Professional Documents
Culture Documents
البحث
البحث
أما
يسود تصور خاطئ عند البعض -وبخاصة المثقفون والمتعلمون - +بأن اإلسالم يعد عائقًا أمام
التفكير ،وبأن الدين مانع للتفكر ،وقد يكون هذا التصور نات ًجا عن موقف سياسي ،أو ٍّ
تبن
فكري ،أو ألحداث تاريخية قديمة ال عالقة لها باإلسالم.
اإلسالم باعتباره خاتم األديان قد جاء بما يدفع اإلنسان للعمل واإلبداع ،والفكر والتفكير؛
ض فَتَ ُكونَ لَهُ ْم قُلُوبٌ يَ ْعقِلُونَ بِهَا َأوْ آ َذ ٌ
ان يَ ْس َمعُونَ بِهَا قال تعالىَ ﴿ :أفَلَ ْم يَ ِسيرُوا فِي اَأْلرْ ِ
ور] ﴾ الحج[46 : ْصا ُر َولَ ِك ْن تَ ْع َمى ْالقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّ ُد ِ
فَِإنَّهَا اَل تَ ْع َمى اَأْلب َ
بل لقد جعل اإلسالم في النظر في الكون ونشأته ،وكذلك من مخلوقات هللا في األرض
ض فَا ْنظُرُوا َك ْيفَ بَ َدَأ ْالخ َْل َ
ق ثُ َّم هَّللا ُ يُ ْن ِشُئ ت التفكر .فقال تعالى ﴿ :قُلْ ِسيرُوا فِي اَأْلرْ ِ مجاال ِ
النَّ ْشَأةَ اآْل ِخ َرةَ ِإ َّن هَّللا َ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِدي ٌر﴾
[ العنكبوت]20 :
وقد أدرك األستاذ محمود عباس العقاد رحمه هللا هذه الحقيقة اإلسالمية ،فأعد
بحثه" :التفكير فريضة إسالمية" ،وقدمه للمؤتمر اإلسالمي في ستينيات القرن العشرين
الميالدي ،ونُشر في كتاب بواسطة دار العلم بالقاهرة؛ قال فيه" :القرآن ال يذكر العقل إال
في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه ،وال تأتي اإلشارة إليه
عارضة في سياق اآلية ،بل هي تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ
والداللة ،فال ينحصر خطاب العقل في العقل الوازع ،وال في العقل المدرك ،وال في العقل
الذي يُناط به التأمل الصادق والحكم الصحيح ،بل يعم الخطاب في اآليات القرآنية كل ما
يتسع له الذهن اإلنساني من خاصة أو وظيفة .
أهمية التفكير:
-1يساهم التفكير في إعداد اإلنسان للتعامل مع ظروف الحياة ،وتحديد ما ينفعه وما يضره.
-2إنشاء الفكر لدى المجتمع ،واستغالل طاقات ومقدرات المجتمع بحيث تحدث النهضة
والتنمية المنشودة.
-3امتالك مقومات القوة ،سواء المادية أو المعنوية ،وسواء كان ذلك لألفراد أو المجتمع أو
الدولة.
-4صنع فرد صالح قادر على البناء والمساهمة في التنمية.
-5مواكبة ما يحدث في العالم من تغيرات سريعة ومتالحقة ،بل والمساهمة في هذه التغيرات.
التفكير والعلم:
ال شك أن التفكير والعقالنية والتدبر ال يمكن أن يتحقق إلنسان جاهل ال يعلم من الحياة شيًئا،
ويخطئ من يظن أن إطالق لفظ العلم والتعلم في اإلسالم مقصور على تعلم األمور الدينية
الشرعية فقط ،بل المقصود بذلك -إلى جانب العلم الشرعي -كل ما يخدم األمة واإلنسانية،
ويحقق أهدافها بالخير والسعادة؛ قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم)) :فضل العالم على
العابد كفضلي على أدناكم (( ،وهكذا تتضح المنزلة التي وصفها اإلسالم للعلم والعلماء؛ حيث
فضلهم وقدمهم على العبادات النافلة ،وعن ابن مسعود قال" :الدراسة صالة"؛ أي :العلم
والدراسة عبادة مثل الصالة ،كما يولي اإلسالم عناية خاصة بالعلم التطبيقي التجريبي؛ إذ
يسعى اإلسالم إلى إيجاد العقلية العلمية العملية الواعية
التفكير والمعلومات:
في التفكير استقصاء وبحث ،وهذا يحتاج إلى توفير المعلومات ،بل قد يكون التفكير مستحياًل
في حال عدم توفر المعلومات أو إن كانت المعلومات منقوصة غير كاملة.
كما أن توفر معلومات زائدة عن الحاجة تُشتِّت التفكير ،وقد تُعيق العقل وتضيعه.
.