Professional Documents
Culture Documents
المحور الثاني :العدالة موقف ماكس فیبر المحور الثاني :طبیعة مفهوم الدولة
یرى أن ما یمیز الدولة باألساس
كأساس للحق هو احتكارها للعنف الشرعي ،أي السلطة السیاسیة المحور األول:
أنه ال توجد أیة جهة تمتلك شرعیة ماهي طبیعة العالقة بین العدالة و هل یمكن حصر السلطة
الحق ؟ أیهما أساس اآلخر؟ هل تقوم السیاسیة في أجهزة الدولة أم أن
مشروعیة الدولة
استعمال العنف ما عدا الدولة.
العدالة على أساس الحق والفضیلة ؟
موقف ماركس السلطة هي قدرة مشتتة في كل وغایاتها
موقف اسبینوزا المجتمع ؟ هل هي متعالیة عن من أین تستمد الدولة
یعتبر الدولة جهازا طبقیا یخدم
یعتبر أن هناك مبدأ تقوم علیه الدولة المجال الذي تمارس فیه أم هي مشروعیتها ،من الحق أم من
مصالح الطبقات السائدة سیاسیا
الدیموقراطیة وهو تحقیق األمن محایثة له ؟ القوة ؟ وكیف یكون وجود دولة
ألنها سائدة اقتصادیا .وهكذا یكون
والسالم لألفراد من خالل االحتكام موقف مونتسكیو ما مشروعا ؟
العنف وسیلة مركزیة معبرا عنها
للقوانین التي باألجهزة القمعیة إلى جانب عالج مونتسكیو في كتابه "روح موقف ماكس فیبر
وضعها وشرعها العقل وتم التعاقد األجهزة اإلیدیولوجیة. القوانین" طبیعة السلط في یعتبر أن السیاسة هي مجال
علیها ،وبذلك یتم تجاوز قوانین الدولة ،إذ یصادر على ضرورة تدبیر الشأن العام وتسییره .وما
الطبیعة التي تحتكم إلى الشهوة مفهوم الحق و العدالة الفصل بین السلط داخل الدولة، الدولة إال تعبیر عن عالقات
والغریزة وتستند إلى القوة المحور األول :الحق بین حیث ینبغي في نظره استقالل الهیمنة القائمة في المجتمع،
الفردیة مما یؤدي إلى انتشار السلطة التشریعیة عن التنفیذیة وهذه الهیمنة تقوم على
الفوضى والظلم والعدوان والكراهیة الطبیعي والوضعي عن القضائیة والفصل بینهم. المشروعیة التي تتحدد في ثالث
والصراع ،فالقانون المدني الذي هل للعدالة ارتباط بالحق الطبیعي والهدف من هذا الفصل والتقسیم أسس تشكل أساس األشكال
تجسده الدولة كسلطة أم بالحق الوضعي ؟ هل یمكن هو ضمان الحریة في كنف المختلفة للدولة ،وهي سلطة
علیا هو قانون من وضع العقل و تحقیق العدالة خارج القوانین أم الدولة. األمس األزلي المتجذرة من
تشریعه ،لذلك یجب على األفراد تشترط االرتباط بها ؟ موقف میشیل فوكو سلطة العادات والتقالید ،ثم
االمتثال له والخضوع له حفاظا على موقف طوماس هوبس یحصر السلطة في مجموعة من السلطة القائمة على المزایا
حریتهم وحقوقهم یؤكد أن العدالة ترتبط بالحق المؤسسات واألجهزة ویبلور الشخصیة الفائقة لشخص ما،
ألنه یجسد العدالة و یسمح بأن یأخذ الوضعي وتتعارض مع الحق تصورا أصیال للسلطة ،إذ یرى وأخیرا السلطة التي تفرض
كل ذي حق حقه بذلك تتحقق الطبیعي ،ألن الحق الطبیعي أنها لیست متعالیة عن المجال نفسها بواسطة الشرعیة بفضل
المساواة واإلنصاف من خالل یحتكم إلى القوة ویخضع الذي تمارس فیه ،بل هي محایثة االعتقاد في صالحیة نظام
ضمان حقوق الجمیع وعدم لتوجیهات الغریزة واألهواء ،مما له ،إنها االسم الذي یطلق على مشروع وكفاءة ایجابیة قائمة
التمییز بینهم سواء على اساس طبقي یجعله حقا یقوم على الحریة وضعیة استراتیجیة معقدة في على قواعد حكم عقالنیة.
أو عرقي أو جنسي أو غیرهم. المطلقة التي تبیح للفرد القیام بكل مجتمع معین تجعل مفعول موقف هوبز
موقف فریدیریك فون هایك ما من شأنه أن یحفظ السلطة یمتد كعالقات قوة في یرى أن الدولة تنشأ ضمن تعاقد
عرف السلوك العادل بأنه سلوك حیاته )العدوان ،العنف ،(..أما منحى من مناحي الجسم إرادي ومیثاق حر بین سائر
یكفل الحق في منظومة قانونیة الحق الوضعي فهو حق یحتكم إلى االجتماعي. البشر ،حتى ینتقلوا من حالة
وشرعیة في إطار مجتمع تسوده القوانین والتشریعات المتعاقد موقف دو وكفیل الطبیعة )حرب الكل ضد الكل(
الحریة ،حیث ال تعكس العدالة علیها ،ویخضع لتوجیهات العقل إلى حالة المدنیة .وبذلك ستكون
یرى أن الصفات الجدیدة التي
داللتها إال في نظام شرعي .فالقانون مما یجعله یحد من الحریة المطلقة غایة الدولة هي تحقیق األمن
أصبحت تتحلى بها الدولة ،في
الذي یستند على قواعد العدالة له لكنه یضمن حقوق األفراد ویحقق والسلم في المجتمع.
ممارستها السیاسیة ،هي تلبیة
مقام استثنائا ال یجعل الناس یرغبون العدل والمساواة ،وبذلك یخلص موقف سبینوزا
متع األفراد ورغباتهم وتحقیق
في أن یحمل إسما ممیزا فحسب بل هوبس إلى أن العدالة ترتبط یرى أن الغایة من تأسیس الدولة
حاجیاتهم الیومیة ،لكن هذه
یدفعهم أیضا إلى تمییزه بوضوح عن بالحق الوضعي أي بالحریة هي تحقیق الحریة لألفراد
االمتیازات یرى أنها كانت على
تشریعات أخرى تسمى قوانین ،ولعل المقننة بالقوانین والتشریعات و واالعتراف بهم كذوات مسؤولة
حساب إقصائهم من الحیاة
مبرر ذلك یكمن في أنه لو شئنا تتعارض مع الحریة المطلقة التي وعاقلة وقادرة على التفكیر،
السیاسیة ،األمر الذي أدى إلى
الحفاظ على مجتمع تسوده الحریة تستند إلى القوة والغریزة. وبالتالي تمكین كل مواطن من
تقلیص الحریات وتدني الوعي
فإن ذلك القسم من الحقوق الذي یقوم موقف جان جاك روسو
السیاسي لدیهم ،وبالتالي تحول الحفاظ على حقه الطبیعي في
یمیز بین حالة الطبیعة التي یخضع
على القواعد العادلة هو وحده الكفیل األفراد إلى قطیع تابع وفاقد الوجود باعتباره وجودا حرا.
فیها األفراد ألهوائهم ورغباتهم بحیث
بأن یكون ملزما للمواطنین تطغى علیهم األنانیة والذاتیة لإلرادة موقف هیجل
ومفروضا على الجمیع. ویحتكمون إلى قوتهم ،و بین حالة المحور الثالث :الدولة یرى أن مهمة الدولة هي أبعد
التمدن التي یمتثل فیها األفراد من ذلك وأعمق وأسمى .فالفرد
لتوجیهات العقل ویحتكمون إلى بین الحق والعنف في رأیه یخضع للدولة وینصاع
القوانین والتشریعات في إطار عقد هل تمارس الدولة سلطتها بالقوة لقوانینها ألنها تجسد فعلیا اإلرادة
اجتم اعي یساهم الفرد في تأسیسه أم بالقانون ؟ بالحق أم بالعنف ؟ العقالنیة العامة ،والوعي
ویلتزم باحترامه وطاعته ویمارس موقف مكیافیللي الجماعي القائم على األخالق
حریته في ظله .إذن فالعقد یركز على ضرورة استعمال الكونیة ،ألنها تدفع بالمرء
االجتماعي یجسد اإلرادة العامة التي جمیع الوسائل ومن ضمنها
تعلو على كل اإلرادات الفردیة، للتخلص من أنانیته بحیث ینخرط
موقف بوانكاري
یذهب إلى أن معیار الموضوعیة
موقف كانط
له موقف یجمع فیه بین قدرات العقل
النظریة والتجربة المحور الثالث :العدالة بین
في العلم فیتحدد في العالقة ومعطیات التجربة ،بمعنى التكامل المحور األول :التجربة اإلنصاف والمساواة
إذا كانت العدالة هي تحقیق المساواة
الموجودة بین الظواهر ،لهذا لم بین المعرفة العقلیة القبلیة والمعرفة والتجریب فهل یمكن تحقیقه لجمیع األفراد داخل
یعد ینظر إلیها بشكل معزول التجریبیة البعدیة .فالتجربة لیست إال مما ال مناص فیه ،تعتبر المعرفة
مما أتاح للباحثین إمكانیة تحقیق مجرد وسیلة یتم بموجبها الحكم على المجتمع؟
العلمیة نموذجا للموضوعیة والدقة
المسافة العلمیة الضروریة بینهم المبادئ العقلیة القبلیة الن بلوغ في أبحاثها ونتائجها ،لكن ما سبب
موقف أفالطون
وبین الموضوع األحكام الكونیة رهین بالتفكیر قوتها ومصداقیتها ؟ یرى أن العدالة تتحدد باعتبارها
المدروس.والخاصیة التي تمیز العقلي المنقح بالتجربة. ثم كیف تبني موضوعها ؟ هل فضیلة تنضاف إلى فضائل ثالث هي:
النظریات العلمیة هي قابلیتها موقف ألبیر إنشتاین باالعتماد على الوقائع الحسیة أم االعتدال والشجاعة والحكمة ،فالعدالة
للتطور والمراجعة والتغییر، یذهب إلى أن للعقل الدور االیجابي باللجوء إلى الفكر العقالني؟ حسب هذا األخیر هي أن یؤدي كل
فالنظریة قد تصبح یوما ما في المعرفة العلمیة .فالعقل هو الذي فرد الوظیفة المناسبة لقواه العقلیة
موقف كلود برنار والجسدیة والنفسیة ،فهي )أي
متجاوزة لتفسح المجال ألخرى یمنح النسق الریاضي الذي أصبح یرى أن المنهج التجریبي الذي
لتحل محلها .وتتخذ الحقا النظریة في ظل الفیزیاء المعاصرة المحدد العدالة( تتحقق على مستوى النفوس
ینطلق من التجربة مرورا
حلة جدیدة الرئیسي بنیته .أما التجربة فینبغي حیث یحدث انسجام بین القوى
بالمقارنة وانتهاء بالحكم یشكل
مفهوم الحقیقة أن تتناسب مع نتائج النظریة تناسبا الشهوانیة والعقلیة لدى اإلنسان
جوهر المعرفة العلمیة لكونه هو
المحور األول :الحقیقة والرأي فالضامن الوحید لتحقیق الفضیلة
تاما .ألن البناء الریاضي الخالص المصدر الوحید للمعرفة اإلنسانیة،
نتساءل في هذا المحور عن ماهیة والعدالة هو الدولة التي تملك سلطة
یمكننا من اكتشاف المفاهیم والقوانین والسیما في إدراك العالقات بین
الحقیقة .هل هي معطى جاهز ال القانون والحكمة وتبعا لذلك فإن
والتي تمنحنا مفتاح فهم ظواهر الظواهر ،وفي اعتماد االستدالل
یحتاج إلى تحقیق أو تنقیب ،أم أنها الوظائف التي تستدعي قدرات عقلیة
بناء یتأسس على االنفتاح على الطبیعة التي یرى اینشتاین أنها التجریبي الستنباط األحكام
وانسجام الغرائز مع العقل ستكون من
استكشاف الواقع دون ما حاجة إلى تتحدث لغة والقوانین من الظواهر الطبیعیة
نصیب الحكماء والفالسفة ألنهم هم
أفكار قبلیة جاهزة ؟ األرقام. بغیة التحكم فیها.
القادرون على تحقیق الحق والعدالة.
موقف دیكارت موقف دافید هیوم
یرفض تأسیس الحقیقة على
المحور الثالث :معاییر ال یرى ضرورة ابتداء المعرفة
موقف دافید هیوم
)من رواد المدرسة التجریبیة( العدالة
الحواس ،ألن الحواس في نظره علمیة النظریات العلمیة بالتجربة وحدها بل علیها أن تقوم
بالنسبة إلیه تفقد معناها عندما تكون
تخدعنا وتقدم لنا حقائق ظنیة ینبغي من المصادر عنه أن المعرفة العلمیة كلیا على التجربة .فما یمكن
غیر ذات نفع ،ویدعو إلى التصرف
تالفیها .رمم أنه ال ینكر وجود حققت نجاحا باهرا في كل مجاالت مالحظته هي الظواهر التي
أكثر إنصافا من أجل مصلحة ما،
العالم الحسي إال أنه ال یعتبره اشتغالها ،والفضل في ذلك یرجع الیمكن تفسیرها ،إذ ال شيء یمكن
منطلقا مضمونا الكتشاف الحقیقة، حیث ما وجدت مصلحة وجدت العدالة
إلى زخم كبیر من األسباب التي معرفته قبلیا دونما أي تجربة.
ألنها في نظره من شأن العقل وحده مادام اإلنسان یمیل بطبیعتها إلى
جعلتها تحظى بالدقة والموضوعیة موقف رونیه طوم تحقیقها .وهناك من یذهب إلى
وهو ما یقبله العقل تلقائیا دونما یعتقد أن الواقعة التجریبیة ال یمكن والصرامة ،لكن أال یحق لنا أن
حاجة إلى برهان ،فالحقیقة في السخریة من العدالة الستحا لة
نتساءل عن ما هي معاییر علمیة أن تكون علمیة إال إذا استوفت
األصل لیست واقعا بل أفكارا في تحقیقها ،أما اإلنصاف فیتحقق بفعل
المعرفة العلمیة ؟ وما هي مقاییس شرطین أساسین :قابلیة إعادة
العقل ولما كانت الحدود بین العرف الذي یعتبر بمثابة األساس
صالحیتها ؟ صنعها في مجاالت زمكانیة
الصادق والكاذب من األفكار لیست الروحي لسلطته وسببا في القبول به،
موقف برتراند راسل مختلفة.
بینة منذ البدایة فإن الطریق إلى هذا ما عبر عنه أحد المفكرین یدعى
أن المعرفة العلمیة التي یحصلها المحور الثاني :العقالنیة العلمیة
الحقیقة في نظر دیكارت هو الشك باسكال.
اإلنسان على وجهین :معرفة بالحقائق في الوقت الذي یشكل فیه العقل
المنهجي. مصدرا لبناء النظریة ،یؤسس الواقع الخاصة ،ومعرفة بالحقائق العلمیة.
موقف كانط فالحقائق الخاصة هي وقائع تتضمن
یعتبر أن الحقیقة لیست ال ذاتیة وال موضوعها .لكن ما األساس الذي
استنتاجات تتباین درجة صحتها تبنى علیه العقالنیة
موضوعیة ،ولیست معطاة أو وصالحیتها ،في حین تتخذ الحقائق
جاهزة خارج الفكر والواقع وال العلمیة ؟ هل العقل أم التجربة ،أم
العلمیة صورة استنتاجات یقینیة .إال هما معا ؟
داخله بل إنها منتوج ،إنها حاصل أن هذه الحقائق العلمیة قد تقصر على
تفاعل الفكر والواقع ،یبنیهما العقل موقف دیكارت
استیفاء شرط العلمیة حینما ال تفي یرى ضرورة بناء المعرفة العلمیة
انطالقا من معطیات التجربة الحسیة بمعاییر منهجیة ثالثة تتلخص فیما
مادة المعرفة التي یضفي علیها اعتمادا على العقل وحده دونما
یلي:الشك في صحة االستقراء. االستعانة بالتجارب والمعارف
الفهم الصور واألشكال .فالحقیقة صعوبة استنتاج ما ال یقع في
تستلزم المادة والصورة ،الواقع النابعة من الحواس ،ألن له
تجربتنا ،قیاسا على ما یقع فیها. جمیع الخاصیات والمؤهالت التي
والفكر معا .وعلى هذا المضي افتراض إمكانیة استنتاج ما ال یدخل
أضحت الحقیقة متعددة ونسبیة ومیر تتیح له إنتاج الحقیقة .فالعقل یعتمد
على المبادئ التي تساعده على بلوغ في تجربتنا یكون ذا طابع مجرد لذلك
معطاة ،بل لم تعد مطابقة الفكر یعطي قدرا من المعلومات أقل مما
للواقع بل انتظام معطیات الواقع في أهدافه ببداهة ووضوح تامتین.
یبدو أنه معطیه لو استخدمت اللغة
أطر أو مقوالت العقل. العادیة
مفهوم الشخص موقف ولیام جیمس
فلسفته كانت ثورة على المطلق
موقف باشالر
یعتبر أن الحقیقة العلمیة خطأ تم
موقف هایدجر
یذهب إلى أن الحقیقة تتخذ طعما
المحور األول :الشخص والتأملي والمجرد .فقیمة الحقیقة هي تصحیحه ،وأن كل معرفة علمیة آخر ومفهوما جدیدا ،إنها في نظره
والهوية قدرتها على تحقیق نتائج وتأثیرات تحمل في ذاتها عوائق ابستمولوجیة توجد في الوجود .ما دام هذا الوجود
كيف يمكن تفسير ثبات األنا أي في الواقع ،و بالنسبة لجیمس قد تؤدي إلى الخطأ،وأول هذه العوائق
ال یتمكن من التعبیر عن ذاته
الهوية الشخصية رغم مختلف تكون تلك نتائج مباشرة كما هو في الظن أو بادئ الرأي .وهذا یعني أن
الواقع المادي ،وقد تكون میر الحقیقة ال تولد دفعة واحدة ،فكل والكشف عن حقیقته فإنه یحتاج إلى
التغيرات؟
مباشرة بمعنى میر فعالة بشكل االجتهادات اإلنسانیة األولى عبارة من یقوم بذلك ،واإلنسان هو الكائن
موقف الشوليي
مباشر كحدیث ولیام جیمس عن عن خطأ ،واكتشاف الخطأ وتجاوزه الوحید الذي تتجلى فیه حقیقة
المحدد الرئيسي للشخص هو هويته،
أي تطابقه مع ذاته وبالتالي تميزه تأثیر اإلیمان في الفرد بحیث ینحت هو الخطوة األولى نحو الحقیقة. الوجود ،ال ألنه یفكر وإنما ألنه
عن غيره .أما وحدته النفسية عبر داخله مجموعة من القیم التي موقف نیتشه ینطق ویتكلم ویعبر .فاإلنسان في
جل مراحل حياته فهي الضامن لهذه باكتسابها تسود قیم من قبیل الخیر یرى أن الحقائق مجرد أوهام نسینا نظره نور الحقیقة في ظلمات
الهوية ،ألنهما ليستا نتاجا تلقائيا، والفضیلة. أنها أوهام وذلك بسبب نسیان منشأ الكینونة ،فالحقیقة لیست فكرا
بقدر ما أنهما نتاج آلليات ربط، اللغة وعملها ،ألن اللغة ما هي إال
ینضاف إلى الوجود من الخارج كما
وهي آليات نفسية تقوم بمهمة السهر استعارات وتشبیهات زینت بالصورة
الشعریة والبالمیة مما یجعل من ادعى دیكارت وكانط ،وإنما هي
على وحدة الشخص وتطابقه .أولها
وحدة الطبع أو السمة العامة الصعب التوصل إلى الحقائق توجد في صمیم الوجود نفسه .ولیس
للشخصية ،في مواقفها وردود فعلها بواسطة الكلمات أو إلى تعبیر اإلنسان سوى لسان حال الوجود أو
تجاه اآلخرين .وعلى هذا النحو يرى مطابق للواقع وللكیانات األصلیة كلمة الوجود المنطوقة ،األمر الذي
الشوليي ،أن كل من وحدة الطبع أو لألشیاء باإلضافة إلى نسیان یدل على أن الحقیقة هي فكر یطابق
السمة العامة للشخصية ،هي ضمان الرمبات واألهواء والغرائز التي لغة معینة تعبر عن وجود معین أي
هويتها إلى جانب الذاكرة التي تحول دون السلوك اإلنساني وتدفعه
كشف للكائن وحریته ،أي استعداد
اعتبرها آلية ضرورية لربط حاضر إلى الكذب واألخطاء ،بدل الكشف
واإلظهار وبذلك یصبح الطریق إلى الفكر لالنفتاح على الكائن المنكشف
الشخص بماضيه القريب أو البعيد.
الحقیقة لیس هو العقل أو اللغة بل له ،واستقباله إذا ما تحقق التوافق و
موقف ديكارت
يذهب إلى تأكيد أهمية الفكر في بناء النسیان
والالشعور. االنسجام.
الشخصية وفهم حقيقتها ،فالفكر صفة
تخص الذات اإلنسانية وهي وحدها المحور الثالث :الحقیقة
لصيقة بها. المحور الثاني :معاییر
كقیمة
والتفكير هو الشرط الضروري
إن اعتقاد اإلنسان في الحقائق وسعیه الحقیقة
للوجود .إذن أساس هوية الشخص
وراءها أمر ضروري الستمرار
هو التفكير الذي يعتبر مناسبة إذا كان هدف الحقیقة هو معانقة
الحیاة االجتماعیة واألخالقیة كما
لحضور الذات أمام نفسها الیقین في إنتاجها لمختلف أصناف
تبین في المحور السابق ،ولعل هذا
وإدراكها إدراكا مباشرا لكل ما
ما یطرح مسألة الحقیقة كقیمة .فمن المعارف وفي مختلف الوسائل
يصدر عنها من أفعال والتي تبقى
أین تستمد الحقیقة قیمتها ؟ وما الذي لإلقناع وبسط سلطاتها
رغم تعددها واحدة وثابتة.
یجعل الحقیقة مرموبا فیها ومایة
موقف جون لوك وهدفا للجهد اإلنساني؟ المعرفیة ،فإننا نكون أمام تعدد
يعطي تعريفا للشخص باعتباره ذلك موقف كیركجارد
الكائن المفكر والعاقل ،القادر على معاییر الحقیقة .فما هو معیار
یرى أن الحقیقة لها قیمة أخالقیة. الحقیقة ؟ هل هو معیار منطقي أم
التعقل والتأمل حيثما كان وأنى كان
إنها فضیلة على الطریقة السقراطیة،
ومهما تغيرت الظروف ،وذلك عن مادي ؟
قبل أن تكون مجرد معرفة ،فهي ال
طريق الشعور الذي يكون لديه عن
تنكشف في العقل وال تدرك في
أفعاله الخاصة وبشكل مستمر دون موقف دیكارت
االستدالل وإنما تولد في الحیاة
حدوث أي تغير في جوهر الذات،
وتعاش بالمعاناة .الحقیقة لیست شيء یرى أننا ال نخطئ إال حینما نحكم
فاقتران الشعور بالفكر على نحو
ثابت ،إنها حوار واختالف وهي
دائم هو ما يكسب الشخص هويته على شيء ال تتوفر لدینا معرفة
ذاتیة ألنها ال تتكرر في كل واحد
ويجعله يبقى دائما هو هو ،باعتباره دقیقة عنه ،ویعتبر أن الحقیقة بسیطة
منا ،إنها أخالق وفضیلة ولیست
كائنا عاقال يتذكر أفعاله وأفكاره التي ومتجانسة خالصة وبا لتالي متمیزة
قضیة معرفیة ومایة مذهبیة بعیدة
صدرت عنه في الماضي وهو نفسه وواضحة بذاتها .فالحقیقي بدیهي
عن شروط وجود اإلنسان.
الذي يدركها في الحاضر.
بالنسبة للعقل وال یحتاج إلى دلیل
ومتمیز عما لیس حقیقیا ،إنه قائم
بذاته كالنور یعرف بذاته دونما
موقف سارتر
يرى الغير ما هو إال أنا آخر ،أي
مفهوم الغير المحور الثالث :الشخص المحور الثاني :الشخص
كأنا مماثل ألناي ،إال أنه مستقل
كيف نستدل على وجود الغير بين الضرورة والحرية بوصفه قيمة
باعتباره وجودا خارج الذات، اختلف الفالسفة في تحديد موقف انصب تفكير الفالسفة وعلماء
عنه ،لكن وجود الغير هو كذلك نفي بالرغم من أنه وجود مختلف عن
ألناي ،من حيث هو مركز للعالم. ووضع اإلنسان داخل المجتمع، االجتماع على هذا البعد ،فمنه من
باقي الموضوعات األخرى فمنهم من اعترف بعدم حريته ألن
ويترتب على وجود الغير هذا نتائج أرجعه لذات اإلنسان ،ومنهم من
التي تشكل العالم الخارجي؟ خضوعه للضرورة هو الشكل
هامة وحاسمة ال على مستوى أناي أرجعه لعالقته مع الغير
فحسب ،بل على مستوى عالقتي مع المحور األول :وجود الوحيد للحياة مع الناس وفي الكون،
ومنهم من رأى أن الوعي واالختيار
العالم الخارجي .إن ما سبق يظهر الغير يمكنان اإلنسان كشخص من العيش
موقف كانط
التناقض الحاصل بين التمثلين موقف ديكارت
الديكارتي والهيجلي ،ففي الوقت حرا. اإلنسان كائن عاقل وهو غاية في
كان أول فيلسوف حاول إقامة موقف سارتر
الذي يقصي فيه ديكارت وجود مفارقة بين األنا الفردية الواعية ذاته ،وليس مجرد وسيلة يستعملها
الغير ،يعتبره هيجل وجودا يميز سارتر بين الوجود والماهية.
وبين الغير ،حيث أراد ديكارت الغير أو وسيلة يستعملها هو نفسه
ضروريا .وهذا يتولد عنه السؤال واإلنسان هو الكائن الوحيد الذي يبق
لنفسه أن يعيش عزلة إبستيمية، لتحقيق هدف ما .اإلنسان خالفا
التالي :هل معرفة الغير ممكنة ؟ وجوده ماهيته ،ولهذا فهو يتجاوز
رافضا كل استعانة بالغير في أثناء لألشياء هو الكائن الوحيد الذي له
وكيف تتم معرفته؟ وضعه إلى وضع آخر عبر اإلرادة
عملية الشك .فرفض الموروث من
المحور الثاني :معرفة الغير قيمة مطلقة ألنه غاية في ذاته .لهذا والفعل والشغل...
المعارف ،واعتمد على إمكاناته
إن معرفة الغير تمثل عالقة "إبس تيمية
الذاتية ،ألنه يريد أن يصل إلى ذلك
موقف مونيي السبب يسمى اإلنسان شخصا
" بين ط رفين ،أح دهما يمث ل األن ا الظرف يقبل ألنه حر الشخص أشياء. وتسمى الموجودات األخرى
اليقين العقلي الذي يتصف بالبداهة
العارف ة واآلخ ر يمث ل موض وع ألن فيه يتواجد الذي والوضع فال يمكن تقوين اإلنسان بسعر كما
المعرفة .الشيء الذي
والوضوح والتميز ...فوجود الغير
في إدراك الحقيقة ليس وجودا مواجهة في إال تتحقق ال الحرية
يدفعنا إلى طرح ا لتساؤل الت الي :ه ل نفعل باألشياء والحيوانات :اإلنسان
ضروريا ،ومن ثمة يمكن أن نقول: العوائق والحواجز ،وعن طريق
نع رف الغ ير بوص فه ذات ا أم
إن تجربة الشك التي عاشها ديكارت ليس قابال للبيع .فهو كشخص يعتبر االختيار بين عدة اختيارات
موضوعا ؟ بمع نى آخ ر ،ه ل معرف ة قيمة تتجاوز كل سعر .إنه شخص،
الغير ممكنة أم والتضحية ،أي بذل جهد للتغلب على تمت من خالل إقصاء الغير...
المعيقات الداخلية والخارجية. غاية في ذاته ،له كرامة ويتمتع
مستحيلة؟ واالعتراف بالغير ال
يأتي إال من خالل قوة الحكم العقلي الحرية تتحقق داخل باالحترام واحترامه هذا يعني
موقف سارتر بتأثيرها. الشخص تلزم شروط
يط رح العالق ة المعرفية بين األن ا حيث يكون وجود الغير وجودا احترام
استدالليا. نريد ما نفعل أن هي الحرية ليست
ار ير في إط والغ
وإنما أن نصارع ظروفا معيقة اإلنسانية التي يمثلها.
فينومينولوجي )ظاهراتي( ،ف الغير في موقف هيجل ونتغلب عليها.
اعتقاده ه و "ذل ك ال ذي ليس ه و أن ا، تجاوز هذا الشعور السلبي بوجود
ولس ت أن ا ه و" .وفي حال ة وج ود الغير ،ألنه رأى أن الذات حينما
موقف اسبينوزا موقف هيجل
عالقة عدمية بين األنا والغير ،فإن ه ال تنغمس في الحياة ال يكون وعيها يميز ما أن اعتبار إلى يذهب
الشخص يكتسب قيمته األخالقية
يمكن ه "أن يؤثر في كينون تي الشخص عن باقي الكائنات األخرى ،وعيا للذات ،وإنما نظرة
بكينونته" ،وفي هذه إلى الذات باعتبارها عضوية .فوعي عندما يعي ذاته وحريته وينفتح على هو سعيه للحفاظ على بقائه
الحال ة س تكون معرف ة الغ ير غ ير الذات لنفسها في اعتقاد هيجل يكون يتأسس الواقع الذي ينتمي إليه ،بالدخول مع واستمراره ،وهو سعي
ممكنة .لكن بمجرد ال دخول في عالق ة
من خالل اعتراف الغير بها .وهذه على اإلرادة الحرة .وليست الحرية الجماعة في عالقة تعاون متبادلة
معرفية م ع الغ ير معن اه تحويل ه إلى هنا بمعنى الجواز ،بل إنها تقترن
عملية – – مزدوجة يقوم بها الغير امتثاال للواجب.
موض وع )أي تش ييئه( :أي أنن ا ننظ ر
بالفضيلة والكمال ،وليس بالعجز أو كما تقوم بها الذات .واعتراف أحد
إليه كش يء خ ارج عن دواتن ا ونس لب الضعف ،وفق ما تقتضيه قوانين
من ه جميع مع اني ال وعي والحرية الطرفين باآلخر البد أن ينتزع .هكذا
الطبيعة اإلنسانية من قدرة على
موقف غوسدورف
واإلرادة والمس ؤولية .وه ذه العالق ة تدخل األنا في صراع حتى الموت
مع الغير ،وتستمر العالقة بينهما في استخدام العقل للتمييز بين الخير
متبادلة بين األن ا والغ ير :فحين أدخ ل يعرف الشخص انطالقا من كونه
إطار جدلية العبد والسيد .هكذا يكون الثاني. والشر ،وتفضيل األول على
في مج ال إدراك اآلخ ر ،ف إن نظرت ه عنصرا مكونا للجماعة وهو ما يعني
إلي تقيدني وتح د من حريتي وجود الغير بالنسبة إلى الذات أن قيمة التضامن بين أفراد الجماعة
وتلقائيتي، وجودا
مكون أساسي لقيمته بحث أن أنانيته
ألن ني أنظ ر إلى نفس ي نظ رة اآلخ ر ضروريا.
ستضر بالغير وبنفسه أيضا.
إلي .إن نظرة الغير إلي تش يئني ،كم ا
تشيئه نظرتي إليه .هك ذا تب دو كينون ة التضامن والتعايش هو أساس قيمة
الغ ير متعالية عن مج ال إدراكن ا م ا الشخص وكماله ،ألن االنعزالية
دامت معرفتنا للغ ير معرف ة انطباعية
حسية. واألنانية والفردانية تجعل الشخص
معاديا لنفسه وإلنسانيته وللغير .بما
أنه شخص وليس بهيمة فإن وجوده
ال يتحقق إال بمشاركة اآلخرين
موقف ميرلوبونتي
له موقف آخر إذ يرى أن "نظرة الغير
ال تحولني إلى موضوع ،كما ال تحوله
نظرتي إلى موضوع " ؛ إال في حالة
واحدة وهي أن ينغلق كل واحد في
ذاته وتأمالته الفردية .مع العلم أن هذا
الحاجز يمكن تكسيره بالتواصل،
فبمجرد أن تدخل الذات في التواصل
مع الغير حتى تكف ذات الغير عن
التعالي عن األنا ،ويزول بذلك العائق
الذي يعطي للغير صورة عالم
يستعصي بلوغه.
موقف كانط
يرى أن عالقة الصداقة هي أسمى
وأنبل العالقات اإلنسانية ألنها قائمة
على االحترام المتبادل .وأساسها
اإلرادة األخالقية الخيرة .فالصداقة
باعتبارها واجبا أخالقيا ،تشترط وجود
المساواة وعالقة التكافؤ ،وهي أيضا
نقطة تماس بين الحب واالحترام .وهذا
ما يمنح اإلنسان توازنه وعدم اإلفراط
سواء في االحترام أو الحب.
موقف أفالطون
يعتبر أن عالقة الصداقة تنبثق من
الحالة الوجودية الوسط التي تطبع
وجود اإلنسان ،وهي حالة وسط بين
الكمال المطلق والنقص المطلق تدفع
اإلنسان إلى البحث الدائم عما يكمله
في عالقته مع اآلخرين ...فالكمال
األقصى يجعل اإلنسان في حالة