You are on page 1of 6

‫‪.

‬المحور الثاني‪ :‬العدالة‬ ‫موقف ماكس فیبر‬ ‫المحور الثاني‪ :‬طبیعة‬ ‫مفهوم الدولة‬
‫یرى أن ما یمیز الدولة باألساس‬
‫كأساس للحق‬ ‫هو احتكارها للعنف الشرعي‪ ،‬أي‬ ‫السلطة السیاسیة‬ ‫المحور األول‪:‬‬
‫أنه ال توجد أیة جهة تمتلك شرعیة ماهي طبیعة العالقة بین العدالة و‬ ‫هل یمكن حصر السلطة‬
‫الحق ؟ أیهما أساس اآلخر؟ هل تقوم‬ ‫السیاسیة في أجهزة الدولة أم أن‬
‫مشروعیة الدولة‬
‫استعمال العنف ما عدا الدولة‪.‬‬
‫العدالة على أساس الحق والفضیلة ؟‬
‫موقف ماركس‬ ‫السلطة هي قدرة مشتتة في كل‬ ‫وغایاتها‬
‫موقف اسبینوزا‬ ‫المجتمع ؟ هل هي متعالیة عن‬ ‫من أین تستمد الدولة‬
‫یعتبر الدولة جهازا طبقیا یخدم‬
‫یعتبر أن هناك مبدأ تقوم علیه الدولة‬ ‫المجال الذي تمارس فیه أم هي‬ ‫مشروعیتها‪ ،‬من الحق أم من‬
‫مصالح الطبقات السائدة سیاسیا‬
‫الدیموقراطیة وهو تحقیق األمن‬ ‫محایثة له ؟‬ ‫القوة ؟ وكیف یكون وجود دولة‬
‫ألنها سائدة اقتصادیا‪ .‬وهكذا یكون‬
‫والسالم لألفراد من خالل االحتكام‬ ‫موقف مونتسكیو‬ ‫ما مشروعا ؟‬
‫العنف وسیلة مركزیة معبرا عنها‬
‫للقوانین التي‬ ‫باألجهزة القمعیة إلى جانب‬ ‫عالج مونتسكیو في كتابه "روح‬ ‫موقف ماكس فیبر‬
‫وضعها وشرعها العقل وتم التعاقد‬ ‫األجهزة اإلیدیولوجیة‪.‬‬ ‫القوانین" طبیعة السلط في‬ ‫یعتبر أن السیاسة هي مجال‬
‫علیها‪ ،‬وبذلك یتم تجاوز قوانین‬ ‫الدولة‪ ،‬إذ یصادر على ضرورة‬ ‫تدبیر الشأن العام وتسییره‪ .‬وما‬
‫الطبیعة التي تحتكم إلى الشهوة‬ ‫مفهوم الحق و العدالة‬ ‫الفصل بین السلط داخل الدولة‪،‬‬ ‫الدولة إال تعبیر عن عالقات‬
‫والغریزة وتستند إلى القوة‬ ‫المحور األول‪ :‬الحق بین‬ ‫حیث ینبغي في نظره استقالل‬ ‫الهیمنة القائمة في المجتمع‪،‬‬
‫الفردیة مما یؤدي إلى انتشار‬ ‫السلطة التشریعیة عن التنفیذیة‬ ‫وهذه الهیمنة تقوم على‬
‫الفوضى والظلم والعدوان والكراهیة‬ ‫الطبیعي والوضعي‬ ‫عن القضائیة والفصل بینهم‪.‬‬ ‫المشروعیة التي تتحدد في ثالث‬
‫والصراع ‪ ،‬فالقانون المدني الذي‬ ‫هل للعدالة ارتباط بالحق الطبیعي‬ ‫والهدف من هذا الفصل والتقسیم‬ ‫أسس تشكل أساس األشكال‬
‫تجسده الدولة كسلطة‬ ‫أم بالحق الوضعي ؟ هل یمكن‬ ‫هو ضمان الحریة في كنف‬ ‫المختلفة للدولة‪ ،‬وهي سلطة‬
‫علیا هو قانون من وضع العقل و‬ ‫تحقیق العدالة خارج القوانین أم‬ ‫الدولة‪.‬‬ ‫األمس األزلي المتجذرة من‬
‫تشریعه‪ ،‬لذلك یجب على األفراد‬ ‫تشترط االرتباط بها ؟‬ ‫موقف میشیل فوكو‬ ‫سلطة العادات والتقالید‪ ،‬ثم‬
‫االمتثال له والخضوع له حفاظا على‬ ‫موقف طوماس هوبس‬ ‫یحصر السلطة في مجموعة من‬ ‫السلطة القائمة على المزایا‬
‫حریتهم وحقوقهم‬ ‫یؤكد أن العدالة ترتبط بالحق‬ ‫المؤسسات واألجهزة ویبلور‬ ‫الشخصیة الفائقة لشخص ما‪،‬‬
‫ألنه یجسد العدالة و یسمح بأن یأخذ‬ ‫الوضعي وتتعارض مع الحق‬ ‫تصورا أصیال للسلطة‪ ،‬إذ یرى‬ ‫وأخیرا السلطة التي تفرض‬
‫كل ذي حق حقه بذلك تتحقق‬ ‫الطبیعي‪ ،‬ألن الحق الطبیعي‬ ‫أنها لیست متعالیة عن المجال‬ ‫نفسها بواسطة الشرعیة بفضل‬
‫المساواة واإلنصاف من خالل‬ ‫یحتكم إلى القوة ویخضع‬ ‫الذي تمارس فیه‪ ،‬بل هي محایثة‬ ‫االعتقاد في صالحیة نظام‬
‫ضمان حقوق الجمیع وعدم‬ ‫لتوجیهات الغریزة واألهواء‪ ،‬مما‬ ‫له‪ ،‬إنها االسم الذي یطلق على‬ ‫مشروع وكفاءة ایجابیة قائمة‬
‫التمییز بینهم سواء على اساس طبقي‬ ‫یجعله حقا یقوم على الحریة‬ ‫وضعیة استراتیجیة معقدة في‬ ‫على قواعد حكم عقالنیة‪.‬‬
‫أو عرقي أو جنسي أو غیرهم‪.‬‬ ‫المطلقة التي تبیح للفرد القیام بكل‬ ‫مجتمع معین تجعل مفعول‬ ‫موقف هوبز‬
‫موقف فریدیریك فون هایك‬ ‫ما من شأنه أن یحفظ‬ ‫السلطة یمتد كعالقات قوة في‬ ‫یرى أن الدولة تنشأ ضمن تعاقد‬
‫عرف السلوك العادل بأنه سلوك‬ ‫حیاته )العدوان‪ ،‬العنف‪ ،(..‬أما‬ ‫منحى من مناحي الجسم‬ ‫إرادي ومیثاق حر بین سائر‬
‫یكفل الحق في منظومة قانونیة‬ ‫الحق الوضعي فهو حق یحتكم إلى‬ ‫االجتماعي‪.‬‬ ‫البشر‪ ،‬حتى ینتقلوا من حالة‬
‫وشرعیة في إطار مجتمع تسوده‬ ‫القوانین والتشریعات المتعاقد‬ ‫موقف دو وكفیل‬ ‫الطبیعة )حرب الكل ضد الكل(‬
‫الحریة‪ ،‬حیث ال تعكس العدالة‬ ‫علیها‪ ،‬ویخضع لتوجیهات العقل‬ ‫إلى حالة المدنیة‪ .‬وبذلك ستكون‬
‫یرى أن الصفات الجدیدة التي‬
‫داللتها إال في نظام شرعي‪ .‬فالقانون‬ ‫مما یجعله یحد من الحریة المطلقة‬ ‫غایة الدولة هي تحقیق األمن‬
‫أصبحت تتحلى بها الدولة‪ ،‬في‬
‫الذي یستند على قواعد العدالة له‬ ‫لكنه یضمن حقوق األفراد ویحقق‬ ‫والسلم في المجتمع‪.‬‬
‫ممارستها السیاسیة‪ ،‬هي تلبیة‬
‫مقام استثنائا ال یجعل الناس یرغبون‬ ‫العدل والمساواة‪ ،‬وبذلك یخلص‬ ‫موقف سبینوزا‬
‫متع األفراد ورغباتهم وتحقیق‬
‫في أن یحمل إسما ممیزا فحسب بل‬ ‫هوبس إلى أن العدالة ترتبط‬ ‫یرى أن الغایة من تأسیس الدولة‬
‫حاجیاتهم الیومیة‪ ،‬لكن هذه‬
‫یدفعهم أیضا إلى تمییزه بوضوح عن‬ ‫بالحق الوضعي أي بالحریة‬ ‫هي تحقیق الحریة لألفراد‬
‫االمتیازات یرى أنها كانت على‬
‫تشریعات أخرى تسمى قوانین‪ ،‬ولعل‬ ‫المقننة بالقوانین والتشریعات و‬ ‫واالعتراف بهم كذوات مسؤولة‬
‫حساب إقصائهم من الحیاة‬
‫مبرر ذلك یكمن في أنه لو شئنا‬ ‫تتعارض مع الحریة المطلقة التي‬ ‫وعاقلة وقادرة على التفكیر‪،‬‬
‫السیاسیة‪ ،‬األمر الذي أدى إلى‬
‫الحفاظ على مجتمع تسوده الحریة‬ ‫تستند إلى القوة والغریزة‪.‬‬ ‫وبالتالي تمكین كل مواطن من‬
‫تقلیص الحریات وتدني الوعي‬
‫فإن ذلك القسم من الحقوق الذي یقوم‬ ‫موقف جان جاك روسو‬
‫السیاسي لدیهم‪ ،‬وبالتالي تحول‬ ‫الحفاظ على حقه الطبیعي في‬
‫یمیز بین حالة الطبیعة التي یخضع‬
‫على القواعد العادلة هو وحده الكفیل‬ ‫األفراد إلى قطیع تابع وفاقد‬ ‫الوجود باعتباره وجودا حرا‪.‬‬
‫فیها األفراد ألهوائهم ورغباتهم بحیث‬
‫بأن یكون ملزما للمواطنین‬ ‫تطغى علیهم األنانیة والذاتیة‬ ‫لإلرادة‬ ‫موقف هیجل‬
‫ومفروضا على الجمیع‪.‬‬ ‫ویحتكمون إلى قوتهم‪ ،‬و بین حالة‬ ‫المحور الثالث‪ :‬الدولة‬ ‫یرى أن مهمة الدولة هي أبعد‬
‫التمدن التي یمتثل فیها األفراد‬ ‫من ذلك وأعمق وأسمى‪ .‬فالفرد‬
‫لتوجیهات العقل ویحتكمون إلى‬ ‫بین الحق والعنف‬ ‫في رأیه یخضع للدولة وینصاع‬
‫القوانین والتشریعات في إطار عقد‬ ‫هل تمارس الدولة سلطتها بالقوة‬ ‫لقوانینها ألنها تجسد فعلیا اإلرادة‬
‫اجتم اعي یساهم الفرد في تأسیسه‬ ‫أم بالقانون ؟ بالحق أم بالعنف ؟‬ ‫العقالنیة العامة‪ ،‬والوعي‬
‫ویلتزم باحترامه وطاعته ویمارس‬ ‫موقف مكیافیللي‬ ‫الجماعي القائم على األخالق‬
‫حریته في ظله‪ .‬إذن فالعقد‬ ‫یركز على ضرورة استعمال‬ ‫الكونیة‪ ،‬ألنها تدفع بالمرء‬
‫االجتماعي یجسد اإلرادة العامة التي‬ ‫جمیع الوسائل ومن ضمنها‬
‫تعلو على كل اإلرادات الفردیة‪،‬‬ ‫للتخلص من أنانیته بحیث ینخرط‬
‫موقف بوانكاري‬
‫یذهب إلى أن معیار الموضوعیة‬
‫موقف كانط‬
‫له موقف یجمع فیه بین قدرات العقل‬
‫النظریة والتجربة‬ ‫المحور الثالث‪ :‬العدالة بین‬
‫في العلم فیتحدد في العالقة‬ ‫ومعطیات التجربة‪ ،‬بمعنى التكامل‬ ‫المحور األول‪ :‬التجربة‬ ‫اإلنصاف والمساواة‬
‫إذا كانت العدالة هي تحقیق المساواة‬
‫الموجودة بین الظواهر‪ ،‬لهذا لم‬ ‫بین المعرفة العقلیة القبلیة والمعرفة‬ ‫والتجریب‬ ‫فهل یمكن تحقیقه لجمیع األفراد داخل‬
‫یعد ینظر إلیها بشكل معزول‬ ‫التجریبیة البعدیة‪ .‬فالتجربة لیست إال‬ ‫مما ال مناص فیه‪ ،‬تعتبر المعرفة‬
‫مما أتاح للباحثین إمكانیة تحقیق‬ ‫مجرد وسیلة یتم بموجبها الحكم على‬ ‫المجتمع؟‬
‫العلمیة نموذجا للموضوعیة والدقة‬
‫المسافة العلمیة الضروریة بینهم‬ ‫المبادئ العقلیة القبلیة الن بلوغ‬ ‫في أبحاثها ونتائجها‪ ،‬لكن ما سبب‬
‫موقف أفالطون‬
‫وبین الموضوع‬ ‫األحكام الكونیة رهین بالتفكیر‬ ‫قوتها ومصداقیتها ؟‬ ‫یرى أن العدالة تتحدد باعتبارها‬
‫المدروس‪.‬والخاصیة التي تمیز‬ ‫العقلي المنقح بالتجربة‪.‬‬ ‫ثم كیف تبني موضوعها ؟ هل‬ ‫فضیلة تنضاف إلى فضائل ثالث هي‪:‬‬
‫النظریات العلمیة هي قابلیتها‬ ‫موقف ألبیر إنشتاین‬ ‫باالعتماد على الوقائع الحسیة أم‬ ‫االعتدال والشجاعة والحكمة ‪ ،‬فالعدالة‬
‫للتطور والمراجعة والتغییر‪،‬‬ ‫یذهب إلى أن للعقل الدور االیجابي‬ ‫باللجوء إلى الفكر العقالني؟‬ ‫حسب هذا األخیر هي أن یؤدي كل‬
‫فالنظریة قد تصبح یوما ما‬ ‫في المعرفة العلمیة‪ .‬فالعقل هو الذي‬ ‫فرد الوظیفة المناسبة لقواه العقلیة‬
‫موقف كلود برنار‬ ‫والجسدیة والنفسیة‪ ،‬فهي )أي‬
‫متجاوزة لتفسح المجال ألخرى‬ ‫یمنح النسق الریاضي الذي أصبح‬ ‫یرى أن المنهج التجریبي الذي‬
‫لتحل محلها‪ .‬وتتخذ الحقا النظریة‬ ‫في ظل الفیزیاء المعاصرة المحدد‬ ‫العدالة( تتحقق على مستوى النفوس‬
‫ینطلق من التجربة مرورا‬
‫حلة جدیدة‬ ‫الرئیسي بنیته‪ .‬أما التجربة فینبغي‬ ‫حیث یحدث انسجام بین القوى‬
‫بالمقارنة وانتهاء بالحكم یشكل‬
‫مفهوم الحقیقة‬ ‫أن تتناسب مع نتائج النظریة تناسبا‬ ‫الشهوانیة والعقلیة لدى اإلنسان‬
‫جوهر المعرفة العلمیة لكونه هو‬
‫المحور األول‪ :‬الحقیقة والرأي‬ ‫فالضامن الوحید لتحقیق الفضیلة‬
‫تاما‪ .‬ألن البناء الریاضي الخالص‬ ‫المصدر الوحید للمعرفة اإلنسانیة‪،‬‬
‫نتساءل في هذا المحور عن ماهیة‬ ‫والعدالة هو الدولة التي تملك سلطة‬
‫یمكننا من اكتشاف المفاهیم والقوانین‬ ‫والسیما في إدراك العالقات بین‬
‫الحقیقة‪ .‬هل هي معطى جاهز ال‬ ‫القانون والحكمة وتبعا لذلك فإن‬
‫والتي تمنحنا مفتاح فهم ظواهر‬ ‫الظواهر‪ ،‬وفي اعتماد االستدالل‬
‫یحتاج إلى تحقیق أو تنقیب ‪ ،‬أم أنها‬ ‫الوظائف التي تستدعي قدرات عقلیة‬
‫بناء یتأسس على االنفتاح على‬ ‫الطبیعة التي یرى اینشتاین أنها‬ ‫التجریبي الستنباط األحكام‬
‫وانسجام الغرائز مع العقل ستكون من‬
‫استكشاف الواقع دون ما حاجة إلى‬ ‫تتحدث لغة‬ ‫والقوانین من الظواهر الطبیعیة‬
‫نصیب الحكماء والفالسفة ألنهم هم‬
‫أفكار قبلیة جاهزة ؟‬ ‫األرقام‪.‬‬ ‫بغیة التحكم فیها‪.‬‬
‫القادرون على تحقیق الحق والعدالة‪.‬‬
‫موقف دیكارت‬ ‫موقف دافید هیوم‬
‫یرفض تأسیس الحقیقة على‬
‫المحور الثالث‪ :‬معاییر‬ ‫ال یرى ضرورة ابتداء المعرفة‬
‫موقف دافید هیوم‬
‫)من رواد المدرسة التجریبیة( العدالة‬
‫الحواس‪ ،‬ألن الحواس في نظره‬ ‫علمیة النظریات العلمیة‬ ‫بالتجربة وحدها بل علیها أن تقوم‬
‫بالنسبة إلیه تفقد معناها عندما تكون‬
‫تخدعنا وتقدم لنا حقائق ظنیة ینبغي‬ ‫من المصادر عنه أن المعرفة العلمیة‬ ‫كلیا على التجربة‪ .‬فما یمكن‬
‫غیر ذات نفع‪ ،‬ویدعو إلى التصرف‬
‫تالفیها‪ .‬رمم أنه ال ینكر وجود‬ ‫حققت نجاحا باهرا في كل مجاالت‬ ‫مالحظته هي الظواهر التي‬
‫أكثر إنصافا من أجل مصلحة ما‪،‬‬
‫العالم الحسي إال أنه ال یعتبره‬ ‫اشتغالها‪ ،‬والفضل في ذلك یرجع‬ ‫الیمكن تفسیرها‪ ،‬إذ ال شيء یمكن‬
‫منطلقا مضمونا الكتشاف الحقیقة‪،‬‬ ‫حیث ما وجدت مصلحة وجدت العدالة‬
‫إلى زخم كبیر من األسباب التي‬ ‫معرفته قبلیا دونما أي تجربة‪.‬‬
‫ألنها في نظره من شأن العقل وحده‬ ‫مادام اإلنسان یمیل بطبیعتها إلى‬
‫جعلتها تحظى بالدقة والموضوعیة‬ ‫موقف رونیه طوم‬ ‫تحقیقها‪ .‬وهناك من یذهب إلى‬
‫وهو ما یقبله العقل تلقائیا دونما‬ ‫یعتقد أن الواقعة التجریبیة ال یمكن والصرامة‪ ،‬لكن أال یحق لنا أن‬
‫حاجة إلى برهان‪ ،‬فالحقیقة في‬ ‫السخریة من العدالة الستحا لة‬
‫نتساءل عن ما هي معاییر علمیة‬ ‫أن تكون علمیة إال إذا استوفت‬
‫األصل لیست واقعا بل أفكارا في‬ ‫تحقیقها‪ ،‬أما اإلنصاف فیتحقق بفعل‬
‫المعرفة العلمیة ؟ وما هي مقاییس‬ ‫شرطین أساسین‪ :‬قابلیة إعادة‬
‫العقل ولما كانت الحدود بین‬ ‫العرف الذي یعتبر بمثابة األساس‬
‫صالحیتها ؟‬ ‫صنعها في مجاالت زمكانیة‬
‫الصادق والكاذب من األفكار لیست‬ ‫الروحي لسلطته وسببا في القبول به‪،‬‬
‫موقف برتراند راسل‬ ‫مختلفة‪.‬‬
‫بینة منذ البدایة فإن الطریق إلى‬ ‫هذا ما عبر عنه أحد المفكرین یدعى‬
‫أن المعرفة العلمیة التي یحصلها‬ ‫المحور الثاني‪ :‬العقالنیة العلمیة‬
‫الحقیقة في نظر دیكارت هو الشك‬ ‫باسكال‪.‬‬
‫اإلنسان على وجهین‪ :‬معرفة بالحقائق‬ ‫في الوقت الذي یشكل فیه العقل‬
‫المنهجي‪.‬‬ ‫مصدرا لبناء النظریة‪ ،‬یؤسس الواقع الخاصة‪ ،‬ومعرفة بالحقائق العلمیة‪.‬‬
‫موقف كانط‬ ‫فالحقائق الخاصة هي وقائع تتضمن‬
‫یعتبر أن الحقیقة لیست ال ذاتیة وال‬ ‫موضوعها‪ .‬لكن ما األساس الذي‬
‫استنتاجات تتباین درجة صحتها‬ ‫تبنى علیه العقالنیة‬
‫موضوعیة‪ ،‬ولیست معطاة أو‬ ‫وصالحیتها‪ ،‬في حین تتخذ الحقائق‬
‫جاهزة خارج الفكر والواقع وال‬ ‫العلمیة ؟ هل العقل أم التجربة‪ ،‬أم‬
‫العلمیة صورة استنتاجات یقینیة‪ .‬إال‬ ‫هما معا ؟‬
‫داخله بل إنها منتوج ‪ ،‬إنها حاصل‬ ‫أن هذه الحقائق العلمیة قد تقصر على‬
‫تفاعل الفكر والواقع‪ ،‬یبنیهما العقل‬ ‫موقف دیكارت‬
‫استیفاء شرط العلمیة حینما ال تفي‬ ‫یرى ضرورة بناء المعرفة العلمیة‬
‫انطالقا من معطیات التجربة الحسیة‬ ‫بمعاییر منهجیة ثالثة تتلخص فیما‬
‫مادة المعرفة التي یضفي علیها‬ ‫اعتمادا على العقل وحده دونما‬
‫یلي‪:‬الشك في صحة االستقراء‪.‬‬ ‫االستعانة بالتجارب والمعارف‬
‫الفهم الصور واألشكال‪ .‬فالحقیقة‬ ‫‪‬صعوبة استنتاج ما ال یقع في‬
‫تستلزم المادة والصورة‪ ،‬الواقع‬ ‫النابعة من الحواس‪ ،‬ألن له‬
‫تجربتنا‪ ،‬قیاسا على ما یقع فیها‪.‬‬ ‫جمیع الخاصیات والمؤهالت التي‬
‫والفكر معا‪ .‬وعلى هذا المضي‬ ‫‪‬افتراض إمكانیة استنتاج ما ال یدخل‬
‫أضحت الحقیقة متعددة ونسبیة ومیر‬ ‫تتیح له إنتاج الحقیقة‪ .‬فالعقل یعتمد‬
‫على المبادئ التي تساعده على بلوغ في تجربتنا یكون ذا طابع مجرد لذلك‬
‫معطاة‪ ،‬بل لم تعد مطابقة الفكر‬ ‫یعطي قدرا من المعلومات أقل مما‬
‫للواقع بل انتظام معطیات الواقع في‬ ‫أهدافه ببداهة ووضوح تامتین‪.‬‬
‫یبدو أنه معطیه لو استخدمت اللغة‬
‫أطر أو مقوالت العقل‪.‬‬ ‫العادیة‬
‫مفهوم الشخص‬ ‫موقف ولیام جیمس‬
‫فلسفته كانت ثورة على المطلق‬
‫موقف باشالر‬
‫یعتبر أن الحقیقة العلمیة خطأ تم‬
‫موقف هایدجر‬
‫یذهب إلى أن الحقیقة تتخذ طعما‬
‫المحور األول‪ :‬الشخص‬ ‫والتأملي والمجرد‪ .‬فقیمة الحقیقة هي‬ ‫تصحیحه‪ ،‬وأن كل معرفة علمیة‬ ‫آخر ومفهوما جدیدا‪ ،‬إنها في نظره‬
‫والهوية‬ ‫قدرتها على تحقیق نتائج وتأثیرات‬ ‫تحمل في ذاتها عوائق ابستمولوجیة‬ ‫توجد في الوجود‪ .‬ما دام هذا الوجود‬
‫كيف يمكن تفسير ثبات األنا أي‬ ‫في الواقع‪ ،‬و بالنسبة لجیمس قد‬ ‫تؤدي إلى الخطأ‪،‬وأول هذه العوائق‬
‫ال یتمكن من التعبیر عن ذاته‬
‫الهوية الشخصية رغم مختلف‬ ‫تكون تلك نتائج مباشرة كما هو في‬ ‫الظن أو بادئ الرأي‪ .‬وهذا یعني أن‬
‫الواقع المادي‪ ،‬وقد تكون میر‬ ‫الحقیقة ال تولد دفعة واحدة‪ ،‬فكل‬ ‫والكشف عن حقیقته فإنه یحتاج إلى‬
‫التغيرات؟‬
‫مباشرة بمعنى میر فعالة بشكل‬ ‫االجتهادات اإلنسانیة األولى عبارة‬ ‫من یقوم بذلك‪ ،‬واإلنسان هو الكائن‬
‫موقف الشوليي‬
‫مباشر كحدیث ولیام جیمس عن‬ ‫عن خطأ‪ ،‬واكتشاف الخطأ وتجاوزه‬ ‫الوحید الذي تتجلى فیه حقیقة‬
‫المحدد الرئيسي للشخص هو هويته‪،‬‬
‫أي تطابقه مع ذاته وبالتالي تميزه‬ ‫تأثیر اإلیمان في الفرد بحیث ینحت‬ ‫هو الخطوة األولى نحو الحقیقة‪.‬‬ ‫الوجود‪ ،‬ال ألنه یفكر وإنما ألنه‬
‫عن غيره‪ .‬أما وحدته النفسية عبر‬ ‫داخله مجموعة من القیم التي‬ ‫موقف نیتشه‬ ‫ینطق ویتكلم ویعبر‪ .‬فاإلنسان في‬
‫جل مراحل حياته فهي الضامن لهذه‬ ‫باكتسابها تسود قیم من قبیل الخیر‬ ‫یرى أن الحقائق مجرد أوهام نسینا‬ ‫نظره نور الحقیقة في ظلمات‬
‫الهوية‪ ،‬ألنهما ليستا نتاجا تلقائيا‪،‬‬ ‫والفضیلة‪.‬‬ ‫أنها أوهام وذلك بسبب نسیان منشأ‬ ‫الكینونة‪ ،‬فالحقیقة لیست فكرا‬
‫بقدر ما أنهما نتاج آلليات ربط‪،‬‬ ‫اللغة وعملها‪ ،‬ألن اللغة ما هي إال‬
‫ینضاف إلى الوجود من الخارج كما‬
‫وهي آليات نفسية تقوم بمهمة السهر‬ ‫استعارات وتشبیهات زینت بالصورة‬
‫الشعریة والبالمیة مما یجعل من‬ ‫ادعى دیكارت وكانط‪ ،‬وإنما هي‬
‫على وحدة الشخص وتطابقه‪ .‬أولها‬
‫وحدة الطبع أو السمة العامة‬ ‫الصعب التوصل إلى الحقائق‬ ‫توجد في صمیم الوجود نفسه‪ .‬ولیس‬
‫للشخصية‪ ،‬في مواقفها وردود فعلها‬ ‫بواسطة الكلمات أو إلى تعبیر‬ ‫اإلنسان سوى لسان حال الوجود أو‬
‫تجاه اآلخرين‪ .‬وعلى هذا النحو يرى‬ ‫مطابق للواقع وللكیانات األصلیة‬ ‫كلمة الوجود المنطوقة‪ ،‬األمر الذي‬
‫الشوليي‪ ،‬أن كل من وحدة الطبع أو‬ ‫لألشیاء باإلضافة إلى نسیان‬ ‫یدل على أن الحقیقة هي فكر یطابق‬
‫السمة العامة للشخصية‪ ،‬هي ضمان‬ ‫الرمبات واألهواء والغرائز التي‬ ‫لغة معینة تعبر عن وجود معین أي‬
‫هويتها إلى جانب الذاكرة التي‬ ‫تحول دون السلوك اإلنساني وتدفعه‬
‫كشف للكائن وحریته‪ ،‬أي استعداد‬
‫اعتبرها آلية ضرورية لربط حاضر‬ ‫إلى الكذب واألخطاء ‪ ،‬بدل الكشف‬
‫واإلظهار وبذلك یصبح الطریق إلى‬ ‫الفكر لالنفتاح على الكائن المنكشف‬
‫الشخص بماضيه القريب أو البعيد‪.‬‬
‫الحقیقة لیس هو العقل أو اللغة بل‬ ‫له‪ ،‬واستقباله إذا ما تحقق التوافق و‬
‫موقف ديكارت‬
‫يذهب إلى تأكيد أهمية الفكر في بناء‬ ‫النسیان‬
‫والالشعور‪.‬‬ ‫االنسجام‪.‬‬
‫الشخصية وفهم حقيقتها‪ ،‬فالفكر صفة‬
‫تخص الذات اإلنسانية وهي وحدها‬ ‫المحور الثالث‪ :‬الحقیقة‬
‫لصيقة بها‪.‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬معاییر‬
‫كقیمة‬
‫والتفكير هو الشرط الضروري‬
‫إن اعتقاد اإلنسان في الحقائق وسعیه‬ ‫الحقیقة‬
‫للوجود‪ .‬إذن أساس هوية الشخص‬
‫وراءها أمر ضروري الستمرار‬
‫هو التفكير الذي يعتبر مناسبة‬ ‫إذا كان هدف الحقیقة هو معانقة‬
‫الحیاة االجتماعیة واألخالقیة كما‬
‫لحضور الذات أمام نفسها‬ ‫الیقین في إنتاجها لمختلف أصناف‬
‫تبین في المحور السابق‪ ،‬ولعل هذا‬
‫وإدراكها إدراكا مباشرا لكل ما‬
‫ما یطرح مسألة الحقیقة كقیمة‪ .‬فمن‬ ‫المعارف وفي مختلف الوسائل‬
‫يصدر عنها من أفعال والتي تبقى‬
‫أین تستمد الحقیقة قیمتها ؟ وما الذي‬ ‫لإلقناع وبسط سلطاتها‬
‫رغم تعددها واحدة وثابتة‪.‬‬
‫یجعل الحقیقة مرموبا فیها ومایة‬
‫موقف جون لوك‬ ‫وهدفا للجهد اإلنساني؟‬ ‫المعرفیة‪ ،‬فإننا نكون أمام تعدد‬
‫يعطي تعريفا للشخص باعتباره ذلك‬ ‫موقف كیركجارد‬
‫الكائن المفكر والعاقل‪ ،‬القادر على‬ ‫معاییر الحقیقة‪ .‬فما هو معیار‬
‫یرى أن الحقیقة لها قیمة أخالقیة‪.‬‬ ‫الحقیقة ؟ هل هو معیار منطقي أم‬
‫التعقل والتأمل حيثما كان وأنى كان‬
‫إنها فضیلة على الطریقة السقراطیة‪،‬‬
‫ومهما تغيرت الظروف‪ ،‬وذلك عن‬ ‫مادي ؟‬
‫قبل أن تكون مجرد معرفة‪ ،‬فهي ال‬
‫طريق الشعور الذي يكون لديه عن‬
‫تنكشف في العقل وال تدرك في‬
‫أفعاله الخاصة وبشكل مستمر دون‬ ‫موقف دیكارت‬
‫االستدالل وإنما تولد في الحیاة‬
‫حدوث أي تغير في جوهر الذات‪،‬‬
‫وتعاش بالمعاناة‪ .‬الحقیقة لیست شيء‬ ‫یرى أننا ال نخطئ إال حینما نحكم‬
‫فاقتران الشعور بالفكر على نحو‬
‫ثابت‪ ،‬إنها حوار واختالف وهي‬
‫دائم هو ما يكسب الشخص هويته‬ ‫على شيء ال تتوفر لدینا معرفة‬
‫ذاتیة ألنها ال تتكرر في كل واحد‬
‫ويجعله يبقى دائما هو هو‪ ،‬باعتباره‬ ‫دقیقة عنه‪ ،‬ویعتبر أن الحقیقة بسیطة‬
‫منا‪ ،‬إنها أخالق وفضیلة ولیست‬
‫كائنا عاقال يتذكر أفعاله وأفكاره التي‬ ‫ومتجانسة خالصة وبا لتالي متمیزة‬
‫قضیة معرفیة ومایة مذهبیة بعیدة‬
‫صدرت عنه في الماضي وهو نفسه‬ ‫وواضحة بذاتها‪ .‬فالحقیقي بدیهي‬
‫عن شروط وجود اإلنسان‪.‬‬
‫الذي يدركها في الحاضر‪.‬‬
‫بالنسبة للعقل وال یحتاج إلى دلیل‬
‫ومتمیز عما لیس حقیقیا‪ ،‬إنه قائم‬
‫بذاته كالنور یعرف بذاته دونما‬
‫موقف سارتر‬
‫يرى الغير ما هو إال أنا آخر‪ ،‬أي‬
‫مفهوم الغير‬ ‫المحور الثالث‪ :‬الشخص‬ ‫المحور الثاني‪ :‬الشخص‬
‫كأنا مماثل ألناي‪ ،‬إال أنه مستقل‬
‫كيف نستدل على وجود الغير‬ ‫بين الضرورة والحرية‬ ‫بوصفه قيمة‬
‫باعتباره وجودا خارج الذات‪،‬‬ ‫اختلف الفالسفة في تحديد موقف‬ ‫انصب تفكير الفالسفة وعلماء‬
‫عنه‪ ،‬لكن وجود الغير هو كذلك نفي‬ ‫بالرغم من أنه وجود مختلف عن‬
‫ألناي‪ ،‬من حيث هو مركز للعالم‪.‬‬ ‫ووضع اإلنسان داخل المجتمع‪،‬‬ ‫االجتماع على هذا البعد‪ ،‬فمنه من‬
‫باقي الموضوعات األخرى‬ ‫فمنهم من اعترف بعدم حريته ألن‬
‫ويترتب على وجود الغير هذا نتائج‬ ‫أرجعه لذات اإلنسان‪ ،‬ومنهم من‬
‫التي تشكل العالم الخارجي؟‬ ‫خضوعه للضرورة هو الشكل‬
‫هامة وحاسمة ال على مستوى أناي‬ ‫أرجعه لعالقته مع الغير‬
‫فحسب‪ ،‬بل على مستوى عالقتي مع‬ ‫المحور األول‪ :‬وجود‬ ‫الوحيد للحياة مع الناس وفي الكون‪،‬‬
‫ومنهم من رأى أن الوعي واالختيار‬
‫العالم الخارجي‪ .‬إن ما سبق يظهر‬ ‫الغير‬ ‫يمكنان اإلنسان كشخص من العيش‬
‫موقف كانط‬
‫التناقض الحاصل بين التمثلين‬ ‫موقف ديكارت‬
‫الديكارتي والهيجلي‪ ،‬ففي الوقت‬ ‫حرا‪.‬‬ ‫اإلنسان كائن عاقل وهو غاية في‬
‫كان أول فيلسوف حاول إقامة‬ ‫موقف سارتر‬
‫الذي يقصي فيه ديكارت وجود‬ ‫مفارقة بين األنا الفردية الواعية‬ ‫ذاته‪ ،‬وليس مجرد وسيلة يستعملها‬
‫الغير‪ ،‬يعتبره هيجل وجودا‬ ‫يميز سارتر بين الوجود والماهية‪.‬‬
‫وبين الغير‪ ،‬حيث أراد ديكارت‬ ‫الغير أو وسيلة يستعملها هو نفسه‬
‫ضروريا‪ .‬وهذا يتولد عنه السؤال‬ ‫واإلنسان هو الكائن الوحيد الذي يبق‬
‫لنفسه أن يعيش عزلة إبستيمية‪،‬‬ ‫لتحقيق هدف ما‪ .‬اإلنسان خالفا‬
‫التالي‪ :‬هل معرفة الغير ممكنة ؟‬ ‫وجوده ماهيته‪ ،‬ولهذا فهو يتجاوز‬
‫رافضا كل استعانة بالغير في أثناء‬ ‫لألشياء هو الكائن الوحيد الذي له‬
‫وكيف تتم معرفته؟‬ ‫وضعه إلى وضع آخر عبر اإلرادة‬
‫عملية الشك‪ .‬فرفض الموروث من‬
‫المحور الثاني‪ :‬معرفة الغير‬ ‫قيمة مطلقة ألنه غاية في ذاته‪ .‬لهذا والفعل والشغل‪...‬‬
‫المعارف‪ ،‬واعتمد على إمكاناته‬
‫إن معرفة الغير تمثل عالقة "إبس تيمية‬
‫الذاتية‪ ،‬ألنه يريد أن يصل إلى ذلك‬
‫موقف مونيي‬ ‫السبب يسمى اإلنسان شخصا‬
‫" بين ط رفين‪ ،‬أح دهما يمث ل األن ا‬ ‫الظرف‬ ‫يقبل‬ ‫ألنه‬ ‫حر‬ ‫الشخص‬ ‫أشياء‪.‬‬ ‫وتسمى الموجودات األخرى‬
‫اليقين العقلي الذي يتصف بالبداهة‬
‫العارف ة واآلخ ر يمث ل موض وع‬ ‫ألن‬ ‫فيه‬ ‫يتواجد‬ ‫الذي‬ ‫والوضع‬ ‫فال يمكن تقوين اإلنسان بسعر كما‬
‫المعرفة‪ .‬الشيء الذي‬
‫والوضوح والتميز‪ ...‬فوجود الغير‬
‫في إدراك الحقيقة ليس وجودا‬ ‫مواجهة‬ ‫في‬ ‫إال‬ ‫تتحقق‬ ‫ال‬ ‫الحرية‬
‫يدفعنا إلى طرح ا لتساؤل الت الي‪ :‬ه ل‬ ‫نفعل باألشياء والحيوانات‪ :‬اإلنسان‬
‫ضروريا‪ ،‬ومن ثمة يمكن أن نقول‪:‬‬ ‫العوائق والحواجز‪ ،‬وعن طريق‬
‫نع رف الغ ير بوص فه ذات ا أم‬
‫إن تجربة الشك التي عاشها ديكارت‬ ‫ليس قابال للبيع‪ .‬فهو كشخص يعتبر االختيار بين عدة اختيارات‬
‫موضوعا ؟ بمع نى آخ ر‪ ،‬ه ل معرف ة‬ ‫قيمة تتجاوز كل سعر‪ .‬إنه شخص‪،‬‬
‫الغير ممكنة أم‬ ‫والتضحية‪ ،‬أي بذل جهد للتغلب على تمت من خالل إقصاء الغير‪...‬‬
‫المعيقات الداخلية والخارجية‪.‬‬ ‫غاية في ذاته‪ ،‬له كرامة ويتمتع‬
‫مستحيلة؟‬ ‫واالعتراف بالغير ال‬
‫يأتي إال من خالل قوة الحكم العقلي‬ ‫الحرية تتحقق داخل‬ ‫باالحترام واحترامه هذا يعني‬
‫موقف سارتر‬ ‫بتأثيرها‪.‬‬ ‫الشخص‬ ‫تلزم‬ ‫شروط‬
‫يط رح العالق ة المعرفية بين األن ا‬ ‫حيث يكون وجود الغير وجودا‬ ‫احترام‬
‫استدالليا‪.‬‬ ‫نريد‬ ‫ما‬ ‫نفعل‬ ‫أن‬ ‫هي‬ ‫الحرية‬ ‫ليست‬
‫ار‬ ‫ير في إط‬ ‫والغ‬
‫وإنما أن نصارع ظروفا معيقة‬ ‫اإلنسانية التي يمثلها‪.‬‬
‫فينومينولوجي )ظاهراتي(‪ ،‬ف الغير في‬ ‫موقف هيجل‬ ‫ونتغلب عليها‪.‬‬
‫اعتقاده ه و "ذل ك ال ذي ليس ه و أن ا‪،‬‬ ‫تجاوز هذا الشعور السلبي بوجود‬
‫ولس ت أن ا ه و"‪ .‬وفي حال ة وج ود‬ ‫الغير‪ ،‬ألنه رأى أن الذات حينما‬
‫موقف اسبينوزا‬ ‫موقف هيجل‬
‫عالقة عدمية بين األنا والغير‪ ،‬فإن ه ال‬ ‫تنغمس في الحياة ال يكون وعيها‬ ‫يميز‬ ‫ما‬ ‫أن‬ ‫اعتبار‬ ‫إلى‬ ‫يذهب‬
‫الشخص يكتسب قيمته األخالقية‬
‫يمكن ه "أن يؤثر في كينون تي‬ ‫الشخص عن باقي الكائنات األخرى‪ ،‬وعيا للذات‪ ،‬وإنما نظرة‬
‫بكينونته"‪ ،‬وفي هذه‬ ‫إلى الذات باعتبارها عضوية‪ .‬فوعي‬ ‫عندما يعي ذاته وحريته وينفتح على هو سعيه للحفاظ على بقائه‬
‫الحال ة س تكون معرف ة الغ ير غ ير‬ ‫الذات لنفسها في اعتقاد هيجل يكون‬ ‫يتأسس‬ ‫الواقع الذي ينتمي إليه‪ ،‬بالدخول مع واستمراره‪ ،‬وهو سعي‬
‫ممكنة‪ .‬لكن بمجرد ال دخول في عالق ة‬
‫من خالل اعتراف الغير بها‪ .‬وهذه‬ ‫على اإلرادة الحرة‪ .‬وليست الحرية‬ ‫الجماعة في عالقة تعاون متبادلة‬
‫معرفية م ع الغ ير معن اه تحويل ه إلى‬ ‫هنا بمعنى الجواز‪ ،‬بل إنها تقترن‬
‫عملية – – مزدوجة يقوم بها الغير‬ ‫امتثاال للواجب‪.‬‬
‫موض وع )أي تش ييئه(‪ :‬أي أنن ا ننظ ر‬
‫بالفضيلة والكمال‪ ،‬وليس بالعجز أو كما تقوم بها الذات‪ .‬واعتراف أحد‬
‫إليه كش يء خ ارج عن دواتن ا ونس لب‬ ‫الضعف‪ ،‬وفق ما تقتضيه قوانين‬
‫من ه جميع مع اني ال وعي والحرية‬ ‫الطرفين باآلخر البد أن ينتزع‪ .‬هكذا‬
‫الطبيعة اإلنسانية من قدرة على‬
‫موقف غوسدورف‬
‫واإلرادة والمس ؤولية‪ .‬وه ذه العالق ة‬ ‫تدخل األنا في صراع حتى الموت‬
‫مع الغير‪ ،‬وتستمر العالقة بينهما في‬ ‫استخدام العقل للتمييز بين الخير‬
‫متبادلة بين األن ا والغ ير‪ :‬فحين أدخ ل‬ ‫يعرف الشخص انطالقا من كونه‬
‫إطار جدلية العبد والسيد‪ .‬هكذا يكون‬ ‫الثاني‪.‬‬ ‫والشر‪ ،‬وتفضيل األول على‬
‫في مج ال إدراك اآلخ ر‪ ،‬ف إن نظرت ه‬ ‫عنصرا مكونا للجماعة وهو ما يعني‬
‫إلي تقيدني وتح د من حريتي‬ ‫وجود الغير بالنسبة إلى الذات‬ ‫أن قيمة التضامن بين أفراد الجماعة‬
‫وتلقائيتي‪،‬‬ ‫وجودا‬
‫مكون أساسي لقيمته بحث أن أنانيته‬
‫ألن ني أنظ ر إلى نفس ي نظ رة اآلخ ر‬ ‫ضروريا‪.‬‬
‫ستضر بالغير وبنفسه أيضا‪.‬‬
‫إلي‪ .‬إن نظرة الغير إلي تش يئني‪ ،‬كم ا‬
‫تشيئه نظرتي إليه‪ .‬هك ذا تب دو كينون ة‬ ‫التضامن والتعايش هو أساس قيمة‬
‫الغ ير متعالية عن مج ال إدراكن ا م ا‬ ‫الشخص وكماله‪ ،‬ألن االنعزالية‬
‫دامت معرفتنا للغ ير معرف ة انطباعية‬
‫حسية‪.‬‬ ‫واألنانية والفردانية تجعل الشخص‬
‫معاديا لنفسه وإلنسانيته وللغير‪ .‬بما‬
‫أنه شخص وليس بهيمة فإن وجوده‬
‫ال يتحقق إال بمشاركة اآلخرين‬
‫موقف ميرلوبونتي‬
‫له موقف آخر إذ يرى أن "نظرة الغير‬
‫ال تحولني إلى موضوع‪ ،‬كما ال تحوله‬
‫نظرتي إلى موضوع " ؛ إال في حالة‬
‫واحدة وهي أن ينغلق كل واحد في‬
‫ذاته وتأمالته الفردية‪ .‬مع العلم أن هذا‬
‫الحاجز يمكن تكسيره بالتواصل‪،‬‬
‫فبمجرد أن تدخل الذات في التواصل‬
‫مع الغير حتى تكف ذات الغير عن‬
‫التعالي عن األنا‪ ،‬ويزول بذلك العائق‬
‫الذي يعطي للغير صورة عالم‬

‫يستعصي بلوغه‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬العالقة مع‬


‫الغير‬
‫هل العالقة مع الغير هي عالقة تكامل‬
‫أم تنافر‬

‫موقف كانط‬
‫يرى أن عالقة الصداقة هي أسمى‬
‫وأنبل العالقات اإلنسانية ألنها قائمة‬
‫على االحترام المتبادل‪ .‬وأساسها‬
‫اإلرادة األخالقية الخيرة‪ .‬فالصداقة‬
‫باعتبارها واجبا أخالقيا‪ ،‬تشترط وجود‬
‫المساواة وعالقة التكافؤ‪ ،‬وهي أيضا‬
‫نقطة تماس بين الحب واالحترام‪ .‬وهذا‬
‫ما يمنح اإلنسان توازنه وعدم اإلفراط‬
‫سواء في االحترام أو الحب‪.‬‬

‫موقف أفالطون‬
‫يعتبر أن عالقة الصداقة تنبثق من‬
‫الحالة الوجودية الوسط التي تطبع‬
‫وجود اإلنسان‪ ،‬وهي حالة وسط بين‬
‫الكمال المطلق والنقص المطلق تدفع‬
‫اإلنسان إلى البحث الدائم عما يكمله‬
‫في عالقته مع اآلخرين‪ ...‬فالكمال‬
‫األقصى يجعل اإلنسان في حالة‬

‫اكتفاء ذاتي ال يحتاج فيها إلى الغير‪،‬‬


‫وفي حالة النقص المطلق تنعدم لديه‬
‫الرغبة في طلب الكمال والخير‪ .‬من‬
‫هنا تقوم الصداقة كعالقة محبة متبادلة‬
‫يبحث فيها األنا عما يكمله في الغير‪،‬‬
‫يتصف فيها كل طرف بقدر كاف من‬
‫الخير أو الكمال يدفعه إلى طلب كمال‬
‫أسمى‪ ،‬وبقدر من النقص الذي ال‬
‫يحول دون طلب الكمال‪.‬‬

You might also like