلميع‬ ‫في تصنيع أحجار تستخدم في مجال تلميع‬ ‫بريد التحرير اإللكتروني‪:‬‬
‫‪info@almujtamaa.com‬‬
‫ال��رخ��ام واجل��ران�ي��ت بكافة أن��واع��ه وأشكاله‪،‬‬ ‫ال��رخ��ام‪ ،‬متتاز بالوصول بالرخام إل��ى درجة‬ ‫‪almujtamaa@hotmail.com‬‬
‫‪mujtamaa@gmail.com‬‬
‫وتلك املستخدمة ف��ي ال �ط��اوالت واألرضيات‬ ‫عالية من اللمعان والبريق قبل استخدام بودرة‬
‫ودرج السلم املصنع من الرخام واجلرانيت‪.‬‬ ‫التلميع أو امللح‪.‬‬
‫وتسد احتياجات السوق املصري من أحجار‬ ‫األحجار اجلديدة وطبقاً للمخترع تضاهي‬ ‫سؤال وجواب‪..‬‬
‫التلميع العالية املستوى والتي تعطي ملعه للرخام‬ ‫في جودتها األحجار املصنعة في إيطاليا ودول‬
‫< من آخر من ماتت من زوجات النبي‬
‫قبل استخدام البودرة امللمعة كمرحلة أخيرة‪،‬‬ ‫االحتاد األوروبي‪ ،‬وميكن تقييم وقياس اللمعة‬
‫[؟‬
‫م��ؤك��داً أن��ه ق��ام بتجربة واس�ت�خ��دام األحجار‬ ‫باستخدام جهاز قياس اللمعة متوافر لدى‬
‫املخترع‪.‬‬ ‫عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي‬
‫اجلديدة في أحد املراكز التجارية الكبرى في‬
‫القاهرة‪.‬‬ ‫وصنع إبراهيم زكي أكثر من نوع من هذه‬ ‫الله عنهما‪.‬‬
‫اجل��دي��ر ب��ال��ذك��ر أن ال��رخ��ام ي�ت��م تلميعه‬ ‫األح�ج��ار منها «حجر تلميع رق��م ‪ 3/2‬حجر‬ ‫< من الذي رأى رؤيا األذان؟‬
‫بصقله أوالً‪ ،‬وذل��ك بإزالة ف��وارق االرتفاع بني‬ ‫تلميع رقم ‪ 4/3‬حجر تلميع رقم ‪ ،600‬حجر‬ ‫عبدالله بن زيد‪.‬‬
‫أل��واح الرخام‪ ،‬ثم التسوية‪ ،‬ثم إزال��ة اخلدوش‬ ‫تلميع رقم ‪ ،800‬حجر تلميع رقم ‪ ،1000‬وحجر‬ ‫< من هو «األواب البطل»؟‬
‫ومن ثم التنعيم‪ .‬وكلما كانت درجة النعومة أكبر‬ ‫تلميع رقم ‪ ،»1200‬ولم يكشف املخترع املكونات‬ ‫ل �ق��ب ع �ب��دال��رح �م��ن ب��ن أب ��ي بكر‬
‫ازداد ملعان الرخام فيما بعد‪>.‬‬ ‫اخلاصة باالختراع اجلديد‪.‬‬ ‫الصديق‪ ،‬وكان اسمه «عبد الكعبة»‬
‫فغ ّيره النبي [ إلى عبدالرحمن‪.‬‬

‫وقفة مع النفس‬ ‫< ما املعركة العظيمة التي وقعت في‬


‫زمن النبي [ وانتهت بانسحاب‬
‫اجليشني؟‬
‫وق��ل��ب متألم ح��زي��ن‪ :‬وه��و م��ن اجتهد‬ ‫قف وقفة مع نفسك‪ :‬هل فزت أم خسرت‬
‫خ�لال الشهر فأصاب أي��ام�اً وتكاسل أياماً‪،‬‬ ‫في رمضان املاضي؟‬ ‫«مؤتة»‪ ،‬وكانت بني املسلمني والروم‬
‫وعند ختام الشهر استشعر اخلسارة على ما‬ ‫ال يزال في العمر ‪ -‬واحلمد لله ‪ -‬بقية‪..‬‬ ‫ع��ام ‪8‬ه �ـ‪ ،‬وع��دد املسلمني ‪3000‬‬
‫فاته والندم على ما أضاع‪ ،‬فاجتهد قدر‬ ‫ق��د تكون بها رحمة م��ن ال��رح�م��ات إي��اك أن‬ ‫رجل‪ ،‬وعدد الروم ‪ 200‬ألف‪.‬‬
‫ِ‬
‫فليبك على‬ ‫م��ا اس�ت�ط��اع‪ ،‬ف�ه��ذا‬ ‫ت�ي��أس‪ ..‬ل��و بقيت دقيقة ففز بها‪..‬‬ ‫< كم مرة احتلت مدينة القدس عبر‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫إلي فأنا‬
‫ربك يناديك‪« :‬إن تابوا ّ‬ ‫التاريخ؟‬
‫وق��ل��ب ت��أث��ر وتغير‪:‬‬ ‫حبيبهم‪ ،‬وإن أعرضوا عني فأنا‬ ‫‪ 24‬مرة‪.‬‬
‫وهو من داوم على العبادة‬ ‫طبيبهم»‪.‬‬
‫وأحسن استغالل وقته ولم‬ ‫واآلن‪ ..‬وب� �ع ��د انتهاء‬
‫تلهه املشاغل ع��ن حسن‬ ‫رم �ض��ان‪ ،‬ه�ن��اك ث�لاث��ة أنواع‬
‫العبادة‪ ..‬فهو في اخلتام‬ ‫من القلوب‪:‬‬
‫من الفائزين وي��وم القيامة‬ ‫قلب ن��ائ��م‪ :‬وه��و م��ن فاته‬
‫إن شاء الله من الناجني‪ ،‬وهذا‬ ‫رم �ض��ان ول��م يكتنز م��ن خيراته‬
‫فلنبارك له‪..‬‬ ‫ونفحاته‪ ،‬وهو أيضاً ال يدري أنه قد‬
‫فأي القلوب قلبك؟>‬ ‫ِ‬
‫فلنبك عليه‪.‬‬ ‫خسر‪ ،‬وهذا‬

‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬ ‫‪64‬‬


‫صدق أو ال تصدق‬ ‫الحلم الخائن!‬
‫نهر من الخل‬
‫قد يوصف النيل بأنه نهر من العسل‬
‫أو من الشهد داللة على عذوبته وتبياناً‬
‫ملكانته في قلوب املصريني‪ ،‬ولكن يوجد‬
‫م �ق��اب��ل ذل� ��ك ن �ه��ر م ��ن اخل� ��ل ‪ -‬ال من‬
‫العسل ‪ -‬وال ن�ق��ول ذل��ك م �ج��ازاً ب��ل إنه‬
‫حقيقة واق �ع �ي��ة‪ ،‬وذل ��ك ال�ن�ه��ر (اخللّي)‬
‫ه��و نهر «ال��ري��و ف�ي�ن��اج��ري» ال��ذي يوجد‬
‫في كولومبيا‪ ،‬وهو جزء من النهر األكبر‬
‫املسمى نهر «كوكا»‪ ،‬وقد بلغ من ملوحة‬
‫الشاعر‪ :‬أحمد مطر‬
‫إغاظة الجيران‬ ‫ال �ن �ه��ر األول أن األس��م��اك ال تستطيع‬ ‫أنت الذي أجنبتنا؟‬ ‫للحاكم‪ :‬ه ْل َ‬ ‫ِ‬ ‫قلت‬ ‫ُ‬
‫ف��ي إح ��دى ض��واح��ي مدينة بوسطن‬ ‫املعيشة فيه‪ ،‬ومل��ا حللت مياهه كيميائياً‬ ‫لست أنا‬ ‫ُ‬ ‫قال‪ :‬ال‪..‬‬
‫األم��ري�ك�ي��ة رف��ع أح��د احمل�ل�ات التجارية‬ ‫وج��د أنها حتتوي على أح��د عشر جزءاً‬ ‫رك الل ُه إلهاً فوقنا؟‬ ‫قلت‪ :‬ه ْل ص َّي َ‬ ‫ُ‬
‫دع� ��وى ض ��د رب���ة ب �ي��ت تُ��دع ��ى «جاكلني‬ ‫من حامض الكبريتيك وعلى تسعة أجزاء‬ ‫قال‪ :‬حاشا ربنا‬
‫ف ��ورم ��ان»‪ ،‬وط��ال�ب��ت احمل�ك�م��ة باسترجاع‬ ‫م��ن ح��ام��ض ال�ه�ي��دروك�ل��وري��دري��ك ف��ي كل‬ ‫منك أ ْن حتكمنا؟‬ ‫قلت‪ :‬ه ْل نح ُن طلبنا َ‬ ‫ُ‬
‫جميع األج��ه��زة ال�ك�ه��رب��ائ�ي��ة ال �ت��ي كانت‬ ‫‪ 1000‬جزء من امل��اء‪ ،‬ويعزى السبب في‬ ‫قال‪ :‬كال‬
‫السيدة املذكورة قد اشترتها دون أن تسدد‬ ‫ملوحة هذا النهر إلى أنه يجري بالقرب‬ ‫أوطان‬
‫ٍ‬ ‫قلت‪ :‬ه ْل كانت لنا عشرة‬
‫ثمنها‪ ..‬اجلميل في األمر أن السيدة قد‬ ‫من بركان يسمى بركان «بوراسي»‪.‬‬ ‫وفيها وط ٌن ُمستعم ٌل زا َد ع ْن حاجتنا‬
‫اشترت ثالجة وغسالة ومكنسة ومجففاً‬ ‫لك هذا الوطن؟‬ ‫فوهبنا َ‬
‫للشعر وجهاز حتميص اخلبز وتلفزيوناً‬ ‫‪ 55‬عام ًا في الجبال‬ ‫أحسب هذا مُمكناً‬ ‫ُ‬ ‫قال‪ :‬لم يحدثْ ‪ ،‬وال‬
‫ملوناً وف��رش��اة أس �ن��ان‪ ،‬وك��ل ه��ذه اآلالت‬ ‫قلت‪ :‬هل أقرضتنا شيئاً‬ ‫ُ‬
‫ماذا تفعل لو أن أمك منعتك من الزواج‬
‫تعمل بالكهرباء‪ ،‬والغريب أنه لم يكن في‬ ‫مبن ترغب؟ العجوز «بانفيو» من سكان‬ ‫األرض بنا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تخسف‬ ‫على أن‬
‫منزلها وصلة كهرباء على غ��رار جيرانها‬ ‫آسيا الصغرى‪ ،‬جاء إلى اليونان وسكن بها‬ ‫إ ْن ل ْم نُسدد َدينَنَا؟‬
‫املوسرين‪..‬‬ ‫وأحب فتاة يونانية ورغب فى الزواج منها‪،‬‬ ‫قال‪ :‬كال‬
‫لست إلهاً أو أباً‬ ‫َ‬ ‫مادمت إذن‬ ‫َ‬ ‫قلت‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وك��ان��ت امل �ب��ررات ال�ت��ي ساقتها أمام‬ ‫ولكن أمه رفضت هذا الزواج‪ ،‬فما كان من‬
‫أو حاكماً ُمنتخباً‬
‫القاضي والتي دفعتها لشراء هذه األجهزة‬ ‫الشاب إال أن غ��ادر املدينة وسكن أعالي‬ ‫أو مالكاً أو دائناً‬
‫أنها أرادت أن تتباهى أمام جاراتها الالتي‬ ‫اجلبال وبقي هناك وحيداً حوالي خمسة‬
‫فلماذا ل ْم تَز ْل يا اب َن الكذا تركبنا؟‬
‫ي �ف��اخ��رن دائ��م��اً ب��األج �ه��زة امل ��وج ��ودة في‬ ‫وخمسني ع��ام �اً‪ ..‬وإذا أراد أح��د أقاربه‬ ‫وانتهى ا ُ‬
‫حلل ُم هنا‬
‫منازلهن الفخمة‪ ،‬األغرب أنه بعد صدور‬ ‫زي��ارت��ه ك��ان عليه ق�ض��اء س��اع�ت�ين سيراً‬
‫طرقات فو َق بابي‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫أيقظتني‬
‫احل�ك��م عليها بالغرامة وإع ��ادة األجهزة‬ ‫على األق ��دام ومتسلقاً اجل�ب��ال للوصول‬ ‫الباب لنا يا اب َن الـ‪...‬‬ ‫افتح‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫أقنعت زوجها بشراء آلة حالقة كهربائية‬ ‫إليه‪ .‬عاش الشاب الذي صار عجوزاً على‬ ‫الباب لنا‬ ‫افتح‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫حتى يتباهى بها أمام اجليران!>‬ ‫منتجات أربعني خروفاً كان ميتلكها‪.‬‬ ‫بيتك ُحلماً خائناً!‬ ‫إنَّ في َ‬

‫حاكم ينام طول مدة حكمه!‬


‫ك��ان��ت رئ��اس��ة اجل�م�ه��وري��ة ال ي�ص��ح أن تبقى‬ ‫سنة ‪1894‬م فوجب أن يخلفه الرئيس «زاشاري‬ ‫إن� ��ه ال��رئ �ي��س األم��ري��ك��ي «داف� �ي ��د ريس‬
‫شاغرة ول��و حلظة واح��دة فقد توالها رئيس‬ ‫تايلور» الذي انتخبته األمة رئيساً جديداً‪ ،‬ولكن‬ ‫أت�ش�ن�س��ون»‪ ،‬ول��م يكن ن��وم��ه ه��ذا ن��اش�ئ�اً عن‬
‫مجلس الشيوخ «دافيد ريس أتشنسون»‪ ،‬ولكن‬ ‫في ‪ 4‬مارس ‪1894‬م كان يوم األحد‪ ،‬وال يجوز‬ ‫إصابته مب��رض النوم وال مب��رض آخ��ر‪ ،‬ولكن‬
‫ليلة واحدة فقط‪ ،‬وهكذا صدق عليه أنه قضى‬ ‫أن يحتفل في يوم األحد بتوليه رئيساً جديداً‪،‬‬ ‫ألن الظروف قضت بذلك‪ ،‬وتفصيل األمر أن‬
‫مدة حكمه نائماً‪>.‬‬ ‫أجل حفلة تنصيبه إلى يوم اإلثنني‪ ،‬وملا‬‫ولذا ّ‬ ‫الرئيس «بولك» انتهت مدة رئاسته يوم ‪ 4‬مارس‬

‫‪65‬‬ ‫العدد ‪ 1919‬ـ ‪ 9‬شوال ‪1431‬هـ ـ ‪2010/9/18‬م‬


‫بقلم‪ :‬راشد الغنوشي ()‬

‫عن التحديات التي تواجه احلركة اإلسالمية (‪1‬من‪)2‬‬


‫يندرج حتت مفهوم احلركة اإلسالمية طيف واسع من اجلماعات والشخصيات وحتى الدول‪،‬‬
‫الذين يؤمنون باإلسالم عقيدة وشريعة شعائر وأخالق ًا‪ ،‬دين ًا ودولة‪ ،‬ويعملون بذلك في أنفسهم‬
‫وفي محيطهم اخلاص والعام؛ حتى يسود هذا التصور ويعلو باعتباره كلمة الله األخيرة ودينه‬
‫األمثل وصراطه املستقيم الهادي من اتبعه إلى السعادة في الدارين‪ ،‬أوجبه سبحانه على عباده‬
‫وه��داه��م بكل الرسل إليه وآخ��ره��م النبي العربي محمد رس��ول الله عليهم جميع ًا صلوات الله‬
‫وسالمه‪.‬‬
‫الهوة السحيقة القائمة في معظم بالد اإلسالم بني الدولة واألمة‪،‬‬ ‫فكل املنتسبني ل�ه��ذا التصور وال �ن��اذري��ن حياتهم ليسود في‬
‫ومبا يحقق أقدار ًا ومستويات من الوحدة ومن التمثيلية الشعبية‬ ‫أنفسهم ومحيطهم أف� ��راد ًا وج�م��اع��ات ج��زء مم��ا ي�ع��رف باحلركة‬
‫والتطبيق اإلسالمي باعتبار اإلسالم ووحدة أمته‪ ،‬أيديولوجية‬ ‫اإلسالمية‪ ،‬فما التحديات التي تواجه ه��ؤالء؟ كثيرة وال شك‪،‬‬
‫الدولة واألمة‪.‬‬ ‫يغيروا عامل ًا ال يسير في معظمه وفق هذا‬ ‫ألن أهدافهم جسام أن ّ‬
‫مشكلة األم��ة الكبرى واألول��ى اليوم أن الدولة ضد األم��ة كما‬ ‫التصور بني قوى معادية له عن علم أو جهل وبني أخرى ال مبالية‬
‫ذكر أحد املفكرين‪ ..‬غياب دولة األمة مبعنيني‪ :‬الدولة التي حتمل‬ ‫ب��ه‪ ،‬ق��وى ال يقتصر نفوذها على ب�لاد غير منتسبة لإلسالم‪ ،‬بل‬
‫فكرتها وال�ت��ي متثل إرادت �ه��ا‪ ،‬ف�لا ت�ك��ون قطرية وال علمانية وال‬ ‫جهال أو نفاق ًا فتشارك‬ ‫ً‬ ‫يتعداها إلى معظم البالد التي تنتسب إليه‬
‫ً‬
‫بدال أن تخدمه‪.‬‬ ‫منافقة باإلسالم تستخدمه‬ ‫في الكيد له ولدعاته‪ ،‬وهو ما جعل اإلسالم يعيش نوع ًا من ُ‬
‫اليتْ م‬
‫يقف في طريق هذا الهدف الكبير ميزان قوة دولي متغلب‪ ،‬بعد‬ ‫والغربة بعد انهيار الكيان السياسي العقدي اجلامع لألمة والناطق‬
‫أن جنح في هدم آخر كيان متثيلي لألمة يقف حارس ًا بأساطيله‬ ‫باسمها الذاب عنها يستمد من ذلك شرعيته‪.‬‬
‫الضخمة للحيلولة دون ق�ي��ام ه��ذا الكيان م �ج��دداً‪ ،‬واألم ��ة منذ‬ ‫لقد جنح أعداء اإلسالم في اإلطاحة بذلك الكيان‪ ،‬فتشظى‬
‫قرنني وهي تصارعه وتقاومه وال تستسلم له رغم ميل ميزان القوة‬ ‫االج� �ت� �م ��اع اإلس�ل�ام���ي ومت � ��زق ش ��ر مم � ��زق‪ ،‬ف �ت��م اخ� �ت���راق األم ��ة‬
‫املادية لصاحله‪ ،‬ولكن بقوة معنوية تعززها قوى مادية بسيطة‬ ‫اإلس�لام �ي��ة ع�ل��ى ك��ل امل�س�ت��وي��ات وخ �ص��وص � ًا ف��ي م�س�ت��وى النخبة‬
‫أمكن لألمة أن تطرد م��ن أرض�ه��ا جحافل ال�ع��دو املدججة بأعتى‬ ‫التي أمكن ألعداء اإلسالم تنشئتها على أيديهم ومكّ نوها ‪ -‬على‬
‫األسلحة وشبابها املجاهد يطارد بقاياه‪ ،‬ولن يلبث حتى يدحرها‬ ‫قلتها بالقياس لعامة اجلماهير املؤمنة ‪ -‬من مفاصل ومراكز القوة‬
‫بإذن الله‪.‬‬ ‫والنفوذ في عالم اإلس�ل�ام‪ ،‬فهي في واد واجلماهير في واد آخر‪،‬‬
‫فاحلرب قبل كل شيء صراع إيرادات واستعدادات للتضحيات‪،‬‬ ‫وه��ذا ه��و التحدي األول‪ :‬إن�ت��اج نخبة إسالمية على ك��ل صعيد‪،‬‬
‫وإي��رادات األم��ة واستعداداتها للبذل في تصاعد وعلى الضد من‬ ‫نخبة مؤمنة باإلسالم عقيدة وشريعة ناذرة نفسها لرسالته فكر ًا‬
‫ذلك معنويات العدو‪.‬‬ ‫وعمال‪ ،‬مبا يكفل استعادة اإلجماع الغائب في األمة في مجتمعات‬ ‫ً‬
‫ومن التحديات الفكرية الداخلية مذاهب التشدد في بعض‬ ‫اإلسالم بني النخبة واجلماهير‪ ،‬فتكون القيادة في كل املستويات‬
‫أوساط احلركة اإلسالمية بأثر رد الفعل‪ ،‬تنشر التكفير والضيق‬ ‫من األمة حتمل تصوراتها وهمومها‪ ،‬فتطيعها عن وعي وحب ألنها‬
‫ب��اخل�ل�اف وال��ت��ع��دد‪ ،‬وم ��ا ي�ن�ت��ج ع��ن ذل ��ك م��ن مت��زي��ق لالجتماع‬ ‫تطيع نفسها‪ ،‬تطيع خالقها الذي أمرها أن تطيع قيادة منها‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وحرب أهلية بني املذاهب‪ ،‬سنة وشيعة‪ ،‬صوفية وسلفية‪،‬‬ ‫پر ٍسولّ ّ‪ٍ $‬أ ًولٌي ا ّأل ًم ٌر‬ ‫{ ّيا ّأ ٍَي ّها َّپذٌ ّ‬
‫ين ّآم ٍنوا ّأطٌ ٍيعوا پ َّل ّه ّ‪ّ $‬أطٌ ٍيعوا َّ‬
‫مبا ال تبقى معه فضل طاقة حملاربة العدو‪ ،‬ولطاملا حذرنا رسول‬ ‫ٌنك ًم}(النساء‪ ،)59:‬وهي اليوم ليست منا بل علينا‪.‬‬ ‫م ٍ‬
‫الله [ من تكفير املسلم وقتاله‪.‬‬ ‫إن من أكبر التحديات أمام احلركة اإلسالمية إنتاج‬
‫ومذاهب التشدد منذ اخلوارج ما كان لها قتال معتبر وإثخان‬ ‫نخبة إسالمية واسعة تغطي كل امل�ج��االت على أساس‬
‫إال في املسلمني‪.‬‬ ‫التصور امل��ذك��ور؛ حاملة لرسالة اإلس�لام في بسط ه��ذا الوعي‬
‫ومع أن التشدد صوته عال بفعل نفخ أبواق العدو فيه‪ ،‬يبقى‬ ‫برسالته وتعبئة أوسع قطاعات األمة وتوحيد صفوفها وراء الهدف‬
‫أقلية وس��ط التيار اإلس�لام��ي ال��واس��ع املعبر عن عموم األم��ة بكل‬ ‫األعظم‪ :‬حتكيم شريعة اإلس�لام في بالد اإلس�لام مبا يكفل ردم‬
‫مذاهبها‪>.‬‬
‫() رئيس حركة النهضة التونسية‬

You might also like