‫مـــقـــــــــدمــــــــة‬

‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ باهلل من شرور أ نفسنا ومن‬
‫سيائت أ عمالنا من يهدي هللا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له أ ما بعد ‪:‬‬
‫ق ال تع الى ‪ ":‬وم ا خلقت الجن واإلنس إال ليعب دون " فحكم ة خل ق اإلنس ان وغاي ات حيات ه وس ر‬
‫وجوده يكمن في عبادة هللا ‪ ،‬فالعبادة هي إسم جامع لكل ما يحبه هللا تعالى من أ قوال وأ فعال‬
‫أل‬ ‫أل‬
‫باطن ة وظ اهرة منه ا ‪ :‬ب ر الوال دين ‪ ،‬ص لة ا رح ام ‪ ،‬الوف اء ب العهود وا م ر ب المعروف ‪ ،‬النهي عن‬
‫المنكر ‪ ،‬الجهاد للكفار واالحسان‪...‬إلخ ‪ .‬ولعل أ عظم العبادات هي أ ركان اإلسالم ‪ :‬الشهادتان‬
‫(ش هادة أ ن ال إل ه إال هللا ‪ ،‬وش هادة أ ن محم ًدا رس ول هللا ) ‪ ،‬إقام ة الص الة ‪ ،‬إيت اء الزك اة ‪ ،‬ص وم‬
‫رمضان ‪ ،‬حج البيت لمن استطاع إليه سبيال‪.‬‬
‫فالموضوع الذي تطرأ نا إليه في هذا البحث والذي كان محل اهتمامنا هو الصوم ‪.‬‬
‫أل‬
‫وهو ركن الرابع من أ ركان اإلسالم و من ا عمال التي تقربنا إلى هللا تعالى وهو نوع من العبادات‬
‫الهام ة وال تي له ا فوائ د كث يرة ص حية وعض وية ونفس ية ‪ ،‬ويعت بر من الوس ائل المس اعدة في وقاي ة‬
‫أل‬
‫اإلنسان من ا مراض التي يشعر بها وال يعرف لها دواء ‪.‬‬
‫ثواب الصوم ليس كسائر العبادات ‪ ،‬فهو العبادة التي يثاب المسلم عليها أ ضعاف مضاعفة‬
‫ويكتب هللا له بها الجزاء الوفير يوم القيامة ‪.‬‬
‫من أ س باب اختيارن ا له ذا الموض وع لمعرف ة والتعم ق أ ك ثر في دينن ا و خاص ة في مج ال الص وم ‪،‬‬
‫والتعرف عن شروطه و أ ركانه ‪ ،‬وإلزالة الغموض عليه واإلقتداء بكل ما أ مرنا به هللا اتجاه الصوم‬
‫ولكي يكون صومنا ً‬
‫سليما‪.‬‬

‫فق د ع الج بحثن ا ه ذا إش كالية مفاده ا ‪ :‬م ا ه و الص وم ؟ وم اهي الحكم ة من مش روعيته ؟‬
‫وأ نواعه وشروطه ؟‬
‫ولإلجابة عن هاته اإلشكالية إتبعنا الخطة التالية والتي تتكون من ‪:‬‬
‫مقدمة وم دخل ال ذي خصص ته للح ديث عن تعري ف الص وم و فض له و الحكم ة من مش روعيته ‪،‬‬
‫أل‬ ‫أل‬
‫المبحث ا ول كان عبارة عن دراسة حكم الصيام وأ نواعه تضمن ‪ 3‬مطالب المطلب ا ول صوم‬
‫الواجب ‪ ،‬المطلب الثاني صوم محرم ‪ ،‬المطلب الثالث صوم المكروه ‪ ،‬أ ما المبحث الثاني يتحدث‬

‫أ‬
 ‫مـــقـــــــــدمــــــــة‬

‫عن ثبوت شهر رمضان وشروطه متضمنا أ ربع مطالب ‪ :‬ثبوت شهر رمضان ‪ ،‬شروط الوجوب ‪،‬‬
‫شروط الصحة ‪ ،‬شروط الوجوب والصحة معا ‪ ،‬أ ركان الصوم ‪ ،‬بعدها المبحث الثالث المعنون‬
‫بمفس دات الص وم مكروهات ه و مس تحاباته تن اولت في ه ‪ :‬من دوبات الص وم ‪ ،‬مكروه ات الص وم ‪،‬‬
‫مفس دات الص وم ‪ ،‬ما ي وجب القض اء ‪ ،‬ما ي وجب الكف ارة ‪ ،‬وم ا ي وجب القض اء والكف ارة مع ا ‪ .‬و‬
‫ختمت بحثي بخاتمة تتتضمن مجموعة من النتائج المستخلصة من خالل هذا العمل ‪.‬‬
‫أل‬
‫ولإللمام بجميع عناصر الخطة واإلجابة عن ا شكالية اعتمدت على مجموعة من المصادر‬
‫أل‬
‫والمراجع من أ همها ‪ :‬مدونة الفقه المالكي وأ دلته لعبد الرحمان الغرياني (الجزء ا ول) ‪ ،‬مودونة‬
‫الفق ه الم الكي وأ دلت ه ح بيب بن ط اهر (الج زء ‪ ، )2‬م ع الترك يز على بعض البواب ات والمواق ع‬
‫اإللكترونية ‪.‬‬
‫أ‬
‫وبفضل هللا تعالى لم توجهني ي صعوبات إلتمام هذا العمل ‪.‬‬
‫أل‬
‫وفي ا خ ير اتم نى أ ن يك ون عملي ه ذا إض افة متواض عة لعله ا تفي د الق راء ‪ ،‬وال يفوت ني أ ن‬
‫أ‬
‫اش كر ك ل من ك انت ل ه ي د ع ون إلتم ام ه ذا العم ل دون أ ن انس ى التوج ه ب س مى عب ارات الش كر‬
‫أ أ‬ ‫أل‬
‫ل ستاذ سالمي سعيد على جهوده وتوجيهاته ‪ ،‬ف س ل هللا كل التوفيق والنجاح ‪.‬‬

‫عـــيـرج أســمــاء ‪.‬‬

‫عــيــن تــمـــوشــنـــت فـــي ‪:‬‬
‫‪12-01-2023‬‬

‫ب‬