‫*بديع الزمان الهمذاني*‬

‫أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ولد في مدينة‬
‫همذان ‪ ،‬وهي مدينة جبلية في إيران سنة ‪ 969‬م ‪ ،‬لكنه من أصول عربية وذلك‬
‫مثبت في رسائله ‪ُ .‬ل ّقلب بديع الزمان لنبوغه‪  ‬في األدب واللغة العربية‪ ،‬إضافة‬
‫إلى أنه كان سريع البديهة ومتّقد الذكاء ‪ ،‬وكانت له مقدرة عالية جدا في الحفظ ‪.‬‬
‫‪..‬وقد وصفه من عاصره من األدباء بقوله‬
‫كان الهمذاني مقبول الصورة ‪ ،‬خفيف الروح حسن العشرة ‪ ،‬عظيم"‬
‫الخلق شريف النفس ‪ .‬وكان طموح تواق إلى المجد مغترا بعبقريته‪،‬‬
‫ولكنه كان شخصية فذة في أدبنا العربي لدرجة أن لقّبه معاصروه ببديع‬
‫"‪.‬الزمان‬

‫‪..‬المقامة لغة و اصطالحا‬

‫تعني المجلس أو ما يكون فيه من الناس ‪ ،‬فتقدم موعظة أو قصة أو محاضرة‬

‫أما اصطالحا فهي فن أدبي أشبه بالقصة القصيرة ‪ ،‬ظهر على يد بديع الزمان‬
‫ورسخ قواعده ‪ ،‬إذ بالرغم من اختالف المؤرخين في‬
‫ّ‬ ‫الهمذاني فأرسى دعائمه ‪،‬‬
‫أصل فن المقامة والذي كان مبهما وضئيل الصورة ‪ ،‬إال أنهم يتفقون على أن‬
‫بديع الزمان هو مبدعها‬
‫‪..‬وفي ذلك يقول العالم المؤرخ القلقشندي‬
‫إن أول من فتح باب عمل المقامات عاّل مة الدهر ‪ ،‬وإمام األدب البديع"‬
‫"‪.‬الهمذاني‬
 ‫‪..‬من مقامات بديع الزمان الهمذاني‬
‫‪  ‬‬
‫الكدية‪  ‬تجسد قصة – باألحرى حدوثة – تنتهي إلى غرض مادي وهو‬
‫واستجداء الناس ‪ ،‬لكنه استجداء بارع في الدهاء وسعة الحيلة ‪ ،‬فبطل المقامة‬
‫أبو الفتح اإلسكندري اتخذ من حرفة األدب وعلومه ‪ ،‬وسيلة إلبهار الناس ‪،‬‬
‫‪.‬والدجل عليهم‬

‫المقامة الخمرية‪ ..‬يلعب أبو الفتح دور اإلمام والناسك ‪ ،‬فيصلي بالناس‬
‫‪.‬ويدعوهم إلى اجتناب أم الكبائر ( الخمر)‬
‫المقامة القزوينية‪ ..‬يتنكر في زي الغزاة المجاهدين ‪ ،‬فيخطب في الناس‬
‫‪.‬ويحثهم على الروم‬
‫‪.‬المقامة القردية‪ ..‬يلعب دور قرّاد برقص قرده ويضحك الناس‬
‫دعي إحياء الموتى وكشف الضر والبالء‬
‫جال ي ّ‬
‫‪.‬المقامة الموصلية‪ ..‬يلعب دور د ّ‬
‫‪.‬المقامة القريضية‪ ..‬يتخذ دور األديب البارع الذي يحكم في الشعر وأصحابه‬
‫‪. ‬المقامة المضيرية‪ ..‬يبرع في وصف وليمة انتهت بما لم يحمد عقباه‬
‫المقامة الدينارية‪- ..‬األفضل عندي – فستضحك وتنبهر للكم الهائل من ألفاظ‬
‫‪.‬السخرية والهجاء‬

‫‪ ‬‬
 ‫من المقامة الحلوانية ‪ -‬بديع الزمان الهمذاني‪ ‬‬
‫التقديم‪:‬‬
‫نص نثري ذو طابع قصصي منتخب من مقامات‪ ‬بديع الزمان الهمذاني‪ ‬وال يخلو من مغامرة وإضحاك‬
‫غير األقوال واألفعال‪ .‬يندرج النص ضمن المحور األول‪ ‬الفكاهة والهزل في القصّ العربي القديم‪.‬‬

‫الموضوع‪:‬‬
‫يسرد الراوي مغامرة عيسى في الحمام ومختلف المواقف التي تع ّرض لها واص ًفا حالته النفسية‪.‬‬

‫**************‬

‫‪.‬يكشف الهمذاني عن ظاهرة العنف في الحمامات‬

‫‪.‬المنطق السائد‪ :‬الغاية تبرر الوسيلة‬
‫‪.‬حضور الحيلة ‪..‬وضع الطين ‪ :‬حجز الزبون‬

‫‪ .‬بُني النص على التقابل بين الرغبة وقمع الرغبة‪ ،‬إذ لم يحقق عيسى مبتغاه من الطهارة‬
‫‪.‬مفارقة بين القدرة والعجز‬
‫‪.‬تحقق اإلضحاك عبر األقوال واألفعال‬