Professional Documents
Culture Documents
الدولة بين الحق والعنف
الدولة بين الحق والعنف
هل ٌمكن تبرٌر العنف الذي تمارسه الدولة؟ وكٌف ٌمكن التمٌٌز بٌن العنف المشروع والعنف غٌر المشروع؟
ماكٌافٌلً
ماكس فٌبر جاكمين روس
لكن هل ٌمكن تصور دولة بدون عنف؟ هل ٌمكن الدولة حسب مكيافيل غير منفصمة عن األمير الذي
ىل تعتبر دولة الحق واقعا حقيقيا؟ وىل يتعارض العنف مع
تبرٌر كل عنف تمارسه الدولة؟ يحكميا ،فيما شيء واحد .ليذا نجد مكيافيل يقدم
طبيعتيا؟ مجموعة من النصائح لألمير من أجل توطيد سمطتو
تحيل السياسة عند فيبر بشكل أساسي عمى مفيوم الدولة
السياسية وذلك عبر استغالل الفضائل الحميدة والرذائل
كقيادة سياسية لتجمع بشري في جغرافية معينة .ووسيمة الدولة تعبر دولة الحق عن سيرورة طويمة بدأت من انفصال السياسة عن
الدين مع ماكيافيل وبداية التفكير في أسس جديدة لمشروعية السمطة وتوظيف الوسائل المتاحة ولكن شريطة أال يفقد األمير
المثمى ىي العنف كضامن وحيد لييمنة الدولة.غير أن ىذا
السياسية مع فالسفة العقد االجتماعي ،مرو ار بدولة ىيجل العقالنية، حب شعبو لو ألنو قد يحتاج ىذا الحب في وقت الشدائد،
العنف وان كان ليس وسيمة الدولة الوحيدة ،إال أنو أكثر
وتجسد دولة الحق في مجتمعات القرن العشرين وما بعدىا. وىذا ما يجعل األمير يتعامل وسط الناس بحيطة و حذر
أسمحتيا نجاعة في قيادة المجتمع ولممارسة السمطة ،مادام
إن دولة الحق والقانون تؤدي إلى ممارسة معقمنة لمسمطة حيث يرى مكيافيل أنو عمى األمير أن يكون ثعمبا وأسدا
أن تاريخ البشرية كشف عن محاوالت التعنيف لضمان السمم
في نظر جاكمين روس ،وىي دولة تتخذ ثالثة مالمح وىي:
االجتماعي .من ىذا المنطمق يرى فيبر أن السياسي يتوق إلى في نفس الوقت فكيف لمحاكم ان يكون مثل ذلك؟ إن ىذا
الحق :الذي يتمثل في احترام الحريات الفردية والجماعية
السمطة ،إما ألنيا وسيمة لتحقيق غايات مثالية أو أنانية و االعتبار يعني أن ىناك طريقتين في ضبط الحكم،
التي تتمسك بالكرامة اإلنسانية ضد كل أنواع العنف والقوة
إما لذاتيا من أجل إشباع الشعور بالفخر الذاتي والرغبة في والتخويف. الطريقة األولى و كما يشير إلييا مكيافيل ىي الطريقة
الوصول إلى السمطة وامتالكيا ،بل وان االحتفاظ بيا يعني القانون :أي أن الكل يخضع إلى قانون وضعي تابع لممبدأ القانونية والتي تعتمد أو تستند إلى ماىو قانوني .أما
بالضرورة أن الدولة /السمطة تعتمد عمى عالقة أساسية تربط األخالقي ،مع إمكانية حمايتو من لدن قاض. الطريقة الثانية فيي طريقة القوة و التي من خالليا
بيا ىيمنة اإلنسان عمى اإلنسان من خالل العنف المشروع. السمط( :السمطة التنفيذية ،التشريعية ،القضائية)،
فصل ّ يستطيع األمير إرىاب وتخويف األعداء ،ليذا عمى األمير
يمكن القول إذن إن الدولة من ىذا المنظور ىي المالكة وىي اآللية التي تحمي الدولة من السقوط في يد االستبداد.
أن يعرف كيف يحكم ،وكيف يتصرف انطالقا من ىاتين
الوحيدة لحق ممارسة العنف داخل تجمع سياسي معين كونيا إن دولة الحق والقانون ليست صيغة جامدة ،وانما ىي
الطريقتين؟ فأن يكون ثعمبا معناه أن يعرف كيف يحمي
تمتمك وسائل متعددة لممارسة السمطة. حسب روس عممية بناء وابداع دائم لمحرية ،والحترام كرامة
نفسو من الوقوع في الفخاخ و أن يكون أسدا معناه أن
الشخص.
يكون شديد القوة حتى يخيف اآلخرين.