Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
الفتنة الكبرى
وقعة صفين هي معركة وقعت بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان في 26 يوليو 657 م 37 /هـ.
وكانت امتداداً للفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان على يد ثوار اجتمعوا من مصر وغيرها .وبدأت
معركة صفين في 1 صفر 37 هـ ، وصفين منطقة بين الشام والعراق.
فهرست
أسباب المعركة
بعد مقتل عثمان طلبت البيعة لخالفة المسلمين لعلي وتمت له في المسجد النبوي في المدينة.ـ نزل علي بن أبي
طالب الرحبة بعد موقعة الجمل وأرسل إلى معاوية يدعوه للمبابعة والطاعة إال أن معاوية اشترط القصاص ممن أقدموا
على قتل عثمان أو تسليمهم لكي يقتصوا منهم فاعتذر علي بعدم معرفته بالجناة وأن األولى المبايعة ليكونوا بعدها يداً
واحدة في معاقبة الجناة ،ودارت بينهما مراسالت عدة أدرك خاللها قتلة عثمان خطورة موقفهم وأن
مبايعة معاوية لعلي ستجر عليهم العقاب والقصاص ،لذلك حرصوا على التحريش بين الفريقين وجرهم إلى المواجهة وقد
نجحوا في ذلك.
الجيش
جهّز معاوية جيشا ً عدده 130ألف مقاتل من الشاميين،ـ وجهّز اإلمام علي جيشا ً عدده 135ألف مقاتل من الكوفيين،
منهم 100مقاتل ممّن قاتل مع رسول هللا في معركة بدر الكبرى ،كعمار بن ياسر ،وحزيمة بن ثابت ،وسعد بن
قيس ،وعبد هللا بن عباس وغيرهم.
االستعانة بقتلة عثمان
رأى علي بن أبي طالب أن مصلحة المسلمين العامة تقتضي مقاتلة هذه الفئة التي خرجت على أمير المؤمنين ،وخرجت
على جماعة المسلمين ،ورأى أن من المصلحة أي ً
ضا أن يستعين على قتالهم بهؤالء القوم من أهل الفتنة لِ َما لهم من العدد
والعدة .وكانوا ينقسمون إلى مجموعتين كبيرتين:
-مجموعة تظن أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،وذهبت ألجل هذا لخلع عثمان بن عفان ،أو قتله ،وكذلك قال
محمد بن أبي بكر الصديق رضي هللا عنه لعثمان بن عفان رضي هللا عنه:
يقول[:ر َّب َنا ِإ َّنا َأ َطعْ َنا َسا َد َت َنا َو ُك َب َرا َء َنا َفَأ َ
ضلُّو َنا الس َِّبياَل ] {األحزاب.}67: َ إنا ال نريد أن نكون يوم القيامة ممن
فكان رضي هللا عنه يعتقد ابتداءً ،ولديه قناعة تامة أن عزله لعثمان رضي هللا عنه ،أو قتله قربة إلى هللا ،وكان الكثير
ضلّل من قِ َبل رءوس الفتنة. منهم قد ُ
-أما المجموعة األخرى ،فكانت تظهر اإلسالم ،وتبطن الكفر والكيد والحقد على اإلسالم ،فكانوا من المنافقين.
وقائع المعركة
اليوم األول
أخرج علي بن أبي طالب رضي هللا عنه في اليوم األول -وكان غ ّرة شهر صفر -األشتر النخعي على رأس مجموعة
كبيرة من الجيش ،وأخرج معاوية بن أبي سفيان رضي هللا عنه حبيب بن مسلمة مع مجموعة كبيرة من جيشه ،وتدور
الحرب بين الفريقين بشدة من الصباح حتى المغرب ،ويسقط الكثير من القتلى الشهداء من الفريقين ،ويكون القتال في هذا
ًئ []3
اليوم متكاف ا.
اليوم الثاني
في اليوم التالي الخميس 2من شهر صفر ،أخرج علي بن أبي طالب رضي هللا عنه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص رضي
هللا عنه أحد المجاهدين الذين لمعت أسماءهم كثيرً ا في فتوح فارس والروم ،وأخرج معاوية رضي هللا عنه أبا األعور
السلمي ،ويدور قتال شديد ،ويتساقط القتلى والشهداء من الفريقين دون أن تكون الغلبة ألحدهما.
اليوم الثالث
في اليوم الثالث يخرج على فريق العراق عمار بن ياسر رضي هللا عنه وأرضاه ،وهو شيخ كبير قد تجاوز التسعين من
عمره ،ويخرج في الناحية األخرى عمرو بن العاص رضي هللا عنه وأرضاه ويتقاتل الفريقان من الصباح حتى المغرب،
وال يتم النصر ألحد الفريقين على اآلخر.
اليوم الرابع
في اليوم الرابع يخرج على فريق علي بن أبي طالب محمد بن علي بن أبي طالب المُسمّى محمد بن الحنفية ،وعلى
الناحية األخرى عبيد هللا بن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه وأرضاه ،ويدور القتال من الصباح إلى المساء ،ويسقط
القتلى والشهداء من الفريقين ثم يتحاجزان ،وال تتم الغلبة ألحد الفريقين على اآلخر.
اليوم الخامس
اليوم الخامس يخرج على فريق علي بن أبي طالب رضي هللا عنه عبد هللا بن عباس رضي هللا عنهما ،وعلى الفريق
اآلخر الوليد بن عقبة فاتح بالد أذربيجان وجزء كبير من بالد فارس في عهد عثمان بن عفان رضي هللا عنه ،وقد واّل ه
عثمان رضي هللا عنه ،وهو ابن خمس وعشرين وسنة ،وكانت له جهود كبيرة في الجهاد في سبيل هللا ،وتقاتل الفريقان
طوال اليوم دون أن يحرز أحدهما النصر على صاحبه.
اليوم السادس
في اليوم السادس يخرج على فريق العراق قيس بن سعد ،وعلى جيش الشام ابن ذي القالع الحميري ،وكان هو وأبوه ذو
القالع في جيش معاوية رضي هللا عنه ،وقد استشهد والده في هذه المعركة ،ويدور القتال الشديدـ بين الفريقين من الصباح
إلى المساء ،ويتساقط القتلى والشهداء ويكثر الجرحى دون أن تكون الغلبة ألحد الفريقين.
اليوم السابع
في اليوم السابع يخرج للمرة الثانية األشتر النخعي على مجموعة من جيش العراق ،ويخرج على جيش الشام حبيب بن
مسلمة الذي قد خرج له في المرة األولى.
وفي مساء هذا اليوم تبين أن استمرار هذا األمر ،من إخراج فرقة تتقاتل مع الفرقة األخرى دون أن يكون النصر ألحد
سيأتي على المسلمين بالهالك ،ولن يحقق المقصود ،وهو إنهاء هذه الفتنة ،وكان علي بن أبي طالب رضي هللا بفعل ذلك
ليج ّنب المسلمين خطر التقاء الجيشين الكبيرين ،ولئال ُتراق الدماء الكثيرة ،فكان يخرج مجموعة من الجيش لعلها أن تهزم
المجموعة األخرى ،فيعتبروا ويرجعوا عن ما هم عليه من الخروج على أمير المؤمنين،ـ وكذلك كان معاوية رضي هللا
عنه يخ ّر ج مجموعة من جيشه فقط دون الجيش كله ليمنع بذلك إراقة دماء المسلمين.
فقرر علي بن أبي طالب رضي هللا عنه أن يخرج بجيشه كله لقتال جيش الشام ،وكذلك قرر معاوية رضي هللا عنه،
ويبقى الجيشان طوال هذه الليلة يقرءون القرآن ،ويصلون ،ويدعون هللا أن يمكنهم من رقاب الفريق اآلخر جها ًدا في سبيل
هللا ،ويدوّ ي القرآن في أنحاء المعسكرين ،ويبايع جيش معاوية معاوية رضي هللا عنه على الموت ،فليس عندهم تردد فيما
وصلوا إليه باجتهادهم ،ويستعدون للقاء هللا تعالى على الشهادة في سبيله ،ومع أنهم يعلمون أنهم يقاتلون فري ًقا فيه كبار
الصحابة؛ علي بن أبي طالب ،وسلمان الفارسي ،وعبد هللا بن عباس ،وغيرهم ،إال أنه كان معهم أيضًا الكثير من
الصحابة معاوية بن أبي سفيان ،وعمرو بن العاص ،وعبد هللا بن عمرو بن العاص ،وهو من أفقه الصحابة ،ولم يكن
يرغب على اإلطالق أن يقاتل في صف معاوية ،أو علي رضي هللا عنهما ولم يشترك رضي هللا عنه في هذه المعركة إال
ألن الرسول صلى هللا عليه وسلم كان قد أوصاه بأال يخالف أباه ،وقد أمره أبوه عمرو بن العاص رضي هللا عنه أن
يشارك في القتال ،فاشترك رضي هللا عنه في الحرب ،ولكنه لم يقاتل ولم يرفع سي ًفا في وجه أحد من المسلمين.
اليوم الثامن
وفي اليوم الثامن يخرج علي بن أبي طالب رضي هللا عنه بنفسه على رأس جيشه ،كما يخرج معاوية بن سفيان رضي هللا
عنه على رأس جيشه ،ويدور بين المسلمين من الطرفين قتال عنيف ،وشرس لم يحدث مثله من قبل ،فهؤالء هم األسود
الشجعان الذين قهروا دولة الروم ودولة الفرس ،وثبت الفريقان لبعضهما ولم يف ّر أحد ،ودار هذا القتال من الصباح حتى
عشاء هذا اليوم ،وتحاجز الفريقان بعد سقوط الكثير من الشهداء ،والقتلى والجرحى.
اليوم التاسع
وفي اليوم التاسع يصلّي علي بن أبي طالب رضي هللا عنه الصبح ،ويخرج مباشرة لساحة القتال مستأن ًفا من جديد ،وفي
هذا اليوم كان على ميمنة علي بن أبي طالب رضي هللا عنه عبد هللا بن بديل ،وعلى ميسرته عبد هللا بن عباس ،ويهجم
عبد هللا بن بديل بالميمنة التى هو عليها على ميسرة معاوية رضي هللا عنه التي كان عليها في ذلك الوقت حبيب بن
مسلمة ،ويجبرهم عبد هللا بن بديل على التوجه إلى القلب ،ويبدأ جيش علي رضي هللا عنه في إحراز بعض من النصر،
ويرى ذلك معاوية رضي هللا عنه ،فيوجه جيشه لسد هذه الثغرة ،وينجح جيشه بالفعل في سد الثغرة ويردّون عبد هللا بن
بديل عن ميسرتهم ،وقُ تل في هذا اليوم خلق كثير ،وانكشف جيش علي بن أبي طالب رضي هللا عنه حتى وصل الشاميون
إلى علي رضي هللا عنه ،فقاتل رضي هللا عنه بنفسه قتااًل شدي ًدا،ـ وتقول بعض الروايات إنه قتل وحده في هذه األيام
ً
وخاصة أنه في أحداث الفتن تكثر الروايات الموضوعة، ً
مبالغا في هذه الرقم، خمسمائة من الفريق اآلخر ،وقد يكون
والكاذبة التي تشمئز منها النفوس ،ويتهمون فيها بسوء ظ ّنهم ،وقبْح قصدهم ،يتهمون معاوية بن أبي سفيان ،وعمرو بن
العاص رضي هللا عنهما بأنهما يريدان اإلمارة والملك ويخدعان الناس بمكرهما الشديد ،ويقذفان في جيش علي بن أبي
طالب وعمار بن ياسر رضي هللا عنهما ،وروايات أخرى مختلقة في إظهار تقوى علي بن أبي طالب رضي هللا عنه،
والفريق الذي معه لينتقصوا بذلك من معاوية رضي هللا عنه وجيشه ،وكلها روايات شيعية مغرضة ليس لها أساس من
الصحة ،وكلها تأتي من أبي مخنف لوط بن يحيى أحد الوضّاعين الذي قال عنه اإلمام ابن حجر العسقالني :إخباري تالف
ال يوثق به.
وقال عنه الدارقطني :ضعيف.
وقال عنه يحيى بن معين :ليس بتقة .وقال عنه مرة :ليس بشيء.
وقال عنه ابن عدي :شيعي محترق.
بدأ جيش علي بن أبي طالب رضي هللا عنه في االنكسار بعد الهجمة التي هجمها عليها جيش معاوية بن أبي سفيان رضي
هللا عنه ،فيأمر علي بن أبي طالب رضي هللا عنه األشتر النخعي لينقذ الجانب األيمن من الجيش ،واستطاع بقوة بأسه،
وكلمته على قومه أن ينقذ الموقف ،وظهر بأسه ،وقوته وشجاعته في هذا الموقف ،ور ّد األمر إلى نصابه ،واستطاعت
ميمنة الجيش من السيطرة مر ًة أخرى على أماكنها التي كانت قد انسحبت منها.
و ُي َقتل في هذا الوقت عبد هللا بن بديل وتكاد الكرة تكون على جيش علي رضي هللا عنه ،لوال أن ولّى عل ٌي رضي هللا عنه
على الميمنة األشتر النخعي .استشهاد عمار بن ياسر رضي هللا عنه
المضي بالقتال ،ومعنى ذلك أ ّنه سيقاتل ثالثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام. .1
القبول بالتحكيم وهو أق ّل الشرّ ين خطراً. .2
وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة ال خيار ألمير المؤمنين.
التحكيم
اتفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم ،وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل أهل
الشام ،وكان أبو موسى األشعري المفاوض من قبل أهل العراق.
وقد اختلف الناس في أبي موسى األشعري أش ّد االختالف ،فاللذين استجابوا لفكرة التحكيم أراده مفاوضا ً عنهم ،واللذين
رفضوا فكرة التحكيم ـ وهم اإلمام عليوأصحابه ـ رفضوا أن يكون األشعري مفاوضا ً عنهم ،ولكن لم يكن أمام اإلمام ب ّد
من االستجابة ألهل العراق والقبول بأبي موسى األشعري.
وقد تع ّرض األشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين ،بينما قام عمرو بن العاص بتثبيت معاوية وخلع
أمير المؤمنين.
نتيجة المعركة
بعد اجتماع الحكمان في دومة الجندل في الموعد المحدد حسب المتفق عليه ،إال أنهما لم يتفقا على شيء بل رجعا من
غير تفاهم .وأراد علي بن أبي طالب أن ينهض مرة أخرى لقتال أهل الشام فاستنهض من انشقوا عنه من الخوارج لكنهم
امتنعوا عن الخروج معه واتهموه بالكفر والفسوق مما جعل خروجه إلى الشام يتحول إلى معركة بينه وبينهم عرفت
بـ موقعة النهروان تغلب فيها عليهم واستأصل شأفتهم وقضى عليهم إال قليال ،ومنذ ذلك الحين أخذ موقف علي بن أبي
طالب يتراجع بسبب تخاذل أنصاره وتعنتهم ،وفي المقابل أخذ موقف معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام يتقدم واستمر
السجال بينهم دون تحقيق أحد من الطرفين مكاسب حاسمه ،حيث انتهى هذا السجال الذي استمر زهاء سنتين بقيام ثالثة
من الخوارج هم : عبد الرحمن بن ملجم البراك بن عبد هللا التميمي وعمرو بن بكر التميمي وعقدوا العزم على التخلص
من كل من : علي بن ابي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ،إذ رأوا بنظرهم القاصر أن هؤالء هم سبب
الفتن والمصائب التي حلت باالمة فقرروا التخلص منهم ،وقد تمكن عدو هللا عبد الرحمن بن ملجم من طعن علي بن ابي
طالب حيث استشهد (رضي هللا عنه) في مسجد الكوفة وهو خارج لصالة الفجر سنة ( 40هـ) بينما أخفق صاحباه في
قتل معاوية وعمرو بن العاص.
آل األمر من بعد إلى تولية الحسن بن علي الخالفة إال أنه تنازل عنها طواعية لمعاوية حقنا ً لدماء المسلمين وجمعا ً لهم
على إمام واحد ،وقد سمي ذلك بعام الجماعة وانقضى بذلك عصر الخالفة الراشدة وابتدأ عصر بني أمية.
سؤال احدهم سيدنا علي عن قتلة الموقعة من الطرفين
ولقد سئل علي رضي هللا عنه عن قتلى الجمل وصفين فقال والذي نفسي بيده ال يموتن أحد من هؤالء وقلبه نقي إال دخل
الجنة يشير إلى الفريقين نقله الطبري وغيره فال يقعن عندكـ ريب في عدالة أحد منهم وال قدح في شيء --ص268
مقدمة بن خلدون الجزء االول طابعة دار الفكر
الخسائر
ُقتل من الطرفين خالل المعركة 70ألف رجالً ،فمن أصحاب معاوية من أهل الشام 45 ألف رجل ،ومن أصحاب
اإلمام علي من أهل العراق 25 ألف رجل.
المصادر
^ أ ب ت ث:s تاريخ_اإلسالم_للذهبى1- .1
^ أ ب ت ث( إنگليزية)Gustave Louis M. Strauss, Mahometism: an historical sketch of .2
its origin and progress, p.66
^" موقعة صفين" .قصة اإلسالم. .3
Madelung, Wilferd (1997). The Succession to Muhammad: A Study of the
.Early Caliphate. Cambridge University Press. ISBN 0521646960
المراجع