Professional Documents
Culture Documents
بدأ تعليم ه على ي دي وال ده احلاج عب د الك رمي أم ر اهلل ،ال ذي ك ان يعلمه ق راءة احلروف العربية وهو يف
السادس من عمره ،مث درس قراءة القرآن الكرمي على يدي أخته فاطمة إىل أن أمته
وسافر حامكا إىل جزيرة جاوة وتتلمذ هناك على عمر سعيد تشوكرو أمينوتو،Cokroaminoto
زعيم ح زب "الش ركة اإلس المية" ،وتلقى من ه حماض رات عن اإلس الم واالش رتاكية .ومن حمم د س وريو
برانوتو Soeryo Pranoto علم اإلجتماع ،ومن احلاج فخر الدين ،زعيم "احملمدية" ،العلم اإلسالمية .ومن
صهره ـ زوج أخته ـ ألبيه أمحد رشيد سوتان منصور العلم اإلدارية والتنظيمية ،هؤالء الزعماء اقتنع حامكا بأن
لإلسالم حيوية ،وأنه دين وكفاح ونضال
يتمكن حامك ا من خالهلا التف رغ يف اس تكمال تفس ريه "تفس ري األزه ر" ،وليتمكن ب ذلك إجنازه أك رب
رصيده العلمي ليضيفه إىل املكتبات اإلسالمية ،وهذا التفسري هو أكرب إنتاجه العلمي مدى حياته مبجلداهتا الثالثني،
وال يقل كل منها من ثالمثائة صحيفة تقريبا .وتفي حامكا سنة 1981م.
المعرفة لكتابه
هذا التفسري هو أكرب إنتاج العالمة حامكا العلمي مدى حياته مبجلداهتا الثالثني ،وال يقل كل منها من
ثالمثائة صحيفة تقريبا .ويعترب هذا التفسري من أحدث التفاسري وأكثره إقباال بإندونيسيا ،ملا فيه من الربط الوثيق
بني بي ان مع اين اآلي ات واملش كالت االجتماعي ة املعص رة ،وحماول ة ص احبه حمارب ة بعض اآلث ار الس يئة من التفاس ري
املنتشرة واملشخونة باإلسرائيليات أو األحاديث املوضوعة
بدأ حامكا ىف عرض تفسريه مبقدمة لكل سورة تقريبا ,يتحدث عن السورة وعدد آياهتا ومكان نزوهلا
وأسباب نزوهلا إذا أمكن ذلك .كما يذكر وجه االرتباط واملناسبة بني السورة أو بني اآليات ىف كثري من األحيان,
وإىل جانب ذلك يتحدث فيها عن حمتويات السورة الىت بني يديها.
)1اجلم ع بني النق ل والعق ل بني الرواي ة والدراي ة أو بني املأثور وال رأي .فلم تكن مواق ف حامك ا من املأثور جمرد
النقل وموافقته على مجيع اآلراء .بل كان كذلك يناقشها معتمدا على خربته وجتاربه ورأيه فحسب ,بغض النظر
عن املأثور واملنق ول .فك ان ي رى أن اآلي ات املتعلق ة باألحك ام والش رائع يك اد مل يكن لل رأي دخ ٌل فيه ا وجيب
االعتماد أساسا على املأثور من السنة النبوية.
)2التح رر من الت أثر مبذهب من املذاهب الفقهي ة أو التعص ب هلا .من املع روف أن املذهب الس ائد ىف الفق ه
اإلس المى بإندونيس يا إىل العص ر احلديث ه و املذهب الش افعي .والكتب الش افعية هى املراج ع األساس ية واملعتم د
عليها يف معظم املدارس واملعاهد الدينية بإندونيسيا إن مل تكن ىف مجيعها
)3االعتماد على ماجاء به القرآن واألحاديث الصحيحة فيما يتعلق بقصص األمم املاضية وباملسائل الغيبية
)4تأثره بتفسري املنار وأفكار الشيخ حممد عبده .ذكر حامكا ىف مقدمة تفسريه األزهر أن من كتب التفسري اليت
تعجبه والىت ميكن أن تكون منوذجا يقتدى به تفسري املنار للشيخ السيد حممد رشيد رضا والذى وضعه معتمدا
على دروس أستاذه األستاذ اإلمام الشيخ حممد عبده ،وسار على منهجه ىف تفسري القرآن الكرمي .رأى حامكا أن
تفسري املنار رغم أنه مل يبلغ نصف القرآن إال أنه ميكن أن يكون منوذجا ودليال على املض ي إلمتام تفسري األزهر
تعليقك عن الكتاب
ان إنتاجه تفسريه األزهر كان منحة حمضة من اهلل العلي القدير ,حيث استبعد حامكا نفسه بادئ األمر
إمكانية إمتامه ,الشغاله وظروفه اخلاصة .أهم الدوافع إىل إنتاجه األزهر أنه مدين ألشخاص كان هلم الفضل ىف
تربيته وهتذيبه وتكوين شخصيته ,خاصة والده الشيخ عبد الكرمي أمر اهلل .إنه إمنا مسى تفسريه باألزهر نسبة اىل
اجلامع األزهر الذى بدأ فيه تفسريه ,والذى تفضل بتسميته باجلامع األزهر الشيخ األكرب حممود شلتوت رمحه اهلل,
شيخ األزهر الشريف بالقاهرة .كما أن ىف ذلك تعبريا عن شكره وامتنانه على األزهر الشريف الذى اعتربه ابنا
بارا له ,ومنحه درجة شرف علمية من درجة االستاذ ىف علوم الدين
والفلسفة
وم ع تل ك املن اهج واخلص ائص ,ليتمت ع تفس رياألزهر مبكان ة مرموق ة بني التفاس ري ىف إندونيس يا .حيث أن ه
يعترب من أجود التفاسري وأمشلها من بني التفاسري باللغة اإلندونيسية.
-٢هو التفسير الموضوعي للموضوعات القرآنية
َ ولََق ْد َخلَ ْقنَ ا اِإْل نْ َس ا َن ِم ْن ُس اَل ل ٍَة ِم ْن ِطي ٍن ( )12ثُ َّم َج َعلْنَ اهُ نُطْ َف ةً فِي َق َرا ٍر َم ِكي ٍن ( )13ثُ َّم َخلَ ْقنَ ا النُّطْ َف ةَ َعلَ َق ةً
ِ ض غَةً فَ َخلَ ْقن ا الْم ْ ِ
َأح َس ُنآخ َر َفتَبَ َار َك اللَّهُ ْ َح ًم ا ثُ َّم َأنْ َش ْأنَاهُ َخ ْل ًق ا َ
ام ل ْ
ض غَةَ عظَ ًام ا فَ َك َس ْونَا الْعظَ َ َ ُ فَ َخلَ ْقنَ ا ال َْعلَ َق ةَ ُم ْ
ين ( )14ثُ َّم ِإنَّ ُك ْم َب ْع َد َذلِ َ
ك ل ََميِّتُو َن ( )15ثُ َّم ِإنَّ ُك ْم َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة ُت ْب َعثُو َن ()16 ِِ
الْ َخالق َ
(المؤمنون )16-12 :
خيرب اهلل تعاىل عن ابتداء خلق اإلنسان من ساللة من طني ،وهو آدم عليه السالم ،خلقه اهلل من صلصال
من محأ مسنون ،ويبني تقلبه يف أدوار تسعة للخلقة وهي:
-1ولََق ْد َخلَ ْقنَ ا اِإْل نْسا َن ِم ْن ُس اللٍَة ِم ْن ِط ٍ
ني أي لقد خلقنا أي أوجدنا اإلنسان ،وقلبناه يف أدوار اخللقة وأطوار َ
الفط رة ،واملراد ب ه جنس اإلنس ان وأص له من خالص ة س لت من طني ال ك در في ه ،أو أول أف راده وه و آدم علي ه
السالم .وهذا دليل كاف على قدرة اهلل تعاىل ووحدانيته واتصافه بكل صفات الكمال
ني أي مث جعلنا نسله أو جنس اإلنسان نطفة من مين يف أصالب الذكور ،مث قذفت -2مُثَّ َج َع ْلناهُ نُطْ َفةً يِف قَرا ٍر َم ِك ٍ
إىل أرحام اإلناث ،فصار يف حرز مستقر متمكن حصني ،ابتداء من احلمل إىل الوالدة .وذلك كقوله تعاىل:
ني [السجدة ]8 -7 /32أي من ماء ضعيف، ني ،مُثَّ جع ل نَس لَه ِمن س اللَ ٍة ِمن ٍ
ماء َم ِه ٍ سان ِم ْن ِط ٍ وب َدَأ خ ْل ق اِإْل نْ ِ
ْ ََ َ ْ ُ ْ ُ ََ َ َ
نيِ ،إىل قَ د ٍر معلُ ٍ
ومَ ،ف َق َد ْرنا فَنِ ْع َم الْق ِاد ُرو َن كم ا ق ال تع اىلَ :أمَلْ خَن ْلُ ْق ُكم ِم ْن م ٍاء َم ِه ٍ
ني ،فَ َج َع ْلن اهُ يِف قَ را ٍر َم ِك ٍ
َ َْ ْ
[املرسالت . ]24 -20 /77
-3مُثَّ َخلَ ْقنَا النُّطْ َفةَ َعلَ َقةً أي مث حولنا النطفة عن صفاهتا إىل صفة العلقة :وهي الدم اجلامد .أو صرينا النطفة وهي
الس ّرة)
املاء الدافق الذي خيرج من صلب الرجل (وهو ظهره) وترائب املرأة (وهي عظام صدرها ما بني الرتقوة إىل ّ
صريناها علقة محراء على شكل العلقة مستطيلة.
ضغَةً أي مث صرينا الدم اجلامد مضغة أي قطعة حلم ،مبقدار ما ميضغ ،وهي قطعة كبضعة حلم،
-4فَ َخلَ ْقنَا الْ َعلَ َقةَ ُم ْ
ال شكل فيها وال ختطيط .ومسي التحويل خلقا ألنه سبحانه يفين بعض الصفات ،وخيلق صفات أخرى ،وكأنه
تعاىل خيلق فيها أجزاء زائدة.
ض غَةَ ِعظام اً أي ص ريناها عظام ا يع ين ش كلناها ذات رأس وي دين ورجلني بعظامه ا وعص بها
-5فَ َخلَ ْقنَ ا الْ ُم ْ
وعروقها.
-6فَ َك َس ْونَا الْعِظ َام حَلْم اً أي غطين ا العظ ام مبا يس رته ويش ده ويقوي ه وه و اللحم ألن اللحم يس رت العظم ،فجع ل
كالكسوة هلا.
روى ابن أيب ح امت والطيالس ي عن أنس ق ال :ق ال عم ر« :وافقت ريب يف أرب ع :قلت :ي ا رس ول اهلل ،ل و
صلًّى [البقرة . ]125 /2 ِ ِإ ِ خَّتِ ِ
يم ُم َ
صلينا خلف املقام ،فأنزل اهللَ :وا ُذوا م ْن َمقام بْراه َ
وقلت :ي ا رس ول اهلل ،ل و اختذت على نس ائك حجاب ا ،فإن ه ي دخل علي ك ال ّرب والف اجر ،ف أنزل اهللَ :وِإذا
جاب [األحزاب . ]53 /33 سَألْتموه َّن متاعاً ،فَس لُوه َّن ِمن و ِ
راء ِح ٍ
ْ َئ ُ ْ َ َ ُُ ُ َ
لتنتهن أو ليبدلنه اهلل أزواجا خريا منكن ،فنزلتَ :عسى َربُّهُ ِإ ْن
وقلت ألزواج النيب ص لّى اهلل عليه وسلمّ :
طَلَّ َق ُك َّن اآلية [التحرمي . ]5 /66
ونزلت :ولََق ْد َخلَ ْقنَا اِإْل نْسا َن ِم ْن ُساللٍَة ِم ْن ِط ٍ
ني ..اآلية فقلت أنا: َ
ِِ
ني. بار َك اللَّهُ ْ
َأح َس ُن اخْل الق َ فتبارك اهلل أحسن اخلالقني ،فنزلتَ :فتَ َ
ِ
-8مُثَّ ِإنَّ ُك ْم َب ْع َد ذل َ
ك لَ َميِّتُو َن « »1أي مث إنكم بعد هذه النشأة األوىل من العدم تصريون إىل املوت.
يام ِة ُتْب َعثُو َن أي مث تبعثون من قبوركم للنشأة اآلخرة للحساب واجلزاء ثوابا وعقابا ،كما قال ِ ِإ
-9مُثَّ نَّ ُك ْم َي ْو َم الْق َ
تعاىل :مُثَّ اللَّهُ يُْن ِشُئ النَّ ْشَأةَ اآْل ِخَرةَ [العنكبوت ]20 /29يعين يوم املعاد.
ويف هاتني اآليتني جعل اهلل سبحانه اإلماتة اليت هي إعدام احلياة ،والبعث الذي هو إعادة احلياة بعد اإلفناء
واإلعدام دليلني على قدرته بعد اإلنشاء واالخرتاع