‫‪1‬‬

‫فوائد دراسة الشمائل المحمدية‬

‫اختص هللا ‪-‬سبحانه‪ -‬نبينا محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬برسالة اإلسالم‪ ،‬وقد‬
‫هيأه هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬بصفات كريمة في بدنه وفي أخالقه ‪-‬عليه السالم‪ ،-‬وقد‬
‫اهتم علماء المسلمين بذكر صفاته وشمائله وألفوا لذلك كتب ‪7‬ا ً عدي‪77‬دة وذك‪77‬روا فيه‪77‬ا‬
‫جوانب كث‪77‬يرة متعلق‪77‬ة بأخالق‪77‬ه وعبادت‪77‬ه وس‪77‬يرته ومن ذل‪77‬ك م‪77‬ا يع‪77‬رف بالش‪77‬مائل‬
‫المحمدي‪77‬ة‪ .‬ليتع‪77‬رف المس‪77‬لمون على م‪77‬ا ك‪77‬ان يتحلى ب‪77‬ه من الش‪77‬مائل الكريم‪77‬ة؛‬
‫فيحملهم ذلك على االهتداء بهديه والتخلق بأخالقه قال ‪-‬تعالى‪( :-‬لَق ‪ْ 7‬د َك‪77‬انَ لَ ُك ْم فِي‬
‫ُول هللاِ ُأ ْس َوةٌ َح َسنةٌ لِ َم ْن َكانَ يَرْ جُو هللاَ َواليَوْ َم ِ‬
‫اآلخ َر َوذ َك َر هللاَ كثِيرًا)‪]١[.‬‬ ‫َرس ِ‬
‫تعريف الشمائل‬
‫لكي نتعرف على فوائد دراس‪77‬ة الش‪77‬مائل المحمدي‪77‬ة يجب أن نع‪77‬رف أواًل م‪77‬ا‬
‫معنى الشمائل المحمدية‪ ،‬وما هي أقسامها ح‪77‬تى نتمكن من التع‪77‬رف على فوائ‪77‬دها‬
‫وفهمها‪ :‬ال ّشمائل لغةً‪ :‬هي األخالق والخصال والطباع‪]٢[.‬‬
‫الشمائل اصطالحاً‪:‬‬
‫هي الجوانب المتعلقة بحياة الرسول ‪-‬صلى هللا علي‪77‬ه وس‪77‬لم‪ -‬بص‪77‬فاته ال ُخلقي‪77‬ة‬
‫والخلقية‪ ،‬والتي تتناول صفاته ال َخلقية والخلقية‪]٣[.‬‬
‫أقسام ال ّشمائل‬
‫تنقسم شمائل الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬إلى قسمين‪]٤[:‬‬
‫صفات الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬الخَ لقية وهي م‪77‬ا يتعل‪77‬ق بص‪77‬فاته ال‪77‬تي‬
‫خلقه هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬عليها من لون بشرته وطوله ولون شعره وصفة عينيه‬
‫وغيره‪77‬ا‪ ،‬وق‪77‬د ورد ذك‪77‬ر ص‪77‬فاته في أح‪77‬اديث كث‪77‬يرة منه‪77‬ا م‪77‬ا رواه ج‪7‬ابر بن أبي‬
‫ضلِي َع الفَ ِم‪َ ،‬أ ْش َك َل‬
‫‪-‬صلَّى هَّللا ُ عليه َو َسلَّ َم‪َ -‬‬
‫سمرة ‪-‬رضي هللا عنه‪( :-‬كانَ َرسو ُل هللاِ َ‬

‫‪1‬‬
 ‫‪2‬‬

‫ض‪7‬لِي ُع الفَ ِم ق‪7‬ا َل‪َ :‬ع ِظي ُم الفَ ِم‪َ ،‬‬

‫ق‪7‬ال‬ ‫ك‪ :‬م‪7‬ا َ‬ ‫ق‪7‬ال‪ :‬قُ ُ‬
‫لت لِ ِس‪َ 7‬ما ٍ‬ ‫ال َع ْي ِن‪َ ،‬م ْنه َ‬
‫ُ‪7‬وس ال َعقِبَ ْي ِن‪َ ،‬‬
‫قال‪ :‬قُ ُ‬
‫لت‪ :‬م‪77‬ا َم ْنهُ‪77‬وسُ ال َعقِ ِ‬
‫ب ق‪77‬ا َل‪:‬‬ ‫ق ال َعي ِْن‪َ ،‬‬ ‫لت‪ :‬ما َأ ْش َك ُل ال َعي ِْن؟ قا َل‪ :‬طَ ِوي ُل َش ِّ‬
‫قُ ُ‬
‫قَلِي ُل لَحْ ِم ال َعقِ ِ‬
‫ب)‪]٥[.‬‬
‫صفات الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ال ُخلقية وهي الخص‪77‬ال المكتس‪77‬بة من‬
‫األخالق الحمي‪77‬دة واآلداب الش‪77‬ريفة‪ ،‬وهي المس‪77‬ماة بحس‪77‬ن الخل‪77‬ق وق‪77‬د جمعه‪77‬ا‬
‫َظ ٍيم)‪[،‬‬ ‫ك لَ َعلَ ٰى ُخلُ ‪ٍ 7‬‬
‫قع ِ‬ ‫(وِإنَّ َ‬
‫الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬جميعها قال ‪-‬تع‪77‬الى‪َ :-‬‬
‫‪]٦‬‬
‫ومن ه‪77‬ذه الص‪77‬فات‪ :‬الص‪77‬بر‪ ،‬الك‪77‬رم‪ ،‬الش‪77‬جاعة‪ ،‬الحي‪77‬اء‪ ،‬الحلم وغيره‪77‬ا من‬
‫الصفات الحميدة‪]٧[.‬‬
‫فوائد دراسة الشمائل المحمدية لدراسة ال ّشمائل المحمدية‬
‫فوائد عديدة منها ما يأتي‪]٨[:‬‬
‫معرفة رسول هللا وهي من أصول الدين الثالثة بأن يعرف العبد نبيه محم‪77‬د ‪-‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬وهي من األسئلة التي يس‪77‬أل عنه‪77‬ا في ق‪77‬بره ق‪77‬ال ‪-‬تع‪77‬الى‪:-‬‬
‫ور الَّ ِذي َأ ْن ْ‬
‫زَلنَ‪77‬ا ۚ َوهَّللا ُ بِ َم‪77‬ا تَ ْع َملُ‪77‬ونَ َخبِ‪77‬يرٌ)‪ ]٩[،‬كم‪77‬ا أن‬ ‫(فَ‪77‬آ ِمنُوا بِاهَّلل ِ َو َر ُس‪7‬ولِ ِه َوالنُّ ِ‬
‫معرفة ص‪77‬فات الرس‪77‬ول ‪-‬ص‪77‬لى هللا علي‪77‬ه وس‪77‬لم‪ -‬وش‪77‬مائله وس‪77‬يرته تجع‪77‬ل ال‪77‬ذين‬
‫جاؤوا من بعده ولم يروه كأنهم يرونه بأعينهم‬
‫‪ .‬محبة هللا تعالى للعبد إن االقتداء بالرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬في أقوال‪77‬ه‬
‫وأفعاله وصفاته‪ ،‬هي سبب في محبة هللا للعب‪77‬د ق‪77‬ال ‪-‬تع‪77‬الى‪( :-‬قُ‪77‬لْ ِإن ُكنتُ ْم تُ ِحبُّونَ‬
‫هَّللا َ فَاتَّبِعُونِي يُحْ بِ ْب ُك ُم هَّللا ُ َويَ ْغفِرْ لَ ُك ْم ُذنُوبَ ُك ْم ۗ َوهَّللا ُ َغفُو ٌر َّر ِحي ٌم)‪]١٠[.‬‬
‫معرف‪7‬ة طري‪77‬ق الهداي‪77‬ة من اقت‪7‬دى بهدي‪77‬ه ‪-‬ص‪77‬لى هللا علي‪7‬ه وس‪7‬لم‪ -‬ال‪7‬وارد في‬
‫صفاته الفعلية عرف طريق الهداية‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬واتَّبِعُوهُ لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْهتَ ُدونَ )‪]١١[.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫‪3‬‬
‫حب النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫إن معرف‪77‬ة ش‪77‬مائل الرس‪77‬ول ت‪77‬ؤدي إلى تق‪77‬ديم حب الرس‪77‬ول ‪-‬ص‪77‬لى هللا علي‪77‬ه‬
‫وس‪77‬لم‪ -‬على ك‪77‬ل ش‪77‬يء وال‪77‬ذي ي‪77‬ؤدي لغ‪77‬رس عقي‪77‬دة ال‪77‬والء وال‪77‬براء في نف‪77‬وس‬
‫المسلمين‪.‬‬
‫دخول الجنة‬
‫معرفة صفات النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬والعم‪77‬ل به‪77‬ا وطاعت‪77‬ه من أس‪77‬باب‬
‫ك ُح‪ُ 7‬دو ُد هَّللا ِ ۚ َو َمن يُ ِط‪ِ 7‬ع هَّللا َ َو َر ُس‪7‬ولَهُ يُ ْد ِخ ْل‪7‬هُ َجنَّا ٍ‬
‫ت‬ ‫دخول الجنة قال ‪-‬تع‪77‬الى‪( :-‬تِ ْل‪َ 7‬‬
‫ك ْالفَوْ ُز ْال َع ِظي ُم)‪]١٢[.‬‬ ‫تَجْ ِري ِمن تَحْ تِهَا اَأْل ْنهَا ُر خَ الِ ِدينَ فِيهَا ۚ َو ٰ َذلِ َ‬
‫كسب محبة المسلم للناس باقتدائه بأخالق الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬؛‬
‫ألن الصادق محبوب والعادل محبوب وغيره‪77‬ا من الص‪77‬فات تجعل‪77‬ه محبوب‪77‬ا‬
‫عند الناس‪.‬‬
‫الرؤيا الصالحة إن معرفة ص‪77‬فات الرس‪77‬ول ‪-‬ص‪77‬لى هللا علي‪77‬ه وس‪77‬لم‪ -‬الخَلقي‪77‬ة‬
‫دليل على الرؤية الصالحة للنبي ‪-‬ص‪77‬لى هللا علي‪77‬ه وس‪77‬لم‪-‬؛ ألن‪77‬ه يش‪77‬ترط أن تكون‬
‫مطابقة للصفات التي وردت في السيرة؛ فعن جابر بن عب‪77‬د هللا ‪-‬رض‪77‬ي هللا عن‪77‬ه‪-‬‬
‫قال رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪َ ( :-‬من َرآنِي في النَّوْ ِم فقَ ْد َرآنِي‪ ،‬إنَّه ال يَ ْنبَ ِغي‬
‫ق‪77‬ال‪ :‬إذا َحلَ َم أ َح‪ُ 77‬د ُك ْم فال ي ُْخبِ‪77‬رْ أ َح‪ 77‬دًا بتَلَ ُّع ِ‬
‫ب‬ ‫ورتِي‪َ .‬و َ‬ ‫أن يَتَ َمثَّ َل في ُ‬
‫ص‪َ 77‬‬ ‫لِ َّ‬
‫لش‪77‬يْطا ِن ْ‬
‫نام)‪]١٣[.‬‬
‫ْطان به في ال َم ِ‬ ‫ال َّشي ِ‬
‫↑ س‪77‬ورة األح‪77‬زاب‪ ،‬آي‪77‬ة‪ ↑ 21:‬أحم‪77‬د عم‪77‬ر‪ ،‬كت‪77‬اب معجم اللغ‪77‬ة العربي‪77‬ة‬
‫المعاصرة‪ ،‬صفحة ‪ .1236‬بتصرّف‪ ↑ .‬أبي عيسى الترمذي واختصره األلب‪77‬اني‪،‬‬
‫محتصر الش‪77‬مائل المحمدي‪77‬ة‪ ،‬ص‪77‬فحة ‪ .11- 10‬بتص‪7‬رّف‪" ↑ .‬ص‪77‬فاته الخلقي‪77‬ة"‪،‬‬
‫اسالم أون الين‪ ↑ .‬رواه مسلم‪ ،‬في صحيح مسلم‪ ،‬عن ج‪77‬ابر بن س‪77‬مرة‪ ،‬الص‪77‬فحة‬

‫‪3‬‬
 ‫‪4‬‬
‫أو الرقم‪ ،2339:‬حديث صحيح‪ ↑ .‬سورة القلم‪ ،‬آية‪" ↑ 4:‬من صفات النبي صلى‬
‫هللا عليه وس‪77‬لم ال ُخلُقي‪77‬ة "‪ ،‬اس‪77‬الم اون الين‪ .‬بتص ‪7‬رّف‪ ↑ .‬محم‪77‬د راتب النابلس‪77‬ي‪،‬‬
‫كتاب الشمائل المحمدي‪77‬ة‪ ،‬ص‪77‬فحة ‪ .13-8‬بتص‪7‬رّف‪ ↑ .‬س‪77‬ورة التغ‪77‬ابن‪ ،‬آي‪77‬ة‪↑ 8:‬‬
‫سورة ال عمران‪ ،‬آية‪ ↑ 31:‬سورة األعراف‪ ،‬آية‪ ↑ 158:‬سورة النساء‪ ،‬آية‪13:‬‬
‫↑ رواه مسلم‪ ،‬في صحيح مسلم‪ ،‬عن جابر بن عبد هللا‪ ،‬الصفحة أو ال‪77‬رقم‪،2268:‬‬
‫صحيح‪.‬‬

‫‪4‬‬