You are on page 1of 1

‫لعدالة تتعدد تعريفاتها من فيلسوف ألخر و من شخص آلخر وأنا أقول‬

‫وعاء‬
‫ٍ‬ ‫أن مفهوم العدالة هو الظلم فما أشد براءتنا حين ن ُظن أن القانون‬
‫للعدل والحق‪ ،‬فأين يكمن هذا العدل في تسطير كمية هائلة من القوانين‪/‬‬ ‫ِ‬
‫ِبر على ورق وأين الحق في حكومة عاجزة كاذبة جبانة‬ ‫و تبقى مجرد ح ٍ‬
‫و مواطنون مقهورون تكاد دموعهم تتهاطل كلما َم ّروا بجانب متاجر‬
‫بائعي الخضر و اللحوم والمواد الغدائية‪ ،‬أين الخير في مجتمع يحاربون‬
‫ت فكري‪ ،‬مناظر َتأسِ ر القلوب و ُتبكي‬ ‫سبا ٍ‬
‫فيه التعليم لكي يظل الفرد في ُ‬
‫الحجر لحالها حقاً‪ ،‬و المصيبة ليست في ظلم األشرار إنما في سكوت‬
‫األخيار فكيف تكون العدالة أساس الحق و الحق بحد ذاته مفقود فمتى‬
‫يستيقظ الفرد من سباته العميق أعلم علم اليقين أن مشاهد الدمار و‬
‫الجوع و العطش و رائحة الموت التي تتربص بالجوار ‪ ،‬تدق ناقوس‬
‫الخطر لتالمس مشاعر الناس كما يجب و قد يبقى الفرد أسيرا و جاهال‬
‫لحقه الذي يمثل حلقة من حلقات مسلسل طويل عنوان ُ‪/‬ه سنوات من‬
‫كأساس الحق هل تبنى على القانون أم على المساواة‬
‫ٍ‬ ‫االهانة فالعدالة‬
‫التامة بين األفراد ؟ و األصح ال هذا وال داك‪ ،‬العدالة دون قوة عديمة‬
‫الجدوى و القوة دون عدالة إستبدا ٌد و ظلم‪ ،‬حيث أصبحت القانون السائد‬
‫هو قانون الغابة القوي يأكل الضعيف والقوة ال تأتي إال عن طريق‬
‫‪.‬الحق بمفهومه الصحيح‬

You might also like