You are on page 1of 24

‫ماستر العمل البرلماني والصياغة التشريعية‬

‫وحدة‪ :‬التشريع المالي‬

‫الفوج الرابع‬

‫دور األحزاب السياسية وجماعات الضغط في صناعة مشروع‬


‫ق انون المالية‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إنجاز الطالبات‪:‬‬

‫دمحم المودن‬ ‫كوثركركاع‬

‫ف اطمة الزهراء الهادي‬

‫سعاد شمسي‬

‫السنة الجامعية‪0200/0202 :‬‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر المالية العامة فرع من فروع القانون العام‪ ،‬وتتكون من مجموعة القواعد القانونية‬
‫التي تنظم العالقة المالية للدولة مع اآلخرين على أساس السلطة والسيادة‪ ،‬والبد للمالية‬
‫العامة من أن تخضع لنظام قانوني خاص بها يكفل ألجهزة الدولة ضمان تقديم الخدمة‬
‫العامة وتحقيق المنفعة العامة‪ .‬أما علم المالية العامة فهو ذلك العلم الذي يبحث في‬
‫النظريات والقواعد المنظمة للنشاط المالي للدولة‪.‬‬

‫ويعتبر قانون المالية عموما‪ ،‬بيان مالي تعدادي تقريري وسنوي‪ ،‬لما تعتزم حكومة البلد‬
‫إنفاقه وما تتوقع تحصيله من موارد‪ ،‬وبالتالي فهو عبارة عن توقع قبلي مدروس لميزانية‬
‫الدولة للسنة المالية المقبلة‪ ،‬باعتبارها ميزانية تقديرية ال فعلية‪.‬‬

‫ويستمد قانون المالية أساسه القانوني من خالل النص الدستوري و القانون التنظيمي‬
‫للمالية رقم ‪ 31..31‬الذي يتضمن مجموعة من المقتضيات المتعلقة بقانون المالية منذ‬
‫إعداده كمشروع من طرف الوزير المكلف بالمالية تحت سلطة رئيس الحكومة‪ ،‬إلى حين‬
‫عرضه على البرلمان للمناقشة و المصادقة عليه‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الهيئات الرسمية السابق ذكرها و ما لها من دور أساسي في إعداد و اعتماد‬
‫مشروع قانون المالية‪ ،‬هناك هيئات أخرى غير رسمية تمارس تأثي ار كبي ار على مسلسل إعداده‬
‫و اعتماده‪ .‬و نخص بالذكر األحزاب السياسية من جهة‪ ،‬وجماعات الضغط من جهة أخرى‪.‬‬
‫فما هو دور األحزاب السياسية وجماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية؟‬

‫أسباب اختيار الموضوع ‪:‬‬

‫العوامل الذاتية‪ :‬تتمثل في اهتمامنا بكل ما يتعلق بمشروع قانون المالية ومدى تأثير الجهات‬
‫غير الرسمية في بلورته وكذلك من أجل زيادة معرفتنا حول هذا الموضوع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫العوامل الموضوعية‪ :‬إن الدافع وراء اختيار هذا الموضوع يرجع باألساس لإلنعكاس الذي‬
‫يحدثه تأثير بعض الجهات غير الرسمية في صناعة مشروع قانون المالية نظ ار لروابط‬
‫التأثير والتأثر‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫األهمية العلمية‪ :‬إن موضوع تأثير األحزاب السياسية وجماعات الضغط في صناعة مشروع‬
‫قانون المالية يحظى بأهمية خاصة ذلك أن البحث في هذا لموضوع يشكل قيمة مضافة‬
‫بحكم قلة الكتب والمراجع فيه‪.‬‬

‫األهمية العملية‪ :‬يتناول البحث الدور الذي تلعبه كل من األحزاب السياسية وجماعات‬
‫الضغط في صناعة مشروع قانون المالية بموجب نصوص الدستور والقوانين التنظيمية‪.‬‬

‫إشكالية الموضوع‪:‬‬

‫إلى أي حد تساهم األحزاب السياسية وجماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية؟‬

‫األسئلة الفرعية‪:‬‬

‫ما دور األحزاب السياسية في بلورة مشروع قانون المالية؟‬

‫ما تأثير جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية ؟‬

‫ما هي آليات وصور تدخل جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية؟‬

‫المناهج المعتمدة‪:‬‬

‫المنهج الوظيفي‪ :‬من خالل تناول وظيفة كل بنية وتأثيرها‪ ،‬حيث سيتم تناول األحزاب‬
‫السياسية وجماعات الضغط‪ ،‬حسب تأثير كل منهما عند صناعة مشروع قانون المالية‬

‫‪2‬‬
‫التصميم المعتمد‪:‬‬

‫المبحث األول‪:‬تأثير األحزاب السياسية في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫المطلب األول‪ :‬األحزاب السياسية بالمغرب‬

‫المطلب الثاني‪:‬دور األحزاب السياسية في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تأثير جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫المطلب األول‪ :‬دور جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور تدخل جماعات الضغط للتأثير في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪:‬تأثير األحزاب السياسية في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫للحديث عن األحزاب السياسية وتأثيرها في صناعة مشروع قانون المالية يجب أوال التطرق‬
‫إلى األحزاب السياسية (المطلب األول)‪ ،‬ثم دورها في صنتعة مشروع قانون المالية (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األحزاب السياسية بالمغرب‬

‫حسب المادة ‪ 2‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ، 22.33‬الحزب السياسي هو تنظيم سياسي‬
‫دائم‪ ،‬يتمتع بالشخصية االعتبارية‪ ،‬يؤسس‪ ،‬طبقا للقانون‪ ،‬بمقتضى اتفاق بين أشخاص‬
‫ذاتيين‪ ،‬يتمتعون بحقوقهم المدنية والسياسية‪ ،‬يتقاسمون نفس المبادئ‪ ،‬ويسعون إلى تحقيق‬
‫نفس األهداف‪.‬‬

‫يعمل الحزب السياسي‪ ،‬طبقا ألحكام الفصل ‪ 7‬من الدستور‪ ،‬على تأطير المواطنات‬

‫والمواطنين وتكوينهم السياسي وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية وفي تدبير الشأن العام‪.‬‬

‫كما يساهم في التعبير عن إرادة الناخبين ويشارك في ممارسة السلطة‪ ،‬على أساس‬

‫التعددية والتناوب‪ ،‬بالوسائل الديمقراطية‪ ،‬وفي نطاق المؤسسات الدستورية‪.1‬‬

‫من البديهيات المقررة في الديمقراطيات العريقة‪ ،‬بل ما يكسب الممارسة الديمقراطية الحق‬
‫داللتها التامة‪ ،‬وجود التمايز التام بين األغلبية وبين المعارضة‪ .‬فاألغلبية تمتلك السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬بموجب الحكم الذي قررته اإلرادة العامة للمواطنين‪ ،‬وتمارسها وفق برنامج سياسي‬
‫واضح‪ .‬يمكن القول‪ ،‬في عبارة أخرى‪ ،‬إن البرنامج السياسي المشار إليه عقد تلتزم األغلبية‬
‫بالوفاء به وليست المعارضة سوى القوة (أو مجموع القوى الشرعية) التي تراقب مختلف‬
‫الخطوات العملية في تطبيق البرنامج المتعاقد عليه بين األغلبية وبين األمة‪ .‬أما المعارضة‬
‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 2‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 21.22‬المتعلق باألحزاب السياسية ‪،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 2.22.211‬في ‪ 24‬ذي القعدة‬
‫‪ 2442‬الموافق ل ‪22‬أكتوبر ‪ ، 2122‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 9191‬الصادرة ب‪ 21‬ذو القعدة ‪ 2442‬الموافق ل‪ 24‬أكتوبر ‪ ،2122‬ص‪.9212 :‬‬

‫‪4‬‬
‫فهي «البرنامج البديل»‪ ،‬أي النقيض أو على األقل المغاير في اختياراته الكبرى لما تطرحه‬
‫األغلبية وما تلتزم بتنفيذه‪ .‬وما يعسر على العقل الغربي تصوره‪ ،‬بل وما ال تفهمه‬
‫الديمقراطيات في العالم أجمع‪ ،‬هو أن تكون السلطة التنفيذية مشتركة أو متقاسمة بين‬
‫األغلبية وبين المعارضة‪ ،‬بمعنى أن تكون توافقا ما حول برنامج مشترك‪ .‬المعارضة‬
‫واألغلبية رؤيتان متغايرتان ينتج عنهما بالضرورة برنامجان سياسيان ال يقبالن التعايش‬
‫والتوافق‪.‬‬

‫ومن خالل االنتخابات التشريعية األخيرة لسنة ‪ 2.23‬أعلنت و ازرة الداخلية في بالغ لها‬
‫على النتائج العامة اثر انتهاء فرز وإحصاء األصوات الخاصة بانتخاب أعضاء مجلس‬
‫النواب‪.‬‬

‫بحيث حصل "التجمع الوطني لألحرار" على ‪ 3.2‬مقعدا من أصل ‪ 123‬في مجلس النواب‬
‫متبوعا بحزبي "األصالة والمعاصرة" ‪ 86‬مقعدا‪ ،‬و"االستقالل" ‪ 83‬مقعدا ‪ ،‬و"االتحاد‬
‫‪‎23‬مقعدا‬
‫االشتراكي" ‪ 13‬مقعدا ‪ ،‬و"الحركة الشعبية" ‪ 22‬مقعدا‪ ،‬و"التقدم واالشتراكية" ‪‎‬‬
‫و"االتحاد الدستوري" ‪ 38‬مقعدا‪ ،‬حزب العدالة والتنمية ‪ 31‬مقعدا‪ ،‬األحزاب السياسية األخرى‬
‫‪ 3.‬مقاعد‪.‬‬

‫وتضم األغلبية كل من أحزاب التجمع واألحرار‪ ،‬وحزب األصالة والمعاصرة‪ ،‬وحزب‬


‫االستقالل مشكلة تحالف ب‪ 262‬مقعدا‪ ،‬أما بالنسبة ألحزاب المعارضة فبقي لها ‪321‬‬
‫مقعدا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬دور األحزاب السياسية في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مجلس النواب‬

‫صادق مجلس النواب‪ ،‬مساء اليوم السبت خالل جلسة عمومية‪ ،‬باألغلبية على مشروع‬
‫‪‎‬قانون المالية برسم السنة المالية ‪ 2.22‬برمته‪.‬‬

‫وقد حظي مشروع قانون المالية للسنة المقبلة بموافقة ‪ 2.6‬نائبا‪ ،‬في حين عارضه ‪67‬‬
‫‪‎‬آخرين‪.‬‬

‫وكانت وزيرة االقتصاد والمالية السيدة نادية فتاح العلوي‪ ،‬قد أفادت في وقت سابق اليوم في‬
‫معرض جوابها على تدخالت الفرق والمجموعة النيابية خالل جلسة عمومية بمجلس النواب‪،‬‬
‫أنه من أصل ‪ 322‬تعديال تم التقدم بها على الجزء األول من المشروع‪ ،‬تم سحب ‪2.‬‬
‫‪‎‬تعديال‪ ،‬بينما تم قبول ‪ 13‬تعديال‪.‬‬

‫ودافعت فرق األغلبية طيلة مناقشة المشروع والتصويت على التعديالت على مشروع قانون‬
‫المالية‪ ،‬معتبرة أنه يؤسس للدولة االجتماعية‪ ،‬بينما اعتبرته المعارضة مخيبا لآلمال‪،‬‬
‫ويضرب القدرة الشرائية للمواطنين‪.‬‬

‫من جهتها‪ ،‬ردت وزيرة االقتصاد والمالية على انتقادات المعارضة بأن الحكومة حرصت‬
‫على التجاوب مع تعديالت البرلمانيين على مشروع قانون المالية بالجدية الالزمة”‪ ،‬مشيرة‬
‫إلى أنه من أصل ‪ 322‬تعديل تم التقدم بها على الجزء األول من المشروع‪ ،‬تم سحب ‪2.‬‬
‫تعديال وتم قبول ‪ 13‬تعديال علما أن الحكومة لم تلجأ في أي وقت من األوقات إلى الفصل‬
‫‪ 77‬من الدستور‪ ،‬وهو ما يعكس األجواء اإليجابية التي طبعت أشغال اللجنة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وكان فريق التقدم واالشتراكية والمجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية قد انتقدوا قيام‬
‫الحكومة بسحب مشروع القانون الجنائي‪ ،‬معتبرين أن الهدف من ذلك هو التراجع عن تجريم‬
‫اإلثراء غير المشروع ‪.2‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مجلس المستشارين‬

‫وأحيل على لجنة‪‎‬ورد من مجلس النواب بتاريخ ‪ 31‬نونبر ‪2.23‬؛ مشروع قانون المالية‬
‫‪‎‬المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية بتاريخ ‪ 31‬نونبر ‪.2.23‬‬

‫‪ -‎‬وافق المجلس على الجزء األول من مشروع قانون المالية بالنتيجة التالية‪:‬‬

‫‪ -‎‬الموافقون‪31 :‬‬

‫‪ -‎‬المعارضون‪31 :‬‬

‫‪ -‎‬الممتنعون‪.6 :‬‬

‫وهو ما جاء في تقرير لجنة المالية والتخطيط والتنمية االقتصادية حول مشروع قانون المالية‬
‫ثموافق المجلس على مشروع قانون المالية‪‎‬رقم ‪ 76.23‬للسنة المالية ‪( 2.22‬الجزء األول)‪.‬‬
‫‪‎‬في الجلسة العامة المنعقدة بتاريخ ‪ .1‬دجنبر ‪ 2.23‬بالنتيجة التالية‪:‬‬

‫‪ -‎‬الموافقون‪61 :‬‬

‫‪ -‬المعارضون‪38 :‬‬

‫حيث عبرت فرق برلمانية بمجلس المستشارين‪ ،‬اليوم األربعاء‪ ،‬عن مواقف متباينة بشأن‬
‫مشروع قانون المالية لسنة ‪ ،2.22‬واعتبرته األغلبية مشروعا يحمل مكاسب‪ ،‬بينما قالت‬
‫‪‎‬عنه المعارضة بأنه يفتقر إلى العمق‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الموقع الرسمي لمجلس النواب ‪ /https://www.chambredesrepresentants.ma‬تاريخ االطالع ‪2122/12/24‬‬

‫‪7‬‬
‫وتباينت المواقف المعبر عنها خالل جلسة خصصت لمناقشة مشروع هذا القانون بين‬
‫األغلبية التي سلطت الضوء على المكاسب المتعددة التي جاء بها‪ ،‬وتطلعه إلى رفع تحديات‬
‫المرحلة الراهنة‪ ،‬والمعارضة الذي اعتبرته "وثيقة كالسيكية ال تتعمق في معالجة جميع‬
‫‪‎‬المشاكل‪ ،‬ال سيما االقتصادية"‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬أكد فريق التجمع الوطني لألحرار أن القضايا االجتماعية‪ ،‬التي تشكل أولوية‬
‫وطنية ثابتة بالنسبة للحكومة‪ ،‬حاضرة بقوة في مشروع قانون المالية لسنة ‪ ،2.22‬مشي ار إلى‬
‫أن هذا القانون أبرز الجانب االجتماعي مع إرادة قوية وطموحة في تنزيل كافة المشاريع‬
‫‪‎‬االستراتيجية‪ ،‬وعلى رأسها ورش الحماية االجتماعية‪.‬‬

‫من جهته‪ ،‬شدد الفريق االستقاللي للوحدة والتعادلية على ضرورة العودة إلى تسقيف أسعار‬
‫المواد الخام مثل الغاز والدقيق‪ ،‬بعد االرتفاع الكبير الذي طال أسعار المواد الغذائية‪ ،‬داعيا‬
‫إلى فتح حوار اجتماعي جاد ومسؤول لتسوية مختلف المشاكل‪ ،‬سواء كانت اجتماعية أو‬
‫اقتصادية‪ ،‬واالستجابة لمختلف احتياجات وتطلعات المواطنين على المستوى القروي‪ ،‬ال‬
‫سيما فيما يتعلق باالستفادة من الرعاية الصحية‪ ،‬وهي اإلشكالية التي تظل معقدة ومتعددة‬
‫‪‎‬األبعاد بشكل خاص‪.‬‬

‫من جانبه‪ ،‬أشار الفريق االشتراكي إلى أن تعزيز االقتصاد الوطني يجب أن يقوم على‬
‫استثمار أكثر نجاعة ال يكتفي باالستثمار العمومي‪ ،‬بل يهتم أيضا باالستثمار الخاص‬
‫واالستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬كما ورد في النموذج التنموي الجديد‪.3‬‬

‫‪3‬‬
‫الموقع الرسمي لمجلس المستشارين ‪ http://www.chambredesconseillers.ma/ar‬تاريخ االطالع ‪2122/12/24‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تأثير جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫المطلب األول‪ :‬دور جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫تعتبر جماعات الضغط قوة للتأثير السياسي غير المباشر التي ال تستهدف الوصول‬
‫إلى الحكم‪ ،‬وانما ت قوم بالضغط عليه لتلبية مطالبها‪ ،‬وتعرف بكونها جماعات منظمة تسعى‬
‫إلى التأثير على مضمون مختلف الق اررات الحكومية دون محاولة منها لتنصيب أعضائها في‬
‫المراكز الرسمية‪.4‬‬

‫وتلجأ هذه الجماعات إلى شتى الوسائل لتحقيق األهداف التي ترمي إلى الوصول إليها‪ ،‬لها‬
‫مصالح مختلفة وعلى مستويات متنوعة‪ ،‬فجماعات الضغط تعمل جاهدة من أجل كسب‬
‫موضوع معين كإصدار قانون لصالحها أو إلغاء قانون يضر بمصالح أعضائها‪ .‬كما أن‬
‫جماعات الضغط وأهمية العديد من أعضائها ووزنهم االقتصادي يساعد على إرس ـ ــاء سلطتها‬
‫ويشكل بالنسبة لقادتها ورقة رابحة في التأثير على السلطات العمومية وإبهار الرأي العام‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وسائل جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫إن قوة و درجة تأثير الجماعات الضاغطة على البرلمان المغربي يظهر جليا من‬
‫خالل حجم الضغوطات التي تمارسها وحجم تأثيرها في تعديل القوانين‪ ،‬ويبقى المجال األكثر‬
‫أهمية و قيمة بالنسبة لها هو الميدان المالي‪ ،‬ذلك أنه على الرغم من أن أعضاء البرلمان‬
‫يمثلون مختلف القطاعات العمومية على المستوى الوطني‪ ،‬إال أنهم يخضعون لضغوطات‬
‫كبيرة أثناء مناقشة الميزانية أو أثناء مناقشة قانون في غاية األهمية مثل اإلصالح‬
‫الضريبي‪، 5‬فهي تسعى للتأثير على أصحاب السلطة لدفعهم لالستجابة لمطالب معينة سواء‬

‫دمحم زين الدين‪ ،‬القانون الدستوري والمؤسسات السياسية‪ ،‬الطبعة الرابعة مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2.38‬ص‪.204-205:‬‬ ‫‪4‬‬

‫عثمان الزياني‪ ،‬السلوك واألداء البرلماني بالمغرب‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق المغربية سلسلة الدراسات واألبحاث‪ ،‬اإلصدار الرابع‪ ،‬ماي‬ ‫‪5‬‬

‫‪،2011‬ص‪.140.،139،138،137 :‬‬

‫‪9‬‬
‫كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية‪ ،‬ويكون ذالك بصورة غير مباشرة عبر وسائل‬
‫مختلفة على رأسها إنشاء شبكة من العالقات مع المحكومين والسياسيين واإلعالميين و‬
‫أصحاب النفوذ ‪ ،‬وتعتمد لوبيات الضغط في عملها على نوعين من الوسائل‪:‬‬

‫الــــــوسائل المباشرة‪ :‬عن طريق االتصال بأصحاب القرار في الدولة وبذل كل ما يمكن‬
‫إلقناعهم بإصدار الق اررات التي تخدم مصالحهم‪.‬‬

‫الــــوسائل غير مباشرة‪ :‬استخدام أسلوب الترغيب والترهيب عن طريق تعبئة الرأي العام‬
‫لدفعه لحث أصحاب القرار على اتخاذ ق اررات معينة تصب في مصلحته‪ ،‬فهي تسعى للتأثير‬
‫في الدولة من جهة‪ ،‬وعلى الدولة من جهة ثانية‪ ،‬وفي الرأي العام من جهة ثالثة‪.6‬‬

‫إضافة إلى أن عملية الضغط التي تمارسها هذه الجماعات قد تكون شرعية (اإلقناع‪،‬‬
‫اإلضراب‪ ،‬المظاهرات‪ )...‬كما قد تلجأ في بعض األحيان إلى أساليب غير شرعية‬
‫(الرشوة‪،‬التهديد‪،‬عرقلة عمل الحكومة) إذا تطلب األمر حماية مصالحها‪ ،‬فضال عن تقديم‬
‫المعلومات وط ــرح البدائل للمشـ ــرعين لتبيان المصلحة التي تدافع عنها‪ ،‬فتح ــويل مطالب‬
‫جماعات الضغط إلى الواقع الفعلي يتطلب منها التحرك نحو إقناع صناع القرار‪ ،‬ومن أجل‬
‫ذالك تمارس عليها تأثيرات وضغوطات لتحقيق هذا الغرض‪.7‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تأثير جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫إن جماعات الضغط بالرغم من كونها فاعل غير رسمي في النظام السياسي لعدم‬
‫امتالكها الصالحيات القانونية لصنع القرار في أغلب األحيان‪ ،‬إال أنها تشارك في صناعة‬
‫مشروع قانون المالية‪ ،‬بممارستها الضغط سواء بطريقة مباشرة من خالل التأثير على‬
‫السلطات الرسمية المخولة قانونا بإعداد مشروع قانون المالية والتي يمكن إجمالها كما سبق‬

‫‪6‬‬
‫سعيد خمري ‪ " ،‬قضايا علم السياسة‪ ،‬مقاربات نظرية " ‪ ،‬منشورات جمعية المغربية للعلوم السياسية ‪ ،‬الرباط ‪ ، 2.38‬ص ‪.‬ص ‪. 316/ 313‬‬
‫أميمة قادري‪ ،‬دور حماعات الضغط في رسم السياسة العامة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن‬ ‫‪7‬‬

‫مهيدي‪-‬أم البواقي‪،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪، 2014-2015‬ص‪46،45،44‬‬

‫‪10‬‬
‫الذكر في السلطة التنفيذية الممثلة في و ازرة المالية والمديريات المساعدة ورئيس الحكومة‬
‫حسب المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي التي تنص أن إعداد مشاريع قانون المالية تتم تحــت‬
‫سلطة رئيس الحكومة‪ ،‬فهذا األخير يسهر على تحديد اإلستراتيجية المالية بناءا على‬
‫الفرضيات و االختيارات التي أعدها وزيـ ـ ــر المالية ‪،‬والبرلمان من خالل المصادقة على هذا‬
‫المشروع أو بطريقة غير مباشرة بتوجيه تأثيرها على الرأي العام‪.‬‬

‫التأثير على المقررين السياسيين‬ ‫أ)‬

‫صناعة مشروع قانون المالية ال تنحصر فقط في مشاركة الجهات والقوى الرسمية‪،‬‬
‫بل هناك جهات أخرى غير رسمية تشارك هي األخرى بحظ وافر في التأثير على صانعي‬
‫مشروع قانون المالية‪ ،‬ومن هذه الجهات على سبيل المثال الجماعات الضاغطة وأهمها‬
‫النقابات العمالية‪ ،‬هذه األخيرة قد أفرد لها الدستور المغربي لسنة ‪ 2.33‬الفصل ‪ 8‬حيث‬
‫نص في الفقرة األولى على ما يلي‪ :‬تساهم المنظمات النقابية لألجراء‪ ،‬والغرف المهنية‪،‬‬
‫والمنظمات المهنية للمشغلين‪ ،‬في الدفاع عن الحقوق والمصالح االجتماعية واالقتصادية‬
‫للفئات التي تمثلها‪ ،‬وفي النهوض بها‪ ،‬ويتم تأسيسها وممارسة أنشطتها بحرية‪ ،‬في نطاق‬
‫احترام الدستور والقانون‪.8‬‬

‫ومن نماذج الضغط الممارس على السلطات والهيئات الق اررية دعوة النقابات للعمال إلى‬
‫اإلضراب عن العمل‪ ،‬أو القيام بجمع التوقيعات لدعم مطالبها‪ ،‬وتعتبر المزود للمقررين‬
‫السياسيين بالمعطيات المتعلقة بموضوع القرار‪ ،‬ويتم ذلك عن طريق الدراسات التي تنجزها‬
‫هذه النقابات وتضعها رهن إشارة المقررين لإلطالع عليها إما بتزويدهم بها مباشرة‪ ،‬أو عن‬
‫طريق نشرها على صفحات الجرائد أو في وسائل االتصال األخرى‪.9‬‬

‫‪8‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 3.33.23‬صادر في‪ 27‬شعبان ‪ 22(3112‬يوليوز ‪ )2.33‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3261‬مكرر بتاريخ‬
‫‪28‬شعبان ‪ 1.( 3112‬يوليوز ‪ ، )2.33‬ص‪16..:‬‬
‫‪9‬‬
‫دمحم جعفر‪ ،‬دور النقابات العمالية في صياغة السياسات العامة‪ ،‬نشر بتاريخ ‪ 02‬ابريل‪ ،2015‬موقع‪rayanepress@gmail/com‬‬

‫‪11‬‬
‫وتقوم جماعات الضغط بالدفاع عن مصالح المجموعات المهنية(الغرف المهنية‪،‬‬
‫النقابات‪ ،)...‬حيث يتم ذلك على مستوى األجهزة البرلمانية خاصة اللجان والفرق البرلمانية‪.‬‬

‫فمن حيث اللجان هناك لجنة المالية والتنمية االقتصادية التي تعتبر مكانا للحوار والتسوية‬
‫بين السلطة التنفيذية وممثلي المكلفين الذين ال يترددون في التدخل على هذا المستوى‬
‫لترجيح وجهات نظرهم حيث يفضلون طريقة اللجان لما تتميز به من فعالية‪ ،‬وبالنظر لما‬
‫تحاط به أعمالها من سرية قصوى تجعلها األقل عرضة لإلشهار والمراقبة عكس الجلسة‬
‫العامة‪ ،‬حيث يرتكز انتخاب رؤساء اللجان الدائمة على النسبية النيابية وهو ما يفسر في‬
‫غالب األحيان الرفض الك لي لكل تعديل مقدم من قبل المعارضة خاصة إذا كان يستهدف‬
‫المساس بمصالح تلك الجماعات‪ ،‬كما أن تأثيرها يمتد أيضا إلى الفرق البرلمانية حيث تلعب‬
‫دو ار رئيسيا في تنسيق مواقف األحزاب السياسية والدفاع عن البرنامج الجبائي لهذه األخيرة‬
‫داخل البرلمان‪ ،‬وتتفاوت حظوظ نجاح هذه البرامج حسب ما إذا تعلق األمر بفرق األغلبية‬
‫أو فرق المعارضة‪ ،‬حيث تبقى حظوظ هذه األخيرة في إحداث تعديالت لصالحها مسألة غير‬
‫واردة أي أن نسب النجاح ضئيلة مقارنة بفرق األغلبية التي غالبا ما تلقى تعديالتها وآراؤها‬
‫الترحيب من طرف الحكومة‪ ،‬أي أن تركيز جماعات الضغط نشاطها وتواجدها في فرق‬
‫األغلبية أكثر ايجابية ويؤتي بنتائج مثمرة‪ ،‬كما أن جماعات الضغط يمكن أن تقوم بالتدخل‬
‫على مستوى األفراد‪ ،‬خاصة في حالة ما إذا كان البرلماني يدين لبعض المجموعات‬
‫والمنظمات السوسيو مهنية بالدفاع عن مصالحها إذ يكون مرغما على فعل ذلك تحت طائلة‬
‫التهديد بعدم تجديد انتخابه‪.‬‬

‫فهذا التأثير الذي تمارسه تلك الجماعات على البرلمان يشل تفكيره‪ ،‬ويجعل هدفه الوحيد‬
‫هو تحقيق مصلحتها مما يتعارض مع المصلحة العامة‪ ،‬مما قد يعرضه أيضا إلى أن يكون‬

‫‪12‬‬
‫عرضة لوسائل منافية لألخالق مثل الرشوة‪ ،‬وبالتالي يرهن تصويته ورقابته للعمل الحكومي‬
‫لصالح الجماعات الضاغطة‪.10‬‬

‫ويعتبر اإلتحاد العام لمقاوالت المغرب أهم جماعة ضغط بمواصفات اللوبي‪ ،‬وتتخذ مشاركته‬
‫المؤسساتية في مسار اتخاذ القرار أشكاال مختلفة تسلك من خاللها بعض األليات التي‬
‫يشتغل بها اللوبي‪ ،‬نذكر منها األعمال التحضيرية وذلك بمشاركته في أعمال التحضير‬
‫لمشاريع القوانين كما هو الشأن بالنسبة لمدونة الجمارك‪ ،‬المدونة العامة للضرائب وقوانين‬
‫المالية ومدونة الشغل‪ ،‬وهي أعمال محددة جدا في تبني مقترحاتها‪ ،‬وتعتبر اللجان المشتركة‬
‫سواء كانت إدارية أم برلماني ة‪ ،‬أهم الفضاءات التي يتجسد فيها التأثير واالختراق‪ ،‬وال يبدو‬
‫الضغط ظاهريا‪ ،‬بالطريقة التقليدية المعهودة‪ ،‬لكن بطبيعة وقوة النخب التي تمثلها والمصالح‬
‫التي تديرها وموقعها في النسق السياسي يجعل أراها محترمة ومؤثرة في اتخاذ القرار‪.11‬‬

‫و النقابات العمالية تقوم بالضغط على البرلمان حتى في حالة االختصاص الحكومي‪ ،‬وذلك‬
‫راجع إلى أن البرلمان له وسائل كثيرة لمساءلة الحكومة والتأثير عليها‪ ،‬ولذلك فإنه يلجأ اليه‬
‫للضغط بطريقة غير مباشرة على الحكومة‪.12‬‬

‫ب) التأثير على الرأي العام‬

‫الحكومات تعتمد في بقائها على تأييد الرأي العام‪ ،‬ولذلك تسعى هذه الجماعات لتعبئته‬
‫وتوجيهه بما يخدم مصالحها‪ ،‬كإصدار النشرات وتوزيعها‪ ،‬وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات‪،‬‬
‫واستخدام وسائــل اإلعالم المختلفة لشرح وجهة نظرها‪ ،13‬ولذلك تلجأ النقابات العمالية إلى‬
‫تعبئته وتجنيده لممارسته التاثير على الحكومة‪ ،‬ومن أجل ذالك تستخدم بعض األساليب التي‬
‫تزعجه‪ ،‬ومنها اإلضراب والتظاهر في الطريق العام وشل حركة النقل‪ ،‬فالوسيلة المفضلة‬

‫‪10‬‬
‫عثمان الزياني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪138‬و‪139.‬‬
‫‪11‬مقالة‪ ،‬كيف أصبحت نقابة الباطرونا لوبي لرسم السياسة الضريبية؟ نشر في التجديد بتاريخ‪:12-03-2008‬‬
‫‪12‬دمحم جعفر‪،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫قحطان أحمد الحمداني‪ ،‬المدخل إلى العلوم السياسية‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى‪ 2012‬م ‪،‬عمان ‪-‬األردن‪ ،‬ص‪302‬‬

‫‪13‬‬
‫للنقابات عندما تود استخدام الرأي العام هي اإلقناع‪ .‬إن اختيار هذه الطريقة ينطلق أيضا‬
‫من اإليمان بأن الرأي العام يصنع‪ ،‬بحيث يمكن عبر استعمال بعض الوسائل استمالته‪.14‬‬

‫للجماعات الضاغطة دور مهم جدا في التأثير على الرأي العام لما لها من إمكانيات تسهل‬
‫استخدام وسائل اإلعالم بطرح قضاياها في كل وقت‪ ،‬وبالتالي تحصل على تعاطف الرأي‬
‫العام‪.15‬‬

‫فللرأي العام قدرة كبيرة على التأثير على الجماهير وذلك لما للرأي العام من وسائل تعمل‬
‫على تكوين غطاء على عين الجماهير فيقع في قبول سياستها وأفكارها ومن ثم نقلها إلى‬
‫السلطات العامة في الدولة‪.16‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور تدخل الجماعات الضاغطة للتأثير في صناعة مشروع قانون المالية‬

‫تسعى جماعات الضغط إلى التأثير على صناع القرار في السياسات العامة لالهتمام‬
‫بقضاياها ومشاكلها ودفعها التخاذ مواقف أو ق اررات لها صفة السياسات العامة كقانون‬
‫المالية لخدمة أهدافها وتحقيق مصالحها ‪ ،‬لما تتمتع به من القوة والنفوذ المستمدين من‬
‫العالقات المتنوعة والمتداخلة مع راسمي السياسات العامة وهي في ذلك تستخدم العديد من‬
‫اآلليات التي تعزز قوتها ونفوذها وتتخذ العديد من أشكال التدخل‪.17‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬آليات تدخل جماعات الضغط في صياغة مشروع قانون المالية‬

‫تستمد الجماعات الضاغطة أو جماعات المصالح قوتها من قوة أعضائها وطاقتها‬


‫المالية ‪ ،‬فهناك من الجماعات ما يصل عدد األعضاء بها الى المليونين ونصف المليون أو‬
‫ثالثة ماليين ونصف المليون ‪ ،‬والعدد وحده عامل قوة في المنظمة التي يضطر رجال‬
‫السياسة الى أن يطلبوا منها دوريا ثقة الناخبين من أعضائها ‪ ،‬ومن عوامل القوة في‬

‫‪14‬‬
‫دمحم جعفر‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫محمود بن قداره‪ ،‬وسائل مشاركة الجماعات الضاغطة في الشؤون العامة‪ ،‬نشر بتاريخ‪ 14‬يونيو‪krazamy2010.blogspot.com،2010‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪16‬‬
‫جان مينو ‪ " ،‬الجماعات الضاغطة " ‪ ،‬ترجمة بهيج شعبان ‪ ،‬منشورات عويدات ‪ ،‬بيروت ‪ ، 3273‬ص ‪2‬‬
‫‪17‬فائق مرعي مثنى ‪ -‬السياية العامة‪ -‬بين النظرية والتطبيق ‪ –(2016).‬العراق ‪:‬مطبعة جامعة تكريت‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الجماعات الضاغطة هو عامل التنظيم ‪ ،‬فكلما كانت الجماعات منظمة كانت السلطات‬
‫أكثر اهتماماً بها ‪ ،‬وكلما كانت أقل تنظيما كانت السلطات أقل اهتماما بها ‪ ،‬وكلما كانت‬
‫قيادة الجماعة قوية وذات عالقات وصالت واسعة سواء باألوساط البرلمانية أو الو ازرات أو‬
‫أجهزة تكوين الرأي العام كانت أكثر قوة ‪ ،‬وإذا ضعفت هذه االتصاالت لم يكن في مقدور‬
‫الجماعة أن تضغط‪.18‬‬

‫يتخذ تدخل الجماعات الضاغطة في عملية صنع السياسة العامة ومنها مشروع قانون المالية‬
‫عدة أشكال منها ‪:‬‬

‫تقديم مقترحات للسياسة العامة‪ :‬كثي ار ما تعمل جماعات الضغط باختالف أصنافها على‬
‫تقديم مقترحات للسلطات العامة على رأسها الحكومة وو ازراتها ‪.‬‬

‫الضغط من أجل إيقاف العمل بسياسة معينة أو اإلبقاء عليها ‪ :‬عندما تكون السياسات‬
‫الموضوعة أو المعمول بها ال تتماشى مع توجهات ومصالح الجماعات المصلحية المختلفة‬
‫‪ ،‬فان هذه األخيرة تبذل كل ما في وسعها لإليقاف العمل بها ‪ ،‬وفي الحالة العكسية أي‬
‫عندما تكون السياسات الموضوعة خادمة لمصالح الجماعات فإنها تبذل ما في وسعها‬
‫لإلبقاء عليها حتى وان كان ذلك يتعارض مع المصلحة العامة ‪.‬‬

‫تعطيل تنفيذ سياسة عامة‪ :‬في حالة عجز جماعات الضغط في التدخل في صنع سياسة‬
‫عامة تتماشى مع مصالحها وأهدافها ال يكون أمامها سوى التدخل في مرحلة تنفيذ السياسة‬
‫العامة بهدف تحريفها عن مقاصدها وأهدافها ‪.‬‬

‫التعديل في السياسة القائمة‪ :‬إذا كانت إحدى السياسات العامة القائمة تشكل في مضمونها‬
‫وأهدافها خط ار يهدد مطالب ومصالح بعض جماعات الضغط بشكل جزئي يمس بأحد‬

‫‪18‬سالم ايهاب ‪ -‬الديمقراطية في الميزان‪ (2011).‬مصر ‪:‬دار الجمهورية للصحافة‬

‫‪15‬‬
‫مصالحها فإنها تتدخل في صنع السياسة العامة بهدف إرغام السلطات على اجراء تعديل‬
‫فيها بالشكل الذي يرفع من درجة تالؤم وتوافق هذه السياسة مع مصالحها‪.19‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬صور تدخل جماعات الضغط في صياغة مشروع قانون المالية‬

‫على الصعيد الدولي‬

‫إن صناعة مشروع قانون المالية بالمغرب يرتبط ارتباطا وثيقا باسم المؤسسات المالية‬
‫الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك العالمي مانحي القروض والمساعدات إلى البلدان‬
‫المحتاجة كما ينص على ذالك ميثاق تأسيس هذه المؤسسات ‪ ،‬إال أن الواقع العملي كشف‬
‫أن ممارسات هذه المؤسسات بعيدة عن تحقيق هذه النوايا الحسنة ‪ ،‬فتلك القروض‬
‫والمساعدات أصبحت مشروطة ونابعة من االستجابة للشروط التي تفرضها على الدول‬
‫المستدينة والتدخل في مختلف سياسات هذه الدول‪.20‬‬

‫وقد أصبحت سياسة االقتراض لدى المغرب إجراء روتينيا ‪ ،‬يتعاطاه في كل مناسبة تعجز‬
‫فيها الحكومة المغربية عن تغطية الميزانية الالزمة لتدبير شؤون الدولة ويظهر ذالك في تنفيذ‬
‫الحكومة المغربية مجموعات من توصيات صندوق النقد الدولي ‪ ،‬التي اشترطها مقابل‬
‫خطوط السيولة المالية المفتوحة نحو ميزانية الرباط وقد كان أول هذه اإلصالحات المستلهمة‬
‫من توصيات صندوق النقد الدولي على سبيل المثال ال الحصر ‪ :‬إصالح قطاع الطاقة عن‬
‫طريق تحرير أسعار المحروقات ورفع الدولة يدها عن دعم مواد الطاقة المستوردة ‪ ،‬ثم بعد‬
‫ذالك تحديث إطار الميزانية من خالل العمل على تحيين الحاجات المالية للدولة ‪ ،‬وتقوية‬
‫القطاع المالي الخاص ‪ ،‬وفي هذا اإلطار يدخل أيضا اإلصالح الذي أقدمت عليه الحكومة‬

‫‪19‬ضميري عزيزة ‪. -‬الفواعل السياسية ودورها في صنع السياسة العامة في الجزائر) رسالة ماجستير‪(.2..8‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪:‬‬
‫جامعة باتنة‬
‫‪20‬دمحم سلكي ‪ -‬التدبير المالي العمومي و متطلبات الحكامة المالية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتورة في القانون العام‪ ،‬جامعة دمحم الخامس أكدال كلية العلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ -‬الرباط ‪ 2.32 - 2.33‬ص ‪336‬‬

‫‪16‬‬
‫المغربية مؤخ ار المتعلق بصناديق التقاعد ‪ ،‬وهو المطلب الذي ظل يطالب به صندوق النقد‬
‫الدولي منذ تمكينه الرباط من خط السيولة األول سنة ‪. 2.32‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن إمالءات صندوق النقد الدولي ال تكثرت للطبقات الشعبية حيث‬
‫ساعدت اإلصالحات التي نصح بها صندوق النقد الدولي الحكومة المغربية سنة ‪ 2.32‬في‬
‫تحريك عجلة االقتصاد وتحسن النمو في عام ‪ 2.33‬بمقدار ‪ 3 %‬وعالجت االختالالت‬
‫المالية المحلية والخارجية ‪ .‬كما مكنت الحكومة من تعزيز تحكمها بالميزانية العامة بعد‬
‫خفض اإلنفاق في صندوق المقاصة ‪ ،‬حيث تراجع الدعم العمومي للمواد الطاقية والغذائية‬
‫المستوردة ‪ ،‬مثلما أنقذت السيولة المقدمة من المؤسسة المالية الدولية االقتصاد المغربي من‬
‫االنهيار‪.21‬‬

‫على الصعيد الوطني‬

‫على مدى العقود الماضـية ‪ ،‬تعهد المغرب بإصـالح وتحرير اقتصـاده من خالل زيادة‬
‫إشـراك منظمات أصـحاب العمل في صـياغة وتنفيذ السـياسـات االقتصـادية العامة ‪ ،‬ويعد‬
‫االتحاد العام لمقاوالت المغرب من المنظمات الرئيسـية الفاعلة في البالد حيث يتم تمثيل‬
‫القطاع الخاص في المغرب من خالله وهو وحده الذي يشارك في المفاوضات الثالثية‪،22‬‬
‫أضف إلى ذلك ما يحتله هذا األخير من وزن الحياة كبير في السياسية المغربية من حيث‬
‫قدرته على تكوين عالقات مع أصحاب الق اررات سـواء في الحكومة ‪ ،‬أو في البرلمان ‪،‬‬
‫وقدرته على التأثير في صـدور ق اررات تخدم أو تعيق مصـالحه ‪23‬منها ما تم تقديمه من‬

‫‪21‬تأثير األحزاب السياسية و جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية (‪ .)2.32‬معارف المغرب ‪ -‬شؤون قانونية‬
‫‪22‬‬
‫‪Sanchez, P. (2019, 09 2019). Cartographie‎des‎organisations‎d’employeurs‎de‎la‎région‎MENA .‬‬ ‫‪.3‬‬
‫‪Consulté le 08 23, 2020, sur OECD: https://bit.ly/2EtYwMI‬‬

‫‪23‬مهداوي عبد الهادي ‪. -‬مكانة الجماعات الضاغطة في الحياة السياسية المغربية والفرنسية (‪)2.32‬‬

‫‪17‬‬
‫مطالب موجهة للحكومة في إطار إصـالحات ما بعد ثورة ‪ 2.‬فبراير ‪ ، 2.33‬وذلك‬
‫بخصـوص ما يتعلق بالضريبة على القيمة المضافة والذي تضمنت المطالبة بتعميم الحق‬
‫في الخصـم ‪ ،‬تحسين شروط السـداد ‪ ،‬والحد من عدد من النسـب الضـريبية وغيرها من‬
‫المطالب ‪ ،‬وفي هذ ا الصـد عملت الحكومة جاهدة على تلبية الجزء األكبر من تلك المطالب‬
‫من بينها تعميم حق الخصـم على االستثمارات واسترداد ضريبة القيمة المضـافة على‬
‫االستثمارات الجديدة ابتداء من يناير‪. 2.3324‬‬

‫إذن فاإلتحاد العام لمقاوالت المغرب الذي يمثل اليوم أكبر هيئة اقتصادية بإمكانه مواجهة‬
‫أي إصالح أو اختيار اقتصادي يمس بمصالحه ‪ .‬كما أن وعي هذه " الباطرونا " بأهميتها‬
‫ودورها داخل أي معادلة أو إصالح أو اختيار اقتصادي ‪ ،‬جعلها تمارس ضغوطات على‬
‫الدولة تصل إلى مستوى المساومة ( إشكالية البطالة ‪ ،‬إشكالية قطاع النسيج والتصدير ‪) ..‬‬
‫وتعد السياسة الجبائية أكثر المجاالت تعرضا لتأثير هذه " البورجوازية " ‪.‬‬

‫ويعتمد اإلتحاد العام لمقاوالت المغرب عدة سبل لبلورة قانون مالية يصب في مصلحته‪،‬‬
‫وذلك من خالل مراسلة وزير المالية بل وكل الو ازرات المعنية‪ .‬إضافة إلى لجوءه للمؤسسة‬
‫البرلمانية من خالل عقد مشاورات مع اللجان البرلمانية المختصة وكذا الفرق البرلمانية‬
‫للتأثير على العمل التشريعي الخاص بصياغة قانون المالية حسب ما يراه االتحاد مناسبا له‪،‬‬
‫دون أن ننسى دور النقابات التي تتوفر فيها شروط التمثيلية والتي تعترف الحكومة بأهليتها‬
‫للتفاوض بشأن مطالب العمال والتي تنحصر في اإلتحاد المغربي للشغل ‪ ،‬والكونفدرالية‬
‫الديمقراطية للشغل ‪ ،‬واإلتحاد العام للشغالين بالمغرب‪.‬‬

‫‪24‬أقصبي نجيب ‪ -‬فبراير ومآالت التحول الديمقراطي في المغرب‪ .‬قطر ‪:‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪)2129( .‬‬

‫‪18‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫يمكن اعتبار أن األحزاب السياسية و جماعات الضغط من أهم الفواعل المؤثرة في‬
‫عملية صياغة قانون المالية‪ .‬فهذه األخيرة تهتم بخدمة مصالحها أكثر من االهتمام بنقل‬
‫مشاغل المجتمع‪ ،‬مما جعلها تنحرف و تبتعد عن األدوار المنوطة بها‪.‬‬

‫ومع ضعف كفاءة الممثلين البرلمانيين ‪ ،‬وانعدام روح المسؤولية ‪ ،‬زيادة على الحضور‬
‫الشخصي القوي لبعض األسماء النافذة على رأس بعض اللوبيات ‪ ،‬كلها عوامل تساهم في‬
‫تكريس غياب العدالة الجبائية ثم االجتماعية ‪ ،‬مما يعمق دور األحزاب السياسية و‬
‫جماعات الضغط في تمرير المقتضيات التي تتماشى مع مصالحها أوال و قبل كل شئ دون‬
‫اإلكثرات بمصلحة الطبقات الشعبية ‪ .‬و بناءا عليه نجد أن دستور ‪ 2.33‬حدد أدوات‬
‫السياسة المالية في قانون المالية والمخططات التنموية اإلستراتيجية و البرامج المتعددة‬
‫السنوات ‪ ،‬و أسند للحكومة إعدادها و تنفيذها ‪ ،‬و خص البرلمان بالتصويت على قانون‬
‫المالية و الموافقة على المخططات و البرامج ‪ ،‬إال أنه ظل يكرس غياب ممثلي الشعب‬
‫والمتمثلة في المجتمع المدني في مرحلة إعداد مشروع قانون المالية و غياب كذلك مراكز‬
‫األبحاث و الدراسات اإلستراتيجية في صناعة السياسة المالية للدولة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ ‬الكتب العامة‪:‬‬
‫‪ .3‬دمحم زين الدين‪ ،‬القانون الدستوري والمؤسسات السياسية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪2.31‬‬
‫‪ .2‬سعيد خمري ‪ " ،‬قضايا علم السياسة‪ ،‬مقاربات نظرية " ‪ ،‬منشورات جمعية المغربية للعلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬الرباط ‪2.38‬‬
‫‪ .1‬قحطان أحمد الحمداني‪ ،‬المدخل إلى العلوم السياسية‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫عمان األردن ‪ 2012‬م‬
‫‪ .1‬فائق مرعي مثنى ‪ -‬السياية العامة‪ -‬بين النظرية والتطبيق ‪ –(2016).‬العراق ‪:‬مطبعة جامعة‬
‫تكريت‬
‫‪ .3‬سالم ايهاب ‪ -‬الديمق ارطية في الميزان‪ (2011).‬مصر ‪:‬دار الجمهورية للصحافة‬

‫‪ ‬الكتب المتخصصة‪:‬‬
‫‪ .6‬جان مينو ‪ " ،‬الجماعات الضاغطة " ‪ ،‬ترجمة بهيج شعبان ‪ ،‬منشورات عويدات ‪ ،‬بيروت‬
‫‪3273‬‬
‫‪ ‬األطروحات والرسائل‪:‬‬
‫‪ .7‬ضميري عزيزة ‪. -‬الفواعل السياسية ودورها في صنع السياسة العامة في الجزائر) رسالة‬
‫ماجستير‪(.2..8‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ :‬جامعة باتنة‬
‫‪ .8‬دمحم سلكي ‪ -‬التدبير المالي العمومي و متطلبات الحكامة المالية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتورة في‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة دمحم الخامس أكدال كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪-‬‬
‫الرباط ‪2.32 - 2.33‬‬
‫‪ .2‬أميمة قادري‪ ،‬دور حماعات الضغط في رسم السياسة العامة‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪-‬أم البواقي‪،‬الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية‪2014-‬‬
‫‪2015‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ .7‬عثمان الزياني‪ ،‬السلوك واألداء البرلماني بالمغرب‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق المغربية سلسلة‬
‫الدراسات واألبحاث‪ ،‬اإلصدار الرابع‪ ،‬ماي‪2011‬‬
‫‪ .8‬تأثير األحزاب السياسية و جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية (‪ .)2.32‬معارف‬
‫المغرب ‪ -‬شؤون قانونية‬
‫‪ .2‬مهداوي عبد الهادي ‪. -‬مكانة الجماعات الضاغطة في الحياة السياسية المغربية والفرنسية‬
‫(‪)2.32‬‬
‫أقصبي نجيب ‪ -‬فبراير ومآالت التحول‬ ‫‪.3.‬‬
‫الديمق ارطي في المغرب‪ .‬قطر ‪:‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪)2.38( .‬‬

‫‪ ‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ .33‬ظهير شريف رقم ‪ 3.33.23‬صادر في‪ 27‬شعبان ‪ 22(3112‬يوليوز ‪ )2.33‬بتنفيذ نص‬
‫الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3261‬مكرر بتاريخ ‪28‬شعبان ‪ 1.( 3112‬يوليوز ‪)2.33‬‬
‫‪ .32‬ظهير شريف رقم ‪ 3.33.62‬صادر في ‪ 31‬من شعبان ‪2( 3116‬يونيو ‪ )2.33‬بتنفيذ‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 31..31‬لقانون المالية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 617.‬فاتح رمضان‬
‫‪ 38( 3116‬يونيو ‪)2.33‬‬
‫‪ ‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪ .31‬دمحم جعفر‪ ،‬دور النقابات العمالية في صياغة السياسات العامة‪ ،‬ابريل‪ ،2015‬موقع‬
‫‪rayanepress@gmail/com‬‬
‫‪ .31‬محمود بن قداره‪ ،‬وسائل مشاركة الجماعات الضاغطة في الشؤون العامة ‪،2010‬‬
‫‪krazamy2010.blogspot.com‬‬
‫‪ .33‬الموقع الرسمي لمجلس النواب ‪/https://www.chambredesrepresentants.ma‬‬
‫‪ .36‬الموقع الرسمي لمجلس المستشارين ‪http://www.chambredesconseillers.ma/ar‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬المراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫‪17. (G) Burdeau : « Mannuel de droit constitutionnel et institutions‬‬
‫‪politiques », 20ème éd, L.G.D.J, 1984‬‬

‫‪21‬‬
18. Sanchez, P. (2019, 09 2019). Cartographie des organisations
d’employeurs‎de‎la‎région‎MENA. Consulté le 08 23, 2020, sur
OECD: https://bit.ly/2EtYwMI

22
‫الفهرس ‪:‬‬
‫المقدمة‪3..............................................................................‬‬

‫المبحث األول‪:‬تأثير األحزاب السياسية في صناعة مشروع قانون المالية‪1..................‬‬

‫المطلب األول‪:‬األحزاب السياسية بالمغرب‪1..............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور األحزاب السياسية في صناعة مشروع قانون المالية‪6.................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬على مستوى مجلس النواب‪6................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬على مستوى مجلس المستشارين‪7..........................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تأثير جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‪2 ................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‪2 .................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وسائل جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‪2..................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تأثير جماعات الضغط في صناعة مشروع قانون المالية‪3...................‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬صور تدخل جماعات الضغط للتأثير في صناعة مشروع قانون المالية‪31...‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬آليات تدخل جماعات الضغط في صياغة مشروع قانون المالية‪31..........‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬صور تدخل جماعات الضغط في صياغة مشروع قانون المالية‪36..........‬‬

‫خاتمة ‪32...............................................................................‬‬

‫الئحة المراجع ‪2.........................................................................‬‬

‫الفهرس‪22..............................................................................‬‬

‫‪23‬‬

You might also like