You are on page 1of 37

‫لو عرفوك ‪ ..

‬ألحبوك‬

‫خالد اخلليوي‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪1443‬هـ‪2022-‬م‬
‫ح خالد اخلليوي‪1444 ,‬هـ‬
‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النرش‬
‫اخلليوي‪ ,‬خالد‬
‫لو عرفوك ‪ ...‬ألحبوك‪/‬خالد اخلليوي‪-‬الرياض‪1444 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪37‬ص‪20 *14 ,‬سم‪.‬‬
‫ردمك‪978-603-02-6219-9 :‬‬
‫‪ -1‬الرسول صىل اهلل عليه وسلم أ‪ -‬العنوان‬
‫ديوي‪1444/3380 372.832‬هـ‬

‫رقم اإليداع‪1444/........:‬هـ‬
‫ردمك‪978-603-02-6219-9 :‬‬

‫حقوق الطبع حمفوظة‬

‫الطبعة األُ ْو ىَل‪1444 :‬هـ‪2022-‬م‬


‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪5‬‬

‫ا‬
‫أهًل بك أهيا القارئ الكريم‬
‫أسـ ل اهلل العمــيم الـ ي خلــت الألـ وا واألرض أن‬
‫ُيألعدك و ُيعافيك ‪ ..‬ومجيع أحبابك‪ ,‬وأن تصلك رسـايل هـ‬
‫وأنت يف صحة وخري وأمان‪.‬‬
‫***‬
‫قرأ ُ سرية النبي حممد ‪-‬ﷺ‪ -‬كاملة ‪ ..‬عرشا‬
‫املرا ‪..‬‬
‫ّ‬
‫املرا ‪..‬‬ ‫كامًل مئا ِ‬
‫وقرأ القرآن ال ي أنزله اهلل عليه ا‬
‫ّ‬
‫أن ـ هـ ا النبــي‬ ‫يملــك‬ ‫فوجــد أن القل ـ‬
‫الكريم ويرتاح لألريته ويطمئن لصدقه‪.‬‬
‫ثم اخرت لك بعد ذلك جمموع اة من املعاين اجلميلة التي‬
‫استفدهتا من ه الألرية‪.‬‬
‫لع ّلها أن تعجبك‪ ..‬وتنـري لـك الطريـت يف هـ الـدنيا‪,‬‬
‫روحك‪ ..‬ويطمئن قل ُبك‪ ..‬وترتاح نفألك‪.‬‬
‫فتألعد ُ‬
‫أخوك‪ :‬خالد بن عبداهلل‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬كان األمر األكرب يف رسالة النبي ‪-‬ﷺ‪ -‬حيـن بعهـه اهلل َل‬

‫والألـري‬
‫رشيك له‪ّ ,‬‬ ‫قومه‪ ,‬هو الدعوة َل عبادة اهلل وحد‬

‫عىل املنهج ال ي رسمه هلـم‪ ,‬فهـو سـبحانه الـ ي خلقهـم‬

‫وهو األعلم ب يصلحهم‪ ,‬وهو يف ه ا يشابه مجيـع خوانـه‬

‫من األنبياء قبله عليهم الألًلم‪.‬‬

‫مفكرا ذك ايا ‪ ...‬و ن‬


‫ا‬ ‫مصلحا اجت ع ايا أو‬
‫ا‬ ‫فليس هو ‪-‬ﷺ‪-‬‬

‫كان رسو ا من عند اهلل يألري بوحي من اهلل عز وجل‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪7‬‬
‫‪ُ ‬س ِئل رجل يف القديم‪ :‬ملاذا آمنت بالنبي حممد ‪-‬ﷺ‪ -‬فقال‬

‫ُ‬
‫والعقـل ينهـ عنـه‪ ,‬و‬ ‫بإجابة بارعة‪ :‬رأيته ي مر بيشء‬

‫ينه عن يشء والعقل ي مر به‪.‬‬

‫وبنا اء عليه؛ س عطيك يف هناية الرسـالة نافـ ة للتواصـل‬

‫والألؤال‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪8‬‬
‫‪ ‬أرسله اهلل تعـاَل َل النّـاس كا ّفـة‪ ..‬وكـان خـاتم النب ّيـني‪,‬‬

‫ول لك كانت معجزته باقيـة َل قيـام الألـاعة‪ ,‬وهـي هـ ا‬

‫القرآن ال ي حتدّ ى اهللُ به فصحاء العرب أن ي توا بمهلـه أو‬

‫بعرش سور‪ ,‬أو بألورة واحـدة‪ ,‬فلـم يألـتطيعوا‪ ..‬ومـا ال‬

‫التحدّ ي قايل ا ‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪9‬‬
‫‪ ‬أنــزل اهلل القــرآن قبــل ‪ 1400‬عــام‪ ..‬ومــا اد األيــام‬

‫وا كتشافا العلمية ّ ثباتاا ويقيناـا بعمـيم‬ ‫والتطورا‬

‫ه املعجزة وصدق رسالة حممد ﷺ (‪.)1‬‬

‫***‬

‫(‪ )1‬وملزيد من التفصيل يمكنك مراجعة حمارضا ومناظرا الدكتور ذاكر نايـك‬
‫يف اليوتيوب‪ ,‬عن معجزة القرآن الكربى‪.‬‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪10‬‬
‫‪ ‬مل تكن دعـوة النبـي ‪-‬ﷺ‪ -‬فلألـفة يصـع عـىل النـاس‬

‫فهمهــا أو تطبيقهــا‪ .‬و نـ كانــت ســهل اة واضــح اة يف ُ‬


‫همهــا‬

‫الدارس واأل ّمي‪ ,‬وهي مبنية عىل التيألري وا ستطاعة‪.‬‬

‫منهجا للحياة‬
‫ا‬ ‫أيضا يف جمال دون جمال و ن كانت‬
‫ومل تكن ا‬

‫{ﲇ‬ ‫كلها‪ ,‬وقد قال اهلل تعاَل يف القرآن عن القرآن‪:‬‬

‫[سورة‬ ‫ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ }‬

‫البقرة‪.]185:‬‬

‫وقال يف سورة اإلرساء‪{ :‬ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ‬

‫ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ}‬

‫[سورة اإلسراء‪.]9:‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪11‬‬
‫‪ ‬يقول عبداهلل بـن سـًلم ‪ -◙-‬وقـد كـان هيوديـا ثـم‬

‫كنت يف املدينة النبوية مع من ينتمـر وصـول النبـي‬


‫أسلم‪ُ :‬‬

‫‪-‬ﷺ‪َ -‬ل املدينة‪ ..‬فل ّ وصل ووقعت عيناي عـىل وجهـه‬

‫علمت أن وجهه ليس بوجه ك ّ اب‪.‬‬


‫ُ‬

‫الألـًلم‬
‫وكان أول ما سمعته يقـول‪ :‬أهيـا النّـاس‪ ,‬أفشـوا ّ‬
‫ِ‬
‫وص ُلوا األرحام‪ ,‬وأطعموا ال ّطعام‪ ,‬وصلوا بالليل والنّاس‬
‫نيام‪ ,‬تدخلوا اجلنة بألًلم‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪12‬‬
‫ألـمونه‬
‫‪ ‬مكث النبي ‪-‬ﷺ‪ 40 -‬سنة مع قومـه وهـم ُي ّ‬
‫بالصـادق األمـني ويضـعون أمانـاهتم عنــد ذا أرادوا‬
‫الألفر‪.‬‬

‫فل اختار اهلل رسو ا ‪ ,‬وبدأ يدعوهم َل عبادة اهلل‬


‫وحد والبعد عن احلرام والزنا والملم وقتل األنفس‬
‫انتصار‬
‫ى‬ ‫بغري حت‪ ,‬عادا الكهري منهم‪ ..‬فكانت النهاي ُة‬
‫{ﲛ ﲜ ﲝ‬ ‫احلت عىل الباطل‪ ,‬وقد قال اهلل تعاَل‪:‬‬
‫ﲞ ﲟﲠ} [سورة الروم‪.]47:‬‬
‫لقد كانت فرص اة عميم اة هلم‪ ,‬لو نرصوا النبي ‪-‬ﷺ‪-‬‬
‫وهو يدعوهم َل احلت‪ ,‬لكنهم تكربوا‪ ,‬ف عرضوا‪,‬‬
‫فخرسوا‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪13‬‬
‫‪ ‬من أعمم ما كان يتصف بـه نبينـا ‪-‬ﷺ‪ -‬هـو العـدل مـع‬

‫القري والبعيد‪ ,‬والصغري والكبري‪ ,‬وكان ّرم عىل النـاس‬

‫ظلم البرش حت لو كان يف درهم واحد‪ ,‬وهو القايلـل ﷺ‪:‬‬


‫ِ‬ ‫لم ُظ ُل ٌ يو ىم‬
‫القيامة»‪.‬‬ ‫«ات ُقوا الم ى‬
‫لم؛ فإن الم ى‬

‫رس ىق ْ‬
‫ـت‬ ‫ـو ىأن ىفاطِ ىمـ ىة بِن ى‬
‫ْـت ُحمىمـد ى ى‬ ‫أيضـا‪ « :‬ىل ْ‬
‫وهو القايلل ا‬

‫ىل ىق ىط ْع ُ‬
‫ت ىيدى ىها»‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪14‬‬

‫يبني للناس أن امليزان عند اهلل لـيس بكهـرة املـال‪ ,‬و‬


‫‪ ‬كان ّ‬
‫وفرة ال كاء‪ ,‬و بألعة العًلقا ا جت عية‪ ,‬و ن بتقـوى‬

‫القل ‪ ,‬وعمم اإلي ن‪ ,‬ومجال األخًلق‪ ,‬وحألن التعامـل‪,‬‬


‫ى‬
‫فضل‬ ‫وصدق احلديث‪ ,‬وفعل اخلريا ‪ ,‬وقد قال ﷺ‪« :‬‬

‫ب ‪ ,‬و ألبـي ى‬
‫لعجمي عىل عـر ي‬
‫ي‬ ‫عجمي ‪ ,‬و‬
‫ي‬ ‫ب عىل‬
‫لعر ي‬
‫قوى»‪ ,‬وقد قـال‬
‫بالت ى‬ ‫عىل أسو ىد ‪ ,‬و ألسو ىد عىل أبي ى‬

‫اهلل تعاَل يف حمكم كتابـه‪{ :‬ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵﱶ } [سوورة‬

‫احلجرات‪.]13:‬‬

‫ف ّي ظلم أشنع من أن ُ اس اإلنألان أو ُيعاق عىل لـون‬

‫وجهه‪ ,‬أو عىل د لة اسمه‪ ,‬أو عىل دين أبويه‪ ,‬أو عىل جمـرد‬

‫جنأليته‪ ,‬أو عىل أمر مل يكن يف يد ‪ ,‬و ن هو خلت اهلل تعـاَل‬

‫احلكيم الرحيم؟!‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪15‬‬
‫حريصا عىل العًلقة الزوجية؛ فقد‬
‫ا‬ ‫‪ ‬كم كان النبي ‪-‬ﷺ‪-‬‬

‫جعل األساس ال ي جي أن ُتبن عليه األرسة هو الزواج‬

‫الرشعي؛ ألنه األصل املتني ال ي يتحمل البناء العايل‪,‬‬


‫ِ‬
‫األبواب األخرى التي ما ال العامل ك ّله يعاين‬ ‫وأغلت كل‬

‫من ويًلهتا ومن األمراض احلأل ّية واملعنوية التي نتجت‬

‫عنها‪.‬‬

‫وكان ‪-‬ﷺ‪ -‬قدو اة حألـنة للنـاس يف ذلـك‪ ,‬فهـو القايلـل‬

‫ﷺ‪ « :‬ىخ ْ ُريك ُْم ىخ ْ ُريك ُْم ألى ْهلِ ِه‪ ,‬ىو ىأنىا ىخ ْ ُريك ُْم ألى ْه ِ »‪.‬‬

‫ٌ‬
‫وصـدق‪ ,‬وتربيـة‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫وتعاون وطهـار ٌة‪,‬‬ ‫فالزواج حم ّب ٌة ورمح ٌة‬

‫كل ذلك من أجل بناء أرسة صاحلة يف األ ّمة‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪16‬‬
‫التي أمر اهلل نبيـه ‪-‬ﷺ‪ -‬هـي فريضـة‬ ‫‪ ‬من أوايلل الفرايل‬
‫مخس صلوا يف كل يـوم‪ ,‬وينبغـي أداههـا‬
‫الصًلة‪ ,‬وهي ُ‬
‫مجاعة يف املألاجد‪ ,‬أ ّما النألاء ففي البيو أفضل وأيرس‪.‬‬
‫والصًلة قايلمة عىل تعميم اهلل تعـاَل وكهـرة ذكـر والهنـاء‬
‫عليه ودعايله ّ‬
‫بكل ما تاجه اإلنألان يف ه احلياة‪ ,‬فهو ر ّبه‬
‫ال ي خلقه وتك ّفل بر قه‪.‬‬
‫ويألبت الصًل ىة الوضو ُء ال ي بد منه قبلها‪ ,‬وهـو غألـل‬
‫األعضــاء المــاهرة (الوجــه‪ ,‬اليــدين َل املــرفقني‪ ,‬مأل ـ‬
‫الرأس ثم غألل القدمني َل الكعبني)‪.‬‬
‫كل ه ا مـن أجـل أن جيمـع املـرء بـني طهـارة المـاهر يف‬
‫الوضوء وطهارة القل والروح يف الصًلة‪.‬‬
‫ولك أن تتصور نمافة نألان يغألل نفأله كل يـوم يف هـ‬
‫األوقا ‪ ,‬كيف ستكون طهارتُه وأناقته؟!‬
‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪17‬‬
‫وألنــه ‪-‬ﷺ‪ -‬كــان ه ـ الصــورة اجلميلــة‪ ,‬والألــرية‬

‫الرايلعة‪ ,‬فقد تعلمت منه الكهري والكهري من الدروس واملعـاين‪,‬‬

‫ومنها‪:‬‬

‫‪ ‬تع ّلمت ِمن ُه ﷺ‪:‬‬

‫أحرارا‪ ,‬لكنّها ليألت حر ّيـة مطلقـة‪,‬‬


‫ا‬ ‫أن اهلل خلت الناس‬

‫حألـ ايا أو‬


‫فإذا وصلت احلرية َل ي اء نفألك أو ي اء اآلخرين ّ‬
‫معنويا فهنا تنتهي حدود حريتك‪.‬‬

‫وحريتك تعني أ ينصحك اآلخـرون ذا رأوك عـىل‬

‫خط ‪ ,‬فاحلياة الألعيدة قايلمة عىل التعاون والتناص واملحبة‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪18‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن أحفظ حقوق اجلريان وأن أحألن ليهم‪ ,‬وأن يأللموا‬

‫من أذاي ورضري‪ ,‬وأن أبادهلم هدية الطعام بني احلني واآلخر‬

‫حت تزداد املحبة وتنمو األُلفة‪.‬‬

‫جل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ار ىحت ىظنىن ُْت‬ ‫وهو القايلل‪ « :‬ىما ى ىال ج ْرب ُيل ُيوصيني بِا ى‬
‫أن ُه ىس ُيور ُث ُه»‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪19‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أجتمل يف ظاهري باملًلبس النميفة والعطـر اجلميـل‪,‬‬


‫أن ّ‬
‫وك لك يف باطني بالن ّية الطيبة وحمبة اخلـري لخخـرين والفـرح‬

‫لنجاحهم وأن أح ّ هلم ما أح ّبه لنفيس وهو القايلـل ﷺ‪ « :‬ن‬

‫اجل ىل»‪.‬‬ ‫اهللى ٌ‬


‫مجيل ُ‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪20‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫التعري‪ ,‬فكل كان النّـاس‬


‫الألرت من ّ‬
‫أقرب َل ّ‬
‫ُ‬ ‫أن اجل ل‬

‫وخاص اة النألاء يف سرت‪ ,‬كان اجل ل عليهم أكرب وأعمم‪ ..‬وك ّلـ‬

‫التعري ‪ ..‬اد القب واملصايل ‪.‬‬


‫اد ّ‬
‫مفطـور عـىل‬
‫ٌ‬ ‫ولو رجع اإلنألان َل أصل فطرته لعلم أنه‬

‫الألرت والنفور من التعري‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ح‬

‫ويمكنــك بألــهولة أن تعمــل مقارنــة يف نألــبة اجلريمــة‬

‫ُيألـم فيـه‬ ‫وا غتصاب بني بلد ينترش فيه التعـري‪ ,‬وآخـر‬

‫بالتعري لتصل َل نتيجة توقفك أمام احلقيقة‪.‬‬

‫قوله تعاَل‪{ :‬ﱤ ﱥ‬ ‫وقد قال تعاَل يف سورة األعراف‬

‫ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱﱲ }‬

‫[سورة األعراف‪.]26:‬‬
‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪21‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن ُأ ِح ّ األطفال وأن أرمحهـم‪ ,‬وأن أتواضـع هلـم‪ ,‬وأن‬

‫أصرب عليهم‪ ,‬وأحرص عىل تربيتهم ليكونوا أفرا ادا نـاجحني يف‬

‫جمتمعاهتم‪.‬‬

‫صل يف احلروب‬ ‫وأن ال ي يرمحهم‪ ,‬بل ويع هم ك‬

‫وغريها فإنه حمروم من رمحة اهلل تعاَل‪ ,‬وموعود بالعقاب األليم‬

‫يف الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـوق ْر‬ ‫وقد قال ﷺ‪ « :‬ىل ْي ىس منا ىمـ ْن ىمل ْ ىي ْ‬
‫ـر ىح ْم ىصـغ ىرينىا ىو ُي ى‬

‫كىبِ ىرينىا»‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪22‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن لنفيس ع ّ حقو اقا‪ ,‬ومنهـا أن أطعمهـا الطعـام املفيـد‬

‫واحلًلل‪ ,‬وأن أبتعد عن أي لقمة كان مصدرها من احلـرام‪ ,‬أو‬

‫كان طعا اما ضارا جلألمي يف احلال أو يف املآل‪.‬‬

‫ـحت فالنــار‬
‫وقــد قــال ﷺ‪« :‬أي ـ حلــم نبــت مــن ُسـ ْ‬

‫أوَل به»‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪23‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن أكون نمي افا يف لألاين وقلبـي قبـل أن أكـون نمي افـا يف‬

‫بدين وملبيس‪ ,‬حت جيتمع يل اجل ن‪.‬‬

‫فاهلل سبحانه ال ي يريد منك نمافة ظاهرك هـو سـبحانه‬

‫ال ي يريد منك نمافة باطنك‪.‬‬

‫تعاَل‪{ :‬ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ}‬ ‫وقد قال اهلل‬


‫[سورة البقرة‪.]222:‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪24‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن يغتألل املرء وجو ابا كل جامع وجته‪ ,‬وهـي كـ لك‬

‫طاهرا‪ ,‬ومن أجل جتديـد النشـا ‪ ,‬ومـن‬


‫ا‬ ‫وه ا من أجل البقاء‬

‫جرب ذلك عرف مجال ه ا الترشيع‪.‬‬


‫ّ‬

‫‪ ,‬فإنـه جيـ عليهـا‬ ‫ومهل ذلك بالنألبة للمـرأة احلـايل‬

‫ا غتألال ذا طهر ‪ ,‬ويألتح هلا ا غتألال قبل ذلك‪.‬‬

‫كــل ه ـ ا مــن أجــل الطهــارة وكأل ـ ث رهــا احلألــية‬

‫والنفألية‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪25‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن الوالدين حقه عميم عند اهلل تعاَل‪ ,‬وأن أوَل النـاس‬

‫بحألن الصحبة ومجيل التعامل وعميم الصرب مها الوالدان‪.‬‬

‫وقــد جعــل اهلل تعــاَل رضــا يف رضــامها‪ ,‬وســخطه يف‬

‫سخطه ‪ ,‬ولك أن تت كر ما صل يف العامل من عقـوق عمـيم‬

‫قصصـا تكـاد ُت ىصـدق يف سـوء‬


‫ا‬ ‫للوالدين حت نك لتألـمع‬

‫تعامل األو د مع آبايلهم وأمهاهتم‪.‬‬

‫ْرب الك ِ‬
‫ىبايل ِر ُق ْلنـا‪ :‬ىب ى‬
‫ـىل يـا‬ ‫وقد قال ﷺ‪ « :‬ىأ ُأنىب ُئك ُْم ب ىك ى ِ‬

‫وكان ُمتكِ ائا‬


‫ى‬ ‫وق الوالِدى ْي ِن‪,‬‬ ‫اإلرش ُ‬
‫اك باهللِ‪ ,‬و ُع ُق ُ‬ ‫سول اهللِ‪ ,‬ى‬
‫قال‪ْ :‬‬ ‫ىر ى‬

‫ـو ُل‬ ‫وشـها ىد ُة الـز ِ‬


‫ور‪ ,‬أ و ىق ْ‬ ‫ـو ُل الـز ِ‬
‫ور‪ ,‬ى‬ ‫ىف ىج ىل ىس ى‬
‫فقال‪ :‬أ و ىق ْ‬

‫ُت»‪.‬‬ ‫يقوهلا‪ ,‬حت ُق ُ‬


‫لت‪ :‬ىي ْألك ُ‬ ‫وشها ىد ُة الز ِ‬
‫ور ىف ىال ُ‬ ‫الز ِ‬
‫ور‪ ,‬ى‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪26‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن األو د مألؤولية عميمة عىل عاتت الوالدين‪.‬‬

‫وأن اهلل سبحانه وتعاَل سيأل هلم يوم القيامة عنهم‪ ,‬وأنـه‬

‫جي عـىل الوالـدين الرأفـة بـاألو د‪ ,‬وحألـن تـربيتهم‪ ,‬وأن‬

‫يكونوا قدو اة حألنة هلم‪.‬‬

‫وأن عًلقة الوالدين مع أو دهم تنتهـي‪ ,‬بـل تألـتمر‬


‫صـل يف كهـري مـن العـامل‪ ,‬مـن خـراج‬ ‫َل آخر احلياة‪ ,‬ك‬
‫األو د بعد عمر الـ‪ 18‬من البيت‪ ,‬وانقطـاع العًلقـة احلقيقيـة‬
‫بينهم فيحصل من الضـياع والفألـاد مـا تؤكـد اإلحصـايليا‬
‫الرسمية يف كهري من بًلد العامل‪.‬‬
‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪27‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫وأن أدعو له‪ ,‬وأن أحاول دخال‬ ‫أن أ ور املري‬

‫الرسور َل قلبه‪ ,‬ومألاعدته يف عًلجه‪ ,‬حت لو مل يكن ممن‬

‫ّ من عباد أن ألنوا َل عباد ‪ ,‬وهو‬ ‫أعرفهم‪ ,‬فاهلل تعاَل‬

‫[سورة‬ ‫{ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ }‬ ‫القايلل سبحانه‪:‬‬

‫الرمحن‪.]60:‬‬

‫املحألن من الألعادة والفرح‬ ‫يف قل‬ ‫وكم ينألك‬

‫حألانه َل اآلخرين‪.‬‬ ‫بألب‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪28‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬
‫أن أهذي أحدا ا بقول أو فعل حت ولو كان حيواناا من‬
‫احليوانا ‪ ,‬وأخربين ‪-‬ﷺ‪ -‬أن اهلل عاقـ امـرأة بألـب أهنـا‬
‫هرة‪ ,‬مل ُتطعمها‪ ,‬ومل ترتكها ت كل من األرض‪.‬‬
‫حبألت ّ‬
‫بل أمر النبـي ‪-‬ﷺ‪ -‬باإلحألـان َل مجيـع اخللـت‪ ,‬مـن‬
‫ان ىع ى‬
‫ـىل كُـل‬ ‫نألان وحيوان ونبا وقال‪ِ « :‬ن اهللى ىك ىت ى ِ‬
‫اإل ْح ىأل ى‬
‫ىيشء»‪.‬‬
‫وقال اهلل تعاَل‪{ :‬ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ} [سورة‬
‫البقرة‪.]195:‬‬
‫عز وجل‪{ :‬ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ} [سورة البقرة‪.]11:‬‬
‫وقال اهلل ّ‬
‫[سورة‬ ‫{ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ }‬ ‫وقال تعاَل‪:‬‬
‫األعراف‪.]56:‬‬
‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪29‬‬

‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬


‫أن مجيع األنبياء خوة‪ ,‬وكـانوا يـدعون َل يشء واحـد‪,‬‬
‫وجل‪ ,‬و َل أصول األخًلق من صدق‬ ‫وهو توحيد اهلل سبحانه ّ‬
‫ِ‬
‫والبعـد عـن الكـ ب‬ ‫وعدل وأمانة وكرم وتعاون عـىل اخلـري‪,‬‬
‫والملم والغدر واخليانة‪ ,‬والزنا ورشب اخلمر‪ّ ,‬‬
‫وكل ما يـ ه‬
‫العقل‪.‬‬
‫و ن اخلًلف بينهم يف أمور العبادا من صـًلة وصـيام‬
‫ونحوها‪ .‬وأن أوهلم هو آدم عليه الألًلم وآخرهم حممد ﷺ‪.‬‬
‫وأن عيأل عليه الألًلم عبداهلل ورسوله وقد أعطا اهلل‬
‫اليشء‬ ‫والدته مريم عليهم الألًلم من املعجزا‬ ‫وأعط‬
‫الكهري‪.‬‬
‫عز وجل‪ -‬عيأل عليه الألـًلم يف القـرآن‬
‫وقد ذكر اهلل – ّ‬
‫(‪ )25‬مرة‪ ,‬وأما أمه مريم ففي القرآن سورة كاملة باسمها‪.‬‬
‫وتعلمت منـه ‪ -‬ﷺ‪ -‬أن أحـبهم مجي اعـا ألهنـم صـفوة‬
‫اخللت عند اهلل تعاَل‪.‬‬
‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪30‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن أسخر من أي أحـد بألـب شـكله أو جنألـيته أو‬

‫طريقة كًلمه أو مشيته‪ ,‬وأنه رب كان ه ا أفضـل عنـد اهلل مـن‬

‫الألاخر‪ ,‬ورب ت ه األيـام وينقلـ احلـال؛ فعليـك بكهـرة‬

‫احلمد هلل تعاَل والشكر له‪.‬‬

‫{ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ‬ ‫وقد قال تعاَل يف سورة احلجرا ‪:‬‬

‫ﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊ‬

‫ﳋ ﳌﳍ} [سورة احلجرات‪.]11:‬‬


‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪31‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن اإلنألان بد وأن يقع يف اخلط بـني احلـني واآلخـر‪,‬‬

‫وأن الواج عليـه رسعـة ا عتـ ار وا عـرتاف وا سـتغفار‬

‫وتصحي اخلط قدر املألتطاع‪ ,‬فـالرجوع َل احلـت‪ ,‬خـري مـن‬


‫ا ستمرار يف الباطـل‪ ,‬وقـد قـال النبـي ﷺ‪ « :‬كـل ِ‬
‫ابـن آد ىم‬

‫ايلني التو ى‬
‫ابون«‪.‬‬ ‫وخري اخلط ى‬
‫ُ‬ ‫خطا ٌء‪,‬‬

‫فإن كان اخلط يف حت اهلل تعاَل تبت واستغفر وطلبت‬

‫من رب العفو والصف ‪.‬‬

‫و ن كان اخلط يف حـت اخللـت اعتـ ر مـنهم وأعـد‬

‫احلقوق ليهم غري منقوصة‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪32‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن احلياة قايلمة عىل التعاون والتنأليت بني أهلها؛ فإن‬

‫رأيت خط من‬
‫ى‬ ‫وشجعه‪ ,‬و ن‬
‫ّ‬ ‫رأيت صوا ابا من أحد فاشكر‬
‫ى‬

‫وي‬
‫أحد فانصحه وعلمه ‪ ,‬فاإلنألان ضعيف وحد ‪ ..‬ق ّ‬

‫{ﲼ ﲽ ﲾ ﲿﳀ ﳁ ﳂ‬ ‫بإخوانه‪ ,‬وقد قال اهلل تعاَل‪:‬‬

‫ﳃ ﳄ ﳅﳆ} [سورة املائدة‪.]2:‬‬


‫يح ُة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وقال النبي ﷺ‪« :‬الدي ُن النص ى‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪33‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أن اهلد ّية ولو كانت يألرية فإهنا تزيد املح ّبة‪ ,‬ف أمجـل أن‬

‫يتعاهد اإلنألان وجته وأهله وأحبابه بني احلـني واآلخـر مـن‬

‫هد ّيـة رمزيــة تصــنع األلفــة وتزيــد منهــا‪ ,‬وهــو القايلــل ﷺ‪:‬‬

‫» ى ىهتا ىد ْوا ى ىحتابوا«‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪34‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫أنه بد من نمافة اجلألم وأنه جيو أن يت خر املرء عن‬

‫(‪ )40‬يو اما يف تنميف األبا واألظافر وغريها‪ ,‬ولو نمفها قبل‬

‫ذلك فهو حألن ومجيل‪ ,‬فكل كان املرء نمي افا كان مقبـو ا عنـد‬

‫{ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ‬ ‫نفأله وعند اآلخـرين‪ ,‬وقـد قـال اهلل تعـاَل‪:‬‬

‫ﲬ ﲭ ﲮ} [سورة البقرة‪.]222:‬‬
‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪35‬‬
‫‪ ‬وتع ّلمت منه ﷺ‪:‬‬

‫ـادرا عــىل ذلــك‪,‬‬


‫ـت قـ ا‬ ‫أن أصـوم رمضــان كـ ا‬
‫ـامًل مــا دمـ ُ‬

‫ورمضان هو الشهر التاسع يف األشهر العربيـة‪ ,‬وفيـه أنـزل اهلل‬

‫القرآن عىل النبي ‪-‬ﷺ‪ ,-‬ويكون الصيام عن الطعام والرشاب‬

‫واجل ع من أذان الفجر َل غروب الشمس‪.‬‬

‫الصـحة وطهـارة الـروح‪ ,‬و كـاء‬


‫ويف ه ا الصـيام مـن ّ‬

‫والتعود عىل الصرب‪ ,‬ومراعاة مشاعر املألاكني ال ين‬


‫ّ‬ ‫النفس‪,‬‬

‫جيدون الطعام طيلة الألنة‪ ,‬وغريها من الفوايلد العميمة‪.‬‬

‫***‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪36‬‬

‫أخريا ‪...‬‬
‫ا‬
‫ه ا جزء مما تعلمته من ه ا النبي الكـريم‪ ,‬ولعـل اهلل أن‬

‫ييرس كتابة املزيد عن ه ا املورد الع ب واحلديقة اجلميلة‪.‬‬

‫مواقع احلوار‪ ..‬التي يمكن ا ستفادة منهـا‬ ‫و ليك بع‬

‫يف أي استفألار حتتاج َل اإلجابة عنه‪:‬‬

‫‪ Edialoguec.sa‬‬
‫‪ Islamreligion.com‬‬

‫وملزيد من املعلوما واملراجع بلغتك‪ ,‬يمكنك الدخول‬

‫َل ه ا املوقع‪:‬‬

‫‪ Islamhouse.com‬‬
‫لو عرفوك‪ ..‬ألحبوك‬
‫‪37‬‬

‫يا رب‬

‫نـورا يل وألحبـايلي يف هـ‬


‫بارك يف كل يت ه واجعلها ا‬
‫احلياة الدنيا‪.‬‬

You might also like