You are on page 1of 5

‫‪ -١‬الترجمة الكاملة للمؤلف‪ -‬احلاج عبد امللك عبد الكرمي أمر اهلل‪ ،‬املعروف بـ"حامكا"‪ .

‬ولد حامكا يف ليلة‬


‫اإلثنني‪ 14 ‬من حمرم‪1326 ‬هـ‪ ،‬املوافق‪ 16 ‬فرباير‪1908 ‬م‪،‬يف قرية سونغاي ناتانج‪ ،Sungai Natang ‬يف‬
‫مركز مانيجاو‪ Maninjau،[27] ‬التابعة لوالية سومطرة الغربية‬

‫بدأ تعليم ه على ي دي وال ده احلاج عب د الك رمي أم ر اهلل‪ ،‬ال ذي ك ان يعلمه ق راءة احلروف العربية وهو يف‬
‫السادس من عمره‪ ،‬مث درس قراءة القرآن الكرمي على يدي أخته فاطمة إىل أن أمته‬

‫وسافر حامكا إىل جزيرة جاوة وتتلمذ هناك على عمر سعيد تشوكرو أمينوتو‪،Cokroaminoto ‬‬
‫زعيم ح زب "الش ركة اإلس المية"‪ ،‬وتلقى من ه حماض رات عن اإلس الم واالش رتاكية‪ .‬ومن حمم د س وريو‬
‫برانوتو‪  Soeryo Pranoto ‬علم اإلجتماع‪ ،‬ومن احلاج فخر الدين‪ ،‬زعيم "احملمدية"‪ ،‬العلم اإلسالمية‪ .‬ومن‬
‫صهره ـ زوج أخته ـ ألبيه أمحد رشيد سوتان منصور العلم اإلدارية والتنظيمية‪ ،‬هؤالء الزعماء اقتنع حامكا بأن‬
‫لإلسالم حيوية‪ ،‬وأنه دين وكفاح ونضال‬

‫يتمكن حامك ا من خالهلا التف رغ يف اس تكمال تفس ريه "تفس ري األزه ر"‪ ،‬وليتمكن ب ذلك إجنازه أك رب‬
‫رصيده العلمي ليضيفه إىل املكتبات اإلسالمية‪ ،‬وهذا التفسري هو أكرب إنتاجه العلمي مدى حياته مبجلداهتا الثالثني‪،‬‬
‫وال يقل كل منها من ثالمثائة صحيفة تقريبا‪ .‬وتفي حامكا سنة ‪1981‬م‪.‬‬

‫المعرفة لكتابه‬

‫هذا التفسري هو أكرب إنتاج العالمة حامكا العلمي مدى حياته مبجلداهتا الثالثني‪ ،‬وال يقل كل منها من‬
‫ثالمثائة صحيفة تقريبا‪ .‬ويعترب هذا التفسري من أحدث التفاسري وأكثره إقباال بإندونيسيا‪ ،‬ملا فيه من الربط الوثيق‬
‫بني بي ان مع اين اآلي ات واملش كالت االجتماعي ة املعص رة‪ ،‬وحماول ة ص احبه حمارب ة بعض اآلث ار الس يئة من التفاس ري‬
‫املنتشرة واملشخونة باإلسرائيليات أو األحاديث املوضوعة‬

‫منهج التفسير القرآن للكتاب‬

‫بدأ حامكا ىف عرض تفسريه مبقدمة لكل سورة تقريبا‪ ,‬يتحدث عن السورة وعدد آياهتا ومكان نزوهلا‬
‫وأسباب نزوهلا إذا أمكن ذلك‪ .‬كما يذكر وجه االرتباط واملناسبة بني السورة أو بني اآليات ىف كثري من األحيان‪,‬‬
‫وإىل جانب ذلك يتحدث فيها عن حمتويات السورة الىت بني يديها‪.‬‬
‫‪ )1‬اجلم ع بني النق ل والعق ل بني الرواي ة والدراي ة أو بني املأثور وال رأي‪ .‬فلم تكن مواق ف حامك ا من املأثور جمرد‬
‫النقل وموافقته على مجيع اآلراء‪ .‬بل كان كذلك يناقشها معتمدا على خربته وجتاربه ورأيه فحسب‪ ,‬بغض النظر‬
‫عن املأثور واملنق ول‪ .‬فك ان ي رى أن اآلي ات املتعلق ة باألحك ام والش رائع يك اد مل يكن لل رأي دخ ٌل فيه ا وجيب‬
‫االعتماد أساسا على املأثور من السنة النبوية‪.‬‬
‫‪ )2‬التح رر من الت أثر مبذهب من املذاهب الفقهي ة أو التعص ب هلا‪ .‬من املع روف أن املذهب الس ائد ىف الفق ه‬
‫اإلس المى بإندونيس يا إىل العص ر احلديث ه و املذهب الش افعي‪ .‬والكتب الش افعية هى املراج ع األساس ية واملعتم د‬
‫عليها يف معظم املدارس واملعاهد الدينية بإندونيسيا إن مل تكن ىف مجيعها‬
‫‪ )3‬االعتماد على ماجاء به القرآن واألحاديث الصحيحة فيما يتعلق بقصص األمم املاضية وباملسائل الغيبية‬
‫‪ )4‬تأثره بتفسري املنار وأفكار الشيخ حممد عبده‪ .‬ذكر حامكا ىف مقدمة تفسريه األزهر أن من كتب التفسري اليت‬
‫تعجبه والىت ميكن أن تكون منوذجا يقتدى به تفسري املنار للشيخ السيد حممد رشيد رضا والذى وضعه معتمدا‬
‫على دروس أستاذه األستاذ اإلمام الشيخ حممد عبده‪ ،‬وسار على منهجه ىف تفسري القرآن الكرمي‪ .‬رأى حامكا أن‬
‫تفسري املنار رغم أنه مل يبلغ نصف القرآن إال أنه ميكن أن يكون منوذجا ودليال على املض ‪ ‬ي إلمتام تفسري األزهر‬

‫تعليقك عن الكتاب‬

‫ان إنتاجه تفسريه األزهر كان منحة حمضة من اهلل العلي القدير‪ ,‬حيث استبعد حامكا نفسه بادئ األمر‬
‫إمكانية إمتامه‪ ,‬الشغاله وظروفه اخلاصة‪ .‬أهم الدوافع إىل إنتاجه األزهر أنه مدين ألشخاص كان هلم الفضل ىف‬
‫تربيته وهتذيبه وتكوين شخصيته‪ ,‬خاصة والده الشيخ عبد الكرمي أمر اهلل‪ .‬إنه إمنا مسى تفسريه باألزهر نسبة اىل‬
‫اجلامع األزهر الذى بدأ فيه تفسريه‪ ,‬والذى تفضل بتسميته باجلامع األزهر الشيخ األكرب حممود شلتوت رمحه اهلل‪,‬‬
‫شيخ األزهر الشريف بالقاهرة‪ .‬كما أن ىف ذلك تعبريا عن شكره وامتنانه على األزهر الشريف الذى اعتربه ابنا‬
‫بارا له‪ ,‬ومنحه درجة شرف علمية من درجة االستاذ ىف علوم الدين‬
‫والفلسفة‬

‫وم ع تل ك املن اهج واخلص ائص‪ ,‬ليتمت ع تفس رياألزهر مبكان ة مرموق ة بني التفاس ري ىف إندونيس يا‪ .‬حيث أن ه‬
‫يعترب من أجود التفاسري وأمشلها من بني التفاسري باللغة اإلندونيسية‪.‬‬
‫‪ -٢‬هو التفسير الموضوعي للموضوعات القرآنية‬

‫‪َ  ‬ولََق ْد َخلَ ْقنَ ا اِإْل نْ َس ا َن ِم ْن ُس اَل ل ٍَة ِم ْن ِطي ٍن (‪ )12‬ثُ َّم َج َعلْنَ اهُ نُطْ َف ةً فِي َق َرا ٍر َم ِكي ٍن (‪ )13‬ثُ َّم َخلَ ْقنَ ا النُّطْ َف ةَ َعلَ َق ةً‬
‫ِ‬ ‫ض غَةً فَ َخلَ ْقن ا الْم ْ ِ‬
‫َأح َس ُن‬‫آخ َر َفتَبَ َار َك اللَّهُ ْ‬ ‫َح ًم ا ثُ َّم َأنْ َش ْأنَاهُ َخ ْل ًق ا َ‬
‫ام ل ْ‬
‫ض غَةَ عظَ ًام ا فَ َك َس ْونَا الْعظَ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫فَ َخلَ ْقنَ ا ال َْعلَ َق ةَ ُم ْ‬
‫ين (‪ )14‬ثُ َّم ِإنَّ ُك ْم َب ْع َد َذلِ َ‬
‫ك ل ََميِّتُو َن (‪ )15‬ثُ َّم ِإنَّ ُك ْم َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة ُت ْب َعثُو َن (‪)16‬‬ ‫ِِ‬
‫الْ َخالق َ‬
‫(المؤمنون ‪)16-12 :‬‬

‫خيرب اهلل تعاىل عن ابتداء خلق اإلنسان من ساللة من طني‪ ،‬وهو آدم عليه السالم‪ ،‬خلقه اهلل من صلصال‬
‫من محأ مسنون‪ ،‬ويبني تقلبه يف أدوار تسعة للخلقة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬ولََق ْد َخلَ ْقنَ ا اِإْل نْسا َن ِم ْن ُس اللٍَة ِم ْن ِط ٍ‬
‫ني أي لقد خلقنا أي أوجدنا اإلنسان‪ ،‬وقلبناه يف أدوار اخللقة وأطوار‬ ‫َ‬
‫الفط رة‪ ،‬واملراد ب ه جنس اإلنس ان وأص له من خالص ة س لت من طني ال ك در في ه‪ ،‬أو أول أف راده وه و آدم علي ه‬
‫السالم‪ .‬وهذا دليل كاف على قدرة اهلل تعاىل ووحدانيته واتصافه بكل صفات الكمال‬

‫ني أي مث جعلنا نسله أو جنس اإلنسان نطفة من مين يف أصالب الذكور‪ ،‬مث قذفت‬‫‪ -2‬مُثَّ َج َع ْلناهُ نُطْ َفةً يِف قَرا ٍر َم ِك ٍ‬
‫إىل أرحام اإلناث‪ ،‬فصار يف حرز مستقر متمكن حصني‪ ،‬ابتداء من احلمل إىل الوالدة‪ .‬وذلك كقوله تعاىل‪:‬‬

‫ني [السجدة ‪ ]8 -7 /32‬أي من ماء ضعيف‪،‬‬ ‫ني‪ ،‬مُثَّ جع ل نَس لَه ِمن س اللَ ٍة ِمن ٍ‬
‫ماء َم ِه ٍ‬ ‫سان ِم ْن ِط ٍ‬ ‫وب َدَأ خ ْل ق اِإْل نْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ ْ ُ ْ ُ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ني‪ِ ،‬إىل قَ د ٍر معلُ ٍ‬
‫وم‪َ ،‬ف َق َد ْرنا فَنِ ْع َم الْق ِاد ُرو َن‬ ‫كم ا ق ال تع اىل‪َ :‬أمَلْ خَن ْلُ ْق ُكم ِم ْن م ٍاء َم ِه ٍ‬
‫ني‪ ،‬فَ َج َع ْلن اهُ يِف قَ را ٍر َم ِك ٍ‬
‫َ َْ‬ ‫ْ‬
‫[املرسالت ‪. ]24 -20 /77‬‬

‫‪ -3‬مُثَّ َخلَ ْقنَا النُّطْ َفةَ َعلَ َقةً أي مث حولنا النطفة عن صفاهتا إىل صفة العلقة‪ :‬وهي الدم اجلامد‪ .‬أو صرينا النطفة وهي‬
‫الس ّرة)‬
‫املاء الدافق الذي خيرج من صلب الرجل (وهو ظهره) وترائب املرأة (وهي عظام صدرها ما بني الرتقوة إىل ّ‬
‫صريناها علقة محراء على شكل العلقة مستطيلة‪.‬‬

‫ضغَةً أي مث صرينا الدم اجلامد مضغة أي قطعة حلم‪ ،‬مبقدار ما ميضغ‪ ،‬وهي قطعة كبضعة حلم‪،‬‬
‫‪ -4‬فَ َخلَ ْقنَا الْ َعلَ َقةَ ُم ْ‬
‫ال شكل فيها وال ختطيط‪ .‬ومسي التحويل خلقا ألنه سبحانه يفين بعض الصفات‪ ،‬وخيلق صفات أخرى‪ ،‬وكأنه‬
‫تعاىل خيلق فيها أجزاء زائدة‪.‬‬
‫ض غَةَ ِعظام اً أي ص ريناها عظام ا يع ين ش كلناها ذات رأس وي دين ورجلني بعظامه ا وعص بها‬
‫‪ -5‬فَ َخلَ ْقنَ ا الْ ُم ْ‬
‫وعروقها‪.‬‬

‫‪ -6‬فَ َك َس ْونَا الْعِظ َام حَلْم اً أي غطين ا العظ ام مبا يس رته ويش ده ويقوي ه وه و اللحم ألن اللحم يس رت العظم‪ ،‬فجع ل‬
‫كالكسوة هلا‪.‬‬

‫‪ -7‬مُثَّ َأنْ َش ْأناهُ َخ ْلق اً َ‬


‫آخ َر أي خلقا مباينا للخلق األول‪ ،‬بأن نفخنا فيه الروح‪ ،‬فتحرك‪ ،‬وصار خلقا آخر ذا مسع‬
‫وبصر وإدراك وحركة واضطراب‬
‫ِِ‬
‫ني أي تع اىل ش أنه يف قدرت ه وحكمت ه‪ ،‬وت نزه وتق دس اهلل أحس ن املق ّدرين‬ ‫َفتَب َار َك اللَّهُ ْ‬
‫َأح َس ُن اخْل الق َ‬
‫املصورين‪.‬‬

‫روى ابن أيب ح امت والطيالس ي عن أنس ق ال‪ :‬ق ال عم ر‪« :‬وافقت ريب يف أرب ع‪ :‬قلت‪ :‬ي ا رس ول اهلل‪ ،‬ل و‬
‫صلًّى [البقرة ‪. ]125 /2‬‬ ‫ِ ِإ ِ‬ ‫خَّتِ ِ‬
‫يم ُم َ‬
‫صلينا خلف املقام‪ ،‬فأنزل اهلل‪َ :‬وا ُذوا م ْن َمقام بْراه َ‬
‫وقلت‪ :‬ي ا رس ول اهلل‪ ،‬ل و اختذت على نس ائك حجاب ا‪ ،‬فإن ه ي دخل علي ك ال ّرب والف اجر‪ ،‬ف أنزل اهلل‪َ :‬وِإذا‬
‫جاب [األحزاب ‪. ]53 /33‬‬ ‫سَألْتموه َّن متاعاً‪ ،‬فَس لُوه َّن ِمن و ِ‬
‫راء ِح ٍ‬
‫ْ َئ ُ ْ َ‬ ‫َ ُُ ُ َ‬
‫لتنتهن أو ليبدلنه اهلل أزواجا خريا منكن‪ ،‬فنزلت‪َ :‬عسى َربُّهُ ِإ ْن‬
‫وقلت ألزواج النيب ص لّى اهلل عليه وسلم‪ّ :‬‬
‫طَلَّ َق ُك َّن اآلية [التحرمي ‪. ]5 /66‬‬
‫ونزلت‪ :‬ولََق ْد َخلَ ْقنَا اِإْل نْسا َن ِم ْن ُساللٍَة ِم ْن ِط ٍ‬
‫ني‪ ..‬اآلية فقلت أنا‪:‬‬ ‫َ‬
‫ِِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫بار َك اللَّهُ ْ‬
‫َأح َس ُن اخْل الق َ‬ ‫فتبارك اهلل أحسن اخلالقني‪ ،‬فنزلت‪َ :‬فتَ َ‬
‫ِ‬
‫‪ -8‬مُثَّ ِإنَّ ُك ْم َب ْع َد ذل َ‬
‫ك لَ َميِّتُو َن «‪ »1‬أي مث إنكم بعد هذه النشأة األوىل من العدم تصريون إىل املوت‪.‬‬

‫يام ِة ُتْب َعثُو َن أي مث تبعثون من قبوركم للنشأة اآلخرة للحساب واجلزاء ثوابا وعقابا‪ ،‬كما قال‬ ‫ِ‬ ‫ِإ‬
‫‪ -9‬مُثَّ نَّ ُك ْم َي ْو َم الْق َ‬
‫تعاىل‪ :‬مُثَّ اللَّهُ يُْن ِشُئ النَّ ْشَأةَ اآْل ِخَرةَ [العنكبوت ‪ ]20 /29‬يعين يوم املعاد‪.‬‬

‫ويف هاتني اآليتني جعل اهلل سبحانه اإلماتة اليت هي إعدام احلياة‪ ،‬والبعث الذي هو إعادة احلياة بعد اإلفناء‬
‫واإلعدام دليلني على قدرته بعد اإلنشاء واالخرتاع‬

You might also like