المقصد األول :المصادر التي اعتمد عليها التابعون في تفسيرهم للقرآ. كما اشتهر بعض اعالم الصحابة بالتفسير ،اشتهر بعض أعالم التابعين الذين أخذوا عنهم من تالميذهم بالتفسير كذلك معتمدين في مصادره على المصادر التي جاءت في العصر -السابق -عصر الصحابة- باإلضافة إلى ماكان لهم من اجتهاد وإعمال نظر .فإذا كان الذين اشتهروا بالتفسير من الصحابة ،قد اعتمدوا على عدة مصادر في تفسيرهم للقرآن متمثلة هذه المصادر كما سبق لك في : أوال :القرآن الكريم نفسه .ثانيا :ما جاء في سنة رسول هللا ﷺﷺ ثالثا :اجتهادهم واعمال نظرهم الثاقب .رابعا ً :أخذهم من أهل الكتاب خاصة فيما يتعلق بجانب القصص دون العقيدة واألحكام .أقول :إذا كان السابقون قد اعتمدوا على هاتيك المصادر ،فإن تالميذهم التابعين لهم قد اعتمدوا على نفس المصادر باإلضافة إلى ماكان للتابعين أيضا ً من اجتهاد وإعمال نظر .قال :شيخ مشايخنا األستاذ الدكتور /محمد حسين الذهبي عليه الرحمة ( :تنتهي المرحلة األولى للتفسير بانصرام عهد الصحابة ،وتبدأ المرحلة الثانية للتفسير من عصر التابعين -الذين تتلمذوا للصحابة فتلقوا غالب معلوماتهم عنهم . وكما اشتهر بعض أعالم الصحابة بالتفسير والرجوع إليهم في استجالء بعض ما خفي من كتاب هللا ،اشتهر ايضا بالتفسير أعالم من التابعين تكلموا في التفسير ،ووضحوا لمعاصريهم خفي معانيه . مصادر التفسير في هذا العصر : وقد اعتمد هؤالء المفسرون في فهمهم لكتاب هللا تعالى على ما جاء في الكتاب نفسه .وعلى ما رووه عن الصحابة عن رسول ہللا ﷺ ،وعلى ما رووه عن الصحابة في تفسيرهم أنفسهم ،وعلى ما أخذوه من أهل الكتاب مما جاء في كتبهم ،وعلى ما يفتح ا هللا به عليهم من طريق االجتهاد والنظر في كتاب هللا تعالى .وقد روت لنا كتب التفسير كثيراً من أقوال هؤالء التابعين في التفسير لم يتناول جميع آيات القرآن ،وإنما فسروا ما غمض فهمه على معاصريهم ،ثم تزايد هذا الغموض على تدرج -كلما بعد الناس عن عصر النبي ﷺ والصحابة ،فاحتاج المشتغلون بالتفسير من التابعين إلى أن يكملوا بعض هذا النقص ،فزادوا في التفسير . بمقدار ما زاد مـن غمـوض ،ثم جاء من بعدهم فأتموا تفسير القرآن تباعا ً معتمدين على ما عرفوه من لغة العرب ومناحيهم في القول ،وعلى ما صح لديهم من األحداث التي حدثت في عصر نزول القرآن ،وغير هذا من أدوات الفهم ووسائل البحث ،أ .هـ ( المقصد الثاني :طبقات التابعين وبيان مدارسهم التفسيرية . لقد امتن هللا تعالى على المسلمين بفتح كثير من بالد العالم في حياة الرسول الكريم ﷺ ،وكذلك زادت رقعة اتساع بالد المسلمين في العهود الميمونة -عهود الخلفاء الراشدين -بعـد بهذه -وهذه الفتوحات التي أكرم ا م هللا بها عباده المسلمين تمت على أيدي أصحاب رسول ہللا ﷺ ،األمر الذي جعلهم ال يستقرون في بلد واحد من بالد المسلمين بل ترك الكثير منهم عاصمة الدولة اإلسالمية -آنذاك -المدينة المنورة مشرق النور اإلسالمي ،فاستقر بهم المطاف بالتوزع على مناحي البالد اإلسالمية التي دخل أصحابها اإلسالم ،ولقد كان من هؤالء الفاتحين الوالة ،والوزراء ،ومنهم القضاة ،ومنهم المعلمون ،ومنهم غير ذلك . وال شك أن هؤالء جميعا ً ممكن تتلمذوا على أيدي رسول ہللا ﷺ ،فحفظوا عنه ما تلقوه من علوم ،وحملوا معهم إلى البالد التي فتحوها ما حفظته ذاكرتهم ووعته قلوبهم من العلم الذي تعلموه على يدي رسول ہللا ﷺ ،وفي هذه البالد المفتوحة جلس وصغى إليهم كثير من التابعين يأخذون عنهم العلم وينقلونه لمن بعدهم فنتج عن تالقح األفكار بين الصحابة المعلمين والتابعين التالميذ قيام مدارس تفسيرية متعددة أساتذتها الصحابة وتالميذها التابعون . وإذا كانت هذه المدارس التي أقاموها في هذه البالد كثيرة ،فإن بعضها كتب هللا لها الشهرة فتوافد إليها الكثير من التابعين لمشاهير المفسرين من الصحابة يأخذون عنهم ومن هذه المدارس :مدرسة مكة ورائدها ابن عباس ،ومدرسة المدينة ورائدها أبي بن كعب ،ومدرسة العراق ورائدها عبد هللا بن مسعود قال الحافظ السيوطي :أعلم الناس بالتفسير أهل مكة ألنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد بن جبير وطاوس وغيرهم وكذلك في الكوفة أصحاب ابن مسعود وعلماء أهل المدينة في التفسير مثل زيد بن أسلم الذي أخذ عنه ابنه عبد الرحمن بن زيد ومالك بن أنس ( . ) 1 قلت :ويمكن للباحث تقسيم المفسرين من التابعين إلى طبقات ثالث :كل طبقة منها تمثل مدرسة مستقلة قائمة بنفسها لها تالميذها ورائدها .أوالها :طبقة المكيين ومدرستهم ،مدرسة أهل مكة ورائد هذه المدرسة ابن عباس رضي هللا عنه . ثانيها :طبقة المدنيين ومدرستهم ،مدرسة أهل المدينة ،ورائد هذه المدرسة أبي بن كعب رضي اللهعنه . وثالثها :مدرسة العراقيين ومدرستهم ،مدرسة أهل العراق ورائد هذه المدرسة عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه واآلن حان الشروع في تفصيل الحديث عن كل مدرسة والترجمة لتالميذها . أوال :مدرسة أهل مكة ومدرسة أهل مكة تضم طبقة من التابعين تمثل هذه الطبقة أعظم مدرسة تفسيرية ،كان تالميذها علماء مبرزين بالتفسير بـل مـن أعلم الناس بالتفسير ،وتالميذ هذه المدرسة النجباء على النحو التالي : ( مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس و( طاوس بن كيسان اليماني )
ثانيا :مدرسة أهل المدينة
كانت المدينة المنورة عاصمة الدولة اإلسالمية في عهد الصحابة ،وقد أقام بها صحابة كثيرون ولم يتحولوا عنها كما تحول كثير منهم إلى غيرها من بالد المسلمين فجلسوا ألتباعهم يعلمونهم كتاب هللا تعالى وسنة رسوله ﷺ ومن ثم قامت بالمدينة مدرسة للتفسير كان رائدها الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي هللا عنه ، تتلمذ فيها كثير من التابعين · لمشاهير المفسرين من الصحابة وكان أشهر من تتلمذوا عليه هو أبي بن كعب .وقد ذاع صيت تالميذ هذه المدرسة واشتهر رجالها وقد حاز قصب السبق منهم ثالثة يحسن بنا أن نترجم لهم ونبين مكانتهم في التفسير ( .أبو العالية ) و( محمد بن كعب القرظي ) وزيد بن أسلم ثالثا :مدرسة أهل العراق كما اشتهرت مدارس للتفسير بمكة والمدينة فإن ثمة مدرسة تفسيرية كبرى اشتهرت بالعراق قامت هذه المدرسة على أستاذ بارع صاحب قـدم راسخة في التفسير وهـو الصحابي الجليل عبدهللا :بن مسعود رضي وإذا كان هناك صحابة آخرون أخذ عنهم أهل العراق التفسير ،غير أن عبد هللا بن مسعود كان يعتبر األستاذ األول لهذه المدرسة نظرا لشهرته في التفسير ،وكثرة المروي عنه في هذا الجانب ،وألن عمر رضى هللا عنه _ لما ولي عمار بن ياسر على الكوفة ،سير معه عبدهللا بن مسعود معلما ووزيرا فكونه معلم أهل الكوفة بأمر أمير المؤمنين عمر جعل الكوفيين يجلسون إليه . ويمتاز أهل العراق بأنهم أهـل الـرأي ،وهذه ظاهرة تجدها بكثرة في مسائل الخالف ،ويقول العلماء :إن ابن مسعود هو الذي وضع األساس لهذه الطريقة في االستدالل ،ثم توارثها عنه علماء العراق ،ومن الطبيعي أن تؤثر هذه الطريقة في مدرسة التفسير ،فيكثر تفسير القرآن بالرأي واالجتهاد ،ألن استنباط مسائل الخالف الشريعية نتجة من نتائج إعمال الرأي في فهم نصوص القرآن والسنة ( ) 1وقد تلقى في مدرسة العراق كثير من التابعين التفسير أنه اشتهر من بين المتلقين للتفسير ستة رجال سنتحدث بالتعريف لهم وبيان مكانة كل منهم في التفسير فمن هؤالء ( :مسروق بن األجدع ) وقتادة بن دعامة ) بكسر الدال المهملة الوالحسن البصري ومرة الهمداني و( األسود بن يزيد التابعي ) هؤالء هم أعالم المفسرين من التابعين وهم قدماء المفسرين ،وغالب أقوالهم تلقوها عن الصحابه ( ، ) ٢ وهم بذلك قد بلغوا شأوا عظيما في فهم كتاب هللا تعالى . ثم حمل تفسير كتاب هللا تعالى عدول كل خلف وقد ورد يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فهذا الخبر شهادة على أن التابعين أعالم الدين و أئمة المسلمين لحفظهم الشريعة من التحريف ومن انتحال المبطلين ،ولردهم تأويل الجاهلين فعليهم المعول في أمر الدين واليهم المرجع فيما رواه الصحابة عن سيد المرسلين فرضي هللا أجمعين ( ) 3وهللا أعلم .
المقصد الثالث :نقد المروي عن التابعين في التفسير .
اختلف العلماء في قيمة الوارد من التفسير بالمأثور عن التابعين والرجوع إلى تفسيرهم واألخذ بأقوالهم في هذا الجانب ما دام لم يكن ثمة وارد في ذلك عن رسول ہللا ﷺ أو عن صحابته الذين تلقوا التفسير عنه في األعم الغالب . برع قلم األستاذ الدكتور /محمد حسين الذهبي في تفصيل ما أجمل فقال عليه الرحمة :اختلف العلماء في الرجوع إلى تفسير التابعين واألخذ بأقوالهم إذا لم يؤثر في ذلك شيء عن رسول ہللا ﷺ أو عن الصحابة رضوان هللا عليهم أجمعين .فنقل عن اإلمام أحمد رضي هللا عنه روايتان في ذلك :رواية بالقبول ،ورواية بعـدم القبول ،وذهب بعض العلماء إلى أنه ال يؤخذ بتفسير التابعي واختاره ابن عقيل ،وحكى عن شعبة . واستدل أصحاب هذا الرأي على ما ذهبوا إليه :بأن التابعين ليس لهم سماع من الرسول فال يمكن الحمل عليه كما قيل في تفسير الصحابي :إنه محمول على ساعه من النبي ،وبأنهم لم يشاهدوا القرائن واألحوال التي نزل عليها القرآن فيجوز عليهم الخطأ في فهم المراد وظن ما ليس بدليل دليالً ومع ذلك فعدالة التابعين غير منصوص عليها كما نص على عدالة الصحابة . نقل عن أبي حنيفة أنه قال :ما جاء عن رسول هللا فعلى الرأس والعين ،وما جاء عن الصحابة تخيرنا ،وما جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال .وقد ذهب أكثر المفسرين :إلى أنه يؤخذ بقول التابعي في التفسير ،ألن التابعين تلقوا غالب تفسيراتهم عن الصحابة فمجاهد مثالً يقول :عرضت المصحف على ابن عباس ثالث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها .وقتادة يقول :ما في القرآن آية إال وقد سمعت فيها شيئا ولذا حكي أكثر المفسرين أقـوال التابعين في كتبهم ونقلوها عنهم مع اعتمادهم لها . والذي تميل إليه النفس هو أن قول التابعي في التفسير ال يجب األخذ به إال إذا كان مما ال مجال للرأي فيه ، فإنه يؤخذ به حينئذ عند عدم الريبة ،فإن ارتبنا فيه بأن كان يأخـذ مـن أهل الكتاب فلنا أن نترك قوله وال نعتمد عليه ،أما إذا أجمع التابعون على رأي فإنه يجب علينا أن نأخذ به وال نتعداه إلى غيره ( ) 1أ.هـ
المقصود من كالمه .والذي يتحصل أن للعلماء قولين :
أحدها :ما عليه الجمهور من األخذ بأقوالهم وداللة األخذ بها كون العلماء قـد حـكـوا هـذه األقوال في كتبهم ولكن أغلب أقوالهم تلقوها من الصحابة رضي هللا عنهم ثانيها :ما ذهب إليه جماعة من القول بعدم األخذ بها لكون التابعين لم يعاصروا تنزالت الوحي ،ولم يشاهدوا القرئن واألحوال التي من أجلها نزل القرآن فتكون أقوالهم مبنية على رأيهم ،وقد يقع منهم الخطأ في الرأي ،ورأى بعض العلماء أنه متى أجمع التابعون على رأي فإنه يكون حجة ويجب األخذ به واإللتزام به ،أما إن اختلفـوا فـال يـكـون اختالفهم ،وال قول بعضهم حجة على بعض وعند ذلك يجب الرجوع إلى القواعد العامة التي قررها العلماء من لغة القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة تكفي في ذلك متى وجدت وصح نقلها.
المبحث الثاني ضعف الرواية في التفسير بالمأثور ،وأسباب هذا الضعف
قال الشيخ الزرقاني : :علمنا أن الرواية بالمأثور تتناول ما كان تفسيرا للقرآن بالقرآن ،وماكان تفسيرا للقرآن بالسنة ،وما كان تفسيرا للقرآن بالموقوف على الصحابة أو التابعين على رأي .أما تفسير بعض القرآن ببعض وتفسير القرآن بالسنة الصحيحة المرفوعة إلى النبي فال خالف في وجاهته وقبوله ،وأما تفسير القرآن ما يعزى إلى الصحابة والتابعين فإنه يتطرق إليه الضعف من وجوه : أولها :ما دسه أعداء اإلسالم مثل زنادقة اليهود والفرس فقد أرادوا هدم هذا الدين المتين عن طريق الدس والوضع حينما أعيتهم الحيل في النيل منه عن طريق الحرب ،والقوة ،وعن طريق الدليل والحجة . ثانيها :ما لفقه أصحاب المذاهب المتطرفة ترويجا لتطرفهم كشيعة علي المتطرفين الذين نسبوا إليه ما هو منه بريء ،وكالمتزلفين الذين حطبوا في حبـل العباسيين فنسبوا إلى ابن عباس ما لم تصح نسبته إليه تملقا لهم واستدرارا لدنياهم . ثالثها :اختالط الصحيح بغير الصحيح ،ونقل كثير من األقوال المعزوة إلى الصحابة أو التابعين من غير إسناد وال تحر مما أدى إلى إلتباس الحق بالباطل .زد على ذلك أن من يرى رأيا صار يعتمده دون أن يذكر له سندا ،ثم يجئ منه بعده فينقله على اعتبار أن له أصالً وال يكلف نفسه البحث عن أصل الرواية وال من يرجع إليه هذا القول .رابعها :أن تلك الروايات مليئة باإلسرائيليات ،ومنها كثير من الخرافات التي يقوم الدليـل على بطالنها .ومنها ما يتعلق بأمور العقائد التي ال يجوز األخذ فيها بالظن وال برواية اآلحاد ،بل ال بد من دليـل قـاطع فيها ،كالروايات التي تتحدث عن أشراط الساعة وأهوال القيامة وأحوال اآلخرة تذكر على أنها اعتقاديات في اإلسالم . خامسها :أن ما نقل نقالً صحيحا عن الكتب السابقة التي عند أهل الكتاب كالتوراة واإلنجيل أمرنا الرسول ﷺﷺ أن نتوقف فيه فال نصدقهم الحتمال أنه مما حرفـوا في تلك الكتب وال نكذبهم ال حتمال أنه مما حفظوه منها ،فقد قال تعالى فيهم إنهم « :أوثوا نصيبا من الكتاب ) [ آل عمران ] ۲۳ واالختالف في التفسير على نوعين منه :ما مستنده النقل فقط ،ومنه ما يعلم بغير ذلك ،والمنقول إما عن المعصوم أو غيره ،ومنه ما يمكن معرفة الصحيح منه من غيره ،ومنه ما ال يمكن ذلك . وهذا القسم_أي الذي ال يمكن معرفة صحيحه من ضعيفه _ عامته مما ال فائدة فيه وال حاجة بنا إلى معرفته وذلك كاختالفهم في لون كلـب أهل الكهف واسمه ،وفي البعض الذي ضرب به القتيل من البقرة ،وفي قدر سفينة نوح وخشبها وفي اسم الغالم الذي قتله الخضر ونحو ذلك . فهذه األمور طريقة العلم بها النقل .فما كان منها منقوالً نقالً صحيحا عن النبي ﷺ قبلناه وما كان منقوال عن أهل الكتاب ككعب ووهب وقفنا عن تصديقه وتكذيبـه لقوله « :إذا حدثكم أهل الكتـاب فـال تصدقوهم وال تكذبوهم وأما القسم الذي يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود كثيرا وهلل الحمد وأما ما يعلم باالستدالل ال النقل فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين إحداها :حمل ألفاظ القرآن على معان اعتقدوها لتأييدها به .والثانية :التفسير بمجرد داللة اللغة العربية من غير مراعاة المتكلم بالقرآن وهو هللا عز وجل والمنزل عليه ،والمخاطب به أ.هـ .وكلمة اإلنصاف في هذا الموضوع أن التفسير بالمأثور نوعان :أحدها :ما توافرت األدلة على صحته وقبوله ،وهذا ال يليق بأحد رده وال يجوز إهماله وإغفاله وال يجمل أن تعتبره من الصوارف عن هدي القرآن ،بل هو على العكس عامل من أقوى العوامل على االهتداء بالقرآن . ثانيها :ما ال يصح لسبب من األسباب اآلنفة أو غيرهـا وهـذا يجب رده وال يجوز قبـوله وال االشتغال به اللهم إال لتمحيصه والتنبيه إلى ضالله وخطئه حتى ال يغتر به أحد .وال يزال كثير من أيقاظ المفسرين كابن كثير يتحرون الصحة فيما ينقلون ويزيفون ما هو باطل أو ضعيف وال يحابون وال يجبنون . وقفت عند ص 112الفصل الثالث