You are on page 1of 3

‫حرب الجمل‪:‬‬

‫وقعت حرب الجمل في جمادي االولى عام ‪36‬هـ ولم تدم اكثر من يوم واحد ووقعت المعركة‬
‫في البصرة التي بنيت في عهد الخليفة الثاني وكانت مرك اًز عسكرياً تنطلق منه الجيوش‬
‫االسالمية ‪.‬‬

‫ووقعت المعركة في الزابوقة التي هي في ضواحي البصرة أوفي الزاوية التي كانت واحدة من‬
‫أحياء البصرة أو في الخريبة‪.‬‬
‫(عليه‬
‫أما الذين شاركوا في معركة الجمل فهم خمسون ألفاً‪ ،‬شكل جيش االمام علي‬
‫السالم)عشرين ألفاً وجيش الناكثين ثالثين الفاً وكان في جيش االمام علي (عليه السالم)عدداً من وجوه‬
‫الصحابة المعروفين بطهرهم وجاللتهم والتزامهم ‪.‬‬
‫(عليه السالم)‬
‫لقتال أهل البصرة خطب في أصحابه وذم الخارجين عليه ثم‬ ‫ولما خرج االمام علي‬
‫قال‪((:‬مالي ولقريش واهلل لقد قاتلتهم كافرين‪ ،‬وأل قاتلهم مفتونين واني لصاحبهم باألمس كما أنا‬
‫صاحبهم اليوم ‪،‬واهلل ماتنقم منا قريش اال أن اهلل اختارنا عليهم‪ ،‬فأدخلناهم في حيزنا)) ‪.‬‬
‫(عليه السالم)‬
‫بإصرارهم على متابعة حركتهم حتى النهاية لم يكف عن‬ ‫ورغم معرفة االمام علي‬
‫دعوتهم إلى العودة للحق والتراجع عن الباطل‪ ،‬ألنه يريد للناس أن يعرفوا انهم هم الذين فرضوا‬
‫عليه هذا الموقف‪ ،‬وهو الذي أعطاهم الفرصه للتراجع مع آخر لحظات بدء القتال ‪،‬إال أنهم‬
‫أصروا على الكفر بالنعمة واصرارهم على تضييعها فلم يبق لهم أي عذر واستحقوا النقمة والنكال‬
‫من اهلل سبحانه ‪.‬‬
‫(عليه السالم)‬
‫من ذي قار بعث رسله إلى أهل البصرة يدعوهم إلى‬ ‫وعندما سار أمير المؤمنين‬
‫الرجوع إلى الطاعة والدخول في الجماعة فقد بعث صعصعة بن صوحان بكتاب إلى طلحة‬
‫(عليه السالم)‬
‫فلقيه قبل أن يدخل البصرة‬ ‫والزبير وعائشة ثم عاد صعصعة إلى أمير المؤمنين علي‬
‫فسأله أمير المؤمنين فقال صعصعة ‪ ((:‬رأيت قوماً ما يريدون اال قتالك فقال ‪ :‬اهلل المستعان)) ‪.‬‬
‫(عليه السالم)‬
‫عبد اهلل بن عباس إلى الناكثين يدعوهم إلى األصالح‬ ‫ثم بعث أمير المؤمنين علي‬
‫وعدم سفك الدماء والرجوع عن الحرب اال أنهم أبوا ذلك وبقوا على إصرارهم في قتال أمير‬
‫السالم)ثم ذهب عمار بن ياسر وكلم عائشة اال أنها رفضت ذلك ‪.‬حتى إن أمير‬ ‫(عليه‬
‫المؤمنين‬
‫(عليه السالم)‬
‫أنظرهم ثالثة أيام ليكفوا إال أنهم أصروا على الخالف ‪.‬‬ ‫المؤمنين علي‬
‫(عليه السالم )‬
‫الزبير وطلحة ‪:‬‬ ‫مخاطبة االمام علي‬
‫(صلى اهلل عليه واله وسلم)‬
‫أنه‬ ‫عندما كلم أمير المؤمنين علي(عليه السالم)الزبير وذكرة بما قال له النبي‬
‫سوف يحارب االمام علي(عليه السالم)وهو ظالم له هرب الزبير فأراد المدينة حتى أتى وادي السباع‬
‫فسمع ذلك ابن جرموز فخرج في طلبه وتبعه ابن جرموز فبينا هو يسير ويستاخر والزبير يفارقه‬
‫فحمل عليه وطعنه بين كتفيه فأخرج السنان من بين ثدييه ونزل فاحتز راسه وجاء به إلى‬
‫(عليه السالم)‬
‫‪.‬‬ ‫االحنف بن قيس فأنفذه إلى أمير المؤمنين‬

‫أما طلحة فقد قال له االمام علي(عليه السالم)‪(( :‬يا أبا محمد ما الذي أخرجك ؟ قال‪ :‬الطلب بدم‬
‫عثمان قال علي(عليه السالم)‪ :‬قتل اهلل أوالنا بدم عثمان ‪ ،‬أما سمعت رسول اهلل يقول‪ :‬اللهم وال من‬
‫وااله وعادي من عاداه؟وانت أول من بايعني ثم نكث ))وعندما رجع طلحة رماه مروان بن الحكم‬
‫بسهم مسموم وكان الدم يتدفق بسرعة من الجرح ‪،‬حتى توفي وهو بهذه الحال‪ ،‬وأخذت الحرب‬
‫تأخذ وتعطي فتارة ألهل البصرة وتارة ألهل الكوفة ‪.‬‬

‫عقر الجمل‪:‬‬
‫ويظهر االمام علي(عليه السالم) الفن الحربي عندما أمر أصحابه بعقر الجمل حيث أراد القضاء‬
‫على هذه الفتنه التي كانت بقيادة عائشة وهي تأمر جيش الناكثين من خالله‪،‬وأخذ جيش الناكثين‬
‫يلوذون بالجمل لذلك وجه االمام أصحابه بالتوجه نحو الجمل وصاح اقطعوا البطان فأسرع محمد‬
‫بن أبي بكر فقطعه وأطلع الهودج وجاء علي(عليه السالم) فقرع الهودج برمحه وقال‪ :‬ياشقيراء بهذا‬
‫(عليه‬
‫وصاك رسول اهلل(صلى اهلل عليه واله)قالت يا ابن ابي طالب قد ملكت فأسجع‪ .‬ونادى أميرالمؤمنين‬
‫السالم)محمد بن أبي بكر وقال له تول أمرها واحملها إلى دار عبد اهلل بن خلف حتى ننظر في‬
‫(عليه السالم)‬
‫والترحم على‬ ‫أمرها فحملها إلى الموضع وأن لسانها اليفتر من السب لي ولعلي‬
‫أصحاب الجمل‪.‬‬

‫عدد من قتل في معركة الجمل‪:‬‬


‫(عليه السالم)‬
‫خمسة اآلف أما جيش الناكثين فقد اختلف المؤرخون‬ ‫استشهد من جيش االمام علي‬
‫في عدد قتالهم فمنهم من قال قتل منهم عشرون الفاً وفي رواية أخرى قتل منهم ثالثة عشرالفاً‬
‫وخبر آخر عشرة اآلف وفي رواية أخرى خمسة اآلف ‪.‬‬

‫سياسة معاملة األسرى‪:‬‬

‫وبعد الهزيمة المريرة التي مني بها جيش الجمل‪،‬تعامل اإلمام علي(عليه السالم)مع أسرى هذه‬
‫المعركة وباألخص مع السيدة عائشة التي أحاطها باإلجالل والتقدير وبما يليق بمكانتها‬
‫كزوجة لرسول اهلل (صلى اهلل عليه واله) تاركاً مواقفها في التحريض والتأجيج لهذه المعركة وما خلفته‬
‫(عليه السالم)‬
‫إال أن يقصدها ويزورها في‬ ‫من آثار سلبية وخيمة باألمة اإلسالمية‪ ،‬فآثراإلمام علي‬
‫البيت التي تقيم فيه فوجدت اإلمام علياً الرجل الذي حاربته بالبغضاء فحاربها بالحلم‬
‫والمروءة‪ ،‬وصفاء قلبه من الحقد والضغينة‪ ،‬وهيأ لها اإلمام علي(عليه السالم)موكبا مهيبا لعودتها‬
‫(عليه السالم)‬
‫إلى بيتها في المدينة بعدما سألها (عليه السالم)‪(( :‬أترحلين‪ ،‬قالت‪ :‬ارتحل‪،‬فبعث معهاعلي‬
‫أربعين امرأة وأمرهن أن يلبسن العمائم‪ ،‬ويتقلدن السيوف‪،‬وان يكن من الذين يلينها‪ ،‬وال تطلع على‬
‫انهن نساء‪،‬فجعلت عائشة تقول في الطريق‪ :‬فعل اهلل في ابن أبي طالب وفعل‪،‬بعث معي‬
‫الرجال‪،‬فلما قدمن المدينة وضعن العمائم والسيوف ودخلن عليها‪ ،‬فقالت‪ :‬جزى اهلل بن أبي طالب‬
‫الجنة))‪.‬‬
‫(عليه السالم)‬
‫اإلنسانية ما كان من ابتدار النسوة اللواتي كن في الدار‬ ‫ومن معاملة اإلمام علي‬
‫التي فيها السيدة عائشة حيث استقبلنه عند دخوله و((صحن في وجهه وقلن‪ :‬يا قاتل األحبة‪،‬‬
‫فقال‪ :‬لو كنت قاتل األحبة لقتلت من في هذا البيت))‪ ،‬وكان في الدار بعض قادة الجمل‪.‬‬

You might also like