You are on page 1of 5

‫أدخل القانون رقم ‪ 13-22‬المؤرخ في ‪ 12‬يوليو ‪ 2022‬المنشور في الجريدة الرسمية‬

‫الصادرة بتاريخ َ‪ 17‬يوليو ‪ 2022‬تعديالت هامة على ‪ ‬قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪. ‬‬
‫التعديالت مست أساسا تنظيم و تسيير الجهات القضائية التجارية و الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫‪  ‬في المواد التجارية ‪ ،‬فإن االختصاص كان ي ؤول لألقس ام التجاري ة المنعق دة ل دى المح اكم‪  ‬و‬
‫ك انت تتش كل من ق اض و مس اعدين ‪ .‬التش ريع الق ديم ( الم ادة ‪  32‬الفق رة ‪  7‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلداري ة ) أنش أ في بعض المح اكم أقط اب متخصص ة أوكلت له ا‪ ‬الفص ل‬
‫دون س واها في‪  ‬المنازع ات المتعلق ة بالتج ارة الدولي ة و اإلفالس و التس وية القض ائية و‬
‫المنازعات المتعلقة بالبنوك‪  ‬ومنازعات الملكية الفكرية و المنازعات البحرية‪  ‬و النقل الج وي و‬
‫ك ذا منازع ات التأمين ات‪.‬ه ذه األقط اب المتخصص ة لم تباش ر مهامه ا كونه ا لم يتم تنص يبها‬
‫أصال ‪.‬الق انون الجدي د الم ؤرخ في ‪ 12‬يولي و ‪ 2022‬ألغى األقط اب المتخصص ة‪  ‬و أنش أ إلى‬
‫جانب األقسام التجارية‪  ‬جهات قضائية جديدة‪  ‬على شكل محاكم تجارية متخصص ة‪  ‬تختص في‬
‫المنازعات التي كانت سابقا من اختصاص األقطاب المتخصصة ‪ .‬بموجب الق انون الجدي د‪  ‬ف إن‬
‫المنازع ات التجاري ة أص بحت من اختص اص جه تين قض ائيتين مختلف تين ‪ :‬القس م التجاري ة‬
‫الموجود لدى كل المحاكم‪  ‬و المحكمة التجارية المتخصصة ‪.‬‬

‫القسم التج اري يتش كل من ق اض ف رد و يختص بالفص ل في جمي ع القض ايا التجاري ة باس تثناء‬
‫القضايا التي تدخل في اختصاص المحكمة التجارية المتخصصة‪ .‬الجديد الذي أدخل ه ق انون ‪12‬‬
‫يوليو ‪ ( 2022‬المادة ‪ 534‬الجديدة من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ) ه و أن الوس اطة‬
‫أمام القسم التجاري أصبحت ‪ ‬إلزامية وال تخضع لقب ول األط راف كم ا ك ان عليه الح ال س ابقا‪.‬‬
‫لذلك فإن القض ايا المرفوع ة ‪ ‬ابت داء من ‪ 17 ‬يولي و ‪ ( 2022‬و ه و ت اريخ نش ر‪  ‬ه ذا الق انون‬
‫بالجريدة الرسمية) ‪ ‬أمام القسم التجاري تخضع لزوم ا إلج راء الوس اطة قب ل الفص ل فيه ا ‪ .‬م ا‬
‫الذي دفع المش رع إلى جع ل الوس اطة إلزامي ة في القض ايا التجاري ة على ال رغم من أن مس ألة‬
‫إلزامية الوساطة في القضايا‪ ‬التجارية ‪ ‬هي محل جدل فقهي ؟ ‪ ‬إذا كان إجراء الوساطة اإلجباري‬
‫سيخفف من حجم القضايا المعروضة على المحاكم ‪ ، ‬فإنه سيترتب عليه ‪ ‬بال شك تكاليف كب يرة‬
‫للمتقاض ين ك ونهم ‪ ‬هم ال ذين س يتحملون أتع اب الوس طاء علم ا أن الوس اطة ليس ت من تقالي دنا‬
‫القضائية وأن ‪ ‬المكلفين بالوساطة‪  ‬كثير ما تنقصهم‪  ‬الخبرة و التكوين المالئمين‬

‫الجهة القضائية الجديدة المنشئة بموجب المادة ‪ 536 ‬مك رر ‪  2‬الجدي دة من ق انون اإلج راءات‬
‫المدنية و اإلداري ة أي ‪ ‬المحكم ة التجاري ة المتخصص ة ‪ ‬المش كلة من ق اض و أربع ة مس اعدين‬
‫ل ديهم رأي ت داولي وليس رأي ‪ ‬استش اري فق ط ‪ ‬تك ون مختص ة‪  ‬للبت ‪ ‬دون س واها في بعض‬
‫المنازعات التي كان بعض ها ي دخل س اب ًقا في اختص اص األقط اب المتخصص ة ‪ .‬يتعل ق األم ر‬
‫بمنازع ات الش ركات التجاري ة ال س يما تل ك المتعلق ة بالش ركاء ‪ ،‬وح ل وتص فية الش ركات ‪،‬‬
‫واإلفالس والتس وية القض ائية ‪ ، ‬و منازع ات ‪ ‬البن وك والمؤسس ات المالي ة م ع التج ار ‪،‬و‬
‫المنازعات ‪ ‬البحرية ‪،‬والنقل الج وي ‪،‬و منازع ات التأمين ات المتعلق ة بالنش اط التج اري و ك ذا‪ ‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالتجارة الدولية‪.‬‬

‫بموجب المادة ‪ 536‬مكرر الجديدة من ‪ ‬قانون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة ‪ ‬ف إن المنازع ات‬
‫التي تك ون البن وك و المؤسس ات المالي ة‪  ‬طرف ا فيه ا م ع التج ار تك ون وح دها من اختص اص‬
‫المحكمة التجارية المتخصصة‪  ‬و هذا ما يستثني منازعات هذه المؤسسات مع غير التجار‪  ‬ال تي‬
‫تبقى من اختصاص القسم التجاري أو القسم الم دني‪  ‬للمحكم ة ‪.‬بالنس بة‪  ‬لمنازع ات التأمين ات و‬
‫تطبيقا لنفس‪  ‬المادة ‪  ‬فإن المحكمة التجارية المتخصصة تك ون مختص ة فق ط بالنس بة للتأمين ات‬
‫المتعلقة بالنشاط التجاري ‪ ،‬و أما التأمينات األخرى التي ليس لها الطابع التجاري ‪  ‬كالتأمين على‬
‫المركب ات أو الت أمين على األش خاص و الممتلك ات‪   ‬فإنه ا تتبقى من اختص اص القس م الم دني‬
‫للمحكمة‪.‬‬

‫أق ر الق انون الجدي د إج راءا متم يزا ‪ ‬يجب إتباع ه قب ل رف ع ال دعوى أم ام المحكم ة التجاري ة‬
‫المتخصص ة‪ .‬عمال بأحك ام الم ادة ‪ 536‬مك رر ‪  4‬الجدي دة من ق انون اإلج راءات المدني ة و‬
‫اإلدارية فإنه يسبق قيد الدعوى إجراء الصلح‪ .‬يتم هذا الصلح‪  ‬بطلب من أح د الخص وم‪  ‬و يق دم‬
‫إلى رئيس المحكمة التجارية المتخصصة‪  ‬الذي يعين خالل م دة خمس ة أي ام‪  ‬بم وجب أم ر على‬
‫عريضة‪  ‬أحد القض اة للقي ام ب إجراء الص لح في أج ل ال يتج اوز ثالث ة أش هر ‪،‬و يرج ع لط الب‬
‫الصلح ‪ ‬تبليغ باقي أطراف النزاع بتاريخ جلسة الصلح عن طريق محضر قضائي‪   .‬‬

‫بمجرد تعيينه من ‪ ‬رئيس المحكمة التجارية المتخصصة ‪ ،‬يحرر القاضي‪ -‬الوسيط‪  ‬الذي بإمكانه‬
‫االستعانة بأي شخص يراه مناس با لمس اعدته‪  ‬في إج راء الص لح ال ذي ينتهي‪  ‬بتحري ر محض ر‬
‫يوقعه ‪ ‬القاضي مع أطراف النزاع و أمين الضبط‪  .‬لم ‪ ‬ينص القانون الجديد على أحك ام خاص ة‬
‫تنظم آثار محضر الصلح‪  ‬الذي يحرره القاضي‪ -‬الوسيط‪  ‬الذي عاين فيه‪  ‬االتفاق الذي وق ع بين‬
‫أطراف النزاع‪ .‬لذلك فان األحك ام العام ة ال تي تحكم الوس اطة هي ال تي تطب ق‪ .‬ك ون القاض ي‪-‬‬
‫الوس يط‪  ‬عين‪  ‬بم وجب أم ر ص ادر عن رئيس المحكم ة التجاري ة المتخصص ة‪  ‬ف إن محض ر‬
‫الصلح المتضمن بنود االتفاق يتم المصادقة عليه من طرف‪  ‬هذا األخ ير و ي ودع ‪ ‬بأمان ة ض بط‬
‫المحكم ة‪  ‬و يح وز حينئ ذ ط ابع الس ند التنفي ذي تطبيق ا ألحك ام الم ادة ‪ 8-600‬من ق انون‬
‫االحررءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫بالعكس ففي حالة فشل ‪ ‬الصلح ‪ ، ‬يحرر القاضي‪ -‬الوسيط‪  ‬محضر عدم الصلح‪  ‬و يرجع‪  ‬حينئذ‬
‫للطرف الذي له‪  ‬مصلحة ‪  ‬رفع الدعوى أمم‪  ‬المحكمة التجارية المتخصص ة‪  ‬عن طري ق إي داع‬
‫عرضية افتتاح دع وى تك وم مرفق ة‪  ‬بمحض ر ع دم الص لح ‪ .‬الم ادة ‪ 536‬مك رر ‪ 4‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية الجديدة ‪  ‬تنص على أن عريضة افتتاح ال دعوى غ ير المص حوبة‬
‫بمحضر عدم الصلح‪  ‬تك ون غ ير مقبول ة ‪  .‬ع دم القب ول ه ذا ه و من النظ ام الع ام‪  ‬تقض ي ب ه‬
‫المحكمة التجارية المتخصصة من تلقاء نفسها ‪ .‬يكون األمر كذلك في حالة ما إذا رفعت الدعوى‬
‫مباش رة إلى المحكم ة التجاري ة المتخصص ة‪  ‬دون تق ديم‪  ‬طلب مس بق لرئيس ها بغ رض إج راء‬
‫الصلح‪.‬‬

‫اإلصالح الثاني الذي أدخل ه ق انون ‪ 12‬يولي و ‪ 2022‬يخص ‪ ‬القض اء اإلداري‪ .‬تطبيق ا للق انون‬
‫العضوي رقم ‪ 10-22‬المؤرخ في ‪ 9‬يونيو ‪ 2022‬المتعلق بالتنظيم القضائي ال ذي أنش أ نظام ا‬
‫قضائيا إداريا جدي ًدا بإنش اء مح اكم إداري ة لالس تئناف ‪ ،‬ج اء ق انون ‪ 12‬يولي و ‪ 2022‬لتحدي د‬
‫تشكيل ‪ ‬واختصاص ه ذه المح اكم اإلداري ة ‪ ‬الجدي دة ‪ .‬بم وجب الم ادة ‪ 900‬مك رر الجدي دة من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ، ‬فإن األحكام الصادرة عن المحاكم اإلداري ة ‪ ‬تك ون قابل ة‬
‫لالستئناف أمام ‪ ‬المحاكم اإلدارية لالستئناف‪  ‬المشكلة من ثالثة قضاة على األقل‪.‬‬

‫أنشأت المادة ‪ 900‬مكرر الفقرة ‪ 3‬الجديدة من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪  ‬اختصاصا‬
‫نوعي ا ‪ ‬خاص ا ق د يث ير تس اؤالت ‪ .‬ه ذا النص‪  ‬أس ند للمحكم ة اإلداري ة لالس تئناف للجزائ ر‬
‫االختصاص للفصل‪  ‬كدرجة أولى أي الفصل بموجب قرار قابل لالستئناف‪   ‬في دعاوى إلغاء و‬
‫تفس ير و تق دير مش روعية‪  ‬الق رارات اإلداري ة‪  ‬الص ادرة عن الس لطات اإلداري ة‪  ‬المركزي ة و‬
‫الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية‪.‬‬

‫القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطات اإلدارية المركزي ة ال تي تك ون قابل ة للطعن فيه ا أم ام‬
‫المحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر‪  ‬هي عديدة و متنوعة‪ .‬قد يتعلق األمر مثال ‪  ‬بقرار أو مقرر‬
‫صادر عن وزير ‪ ،‬أو بمرسوم تنفي ذي ص ادر عن ال وزير األول أو رئيس الحكوم ة أو مرس وم‬
‫رئاسي أو حتى ‪ ‬بأمر رئاس ي‪  ‬لم يخض ع بع د للمص ادقة علي ه من ط رف البرلم ان‪ .‬س ابقا ف إن‬
‫الطعون في مثل هذه القرارات ‪ ‬المركزية كانت من اختصاص مجلس الدولة ‪ .‬قرارات المحكم ة‬
‫اإلدارية لالستئناف للجزائر الصادرة في‪ ‬هذه المواد تكون قابلة‪ ‬لالستئناف أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫أما مجلس الدولة فإنه أصبح ‪ ‬يت دخل بص فة عام ة فق ط كقاض ي نقض‪.‬عمال بالم ادة ‪  901‬من‬
‫ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة‪  ‬الجدي دة ‪ ‬ال تي استنس خت أحك ام الم ادة ‪ 9‬من الق انون‬
‫العض وي‪  ‬رقم ‪ 10-22‬الم ؤرخ في ‪ 9‬يوني و ‪  2022‬المتض من التنظيم القض ائي‪ " :‬يختص‬
‫مجلس الدولة بالفصل في الطعون بالنقض ‪ ‬في األحكام و القرارات‪  ‬الصادرة نهائيا عن الجهات‬
‫القضائية اإلدارية ‪ .‬و يختص أيضا بالفصل في الطعون ب النقض المخول ة ل ه بم وجب نص وص‬
‫خاصة "‪.‬كاستثناء ‪ ،‬فإن مجلس الدول ة ه و قاض ي االس تئناف بالنس بة ‪ ‬للق رارات الص ادرة عن‬
‫المحكمة اإلدارية لالستئناف للجزائر الفاصلة‪  ‬في الطعون الرامية إلى ‪ ‬إلغ اء أو تفس ير أو تق ييم‬
‫ش رعية الق رارات الص ادرة عن اإلدارة المركزي ة أو ‪ ‬الس لطات والمؤسس ات العام ة الوطني ة‬
‫والمنظمات المهنية الوطنية‪.‬‬

‫على الرغم من أن ال ‪ ‬ق انون ‪ 12‬يولي و ‪ 2022‬وال ق انون ‪ 9‬يوني و ‪  2022‬ينص ان ص راحة‬
‫على ذلك ‪ ،‬فإنه و خالفا لالستئناف أمام مجلس الدول ة ال ذي يوق ف تنفي ذ الق رار المس تأنف في ه‬
‫طبقا للمدة ‪ 908‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلداري ة ‪ ، ‬ف إن ‪  ‬الطعن ‪ ‬ب النقض أم ام مجلس‬
‫الدولة ال يوقف تنفيذ القرار المطعون فيه ألن القرار الصادر في آخر درجة موضوع هذا الطعن‬
‫بالنقض ‪ ‬له الطابع النهائي‪ ،‬مع العلم أن ‪ ‬الطعن بالنقض على عكس االستئناف ليس درج ة ثالث ة‬
‫للتقاضي‪  ‬بل هو طعن‪  ‬يهدف ‪ ‬فقط ‪ ‬إلى مراقبة صحة الحكم أو القرار الطع ون في ه ب النظر إلى‬
‫أحكام القانون‪  ‬المحض دون تقدير الوقائع‪.‬‬

‫مست التعديالت التي ادخلها القانون الجديد مواد أخرى ال تقل أهمية نلخصها فيما يلي ‪ :‬‬

‫‪ -1‬إنشاء محاكم إدارية لالستئناف تستتبع بالضرورة إعادة النظر في نظام تن ازع االختص اص‪.‬‬
‫في التشريع القديم‪  ‬إذا نشأ تنازع االختصاص بين محكمتين إداريتين فإن الفصل في هذا التنازع‬
‫يؤول لمجلس الدولة‪ .‬تطبيقا للمادة ‪ 808‬من قانون اإلجراءات المدني ة و اإلداري ة ‪ ‬الجدي دة ف إن‬
‫الفصل في تنازع االختصاص بين محكمتين إداري تين ت ابعتين ل دائرة اختص اص نفس المحكم ة‬
‫اإلدارية لالستئناف يرجع إلى رئيس هذه األخيرة‪ ،‬و م ع ذل ك إذا ك ان تن ازع االختص اص ق ائم‬
‫بين محكمتين إداريتين تابعتين الختصاص محكمتين إداريتين لالستئناف فإن الفصل يرج ع‪  ‬إلى‬
‫رئيس مجلس الدولة‪ ،‬و نفس القاعدة إذا كان التن ازع ق ائم بين محكم ة إداري ة و محكم ة إداري ة‬
‫لالستئناف‪ .‬أقر القانون الجديد قاعدة أخرى متميزة و هي أنه في حال ة ‪ ‬تن ازع االختص اص بين‬
‫محكمتين‪  ‬إداريتين‪  ‬لالستئناف أو بين محكمة إدارية لالستئناف‪  ‬و مجلس الدولة‪  ‬فإن االستئناف‬
‫يؤول إلى مجلس الدولة الذي يفصل في هذا التنازع بكل غرفه مجتمعة‪    .‬‬

‫‪ - 2‬تطبيقا للقانون رقم ‪ 03-15‬المؤرخ في‪ 01/02/2015‬المتعلق بعصرنة العدالة فإن ه يمكن‬
‫رفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية ‪ ‬أو أمام المحكمة اإلداري ة لالس تئناف أو أم ام مجلس الدول ة‬
‫ب الطريق االلك تروني‪  ‬و نفس الش يء بالنس بة لتبلي غ‪  ‬الخص وم ب اإلجراءات‪  ‬و ت دابير التحقي ق‬
‫( المواد ‪ 815‬و ‪ 840‬و ‪ 900‬مكرر‪ 1‬و ‪ 900‬مكرر ‪ 3‬و ‪.) 904‬‬

‫‪  -3‬المادة ‪ 815‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية القديمة ‪ ‬ك انت تنص أن ال دعوى أم ام‬
‫المحكمة اإلدارية ترفع بعريضة موقعة من محامي‪ .‬تأسيس مح ام‪  ‬أم ام المحكم ة اإلداري ة ك ان‬
‫يعتبر إجراءا جوهريا يترتب على مخالفته عدم قبول الدعوى‪ .‬القانون الجديد ألزم تأس يس مح ام‬
‫فقط أمام المحكمة اإلدارية لالس تئناف دون المحكم ة اإلداري ة ( الم ادة‪ 900  ‬مك رر ‪  1‬الفق رة‬
‫‪.) 2‬‬

‫‪  -4‬المادة ‪ 851‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ‬القديم ة‪  ‬ك انت تنص أن ه‪  ‬إذا لم يق دم‬
‫المدعى عليه ‪ ‬أي مذكرة رغم اعذاره‪  ‬بذلك فإنه يعتبر‪  ‬قابال بالوقائع ال واردة في العريض ة‪.‬ه ذا‬
‫النص كان محل انتقادات كون المتعارف عليه في إجراءات التقاضي أن عدم ال رد على الخص م‬
‫ال يعني أن الطرف الذي لم يرد قد قب ل بالوق ائع أو االدع اءات ال تي أثاره ا خص مه و ال ي نزع‬
‫للقاضي سلطته في تقدير وقائع الدعوى تقديرا كامال‪ .  ‬التعديل الذي أدخل ه الق انون الجدي د على‬
‫هذه المادة صحح هذا الخلل إذ أن األثر الوحيد المترتب على عدم إي داع الم دعى علي ه لمذكرت ه‬
‫الجوابية هو معاين ة التن ازل‪  ‬عن ال رد‪  ‬و أم ا القاض ي فإن ه يبقى ح را في الفص ل في ال دعوى‬
‫حسب تقديره للوقائع و المستندات المتوفرة في الملف‪.‬‬

‫‪ -5‬أدخل القانون الجديد تع ديالت هام ة على نظ ام ‪ ‬تص حيح األخط اء المادي ة ال تي ق د تش وب‬
‫األحكام أو القرارات الصادرة عن مختلف الجهات القضائية‪ .‬المادة ‪ 963‬من ق انون اإلج راءات‬
‫المدنية و اإلداري ة‪  ‬المعدل ة ‪ ‬بم وجب الق انون الم ؤرخ في ‪ 12‬يولي و ‪  2022‬ال تي وردت في‬
‫الفصل الثاني المتعلق بطرق الطعن غير العادة‪  ‬أج ازت كم ا ك ان علي ه الح ال في النص الق ديم‬
‫تصحيح الخطأ‪  ‬المادي أو اإلغفال‪  ‬ال ذي ق د يش وب الحكم أو الق رار و ل و بع د حيازتهم ا‪  ‬ق وة‬
‫الشيء المقضي فيه‪ .‬نفس‪  ‬المادة ‪ 963‬في الفقرة ‪  3‬تنص أنه إذا كان الخطأ المادي‪  ‬موض وع‬
‫طلب التص حيح جوهري ا‪  ‬و أث ر في الق رار و منس وبا إلى مرف ق القض اء و ق د مس بحق وق و‬
‫واجبات األطراف فإنه يجوز لمجلس الدولة تعديل قراره‪.‬‬

‫المادة ‪ 963‬القديمة‪  ‬حتى و إن وردت هي كذلك في الفصل المتعلق بط رق الطعن غ ير العادي ة‬


‫فإنها‪  ‬اكتفت باإلحالة إلى المادتين ‪ 286‬و ‪ 287‬من قانون اإلجراءات اللتان تنظم ان إج راءات‬
‫دعوى التصحيح المادي‪ .‬فالمادة ‪  287‬نصت صراحة أن‪  ‬تصحيح الخطأ المادي أو اإلغف ال ال‬
‫يؤدي إلى تعديل ما قضى به الحكم من حق وق و التزام ات األط راف‪ .‬الم ادة ‪ 963‬الجدي دة من‬
‫جهة‪  ‬لم تحيل إلى المادتين ‪ 286‬و ‪ 287‬و من جهة أخ رى و بالنس بة للق رارات الص ادرة عن‬
‫مجلس الدولة فإنها نصت أنه إذا كان الخطأ الم ادي موض وع‪  ‬طلب التص حيح جوهري ا‪  ‬و أث ر‬
‫في القرار‪  ‬و منسوبا إلى مرفق القضاء و مس بحقوق و واجب ات األط راف فإن ه يج وز لمجلس‬
‫الدولة تعديله‪.‬‬

‫بموجب النص الجديد فإذا قض ى مجلس الدول ة‪  ‬مثال بع دم ‪ ‬قب ول االس تئناف أو الطعن ب النقض‬
‫لعدم تبليغ‪  ‬المستأنف عليه أو المطعون ضده بعرضية االستئناف أو الطعن بالنقض فيما أنه ثبت‬
‫أن العريضة قد بلغت و استشهد المستأنف أو الطاعن بسند إيداع ‪  ‬محضر التبليغ مؤشر عليه من‬
‫طرف أمانة ض بط مجلس الدول ة فإن ه‪  ‬يج وز لمجلس الدول ة إلغ اء ق راره األول القاض ي بع دم‬
‫القب ول و الفص ل مج ددا في دع وى االس تئناف أو الطعن ب النقض‪ .‬الق انون الجدي د لم‪  ‬يتض من‬
‫إجراءا مماثال بالنسبة للقرارات الصادرة عن المحكمة العليا و مع ذلك فإن هذه األخ يرة و ح تى‬
‫في غياب نص صريح في التشريع القديم ‪ ‬اعتادت قبول إعادة ‪ ‬النظ ر في قراراته ا في حال ة م ا‬
‫ثبت ارتكابها لخطأ مادي‪.‬‬

‫هل يجوز للمحكمة أو للمجلس القضائي تطبيق القاعدة التي أقرتها الم ادة ‪ 963‬الجدي دة أي ه ل‬
‫يجوز لهما تصحيح الخطأ الم ادي أو اإلغف ال الل ذان‪ ‬ش ابا الحكم أو الق رار الح ائز لق وة الش يء‬
‫المقضي فيه ‪ ‬مع تعديل هذا الحكم أو القرار كما تجيز ذل ك ه ذه الم ادة بالنس بة لق رارات مجلس‬
‫الدولة؟ كون المادة ‪ 963‬جاءت في صيغة عامة و دون أي قيد فإن األرجح أنه يج وز للمحكم ة‬
‫أو للمجلس القضائي‪  ‬تعديل‪  ‬حكمها أو قرارها في حالة ما كان الخطأ المادي راجع لهم ا و ك ان‬
‫هذا الخطأ جوهري ا و أث ر على الحكم أو الق رار‪ .‬كم ا ه و الش أن في المث ال الس ابق فل و قض ى‬
‫المجلس القض ائي مثال بع دم قب ول االس تئناف ش كال لع دم إرف اق الحكم المس تأنف بعريض ة‬
‫االستئناف ثم ‪ ‬ظهر أن المستأنف ‪ ‬و خالفا لما قضى به المجلس قد أرفق فعال عريض ة اس تئنافه‬
‫بنسخة رسمية من الحكم المستأنف فإنه يجوز للمجلس تعديل قراره‪.‬‬

You might also like