You are on page 1of 3

‫كتابات أبو الحق‬

‫سابع من رابع‬
‫‪2023‬‬

‫في المطب الذي وقع به الكل – ج‪1‬‬


‫( من ال يملك الرغبة بمراجعة نفسه لن يجد في هذا العمل إال إستفزازاً لعقيدته)!‬

‫كمن يمسك بإزميل أي إزميل ومهما كان قاسي السبيكة‪ ،‬ويتقصد جبالَ من‬
‫صوان ليف ّتته!‬
‫ألسطر ما يدور بدماغي على مدار الدقيقة‬ ‫ّ‬ ‫كذا هو حالي وأنا أجتهد‬
‫والساعة من أفكار تتقصى حجم ونوع البئر الذي رمانا به أسالفنا ورمينا‬
‫أنفسنا بغيا َبته‪ ،‬ومن ثم الحلول التي يمكن ان تكون متاحة ألجيالنا المقبلة‬
‫كي يتداركوا أمورهم ويغادروا هذا المطب المؤبد بحال شئنا أن نعينهم‬
‫واختاروا هم أنفسهم أن يتسلقوا للسطح وللهواء النقي وأللوان هللا هناك‬
‫خارج البئر‪ .‬وأنا قلت "أجيالنا" ال " نحن" فنحن هالكون بالوصف‬
‫المجازي والحرفي‪ ،‬لم نفلح كمجموع بأن نؤسس لمسيرة تصحيحية عبر‬
‫كل تلك القرون‪ ،‬غلبتنا شقوتنا وتل ّبستنا عيوبنا! الكامنة ففاتت علينا‬
‫ً‬
‫وتجربة ما أنا بصدد قوله؟‬ ‫الفرصة‪ ،‬فهل سيعي الصغار سنا ً‬
‫إعلم‪ ،‬يا هداك هللا وهداني‪ ،‬أ ّنك تعيش بعالم غالبية ما يشكله هو عبارة‬
‫عن تركيبة من األكاذيب واألوهام تلبست عقلك ويقينك! فيما أنت تقود‬
‫حياتك كعراقي‪-‬عربي‪-‬مسلم‪ .‬هذه الثيمات الثالث تكاد تجتمع في غالبية‬
‫العراقيين الذين يقال فيهم اليوم أ ّنهم " س ّنه" و" شيعه" وهم من أخاطب‪.‬‬
‫غالب ما تحفظه من معلومات دينية (فقهية) هو مما لم يقله هللا وال قاله‬
‫رسوله حتى‪ ،‬وما منسوب ألبي حنيفه أو لجعفر الصادق أو لفالن من‬
‫دونوه‬ ‫الفقهاء ليس هناك من طريقة منطقية وعلمية للتثبت أنهم قالوه أو ّ‬
‫إذ ال تتوفر أية نسخ أصلية من كتب الفقه والتاريخ تلك‪ ،‬ولم يكن هناك‬
‫من توقيع أو ختم أو مهر يميز األصل من المنسوخ من المقلد من‬
‫المحرف‪ ..‬إن إستحضرت بخيالك طريقة تأليف تلك الكتب آنذاك (بغياب‬ ‫ّ‬
‫نساخين مأجورين باألجرة‪ ،‬وتجليدها‬ ‫المطابع) ومن ثم نسخها من قبل ّ‬
‫جرته أعمال المغول ببغداد وسائر مدن‬ ‫وبيعها‪ ،‬وإن إستحضرت ببالك ما ّ‬
‫غر غرير ال‬ ‫المنطقة فستعرف ما أقصد هنا‪ ..‬غالب ما لقنوك إياه (وأنت ّ‬
‫يعينك سنك على التمييز وال يسمح لك باإلستفسار واإلعتراض على ما هو‬
‫غير مقبول وال معقول حتى) هو غير صحيح البتة‪ ،‬لكنهم حشوا به متون‬
‫كتب التاريخ عن تلك الفتن الكبرى التي شطرت المسلمين ودينهم معهم‬
‫إلى شطرين غير قابلين لإللتئام‪ ،‬فكله إنما تم نقله إليك مقلوبا ً ولمرتين‪:‬‬
‫مر ًة من قبل المنتصر الذي يقولون فيه أ ّنه هو من يكتب التاريخ‪ ،‬ومر ًة‬
‫من قبل المهزوم الذي لم ينتبه! العراقيون والعرب عموما ً إلى أ ّنه هو اآلخر‬
‫صاغ نسخته الشخصية عن تلك األحداث ولقنها ألحفاده البعيدين عبر‬
‫طقوس ظالمية متشنجة يختزلها عنوان( المتاجرة بالمظلومية)‪ ،‬مفتراة‬
‫كانت أم حقيقية‪ ،‬فوضع هذا الخاسر فيها ما وضع بقصد تحقير المنتصر‬
‫ورفع رمزه المهزوم لمصاف القديسين ومن ثم األنبياء ومن بعدها لمقام‬
‫الخالق كما نشهد اليوم ومن ألسنة معممي الشيعة على قنوات يوتيوب‬
‫وبكل إنكشافية‪ .‬أما المنتصر‪ ،‬فقد صاغ أحداث التاريخ بقليل إكتراث‬
‫للمنطقية وللدقة ( يبدو أنه لم ير نفسه محتاجا ً للتبرير فالمنتصر غالبا ً ما‬
‫يطمئن إلستقرار األحوال لصالحه طيلة ما تبقى من عمره) ولم يبذل جهداً‬
‫وس َم‬
‫لكشف معدن خصومه وتبيان مثالبهم فهناك نوع من (التهاون) َ‬
‫موروث هذا المنتصر‪،‬أمويا ً كان أم عباسياً‪ ،‬ليس فيما يخص التاريخ بل‬
‫بالفقه المذهبي الذي يدين به‪ ،‬فهو فقه إمالئي! يعتمد‬
‫الجبرية( الدكتاتورية) وال يوفر إال إجابات سطحية وتفسيرات حرفية لكل‬
‫نص مبهم أو موضوع مثير للجدل‪ .‬هذا ما إنتهينا إليه اليوم‪ ،‬والغد يحمل‬
‫بين طياته غيوبا ً أشد مرارة كما أعتقد‪.‬‬
‫أنا إرتأيت أن أطرح الموضوع! بشكل عناوين محددة هي أشبه بقمة الجبل‬
‫الجليدي الذي إعتاد الناس مشاهدته هو فقط ال ذلك الجزء الهائل الرابض‬
‫تحت سطح الماء‪ ،‬ومن هنا سأبدأ‪:‬‬

‫له تتمة‬

You might also like