You are on page 1of 50

‫التكاليف االقتصادية لالحتالل‬

‫اإلسرائيلي على الشعب الفلسطيين‪:‬‬


‫ُ‬
‫إمكانيات النفط والغاز الطبيعي اليت‬
‫مل تتحقق‬

‫‪Printed at United Nations, Geneva – 1908621 (A) – July 2019 – 246 – UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬
‫نيويورك وجنيف‪2019 ،‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫©‪ ،2019‬األمم املتحدة‬


‫مجيع احلقوق حمفوظة يف العامل أبسره‬

‫حقـوق الفبـع‬ ‫توجه طلبات استنسـا مقتففـات أو أخـ وـور ئـو ية مر مر ـ ختلـي‬
‫َّ‬
‫على ه ا العنوان‪.copyright.com :‬‬
‫ويوجـ ــه مجيـ ـ اـع اتستفسـ ــارات األخـ ــرم يا ـ ـ ن احلقـ ــوق واتمتيـ ــا ات‪ ،‬ـ ــا فيهـ ــا احلقـ ــوق‬
‫َّ‬
‫امللحقة‪ ،‬مر ه ا العنوان‪:‬‬‫َ‬
‫‪United Nations Publications,‬‬
‫‪300 East 42nd Street,‬‬
‫‪New York, New York 10017,‬‬
‫‪United States of America‬‬
‫الربيد اإللكرتوين‪:‬‬
‫‪publications@un.org‬‬

‫املوقع اإللكرتوين‪un.org/publications :‬‬

‫تعرب‬
‫درجة يف ه ه الوثيقة هي خاوة ابملؤلف وت ر‬
‫والنتا ج والتفسريات واتستنتاجات امل َ‬
‫ابلضرورة عن آراء أمانة األمم املتحدة أو موظفيها أو الدول األعضاء فيها‪.‬‬
‫ولـي يف التسـميات املسـت َدمة يف هـ ا العمـ ‪ ،‬وت يف طريقـة عـرا املـادة الـواردة فيــه‪،‬‬
‫م ــا يتض ــمن التعب ــري ع ــن أم رأم ــان لام ــم املتح ــدة ياـ ـ ن املر ـ ـ الق ــانوين ألم يل ــد أو مقل ــيم‬
‫أو مدينة أو منفقة‪ ،‬أو لسلفات أم منها‪ ،‬وت يا ن تعيني ختومها أو حدودها‪.‬‬
‫مناور من مناورات األمم املتحدة‪ ،‬وادر عن مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية‪.‬‬

‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫‪eISBN: 978-92-1-004078-5‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪ii‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫مالحظة‬
‫أع ـ ردت أمانــة األونكتــاد ه ـ ه الدراســة ينــاءع علــى دراســة أع ـ ردها الســيد عــاطف قربوــي‪،‬‬
‫األس ــتال الف ــرم يف اتقتص ــاد‪ ،‬جبامع ــة ما ماس ــرت‪ ،‬وتي ــة أونت ــاريو‪ ،‬ن ــدا‪ ،‬حلس ــا األونكت ــاد‪.‬‬
‫والغاية من ه ه الدراسة التاجيع على مناقاة موئوع البحث ه ا‪.‬‬
‫املقصود ابلدوترات هنا دوترات الوتايت املتحدة‪.‬‬
‫عدم توفر البياانت‪.‬‬
‫تعين عالمة النقفتني األفقيتني (‪ )..‬يف اجلداول َ‬

‫‪iii‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫احملتوايت‬
‫الصفحة‬ ‫الفص‬
‫‪iv‬‬ ‫موجز‪/‬ملخص تنفيذي ‪.......................................... ................................‬‬
‫‪1‬‬ ‫أهداف الدراسة وتنظيمها ‪....................................... ................................‬‬ ‫أوالا ‪-‬‬
‫‪4‬‬ ‫اإلطار القانوين‪ :‬السوابق التارخيية ‪................................ ................................‬‬ ‫اثنيا ‪-‬‬
‫‪8‬‬ ‫نبذة موجزة عن اقتصادايت االحتالل ‪........................... ................................‬‬ ‫اثلثا ‪-‬‬
‫‪11‬‬ ‫ارد الفبيعية الفلسفينية ‪................ ................................‬‬
‫ألف ‪ -‬استغالل مسرا ي املو َ‬
‫‪14‬‬ ‫ابء ‪ -‬حتوي املوارد مر مسرا ي وممهال القفاع العام وانكماش حير السياسات العامة ‪.................‬‬
‫‪17‬‬ ‫األساس النظري لتقدير تكاليف االحتالل ‪........................ ................................‬‬ ‫رابع ا ‪-‬‬
‫‪17‬‬ ‫ألف ‪ -‬اقتصاد الرفاه وتكاليف اتحتالل ‪......................... ................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫ابء ‪ -‬حقوق امللكية واملوارد املتنا َع عليها واخلسا ر وأنظمة التعويض ‪...............................‬‬
‫‪23‬‬ ‫النفط والغاز الطبيعي يف األرض الفلسطينية احملتلة وحوض الشام ‪..................................‬‬ ‫خامسا ‪-‬‬
‫‪25‬‬ ‫ألف ‪ -‬حقول الغا الفبيعي يف غ ة وحق جمد النففي يف الضفة الغريية ‪.............................‬‬
‫‪33‬‬ ‫ابء ‪ -‬النفط والغا يف مسرا ي ‪ :‬ا تاافات جديدة ‪............... ................................‬‬
‫‪38‬‬ ‫تقدير قيمة احتياطيات النفط والغاز الطبيعي يف إسرائيل‪ :‬ما حصة الفلسطينيني من هذه املوارد؟ ‪.....‬‬ ‫سادس ا ‪-‬‬
‫‪40‬‬ ‫خامتة ‪.......................... ................................ ................................‬‬ ‫سابع ا ‪-‬‬

‫قائمة اجلداول‬
‫الصفحة‬
‫‪19‬‬ ‫مبدأ التعويض ‪.............. ................................ ................................‬‬ ‫الاك ‪-‬‬
‫‪31‬‬ ‫حقوق اتستكااف يف األرا الفلسفينية احملتلة ‪............... ................................‬‬ ‫اجلدول ‪- 1‬‬
‫‪33‬‬ ‫احتياطيات النفط والغا الفبيعي والنفط الص رم يف األرا الفلسفينية احملتلة (معدتت) ‪..........‬‬ ‫جدول ‪- 2‬‬
‫‪35‬‬ ‫منتاج النفط ومنتاج الغا الفبيعي واستهال ه يف مسرا ي ‪.........................................‬‬ ‫اجلدول ‪- 3‬‬
‫‪36‬‬ ‫احتياطيات النفط والغا الفبيعي والنفط الص رم يف مسرا ي (معدتت) ‪.........................‬‬ ‫اجلدول ‪- 4‬‬
‫‪24‬‬ ‫شرق املتوسط ‪...............................‬‬
‫موقع وحدات التقييم الثالث يف منفقة حوا الاام َ‬ ‫اخلريفة ‪- 1‬‬
‫‪30‬‬ ‫مسرا ي واملناطق التايعة للسلفة الوطنية الفلسفينية ‪.............. ................................‬‬ ‫اخلريفة ‪- 2‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪iv‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫موجز‪/‬ملخص تنفيذي‬
‫أ د علماء جيولوجيا واقتصاديون مت صصون يف املوارد الفبيعية أن األرا الفلسفينية‬
‫احملتلة تقع فـوق ثـروة ها لـة مـن احتياطيـات الـنفط والغـا الفبيعـي‪ ،‬يف املنفقـة اجـيما مـن الضـفة‬
‫الغريي ــة احملتل ــة ويف البح ــر األي ــيض املتوس ــط قبال ــة س ــاح غـ ـ ة‪ .‬غ ــري أن اتح ــتالل ت يـ ـ ال ن ــع‬
‫الفلس ــفينيني م ــن تف ــوير حق ــول الفاق ــة العا ــدة ال ــم يغ ــرا اس ــتغالالا واتس ــتفادة م ــن خريا ــا‪.‬‬
‫وهك ـ ا‪ ،‬ف ــعن الا ــعين الفلس ــفيين اح ــرم وت ي ـ ال م ــن الفوا ــد النامج ــة ع ــن اس ــت دام ه ـ ا امل ــورد‬
‫الفبيعي ألج متوي التنمية اتجتماعية واتقتصادية وتلبية احتياجاته من الفاقة‪ .‬وتقدَّر اخلسا ر‬
‫املرتا م ــة ليـ ــارات ال ــدوترات‪ .‬و لرمـ ــا ط ــال أمـ ــد حرم ــان مس ـ ـرا ي َ الفلس ــفينيني مـ ــن اسـ ــتغالل‬
‫احتياطيــات الــنفط والغــا الفبيعــي العا ــدة الــم‪ ،‬لمــا ادت تكــاليف الفروــة البديلــة والتكــاليف‬
‫اإلمجالية اليت يتكبردها الفلسفينيون يسبين اتحتالل‪.‬‬
‫وحتـ رددد هـ ه الدراسـة وتقـيرم احتياطيـات الغـا الفبيعـي والـنفط‪ ،‬املوجـودة منهـا واملمكنــة‪،‬‬
‫العا ــدة للفلس ــفينيني وال ــيت ك ــن اس ــتغالالا لفا ــدة الا ــعين الفلس ــفيين‪ ،‬ومت ــنعهم مسـ ـرا ي م ــن‬
‫استغالالا‪ ،‬أو تستغلُّها هي دون املراعاة الواجبة للقانون الدويل‪.‬‬
‫ـاول حتديــد وقيــا مقــدار اخلســارة اتقتصــادية الــيت ا ـ هبــا الفلســفينيون‪ ،‬يســبين‬
‫ويتنـ ا‬
‫اردهم الفبيعية‪ ،‬ما هو أ ثـر مـن مـواردهم مـن‬ ‫حرماهنم من حقهم الفبيعي يف تفوير واستغالل مو د‬
‫الــنفط والغــا الفبيع ــي‪ .‬ولكــن ه ـ ه الدراس ــة ســرتر علــى ه ـ ين املــوردين دون غريمهــا يف ئ ــوء‬
‫قيمتهما املرتفعـة وأمهيتهمـا احلا ـة ابلنسـبة إلمكانيـة تلبيـة احتياجـات الفلسـفينيني األساسـية مـن‬
‫الفاقــة ومي ـرادات التصــدير‪ .‬ومــن األمهيــة كــان أيض ـاع مــا جــرم ا تاــافه مــن حقــول نفــط وغــا‬
‫طبيعي جديدة يف شرق املتوسط شرعت مسرا ي يف استغالالا لفا د ا‪ ،‬مع أنه كن اعتبار هـ ه‬
‫دام‬
‫املوارد مارت ة ألن النفط والغا الفبيعي يوجدان يف أحواا مارت ة‪ .‬وينبغي أن حتكم است َ‬
‫ه ه املوارد واتستفادة منها نف ا القواعد واملعايري السارية على موارد مارت ة أخرم‪.‬‬
‫وت كن فص املنا عات والتوترات يسبين النفط والغا الفبيعي عن السـياق السياسـي‬
‫احملــيط هب ــا‪ ،‬وت ع ــن ــون الفــرتة ال ــيت اس ــجلت فيه ــا ا تا ــافات الغــا الفبيع ــي ق ــد ت امن ــت م ــع‬
‫ح ــدوث ع ــدد م ــن املس ــتجدات السياس ــية االام ــة يف املنفق ــة‪ .‬فالس ــياق السياس ــي يت ــداخ ‪ ،‬يف‬
‫ظرفيــات عديــدة حا ــة‪ ،‬مــع مســتجدات تتعلــق ابمل ـوارد مــن الــنفط والغــا الفبيعــي‪ ،‬ـرـا ي يــد يف‬
‫تعقيــد وئــع سياســي معقــد أو ـالع‪ .‬وااه ـ ا ه ـ ه التعقيــدات ســوف يــؤدم ت حمالــة مر حرمــان‬
‫التحلي من حم ردددات عديدة قاطعة‪.‬‬
‫وللــنفط والغــا الفبيعــي عــدة خصــا حم ـ ردددة متير مهــا عــن م ـوارد طبيعيــة أخــرم‪ .‬أوتع‪،‬‬
‫ت ينصاع ه ان املوردان للحدود السياسية‪ ،‬وقد يتواجدان ال ا السبين يف منفقـة تت للهـا حـدود‬
‫وطنيــة متعــددة‪ً .‬ني ـاع‪ ،‬يســتغرق ت ـرا ام ه ـ ين املــوردين حتــت األرا عــدة ماليــني مــن الســنوات‪،‬‬
‫حيـ ــث من األجيـ ــال احلاليـ ــة مـ ــن مـ ــالكي ه ـ ـ ين املـ ــوردين ليسـ ــت ابلضـ ــرورة األجيـ ــال الوحيـ ــدة‬
‫أو الاــرعية مــن املــالكني‪ً .‬لثـاع‪ ،‬كــن ختـ ين هـ ين املــوردين لعقــود وقــرون وحـ ألفيــات دون أن‬
‫يكلدرف للك شيئاع‪ .‬ويف العـادة‪ ،‬يكـون اتسـتغالل اتقتصـادم األمثـ المـا مرهـوانع مر حـد مـا ـا‬
‫ملا ان معدل الفا دة أعلى من ارتفاع السعر املتوقع‪ .‬رايعـاع‪ ،‬كـن اعتبارمهـا جـ ءاع مـن املاـاعات‬
‫العامليــة‪ ،‬فاعتبــار الكفــاءة واعتبــار اإلنصــاف يقتضــيان وحــدنَـتَهما واســتغالالما املاــرت ‪ .‬خامسـاع‪،‬‬

‫‪v‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫من الكميـة املتاحـة منهمـا‬ ‫ه ان من املوارد غري املتجددة‪ ،‬وأم استغالل الما يف أم وقت ينق‬
‫لاجيال القادمة‪.‬‬
‫ـافات الـنفط والغـا الفبيعـي اجلديــدة يف حـوا الاـام‪ ،‬الـيت يبلـ حجمهــا ‪122‬‬ ‫وا تا ا‬
‫ترليون قدم مكعبة من الغا الفبيعي يقيمة وافية تبل ‪ 453‬مليار دوتر (أبسعار عام ‪)2017‬‬
‫و‪ 1.7‬مليار يرمي من النفط القاي لالست راج يقيمة وافية تنـاه ‪ 71‬مليـار دوتر‪ ،‬هـي فروـة‬
‫ساحنة لتو يع مبل ممجايل يقدَّر يـ ‪ 524‬مليار دوتر وتقتسامه يني األطـراف امل تلفـة‪ ،‬ابإلئـافة‬
‫مر العديد من امل ااي احلقيقية‪ ،‬رغـم أهنـا غـري حمسوسـة‪ ،‬تتمثـ يف حتقيـق األمـن الفـاقي ويف مرسـاء‬
‫عالقــات تعــاون يــني أطـراف لفاملــا حــار يعضــها الــبعض ا خــر‪ .‬وقــد تكــون هـ ه ات تاــافات‬
‫اجلديــدة أيضـاع ســبباع يف م يــد مــن النـ اع والعنــف ملا مــا اســتغ ـ طــرف علــى حــدة تلــك املـوارد‬
‫دون املراعاة الواجبة لنصيين الفرف ا خر املاروع منها‪ .‬فما كن أن يكون مصدر ثراء وفارص‬
‫قد يتحول مر ارثة يف حال جرم استغالل ه ا املـورد املاـرت يصـفة فرديـة وحصـرية دون ميـالء‬
‫املراعاة الواجبة للقانون الدويل واملعايري الدولية‪.‬‬
‫ورها‬
‫وتع ــرا هـ ـ ه الدراس ــة ع ــدة و ــي م ــن أس ــاليين يديل ــة تقتس ــام املمتلك ــات‪ ،‬جـ ـ ا‬
‫راس ـ ة يف حقــوق امللكيــة التارنييــة للفــرفني ويف اتفاقــات حديثــة‪ .‬وتتجلــى املنفعــة املتوخــاة مــن‬
‫أساليين حتديد األنصبة ه ه يف وهنا مكرسة يف التاريخ ويف اتتفاق املتبـادل‪ .‬و كـن أن تاـك‬
‫أساليين اتقتسام ه ه أساساع إلطا ٍر يتم التفاوا من خالله‪.‬‬ ‫ا‬
‫ارد الفبيعيـة الفلسـفينية‪ ،‬ـا فيهـا الـنفط‬ ‫ويفرا استغالل السلفة القا مة ابتحتالل املـو َ‬
‫والغا الفبيعي‪ ،‬تكاليف ابهظة على الاعين الفلسفيين ت تفت تت ايد ما دام اتحتالل مسـتمراع‪.‬‬
‫وه ـ ا األم ــر ل ــي منافيـ ـاع للق ــانون ال ــدويل فحس ــين وما ــا ه ــو انته ــا للعدال ــة الفبيعي ــة وللق ــانون‬
‫األخالقي‪ .‬وح ه ا التاريخ‪ ،‬ترا مـت التكـاليف احلقيقيـة وتكـاليف الفروـة البديلـة النامجـة عـن‬
‫اتحتالل فبلغت عارات مليارات الـدوترات‪ ،‬من مل تكـن مئـات مليـارات الـدوترات‪ ،‬يف منفقـة‬
‫حقول النفط والغا الفبيعي فقط‪.‬‬
‫وختتم ه ه الدراسة ابلت يد على احلاجـة مر مجـراء م يـد مـن األاـاث املفصـلة يف ئـوء‬
‫القــانون الــدويل‪ ،‬يف ا ــاتت اتقتصــادية والتارنييــة والقانونيــة‪ ،‬للتثبُّــت مــن حقــوق امللكيــة املرتبفــة‬
‫ـوارد الــنفط والغــا الفبيعــي‪ .‬وعليــه‪ ،‬تووــي ه ـ ه الدراســة لجـراء دراســات مفصــلة يغيــة مثبــات‬
‫حــق الاــعين الفلســفيين يوئــود يف م ـوارده الفبيعيــة اخلاوــة يــه‪ ،‬مر جانــين نصــيبه املاــروع يف‬
‫املوارد املارت ة اليت متلاكها مجاعةع عدة دول متجاورة يف املنفقة‪ ،‬ا فيها مسرا ي ‪.‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪vi‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫أوالا‪ -‬أهداف الدراسة وتنظيمها‬


‫من املوثَّق جيداع أن احتالل أم مقلـيم مـن قدبـ قـوة أخـرم ا ـدث ابلضـرورة آًراع سياسـية‬
‫األرا‬
‫َ‬ ‫واجتماعي ــة واقتص ــادية يس ــتحي منكاره ــا‪ .‬ويف ه ـ ـ ا الا ـ ـ ن‪ ،‬ت يا ـ ـ اح ــتالل مس ـ ـرا ي‬
‫ـف‬
‫الفلســفينية احملتلــة عــن ه ـ ه القاعــدة‪ ،‬مــا عــدا مــن حيــث نفاقــه واســتمراره‪ .‬فقــد أادرج ووـ ا‬
‫ـتالل أرئــه مــن قدب ـ‬
‫وتقــديرات التكــاليف اتقتصــادية الــيت يفرئــها علــى الاــعين الفلس ـفيين احـ ا‬
‫مسـ ـرا ي يف تق ــارير شـ ـ ‪ ،‬ويف أخ ــرم د مع ــدادها منـ ـ ف ــرتة أق ــر اس ــتجايةع للقـ ـرارات ‪20/69‬‬
‫و‪ 12/70‬و‪ 20/71‬و‪ 13/72‬و‪ 18/73‬الص ــادرة ع ــن اجلمعي ــة العام ــة لام ــم املتح ــدة‪ ،‬وال ــيت‬
‫طلبـ ــت مر م ـ ـؤمتر األم ـ ــم املتح ـ ــدة للتج ـ ــارة والتنمي ـ ــة (األونكت ـ ــاد) تق ـ ــدمي تقري ـ ــر ع ـ ــن التك ـ ــاليف‬
‫اتقتصادية اليت يتكبردها الاعين الفلسفيين يسبين اتحتالل اإلسرا يلي‪.‬‬
‫وعلي ـ ــه‪ ،‬أع ـ ــد األونكت ـ ــاد يف ع ـ ــام ‪ 2015‬مـ ـ ـ رة ق ـ ــدمها مر اجلمعي ـ ــة العام ـ ــة يعنـ ـ ـوان‬
‫االتك ــاليف اتقتص ــادية ال ــيت يتكب ــدها الا ــعين الفلس ــفيين يس ــبين اتح ــتالل اإلسـ ـرا يليا(‪ .)1‬ويف‬
‫عــام ‪ ،2016‬أعــد األونكتــاد مـ رة أ ثــر تفصــيالع‪ ،‬قاـدمت مر اجلمعيــة العامــة يف دور ــا احلاديــة‬
‫والســبعني(‪ .)2‬ويف عــام ‪ ،2017‬أعــد األونكتــاد تقريــر متايعــة‪ ،‬اُث أعــد األونكتــاد تقري ـراع آخــر يف‬
‫ع ــام ‪ 2018‬قاـ ـدم مر اجلمعي ــة العام ــة يف دور ــا الثالث ــة والس ــبعني(‪ .)3‬وأ ــد األونكت ــاد يف تل ــك‬
‫التقـارير أن اتحــتالل ت ي ـ ال ياثقـ اهـ الاــعين الفلســفيين يتكــاليف اقتصــادية مرهقــة‪ .‬وأيــر‬
‫آخر لتلـك التكـاليف ومر مدرا ٍ أمشـ ألثرهـا علـى‬ ‫األونكتاد أيضاع احلاجة املاسة مر مجراء تقييم َ‬
‫رفاه الاعين الفلسفيين وعلى آفاق التنمية اتقتصادية يف األرا الفلسفينية احملتلة‪.‬‬
‫ويتمث االدف الـر ي مـن هـ ه الدراسـة يف حتديـد واقـرتاد خفـو عريضـة أوليـة لتقـدير‬
‫حجم اخلسارة اتقتصادية اليت يتكبردها الاـعين الفلسـفيين يسـبين حرمانـه مـن حقـه الفبيعـي يف‬
‫تفوير موارده الفبيعية واستغالالا‪ .‬وياتم ه ا احلق على ما هو أ ثر من النفط والغا الفبيعـي‬
‫حيــث ياــم مجيــع املـوارد الفبيعيــة واتقتصــادية‪ ،‬غــري أن الرت يـ هنــا ينحصــر يف هـ ين املــوردين‬
‫ابلنظــر مر ارتفــاع قيمتهمــا ومر أمهيتهمــا احلا ــة ابلنســبة إلمكانيــة تلبيــة اتحتياجــات األساســية‬
‫للاعين الفلسفيين مـن الفاقـة وميـرادات التصـدير‪ .‬وحلقـول الـنفط والغـا الفبيعـي الـيت ا تااـفت‬
‫يف شــرق املتوســط حــديثاع أمهيــة حا ــة أيضـاع(‪ ،)4‬وهــي الــيت شـ َـرعت مس ـرا ي ا ابلفعـ يف اســتغالالا‬
‫ملنفعتهــا اخلاوــة حص ـراع‪ ،‬رغــم أن ه ـ ه امل ـوارد تكــون ماــرت ة يف العــادة‪ .‬فــالنفط والغــا الفبيعــي‬
‫ـتغالل‬
‫ت ينصــاعان للحــدود السياســية و كــن م ادمه ـا يف أح ـواا ما ـرت ة‪ .‬وينبغــي أن حتكــم اسـ َ‬
‫اعد واملعايري اليت تسرم على املوارد املارت ة‪.‬‬ ‫ه ه املوارد واتنتفاع هبا القو ا‬

‫__________‬
‫الوً ق الر ية للجمعية العامة‪ ،2015 ،‬الدورة السبعون‪ ،‬امللحق رقم ‪ ،A/70/35 ،35‬الفقرات ‪.32-28‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫األمـ ــم املتحـ ــدة‪ ،‬اجلمعيـ ــة العامـ ــة‪ ،2016 ،‬التكـ ــاليف اتقتص ــادية الـ ــيت يتكبـ ــدها الاـ ــعين الفلسـ ــفيين يسـ ــبين‬ ‫(‪)2‬‬
‫اتحتالل اإلسرا يلي‪ ،A/71/174 ،‬نيويور ‪ 21 ،‬متو ‪/‬يوليه‪.‬‬
‫األمـ ــم املتحـ ــدة‪ ،‬اجلمعيـ ــة العامـ ــة‪ ،2018 ،‬التكـ ــاليف اتقتصـ ــادية الـ ــيت يتكبـ ــدها الاـ ــعين الفلسـ ــفيين يسـ ــبين‬ ‫(‪)3‬‬
‫اتحتالل اإلسرا يلي‪ ،A/73/201 ،‬نيويور ‪ 10 ،‬تارين األول‪/‬أ توير‪.‬‬
‫‪United States Geological Survey (USGS), 2010, Assessment of undiscovered oil and gas resources‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ of‬متـاد علـى هـ ا الـرايط‪:‬‬ ‫‪the Levant Basin Province, Eastern Mediterranean, Fact sheet 3014,‬‬
‫‪.https://pubs.er.usgs.gov/publication/fs20103014‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫ولي من املمكن وت احملبَّ فص ا املنا عات والتوترات ياـ ن الـنفط والغـا الفبيعـي عـن‬
‫سياقها السياسي‪ ،‬وت عن ون الفرتة الـيت ا تااـف فيهـا الغـا الفبيعـي قـد ت امنـت مـع عـدد مـن‬
‫التف ــورات السياس ــية االام ــة يف املنفق ــة‪ :‬ي ــدء اتنتفائ ــة الثاني ــة (أيلول‪/‬س ــبتمرب ‪)2000‬؛ وف ــك‬
‫اترتب ــا األاح ــادم م ـ ـع قف ــاع غ ـ ـ ة م ــن قدب ـ ـ مس ـ ـرا ي (أيلول‪/‬س ــبتمرب ‪)2005‬؛ واتنت ـ ــاابت‬
‫عقبها؛ واشتداد احلصـار اإلسـرا يلي علـى قفـاع‬ ‫التاريعية الفلسفينية ( انون الثاين‪/‬يناير ‪ )2006‬وما د‬
‫غ ـ ة (خاو ـة من ـ عــام ‪)2007‬؛ وفص ـ قفــاع غ ـ ة مدارايع عــن الضــفة الغرييــة (متو ‪/‬يولي ــه ‪)2007‬؛‬
‫واتئــفراابت السياســية اإلقليميــة الــيت تلــت انــدتع انتفائ ـات الرييــع العــرا (عــام ‪.)5()2011‬‬
‫وقد تداخلت ه ه الوقا ع السياسية مع مستجدات تعلرقت ابلنفط والغا الفبيعـي يف عديـد مـن‬
‫وااه ـ ـ ه ـ ـ ه‬ ‫الظرفيـ ــات البالغـ ــة الدقـ ــة‪ ،‬وهـ ــو مـ ــا اد يف تعقيـ ــد سـ ـ ٍ‬
‫ـياق سياسـ ــي َّ‬
‫معق ـ ـد أو ـ ـالع‪ .‬ا‬
‫التعقيدات سوف درم التحلي من اتستناد مر عناور عديدة ابلغة األمهية‪.‬‬
‫نيصـ القسـم الثـاين مـن الدراسـة‬ ‫وتنقسم ه ه الدراسة مر عدة أقسام‪ .‬فبعد املق رددمـة‪َّ ،‬‬
‫ويبني الت امات السلفة القا مة ابتحـتالل وجـين‬ ‫للمسا ولإلطار ال م يضع احلدود القانونية ر‬
‫القـانون الــدويل‪ ،‬فيمـا يتعلــق ابألرا الفلسـفينية احملتلــة‪ ،‬مـع الت يــد علـى اتلت امــات اتقتصــادية‬
‫وفــق تعريفهــا ال ـوارد يف قواعــد تهــام لعــام ‪ 1907‬واتفاقيــة جنيــف الرايعــة لعــام ‪ .1949‬ويــتم‬
‫التاـ ــديد ابلقـ ــدر نفسـ ــه علـ ــى اتلت امـ ــات اتقتصـ ــادية يف القـ ــانون العـ ــريف حلقـ ــوق اإلنسـ ــان ويف‬
‫املعاهـ ــدات الدوليـ ــة املتعلقـ ــة اقـ ــوق اإلنسـ ــان‪ ،‬ـ ــا فيهـ ــا الت ـ ـ ام دولـ ــة اتحـ ــتالل يتع ي ـ ـ التنميـ ــة‬
‫اتقتصـادية‪ .‬ويف هـ ا القســم‪ ،‬تـرد قا مــة غـري املـة ابإلجـراءات الــيت تت ـ ها مسـرا ي يف األرا‬
‫الفلسفينية احملتلة فيما يتعلق ابلنفط والغا الفبيعي كن اعتبارهـا تكـاليف ترهـق اهـ الاـعين‬
‫الفلسفيين‪ .‬وتليها مناقاة تعتبارات القانون الدويل فيما يتعلق ابتلت امات القانونية الواقعة على‬
‫عاتق مسرا ي يصفتها سلفةع قا مة ابتحتالل وابلت امات ا تمع الـدويل أبن يكفـ وفـاء مسـرا ي‬
‫ابلت اما ا‪.‬‬
‫أما القسم الثالث فيعفي نب ة موج ة عن اقتصاد اتحتالل‪ ،‬حيث يعـرا مطـاراع شـامالع‬
‫تفح املسا والتعقيدات املتعلقة ابستغالل النفط والغا يف الفبيعي يف األرا‬ ‫يتم من خالله ُّ‬
‫الفلسفينية احملتلة واتنتفاع هبما‪ .‬والغرا من للـك هـو توئـي يـف أن اسـتغالل الـنفط والغـا‬
‫الفلسفينيني لي منفصالع عن املنظومة العامة لالستغالل اتستعمارم للموارد واألوـول‬ ‫ْ‬ ‫الفبيعي‬
‫الفلس ــفينية‪ .‬ويتض ــمن ه ـ ا القس ــم عرئ ـاع م ــوج اع لع ــدد م ــن املي ــادين ال ــيت َحرم ــت فيه ــا مس ـرا ي‬
‫ـاد قــادر علــى اتســتمرار‬ ‫الاـعين الفلســفيين واألجيــال الفلســفينية القادمـة مــن فروــة تفــوير اقتص ٍ‬
‫وم ْق ددرا م‪.‬‬
‫ومن حقهم يف اتنتفاع واردهم الفبيعية وأووالم َ‬
‫منفق استغالل املوارد املارت ة ومبادئ التعـويض‪ .‬ويتضـمن مقرتحـاع‬ ‫ويارد القسم الرايع َ‬
‫مبد ياع لكيفية سداد تكاليف اتحتالل يواسفة الرريع املت يت من تلك املوارد‪.‬‬
‫رأما القسم اخلام فياسته يلمحة عامة عن املـوارد الفبيعيـة الفلسـفينية مـن نفـط وغـا‬
‫طبيع ــي‪ ،‬ويع ــرا أحجامه ــا وقيَمه ــا املق ـ َّـدرة‪ ،‬مر جان ــين هيا ـ اإلدارة ال ــيت ت ــديرر ش ــؤون هـ ـ ه‬
‫امل ـوارد‪ .‬ويقــدم معلومــات مستفيض ـة عــن احلالــة الــيت توجــد عليهــا ه ـ ه امل ـوارد يف الوقــت ال ـراهن‪،‬‬
‫__________‬
‫‪A Antreasyan, 2013, Gas finds in the Eastern Mediterranean: Gaza, Israel and other conflicts,‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪.Journal of Palestine Studies, 42(3):29–47‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫وعن اخلفط اإلسـرا يلية املتعلقـة هبـ ه املـوارد املقـدَّرة والعوا ـق املؤسسـية الـيت متنـع الفلسـفينيني مـن‬
‫اســتغالالا‪ .‬وابإلئــافة مر للــك‪ ،‬يتضــمن ه ـ ا القســم ييــاانع ابمل ـوارد اإلس ـرا يلية املوجــودة واملمكنــة‬
‫اليت تارت يف ملكيتها مع يلدان جماورة يف املنفقة‪.‬‬
‫ويعرا القسم الساد تقديراع لقيمة النفط والغا الفبيعي يف األرا الفلسفينية احملتلـة‬
‫ويف منفقــة حــوا الاــام و ــدد األنصـبة الفلســفينية املمكنــة وجــين مطــارات قانونيــة واقتصــادية‬
‫خمتلفة‪.‬‬
‫القسم السايع اتستنتاجات ويق ردم يعض التوويات‪.‬‬ ‫يينما يل‬

‫‪3‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫اثني ا‪ -‬اإلطار القانوين‪ :‬السوابق التارخيية‬


‫اســتنتجت يعثــة األمــم املتحــدة لتقصــي احلقــا ق يا ـ ن النـ اع يف غ ـ ة‪ ،‬املنا ـ ة يف ــانون‬
‫الثاين‪/‬يناير ‪ 2009‬وجين القرار ‪ A/HRC/S-9/1‬الصادر عن جمل حقوق اإلنسان‪ ،‬يف تقريرها‬
‫مر اجلمعيـة العامــة‪ ،‬أن ا ‪...‬اتحـتالل اإلسـرا يلي املسـتمر لقفــاع غـ ة والضــفة الغرييـة (قــد يـر ابعتبــاره)‬
‫العام ـ األساســي الكــامن وراء انتها ــات القــانون الــدويل حلقــوق اإلنســان (‪ )...‬ال ـ م يقـ رـوا احتمــاتت‬
‫حتقيق التنمية والسالم‪.‬ا(‪.)6‬‬
‫ويف م ـ رةٍ لاونكتــاد تناولــت التكــاليف اتقتصــادية ال ـيت يتكبــدها الاــعين الفلســفيين‬
‫يســبين اتحــتالل اإلسـرا يلي‪ ،‬ووردت يف مرفـ ٍـق يتقريــر اللجنــة املعنيــة مارســة الاــعين الفلســفيين‬
‫حقوقه غري القايلـة للتصـرف لعـام ‪ ،2015‬ل ـر األونكتـاد ابلتفصـي يعـض السـوايق لات الصـلة‬
‫اليت أاخ ت فيها التكاليف اتقتصادية يعـني اتعتبـار يووـفها عناوـر أساسـية يف التفـاوا علـى‬
‫حلول دا مة لن اعات مع رقدة ومستعصية‪ ،‬وفيما يلي يعض تلك السوايق‪:)7‬‬

‫قـرار احملكمـة الدا مــة للعدالـة الدوليــة يف عـام ‪ 1928‬يف القضـية املتعلقــة صـنع تاـور و‬ ‫‪‬‬
‫وهي قضية ش ركلت عالمةع فا درقة(‪)8‬؛‬
‫قرار اجلمعية العامة ‪ً( 194‬لثاع) يا ن مس لة الالجئني ودفع تعويضات الم؛‬ ‫‪‬‬

‫مبادئ يينريو يا ن الالجئني ودفع مبال اجلرب يف الفرتة اليت تلت احلر الباردة(‪)9‬؛‬ ‫‪‬‬

‫فتـوم حمكمــة العـدل الدوليــة ياـ ن ا ًر القانونيـة الناشــئة عـن تاــييد جــدار يف األرا‬ ‫‪‬‬
‫الفلسفينية احملتلة(‪.)10‬‬
‫واألسا القانوين املستند مليه يف تقدير تكاليف اتحتالل مبـين علـى اتفـرتاا املنفقـي‬
‫ألرا الفلسـفينية احملتلـة يكبرـد سـ ركان تلـك األرا مثنـاع مـا‪ .‬ويبلـ‬
‫القائي أبن احتالل مسرا ي ا َ‬
‫للك الـثمن ح َّـد حرمـان السـكان مـن مـواردهم وحرمـاهنم مـن القـدرة علـى اتسـتفادة مـن الناـا‬
‫اتقتصادم الداخلي ومن القدرة على النهوا ابلتنمية اتقتصادية املستقبلية ومحلاق الضرر هبـم‪،‬‬
‫مجاع ـةع وأف ــراداع‪ .‬فاألئ ـرار تكبدر ـد الفلس ــفينيني تك ــاليف حقيقي ــة وتك ــاليف الفرو ـة البديل ــة وه ــي‬
‫تكاليف مرتفعة يتحم اتحـتالل اإلسـرا يلي املسـؤولية عنهـا‪ .‬وقـد تناـ التكـاليف الـيت يتكبرـدها‬

‫__________‬
‫(‪ )6‬األمـم املتحــدة‪ ،‬جملـ حقــوق اإلنســان‪ ،2009 ،‬حالــة حقـوق اإلنســان يف فلســفني ويف األرائــي العرييــة احملتلــة‬
‫األخرم‪ ،A/HRC/12/48 ،‬جنيف‪ 25 ،‬أيلول‪/‬سبتمرب‪.‬‬
‫(‪ )7‬الوً ق الر ية للجمعية العامة‪.2015 ،‬‬
‫(‪ )8‬انظر ه ا الرايط‪.https://www.icj-cij.org/en/pcij-series-a :‬‬
‫(‪ )9‬انظــر األمــم املتحــدة‪ ،1998 ،‬نظــام رومــا األساســي للمحكمــة اجلنا يــة الدوليــة‪ ،A/CONF.183/9 ،‬رومــا‪17 ،‬‬
‫متو ‪/‬يوليه؛ واألمم املتحدة‪ ،‬ا ل اتقتصادم واتجتمـاعي‪ ،2005 ،‬املبـادئ املتعلقـة يـرد املسـا ن واملمتلكـات‬
‫مر الالجئ ـ ــني واملا ـ ــردين‪ ،E/CN.4/Sub.2/2005/17 ،‬جني ـ ــف‪ 28 ،‬ح يران‪/‬يوني ـ ــه؛ واألم ـ ــم املتح ـ ــدة‪ ،‬اجلمعي ـ ــة‬
‫العامــة‪ ،2005 ،‬املبــادئ األساســية واملبــادئ التوجيهيــة املتعلقــة اــق ئــحااي انتها ــات قــانون حقــوق اإلنســان‬
‫الدويل والقانون اإلنساين الدويل يف اتنتصاف واجلرب‪ ،A/RES/60/147 ،‬نيويور ‪ 16 ،‬انون األول‪/‬ديسمرب‪.‬‬
‫(‪ )10‬انظــر حمكمــة العــدل الدوليــة‪ ،2004 ،‬ا ًر القانونيــة الناشــئة عــن تاــييد جــدار يف األرا الفلســفينية احملتلــة‪،‬‬
‫ا فيها القد الارقية وما حوالا‪ ،‬فتوم حمكمة العدل الدولية‪ ،‬تقارير حمكمة العدل الدولية ‪.2004‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫السكان الفلسفينيون عن ارسـات تعيـق اتقتصـاد الفلسـفيين و‪/‬أو عـن فاـ يف تاـجيع النمـو‬
‫اتقتصادم(‪.)11‬‬
‫و وجــين القــانون الــدويل‪ ،‬ت متلــك أم دولــة مــن الــدول حري ـةَ تقــدي ٍر مفلقــة يف التعامـ‬
‫يفما تااء مع سكان األرا اليت حتتلها واملوارد الفبيعية املوجودة فيها‪ ،‬وماا ختضع والحيا ا‬
‫للقانون الدويل وللمعايري الدولية املقبولة اليت تنظم ه ه الصالحيات وتقيردها(‪ .)12‬ويعبارة أخرم‪،‬‬
‫لــي للمحت ـ ســيادة علــى األرا الــيت تلهــا‪ ،‬وماــا هــو متصـ رـرف مؤقــت فيهــا‪ .‬وعليــه‪ ،‬ت ـاـنَ‬
‫احملت ـ احلـ َّـق يف اســتن اف م ـوارد األرا احملتلــة وغــري للــك مــن أمال هــا وأوــوالا‪ .‬ويــن القــانون‬
‫الدويل يوئود على أنه ت و ألم حمت أن يست دم تلك املوارد مت لتلبية احتياجات السكان‬
‫احملليــني‪ .‬ويتعبــري أدق‪ ،‬ت ــو حملتـ ٍر اســتغالل مـوارد األرا الــيت تلهــا وأوــوالا لكــي ينتفــع هبــا‬
‫اقتص ــاده ه ــو وت س ــيما خلدم ــة أهداف ــه لات الص ــلة ابحل ــر ‪ .‬فالغاي ــة احلقيقي ــة م ــن وراء أحك ــام‬
‫القانون الدويل تتمثـ يف م الـة أم حـواف اقتصـادية تـدفع مر شـن حـرو وأم وسـا مـن شـ هنا‬
‫أن تتي حملت ٍر ما متديد مدة احتالله عندما تتوقف األعمال العدا ية(‪.)13‬‬
‫وياف ـ َرتا أن تنســحين القــوة األجنبيــة‪ ،‬عــاد عة يعــد مي ـرام معاهــدة ســالم‪ .‬و وجــين قــانون‬
‫ـام لات‬ ‫د‬
‫الن اعــات املســلحة‪ ،‬تــنظرم هـ ه العالقـةَ يــني احملتـ وســكان األرا احملتلــة وتقيرـ اـدها األحكـ ا‬
‫الصــلة مــن قواعــد تهــام‪ ،‬وهــي القواعــد املرفقــة ابتتفاقيــة املتعلقــة يقـوانني وأعـراف احلــر الربيــة‪،‬‬
‫املعتمــدة يف عــام ‪ ،1907‬و ـ لك النظــام األ ثــر تفصــيالع منهــا املبـ َّـني يف اتفاقيــة جنيــف يا ـ ن‬
‫ـدات ياـ ن‬ ‫محاية املدنيني يف وقت احلر (اتفاقية جنيف الرايعة)‪ ،‬واجل ء الرايع مـن سلسـلة معاه ٍ‬
‫قانون احلر أايرمت يف جنيف يف عام ‪ .1949‬ومن وقت أقر ‪ ،‬ما فتئ القانون الـدويل ياـدد‬
‫أ ثر ف ثر على أن واجين فالة حقوق اإلنسان للسكان اخلائعني لالحـتالل يقـع علـى عـاتق‬
‫وتوسـعاع لنفــاق اتفاقيــة جنيــف الرايعــة‬
‫أم ســلفة قا مــة ابتحــتالل‪ .‬وياــك هـ ا التفــور امتــداداع ُّ‬
‫اليت انت تقتصر على فالة حقوق اإلنسان لاش اص املامولني ابحلماية‪.‬‬
‫ـتالل حــرا يف‬ ‫لقــد جــرم تفــوير ينيــان قــانوين يف ا تمــع الــدويل لتنظــيم أعمــال دولــة احـ ٍ‬
‫عالقتهــا يســكان اإلقلــيم ال ـ م حتتلــه‪ .‬وه ـ ا البنيــان القــانوين ج ـ ء مــن ينيــان قــانوين أ ــرب ياسـ َّـمى‬
‫قــانون وقــت احلــر )‪ ، (jus in bello‬وهــو معــين ابإلج ـراءات ال ـيت تات ـ يف ســياق احلــر ‪ .‬وه ـ ا‬
‫مسوغات احلـر )‪ ،(jus ad bellum‬وهـو معـين‬ ‫املسمى قانون ر‬ ‫األخري منفص عن البنيان القانوين َّ‬
‫ياــرو يــدء احل ـر ‪ .‬فمهمــا تكــن يفيــة تقيــيم احلــر وجــين قــانون مسـ رـوغات احلــر ‪ ،‬نيضــع‬
‫اتحــتالل النــاتج عــن احلــر لقــانون وقــت احلــر ‪ .‬ويســتا دم أيضـاع مصــفل االقــانون اإلنســاينا‬
‫(‪)14‬‬
‫لووف اتلت امات املنفبقة يف سياق احلر ‪ ،‬ا فيها الت امات دولة اتحتالل احلرا ‪.‬‬

‫وتبع ــي يقتضـ ـي‬


‫ويناـ ـ ع ــن أم انته ــا الـ ـ ه اتلت ام ــات القانوني ــة التـ ـ ام ق ــانوين ًن ــوم ْ‬
‫رد‬
‫موــالد اتنتهــا عــن طريــق معــادة الوئــع مر ســايق عهــده قــدر اإلمك ـان‪ .‬وه ـو مــا يســمى ا َّ‬
‫__________‬
‫(‪ )11‬مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية‪2017 ،‬أ‪ ،‬التكاليف اتقتصادية لالحتالل اإلسرا يلي علـى الاـعين الفلسـفيين‬
‫وحقه اإلنساين يف التنمية‪ :‬أيعاد قانونية (مناورات األمم املتحدة‪ ،‬نيويور وجنيف)‪.‬‬
‫(‪I Scobbie, 2011, Natural resources and belligerent occupation: Perspectives from international )12‬‬
‫‪humanitarian and human rights law, in SM Akram, M Dumper, M Lynk and I Scobbie, eds.,‬‬
‫‪International Law and the Israeli-Palestinian Conflict: A Rights-Based Approach to Middle East‬‬
‫)‪Peace (Routledge, New York:229–252‬‬
‫(‪ )13‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ )14‬األونكتاد‪2017 ،‬أ‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫احلــق مر نصــايها الـ م يســتل م معاجلــة اخلســا ر اتقتصــادية النااــة عــن اتنتهــا يقــدر مــا تتعـ ر‬
‫مع ــادة الوئ ــع مر س ــايق عه ــده يا ــك امـ ـ ‪ .‬ويف املمارس ــة الدولي ــة سـ ـوايق ث ــرية لاللت ام ــات‬
‫وتبعي يقتضي توفري سـبي‬ ‫القانونية الواقعة على عاتق دولة اتحتالل احلرا وتلت ٍام قانوين ًنوم ْ‬
‫انتصــاف‪ .‬ويق ـع علــى عــاتق دولــة اتحــتالل احلــرا أيض ـاع الت ـ ام قــانوين يت فيــف ا ًر الســلبية‬
‫الناشئة عن أفعال غري قانونية‪ .‬وقد أخ ت حمكمة العدل الدولية يعـني اتعتبـار‪ ،‬يف فتواهـا ياـ ن‬
‫قانونية التهديد ابستعمال األسلحة النووية أو اسـتعماالا فعـالع‪ ،‬القـانون اإلنسـاين حيـث قالـت من‬
‫اتفاقيات تهام وجنيف قد حظيـت ابنضـمام عـدد بـري مـن الـدول مليهـا ومنـه يتع رـني علـى مجيـع‬
‫الدول التقيد هب ه القواعد األساسية ألهنا تاك مبادئ للقـانون العـريف الـدويل ت ـو اإلخـالل‬
‫هبا‪ ،‬سواء أو ردقت الدولة املعنية على اتتفاقيات اليت تتضمنها أم مل تص ردق(‪.)15‬‬
‫ومر ا مسرا ي يف األرا الفلسفينية احملتلة هو مر ـا دولـة احـتالل حـرا‪ .‬ويعتـرب جملـ‬
‫األمــن‪ ،‬مثلمــا جــاء يف قـراره ‪ ،446‬أن اتفاقيــة جنيــف الرايعــة تنفبــق علــى األرائــي الـيت احتلتهــا‬
‫مسرا ي يف عام ‪ .)16(1967‬ما أن مسرا ي طرف يف اتفاقية جنيف الرايعة(‪.)17‬‬
‫ومل تنــا ع احملكمــة العليــا يف مس ـرا ي يف ه ـ ا اتســتنتاج‪ .‬ي ـ مهنــا تعتــرب مر ـ مس ـرا ي يف‬
‫األرا الفلسفينية احملتلة مر دولة احـتالل حـرا(‪ .)18‬وقـد ائـفرت احملكمـةا يف عـدة مناسـبات‬
‫مر تعريف مر مسرا ي يف األرا الفلسفينية احملتلة‪ .‬فف ـ ــي أح ـ ــد القـ ـ ـرارات القض ـ ــا ية املتص ـ ــلة‬
‫ابألرا الفلسفينية‪ ،‬أقرت احملكمة العليا يف مسـرا ي أن امسـرا ي تبقـي املنفقـة يف حالـة احـتالل‬
‫التماسات تفعن يف قانونية مجراءات شـ اختـ ا سـلفات‬ ‫ٍ‬ ‫حرا‪ .)19((occupatio bellica)".‬ويف‬
‫مسرا ي يف األرا الفلسفينية احملتلة‪ ،‬قدمت احملكمة العليا يف مسرا ي تقييمات ألفعال احلكومة‬
‫يف ئوء مر مسرا ي دولة احتالل حرا‪ .‬وابإلئافة مر للك‪ ،‬تقب احملكمـة العليـا يف مسـرا ي‬
‫قواعد تهام ابعتبارها ا رسد القانون الدويل العريف فيما يتعلق ابتحتالل احلرا(‪.)20‬‬
‫وابإلئــافة مر القــانون ال ـ م يــنظم ناــا دولــة اتحــتالل احلــرا‪ ،‬فــعن مس ـرا ي ملَمــة‬
‫أيضاع يقانون حقوق اإلنسـان‪ .‬فهـ ا البنيـان القـانوين‪ ،‬املوجـود يف القواعـد العرفيـة الـيت ناـ ت وفـق‬
‫ارسات الدول على نفاق العامل‪ ،‬و لك يف املعاهدات‪ ،‬امل دم لدولة اتحـتالل احلـرا مثلمـا هـو‬
‫امل م جلميع الدول‪ .‬ويف ثري من احلاتت‪ ،‬تتفايق اتلت امات املفروئة وجين القـانون اإلنسـاين‬
‫وتلك املفروئة وجين قانون حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫وامل ـوارد الفبيعي ــة ختتل ــف ثـ ـرياع ع ــن يعض ــها ال ــبعض‪ ،‬والـ ـ ا تؤخـ ـ اعتب ــارات قانوني ــة يف‬
‫احلســبان خمتلفــة فيمــا يتعلــق ابتســتغالل احملــدد الـ ه املـوارد الفبيعيــة‪ .‬واملبــدأ القــانوين الـ م كــم‬
‫ـتغالل دولــة حمتل ـة مــا للم ـوارد الفبيعيــة مبــدأ وائ ـ يقتضــي مــا يلــي‪ :‬املا ان ـت دولــة حماري ـة‬ ‫اس ـ َ‬
‫مــا حتت ـ أرا العــدو‪ ،‬نتيجــة عم ـ حــرا‪ ،‬فعهن ـا ت تكتســين ي ـ لك حـ َّـق التصــرف يف األمــال‬
‫__________‬
‫حمكمة العدل الدولية‪ ،1996 ،‬فتوم يا ن ماـروعية التهديـد ابألسـلحة النوويـة أو اسـت دامها‪ ،‬تقـارير حمكمـة‬ ‫(‪)15‬‬
‫العدل الدولية ‪ ،1996‬ص‪ ،226 .‬الفقرة ‪.79‬‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬جمل األمن‪ ،1979 ،‬القرار ‪ ،S/RES/446 ،)1979(446‬نيويور ‪ 22 ،‬آلار‪/‬مار ‪.‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫انظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ا ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرايط‪www.fdfa.admin.ch/eda/fr/dfae/politique-exterieure/droit-international- :‬‬ ‫(‪)17‬‬
‫‪.public/traites-internationaux/depositaire/protection-des-victimes-de-la-guerre.html‬‬
‫األونكتاد‪2017 ،‬أ‪.‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫‪Supreme Court of Israel, 2004, Beit Sourik Village Council v. The Government of Israel, High‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫‪.Court of Justice 2056/04, para. 23‬‬
‫(‪ )20‬األونكتاد‪2017 ،‬أ‪.‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫املوجــودة يف تلــك األرا‪ ،‬مــا عــدا يف حــدود مــا يتفــق مــع القواعــد الصــارمة املضـ َّـمنة يف قواعــد‬
‫تهام‪ .‬ويتعني عدم املسا ابقتصاد األرا احملتلة يواسفة احلر ا(‪.)21‬‬
‫عمــا ملا انــت مس ـرا ي تنتهــك‪ ،‬نص ـاع وروح ـاع‪ ،‬قواعــد تهــام‬ ‫وه ـ ا يــدعو مر التســامل ر‬
‫وأحكــام اتفاقيــة جنيــف الرايعــة والقــانون الــدويل اإلنســاين والقــانون الــدويل حلقــوق اإلنســان‪ ،‬لــي‬
‫فيمــا يتعلــق يبنــاء املســتوطنات فحســين‪ ،‬مثلمــا متــت اإلشــارة مليــه يف قـرار جملـ األمــن ‪،2334‬‬
‫وماــا فيمــا يتعلــق ابســتغالالا حقـ َ َجمـد وابلفريقــة الــيت منعــت هبــا الفلســفينيني مــن اســتغالل آابر‬
‫الغا الفبيعي يف منفقـيت ‪ Marine 1‬و‪ Marine 2‬الـواقعتني قبالـة سـاح غـ ة‪ .‬وياـك هـ ا األمـر‬
‫األخــري مخــالتع يتلــك الق ـوانني مــن حيــث اســتغالل امل ـوارد املاـرت ة دون ميــالء أم اعتبــا ٍر ملص ـاحل‬
‫الفلسفينيني وت حلقوقهم يف تلك املوارد املارت ة وت ألنصبتهم فيها‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪.Scobbie, 2011, citing United States v. Alfried Krupp et al. )21‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫اثلث ا‪ -‬نبذة موجزة عن اقتصادايت االحتالل‬


‫ـاع غ ـ ة والضــفة الغرييــة ــا فيهــا‬ ‫يف عــام ‪ ،1967‬ئــمت مس ـرا ي مليهــا‪ ،‬ابحتالالــا قفـ َ‬
‫القــد الاــرقية‪ ،‬الســوق الفلســفينية يف هـاتني املنفقـني وأحلقتهــا ابقتصــادها هـ َـي‪ ،‬وللــك يفريقــة‬
‫انتقا ية‪ ،‬دون مساواة وت اتساق‪ .‬ويف للـك الوقـت‪ ،‬ـان اتقتصـاد اإلسـرا يلي يعـادل حنـو عاـرة‬
‫تنوعه القفاعي أ رب يكثري و لك حصة قفاع التصنيع من‬ ‫أئعاف اتقتصاد الفلسفيين‪ ،‬و ان ُّ‬
‫اناه احمللي اإلمجايل اليت فاقت أريعة أئعاف حصته من ممجايل الناتج احمللي لارا الفلسفينية‬
‫احملتلــة‪ .‬وقــد رأدت هـ ه التفــاو ت يــني اتقتصــادين مــن حيــث احلجــم والبنيــة مر قيــام عالقــة غــري‬
‫متكافئة يينهما ت ت ال مستمرة ح اليوم وللك يف غيا ترتيبات مؤسسية مناسبة‪ .‬فهنا ‪ ،‬من‬
‫جهـ ــة‪ ،‬اقتصـ ــاد بـ ــري ومتق ـ ــدم ومتنـ ــوع وغـ ــين يف مسـ ــتوم منظم ـ ــة التعـ ــاون والتنميـ ــة يف املي ـ ــدان‬
‫اتقتصــادم؛ وهنــا ‪ ،‬مــن جه ـة أخــرم‪ ،‬اقتصــاد وــغري وئــعيف النمــو‪ ،‬ياــرت يف العديــد مــن‬
‫اخلص ــا م ــع أق ـ اتقتص ــادات ا ـواع‪ .‬وتا ــري التحل ــيالت النظري ــة والدراس ــات التجريبي ــة مر أن‬
‫ـحين للم ـوارد تاــوه ا ـو اتقتصــاد‬ ‫دينامي ـةَ عالقـ ٍـة ه ـ ه تولرد ـد علــى الــدوام آًر انتاــار وآًر سـ ٍ‬
‫لحـق يــه ئـرراع أ ـرب رـا تلحقـه ابتقتصــاد األ ـرب‪ .‬وآًر سـحين املـوارد أقـوم مــن آًر‬ ‫األوـغر وت د‬
‫اتنتاار‪ .‬وهي تنجم عن قدرة الصناعات الكفؤة والكبرية يف اتقتصاد املتقدم على التفـوق علـى‬
‫الصناعات غري الكفؤة والصغرية يف اتقتصاد األق تقدماع من حيث تنافسـيتها‪ ،‬فتجتـ يـ لك‬
‫قوة عاملة ورأ مال مر القفاعات يف اتقتصاد املتقدم وتابعدها عن اتقتصاد األفقر‪.‬‬
‫وحس ــين رأم أح ــد املعلق ــني‪ ،‬فق ــد أدم ال ــنهج اتقتص ــادم املتمث ـ يف اإلدم ــاج اجل ــي‬
‫ل ــارا الفلس ــفينية احملتل ــة يف اتقتص ــاد اإلس ـ ـرا يلي مر نا ــوء اهيك ـ ـ ه ـ ـ يف أساس ــه يان ــتج‬
‫استثمارات حمدودة جداع ويضعف قدرة القفاع اخلاص على منااء فرص عم ا(‪.)22‬‬
‫أم آًر اتنتاــار وآًر ســحين‬ ‫ومــن يــني العوام ـ الــيت حتــدد املقــدرة النســبية للقـ رـوتني‪ْ ،‬‬
‫املـوارد‪ ،‬درجـةا تنفيـ خمتلــف التــدايري إلجنــاد دمــج اتقتصــادين مــن قبيـ الســماد اريــة تنقـ اليــد‬
‫العاملة والرسامي يارو منصـفة ووئـع ترتيبـات للتكيُّـف القفـاعي وم الـة احلـواج التجاريـة‪ ،‬يف‬
‫مجلــة أمــور أخــرم‪ .‬وحلريــة تنقـ اليــد العاملــة علــى وجــه اخلصــوص أمهيــة حا ــة ألهنــا حتــد ياــك‬
‫ـدير السـلع‬ ‫بري من تصدير السلع من اتقتصاد الصغري مر اتقتصاد الكبري‪ ،‬حيث ياسـتبدل تص ا‬
‫يتصــدير خــدمات اليــد العاملــة‪ .‬ومــن ش ـ ن حريــة التجــارة وحريــة التنق ـ أن اتثرـا تــدر ياع التجــارة‬
‫القا مــة علــى مبــدأ املي ـ ات النســبية لتح ـ حملهــا التجــارة القا مــة علــى مبــدأ امليـ ات املفلقــة فقــط‬
‫ت غ ــري‪ ،‬وه ــو م ــا ي ــؤدم مر تص ــدير اتقتص ــاد الص ــغري الس ــلع ال ـيت تتفلدر ـين مه ـارات قليل ــة ومر‬
‫استرياده السلع اليت تتفلين مهارات عالية‪ ،‬وهو ما علـه حبـي فقـره وئـعف اـوه‪ ،‬واسـيتحول‬
‫اتقتصــاد الصــغري مر مــا ياــبه منفقــة مت لفــة داخ ـ يلــد متقــدم‪ ،‬مثلمــا هــي احلــال يف جنــو‬
‫ميفاليا وأابتتايا الوسفى يف الوتايت املتحدةا(‪.)23‬‬

‫__________‬
‫‪E Sayre and N Dhillon, 2009, West Bank and Gaza economy: Before and after the crisis, On the‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪www.brookings.edu/on-the-record/west-‬‬ ‫‪ ،Record, Brookings, 14 January,‬متــاد علــى ه ـ ا ال ـرايط‪:‬‬
‫‪.bank-and-gaza-economy-before-and-after-the-crisis/‬‬
‫‪A Kubursi and F Naqib, 2008, The Palestinian economy under occupation: Econocide, The‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫‪.Economics of Peace and Security Journal, 3(2):16–24‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫فعلا ما ا ـ ابنـدماج البلـدين فيمـا يينهمـا يـوترية مناسـبة وأيفـ ميقاعـاع‪ ،‬وملا مـا اسـتفاع‬
‫اتقتص ــاد الفق ــري أن يس ــتغ مـ ـوارده الفبيعي ــة أو يف ـ رـور مـ ـوارده الباـ ـرية‪ ،‬ف ــعن التج ــارة احل ــرة ي ــني‬
‫تنقـ عوامـ اإلنتـاج‪ ،‬قـد تتـي‬ ‫الفرفني‪ ،‬اليت ت ختضع لتعرفة خارجية مارت ة وتستفيد مـن حريـة ُّ‬
‫للمنتدجني يف اتقتصاد الصغري ايدة منتاجهم‪ .‬وسـيكون للـك مثـرَة اتسـتفادة مـن وفـورات احلجـم‬
‫وحتسني املي ات النسبية املواتية للتنمية‪.‬‬
‫ويترسم النمط ال م نا ما يني اتقتصادين اإلسرا يلي والفلسفيين ا يلي‪:‬‬
‫متلك مسرا ي غالبيـة القفاعـات العصـرية املسـتفيدة مـن عا ـدات احلجـم املت ايـدة‬ ‫‪‬‬
‫املميدر ة ألنافة الصناعة التحويلية؛‬
‫تـ ـؤرمن مس ـ ـرا ي لنفس ــها‪ ،‬ع ــن طري ــق م ــن العم ــال الفلس ــفينيني يف القفاع ــات‬ ‫‪‬‬
‫التقليدية‪ ،‬من قبي ال راعة واحلرف‪ ،‬عالوةع على أجـورهم‪ ،‬معروئـاع مـرانع مـن اليـد‬
‫العاملة تستفيد منه وناعا ا ا العصرية‪ .‬وه ه العالوة على األجور وـغرية ابلنظـر‬
‫مر ت ـ ــدين أج ـ ــور العم ـ ــال يف ال راع ـ ــة الفلس ـ ــفينية وابلنظ ـ ــر مر الق ـ ــر اجلغ ـ ـرايف‬
‫موعات العمال املهاجرين ال ين أيتون مر عملهم يف مسرا ي ؛‬
‫دخول اليد العاملة الفلسفينية مر مسرا ي ‪ ،‬اليت ت متثر لفتها مت جـ ءاع‬ ‫خ رفض ا‬ ‫‪‬‬
‫يس ـرياع م ــن لف ــة الي ــد العامل ــة اإلس ـرا يلية‪ ،‬الع ــالوة عل ــى األج ــور يف القفاع ــات‬
‫وجعله ــا أ ث ــر راي ــة‬
‫العص ـرية يف مس ـرا ي ‪ ،‬ــا فيه ــا التكنولوجي ــا واتتص ــاتت‪َ ،‬‬
‫واستدامة؛‬
‫صرف املبال ابلايك اإلسرا يلي اجلديد (عملة مسرا ي ) اليت يكسـبها العمـال‬ ‫تا َ‬ ‫‪‬‬
‫الفلس ـ ــفينيون امله ـ ــاجرون يف مس ـ ـ ـرا ي ‪ ،‬يف الع ـ ــادة‪ ،‬عل ـ ــى اس ـ ــتهال منتج ـ ــات‬
‫مسرا يلية ا ي يد الفلين على ه ه املنتجات‪.‬‬
‫وقد فرئت مسرا ي على اتقتصاد الفلسفيين نظام تعريفة مجر ية مارت قضـى ابلفعـ‬
‫علــى أم ميـ ة نســبية ــان كــن أن صـ عليهــا الفلســفينيون مــع مسـرا ي أو مــع أسـواق عرييــة‬
‫جمــاورة‪ .‬ويتحــدد مطــار السياســة اتقتصــادية الفلســفينية وجــين اتحتــاد اجلمر ــي الـ م أاناــئ يف‬
‫عــام ‪ 1967‬وأخ ـ شــكله الر ــي يعــد للــك يف عــام ‪ 1994‬وجــين يروتو ــول ابري ـ ال ـ م‬
‫يقض ــي اري ــة التج ــارة ي ــني مسـ ـرا ي واألرا الفلس ــفينية احملتل ــة ويتا ــار اتقتص ــادين يف نفـ ـ‬
‫التعريفات اجلمر ية اخلارجية مع سا ر يلدان العامل‪ .‬والعواقين السلبية اليت نيلفها اتحتاد اجلمر ي على‬
‫اتقتصاد الفلسفيين تفوق الووف‪ .‬فاملاا النامجة عنه أريعة هي(‪:)24‬‬
‫يســتل م أم احتــاد مجر ــي جيــد األداء أن يكــون أعضــامه علــى مســتوايت متقاريـة‬ ‫‪‬‬
‫مــن التنميــة‪ .‬ف ـ م احتــاد مجر ــي يــني يــانني شــديدم التبــاين يف مســتوم التنميــة‬
‫اتقتصادية ت يبار خب ٍري للعضو األئعف منهما‪ .‬وسي سـر أم اقتصـاد خائـع‬
‫جراء انضمامه مر احتـاد مجر ـي مـع أم اقتصـاد‬ ‫الكثري ر‬
‫لالحتالل وانق التنمية َ‬
‫يف مسـتوم منظمـة التعــاون والتنميـة يف امليــدان اتقتصـادم‪ ،‬حـ لـو د للــك يف‬
‫ظروف تتسم ابلتعاون وحسن النية؛‬
‫__________‬
‫(‪ )24‬األونكتـاد‪ ،2018 ،‬تقريــر عــن املســاعدة املقدمـة مــن األونكتــاد مر الاــعين الفلسـفيين‪ :‬التفــورات الــيت شــهدها‬
‫اقتصاد األرا الفلسفينية احملتلة‪ ،TD/B/65(2)/3 ،‬جنيف‪ 23 ،‬متو ‪/‬يوليه‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫أم احتـاد مجر ـي مفيـد يتفلـين مسـتوم عاليـاع مـن التعـاون يضـمن مصـلحة مجيــع‬ ‫‪‬‬
‫األعضــاء يف مدارة احلــدود‪ ،‬وشــرو التجــارة مــع ســا ر يلــدان العــامل‪ ،‬والتفــاوا‬
‫وتقاسم اإليـرادات‪ .‬أمـا يف األرا‬ ‫على اتتفاقات التجارية‪ ،‬وسياسة التعريفات‪ ،‬ا‬
‫الفلســفينية احملتلــة‪ ،‬فقــد احــددت شــرو اتحتــاد اجلمر ـي مــن طــرف واحــد‪ ،‬هــو‬
‫مس ـرا ي ‪ ،‬دون مراعــاة احتياجــات اتقتصــاد الفلســفيين امل تلفــة متام ـاع‪ .‬وعــالوة‬
‫علــى وئــع شــرو اتحتــاد اجلمر ــي مــن جانــين واحــد‪ ،‬ت تفبرــق مس ـرا ي مــن‬
‫شروطها مت ما تااء هي؛‬
‫يســبين اتحتــاد اجلمر ــي‪ ،‬تتكبرـد األرا الفلســفينية احملتلــة عج ـ اع اــارايع ئ ـ ماع‬ ‫‪‬‬
‫ودا م ـاع يعــود الســبين اجل ـ رم فيــه مر قصــور اــو قفــاع التصــدير وئــعف قــدرة‬
‫املنتج ــني احمللي ــني عل ــى تص ــدير س ــلع ق ــادرة عل ــى املنافس ــة يف األس ـ ـواق احمللي ــة‬
‫والعاملية‪.‬‬

‫ني رفــض القــر اجلغـرايف يــني هـ ين اتقتصــادين لفــة النقـ والوقــت‪ ،‬وقــد ســاهم‬ ‫‪‬‬
‫ه ا القر وت ي ال يف تدمري القاعدة اتقتصادية التقليديـة عـن طريـق اتسـتيالء‬
‫علــى األرائــي وامليــاه‪ُ ،‬ث علــى الــنفط والغــا الفبيعــي مــؤخراع‪ ،‬وهــو ــول دون‬
‫محاي ـ ــة اتقتص ـ ــاد الفلس ـ ــفيين م ـ ــن ت ـ ــدفق املـ ـ ـوارد الفلس ـ ــفينية ابا ـ ــاه اتقتص ـ ــاد‬
‫اإلسرا يلي أبجور متدنية وأسعار رخيصة نسبياع‪ .‬وقد فقـدت األرا الفلسـفينية‬
‫احملتل ــة أيض ـاع مي ا ــا املفلق ــة يف العدي ــد م ــن املنتج ــات ال راعي ــة يع ــد أن أح ــدث‬
‫اتحــتالل ائــفراابع يف القفــاع التقليــدم الـ م أخفــق يف أن يكــون قفاعـاع عــا تع‬
‫مي العمالة احمللية‪.‬‬
‫وقد ان اقتصاد األرا الفلسفينية احملتلـة م دهـراع قبـ احتالالـا يف عـام ‪ .1967‬فكـان‬
‫يولرد منتاجاع ودخالع برياع يعي منـه عـدد مت ايـد مـن السـكان يلـ مليـون نسـمة وحقـق اناـاع حمليـاع‬
‫ممجاليـ ـاع للف ــرد يلـ ـ ‪ 1349‬دوتراع أبس ــعار ع ــام ‪ ،)25(2004‬وه ــو م ــا ــان افيـ ـاع تعتب ــاره م ــن‬
‫اقتصــادات الــدخ املتوســط األدك يف للــك الوقــت‪ .‬ومل ت تـ ال األرا الفلســفينية احملتلــة تــر د‬
‫حتت وط ة احتالل مديد‪ ،‬فقد وارت على شفا اتهنيار اتقتصادم واإلنساين يف الضفة الغرييـة‬
‫وعلى شفا ارثة منسانية م منة يف غ ة‪.‬‬
‫وق ــد ــان لالس ــتعمار واتح ــتالتت العس ــكرية‪ ،‬عل ــى م ــدم الت ــاريخ‪ ،‬نت ــا ج ويواع ــث‬
‫اقتصادية امنة‪ ،‬اخت ت أشكاتع وموائيع ش ‪ ،‬ولكنها انفوت يف العادة على استغالل الاعين‬
‫احملت ـ وتفقــريه(‪ .)26‬وتتجلــى أقســى أشــكال اتحــتالل يف يعــده اتقتصــادم يف اتســتحوال علــى‬
‫أرئه‪ ،‬ا يفضي مر تاريده واستبداله وتفقريه و مياه‪.‬‬ ‫موارد الاعين احملتلة ا‬
‫ويف ه ـ ا الســياق‪ ،‬كــن ووــف أيعــاد اتحــتالل اتقتصــادية أبهنــا أفعــال ين رف ـ ها احملت ـ‬
‫وتــدايري يت ـ ها لالســتيالء علــى األوــول وامل ـوارد الفبيعيــة واملنــافع اتقتصــادية الــيت تعــود شــرعاع‬
‫أرئــه علــى الووــول مر م ـوارده‬ ‫لــارا احملتلــة‪ .‬وتقـ ردـوا مث ـ ا ه ـ ه التــدايري قــدرة الاــعين احملتلــة ا‬
‫واتس ــتفادة منه ــا‪ ،‬وعل ــى التنق ـ ـ اري ــة داخ ـ ـ وطن ــه ومج ـ ـراء املع ــامالت التجاري ــة واتقتص ــادية‬
‫__________‬
‫‪L Farsakh, 1998, Palestinian Employment in Israel 1967–1997: A Review (Palestine Economic‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫‪.Policy Research Institute), tables 2 and 5‬‬
‫(‪ )26‬الوً ق الر ية للجمعية العامة‪.2015 ،‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫واتجتماعية العادية مع جريانـه وشـر ا ه التجـاريني التقليـديني‪ .‬وعـالوة علـى للـك‪ ،‬تااـ رك عرقلـة‬
‫ت احملتـ مـن للـك مباشـرعة‪ ،‬ماـكلةع اقتصـادية هامـة‬ ‫تقويضها أو منعها‪ ،‬ح ومن مل يغ د‬ ‫ا‬ ‫التنمية أو‬
‫أخــرم مرتبفــة ابتحــتالل‪ .‬و ــرم مث ـ ا ه ـ ه التــدايري الســكان حتــت اتحــتالل لــي مــن ح ـريتهم‬
‫وم ـواردهم وأرئــهم فحســين‪ ،‬وماــا ــرمهم أيض ـاع مــن حقهــم يف التنميــة املعــرتف يــه دولي ـاع (‪.)27‬‬
‫رأمــا الفلســفينيون فقــد أجــربهم مئــعاف قــدر م علــى اإلنتــاج‪ ،‬مر جانــين تقييــد ســلفة اتحــتالل‬
‫قدرَ م على اتاار مع ابقي العامل‪ ،‬علـى اسـتهال منتجـات السـلفة القا مـة ابتحـتالل أساسـاع‪،‬‬
‫ــا جعـ ـ األرا الفلس ــفينية احملتل ــة س ــوقاع أس ــريعة للص ــادرات اإلسـ ـرا يلية‪ ،‬مت ـ َّـول ابألس ــا م ــن‬
‫أرئـه مـن‬
‫حتويالت املغرتيني املالية ومن املعونة‪ .‬وينعك حرمان اجلي احلـايل مـن الاـعين احملتلـة ا‬
‫حقـه يف التنميـة علــى األجيـال املقبلــة‪ .‬وهـو يســتتبع أيضـاع حرمــان األجيـال املقبلــة مـن حقوقهــا يف‬
‫العمـ والتعلــيم والتصــرف يف مواردهــا الفبيعيــة واتســتفادة منهــا‪ ،‬ويف املــاء ا مــن واألمــن الغـ ا ي‬
‫مر جانين حقوق اإلنسان األساسية واحلقوق اتقتصادية األخرم‪.‬‬

‫املوارد الطبيعية الفلسطينية‬


‫َ‬ ‫ألف‪ -‬استغالل إسرائيل‬
‫من يدء اتحتالل والفلسفينيون يف األرا الفلسفينية احملتلة يفقدون تـدر ياع سـيفر م‬
‫علــى أرئــهم ومـواردهم الفبيعيــة وت ســيما علــى مـواردهم املا يــة‪ .‬والــول الوقــت الـ م اســتقر فيــه‬
‫احلكم ال ايت الفلسفيين احملدود يف عامي ‪ 1993‬و‪ ،1994‬انت مسرا ي قـد اسـتحولت علـى‬
‫أ ثــر مــن ‪ 60‬يف املا ــة مــن جممــوع مســاحة األرا يف الضــفة الغرييــة و‪ 40‬يف املا ــة مــن جممــوع‬
‫قفـ ــاع غ ـ ـ ة‪ ،‬اسـ ــت دمتها ابألسـ ــا ـ ــي تقـ ــيم عليهـ ــا مسـ ــتوطنات جديـ ــدة ومنـ ــاطق عسـ ــكرية‬
‫مغلَقة(‪.)28‬‬
‫وال ــول ع ــام ‪ ،2004‬ـ ـان أ ث ــر م ــن ‪ 85‬يف املا ــة م ــن املي ــاه الفلس ــفينية النايع ــة م ــن‬
‫اخل ـ اانت اجلوفيــة يف الضــفة الغرييــة يف قبضــة مس ـرا ي ‪ ،‬ــا يل ـ ‪ 25.3‬يف املا ــة مــن احتياجــات‬
‫مسرا ي من املياه‪ .‬والفلسـفينيون حمرومـون أيضـاع مـن حقهـم يف اتسـتفادة مـن مـواردهم املا يـة مـن‬
‫هنرم األردن والريمـو ‪ .‬فم ارعـو الضـفة الغرييـة قـد اسـت دموا‪ ،‬عـرب التـاريخ‪ ،‬ميـاه هنـر األردن لـرم‬
‫حقوالم‪ ،‬مت أن مصدر املياه هـ ا قـد تعـرا للتلـوث حيـث حت ردـول مسـرا ي جمـارم امليـاه مـن حمـيط‬
‫ارية طرباي مر هنر األردن األدك‪ .‬وعالوة على للك‪ ،‬خ رفض حتوي مسرا ي َ املياه من ارية طـرباي‬
‫مر مؤسسة املياه الوطنية منسو املياه ياك بري‪ ،‬ا تر للفلسفينيني املقيمني يف نف ااـاه‬
‫جمرم النهر ممداداع انقصاع من مياهٍ رديئة اجلودة(‪.)29‬‬
‫ويف غ ـ ة‪ ،‬تاــك خ ـ اانت امليــاه اجلوفيــة الســاحلية مصــدر امليــاه األساســي‪ ،‬ولكنهــا يف‬
‫الوقــت الـراهن تعــاين مــن تســر املــاء املــاحل مليهــا يكميــات بــرية‪ .‬وقــد احـ ردـول جمــرم مصــادر امليــاه‬
‫األخ ــرم يف غ ـ ة‪ ،‬امل ــد املف ــرم ا يت م ــن ت ــالل اخللي ـ ‪ ،‬لك ــي تس ــت دمها مس ـرا ي (‪ .)30‬وا ن‪،‬‬
‫أوــبحت غ ـ ة‪ ،‬الــيت مل يكــن عــدد ســكاهنا يتجــاو ‪ 50 000‬نســمة قب ـ عــام ‪ ،1948‬محــدم‬
‫أشـد املنــاطق ثافـةع سـكانية يف العــامل نتيجــة تاـريد الســكان و جـريهم يعـد ن اعــي عــامي ‪1948‬‬
‫__________‬
‫(‪ )27‬األم ـ ــم املتح ـ ــدة‪ ،‬اجلمعي ـ ــة العام ـ ــة‪ ،1986 ،‬مع ـ ــالن احل ـ ــق يف التنميـ ـ ـة‪ ،A/RES/41/128 ،‬نيوي ـ ــور ‪ 4 ،‬ـ ــانون‬
‫األول‪/‬ديسمرب‪.‬‬
‫(‪World Bank, 2009, Assessment of restrictions on Palestinian water sector development, Report )28‬‬
‫‪.No. 47657-GZ‬‬
‫(‪.A Kubursi and F Naqib, 2008 )29‬‬
‫(‪ )30‬البنك الدويل‪.2009 ،‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫و‪ ، 1967‬ابإلئ ــافة مر ا ــو الس ــكان الفبيع ــي‪ .‬ويف الوق ــت احلائ ــر‪ ،‬يع ــي أ ث ــر م ــن ملي ــوين‬
‫حتت حصار مفبدق‪ ،‬بسهم داخ قفـاع غـ ة الـ م تبلـ مسـاحته ‪ 365‬يلـومرتاع مريعـاع‬ ‫ش‬
‫ويسج ًلث أعلى ثافة سكانية يف العامل(‪.)31‬‬ ‫ر‬
‫و ان ــت املي ــاه الفلس ــفينية املص ــا َدرة تاس ــت دم داخ ـ مس ـرا ي وم ــن قدب ـ املس ــتوطنني يف‬
‫الضــفة الغرييــة وقفــاع غ ـ ة ح ـ انســحا مس ـرا ي يف عــام ‪ .2005‬وفيمــا يتعلــق ابتســتهال‬
‫اإلمجــايل للميــاه‪ ،‬يل ـ معــدل ميــة امليــاه املســت َدمة ســنوايع للفــرد الواحــد ‪ 1 959‬مـرتاع مكعب ـاع يف‬
‫ـنوايع لك ـ فــرد فلســفيين(‪ .)32‬ويف الوقــت احلائــر‪ ،‬هنــا‬‫مسـرا ي ‪ ،‬مقارنــة ي ـ ‪ 238‬م ـرتا مكعب ـا سـ ا‬
‫ع‬ ‫ع‬
‫أ ثر مـن ‪ 142‬مسـتوطنة يف الضـفة الغرييـة‪ ،‬وهـو مـا عـ عـدد املسـتوطنني اإلسـرا يليني ياـك‬
‫حنـو ‪ 21‬يف املا ــة مــن السـكان يف الضــفة الغرييــة(‪ .)33‬ويف السـنوات األخــرية‪ ،‬مل يـ د معـدل اــو ســكان‬
‫املستوطنات على معدل او السكان يف مسرا ي فحسين‪ ،‬ي فاق أيضاع معدل او السـكان الفلسـفينيني‪.‬‬
‫و اد عــدد ســكان املســتوطنات ليتجــاو دئ ـعف مــا ــان عليــه من ـ مي ـرام اتفاقــات أوســلو يف عــامي ‪1993‬‬
‫و‪ ،1995‬حيــث ي ـرتاود عــددهم حالي ـاع مــا يــني ‪ 600 000‬و‪ 750 000‬نســمة‪ .‬وتاــجع مس ـرا ي ه ـ ا‬
‫اتسـتيفان وحت رفـ عليـه عــن طريـق تــوفري السـكن والتعلــيم وَمـن مـ ااي ئـريبية لفـرادم املسـتوطنني وللماــاريع‬
‫الصناعية(‪.)34‬‬
‫وق ــد خلرف ــت السياس ــات اإلس ـرا يلية وت ت ـ ال آًراع س ــلبية عميق ــة عل ــى مجي ــع األنا ــفة‬
‫يسرت هـ ه‬ ‫اتقتصادية للفلسفينيني يف جماتت األرا واملياه واملستوطنات‪ .‬ففي قفاع ال راعة‪ ،‬ر‬
‫السياسات‪ ،‬وهو األمر األهم‪ ،‬هجرَة اليد العاملة قسراع‪ ،‬ف اد عدد العمال املهاجرين يسبين تـردم‬
‫أح ـوال امل ـ ارعني والعم ــال الفلس ــفينيني ال ـ ين أو ــبحوا م ــن الفبق ــة الكادح ــة فاس ــتوعبتهم مؤقت ـاع‬
‫قفاعات ال راعة والصناعة والبناء يف مسرا ي ‪.‬‬
‫وقب ـ يــدء اتحــتالل‪ ،‬ــان القفــاع ال راعــي ثرـ أهــم مكــوانت اتقتصــاد الفلســفيين‪،‬‬
‫و ان يَست دم يف العادة أ ثر من ريع اليد العاملة ويساهم ابلثلث تقريباع من ممجايل الناتج احمللـي‬
‫والصادرات‪ .‬يينما ت تساهم ال راعة يف مسرا ي ‪ ،‬وهي قفاع متفور يسـتل م رسـامي بـرية‪ ،‬سـوم‬
‫ينس ــبة ‪ 2‬يف املا ــة فق ــط م ــن ممج ــايل الن ــاتج احملل ــي‪ ،‬ي ـ مهن ــا تا ـ رك أق ـ م ــن تل ــك النس ــبة م ــن‬
‫وــادرات البلــد ينســبة تنــاه ‪ 1.7‬يف املا ــة‪ .‬وخســارةا مســاحات شاســعة مــن األرائــي ال راعيــة يف‬
‫األرا الفلسفينية احملتلة يعد عام ‪ ،1967‬ابإلئـافة مر احلـد مـن اإلمـداد ابمليـاه وتقييـد أسـواق‬
‫املنتجات لها‪ ،‬عوامـ رأدت ممجـاتع مر اخنفـاا ها ـ يف اإلنتـاج ومر تراجـع األمهيـة الـيت ظـى‬
‫هبــا ه ـ ا القفــاع‪ .‬ويف عــام ‪ ،1967‬ــان اإلنتــاج ال راعــي الفلســفيين عموم ـاع يكــاد يفــايق ح مــة‬
‫الســلع يف مس ـرا ي ‪ .‬و ــان منتــاج فلســفني مــن الفمــاطم واخليــار والبفــيخ ينــاه نصــف حمصــول‬
‫مسرا ي منها‪ ،‬يينمـا ـان منتـاج فلسـفني مـن الربقـوق والعنـين يعـادل منتـاج مسـرا ي منهمـا؛ و ـان‬
‫منتاج فلسفني من ال يتون والتمـر واللـو يفـوق منتـاج مسـرا ي مـن هـ ه الثمـار‪ .‬ويف للـك الوقـت‪،‬‬

‫__________‬
‫(‪ )31‬األونكتاد‪.2018 ،‬‬
‫(‪.A Kubursi and F Naqib, 2008 )32‬‬
‫(‪ )33‬األونكتـاد‪ ،2016 ،‬تقريــر عــن املســاعدة املقدمـة مــن األونكتــاد مر الاــعين الفلسـفيين‪ :‬التفــورات الــيت شــهدها‬
‫اقتصاد األرا الفلسفينية احملتلة‪ ،TD/B/63/3 ،‬جنيف‪ 28 ،‬أيلول‪/‬سبتمرب‪.‬‬
‫(‪ )34‬األونكت ــاد‪ ، 2017 ،‬تقري ــر ع ــن املس ــاعدة املقدم ــة م ــن األونكت ــاد مر الا ــعين الفلس ــفيين‪ :‬التف ــورات ال ــيت‬
‫شهدها اقتصاد األرا الفلسفينية احملتلة‪ ،TD/B/64/4 ،‬جنيف‪ 10 ،‬متو ‪/‬يوليه‪.‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫انت الضفة الغريية تص ردر ‪ 80‬يف املا ة مـن ممجـايل حمصـوالا مـن اخلضـراوات و‪ 45‬يف املا ـة مـن‬
‫ممجايل منتاجها من الفوا ه(‪.)35‬‬
‫وقد ان ألث در تدفُّق اليد العاملة الفلسفينية مر داخ مسـرا ي نتيجتـان مهـا‪ :‬مـن جهـة‪،‬‬
‫ايدةا األجور يف اتقتصاد احمللي مل تكن انشئة عـن أم ايدة يف اإلنتـاج‪ .‬وهـو مـا أدم يـدوره مر‬
‫ارتفاع لفة اإلنتاج وخفض راية اإلنتـاج احمللـي ـا حـد مـن التنافسـية ومـن تفـوير اإلنتـاج احمللـي‬
‫ـاع الــدخ املت ـ يت مــن مي ـرادات‬
‫يف القفــاعني ال راعــي والصــناعي مع ـاع‪ .‬ومــن جهــة أخــرم‪ ،‬اد ارتفـ ا‬
‫العمــال الفلســفينيني يف مسـرا ي مــن الفلــين اإلمجــايل دون محــداث ايدة يف اإلنتــاج‪ .‬وقــد قاي ـ‬
‫ـاع‬
‫ه ا اترتفاع يف الفلين على السـلع التجاريـة ارتفـاع يف الـواردات مـن مسـرا ي ‪ ،‬يينمـا قايـ ارتف َ‬
‫الفلين على السلع غري التجارية ارتفاع يف األسعار مر حد ما‪.‬‬
‫ومر جانين ماا أخرم تسبَّين فيها اتحتالل‪ ،‬أطلق ه ا األمر عمليـةع متواوـلة مـن‬
‫تقــويض ال راعــة وتقــويض الصــناعة(‪ .)36‬وهــو مــا حــرم الاــعين الفلســفيين مــن قدرتــه علــى اإلنتــاج‬
‫وأدم يف أثنــاء للــك مر اتعتمــاد ياــك بــري علــى اتقتصــاد اإلسـرا يلي وعلــى معونــة املــاحنني‪.‬‬
‫وقــد ســرق ه ـ ا اتعتمــاد‪ ،‬يف جــوهره‪ ،‬قــدرَة اقتصــاد األرا الفلســفينية احملتلــة علــى النمــو يقــد ٍر‬
‫نس من اتستقالل ال ايت‪ .‬ففي الفرتة ما يني عامي ‪ 1975‬و‪ ،2014‬اخنفضت مسامهة قفاع‬
‫الســلع التجاريــة مر نصــف مــا انــت عليــه‪ ،‬مــن ‪ 37‬مر ‪ 18‬يف املا ــة مــن ممجــايل النــاتج احمللــي‪،‬‬
‫يينم ــا اخنفض ــت مس ــامهة هـ ـ ا القف ــاع يف ت ــوفري ف ــرص العمـ ـ م ــن ‪ 47‬مر ‪ 23‬يف املا ــة‪ .‬وم ــن‬
‫األســبا األخــرم الكامنــة وراء عمليــيت تقــويض ال راعــة وتقــويض الصــناعة املتواوــلتني يف األرا‬
‫الفلسفينية احملتلة أن ه ين القفاعني معرئان ياك خاص للتضرر من مصادرة األرا واملوارد‬
‫الفبيعيــة الفلســفينية ومــن القيــود املفرطــة الــيت تفرئــها مس ـرا ي علــى تنق ـ اليــد العاملــة والســلع‬
‫الفلسفينية‪.‬‬
‫خســر الاــعين الفلســفيين ممكانيــة الووــول مر‬ ‫ومنـ يدايــة اتحــتالل يف عــام ‪ ،1967‬د‬
‫أ ثر من ‪ 60‬يف املا ة من أرا الضفة الغريية ومر ثلثي أرائي الرعي فيها‪ .‬أما يف غـ ة‪ ،‬فيتعـ ر‬
‫علــى املنتجــني الفلســفينيني الووــول مر نصــف مســاحة األرائــي الصــاحلة لل راعــة ومر ‪ 85‬يف‬
‫املا ة من موارد مصا د األ ا ‪ .‬وفوق للك له‪ ،‬ما فتئـت مسـرا ي تسـت رج امليـاه يقـدر يتجـاو‬
‫ما حددته املادة ‪ 40‬من الت يي ‪ 1‬يف املرفق الثالث من اتتفاق اإلسرا يلي ‪ -‬الفلسفيين املؤقت‬
‫يا ـ ن الضــفة الغرييــة وقفــاع غ ـ ة املوقَّـع يف أيلول‪/‬ســبتمرب ‪ ،1995‬ومــا انفك ـت تصــادر ‪ 82‬يف‬
‫املا ــة مــن امليــاه اجلوفيــة الفلســفينية ابســت دامها داخ ـ حــدود مس ـرا ي أو يف مســتوطنا ا يينمــا‬
‫يضــفر الفلســفينيون مر اســترياد أ ثــر مــن ‪ 50‬يف املا ــة مــن ميــاههم مــن مس ـرا ي (‪ .)37‬وحســين‬
‫دراس ـ ٍـة أجن ه ــا البن ــك ال ــدويل‪ ،‬ت ي ــتم يف الواق ــع رم س ــوم ‪ 35‬يف املا ــة م ــن األرا الفلس ــفينية‬
‫القايلة للرم‪ ،‬وهو أمر يكلف اتقتصاد ‪ 110 000‬فروة عم و‪ 10‬يف املا ة من ممجايل الناتج‬
‫احمللي(‪.)38‬‬
‫__________‬
‫‪A Kubursi and F Naqib, 2008; A Kubursi, 1981, The Economic Consequences of the Camp David‬‬ ‫(‪)35‬‬
‫)‪.Agreements (Institute for Palestine Studies, Beirut‬‬
‫(‪ )36‬انظـر ‪WM and JP Neary, 1982, Booming sector and de-industrialization in a small open economy,‬‬
‫‪Economic Journal, 92:825–848‬؛ واألونكتاد‪ ،2011 ،‬معـادة ينـاء قفـاع سـلع التبـادل التجـارم الفلسـفيين‪:‬‬
‫حنو اتنتعاش اتقتصادم وتكوين الدولة (مناورات األمم املتحدة‪ ،‬نيويور وجنيف)‪.‬‬
‫(‪ )37‬األونكتاد‪ ،2015 ،‬قفاع ال راعة الفلسفينية احملاور (مناورات األمم املتحدة‪ ،‬نيويور وجنيف)‪.‬‬
‫(‪ )38‬البنك الدويل‪.2009 ،‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫ابء‪ -‬حتويل املوارد إىل إسرائيل وإمهال القطاع العام وانكماش حيّز السياسات العامة‬
‫ياـ ــم ئـ ـ ُّـم اتقتصـ ــاد الفلسـ ــفيين مر اقتصـ ــاد مس ـ ـرا ي حتوي ـ ـ َ امل ـ ـوارد مـ ــن اتقتصـ ــاد‬
‫الفلســفيين مر اتقتصــاد اإلسـرا يلي عــرب عــدة قنـوات‪ ،‬فيمــا يلــي ثالثــة منهــا‪ :‬يــدفع الفلســفينيون‬
‫رســوماع مجر يــة وئـرا ين أخــرم عل ـى املنتجــات املســتوردة مــن يلــدان ًلثــة عــرب مسـرا ي ‪ .‬وتـ هين‬
‫التقــديرات مر أن نصــف الضـرا ين الــيت يــدفعها الفلســفينيون يف األرا الفلســفينية احملتلــة تــؤول‬
‫مر اخل ين ــة اإلس ـ ـرا يلية هب ـ ـ ه الفريق ــة‪ .‬ويتمث ـ ـ ًين مص ــدر للض ـ ـريبة عل ــى ال ــدخ واش ـ ـرتا ات‬
‫الضمان اتجتماعي يف تلك اليت يدفعها الفلسفينيون العاملون يف مسـرا ي ‪ .‬يينمـا يتمثـ املصـدر‬
‫حتص ـلها مسـرا ي يســبين اعتبــار عملتهــا عمل ـةع‬ ‫الثالــث يف العا ــدات مــن رســوم وــك العملــة الــيت ر‬
‫ر يــة يف األرا الفلســفينية احملتلــة‪ .‬وجممــوع حتــويالت هـ ه املـوارد بــري ويتجــاو ‪ ،‬حســين يعــض‬
‫التقديرات‪ 15 ،‬يف املا ة من ممجايل الناتج احمللي الفلسفيين يف أم سنة من السنوات(‪.)39‬‬
‫تحمـ ـ ـ مسـ ـ ـرا ي أم نفق ـ ــات عام ـ ــة يف األرا‬ ‫وابل ـ ــرغم م ـ ــن هـ ـ ـ ه املـ ـ ـوارد االام ـ ــة‪ ،‬مل ت ر‬
‫الفلس ــفينية احملتل ــة (يف جم ــال الص ــحة أو التعل ــيم أو املراف ــق العام ــة أو االيا ـ األساس ــية وم ــا مر‬
‫حتص ـلها هنــا ابلفع ـ ‪ ،‬وخب ـالف تلــك الــيت يؤديهــا‬ ‫للــك) عــالوة علــى عا ــدات الض ـرا ين الــيت ر‬
‫ص ـ يف مسـرا ي ‪ .‬وياــدد الفلســفينيون علــى احلالــة امل ريــة‬ ‫وحت ر‬
‫املســتهلكون والعمــال الفلســفينيون ا‬
‫الــيت توجــد عليهــا االيا ـ األساســية العامــة يف الضــفة الغرييــة وقفــاع غ ـ ة وعلــى مســتوم ونوعيــة‬
‫اخل ــدمات واملراف ــق العام ــة‪ ،‬ال ــيت تاعت ــرب أقـ ـ ج ــود عة يكث ــري م ــن تل ــك املوج ــودة يف يل ــدان جم ــاورة‪.‬‬
‫وتتس ــبرين رداءة ح ــال االيا ـ ـ األساس ــية الض ــرورية واخل ــدمات العام ــة يف تفتُّـ ـت الس ــوق وتعي ــق‬
‫الت ص وحتقيق وفورات احلجم‪.‬‬
‫وق ــد أئ ــعف األث ــر املـ ـرتا م الـ ـ م ختلرف ــه هـ ـ ه القي ــود عل ــى اس ــت دام املـ ـوارد وأنا ــفة‬
‫األعمال التجارية والتجارة الداخلية والدولية القفاعـات املنتجـة التقليديـة يف اتقتصـاد الفلسـفيين‬
‫مئعافاع شديداع‪ .‬وهو ما أحلق ئرراع هيكلياع برياع ابتقتصاد الفلسفيين‪ .‬فقد أوـب هـ ا اتقتصـاد‬
‫يتســم أبوجــه قصــور وفج ـوات ت تفت ـ تتســع‪ :‬ف ـارق يف امل ـوارد واخــتالل يف ســوق العم ـ واعتمــاد‬
‫ومكلف على مصادر الدخ اخلارجية وعلى املعونة‪.‬‬ ‫بري ا‬
‫ـدد مـن الوحـدات‬ ‫يتفتيت مقصود للضفة الغرييـة وغـ ة مر ع ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وقد نا وئع جديد اترسم‬
‫اتقتصـادية املنفصـلة ياــدة عـن يعضـها الــبعض‪ ،‬فتكـاد ت تريفهـا أم عالقــات اقتصـادية متبادلــة‬
‫تا ر‪ ،‬وهو ما ي يد يف ا ة سوق داخلية وغرية أوالع مر وحدات أوغر‪ .‬وابإلئافة مر للك‪،‬‬
‫نا عن تكسري احلكم ال ايت احملـدود حالـة مـن عـدم اليقـني املتعـدد األيعـاد تبعـث علـى اإلحبـا‬
‫لدم من اتستثمار الداخلي واخلارجي‪ .‬فبعمكان من يعت م اتستثمار يف املستقب أن صـ‬
‫مــن الســلفة الوطنيــة الفلســفينية علــى تص ـري ٍ إلناــاء عم ـ اــارم‪ ،‬غــري أن مدخــال رأ امل ـال‬
‫والس ــلع واألشـ ـ اص م ــن اخل ــارج لتلبي ــة احتياج ــات لل ــك اتس ــتثمار تس ــتل م موافق ــة الس ــلفات‬
‫ـدو اتس ــتثمار‪ .‬فق ــد أنا ـ ت مس ـرا ي حال ـةَ ع ــدم اليق ــني يف احلي ــاة‬ ‫ـدم اليق ــني ع ـ ُّ‬
‫اإلس ـرا يلية‪ .‬وع ـ ا‬
‫اتقتصادية العادية للفلسفينيني‪ ،‬مما ابتمتناع عن الفع أو يتفبيق التـدايري السـالفة الـ ر‪ ،‬وهـو‬
‫ما يئد يف املهد حماوتت استثما ٍر وا ٍو مت ُّ احلاجة مليها‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )39‬األونكت ــاد‪ ،2014 ،‬تس ــر اإلي ـ ـرادات املالي ــة الفلس ــفينية مر مس ـ ـرا ي يف ظ ـ ـ يروتو ــول ابري ـ ـ اتقتص ــادم‬
‫(مناورات األمم املتحدة‪ ،‬نيويور وجنيف)‪.‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫وق ــد أثقلـ ـت هـ ـ ه الت ــدايري واملع ــايري اتقتص ــادية ال ــيت تفرئ ــها مسـ ـرا ي عل ــى اتقتص ــاد‬
‫الفلســفيين اه ـ ه ـ ا اتقتصــاد أَّ ــا مثقــال‪ .‬وتــرد يف ه ـ ا القســم مــن الدارســة يعــض التقــديرات‬
‫التمهيدية اليت وئعها األونكتاد ل اكلفتها(‪.)40‬‬
‫وأ د األونكتاد يف تقريره املقدَّم مر اجلمعيـة العامـة يف عـام ‪ 2016‬أنـه ت ينبغـي اعتبـار‬
‫وســبا التصــحي املمكنــة يــديالع عــن مهنــاء اتحــتالل‪ .‬وفض ـالع عــن‬
‫تقــديرات تك ـاليف اتحــتالل ا‬
‫للك‪ ،‬ت كن مسناد قيمة نقديـة مر مجيـع تكـاليف اتحـتالل‪ .‬ومـن مجلـة اخلسـا ر الـيت ت كـن‬
‫حتديـد قيمـة نقديـة الـا‪ ،‬علـى ســبي املثـال ت احلصـر‪ ،‬اخلسـا ر يف األرواد‪ ،‬وفقـدان احليـاة األسـرية‬
‫وا تمعية الفبيعية‪ ،‬وفقدان عالقات اجلوار والثقافة وامل وم والوطن‪ .‬ل لك‪ ،‬فـعن أقصـى مـا كـن‬
‫أن ققه أم تقييم لتكاليف اتحتالل اتقتصادية ت يتجاو حتديد ج ء يسيط مـن خسـا ر هـي‬
‫أفدد وأ رب من للك يكثري(‪.)41‬‬
‫‪.‬‬

‫وقــد ترا مــت ــرور الســنني أدلــة ثــرية علــى أن اتحــتالل قــد أســفر عــن تــدمري األوــول‬
‫اإلنتاجيــة الفلســفينية وعــن اســتيالء الســلفة القا مــة ابتحــتالل علــى األرائــي وامل ـوارد الفبيعيــة‪.‬‬
‫ف ـ ـ دم اتح ـ ــتالل مر مفقـ ــار الا ـ ــعين الفلسـ ــفيين‪ ،‬وتق ـ ــويض قدرتـ ــه عل ـ ــى الووـ ــول مر م ـ ـوارده‬
‫واتسـتفادة منهــا‪ ،‬وحرمانـه مـن احلـق يف التنقـ اريــة داخـ َموطنــه ملباشـرة املعــامالت اتقتصــادية‬
‫واتجتماعية الفبيعية فيما يني أفراده ومع جريانه وشر ا ه التجاريني يف مجيع أحناء العامل‪.‬‬
‫ورغ ــم س ــي الس ــلفة الوطني ــة الفلسـ ــفينية يف ع ــام ‪ ،1994‬مل ــدث ق ــط أن ـ ــان‬
‫للاعين الفلسفيين سيفرة سيادية على اقتصاده‪ .‬فالقيود والتدايري الصارمة اليت فرئها اتحـتالل‬
‫ق ـ ــد خنق ـ ــت اتقتص ـ ــاد الفلس ـ ــفيين‪ ،‬قب ـ ـ اتفاق ـ ــات أوس ـ ــلو ومن ـ ـ ميرامه ـ ــا‪ .‬وأدت ه ـ ـ ه القي ـ ــود‬
‫واإلجراءات مر فرا قيود على حر ة األشـ اص والعمالـة والسـلع؛ ومر التل ـ املـنظَّم للقاعـدة‬
‫اإلنتاجيــة؛ ومر مصــادرة األرائ ــي وامليــاه وامل ـوارد الفبيعيــة األخــرم؛ ومر الفص ـ عــن األس ـواق‬
‫الدوليــة؛ ومر فــرا حصــار اقتصــادم علــى قفــاع غ ـ ة ت ي ـ ال مســتمراع من ـ أ ثــر مــن عقــد مــن‬
‫ال مان؛ ومر تفتيت اتقتصاد الفلسـفيين تفتيتـاع ابهـ الكلفـة مر ثـالث منـاطق مفككـة ومقفعـة‬
‫األووال يف قفاع غ ة والضفة الغريية ا فيها القد الارقية‪.‬‬
‫وفضـالع عــن للــك‪ ،‬ت يســتفيع الاــعين الفلســفيين الووــول مر املنفقــة اجا (الــيت متثرـ‬
‫أ ثر من ‪ 60‬يف املا ة من مساحة الضفة الغريية) وت مر أ ثر من ثلثي أرائي الرعي‪ ،‬ود حتـت‬
‫اتحتالل تدمري أ ثر من ‪ 2.5‬مليون شجرة مثمرة منـ عـام ‪ .1967‬وتـ هين التقـديرات مر أن‬
‫اتحتالل املستمر للمنفقة اجا يفرا تكاليف على اتقتصاد الفلسفيين تبل حنو ‪ 35‬يف املا ة‬
‫من ممجايل الناتج احمللي وحنو مليار دوتر من اإليرادات الضريبية املفقودة‪.‬‬
‫والــول عــام ‪ ،2005‬ان ـت قــد متــت ابلفع ـ خســارة مــا ت يق ـ عــن ثلــث رأ املــال‬
‫امل ــادم الفلس ــفيين ال ـ ـ م ــان موج ــوداع قب ـ ـ ع ــام ‪ .2000‬وأدم اتح ــتالل مر خن ــق القف ــاع‬
‫الصــناعي ومر قص ــر أعم ــال القفــاع اخل ــاص عل ــى عملي ــات وــغرية احلج ــم لات ثاف ــة رأ الي ــة‬
‫تدين منتاجية العم ‪ ،‬ومر مئعاف القدرة التنافسية يف األسواق احمللية واألجنبية‪.‬‬ ‫من فضة‪ ،‬ومر ر‬
‫ويف فرتة ما يعد اتفاقات أوسـلو‪ ،‬تسـبرين اتحـتالل قسـراع يف حـدوث تراجـع تكنولـوجي واخنفـاا‬
‫مفررد يف ممجايل منتاجيـة عوامـ اإلنتـاج‪ .‬ولـو ظـ ااـاه النمـو القـا م قبـ اتفاقـات أوسـلو مسـتمراع‬
‫ح ا ن‪ ،‬لكان ممجايل الناتج احمللي احلقيقي الفلسفيين قد يل ئعف حجمه احلايل على األق ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )40‬ابتستناد مر األونكتاد‪2017 ،‬أ‪.‬‬
‫(‪ )41‬انظر األونكتاد‪.2016 ،‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫وئعها وندوق النقد الـدويل مر أن النـ اع‬ ‫أحدث عهداع َ‬ ‫ا‬ ‫ويف قفاع غ ة‪ ،‬تاري تقديرات‬
‫ال ـ م حــدث يف عــامي ‪ 2008‬و‪ 2009‬قــد أحلــق الضــرر أب ثــر مــن ‪ 60‬يف املا ــة مــن ممجــايل‬
‫رأ ال غ ة‪ ،‬يينما أجهـ النـ اع الـ م انـدلع يف عـام ‪ 2014‬علـى ‪ 85‬يف املا ـة رـا ـان قـد تب رقـى‬
‫(‪)42‬‬
‫يتبني أنه جرم تدمري ‪ 94‬يف املا ة من الرأ ال العيين اإلمجـايل الـ م ـان موجـوداع‬ ‫منه ‪ .‬وهب ا ر‬
‫قدر تكلفة ثالث عمليات عسـكرية مسـرا يلية نافـ ت مـا يـني عـامي ‪ 2008‬و‪2014‬‬ ‫يف غ ة‪ .‬وتا َّ‬
‫ــا ت يق ـ ع ــن ثالث ــة أمث ــال ممج ــايل الن ــاتج احملل ــي يف غ ـ ة‪ .‬وابإلئ ــافة مر لل ــك‪ ،‬اع ـ القي ــود‬
‫املفروئ ـ ــة عل ـ ــى و ـ ــيد األ ـ ــا قبال ـ ــة س ـ ــاح غـ ـ ـ ة م ـ ــن ووـ ـ ـول الص ـ ــيادين الفلس ـ ــفينيني مر‬
‫مــا نســبته ‪ 85‬يف املا ــة مــن املـوارد الســمكية أمـراع يعيــد املنــال‪ ،‬مــا ت يـ ال متعـ دراع علــى د‬
‫املنتجــني‬
‫الووول مر نصف مساحة األرائي القايلة لل راعة‪.‬‬
‫وعلى الصعيد املايل‪ ،‬تكاف تقديرات ج ية عن أن اإليرادات الفلسفينية اليت تتسـر‬
‫مر خ ينــة مس ـرا ي تعــادل ‪ 3.6‬يف املا ــة مــن ممجــايل النــاتج احمللــي‪ ،‬أو ‪ 17‬يف املا ــة مــن جممــوع‬
‫اإليـ ـ ـرادات العام ـ ــة الفلس ـ ــفينية‪ .‬و ـ ــان ك ـ ــن الـ ـ ـ ه اإليـ ـ ـرادات املس ـ ـ َّـرية‪ ،‬ل ـ ــو ان ـ ــت يف ح ـ ــو ة‬
‫تؤدم مر توسيع حير السياسة املالية الفلسفينية ومر ايدة ممجايل الناتج احمللـي‬ ‫الفلسفينيني‪ ،‬أن ر‬
‫الســنوم ينحــو ‪ 4‬يف املا ــة‪ ،‬ومر مناــاء ‪ 10 000‬فروــة عم ـ مئــافية يف الســنة‪ .‬ومــن املــرج‬
‫جداع أن يكاف تقييم شام جلميع أسبا التسر عـن تس ُّـر د قـدر أ ـرب يكثـري مـن اإليـرادات‬
‫الفلسفينية وعن حج ٍم من اخلسا ر اتقتصادية العامة لات الصلة أ رب يكثري ا هو معروف(‪.)43‬‬
‫وقــد خلاـ العديــد مــن الدراســات مر أن الــدخ القــومي الفلســفيين‪ ،‬لــوت اتحــتالل‪،‬‬
‫ــان ســيعادل دئـعف مســتواه احلـايل علــى األقـ ‪ .‬ييــد أن مجيــع الدراســات الســايقة الــيت تناولــت‬
‫التك ــاليف اتقتص ــادية النامج ــة ع ــن اتح ــتالل‪ ،‬م ــا يا ــري مر لل ــك تقري ــر األونكت ــاد املق ــدَّم مر‬
‫اجلمعي ــة العام ــة يف ع ـام ‪ ،2016‬مل اْ ـر وف ــق مط ــار ش ــام واح ــد يت ــي حس ــا أن ـواع اخلس ــا ر‬
‫امل تلفة والتكاليف املباشرة وغري املباشـرة يف مجيـع القفاعـات اتقتصـادية(‪ .)44‬وخلاـ األونكتـاد‬
‫تتعمــق يف حتديــد التكــاليف اتقتصــادية النامجــة عــن اتحــتالل وهــي‬ ‫مر أن الدراســات الســايقة مل ر‬
‫ووــى ل ـ لك الســبين لناــاء مطــار منهجــي وشــام ومســتدام وقــا م علــى األدلــة‬ ‫أعلــى يكثــري‪ ،‬ف َ‬
‫ئــمن منظومــة األمــم املتحــدة ألجـ تقــدير وتوثيــق التكــاليف اتقتصــادية الــيت يتكبرـدها الاــعين‬
‫الفلسفيين نتيجة اتحتالل اإلسرا يلي‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )42‬و ـ ــندوق النق ـ ــد ال ـ ــدويل‪ ،2017 ،‬الض ـ ــفة الغريي ـ ــة وغـ ـ ـ ة‪ :‬تقري ـ ــر مق ـ ــدَّم مر جلن ـ ــة اتتص ـ ــال امل صص ـ ــة‪31 ،‬‬
‫آ ‪/‬أغسف ‪ ،‬ص‪.36 .‬‬
‫(‪ )43‬انظر األونكتاد‪.2014 ،‬‬
‫(‪ )44‬انظر األونكتاد‪.2016 ،‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫رابع ا‪ -‬األساس النظري لتقدير تكاليف االحتالل‬


‫من األريعينـات مـن القـرن املائـي‪ ،‬سـامهت الدراسـات األ اد يـة يف جمـال اتقتصـاد يف‬
‫تقيـيم لفـة اخلســا ر ا تمعيـة والفرديــة النامجـة عـن أئـرار خارجيـة(‪ .)45‬وتتمحــور هـ ه املســامهات‬
‫حــول مبــدأ التعــويض املســتندد مر فكــرةٍ مفادهــا أن ـه ملا مــا ــان التغيــري ال ـ م يف ـرأ علــى وئــع‬
‫ما يؤدم مر دري يعض األفراد وخسارة البعض ا خـر‪ ،‬فعنـه كـن للفـرف الـراي ‪ ،‬يـ ينبغـي لـه‪،‬‬
‫أن يدفع تعويضاع للفـرف اخلاسـر علـى حنـو عـ الفـرفني ليهمـا يف حـال أفضـ ممجـاتع ـا ـاان‬
‫عليه‪ .‬ما تقوم ه ه الفكرة عن اخلسا ر اتقتصادية النامجـة عـن أئـرار (التعـويض) علـى افـرتاا‬
‫أن اخلسا ر املتعلقة ابلرفاه اتجتماعي هي جمموع اخلسا ر الفردية الناشئة عن خسارة سلَع توجد‬
‫يف ملكية خاوـة‪ ،‬ابإلئـافة مر اخلسـا ر اتجتماعيـة الناشـئة عـن خسـارة السـلع العامـة‪ ،‬ـا فيهـا‬
‫فرد واحد من توفُّرها لباقي أفراد ا تمع‪.‬‬ ‫تلك السلع اليت ت ينق استهال ها من قدب ٍ‬
‫ـويض اخلســارة اتقتصــادية النامجــة عــن أئ ـرار خارجيــة دفـ اـع تعــويض مــادم‬
‫وي ـرادف تعـ َ‬
‫ابملع القانوين ال م يتجلى يف م الة مـا حـدث مـن ئـرر وخسـا ر رجعيـاع‪ .‬والتعـويض التـام يعـين‪،‬‬
‫يف جوهره‪ ،‬العودة مر الوئع ال م ان قا مـاع قبـ تكبُّـد اخلسـارة‪ .‬فـعلا مـا ـان للـك عـن طريـق‬
‫معادة األمور مر نصاهبا‪ ،‬يعاد الوئع السايق َيعْينه مر ما ان عليه‪ .‬وملا مـا ـان التعـويض ليـاع‬
‫أو ج ياع عن طريق تعويض مـادم‪ ،‬يـتم تصـفية عواقـين الضـرر رغـم أن الوئـع السـايق مل يـا َعـد مر‬
‫سالف عهده ابملع احلقيقي للكلمة(‪.)46‬‬
‫وعل ــى العم ــوم‪ ،‬ف ــعن اترب ــاع هن ــج أمشـ ـ يس ــتند مر هن ــج األو ـول وهن ــج املنفع ــة‪ ،‬س ــين‬
‫جمموع ـة اخلســا ر يصــورة أ ف ـ مــن اتربــاع الــنهج القــا م علــى الــدخ ‪ .‬ييــد أن دقــة الــنهج ومــدم‬
‫اجلم ــع ي ــني هن ـ ـج األو ـ ـول وهن ــج املنفع ــة أم ـ ـران مره ــوانن ين ــوع اخلس ــارة وخصا ص ــها وابلقف ــاع‬
‫اتقتصادم ال م يتكبردها‪.‬‬
‫(‪)47‬‬
‫ألف‪ -‬اقتصاد الرفاه وتكاليف االحتالل‬
‫يقوم اتقتصاد على الفرئية األساسية اليت مفادها أن الكا نـات الباـرية تسـعى‪ ،‬عنـدما‬
‫يافلَق الا العنان‪ ،‬مر مدارة شؤوهنا اتقتصادية على حنو قق الا أ رب قدر كن من الرئـا‪ .‬وأم‬
‫ترتيين ت يؤدم مر ه ه النتيجة ياعترب غري مناسين وسرعان ما ياستعاا عنه يرتتيين آخر يـؤدم‬
‫أم أن األفـراد سـيغتنمون الفـرص ألجـ حتقيـق أ ـرب قـدر كـن‬ ‫مر م يد من الرئا (أو املنفعـة)‪ْ .‬‬
‫أم‬
‫مــن الرئــا عنــدما تتفــايق رغبــتهم يف التجــارة متام ـاع مــع الفروــة املتاح ـة الــم ليقوم ـوا ي ـ لك‪ .‬و ُّ‬
‫حتق ـق تلــك النتيجــة تقتضــي ئــمناع‬‫ظــروف خارج ـة عــن الاــرو املوئــوعية للســوق حتا ـول دون ُّ‬
‫حتقيق درجات أدك من املنفعة‪ ،‬ياار مليها عاد عة صفل فقدان الرفاه‪ .‬والدال على حجـم هـ ه‬
‫اخلسارة هو الفارق يني مستويي الرئا اللـ ين كـن حتقيقهمـا يف ـ ظـرف مـن هـ ين الظـرفني‪.‬‬

‫__________‬
‫‪JR Hicks, 1956, A Revision of Demand Theory (Oxford University Press, Oxford and DM‬‬ ‫(‪ )45‬انظـر‬
‫)‪.Winch, 1971, Analytical Welfare Economics (Penguin, London‬‬
‫(‪ )46‬انظـر ‪N Robinson, 1944, Indemnification and Reparations: Jewish Aspects (Institute of Jewish‬‬
‫)‪.Affairs, New York‬‬
‫(‪ )47‬انظر ‪.Hicks, 1956 and Winch, 1971‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫ويعبـارة أخـرم‪ ،‬يسـاوم حجــم اخلسـارة التعـويض النقــدم الـ م يتـي حتقيــق املسـتوم األعلـى مــن‬
‫املنفعة يف ه ين الظرفني‪.‬‬
‫ويف النظرايت اتقتصادية‪ ،‬يتم تفبيق ثالثة اهنج للتثبت مـن التكـاليف الـيت يتكبرـدها َمـن‬
‫يقع عليهم الضرر واخلسـارة نتيجـةَ تصـرفات أطـراف أخـرم‪ .‬وياـيع اسـت دام الـنهج األول‪ ،‬وهـو‬
‫الــنهج املـرتبط ابلــدخ ‪ ،‬ت ســيما يف احملــا م علــى نفــاق العــامل أبســره‪ ،‬ألجـ قيــا اخلســا ر الــيت‬
‫تتكبرـدها األطـراف املتضــررة ابتســتناد فقــط مر تــدفقات الــدخ الــيت ــان كــن أن تتحقــق لـ ْوت‬
‫وقــوع الضــرر‪ ،‬مقارنــة يتــدفقات الــدخ الفعليــة‪ .‬و صــر ه ـ ا الــنهج اخلســا ر يف خســا ر الــدخ‬
‫احملــض و ــد مــن جمموعــة األئـرار ويقلـ منهــا ومــن اخــتالف ردود أفعــال النــا عليهــا‪ .‬ويســتند‬
‫الــنهج الثــاين‪ ،‬وهــو الــنهج املتعلــق ابألوــول‪ ،‬مر الــنهج القــا م علــى الــدخ م ـع مئــافة تكــاليف‬
‫الفروـة البديلـة فيمــا يتعلــق يتــدفقات الــدخ الــيت فاقــدت جـراء وقــوع الضــرر‪ .‬أمــا الــنهج الثالــث‪،‬‬
‫القا م على املنفعة‪ ،‬فهـو أمشـ مـن سـاي َقْيه ألنـه يتـي احتسـا جمموعـة أ ـرب مـن اخلسـا ر ويضـع‬
‫يف اتعتبـار اتختالفــات الفرديــة يف ردود األفعــال علــى الضــرر الواقــع ونتا جــه‪ .‬ويقــوم هـ ا الــنهج‬
‫أاوتمهـا يف أنـه يتعـني اعتبـار األفـراد أحسـن حـاتع ملا مـا ــانوا‬ ‫علـى فرئـيتني أساسـيتني‪ ،‬تـتل‬
‫عرف أبهنا ما يتحقق عندما اول األفراد حتقيق أ رب منفعة‬ ‫يف موق ٍع من اختيارهم‪ .‬وألن املنفعة تا َّ‬
‫عمـا هـو أقـ منفعـة‪ .‬و كـن اعتبـار‬ ‫سيفضـلون مـا هـو أ ثـر منفعـة ر‬ ‫ر‬ ‫كنة‪ ،‬فعن للك يسـتتبع أهنـم‬
‫ًين هـاتني الفرئـيتني يف أن املنفعـة‬ ‫أم ايدة يف املنفعة مرادفاع للكـون يف حـال أفضـ ‪ .‬وتـتل‬
‫الفردية تعتمد يكلريتها على حجم السلع واخلدمات اليت تاستهلك وعلى ما تلبريه من احتياجـات‪.‬‬
‫وس ـيافرتا علــى الــدوام أن األف ـراد نيتــارون اســتهال امل يــد مــن ســلعة مــا‪ ،‬أو علــى األق ـ ع ــدم‬
‫استهال قد ٍر أق منها‪ ،‬وأهنم نيتارون تلبية عدد أ رب من احتياجا م‪ ،‬ت عدداع أق منها‪.‬‬
‫وحتــد ه ـ ه الفريقــة يف تعريــف وظيفــة الرفــاه ياــدة مــن الاــك ال ـ م كــن أن تت ـ ه‬
‫أحكام القيمة اتجتماعية‪ .‬فعلا ان ياعتـرب أن رفـاه ا تمـع يعتمـد علـى درجـة املنفعـة الـيت ققهـا‬
‫أف ـراد ا تمــع وت شــيء ســوم للــك‪ ،‬فــعن األحكــام الوحيــدة الــيت كــن مطالقهــا يا ـ ن القيمــة‬
‫اتجتماعيــة تكــون مرتبفــة أبمهيــة الرفــاه يف مؤشــر املنفعــة لــدم ـ فــرد‪ .‬ويف جمتمــع قــا م علــى‬
‫ابملسـاواة مـع منفعـة غـريه‪ ،‬رغـم أنـه ت يـد مـن حـدوث‬ ‫املساواة التامة‪ ،‬احت َسين منفعة ـ شـ‬
‫شك من أشكال التوافق يني األش اص من حيث املنفعة‪ ،‬احملسوية ابألرقام‪ ،‬ي ياستند مليه يف‬
‫احلكــم‪ .‬وقــد ياعتقــد‪ ،‬يــدتع مــن للــك‪ ،‬أن يعــض أفـراد ا تمــع أجــدر مــن غــريهم‪ ،‬وعليــه فــعن فــة‬
‫مؤشرات منفعتهم تكون أرج ابلنسبة لتحقيق وظيفة الرفاه‪.‬‬
‫وأايع ان الاك ال م ا دَّد لوظيفة الرفاه اتجتماعي‪ ،‬مـن الوائـ أن اخلسـا ر الفرديـة‬
‫تاــرتجم مر خس ــا ر اجتماعي ــة‪ ،‬و ك ــن اس ــت دام وظيف ــة الرف ــاه اتجتم ــاعي لتق ــدير قيم ــة تل ــك‬
‫اخلسـا ر‪ .‬ومــن األمثلــة علــى للــك مفهــوم التعــويض الـ م جــاء يــه هـيك و الــدور(‪ .)48‬فــاملفهوم‬
‫يف ـ ــون أم تغيـ ــري يف وئ ـ ـ ٍع مـ ــا سـ ــيجع يعـ ــض‬ ‫ال ـ ـ م يرتك ـ ـ عليـ ــه مبـ ــدأ التعـ ــويض يـ ــتل‬
‫تعويض من خسر على حنو‬ ‫ا‬ ‫األش اص أفض حاتع وأش اواع آخرين أسوأ حاتع‪ ،‬و كن ملن فا‬
‫ع اجلميع أفض حاتع‪ ،‬ممجاتع‪.‬‬
‫و ثرـ ـ الا ــك أدانه خريفـ ـةع توئـ ـ منفع ــة الف ــرد‪ .‬فالنق ــد (أو امل ــال املس ــت َدم لقي ــا‬
‫القيمة) ياقا على احملور العمودم‪ ،‬يينما تقا ميةا السلع × علـى احملـور األفقـي‪ .‬والفـرد الـ م‬
‫يتلق ــى دخـ ـالع ‪ OM2‬ويا ــرتم ‪ OX1‬م ــن ‪ X‬يس ــعر ‪ P2‬ق ــق تـ ـوا انع يف النقف ــة ‪ A‬عل ــى ‪ .UI‬وملا‬
‫__________‬
‫(‪ )48‬انظر ‪.Hicks, 1956‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫سياــرتم ‪ OX4‬مــن ‪ X‬و قــق تـوا انع يف النقفــة ‪ B‬علــى‬ ‫مــا اخ ردفــض الســعر مر ‪ ،P1‬فــعن الاـ‬
‫‪ ،UII‬وهو ما يعادل ال ايدة يف درجة الرئا‪.‬‬
‫مبدأ التعويض‬

‫املال‬ ‫السلعة‬
‫املصدر‪ :‬األونكتاد‪.‬‬
‫و كــن مجنــا ه ـ ا األمــر ابلفريقــة التاليــة‪ ،‬مــا وئــعها هــيك ‪ ،‬وهــي‪ :‬خــط يارســم مــع‬
‫املنحدر ‪ P1‬املتما مع ‪( UI‬يف النقفة ‪ ،)D‬ليتقاطع مع اإلحداثية يف النقفة ‪ .M1‬فـعلا مـا ن اقـ‬ ‫َ‬
‫دخـ الفـرد يسـبين ‪ M1 M2‬يف الوقـت نفسـه الـ م يـن فض فيـه السـعر‪ ،‬فـعن الفـرد يف النقفـة ‪D‬‬
‫ـال تعـادل حالَـه يف النقفـة ‪ .A‬وعليـه‪ ،‬فـعن مبلـ ‪ M1 M2‬هـو مقيـا نقـدم ملـدم‬ ‫سـيكون يف ح ٍ‬
‫حتسن حال الفرد ملا ما اخنفض السعر ومل يتغري الدخ النقدم‪ .‬ومتث ‪ ،M1 M2‬يـدتع مـن للـك‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫مبل التعويض املـايل الـ م يتع رـني دفعـه للفـرد ألجـ العـودة مر مسـتوم املنفعـة األوـلي‪ ،‬أم قبـ‬
‫ناــوء الوئــع اجلديــد املفــروا‪ .‬وتاســمى ‪ M1 M2‬التعــويض املغــاير تخنفــاا الســعر أو الوئــع‬
‫ال م د فرئه‪.‬‬
‫وت يد يف ه ا التحلي من حتديد وظيفة املنفعة ابلنسبة لك فرد ومن تدبيان األثر الـ م‬
‫ختلرفــه أوئــاع قسـرية أو مفروئـة علــى املنفعــة تـؤدم مر فقــدان الرفــاه‪ .‬فمؤشـرات املنفعــة الفرديــة‬
‫تعرفها فحسين‪ ،‬وماا من حيث طبيعتها أيضاع‪ .‬ويف العـادة‪،‬‬ ‫ختتلف لي من حيث املقوتت اليت ر‬
‫عرا مجيع األشياء الـيت تسـاهم يف حتقيـق املنفعـة حجـج ياسـتند مليهـا يف تلـك املؤشـرات‪ .‬ومـن‬ ‫تا َ‬
‫ش ن ه ا أن يفي القا مة أ ثر ا ينبغي فال يعود التحلي جمدايع‪ .‬مت أن من املمكـن‪ ،‬يـدتع مـن‬
‫للــك‪ ،‬اميـع ه ـ ه املقــوتت حتــت العنــاوين التاليــة‪ :‬الســلع اخلاوــة واملنــافع العامــة واتحتياج ـات‬
‫النفســية الفرديــة واتحتياجــات النفســية اتجتماعيــة‪ .‬وتاــتم الســلع اخلاوــة علــى مجيــع الســلع‬
‫األساسية واخلدمات اليت يرغين فيها املستهلك ويارتيها‪ ،‬يينما تاتم املنافع العامة على التعليم‬
‫وخـ ــدمات الرعايـ ــة الصـ ــحية‪ ،‬م ‪.‬؛ وتاـ ــم اتحتياجـ ــات النفسـ ــية الفرديـ ــة طا ف ـ ـةع واسـ ــعة مـ ــن‬
‫اتحتياج ــات تتض ــمن اتطمئن ــان والس ــالمة واخلل ــو م ــن األمل والتماس ــك األس ــرم‪ ،‬م ‪.‬؛ يينم ــا‬
‫تاتم اتحتياجات النفسية اتجتماعية على االوية القومية واألنافة الثقافية‪ ،‬م ‪.‬‬
‫واســتناداع مر اإلطــار املفــاهيمي املعـ َّـرف ل ــا أعــاله‪ ،‬تاـتَّبــع منهجيــة انتقا ي ـة يف تقــدير‬
‫حج ــم اخلس ــا ر اتقتص ــادية يف قف ــاع ال ــنفط والغ ــا الفبيع ــي ال ــيت يتكبر ـدها الفلس ــفينيون نتيج ــة‬

‫‪19‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫اتحتالل مـن قدبـ مسـرا ي ويسـبين أفعاالـا وتـدايريها الـيت منعـتهم مـن اسـتغالل مـواردهم الفبيعيـة‬
‫واتســتفادة منهــا‪ ،‬وت ســيما م ـواردهم مــن قفــاع الــنفط والغــا الفبيعــي‪ .‬وابتســتناد مر ملكيــة‬
‫األرا يف عــام ‪ ،1948‬واتفاقــات أوســلو وقـرار اجلمعيــة العامــة ‪ ،181‬فــعن حصــة الفلســفينيني‬
‫مــن احتياطيــات الــنفط والغــا الفبيعــي الــيت جــرم ا تاـافها حصــة بــرية وحقيقيــة‪ .‬ومــن املمكــن‬
‫مئــافة مبل ـ آخــر قــدره ‪ 7.162‬مليــار دوتر يقصــد احتســا قيمــة ات تاــافات يف املنفقتــني‬
‫البحـريتني ‪ Marine 1‬و‪ Marine 2‬وقـيم اتسـتعمال املفقـودة جـراء عـدم اسـتغالل هـ ه اتحتياطيـات علـى‬
‫مــدم ‪ 18‬عام ـاع‪ .‬وفض ـالع عــن للــك‪ ،‬فــعن ايدة تكــاليف الفروــة البديلــة املتمثلــة يف اســتغالل ‪1.525‬‬
‫مليار يرمي من احتياطيات النفط من حقـ اجمـدا املوجـود يف األرا الفلسـفينية احملتلـة يضـيف‬
‫مبلغ ـاع آخــر قــدره ‪ 67.9‬مليــار دوتر مر مبل ـ اخلســا ر املرتبفــة ابلــنفط والغــا الفبيعــي‪ .‬وتفــول‬
‫قا مــة خســا ر الفلســفينيني من ـ عــام ‪ 1948‬فقــد قاـدرت ــا ي يــد علــى ‪ 300‬مليــار دوتر(‪.)49‬‬
‫أما التقديرات اجلديدة فهي لتكاليف جديدة كن مئافتها مر التقديرات القد ة‪.‬‬

‫املتنازع عليها واخلسائر وأنظمة التعويض‬


‫ابء‪ -‬حقوق امللكية واملوارد َ‬
‫ياسرتشـ ــد ينظريـ ــة حقـ ــوق امللكيـ ــة أيض ـ ـاع يف حتديـ ــد وتعريـ ــف حـ ــدود ومعـ ــايري اخلس ـ ــا ر‬
‫الفلسفينية وأنظمة تعويض اخلسا ر اليت كن تفبيقها ملعاجلة تلـك اخلسـا ر‪ .‬وياسـت دم مكـوانن‬
‫(الغــا والــنفط) مــن مكــوانت هـ ه اخلســا ر للربهنــة علــى قايليــة هـ ه النظريــة اتقتصــادية للتفبيــق‬
‫وعلى فا د ا يف تقدير اخلسا ر وم اد أنظمة مقبولة ملعاجلتها‪.‬‬
‫طور معهد جامعة هارفرد للسياسات اتجتماعية واتقتصادية العامة‬ ‫ر‬ ‫ففي عام ‪،1989‬‬
‫ـوو (‪ ،)50‬نظامـاع لت صــي امليــاه أل ْجـ الربهنــة علــى‬ ‫يف الاــرق األوســط‪ ،‬ابتســتناد مر نظريــة ـ ْ‬
‫ـتغالل املـ ــورد‬
‫أم أنـ ــه سـ ــيبدأ اسـ ـ ا‬
‫أن حل ــول تو يـ ــع امليـ ــاه يكفـ ــاءة مسـ ــتقلة عـ ــن حق ــوق امللكيـ ــة‪ْ .‬‬
‫عمـن لـك أم حصـة مـن أم مـورد معـني ويف غيـا تكـاليف‬ ‫ستغالل األمث ‪ ،‬يصـرف النظـر ر‬ ‫َ‬ ‫ات‬
‫ابهظة إليرام الصفقات‪ ،‬ور ا لن تاست دم حقوق امللكية متر ألغراا تو يع املنافع والتكاليف يف‬
‫ظ ـ تفبيــق احل ـ لم الكفــاءة‪ .‬وقــد ســاعدت نتــا ج نظريــة ــوْو يف وحدنــة حقــوق الــنفط يف‬
‫الــوتايت املتحــدة عــن طريــق اميــع ف ـرادم املــالكني املتنافســني علــى مــورد ًيــت وماــرت يوجــد‬
‫حتــت األرا‪ .‬و ث ـرياع مــا أدم تنــاف ف ـرادم املــالكني مر خفــض مبــال األرابد الــيت نيهــا ـ‬
‫(‪)51‬‬
‫واحــد مــنهم مقارنـةع يتلــك الــيت ــان لمكــاهنم احلصــول عليهــا لــو أهنــم اشــرت وا يف مدارة املــورد ‪.‬‬
‫وامل ـوارد مــن الغــا الفبيعــي والــنفط املوجــودة يف حــوا الاــام م ـوارد متنــا ع عليهــا وهــي د‬
‫موئ ـع‬
‫تن ــاف م ــا ي ــني القبارو ــة واملصـ ـريني واإلسـ ـرا يليني واللبن ــانيني والفلس ــفينيني والس ــوريني‪ .‬ولـ ـ لك‬
‫السبين‪ ،‬كن اخللوص مر أنه كن التعام مع موارد الفاقة املتنا ع عليها ينف طريقة التعامـ‬
‫مــع م ـوارد الــنفط املتنــا ع عليهــا اســتناداع مر نتــا ج نظري ـة ــوْو ‪ .‬ويتعــني الســعي مر ح ـ التنــا ع‬
‫علـى مـوارد الـنفط والغــا الفبيعـي عــن طريـق مدارة ماــرت ة ولـي عــن طريـق مقارعــة وـفرية يقــوم‬
‫فيها طرف واحد فقط ابستغالل مورد مارت على حسا نصيين الفرف ا خر من لات املورد‪.‬‬

‫__________‬
‫‪A Kubursi, 1988, Palestinian losses: An overview, in S Hadawi, ed., Palestinian Rights and Losses‬‬ ‫(‪)49‬‬
‫)‪.in 1948: A Comprehensive Study (Saqi Books, London:117–122‬‬
‫(‪.RH Coase, 1960, The problem of social cost, Journal of Law and Economics, 3:1–44 )50‬‬
‫(‪GD Libecap and SN Wiggins, 1985, The influence of private contractual failure on regulation: The )51‬‬
‫‪.case of oil field unitization, The Journal of Political Economy, 93(4):690–714‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫وسياست دم حتقيق اإلنتاج والت صي األمث للموارد من النفط والغا الفبيعي يف ظ‬


‫الوئــع القــا م‪ ،‬املتســم هبيمن ـة مسـرا ي واســتغالالا احلصــرم للم ـوارد املتنــا ع عليهــا‪ ،‬لريعــة لاــرعنة‬
‫ـوو دون ريفهــا ياــر‬ ‫املستحســن اســت دام نظريــة ـ ْ‬
‫َ‬ ‫ه ـ ا الوئــع القــا م‪ .‬ومــن غــري اجلــا وت‬
‫مســبَق ت يــد منــه وهــو اتعـرتاف اقــوق امللكيــة العا ــدة لكـ طــرف يف املنا عـة قبـ التووـ مر‬
‫أم اتفاق على وحدنة احلقـول املاـرت ة‪ .‬ولـن تكـون اإلدارة املاـرت ة جمديـة مـا مل يكـن ـ طـرف‬
‫حجم حصته من املوارد يف حال التعاون والتجـارة فيمـا يينهـا‪ ،‬وقبـ‬ ‫من األطراف املتنافسة يعرف َ‬
‫وئــع أم خمفــط أو خفــة لتلــك اإلدارة املاــرت ة أو إليـرام وــفقات يف الســوق‪ .‬ويعبــارة أوئـ ‪،‬‬
‫اف ابمل ـوارد الــيت تاــرت األط ـراف يف ملكيتهــا وتتنــا ع عليهــا‪ ،‬مــا‬‫ـوو اتع ـرت َ‬ ‫تاــرت نظريــة ـ ْ‬
‫تفاوا يقصـد‬‫ٍ‬ ‫وئع تعريف وائ حلقوق امللكية العا دة لك طرف قب الاروع يف أم‬ ‫َ‬ ‫تارت‬
‫تسوية املفالبات وقبـ اتسـتفادة مـن فـرص التجـارة أو التعـاون لتحقيـق املنفعـة املتبادلـة‪ .‬وتسـتل م‬
‫نظرية وْو أن دَّد يوئود التو يـع األويل حلقـوق امللكيـة علـى األطـراف وحصـة ـ منهـا قبـ‬
‫الاــروع يف الوحدنــة أو يــدء األطـراف املتنافســة يف التفــاوا‪ .‬ومــن املهــم طــر اد السـؤال عــن الفــرق‬
‫ـرف مــن األط ـراف أن يكــون مبل ـ األرابد املاــرت ة أ ــرب ملا انــت‬ ‫ال ـ م ا دث ـه ابلنســبة ألم طـ ٍ‬
‫حصته هو لن ت يد على ما كنه حتقيقه عن طريق الفع الفردم املستق ‪.‬‬
‫واحلصـ احلاليــة مــن امل ـوارد املاــرت ة يف املنفقــة ليســت نتيجــة اتفاقــات وت مفاوئــات‬
‫وت مبادئ منصفة‪ .‬وماا هي ابألحرم مرآة لعدم توا ن القـوم القـا م ولقـدرة الفـرف القـوم علـى‬
‫فرا مرادته على الفرف الضعيف‪ .‬فاملس لة ليست جمرد عدم وجود حقوق ملكية وائحة تاسنَد‬
‫مر الفلســفينيني‪ ،‬مهنـا تكمــن يف ســي عمليـ دـة مســناد هـ ه احلقــوق لــي علــى مبــادئ اقتصــادية‬
‫وماــا علــى نتــا ج عمليــة سياســية غــري متوا نــة‪ .‬فقــد اســتولت مسـرا ي علــى املـوارد املاـرت ة املتنــا ع‬
‫عليها ومن املرج أهنا تستفيد منها ابإلئافة مر احلصة اليت ستعود مليها وجين نظام ختصـي ٍ‬
‫عقالين ومنصف يتسق مـع القـانون الـدويل األساسـي الـ م كـم املـوارد العـايرة للحـدود‪ .‬وهنـا‬
‫انقس ــام عمي ــق ي ــني مي ـ ان الق ــوم ال ـ م اك ـم الت صيص ــات احلالي ــة لل ــنفط والغ ــا الفبيع ــي يف‬
‫املنفقة ويني مي ان مصـاحل األطـراف اإلقليميـة‪ .‬ومـن شـ ن الصـراعات الـيت تكتنـف مثبـات حقـوق‬
‫امللكية أن تنائ فجوات اقتصادية برية ودا مة يني القيم املمكنة والقيم املتح درققة(‪.)52‬‬
‫ومثة أسبا معقولة تـدعو مر اتعتقـاد أن منفـق نظريـة ـوْو ونتا جهـا قـد ا ـداين يف‬
‫ه ه احلالة‪ ،‬شريفة أن يعلم ـ طـرف مـن األطـراف املتنافسـة‪ ،‬وقبـ أم خمفـط لـإلدارة املاـرت ة‬
‫أو إليرام وفقات اارية‪ ،‬ما هي حصة طرف منها من املوارد ملا ما د التعاون والتجارة فيما‬
‫يينهــا‪ ،‬ومــا ســتكون عليــه تلــك احلصــة عنــدما تكــون تكــاليف النفقــات والروــد من فضــة‪ .‬ومــن‬
‫املهم أيضاع‪ ،‬ل لك السبين‪ ،‬احلـد مـن نفقـات الصـفقات املرتتبـة علـى آليـات الت صـي والروـد‪،‬‬
‫ت سيما يف ظ الوئع القا م من اترتيا والن اع‪ .‬ومـن الضـرورم‪ ،‬ابلقـدر نفسـه‪ ،‬مناـاء هيكـ‬
‫روـ ٍـد يتســم ابتســتقالل والاــفافية يســتفيع تســوية املنا عــات وتقــدمي معلومــات مثبتــة ابحلجــج‬
‫وموثوقة عن حجم الريع الفردم واملارت ‪.‬‬
‫ييــد أن مــن الوائ ـ أن امل ـوارد املوجــودة يف حــوا الاــام ماــرت ة وأهنــا ت تتفــايق مــع‬
‫احل ـدود السياســية وينبغــي عــدم الســماد أبن يســتغلها طــرف واحــد دون األط ـراف األخــرم‪ ،‬ممــا‬
‫يواسفة التهديـدات أو ابلقـوة العسـكرية‪ .‬وينبغـي أن يعلـو ميـ ان املصـاحل علـى ميـ ان القـوم‪ ،‬مـا‬
‫ينبغي وئع مبدأ عادل ومعقول للت صي ‪ ،‬يعـا التفـاو ت واملفارقـات احلاليـة‪ .‬فـال شـيء غـري‬
‫__________‬
‫‪J Kim and JT Mahoney, 2002, Resource-based and property rights perspectives on value creation:‬‬ ‫(‪)52‬‬
‫‪.The case of oil field unitization, Managerial and Decision Economics, 23:225–245‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫العم وفق ه ا املنظور سيحقق مصاحل السلم الدويل والعدالة الفبيعية‪ .‬ويف الس ـ ـوايق الدولي ـ ــة‬
‫العديدة خري أمثلـة‪ .‬ويـا ر مـن يينهـا علـى وجـه اخلصـوص املثـال اجليـد الـ م تاـ ركله طـرق عمـ‬
‫اللجن ــة املا ــرت ة الدولي ــة ال ــيت ترأس ــت ختص ــي املي ــاه احلدودي ــة يف أمريك ــا الا ــمالية‪ ،‬يف منفق ــة‬
‫البحريات الكربم‪ ،‬واريتها (‪ .)53‬فاستا دمت واجهة البحرية لت صي حصة ـ طـرف‪ ،‬ولكـن‬
‫كن أيضاع است دام خمففات ختصي عديـدة أخـرم (احلصـ حسـين السـكان‪ ،‬واحنـارف دخـ‬
‫الفرد الواحد عن الدخ الوسيط‪ ،‬واحلقوق التارنيية‪ ،‬م ‪.).‬‬

‫__________‬
‫يلد يتـ ثر يتصـرفات البلـد ا خـر‬ ‫(‪ )53‬اأنا ت ( ندا والوتايت املتحدة) اللجنة الدولية املارت ة ألهنما أدر تا أن‬
‫يف أنظمة البحريات واألهنار علـى طـول احلـدود‪ .‬و‬
‫الوقت احلائر واألجيال القادمةا (انظر ه ا الرايط‪.)https://www.ijc.org/fr/qui/role :‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫خامس ا‪ -‬النفط والغاز الطبيعي يف األرض الفلسطينية احملتلة وحوض الشام‬


‫يعد احتالل مسرا ي قفاع غ ة والضفة الغريية ا فيهـا القـد الاـرقية يف عـام ‪،1967‬‬
‫أوــبحت الســيفرة علــى األرا وامل ـوارد الفبيعيــة وامليــاه‪ ،‬وت ت ـ ال‪ ،‬يف وــلين الن ـ اع اإلس ـرا يلي‬
‫الفلس ــفيين‪ ،‬حي ــث من اتس ــتحوال عل ــى املـ ـوارد الفبيعي ــة‪ ،‬أو ميع ــاد الفلس ــفينيني ع ــن م ـ ـواردهم‬
‫الفبيعية‪ ،‬قد أدم على الدوام دوراع برياع يف عالقات مسرا ي مع الاعين الفلسفيين‪.‬‬
‫ففي غ ة‪ ،‬منَع اتحتالل من قدب مسرا ي الفلسفينيني مـن تفـوير حقـول الفاقـة العا ـدة‬
‫ـري مســتغ ‪ .‬ويســبين احلصــار الـ م تفرئـه‬ ‫الـم‪ ،‬وت يـ ال الغــا الفبيعــي حتــت امليــاه الفل(سـ‪)54‬ـفينية غـ َ‬
‫مس ـرا ي علــى قفــاع غ ـ ة من ـ عــام ‪ 2007‬وــار الووــول مر حقــول الغــا واحلصــول علــى‬
‫مليارات الدوترات اليت ان كن أن تت تى منها أوعين من لم قب ‪.‬‬
‫وأ ــد ـ مــن علمــاء جيولوجيــا واقتصــاديون مت صصــون يف املـوارد الفبيعيــة أن األرا‬
‫الفلســفينية تقــع فــوق احتياطيــات شاســعة مــن ثــروات الــنفط والغــا ‪ .‬ولكــن عقبــة ــربم تعــرتا‬
‫الفلسفينيني ومتنعهم من استغالل تلك األوول واتسـتفادة منهـا‪ ،‬وتتمثـ هـ ه العقبـة حتديـداع يف‬
‫أرئـ ــهم وهـ ــي الـ ــيت مـ ــا فتئـ ــت تسـ ــيفر علـ ــى معظـ ــم امل ـ ـوارد الفبيعيـ ــة العا ـ ــدة‬
‫احـ ــتالل مس ـ ـرا ي َ‬
‫(‪)55‬‬
‫للفلسفينيني وتتحكم يف تفويرها من عام ‪. 1967‬‬
‫ارد غــري املكتاــفة مــن الــنفط والغــا الفبيعــي يف‬
‫وحســين دراســات علميــة تناولــت امل ـو َ‬
‫األرا الفلسفينية احملتلة‪ ،‬ياعتقد أن طبقات الرواسين توجد على اعمق يرتاود ما يني ألف وسـتة‬
‫آتف مرت وعلـى درجـة حـرارة تـرتاود مـا يـني ‪ 60‬و‪ 150‬درجـة مئويـة‪ ،‬حيـث كـن م ـاد الـنفط‬
‫يكميات برية‪ ،‬يينما يوجد الغا على عمق أق (‪.)56‬‬
‫ومتت ــد منفق ــة ح ــوا الا ــام عل ــى مس ــاحة تق ــدَّر ي ـ ـ ‪ 83‬أل ــف يل ــومرت مري ــع يف ش ــرق‬
‫وــدع طرطــو ويف الاــمال الغــرا جبــال‬ ‫املتوســط‪ .‬و ــدُّها شــرقاع نفــاق حتـ ُّـول الاــام‪ ،‬ومشــاتع َ‬
‫ميراثوســتدنيت البحري ــة ومر الغــر واجلن ــو الغــرا منفق ــة خمــرو دلت ــا الني ـ ومر اجلن ــو خت ــوم‬
‫البنيـات اتنضـغاطية يف وــحراء سـيناء‪ .‬وقــد قـ ردرت دا ــرة املسـ اجليولــوجي يف الـوتايت املتحــدة‬
‫متوســط مــا كــن احلصــول عليــه مــن الــنفط القاي ـ لالســت راج (يف املعــدَّل) ي ـ ‪ 1.7‬مليــار يرمي ـ‬
‫ومن الغا القاي لالست راج يـ ‪ 122‬تريليون قدم مكعبة يف منفقة الاام (اخلريفة ‪.)57()1‬‬
‫وه ا يعين أن ه ا احلوا من أهم مصادر الغا الفبيعي يف العامل‪ .‬ومثلما سبق الـ ر‪،‬‬
‫ت تتفايق ه ه ات تاافات مع احلـدود السياسـية‪ .‬فهـي مـوارد ماـرت ة يـؤدم اسـتغالالا مـن قدبـ‬
‫طــرف واحــد مر منقــاص حصــة األطـراف ا ــاورة منهــا‪ .‬و كــن وحدنــة ه ـ ه احلقــول‪ ،‬مــا كــن‬
‫اســتغالالا نيايــة عــن مجيــع األطـراف الـ ين ينبغــي تثبيــت حقــوق امللكيــة العا ــدة لكـ واحــد مــنهم‬
‫قبـ الاــروع يف اتســتغالل‪ .‬ويقتضــي مبــدأ الكفــاءة يف علــم اتقتصــاد وحدنـةَ تلــك احلقــول‪ ،‬غــري‬
‫أنه يستحي ئمان هـ ا األمـر مـا مل تتفـق األطـراف علـى وـيغة مـن وـي التقاسـم العـادل تكـون‬

‫__________‬
‫‪.World Bank, 2017, Economic Monitoring Report to the Ad Hoc Liaison Committee, September 18‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫املرجع نفسه‪.‬‬ ‫(‪)55‬‬
‫انظ ـ ـ ـ ـ ــر ه ـ ـ ـ ـ ـ ا ال ـ ـ ـ ـ ـرايط‪https://english.palinfo.com/news/2017/10/21/Palestinian-oil-and-gas-wealth- :‬‬ ‫(‪)56‬‬
‫‪.under-Israel-s-control‬‬
‫‪( ،2010 ،USGS‬انظر احلاشية ‪ 4‬أعاله)‪.‬‬ ‫(‪)57‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫تكــاليف روــدها حمــدودة ومن فضــة‪ .‬وللفلســفينيني مصــاحل ــربم لــي يف احلقــول املوجــودة يف‬
‫أرائيهم فحسين وماا يف مجيع اتحتياطيات املارت ة‪.‬‬
‫اخلريطة ‪1‬‬
‫موقع وحدات التقييم الثالث يف منطقة حوض الشام شر َق املتوسط‬

‫املصدر‪ :‬األونكتاد‪ ،‬ابتستناد مر دا رة املس اجليولوجي يف الوتايت املتحدة‪ ،2010 ،‬الاك ‪( 1‬انظر احلاشية ‪.)4‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫ألف‪ -‬حقول الغاز الطبيعي يف غزة وحقل جمد النفطي يف الضفة الغربية‬
‫اكتشافات الغاز الطبيعي قبالة ساحل غزة‬
‫تقـ ـ رددم دراس ــة حديث ــة استعرائـ ـاع جي ــداع ت تا ــافات الغ ــا الفبيع ــي قبال ــة س ــاح غـ ـ ة‬
‫وللمفاوئات اإلسرا يلية الفلسفينية يا ن اتستغالل املارت حلقول الغا (‪ .)58‬وفيما يلي يع د‬
‫ـض‬
‫أهم النقا الواردة يف ه ه الدراسة‪.‬‬
‫وئــمن احلــدود املسـفَّرة يف اتتفــاق اإلسـرا يلي الفلســفيين املؤقــت ياـ ن الضــفة الغرييــة‬
‫(‪)59‬‬
‫وقفـاع غـ ة (املعـروف أيضـاع ابتفـاق أوســلو الثــاين)‪ ،‬الـ م جــرم التوقيـع عليــه يف عــام ‪1995‬‬
‫و ــن الســلفة الوطنيــة الفلس ــفينية وتيــة اريــة عل ــى مياههــا ئــمن ح ــدود ‪ 20‬مــيالع ا ـرايع م ــن‬
‫الساح ‪ ،‬وقرعت السلفة الوطنية الفلسفينية عقداع تستكااف الغا مدته ‪ 25‬عاماع مع جمموعة‬
‫يـريتي غـا ()‪ )BG Group (BGG‬يف تاـرين الثـاين‪/‬نوفمرب ‪ .1999‬ويف مسـته عـام ‪،1999‬‬
‫انــت جمموعــة ي ـريتي غــا قــد ا تاــفت حق ـ غــا شاســع (غ ـ ة مــارين) علــى مســافة ت ـرتاود‬
‫مــا يــني ‪ 17‬و‪ 21‬مــيالع اـرايع قبالــة ســاح غـ ة‪ .‬ويف عــام ‪ ،2000‬حفــرت جمموعــة يـريتي غــا‬
‫يئرين يف حق الغا وأجن ت دراسة جدوم أسفرت عن نتا ج جيدة‪.‬‬
‫وحيــث من اتحتياطي ـات املوجــودة قاــدرت يرتيليــون قــدم مكعبــة مــن الغــا الفبيعــي مــن‬
‫النوعية اجليـدة‪ ،‬فـعن امل ـ ون الفلسـفيين سـيتي تصـدير الغـا يعـد تلبيـة اتحتياجـات الفلسـفينية‬
‫منه‪ .‬وين عقد البالغة مدته ‪ 25‬سنة علـى مـن جمموعـة يـريتي غـا ‪ 90‬يف املا ـة مـن حصـ‬
‫امتيا ات التنقيين والسلفة الوطنية الفلسـفينية ‪ 10‬يف املا ـة مر أن يبـدأ منتـاج الغـا ‪ .‬و ـان مقـرراع‬
‫أن ترتفع حصة السلفة الفلسفينية‪ ،‬يف وقت تحـق‪ ،‬مر ‪ 40‬يف املا ـة‪ ،‬متلـك ‪ 30‬يف املا ـة منهـا‬
‫شــر ة احتــاد املقــاولني‪ ،‬وهــي الاــر ة املســؤولة عــن تفــوير املاــروع‪ .‬ويف متو ‪/‬يوليــه‪ ،‬أقــرت الس ـلفة‬
‫الوطنيــة الفلســفينية خفــة التفــوير الــيت قــدمتها ا موعــة‪ ،‬والــيت اشــتملت علــى ينــاء أنبــو لنق ـ‬
‫الغا يريط ما يني حقول الغا وغ ة ي اكلفة قدرت يـ ‪ 150‬مليون دوتر(‪.)60‬‬
‫ويف متو ‪/‬يوليه ‪ ،2000‬من ر ي و راء مسرا ي جمموعةَ يريتي غا تصر اع أمنياع حلفر‬
‫أول يئر يف املنفقة البحرية ‪ ،Marine 1‬ج ء من اعـرتاف مسـرا ي السياسـي أبن البئـر تقـع ئـمن‬
‫وتية السلفة الوطنية الفلسفينية(‪ .)61‬و ان التصري الصادر عن ر ـي الـو راء افـر البئـر الثانيـة‪،‬‬
‫وا تاــاف الغــا يف البئ ـرين (‪ Marine 1‬و‪ ،)Marine 2‬يبــدو و نــه يعــد الاــعين الفلســفيين‬
‫لمكانية احلصول على ثروة مفاجئة تدعم سعيه مر العدالة والسيادة واع اقتصاد الدولـة املقبلـة‬
‫قادراع على النمو واتستمرار(‪.)62‬‬
‫وقبيـ ـ انف ــالق اتنتفائ ــة الثاني ــة يف ‪ 27‬أيلول‪/‬س ــبتمرب ‪ْ ،2000‬أوقَــد ر ــي الس ــلفة‬
‫الفلسفينية يصحبة ش صيات فلسفينية من عـامل األعمـال مـن شـر ة احتـاد املقـاولني ومعالميـني‪،‬‬
‫الاــعلة الــيت يرهنــت علــى وجــود الغــا مــن فــوق منصــة التنقيــين التايعــة موعــة ي ـريتي غــا يف‬
‫__________‬
‫(‪.Antreasyan, 2013, pp. 30–33 )58‬‬
‫‪Institute for Palestinian Studies, 1996, The peace process:‬‬ ‫‪The Israeli-Palestinian Interim‬‬ ‫(‪)59‬‬
‫‪.Agreement on the West Bank and Gaza Strip, Journal of Palestine Studies, 25(2):123–140‬‬
‫(‪.Antreasyan, 2013; L Baron, 2007, British Gas meets P[N]A on deal with Israel, Globes, 11 April )60‬‬
‫(‪.Ma’ariv, 2000, Israel waives right to drill gas in gesture to Palestinians on eve of summit, 7 July )61‬‬
‫(‪.Antreasyan, 2013 )62‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫عــرا البحــر(‪ .)63‬واشــتم اتتفــاق املــربم يــني الســلفة الوطنيــة الفلســفينية وجمموعــة يـريتي غــا‬
‫وشــر ة احتــاد املقــاولني علــى مناــاء ومــد أنبــو ٍ لنق ـ الغــا (‪ .)64‬ويغفــي عقــد اتمتيــا املمنــود‬
‫موعة يريتي غا جمم املنفقة البحرية قبالة ساح غ ة‪ ،‬احملالية لعدة منالت ارية مسـرا يلية‬
‫تست راج الغا (اخلريفتان ‪ 1‬و‪.)2‬‬
‫ويف مطار اتفاقات أوسلو‪ ،‬يدأت املفاوئات يني جمموعـة يـريتي غـا والسـلفة الوطنيـة‬
‫الفلسفينية وحكومة مسرا ي يف عام ‪ .2000‬واعتارب أن ميرام اتفاق اارم قق توامماع جيداع يني‬
‫احتياجــات الفاقــة اإلسـرا يلية وامل ـ ون الفلســفيين‪ ،‬مــع مالحظــة أن االفلســفينيني واإلسـرا يليني‬
‫معاع سيستفيدون ملا ما استفاعوا التعاون يف مطار شرا ة تنفوم علـى مصـاحل بـرية‪ .‬وهـم ااجـة‬
‫مر يعضــهم الــبعض م ـن أج ـ تفــوير ه ـ ه اتحتياطيــات الواقعــة يف عــرا البحــر يكفــاءةا(‪.)65‬‬
‫ومل يتم ل ر أن الكفاءة ئـرورية ولكنهـا ت تكفـي للتعـاون‪ .‬فاـرو التعـاون وحصـ ـ طـرف‬
‫عند تو يع الريع املت يت من الكفاءات يعد حتقيقها أهم منها يكثري‪.‬‬
‫ويف ح يران‪/‬يونيــه ‪ ،2000‬اقرتحــت جمموعــة ي ـريتي غــا ت ويــد شــر ة ه ـرابء مس ـرا ي‬
‫اململو ة للدولة ابلغا الفبيعي من مصر ومن مسرا ي (مـن حقـول توجـد علـى سـاح عسـقالن)‬
‫ومن غـ ة‪ .‬واقرتحـت جمموعتـان أخـراين علـى مسـرا ي عقـود ممـداد علـى املـدم البعيـد‪ ،‬ومهـا شـر ة‬
‫‪ ،Yam Thetis‬ال ــيت ه ــي احت ــاد يت ـ لف م ــن ث ــالث ش ــر ات مس ـرا يلية‪ ،‬وش ــر ة (‪ )Samedan‬م ــن‬
‫ـوق حفـر يف امليـاه الفلســفينية؛‬ ‫الـوتايت املتحـدة الـيت انـت قـد اعرتئـت علـى مـن مسـرا ي َ حق َ‬
‫وشر ة غا شـرق املتوسـط‪ ،‬وهـي شـر ة تضـامنية يـني الاـر ة اإلسـرا يلية ‪ Merhav‬والعامـة للبـرتول‬
‫املصرية وشر ات أخرم‪ .‬وقد رفضت شر ة هرابء مسرا ي شراء الغا مـن غـ ة حمتجـة ابلقـول من‬
‫ـربر للــك الــرفض ــان‬ ‫ســعره أغلــى مــن الغــا املصــرم‪ .‬ييــد أن وســا اإلعــالم أشــارت مر أن مـ َ‬
‫سياسـ ــياع يتح ـ ـريض مـ ــن ر ـ ــي الـ ــو راء املنت َ ـ ــين حـ ــديثاع يف عـ ــام ‪ .2001‬ولكـ ــن‪ ،‬يف أاير‪/‬‬
‫مايو ‪ ،2002‬ولحلاد من ر ي و راء اململكـة املتحـدة لربيفانيـا العظمـى وأيرلنـدا الاـمالية‪ ،‬قبدـ‬
‫ر ــي و راء مس ـ ـرا ي التف ــاوا عل ــى اتف ــاق لإلمـ ــداد ي ‪ 0.05‬تريلي ــون ق ــدم مكعب ــة م ــن الغـ ــا‬
‫الفلســفيين ســنوايع ملــدة ت ـرتاود مــا يــني ‪ 10‬ســنوات و‪ 15‬ســنة‪ .‬مت أن ر ــي الــو راء عـ َـدل عــن‬
‫موقفــه ًني ـةع يف عــام ‪ ،2003‬فــرفض الســماد يصــرف األم ـوال مر الســلفة الوطنيــة الفلســفينية‪،‬‬
‫قـ ــا الع من تلـ ــك األم ـ ـوال قـ ــد تاسـ ــت دم لـ ــدعم اإلرهـ ــا ‪ .‬غـ ــري أن حكومـ ــة مس ـ ـرا ي أقـ ــرت‪ ،‬يف‬
‫نيسان‪/‬أيري ‪ ،2007‬اقرتاد ر ي الو راء اجلديد ابستئناف املناقاات مع جمموعـة يـريتي غـا ‪،‬‬
‫حيــث تاــرتم مس ـرا ي ‪ 0.05‬تريليــون قــدم مكعبــة مــن الغــا الفلســفيين مقاي ـ أريعــة مليــارات‬
‫دوتر ســنوايع‪ ،‬وللــك ايتــداءع مــن عــام ‪ .2009‬ود اتحتجــاج يف للــك أبن ه ـ ا ســيحقق منــافع‬
‫متبادلة اعتاربت أهنا يئ مناخاع جيداع للسالم(‪.)66‬‬

‫__________‬
‫(‪ )63‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪M Chossudovsky, 2018, War and natural gas: The Israeli invasion and Gaza’s offshore gas fields, )64‬‬
‫‪.Global Research, 15 December‬‬
‫(‪WA Orme Jr., 2000, Gas deposits off Israel and Gaza opening vision of joint ventures, New York )65‬‬
‫‪.Times, 15 September‬‬
‫(‪.Antreasyan, 2013 )66‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫إسرائيل تسيطر على حقول الغاز الطبيعي قبالة ساحل غزة‬


‫يف ‪ 14‬ح يران‪/‬يونيه ‪ ،2007‬تغري املنا السياسي جمدداع حيث نا ت حكومة جديدة‬
‫يف غ ة وانفصـلت سياسـياع ومدارايع عـن الضـفة الغرييـة‪ .‬وأعلنـت احلكومـة يف غـ ة عـن تغيـري شـرو‬
‫العق ـ ـ ــد‪ ،‬خاو ـ ـ ــة فيم ـ ـ ــا يتعل ـ ـ ــق اص ـ ـ ــة الفلس ـ ـ ــفينيني البالغ ـ ـ ــة ‪ 10‬يف املا ـ ـ ــة(‪ .)67‬ويف أيل ـ ـ ــول‪/‬‬
‫َ‬
‫سبتمرب ‪ ،2007‬نص أحد رمساء أر ان اجلي اإلسرا يلي السايقني حكومة مسرا ي يعدم ميرام‬
‫اتفاق مع جمموعة يريتي غا على أسا حتوي مسرا ي ‪ 1‬مليـار دوتر امر حسـاابت مصـرفية‬
‫حمليـة أو دوليـة ابسـم سالسـلفة الوطنيـة الفلسـفينيةل ألن للـك يكـاد يعـادل متويـ مسـرا ي ارسـةَ‬
‫اإلرها عليهاا(‪.)68‬‬
‫و ـ ــان مـ ــن املنعففـ ــات االامـ ــة تنفي ـ ـ العمليـ ــة العسـ ــكرية اإلس ـ ـرا يلية يف غ ـ ـ ة يف ـ ــانون‬
‫األول‪/‬ديس ــمرب ‪ ،2008‬ال ــيت ان ــت ال ــا ت ــداعيات ع ــدة تتعل ــق ابلس ــيفرة عل ــى اتحتياطي ــات‬
‫اتس ـرتاتيجية مــن الغــا الفبيعــي الواقعــة يف عــرا البحــر‪ .‬ففــي أعقــا تلــك العمليــة‪ ،‬اوئــعت‬
‫حقول الغا الفبيعي الفلسفينية حتت السيفرة اإلسرا يلية دون ميـالء أم اعتبـار للقـانون الـدويل‪.‬‬
‫ومس ـ لة الســيادة علــى حقــول الغــا يف غ ـ ة مس ـ لة حا ــة‪ .‬فمــن منظــور قــانوين‪ ،‬وابتســتناد مر‬
‫املناقاة السالفة‪ ،‬تعود اتحتياطيات من الغا لارا الفلسفينية احملتلة‪.‬‬
‫ويعد وفاة ر ي السلفة الوطنية الفلسـفينية‪ ،‬وحـدوث فـك اترتبـا يـني الضـفة الغرييـة‬
‫وغـ ـ ة‪ ،‬ويع ــد العملي ــات العس ــكرية اإلسـ ـرا يلية ال ــثالث يف غـ ـ ة‪ ،‬يس ــفت مسـ ـرا ي اك ــم الواق ــع‬
‫سيفر ا على احتياطيات غ ة مـن الغـا الفبيعـي يف عـرا البحـر‪ .‬وتتعامـ جمموعـة يـريتي غـا‬
‫م ــع حكوم ــة مسـ ـرا ي (‪ ،)69‬متج ــاو ة يـ ـ لك فعليـ ـاع الس ــلفة احلا م ــة يف غـ ـ ة فيم ــا يتعل ــق اق ــوق‬
‫استكااف حقول الغا الفبيعي وتفويرها‪.‬‬
‫ويف نيسـان‪/‬أيري ‪ ،2007‬أقـرت حكومـة مسـرا ي اتقـرتاد الـ م تقـدم يـه ر ـي الــو راء‬
‫مقرتد قيمته ‪ 4‬مليار دوتر قادرت أرابحه ينحو مليارم‬ ‫ٍ‬
‫ياراء الغا من السلفة الفلسفينية يعقد َ‬
‫دوتر‪ .‬مليار واحد منها يعود للفلسـفينيني‪ .‬ييـد أن حكومـة مسـرا ي انـت لـديها خفـط أخـرم‬
‫لتقاسم العا دات مع األرا الفلسفينية احملتلة‪ .‬ف نا ت تلك احلكومة وفد مفاوئـني مسـرا يليني‬
‫ا لرــف يوئــع شــرو الصــفقة مــع جمموعــة يـريتي غــا ‪ ،‬متجــاو ين ـالع مــن احلكومــة الفلســفينية‬
‫والسلفة الوطنية الفلسفينية‪ :‬اتريد سلفات الدفاع اإلسرا يلية أن تق ردم للفلسفينيني مقاي الغا‬
‫ســلعاع وخــدمات وتاــدد علــى عــدم حتوي ـ أم أم ـوال مر احلكومــة الــيت تســيفر عليهــا محــا ا‪،‬‬
‫أثر للك جوهرايع يف ملغاء العقد ال م جرم التوقيع عليه يف عام ‪ 1999‬ما يني جمموعة‬ ‫ويتجلى ا‬
‫(‪)70‬‬
‫يـ ـ ـريتي غ ـ ــا والس ـ ــلفة الوطني ـ ــة الفلس ـ ــفينية ‪ .‬و قتض ـ ــى اتتف ـ ــاق الـ ـ ـ م ـ ــان مقرتحـ ـ ـاع يف‬
‫عــام ‪ 2007‬مــع جمموعــة يـريتي غــا ‪ ،‬ــان مــن املقــرر أن يــتم نقـ الغــا الفلســفيين مــن ا ابر‬
‫الواقعــة يف عــرا اــر غـ ة عــرب أنبــو حتــت البحــر مر مينــاء عســقالن اإلسـرا يلي‪ ،‬ويـ لك تانقـ‬
‫وعلق ــت‬ ‫الس ــيفرة عل ــى يي ــع الغ ــا الفبيع ــي مر مس ـ ـرا ي ‪ .‬ولك ــن هـ ـ ه الص ــفقة ابءت ابلفاـ ـ ا‬
‫__________‬
‫(‪ )67‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪Antreasyan, 2013; L Baron, 2007, Yaalon: Cancel British Gas deal, it might finance terrorism, )68‬‬
‫‪.Globes, 21 September‬‬
‫(‪Antreasyan, 2013; M Houk, 2007, Six months of negotiations may open way to long-term Israeli )69‬‬
‫‪.deal to buy Gaza gas, Al-Mubadara, 26 May‬‬
‫(‪.Chossudovsky, 2018 )70‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫املفاوئات عليها؛ مل قال ر ي و الة امل ايرات اإلسـرا يلية منـه ايعـارا الصـفقة ألسـبا أمنيـة‬
‫تتمث يف أن اإلرها سوف َّول من عا دا اا(‪.)71‬‬
‫ـال مــا قامــت يــه مس ـرا ي يف الواقــع دون ممكانيــة دفــع عوا ــد الــنفط والغــا مر‬ ‫وقــد حـ َ‬
‫الفلسفينيني‪ .‬ففي انون األول‪/‬ديسمرب ‪ ،2007‬انسحبت جمموعة يريتي غا مـن املفاوئـات‬
‫م ـ ــع مس ـ ـ ـرا ي ‪ُ ،‬ث أغلق ـ ــت مكتبه ـ ــا يف مس ـ ـ ـرا ي يف ـ ــانون الثاين‪/‬ين ـ ــاير ‪ .2008‬ويف ح ي ـ ـ ـران‪/‬‬
‫يونيـه ‪ ،2008‬اتصـلت الســلفات اإلسـرا يلية جموعــة يـريتي غـا يقصــد اسـتئناف مفاوئــات‬
‫حا ة على شراء غا غ ة الفبيعي؛ ولكن املـدير العـام يف و ارة املاليـة واملـدير العـام يف و ارة البـ‬
‫التحتية الوطنيـة والفاقـة وامليـاه يف مسـرا ي ااتفقـا علـى ميـالم جمموعـة يـريتي غـا يرغبـة مسـرا ي‬
‫يف اســتئناف احملــادًت‪ .‬وأئــافت املصــادر أن جمموعــة ي ـريتي غــا مل تــرد ر ي ـاع ح ـ ا ن علــى‬
‫طلين مسرا ي ولكن املسؤولني التنفي يني يف الار ة سـي تون علـى األرجـ مر مسـرا ي يف خـالل‬
‫يضعة أساييع لعقد مباحثات مع املسؤولني يف احلكومةا(‪.)72‬‬
‫ومثلما جاء يف محدم الدراسات‪ ،‬تصادف قرار تسريع املفاوئـات مـع جمموعـة يـريتي‬
‫غا ‪ ،‬منياع‪ ،‬مع الت فيط لتنفي عملية عسكرية مسرا يلية يف غ ة‪ ،‬ايث ظهرت حكومة مسرا ي‬
‫و هنا ترغين يف التوو مر اتفاق مع جمموعة يريتي غا قب شن العملية العسكرية‪ ،‬الـيت ـان‬
‫الت ف ــيط ال ــا ق ــد يلـ ـ مرحل ــة متقدم ــة(‪ .)73‬ف ف ــة تنفيـ ـ العمـ ـ العس ــكرم يف غـ ـ ة ان ــت ق ــد‬
‫اوئ ــعت‪ ،‬حس ــين يعـ ــض املص ــادر‪ ،‬قب ـ ـ سـ ــتة ش ــهور أو أ ث ــر مـ ــن تنفي ـ ـ ها يف ـ ــانون األول‪/‬‬
‫ديســمرب ‪ .)74(2008‬وعــالوة علــى للــك‪ ،‬وعلم ـاع أبن الت فــيط للعمليــة العســكرية قــد انتهــى‪،‬‬
‫انـت حكومــة مسـرا ي تعتـ م ـ لك وئــع ترتيــين سياســي مقليمــي جديــد نيـ قفــاع غـ ة يعــد‬
‫انتهــاء احلــر ‪ .‬و انــت املفاوئــات يــني جمموعــة يـريتي غــا واملســؤولني اإلسـرا يليني متواوــلة يف‬
‫تاـرين األول‪/‬أ تـوير ‪ ،2008‬أم شــهرين مر ثالثـة أشــهر قبـ يـدء العمليــة العسـكرية يف ــانون‬
‫األول‪/‬ديسمرب ‪.2008‬‬
‫ويف تاـرين الثــاين‪/‬نوفمرب ‪ ،2008‬أعفــى و يــر املاليــة وو يــر البـ التحتيــة والفاقــة وامليــاه‬
‫يف مسرا ي تعليمات مر شر ة هرابء مسرا ي ي تدخ يف مفاوئات مع جمموعـة يـريتي غـا‬
‫على شراء الغا الفبيعي يف مطار امتيا است راج الغا ال م متلكـه تلـك ا موعـة يف عـرا اـر‬
‫غ ة(‪ .)75‬وأخرب املديران العامان يف الو ارتني الر ي التنفي م موعة يريتي غا ايقرار احلكومة‬
‫السـماد ابلتقـدم يف املفاوئـات‪ ،‬ـا يتســق مـع املقـرتد اإلطـارم الـ م انـت قـد وافقـت عليــه يف‬
‫وقــت ســايق مــن تلــك الســنةا وأبن جملـ الاــر ة اوافــق علــى مبــادئ املقــرتد اإلطــارم قبـ عــدة‬
‫أساييع‪ .‬وأن احملادًت مع جمموعة يريتي غا ستبدأ فور موافقة ا ل على اإلعفـاء مـن طلـين‬
‫العرواا(‪.)76‬‬

‫__________‬
‫‪M Yaalon, 2007, Does the prospective purchase of British Gas from Gaza threaten Israel’s‬‬ ‫(‪)71‬‬
‫‪.national security? Jerusalem Centre for Public Affairs, 19 October.‬‬
‫(‪.Chossudovsky, 2018 )72‬‬
‫(‪ )73‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪B Ravid, 2008, Operation “Cast Lead”: Israeli Air Force strike followed months of planning, )74‬‬
‫‪.Global Research, 28 December‬‬
‫(‪.Chossudovsky, 2018 )75‬‬
‫(‪ )76‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫ويعــد العمليــة العســكرية الــيت ن رفـ ا مس ـرا ي يف غـ ة يف ــانون األول‪/‬ديســمرب ‪،2008‬‬


‫ظهر ترتيين مقليمي جديد اشتم علـى عسـكرة سـاح غـ ة يكاملـه وعلـى مصـادرة حقـول الغـا‬
‫الفبيعـي الفلسـفينية‪ ،‬ووئــعدها حتـت الســيادة اإلسـرا يلية علـى منــاطق غـ ة البحريــة‪ .‬وهبـ ا‪ ،‬تكــون‬
‫حقــول الغــا الفبيعــي يف غ ـ ة قــد أادجمــت اكــم الواقــع يف املناــلت اإلس ـرا يلية يف عــرا البحــر‬
‫ا اورة ملنالت قفاع غ ة‪ ،‬وهو أمر ني ابلقانون الدويل (اخلريفة ‪.)77()2‬‬
‫فهـ ه املناــلت امل تلفــة املوجــودة يف عــرا البحــر مرتبفــة أيضـاع مــر نقـ الفاقــة الـ م‬
‫متلكه مسـرا ي ‪ ،‬واملمتـد مـن ميـالت يف البحـر األمحـر الـيت توجـد هبـا هنايـة خـط أنبـو نقـ الـنفط‬
‫مر هنايــة أنبــو نقـ الــنفط يف مينــاء عســقالن مشــال حيفــا‪ ،‬وهــو املمــر الـ م مــن املمكــن ريفاــه‪،‬‬
‫ـرتد أن يـ ـريط ي ــني مسـ ـرا ي وتر ي ــا‪ ،‬ين ــاء جيه ــان يف تر ي ــا وفيه ــا هناي ــة خ ــط‬ ‫ٍ‬
‫يواس ــفة أنب ــو ياق ـ َ‬
‫األانييــين املمتــد مــن اب ــو ‪ -‬تبيليســي – جيهــان؛ اومــن امل مــع ريــط خــط اب ــو ‪ -‬تبيليســي ‪-‬‬
‫جيهان خبط األانييـين العـاير إلسـرا ي والـرايط يـني ميـالت وعسـقالن‪ ،‬املعـروف أيضـاع ابسـم خـط‬
‫مسرا ي املباشرا(‪.)78‬‬
‫‪Marine 1‬‬ ‫ويف عـام ‪ ،2018‬انـت ‪ 18‬سـنة قـد مـرت علـى أعمـال احلفـر يف منفقـيت‬
‫و‪ .Marine 2‬ومل مل يكــن ابســتفاعة الســلفة الوطنيــة الفلســفينية اســتغالل هــالين احلقلــني‪ ،‬فقــد‬
‫ترا مت خسا ر ج رـراء للـك تقـدَّر ليـارات الـدوترات‪ .‬وعليـه‪ ،‬فـعن الاـعين الفلسـفيين قـد احـرم‬
‫مــن املنـافع املت تيــة مــن اســتغالل هـ ا املــورد الفبيعــي ألجـ متويـ تنميتــه اتجتماعيــة واتقتصــادية‬
‫وتلبية احتياجاته من الفاقة على مدم تلك الفرتة يكاملها وما تالها‪.‬‬

‫__________‬
‫;‪M Chossudovsky, 2006, The war on Lebanon and the battle for oil, Global Research, 23 July‬‬ ‫(‪)77‬‬
‫‪.Chossudovsky, 2018, maps 1 and 2.‬‬
‫(‪ )78‬يعرب أنبو النفط اب و‪-‬تبيليسي‪-‬جيهان أقاليم ألرييجان وجيورجيا وتر يا وجرم تدشينه يف ح يران‪/‬‬
‫يونيه ‪2005‬؛ و انت يريتي يرتوليوم يف مقدمة أعضاء احتاد شر ات اب ‪-‬تبيليسي‪-‬جيهان (انظر‬
‫;‪ ،Chossudovsky, 2006; Chossudovsky, 2018‬وه ا الرايط‪:‬‬
‫‪.)https://en.wikipedia.org/wiki/Baku%E2%80%93Tbilisi%E2%80%93Ceyhan_pipeline‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫اخلريطة ‪2‬‬
‫إسرائيل واملناطق التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية‬

‫املصدر‪ :‬األونكتاد‪ ،‬ابتستناد مر شوسودوفسكي‪.2018 ،‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫حقل جمد للنفط والغاز الطبيعي‬ ‫‪-1‬‬


‫ت تقتص ـ ـ ــر اخلس ـ ـ ــا ر ال ـ ـ ــيت يتكب ـ ـ ــدها الا ـ ـ ــعين الفلس ـ ـ ــفيين حت ـ ـ ــت اتح ـ ـ ــتالل عل ـ ـ ــى‬
‫منفقيت ‪ Marine 1‬و‪ .Marine 2‬فهنا أيضـاع خسـا ر أخـرم مرتبفـة ابسـتيالء مسـرا ي علـى حقـ‬
‫جمــد مــن الــنفط والغــا الفبيعــي‪ ،‬املوجــود داخ ـ الضــفة الغرييــة احملتلــة يف املنفقــة اجــيما‪ .‬وتقــول‬
‫مسرا ي من احلق يقع مر الغر من خط االدنـة لعـام ‪ ،1948‬ولكـن معظـم امل ـ ون يقـع حتـت‬
‫األرا الفلسفينية احملتلـة منـ عـام ‪ .1967‬والكيـاانن املتنا عـان اللـ ان اعهـد مليهمـا همـة مدارة‬
‫م ـوارد الــنفط والغــا مهــا ســلفة الفاقــة وامل ـوارد الفبيعيــة الفلســفينية وو ارة الب ـ التحتيــة والفاقــة‬
‫وامليــاه يف مس ـرا ي ‪ .‬وقــد ا تااــف حق ـ جمــد يف الثمانينــات مــن القــرن املائــي ويــدأ اإلنتــاج يف‬
‫عــام ‪ .2010‬ويقــدَّر احتياطياــه ينحــو ‪1.525‬مليــار يرميـ مــن الــنفط مر جانــين ميــة مــن الغــا‬
‫الفبيعي‪ .‬وترتاود مية امل ون املمكن يف حق جمد املتنا ع عليه ما يني ‪ 375‬و‪ 534‬يرمي يف‬
‫الي ــوم الواح ــد(‪ .)79‬ويب ـ رـني اجل ــدول ‪ 1‬أدانه تو ي ــع حق ــوق استكا ــاف ال ــنفط والغ ــا الفبيع ــي يف‬
‫األرا الفلسفينية احملتلة (غ ة والضفة الغريية)‪.‬‬
‫اجلدول ‪1‬‬
‫حقوق االستكشاف يف األرض الفلسطينية احملتلة‬
‫حقوق االستكشاف يف غزة مارين‬ ‫حقوق االستكشاف يف حقل النفط الواقع يف الضفة الغربية‬
‫جمموع ــة يـ ـريتي غ ــا وش ــر ة احت ــاد‬ ‫احتاد وطين يقيادة وندوق اتستثمار الفلسفيين‬ ‫الار ات والارا ات‬
‫املقاولني‬
‫‪ 90-10‬يف املا ة‬ ‫شر ة من الار ات ‪..‬‬ ‫حص‬
‫‪ 800‬مليون دوتر‬ ‫‪..‬‬ ‫ممجايل اتستثمار‬
‫املنا عة على دخول املنفقة اجا وهو ئرورم ألغراا اتستكااف رفض مسرا ي شراء الغا من احلق‬ ‫املسا أو املنا عات القانونية‬
‫املصادر‪ Offshore Technology, 2019, Gaza Marine gas field, :‬متاد علـى هـ ا الـرايط‪www.offshore- :‬‬
‫‪technology.com/projects/gaza-marine-gas-field/ ; Palestine Investment Fund, 2019,‬‬
‫‪Palestine’s‬ا متـاد علـى هـ ا الـرايط‪:‬‬ ‫‪oil and gas resources: Prospects and challenges,‬‬
‫‪http://www.pif.ps/en/article/36/Palestine%E2%80%99s-Oil-and-Gas-Resources-‬‬
‫‪.Prospects-and-Challenges‬‬

‫تقدير قيمة النفط والغاز يف األرض الفلسطينية احملتلة وتكاليف االحتالل‬ ‫‪-2‬‬
‫يبل ـ الــرقم املقبــول عموم ـاع لتحديــد ميــة احتياطيــات الغــا الفبيعــي احملققــة يف منفقــيت‬
‫‪ Marine 1‬و‪ ،Marine 2‬ال ـواقعتني قبالــة ســاح غ ـ ة وحتــت ســيفرة مس ـرا ي ‪ 1.4 ،‬تريليــون قــدم‬
‫مكعبــة (اجلــدول ‪ .)2‬وابتس ـتناد مر معــدل الســعر يف الفــرتة مــا يــني ‪ 2012‬و‪ ،2017‬تتجــاو‬
‫القيمــة اإلمجاليــة ال ـ ه اتحتياطيــات ‪ 5,392‬مليــار دوتر‪ ،‬يســعر ‪ 3,852‬دوترات لك ـ ‪ 1 000‬قــدم‬
‫مكعبــة مــن الغــا الفبيعــي(‪ .)80‬وتبل ـ قيمــة اتســتثمار الــال م لتف ـوير احلق ـ ( عــدل ‪ 0.148368‬مــن‬

‫__________‬
‫‪ www.givot.co.il/Upload/Documents/‬רזרבות‪.pdf.2013‬‬ ‫(‪ )79‬انظر ه ا الرايط‪:‬‬
‫(‪ .www.eia.gov/dnav/ng/ng_pri_sum_a_EPG0_PEU_DMcf_a.htm )80‬ياس ـ ــتند يف حس ـ ــا متوس ـ ــط الس ـ ــعر‬
‫البــال ‪ 3.852‬دوتر مر أســعار الغــا الفبيعــي احلائــرة واملســتقبلية يف يوروــة نيويــور التجاريــة ابلنســبة للعقــود‬
‫األريعة‪.‬‬

‫‪31‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫لفة اتستثمار مقاي قيمة امل رجـات) أم ‪ 800‬مليـون دوتر(‪ ،)81‬وينبغـي خصـمها مـن املبلـ‬
‫املـ ـ ور فتبق ــى قيم ــة و ــافية تق ــدَّر ي ـ ـ ‪ 4.592‬ملي ــار دوتر‪ .‬وع ــالوة عل ــى لل ــك‪ ،‬تق ـ َّـدر مي ــة‬
‫احتياطيات النفط احملققة يف األرا الفلسفينية احملتلة يـ ‪ 1.525‬مليار يرمي ‪ .‬ويسعر ‪ 65‬دوتر‬
‫للربمي الواحد (وهو السعر احملـدد وقـت معـداد هـ ه الدراسـة‪ ،‬ولكنـه لـي سـعراع ًيتـاع‪ ،‬حيـث من‬
‫س ــعر الربمي ـ ـ ج ــاو ‪ 120‬دوتراع للربمي ـ ـ يف ع ــام ‪ ،)82()2017‬تق ــدَّر القيم ــة اإلمجالي ــة لتل ــك‬
‫اتحتياطيات يـ ‪ 99.1‬مليار دوتر‪ .‬وينبغي اإلقرار أبن األسعار املستنَد مليها متث السعر الاام‬
‫(أم وقــت معــداد هـ ه الدراســة) تاســت دم يــدتع مــن األداة‬ ‫لكلفــة اإلنتــاج ولكــن األســعار احلاليــة ْ‬
‫املعيارية لصايف القيمة احلالية يغرا وئع تقيي ٍم تقـري الـ ه اتحتياطيـات ‪ ،‬وللـك ابلنظـر مر‬
‫(‪)83‬‬

‫التقلبــات الكبــرية الــيت شــهدها ســعر الفاقــة علــى مــدم العقــد املائــي‪ .‬واســتناداع مر أن متوســط‬
‫لف ـ ــة اإلنت ـ ــاج يبلـ ـ ـ ‪ 23.50‬دوتر لكـ ـ ـ يرميـ ـ ـ يف املنفق ـ ــة(‪ ،)84‬ف ـ ــعن الس ـ ــعر الص ـ ــايف يه ـ ــبط‬
‫مر ‪ 41.50‬دوتر ويه ــبط مبلـ ـ التقي ــيم الص ــايف ليص ــب ‪ 63.288‬ملي ــار دوتر‪ .‬وهـ ـ ا التقي ــيم‬
‫احملققــة يرتفــع عنــدما تاضــاف مليــه اخلســارة مــن عوا ــد الفا ــدة (أو معــدل‬ ‫التقــديرم لالحتياطيــات َّ‬
‫العا دات على اتستثمار السايق)‪.‬‬
‫وا تااــف احتياطيــا حقلـ ْـي ‪ Marine 1‬و‪ Marine 2‬يف عــام ‪ُ ،1999‬ث ن رقبــت جمموعــة‬
‫يـريتي غــا عــن الغــا يف عــام ‪ .2000‬ولــو أمكــن للفلســفينيني حتويـ قيمــة هـ ين احلقلــني مر‬
‫نقد لكـانوا ا ن قـد اسـتثمروا مبلغـاع لم قيمـة وـافية قـدرها ‪ 4.592‬مليـار دوتر ملـدة ‪ 18‬سـنة‪.‬‬
‫ولو افرتئنا أن معدل العا دات احلقيقية السنوية ـان من فضـاع ومل يتجـاو ‪ 2.5‬يف املا ـة‪ ،‬يكـون‬
‫الفلســفينيون قــد خســروا ابلفعـ حنــو ‪ 2.570‬مليــار دوتر يســبين مــنعهم مــن ارســة حقهــم يف‬
‫اتستفادة مـن اسـتغالل مـواردهم الفبيعيـة‪ ،‬وهـو حـق مكفـول الـم وجـين القـانون الـدويل‪ .‬و لمـا‬
‫طـال أمـد حرمـان مسـرا ي الفلسـفينيني مـن اسـتغالل احتياطيـا م مـن الـنفط والغـا الفبيعـي‪ ،‬لمـا ادت‬
‫تكاليف الفروة البديلة املرتبفة هب ه اتحتياطيات وتكاليف اتحتالل اليت يتكبدها الفلسفينيون‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )81‬وندوق اتستثمار الفلسفيين‪.2019 ،‬‬
‫(‪ )82‬وــحيفة وول ســرتيت جــورانل‪ ،2016 ،‬تفاوــي أســعار الربمي ـ ‪ 15 ،‬نيســان‪/‬أيري ‪ ،‬متــاد علــى ه ـ ا ال ـرايط‪:‬‬
‫‪.http://graphics.wsj.com/oil-barrel-breakdown/‬‬
‫(‪ )83‬تستل م طريقة أفض لتقدير قيمة اتحتياطيـات حتديـد القيمـة احلاليـة لصـايف اإليـرادات علـى مـدم عمـر احلقـول‪.‬‬
‫ويساوم ه ا األخري نسبة اتحتياطيات مر معدتت اإلنتاج السنوية‪.‬‬
‫(‪ )84‬وحيفة وول سرتيت جورانل‪.2016 ،‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫جدول ‪2‬‬
‫احتياطيات النفط والغاز الطبيعي والنفط الصخري يف األرض الفلسطينية احملتلة‬
‫(معدتت)‬
‫‪ 1.5‬مليار يرمي‬ ‫احتياطيات النفط املرجحة‬
‫‪ 1.4‬ترليون قدم مكعبة معيارية‬ ‫احتياطيات الغا الفبيعي املرجحة‬

‫‪..‬‬ ‫احتياطيات النفط الص رم احملقَّقة‬

‫‪Al-Monitor, 2017, Amid reconciliation efforts, Palestine sets its eyes on Gaza gas field, 15‬‬ ‫املصدر‪:‬‬
‫‪www.al-monitor.com/pulse/originals/2017/10/palestine-‬‬ ‫‪ October,‬متاد على ه ا الرايط‪:‬‬
‫; ‪gaza-marine-field-excavation-works-natural-gas.html‬‬
‫‪.https://en.wikipedia.org/wiki/Meged_oil_field‬‬

‫ابء‪ -‬النفط والغاز يف إسرائيل‪ :‬اكتشافات جديدة‬


‫ـناع السياس ــات س ــعي مس ـ ـرا ي مر حتقي ــق األم ــن الف ــاقي م ــن ئ ــمن‬ ‫لفاملـ ـا اعت ــرب و ـ ا‬
‫األولوايت‪ .‬فما فتئت مسرا ي تعتمد على استرياد الفاقة حيث مهنا مل تكن تنـتج حمليـاع مت القليـ‬
‫منها‪ .‬ويف عام ‪ ،2012‬مل يكن منتاج الفاقة حمليـاع يتعـدم ‪ 13.4‬يف املا ـة (مـا يعـادل ‪24 277‬‬
‫طناع من النفط) مـن اتحتياجـات اإلسـرا يلية مـن الفاقـة‪ .‬و ـان ياعتمـد أساسـاع علـى الـواردات مـن‬
‫ال ــنفط اخل ــام (‪ 49.3‬يف املا ــة م ــن رو ــيد الفاق ــة اإلمج ــايل) والفح ــم (‪ 35.4‬يف املا ــة) يف تلبي ــة‬
‫الفلين الداخلي(‪ .)85‬ا و ان يتعني أن يت (ه ه الواردات) من أما ن يعيدة خارج البلد‪ ،‬ا يف‬
‫للــك الــنفط مــن مي ـران – قب ـ الثــورة اإليرانيــة يف عــام ‪ – 1979‬والفحــما مــن أس ـرتاليا ويولنــدا‬
‫وجنــو أفريقيــا والــوتايت املتحــدة‪ ،‬علــى حنــو يتــي اتلتفــاف علــى احلظــر الاــام ال ـ م انــت‬
‫تفرئــه جامعــة الــدول العرييــة رداع علــى مناــاء دولــة مس ـرا ي (‪ .)86‬ويبـ رـني اجلــدول ‪ 3‬منتــاج الــنفط‬
‫ومنتاج الغا الفبيعي واستهال ه يف مسرا ي ‪.‬‬
‫ويف عــام ‪ ،1999‬ا تَاــفت شـرا ة مؤلفــة مــن شــر ات خاوــة‪ ،‬وت ســيما شــر ة انويـ‬
‫مينرجــيا الــيت يوجــد مقرهــا يف الــوتايت املتحــدة وأعضــاء جمموعــة اديليــكا الــيت يوجــد مقرهــا يف‬
‫مسـرا ي ‪ ،‬خمـ وانت هامــة مـن الغـا الفبيعــي يف امليـاه اإلسـرا يلية‪ ،‬حيــث اسـج ات تاــاف األول‬
‫يف حقل ــي ن ــود وم ــارم يف ع ــامي ‪ 1999‬و‪ ،2000‬عل ــى الت ـ ـوايل‪ .‬ويض ــم حق ـ ـ الغ ــا م ــارم‬
‫حنو ‪ 1 100‬مليار قدم مكعبة من الغا الفبيعي‪ .‬ويف عام ‪ ،2009‬اعثر علـى احتياطيـات بـرية‬
‫حمققــة تبلـ ميتهــا ‪ 11‬ترليــون قــدم مكعبــة‬ ‫مــن الغــا يف حقـ مــار‪ ،‬حيــث توجــد احتياطيــات َّ‬
‫وتكف ــي لتلبي ــة احتياج ــات الس ــوق الداخلي ــة اإلسـ ـرا يلية عل ــى م ــدم عق ــود‪ .‬ويف ع ــام ‪،2010‬‬
‫ا تااف حق ليفيا ن‪ ،‬ال م قد توم على ئعف مية الغا املوجودة يف حقـ مـار والـ م‬

‫__________‬
‫‪N Sachs and T Boersma, 2015, The energy island: Israel deals with its natural gas discoveries,‬‬ ‫(‪)85‬‬
‫‪.Policy paper No. 35, Foreign Policy at Brookings‬‬
‫(‪ )86‬املرجــع نفســه‪ .‬انــت املقاطعــة التجاريــة الاــاملة مباشــرة وغــري مباشــرة‪ ،‬مــن خــالل التهديــد قاطعــة أم شــر ة يف‬
‫أم وــناعة تعقــد وــفقات مــع مسـرا ي ‪ .‬وتبــددت املقاطعــة غــري املباشــرة مر حــد بــري يف التســعينيات مــن القــرن‬
‫املائي‪ ،‬يعد ميرام اتفاقات أوسلو‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫ا تافته نف الاـرا ة يف مكـان أيعـد يف عـرا البحـر(‪ .)87‬ويب رـني اجلـدول ‪ 4‬احتياطيـات الـنفط‬
‫والغا الفبيعي والنفط الص رم يف مسرا ي ‪.‬‬
‫ييــد أن ا تاــافات الغــا الفبيعــي يف مس ـرا ي ت تاـ َعــد ئــماانع لووــول ه ـ ه امل ـوارد مر‬
‫ـوفري االيا ـ األساســية‬ ‫الســوق‪ .‬فلد َكــي يتحقــق للــك‪ ،‬ــين تـ ُّ ٍ ٍ‬
‫ـوفر طلــين ــاف يــربر اتســتثمار وتـ ا‬
‫لنقـ هـ ه الســلعة‪ .‬وابإلئــافة مر للــك‪ ،‬ينبغــي أن يكــون مثــة مطــار عمـ تنظيمــي مســتقر كــن‬
‫ات لكـي تاـ ْقـدم اجلهـات الفاعلـة مـن القفـاع اخلـاص علـى اتسـتثمار‪.‬‬ ‫التنبؤ يه ومنا استثمار مـو ٍ‬
‫ا‬
‫وهـ ا أمــر وثيــق اترتبــا ابملســا املتعلقــة يفــرا الضـرا ين وامتيــا ات التصــدير وممكانيــة العمـ‬
‫على منع اتحتكار أو التحكم يف األسعار والارو البيئية‪ .‬ويعود ريخ قانون النفط ال م نظم‬
‫اتستكاـاف واإلنتـاج ووئـع شـروطاع مواتيـة لالستكاـاف مر عـام ‪ ،1952‬أم أنـه وـدر ياعيـد‬
‫مناـاء دولــة مسـرا ي ‪ُ ،‬ث اعــدل يف عـام ‪ 1965‬يف حماولــة لـ ايدة تاــجيع اتسـتثمار األجنـ علــى‬
‫القي ــام أبنا ــفة استكا ــاف‪ .‬ويع ــدما ــدت ات تا ــافات يف ش ــرق املتوس ــط‪ ،‬د تن ــاول هـ ـ ه‬
‫الا ــرو يف نق ــاش عل ــين‪ .‬والقض ــااي املفروح ــة معق ــدة ومل ي ــتم حله ــا يع ــد‪ ،‬حي ــث من الره ــاانت‬
‫اتقتصادية واتسرتاتيجية يف ه ا النقاش انت وت ت ال لات قيمة برية(‪.)88‬‬

‫__________‬
‫(‪ )87‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ )88‬املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪34‬‬
UNCTAD/GDS/APP/2019/1

3 ‫اجلدول‬
‫إنتاج النفط وإنتاج الغاز الطبيعي واستهالكه يف إسرائيل‬
)‫استهال الغا الفبيعي (مليون مرت مكعين‬ )‫منتاج الغا الفبيعي (مليون مرت مكعين‬ )‫يوم‬ ‫منتاج النفط (عدد الربامي يف‬ ‫السنة‬
.. 10 80 2001
.. 200 2 740 2003
1 200 .. .. 2004
1 600 792 .. 2005
2 300 2 350 100 2006
2 700 .. 5 966 2007
3 700 1 190 .. 2008
4 200 1 550 3 806 2009
4 200 1 550 4 029 2010
.. .. 100 2011
.. .. 5 839 2012
.. 6 860 .. 2013
7 600 7 900 .. 2014
.. 8 500 390 2015
*9 500 .. 390 2016
*10 100 .. .. 2018
*11 100 .. .. 2020
*11 700 .. .. 2022
*13 000 .. .. 2024
*14 300 .. .. 2026
*15 300 .. .. 2028
*16 800 .. .. 2030
www.indexmundi :‫املصادر‬
www.indexmundi.com/g/g.aspx?c=is&v=88 (oil production); :‫املصدر‬
www.indexmundi.com/g/g.aspx?c=is&v=136 (natural gas production);

.https://en.wikipedia.org/wiki/Natural_gas_in_Israel (consumption).
.‫املقدرة‬ *

35 GE.19-08621
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫اجلدول ‪4‬‬
‫احتياطيات النفط والغاز الطبيعي والنفط الصخري يف إسرائيل (معدالت)‬
‫‪ 11.5‬مليون يرمي‬ ‫احتياطيات النفط احملققة‬
‫‪ 11.85‬تريليون قدم مكعبة معيارية‬ ‫احتياطيات الغا الفبيعي احملققة‬
‫‪ 38‬تريليون قدم مكعبة معيارية‬ ‫احتياطيات الغا الفبيعي املقدرة‬
‫‪ 300‬مليار طن‪.‬‬ ‫احتياطيات النفط الص رم املقدرة‬
‫املصادر‪https://en.wikipedia.org/wiki/Natural_gas_in_Israel; :‬‬
‫‪https://en.wikipedia.org/wiki/Oil_shale_in_Israel; www.zionoil.com/updates/oil-in-‬‬
‫‪.israel-top-10-pivotal-facts/./‬‬
‫وحسين محدم الدراسات‪ ،‬أحا وانعو السياسات امل تصون ابت تاافات اجلديـدة‬
‫ـجلت موجــة مــن‬ ‫د‬
‫يف ميــدان الفاقــة علم ـاع يعــدم رئــا اجلمهــور يف مس ـرا ي ‪ .‬ففــي عــام ‪ ،2011‬اسـ ر‬
‫اتحتجاجــات العامــة للمفالبــة ابإلوــالد اتجتمــاعي ويتو يــع أ ثــر عــدتع للــدخ والثــروة‪ ،‬ومــن‬
‫شعار االاعين يفالين ابلعدالة اتجتماعية!ا و ان من نتا ج هـ ا االتغيـري‬ ‫الاعارات اليت ارفعت ا‬
‫يف السياسات اإلسرا يلية خضوع القرارات اليت تبدو فنية ويريوقراطية خبصوص الضـرا ين واللـوا‬
‫ـبوقنيا(‪ .)89‬ورداع علــى الاـرا ة وعلــى‬
‫والصــادرات لتمحــي عامــة النــا ولضــغط شــع غــري مسـ ْ‬
‫ا تاافات حقول الغا ‪ ،‬أوبحت القرارات املتعلقة يارو مقامة األعمـال التجاريـة مـن املوائـيع‬
‫اليت ختضع للنقاش العلين ال م تنـاول اتسـت دام اخلـاص للمـوارد الفبيعيـة اململو ـة للعمـوم وترُّ ـ‬
‫ملكية الصناعة واملوارد‪ .‬ييد أن مس لةَ ما ملا انت ه ه املـوارد ماـرت ة مـع اجلـريان مل تاـثَـر يف أم‬
‫من تلك النقاشات‪.‬‬
‫املفولـة واملع رقـدة الـيت حت اكـم علـى سـوق الغــا‬
‫العمليـة ر‬ ‫وقـد راود املسـتثمرين قلـق بـري مـن‬
‫(‪)90‬‬
‫ـدين اإلنتــاج ‪ .‬وعــالوعة علــى للــك‪ ،‬أعــر العديــد مــن اجلهــات‬
‫ـدين اتســتثمار وتـ ر‬
‫اإلسـرا يلية يتـ ر‬
‫يرحــين‬
‫وــاحبة املصــلحة علــى الصــعيد الــدويل عــن قلقــه مــن أن وقــف اإلنتــاج وخل ـق منــا ت ر‬
‫د‬
‫املعتمـد علـى ات تاـافات‬ ‫ابألعمال التجارية سوف يعرق التعاون اإلقليمي يف جمال منتـاج الغـا‬
‫اإلسرا يلية الكبرية‪.‬‬
‫ـاش ممكاني ــة ح ــدوث تب ــاطؤ يف منت ــاج الفاق ــة عل ــى حن ــو يض ــر ابتقتص ــاد‬
‫وق ــد أًر النق ـ ا‬
‫د‬
‫احتمال اتستفادة ا ا تااف مـن حقـول الغـا لتاـجيع التعـاون اإلقليمـي‪ ،‬فمصـر‬ ‫اإلسرا يلي‪ ،‬و َ‬
‫واألردن واألرا الفلسفينية احملتلة يلدان ت متلك ما يكفي من الفاقة‪ .‬ويعك ما نيدم مصاحل‬
‫األعمال التجارية اخلاوة‪ ،‬تعرتا مسرا ي َ حتدايت مقليمية يف جمـال الفاقـة‪ ،‬مر جانـين التحـدم‬
‫املتمث يف وهنا سوقاع وغرية يف منا يتسم ابتحتكار‪ ،‬مئافةع مر اشـتداد القلـق ياـ ن اتحـرتار‬
‫وتغري املنا ومها مس لتان مل يتفرق مليهما ونراع السياسات‪.‬‬ ‫العاملي ُّ‬
‫حقول الغاز الواقعة حتت سيطرة إسرائيل‬
‫ا تا داــفت يف ا ونــة األخــرية عــدة حقــول غــا مسـرا يلية جديــدة‪ .‬وت تـ ال اتحتياطيــات‬
‫احملققــة‪ ،‬ختضــع ُّ‬
‫للتحقــق‪ ،‬ولكنهــا تنضــاف مر ميــات بــرية‬ ‫املوجــودة يف تلــك احلقــول‪ ،‬املق ـدَّرة و َّ‬
‫__________‬
‫(‪ )89‬املرجع نفسه‪.‬‬
‫(‪ ،A Barkat, 2015, No foreign investor will put a cent into Israeli gas, Globes, 5 January )90‬متـاد علـى‬
‫ه ا الرايط‪.www.globes.co.il/en/article.aspx?did=1000998545&from=iglobes :‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫ـاف للفاقــة مر مص ـ رددر وـ ٍ‬


‫ـاف الــا‪ .‬وقا مــة ات تاــافات طويلــة‬ ‫حولــت مس ـرا ي مــن مســتورد وـ ٍ‬
‫ر‬
‫وتاتم على احلقول التالية‪:‬‬
‫حق نود‪ :‬يقع قبالة ساح غ ة على عمق ‪ 779‬مرتاع حتت سف البحر؛ ويدأ اإلنتاج‬ ‫‪‬‬
‫يف ح يران‪/‬يونيه ‪.2012‬‬
‫حق مارم‪ :‬يقع قبالة ساح غ ة‪ ،‬مر اجلنو الارقي من حق نود؛ ويدأ اإلنتـاج يف‬ ‫‪‬‬
‫آلار‪/‬مار ‪ ،2004‬وتبل منتاجيته اإلمجالية حنو ‪ 1.1‬تريليون قدم مكعبة‪.‬‬
‫حقـ مــار‪ :‬يقــع علــى مســافة ‪ 90‬ــم تقريبـاع غــر حيفــا‪ ،‬علــى عمــق ممجــايل ينــاه ‪1 700‬‬ ‫‪‬‬
‫مــرت حتــت ســف البحــر؛ ويــدأ اإلنتــاج يف آلار‪/‬مــار ‪ ،2013‬وياقــدر ممجــايل اإلنتــاج ي ‪8.4‬‬
‫تريليون قدم مكعبة (هنـا حمـادًت يـني مسـرا ي وقـربص ومجهوريـة ـوراي حـول تصـدير‬
‫الغا الفبيعي من ه ا احلق )‪.‬‬
‫حق ـ ليفيــا ن‪ :‬يقــع علــى ياعــد ‪ 130‬ــم مر الغــر قبالــة ســاح حيفــا؛ ا تا داــف يف‬ ‫‪‬‬
‫انون األول‪/‬ديسمرب ‪2010‬؛ يـا َعد أ ـرب ا تاـاف للغـا الفبيعـي يف امليـاه العميقـة يف‬
‫حــوا الاــام؛ وت ـ هين التقــديرات مر أنــه تــوم علــى ‪ 18‬تريليــون قــدم مكعبــة مــن‬
‫احتياطي الغا الفبيعي؛ وقد يبدأ اإلنتاج يف عام ‪.2019‬‬
‫حق ـ داليــت‪ :‬يقــع علــى مســافة ‪ 40‬ــم مر اجلنــو مــن حق ـ مــار و‪ 60‬ــم قبالــة‬ ‫‪‬‬
‫ساح اخلضرية؛ ا تااف يف عام ‪2009‬؛ وياق ردر ممجايل احتياطيات الغا الفبيعي فيه‬
‫ينحو ‪ 0.53‬تريليون قدم مكعبة‪.‬‬
‫حق سارة ومريا‪ :‬يقع على يعـد ‪ 40‬يلـومرتاع قبالـة سـاح نتانيـا ومر اجلنـو واجلنـو‬ ‫‪‬‬
‫الغــرا مــن حق ـ داليــت ومر اجلنــو الاــرقي مــن حق ـ ليفيــا ن؛ وــدرت امتيــا ات‬
‫التنقيـين يف عــرا البحـر؛ وقــدَّرت عمليـة املسـ اجليولـوجي التمهيــدم يف عــام ‪2010‬‬
‫مــا تويــه ي ‪ 6‬مر ‪ 7‬تريليــون قــدم مكعبــة مــن الغــا الفبيعــي؛ ولكــن عمليــة التنقيــين‬
‫اتستكاايف يف عام ‪ 2012‬ابءت ابلفا يينما أشارت الدراسات اتهت ا يـة األرئـية‬
‫مر ممكانية وجود النفط والغا يف طبقات أعمق مل ختضع لالستكااف‪.‬‬
‫حق نني‪ :‬يقـع علـى يعـد ‪ 120‬ـم قبالـة سـاح مسـرا ي ؛ ا تااـف يف عـام ‪2012‬؛‬ ‫‪‬‬
‫وت هين التقديرات األولية مر أن اتحتيـاطي املمكـن مـن الغـا الفبيعـي يبلـ حنـو ‪1.1‬‬
‫تريليون قدم مكعبة‪.‬‬
‫حق ـ ـ ال ــدلفني‪ :‬يق ــع عل ــى يع ــد ‪ 110‬ــم قبال ــة س ــاح حيف ــا؛ ا تاا ــف يف تا ـ ـرين‬ ‫‪‬‬
‫الثاين‪/‬نوفمرب ‪2011‬؛ وتاقدر احتياطيات الغـا اإلمجاليـة هنـا ينحـو ‪ 550‬مليـار قـدم‬
‫مكعبة‪.‬‬
‫وت ـرتا م ه ـ ه اتحتياطيــات َّ‬
‫احملققــة أو املقــدَّرة لتا ـ رك حجم ـاع وقيمــة ت ياســتهان هبمــا‪.‬‬
‫واملسـ ـ لة احلقيقي ــة ال ــيت ت تـ ـ ال مفروح ــة ه ــي‪ :‬مر أم م ــدم تاـ ـ رك هـ ـ ه اتحتياطي ــات مـ ـوارد‬
‫مارت ة مع األطراف يف حوا الاام وما هي حص الفلسفينيني العادلة من منها؟‬

‫‪37‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫سادس ا‪ -‬تقدير قيمة احتياطيات النفط والغاز الطبيعي يف إسرائيل‪:‬‬


‫ما حصة الفلسطينيني من هذه املوارد؟‬
‫ي يـ ــد احلجـ ــم اإلمجـ ــايل جلميـ ــع اتحتياطيـ ــات املقـ ــدرة مـ ــن الغـ ــا الفبيعـ ــي يف مس ـ ـرا ي‬
‫على ‪ 38‬تريليون قـدم مكعبـة‪ ،‬وتفـوق قيمتهـا ‪ 146.3‬مليـار دوتر‪ ،‬ابتسـتناد مر متوسـط سـعر‬
‫يبلـ ‪ 3.852‬دوتر لكـ ‪ 1000‬قــدم مكعبــة(‪ .)91‬ومل تافـ َـرد مــن للــك لفــة اتســتثمار الــال م‬
‫لتف ــوير احتياطي ــات الغ ــا ‪ ،‬أم ‪ 14.84‬س ــنتاع م ــن ـ ـ دوتر ياس ــتثمر‪ ،‬تبق ــى قيم ــة و ــافية م ــن‬
‫احتياطيــات الغــا قــدرها ‪ 124.6‬مليــار دوتر‪ .‬وتضــاف مر هـ ا قيمــة اتحتياطيــات َّ‬
‫احملققــة مــن‬
‫الــنفط الــيت يبل ـ حجمهــا ‪ 11.5‬مليــون يرمي ـ ‪ ،‬يســعر ‪ 65‬دوتر للربمي ـ الواحــد‪ ،‬أم ‪747.5‬‬
‫ط لفـة منتــاج يرميـ الــنفط الواحــد البــال ‪23،50‬‬ ‫مليـون دوتر‪ .‬ومل يافـَـرد مــن هـ ا املبلـ متوسـ ا‬
‫دوتراع‪ ،‬ين فض مبل التقييم الصايف تحتياطيات النفط اإلسرا يلي مر ‪ 477.25‬مليون دوتر‪.‬‬
‫وتسنَد قيمة أ ـرب يكثـري مر احتياطيـات الـنفط الصـ رم املقـدرة ميتهـا ي ـ ‪ 300‬مليـار‬
‫ط ــن‪ ،‬رغ ــم أن منت ــاج يرميـ ـ ال ــنفط الصـ ـ رم يكل ــف أ ث ــر م ــن منت ــاج يرميـ ـ ال ــنفط التقلي ــدم‪.‬‬
‫وفيم ــا يتعل ــق ابل ــنفط الصـ ـ رم‪ ،‬هن ــا حاج ــة مر حتويل ــه م ــن الف ــن مر الغ ــالون‪ ،‬عامـ ـ س ــتة‬
‫غالوانت للفن الواحد‪ ،‬وتكون النتيجة ‪ 1.8‬تريليون غـالون مـن الـنفط الصـ رم أو ‪ 42.9‬مليـار‬
‫(‪)92‬‬
‫ـرج لكلفــة منتــاج يرميـ الــنفط‬ ‫يرميـ قــدار ‪ 42‬غــالوانع لكـ يرميـ ‪ .‬وقــد تـراود املتوســط املـ ر‬
‫الص ـ رم الواح ــد مــا ي ــني ‪ 25‬و‪ 95‬دوتراع للربمي ـ الواح ــد(‪ .)93‬وابتســتناد مر متوس ـ ٍـط م ـ َّ‬
‫ـرج‬
‫لكلف ــة منتـ ــاج يبل ـ ـ ‪ 50‬دوتراع للربمي ـ ـ ‪ ،‬فـ ــعن السـ ــعر الصـ ــايف احلـ ــايل سـ ــين فض مر ‪ 15‬دوتراع‬
‫للربمي ـ ـ ‪ .‬وعليـ ــه‪ ،‬يبل ـ ـ ممج ـ ــايل القيمـ ــة الصـ ــافية لالحتياطيـ ــات اإلس ـ ـرا يلية املقـ ــدَّرة مـ ــن ال ـ ــنفط‬
‫الص رم ‪ 653.5‬مليار دوتر‪.‬‬
‫وقــد ا تااــفت هـ ه املـوارد مــن الــنفط والغــا الفبيعــي مــؤخراع يف منفقـ ٍـة أعلنــت مسـرا ي‬
‫أهنــا منفقــة اقتصــادية خالصــة إلس ـرا ي ‪ ،‬ولكــن ترا ا مهــا حتــت ســف األرا والبحــر يف املنــاطق‬
‫الـيت اوجــدت فيهــا قـد اســتغرق ماليــني السـنني‪ .‬وألن الفلســفينيني ــانوا لكـون اجلـ ء األ ــرب مــن‬
‫تلة أرا فلسفني التارنيية قب عام ‪ ،1948‬فعن السؤال املفـرود هـو مـا ملا ـان الـم احلـق يف‬
‫املفالبــة اصــة مــن تلــك اتحتياطيــات الــيت انــت موجــودة حتــت األرا الــيت ــانوا لكوهنــا قبـ‬
‫عــام ‪ .)94(1948‬ويف ه ـ ا الا ـ ن‪ ،‬اــدر اإلشــارة مر أن قـرار اجلمعيــة العامــة ‪ ،181‬املــؤر ‪29‬‬
‫تارين الثاين‪/‬نوفمرب ‪ ،1947‬قـد خصـ ‪ 42.88‬يف املا ـة مـن فلسـفني التارنييـة للفلسـفينيني‪،‬‬
‫يينما أشارت اتفاقـات أوسـلو ئـمناع مر أنـه سـيكون مـن حـق الفلسـفينيني اسـرتداد ‪ 22‬يف املا ـة‬
‫عل ــى األق ـ م ــن فلس ــفني التارنيي ــة‪ .‬وهن ــا حاج ــة مر مجـ ـراء م ي ــد م ــن الدراس ــات اتقتص ــادية‬
‫والقانونية لتثبيت احلصة الفلسفينية من موارد النفط والغا التارنيية واملارت ة‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )91‬انظر ه ا الرايط‪.www.eia.gov/dnav/ng/ng_pri_sum_a_EPG0_PEU_DMcf_a.htm :‬‬
‫(‪ )92‬انظر ‪E Ekinci, 1995, Economic considerations of the oil shale and related conversion processes, in:‬‬
‫‪CE Snape, ed., Composition, Geochemistry and Conversion of Oil Shales, North Atlantic Treaty‬‬
‫‪.Organization Science Series C No. 455, Springer:159–174‬‬
‫(‪ )93‬انظر ه ا الرايط‪.https://en.wikipedia.org/wiki/Oil_shale_economics :‬‬
‫(‪.Hadawi, 1988, p. 6 )94‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫تقديرات قيمة املوارد املشرتكة يف منطقة حوض الشام‬


‫للمـوارد املاــرت ة قيمــة مرتفعــة‪ .‬فبكميــة مــن الغــا تبلـ ‪ 122‬تريليــون قــدم مكعبــة‪ ،‬تبلـ‬
‫قيمتهــا الصــافية حنــو ‪ 453‬مليــار دوتر و‪ 1.7‬مليــار يرمي ـ مــن الــنفط القاي ـ لالســت راج تبل ـ‬
‫قيمتــه الصــافية حنــو ‪ 71‬مليــار دوتر‪ ،‬هنــا مبل ـ ممجــايل قــدره ‪ 524‬مليــار دوتر يتعـ رـني تو يعــه‬
‫واقتس ــامه ي ــني األطـ ـراف امل تلف ــة يف منفق ــة ح ــوا الا ــام‪ ،‬ابإلئ ــافة مر مـ ـ ااي عدي ــدة‪ ،‬غ ــري‬
‫ملموسة ولكنها حقيقية‪ ،‬تتعلق ابألمن الفاقي والتعاون يف جمال الفاقة يني أطراف لفاملا حار‬
‫يعضها البعض ا خر(‪.)95‬‬

‫__________‬
‫(‪ )95‬انظر القسم خامساع العنـوان ألـف ‪ 2‬لالطـالع علـى املنهجيـة واملراجـع الـيت اسـت دمها الكاتـين يف حسـا قيمـة‬
‫موارد النفط والغا الفبيعي يف حوا الاام‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪GE.19-08621‬‬
‫‪UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

‫سابع ا‪ -‬خامتة‬
‫للـنفط والغـا الفبيعـي عـدة ـات حمـ ردددة متي مهـا عـن ابقـي املـوارد الفبيعيـة‪ .‬فهمــا‪ ،‬أوتع‪،‬‬
‫ت ينصاعان للحدود السياسية و كنهما ل لك السبين ختفـي العديـد مـن احلـدود الوطنيـة‪ً .‬نيـاع‪،‬‬
‫يســتغرق ترا مهمــا حتــت األرا عــدة ماليــني مــن الســنني‪ ،‬ايــث أن مالكيهمــا احلــاليني ليس ـوا‬
‫ابلض ــرورة امل ــالكني الوحي ــدين‪ً .‬لث ـاع‪ ،‬ك ــن خت ينهم ــا ع ــد َة عق ــود وق ــرون وح ـ ألفي ــات دون أن‬
‫يكلرف للك شيئاع‪ .‬ويف العادة‪ ،‬يكون استغالالما علـى الوجـه األمثـ رهنـاع‪ ،‬يف جـ ء منـه‪ ،‬أبسـعار‬
‫الفا ـدة احلاليـة ويـ ايدة األسـعار املتوقعـة‪ .‬رايعـاع‪ ،‬قـد ياـ ركالن جـ ءاع مـن املاـاعات العامليـة‪ ،‬حيـث‬
‫تسـتل م اعتبــارات الكفــاءة واإلنصـاف وحــدنتهما واتشـرتا يف اسـتغالالما‪ .‬خامسـاع‪ ،‬لــي الــنفط‬
‫والغــا الفبيعــي مــن امل ـوارد املتجــددة‪ ،‬وأم اســتغالل المــا يــنق ــا هــو متــاد منهمــا لاجيــال‬
‫ـات عمودي ــة وع ــايرة لاجي ــال ومتعلق ــة سـ ـ لة اإلنص ــاف مر‬ ‫املقبل ــة وهـ ـ ا األم ــر يض ــيف م راه ـ ٍ‬
‫املسـ ــا األفقيـ ــة واملتعلق ـ ــة ابإلنصـ ــاف وهب ـ ـ ا اجلي ـ ـ مـ ــن الس ـ ــكان‪ .‬سادس ـ ـاع‪ ،‬ي ـ ـ داد يف األرا‬
‫الفلسفينية احملتلة اتسـاع الفجـوة‪ ،‬الـيت تظهـر يف أغلـين الـوتايت القضـا ية العاديـة واملسـتقرة‪ ،‬يـني‬
‫احملققــة مــن اســتغالل الــنفط والغــا ‪ ،‬وللــك يســبين الغمــوا ال ـ م يكتنــف‬ ‫القــيَم املمكنــة وتلــك َّ‬
‫تعليم حدود حقوق امللكية‪.‬‬ ‫َ‬
‫وقد تاك ات تاافات اجلديدة يف حوا الاام مصدر ن اع حمتم ملا ما استَغ‬
‫طــرف مــن األط ـراف فــرده ه ـ ه امل ـوارد دون املراعــاة الواجبــة حلص ـ األط ـراف األخــرم‪ .‬فه ـ ه‬
‫ات تاافات‪ ،‬اليت يقدَّر حجمها يـ ‪ 122‬تريليون قدم مكعبة من الغـا يقيمـة وـافية تبلـ ‪453‬‬
‫مليــار دوتر و‪ 1.7‬مليــار يرمي ـ مــن الــنفط يقيمــة وــافية تنــاه ‪ 71‬مليــار دوتر‪ ،‬فروــة ســاحنة‬
‫لتو يــع مــا جمموعــه ‪ 524‬مليــار دوتر واقتســامها يــني األطـراف‪ ،‬ابإلئــافة مر مـ ااي عديــدة‪ ،‬غــري‬
‫ملموسة ولكنها حقيقية‪ ،‬تت تى من األمن الفاقي ومن التعاون احملتمـ يـني أطـراف لفاملـا حـار‬
‫يعضها البعض ا خر‪.‬‬ ‫ا‬
‫ويف ظ الوئع الراهن‪ ،‬ما وثرقته تقارير ودراسـات عديـدة أجن هـا األونكتـاد ومنظمـات‬
‫أخرم‪ ،‬تظهر مسرا ي قوة حمتلة ت ت ال تستغ املوارد الفبيعية الفلسفينية ا فيهـا الـنفط والغـا‬
‫الفبيعــي‪ .‬وتواو ـ مس ـرا ي ‪ ،‬ابإلئــافة مر للــك‪ ،‬فــرا العديــد مــن القيــود علــى حر ــة الاــعين‬
‫الفلســفيين ومنتاجــه ووــادراته ووارداتــه وحتــويالت رأ املــال واإليـرادات العامــة وحي ـ السياســات‬
‫العامـة‪ ،‬وترهقــه يتكــاليف مئــافية ت تفتـ ترتفــع ــرور الوقــت مــا دام اتحــتالل مســتمراع‪ ،‬وهــو أمــر‬
‫خمـ ابلقــانون الــدويل والعدالــة الفبيعيــة‪ .‬وحـ ا ن‪ ،‬يلغــت التكــاليف احلقيقيــة وتكــاليف الفروــة‬
‫البديلة النامجة عن اتحتالل مئات مليارات الدوترات يف جمال النفط والغا فقط‪ .‬وتفول قا مة‬
‫اخلس ــا ر ال ــيت يتس ــبين هب ــا اتح ــتالل ويتس ــع نفاقه ــا‪ .‬فيتع ــني حتدي ــد هـ ـ ه التك ــاليف ودراس ــتها‬
‫وتقييمها وتوثيقها من أج تيسري مفاوئات مقبلـة علـى تسـوية سياسـية عادلـة للنـ اع اإلسـرا يلي‬
‫ونع سالم دا م يف الارق األوسط‪.‬‬ ‫‪ -‬الفلسفيين وألج ا‬
‫وختتم ه ه الدراسة ابلت يد على ئرورة مجـراء م يـد مـن األاـاث القانونيـة واتقتصـادية‬
‫والتارنيية‪ ،‬املستنرية ابلقانون الـدويل‪ ،‬يقصـد التثبـت مـن حقـوق امللكيـة املتعلقـة ابملـوارد مـن الـنفط‬
‫والغ ــا ‪ .‬وه ــي ابلت ــايل توو ــي لجن ــا م ي ــد م ــن الدراس ــات املفص ــلة يقص ــد مثب ــات ح ــق الا ــعين‬
‫الفلســفيين يوئــود يف اس ــتغالل م ـوارده الفبيعيــة اخلاو ــة يــه‪ ،‬مر جانــين حص ــته املاــروعة م ــن‬
‫املوارد املارت ة اليت لكها مجاعةع مع عدة دول جماورة يف املنفقة‪ ،‬ا فيها مسرا ي ‪.‬‬

‫‪GE.19-08621‬‬ ‫‪40‬‬
‫التكاليف االقتصادية لالحتالل‬
‫اإلسرائيلي على الشعب الفلسطيين‪:‬‬
‫ُ‬
‫إمكانيات النفط والغاز الطبيعي اليت‬
‫مل تتحقق‬

‫‪Printed at United Nations, Geneva – 1908621 (A) – July 2019 – 246 – UNCTAD/GDS/APP/2019/1‬‬

You might also like