You are on page 1of 32

‫خطر المشروع القادم‬

‫‪ ‬البكتاشية ‪‬‬

‫الباحث الديني العلوي‬


‫الدكتور أحمد أديب أحمد‬

‫سورية ‪0202‬‬
2
‫تمهيد‬

‫دائمًا أقومُ بنيَ احلنيِ واحلنيِ بالتَّحذيرِ من اخللطِ بيننا وبني‬


‫الفِرَ ِق األخرى اليت تَنتس ب ُ الس ب ِ (العلويَّ ِة) وهي ليس بَتْ (نُص بَرييَّةً‬
‫خَصببِيبيَّةً)‪ ،‬كمَذه ِ الشببِّيعةِ الْمُقصببِّرَ ِة من جهةٍ‪ ،‬والفِرَ ِق الصببُّوفيَّ ِة‬
‫واإلمساعيليَّ ِة والفاطميَّ ِة واإلسحاقيَّ ِة والشَّبكيَّ ِة والكاكائيَّ ِة واليارسانيَّ ِة‬
‫والقَزلباشببيَّ ِة والبكتاشببيَّ ِة‪ ،‬أو ما يُروَّجُ له حتتَ مُسببَمَّى اهلُرمُسببِيَّةِ‬
‫واإليليَّةِ والعلي إهليَّة‪ ،‬وغريِها من الفِرَقِ الْمُنتَشبِرَ ِة بشببك ٍل واس ب ٍ يف‬
‫تركيا وإيران والعراق ودول البلقان ومنها ألبانيا‪.‬‬

‫ويأتي هذا الكتابُ إليضاحِ الفرقِ بيننا وبينه ‪ ،‬والتَّحذيرِ من‬


‫خطرِ اخللطِ‪ ،‬وقد صنَّفتُهُ ضمن عناوين أساسيَّةٍ هي‪:‬‬
‫‪ -‬التَّعريف بالفِرَق ا ْلمَنسوبة للعلويَّة‪.‬‬
‫‪ -‬األهدافُ الْمُستقبليَّة‪.‬‬
‫‪ -‬كشفُ اخلطر‪.‬‬
‫‪ -‬طريقةُ البكتاشيَّ ِة الباطلةُ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬خطواتُ الباطلِ‪.‬‬
‫‪ -‬خامتة‪ :‬اهلدفُ الواضحُ‪.‬‬

‫أرجو من اهللِ أن أكونَ قد وُفِّ ْقتُ يف هذا الكتابِ اإليضبببا يِّ‬


‫والتَّحذيرِيِّ‪ ،‬والذي أمسَيتُهُ (خطرُ ا ْلمَشبببرواِ القادمِ‪ :‬البكتاشبببيَّة)‪،‬‬
‫راجيًا من اهلل النَّجا َة والنَّجاح‪ ،‬وإلخواني احلفظَ والصِّيان َة يف دينِه ‪.‬‬

‫وا ُهلل من وراءِ القصد‬


‫املؤلف‬

‫‪4‬‬
‫التعريف بالفرق المنسوبة للعلوية‬

‫‪ )1‬الكاكائيَّة‪ :‬طائفةٌ صببببوفيَّةٌ يف العراقِ‪ ،‬وامسُها كرديٌّ مأخوذٌ من‬


‫"كاكا" مبعنى األخ‪ .‬وقد عُ ِرفَتْ يف القرنِ العاشرِ اهلجريِّ بشكلِ‬
‫طريقةٍ صببوفيَّةٍ‪ .‬وأشببدُّ الْمُؤثبببببِّرينَ يف عقيدَ ِته هو احلسببني بن‬
‫منصور احلالج‪.‬‬
‫‪ )2‬الكُردُ الفيليَّةُ‪ :‬يف العراقِ وإيران‪.‬‬
‫ب‪،‬‬
‫‪ )3‬اليارسانيَّة‪ :‬تسمَّى أيضًا بأهلِ احلقِّ من قِبَ ِل اإليرانيِّنيَ والعر ِ‬
‫وهي عبارةٌ عن أ دِ فرواِ الدِّيانَ ِة اليَزدانيَّ ِة القدميةِ‪ -‬كلمةُ يَزدَان‬
‫تعين اخلبالق‪ -‬اليت كبانبت مُعتَنَقبَةً من قِبَ ِل مُعظَ ِ األكرادِ قبلَ‬
‫الْمَدِّ اإلسببببالميِّ يف كُردسببببتان‪ .‬ويعي ُ اليَارسبببَانيُّونَ يف إيرانَ‬
‫والعراقَ‪ ،‬وَهُ يَعتقدونَ بوجودِ خالقٍ أعظ أسباسبي باإلضافةِ إىل‬
‫سبَِّت ِة تَجَسبُّدَاتٍ للخالقِ منها‪ :‬الْمَسبيحُ‪ ،‬عليٌّ‪ ،‬سبلطانُ شباهاكَ‬
‫الذي ادَّعَى أ َّن والدَتَهُ كانت من عَذراء‪.‬‬
‫‪ )4‬القَزلَبَاشِ َّية‪ :‬وتعين ذَوُو الرُّؤوسِ احلمراءِ‪ ،‬مُؤَسِّسُها هو صَ ِف ُّي الدِّينِ‬
‫إسببببحاقُ األردَبيليُّ اجلَ ُّد السبب بَّادسُ للشبب بَّاهِ إمساعيل الصبب بَّفَوي‬
‫‪5‬‬
‫"إمسباعيلي"‪ ،‬وه غُالةُ اجلمباعباتِ العسببببكريَّ ِة الشبب بِّيعيَّ ِة اليت‬
‫ازدَهَرَتْ يف األناضبببول وكردسبببتان منذ نهايةِ القرنِ الثالثِ عَشب بَر‬
‫الْ ِميالديِّ‪ ،‬وأسهَمُوا يف تأسيسِ الدَّولةِ الصَّفَويَّ ِة يف إيران‪ ،‬ألنَّ هناكَ‬
‫عالقبةً ألصببببلِ ِه مببذهب ِ "الْمَزدَ ِكيبَّ ِة" البذي أصبب بلُهُ من الدَّوَل ِة‬
‫الس بَّاس بَانَِّي ِة‪ ،‬أي ما قبلَ اإلسببالمِ‪ .‬ويأتي تعبريُ "الرُّؤوسِ احلَمراء"‬
‫من التَّاجِ األمحرِ الْمُمََّي ِز ذي اإلثين عشرَ ثببب بُق ٍ‪ ،‬والذي يُعرَفُ يف‬
‫الفارسيَّ ِة باس ِ "تاج يدر"‪ ،‬والذي يُبَيِّنُ انتسابَ مُعتَ ِم ِر ِه إىل األئمَّ ِة‬
‫اإلثنَي عشَرَ وإىل يدر الصَّفَويِّ‪ ،‬الزَّعي ِ الرُّو يِّ للحرك ِة الصَّفويَّ ِة‪.‬‬
‫‪ )5‬البكتاشبيَّة‪ :‬طريقةٌ صبوفيَّةٌ شببيعيَّةٌ منتشرةٌ يف األناضول‪ ،‬كانت‬
‫مَدعُومَةً من احلكومةِ العُثمانيَّ ِة‪ ،‬وكانت نَشبببَاطاتُهُ مُبَا َةً‪ .‬فقد‬
‫تأسبَّسبَتْ يف القرنِ الثالث عشبرَ عن طريقِ شببخ ٍ يُدْعَى حممَّد‬
‫خنكبار‪ ،‬وهو الْمَعروفُ باحلاجِّ بكتاشْ ِوِلي الذي وُِلدَ يف سببببَنَ ِة‬
‫‪ 545‬هجرية بنيسابور من أعمالِ خَراسان‪ ،‬فهو خَراسانيُّ األصلِ‬
‫نيسببابوريُّ الْمَولِ ِد "ش بِيعيٌّ من الْمُرتَ ِفعَ ِة"‪ ،‬وقد نَس بَ َ نفس بَهُ إىل‬
‫اإلمامِ موسى الكاظ علينا سالمُهُ‪ِ ،‬علْمًا أنَّين تَحَ َّدثبْتُ عن قضيَّ ِة‬
‫ي الْمُنتَظَرُ‬
‫االنتسبببابِ لألئمَّ ِة واللَّغطِ فيها يف كتابي "اإلمامُ الْمَهد ُّ‬
‫يف مواجهَ ِة مَشباري ِ َربِ القيامَ ِة"‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫الأهداف المستقبلية‬

‫كثريًا ما نسببببم ُ مَزاعِ َ أنَّ لنا يف تركيَّا إخوَانًا يَفوقُ عَدَدُهُ‬


‫عشبرينَ مليون علوي يف األناضبول‪ ،‬فلو كان هؤالء علويُّونَ نُصرييُّونَ‬
‫يُسببببقِطُوا النِّظامَ‬ ‫َقيقيُّونَ هَ ُّمهُ إخوانُه يف سببببوريبَّة‪ ،‬فلمباذا‬
‫اإلخوانيَّ الْمُجرِمَ البذي اربَ إخوانَهُ يف سببببوريَّة وأعلنَ ذَبْحَهُ‬
‫وتَصفِيَتَهُ على غرارِ ما قامَ بهِ الطَّاغيَةُ سلي ُ األوَّلُ منذ قرونٍ؟‬
‫أالَ يَسببببتطيعونَ ذلكَ وَهُ ْ عشببببرونَ مليون بكتاشببببي تركي‬
‫ومخس بةٌ وعشببرون مليون بكتاشببي أيض بًا يف اجلبلِ األسببودِ وألبانيا‬
‫وشرقِ أوروبا وأذربيجان والعراق وإيران ومشال إفريقيا؟‬
‫بَلَى يَسبتطيعون‪ ،‬ولكنْ هل مصبلحةٌ أيضبًا يف إضعَافِنَا مَادِّيًّا‬
‫ومَعنويبًّا وفِكرِيبًّا لِيَسببببتطيعُوا الولوجَ إلينبا والبدُّخولَ فينبا دونَ أيَّةِ‬
‫صبعوباتٍ تُذكَر‪ ،‬على غرارِ االسبتغاللِ الشِّيعيِّ للفَقرِ العلويِّ الْمَاديِّ‬
‫واتِّخاذِ ِه ذريعةً لتَمريرِ مشرواِ التَّشَُّي ِ‪.‬‬
‫ومِنَ احلَماقَ ِة أن يُفَ ِّكرَ أ دٌ بأنَّ العالقاتِ العلويَّةَ البكتاشببيَّةَ‬
‫م النِّظامِ التُّركيِّ العُثمانيِّ عالقاتٌ س بَيِّئَةٌ‪ ،‬أو مُتَدَهْ ِورَةٌ كما يَص بِفُها‬
‫‪7‬‬
‫البعضُ‪ ،‬بل هل مصبباحُ مُش بتَرَكَةٌ‪ .‬فالعلويُّونَ البكتاشببيُّونَ هل مزايا‬
‫من النِّظبامِ التُّركيِّ مقباببلَ اعرتافِ ِه بشببببَرعِ َّيتبِ ِه‪ ،‬وهبذهِ هي عالقةُ‬
‫السبِّياسبَ ِة بالدِّينِ اليت سادَتْ عربَ الزَّما ِن‪ ،‬وأشعَلَتْ ُرُوبًا يف بعضِ‬
‫األزمنَ ِة واألمكنَ ِة‪.‬‬
‫ولو أنَّ البكتاشيَّةَ صَادِقَةٌ عندما تُظْ ِهرُ دَعمَها الظَّاهِرَ للعلويِّنيَ‬
‫يف سببببوريبَّة‪ ،‬وصببببَادِقبَةٌ يف عَدَمِ دَعمِها للنِّظامِ التُّركيِّ اإلخوانيِّ‪،‬‬
‫لَوَجدْنَاها قد أ دَثبَتْ بَلبَلَةً يف الشَّاراِ التُّركيِّ بتَحَالُ ِفهَا م بكتاشيَّ ِة‬
‫إيران أو ألبانيا مثالً واليت تشكل ‪ %08‬من النُّصرييَّ ِة يف العالَ ِ س َ‬
‫زَعمِ ِه ‪ ،‬أو تَّى لَوَجبدْنبَاها قد طَالَبَتْ باسببببتقاللٍ ذاتي على ِغرَارِ‬
‫الكُردِ‪ ،‬خاصببَّةً أنَّ للبكتاشببيَّ ِة عَلَمًا خَاصببًّا بها على غِرَارِ الدُّروزِ يف‬
‫سببوريَّة ولبنان‪ .‬واحلقيقةُ أنَّ البكتاشببيُّونَ يُش بَ ِّكلُونَ ‪ %08‬من األتراكِ‬
‫واألكرادِ الْمُشببتَركِنيَ م الطَّائفةِ الشببِّيعيَّ ِة‪ ،‬ولكنْ يُطلَقُ عليه اسبب ُ‬
‫"عَلَ ِوُّيو األناضببول" ِلتَمييزِ ِه عن العَلويِّنيَ اخلَصبِيبيِّنيَ العربِ يف لواِء‬
‫اإلسكندرون‪.‬‬
‫فببالنِّظببامُ التُّركيُّ اإلخوانيُّ يَعم بَلُ على اسببببتخببدامِ ورق بَ ِة‬
‫البكتاشيَّ ِة لتحقيقِ ِع َّد ِة أهدافٍ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬بناءُ عالقاتٍ (بكتاشبيَّةٍ تركيَّةٍ‪ -‬علويَّةٍ خصيبيَّةٍ سوريَّةٍ)‬
‫س‬
‫حتتَ مُسبببَ َّمى (وَ دَة الصبببَّفِّ العَلَويِّ عَالَ ِميًّا)‪ ،‬من أجلِ طَمْ ِ‬
‫العلويَّ ِة النُّصببرييَّ ِة اخلَصببيبيَّ ِة فكريًّا وتَذويبها يف البكتاشببيَّ ِة ِمن‬
‫جهبةٍ أوىل بعبدَ فَشببببَ ِل الطبَّاغيبَ ِة سببببلي األوَّل مبَحُ ِو العَلويِّنيَ‬
‫صيبيِّنيَ يف القرونِ السَّابقةِ‪ ،‬فال تَقُومُ هل قائمةٌ بعدَ ذلكَ‪.‬‬
‫اخلَ ِ‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬اسبتخدامُ العلويِّنيَ اخلَصبيبيِّنيَ والبكتاشبيِّنيَ يف الصِّرَااِ‬
‫التُّركيِّ الكُردِيِّ يف مناطقِ مشالِ سببببوريَّة والعراق‪ ،‬بوعودٍ كاذبةٍ‬
‫إلقبامبةِ دولبةٍ علويبَّةٍ عبَالَ ِم َّيةٍ تَجمَ ُ الفِرَقَ العَلويَّةَ اخلَصببببِيبيَّةَ‬
‫واإلسبببحاقيَّةَ والشب بَّبكيَّةَ والكاكائيَّةَ واليَارسب بَانيَّةَ والقَزلباشبببيَّةَ‬
‫والبكتاشببيَّةَ كامتدادٍ للمُخَ َّط ِط التَّقسببيميِّ للمنطقةِ‪ ،‬على الرَّغ ِ من‬
‫أنَّنا كعلويِّنيَ خَصبببيبيِّنيَ يف سبببوريَّة لَسبببنا بهذا الوارِ ِد‪ ،‬إالَّ أنَّ‬
‫عَلويِّي األناضول البكتاشيِّنيَ والقَزلباش يَحلُمُونَ بهذهِ الدَّولَ ِة منذُ‬
‫زمنٍ بعيبدٍ‪ ،‬م العل ِ أنَّ الغيبَّ هو الببذي يَ ِثقُ بوعودِ العثمببانيِّنيَ‬
‫اإلخوانيِّنيَ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وما يُؤَ ِّكدُ عدمَ الثبِّقَ ِة بالبكتاشيِّنيَ أمرَان‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬تعباونُه م النَّقشبببببَنديَّة؛ يثُ أنَّهُ تَ َّ مَن ُ نشبببباطِ‬
‫البكتاشبببيَّ ِة يف منتصب بفِ القرنِ الثالث عشب برَ اهلجريِّ بقرارٍ من‬
‫الس بُّلطان حممود الثاني‪ ،‬وتَ َّ ختري ُ التَّكايا الص بَّغريةِ‪ ،‬وتبديلُ‬
‫الكبريةِ لتُصبحَ جوام َ ومساجدَ ومدراسَ‪ ،‬وتَ َّ تَعينيُ النَّ ِقشبنديَّ ِة‬
‫بَدَالً منه ‪ ،‬فأضبافَ البكتاشيُّونَ الطَّربوشَ على قَُّبعَاتِه و َصَلُوا‬
‫على إجازاتٍ من شببيوخِ النَّقشبببنديَّ ِة وس بَلَكُوا طريقَ الْمَش بيَخَ ِة‪،‬‬
‫تَمامًا كما يَحص بَلُ بعضُ الْمُتمشببيخِنيَ وأبناءِ الْمُتمَشببيخنيَ اليومَ‬
‫على إجازاتٍ من الْمَدارسِ واجلامعاتِ التَّابعةِ للمَذَاهِ ِ األربع ِة‪،‬‬
‫أو احلَوزَاتِ واجلامعاتِ الشِّيعيَّ ِة‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني‪ :‬تعاونُه م النِّظامِ التُّركيِّ اإلخوانيِّ؛ يث أنَّ رئيس بَهُ‬
‫"رج طي أردوغان" سَ َّمى عام ‪" 2821‬عَام َاج بكتَاش وِِلي"‬
‫الصبُّويف‪ ،‬وذلك سب َ مرسومٍ رئاسي نُ ِشرَ يف اجلريدةِ الرَّمسيَّ ِة‪.‬‬
‫وقد ذَكَرَ الْمَرسومُ أنَّ عامَ ‪ ،2821‬وهو الذِّكرى الب‪ 058‬لوفاةِ " َاج‬
‫بكتبباش وِِلي"‪ ،‬وهلببذا دَاللَت بُهُ يف تَوَج بُّ ِه رئيسِ النِّظببامِ التُّركيِّ‬
‫ف م الشِّيعةِ اإلثين عشريَّ ِة احلاكمَ ِة يف ايران‪.‬‬
‫اإلخوانيِّ للتَّعاطُ ِ‬

‫‪01‬‬
‫وهذا يَدُ ُّل على تَلَ ُّو ِن البكتاشبيَّ ِة بشكلٍ عام‪ ،‬يث أنَّ هناكَ‬
‫اختالفًا ولَها‪ ،‬فالبعضُ يَرَى أنَّ البكتاشبببيَّةَ مجاعةٌ صبببوفيَّةٌ ذات‬
‫أصولٍ شيعيَّةٍ‪ ،‬ويَرَى آخرونَ أنَّها مجاعةٌ صوفيَّةٌ ذات أصولٍ سُنِّ َّيةٍ‪،‬‬
‫بينما اعتربَها فريقٌ ثالثٌ مجاعةً صُوفيَّةً مُتأثبِّرَةً بالْمَسيحيَّ ِة‪.‬‬
‫ويف ضببوءِ هذا االختالفِ ولَ األصببُولِ واجلُذورِ‪ ،‬مِنَ الْمُ ِه ِّ‬
‫إدراكُ أنَّ التَّاريخَ الْمُعاصبِرَ للبكتاشبيِّنيَ‪ ،‬كجماعةٍ صُوف َّيةٍ مُنتشِرَةٍ يف‬
‫الدولِ العربيَّ ِة‪ ،‬يَخضببَ ُ ِلحَرَ ِك َّي ِة الْمَدِّ واجلَز ِر‪،‬‬
‫تركيا وألبانيا وبعضِ ُّ‬
‫وفقًا للتَّطوُّراتِ والتَّغيُّراتِ السِّياسيَّ ِة واحلضاريَّ ِة‪.‬‬
‫لذلكَ ال ثِقَةَ لَنا إالَّ باهللِ وأهلِ احلقِّ أينَما كانوا يف أيِّ أرضٍ‬
‫ويف أيِّ زمانٍ‪ ،‬عليهِ تَوَ َّكلْنا وبهِ نَستعنيُ ومنهُ النَّصرُ إنْ شاءَ اهللُ‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫كشف الخطر‬

‫إنَّ الفرقةَ البكتاشبيَّةَ هي قيقةً أشَ ُّد تلكَ الفِرَ ِق خَطَرًا فِكرِيًّا‬
‫عَلينا يف األيَّامِ القادمَ ِة‪ ،‬ألنَّها اخلَطَرُ القادِمُ بعدَ مَشرواِ التَّشَُّي ِ الذي‬
‫صييبِّ منهُ يف األيَّامِ‬
‫تَ َّ إ باطُهُ‪ ،‬ومحايةُ نَهجِنَا العلويِّ النُّصَرييِّ اخلَ ِ‬
‫القادمَ ِة‪.‬‬
‫وميكنُ التَّعبريُ عن هذا بأنَّ الشِّيعةَ انتقلَتْ للخُ َّط ِة التَّاليةِ ِمن‬
‫أجلِ السَّيطرَ ِة على النُّصَرييَّ ِة ومَحوِهَا‪ ،‬وهي خُ َّطةُ االنتقالِ من إطالقِ‬
‫يَ ِد الشِّيعَ ِة الْمُقَصِّرَ ِة يف العلويِّنيَ النُّصَرييِّنيَ اخلَصيبيِّنيَ‪ ،‬إىل إطالقِ يَ ِد‬
‫الشب بِّيعَ ِة الْمُرتَ ِفعَ ِة فيه ‪ ،‬تَمَامًا كما أَطْلَقَ الباطلُ يَدَ السب بُّفرَاءِ األربعَ ِة‬
‫ض بِ َّد سببيِّدنا أبي شببعي حممَّد بن نُص بَري سببالمُ اهلل عليهِ‪ ،‬وعندَما‬
‫ض َّدهُ‪ .‬فعُنصُرُ الباطلِ‬
‫فَ ِشلُوا أطلقَ يَدَ إسحاقِ بنِ أُبانَ النَّخعيِّ األمحرِ ِ‬
‫ال يَبقَى سَاكِتًا على هَ ِزميَ ِت ِه‪ ،‬وال يَكلُّ وال يَملُّ من العملِ على الغوايةِ‬
‫وسَح ِ ما يَتمكَّنُ منهُ من الضُّعفاء‪.‬‬
‫ف بإبليسَ اللَّعنيِ صَغريٌ وأمحَقٌ‪ ،‬ألنَّ‬
‫خ ُّ‬
‫إنَّ مَن يَستَصْ ِغرُ ويَستَ ِ‬
‫ئ‪ ،‬متامًا‬
‫اإلنسببببانَ احلَكي َ هُوَ مَن ُيعِ ُّد العُ َّدةَ دائمًا لِمُوَاجَهَ ِة أيِّ طارِ ٍ‬
‫‪02‬‬
‫كما يُسبَ َّمى يف النِّظامِ العسكريِّ "رف ُ اجلاهزيَّ ِة"‪ .‬لذلكَ فإنَّ علينا أن‬
‫نَرف َ جبَاهِ ِز َّيتَنبا دائمبًا لِمُواجَهبَ ِة أيبَّ ِة ببدعَةٍ‪ ،‬ومِنَ احلكمةِ أن نَقومَ‬
‫مبُواجَهَ ِتها قبلَ أن تبدأَ عَلَنًا امتثاالً لقولِ سببيِّدنا رسببول اهلل ())‪:‬‬
‫(إذا ظه َرتِ البِدَاُ يف األرضِ َفلْ ُيظْهِرِ العا ُ عِلمَهُ‪ ،‬فإ ْن يَفعَلْ َفعَليهِ‬
‫لعنةُ اهللِ)‪.‬‬
‫خربَ ِتي اليت اكتَسبب بَبْتُها خاللَ السبب بَّنواتِ اليت‬
‫ومِن خاللِ ِ‬
‫ِعشْتُها‪ ،‬وجتاربي اليت خُضُّْتها يف هذا الْ ِمضْمَارِ‪ ،‬ومن خاللِ االعتبارِ‬
‫الذي اسب بْتَقَيْتُهُ من دراسب بةٍ مُعَ َّمقَةٍ ِلمُواجَهَاتِ األجدادِ وانتصب باراتِ‬
‫األسببيادِ‪ ،‬مُمتَ ِثالً لقول موالنا أمري املؤمنني اإلمام علي (م)‪( :‬ما أكثرَ‬
‫ال ِعبَرَ وأقلَّ االعتبارَ)‪ ،‬فإنَّين أعتربُ نفسِي بإذنِ اهللِ قادِرًا على كَشفِ‬
‫ما يُرسَ ُ هلذهِ الطَّائفَ ِة من خَطَ ٍر‪ ،‬وأرَى أنَّ اخلَطَرَ القادمَ‪ -‬كما ذَكَرْتُ‬
‫أعالهُ‪ -‬هو نَش برُ الفكرِ البكتاشببيِّ احلُلُولِيِّ يف ص بُفوفِ الطَّائفةِ‪ ،‬بعدَ‬
‫فَشَ ِل نشرِ الْمَذهَ ِ الشِّيعيِّ الْمُقَصِّ ِر يف صُفُوفِها‪ ،‬خاصَّةً أنَّ البكتاشيَّةَ‬
‫هي طريقةٌ انتسَابيَّةٌ‪ ،‬وبإمكانِ اجلمي ِ أنْ يَنتَ ِسبُوا إليها‪.‬‬
‫قبد يقولُ قبائبلٌ‪ :‬مبا الفائدةُ اليت يَجنِيها هؤالء مِن نَشببببرِ‬
‫مَذهَبِب ِه وفِكرِ ِه يف صُفوفِنا؟‬

‫‪03‬‬
‫أقولُ لَهُ‪ :‬إنَّ األمرَ ال يَتعلَّقُ بأشبخا)ٍ وال بسببياساتِ دُوَ ٍل‪،‬‬
‫ببل ببباطبلٍ يُريدُ أن يَحرِفَ أهلَ احلَقِّ عن َ ِّق ِه ‪ ،‬كما وَعَدَ إبليسُ‬
‫البلَّعنيُ قببائالً‪َ ( :‬ف ِبعِزَّتببِكَ ألُغْوِيَنَّهُ ْ أَجْمَعِنيَ‪ ،‬إِالَّ ِعبببَادَكَ مِنْهُ ُ‬
‫خلَصبِبنيَ)‪ .‬فإبليسُ اللَّعنيُ ال يَهمُّهُ أن تَعبُدَ احلجرَ أو الشببَّجرَ أو‬
‫ا ْلمُ ْ‬
‫البشرَ‪ ،‬فكُُّلهُ عندَهُ سَ َّيان‪ ،‬ولكنْ ما يَهمُّهُ أالَّ تَعبُدَ اإللهَ احلقَّ‪ .‬لذلكَ‬
‫يَهمُّهُ نشرُ لولِ الشِّركِ باهللِ سواءَ كان شِركًا بأمساءٍ أو شِركًا بأفعالٍ‬
‫أو شبِركًا بصبفاتٍ أو شِركًا مبَاهيَّاتٍ أو شِركًا بأنبياءٍ ورُسُ ٍل أو شِركًا‬
‫مبالئكةٍ أو ش بِركًا ببَش بَ ٍر أو ش بِركًا بص بَنَ ٍ أو ش بِركًا بالظَّنِّ أو ش بِركًا‬
‫بالعَدَ ِم‪ ،‬وذلكَ تَحَد واضبب بحٌ منهُ ألمرِ اهللِ بقوله تعاىل‪( :‬وَا ْعبُدُواْ اللّهَ‬
‫وَالَ ُتشْرِكُواْ بِهِ شَ ْيئًا)‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫طريقة البكتاشية الباطلة‬

‫ف على يَ ِد شببيخٍ‬
‫سببَلَكَ "احلاجُّ بكتاش وِِلي" طريقةَ التَّصببَ ُّو ِ‬
‫تركسبببتانيِّ يُدعَى "لقمان" خليفة "أمحد اليسبببوي"‪ ،‬ث َّ ارتَحَلَ إىل‬
‫بالدِ األناضبول ونشبرَ بها طريقَتَهُ بنيَ العامَّ ِة تَّى وصَلَتْ إىل مَسمَ ِ‬
‫ف ِل ِزيارَ ِت ِه والْ ِتمَاسِ‬
‫السُّلطانِ (أورخان) ثاني سالطنيِ العثمانيِّنيَ‪ ،‬فَخَ َّ‬
‫البَرَكَ ِة منهُ‪ ،‬ث َّ دَعَاهُ ِليُبارِكَ اجلي َ الذي أسَّسَهُ‪ ،‬فحَضَرَ واختارَ لَهُ‬
‫اسب َ "اإلنكشارية"‪ ،‬ووض َ على رأسِ مَن بارَكَهُ من اجلُندِ خرقةً من‬
‫مالبسببِ ِه فصببَارَ ِمن شببِعَارِ اإلنكشبباريَّ ِة وضبب ُ خرق ٍة يف القَلْبَ ِق الذي‬
‫يَلبَسببُونَهُ‪ .‬وماتَ "احلاجُّ بكتاش وِِلي" يف سببنة ‪ 030‬هجرية‪ ،‬ودُ ِفنَ‬
‫بالقريةِ الْمُسَ َّماةِ بامسِ ِه التَّابعَ ِة ِلمَدينَ ِة قريشهر‪ ،‬ولَهُ بها مَزَارٌ مَشهورٌ‪.‬‬
‫ث َّ تَنَ َّقلَ شيوخُ البكتاشيَّ ِة ونَشَرُوا طريقَتَهُ بنيَ بغدادَ وكربالء‬
‫والنَّجفِ وبالدِ البَلقان‪ ،‬يث أنَّ "عبدَ الْمُؤمِ ِن الدَّدَه" فيدَ بكتاش‬
‫ذهب َ إىل كربالءَ وأقبامَ عندَ الْمَرقَ ِد الْمَزعومِ لإلمامِ احلسببببني علينا‬
‫سالمُهُ‪ ،‬ودُ ِفنَ بعدَ موتِ ِه فيهِ‪ ،‬وأصبحَ مَزارًا للمُتَصَوِّفنيَ من كلِّ أحناءِ‬
‫العالَ ِ‪.‬‬
‫‪05‬‬
‫ت البكتاشيَّةُ إىل طائفةٍ إسبببببالم َّيةٍ مُستَ ِق َّلةٍ‪.‬‬
‫ويف ألبانيا تطوَّرَ ِ‬
‫أمَّا يف تركيا فالبكتاشبيَّةُ شديدةُ االرتباطِ بقَزلباشِيِّي تركيا‪ ،‬تَّى أنَّهُ‬
‫ميكنُ اعتبارُهما فئةً وا دةً تُشَ ِّكلُ ثقافةً وا دةً يُطْلَقُ عليها‪ :‬الثقافةُ‬
‫واألفكارُ العلويَّةُ القَزلباشيَّةُ‪ -‬البكتاشيَّةُ‪.‬‬
‫ولَهُ ْ يف مصببرَ تكيَّةٌ خاصببَّةٌ به مَعروفَةٌ بتكيَّ ِة "الْمَغاوري"‬
‫جبَبَ ِل الْمُقَ َّط ِ‪ ،‬وقد أسبَّسبَها "قبوغوسببز سببلطان" الذي اشتُ ِهرَ باس ِ‬
‫(عبد اهلل الْمَغاوري) وهو مَجهولُ األص بلِ‪ ،‬ويقال‪ :‬إَّنه ألبانيُّ الْمَولِ ِد‬
‫والنَّشبببأةِ‪ ،‬يث جاءَ إىل مصب برَ م جمموعةِ الدَّراوي ِ سبببنةَ ‪088‬‬
‫هجرية‪ ،‬وتوفِّي بها يف سنة ‪ 010‬هجرية‪.‬‬
‫تَالهُ "حممَّد لطفي بابا" ألبانيُّ الْمَولِ ِد والنَّشببأةِ‪ ،‬الذي اتَّخَذَ‬
‫طريقةَ البكتاشببيَّ ِة على يَ ِد شببيخٍ ألباني‪ ،‬ث َّ ارتَحَلَ إىل األسببتانِ ِة يف‬
‫سببببنةَ ‪ 1388‬هجرية فَتَتَلْمَذَ للحاجِّ "حممَّد علي دهه" شببببيخ تكيَّ ِة‬
‫البكتاشببيَّ ِة يف ض بَوَا ِيها‪ ،‬وعُيِّنَ ش بَيخًا للبكتاشببيَّ ِة مبص بَر‪ ،‬وخَلَفَهُ‬
‫"أمحد سبببري بابا" ألبانِ ُّي الْمَولِ ِد والنَّشبببأةِ أيضببًا‪ .‬وهؤالء هُ ْ الذينَ‬
‫يَظُُّنهُ الضُّعفاءُ أنَّه عَلوُِّيو مصرَ يف العصورِ احلديثةِ‪.‬‬

‫‪06‬‬
‫و س َ ما جاءَ يف رسالةِ "أمحد سري بابا" الْمَطبوعَ ِة مبصرَ‬
‫يف سببنةِ ‪ 1131‬ميالديَّة‪ ،‬فإنَّ أسبباسَ طريقَ ِت ِه هو التَّجَ ُّردُ عن الدُّنيا‬
‫وزِينَ ِتهبا‪ ،‬واالنقطبااُ للعببادةِ يف التَّكَايا‪ .‬وسببببُمِّيَ هؤالء الْمُتجَرِّدُونَ‬
‫بالدَّراوي ِ‪ ،‬واشتَرَطُوا يف الدَّروي ِ عشرينَ خصلةً ومثلَها يف الْمُرشِ ِد‪.‬‬
‫وتقومُ طريقَتُه على حمبَّ ِة آلِ البيتِ النَّبويِّ‪ ،‬والتَّشبَُّي ِ لَهُ خاصَّةً‪،‬‬
‫وعلى الوَالءِ والبَرَاءِ‪ ،‬ومَعناهُمَا احلُ ُّ آللِ البيتِ ومَن وَاالهُ والبُغضِ‬
‫ِلمَن يبغضُهُ ‪ .‬واإلهليَّة عندَهُ هي هللِ سبحانَهُ وتعاىل‪ ،‬وحممَّدٌ وعليٌّ‬
‫مَظْهَرَا جتلِّي اهللِ‪ ،‬إالَّ أنَّهُم بَا ج بَاءَا من الع بَدَ ِم إىل الوجودِ كسببببَائِ ِر‬
‫الْمَخلوقَاتِ البشريَّةِ‪.‬‬
‫ومِن تَقاليدِ ِه ‪:‬‬
‫‪ )1‬لبسُ التَّاجِ البكتاشيِّ الذي يُسَ ُّمونَهُ "احلُسَيين"‪.‬‬
‫س طريقَ ِته من‬
‫‪ )2‬لبسُ اجلُببَّ ِة اليت زَعَمُوا أنَّهبا انتهَتْ إىل مُؤَسببببِّ ِ‬
‫األئمَّ ِة من أمري الْمُؤمننيَ (م) من رسولِ اهللِ ())‪.‬‬
‫‪ )3‬السُّجودُ أثناءَ الذِّكرِ ألمساءِ شُيُوخِ ِه كما يَفعَلُ الْمَولَ ِو َّيةُ عندَ ذكرِ‬
‫"جاللِ الدِّين الرُّومي"‪.‬‬
‫‪ )4‬اال تفالُ بذكرى يومِ عاشوراء‪ ،‬واعتبارُهُ يومَ ُزنٍ وبكاءٍ وعزاءٍ‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫ويُمكِنُ مراجعةُ الْمَزيدِ عن طريقِ دارِ اإلفتاءِ الْ ِمصببريَّ ِة س َ‬
‫مبا نَشببببَرَتبْهُ على مَوقِ ِعهبا بفَتوى رمسيَّةٍ للمُفيت " سببببنني حممد‬
‫خملوف"‪ ،‬وكبذلبكَ كتباب "العلويَّةُ األناضببببوليَّةُ"‪ ،‬وكتاب "الفكرُ‬
‫الباطينُّ يف األناضبببول‪ -‬اإلمام علي يف مُعتَقَ ِد البكتاشبببيَّ ِة منوذجًا"‪،‬‬
‫ف يف الدَّولةِ العثمانيَّ ِة‪ -‬الطَّريقةُ البكتاشببببيَّةُ‬
‫وكتاب "تاريخُ التَّصببببوُّ ِ‬
‫منوذجًا)‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫خطوات الباطل‬

‫إنَّ الْمُتابببِ َ ألسببببلوبِ عنصبب ِر الباطب ِل يف الغوايةِ جيدُ أنَّهُ‬


‫ال يعملُ بغباءٍ وال بسبذاجةٍ‪ ،‬وال يَظنُّ أنَّهُ بنيَ ليلةٍ وضُحَاها سَيُحقِّقُ‬
‫غاياتِ ِه‪ ،‬بل إنَّهُ يعملُ ِل ِمئَاتِ السبببِّننيَ لتحقيقِ أهدا ِف ِه‪ ،‬ولدينا أمثلةٌ‬
‫كثريةٌ ِلمَن أرادَ النَّظرَ واالعتبارَ‪.‬‬
‫‪ )1‬اخلطوة األوىل‪:‬‬
‫س‪ -‬بعَهبدَيهِ القدي ِ واجلديدِ‪-‬‬
‫أخبذَ حتريفُ الكتبابِ الْمُقبدَّ ِ‬
‫مئاتِ السِّببننيَ ليَصدُرَ بشَبببكلِ ِه األخريِ الْمُشَبب َّو ِه البعي ِد عن احلقيقةِ‬
‫إالَّ مببا ن بدَرَ م بَّا َ ِفظ بَهُ اهللُ من كتبباب بهِ الْمَكنونِ يف الزَّبورِ والتَّوراةِ‬
‫حنُ ن ََّزلْن بَا الببذِّكْرَ َوإِن بَّا ل بَهُ‬
‫واإلجني بلِ والقرآنِ لقولببه تعبباىل‪( :‬إِن بَّا نَ ْ‬
‫لَحَا ِفظُونَ)‪.‬‬
‫‪ )2‬اخلطوة الثانية‪:‬‬
‫هنبباكَ أ بباديبثُ كثريةٌ وردَتْ عن األئمبَّةِ علينببا سببببالمُهُ‬
‫حملبباوالتِ الْمُخببالِ ِفنيَ حتريفَ القرآنِ الكري ِ‪ ،‬فحَ ِفظ بَهُ اهللُ بوجودِ‬

‫‪09‬‬
‫العرتةِ الصببببَّادقبةِ اليت وَقَفبَتْ يف مواجهةِ هذا التَّحريفِ‪ ،‬وأعادَتْ‬
‫األمورَ إىل نِصَابها بذكرِها حلقيقةِ التَّنزيلِ‪.‬‬
‫لذلكَ فإنَّنا كعلويِّنيَ نُصبرييِّنيَ خَصبيبيِّنيَ نَمَتثِلُ لقول سيِّدنا‬
‫رسول اهلل ())‪( :‬أيُّها النَّاس‪ ،‬إنِّي تاركٌ فيكُ ُ الثَّقلني‪ :‬كتابَ اهللِ‬
‫وعرتتي أهببل بيتِي‪ ،‬ولنْ يفتَرِقببا تى يَ ِردَا عليَّ احلوضَ‪ ،‬مببا إنْ‬
‫َس ْكتُ ْ بهما لَن تَضلُّوا الطَّريق‪ ،‬ومَثبب بَلُهُما َكمَثبب بَلِ سفينةِ نوح‪ ،‬مَن‬
‫َتم َّ‬
‫رك َ فيها نَجَا)‪ ،‬فال نكتفي بالقرآنِ الكري ِ و دَهُ على غِرَارِ ما فَعَلَ‬
‫ف يف صب بفِّنيَ مُحارَبًا أمريَ الْمُؤمنني‬
‫معاويةُ اللَّعنيُ من رَف ٍ للمَصب بَا ِ ِ‬
‫اإلمبام علي (م)‪ ،‬ببل نتمسببببَّكُ ببالقرآنِ الكري ِ م أ اديثِ العِرتَ ِة‬
‫الْمَعصومنيَ‪.‬‬
‫‪ )3‬اخلطوة الثالثة‪:‬‬
‫ف إبليسُ اللَّعنيُ بهبذا األمرِ‪ ،‬بل قامَ بتَجيي ِ أتباعِ ِه‬
‫يَكْتَ ِ‬
‫بعدَ ذلكَ لتحريفِ كالمِ سيِّدنا النَّيبِّ حممَّد ()) واألئمَّ ِة الْمَعصومنيَ‬
‫ونصبببب َ لبذلك رُوَاةً كاذبنيَ كأبي هُريرةَ وزُرارةَ‬
‫َّ‬ ‫علينبا سببببالمُهُ ‪،‬‬
‫واليَقطيينِّ‪ ،‬ومُحَ ِّدثِنيَ كالكُليينِّ والْمَجلِسيِّ والبخاريِّ ومُسلِ ٍ‪ ،‬وكُتَّابًا‬
‫منافقنيَ كالْمُفيدِ والطَّباطبائيِّ وابنِ كثريٍ‪ ،‬ومُفَ ِّكرينَ إرهابيِّنيَ كسبب بَعدٍ‬

‫‪21‬‬
‫القمِّيِّ والطُّوسببيِّ وابنِ تيميَّةَ وحممَّدٍ بنِ عبدِ الوهابِ وغريِه ‪ ،‬إىل أن‬
‫صارَ اإلرْثُ اإلماميُّ وما تالهُ من الرَّسوليِّ حباجةٍ إىل تنقيةٍ من رِجسِ‬
‫هبذا التَّحريفِ على يبَ ِد أهلِ احلقِّ الذين يَعمَلُونَ على التَّصبببب ِفيَ ِة يف‬
‫كتاباتِه دائمًا‪.‬‬
‫‪ )4‬اخلطوة الرابعة‪:‬‬
‫بعدَ غيبةِ اإلمامِ احلسبنِ اآلخرِ العسكريِّ علينا سالمُهُ‪ ،‬كان‬
‫الطَّريقُ مُحَدَّدًا مِنْ ِقَبلِهِ لِمَنْ سبَلَكَهُ عربَ السبَّبيلِ الْمَعصومِ سيِّدنا أبي‬
‫شببعي حممَّد بن نُص بَري‪ ،‬ومِن بَعدِ ِه سببيِّدنا حممَّد بن جندب‪ ،‬ومِن‬
‫بَعبدِ ِه عببدِ اهللِ بن حممبَّد اجلَنبَّان اجلَنبالنيِّ‪ ،‬ومِن بعبدِ ِه سببببيِّدنا‬
‫احلُسبببَني بن محدانَ اخلَصبببِييبِّ سبببالمُ اهللِ عليه ‪ .‬فكانَ سبببيِّدنا‬
‫اخلصببييبُّ سبببيلَ النَّجاةِ والطَّريقَ الو يدَ الذي َمنْ سببَلَكَهُ كانَ آمِنًا‬
‫ومَن ضَلَّ عنه كانَ هالِكًا‪ ،‬وتَرَكَ لنا إرْثبببَهُ العظي َ "اهلداية الكربى"‬
‫ِليُبَيِّنَ لنا مُعجِزَاتِ النَّيبِّ الكري ِ واألئمَّ ِة الْمَعصببومني علينا سالمُهُ ‪،‬‬
‫بعدَ أن مَحَتْهَا األقالمُ الشب بَّاذَّةُ للمُحَ ِّدثِنيَ والرُّوَاةِ والكَُّتابِ الْمَذكورينَ‬
‫يف اخلطوةِ الثالثةِ‪ ،‬فأعادَها إىل الواجهَة ورَ َّسخَها لِتَكونَ شاهِدًا على‬
‫احلقِّ إىل أبدَ اآلبدينَ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وم ذلبكَ جباءَ إبليسُ اللَّعنيُ البذي ال يَكبلُّ وال يَملُّ‪ ،‬وقامَ‬
‫بنَسبببْ ِ "الرِّسبببالَ ِة اخلَدجييَّ ِة" لَهُ زُورًا‪ ،‬وحتريفِ كتابِ "اهلدايةِ‬
‫الكُربى" عندما تَبََّناهُ الشبِّيعةُ الْمُقَصِّرَةُ ونَشَرُوهُ يف مَرَاجِ ِع ِه ‪ ،‬وخاصَّةً‬
‫عندما نَشبببَرَهُ الْمَجِْلسبببِ ُّي يف كتابهِ "حبار األنوار" م حتريفٍ كبريٍ‬
‫ني علينا‬
‫للرِّوَاياتِ‪ ،‬أضببببافَ إليها رواياتٍ تزع ُ قتلَ اإلمامِ احلُسبببَ ِ‬
‫سببببالمبُهُ‪ ،‬وروايبباتٍ تزع ُ حتلي بلِ زواجِ الْمُتعبَ ِة‪ ،‬و رَّفَ يف بقي بَّ ِة‬
‫الرِّواياتِ إلضعاِف سَبْ ِكها‪ ،‬فصارَ سيِّدنا اخلصييبُّ مُحَدِّثبببببًا مُخَلِّطًا‬
‫مُغالٍ بالنِّسبةِ ألصحابِ كت ِ الرِّجالِ من الشِّيعَ ِة الْمُقَصِّرَ ِة!!‬
‫و اولَ إبليسُ اللَّعنيُ من خاللِ اإلسحاقيِّنيَ الذين أخَذُوا عن‬
‫أبي يعقوب إسببببحباق بن حممبَّد بن إببان النَّخعي (األمحر)‪ -‬عَدُوِّ‬
‫السببِّيدِ أبي شببُعَي حممَّد بن نُصببَري يف زمنِ اإلمامِ احلسببنِ اآلخرِ‬
‫العسببكريِّ علينا سببالمُهُ‪ -‬أن يُتَاببببببِ َ مَهَ َّمتَهُ يف التَّضببلي ِل‪ ،‬فأدخَلَ‬
‫جنودَهُ عالَ َ الكتابةِ الدِّينيَّ ِة والعَقائديَّ ِة ِليَنشببُرَ الشببِّركَ واحلُلولَ بَدَلَ‬
‫التَّو يدِ إثباتًا وإفرادًا‪ ،‬وكانَ هؤالء يَستَ ِم ُّدونَ مفاهي َ احلُلُولِ والشِّركِ‬
‫من أسيادِ ِه اإلسحاقيِّنيَ جيالً تِلْوَ اجليلِ‪ ،‬مُدَّعِنيَ أنَّه أخذُوا العلومَ‬
‫الْمَعرِ ِف َّيةَ عن سببادةِ اخلصببييبِّ؛ مبَعنى أنَّه فراٌ آخرُ من الُّنص بَرييَّ ِة‬
‫غريِ اخلَصبِيبيَّ ِة وَهُ كاذبونَ‪ ،‬ومبا أنَّه أخذُوا عن سببادةِ اخلصبييبِّ‬
‫‪22‬‬
‫فَهُ بزَعمِ ِه يَفوقون بَهُ ِعلْم بًا ومَعرف بةً ودَرج بةً وق بَدْرًا‪ ،‬وقببد اتَّخ بَذُوا‬
‫ألنفسِه اس َ العلويَّ ِة القَزلَباشِ َّي ِة والعلويَّ ِة البكتاشيَّ ِة‪.‬‬
‫‪ )5‬اخلطوة اخلامسة‪:‬‬
‫بدأ اإلسببحاقيَّةُ والبكتاشببيَّةُ يُرس بِلُونَ الرَّسببائلَ والكت َ اليت‬
‫حتملُ الفتنةَ إىل العلويِّنيَ اخلَصبِيبيِّنيَ من أجلِ شبَقِّ صبُفُوفِه ونشرِ‬
‫ُلُولِه ‪ ،‬وعَ ِملُوا على زيببادةِ الشببببَّرخِ بنيَ العَلويِّنيَ اخلَصببببِيبيِّنيَ‬
‫باسببببتخدامِ مَشببببايخَ مُنحرِ ِفنيَ باتِّجاهِ الفكرِ اإلسببببحاقيِّ الذُّهييبِّ‬
‫كإمساعيل بن خالَّدٍ ويوسف العِيديَّة وناصر اصور وغريِه ‪ .‬و تَّى‬
‫اليومَ يَزرَعُون بيننا مَن يُؤَ ِّلفُ كُتُبًا مُنحَ ِرفَةً مَشبببببوهَةً بأمساءٍ وهميَّةٍ‬
‫سببِرَاجيَّةٍ ِعرفانيَّةٍ أو مَنسببوبَةٍ ألمساء قيقيَّةٍ ألسببيادٍ ال عالقةَ هل‬
‫جدَ مَثالً كتابًا مَنسُوبًا للشَّابِّ الثببببِّقَ ِة الْمَيمونِ بن القاس ِ‬
‫بها‪ ،‬كأنْ نَ ِ‬
‫الطَّربانيِّ (ق) وال عالقةَ لَهُ بهِ‪ ،‬أو كتابًا مَنسببُوبًا للفيلسببوفِ العِمَادِ‬
‫(ق) وال عالقةَ لَهُ بهِ‪.‬‬ ‫الغَ َّسانيِّ السَّيِّ ِد أمحد قرفي‬
‫‪ )6‬اخلطوة السادسة‪:‬‬
‫م تطوُّ ِر وسببائلِ التَّواصببلِ االجتماعيِّ صببارَتْ للبكتاشبب َّي ِة‬
‫قنواتٌ وصبببفحاتٌ ومِنَصب بَّاتٌ حتتَ أمساءِ اهلرمسبببيَّ ِة والبكتاشبببيَّ ِة‬

‫‪23‬‬
‫والْمَعرفةِ بالنُّورانيَّ ِة تلعَ ُ دورَها يف نشببرِ صببُوَ ِر أسببيادِنا وَمَشبباخِنا‬
‫وبعضٍ من قصبائدِ ِه ‪ ،‬وتذه ُ بالشَّرحِ إىل مَعَانٍ لوليَّةٍ يَظُُّنها بعضُ‬
‫الضُّعفاءِ مَعرفيَّةً تَو يديَّةً‪ ،‬فَيَتَمَاهَونَ معها ويَتَبََّنونَ مُحتَوَاها لِضَعفِه‬
‫الْمَعرِ ِفيِّ والعَقائِ ِديِّ‪ ،‬مَخدُوعنيَ بعِبَاراتِ التَّبجيلِ للخَصييبِّ من قِبَ ِل‬
‫هؤالءِ الْمُحتَالِنيَ‪ .‬ومن أمثلةِ ما يَنشببببرونَهُ من تَضببببليلٍ نذكرُ بعضَ‬
‫العباراتِ الْمَشبوهَ ِة على سبيلِ ا ْلمِثالِ ال احلصرِ‪:‬‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبببببوهةُ األوىل‪ :‬ليسَ هناكَ باألرضِ إالَّ البكتاشببببيَّةُ‬
‫صيبيَّةُ تُعتَبَرُ وَرَثبَةً للدِّياناتِ األفالطونيَّ ِة القدميةِ!‬
‫واخلَ ِ‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبببوهةُ الثانية‪ :‬اخلَصببيبيَّةُ تؤمنُ بثبببب بَالوثِ الوجودِ‬
‫األفبالطبونبيِّ (اخلريُ احلقُّ اجلمببالُ) حبُك ِ جببُذُورِ العلويِّنيَ‬
‫السببُّوريِّنيَ اليونانيَّ ِة‪ ،‬أمَّا عندَ البكتاشبببيَّ ِة فهو (الطَّريقةُ الْمَعرفةُ‬
‫احلقيقةُ)!‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبوهةُ الثالثة‪ :‬هناكَ دَومًا مُ ِريدونَ للبكتاشيَّ ِة يَدخلونَ‬
‫للخَصبببِيبيَّ ِة دونَ أيَّ ِة مُحاوَلَةٍ للبكتاشبببيَّ ِة نفسببِبها السبببتقطابِ‬
‫صيبيَّ ِة يُعَادِلُونَ رُتبةَ‬
‫اخلَصبِيبيَّ ِة إليه ألنَّه يعرفونَ أنَّ عَوَامَ اخلَ ِ‬
‫دروي ٍ عندَهُ !‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبببوهةُ الرابعة‪ :‬الطَّريقةُ اجلَنبالئيَّةُ نشببأتْ يف فارسَ‬
‫والعراقَ حبَد سببواءَ‪ ،‬وهي أضببخ ُ من اخلَصببيبيَّ ِة عَدَدًا رغ َ أ َّن‬
‫إيرانَ و دَها بها خَصيبيُّونَ أكثرَ من سوريَّة والعراق!‬
‫‪ -‬العببارةُ ا ْلمَشبببببوهبةُ اخلامسببببة‪ :‬الطَّريقةُ اجلَنبالئيَّةُ أقدَمُ من‬
‫اخلصبببيبيَّ ِة‪ ،‬وهي طريقةٌ نُصب بَرييَّةٌ فارسبببيَّةٌ حتتَ عدَّ ِة أمسا ٍء‪،‬‬
‫وتَفَ َّراَ عنها‪ :‬اليَارسانيَّةُ وَهُ ُ النُّصرييَّةُ اخلاصَّةُ بالقوميَّ ِة الكُرديَّ ِة‬
‫الفارسببيَّ ِة السببُّورانيَّ ِة واللَّريَّ ِة والفِيليَّ ِة‪ ،‬والشببَّبَكُ وَهُ ُ النُّصببرييَّةُ‬
‫اجلَنبالئيَّةُ اخلاصَّةُ بالقبيلةِ الذَّهبيَّ ِة الْمَغوليَّ ِة القادمةِ من سَمَرقَنْد‬
‫واليت اسببببْتَوطَنبَتْ مشبالَ العراقِ‪ ،‬والكاكائيَّةُ وَهُ أقربُ ال ُّطرُ ِق‬
‫فَهمًا إىل اإليليَّ ِة وتعين الزَّوبعَةَ السبببُّوريَّةَ وه آخرُ اآلشبببوريِّنيَ‬
‫القدماءِ وتُنسبَ ُ للجُنَيدِ السبَّائحِ‪ ،‬اخلكساريَّةُ اليت تنتشرُ فقط يف‬
‫بغببداد وكربالء والنَّجف وهي من طرقِ البب َّدراوي ِ اجلنبالئي بَّ ِة‬
‫وأخذَتْ من السبَّيِّ ِد السبَّ ِريِّ السبَّقطِيِّ‪ ،‬والقَزلباشِ وهي خصببيبيَّةٌ‬
‫بَحتَةُ العلومِ لكنْ بطريقةٍ جَنبالئيَّةٍ تنتشبببرُ بديارَ بكرٍ وسبببورية‬
‫والعراق‪ ،‬تَّى أنَّ ‪ %12‬من خصببببيبيَّ ِة سببببوريَّة قزلباشُ وكردُ‬
‫األصولِ!‬

‫‪25‬‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبوهةُ السَّادسة‪ :‬لق ُ اخلَصييبِّ اك ُ أرضِ خَصي ِ‬
‫مصببببرَ أو أرضِ اخلَصببببي ِ بالعراقِ! أَطلقَ عليهِ اإليليُّونَ لق َ‬
‫اخلَصبييبِّ ونَسَبُوهُ إىل أرضِ هاللِ اخلِص ِ‪ ،‬وهي منطقةٌ سكنَها‬
‫اإليليُّون من البصرةِ لألناضول!‬
‫ج َ بصرُ اخلَصييبِّ لكثرةِ اطِّالعِ ِه‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشببوهةُ السَّابعة‪ِ ُ :‬‬
‫وقراءَ ِت ِه وعمرُهُ عشرونَ سنةٍ وكانَ ال يُبصِرُ إالَّ ما يَقرأُهُ!‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشببببوهةُ الثامنة‪ :‬اخلَصبببييبُّ صبببا ُ أوَّ ِل كتابٍ يف‬
‫مذه ِ أهلِ الشببِّيعةِ والدَّاعي للتَّشبببيُّ ِ ألهلِ البيتِ الطَّاهرينَ يف‬
‫كتابِ "اهلداية الكربى"!‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشببببوهةُ التَّاسبببعة‪ :‬أسب بلَ َ على يَدَي اخلَصب بِييبِّ من‬
‫النَّصببَارى سببتَّةٌ وثالثونَ شببَخصببًا كانَ أشببهَرُهُ شببارَبَاباك بن‬
‫قسطنطني ملكِ بيزنطة وتتلمذَ عندَهُ!‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبببوهةُ العاشبببرة‪ :‬الرُّوم يف تركيَّا تُؤمِنْ باإلسبالمِ‬
‫إالَّ زمنَ اخلَصبببييبِّ وتلميذِ ِه شبببَارَباباك أو القدِّيس شبببربل بن‬
‫قسطنطني ملكِ بيزنطةَ‪ ،‬وهي طريقةُ الكارَاهويو َك اليت دَعَا إليها‬
‫السببببَّيِّد حممَّد بن أمحد بن ابراهي الْمَنسببببوبِ بالوالدةِ لإلمامِ‬
‫موسى الكاظ وهو بكتاشُ نفسُهُ!‬
‫‪26‬‬
‫صيبيَّ ِة طريقتان‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشببوهةُ احلادية عشر‪ :‬تَفَ َّرعَتْ من اخلَ ِ‬
‫فقط‪ :‬البكتاشبيَّة‪ ،‬والبهائيَّة وهي اليوم غريُ خصيبيَّةٍ ألنَّها تُن ِكرُ‬
‫أبوابَ األئمَّ ِة وهي طريقةٌ مُقصِّرَةٌ!‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبوهةُ الثانية عشر‪ :‬للخصييبِّ قربان‪ :‬األوَّل يف ل‬
‫والثاني بأنطاكيَّة وهو نفسبببُهُ قربُ بكتاش وِِلي وامسُهُ حم َّمد علي‬
‫وهو اخلصييبُّ نفسُهُ!‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشببوهةُ الثالثة عشبر‪ :‬فالسفةُ العلومِ اهلرمسيُّونَ أوالدُ‬
‫شبببعبةَ احلرَّانيِّ الْمُؤسب بِّسب بُونَ جلماعةِ (إخوانِ الصب بَّفا)! وكان‬
‫مَشبببروعُه إسبببقاطُ كت ِ الفتَاوَى‪ ..‬وإرجااُ احلضبببارةِ لإليليِّنيَ‬
‫ببالعراقِ بإعادةِ إ ياءِ ضببببارةِ أرضِ سببببومرَ وبابلَ العظيم ِة!‬
‫والرُّجواِ لعصرِ اك ِ العراقِ الشَّرعيِّ عليِّ بن أبي طال !‬
‫امسُهُ مار‬ ‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبببوهةُ الرابعة عشببر‪ :‬العمادُ أمحد قرفي‬
‫سبركيس بن منصبور الْمُ ريقيب بن سن بن عمر من أعمالِ بابِ‬
‫طرابلس! وقد أجابَ عن الْمَسببائلِ الرُّوميَّ ِة العشبرِ اليت سببافرَتْ‬
‫ف‬
‫من القَسببببطنطينيَّ ِة! جَلَ َ أدونيسُ تلكَ الْمَسببببائِلَ من مُتحَ ِ‬
‫السُّوربون بفرنسا ألنَّها فُ ِقدَتْ من أيدي العلويِّنيَ أثناءَ إبَادَ ِته يف‬
‫دمشقَ اليت َكَمَها العمادُ الغسَّانيُّ وعاشَ بها أربعنيَ سنة!‬
‫‪27‬‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبوهةُ اخلامسة عشر‪ :‬اخلصيبيَّةُ بالْمُجمَ ِل تَتْبَ ُ جبلةَ‬
‫بنَ األيه َ ونوفلَ بنَ وَرَقة‪ ،‬وكانوا مَسببيحيِّنيَ قبلَ اإلسبالمِ‪ ،‬و‬
‫يَكونوا وَثبَنيِّنيَ‪ ،‬وَهُ امسُهُ النَّصَارَى الذين أجابُوا دَعوَةَ الرَّسولِ‬
‫يف يومِ الْمُباهَلَ ِة!‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشبببوهةُ الس بَّادسببة عشببر‪ :‬البيتُ الش بُّعَييبُّ بكتاشببيٌّ‬
‫خصببببييبٌّ يارسببببانيٌّ كاكائيٌّ قزلباشٌ امهَرنا فِيلي لَ ِري كلدِي‬
‫خَكساريٌّ‪ ،‬والنُّصريية تشرتكُ بببببب‪ %18‬من عالقاتِها م الشِّيعةِ‬
‫اإليرانيَّ ِة والعراقيَّ ِة‪ ،‬واألصببلُ وا دٌ قبلَ الدِّينِ نفسب بِ ِه ألَّننا كلُّنا‬
‫صي ‪.‬‬
‫ورثبَةُ اإليليِّنيَ وأرضِ اخلَ ِ‬
‫‪ -‬العبارةُ ا ْلمَشببوهةُ السَّابعة عشر‪ :‬بكتاشُ الرُّومِ هُ ْ ُمَاةُ العلويِّنيَ‬
‫اخلَصيبيِّنيَ عربَ التَّاريخِ!‬
‫‪ )7‬اخلطوة السابعة‪:‬‬
‫إيرادُ أمساءِ كت ٍ ال وجودَ هلا يف اإلنرتنيت وال يف األسببواقِ‬
‫مثل‪ :‬كتاب بوَّابات العا القدسببيَّة الس بَّبعة‪ ،‬األسببفار اهلرمسببيَّة‪،‬‬
‫ميكانيك الك ِّ الظِّ ِّلي‪ ،‬اجلرا ة الرُّو يَّة!‬

‫‪28‬‬
‫وكان أصحابُ هذه الْمؤلَّفاتِ يَزعمُونَ أنَّها أتَتْ من أشخا)ٍ‬
‫صييبِّ نفسِ ِه‪ ،‬كأنْ يَزعُمُوا أنَّه أخَذُوها مباشرةً‬
‫أخَذُوا عن سبَادَ ِة اخلَ ِ‬
‫عن سببيِّدنا حممَّد بن جندب أو عن سببيِّدنا أبي شببعي حممَّد بن‬
‫نُصبَري سبالمُ اهللِ عليهما‪ ،‬وذلكَ تصغريًا منه لِقَدْ ِر سيِّدنا اخلصييب‬
‫سببالمُ اهللِ عليهِ‪ ،‬وإعالءً ِلشبَأنِ أسببيادِ ِه كاحلَاج بكتاش وِِلي‪ ،‬وهذا‬
‫الش بَّخ ُ طبعًا ليسَ لَهُ قيمةٌ عندَ العارفنيَ‪ ،‬و يَذكُرْهُ أيُّ س بَيِّدٍ ِمن‬
‫سببادَاتِ العَلويِّنيَ اخلصببيبيِّنيَ يف إرثِ ِه ‪ ،‬وبالتَّالي ال نِس ببَتُهُ العائليَّةُ‬
‫لإلمامِ الكاظ ِ علينا سببالمُهُ تَنفَعُهُ‪ ،‬وال زَعْمُهُ بأخْ ِذ العلومِ عن سببادَ ِة‬
‫اخلَصببييبِّ يَنفَعُهُ‪ ،‬إذْ ليسَ أبو لَهَ ٍ بأفضببلَ شببأنٍ وأعلى قَدْ ٍر ِمن‬
‫سببلمانِ الْمُحَ َّمديِّ وأبي ذَرِّ الغفاريِّ وباللِ الشببَّنَويِّ وغريه إذا كانَ‬
‫مُنتَسب بِبًا لِعَبدِ الْمُ َّطِل ِ علينا سبببالمُهُ‪ ،‬وال إسبببحاقُ النَّخع ُّي األمحرُ‬
‫س اإلمامِ‬
‫بأفضب بلَ من سبببيِّدنا اخلصبببييبِّ إذا كان قد جَلَسَ يف مَجلِ ِ‬
‫احلسببنِ العسببكريِّ علينا سببالمُهُ‪ ،‬وهو ال يَختَِلفُ عَ َّمنْ نَرَاهُ اليومَ‬
‫يَزورونَ الْمَشبببايخَ ِليَلتَ ِقطُوا الصب بُّوَرَ معه ويَنشب بُرُونها يوميًّا لالدِّعاءِ‬
‫بقُرببببببِه منه ومتريرِ سبُمُومِه عربَ تلكَ الصبُّورِ‪ ،‬وما هذهِ إالَّ أداةٌ‬
‫قريةٌ ِلتَضليلِ احلَمْقَى‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ )8‬اخلطوة الثامنة‪:‬‬
‫لقبد اختبارُوا هبذا الوقتَ ِلنَشببببرِ فكرِه احللوليِّ من خاللِ‬
‫منشبوراتٍ على وسائلِ التَّواصُ ِل االجتماعيِّ بعدَ أن كانَ سابقًا يُدرَجُ‬
‫من خاللِ بعضِ الكت ِ الْمُسب بتَورَدَ ِة من األراضبببي التُّركيَّ ِة م بعضِ‬
‫التَّحويلِ وإعادَ ِة التَّرتي ِ‪ ،‬مُستخدِ ِمنيَ بذلكَ بعضَ أصحابِ البببببِدَ ِا‬
‫الذين كان هل دورٌ كبريٌ يف نشرِ هذهِ البداِ يف مح َ وإدل َ و ل َ‬
‫بشكلٍ كبريٍ م بعضِ احلاالتِ الفرديَّ ِة يف الالذقيَّ ِة وطرطوس ومحاه‪،‬‬
‫فبألَّفُوا بعضَ الكتب ِ الغريبةِ على اجملتم ِ‪ ،‬واليت تُوهِ ُ أبناءَهُ أنَّها‬
‫كتب ٌ حتمبلُ عُلُومبًا يَسببببْبقْهُ إليها أ دٌ من العلماءِ! وزيادةً يف‬
‫الغوايةِ قامُوا بتَطعي ِ كُتُبه الْمَشبوهَ ِة بنظريَّاتٍ مادِّ َّيةٍ حبتَةٍ وعباراتٍ‬
‫صببببوفيبَّةٍ ُلُوليَّةٍ و سبببباباتٍ تَنجيميَّةٍ فَلَ ِك َّيةٍ تعتمدُ مجيعُها على‬
‫القياسِ وغريِ ذلك‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الخاتمة‬
‫(الهدف الواضح)‬

‫إنَّ اهلبدفَ من كبلِّ هذا هو نشببببرُ مفهومِ احللولِ بنيَ أبناءِ‬


‫الفرقةِ العلويَّ ِة النُّصَرييَّ ِة اخلَصيبيَّ ِة لتنتشرَ البدَاُ ويصبحَ هذا الْمُجتم ُ‬
‫ضببببَعيف بًا يف مُواجَهَ ِته ‪ .‬ولكنَّ أه بلَ احلقِّ الْم بُدافِ ِعني الْمُجبباه بِ ِدين‬
‫مَوجودونَ دائمًا هل بالْ ِمرصَِاد لِيَنشُرُوا التَّو يدَ ويُثببببِتُوهُ‪ ،‬ويُواجِهُوا‬
‫احلُلُولَ ويَدْ َضُوهُ‪.‬‬
‫ولن نَسببببمَحَ هل بباختِرَاقِنببا‪ ،‬ال اآلنَ وال يف الْمُسببببتقببلِ‪،‬‬
‫فالْمُؤامَرَةُ مَكشببوفَةٌ والْمُخَ َّططُ واض بحٌ بالنِّسبببةِ لنا‪ ،‬وس بَنُوقِفُهُ قبلَ أن‬
‫يَمُ َّر‪ ،‬على األقلِّ محايَةً للقِ َّل ِة الْمُؤمِنَ ِة النَّاجيَ ِة اليت بَ ِقيَتْ ضببمنَ هذهِ‬
‫الفرقةِ العلويَّ ِة النُّصرييَّ ِة اخلَصيبيَّ ِة اليت كَثبُرَ فيها الدُّخالءُ واألدعِيَاءُ‬
‫بسبب ِ تقصبريِ مشبايخِ العصبرِ احلديثِ وإغراءِ بعضِه اآلخر با ْلمَالِ‬
‫ومُخَالفَاتِه الكثريةِ للقانونِ اخلصببييبِّ الْمَعصببومِ‪ ،‬وإتا ةِ الفُرصببَ ِة‬
‫للدُّخَالءِ بالقَفزِ فوقَ اجلدارِ اخلَصييبِّ ليُصبحُوا ضمنَ البيتِ مُخَرِّبنيَ‬
‫ومُشببببَوِّهنيَ ومُحَرِّفنيَ ومُببَدِِّلنيَ ومُحبَارِبنيَ ألبنبائِ ِه بُغيَةَ طَردِ ِه منهُ‬
‫‪30‬‬
‫حقَ به‬
‫س وتَبَ ُّو ِئ ِه لرِيَاسب بَ ِة الْمَناطِ ِق ِليَلْتَ ِ‬
‫وقُعُودِ ِه يف صب بُدُورِ الْمَجالِ ِ‬
‫الْمُقَص بِّرُونَ الغَاوونَ فيَق َ بهِ ْ قولُهُ تعاىل‪( :‬قَالَ َأتَسبْبَتبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ‬
‫أَ ْدنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ا ْه ِبطُواْ مِصبْراً َفإِنَّ َلكُ مَّا سَ َأ ْلتُ ْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِ ُ‬
‫الذلَّةُ وَا ْلمَسبب ْب َكنَةُ َوبَْؤُوْاْ ِبغَضبببَب ٍ ِّمنَ اللَّهِ َذلِكَ بِأَنَّهُ ْ كَانُواْ َيكْفُرُونَ‬
‫ِّ‬
‫النب ِِّينيَ ِبغَيْرِ الْحَقِّ ذَلبِكَ بِمبَا عَصببببَواْ وَّكبَانُواْ‬
‫ببِْيبَاتِ اللبَّهِ وَيَ ْقُتلُونَ َّ‬
‫َي ْعتَدُونَ)‪.‬‬

‫َز َوجَلَّ‬
‫مت الكتابُ حبم ِد اهللِ ع َّ‬
‫َّ‬

‫الباحث الديين العلوي‬


‫الدكتور أمحد أديب أمحد‬
‫سورية ‪ -‬الالذقية ‪2223 -‬‬

‫‪32‬‬

You might also like