You are on page 1of 48

‫ي‬‫و‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫د‬‫ا‬ ‫ص‬‫ر‬ ‫أل‬

‫ة‬ ‫ا‬
‫مجلة علمية ربع سنوية‬
‫رئيس التحرير‬ ‫رئيس مجلس اإلدارة‬
‫د‪ .‬أشرف صابر زكي عبداملوجود‬ ‫لواء جوي‪ /‬هشام حسن طاحون‬
‫اإلشراف العلمي‬
‫نواب رئيس التحرير‬
‫ا‪.‬محمد توفيق عبدالفتاح عبدالدامي‬
‫غادة محمـ ــد زكى أحم ـ ــد‬ ‫د‪.‬محم ـ ــد حس ـ ــني قرنى رشـ ــوان‬
‫محمد الهادي قرني حسان‬ ‫د‪ .‬عبداهلل عبدالرحمن عبداهلل‬
‫محمد صالح محمد عــكة‬ ‫د‪ .‬كمـ ــال فهمي محمـ ــد محمـ ــود‬
‫مدير التحرير‬ ‫د‪ .‬امـ ـ ـ ـ ــير سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامى محم ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫محمد عادل عبدالعظيم شاهني‬ ‫د‪ .‬زينـ ـ ـ ـ ــب ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالح محمـ ـ ــود‬
‫سكرتارية التحرير‬ ‫اإلشراف املالي واإلداري‬
‫عقيد‪ .‬أحمد محمد مصطفى موسى‬
‫أحمد محمود محمد عباسي‬ ‫االخراج الفني‬
‫أحمد عيد إمبابي السيد‬ ‫عيد أحمد محمود‬

‫د‬ ‫ع‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫و‬‫م حت‬


‫‪2‬‬
‫د‬ ‫ ‬ ‫●●كلمة العدد‬
‫‪5‬‬ ‫●●مصر تتصدر العالم ‬
‫‪12‬‬ ‫●●الشوارع السحابية فى صور األقمار الصناعية ‬
‫‪22‬‬ ‫●●خدمات األرصاد اجلوية وأهميتها ‬
‫‪30‬‬ ‫●●الفعاليات اخلاصة بالهيئة العامة لألرصاد اجلوية ‬
‫‪37‬‬ ‫●●غازات الدفينة ودروها فى التغيرات املناخية ‬
‫‪40‬‬ ‫●●ماذا تعرف عن النشاط الشمسى ‬

‫الهيئــــةالعامــــةلألرصــــاداجلــــويةـشاخلليفـــــةاملأمـــــونـكوبــــرىالقبـــــةـالقاهــــــرةص‪.‬ب‪11784.‬‬
‫ ‪E-mail: ema.support@ema.gov.eg‬‬ ‫‪http://nwp.gov.eg‬‬
‫اإلدارة العامة ملركز املعلومات ت‪ 26833653 :‬فاكس‪issn 1110 - 5666 - 24646715 :‬‬
‫المراسالت‬
‫عنوان املجلة على بنك املعرفة ‪https://arsad.journals.ekb.eg‬‬
‫كلمة العدد‬
‫لواء جوى‪ /‬هشام حسن طاحون‬
‫رئيس مجلس اإلدارة‬
‫‪-‬‬

‫الهيئة العامة لالرصاد الجوية بتاريخها الطويل‬


‫الهيئة العامة لالرصاد الجوية بتاريخها الطويل ومواكبتها الحدث التقنيات العالمية فى مجال‬
‫الرصد والتنبؤ والدراس��ات المناخيه ودوره��ا المحورى فى االنذار المبكر لنوبات الطقس الحادة‬
‫والتغيرات المناخية السلبية وبالتالى التخفيف من االثار السلبيه من خالل االنذار المبكر ومن ثم‬
‫العمل المبكر شاركت على مدار أيام انعقاد مؤتمر االطراف (‪ )COP27‬في كافة فعاليات الجناح‬
‫العلمي الخاص بالمنظمة العالمية لألرصاد الجوية (‪ - )WMO‬والهيئة الحكومية الدولية المعنية‬
‫بتغير المناخ (‪ - )IPCC‬معهد ميليمويو لبحوث النظام البيئي (‪ )MERI‬بالمنطقة الزرقاء (‪Blue‬‬
‫‪)Zone‬وكذلك الجناح المصرى‬
‫بنُ ظم اإلنذار المبكر ضد ظواهر الطقس المتطرفة‬ ‫تشرفت بالمشاركه فى اجتماع المائدة المستديرة‬
‫والخطيرة بشكل متزايد بما يعادل ‪ 50‬سنت ًا فقط‬ ‫الرفيع المستوى إلص��دار خطة عمل اإلن��ذار المبكر‬
‫للشخص الواحد سنوي ًا على مدى السنوات الخمس‬ ‫للجميع ف��ى حضور االم��ي��ن ال��ع��ام لالمم المتحده‬
‫المقبلة‪ .‬وتدعو خطة العمل التنفيذية لمبادرة‬ ‫ومنوب عن معالى وزي��ر الخارجيه المصرى ورؤس��اء‬
‫اإلن��ذار المبكر للجميع إلى حشد استثمارات أولية‬ ‫تغير‬
‫حكومات ووزراء ورؤساء إطار األمم المتحدة بشأن ّ‬
‫عامي ‪ 2023‬و‪ 2027‬بقيمة ‪ 3.1‬مليار‬ ‫جديدة فيما بين َ‬ ‫التكيف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المناخ‪ ،‬والصندوق األخضر للمناخ‪ ،‬وصندوق‬
‫دوالر أمريكي علم ًا ب��أن الفوائد المحققة ستكون‬ ‫وصناديق االستثمار في المناخ‪ ،‬والبنك اإلسالمي‬
‫أضعاف تلك التكلفة األول��ي��ة‪ .‬وه��ي ال تعادل سوى‬ ‫للتنمية‪ ،‬وبرنامج األغذية العالمي‪ ،‬واالتحاد الدولي‬
‫جزء صغير (حوالي ‪ 6‬في المئة) من المبلغ المطلوب‬ ‫لجمعيات الصليب األحمر والهالل األحمر مشددين‬
‫لتمويل تدابير التكيف وهو ‪ 50‬مليار دوالر أمريكي‪.‬‬ ‫على الدعم السياسي الواسع النطاق للمبادرة‪.‬‬
‫وستغطي المعارف المتعلقة بمخاطر الكوارث ورصدها‬ ‫وفق ًا لخطة أعلنها األمين العام لألمم المتحدة‪،‬‬
‫والتنبؤ بها والتأهب لها واالستجابة لها‪ ،‬وتعميم‬ ‫أنطونيو غوتيريش خالل مؤتمر االطراف (‪)COP27‬‬
‫اإلن���ذارات المبكرة‪ .‬وق��د تولت المنظمة العالمية‬ ‫ان���ه يمكن تغطية ك��ل ش��خ��ص ع��ل��ى وج���ه األرض‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬ ‫‪2‬‬


‫إنفاق ‪ 800‬مليون دوالر فقط على مثل هذه النُ ظم في‬ ‫لألرصاد الجوية (‪ )WMO‬وشركاؤها إعداد الخطة‬
‫البلدان النامية من شأنه أن يتجنب خسائر تتراوح بين‬ ‫وقد أيد الخطة بيان مشترك وقعه ‪ 50‬بلداً‪.‬‬
‫‪ 3‬مليارات و‪ 16‬مليار دوالر سنوي ًا‪.‬‬ ‫وق���ال السيد غوتيريش إن “انبعاثات غ��ازات‬
‫وقال البروفيسور تاالس أيض ًا إنه “ال يمكن إحراز‬ ‫االح��ت��ب��اس ال��ح��راري ال��م��ت��زاي��دة باستمرار تؤجج‬
‫هذا التقدم إال عن طريق العلم الحديث‪ ،‬وشبكات‬ ‫الظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء الكوكب‪.‬‬
‫ال��رص��د المنهجية المستدامة‪ ،‬وال��ت��ب��ادل الدولي‬ ‫وتحدث خسائر‬ ‫وتزهق هذه الكوارث المتزايدة األرواح ُ‬
‫اليومي للبيانات العالية الجودة‪ ،‬والوصول إلى نواتج‬ ‫وأض���رار ًا بمئات المليارات من ال����دوالرات‪ .‬ويتشرد‬
‫اإلنذار المبكر العالية الجودة‪ ،‬وترجمة التنبؤات إلى‬ ‫بسبب الكوارث المناخية عدد من األشخاص يفوق‬
‫فضال عن التقدم في مجال االتصاالت السلكية‬ ‫ً‬ ‫آثار‪،‬‬ ‫من يتشردون بسبب الحرب بثالثة أضعاف‪ .‬ونصف‬
‫والالسلكية»‪.‬‬ ‫البشرية يعيش بالفعل في منطقة الخطر»‪.‬‬
‫وتشمل المكونات األساسية لتحقيق اإلنذار المبكر‬ ‫وأضاف أنه “يجب أن نستثمر في التكيف والقدرة‬
‫للجميع ما يلي‪ :‬تحقيق فهم أعمق للمخاطر عبر‬ ‫مناصفة‪ .‬ويشمل ذلك المعلومات التي‬ ‫ً‬ ‫على الصمود‬
‫جميع النطاقات الزمنية؛ وتعزيز خدمات األرص��اد‬ ‫تمكننا من التنبؤ بالعواصف وموجات الحر والفيضانات‬
‫الجوية والهيدرولوجيا‪ ،‬ووكاالت إدارة مخاطر الكوارث‪،‬‬ ‫وفترات الجفاف‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬دعوت إلى حماية‬
‫وتدابير التأهب ل��ح��االت ال��ط��وارئ على المستوى‬ ‫كل شخص على وج��ه األرض بنُ ظم اإلن���ذار المبكر‬
‫الوطني؛ وتوفر الدعم المالي والفني بسهولة؛ ووجود‬
‫في غضون خمس سنوات‪ ،‬مع إعطاء األولوية لدعم‬
‫قطاع إنساني استباقي‪ .‬ومن األهمية بمكان اتباع نهج‬
‫الفئات األكثر ضعف ًا»‪.‬وتحدد خطة العمل التنفيذية‬
‫يركز على الناس ويعطي األولوية لمشاركة المجتمع‬
‫خطوات عملية للمضي قدم ًا نحو تحقيق هذا الهدف‪.‬‬
‫المحلي‪.‬‬
‫ً‬
‫ملحة‪.‬‬ ‫وقد باتت الحاجة إلى تنفيذ هذه الخطة‬
‫وتحدد خطة العمل التنفيذية للفترة ‪2027-2023‬‬
‫المسجلة خمسة أضعاف‪ ،‬ويرجع‬ ‫َّ‬ ‫إذ زاد عدد الكوارث‬
‫طريقة الجمع بين هذه المكونات لتحقيق الهدف‬
‫المنشود‪ .‬وتلخص اإلج����راءات األول��ي��ة المطلوبة‬
‫تغير المناخ الناجم عن النشاط‬ ‫ذل��ك جزئي ًا إل��ى ّ‬
‫البشري وظواهر الطقس األكثر تطرف ًا‪ .‬ومن المتوقع‬
‫لتحقيق ذلك الهدف‪ ،‬وتحدد خطوات التنفيذ‪.‬‬
‫أن يستمر هذا التوجه‪.‬‬
‫وقد شاركت الهيئة العامة لألرصاد الجوية في عدة‬
‫إجتماعات هامة إلعداد تلك الخطة التنفيذية؛ كان‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن نصف بلدان العالم ليس لديها نُ ظم‬
‫من ابرزها إجتماع رفيع المستوى ب��وزارة الخارجية‬ ‫لإلنذار المبكر‪ ،‬وعدد ًا أقل من ذلك لديه أطر تنظيمية‬
‫بالقاهرة والذي تم عقده خالل الفترة من ‪ 5 – 4‬سبتمبر‬ ‫لربط اإلنذار المبكر بخطط الطوارئ‪ .‬والتغطية هي‬
‫‪ ،2022‬بمشاركة كل من األم��م المتحدة والمنظمة‬ ‫األسوأ في البلدان النامية وال سيما أقل البلدان نمو ًا‬
‫العالمية لألرصاد الجوية‪ ،‬وعدة جهات آخرى تابعة‬ ‫وال��دول الجزرية الصغيرة النامية على الرغم من أن‬
‫لألمم المتحدة‪ .‬والهيئه العامه ل�لارص��اد الجويه‬ ‫بتغير المناخ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تلك البلدان هي أول البلدان المتضررة‬
‫المصريه هى مركز االن��ذار المبكر بنوبات الطقس‬ ‫وينظر إلى نُ ظم اإلنذار المبكر على نطاق واسع على‬ ‫ُ‬
‫الحاده وتغير المناخ ودائمة التواصل عبر الوسائل‬ ‫تغير المناخ ألنها وسيلة‬ ‫ّ‬ ‫مع‬ ‫ف‬ ‫للتكي‬
‫ّ‬ ‫وسيلة‬ ‫أسهل‬ ‫أنها‬
‫المختلفه لتوصيل االنذارات الى كافة قطاعات الدوله‬ ‫فعالة ورخيصة نسبي ًا لحماية الناس واألص��ول من‬
‫فى توقيتات مناسبه ومبكره تحد من الخسائر الفادحه‬ ‫األخطار‪ ،‬بما في ذلك العواصف والفيضانات وموجات‬
‫الناجمه عن كوارث الطقس الحاد كالسيول والعواصف‬ ‫الحر وأمواج التسونامي على سبيل المثال ال الحصر‪.‬‬
‫الترابيه وموجات الطقس الساخنه والبارده وغيرها‬ ‫وق��ال األمين العام للمنظمة (‪ ،)WMO‬بيتيري‬
‫كما ترتبط بالمنظمه العالميه ل�لارص��اد الجويه‬ ‫ت��االس‪ ،‬إن “اإلن���ذارات المبكرة تنقذ األرواح وتوفر‬
‫الص��دار واستقبال التحذيرات واالن���ذارات الدوليه‬ ‫فوائد اقتصادية هائلة‪ .‬ويمكن إلصدار اإلنذارات قبل‬
‫والتقل دقة االن��ذارات التى تصدرها هيئة االرصاد‬ ‫‪ 24‬ساعة فقط من حدوث ظاهرة خطيرة وشيكة أن‬
‫الوطنيه عن مثيالتها فى الدول الكبرى والمتقدمة وال‬ ‫يقلل من األضرار الناجمة عن تلك الظاهرة بنسبة ‪30‬‬
‫تألو الدولة جهدا لالرتقاء بالبنيه التحتيه والفنيه‬ ‫في المئة»‪.‬‬
‫لمرفق االرصاد الوطنى‪.‬‬ ‫بالتكيف أن‬‫ّ‬ ‫ووج��دت اللجنة العالمية المعنية‬

‫‪3‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬ ‫‪4‬‬
‫فى إنتاج الهيدروجين األخضر‬ ‫مصـــر‬ ‫ول‬
‫اال‬
‫زء‬‫الج‬
‫للحفاظ على البيئة وللتكيف‬ ‫تتصدر‬
‫مع المناخ والحد من انبعاثات الكربون‬ ‫العالم‬
‫( رؤى علـــى طريــــق التنميــــة )‬

‫✍ بقلم‬
‫دكتور‪ /‬أشرف صابر زكي‬
‫رئيس االداره المركزيه للبحث العلمي والمناخ‬
‫الهيئه العامة لالرصاد الجوية‬

‫مقدمه‪:‬‬
‫ق��ال فخامة الرئيس‪ /‬عبد الفتاح السيس��ي إن الهيدروجين األخضر‪ ،‬يأتي كأحد أب��رز الحلول‪ ،‬على صعيد التوجه‬
‫نحو االقتصاد األخضر‪ ،‬خالل الس��نوات القادمة بما يمثله من فرصة حقيق��ة للتنمية االقتصادية‪ ،‬المتوافقة مع جهود‬
‫مواجهة تغير المناخ‪ ،‬ومع أهداف «اتفاق باريس»‪ ،‬مشيرا إلى أن الكثير من الدول‪،‬بدأت بالفعل‪ ،‬في اتخاذ خطوات‬
‫جادة في هذا االتجاه س��واء من خالل صياغة سياس��ات وطنية للهيدروجين أو من خالل وضع أهداف زمنية طموحه‬
‫لالنتقال التدريجي للهيدروجين األخضر كمصدر رئيسي للطاقة إما من خالل اإلنتاج المحلي‪ ،‬أو االستيراد من الخارج‬
‫أو كليهما‪.‬وأضاف إن مصر كانت‪ ،‬من أولى هذه الدول‪ ،‬التي أدركت مبك ًرا الفرص المتاحة في هذا المجال استنا ًدا إلى‬
‫إمكاناتها الهائلة في إنتاج الطاقة النظيفة والتي س��تمكنها من التحول إلى مركز عالمي‪ ،‬إلنتاج الهيدروجين األخضر‪،‬‬
‫عل��ى المديين المتوس��ط والبعيد‪.‬وتابع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيس��ي ‪ :‬إنه في إط��ار الترجمة العملية لذلك‪،‬‬
‫وكمثال حي على مبدأ «التنفيذ»‪ ،‬الذي نجتمع اليوم تحت مظلته أقوم اليوم مع رئيس وزراء النرويج‪ ،‬بإطالق المرحلة‬
‫األولى‪ ،‬لمش��روع إنشاء محطة إلنتاج الهيدروجين األخضر‪ ،‬بقدرة «‪ »١٠٠‬ميجاوات‪ ،‬في «العين السخنة» والذي يعد‬
‫نموذ ًجا عمل ًيا‪ ،‬للشراكة االستثمارية المحفزة للتنمية االقتصادية المستدامة والتي ترتكز‪ ،‬إلى جانب دور الحكومات‪،‬‬
‫على القطاع الخاص الوطني واألجنبي للعمل يدً ا بيد في هذا القطاع المثمر وس��تتاح لنا الفرصة اليوم‪ ،‬للتعرف على‬
‫كافة جوانب هذا المشروع من الشركات المنفذة له‪ ،‬والتي تشارك معنا في هذا الحوار»‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫ال��ه��ي��دروج��ي��ن س��ن��وي��ا‪ ،‬معظمه‬ ‫ستعلن قريبا ع��ن مشاريع تتعلق‬ ‫تاريخ اكتشاف الهيدروجين‬
‫باستخدام الغاز والفحم األحفوري‬ ‫بالهيدروجين األخضر كجزء من‬
‫ي���ش���رح خ��ب��ي��ر ال��ه��ي��دروج��ي��ن‬
‫اللذين يمثالن معا ‪ %95‬من اإلنتاج‬ ‫مبادرة وطنية‪ ،‬كما تهدف إلى دمجه‬
‫والصناعات الغازية ل��دى منظمة‬
‫ال��ع��ال��م��ي‪ ،‬وف���ق ت��ق��ري��ر إم����دادات‬ ‫ف��ي إستراتيجية ال��ط��اق��ة ‪.2035‬‬
‫األقطار العربية المصدرة للبترول‬
‫الهيدروجين العالمي لعام ‪2021‬‬ ‫ومع مثل هذه الطموحات الكبيرة‪،‬‬
‫«أواب��ك»‪ ،‬وائل حامد عبدالمعطي‪،‬‬
‫الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة‬ ‫سنلقي نظرة اليوم على الهيدروجين‬
‫ك��ي��ف��ي��ة إن����ت����اج ال���ه���ي���دروج���ي���ن‬
‫المتجددة‪ .‬وف��ي ع��ام ‪ ،2020‬جرى‬ ‫األخ��ض��ر وم��ا يمثله لخطط مصر‬
‫واستخداماته‪ ،‬وذلك خالل مشاركته‬
‫اس��ت��خ��دام أك��ث��ر م��ن ‪ %60‬م��ن سوق‬ ‫الحالية‪.‬‬
‫م��ؤخ��را ف��ي برنامـــــج «أن��س��ي��ات‬ ‫ً‬
‫الهيدروجين العالمية البالغة ‪150‬‬
‫مليار دوالر في عملية إنتاج األمونيا‪،‬‬
‫الهيدروجين كمصدر للطاقة‪:‬‬ ‫ال��ط��اق��ة» ف��ي م��وق��ع تويتر‪ ،‬ضيفً ا‬
‫ع��ن��د اح���ت���راق ال��ه��ي��دروج��ي��ن‬ ‫على مستشار تحرير منصة الطاقة‬
‫تلتها عملية تكرير النفط وإنتاج‬
‫باألكسجين داخ���ل خلية وق���ود‪،‬‬ ‫المتخصصة الدكتور أنس الحجي‬
‫الميثانول‪ ،‬طبقا لصحيفة فايننشال‬
‫فإنه ينتج طاقة صفرية الكربون‪،‬‬ ‫تعد معرفة‬ ‫‪.‬وبحسب خبير أوابك‪ ،‬ال ّ‬
‫تايمز‪ .‬وقد وجدت عدة استخدامات‬
‫مما ينتج عنه حرق صديق للبيئة‪.‬‬ ‫اإلنسان بغاز الهيدروجين حديثة‪،‬‬
‫تجارية بالفعل للهيدروجين كمصدر‬
‫ويمكن استخالص الهيدروجين من‬ ‫إذ اكتشفه العالم البريطاني الشهير‬
‫للوقود‪ ،‬بما ف��ي ذل��ك ف��ي سيارات‬
‫الوقود األحفوري والكتلة الحيوية‪،‬‬ ‫عاما‪ ،‬عندما وضع‬ ‫“بويل” قبل ‪ً 350‬‬
‫الركوب والحافالت وحتى المكوكات‬
‫أو المياه‪ ،‬أو من مزيج من االثنين‬ ‫قطعة من المعدن في حمض‪ ،‬وحدث‬
‫الفضائية‪ .‬ومن المتوقع أنه وبحلول‬
‫معا‪ .‬ويعد المصدر األساسي إلنتاج‬ ‫غازية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تفاعل‪ ،‬نتجت عنه فقاعات‬
‫عام ‪ 2050‬ستصل قيمة تلك السوق‬
‫ال��ه��ي��دروج��ي��ن ف��ي ال��وق��ت الحالي‬ ‫قد تشتعل إذا وجد مصدر اشتعال‪،‬‬
‫إل��ى ‪ 600‬مليار دوالر‪ ،‬وستستخدم‬
‫هو الغاز الطبيعي‪ .‬وعلى الصعيد‬ ‫ولكنه لم يتوصل لطبيعة هذا الغاز‪،‬‬
‫بشكل رئيسي في قطاعات الطاقة‬
‫العالمي‪ ،‬ينتج ‪ %6‬من الغاز الطبيعي‬ ‫وال استخداماته وأهميته‪.‬‬
‫وال��ص��ن��اع��ة وال��ن��ق��ل وال��ك��ي��م��ي��اء‬
‫واإلنشاءات بحسب الصحيفة‪.‬‬ ‫العالمي نحو ‪ ،%75‬أو ‪ 70‬مليون طن‬ ‫الهيدروجين‬
‫ي��ن��ت��ج ال��ه��ي��دروج��ي��ن األخ��ض��ر‬ ‫م��ن إن��ت��اج ال��ه��ي��دروج��ي��ن السنوي‪،‬‬
‫بعد ‪ 100‬عام‪ ،‬جاء عالم بريطاني‬
‫عند القيام بفصل المياه عن طريق‬ ‫وفقا لوكالة الطاقة الدولية‪ .‬ويأتي‬
‫آخ��ر‪ ،‬أج��رى التفاعل نفسه‪ ،‬وجمع‬
‫التحليل الكهربائي‪ ،‬والذي يستلزم‬ ‫الفحم بعد الغاز الطبيعي‪ ،‬وذلك‬
‫الفقاعات الغازية الستخدامها في‬
‫تمرير تيار كهربائي خاللها‪ .‬وبذلك‬ ‫نظرا الستخدامه بكثرة في الصين‪،‬‬
‫االشتعال‪ ،‬فوجد أن هذا االشتعال‬
‫تنفصل ال��م��ي��اه إل���ى هيدروجين‬ ‫كما ينتج جزء صغير من استخدام‬
‫ينتج عنه تكثيف بخار الماء‪ ،‬فأطلق‬
‫وأكسجين‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬يمكن‬ ‫النفط والكهرباء‪.‬‬
‫عليه وقتها «هيدروجين»‪ ،‬وهو لفظ‬
‫استخراج الهيدروجين من المياه‪،‬‬ ‫لماذا نفضل الهيدروجين بشكل عام ؟‬ ‫م��ن ش��قّ ��ي��ن‪« ،‬ه��ي��درو» وه��ي تشير‬
‫كما ينطلق األكسجين في الهواء‪.‬‬ ‫يحتوي الهيدروجين على ما‬ ‫لالشتعال‪ ،‬و»جين» وهي بخار الماء‪.‬‬
‫الذي يجعل الهيدروجين أخضر‬ ‫ي��ق��رب م��ن ث�لاث��ة أض��ع��اف الطاقة‬ ‫الهيدروجين األخضر وخطط مصر‬
‫هو عندما يجري توليد الكهرباء‬ ‫التي يحتويها الوقود األحفوري‪،‬‬ ‫لالستفادة منه‪ :‬يبدو أن الهيدروجين‬
‫المستخدمة لفصل المياه من مصادر‬ ‫مما يجعله أكثر كفاءة‪ ،‬وفقا لمقالة‬ ‫األخضر هو الموضوع األب��رز اآلن‬
‫الطاقة المتجددة‪ .‬وق��ال��ت وكالة‬ ‫نشرتها كلية كولومبيا للمناخ‪.‬‬ ‫ع��ل��ى س��اح��ة االق��ت��ص��اد األخ��ض��ر‬
‫الطاقة الدولية إن��ه “في حين أن‬ ‫ويمكنك أي��ض��ا اع��ت��ب��اره مضاعف‬ ‫العالمي‪ ،‬حيث أعلنت العديد من‬
‫أقل من ‪ %0.1‬من إنتاج الهيدروجين‬ ‫للكهرباء – فمع بعض الماء وقليل‬ ‫ال��دول حول العالم بما فيها الدول‬
‫ال��ع��ال��م��ي المخصص ح��ال��ي��ا يأتي‬ ‫من الكهرباء‪ ،‬يمكنك توليد المزيد‬ ‫المتقدمة مثل أستراليا وفرنسا‪،‬‬
‫م��ن التحليل ال��ك��ه��رب��ائ��ي ل��ل��م��اء‪،‬‬ ‫من الكهرباء أو الحرارة‪ .‬كما أنه متاح‬ ‫وأيضا األس��واق الناشئة مثل الهند‬
‫وم��ع ان��خ��ف��اض تكاليف الكهرباء‬ ‫على نطاق واسع‪.‬‬ ‫والبرازيل‪ ،‬عن مبادرات للهيدروجين‬
‫ال��م��ت��ج��ددة‪ ،‬ال سيما م��ن الطاقة‬ ‫وعلى الصعيد العالمي‪ ،‬يجري‬ ‫األخ��ض��ر‪ .‬وق��د انضمت مصر أيضا‬
‫الشمسية وط��اق��ة ال��ري��اح‪ ،‬هناك‬ ‫إن��ت��اج ن��ح��و ‪ 120‬م��ل��ي��ون ط��ن من‬ ‫لتلك األسواق‪ ،‬وقالت الحكومة إنها‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬ ‫‪6‬‬


‫الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫اهتمام متزايد بالهيدروجين الناتج‬
‫الجديدة والمتجددة‪ ،‬إنه «كلما زاد‬ ‫وفقا لتصريحات سابقة لوزارة‬ ‫عن استخدام التحليل الكهربائي‬
‫الطلب على الهيدروجين األخضر‪،‬‬ ‫الكهرباء‪ .‬ومن المتوقع إلى حد كبير‬ ‫ل��ل��م��ي��اه»‪ .‬وع��ل��ى ال��ج��ان��ب اآلخ���ر‪،‬‬
‫سيزداد الطلب على مصادر الطاقة‬ ‫أن يكون لصندوق مصر السيادي‪،‬‬ ‫ف��إن الطرق التقليدية الستخراج‬
‫المتجددة‪ ،‬نظرا ألن الهيدروجين‬ ‫ال����ذي تتمثل مهمته ف��ي تعزيز‬ ‫الهيدروجين تتسبب في انبعاث ثاني‬
‫األخضر يعتمد فقط على مصادر‬ ‫االستثمار في العديد من القطاعات‬ ‫أكسيد الكربون‪.‬‬
‫الطاقة المتجددة «‬ ‫ذات األولوية من خالل الشراكة مع‬
‫ف��ي الوقت الحالي‪ ،‬م��ا زال هناك‬ ‫ما هي خطة مصر للهيدروجين‬
‫مستثمري القطاع الخاص وإشراكهم‬
‫دراس��ات ت��درس م��دى ج��دوى ب��دء‬ ‫األخضر حتى اآلن‪:‬‬
‫في حصص واألغلبية دورا في دراسة‬
‫الصناع��ة وال ت��زال مص��ر بعي��دة‬
‫العديد من مشروعات الهيدروجين‬ ‫وج���ه ف��خ��ام��ة ال��رئ��ي��س‪/‬ع��ب��د‬
‫ع��ن المس��تويات التجاري��ة عندم��ا‬
‫الخضراء ‪.‬‬ ‫الفتاح السيسي في يوليو الماضي‬
‫يتعل��ق األم��ر بإنت��اج الهيدروجي��ن‬
‫بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة‬
‫األخض��ر‪ ،‬ولك��ن هن��اك العدي��د من‬ ‫ما الذي تأمله الحكومة من دخول‬ ‫إلن��ت��اج الهيدروجين األخ��ض��ر في‬
‫المقترحات م��ن القطاع الخاص‪ ،‬كما‬
‫هذا القطاع؟‬ ‫مصر‪ ،‬وتتطلع الحكومة إلى إطالق‬
‫يخبرنا الخياط‪ .‬وتابع “جرى توقيع‬
‫خطاب��ات النواي��ا‪ ،‬ولك��ن ل��م تح��دد‬ ‫قال وزير الكهرباء المصري في‬ ‫مرحلة أولية من المشاريع التي قد‬
‫مبالغ واضحة لالستثمار المستهدف‪.‬‬ ‫وق��ت سابق إن��ه ي��رى الهيدروجين‬ ‫تصل قيمتها إلى ‪ 4-3‬مليارات دوالر ‪.‬‬
‫الهيدروجي��ن األخض��ر عب��ارة ع��ن‬ ‫األخ��ض��ر وسيلة لتعزيز مساهمة‬ ‫تحتل مشروعات الهيدروجين‬
‫مش��اريع طويلة األجل يبل��غ عمرها‬ ‫الطاقة الخضراء في مزيج الطاقة‬ ‫مهما في‬‫ًّ‬ ‫األزرق واألخ��ض��ر م��رك��زً ا‬
‫التش��غيلي نح��و ‪ 25‬عام��ا‪ ،‬لذل��ك‬ ‫في مصر‪ .‬ويقول محمد الخياط‪،‬‬ ‫اس��ت��ث��م��ارات م��دي��ن��ة «ن���ي���وم» في‬
‫يحت��اج المس��تثمرون إل��ى أن يكونوا‬
‫قادرين عل��ى إجراء دراس��ات جدوى‬
‫واف��رة وواقعية م��ن حي��ث التكلفة»‪.‬‬
‫تعاون بين الحكومة والقطاع الخاص‪:‬‬
‫وقع ع��دد م��ن الالعبين ف��ي القطاع‬
‫الخ��اص بالفعل للعمل م��ع الحكومة‬
‫في دراس��ات الجدوى‪ .‬وتدرس شركة‬
‫س��يمنز مش��روعا تجريبي��ا إلنت��اج‬
‫الهيدروجين األخضر في مصر‪ ،‬بينما‬
‫تق��وم إيني بإع��داد دراس��ات جدوى‬

‫‪7‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫ح��ول إنت��اج الهيدروجي��ن‬
‫–‬ ‫واألزرق‬ ‫األخض��ر‬
‫الهيدروجي��ن األزرق ينت��ج‬
‫م��ن الهيدروكربون��ات حيث‬
‫تحتج��ز نفاي��ات الكربون”‪.‬‬
‫وس��تعمل مجموع��ة ديم��ي‬
‫البلجيكي��ة م��ع مص��ر على‬
‫توليد الهيدروجين األخضر‬
‫بموج��ب مذك��رة تفاهم مع‬
‫وزارت��ي النف��ط والكهرب��اء‬
‫المصري��ة‪.‬‬ ‫والبحري��ة‬
‫وناقش��ت ش��ركة هيون��داي‬
‫‪ 4‬جيغاواط من المورد الحيوي‪.‬وكان‬ ‫استثمارية مستقرة وجذابة‪ ،‬تتحمل‬ ‫روتي��م الكوري��ة الجنوبي��ة‬
‫ائتالف الشركات الذي تقوده “مصدر”‬ ‫الحكوم��ة مس��ؤوليتها‪ ،‬وف��ق ما ذكره‬ ‫وش��ركة الطاق��ة اإليطالي��ة س��نام‬
‫ق��د وق��ع مذكرتي تفاهم‪ ،‬ف��ي شهر‬ ‫الخياط‪.‬‬ ‫األم��ر م��ع المس��ؤولين الحكوميين‪.‬‬
‫أبريل الماضي‪ ،‬مع الجهات المصرية‬ ‫تتع��اون بعض الش��ركات المحلية في‬
‫المعنية للتعاون في تطوير محطتين‬ ‫مصر تقود ائتالفاً لتنفيذ برنامج‬ ‫مج��ال الطاق��ة م��ع أخ��رى أجنبي��ة‬
‫إلنتاج الهيدروجين األخضر‪ ،‬واحدة‬ ‫الهيدروجين األخضر ‪:‬‬ ‫في ه��ذا الصدد‪ :‬بما في ذلك ش��ركة‬
‫ف��ي المنطقة االق��ت��ص��ادي��ة لقناة‬ ‫طاق��ة ب��اور‪ ،‬التابع��ة لش��ركة طاقة‬
‫أعلنت ش��رك��ة أب��وظ��ب��ي لطاقة‬
‫السويس‪ ،‬وأخرى على ساحل البحر‬ ‫عربي��ة‪ ،‬الت��ي وقع��ت مذك��رة تفاهم‬
‫ال��م��س��ت��ق��ب��ل «م����ص����در»‪ ،‬وائ��ت�لاف‬
‫األبيض المتوسط‪.‬ويسعى االئتالف‬ ‫مع ش��ركة مان سوليوش��نز األلمانية‬
‫شركائها «إنفنيتي ب��اور القابضة»‪،‬‬
‫إلنتاج ما يصل إلى ‪ 480‬ألف طن من‬ ‫إلط�لاق مش��روع تجريب��ي إلنت��اج‬
‫وشركة «حسن عالم للمرافق»‪ ،‬يوم‬ ‫الهيدروجي��ن األخضر ف��ي مصر‪ ،‬هل‬
‫الهيدروجين األخ��ض��ر س��ن��وي� ًا‪ ،‬من‬
‫األربعاء‪ ،‬عن توقيع اتفاقية إطارية‬ ‫هناك تش��ريعات محتملة في األفق؟‬
‫خ�لال محلالت كهربائية ب��ق��درة ‪4‬‬
‫جيغاواط بحلول عام ‪.2030‬‬ ‫مع جهات حكومية في مصر لتطوير‬ ‫بينما يدرس القطاع الخاص إمكانية‬
‫مشروع للهيدروجين األخضر‪.‬وتصل‬ ‫إط�لاق المش��اريع‪ ،‬تعم��ل الحكوم��ة‬
‫المشروع يسعى لتعزيز‬ ‫قدرة المشروع إلى ‪ 2‬جياواط ضمن‬ ‫على وضع اإلطار التنظيمي الصحيح‬
‫التنمية المستدامة‬ ‫المنطقة االقتصادية لقناة السويس‪،‬‬ ‫لجذب االس��تثمار‪ .‬ويتطل��ب أنظمة‬
‫وذلك كمرحلة أولى من برنامج إنتاج‬ ‫وتش��ريعات واضحة‪ ،‬فض�لا عن بيئة‬
‫وب����ح����س����ب «وام»‪،‬‬
‫فقد ق��ام بالتوقيع على‬
‫االتفاقية كل من محمد‬
‫عبدالقادر الرمحي‪ ،‬مدير‬
‫إدارة األص��ول والخدمات‬
‫التقنية وال��ه��ي��دروج��ي��ن‬
‫األخ���ض���ر ف���ي «م���ص���ر»‪،‬‬
‫وع���م���رو ع��ل�ام‪ ،‬ال��رئ��ي��س‬
‫التنفيذي لشركة «حسن‬
‫ع�لام القابضة»‪ ،‬ومحمد‬
‫م��ن��ص��ور‪ ،‬رئ��ي��س مجلس‬
‫إدارة شركة «إنفنتي باور»‪.‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬ ‫‪8‬‬


‫المحلالت الكهربائية ضمن المنطقة‬ ‫الهيدروجين األخضر» التي تعقد‬ ‫تعزيز التنمية المستدامة‬
‫االقتصادية لقناة السويس وعلى‬ ‫في إطار فعاليات «قمة المناخ ‪»27‬‬ ‫ت��م��اش��ي�� ًا م���ع رؤي�����ة ال��ق��ي��ادة‬
‫س��اح��ل البحر األب��ي��ض المتوسط‬ ‫‪ -‬أعلن من هنا‪ ،‬عن مبادرة جديدة‪،‬‬ ‫ب��ش��ان تعزيز م��ش��روع��ات التنمية‬
‫لتوفر طاقة إنتاجية قد تصل إلى‬ ‫عملت عليها مصر وبلجيكا‪ ،‬خالل‬ ‫المستدامة‪ ،‬ستسهم اتفاقية اليوم‬
‫‪ 4‬جيغاواط بحلول عام ‪ 2030‬إلنتاج‬ ‫األشهر الماضية بالتنسيق مع عدد‬ ‫في ترسيخ التعاون في مجال الطاقة‬
‫‪ 2.3‬مليون طن من األمونيا الخضراء‬ ‫من الشركاء حيث يسعدني اليوم‪،‬‬ ‫النظيفة بين دولة اإلمارات العربية‬
‫المعدة للتصدير إلى جانب تزويد‬ ‫االع�ل�ان ع��ن ال��م��ب��ادرة وبالشراكة‬ ‫المتحدة وجمهورية مصر العربية‬
‫الصناعات المحلية بالهيدورجين‬ ‫مـــــــع «ألكسندر دى ك��روو»‪ ،‬رئيس‬ ‫الشقيقة‪ ،‬كما تعكس التزامهما‬
‫األخضر‪.‬وتتمتع مصر بموارد وفيرة‬ ‫وزراء بلجيكا»‪.‬وأكد السيسي أن‬ ‫بتوفير ح��ل��ول م��ت��ط��ورة للطاقة‬
‫من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح‬ ‫مصطلح “الهيدروجين األخضر»‪ ،‬بات‬ ‫الخالية من االنبعاثات» لقد «أتاح‬
‫م��ن ش��أن��ه��ا ت��وف��ي��ر أرض��ي��ة مالئمة‬ ‫واستخداما‪ ،‬خالل‬
‫ً‬ ‫شيوعا‬
‫ً‬ ‫األكثر‬ ‫م��ؤت��م��ر ‪ COP27‬ف��رص��ة متميزة‬
‫لمشاريع الطاقة المتجددة بكلفة‬ ‫السنوات القليلة الماضية في سياق‬ ‫لتبادل الخبرات واألفكار‪،‬‬
‫ت��ن��اف��س��ي��ة‪ ،‬وه���ي ع��وام��ل تساهم‬ ‫الحديث عن التحول نحو الطاقة‬ ‫وب��ح��ث ع����دد م���ن ال���م���ب���ادرات‬
‫بشكل رئيسي في إنتاج الهيدروجين‬ ‫المتجددة‪ ،‬وتقليص االعتماد على‬ ‫ُ‬ ‫والمشاريع‪ ،‬وسنواصل تطوير هذه‬
‫األخضر‪.‬‬ ‫مصادر الطاقة التقليدية‪ .‬وأضاف إن‬ ‫الرؤى والبناء عليها خالل استضافة‬
‫ش���رك���اء ال��ت��ن��م��ي��ة األج���ان���ب‬ ‫مصر كانت‪ ،‬من أولى هذه الدول‪ ،‬التي‬ ‫دولة اإلمارات لمؤتمر‬
‫يدعمون هذا المسعى‪ :‬من المتوقع‬ ‫أدرك��ت مبكر ًا الفرص المتاحة في‬ ‫أع��ل��ن ال��رئ��ي��س ع��ب��د ال��ف��ت��اح‬
‫تمويل دراس��ة استراتيجية تطوير‬ ‫هذا المجال استناد ًا إلى إمكاناتها‬ ‫ال��س��ي��س��ي‪ ،‬ع���ن إط��ل��اق م���ب���ادرة‬
‫ال��ه��ي��دروج��ي��ن ف��ي مصر م��ن خالل‬ ‫الهائلة في إنتاج الطاقة النظيفة‬ ‫“المنتدى العالمي للهيدروجين‬
‫م��ن��ح��ة م���ن ال���وك���ال���ة ال��ف��رن��س��ي��ة‬ ‫والتي ستمكنها من التحول إلى مركز‬ ‫األخ��ض��ر» بالمشاركة م��ع بلجيكا‬
‫للتنمية‪ ،‬حسبما ص���رح السفير‬ ‫عالمي‪ ،‬إلنتاج الهيدروجين األخضر‪،‬‬ ‫‪ -‬وبالتنسيق مع عدد من الشركاء‪،‬‬
‫ال���ف���رن���س���ي س��ت��ي��ف��ان روم���ات���ي���ه‬ ‫على المديين المتوسط والبعيد‪.‬‬ ‫بهدف إنشاء منصة دائمة‪ ،‬للحوار‬
‫إلنتربرايز‪ .‬وأضاف روماتيه أن مصر‬ ‫واض���اف إننا نتطلع للمشاركة في‬ ‫بين ال��دول المنتجة والمستهلكة‬
‫ه��ي ال��دول��ة الوحيدة التي تتطلع‬ ‫العديد من المشروعات المماثلة في‬ ‫للهيدروجين وم��ع القطاع الخاص‬
‫فرنسا حاليا للتعاون الدولي معها‬ ‫المستقبل ووفقً ا لالتفاقية‪ ،‬سيدخل‬ ‫والمنظمات‪ ،‬ومؤسسات التمويل‬
‫ف��ي م��ج��ال ال��ه��ي��دروج��ي��ن‪ .‬ال��ه��دف‬ ‫االئ���ت�ل�اف ف���ي ات��ف��اق��ي��ة إط��اري��ة‬ ‫العاملة ف��ي ه��ذا ال��م��ج��ال‪ ،‬بغرض‬
‫ه��و م��س��اع��دة لجنة الهيدروجين‬ ‫ملزمة م��ع المنطقة االقتصادية‬ ‫تنسيق ال��س��ي��اس��ات واإلج�����راءات‪،‬‬
‫المصرية ف��ي تحديد المشاريع‬ ‫ل��ق��ن��اة ال��س��وي��س‪ ،‬وه��ي��ئ��ة الطاقة‬ ‫وخلق ممرات للتجارة واالستثمار في‬
‫ال��ت��ج��ري��ب��ي��ة‪ ،‬وت��ح��دي��د مساهمة‬ ‫ال��ج��دي��دة والمتجددة المصرية‪،‬‬ ‫الهيدروجين بما يساهم في اإلسراع‬
‫تكنولوجيا الهيدروجين األخضر في‬ ‫والشركة المصرية لنقل الكهرباء‪،‬‬ ‫م��ن وت��ي��رة االنتقال ال��ع��ادل‪ ،‬ال��ذي‬
‫استراتيجية الهيدروجين الشاملة‬ ‫وال��ص��ن��دوق ال��س��ي��ادي ال��م��ص��ري‪،‬‬ ‫جميعا‪.‬من خالل مصر مع‬ ‫ً‬ ‫نصبو إليه‬
‫للبالد وت��دري��ب ال��خ��ب��راء‪ ،‬بحسب‬ ‫حيث ت��ح��دد االت��ف��اق��ي��ة ال��ش��روط‬ ‫مصدر اإلماراتية وشركة حسن عالم‬
‫رئيس التنمية المستدامة والبنية‬ ‫واألحكام الرئيسية لبرنامج تطوير‬ ‫للمرافق‪ .‬ومن المتوقع أن يساهم هذا‬
‫التحتية ف��ي ال��خ��زان��ة الفرنسية‬ ‫الهيدروجين األخضر مع التركيز‬ ‫المشروع في دعم النمو االقتصادي‬
‫س��ي��ل��ف��ي��ا م��ال��ي��ن��ب��اوم‪ .‬وت��ج��ري‬ ‫على المرحلة األول��ى من البرنامج‪.‬‬ ‫في مصر‪ ،‬وتعزيز مكانة البالد كمركز‬
‫المناقشات حاليا مع وزارة الكهرباء‬ ‫ويخطط االئتالف خالل المرحلة‬ ‫إقليمي رئيسي للوقود األخضر‪،‬‬
‫لكن ال يوجد شيء نهائي حتى اآلن‪.‬‬ ‫األول��ى من المشروع إلنشاء محطة‬ ‫ب��م��ا يحفز ج��ه��ود م��ص��ر ال��ه��ادف��ة‬
‫وفي غضون ذلك‪ ،‬ستجتمع مؤسسة‬ ‫إلنتاج الهيدروجين في المنطقة‬ ‫للتحول إل��ى االق��ت��ص��اد األخ��ض��ر‪.‬‬
‫ال��ت��م��وي��ل األف��ري��ق��ي��ة م��ع العبين‬ ‫االقتصادية لقناة السويس على أن‬ ‫وق���ال السيسي‪ ،‬ف��ي كلمته خالل‬
‫محليين في مجال الطاقة لمناقشة‬ ‫تبدأ عمليات التشغيل بحلول عام‬ ‫مشاركته في المائدة المستديرة‬
‫ال��م��س��اع��دات ال��م��م��ك��ن��ة للقطاع‬ ‫‪ .2026‬وسيتم زيادة محطات تصنيع‬ ‫«االستثمار في مستقبل الطاقة‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫المقبلة‪ .‬حيث أعلنت العديد من‬ ‫بأكثر من ‪ %22‬على أساس سنوي خالل‬ ‫ال��ن��اش��ئ‪ ،‬حسبما أخبرنا سامايال‬
‫ال��دول حول العالم بما فيها الدول‬ ‫العام المالي الماضي ‪.2020/2021‬‬ ‫زوبايرو الرئيس والمدير التنفيذي‬
‫المتقدمة مثل أستراليا وفرنسا‪،‬‬ ‫التحول نحو الغاز الطبيعي‪ :‬تخطط‬ ‫لمؤسسة التمويل األفريقية في‬
‫وأيضا األس��واق الناشئة مثل الهند‬ ‫الحكومة لتسليم ‪ 300‬ميكروباص‬ ‫مقابلة سابقة‪.‬‬
‫والبرازيل‪ ،‬عن مبادرات للهيدروجين‬ ‫يعمل بالغاز الطبيعي شهريا اعتبارا‬
‫األخضر ‪ ،‬و انضمت مصر أيضا لتلك‬ ‫من أغسطس الحالي ضمن مبادرتها‬
‫فيما يلي أهم األخبار المرتبطة‬
‫األس�����واق‪ ،‬و أع��ل��ن��ت ع��ن مشاريع‬ ‫إلحالل المركبات المتقادمة بأخرى‬ ‫بالحفاظ على المناخ لهذا األسبوع‪:‬‬
‫تتعلق بالهيدروجين األخضر كجزء‬ ‫تعمل بالوقود المزدوج (غاز طبيعي‬ ‫ت���م���وي���ل أخ���ض���ر ج���دي���د م��ن‬
‫م��ن م��ب��ادرة وطنية‪ ،‬كما تستهدف‬ ‫وبنزين)‪ ،‬لكن رئيس الوزراء مصطفى‬ ‫«األوروبي إلعادة اإلعمار»‪ :‬سيحصل‬
‫تعديل إستراتيجية الطاقة ‪2035‬‬ ‫مدبولي يريد تسريع وتيرة معدالت‬ ‫بنك قطر الوطني األهلي على قرض‬
‫لتشمل الوقود االخضر‪.‬الهيدروجين‬ ‫التسليم أك��ث��ر‪ .‬م��ن��ذ ب��داي��ة ع��ام‬ ‫قيمته ‪ 50‬مليون دوالر من البنك‬
‫كمصدر للطاقة يتم عند احتراق‬ ‫‪ 2022‬تضع وزارة الكهرباء و الطاقة‬ ‫األوروب��ي إلع��ادة اإلعمار والتنمية‬
‫ال��ه��ي��دروج��ي��ن باألكسجين داخ��ل‬ ‫ال��م��ت��ج��ددة م��ش��روع��ات اس��ت��خ��راج‬ ‫وصندوق المناخ األخضر واالتحاد‬
‫خلية وقود‪ ،‬فإنه ينتج طاقة صفرية‬ ‫ال��ه��ي��دروج��ي��ن االخ��ض��ر ع��ل��ى رأس‬ ‫األوروب�����ي‪ ،‬ب��ه��دف إع���ادة إق��راض��ه‬
‫ال���ك���رب���ون‪ ،‬م��م��ا ي��ن��ت��ج ع��ن��ه ح��رق‬ ‫أولوياتها باعتبار وق��ود المستقبل‬ ‫ل��م��ش��روع��ات ال��ط��اق��ة النظيفة‬
‫صديق للبيئة وال ينبعث منه ثان‬ ‫‪ ،‬وذل���ك م��ن خ�ل�ال إع����داد برنامج‬ ‫وال���م���ش���روع���ات ال���ت���ي ت��س��ت��خ��دم‬
‫أكسيد الكربون ويمكن استخالص‬ ‫يجعل م��ص��ر ت��ت��ص��در دول العالم‬ ‫«التقنيات عالية األداء» المصممة‬
‫الهيدروجين من الوقود األحفوري‬ ‫فى ه��ذا المجال لما تتمتع به من‬ ‫لتوفير اقتصاد أكثر اخضرارا ‪.‬‬
‫والكتلة الحيوية‪ ،‬أو المياه‪ ،‬أو من‬ ‫مساحات شاسعة تمكنها من إنشاء‬
‫مزيج من االثنين معا ‪ ،‬ويعد المصدر‬ ‫محطات ط��اق��ة م��ت��ج��ددة ب��ق��درات‬
‫إن �ت��اج مصر م��ن ال�ط��اق��ة المتجددة‬
‫األس��اس��ي إلن��ت��اج الهيدروجين فى‬ ‫تصل إل��ى ‪ 90‬ال��ف ميجا وات يمكن‬ ‫يرتفع‪:‬‬
‫مصر هو االعتماد على إمكانياتها‬ ‫استغاللها ف��ى إن��ت��اج الهيدروجين‬ ‫زاد إن���ت���اج م��ص��ر م���ن ال��ط��اق��ة‬
‫الهائلة ف��ي إن��ش��اء محطات طاقة‬ ‫االخ���ض���ر ال����ذى س��ي��ص��ب��ح ال��وق��ود‬ ‫المتجددة المنتجة من مشروعات‬
‫متجددة‪.‬‬ ‫الرئيسي خ�لال ال��س��ن��وات القليلة‬ ‫هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة‬

‫‪ 10‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫إلى ‪ 90‬الف ميجا وات يمكن استغاللها‬ ‫المستقبل القريب‪.‬‬ ‫وزارة الكهرباء و الطاقة المتجددة تستغل ‪90‬‬
‫فى استخراج الهيدروجين االخضر‪ .‬كما‬ ‫وحاليا جارى العمل على تعديل‬
‫أن الهدف من ادخال تكنولوجيا توليد‬ ‫و تحديث استراتجية الطاقة ‪2035‬‬ ‫الف ميجا وات النتاج الهيدروجين االخضر‬
‫الطاقة الكهربائية من الهيدروجين‬ ‫لتشمل الهيدروجين االخضر كجزء‬ ‫أن وزارة ال��ك��ه��رب��اء و ال��ط��اق��ة‬
‫األخضر هو القضاء على انبعاث ثانى‬ ‫اس��اس��ى م��ن اﻻستراتجية‪ ،‬كاشفا‬ ‫ال��م��ت��ج��ددة ت��ول��ى اه��ت��م��ام��ا كبيرا‬
‫أكسيد الكربون الناتجة ع��ن توليد‬ ‫أن الهيدروجين االخضر هو وقود‬ ‫لمشروعات استخراج الهيدروجين‬
‫الكهرباء من الوقود االحفورى وذلك‬ ‫المستقبل‪.‬وقعت الوزارة ‪ 16‬مذكرة‬ ‫االخ��ض��ر م��ن خ�لال االع��ت��م��اد على‬
‫بهدف الحفاظ على البيئة ‪ ،‬كاشفا أن‬ ‫تفاهم لبدء الدراسات والمناقشات‬ ‫ال��ط��اق��ة المتجددة م��ن الشمس و‬
‫ال��وزارة حريصة على تقديم كل سبل‬ ‫ال��خ��اص��ة ل��ب��دء ت��ن��ف��ي��ذ وان��ت��اج‬ ‫الرياح فى تحليل المياه لتوليد غاز‬
‫الدعم للمستثمرين في هذا المجال‬ ‫الهيدروجين االخ��ض��ر ف��ى مصر ‪،‬‬ ‫الهيدروجين األخضر ‪ ،‬موكدا أنه‬
‫س��واء المحليين أو الدوليين‪ .‬كما ان‬ ‫مشيرا إلى أنه سيتم التوسع فى هذه‬ ‫يعتبر من المصادر األقل تكلفة فى‬
‫الوزارة لديها برنامج ضخم للتوسع فى‬ ‫المشروعات بعد التأكد من نجاحها‬ ‫إنتاج الكهرباء و الصديقة للبيئة‬
‫مشروعات انتاج الهيدروجين اﻷخضر‬ ‫و العمل على تصديرها للخارج‬ ‫و يعتبر وق���ود المستقبل خ�لال‬
‫تمهيدا لتصديره للخارج م��ن خالل‬ ‫وال��ذى سيكون له عائد اقتصادى‬ ‫ال‪ 10‬س��ن��وات المقبلة لذلك تضع‬
‫اﻷع��ت��م��اد على م��ش��روع��ات الطاقة‬ ‫كبير على الدولة‪.‬‬ ‫وزارة الكهرباء تنفيذ مشروعات‬
‫ال��م��ت��ج��ددة ال��ت��ى تستهدف ال��دول��ة‬ ‫أن إدخ���ال تكنولوجيا الحديثة‬ ‫ال��ه��ي��دروج��ي��ن االخ��ض��ر على رأس‬
‫التوسع فيها خ�لال الفترة المقبلة‬ ‫فى إنتاج الكهرباء سيساهم فى خفض‬ ‫أول���وي���ات���ه���ا‪ .‬ك���م���اأن ال��ت��وس��ع فى‬
‫بالتعاون مع القطاع الخاص‪ .‬كما أن‬ ‫أسعار الكهرباء‪ ،‬موكدا أن اطلس مصر‬ ‫مشروعات الطاقة المتجددة بهدف‬
‫البرنامج يستهدف أن تكون معظم‬ ‫الذى تم إعداده بهيئة الطاقة الجديدة‬ ‫تنويع م��ص��ادر الطاقة و م��ن بينها‬
‫مشروعات انتاج الهيدروجين اﻷخضر‬ ‫والمتجددة يوضح أنه يمكن االستفادة‬ ‫الهيدروجين االخضر ياتى فى إطار‬
‫بقلب المنطقة االقتصادية بقناة‬ ‫من المناطق الصحراوية واالكثر سرعة‬ ‫تنفيذ استراتيجية ‪ ، 2035‬الفتا إلى‬
‫السويس ‪ ،‬الفت ًا إل��ى أن ه��ذا الوقود‬ ‫للرياح بطول ‪ 7673‬كيلو متر ‪ ،‬و إنشاء‬ ‫أن االعتماد على الطاقة المتجددة‬
‫سيكون وقود المستقبل وستكون مصر‬ ‫محطات طاقة متجددة لتوليد الكهرباء‬ ‫ف��ي توليد الكهرباء سيساهم فى‬
‫رائدة فى هذا المجال‪.‬‬ ‫بهذه المناطق باجمالى ق��درات تصل‬ ‫خ��ف��ض أس��ع��ار ب��ي��ع ال��ك��ه��رب��اء فى‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪11 68‬‬


‫ص‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ر‬ ‫ا‬‫م‬‫ق‬‫أل‬‫ا‬ ‫ر‬‫و‬ ‫ص‬ ‫ي‬‫ف‬ ‫ة‬‫ي‬‫ب‬‫ا‬‫ح‬ ‫س‬‫ل‬‫ا‬
‫ة‬ ‫ي‬‫ع‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫وارع‬ ‫ش‬
‫(‪)Cloud Streets‬‬

‫ال‬
‫د‪ .‬عبداهلل عبدالرحمن عبداهلل‬
‫مدير عام تدريب الفنيين‬
‫على الرصد الجوي‬ ‫‪-‬‬

‫غي��وم الهواء البارد هي نتيجة الحمل الحراري الضحل متوس��ط الحجم (عمق ‪ 2-1‬كم) ولها مظاهر‬
‫مميزة‪ :‬خطية وسداس��ية‪ .‬األول (الخطية) يس��مى ‪ ،Cloud Streets‬والذي س��يتم مناقش��ته في هذه‬
‫المقالة بش��كل أكثر عمقا ويمكن اعتباره تقريبا الحمل الحراري ثنائي األبعاد‪ .‬هذا األخير (السداسي)‪،‬‬
‫ال��ذي يطلق عليه عموما الحمل الحراري الخلوي المتوس��ط‪ ،‬يتميز بالحمل الحراري ثالثي األبعاد الذي‬
‫يمكن تقس��يمه إلى نوعين‪ :‬الخاليا المفتوحة والخاليا المغلقة (وقد عرضناة في مقالة س��ابقة)‪ .‬يمكن‬
‫رؤية دورة حياة متطورة من س��حب االس��تراتوس‪/‬ضباب البحر إلى الش��وارع الس��حابية‪ ،‬خاصة فوق‬
‫س��طح البحر أثناء انتشار الهواء البارد من األرض المجاورة تجاة البحر‪ ،‬وغالبا ما ينتهي بها األمر كخاليا‬
‫مفتوحة‪( .‬شكل – ‪)1‬‬
‫‪ 24‬فبراير ‪ Meteosat - UTC 2004/12.00‬يستأجر صورة ‪VI‬‬

‫(شكل – ‪) 1‬‬

‫‪6868‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫الجوية ‪-‬‬ ‫‪ 12‬األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫‪23 August 2004/11.00 UTC - Meteosat VIS‬‬

‫(شكل – ‪) 2‬‬
‫تحدث الشوارع السحابية فوق كل من أسطح المياه واألرض‪.‬‬
‫تظهر صورة القمر الصناعي عدة نطاقات سحابية متوازية‬
‫‪23 August 2004/11.00 UTC - NOAA Ch1 image‬‬ ‫بطول ‪ 200-20‬كم وعرض ‪ 10-2‬كم (شكل – ‪ .)2‬خاصة فوق‬
‫البحر‪ ،‬تصبح الشوارع أوسع كلما ابتعدنا عن الشاطئ‪ .‬تتكون‬
‫حزم شوارع السحب من السحب الركامية ‪ Cu‬فرديه تصطف‬
‫مثل اللؤلؤ في خطوط مستقيمة‪.‬‬
‫الظهور في صور األقمار الصناعية ‪:EUMETSAT‬‬
‫● يمكن رؤي��ة الشوارع السحابية في الصور المرئية‬
‫‪ ،VIS‬ولكن بسبب ضيق المسارات إل��ى حد م��ا‪ ،‬ال يمكن‬
‫رؤية الهيكل التفصيلي بسهولة‪ .‬أما في صور األشعة تحت‬
‫الحمراء ‪ ،IR‬ال يمكن رؤية الشوارع السحابية بسهولة ألن‬
‫الحمل الحراري يقتصر فقط على المستويات المنخفضة‬
‫من طبقة التروبوسفير‪ .‬وكذلك في صور بخار الماء ‪ ،WV‬ال‬
‫‪23 August 2004/11.00 UTC - Meteosat Hires VIS‬‬ ‫يمكن رؤية الشوارع السحابية على اإلطالق‪ ،‬لنفس السبب‬
‫في صور ‪ .IR‬في الصور المرئية عالية الدقة ‪،HiresVIS‬‬
‫يمكن رؤيتها بوضوح على أنها حزم سحابية بيضاء متوازية‪،‬‬
‫بسبب الدقة األفضل لتلك الصور الجديدة‪( .‬شكل – ‪)3‬‬
‫الخلفية الفيزيائية‬
‫يمكن تفسير تنظيم السحب في صفوف متوازية من‬
‫خالل وجود دوامات دورانية أفقية في الطبقة الحدية‬
‫(‪ .)Boundary Layer‬فتتشكل السحب في األج��زاء‬
‫الصاعدة من نظام الدوامات ال��دوارة هذه وتختفي في‬
‫األجزاء الهابطة‪ ،‬ينتج عنها تكوين الشوارع السحابية‬
‫من خالل تطور ال��دوران هذا بشكل أساسي عن نوعين‬
‫في التدفق الطبيعي للهواء‪.‬‬ ‫من ع��دم االس��ت��ق��رار‪ :‬الديناميكي (االن��ح��ن��اء) وعدم‬
‫ي��ح��دث ع���دم اس��ت��ق��رار االن��ح��ن��اء ب��س��ب��ب نقطة‬ ‫االستقرار الحراري‪ .‬قد تعمل كل نوع من عدم االستقرار‬
‫انعطاف في مركبة سرعة الرياح العموديه على نظام‬ ‫بشكل منفرد‪ ،‬ولكن بصعوبة يمكن تمييزهم من بعضهم‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪13 68‬‬


‫(شـــــكل – ‪)4‬‬

‫‪.1‬الشوارع السحابية فوق البحر‪:‬‬ ‫ال��دوران‪ .‬تحدث نقطة االنعطاف هذه بسبب مزيج من‬
‫في كثير من الحاالت‪ ،‬يمكن رؤية الشوارع السحابية‬ ‫تيارات القص والتدفق البارد(‪Shear flow & Cold‬‬
‫أثناء غزو الهواء البارد الجاف على نطاق شامل من القارات‬ ‫‪ .)Advection‬وبسبب االحتكاك‪ ،‬ستنحرف الرياح في‬
‫تجاة محيط مياة مجاور دافئ نسبيا‪ .‬غالبا ما يحدث‬ ‫المستويات المنخفضة باتجاة عقارب الساعة كلما‬
‫ه��ذا التدفق خلف جبهة ب��اردة‪ .‬عندما يغادر الهواء‬
‫ارتفعنا ألعلي‪ .‬بسبب ضعف تأثير االحتكاك مع االرتفاع‬
‫البارد األرض أو سطح الجليد‪ ،‬يتم تطوره عن طريق‬
‫النقل الرأسي للحرارة والرطوبة من سطح الماء للهواء‬ ‫فتميل الرياح إلى العودة مرة أخرى عكس عقارب الساعة‬
‫البارد‪ .‬سيتم تكون إنقالب حراري ترتفع قاعدته عن‬ ‫بسبب التدفق البارد منفرداً‪ .‬نتيجة لهذا التحول في‬
‫سطح الماء كلما ابتعدنا عن الشاطئ‪ .‬يتم تحفيز تكون‬ ‫متجه الرياح مع اإلرتفاع‪ ،‬من الطبقات الدنيا إلي العليا‪،‬‬
‫االنقالب الحراري‪ ،‬في كثير من الحاالت‪ ،‬بواسطة الغزو‬ ‫ينشأ نظام الدوران الثالثي األبعاد‪( .‬شكل – ‪)4‬‬
‫الدوامي السالب (‪)Negative vorticity Advection‬‬ ‫تحدث ال��ش��وارع السحابية ع��ادة أسفل الطبقات‬
‫وحركة الهبوط المتالحق في تدفق الرياح الصاعدة‬ ‫الغير مستقره‪ ،‬وتحدها طبقة اإلنعكاس الحراري أعاله‬
‫لمحور الحوض (‪ )trough axis‬علي مستوي ‪hPa 500‬‬
‫‪( Inversion‬ع��دم االستقرار ال��ح��راري)‪ .‬ع��ادة ما يتم‬
‫(شكل – ‪.)5‬‬
‫نشوء عدم االستقرار هذا عندما يتدفق الهواء البارد‬
‫يؤدي تطور الكتلة الهوائية في النهاية إلى تكوين‬
‫السحب التي تأخذ شكل شوارع السحب‪ ،‬وتتطور تقريبا‬ ‫على سطح داف��ئ نسبيا‪ .‬لذلك م��ن المرجح أن يعمل‬
‫بالتوازي مع اتجاه الرياح (شكل – ‪ .)5‬مع تزايد الرياح‬ ‫نوعان من عدم االستقرار معا‪ ،‬مما يؤدي إلى تكون دوران‬
‫الهابطة تصبح الطبقة الغير مستقرة أعمق ويصبح‬ ‫دوامي وتشكيل الشوارع السحابية‪ .‬وجد براون (‪)1972‬‬
‫التدفق أكثر لتكوين دوران سيكلوني (منخفض جوي)‬ ‫أنه في ظل التقسيم الطبقي غير المستقر‪ ،‬يتم تعزيز‬
‫وتتطور الشوارع السحابية إلى خاليا مفتوحة ثالثية‬ ‫عدم استقرار االنحناء بسبب عدم االستقرار الحراري‬
‫األب��ع��اد‪ .‬وب��ال��ق��رب م��ن ال��ح��وض العلوي يعزز الحمل‬
‫الحراري بواسطة ‪ ،Positive Vorticity Advection‬مما‬
‫البيئة السينوبتيكية وخصائصها‬
‫ف��ي ال��ف��ق��رات ال��ت��ال��ي��ة‪ ،‬س��ت��ت��م م��ن��اق��ش��ة البيئة‬
‫يؤدي إلى تكون السحب الركامية المعززة ‪Enhanced‬‬
‫السينوبتيكية النموذجية والخصائص األخرى‪.‬‬
‫‪.Cumulus - EC‬‬

‫‪6868‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫الجوية ‪-‬‬ ‫‪ 14‬األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫(شكل – ‪)5‬‬
‫غ��ال��ب��ا م���ا ت���ح���دث أم��ث��ل��ة‬
‫جيدة للشوارع السحابية فوق‬
‫ال��م��ح��ي��ط األط��ل��س��ي عندما‬
‫يتدفق ال��ه��واء ال��ق��اري البارد‬
‫ال��ج��اف م��ن ج��ري��ن�لان��د ف��وق‬
‫البحر الدافئ نسبيا‪( .‬شكل – ‪)6‬‬
‫ف���ي ‪ tephigram‬يمكن‬
‫مالحظة أن أدنى ‪ 2‬كم (حوالي‬
‫هيكتوباسكال)‬ ‫‪800-1000‬‬
‫ت��وج��د طبقات غير مستقرة‪.‬‬
‫ه��ذه الطبقة غير المستقرة‬
‫يعلوها ان��ق�لاب ح���راري ح��اد‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن مالحظة‬
‫أن ال���ري���اح ف���ي ال��ط��ب��ق��ة غير‬
‫المستقرة تظهر تباينا طفيفا‬
‫ف��ي االت��ج��اه م��ع االرت���ف���اع‪ :‬في‬
‫النصف السفلي من الطبقة غير‬
‫المستقرة تنحرف ال��ري��اح مع‬
‫االرتفاع باتجاة عقارب الساعة‪،‬‬
‫وفي النصف العلوي تعود الرياح‬
‫مرة أخرى عكس عقارب الساعة‪.‬‬
‫يظهر التوزيع ال��رأس��ي للرياح‬
‫نقطة االنعطاف المطلوبة في‬
‫مركبة ال��ري��اح العرضية‪ ،‬مما‬
‫‪07 March 2003/12.04 UTC - NOAA RGB image‬‬ ‫يسمح بتكوين دوام����ات دوارة‬
‫تتبعها ش��وارع سحابية‪ .‬ع�لاوة على‬
‫(شكل – ‪)6‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪15 68‬‬


‫ذلك‪ ،‬يمكن أن نرى من ‪ tephigram‬والجدول أدناه أن‬
‫سرعة الرياح ثابتة تماما مع االرتفاع بقيم تزيد عن ‪20‬‬
‫‪07 March 2003/12.00 UTC - Tephigram Jan Mayen‬‬ ‫عقدة في منتصف الطبقة غير المستقرة‪.‬‬
‫(شكل – ‪)7‬‬ ‫‪.2‬الشوارع السحابية فوق األرض‪:‬‬
‫تحدث الشوارع السحابية أيضا فوق سطح األرض‪.‬‬
‫الطبقات الدنيا من التربوسفير‪ .‬كما يسبب ذلك‬
‫يتكرر حدوث األمثلة لهذا النوع من الشوارع السحابية‬
‫المرتفع الجوي انخفاض مستوي اإلنقالب الحراري‬
‫في الهواء البحري القطبي خلف الجبهات الباردة‪،‬‬
‫ال�لازم لمقاومة الحمل ال��ح��راري‪ .‬ع�لاوة على ذلك‪،‬‬
‫عندما تتشكل سلسلة من إم��ت��دادات مرتفع جوي‪.‬‬
‫بسبب الغزو الهوائي البارد‪ ،‬يتحقق شرط انحراف‬
‫فتسخين سطح األرض يحفز ع��دم االس��ت��ق��رار في‬
‫متجه ال��ري��اح وتنتشر ال��ش��وارع السحابية‪ .‬نتيجة‬
‫للتباين األكبر في خشونة التضاريس‪ ،‬يكون نمط‬
‫الشوارع السحابية أقل انتظاما علي األرض عنها فوق‬
‫البحر‪( .‬شكل – ‪)9 & 8‬‬
‫‪T- gram – 19 Feb. 2004/1200 UTC‬‬

‫‪19February 2004/12.00 UTC - NOAA Ch1 image, Surface/Geostrophic wind‬‬


‫ش��وارع سحابية‪ 19 :‬فبراير ‪ UTC 1200/2004‬ص��ورة قناة ‪ 1‬من‬
‫(شكل – ‪)8‬‬ ‫‪ – NOAA‬الرياح السطحية‪ /‬الجيوستروفية‬

‫(شكل – ‪)9‬‬

‫‪6868‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫الجوية ‪-‬‬ ‫‪ 16‬األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫(شكل – ‪)17 & 16‬‬ ‫دالئل إلكتشاف الشوارع السحابية‬
‫■ غزو الهواء األفقي لدرجة الحرارة ‪hPa 850/1000‬‬ ‫■ الرياح السطحية‪ :‬يجب أن تكون الرياح السطحية‬
‫عادة ما تتطور الشوارع السحابية أسفل غزو طفيف‬ ‫معتدلة إلى شديدة‪ ،‬وفي جميع الحاالت تكون الرياح‬
‫للهواء األفقي ال��ب��ارد ‪ ،cold advection‬وال��ذي‬ ‫السطحية بين ‪ 20-10‬عقدة‪ .‬ع�لاوة على ذل��ك‪ ،‬تكون‬
‫يحدث غالبا خلف الجبهة الباردة‪ .‬عادة ما يظهر‬ ‫الرياح السطحية موازية للجانب األيسر من الشوارع‬
‫الحد األقصى لغزو الهواء األفقي البارد بالقرب من‬ ‫السحابية‪( .‬شكل – ‪)12 & 11 & 10‬‬
‫منتصف الطبقة غير المستقرة‪( .‬شكل – ‪& 19 & 18‬‬ ‫■ خطوط ت��س��اوي االرت��ف��اع��ات ‪ 1000‬هيكتوباسكال‬
‫‪)21 & 20‬‬ ‫‪ /‬ال��ري��اح ال��ج��ي��وس��ت��روف��ي��ة‪ :‬ع���ادة م��ا ت��ك��ون ال��ري��اح‬
‫■ خطوط تساوي االرتفاعات‪ :‬عادة ما تكون خطوط‬ ‫الجيوستروفية موازية للجانب األيمن م��ن الشوارع‬
‫تساوي االرتفاعت مستقيمة إلى حد ما أو منحنية قليال‬ ‫السحابية‪ ،‬ويمكن أيضا إظهار ذلك من خالل خطوط‬
‫بشكل عكس السيكلون‪ .‬ففي الحاالت فوق البحر‪ ،‬تقع‬ ‫االرتفاعات عند مستوي ‪ 1000‬هيكتوباسكال ألن الرياح‬
‫المنطقة األكثر تطورا واتساعا في الشوارع السحابية‬ ‫الجيوستروفية موجهة بالتوازي مع خطوط االرتفاع‪.‬‬
‫تجاه التدفق الصاعد م��ن ال��ح��وض العلوي (‪upper‬‬ ‫(شكل – ‪)15 & 14 & 13‬‬
‫‪( .)trough‬شكل – ‪)25 & 24 & 23 & 22‬‬ ‫■ معدل عدم االستقرار ‪ /‬معدل تناقص درجة الحرارة‬
‫■ غزو الهواء الدواراني األفقي السالب (‪ )NVA‬علي ‪:hPa 500‬‬ ‫مع االرت��ف��اع‪ :‬في الطبقة التي تتشكل فيها الشوارع‬
‫في معظم الحاالت‪ ،‬بسبب تأثير بناء أو االقتراب من امتداد‬ ‫السحابية‪ ،‬يأخد الشكل العام بأكمله طابع غير مستقر‬
‫المرتفع الجوي توجد منطقة الـ ‪.NVA‬‬ ‫(شكل – ‪)16‬‬
‫الرياح السطحية‪:‬‬ ‫■ ارتفاع الطبقة الغير مستقرة‪ :‬بشكل عام‪ ،‬يبلغ ارتفاع‬
‫عمق الطبقة غير المستقرة ‪ 2.0-1.5‬كم‪ ،‬وعادة ما ينتهي‬
‫بانقالب حراري حاد‪ .‬أفضل طريقة لتحديد ذلك هي‬
‫باستخدام مخططات ‪( .T- Ø‬شكل – ‪)17‬‬
‫■ توزيع الرياح في الطبقة الغير مستقرة‪ :‬غالبا ما يظهر‬
‫اتجاه الرياح توزيع ًا منحنيا‪ ،‬في الجزء السفلي من‬
‫الطبقة غير المستقرة يتغير اتجاة الرياح بإتجاة عقارب‬
‫وبداية من المستوى المتوسط تعود الرياح مرة‬ ‫ً‬ ‫الساعة‪،‬‬
‫أخرى عكس عقارب الساعة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن االختالف‬
‫في االتجاه ليس كبيرا ج��دا‪ ،‬وال تختلف الرياح في‬
‫الطبقة غير المستقرة أكثر من ‪ 30-20‬درجة‪ .‬يجب أن‬
‫(شكل –‪ )11‬شوارع سحابية فوق األرض‪ 23 :‬أغسطس ‪2100/2004‬‬ ‫تزيد سرعة الرياح مع االرتفاع إلى ‪ 20‬عقدة كحد أقصى‬
‫‪ UTC‬صورة مرئية عالية الدقة‪ ،‬األخضر‪ :‬الرياح السطحية‬ ‫في الجزء األوسط أو العلوي من طبقة الحمل الحراري‪.‬‬
‫أعلي تلك المستويات قد تنخفض سرعة الرياح أو تزيد‪.‬‬

‫(شكل – ‪ )12‬شوارع سحابية فوق البحر‪ 24 :‬فبراير ‪1200/2004‬‬


‫‪ UTC‬صورة مرئية عالية الدقة‪ ،‬األخضر‪ :‬الرياح السطحية‬ ‫(شكل – ‪)10‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪17 68‬‬


‫(شكل – ‪)13‬‬

‫‪23 August /12.00 UTC - Tephigram Bordeaux‬‬

‫(شكل – ‪ )14‬شوارع سحابية فوق األرض‪ 23 :‬أغسطس ‪2100/2004‬‬


‫‪ UTC‬صورة مرئية عالية الدقة‪ ،‬األورجواني‪ :‬الرياح الجيوستروفية‬

‫(شكل – ‪)17‬‬
‫غ��زو ال��ه��واء ال���دواران���ي األف��ق��ي السالب‬
‫(‪ )NVA‬علي ‪:hPa 500‬‬ ‫(شكل – ‪ )15‬شوارع سحابية فوق البحر‪ 24 :‬فبراير ‪1200/2004‬‬
‫‪ UTC‬صورة مرئية عالية الدقة‪ ،‬األورجواني‪ :‬خطوط االرتفاعات‬
‫علي مستوي ‪hPa 1000‬‬

‫(شكل – ‪)18‬‬ ‫(شكل – ‪)16‬‬

‫‪6868‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫الجوية ‪-‬‬ ‫‪ 18‬األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫خطوط تساوي االرتفاعات‪:‬‬

‫(شكل – ‪ )19‬شوارع سحابية فوق األرض‪ 23 :‬أغسطس ‪ UTC 2100/2004‬صورة‬


‫مرئية عالية الدقة‪ ،‬األزرق‪ :‬غزو حراري بارد في طبقة ‪hPa 500-1000‬‬
‫(شكل – ‪)22‬‬

‫(شكل – ‪ )23‬شوارع سحابية فوق البحر‪ 24 :‬فبراير ‪ UTC 1200/2004‬صورة‬ ‫(شكل – ‪ )20‬شوارع سحابية فوق البحر‪ 24 :‬فبراير ‪ UTC 1200/2004‬صورة‬
‫مرئية عالية الدقة‪ ،‬السماوي‪ :‬خطوط اإلرتفاعات علي مستوي ‪hPa 500‬‬ ‫مرئية عالية الدقة‪ ،‬األحمر‪:‬الغزو الحراري علي مستوي ‪hPa 1000‬‬

‫(شكل – ‪ )24‬شوارع سحابية فوق البحر‪ 24 :‬فبراير ‪ UTC 1200/2004‬صورة‬ ‫(شكل – ‪ )21‬شوارع سحابية فوق البحر‪ 24 :‬فبراير ‪ UTC 1200/2004‬صورة‬
‫مرئية عالية الدقة‪ ،‬األخضر‪:‬الغزو الدوامي الموجب‬ ‫مرئية عالية الدقة‪ ،‬األحمر‪:‬الغزو الحراري علي مستوي ‪hPa 850‬‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪19 68‬‬


‫كيلومتر‪ ،‬والعمليات نفسها في نطاق ‪micro/meso‬‬ ‫الشوارع السحابية ‪ -‬المظهر النموذجي في‬
‫‪ scale‬بدال من الباروكلينيك على النطاق السينوبتيكي‪.‬‬ ‫المقطع العرضي الرأسي‬
‫ومع ذلك‪ ،‬يمكن أن تساعد المقطع العرضي الرأسي في‬ ‫تختلف ديناميكا الشوارع السحابية بشكل عام تماما‬
‫اكتشاف البيئة السينوبتيكية التي يمكن أن تتطور فيها‬ ‫عن النماذج التصورية سالفة الذكر الموضحة في تلك‬
‫الشوارع السحابية‪( .‬شكل – ‪)26 & 25‬‬ ‫المقالة‪ .‬تتم معظم العمليات األساسية في أدنى ‪2-1‬‬

‫(ش��ك��ل – ‪) 25‬‬
‫‪ 23‬أغسطس‬
‫‪2100 /2004‬‬
‫‪ UTC‬ص����ورة‬
‫مرئية عالية‬
‫الدقة‪ :‬موضع‬
‫ال����م����ق����ط����ع‬
‫ال�����ع�����رض�����ي‬
‫الرأسي المشار‬
‫إليه‬

‫‪ 23‬أغسطس ‪ - UTC 12.00/2004‬المقطع الرأسي‬ ‫‪θw‬‬

‫(شكل – ‪ 24 )27‬فبراير ‪ - UTC 12.00/2004‬صورة ‪ Meteosat 7 VIS‬؛ المالحظات السطحية المتراكبة‬

‫(شـــــــــكل – ‪)26‬‬

‫‪6868‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫الجوية ‪-‬‬ ‫‪ 20‬األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫حالة الطقس والظواهر الجوي‬ ‫■ ‪ :θw‬يمكن اكتشاف ع��دم االستقرار المقيد‬
‫النموذجي بسهولة في ‪ .isentropes‬في المستويات‬
‫ال��دن��ي��ا‪ ،‬تنخفض درج���ة ح���رارة ‪ θw‬المحتملة مع‬
‫االرت��ف��اع‪ ،‬مما يشير إل��ى الطبقي ع��دم اإلستقرار‬
‫الطبقي‪ .‬ح��ول مستوى ‪ 800‬هيكتوباسكال‪ 2 ،‬كم‬
‫تقريب ًا‪ ،‬تبدأ درجة حرارة ‪ θw‬في االرتفاع مرة أخرى‪،‬‬
‫مما يشير إلى حدوث تغيير في اإلستقرار الطبقي أو‬
‫االنقالب الحراري‪( .‬شكل – ‪)26‬‬
‫■ الرياح‪ :‬في الطبقة الغير المستقرة‪ ،‬تميل الرياح‬
‫إلى الزيادة مع االرتفاع وع��ادة ما تظهر توزيع رأسي‬
‫إلنحراف قليل للرياح مع عقارب الساعة (‪ )Veer‬مع‬
‫االرتفاع‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تظهر النماذج العددية دائما‬
‫تباين الرياح على النطاق الصغير والتي يمكن العثور‬
‫عليها من بيانات الراديوسوند‪.‬‬
‫■ درج���ة ال��ح��رارة‪ :‬ت��ح��دث ال��ش��وارع السحابية‬
‫ع��ادة في حالة غ��زو ال��ه��واء ال��ب��ارد‪ ،‬خلف الجبهات‬
‫الباردة في مناطق الغزو األفقي للهواء البارد (‪Cold‬‬
‫‪ .)advection‬يمكن العثور على الحد األقصى من‬
‫الغزو األفقي للهواء البارد في منتصف طبقة الحمل‬
‫الحراري‪( .‬شكل – ‪)26‬‬

‫الوصف‬ ‫العنصر‬

‫المراجع‬ ‫● عموما ال هطول لألمطار‬


‫املؤثرة‪.‬‬
‫الهطول‬
‫● تتطور الشوارع السحابية‬
‫‪● LILLY D. K. (1966): On the stability of the Ekman‬‬ ‫من تلقاء نفسها‪ ،‬وأحيانا‬
‫‪boundary flow; J. Atmos. Sci., Vol. 23, p. 481 - 494‬‬ ‫إلى حمل حراري مفتوح‬
‫‪● BROWN R. A. (1979): A secondary flow model for the‬‬
‫للخاليا وتنتج زخات مطر أو‬
‫‪planetary boundary layer; J. Atmos. Sci., Vol. 27, p. 742 -‬‬
‫‪757‬‬ ‫ثلجية خاصة فوق البحر‪.‬‬
‫‪● ETLING D. (1971): The stability of the Ekman boundary‬‬ ‫على األرض‪ ،‬ال يوجد عادة‬
‫‪layer flow as influenced by thermal stratification; Contr.‬‬ ‫أي ترسب مرتبط بالشوارع‬
‫‪Atmos. Phys., Vol. 44, p. 168 - 186‬‬ ‫السحابية ولكن في بعض‬
‫;)‪● WMO, Technical Note No. 158. WMO-No. 495 (1993‬‬ ‫احلاالت يكون هناك تطوير‬
‫‪Handbook of meteorological forecasting for soaring flight‬‬ ‫‪ Cb‬والذي عادة ما يكون‬
‫‪● MULLER, D. (1985): On the occurrence of cloud streets‬‬ ‫مدفوعا بالتأثير الديناميكي‪،‬‬
‫‪over northern Germany; Quart J.R. Met. Soc. Vol 111, p.‬‬ ‫مثل ‪ PVA‬أو التدفئة‬
‫‪761-772‬‬ ‫النهارية‪.‬‬
‫‪● Atkinson, B.W., Wu Zhang, J., 1996: Mesoscale shallow‬‬
‫‪convection in the atmosphere. Rev. of Geoph. 34, 403-431‬‬ ‫● ال تغيير كبير‬ ‫درجة‬
‫‪● Etling, D., Brown, R.A., 1993: Roll vortices in the planetary‬‬ ‫احلرارة‬
‫‪boundary layer: a review. Bound. Lay. Meteor. 65, 215-‬‬
‫‪248‬‬ ‫● رياح سطحية معتدلة‬ ‫الرياح (مبا‬
‫(‪ 20-10‬عقدة)‬ ‫في ذلك‬
‫الهبات)‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪21 68‬‬


‫ت‬ ‫ي‬‫م‬‫ه‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ة‬‫ي‬ ‫و‬ ‫ج‬‫ل‬‫ا‬ ‫د‬‫ا‬ ‫ص‬‫ر‬ ‫أل‬
‫ن‬ ‫ل‬‫ا‬‫ب‬ ‫ا‬‫ه‬ ‫ا‬ ‫ت‬‫ا‬ ‫م‬
‫ةب‬‫س‬ ‫خد‬
‫لقطاعي الري والزراعة‬
‫علي جمهورية مصر العربية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إعداد‪:‬‬ ‫الماء هو عصب الحياة‬
‫د‪.‬عواطف ابراهيم مصطفي عبدالهادي‬ ‫‪ ،‬فهو العنصر الالزم لحياة‬
‫‪-‬‬
‫اخصائي اول اإلدارة العامة للبحث العلمي‬ ‫أي كائن ح��ي‪ ،‬والمساهم‬
‫األك��ب��ر ف��ي ك��اف��ة أن���واع‬
‫ال��ن��ش��اط ال���ذي يمارسه‬
‫اإلن��س��ان ‪ ،‬حيث تعد المياه عامل‬
‫محدد ألي توسع زراعي أو عمراني‬
‫وفي ظل النمو السكاني الكبير في مصر وارتفاع معدالت‬ ‫بمعنى أن الماء هو الركيزة األساسية‬
‫ال��زي��ادة السكانية باإلضافة إل��ى مشكلة س��د النهضة‬ ‫للتنمية‪ ،‬وب��دون��ه تتوقف الحياة‬
‫والتعنت األثيوبي والحاجة الملحة إلى تلبية احتياجات‬ ‫وتتعطل كافة األنشطة البشرية‪.‬‬
‫الشرب والغذاء من خالل التوسع الزراعي األفقي والرأسي‬ ‫يمثل الماء المورد األكثر ندرة في‬
‫لتخفيض الفجوة بين السكان والغذاء تزداد الحاجة إلى‬ ‫مصر فموارد مصر المائية محددة‬
‫البحث عن موارد مائية جديدة لتلبية تلك االحتياجات‬ ‫بحصتها م��ن نهر النيل وال��ت��ي ال‬
‫التي تتزايد بصورة كبيرة عام ًا بعد عام مما يؤدي إلى‬ ‫تتجاوز ‪ ٥٥,٥‬مليار متر مكعب سنوي ًا‬
‫وجود فجوة بين حجم الموارد المائية المتاحة وحجم‬
‫باإلضافة إلى ما يتم استخراجه من‬
‫الطلب عليها في األغراض المختلفة ‪ ،‬مما أدى الي تناقص‬
‫المياه الجوفية في ال��وادي والدلتا‬
‫نصيب الفرد من الموارد المائية في مصرحيث كان نصيب‬
‫والصحاري والتي ق��درت بنحو ‪٦,١‬‬
‫الفرد ‪٢٦٠٤‬م‪ ٣‬سنوي ًا وهو ما يمثل الوفرة المائية عام‬
‫‪ ١٩٤٧‬وفي الوقت الذي يمثل ‪ 1000‬م‪ ٣‬خط الفقر المائي‬
‫مليار متر مكعب أما األمطار والسيول‬
‫نجد نصيب الفرد اصبح ‪ ٨٦٠‬م‪ ٣‬عام ‪ ،٢٠٠٣‬وهو ما يدخل‬ ‫ف�لا تشكل م����ورد ًا إض��اف��ي � ًا يمكن‬
‫مصر في حدود الندرة المائية ومن المتوقع انخفاض هذا‬ ‫االعتماد علىه حيث تقع مصر في‬
‫الحد إلى ‪ ٥٨٢‬م‪ ٣‬للفرد بحلول عام ‪ ٢٠٢٥‬بالرغم من دخول‬ ‫حدود اإلقليم الصحراوي الجاف وال‬
‫مصر حالي ًا تحت خط الفقر المائي‪.‬‬ ‫تتعد كمية المطر السنوي بها نحو‬
‫أم��ا على صعيد ال��زراع��ة فاألمر هنا ي��زداد تعقيداً‪،‬‬ ‫‪ ١,٣‬مليار م‪.3‬‬
‫فالزراعة عمادها األول الماء فبدونه ال يمكن قيام أي‬

‫‪ 22‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫الشكل (‪ )١‬العوامل املؤثرة على احتياجات النبات املائية‬

‫المؤثرة على الموارد المائية والتي‬ ‫ال��م��ائ��ي��ة‪ ،‬وم��س��ت��وى ال��ط��ل��ب على‬ ‫نشاط زراعي بالمرة ‪ ،‬كما أن نقص‬
‫تشمل (السطوع الشمسي‪ ،‬الحرارة‪،‬‬ ‫المياه بشكل ع��ام بحيث يختلف‬ ‫المياه وع��دم توفرها في األوق��ات‬
‫الرياح‪ ،‬الرطوبة النسبية‪ ،‬التبخر‪،‬‬ ‫حجم االحتياجات المائية الالزمة‬ ‫المناسبة للنبات يضر ضررا بالغ ًا‬
‫المطر)‪ .‬انظر الشكل (‪.)١‬‬ ‫لالستخدامات المختلفة (خاصة‬ ‫بإنتاجية المحاصيل ويجعلها غير‬
‫‪-1‬سطوع الشمس‬ ‫االستخدام في مجال الزراعة) من‬ ‫مجدية اقتصادي ًا وم��ع سياسات‬
‫يعتبر س��ط��وع ال��ش��م��س أح��د‬ ‫إقليم آلخ��ر تبع ًا لتباين عناصر‬ ‫ال��ت��وس��ع ال��راس��ي ب��زراع��ة األرض‬
‫العوامل المهمة التي تتحكم في‬ ‫المناخ السائدة في ذلك اإلقليم‪.‬‬ ‫أكثر م��ن م��رة ف��ي ال��ع��ام واالت��ج��اه‬
‫االستهالك المائي للمحاصيل من‬ ‫ولتوضيح أثر المناخ على الموارد‬ ‫إل���ى اس��ت��ص�لاح أراض����ي ج��دي��د ة‬
‫خ�لال تأثيره ف��ي درج��ة ال��ح��رارة‬ ‫المائية على األقاليم المختلفة‬ ‫ب��ال��ص��ح��راء ك��ل ذل��ك ض��اع��ف من‬
‫وبالتالي زي���ادة م��ع��دالت التبخر‬ ‫وفيما يلي عرض للعناصر المناخية‬ ‫االحتياجات المائية للزراعة إلى‬
‫حد وجود عجز في مياه الري‪.‬‬
‫يمثل العامل المناخي في أي‬
‫إقليم أحد أهم محددات الموارد‬
‫المائية في ذلك اإلقليم ‪ ،‬وال ينفرد‬
‫عنصر مناخي واح��د في التأثير‬
‫على ال��م��وارد المائية بل تتضافر‬
‫جميع عناصر المناخ مع ًا لتبرز‬
‫أثرها على الموارد المائية ‪ ،‬ليس‬
‫فقط من خالل ما يمكن أن تضيفه‬
‫م��ن م��ورد مائي أو عدمه ومقدار‬
‫الفاقد من الموارد الموجودة فعلي ًا‬
‫أو حتى م��ق��دار تغذيتها ‪ ،‬ولكن‬
‫أيض ًا من خالل ما تفرضه عناصر‬
‫الشكل (‪ )٢‬شدة اإلضاءة على منو محصول الباميا وقت الصورة الساعة ‪ ٤‬عصرا‬ ‫المناخ من تحديد حجم الموارد‬

‫‪23‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫الشكل (‪3‬أ) تأثير درجة احلرارة الضار على النبات‪ .‬الشكل(‪3‬ب) استخدام الصوبات ملعاجلة تأثير درجات احلرارة‪.‬‬

‫‪-3‬ال ـ ـ ـ ــرياح‬ ‫الرئيسي الذي يؤثر على الموارد‬ ‫م��ن ال��م��ج��اري ال��م��ائ��ي��ة وال��ت��رب��ة‬
‫تمثل ال��ري��اح عنصر ًا رئيس ًا‬ ‫المائية‪ ،‬من خالل ارتباطها الوثيق‬ ‫والنتح من النبات‪ ،‬فهو يمثل أحد‬
‫ي��ت��ح��ك��م ف���ي ح��م��ل ب��خ��ار ال��م��اء‬ ‫بعناصر المناخ األخ��رى وخاصة‬ ‫ال��م��دخ�لات المهمة عند حساب‬
‫وت��ك��وي��ن ون��ق��ل وح��رك��ة وت��وزي��ع‬ ‫التبخر والرطوبة النسبية والرياح‪.‬‬ ‫المقننات المائية ألي محصول‬
‫السحب وسقوط األمطار كما تؤثر‬ ‫ارتفاع درجات الحرارة يعمل على‬ ‫زراعي ‪ ،‬ويتحدد طول النهار تبع ًا‬
‫في عمليات التبخر والنتح‪ ،‬فعندما‬ ‫ان��خ��ف��اض رط��وب��ة ال��ه��واء وزي���ادة‬ ‫لمدة دوام أشعة الشمس في المكان‬
‫ي��ك��ون ال��ه��واء س��اك��ن � ًا ف���إن كمية‬ ‫ق��درت��ه على التبخر‪ ،‬كما تمثل‬ ‫‪ ،‬حيث يسجل فصل الصيف قمة‬
‫المياه المتبخرة من المسطحات‬ ‫ال��ح��رارة ال��م��دخ��ل األس��اس��ي في‬ ‫السطوع الشمسي على مدار العام‪.‬‬
‫المائية تقل؛ ألن الطبقات الهوائية‬ ‫حساب المقننات المائية الالزمة‬ ‫الشكل (‪ )٢‬يعرض تأثير شدة‬
‫المالمسة للسطح تصل إلى درجة‬ ‫للمحاصيل‪ .‬يعد فصل الشتاء أقل‬ ‫اإلض����اءة ع��ل��ى م��ح��ص��ول الباميا‬
‫التشبع وتعود جزيئات من الماء‬ ‫فصول السنة حرارة‪.‬‬ ‫وه��و من المحاصيل التي تنتمي‬
‫م��رة أخ��رى إل��ى المسطح المائي ‪،‬‬ ‫حيث ترتفع درجة حرارة التربة‬ ‫إلى محاصيل النهار القصير(هي‬
‫لذلك فإن رياح ًا خفيفة تعمل على‬ ‫بوجود الهواء الساخن مما يؤثر‬ ‫محاصيل تفشل براعمها الزهرية‬
‫خلط جزيئات ال��م��اء الموجودة‬ ‫ويسبب‬ ‫على الشعيرات الجذرية ُ‬ ‫عن إكمال نموها اذا زاد طول النهار‬
‫على شكل بخار م��اء ف��ي طبقات‬ ‫تآكلها ‪ ،‬وذل��ك ُي��ؤث��ر ب���دوره على‬ ‫عن ‪ 11‬ساعة)‪ ،‬إذ يكون التزهير‬
‫ال��ه��واء ال��م�لام��س��ة لسطح ال��م��اء‬ ‫وظائفها الحيوية ‪،‬حيث ال تستطيع‬ ‫أسرع في معظم أصناف الباميا في‬
‫وتخلطها مع طبقات الهواء األعلى‬ ‫امتصاص المياه والعناصر الغذائية‬ ‫م��دة إض���اءة تقل ع��ن (‪١١‬س��اع��ة)‬
‫واألك��ث��ر جفاف ًا م��ن السفلى مما‬ ‫‪ ،‬وينتج عن ذلك نبات ضعيف من‬ ‫يومي ًا‪ ،‬وعند تعرض المحصول إلى‬
‫يساعد على زيادة المياه المتبخرة‬ ‫حيث المجموع الخضري والثمري‬ ‫مدة إضاءة ‪ ١٤‬ساعة أو أكثر يومي ًا‬
‫‪ ،‬ومن المعروف أن الهواء المضطرب‬ ‫انظر الشكل (‪3‬أ) ‪ .‬لذلك يجب‬ ‫فأن ذلك يؤثر في نمو المحصول‬
‫هو األكثر قدرة على زيادة معدالت‬ ‫استخدام الصوبات لتنظيم عملية‬ ‫ف��ي جميع م��راح��ل��ه‪ ،‬وق��د تفشل‬
‫التبخر ‪ ،‬علم ًا ب��أن سرعة الرياح‬ ‫الري لكي يتم حماية النباتات من‬ ‫عملية التلقيح‪.‬‬
‫ترتبط ارتباط ًا وثيق ًا مع اضطرابه‬ ‫تعرضه لإلجهاد الحراري كما هو‬ ‫‪-2‬احلـ ـ ـ ــرارة‬
‫لذلك فإن سرعة الرياح عامل مهم‬ ‫معروض في الشكل (‪٣‬ب)‪.‬‬ ‫تعد الحرارة العنصر المناخي‬

‫‪ 24‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫الشكل (‪ )٤‬أنواع مختلفة من مصدات الرياح وهي عبارة عن سياج فوالذي‪.‬‬

‫وترتبط الرطوبة ارتباط ًا عكسي ًا‬ ‫‪-4‬الرطوبة النسبية‬ ‫في زي��ادة معدالت التبخر ‪ ،‬حيث‬
‫م��ع درج���ة ال��ح��رارة‪ ،‬حيث ت��زداد‬ ‫تؤدى زيادة سرعة الرياح إلى إزالة‬
‫الرطوبة بانخفاض درجة الحرارة‪،‬‬ ‫تعد الرطوبة النسبية أحد‬ ‫الهواء الرطب ‪ ،‬وإحالل هواء جديد‬
‫أم���ا إذا ارت��ف��ع��ت درج���ة ال��ح��رارة‬ ‫أهم العناصر المناخية المؤثرة في‬ ‫له القدرة على احتواء المزيد من‬
‫انخفضت الرطوبة النسبية وزادت‬ ‫عملية حساب المقننات المائية‬ ‫جزيئات المياه المتبخرة وبالتالي‬
‫ق��درة الهواء على البخر‪ ،‬ويعتبر‬ ‫للمحاصيل ال��زراع��ي��ة م��ن خالل‬ ‫زيادة معدل البخر حيث تعد الرياح‬
‫الهواء جاف ًا إذا كانت النسبة ‪٥٠‬‬ ‫تأثيرها المباشر على التبخر‬ ‫الشمالية هي الرياح السائدة على‬
‫‪ ٪‬ومتوسط الرطوبة إذا كانت ما‬ ‫سواء من المجاري المائية وسطح‬ ‫م��دار ال��ع��ام ولكن ي���زداد نشاطها‬
‫بين ‪ ٪ ٦٠‬الي ‪ ٪ ٧٠‬ورطب أو شديد‬ ‫التربة أو النتح من سطح النبات‪،‬‬ ‫ويتضح أث��ره��ا الملطف للحرارة‬
‫في فصلي الصيف والخريف يمثل‬
‫فصل الربيع أكثر فصول السنة من‬
‫حيث نشاط الرياح‪.‬‬
‫ت��ؤث��ر ال���ري���اح ع��ل��ى التمثيل‬
‫الضوئي للمحاصيل‪ ،‬معدل حمل‬
‫ال��ف��واك��ه‪ ،‬سرعة اللقاح وتنظيم‬
‫درج��ة ال��ح��رارة للنبات‪ .‬م��ن أجل‬
‫خ��ل��ق م��ن��اخ محلي أك��ث��ر م�لاءم��ة‬
‫للنباتات الزراعية وللمساعدة في‬
‫زي��ادة المنتوج‪ ،‬يمكننا تخصيص‬
‫سلسلة م��ن ن��ظ��ام س��ي��اج ال��ري��اح‬
‫للمساعدة في التقليل من سرعة‬
‫الرياح للحفاظ على الماء ورطوبة‬
‫التربة في بعض المناطق القاحلة‪.‬‬
‫الشكل (‪ )٥‬أثر الرطوبة اجلوية السيئ على احملاصيل الزراعية‬ ‫انظر الشكل (‪.)٤‬‬

‫‪25‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫الشكل (‪ )٦‬أثر التبخر – النتح ‪ Evapotranspiration‬على احملاصيل الصيفية محصول الباذجنان‬
‫ال��خ��ط��وة األس��اس��ي��ة ف��ي تحديد‬ ‫‪-5‬التبخـ ـ ــر‬ ‫الرطوبة إذا زادت عن ‪.٪ ٧٠‬‬
‫المقننات المائية ال�لازم��ة لنمو‬ ‫تعتبر رطوبة الجو وال��ح��رارة‬
‫يمثل التبخر نوع من أنواع الفقد‬
‫ال��م��ح��اص��ي��ل المختلفة وه��ن��اك‬ ‫المائي ويعتبر المحصلة النهائية‬ ‫من العوامل التي لها القدرة الكبيرة‬
‫طرق عديدة لقياس التبخر نظرا‬ ‫لتفاعل العناصر المناخية مع‬ ‫ع��ل��ى تغيير ب��ع��ض ال��ط��رق التي‬
‫ألهميته في تحديد االستهالك‬ ‫بعضها فهو يتأثر بجميع العناصر‬ ‫تتكاثر فيها الحشرات‪ ،‬والتي تعمل‬
‫المائي للمحاصيل الزراعية‪.‬‬ ‫المناخية السابقة التي تلعب الدور‬ ‫على عدم نموها وع��دم تكاثرها‪،‬‬
‫التبخر– النتح هما عمليتان‬ ‫ال��رئ��ي��س��ي ف��ي ت��ح��دي��د م��ع��دالت‬ ‫وه��ذه ال��ح��ش��رات لها تأثير كبير‬
‫متشابهتان مؤلفتان من كلمتين‬ ‫التبخر من التربة والنبات واألسطح‬ ‫على المحاصيل التي تكون مزروعة‬
‫األول��ى (‪ )Evaportion‬التبخر‪،‬‬ ‫المائية ‪ ،‬فعلي سبيل المثال كلما‬ ‫داخل البيوت البالستيكية الكبيرة‪،‬‬
‫وال��م��ق��ص��ود ب��ه��ا ك��م��ي��ة ال��م��ي��اه‬ ‫ازداد الضغط الجوي قل التبخر‬ ‫وهذه اآلفات لها القدرة الكبيرة على‬
‫المتبخرة من المسطحات المائية‬ ‫وت��زداد جزيئات الهواء في وحدة‬ ‫التأقلم مع أي نوع من النباتات التي‬
‫أو من سطح التربة ‪،‬والثانية النتح‬ ‫الحجوم مع الضغط الجوي وعلية‬ ‫تحتاج إلى كمية كبيرة من الرطوبة‬
‫والمقصود‬ ‫(‪)Transpiration‬‬ ‫ففي الضغط الجوي العالي توجد‬ ‫األرض��ي��ة‪ ،‬نجد أن بعض اآلف��ات‬
‫بها فقدان النبات للماء من خالل‬ ‫فرصة اكبر بأن تصطدم جزيئات‬ ‫ال��زراع��ي��ة تحتاج إل��ى (‪ )٢٢‬ي��وم‪،‬‬
‫ثغورها ومسامات األوراق واألغصان‬ ‫بخار الماء الهاربة من سطح الماء‬ ‫وعندما تكون الرطوبة النسبية‬
‫والسيقان من النباتات الحية إلى‬ ‫بجزيئات الهواء كما يعتمد التبخر‬ ‫(‪ %)٩٥-٩٠‬وتحتاج إلى حرارة تقدر‬
‫ال��ج��و وت��ع��رف العملية المشركة‬ ‫على ‪ .‬ش��دة وتكرار وفترة سقوط‬ ‫(‪ ،%)٢٢-٢٠‬ويوجد بعض اآلفات‬
‫بينهما بالتبخر‪-‬النتح‪ ،‬وهو يضم‬ ‫اال��م��ط��ار ت��ك��ون متناسبة طرديا‬ ‫الزراعية تتكاثر في المحاصيل‬
‫ذل��ك ال��ج��زء م��ن التساقط ال��ذي‬ ‫وبصفة عامة تسبب عملية التبخر‬ ‫البقولية م��ث��ل الخنفساء على‬
‫يعود إل��ى الجو من خ�لال التبخر‬ ‫نقص الماء في األقاليم الجافة ‪،‬‬ ‫ال��ف��ول النباتي وعلى ال��ب��ازي�لاء‪.‬‬
‫المباشر ونتح النبات‪.‬‬ ‫ل��ذا تمثل معرفة معدالت البخر‬ ‫انظر الشكل الشكل (‪.)٥‬‬

‫‪ 26‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫الشكل (‪ )٦‬أثر الطقس السيئ التي تسببه األمطار على احملاصيل الزراعية‬
‫تهبط معدالت الرطوبة النسبية‬ ‫العناصر المناخية المختلفة من‬ ‫‪-6‬األمط ـ ـ ـ ــار‬
‫إلى أدن��ى معدالتها ‪ ،‬بينما تهبط‬ ‫درجة حرارة وإشعاع شمسي وعدد‬ ‫يعتبر فصل الشتاء هو موسم‬
‫معدالت البخر نتح في أشهر الشتاء‬ ‫ساعات السطوع الشمسي والرطوبة‬ ‫س��ق��وط األم���ط���ار ح��ي��ث ت��ت��أث��ر‬
‫ذات الرطوبة النسبية المرتفعة‪.‬‬ ‫النسبية وسرعة ال��ري��اح‪ ،‬كل هذه‬ ‫بالمنخفضات الجوية التي تمر‬
‫يوجد أكثر من معادلة لتحديد‬ ‫العوامل تتفاعل مع بعضها ليكون‬ ‫على البحر المتوسط شتاء والتي‬
‫معدالت البخر نتح وسيتم االقتصار‬ ‫محصلتها النهائية ه��ي معدالت‬ ‫تجلب معها رياح ممطرة قد تتوغل‬
‫على المعادلة المعتمدة من قبل‬ ‫البخر التي تمثل حجر األساس في‬ ‫في بعض األحيان حتى دائرة عرض‬
‫‪)HGTH‬منظمة األغذية والزراعة‬ ‫تحديد االستهالك المائي للنبات ‪،‬‬ ‫شماال وهو موقع مدينة المنيا‬ ‫ً‬ ‫‪° ٢٨‬‬
‫العالمية ‪ )FAO -‬والتي تتمثل في‬ ‫ومن خالل تلك العناصر يتم حساب‬ ‫في حين ال ينال القسم الجنوبي‬
‫معادلة بنمان مونتيث األصلية الذي‬ ‫معدالت البخر‪.‬‬ ‫م��ن المحافظة ق��س��ط� ًا م��ن ه��ذه‬
‫أعدته الفاو لحساب االحتياجات‬ ‫حيث تتأثر معدالت البخر نتح‬ ‫األمطار إال فيما نذر‪.‬‬
‫المائية للمحاصيل ومتطلبات‬ ‫بالعناصر المناخية وفي مقدمتها‬ ‫سقوط األمطار بمعدالت تصل‬
‫ال�����ري ‪ Cropwat‬ال��م��ص��م��م��ة‬ ‫اإلشعاع الشمسي والحرارة وسرعة‬ ‫إل��ى حد السيول ي��ؤدي إل��ى ضعف‬
‫آل��ي � ًا ف��ي ب��رن��ام��ج الهيدرولوجي‬ ‫الرياح والعالقة بين هذه العناصر‬ ‫وتأخير اإلنبات وذلك نتيجة ارتفاع‬
‫واالحتياجات المائية للمحاصيل‪،‬‬ ‫ومعدالت البخر نتح عالقة طردية‪،‬‬ ‫نسبة ال��م��ي��اه ح���ول ال��ت��رب��ة تصل‬
‫ويعتمد ال��ب��رن��ام��ج ع��ل��ى إدخ���ال‬ ‫أم��ا الرطوبة النسبية فعالقتها‬ ‫إلى الجذور مما يسبب لها اختناق‬
‫جميع البيانات المناخية الخاصة‬ ‫عكسية ب��م��ع��دالت ال��ب��خ��ر نتح‬ ‫وص��ع��وب��ة ف��ي االم��ت��ص��اص وي��زي��د‬
‫بمنطقة الدراسة‪ ،‬ومن خاللها يتم‬ ‫حيث يالحظ ارتفاع معدل البخر‬ ‫ف��رص اإلص��اب��ة بفطريات التربة‬
‫الحصول على معدالت البخر نتح‬ ‫نتح في أشهر الصيف التي تتميز‬ ‫وأعفان الجذور‪ ,‬كما يظهر تأثيره‬
‫اليومية وكذلك إجمالي‪ ( .‬كمية‬ ‫بارتفاع درجات الحرارة وزيادة عدد‬ ‫واضح ًا في ذبول واصفرار المجموع‬
‫البخر نتح للفدان على مستوى‬ ‫ساعات السطوع الشمسي ونشاط‬ ‫الخضري عند تعامد أشعة الشمس‬
‫شهور السنة )‬ ‫س��رع��ة ال��ري��اح ف��ي ال��وق��ت ال��ذي‬ ‫على النبات‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫الشكل (‪ )٧‬طرق تقدير مياة الري لمحصول محدد‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ETo = Daily reference ET [mm/d], for longer periods 900 becomes 37‬‬ ‫التبخر الزراعي المرجعي‬
‫‪T = Mean air temperature °C,‬‬ ‫متوسط درجة الحرارة اليومية‬
‫‪VPD = Vapor pressure deficit [kPa],‬‬ ‫عجز ضغط بخار الماء‬
‫]‪u2 = Wind speed at 2m high [m/s‬‬ ‫سرعة الهواء‬
‫]‪Rn = Net radiation at the crop surface [MJ/m2 per day‬‬ ‫صافي اإلشعاع الشمسي‬
‫]‪Δ = Slope vapor pressure curve [kPa °C-1‬‬ ‫انحدار منحني ضغط البخار‬
‫]‪γ = Psychrometric constant [kPa °C-1‬‬ ‫الثابت السكروميتري‬
‫]‪G = Soil heat flux density [MJ/m2 per day‬‬ ‫كثافة تدفق حرارة التربة‬

‫المناخية السابق ذكرها من (إشعاع‬ ‫ومن أهمها مشروع مستقبل‬ ‫ل��ذل��ك ح��رص��ت الهيئة‬
‫ش��م��س��ي‪ ،‬ح�����رارة‪ ،‬ري����اح‪ ،‬رط��وب��ة‬ ‫مصر (الدلتا الجديدة) نظرا‬ ‫ال��ع��ام��ة ل�ل�أرص���اد ال��ج��وي��ة‬
‫نسبية‪ ،‬تبخر‪ ،‬كمية مطر)‪.‬‬
‫‪ -2‬تقديم خدمات التنبؤات‬ ‫لألهمية الكبرى لهذا القطاع‬ ‫ال���م���ص���ري���ة ع���ل���ي ت��ق��دي��م‬
‫الجوية للعناصر المختلفة على‬ ‫وذلك على النحو التالي‪:‬‬ ‫خ��دم��ات األرص����اد الجوية‬
‫النحو التالي‪:‬‬ ‫‪-1‬ت���وف���ي���ر ب��ي��ان��ات األرص����اد‬ ‫ل��ل��ق��ط��اع ال����زراع����ي وال����ذي‬
‫■ تنبؤ يومي بحالة الطقس‪.‬‬ ‫ال��ج��وزراع��ي��ة ف��ي ص���ورة تقرير‬
‫■ تنبؤات جوية طويلة المدي‬ ‫ثلث شهري يحتوي على البيانات‬
‫يخدم المشروعات الكبرى‬

‫‪ 28‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫االستراتيجية طويلة المدى‪.‬‬ ‫■ اإلس��ق��اط��ات المناخية‬ ‫وتصدر شهريا‪.‬‬
‫هذا باإلضافة إلى إصدار تقارير‬ ‫والتي قد تمتد إل��ى ‪ 100‬عام‬ ‫■ ت���ن���ب���ؤات ف��ص��ل��ي��ة للمطر‬
‫للتحقق م��ن ال��ت��ن��ب��ؤات السابقة‬ ‫ب��اس��ت��خ��دام ال��س��ي��ن��اري��وه��ات‬ ‫والحرارة والرياح وتصدر شهريا‪.‬‬
‫وذل��ك لحرص الهيئة على التأكد‬ ‫المختلفة للنماذج الكوكبية‬ ‫■ تنبؤ بفيضان النيل ويتم‬
‫من صحة وجودة التنبؤات التي يتم‬ ‫وذل�����ك ل��م��س��اع��دة ص��ان��ع��ي‬ ‫إصداره سنويا خالل شهر مايو من‬
‫إصدارها‪.‬‬ ‫ال����ق����رار ف���ي وض����ع ال��خ��ط��ط‬ ‫كل عام‪.‬‬

‫المصادر‬
‫‪ -‬أثر التبخر – النتح ‪ Evapotranspiration‬على المحاصيل الصيفية ‪ -‬الهندسة‬
‫الزراعية‪htm.‬‬
‫‪ -‬االحتياج المائي للنبات الهندسة الزراعية‪html.‬‬
‫‪ -‬التبخر الزراعي ( ‪(Evapotranspiration (ET. html‬‬
‫للعلم‪html.‬‬
‫‪ -‬التغيرات المناخية تهدد األمن الغذائي المصري ‪ِ -‬‬
‫للعلم‪html.‬‬
‫‪ -‬التغيرات المناخية تهدد األمن الغذائي المصري ‪ِ -‬‬
‫‪ -‬الري في الصيف تحت درجات الحرارة المرتفعة‪ .‬انتحار تحت أقواس الزراعات المحمية‪.‬‬
‫‪html‬‬
‫‪ -‬الرياح وظاهرة الغبار وأثرهما في زراعة المحاصيل الصيفية ‪ -‬الهندسة الزراعية‪htm.‬‬
‫‪ -‬الرياح وظاهرة الغبار وأثرهما في زراعة المحاصيل الصيفية ‪ -‬الهندسة الزراعية‪html.‬‬
‫‪ -‬المتطلبات الضوئية لزراعة المحاصيل الصيفية ‪ -‬الهندسة الزراعية‪htm.‬‬
‫‪ -‬تأثير األمطار على الزراعة الفالحين لدينا قصور في االستفادة القصوى من المياه‪.‬‬
‫ولدينا روشتة لالستفادة منها‪ .‬والزراعيين المحاصيل لم تتض‪htm.‬‬
‫‪ -‬دور الرطوبة في مكافحة اآلفات الحشرية في النباتات – ‪ – e3arabi‬إي عربي‪html.‬‬
‫‪ -‬سلبيات ري األراضي الزراعية خالل فترة سقوط األمطار زراعة مصر األرض‪htm.‬‬
‫‪ -‬مصدات الرياح شبوك زراعة النبات ‪htm Green Technology‬‬
‫‪htm pdf. .56503219 -‬‬
‫‪htm - books-library.online -09121725Tl6E0.pdf -‬‬
‫يجب توثيق المواقع علي النموذج التالي‬
‫اسم المؤلف‪ ،‬ثم يلي ذلك تاريخ نشر المرجع‪ ،‬والعنوان‪ ،‬وتوقيت االطالع على المرجع‪،‬‬
‫وبعد ذلك يضع الرابط اإللكتروني للمرجع‪.‬‬
‫نموذج‪:‬‬
‫بشير‪ ،‬عبد الرحمن (‪ .)2009/10/2‬رد السهام عن عائشة رضي اهلل عنها‪ .‬تم االطالع‬
‫عليه في ‪2019/3/4‬م‪ .‬رابط الموقع ‪https://www.doriat.com :‬‬

‫‪29‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫الفعاليات الخاصة‬
‫بالهيئة العامة لألرصاد الجوية‬
‫بمؤتمر األطراف (‪)COP27‬‬
‫مقدمة‬
‫الهيئة العامة لألرصاد الجوية بتاريخها الطويل ومواكبتها‬
‫ألح��دث التقني��ات العالمي��ة في مج��ال الرص��د والتنبؤ‬
‫والدراس��ات المناخية ودورها المحوري في اإلنذار المبكر‬
‫لنوبات الطقس الحادة والتغيرات المناخية السلبية وبالتالي‬
‫التخفيف من اآلثار الس��لبية من خالل اإلنذار المبكر ومن‬
‫ثم العمل المبكر ش��اركت مشاركة فاعلة في أعمال الدورة‬
‫الس��ابعة والعش��رين لمؤتمر األط��راف (‪ )COP27‬والتي‬
‫انعقدت بمدينة ش��رم الش��يخ خالل الفت��رة من ‪ 6‬إلى ‪18‬‬
‫‪-‬‬
‫أ‪ /‬أميرة ناصر محمد‬
‫نوفمبر ‪ .2022‬فقد ش��اركت الهيئة عل��ى مدار أيام انعقاد‬
‫المؤتمر في كافة فعاليات الجناح العلمي الخاص بالمنظمة‬
‫العالمية لألرص��اد الجوي��ة (‪ - )WMO‬والهيئة الحكومية‬
‫الدولية المعنية بتغي��ر المناخ (‪ - )IPCC‬معهد ميليمويو‬
‫لبح��وث النظام البيئي (‪ )MERI‬بالمنطق��ة الزرقاء(‪Blue‬‬
‫‪ .)Zone‬كما شاركت بعدة جلسات حوارية وأحداث جانبية‬
‫هامة منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ 30‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫(‪ )WMO‬وتقديمها خالل مؤتمر األطراف (‪)COP27‬‬ ‫● شاركت الهيئة باجتماع الدائرة المستديرة رفيع‬
‫بمدينة شرم الشيخ‪.‬وحيث أن الهيئة العامة لألرصاد‬ ‫المستوى يوم ‪ 7‬نوفمبر والذي تم خالله اإلعالن عن‬
‫ال��ج��وي��ة ه��ي أح��د األع��ض��اء المؤسسين للمنظمة‬ ‫الخطة التنفيذية لمبادرة «اإلن��ذار المبكر للجميع»‬
‫العالمية لألرصاد الجوية‪ ،‬فقد قامت بالعمل عن كثب‬ ‫والتي تهدف إلى تحقيق الهدف الطموح الذي وضعه‬
‫مع المنظمة العالمية لألرصاد الجوية إلع��داد هذه‬ ‫السيد أمين عام األمم المتحدة لضمان أن «كل شخص‬
‫الخطة التنفيذية‪ .‬وقد شاركت الهيئة العامة لألرصاد‬ ‫على وجه األرض محمى بواسطة أنظمة اإلنذار المبكر‬
‫الجوية في عدة اجتماعات هامة إلعداد تلك الخطة‬ ‫في غضون الخمس سنوات القادمة»واسند مهمة إعداد‬
‫التنفيذية؛ كان من أبرزها اجتماع رفيع المستوى بوزارة‬ ‫الخطة التنفيذية للمنظمة العالمية لألرصاد الجوية‬

‫‪31‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫● ك��م��ا ش��ارك��ت الهيئة ي���وم ‪ 10‬نوفمبر بحدث‬ ‫الخارجية بالقاهرة والذي تم عقده خالل الفترة من‬
‫جانبي بجناح مصر خاص بعرض مخرجات الخريطة‬ ‫‪ 5 – 4‬سبتمبر ‪ ،2022‬بمشاركة كل من األمم المتحدة‬
‫التفاعلية للتغيرات المناخية على جمهورية مصر‬ ‫والمنظمة العالمية ل�لأرص��اد الجوية‪ ،‬وع��دة جهات‬
‫العربية والتي تعد نتاج مشروع قومي مشترك بين‬ ‫آخ��ري تابعة لألمم المتحدة‪ ،‬وذل��ك تمهيد ًا إلطالق‬
‫وزارة البيئة‪ ،‬والهيئة العامة لألرصاد الجوية بوزارة‬ ‫الخطة التنفيذية سالفة الذكر خالل مؤتمر ‪.COP27‬‬
‫الطيران المدني‪ ،‬ووزارة الموارد المائية والري‪ ،‬وإدارة‬ ‫● شاركت الهيئة يوم ‪ 10‬نوفمبر في جلسة تناقش‬
‫المساحة العسكرية ب���وزارة ال��دف��اع‪ .‬وتحتوي هذه‬ ‫كيف يمكن أن يتسبب تغير المناخ في إث��ارة المزيد‬
‫الخريطة التفاعلية على التوقعات المناخية على مصر‬ ‫من المخاوف بشأن مستقبل الغبار العالق والعواصف‬
‫حتى نهاية القرن الحالي ‪ ،2100‬تم إعدادها بواسطة‬ ‫الترابية‪ ،‬ومعدالت جودة الهواء‪ ،‬واآلثار المترتبة على‬
‫الهيئة العامة لألرصاد الجوية بالسيناريوهات العالمية‬ ‫الصحة العامة‪ ،‬اذ تشمل التأثيرات المحددة للغبار‬
‫‪ RCP4.5‬و‪ RCP8.5‬وهما السيناريو المناخي المتوسط‬ ‫والعواصف الترابية تقليل جودة الهواء وزي��ادة تواتر‬
‫والسيناريو األكثر تشاؤما‪ .‬وتتميز الخريطة بأنها ذات‬ ‫وش��دة المشكالت الصحية‪ ،‬باإلضافة إل��ى اعتراض‬
‫طابع فريد إذ تم تصميمها بحيث تضم كافة البيانات‬ ‫اإلشعاع الشمسي وبالتالي خفض كفاءة مصادر الطاقة‬
‫الهامة التي تخدم كافة القطاعات وتساعد صانعي‬ ‫المتجددة‪.‬‬

‫‪ 32‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫وظ��روف العمل وتأثير ذلك على اقتصاديات صناعة‬ ‫القرار في التخطيط اإلستراتيجي طويل األمد‪ ،‬وذلك‬
‫الطيران‪ .‬كما تناول التأثير السلبي للتغير المناخى‬ ‫جراء‬
‫بتحديد المناطق المعرضة لمخاطر محتملة ّ‬
‫وزي��ادة مستوى سطح البحر على المطارات الساحلية‬ ‫تغير المناخ‪ ،‬واتخاذ التدابير الالزمة في القطاعات‬
‫بجانب ع��رض أه��م الجهود المبذولة لمواجهة تلك‬ ‫التنموية المختلفة‪ ،‬بما ال يؤثر على تنفيذ خطة‬
‫التحديات والتأثيرات السلبية على قطاع الطيران‬ ‫الدولة في التنمية المستدامة‪ .‬وقد استمر العمل على‬
‫باإلضافة إلى أبرز التوصيات الخاصة بهذا الموضوع‪.‬‬ ‫إعداد هذه الخريطة ألكثر من ثالث سنوات من الجهد‬
‫كما ت��م ع��رض ج��ول��ة اف��ت��راض��ي��ة بمتحف األرص���اد‬ ‫المتصل للوصول إلى منتج مصري فريد يثبت ريادة‬
‫الجوية المقام بالمقر الرئيسي الهيئة بالقاهرة والذي‬ ‫مصر ومواكبتها للتطورات العالمية في مجال مكافحة‬
‫يضم مجموعة فريدة وأثرية من السجالت والتقارير‬ ‫التغيرات المناخية‪.‬‬
‫المناخية التي يعود تاريخها إلى نحو ألمائتي عام‬ ‫● وفى يوم ‪ 11‬نوفمبر نظمت الهيئة حدث جانبي‬
‫والتي تمثل السجل التاريخي لمناخ الدولة المصرية‪،‬‬ ‫تحت عنوان «التأثيرات السلبية المحتملة على قطاع‬
‫كما يوثق مجموعة من أجهزة قياس عناصر الطقس‬ ‫الطيران المدني والناتجة عن التغيرات المناخية»‪.‬‬
‫القديمة ويبرز التطور الهائل في أساليب قياس والتنبؤ‬ ‫وتتضمن عرض ألهم التأثيرات السلبية الناتجة على‬
‫بالطقس وكذلك البحوث العلمية في مجاالت األرصاد‬ ‫قطاع الطيران والناتجة عن التغيرات المناخية بشكل‬
‫الجوية والتغيرات المناخية والتي توليه الدولة األهمية‬ ‫عام وأثر ذلك على عمليات التشغيل والبنية التحتية‬

‫‪33‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫مجلس ال����وزراء‪ ،‬ومكتب األم���م المتحدة للحد من‬ ‫البالغة‪ .‬وتم أيض ًا خالل هذا الحدث الجانبي اإلعالن‬
‫المخاطر‪.‬‬ ‫عن نتائج وتوصيات ورشة العمل الفكرية للعمل المبكر‬
‫● كما شاركت الهيئة العامة لألرصاد الجوية يوم ‪14‬‬ ‫لإلنذار المبكر (‪ )EWEA‬والتي استضافتها الهيئة العامة‬
‫نوفمبر في جلسة بعنوان «نظم رصد الكرة األرضية‬ ‫لألرصاد الجوية خالل الفترة من ‪ 19 – 17‬أكتوبر ‪2022‬‬
‫لمراقبة وإدارة ح��وض نهر النيل»‪ ،‬والتي ش��ارك بها‬ ‫تحت رعاية وزارة الطيران المدني وبتنظيم مشترك مع‬
‫معالي الدكتور‪ /‬هاني سويلم ‪ -‬وزير الموارد المائية‬ ‫اتحاد بناء القدرات (‪ )CCB‬بجامعة كولورادو األمريكية‬
‫والري‪ ،‬السيد الدكتور‪ /‬محمود محيي الدين ‪ -‬المدير‬ ‫والوكالة األمريكية للتنمية الدولية (‪ )USAID‬بهدف‬
‫التنفيذى للبنك الدولي ورائد مؤتمر المناخ‪ ،‬والسيد‬ ‫مناقشة مفهوم اإلنذار المبكر والعمل المبكر وإشراك‬
‫الدكتور‪ /‬هشام العسكري – نائب رئيس الوكالة المصرية‬ ‫المهنيين الشباب في الحد من مخاطر الكوارث‪.‬‬
‫للفضاء‪ ،‬باإلضافة إلى ممثلين عن المنظمة العلمية‬ ‫● وفى يوم ‪ 12‬نوفمبر شاركت الهيئة العامة لألرصاد‬
‫ل�لأرص��اد الجوية (‪ )WMO‬ووك��ال��ة ناسا الفضائية‪.‬‬ ‫الجوية بالقاعة الرئيسة بجناح مصر بحدث جانبي‬
‫وت��ن��اول��ت الجلسة سبل تعزيز ط��رق رص��د مصادر‬ ‫خاص بإعالن مدينة شرم الشيخ مركز للمرونة‪ ،‬وذلك‬
‫ومستويات المياه العذبة عن طريق استخدام وسائل‬ ‫كأول مركز للمرونة على مستوى القارة اإلفريقية‪ .‬وتم‬
‫التكنولوجيا الحديثة الخاصة بتصوير ومراقبة الكرة‬ ‫هذا الحدث الجانبي بمشاركة معالي محافظ جنوب‬
‫األرضية‪ .‬ويأتي ذلك في إطار تعزيز التعاون بين الهيئة‬ ‫سيناء‪ ،‬ومركز معلومات ودع��م اتخاذ القرار برئاسة‬

‫‪ 34‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫فخامة السيد‪ /‬رئيس الجمهورية للتآزر بين االتفاقيات‬ ‫العامة لألرصاد الجوية والوكالة المصرية للفضاء في‬
‫البيئية الثالث (التصحر – التنوع البيولوجي – تغير‬ ‫سبيل توفير أحدث طرق رصد ومراقبة مستويات مياه‬
‫فضال عن توجه مؤتمر المناخ لتبني شعار “مع ًا‬‫ً‬ ‫المناخ)‪،‬‬ ‫النيل ولضمان تعدد الوسائل المستخدمة في تعزيز‬
‫للتنفيذ”‪ ،‬وحرص مختلف القوى اإلقليمية والدولية‬ ‫األمن المائي لجمهورية مصر العربية‪.‬‬
‫على تحويل الوعود والتفاهمات واالتفاقيات إلى واقع‬ ‫● وايضا شاركت الهيئة العامة لألرصاد الجوية يوم‬
‫ملموس‪.‬‬ ‫‪ 14‬نوفمبر في منصة الحدث الجانبي الذي نظمه قطاع‬
‫● كما شاركت الهيئة العامة لألرصاد الجوية يوم‬ ‫إدارة األزمات والكوارث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ‬
‫‪ 14‬نوفمبر في جلسة حوارية حول «التغير المناخي‬ ‫القرار برئاسة مجلس الوزراء جلسة جانبية على هامش‬
‫في حوض البحر األبيض المتوسط»‪ ،‬بجناح البحر‬ ‫لتغيـر المناخ‬
‫ُّ‬ ‫مؤتمر األطراف التفاقية األمم المتحدة‬
‫األبيض المتوسط بالمنطقة الزرقاء‪ ،‬والتي نظمتها‬ ‫‪ COP27‬بجناح مصر في المنطقة الزرقاء يوم ‪ 14‬نوفمبر‬
‫جامعة تشابمان‪ ،‬والجامعة البريطانية في مصر‪،‬‬ ‫لمناقشة المبادرة المصرية لتأسيس “منظومة إفريقية‬
‫ووك��ال��ة ال��ف��ض��اء المصرية وب��ح��ض��ور السيد ال��ل��واء‬ ‫متعددة األط��راف إلدارة األزم��ات والكوارث ذات البعد‬
‫محافظ مدينة اإلسكندرية‪.‬وتناولت الجلسة مناقشة‬ ‫البيئي”‪ .‬وتأتي الجلسة في إطار المبادرة التي أطلقها‬

‫‪35‬‬ ‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫والدراسات العلمية المرتبطة بالمناخ‪ ،‬باإلضافة‬ ‫نظم مراقبة التغيرات المناخية التي يمكن توفيرها‬
‫الى خدمات التدريب والتأهيل الذي يقدمها المركز‬ ‫لمدينة اإلسكندرية‪ ،‬باعتبارها إحدى المدن المعرضة‬
‫اإلقليمي للتدريب بالقاهرة التابع للهيئة والمعتمد‬ ‫لمخاطر متعدد ناجمة عن التغيرات المناخية‪ ،‬مثل‬
‫دوليا من قبل المنظمة العالمية لألرصاد الجوية‬ ‫األم��ط��ار الشديدة والسيول وارت��ف��اع مستوى سطح‬
‫(‪.)WMO‬‬ ‫البحر‪ .‬وناقشت الجلسة اإلج��راءات المتبعة من قبل‬
‫● كذلك شاركت الهيئة العامة ل�لأرص��اد الجوية‬ ‫عدة جهات رسمية بالدولة مثل الهيئة العامة لألرصاد‬
‫بجلسة حوارية بالجناح األمريكي تحت عنوان «المبادرة‬ ‫الجوية ووكالة الفضاء المصرية في تعزيز واستغالل‬
‫األمريكية (‪ )PREPARE›d‬للتكيف عبر مبادرة األمم‬ ‫الوسائل التقنية المتعددة والذكية في مجاالت الرصد‬
‫المتحدة اإلن��ذار المبكر للجميع” بمشاركة الوكالة‬ ‫واالستشعار ع��ن بعد لمواجهة التحديات البيئية‬
‫األمريكية للتنمية الدولية(‪ ،)USAID‬واإلدارة الوطنية‬ ‫والمجتمعية الرئيسية التي تواجه مدينة اإلسكندرية‬
‫األمريكية للمحيطات والغالف الجوي(‪،)NOAA‬ووكالة‬ ‫وصناع القرار بها‪.‬‬
‫الفضاء األمريكية –ناسا(‪ ،)NASA‬والهيئة الحكومية‬ ‫● وف��ى ي��وم ‪ 17‬نوفمبر أدارت الهيئة العامة‬
‫للتنمية بشرق إفريقيا(‪ .)IGAD‬وقدمت الهيئة الكلمة‬ ‫لألرصاد الجوية جلسة حوارية بالجناح المصري‬
‫االفتتاحية للجلسة والخاصة بتقديم رأي المهنيين‬ ‫بالمنطقة ال��زرق��اء تحت عنوان «خدمات الهيئة‬
‫الشباب في كيفية تحقيق غايات اإلنذار المبكر والعمل‬ ‫العامة ل�لأرص��اد الجوية المقدمة إل��ى مختلف‬
‫المبكر وال��ت��ي ن��ادت بها األم��م المتحدة والمنظمة‬ ‫قطاعات التنمية المستدامة بجمهورية مصر‬
‫العالمية ل�لأرص��اد ال��ج��وي��ة بغية ح��م��اي��ة األرواح‬ ‫العربية»‪ ،‬حيث تم استعراض المعلومات األساسية‬
‫والممتلكات من مخاطر التغيرات المناخية‪.‬‬ ‫عن الهيئة وأه��م الخدمات التي تقدمها للعديد‬
‫● وفى يوم ‪ 18‬نوفمبر أدارت الهيئة العامة لألرصاد‬ ‫من ال��وزارات والهيئات وقطاعات الدولة المختلفة‬
‫الجوية جلسة ح��واري��ة بالجناح العلمي الخاص بـ‬ ‫في سبيل توفير مختلف خدمات األرص��اد والمناخ‬
‫‪WMO-IPCC-MERI‬حول التغيرات المناخية على‬ ‫التي تحتاجها قطاعات ال��دول��ة لتحقيق أه��داف‬
‫جمهورية مصر العربية بين الماضي والمستقبل‪ ،‬حيث‬ ‫التنمية المستدامة بجمهورية مصر العربية‪ .‬وتم‬
‫تم عرض أح��دث األبحاث العلمية المنشورة وتشمل‬ ‫عرض عدة عروض تقديمية تناولت معلومات عن‬
‫تأثير التغيرات المناخية على عدة قطاعات حيوية‬ ‫محطات األرصاد الجوية المنتشرة حول جمهورية‬
‫بجمهورية مصر العربية‪ .‬كما تناولت الجلسة ً‬
‫أيضا‬ ‫مصر العربية‪ ،‬وخدمات التنبؤات الجوية واإلنذار‬
‫تأثير التغيرات المناخية على المشاريع الجديدة مثل‬ ‫المبكر‪ ،‬وكذلك طرق مراقبة ورصد المناخ وتقديم‬
‫الدلتا الجديدة وأيضا تأثيرها علي إنتاجية المحاصيل‬ ‫الخدمات المناخية لعديد من القطاعات الحيوية‬
‫الزراعية‪.‬‬ ‫بالدولة وكذلك مساهمة الهيئة في مجال البحوث‬

‫‪ 36‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫غازات الدفينة ودورها في التغيرات المناخية‬
‫مفهوم غازات الدفينة‬
‫غ��ازات الدفين��ة ه��ي‬
‫إعداد ‪:‬‬
‫ا د ‪ /‬محمد عبد الرحمن سالمه‪.‬‬
‫الرئيس األسبق للمركز القومي‬
‫‪-‬‬ ‫الغ��ازات التي له��ا خاصية‬
‫لالمان النووي والرقابة االشعاعيه‬
‫امتص��اص االش��عه تح��ت‬
‫هيئة الطاقة الذرية_ القاهرة‬ ‫الحم��راء’ أي إنه��ا تمت��ص‬
‫الطاقة الحرارية الكلية حيث‬
‫ق��دره تفوق آالف المرات غ��از ثاني‬ ‫وم���ن أه���م غ����ازات ال��دف��ي��ن��ة غ��از‬ ‫أن هذه االشعه تنبعث من‬
‫أكسيد الكربون‪,‬وتبقى في الغالف‬ ‫ثاني أكسيد ال��ك��رب��ون حيث يكون‬ ‫سطح األرض ثم يتم إعادتها‬
‫ال��ج��وى ل�ل�أرض لمئات اآلالف من‬ ‫مسئوال عن حوالي ‪ %75‬من اجمالى‬
‫ال��س��ن��ي��ن وت��م��ث��ل ن��س��ب��ه ت��ص��ل إل��ى‬ ‫االنبعاثات‪ ,‬وي��م��ك��ن أن يبقى في‬ ‫م��ره أخ��رى إلى الس��طح‬
‫ح��وال��ي ‪ %2‬م��ن غ����ازات ال��دف��ي��ن��ة‪.‬‬ ‫الغالف الجوى آلالف السنين‪.‬وفى‬ ‫وه��و ما ي��ؤدى إلى ظاهرة‬
‫وي��خ��ش��ى ال��ع��ل��م��اء ‪,‬وال���ع���دي���د من‬ ‫ع��ام ‪ 2018‬وص��ل��ت مستويات ثاني‬
‫المسئولين الحكوميين وعدد كبير‬ ‫أكسيد الكربون إلى نسبه ‪ 411‬جزء‬ ‫االحتباس الحراري ‪ ,‬ويعتبر‬
‫من المواطنين من تبعات أآلحترار‬ ‫المليون‪ ,‬وذلك في الغالف الجوى في‬ ‫غ��از ثاني أكس��يد الكربون‬
‫العالمي‪ ,‬وم���ن ال��ط��ق��س القاسى‪,‬‬ ‫هاواي‪ ,‬وهو أعلى نسبه تم تسجيلها‬
‫وارتفاع منسوب مياه البحر‪,‬وانقراض‬ ‫على اإلط�لاق‪.‬وم��ن الجدير بالذكر‬ ‫والميث��ان وبخ��ار الماء من‬
‫النبات والحيوانات‪,‬وارتفاع حموضة‬ ‫أن ثاني أكسيد الكربون ينتج عن‬ ‫أهم غازات الدفينة باالضافه‬
‫المحيطات‪ ,‬والتغيرات المناخية‬ ‫ح��رق ال��م��واد العضوية مثل الفحم‬
‫الكبيرة‪,‬واالضطرابات االجتماعية‬ ‫وال��ن��ف��ط وال��غ��از وال��خ��ش��ب أم���ا غ��از‬ ‫إل��ى غ��ازات أخ��رى مث��ل‬
‫غير المسبوقة‪,‬المتوقع حدوثها‪.‬‬ ‫الميثان والذي يتمثل احد مصادره‬ ‫األوزون وأكس��يد النيتروز‬
‫ما هو تغير املناخ‬ ‫في عملية تنفس الحيوانات وهو‬
‫يقصد بتغير المناخ التحوالت‬ ‫المكون الرئيسي للغاز الطبيعي‪ ,‬وفى‬ ‫ولك��ن تأثيرها يك��ون أقل‪,‬‬
‫طويلة األج��ل ف��ي درج���ات ال��ح��رارة‬ ‫األماكن الزراعية يشكل غاز أكسيد‬ ‫وعلى الرغ��م من أن غازات‬
‫وأن��م��اط ال��ط��ق��س‪.‬وق��د ت��ك��ون هذه‬ ‫النيتروز(يسمى غاز الضحك) نسبه‬
‫ال��ت��ح��والت طبيعيه فتحدث على‬ ‫قليله م��ن غ���ازات الدفينة وينتج‬ ‫الدفينة تش��كل جزءاً بسيطاً‬
‫سبيل المثال من خالل التغيرات في‬ ‫خاصة من الجهاز الهضمي لحيوانات‬ ‫من غ��ازات الغالف الجوى‪,‬‬
‫ال��دورة ألشمسيه‪ .‬ولكن‪ ,‬منذ القرن‬ ‫الرعي وروث الحيوانات‪,‬ولكنه أقوى‬
‫ال��ت��اس��ع عشر‪ ,‬أص��ب��ح��ت األنشطة‬ ‫ت��رك��ي��زا ب ‪ 264‬م��ن ث��ان��ي أكسيد‬ ‫إال أنها له��ا تأثير عميق في‬
‫ال��ب��ش��ري��ة ه��ي المسبب الرئيسي‬ ‫الكربون ويتجاوز عمره فتره زمنيه‬ ‫نظ��ام الطاق��ة لألرض‪,‬ومن‬
‫لتغير المناخ‪,‬ويرجع ذلك أساسا إلى‬ ‫تصل إلى قرن في الغالف الجوى‪,‬وتعد‬
‫عمليات ح��رق ال��وق��ود األحفورى‪,‬‬ ‫ال���زراع���ة‪,‬وال���ث���روة ال��ح��ي��وان��ي��ة بما‬ ‫الجدي��ر بالذك��ر أن غازات‬
‫مثل الفحم والنفط والغاز‪,‬حيث ينتج‬ ‫ف���ي ذل����ك األسمدة‪,‬والمخلفات‬ ‫الدفينة قد أس��همت بشكل‬
‫من حرق الوقود اآلحفورى أنبعاثات‬ ‫الزراعية والوقود المحترق من أكبر‬
‫غازات الدفينة التي تعمل مثل غطاء‬ ‫مصادر انبعاث أكسيد النيتروز أما‬ ‫كبير في التغيرات المناخية‬
‫يلتف حول الكره األرضيه‪,‬مما يؤدى‬ ‫بالنسبة ل��ل��غ��ازات الصناعية مثل‬ ‫على نطاق واسع‪.‬‬
‫إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات‬ ‫مركبات الفلور المختلفة ف��إن لها‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪37 68‬‬


‫ال��ح��رارة‪ .‬كما تنتج غ��ازات الدفينة‬
‫والتي تسبب أيضا تغير المناخ نتيجة‬
‫استخدام البنزين لقيادة السيارات‬
‫أو ال��ف��ح��م لتدفئة ال��م��ب��ان��ي‪ .‬كما‬
‫يمكن أيضا أن يؤدى تطهير األراضي‬
‫م��ن األع��ش��اب وال��ش��ج��ي��رات وقطع‬
‫الغابات إلى إطالق غاز ثاني أكسيد‬
‫ال��ك��رب��ون‪ .‬وي��ع��د أن��ت��اج واستهالك‬
‫الطاقة والصناعة والنقل والمباني‬
‫والزراعة واستخدام األراضي من بين‬
‫مصادر االنبعاثات الرئيسية‪ .‬ومما‬
‫هو جدير بالذكر أن تركيزات غازات‬
‫البشرى هو سبب تفاقم ظاهرة التغير‬ ‫البلدان النامية األخرى‪,‬ففي ظل‬ ‫الدفينة قد بلغت أعلى مستوياتها‬
‫المناخي‪ .‬حيث قامت دراسة أمريكية‬ ‫الظروف السيئة التي يعيشون فيها‬ ‫منذ ح��وال��ي مليوني سنه والزال��ت‬
‫بتحليل أك��ث��ر م��ن ‪ 88‬أل���ف دراس���ة‬ ‫ج��راء التغيرات المناخية الحادثة‬ ‫االنبعاثات مستمرة في االرتفاع حتى‬
‫مناخيه لتخرج بنتيجة مفادها‬ ‫مثل ارت��ف��اع مستوى سطح البحر‬ ‫اآلن‪ .‬ونتيجة لذلك‪,‬أصبحت الكره‬
‫أن ‪ %99‬من ال��دراس��ات تتفق على أن‬ ‫وتسلل المياه المالحة إلى منازلهم إلى‬ ‫األرضية أكثر دفئا اآلن بمقدار‪1,1‬‬
‫البشر يلعبون دورا كبيرا في تفاقم‬ ‫درجه تضطر فيها مجتمعات بأكملها‬ ‫درج��ه مئوية عما كانت عليه في‬
‫ظاهرة تغير المناخ‪ .‬ويمكن أتبات‬ ‫إلى الهجرة إلى أماكن أخرى‪,‬كما أن‬ ‫أواخ����ر ال��ق��رن ال��ت��اس��ع ع��ش��ر‪.‬وك��ان‬
‫ذلك عن طريق االعتماد على نماذج‬ ‫ف��ت��رات الجفاف الطويلة الحادثة‬ ‫العقد ال���م���اض���ي(‪ )2020-2011‬هو‬
‫محاكاة تظهر التغيرات المناخية‪,‬دون‬ ‫قد تعرض الناس لخطر المجاعة‬ ‫األكثر دفئا على اإلط�لاق‪ .‬ويعتقد‬
‫ال��ت��دخ��ل ال��ب��ش��رى وك��ي��ف تفاقمت‬ ‫ف��ي المستقبل‪ ,‬وم���ن ال��م��ت��وق��ع أن‬ ‫كثير من الناس أن تغير المناخ يعنى‬
‫مع التدخل البشرى‪ .‬وكانت وكالة‬ ‫يرتفع عدد الالجئين بسبب التغير‬ ‫أساسا ارتفاع درج��ات الحرارة‪ ,‬ولكن‬
‫ناسا االمريكيه ق��د نشرت دراس��ة‬ ‫المناخي‪ .‬وفى سلسله لتقارير األمم‬ ‫ارت��ف��اع درج���ة ال��ح��رارة ليس سوى‬
‫ع���ام‪ 2021‬أستخدم فيها الباحثون‬ ‫المتحدة‪ ,‬اتفق اآلالف من العلماء‬ ‫ب��داي��ة القصة‪,‬وألن األرض عبارة‬
‫صور األقمار الصناعية لقياس مقدار‬ ‫والمراجعين الحكوميين على أن الحد‬ ‫عن نظام‪,‬حيث أن كل ش��يء متصل‬
‫اإلش��ع��اع األرض��ي من أج��ل أثبات أن‬ ‫من ارتفاع درجة الحرارة إلى ماال يزيد‬ ‫فإن التغيرات في منطقه واحده قد‬
‫التغير المناخي ال��س��ري��ع الحالي‬ ‫عن ‪ 1,5‬درج��ه مئوية سوف يساعد‬ ‫تؤدى إلى تغيرات في جميع المناطق‬
‫ليس طبيعيا وإنما ناجم عن نشاط‬ ‫على تجنب أسوأ التأثيرات المناخية‬ ‫األخرى‪.‬ومما يذكر أن عواقب تغير‬
‫البشر‪,‬فعلى سبيل المثال‪,‬عندما يتم‬ ‫والحفاظ على مناخ صالح للعيش ومع‬ ‫المناخ تشمل أمور أخرى مثل الجفاف‬
‫حرق الوقود مثل الفحم أو النفط أو‬ ‫كل ذلك تشير السياسات أنه بحلول‬ ‫ال��ش��دي��د ون���درة ال��م��ي��اه وال��ح��رائ��ق‬
‫الغاز‪ ,‬فإنه سيطلق غاز ثاني أكسيد‬ ‫نهاية ال��ق��رن الحالي س��وف ترتفع‬ ‫الشديدة وارت��ف��اع مستويات سطح‬
‫ال��ك��رب��ون ف��ي ال��ف��ض��اء و ال���ذي يعد‬ ‫درج��ة ال��ح��رارة بمقدار ‪ 2,8‬درج��ه‬ ‫البحر والفيضانات وذوب��ان الجليد‬
‫مسئوال عن أكثر من ‪ %65‬من االحترار‬ ‫مئوية ‪ ,‬حيث تأتى االنبعاثات التي‬ ‫القطبي والعواصف الكارثيه وتدهور‬
‫الناجم عن الغازات الدفينة‪,‬مما يؤدى‬ ‫تسبب تغير المناخ من كل منطقه في‬ ‫التنوع البيولوجي‪ ,‬كما يمكن أن‬
‫إلى ارتفاع درجة حرارة األرض‪.‬وقد‬ ‫العالم بنسب تركيز مختلفة‪ ,‬ولكن‬ ‫يؤثر التغير المناخي على صحة‬
‫أف��اد االتحاد االلمانى للمناخ» أنه‬ ‫يجب على الدول واألشخاص الذين‬ ‫أفراد المجتمع وقدرته على ألزراعه‬
‫في عام‪ 2020‬بلغ المتوسط السنوي‬ ‫يتسببون في أح��داث أكبر قدر من‬ ‫وتامين ال��غ��ذاء والسكن والسالمة‬
‫لتركيز ثاني أكسيد الكربون أعلى‬ ‫االنبعاثات أن يتحملوا مسئوليه أكبر‬ ‫والعمل‪.‬ومما هو جدير بالذكر أن‬
‫بنسبة ‪ %50‬تقريبا مما ك��ان عليه‬ ‫لمباشرة العمل بشأن االنبعاثات‬ ‫بعض األش��خ��اص ممكن أن يكونوا‬
‫قبل الثورة الصناعية حيث بلغ تركيز‬ ‫المرتبطة بالتغير المناخي الحادث‬ ‫أكثر عرضه من غيرهم لتأثيرات‬
‫ثاني أكسيد الكربون في يوليو‪2022‬‬ ‫‪.‬وقد خلصت مئات المراكز البحثية‬ ‫المناخ‪,‬على سبيل ال��م��ث��ال الذين‬
‫نسبة ‪ 417‬جزءا في المليون‪ ,‬والتي‬ ‫في جميع أنحاء العالم إلى أن النشاط‬ ‫يعيشون في دول جزريه صغيره وفى‬

‫‪ 38‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫تعد وح��دة قياس لتحديد مستوى‬
‫التلوث الحادث في الهواء بينما كانت‬
‫آخر مره حدث فيها ارتفاع مستويات‬
‫ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير‬
‫كان قبل حوالي ‪ 3‬مليون عام عندما‬
‫أرتفع مستوى سطح البحر إل��ى ‪30‬‬
‫مترا وذل��ك قبل وج��ود البشر على‬
‫األرض‪ .‬وقد وجد الباحثون أن ظاهرة‬
‫التغير المناخي كانت قد بدأت منذ‬
‫أكثرمن‪ 180‬عاما وتحديدا مع بداية‬
‫الثورة الصناعية‪,.‬فقد ذكر علماء من‬
‫‪ 195‬دوله في تقرير الهيئة الحكومية‬
‫ال��دول��ي��ة بتغير ال��م��ن��اخ أن هناك‬
‫تزايد في األدلة على حدوث ظواهر‬
‫جوية متطرفة مثل م��وج��ات الحر‬
‫وم��وث��وق��ه مثل ال��ط��اق��ة الشمسية‬ ‫المناخي وتحمل البشر مسؤوليتها‪.‬‬ ‫الشديدة واألمطار الغزيرة والجفاف‬
‫وط��اق��ة ال���ري���اح وط��اق��ة ال��ح��رارة‬ ‫وهذا التغير المناخي هو سبب زيادة‬ ‫واألع��اص��ي��ر ال��م��داري��ة ‪.‬وق���د أف��اد‬
‫الجوفية من باطن األرض وطاقة‬ ‫ظواهر الطقس المتطرفة التي تهدد‬ ‫االتحاد األلماني للمناخ أيضا أن كافة‬
‫الماء‪,‬إضافة إل��ى الطاقة النووية‬ ‫حياة البشر بأسره ‪ .‬ولتجنب أسوأ‬ ‫مكونات النظام المناخي كالمحيطات‬
‫والتي تنبعث منها غازات أو ملوثات‬ ‫أثار تغير المناخ‪,‬يجب قطع الملوثات‬ ‫والجليد واألرض والغالف الجوى قد‬
‫قليله إن لم تكن منعدمة‪ ,‬وحديثا‬ ‫مثل غ��از الميثان وأكسيد النيتروز‬ ‫ارتفعت درج��ة حرارتها أيضا بشكل‬
‫نجح العلماء في الواليات المتحدة‬ ‫ومبردات الهيدروفلوروكربون وسخام‬ ‫كبير خالل العقود األخيرة وبأكثر من‬
‫االمريكيه من تحقيق اختراقا علميا‬ ‫الكربون األس��ود والضباب الدخانى‬ ‫درجه مئوية مما كان عليه في فتره‬
‫كبيرا في االندماج النووي يرجح أن‬ ‫على مستوى األرض جنبا إلى جنب‬ ‫ما قبل الثورة‪.‬‬
‫يحدث ث��وره في إنتاج الطاقة على‬ ‫م��ع ث��ان��ي أكسيد ال��ك��رب��ون بمقدار‬ ‫ومما هو جدير بالذكر أن اتفاقية‬
‫األرض ‪,‬وهى تكنولوجيا ينظر إليها‬ ‫النصف تقريبا بحلول ع���ام‪2030‬‬ ‫ب��اري��س ل��ع��ام ‪ 2015‬ق��د نصت على‬
‫على أنها مصدر ثوري بديل للطاقة‬ ‫وال��وص��ول بها إل��ى مستوى الصفر‬ ‫ضرورة إبقاء االحترار العالمي أقل من‬
‫حيث أنه مصدر نظيف ووفير وآمن‬ ‫بحلول ع����ام‪ ,2050‬ولتحقيق ذلك‬ ‫مستوى ‪ 1,5‬درجه مئوية بحلول عام‬
‫يمكن أن يسمح للبشرية فى نهاية‬ ‫نحتاج إلى التخلص من اعتمادنا على‬ ‫‪ 2100‬وإال فإن تداعيات ظاهرة التغير‬
‫المطاف بإنهاء اعتمادها على الوقود‬ ‫ال��وق��ود االح��ف��ورى واالستثمار في‬ ‫المناخي سوف تتفاقم‪,‬مما سيلحق‬
‫االح��ف��ورى ال��ذى يتسبب ف��ي أزم��ة‬ ‫مصادر متجددة بديله تكون نظيفة‬ ‫المزيد من الضرر بالبشر وبكوكب‬
‫المناخ العالمية‬ ‫ومتاحة وف��ى المتناول ومستدامة‬ ‫األرض خ��اص��ة م��ع اس��ت��م��رار ارت��ف��اع‬
‫مستوى سطح البحر ومع ارتفاع معدل‬
‫املراج ـ ـ ـ ـ ــع‬ ‫االحتباس الحراري مما يعنى ارتفاع‬
‫معدل االحترار العالمي بمعدل درجه‬
‫ون��ص��ف ف��ي المتوسط‪ ,‬إذ سيكون‬
‫«‪>http//ar.wikipedia.org«wiki‬‬
‫االحترار فوق اليابسة أكثر من فوق‬
‫‪https//Youth.wmo.net‬‬
‫المحيطات التي تمتلك تأثير تبريد‬
‫‪How longwill global warming lasts?Reterived,12june,2012‬‬
‫معين يسبب التبخر وسوف يؤدى ذلك‬
‫‪Global Green House Emission Data, US.EPA.Retrieved 30 Dec.2019‬‬
‫إلى ارتفاع معدل االحترار العالمي‬
‫‪,Green house Gases;Causes,Sources and Environmental Effects‬‬
‫بأكثر من‪ 1,5‬درجه مئوية‪ .‬إن هناك‬
‫‪www.live science.com.Reterived.18 /5/2015 Edited‬‬
‫ثمة أجماع علمي بنسبة ‪ %100‬تقريبا‬
‫‪https//www.sky news Arabia.com›158038‬‬ ‫على التأكيد بوجود ظاهرة التغير‬

‫األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪39 68‬‬


‫ماذا تعرف عن‬
‫النشاط الشمسي وعالقته‬ ‫ت لك‬
‫أ‬ ‫قر‬

‫بالتغيرات المناخية على كوكب‬


‫االرض بين التأييد والمعارضة‬ ‫‪‬‬
‫ياسر عبد الجواد السيد‬
‫مدير مركز تنبؤات‬
‫مطار القاهرة‬ ‫‪-‬‬

‫● في ‪ 14‬يوليو ‪، 2022‬نش��ر ‪ YouTuber Ben Davidson‬مقطع فيديو على قناته‬


‫‪ Suspicious0bservers‬ال��ذي يدعي أن الش��مس هي الس��بب الج��ذري لالحتباس‬
‫الحراري الذي الحظه العلماء منذ الثورة الصناعية‪.‬‬
‫● يزعم ديفيدس��ون ‪،‬ال��ذي تضم قناته أكثر من ‪ 600000‬مش��ترك ‪،‬أن علم المناخ‬
‫الحالي ال يأخذ في الحس��بان “ الجس��يمات الشمس��ية واألش��عة الكوني��ة والمجال‬
‫المغناطيسي بين الكواكب والمجال المغناطيسي الضعيف لألرض»‪.‬‬
‫● قال جورج فيولنر‪ ،‬نائب رئيس قس��م األبحاث في معهد بوتس��دام ألبحاث تأثير‬
‫المن��اخ‪ ،‬إن العلماء لم يجدوا صل��ة بين هذه العوامل والتغي��رات المهمة في مناخ‬
‫كوكب األرض‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فإن تأثير االحترار لغازات االحتباس الحراري قد ثبت‬
‫جيدا – كما هو الحال بالنسبة للعالقة بين األنشطة البشرية واالحترار الحالي لألرض‪.‬‬
‫ً‬

‫‪ 40‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫المغناطيسي المحيط ب���األرض يعكس الطاقة‬ ‫ق��ال فيولنر في رسالة بالبريد اإللكتروني إلى‬
‫الهائلة التي تعيدها الكتل اإلكليلية المقذوفة إلى‬ ‫‪“ :Science Feedback‬ليس هناك ش��ك مطلقً ا في‬
‫الفضاء‪ .‬ه��ذا المجال المغناطيسي‪ ،‬كما الحظت‬ ‫المجتمع العلمي في أن أزمة المناخ الحالية ناتجة عن‬
‫وكالة ناسا‪“ ،‬يحمينا من تآكل غالفنا الجوي بفعل‬ ‫أنشطة بشرية”‪.‬‬
‫الرياح الشمسية (الجسيمات المشحونة التي تقذفها‬ ‫أحد العوامل التي يشير إليها ديفيدسون على أنها‬
‫شمسنا باستمرار) والتآكل واإلش��ع��اع الجسيم من‬ ‫تدفع بالمعدالت الحالية لتغير المناخ هي االنبعاث‬
‫القذف الكتلي اإلكليلي (السحب الهائلة من البالزما‬ ‫الكتلي اإلكليلي (‪، )CMEs‬وهي ظاهرة حددها مركز‬
‫الشمسية النشطة والممغنطة واإلشعاع ) ‪ ،‬واألشعة‬ ‫التنبؤ بالطقس الفضائي التابع ل�ل�إدارة الوطنية‬
‫الكونية من الفضاء”‬ ‫للمحيطات وال��غ�لاف ال��ج��وي (‪ )NOAA‬على أنها‬
‫وم��ع ذل��ك‪ ،‬يدعي ديفيدسون أن ضعف المجال‬ ‫“عمليات طرد كبيرة للبالزما والمجال المغناطيسي‬
‫المغناطيسي ل�لأرض جعل م��ن السهل على طاقة‬ ‫من هالة الشمس”‪ .‬يستشهد ديفيدسون بورقة نُ شرت‬
‫عام ‪ 2002‬في مجلة البحوث الجيوفيزيائية‪ :‬فيزياء‬
‫الشمس تدفئة الكوكب‪ .‬وفقً ا لوكالة ناسا‪ ،‬ضعف‬
‫الفضاء لدعم ادعائه بأن الشمس أنتجت ضعف عدد‬
‫المجال المغناطيسي لألرض بحوالي ‪ 9‬بالمائة في‬
‫الكواكب المنتظمة من عام ‪ 1940‬إلى ‪ 2005‬كما فعلت‬
‫المتوسط خالل الـ ‪ 200‬عام الماضية ‪ -‬لكن “الدراسات‬
‫قبل قرن من الزمان‪ .‬في ملخصها‪ ،‬تشير دراسة عام‬
‫تقريبا‬
‫ً‬ ‫المغناطيسية القديمة ُتظهر أن المجال قوي‬
‫‪ 2002‬إل��ى‪“ :‬نعتقد أن معدل ط��رد الكتلة اإلكليلية‬
‫كما ك��ان عليه في المائة أل��ف ع��ام الماضية‪ ،‬وهو‬
‫(‪ )CME‬للدورات الشمسية األخيرة كان أعلى مرتين‬
‫ضعف شدة المليون‪ -‬متوسط العام “‪ .‬والعلماء ليس‬
‫تقريبا من معدل الدورات الشمسية قبل ‪ 100‬عام‪”.‬‬
‫ً‬
‫لديهم سببل االعتقاد بأن قطبي األرض‪ ،‬كما يدعي‬
‫ديفيدسون‪ ،‬سوف يتقلبان في أي وقت قريب‪ :‬تحدث‬ ‫وكان رد مؤلف هذه الورقة البحثية على‬
‫انعكاسات القطب على مدى مئات إلى آالف السنين‪،‬‬ ‫ادعاء ديفيدسون كتالى‪:‬‬
‫وليس هنا كما يضمن أن المجال المغناطيسي الحالي‬ ‫ال ترتبط إخ���راج الكتلة اإلكليلية بالتغيرات‬
‫لألرض سيستمر في الضعف‪.‬‬ ‫القابلة للقياس في درجة حرارة األرض‪ ،‬ألن المجال‬

‫‪41 6868‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫شكل (‪)1‬‬
‫‪Graph shows sunspot numbers from 1700– present. Courtesy Ian Richardson‬‬
‫(‪)Credit: Royal Observatory of Belgium‬‬
‫ذلك إلى تأثيرات كبيرة على األرض – فقط تغييرات‬ ‫يشير ديفيدسون ً‬
‫أيضا إلى رسم بياني لألربعة قرون‬
‫جدا من مدخالت الطاقة‪”.‬‬ ‫كبيرة في مكون صغير ً‬ ‫الماضية من مالحظات البقع الشمسية كدليل على أن‬
‫على عكس ادع����اءات ديفيدسون‪ ،‬ق��ام العلماء‬ ‫رئيسيا في تغير المناخ الملحوظ‬
‫ً‬ ‫دورا‬
‫الشمس تلعب ً‬
‫بتقييم التأثير المحتمل للشمس على تغير المناخ‬ ‫حاليا‪ .‬البقع الشمسية هي مواقع على سطح الشمس‬ ‫ً‬
‫ووج��دوا أنه يتضاءل أمام تأثير األنشطة البشرية‪.‬‬ ‫تكون أكثر برودة من بقية الشمس‪ ،‬ويميل عددها إلى‬
‫خلصت دراس���ة أج��ري��ت ع��ام ‪ 2016‬إل��ى أن��ه م��ن بين‬ ‫تقريبا‪ .‬عندما‬
‫ً‬ ‫عاما‬
‫ً‬ ‫االختالف في دورات مدتها ‪11‬‬
‫االختبارات التي تم إجراؤها لتحديد تأثير النشاط‬ ‫يكون نشاط البقع الشمسية عند الحد األقصى‪،‬‬
‫الشمسي على تغير المناخ الملحوظ‪“ ،‬تشير جميعها‬ ‫تميل إلى أن تكون هناك زيادة طفيفة في ناتج طاقة‬
‫إلى أن مساهمة النشاط الشمسي المتغير إما من خالل‬ ‫الشمس‪ .‬لكن هذا الناتج غير مرتبط بتغيرات كبيرة‬
‫األشعة الكونية أو بطريقة أخرى اليمكن أن تكون قد‬ ‫في درجات الحرارة‪ :‬وفقً ا لـ‪ ،NOAA Climate.gov‬يقدر‬
‫ساهمت بأكثر من ‪ ٪10‬من االح��ت��رار العالمي الذي‬ ‫العلماء أن ال��زي��ادات الطفيفه في مستويات ضوء‬
‫شوهد في القرن العشرين‪ “ .‬الهيئة الحكومية الدولية‬ ‫الشمس بين أواخر القرن التاسع عشر ومنتصف القرن‬
‫المعنية بتغير المناخ‪ .‬وفقً ا لوكالة ناسا‪:‬‬ ‫العشرين ساهمت في ارتفاع درجة حرارة تصل إلى ‪0.1‬‬
‫“منذ عام ‪، 1750‬أصبح االحترار الناتج عن غازات‬ ‫درجة مئوية في معظم درجات حرارة األرض البالغة‬
‫الدفيئة الناتجة ع��ن االح��ت��راق البشري للوقود‬ ‫‪ 1.0‬درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة‪.‬‬
‫األحفوري أكبر بأكثر من ‪ 50‬مرة من االحترار الطفيف‬ ‫“حقيقة أن النشاط الشمسي المستند إلى عدد‬
‫الناتج عن الشمس نفسها خالل نفس الفترة الزمنية”‪.‬‬ ‫البقع الشمسية قد انخفض خالل الدورات الشمسية‬
‫أيضا جسيمات نشطة‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫تبعث الشمس ً‬ ‫عاما الماضية قد تشكل مشكلة ألولئك‬ ‫األربع إلى ‪ً 11‬‬
‫األشعة الكونية المجرية‪ ،‬والتي ك��ان يفترض في‬ ‫الذين يدعون إلى وجود عالقة بين االحتباس الحراري‬
‫وقت ما أنها تؤثر على تكوين السحب و بالتالي درجة‬ ‫والنشاط الشمسي‪ ،‬حيث يستمر االحتباس الحراري‬
‫الحرارة العالمية‪ .‬ومع ذلك‪،‬فقد حددت األبحاث أن‬ ‫في الزيادة‪ ”،‬قال ريتشاردسون‪“ .‬يبدو أن االختالفات‬
‫ً‬
‫ارتباطا‬ ‫األشعة الكونية المجرية ليست مرتبطة‬ ‫الدراماتيكية في عدد البقع الشمسية‪ ،‬والظواهر ذات‬
‫وثيقً ا بتكوين السحب‪.‬‬ ‫الصلة مثل معدل الكتل الكبيرة الحجم ال تؤدي بعد‬

‫‪ 42‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫شكل (‪)2‬‬
‫النشاط الشمسي‪ .‬تأخذ دراسات المناخ التي تبحث‬ ‫مقارنة التغيرات في درج��ة ح��رارة سطح األرض‬
‫في التطور التاريخي والمستقبلي لمناخ األرض في‬ ‫(األح��م��ر) وط��اق��ة الشمس ال��ت��ي تتلقاها األرض‬
‫االعتبار التغيرات الصغيرة في سطوع الشمس بسبب‬ ‫(األص��ف��ر) ب��ال��واط لكل متر مربع منذ ع��ام ‪.1880‬‬
‫علميا أن تأثيرها على‬
‫ً‬ ‫النشاط الشمسي‪ ،‬ولكن ثبت‬ ‫يمكن للمرء أن يرى أنه منذ الستينيات‪ ،‬تغيرت درجة‬
‫متوسط ​​ درج��ة ال��ح��رارة العالمية ال يتجاوز بضعة‬ ‫ال��ح��رارة العالمية والنشاط الشمسي في اتجاهين‬
‫حاليا‬
‫ً‬ ‫أعشار درجة‪ ،‬أقل من االحترار العالمي المرصود‬ ‫متعاكسين‪ .‬المصدر‪NASA / JPL-Caltech :‬‬
‫ألكثر من درجة واحدة‪ .‬عالوة على ذلك‪ُ ،‬يظهر النشاط‬ ‫أح��د األس��ب��اب التي تجعل العلماء يعرفون أن‬
‫الشمسي واالحتباس الحراري اتجاهات متعارضة على‬ ‫حاليا‬
‫ً‬ ‫الشمس ليست مسؤولة عن االحترار الملحوظ‬
‫مدى العقود القليلة الماضية‪ :‬بينما انخفض النشاط‬ ‫جدا بحيث‬
‫هو أن معدل وحجم االحترار الحالي مرتفع ً‬
‫الشمسي بشكل عام‪ ،‬ترتفع درجات الحرارة العالمية‬ ‫ال يمكن ربطه بالتغيرات في الشمس أو مدار األرض‪.‬‬
‫ً‬
‫أحداثا‬ ‫بسرعة‪ .‬تعتبر الكتل اإلكليلية المقذوفة‬ ‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬إذا كانت الشمس مسؤولة عن تغير‬
‫قصيرة العمر‪ ،‬وال يوجد دليل على أن الجسيمات‬ ‫المناخ‪ ،‬فإن العلماء يتوقعون أن ي��روا ارتفاع درجة‬
‫المشحونة المنبعثة من الكتل اإلكليلية المقذوفة لها‬ ‫ح��رارة من سطح األرض حتى طبقة الستراتوسفير‬
‫تأثير كبير على المناخ العالمي‪ ،‬بغض النظر عن حالة‬ ‫ً‬
‫وبدال‬ ‫(الطبقة الثانية من الغالف الجوي ل�لأرض)‪.‬‬
‫المجال المغناطيسي لألرض‪.‬‬ ‫من ذل��ك‪ ،‬تظهر السجالت أن سطح األرض آخ��ذ في‬
‫ال يتعين على دراس����ات ال��م��ن��اخ أن ت��أخ��ذ هذه‬ ‫االحترار‪ ،‬بينما تبرد طبقة الستراتوسفير‪.‬‬
‫التأثيرات في االعتبار ألن العلم لم يتمكن من العثور‬
‫مالحظاتالعلماء‬
‫على رابط بين هذه التأثيرات والتغيرات المهمة في‬
‫‪-‬ج��ورج فيولنر‪ ،‬كبير العلماء‪ ،‬معه دبوتسدام‬
‫مناخ األرض‪ .‬في المقابل‪ ،‬فإن تأثير االحترار لغازات‬
‫ألبحاث تأثير المناخ (‪:)PIK‬‬
‫الدفيئة مثل ثاني أكسيد ال��ك��رب��ون م��ع��روف منذ‬
‫يعد ال��ع��دد المتغير لبقع الشمس م��ؤش� ً�را على‬

‫‪43 6868‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫في ذروة هذه الدورة‪ ،‬المعروفة باسم الحد األقصى‬ ‫القرن التاسع عشر‪ ،‬ومن المعروف أنه يحافظ على‬
‫للشمس‪ ،‬تنقل باألقطاب المغناطيسية للشمس‪ .‬على‬ ‫تاريخ األرض الطويل ويمكن أن يفسر بشكل كامل‬
‫طول الطريق‪ ،‬تنتج التغيرات في مغناطيسية الشمس‬ ‫االحترار الملحوظ (باالقتران مع غازات االحتباس‬
‫عددا أكبر من البقع الشمسية‪ ،‬والمزيد من الطاقة‬ ‫ً‬ ‫ال��ح��راري األخ���رى‪ ،‬والهباء ال��ج��وي‪ ،‬والتغيرات في‬
‫شمسيا للجسيمات‪ .‬ي��درس علماء‬
‫ً‬ ‫وتسبب ث��ورانً ��ا‬ ‫استخدام األراضي وكذلك جميع التأثيرات المناخية‬
‫الفضاء هذه األشياء ليروا كيف تشوش المجاالت‬ ‫مثل االنفجارات البركانية والتغيرات في النشاط‬
‫المغناطيسية لألرض وتؤثر على األقمار الصناعية‬ ‫الشمسي)‪ .‬ال يوجد شك مطلقً ا في المجتمع العلمي‬
‫التي تدور حول األرض‪ ،‬لكن هذا التغيير في الطاقة‬ ‫في أن أزمة المناخ الحالية ناتجة عن أنشطة بشرية‪.‬‬
‫ً‬
‫أيضا –‬ ‫يثير اهتمام مجموعة أخ��رى من الباحثين‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الشمس والرياح الشمسية وجزيئات‬
‫علماء المناخ‪ .‬في محاولة لفهم ما يؤثر على مناخ‬ ‫الطاقة الشمسية واألشعة الكونية تحدث تأثيرات‬
‫األرض‪،‬‬ ‫في المجال المغناطيسي ل�لأرض‪ ،‬وأحزمة اإلشعاع‪،‬‬
‫يجب على العلماء أن يفسروا بشكل صحيح كيف‬ ‫والغالف األيوني‪ ،‬والغالف الحراري والتروبوسفير‬
‫تعمل التغيرات على الشمس وال تغير ما يحدث على‬ ‫(حيث يحدث الطقس) ‪،‬وقدأصبح من الواضح بشكل‬
‫األرض‪.‬‬ ‫متزايد من األبحاث الحديثة أن الظواهر في هذه‬
‫ماهي الدورة الشمسية وهل هي مرتبطة‬ ‫تقترن المناطق بقوة بطرق معقدة‪ .‬هناك الكثير من‬
‫بمناخ األرض؟‬ ‫األبحاث الجارية في هذا المجال‪ ،‬ومن الممكن أن تكون‬
‫تعتبر الشمس بأكملها من القطب الشمالي إلى‬ ‫هناك طرق خفية تؤثر بها الشمس على المناخ من‬
‫ً‬
‫عمالقا‪ ،‬لكنه ليس‬ ‫مغناطيسا‬ ‫القطب الجنوبي‬ ‫ً‬
‫فبدال‬ ‫خالل العمليات المزدوجة في هذه المناطق‪ .‬لذا‬
‫ً‬
‫بسيطا‪ .‬المجاالت المغناطيسية للشمس‬ ‫ً‬ ‫مغناطيسا‬ ‫من إهمال تأثيرات الشمس‪ ،‬يتم دراستها بنشاط‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬
‫في حالة حركة‪ ،‬بحيث ينقلب الحقل بأكمله كل ‪11‬‬ ‫حتى يتم تحديد وتقييم المسارات التي قد تحدث من‬
‫تقريبا‪ ،‬ويتحول القطبان المغناطيسي الشمالي‬ ‫عاما‬ ‫خاللها هذه التأثيرات (بم افي ذلك التأثير المحتمل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والجنوبي‪ 11 .‬سنة أخرى واألقطاب تعود مرة أخرى‪.‬‬ ‫للتغيرات في المجال المغناطيسي لألرض‪ ،‬والتي يتم‬
‫بين التقلبات‪ ،‬ف��إن إجمالي اإلش��ع��اع من الشمس –‬ ‫جيدا ويمكن اتخاذها في االعتبار)‪ ،‬ال‬
‫ً‬ ‫التعرف عليها‬
‫المعروف باسم اإلشعاع الشمسي الكلي – يتضاءل‬ ‫يمكن النظر في تضمينها في النماذج المناخية‪ .‬من‬
‫ويتضاءل في دورة شبه منتظمة بنسبة تصل إلى‬ ‫أيضا أن يكون هناك بعض التردد من جانب‬ ‫المحتمل ً‬
‫‪ .٪0.15‬التغييرات قصيرة المدى في اإلشعاع الشمسي‬ ‫مجتمع تغير المناخ في النظر في األفكار التي تأتي‬
‫ليست قوية بما يكفي ليكون لها تأثير طويل المدى‬ ‫من منظور مختلف باستخدام علوم وطرق ‪ /‬نماذج‬
‫على مناخ األرض‪ .‬يمكن أن يكون للتغيرات المستمرة‬ ‫مختلفة‪ ،‬لكني أرى عالمات مشجعة على التعاون قد‬
‫في اإلشعاع الشمسي – أي التغيرات التي تحدث على‬ ‫مزيدا من التبصر في هذا السؤال‪.‬‬
‫ً‬ ‫تلقي‬
‫مدى عقود أو قرون – تأثير محتمل على نظام مناخ‬ ‫وبعد هذا النزاع القائم بين المؤيدين والمعارضين‬
‫األرض‪ ،‬ولهذا السبب يتم تضمين هذه المعلومات‪،‬‬ ‫لفكرة اثر النشاط الشمسي على التغير المناخى على‬
‫إلى جانب مجموعة متنوعة من التأثيرات الطبيعية‬ ‫كوكب االرض ‪ ،‬دعونا نعرف بعض االشياء عن النشاط‬
‫وال��ت��أث��ي��رات ال��ت��ي يحركها اإلن��س��ان‪ ،‬ف��ي النماذج‬ ‫الشمسي و التغيرات المناخية من خالل االجابة عن‬
‫المناخية ‪.‬‬ ‫االسئلة التالية‪:‬‬

‫كيف نفصل بين تأثير الدورة الشمسية‬ ‫كيف تؤثر دورة الطاقة الشمسية على‬
‫والتأثيرات األخرى المحتملة على مناخ‬ ‫مناخ األرض؟‬
‫عاما تتصاعد الدورة المغناطيسية للشمس األرض؟‬
‫كل ‪ً 11‬‬
‫لسوء الحظ‪ ،‬ال يمكن للمرء ببساطة أن يأخذ‬ ‫إلى سرعة مضاعفة‪.‬‬

‫‪ 44‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫القرن السابع عشر‪ .‬قبل ذلك‪ ،‬توجد مقاييس غير‬ ‫تقديرات لدرجة ح��رارة األرض وهطول األمطار في‬
‫مباشرة للنشاط الشمسي متاحة من سجالت قلب‬ ‫جميع أنحاء العالم ومعرفة مقدار تأثره بالتغيرات في‬
‫الجليد وحلقة األشجار‪.‬‬ ‫اإلشعاع الكلي للشمس‪ .‬العديد من األحداث الطبيعية‬
‫تشير ه���ذه ال��س��ج�لات ط��وي��ل��ة ال��م��دى إل���ى أن‬ ‫وال��ت��ي م��ن صنع اإلن��س��ان – م��ن التقلبات المناخية‬
‫ال���دورة يمكن أن تختلف بشكل كبير من دورة إلى‬ ‫الدورية مثل النينيو‪ ،‬واالنبعاثات من البراكين‪ ،‬وزيادة‬
‫أخرى‪ .‬في الواقع‪ ،‬من ‪ 1645‬إلى ‪ – 1715‬حقبة ُتعرف‬ ‫غازات الدفيئة في الغالف الجوي – تؤثر على درجات‬
‫اآلنباسم ‪ – Maunder Minimum‬لم يتم تسجيل أي‬ ‫بدال من ذلك‪ ،‬يجب‬ ‫ً‬ ‫الحرارة وأنماط الطقس ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫تقريبا‪ .‬تظهر ح��االت ش��اذة كهذه أن‬ ‫ً‬ ‫بقع شمسية‬ ‫على العلماء استخدام نماذج الكمبيوتر أو التحليالت‬
‫النشاط المغناطيسي وإن��ت��اج الطاقة من الشمس‬ ‫اإلحصائية لربط جميع التغييرات بجميع التأثيرات‬
‫يمكن أن يختلف على مدى عقود‪ ،‬على الرغم من‬ ‫المختلفة‪ .‬بشكل عام‪ ،‬كلما كان التأثير أكبر‪ ،‬كان من‬
‫أن المالحظات الفضائية على مدى السنوات الـ ‪35‬‬ ‫األسهل الحصول على إجابة موثوقة‪ .‬تأتي المدخالت‬
‫تغيرا طفيفً ا من دورة إلى أخرى من‬ ‫ً‬ ‫الماضية شهدت‬ ‫في هذه الحسابات من التغييرات المقاسة في اإلشعاع‬
‫حيث اإلشعاع الكلي‪ .‬كانت الدورة الشمسية ‪، 24‬التي‬ ‫م��ن الفضاء باستخدام أدوات مثل جهاز استشعار‬
‫بدأت في ديسمبر ‪ 2008‬ومن المرجح أن تنتهي في‬ ‫اإلش��ع��اع الشمسي الكليوالطيفي ‪ )TSIS-1( - 1‬في‬
‫ع��ام ‪، 2020‬أص��غ��ر م��ن حيث الحجم م��ن الدورتين‬ ‫محطة الفضاء الدولية‪.‬‬
‫السابقتين‪.‬‬ ‫ه��ل يعتقد العلماء أن التغيرات في‬
‫تم إجراء العديد من التقديرات حول التأثير الذي‬ ‫اإلشعاع الشمسي بسب بالدورة الشمسية‬
‫يمكن أن تحدثه االتجاهات طويلة األجل في الدورات‬ ‫عاما يمكن أن تكون قوية بما‬
‫التي تبلغ ‪ً 11‬‬
‫الشمسية على المناخ العالمي‪ .‬تشير نماذج الكمبيوتر‬ ‫يكفي للتسبب في التغيير الحالي الذي‬
‫إلى أنه إذا زاد إشعاع الشمس أو انخفض باستمرار‬
‫يتم قياسه في مناخ األرض؟‬
‫لعقود عديدة‪ ،‬فإن متوسط​​درجة الحرارة على األرض‬
‫في كلمة ال‪ .‬يتفق العلماء على أن الدورة الشمسية‬
‫�ض��ا‪ .‬في حين أن حجم ه��ذه التغييرات‬ ‫سيتغير أي� ً‬
‫وما يرتبطبها من تغيرات قصيرة المدى في اإلشعاع‬
‫من المحتمل أن يكون صغير ًا – حوالي بضع أعشار‬
‫اليمكن أن تكون القوة الرئيسية الدافعة للتغييرات‬
‫الدرجات في المتوسط​​العالمي‪ ،‬ألن اإلشعاع الشمسي‬
‫حاليا‪ .‬لسبب واحد‪ ،‬أن ناتج‬
‫ً‬ ‫في مناخ األرض التي نراها‬
‫يتغير ببطء على المقاييس الزمنية العقدية – هناك‬
‫طاقة الشمس يتغير فقط بنسبة تصل إلى ‪ ٪0.15‬على‬
‫بعض األدلة على التحسينات اإلقليمية ذات الصلة‬
‫مدار الدورة‪ ،‬أي أقل مما هو مطلوب لفرض التغيير في‬
‫بالدورة الشمسية للتأثيرات في الشمال األطلسي‬ ‫المناخ الذي نراه‪ً .‬‬
‫أيضا‪ ،‬لم يتمكن العلماء من العثور‬
‫والمناطق المحيطة بها‪.‬‬ ‫عاما تنعكس في أي‬ ‫على دليل مقنع على أن دورة ‪ً 11‬‬
‫إذن‪ ،‬هل يمكن للتغيرات طويلة المدى‬ ‫جانب من جوانب المناخ خارج الستراتوسفير – مثل‬
‫فى النشاط الشمسى أن تتسبب في التغير‬ ‫درجة حرارة السطح أو هطول األمطار أو أنماط الرياح‪.‬‬
‫قرون قوية بما يكفي إلحداث التغيير في مناخ األرض الذي تم قياسه على مدار‬
‫عاما الماضية؟‬
‫الحالي الذي يتم قياسه في مناخ األرض؟ الـ ‪ً 35‬‬
‫على العموم‪ ،‬ل��م تسجل المالحظاتا لفضائية‬ ‫في حين أنه لم يكن هناك سوى قياسات فضائية‬
‫على مدى السنوات الـ ‪ 35‬الماضية تغييرات جوهرية‬ ‫عالية الدقة لإلشعاع الشمسي منذ عام ‪، 1979‬إال أن‬
‫في إنتاج الطاقة من الشمس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن العلماء‬ ‫البشر يسجلون ال��دورة الشمسية من خالل مراقبة‬
‫ي��درج��ون جميع التأثيرات الممكنة (بما في ذلك‬ ‫مغناطيسيا‬
‫ً‬ ‫زيادة وانخفاض البقع الشمسية النشطة‬
‫التغيرات الشمسية) عند دراسة التغيرات في المناخ‪.‬‬ ‫– والتي يمكن استخدامها لتقدير التغيرات طويلة‬
‫أنخفاضا طفيفً ا فى اإلشعاع‬
‫ً‬ ‫تشير هذه التقديرات إلى‬ ‫المدى في اإلشعاع الشمسي – منذ ذلك الحين بداية‬

‫‪45 6868‬‬
‫العدد‬
‫العدد‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫الجوية ‪-‬‬
‫األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫المحفزات الرئيسية لالعتقاد بأن الدورة الشمسية‬ ‫عاما الماضية كان سيؤدي إلى‬
‫الشمسي على مدار الـ ‪ً 35‬‬
‫يمكن ربطها بالتبريد يأتي من حقيقة أن ‪Maunder‬‬ ‫تبريد طفيف في المناخ خالل هذه الفترة الزمنية –‬
‫‪، Minimum‬وه��ي فترة نشاط مغناطيسي منخفض‬ ‫ولكن فقط في حالة عدم وجود تأثيرات أخرى على‬
‫على الشمس امتدت من ‪ 1645‬إلى ‪، 1715‬حدثت في‬ ‫مناخ األرض‪.‬‬
‫منتصف فترة من البرودة‪ .‬المناخ في شمال أوروبا‬ ‫كما أن فيزياء الموقف التدعم فكرة أن التغيرات‬
‫المعروف باسم العصر الجليدي الصغير‪ ،‬والذي امتد‬ ‫في الشمس هي قوة كبيرة وراء تغير المناخ الحالي‪.‬‬
‫من ‪ 1550‬إلى ‪ .1850‬يواصل العلماء البحث في ما إذا‬ ‫إلشعاع الشمس تأثيره األكبر على الغالف الجوي‬
‫كان الحد األدنى للشمس الممتد يمكن أن يؤثر على‬ ‫العلوي ل�لأرض‪ ،‬بينما الغالف الجوي السفلي يعزل‬
‫المناخ بهذه الطريقة – ولكن هناك القليل من األدلة‬ ‫األرض عن الحرارة المتزايدة‪ .‬إذا كانت الشمس هي‬
‫على أن الحد األدن��ى من ‪ Maunder‬قد أث��ار العصر‬ ‫الدافع وراء ارتفاع درجة حرارة األرض‪ ،‬فمن المتوقع‬
‫الجليدي الصغير‪ ،‬أو على األقل ليس من تلقاء نفسه‬ ‫أن يزداد ارتفاع درجة حرارة الغالف الجوي العلوي‪.‬‬
‫تماما‪ .‬لسبب واحد‪ ،‬بدأ العصر الجليدي الصغير قبل‬ ‫ً‬ ‫ب��دال من ذل��ك‪ُ ،‬تظهر القياسات أن الغالف الجوي‬
‫الحد األدنى من ‪ Maunder‬تشتمل النظريات الحالية‬ ‫السفلي ي��زداد سخونة‪ ،‬في حين أن الغالف الجوي‬
‫حول سبب العصر الجليدي الصغير على مجموعة‬ ‫ً‬
‫بدال من ذلك‪ ،‬يتطابق هذا‬ ‫العلوي يصبح أكثر برودة‪.‬‬
‫متنوعة من األحداث التي كان من الممكن أن تكون‬ ‫مع بصمة التغييرات الناتجة عن الزيادات في ثاني‬
‫قد ساهمت‪ ،‬بما في ذلك زي��ادة النشاط البركاني‬ ‫أكسيد الكربون بشكل أكبر‪.‬‬
‫والتغيرات في دوران المحيطات‪.‬‬ ‫لقد سمعت أن الحد األقصى القادم‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك أمثلة أخرى عبر التاريخ‬ ‫للطاقة الشمسية قد ال يحدث‪ ،‬وبالتالي‬
‫عندما ارتبط نشاط أقل على الشمس بدرجات حرارة‬
‫فإن مناخنا سيصبح أكثربرودة‪ .‬هل هذا‬
‫أعلى على األرض‪ .‬لذلك‪ ،‬لم يتم تأسيس ارتباط بين‬
‫صحيح؟‬
‫الدورة الشمسية وتبريد المناخ بالتأكيد‪.‬‬
‫استمر الحد األدن��ى من الطاقة الشمسية قبل‬
‫أخيرا‪ ،‬إذا كنا نتجه بالفعل إلى حد أدنى ممتد‬ ‫ً‬
‫بداية الدورة الشمسية ‪ 24‬عدة سنوات أطول مما كان‬
‫من الطاقة الشمسية وإذا كان هذا الحد األدنى ينذر‬
‫متوقعا قبل أن يعود مرة أخرى نحو زيادة نشاط البقع‬
‫ً‬
‫قليال – وكالهما غير مثبت‬ ‫ً‬ ‫بالفعل بمناخ أكثر برودة‬
‫الشمسية في عام ‪ .2009‬ولكن على الرغم من أننا رأينا‬
‫– فلن يتعارض هذا مع الدليل على ارتفاع درجة حرارة‬
‫ً‬
‫نشاطا أقل في هذه الدورة األخيرة‪ ،‬إال أننا ال نعرف‬
‫مناخ األرض بسبب النشاط البشري‪ .‬من غير المرجح‬
‫حتى اآلن مقدار النشاط التالي‪ .‬توصل الباحثون‬
‫أن يخفف التبريد الناتج عن الشمس من ارتفاع درجة‬
‫إلى تنبؤات بأن الدورات الشمسية القادمة قد تظهر‬
‫الحرارة التي يسببها اإلنسان على المدى الطويل‪.‬‬
‫أيضا فترات طويلة من الحد األدنى من النشاط‪ .‬فترة‬ ‫ً‬
‫هل هناك أسباب علمية أخ��رى لدراسة النشاط‬
‫طويلة من النشاط الشمسي المنخفض‪ ،‬على مدى‬
‫المتغير للشمس؟‬
‫عدة عقود‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ستكون ما نطلق عليه‬
‫قطع ًا‪ .‬يود العلماء أن يفهموا بشكل أفضل كيف‬
‫الحد األدنى الكبير – وهو شيء لم نشهده منذ أوائل‬
‫تتغير الشمس الديناميكية ب��م��رور ال��وق��ت – على‬
‫القرن الثامن عشر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال نماذج مثل هذه‬
‫نطاقات قصيرة وعلى نطاقات طويلة‪ .‬ال يتسبب‬
‫التنبؤات غير قوية مثل نماذج الطقس األرضي وال‬
‫نجمنا في إح��داث تغييرات في اإلشعاع فحسب‪ ،‬بل‬
‫تعتبر قاطعة‪.‬‬
‫أيضا في طقس الفضاء الذي يمكن أن يتداخل‬ ‫يتسبب ً‬
‫عقودا طويلة من النشاط‬ ‫ً‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬إذا قضينا‬
‫مع إش��ارات األقمار الصناعية ورواد الفضاء ونظام‬
‫الشمسي المنخفض – فيما يتعلق بفترة انخفاض‬
‫تحديد المواقع العالمي (‪.)GPS‬‬
‫اإلشعاع الشمسي – فليس هناك دليل يذكر على‬
‫في الوقت الحالي‪ ،‬يمكن مقارنة القوى التنبؤية‬
‫أن��ه قد يتسبب في فترة من تبريد المناخ‪ .‬أحد‬
‫ح���ول ال��ن��ش��اط الشمسي ب��األي��ام األول����ى للتنبؤ‬

‫‪ 46‬األرصاد الجوية ‪ -‬العدد ‪68‬‬


‫– والتي ستحمي في النهاية مركباتنا الفضائية ورواد‬ ‫ يمكن للباحثين عادة التنبؤ باالتجاه الذي‬.‫بالطقس‬
.‫الفضاء في الفضاء‬ ‫ لكن ال يمكنهم‬،‫ستنتقل إليه العاصفة الفضائية‬
‫من خالل تلك اإلجابات السابقة سوف اترك للقارئ‬ ‫ من خالل‬.‫التنبؤ مسبقً ا بموعد ح��دوث النشاط‬
‫حرية التأييد أو المعارضة فى قضية النشاط الشمسي‬ ‫مراقبة الشمس بأسطول الفيزياء الشمسية التابع‬
‫ النه على‬.‫وعالقته بالتغيرات المناخية على سطح االرض‬ ‫ ودراسة كيفية تحرك الموجات الصوتية‬،‫لوكالة ناسا‬
‫ما يبدو ان هذا الموضوع يحتاج الى مزيدا من المناقشات‬ ‫ والمراقبة‬،‫عبر باطن الشمس باستخدام علم الشمس‬
‫وما زال��ت االدل��ة على التاييد او المعارضة مستترة ولم‬ ،‫األرضية للنشاط المغناطيسي ال��وارد من الشمس‬
.‫يكشف العلم النقاب عنها حتى االن بشكل مكتمل‬ ‫يعمل العلماء على إنشاء نماذج أفضل وتنبؤات أفضل‬

‫المراجع‬
■ IPCC (2021) Climate Change 2021: The Physical Science Basis. Contributions of
Working Group I to the Sixth Assessment Report of the Intergovernmental Panel on
Climate Change
■ Richardson et al. (2002) Long-term trends in interplanetary magnetic field
strength and solar wind structure during the twentieth century. Journal of Geophysical
Research: Space Physics
■ Nilsson et. al (2022). Recurrent ancient geomagnetic field anomalies shed
light on future evolution of the South Atlantic Anomaly. Proceedings of the National
Academy of Sciences
■ Sloan et. al (2016) Cosmic rays, solar activity and the climate. Environmental
Research Letters
■ Dudok de Wit et al. (2018) Better data for modeling the Sun’s influence on climate. Eos
■ Pierce and Adams (2009) Can cosmic rays affect cloud condensation nuclei
by altering new particle formation rates? Geophysical Research Letters
■ Agee et al (2011) Relationship of Lower-Troposphere Cloud Cover and Cosmic
Rays: An Updated Perspective. Journal of Climate
■ Dunne et al (2016) Global atmospheric particle formation from CERN CLOUD
measurements. Science

47 6868
‫العدد‬
‫العدد‬
- ‫الجوية‬
- ‫الجوية‬
‫األرصاد‬
‫األرصاد‬
‫وزارة الطيران املدنى‬
‫الهيئة العامة لألرصاد اجلوية‬

‫إعــــــــــــالن‬

‫مجلة األرصاد الجوية‬


‫تصدر الهيئة العامة لألرصاد الجوية مجلة ربع سنوية علمية متخصصة فى مجال‬
‫األرصاد الجوية وتطبيقاتها على مختلف األنشطة مثل الطيران المدني والزراعة‬
‫والصناعة والرى والجغرافية المناخية والطاقة الجديدة والمتجددة والبيئة والنقل‬
‫والمواصالت‪ ،‬كذلك تحتوى المجلة على تقارير مناخية وأح��دث ما وصلت إليه‬
‫التكنولوجيا فى مجال الرصد الجوى ونظم التنبؤات الجوية والتغيرات المناخية‪.‬‬
‫وتتشرف أسرة التحرير بدعوة جميع المتخصصين فى مختلف المجاالت العلمية‬
‫ذات الصلة باألرصاد الجوية للمشاركة بإعداد مقاالت لنشرها فى المجلة وعلى‬
‫من يرغب فى الحصول على المجلة يمكنه االشتراك كالتالى‪:‬‬

‫رسوم‬
‫جنيها يضاف إليها ‪ 12‬جنيها فى حالة طلبها بالبريد‪.‬‬ ‫‪40 ‬‬
‫ً‬ ‫االشتراك‬
‫مصريا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جنيها‬
‫ً‬ ‫‪ ‬فى بطن الغالف األول مببلغ ‪750‬‬
‫‪ ‬فى بطن الغالف األخير مببلغ ‪ 500‬جنيه مصرى‪.‬‬
‫أسعار‬
‫مصريا‪،‬‬
‫ً‬ ‫جنيها‬
‫ً‬ ‫‪‬بداخل املجلة صفحة كاملة مببلغ ‪375‬‬ ‫اإلعالنات مبجلة‬
‫وتقدر اإلعالنات األقل من صفحة ً‬
‫وفقا لنسبة مساحتها‬ ‫األرصاد اجلوية‬
‫من الصفحة‪.‬‬

‫‪ ‬شيك باسم الهيئة العامة لألرصاد اجلوية‪.‬‬ ‫يسدد‬


‫‪ ‬حوالة بريدية باسم الهيئة العامة لألرصاد اجلوية‪.‬‬ ‫االشتراك بإحدى‬
‫نقدا بخزينة الهيئة‪.‬‬
‫‪ً ‬‬
‫الطرق التالية‪:‬‬

‫الهيئة العامة لألرصاد اجلوية ‪ -‬شارع اخلليفة املأمون ‪ -‬كوبرى القبة ‪ -‬القاهرة ص‪ .‬ب‪11784/‬‬

You might also like