You are on page 1of 106

‫مشكلة البحث‬

‫يمكن تلخيص مشكلة البحث من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬

‫اتساع فجوه األهتمام فيما يخص المعاقين‪ ،‬وما بين سلوك النـاس األصـحاء اتجاه المعاقين‪ ،‬ما أدى إلى قله‬
‫االهتمام بهم إو همال معاناتهم وعدم االكتراث بمشاعرهم واحتياجاتهم‪.‬‬
‫انتشار الجهل بالقوانين الخاصة بذوي اإلعاقة بين ذوي اإلعاقة أنفسهم‪ ،‬وكذلك المؤسسات التي تعنى بشؤونهم‬
‫‪ ،‬وهذه القوانين لو درست وفهمت وطبقت يمكن لها أن تسهل ظروف حياتهم إلى حد كبير ‪ ،‬لهذا يجب نشر‬
‫الوعي لهذه القوانين‪ ،‬وعمل أبحاث لمراجعتها ومقارنتها إليجاد التطور وتعديل المواد التي ينبغي تعديلها ‪ ،‬وكذلك‬
‫عمل ندوات وورشات عمل‪ ،‬ليصبح ذوو الشأن على علم إو دراك لها‪ ،‬وبالتالي تقام الحجة على الجميع أفراد‬
‫ومؤسسات‪.‬‬

‫أهمية البحث‬

‫أهمية هذا الموضوع بالنسبة لشريحة واسعة من الشعب الفلسطيني خاصة ‪ ،‬والشعوب العربيـة عامة‪ ،‬وذلك‬
‫لتعريفهم بحقوق ذوي اإلعاقة على أمتهم ومؤسساتهم الشعبية والرسمية‪.‬‬
‫تسليط الضوء بشكل موضوعي وعلمي على مدى اهتمام المحيط بالمعاقين وحقوقهم كـأفراد ‪ ،‬والوقوف على‬
‫مواد القانون الفلسطيني وقفة ناقدة ‪ ،‬إو ظهـار مـدى سـوء أو حـسن تطبيـق المؤسسات لحقوقهم ومواد القانون فيما‬
‫يتعلق بحقوقهم‪.‬‬
‫تعتبر دراسة رعاية ذوي اإلعاقة في فلـسطيني من الدراسات الهامة التي تحتاج إلى المزيد من البحث الجاد‬
‫والعميق‪ ،‬حيث الزيادة المفرطة في أعداد ذوي اإلعاقة من مختلف الـشرائح واألعمـار بسبب الحروب والحوادث‬
‫وغيرها ‪ ،‬وهذا يستدعي دراسة كل ما يتعلق بهم من وسـائل لمـساعدتهم ‪ ،‬وتعريف المجتمع بكيفية التعامل معهم‬
‫وأنهم جزء من المجتمع ال يمكن االستغناء عنهم‪.‬‬
‫تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية توعية أفراد المجتمع بإنسانية المعـاقين‪ ،‬وضرورة توفير الخدمات وتكافؤ‬
‫الفرص والمساواة في الحقوق للمعاقين ؛ لكي يستطيعوا أن يعيشوا حياة كريمـة في ظل هذا المجتمع‪.‬‬
‫أهداف البحث‬

‫يهدف هذا البحث إلى تحقيق عدة أمور‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫التعرف على مفهوم كلمه المعاقين‬


‫أنواع اإلعاقة‬
‫احدا من الجسم)‪ .‬وبوجه عام‪ ،‬تسبب اإلصابة التي‬
‫جانبا و ً‬
‫الشلل الشقي التشنجي‪( ‬الفالج) (ويصيب ً‬ ‫‪‬‬

‫عجز في الجانب‬
‫تحدث لألعصاب المرتبطة بالعضالت التي يتحكم فيها الجانب األيسر من الدماغ ًا‬
‫صحيحا بالنسبة للجانب األيمن من الدماغ‪ .‬وفي العادة‪ ،‬يكون‬
‫ً‬ ‫األيمن من الجسم؛ ويكون العكس‬
‫مريض الشلل الشقي التشنجي هو‪ ‬أكثر مرضى الشلل الدماغي قدرةً على المشي والتنقل‪ ،‬وذلك على‬
‫الرغم من أنه عادةً ما يصاحب اإلصابة بهذا النوع من أنواع الشلل الدماغي حالة القدم القفداء من‬
‫مبدئيا ‪ -‬وصف‬
‫ً‬ ‫النوع ‪ dynamic equinus‬في الجانب المصاب من الجسم‪ ،‬وهي الحالة التي يتم ‪-‬‬
‫عالجا لها عبارة عن استخدام مقوم خارجي للقدم والكاحل؛ وذلك للوقاية من حدوث قفد القدم المذكور‬
‫ً‬
‫[‪]13‬‬
‫آنفًا‪.‬‬

‫الشلل الطرفي المزدوج‪( ‬تحدث اإلصابة لعظام األطراف السفلية ويصاحب ذلك غياب التشنجات أو‬ ‫‪‬‬

‫شيوعا‪ .‬ويكون معظم‬


‫ً‬ ‫قلتها في الجزء العلوي من الجسم)‪ .‬ويعتبر هذا النوع هو أكثر األنماط التشنجية‬
‫تماما على المشي والتنقل‪ ،‬وتعرف طريقتهم في المشي باسم‬‫المصابين بالشلل الطرفي المزدوج قادرين ً‬
‫مشية المقص‪ .‬ومن الشائع انثناء الركبتين واألرداف عند األشخاص المصابين بهذا النوع من الشلل‬
‫أيضا ‪ -‬للمشكالت الخاصة‬
‫الدماغي بدرجات متفاوتة‪ .‬ويتعرض المصابون بهذا النوع من الشلل ‪ً -‬‬
‫باألرداف وخلع المفاصل‪ .‬كذلك‪ ،‬يصيب‪ ‬الحول‪( ‬تصالب العينين) ثالثة أرباع المصابين بالشلل‬
‫الطرفي المزدوج‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬عادةً ما يصيب قصر النظر المصابين بالشلل الطرفي المزدوج‪.‬‬
‫وال يتأثر مستوى ذكاء المصابين بالشلل الطرفي المزدوج بسبب هذه اإلصابة‪.‬‬
‫الشلل الرباعي التشنجي‪( ‬تتأثر األطراف األربعة باإلصابة بالدرجة نفسها)‪ .‬وتتراجع احتمالية قدرة‬ ‫‪‬‬

‫مصابي الشلل الرباعي التشنجي على المشي إلى أقل درجة ممكنة بين مصابي الشلل الدماغي‪ .‬وال‬
‫تكون الرغبة في المشي موجودة لدى المرضى المصابين بهذا النوع من أنواع الشلل الدماغي ‪ -‬في‬
‫حالة كونهم قادرين على المشي بالفعل‪ ،‬وذلك ألن عضالتهم تكون مشدودة للغاية وألن المشي يستلزم‬
‫منهم بذل مجهود ضخم‪ .‬ويصيب ارتعاش الشلل الشقي‪ ‬بعض األطفال المصابين بالشلل الرباعي‬
‫التشنجي؛ وهي حالة يرتعش فيها المريض بشكل ال إرادي مما يؤثر على األطراف في جانب واحد من‬
‫جانبي الجسم ويعوق القدرة على الحركة بشكل طبيعي‪.‬‬

‫وبين الحين واآلخر‪ ،‬يتم استخدام مصطلحات أخرى مثل‪ :‬الشلل األحادي والشلل النصــفي الســفلي والشــلل الثالثي‬
‫والشلل الخماسي لإلشارة إلى مظاهر معينة ترتبط بحالة التشنج‪.‬‬
‫الشلل الدماغي الرنحي (الالتناسقي الحركي)[عدل]‬
‫أمــا أع ـراض نــوع الشــلل الــدماغي الــذي تتم اإلشــارة إليــه في التصــنيف اإلحصــائي الــدولي لألم ـراض والمشــكالت‬
‫المتعلقــة بالصــحة في طبعتــه الحاليــة ‪ -‬وهي الطبعــة العاشـرة ‪( -‬واختصــارها الشــائع هــو ‪ )ICD-10‬باســم‪ ‬الشلل‬
‫الدماغي الرنحي‪ ‬الذي يحمـل الكـود ‪ ،G80.4‬فيمكن أن ينشـأ عن التلـف الـذي يلحـق بجـزء‪ ‬المخيخ‪ .‬وتعتـبر أنـواع‬
‫ـيوعا؛ حيث تحــدث في نس ــبة ‪ 10 %‬من إجمــالي الحــاالت‬ ‫الشــلل الــدماغي ال ـرنحي أقــل أن ـواع الش ــلل ال ــدماغي شـ ً‬
‫المصابة بالشلل الدماغي على األكثر‪ .‬ويصاب بعض هؤالء األفراد بحالة نقص التــوتر العضــلي واالرتعــاش‪ .‬وقــد‬
‫تتــأثر المهــارات الحركيــة لمصــابي الشــلل الــدماغي الـرنحي‪ ،‬مثــل‪ :‬الكتابــة والنســخ واســتخدام المقص‪ .‬كــذلك‪ ،‬تتــأثر‬
‫قــدرتهم على التـوازن؛ خاصـةً عنــد المشــي‪ .‬ومن الشــائع أن يواجــه مرضــى الشــلل الــدماغي ال ـرنحي صــعوبات في‬
‫المعالجة البصرية و‪/‬أو السمعية‪.‬‬
‫الشلل الدماغي الكنعي (االثيتويدي)‪/‬الشلل الدماغي المتميز بعسر الحركة[عدل]‬
‫الشلل الدماغي الكنعي‪ ‬أو‪ ‬الشلل الدماغي المتميز بعس‪%%‬ر الحركة‪ ‬حالــة مختلطــة تصــيب المقويــة العضــلية؛ حيث‬
‫يواج ــه المص ــابون بالش ــلل ال ــدماغي الكنعي ص ــعوبة في اإلبق ــاء على أجس ــادهم في وض ــع منتص ــب وث ــابت عن ــد‬
‫ضـا‪ ،‬وعــادةً مـا يقومــون ببعض أنـواع الحركـة الالإراديــة‪ .‬وبالنســبة لبعض المصـابين بالشــلل‬‫الجلـوس أو المشـي‪ .‬أي ً‬
‫ـير ودرجـةً عاليـةً من التركــيز للوصــول بأيــديهم إلى نقطــة معينــة‬
‫ـودا كبـ ًا‬
‫الــدماغي الكنعي‪ ،‬يســتلزم األمــر منهم مجهـ ً‬
‫(مثل محاولة حك أنوفهم أو اإلمسـاك بفنجـان)‪ .‬وبسـبب إصـابتهم بحالـة مختلطــة من التــوتر العضـلي وعـدم القـدرة‬
‫على اإلبقاء على أجسـادهم في وضـع ثـابت‪ ،‬قـد ال يتمكنـون من اإلمسـاك باألشـياء والقبض عليهـا (مثـل اإلمسـاك‬
‫بفرشاة األسـنان أو بـالقلم)‪ .‬ويعتـبر ربـع عـدد المرضـى المصـابين بالشـلل الـدماغي من المصـابين بالشـلل الـدماغي‬
‫الكنعي‪ .‬ويصــيب التلــف منــاطق‪ :‬الجهــاز الحــركي خــارج الهــرمي و‪/‬أو الســبيل الهــرمي ومنطقــة العقــد القاعديــة‪ .‬‬
‫وتحـدث اإلصـابة في نسـبة تـتراوح مـا بين ‪ 10%‬إلى ‪ 20%‬من إجمـالي الحـاالت المصـابة‪ ]14[.‬وبالنسـبة لألطفـال‬
‫حديثي الوالدة‪ ،‬إذا لم يتم عالج المستويات المرتفعة من البيلـيروبين في الـدم‪ ،‬فـإن ذلـك قـد يـؤدي إلى تلـف الـدماغ‬
‫في مناطق معينة (اإلصابة بحالة اليرقان النووي)‪ .‬وقد يؤدي ذلك إلى اإلصابة بالشلل الدماغي الكنعي‪.‬‬
‫الشلل الدماغي الرخو[عدل]‬
‫أعرج ا في مشــيته ويمكنــه أن يتحــرك حركــة محــدودة فقــط‪ ،‬وقــد ال يســتطيع‬
‫ًـ‬ ‫يبــدو المصــاب بالشــلل الــدماغي الرخــو‬
‫الحركة على اإلطالق‪.‬‬
‫عالمات وأعراض[عدل]‬
‫جميــع أنـواع‪ ‬الشــلل‪ ‬الــدماغي‪ ‬تتمــيز بوضــعية غــير طبيعيــة‪ ‬للعضــالت‪ ،‬وردود أفعــال وتطــور حــركي وتناســق غــير‬
‫طبيعــيين‪ .‬تعتمــد اعـراض الشـلل الـدماغي على الجــزء التــالف بخاليــا المخ ومــدى تـأئر الجهـاز العصــبي المركـزي‪،‬‬
‫ومهما كان مدى هذا التأثير فال يستطيع الشخص التحكم كليــة في تصــرفاته وتوازنــه‪ ‬واعراضه هي‪ -1 :‬تشــنجات‬
‫‪ -2‬حركات ال ارادية ‪ -3‬إدراك واحسـاس غـير طـبيعين ‪ -4‬ضـعف الرؤيـة والكالم والسـمع ‪ -5‬تخلـف عقلي ‪-6‬‬
‫اضــطرابات في الســلوك والحركــة‪ ‬أسباب الشلل الدماغي‪ -1 ‬اصــابة المـرأة الحامــل بعــدوى خالل فــترة الحمــل ‪-2‬‬
‫الوالدة المبكـرة ‪ -3‬نقص وصـول األكسـجين للطفـل ‪ -4‬قــد تحـدث بعــد الـوالدة نتيجـة للتعــرض لحـادث ‪ -5‬التســمم‬
‫بالرصاص ‪ -6‬العدوى الفيروسية ‪ -7‬اساءة التعامل مع الطفل‬
‫وأكــثر األســباب شــيوعا في هــذه القائمــة المــذكورة عــدم وصــول األكســجين أو الــدم للجــنين أو المولــود حــديثا بشــكل‬
‫كــاف‪ ،‬وقــد يحــدث ذلــك بســبب انفصــال المشــيمة في غــير التــوقيت المحــدد لهــا‪ ،‬اســتغراق الـوالدة لــوقت طويــل من‬
‫الزمن أو تلك الفجائية‪ ،‬التدخل في الحبل السري‪ ،‬عدم البراعة في توليد المرأة‬
‫أنواع الشلل الدماغي‪ ‬توجد ثالثة أنواع رئيسية‪ -1 ‬شللي (‪ )spastic‬الذي تكون فيه الحركـة صـعبة ‪ -2‬رعـاش‬
‫(‪ )athetoid‬ال يتم التحكم في الحركــات الــتي يمارســها الشــخص ‪ -3‬ال اتـزاني (‪ )ataxic‬يجمــع بين االضــطراب‬
‫في التوازن واإلدراك العميق‬
‫تتميز كل أنواع الشلل الدماغي بوجود حالة غير طبيعية تصيب المقوية العضلية (بمعــنى أن يتــدلى الشـخص في‬
‫جلس ــته وال يق ــوى على الجل ــوس منتص ـ ًـبا) أو تص ــيب حركات ــه االنعكاس ــية أو نم ــوه وتناس ــقه الحرك ــيين‪ .‬ويمكن أن‬
‫يصــاب الم ـريض بتشــوهات في المفاصــل والعظــام وانقبــاض مرضــي (بمعــنى أن تكــون العضــالت والمفاصــل في‬
‫وضــع ثــابت ومشــدود بشــكل دائم)‪ .‬وتكــون األع ـراض التقليديــة لهــذه الحالــة هي‪ :‬التشــنجات والتقلصــات العضــلية‬
‫وغيرهما من الحركات الالإرادية (خاصةً إيماءات الوجـه) والمشـية غـير الثابتـة والمشـكالت الخاصـة بتـوازن الجسـم‬
‫و‪/‬أو بعض المش ــكالت في األنس ــجة الرخ ــوة تتمث ــل في نقص الكتل ــة العض ــلية‪ .‬أم ــا مش ــية المقص (حيث تنح ــرف‬
‫الركبتان تجاه الداخل وتتصالبا) وكــذلك طريقـة المشـي على أطـراف أصـابع القـدمين (وهي تشـوهات تـؤدي إلى أن‬
‫يمش ــي المـ ـريض بطريق ــة تش ــبه الطريق ــة ال ــتي تتح ــرك به ــا ع ـرائس الم ــاريونيت)‪ ،‬فهي ش ــائعة بين مص ــابي الش ــلل‬
‫الدماغي القادرين على المشي‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإننا يمكن أن نعتبر مرض الشلل الدماغي شـديد التنـوع في‬
‫أع ارضــه المرضــية بوجــه عــام‪ .‬ويمكن تمثيــل التــأثيرات الخاصــة بالشــلل الــدماغي بسلســلة متصــلة من االختالالت‬
‫الحركية يمكن أن تتمثل ‪ -‬عند طرف السلسلة الـذي يمثـل األعـراض األقـل في حـدتها ‪ -‬في الحركـة بطريقـة غـير‬
‫متقنة‪ ‬لتصل ‪ -‬عند طرف السلسلة المقابل والذي يمثل األعراض األشـد في حــدتها ‪ -‬إلى اإلعاقـات الشــديدة الـتي‬
‫أمر مستحيالً على مستوى التطبيق العملي‪.‬‬
‫تجعل من التناسق الحركي ًا‬

‫أسباب اإلعاقة‪:‬‬
‫أسباب وراثية‪ :‬وهي التي تنتقل من جيل إلى جيل آخر عن طريق الجينات كما هو موجود في بعض األسر‬
‫مثل‪ :‬التخلف العقلي‪ ،‬والنقص الوراثي في إفراز الغدة النخامية‪ .‬ومن أهم أسبابه زواج األقارب‪.‬‬
‫‪ ‬أسباب بيئية‪ :‬وهي تلعب دورها من الحمل حتى الوفاة وهي مؤشرات ما قبل الوالدة وأثنائها وبعدها؛ ومنها‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬قبل الوالدة‪:‬‬
‫‪  -‬إصابة األم أو تعرضها لألمراض الخطيرة مثل الحصبة األلمانية والزهري؛ ما يؤدي إلى احتمال تعرض‬
‫الجنين إلى اإلصابات بأمراض العين والقلب والمخ والغدد والربو الشديد‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام بعض األدوية الضارة بالجنين ودون استشارة الطبيب‪.‬‬
‫‪ -‬تعرض األم لألشعة السينية (‪)X-ray‬؛‬
‫معا)‪.‬‬
‫‪ -‬التدخين وتعاطي المسكرات والمخدرات (وهو ضار جداً بالجنين واألم ً‬
‫‪ -‬تسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل – تورم الجسم)‪.‬‬
‫‪  -‬الخداج – الذي يعني والدة الطفل قبل الموعد الطبيعي‪ ،‬أو انخفاض وزنه لحظة الوالدة بشكل ملحوظ؛ أي‬
‫األطفال الذين يقل وزنهم‪  ‬عن ‪ 1500‬جرام‪.‬‬
‫‪ -‬سن الوالدين (خاصة األم بعد سن ‪.)35‬‬
‫‪ -‬إصابة األم بمرض الصفرة‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬أثناء الوالدة‪:‬‬
‫‪ -‬حدوث الوالدة قبل موعدها المحدد؛ ما يؤدي إلى نزيف أثناء الوالدة‪.‬‬
‫‪ -‬إصابة رأس الجنين أثناء الوالدة قد تؤدي إلى إصابة الخاليا المغلفة للمخ‪ .‬وذلك قد يحدث بسبب األجهزة‬
‫واآلالت التي يستخدمها الطبيب في عملية الوالدة خاصة في العسرة منها‪.‬‬
‫‪ -‬اختناق الجنين أثناء الوالدة العسرة يؤدي إلى قلة األكسجين الواصل لمخ الجنين بسبب انفصال المشيمة قبل‬
‫موعدها أو إصابة الطفل باألمراض الرئوية الحادة‪.‬‬
‫‪  -‬االهتمام بنظافة الجنين مباشرة بعد الوالدة ما قد يؤدي إلى اإلصابة بالرمد الصديدي‪ ،‬الذي قد يؤدي إلى فقد‬
‫البصر‪.‬‬
‫‪  -‬صعوبات الوالدة كما في الوالدة المقعدية أو الوالدة بالملقط أو بالشفط‪.‬‬
‫ت‌‪  -‬بعد الوالدة‪:‬‬
‫‪  -‬تعرض الطفل لإلصابة باألمراض مثل‪ :‬مرض الحمى الشوكية وشلل األطفال والتهاب السحايا والتهاب األذن‬
‫الوسطى‪.‬‬
‫‪ -‬االرتفاع الشديد في درجة ح اررة الجسم وعدم عالجها‪.‬‬
‫‪ -‬إصابات جسمية بسبب السقوط من مكان مرتفع أو حوادث السيارات‪.‬‬
‫‪ -‬األمراض الخطيرة المزمنة‪.‬‬
‫‪ -‬إساءة استخدام العقاقير الطبية‪.‬‬
‫‪ -‬الظروف األسرية المضطربة والحرمان البيئي الشديد‪.‬‬
‫‪ -‬التسمم بالرصاص أو بغاز أول أكسيد الكربون أو السيانيد‪ ...‬وغير ذلك‪.‬‬
‫ويطلق على أصحاب اإلعاقات المختلفة لفظة "المعاقون"‪ ،‬أو "ذوي االحتياجات الخاصة"‪ ،‬أو "الفئات الخاصة”‪.‬‬
‫انتشار اإلعاقة في األراضي الفلسطينية‪:‬‬
‫وفقا لمنظمة الصحة العالمية ومجموعة واشنطن إلحصاءات اإلعاقة‪ ،‬فقد تم تطوير مفهوم وتعريف موحد لقياس‬
‫الصعوبات‪ /‬اإلعاقات في أي مجتمع‪ .‬وقد اقترحت مجموعة واشنطن إلحصاءات اإلعاقة ‪ 6‬أسئلة محورية‬
‫لقياس انتشار اإلعاقة ضمن استمارة التعداد السكانية‪ ،‬واشتمل كل سؤال على ‪ 4‬فئات إجابة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ال يوجد صعوبة‪ ،‬بعض الصعوبة‪ ،‬صعوبة كبيرة‪ ،‬وال يستطيع مطلقا‪ .‬وقد خرج االجتماع األخير لمجموعة‬
‫واشنطن إلحصاءات اإلعاقة‪ ،‬والذي عقد في شهر نوفمبر من العام ‪ -2010‬بتوصيه تقضي بدعوة الدول التي‬
‫تقوم بقياس انتشار اإلعاقة من خالل التعداد أو المسوح األسرية‪ ،‬باعتبار الفرد الذي يعاني من صعوبة كبيرة أو‬
‫ال يستطيع مطلقًا‪ ،‬على أنه فرد ذو إعاقة‪.‬‬
‫لقد تم استخدام األسئلة المحورية الستة التي طورتها مجموعة واشنطن إلحصاءات اإلعاقة في هذا المسح‬
‫(صعوبة البصر‪ ،‬والسمع‪ ،‬والتواصل‪ ،‬والتذكر‪ ،‬والتركيز‪ ،‬والحركة واستخدام األطراف العلوية)‪ ،‬إضافة إلى‬
‫سؤالين إضافيين حول صعوبة التعلم والصحة النفسية‪ ،‬وقد اشتمل كل سؤال على نفس فئات اإلجابة التي‬
‫أوصت بها مجموعة واشنطن‪.‬‬
‫لقد أتاح مسح اإلعاقة لعرض نسبة انتشار اإلعاقة في المجتمع الفلسطيني من خالل التعريف الموسع؛ وهو‬
‫التعريف الذي تم استخدامه سابقًا في مسوح األسرة والتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت ‪2007‬؛ حيث تم‬
‫فيها تعريف الفرد ذو اإلعاقة على أنه الفرد الذي يعاني من بعض الصعوبة‪ ،‬أو صعوبة كبيرة‪ ،‬أو ال يستطيع‬
‫مطلقا‪.‬‬
‫ووفقا للتعريف الضيق الذي أوصت به مجموعة واشنطن إلحصاءات اإلعاقة؛ يعرف الفرد ذو اإلعاقة على أنه‬
‫الفرد الذي يعاني صعوبة كبيرة أو ال يستطيع مطلقًا‪ .‬أما وفق العريف الموسع فهو الفرد الذي يجد بعض‬
‫الصعوبة‪ ،‬صعوبة كبيرة‪ ،‬ال يستطيع مطلقًا‪.‬‬
‫ووفقا للتعريف الموسع‪ ،‬فقد بلغت نسبة انتشار اإلعاقة في األراضي الفلسطينية حوالي ‪ ،%7‬وهي النسبة ذاتها‬
‫في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة‪ .‬ووفقا للتعريف الضيق‪ ،‬فقد بلغت هذه النسبة في األراضي الفلسطينية‬
‫‪%2.7‬؛ ‪ %2.9‬في الضفة الغربية و‪ %2.4‬في قطاع غزة‪ .‬وبلغت ‪ %2.9‬بين الذكور مقابل ‪ %2.5‬بين‬
‫اإلناث في األراضي الفلسطينية‪(   .‬المصدر الجهاز المركزي لالحصاء الفلسطيني)‪.‬‬

‫المادة (‪)2‬‬
‫حقوق المعاقين وواجباتهم‬
‫للمعوق حق التمتع بالحياة الحرة والعيش الكريم والخدمات المختلفة شأنه شأن غيره من المواطنين له نفس‬
‫الحقوق وعليه واجبات في حدود ما تسمح به قدراته إو مكاناته‪ ،‬وال يجوز أن تكون اإلعاقة سبباً يحول دون تمكن‬
‫المعوق من الحصول على تلك الحقوق‪.‬‬
‫المادة (‪)3‬‬
‫حماية حقوق المعاقين‬
‫تتكفل الدولة بحماية حقوق المعوق وتسهيل حصوله عليها وتقوم الو ازرة بالتنسيق مع الجهات المعنية بإعداد‬
‫برامج التوعية له وألسرته ولبيئته في كل ما يتعلق بتلك الحقوق المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬
‫المادة (‪)4‬‬
‫الحق في تكوين منظمات وجمعيات‬
‫وفقاً ألحكام القانون للمعوقين الحق في تكوين منظمات وجمعيات خاصة بهم‪.‬‬
‫المادة (‪)5‬‬
‫تأهيل المعاقين‬
‫‪ -1‬على الدولة تقديم التأهيل بأشكاله المختلفة للمعوق وفق ما تقتضيه طبيعة إعاقته وبمساهمة منه ال تزيد‬
‫على ‪ %25‬من التكلفة‪.‬‬
‫‪ -2‬يعفى المعوقون بسبب مقاومة االحتالل من هذه المساهمة‪.‬‬
‫المادة (‪)6‬‬
‫إعفاءات من الرسوم والجمارك والضرائب‬
‫وفقاً ألحكام هذا القانون تعفى من الرسوم والجمارك والضرائب‪:‬‬
‫‪ - 1‬جميع المواد التعليمية والطبية والوسائل المساعدة ووسائط النقل الالزمة لمدارس ومؤسسات المعوقين‬
‫المرخصة‪.‬‬
‫‪ -2‬وسائل النقل الشخصية الستعمال األفراد المعوقين‪.‬‬
‫المادة (‪)7‬‬
‫خدمات المؤسسات الحكومية للمعاقين‬
‫بناء على طلب من الو ازرة تقدم المؤسسات الحكومية خططها وتقاريرها السنوية المتعلقة بخدماتها للمعوقين‪.‬‬
‫المادة (‪)8‬‬
‫خدمات القطاع غير الحكومي للمعاقين‬
‫وفقاً ألحكام هذا القانون وبالتنسيق مع الو ازرة تتولى الو ازرة المختصة منح إو صدار التراخيص الفنية الالزمة‬
‫لمزاولة الخدمات والبرامج واألنشطة التي يقدمها القطاع غير الحكومي للمعوقين‪ ،‬وكذلك اإلشراف عليها‪.‬‬
‫المادة (‪)9‬‬
‫ضمان حماية المعاقين من أشكال العنف واالستغالل والتمييز‬
‫على الدولة وضع األنظمة والضوابط التي تضمن للمعوق الحماية من جميع أشكال العنف واالستغالل والتمييز‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫الحقوق الخاصة‬
‫المادة (‪)10‬‬
‫مجاالت رعاية وتأهيل المعاقين‬
‫تتولى الو ازرة مسؤولية التنسيق مع جميع الجهات المعنية للعمل على رعاية وتأهيل المعوقين في المجاالت‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬في المجال االجتماعي‪.‬‬
‫أ‪ -‬تحدد طبيعة اإلعاقة وبيان درجتها ومدى تأثيرها على أسرة المعوق وتقديم المساعدة المناسبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقديم الخدمات الخاصة بالمعوقين في مجال الرعاية واإلغاثة والتدريب والتثقيف إو عطائه األولوية في برامج‬
‫التنمية األسرية‪.‬‬
‫ج‪ -‬توفير خدمات الرعاية االجتماعية اإليوائية لشديدي اإلعاقة والذين ليس لهم من يعولهم‪.‬‬
‫د‪ -‬دعم برامج المشاغل المحمية‪.‬‬
‫ه‪ -‬إصدار بطاقة المعوق‬
‫‪ -2‬في المجال الصحي‪.‬‬
‫أ‪ -‬تشخيص وتصنيف درجة اإلعاقة لدى المعوق‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضمان الخدمات الصحية المشمولة في التأمين الصحي الحكومي مجاناً للمعوق وألسرته‪.‬‬
‫ج‪ -‬تقديم وتطوير خدمات االكتشاف المبكر لإلعاقات‪.‬‬
‫د‪ -‬توفير األدوات واألجهزة الطبية الالزمة لمساعدة المعوق وفقا للمادة (‪ )5‬من هذا القانون‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تقدم الخدمات الوقائية والعالجية التي تهدف إلى تقليل نسبة اإلعاقة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬في مجال التعليم‬
‫أ‪ -‬ضمان حق المعوقين في الحصول على فرص متكافئة لاللتحاق بالمرافق التربوية والتعليمية وفي الجامعات‬
‫ضمن إطار المناهج المعمول بها في هذه المرافق‪.‬‬
‫ب‪ -‬توفير التشخيص التربوي الالزم لتحديد طبيعة اإلعاقة وبيان درجتها‪.‬‬
‫ج‪ -‬توفير المناهج والوسائل التربوية والتعليمية والتسهيالت المناسبة‪.‬‬
‫د‪ -‬توفير التعليم بأنواعه ومستوياته المختلفة للمعوقين بحسب احتياجاتهم‪.‬‬
‫هـ‪ -‬إعداد المؤهلين تربوياً لتعليم المعوقين كل حسب إعاقته‪.‬‬
‫‪ -4‬في مجال التأهيل والتشغيل‪.‬‬
‫أ‪ -‬إعداد كوادر فنية مؤهلة للعمل مع مختلف فئات المعوقين‪.‬‬
‫ب‪ -‬ضمان حق االلتحاق في مرافق التأهيل والتدريب المهني حسب القوانين واللوائح المعمول بها وعلى أساس‬
‫مبدأ تكافؤ الفرص وتوفير برامج التدريب المهني المناسبة للمعوقين‪.‬‬
‫ج‪ -‬إلزام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية باستيعاب عدد من المعوقين ال يقل عن ‪ %5‬من عدد العاملين‬
‫بها يتناسب مع طبيعة العمل في تلك المؤسسات مع جعل أماكن العمل مناسبة الستخدامهم‪.‬‬
‫د‪ -‬تشجيع تشغيل المعوقين في المؤسسات الخاصة من خالل خصم نسبة من مرتباتهم من ضريبة الدخل لتلك‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -5‬في مجال الترويح والرياضة‪.‬‬
‫أ‪ -‬توفير فرص الرياضة والترويح للمعوقين وذلك بمواءمة المالعب والقاعات والمخيمات والنوادي ومرافقها لحالة‬
‫المعوق وتزويدها باألدوات والمستلزمات الضرورية‪.‬‬
‫ب‪ -‬دعم مشاركة المعوقين في برامج رياضية وطنية ودولية‪.‬‬
‫ح‪ -‬تخفيض رسوم دخول المعوقين إلى األماكن الثقافية والترفيهية واألثرية الحكومية بنسبة ‪.%50‬‬
‫‪ -6‬في مجال التوعية الجماهيرية‪.‬‬
‫أ‪ -‬القيام بحمالت توعية الجماهير حول اإلعاقات بجميع جوانبها من مسببات ونتائج وحاجات‪.‬‬
‫ب‪ -‬نشر المعلومات والبيانات المتعلقة بالوقاية بهدف تقليل نسبة اإلعاقة في المجتمع ‪.‬‬
‫ج‪ -‬نشر اإلرشادات العامة والوعي بهدف تقويم المجتمع للمعوق ودمجه‪.‬‬
‫د‪ -‬استخدام لغة اإلشارة في التلفزيون‪.‬‬
‫المادة (‪)11‬‬
‫إدخال لغة اإلشارة في المرافق الحكومية‬
‫تعمل الدولة على إدخال لغة اإلشارة في المرافق الحكومية‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫مواءمة األماكن العامة للمعوقين‬
‫المادة (‪)12‬‬
‫أهداف الموائمة‬
‫تهدف الموائمة إلى تحقيق بيئة مناسبة للمعوقين تضمن لهم سهولة واستقاللية الحركة والتنقل واالستعمال اآلمن‬
‫لألماكن العامة‪.‬‬
‫المادة (‪)13‬‬
‫استثناءات من إلزامية الموائمة‬
‫‪-1‬المواءمة إلزامية للجهات المعنية إال إذا كانت‪:‬‬
‫أ‪ -‬تهدد الناحية التاريخية واألثرية للمكان العام‪.‬‬
‫ب‪ -‬تشكل خط اًر على أمن وسالمة المكان العام‪.‬‬
‫ج‪ -‬تكلف أكثر من ‪ %15‬من قيمة المكان العام‪.‬‬
‫‪ -2‬في الحاالت المذكورة في البنود (أ‪.‬ب‪.‬ج) أعاله على الجهات المعنية إيجاد بدائل مناسبة تضمن استعمال‬
‫المكان العام للمعوقين‪.‬‬
‫المادة (‪)14‬‬
‫تأمين احتياجات المعوقين في أماكن التعليم‬
‫على و ازرتي التربية والتعليم العالي تأمين بيئة تتناسب واحتياجات المعوقين في المدارس والكليات والجامعات‪.‬‬
‫المادة (‪)15‬‬
‫مسؤولية و ازرة الحكم المحلي‬
‫بالتنسيق مع الجهات المعنية تتولى و ازرة الحكم المحلي مسؤولية إلزام الجهات الحكومية والخاصة بالشروط‬
‫والمواصفات الفنية والهندسية والمعمارية الواجب توافرها في المباني والمرافق العامة القديمة والجديدة لخدمة‬
‫المعوقين‪.‬‬
‫المادة (‪)16‬‬
‫مسؤولية و ازرة المواصالت‬
‫تعمل و ازرة المواصالت على تهيئة البيئة المناسبة لتسهيل حركة المعوقين إضافة إلى منح تخفيضات خاصة في‬
‫وسائل النقل العامة لهم ولمرافقيهم‪.‬‬
‫المادة (‪)17‬‬
‫مسؤولية و ازرة االتصاالت‬
‫تعمل و ازرة االتصاالت على توفير التسهيالت الالزمة لتمكين المعوقين من استخدام أجهزة ومعدات ومرافق‬
‫االتصاالت‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫أحكام ختامية‬
‫المادة (‪)18‬‬
‫إلغاء‬
‫يلغى كل حكم يتعارض وأحكام هذا القانون‬
‫المادة (‪)19‬‬
‫تفويض صالحية تشريعية‬
‫يصدر مجلس الوزراء اللوائح الالزمة لتنفيذ أحكام هذا القانون ‪.‬‬
‫المادة (‪)20‬‬
‫النفاذ والنشر‬
‫على جميع الجهات المختصة كل فيما يخصه تنفيذ أحكام هذا القانون‪ ،‬ويعمل به من تاريخ نشره في الجريدة‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫التركيب العمري للمعاقين‪:‬‬

‫انتشار بين األفراد ذوي اإلعاقات‪:‬‬


‫ًا‬ ‫اإلعاقة الحركية هي األكثر‬
‫‪ % 48.4‬من إجمـ ــالي األف ـ ـراد ذوي اإلعاقـ ــات في األ ارضـ ــي الفلسـ ــطينية هم ذوي إعاقـ ــات حركيـ ــة؛ ‪ %49.5‬في الضـ ــفة‬
‫الغربي ـ ــة مقاب ـ ــل ‪ %47.2‬في قطـ ــاع غـ ـ ـزة‪ .‬تليه ـ ــا إعاق ـ ــة بطء التعلم؛ ‪ ،%24.7‬بواقـ ــع ‪ %23.6‬في الض ـ ــفة الغربيـ ــة مقاب ـ ــل‬
‫‪ % 26.7‬في قطاع غزة‪ .‬مع األخذ بعين االعتبار أنه قد يكون لدى الفرد ذو اإلعاقة أكثر من إعاقة في نفس الوقت‬

‫التعرف على حقوق المعاق في فلسطيني‪.‬‬


‫دور المؤسسات‬
‫دور األخصائي‬

‫أسئلة البحث‬

‫ما حكم العناية باألشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين‪.‬‬


‫ما هي مكانة األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطينن‬
‫ما هي مجاالت رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطينن‬
‫ما هي مجاالت رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة التي تناولها القانون الفلسطيني‪.‬‬
‫ما واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين‪.‬‬
‫ما دور المؤسسات الرعاية لألشخاص ذوي اإلعاقة في المجتمع الفلسطيني ‪.‬‬
‫اإلعاقة في اللغة واالصطالح‪.‬‬

‫اإلعاقة في اللغة‬
‫تختلف تعريفات اإلعاقة حسب الجهة التي تبنت التعريف بها‪ ،‬فكل جهـة عرفت وفقـﹰا لرؤيتهـا الخاصة بها‪ ،‬فنجد تعريفات‬
‫طبية‪ ،‬وأخرى اجتماعية‪ ،‬وأخرى تربوية‪ ،‬وتعريفـات مهنية ‪ .‬وقبل الخوض في تعريف المعاق ال بد لي من التعريف لمعنى‬
‫اإلعاقة لغة واصطالحا‬

‫واإلعاقة في اللغة ‪ :‬مشتقة من عوق‪ ،‬وهي تحمل معاني المنع والحبس والصرف والتثبيط ‪ .‬فجاء في لسان العرب ‪ :‬عاقه‬
‫الشيء يعوقه عوقا صرفه وحبسه‪ ،‬ومنه التعويق واإلعتياق‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى مصطلح اإلعاقة في المعجم الوسيط‪ ،‬نجدها في شرح مادة (عوق) عامة عن الشيء عوقا أي منعه منه‪،‬‬
‫وشغله عنه‪ ،‬فهو عائق‪ ،‬والجمع عوق للعاقل ولغيره عوائق‪ ،‬وهي عائقة‪.‬‬

‫اإلعاقة في االصطالح‬
‫اإلعاقة مفهوم يختلف باختالف نظرة المجتمع الذي تتواجد فيه‪ ،‬وتقدمه ومدى إدراكه لقيمة الفرد‪ ،‬ومدى إمكاناته‪ ،‬وكيفية‬
‫تعامله معها من جانب اآلخرين‪ ،‬ومدى تقبل ذوي اإلعاقة في ذلك المجتمع‪.‬‬
‫وهي تحمل معها معاني‪:‬‬

‫االنحراف السلبي في الخصائص الجسمية والعقلية واالجتماعية للفرد عن اآلخرين‪ ،‬وعليه فصاحب اإلعاقة شخص بحاجة‬
‫إلى إعداده تعليميﹰا يتيح له االستفادة من ما يتوفر لديه من إمكانات وقدرات‪ ،‬وتعديل سلوكه ليستفيد من هذه القدرات‬
‫ودمجه في المجتمع‬
‫أنها ضرر أو خسارة تصيب الفرد نتيجة ضعف أو عجز يحد من قدرة الفرد على األداء الصحيح‪ ،‬وهي تمثل الجانب‬
‫االجتماعي للضعف أو العجز‪ ،‬ونوع اإلعاقة ودرجته تؤثر في القيم واالتجاهات والتوقعات التي تراعى فيها البيئة‬
‫االجتماعية راد‬
‫عرفت منظمة الصحة العالمية اإلعاقة على أنها‪" :‬حالة من القصور أو الخلل في القدرات الجسدية أو الذهنية ترجع إلى‬
‫عوامل وراثية‪ ،‬أو بيئية تعوق الفرد عن تعلم بعض األنشطة التي يقوم بها الفرد السليم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المعوق في القانون الفلسطيني ‪" :‬الشخص المصاب بعجز كلي أو جزئي‪ ،‬خلقي أو غير خلقي‪ ،‬وبشكل مستقر في أي من‬
‫حواسه أو قدراته الجسدية أو النفسية أو العقلية‪ ،‬إلى المدى الذي يحد من إمكانية تلبية متطلبات حياته العادية في ظروف‬
‫أمثاله من غير المعوقين"‪.1‬‬

‫المعوق في القانون الدولي ‪" :‬أي شخص عاجز عن أن يؤمن بنفسه‪ ،‬بصورة كلية أو جزئية ضرورات الحياة االجتماعية‪،‬‬
‫بسبب قصور خلقي أو غير خلقي في قدراته الجسمية أو العقلية"‪ . 2‬في حين وضح القانون الخاص بالمعوقين للعام‬
‫‪ 1975‬م أن المعوق هو "أي شخص عاجز عن أن يؤمن بنفسه بصورة كلية أو جزئية ضرورات حياته الفردية‪ ،‬أو‬
‫االجتماعية العادية‪ ،‬بسبب قصور خلقي أو غير خلقي في قدراته الجسمية أو العقلية"‪.3‬‬

‫العجز فهو وجه من أوجه التقصير الـوظيفي المختلفـة التـي تحـدث لدى أي مجموعة من السكان وجميع بلدان العالم‪ ،‬فقـد‬
‫يتعـوق الناس بـاعتالل بـدني أو ذهنـي أو حـسي‪ ،‬أو بسبب أحوال طبية‪ ،‬أو مرض عقلي‪ ،‬وقد يكـون هـذا االعتالل أو‬
‫المـرض بـصفة دائمـة أو مؤقت‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نشأة مفهوم األشخاص ذوي اإلعاقة‪.‬‬

‫عانى األشخاص ذوو اإلعاقة في األمم المختلفة من االضطهاد والسخرية واإلهمـال‪ ،‬وكـان ذلـك بسبب معتقدات تلك‬
‫الشعوب الفاسدة بأن األعمى ظالم والظالم شر‪ ،‬والمجذوم * هو الشيطان بعينه‪ ،‬ومرضى العقول هم أفراد تقمصهم‬
‫الشيطان واألرواح الشريرة‪ ،‬فكانوا يتركون يموتون جوعـﹰا أو يوأدون وهم أطفال‪ ،‬وقد شهدت ذلك مجتمعات روما إو سبارطة‬
‫وبعض قبائل الجزيرة العربية‪ ،‬بينما كان البعض يتمتع ببعض الرعاية في مصر والهند‬
‫‪2.‬‬

‫وقد اتخذت خطوات إيجابية في بعض الدول العربية‪ ،‬فقامت بإنشاء الجمعيات الحكومية أو األهلية لرعاية وتأهيل األفراد‬
‫المعوقين فكريا وحسياﹰ وجسميا ونفسيا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.3‬‬

‫‪2‬‬
‫وفي عام (‪ 1975‬م) أقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين‪ ،‬وفي عام (‪1979‬م) صدر‬
‫إعالن حقوق األشخاص المتخلفين عقليﹰا‪ ،‬إضافة إلى قرار المجل ـس االقت ـصادي واالجتماعي الخاص بالوقاية من‬
‫اإلعاقة‬

‫أما في فلسطين فلم يختلف األمر كثيرﹰا‪ ،‬فتم إنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية لرعاية المعوقين في فلسطين‪ ،‬ومنها‬
‫مؤسسة شنيلر األلمانية التي تأسست عام (‪1887‬م)‪ ،‬ثم أقيمت المؤسسات المماثلة في كل من القدس وبيت لحم كالمدرسة‬
‫العالئية للمكفوفين في بيت لحم والجمعية العربية للمكفوفين في القدس‪ ،‬وغيرها من المدن الكبرى في فلسطين‪ ،‬وقد كان‬
‫هدفها خيريﹰا بحتﹰا‪ ،‬حيث شرعت في توفير الرعاية للمعوقين في دور رعاية داخلية‪ ،‬وبدأت بتقديم العالج الطبيعي‬
‫والوظيفي والتدريب وبعض التأهيل المهني التقليدي‪ ،‬فساهمت في إحداث تحسن واضح وملموس على حياة المعوقين‪ ،‬إال‬
‫أن لهذا األمر أثر سلبي لم يكن في الحسبان‪ ،‬أي كون هذه المؤسسات داخلية معزولة عن المجتمع‪ ،‬فقد أثر ذلك سلبيﹰا‬
‫على نمو المعوقين النفسي واالجتماعي‪ ،‬وخلق بينهم وبين المجتمع فجوة كبيرة‪ ،‬بحيث إن المعوقين لم يندمجوا في المجتمع‬
‫بشكل كاف رغم ما اكتسبوه من مهارات‪ ،‬وكذلك المجتمع بمؤسساته وأفراده لم يحتك بهم ويفهمهم بشكل كاف بحيث‬
‫يساعدهم على الخروج من عزلتهم‪ .‬وبسبب تركيز هذه المؤسسات الداخلية على تأهيل المعوقين‪ ،‬عززت االعتقاد بأن‬
‫المعوقين يعانون من خلل يجب إصالحه وبالتالي هم بحاجة إلى تأهيل نفسي واجتماعي ‪ ،‬من أجل اإلصالح وتعليمهم‬
‫أساليب التكيف مع إعاقتهم ومع المجتمع‪ ،‬وهذا ما يعرف باسم النموذج الطبي في التأهيل‪ ،‬وتركزت الخدمات في ذلك‬
‫الوقت على شكل رعاية مؤسساتية‪ ،‬يغيب عنها مفهوم الدمج‪ ،‬وساد في المجتمع واألسرة الموقف السلبي من اإلعاقة‪ ،‬على‬
‫أنها معابة اجتماعية ونقص من مكانة األسرة‪.‬‬

‫ولم يحدث تغيير حقيقي على حياة المعوقين‪ ،‬وعلى نمط عمل المؤسسات التي تعتني بهم إال بعد عام‪1987‬م‪ ،‬عندما‬
‫انطلقت االنتفاضة الشعبية الفلسطينية في بداية كانون األول‪ ،‬فمن ناحيـة التوزي ـعالجغرافي ازداد عدد المؤسسات في‬
‫مناطق الشمال والجنوب‪ ،‬ولم تعد تقتصر على القدس وبيت لحم‬
‫كما كان في السابق‪ ،‬ومن ناحية النوعية ظهرت برامج ومؤسسات تأهيل جديدة‪ ،‬بفلسفات وتوجهات متطورة‪ ،‬وقد كان‬
‫لالزدياد الكبير في إعداد المعوقين نتيجة ممارسات سلطات االحتالل اإلسرائيليوخاصة سياسة تكسير العظام تأثير في‬
‫ذلك‪.‬‬

‫ومن أهم التطورات التي طرأت على حركة المعوقين في فلسطين‪ ،‬تأسيس االتحاد العام للمعـوقين الفلسطينيين في أيلول عام‬
‫(‪ 1991‬م)‪ ،‬وظهور برامج التأهيل المبنية على تأهيل المجتم ـع المحل ـي لتفهم احتياجات المعوقين‪ ،‬وبعد قدوم السلطة‬
‫الوطني ـة الفل ـسطين ية ع ـام (‪ 1994‬م) قامـت و ازرة الشؤون االجتماعية بتأسيس دائرة لذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬أنيط‬
‫بها متابعة القـضايا والخ ـدمات المقدمة لهم‪ ،‬وصدر قانون حقوق المعوقين؛ الذي يحمل المؤسسات الحكومية المـسئولية‬
‫السياسية واألخالقية والقانونية في تقديم الخدمات للمعوقين‪ ،‬واحترام حقوقهم المقررة في القانون‪ ،‬لكن ما زالت السلطة تقدم‬
‫ما ال يزيد عن (‪ )% 20‬من خدمات التأهيل للمعوقين في حين تقدم المؤسـسات األهلية ما ال يقل عن (‪ ،)%80‬ورغم النقلة‬
‫النوعية التي حدثت منذ انطالقة انتفاضة عـام (‪ 1987‬م) إال أن نسبة البطالة واألمية ما زالت مرتفعة جدﹰا بين المعـوقين‬
‫ومـا زال هـؤالء يعـانون مـن صعوبات أساسية في مختلف مناحي الحياة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أنواع اإلعاقات‪.‬‬

‫تتعدد أنواع اإلعاقات تبعﹰا للعامل الذي يؤخذ بعين االعتبار في تقسيمها‪ ،‬فمن الممكن أن يصنف المعوق حسب سبب‬
‫ظهور العجز‪ ،‬فإذا نظرنا إلى سبب العجز‪ ،‬نجد أن بعضها يرجع إلى أسباب وراثية‪ ،‬أو خلقية عن طريق انتقال بعض‬
‫األمراض أو العاهات من اآلباء واألجداد إلى األبناء‪ ،‬إو صابة الجنين أثناء الحمل أو أثناء الوضع‪ ،‬ومجموعة أخرى يعود‬
‫عجزهم إلى أسباب مكتسبة غير وراثية‪ ،‬أو خلقية‪ ،‬مثل‪ :‬حوادث السير‪ ،‬أو العمل‪ ،‬أو إصابات الحروب‪ ،‬أو كثرة الحوادث‬
‫على اختالفها كحوادث السيارات أو السقوط وما في حكمها‪.‬‬

‫وقد يصنف المعوقون بحسب عامل الزمن والثبات‪ ،‬مثل‪ :‬مجموعة المعوقين التي تضم ذوي العاهات المزمنة التي ال يرجى‬
‫شفاؤها‪ ،‬ومجموعة المعوقين ذوي العجز الطارئ الماثل للشفاء‪.‬‬

‫وهناك تصنيف حسب ظهور العجز‪ ،‬فمنهم أصحاب اإلعاقات الظاهرة‪ :‬كأصحاب العاهات البدنية والحسية الظاهرة‬
‫كالمكفوفين أو المقعدين والصم والبتر‪ ،...‬ومنهم أصحاب عجز غير ظاهر‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫مرضى القلب والدرن وغيرهم من أصحاب األمراض التي ال تبدو ظاهرة‪.‬‬

‫أما التصنيف الشائع بين العلماء فيقسم اإلعاقات حسب مجال العجز إلى فئات عدة‪ ،‬كاإلعاقة الجسمية الفيزيائية‪ ،‬واإلعاقة‬
‫العقلية‪،‬وسنتحدث عنا عن اإلعاقة الجسمية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وتشمل اإلعاقة الجسمية‪:‬‬

‫ج‪ .‬اإلعاقة الحركية‪:‬‬


‫المعوق حركيا هو الشخص الذي لديه قصور في جهازه الحركي "كعضالته‪ ،‬أو عظامه‪ ،‬أو مفاصله‪ ،‬أو أعصابه"‪ ،‬ويشمل‬
‫المصابين باضطرابات تكوينية‪ ،‬وهم الذين توقف نمو األطراف لديهم أو أثرت تلك االضطرابات على وظيفة األطراف‬
‫وقدرتها على األداء‪ ،‬كذلك المصابين بشلل األطفال وهم من أصيبوا بخلل في جهازهم العصبي‪.‬‬
‫ويتصف المصاب بإعاقة حركية بعدد من السمات أهمها‪:‬‬

‫الشعور بالنقص وعدم الشعور باألمان‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫التأثر في السلوك االجتماعي فيشعر المعاق بالذنب ويتخذ موقفﹰا عدائيﹰا تجاه البيئة‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الشعور باأللم والحسرة ويبرز ذلك على شكل بكاء أو انطواء‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫الشعور بعدم الكفاءة للقيام بدوره بالحياة فيضطر إلى االنطواء والعزلة عن اآلخرين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المجال الحركي‪ :‬إن األطفال من ذوي اإلعاقة العقلية يعانون من مشكالت في تحريك األعضاء‪.‬‬

‫وربما يرجع ذلك إلى ضعف االتصال العصبي ما بين بعض أعضاء الجسم والدماغ‪ ،‬أو ربما يكون السبب أن الخلل‬
‫العقلي قد يؤدي إلى عدم إصدار األوامر المناسبة من الدماغ للعضو المراد تحريكه بالشكل الصحيح أو المطلوب‪.‬‬

‫وينبغي اإلشارة أن بعض المعوقين يعانون من أكثر من إعاقة (متعدد اإلعاقات)‪ ،‬كما أن بعض اإلعاقات يصاحبها قصور‬
‫في نواح عدة‪ ،‬فقد يعاني المعوق من ٍنوٍع أو أكثر من نواحي القصور‪ ،‬كالقصور في السمع أو الحركة أو التخاطب‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫كما أن هناك إعاقات اجتماعية‪ ،‬تضم جميع المشكالت الناجمة عن عدم التوافق النفسي‪ ،‬كاالضطرابات االنفعالية‬
‫ومشكالت التوافق االجتماعي في البيت والمدرسة والمجتمع ككل‬

‫تأهيل المصاب‪ :‬والمقصود به هو االستفادة من قدرات المعاق وطاقاته‪ِ ،‬‬


‫فاليد المدربة تعملعمل اليدين السليمتين‪ ،‬وربما‬
‫عمى فاقد البصر كان له من وعي القلب ِوحدة الفهم ورهافة الحس والسمع‪ ،‬يجعله ﹰا‬
‫قادر على التعلم أكثر من مبصر‬
‫العينين‪.‬‬
‫إشراك المعاقين في الحياة العامة وعدم عزلهم عن المجتمع‪.‬‬

‫إن تعليم المعوق وتدريبه وتأهيله وتيسير الوسيلة المعينة له واجب كفائي على األمة‪ ،‬وهو كذلك باب من أبواب الخير‬
‫واإلحسان يجب أن تتنافس المنظمات الخيرية عليه والمؤسسات الحكومية العامة في تحقيقه للمعاق؛ خاصة أن برامج‬
‫التأهيل هذه مكلفة‪ ،‬كما أن بعض األجهزة الخاصة ال يقدر عليها ذوو المرضى‪ ،‬فالصرف من المال العام على هذه الفئة‬
‫المحتاجة إو عطائهم من أموال الزكاة أمر واجب‪.‬‬

‫‪ 3‬فلسطين‪ ،‬و ازرة التربية والتعليم العالي‪ ،‬قسم المناهج (‪ :)1999‬مساق حاالت خاصة‪ .‬منشورات كلية فلسطين التقنية‬
‫"خضوري"‪ ،‬قسم التربية الرياضية‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 2‬الروسان‪ ،‬فاروق‪ ،‬وسالم‪ ،‬ياسر‪ :‬رعاية ذوي الحاجات الخاصة‪ ،‬ص‪.270-268‬‬

‫‪5‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مكانة ذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ومن الحقوق التي أقرتها الشريعة الغراء لذوي اإلعاقة‪ :‬حق التملك والتصرف والكسب والعمل والتعليم والزواج والطالق‪،‬‬
‫والمجادلة عن النفس‪ ،‬والمنافحة عن الحقوق‪ ،‬ومن األمور التي ساوى فيها بينهم وبين غيرهم الميراث والديات وغيرها‪.1‬‬

‫‪ 1‬يستدل على ذلك كله بعموم األدلة التي تثبت ألي إنسان حقه في كل ما ذكرنا ‪.‬‬

‫سورة‬

‫‪6‬‬
‫احترام الكفاءة متى تحققت في الشخص مع وجود اإلعاقة‪ ،‬فقد سبق اإلسالم غيره من الشرائع السابقة والالحقة في احترام‬
‫وتقدير وتقديم أصحاب الكفاءات واإلمكانات واإلبداعات‪ ،‬إو ن كانوا من ذوي اإلعاقة‪ ،‬وأعطاهم الفرصة كاملة في أن يثبتوا‬
‫ألنفسهم ولآلخرين من قدرتهم على القيادة ولعب دور فعال في خدمة المجتمع ‪ .‬وال أدل على ذلك من استخالف الرسول ‪‬‬
‫عبد اﷲ بن أم مكتوم* على المدينة المنورة عدة مرات حين كان يخرج للجهاد‪ ،‬وهذا اعتراف واضح بأهليته لقيادة المدينة‬
‫‪1‬‬
‫رغم إعاقته البصرية‪.‬‬

‫ثالثﹰا‪ :‬عدم النفور منهم‪:‬‬

‫رابعﹰا‪ :‬تحريم السخرية منهم‬

‫ومن السخرية واللمز‪ ،‬التنابز باأللقاب التي يكرهها أصحابها ويحسون فيها بسخرية وعيب‪ ،‬ومن حق المؤمن على المؤمن‬
‫أال يناديه بلقب يكرهه ويزري به‪ ،‬ومن أدب المؤمن أال يؤذي أخاه بمثل هذا‬

‫خامسﹰا‪ :‬تبشير ذوي اإلعاقة بالجنة‪ :‬إن اﷲ رفع مكانة ذوي اإلعاقة؛ لصبرهم على البالء‪ ،‬فبشرهم‬

‫ويمكن تلخيص احتياجات المعوقين إذا أردنا رعاية حقيقية صادقة لهم في االحتياجات اآلتية‪:‬‬

‫االحتياجات األساسية‪ :‬وهي كل ما يحتاج إليه المعوق من األمن وتحقيق األمان‪ ،‬واالطمئنانعلى الصحة والعمل والمستقبل‪،‬‬
‫والحقوق والمركز االجتماعي‪ ،‬ويؤدي عدم تحقيقه إلىاإلحباط‪ ،‬ويظهر ذلك في صورة االرتباك والخجل‪ ،‬كما ويشمل الحاجة‬
‫إلى المركز والقيمةاالجتماعية‪ ،‬والشعور بالعدالة و تحقيق الذات واحترامها‪.‬‬
‫االحتياجات الخاصة وتشمل‪:‬‬
‫االحتياجات الصحية‪ :‬وفيها احتياجات بدنية‪ ،‬كاستعادة اللياقة البدنية من خالل الرعاية البدنية والخدمات‪ ،‬وكذلك األنشطة‬
‫التي تحسين من حالة المعوق الخارجية مثل‪ :‬توفير العالج واألجهزة التعويضية‪ ،‬وتقديم األعضاء وأية مساعدات وتجهيزات‬
‫أخرى تساعد المعوق في استعادة واكتساب استقالله بدنيﹰا‪.‬‬

‫ص‬ ‫‪ 1‬جابر‪ ،‬فايز‪ :‬حقوق المعوقين في التشريعات والقوانين العربية والدولية‪ ،‬جمعيــة أصــدقاء المعــاقين‪ ،‬الشــارقة‪،2008 ،‬‬
‫‪.194‬‬

‫‪7‬‬
‫احتياجات اجتماعية‪ :‬وتتمثل في توثيق صالت المعوقين بمجتمعهم‪ ،‬وتعديل نظرة المجتمع إليهم‪ ،‬وتوفير الخدمات‬
‫والمساعدات التربوية والمادية واالنتقالية واإلعفاءات الضريبية والجمركية‪ ،‬وتغيير االتجاهات والقيم االجتماعية السلبية تجاه‬
‫اإلعاقة والمعوقين‪ ،‬إضافة إلى توفير مختلف األدوات والوسائل الثقافية‪.‬‬
‫احتياجات مهنية‪ :‬مثل التوجيه واإلرشاد والتدريب الميداني والمهني المبكر‪ ،‬واالستمرار فيه حتى االنتهاء من عملية التأهيل‬
‫المهني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫احتياجات تشريعية‪ :‬مثل إصدار التشريعات المتعلقة بالمعاقين وتوفير فرص العمل التي تتناسب مع قدراتهم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجاالت رعاية ذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫اهتمت الشريعة اإلسالمية بذوي اإلعاقة أيما اهتمام‪ ،‬وأولتهم العناية والرعاية في كل المجاالت‪ ،‬وفي المطالب اآلتية سيتبين‬
‫للقارئ بشكل صحيح الصورة‪ ،‬بال إطناب وال اقتضاب‪ ،‬مجاالت الرعاية لذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬والحمد ﷲ‬
‫على نعمة اإلسالم فهو دين الرحمة والرأفة والمحبة والتسامح‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرعاية النفسية لذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية‪:‬‬

‫ينطلق اإلسالم في رعاية ذوي اإلعاقة وتعامله اإليجابي المميز مع أصحاب اإلعاقات من المبادئ العامة والمبادئ‬
‫الخاصة التي أوصى بها رب العالمين‪ ،‬الذي قرر أن أكرم الناس عنده هو أتقاهم‪ ،‬فقال سبحانه وتعالى‪ِِ :‬إ‪ ‬ن ََأ ﹾكر‪‬م‪‬كﹸ‬
‫الل ِ‬
‫ِه َ ﹾَأتﹶقاكﹸ‪‬م‪ ، 2‬فنرى أن اآلية الكريمة تقرر أن أكرم الناس هو أتقاهم‪ ،‬وليس الصحيح المعافى‪ ،‬فقد يكون‬ ‫ِعﹾن‪‬د َّ‬
‫‪‬م ِ‬
‫من به إعاقة أكثر تقوى ﷲ‪ ،‬فيكون في نظر الشريعة هو األكرم عند اﷲ سبحانه وتعالى‪ ،‬وهذه قاعدة هامة جدﹰا في تقييم‬
‫اإلنسان وتكريمه‪ ،‬فتصغر أمامها كل الفلسفات التي تبنى عليها المدنيات المعاصرة في نظرتها لإلنسان‪ ،‬وهو نظير‬

‫‪ 1‬أبو حالوة‪ ،‬محمد السعيد‪ :‬التربية الجنسية لألطفال والمراهقين ذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ 2‬سورة الحجرات رقم ‪.49/13‬‬

‫‪8‬‬
‫وعن طلحه بن عبيد اﷲ "أنه وقى النبي ‪ ‬بيده فضرب فيها حتى شلت"‪ ، 1‬وعن قيس بن أبي حازم قال‪ :‬رأيت طلحة وقى‬
‫بها النبي ‪ ‬قد شلت‪ . 2‬ومايستنتج من الحديثين أنه‪ :‬من أصيب في عضو من أعضائه فليبق‪ ،‬واثقا من نفسه وال يخجل من‬
‫الناس؛ ألن ذلك من اختيار اﷲ تعالى‪.‬‬

‫وعلى ذلك فقد اتسمت معاملة أفراد المجتمع لذوي اإلعاقة بحفظ االعتبار المعنوي‪ :‬فقد اعتبر اإلسالم أن العمى الحقيقي‬
‫هو عمى القلوب‪ ،‬انطالقﹶا من قوله تعالى‪ َ :‬ﹶَأفﹶل‪‬م ‪‬يِ ِسي‪ ‬روا ِِفي اﹾَأَل‪ِ ‬ر ِ‬
‫ض‬
‫قﹸلو‪ ‬ن ِب‪ ‬ها ََأ‪ ‬و آﹶذا‪ ‬ن ‪‬ي‪ ‬س‪‬م‪‬عو‪ ‬ن ِب‪ ‬ها ِﹶف َّ‬
‫إن ‪ ‬ها ال ﹶت‪‬ع‬ ‫ﹶفﹶتﹸكو‪ ‬ن ﹶل‪ ‬ه‪‬م قﹸلﹸو‪ ‬ب ‪‬ي‪ِ ‬ع ِ‬
‫ال ِتِي ِِفي ال‪ ‬ص‪ِ ‬‬
‫دوِر‪ ،3‬وذلك انطالقﹰا من حرص اإلسالم‬ ‫ﹶلك‪ ‬ن ﹶت‪‬ع‪‬مى اﹾلﹸقﹸلو‪ ‬ب َّ‬‫‪‬مى اﹾَأَل‪‬ب‪ ‬صا‪ ‬ر و‪ِ ‬‬
‫على تربية المسلمين على التفاوت فيما بينهم‬
‫‪4‬‬ ‫الل ِ‬
‫ِه َ ﹾَأتﹶقاكﹸ‪‬م‪ ، ‬وبالتالي فإن النزول دون هذه الرتبة‪ :‬أي التقوى‪ ،‬هو‬ ‫ِعﹾن‪‬د َّ‬
‫بمعيار التقوى ‪‬إ‪ ‬ن ََأ ﹾكر‪‬م‪‬كﹸ‪‬م ِ‬
‫ير ِم‪ ‬ن اِﹾل ِج‪ ‬ن ‪‬واﹾِألﹾنِ ِ‬
‫س ﹶل‪‬‬ ‫هن ‪‬م ﹶكثِ ِاﹰ‬ ‫اإلعاقة الحقيقية في اإلسالم‪ ،‬فقد قال اﷲ تعالى‪  :‬و ﹶ‪‬لﹶق‪‬د ﹶذ‪ْ ‬أرﹶنا ِ‬
‫ِل‪ ‬ج‪َّ ‬‬ ‫ْ‬
‫ه‪‬م‬
‫قﹸلﹸو‪ ‬ب ال ‪‬يﹾفﹶق‪ ‬هو‪ ‬ن ِبِب‪ ‬ها ‪‬وﹶل‪ ‬ه‪‬م ََأ‪ ‬ع‪‬ي‪ ‬ن ال ‪‬ي‪‬بِصب ِص‪ ‬رو‪ ‬ن ِبِب‪ ‬ها ‪‬وﹶل‪ ‬ه‪‬م‬
‫آﹶذا‪ ‬ن ال ‪‬ي‪ ‬س‪‬م‪‬عو‪ ‬ن ِب‪ ‬ها ُأوﹶلئُأوﹶلِئ ِكك‪ ‬ﹶكاﹾَأَلﹾن‪ِ ‬‬
‫عاعا ِمم ‪ْ‬ب ْل ‪‬ه‪‬م‬
‫ضل ُأ ﹶولِِئك‪ ‬ه‪‬م اﹾل ِ‬
‫ﹶغا ِفلﹸون‪ . 5 ‬وال شك أن السخرية من المعوق من أكثر ما تؤذي نفسه‪ ،‬وهي ذنب عظيم يقع‬ ‫َأ‪ُّ ‬‬
‫َ‬
‫‪6‬‬
‫تحت طائلة الوعيد‪ ،‬الذي تضمنه حديث خير المرسلين عليه الصالة والسالم عندما قال‪:‬‬
‫"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق "‪ .7‬كما يندرج في هذا السياق نهي اﷲ‬
‫تعالى عن النجوى باإلثم والعدوان أو بغيرهما في أحوال معينة‪ ،‬حينما قال‪ :‬يا‬
‫ال ِِذي‪ ‬ن آ‪‬مﹸنوا ِِإﹶذا ﹶتﹶنا‪ ‬ج‪‬يتﹸ‪‬م ﹶفال ﹶتﹶتﹶنا‪ ‬ج‪ ‬وا بِ ﹾاِألﹾثِِم ‪‬واﹾل‪‬ع‪‬د‪ ‬وِا ِن ‪‬و‪‬م‪ِ ‬ع ِ‬
‫ص‪‬يِ ِت ال‪‬ر‪‬‬ ‫أ‪‬ي‪ ‬ها َّ‬
‫َ‬
‫سو ِل و ﹶ‪‬تﹶنا‪ ‬ج‪ ‬وا بِاِﹾل ِب‪‬ر ‪‬و َّ‬
‫الت ﹾق‪ ‬وى‬ ‫ِ‬
‫ال ِِذي ِإﹶل‪ِ ‬‬
‫يه تﹸ‪ ‬ح ﹶش‪ ‬رو‪ ‬ن‪ ،8‬وحديث النبي ‪ ‬عندما قال‪":‬إذا كنتم ثالثة فال يتناجى اثنان‬ ‫الل ‪‬ه َّ‬ ‫‪‬و َّ‬
‫ات ﹸقوا َّ‬
‫دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه"‪ . 9‬فإذا كان هذا في أحوال الناس االعتيادية‪ ،‬فكيف بوجود ثالث بينهما معاق ومبتلى‬

‫‪ 1‬الزبيدي‪ :‬التجريد الصحيح ألحاديث الجامع الصحيح‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.270‬‬


‫‪ 2‬رواه البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬ج‪1998 ،2‬م‪ ،‬ص ‪.254‬‬
‫‪ 3‬سورة الحج رقم ‪.22/46‬‬
‫‪ 4‬سورة الحجرات رقم ‪.49/13‬‬
‫‪ 5‬سورة األعراف رقم ‪.7/179‬‬
‫‪ 6‬الطبري‪ :‬جامع البيان في تفسير القرآن‪ ،‬ج‪ ،26‬ص‪.85-84‬‬
‫‪ 7‬رواه البخاري‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬كتاب الرقاق‪ ،‬باب حفظ اللسان‪ ،‬حديث رقم‪ ،6477 :‬ص‪.1293‬‬
‫‪ 8‬سورة المجادلة رقم ‪.58/9‬‬
‫الث ِاِل ِث ِبِﹶغ‪ِ ‬‬
‫ير ِر‪ ‬ضا‪‬ه‪،‬‬ ‫جاة ِا ِالﹾثﹶن‪‬يِ ِن ‪‬دو‪ ‬ن َّ‬
‫حريِِم ‪‬مﹶنا‪ِ ‬‬
‫‪ 9‬رواه مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب السالم‪ ،‬باب ﹶت‪ِ ‬‬
‫حديث رقم‪ ،2184 :‬ص‪.936‬‬

‫‪9‬‬
‫بنقص‪ ،‬فإن األمر هنا يصبح مشددﹰا‪ ،‬فقد يتوهم في النجوى أنها تناولت إعاقته بالسخرية واالستهزاء‪ ،‬فيزداد شعوره بالنقص‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ويتأزم نفسيﹰا‪.‬‬

‫إن الشريعة اإلسالمية تقدم للمعوق الرعاية النفسية التي ترفع معنوياته إلى عنان السماء‪ ،‬فتبين له أن الجنة تتزين له‪،‬‬
‫والمالئكة تفتخر وتتباهى به‪ ،‬فعن أبو هريرة أن رسول اﷲ ‪ ‬قال‪( :‬احتجت‬
‫الجنة والنار‪ ،‬فقالت هذه يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون ‪ ،‬وقالت هذه يا رب يدخلني الضعفاء والمساكين‪ ،‬فيقول اﷲ‬
‫‪2‬‬
‫تبارك وتعالى للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء‪ ،‬ويقول للجنة أنت رحمتي التي وسعت كل شيء)‪.‬‬

‫وما يستنتج من هذا الحديث‪ :‬أن معظم أهل النار من المتنفذين والمتكبرين لبعدهم في الدنيا عن الدين‪ ،‬ومعظم أهل الجنة‬
‫من الضعفاء والمساكين لقربهم في الدنيا من رب العالمين‪( ،‬قال ابن القيم‪ :‬من خلقه اﷲ للجنة لم تزل هداياه تأتيه من‬
‫المكاره‪ ،‬ومن خلقه اﷲ للنار لم تزل هداياه تأتيه من الشهوات)‪.3‬‬

‫ومن الرعاية النفسية للمعوق كفالة حرية العقيدة‪ ،‬حيث كفل اإلسالم للناس حرية االعتقاد‪ ،‬ولم يفرض اإلسالم فرضﹰا على‬
‫العباد إال أن يكون الفرد مقتنعﹰا ومؤمنﹰا به‪ ،‬ومن ذلك قوله تعالى‪:‬ال‬
‫ِ ِإﹾك‪ ‬ار‪‬ه ِِفي ال‪‬ديِ ِن ﹶق‪‬د ﹶتب‪‬ين‪ ‬الر‪‬ﹾش‪‬د ِِم‪ ‬ن اﹾلﹶغ‪ ‬ي ﹶف‪‬م‪ ‬ن ‪‬ي ﹾكفﹸ‪ ‬ر ِبِالطَّ ا ِ‬
‫ﹸغو ِت ‪‬و‪‬يِْؤ ِم‪ ‬ن‬
‫ﹶقد ا‪ ‬سﹶت‪ ‬مس‪‬ك‪ ِ‬بِاﹾل‪‬ع‪ ‬ر‪ِ ‬وِة‬ ‫ِه ﹶف ِ‬
‫الل ِ‬
‫ِبِ َّ‬
‫الل ‪‬ه ‪ِ ‬س ِمي‪ ‬ع ‪ِ ‬عِلي‪‬م‪ ،4‬أي‪ :‬ال تكرهوا أحدﹰا على الدخول في دين‬ ‫اﹾل‪ ‬ﹾوثﹶقى ال اﹾنِ ِ‬
‫ف‪ ‬صا‪‬م ﹶل‪ ‬ها ‪‬و َّ‬
‫اإلسالم‪ ،‬فإنه بين واضح جلي‪ ،‬دالئله وبراهينه ال تحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيها‪ ،‬بل من هداه اﷲ لإلسالم‬
‫وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة‪ ،‬ومن أعمى اﷲ قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه ال يفيده الدخول في الدين‬
‫مقسور‪.5‬‬
‫ﹰا‬ ‫مكرها‬

‫وتطبيقﹰا على ما سبق‪ ،‬فبما أن المعوق إنسان‪ ،‬فقد كفل له اإلسالم حرية العبادة وحرية الدين الذي يختار دون إكراه من‬
‫أحد‪ ،‬غير أنه من الضروري أن يعرض عليه اإلسالم إن لم يكن مسلمﹰا ويوضح له تعاليم اإلسالم‪ ،‬ومبادئ الشريعة الغراء‬
‫كأي إنسان طبيعي‪ ،‬وال ينظر إليه على أنه معوق‪ ،‬ال يستحق االهتمام‪ ،‬ومن حقه الطبيعي أن يختار ديانته‪ ،‬إو ذا كان‬
‫مسلمﹰا فتوجب له حق الرعاية والتفقه في الدين واالستنارة بنور الشريعة الغراء‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الرعاية االجتماعية لذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية‬

‫‪ 1‬بورقيبة‪ :‬أسس معاملة ذوي احتياجات الخاصة‪ ،‬مجلة الدراسات‪ ،‬العدد ‪2007 ،5‬م‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 2‬مسلم‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها‪ ،‬باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء‪،‬م‪ ،4‬حديث رقم‪:‬‬

‫‪ ،2846‬ص‪.2186‬‬
‫‪ 3‬ابن القيم الجوزية‪ :‬الفوائد‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة رقم ‪.2/256‬‬
‫‪ 5‬ابن كثير‪ :‬التفسير‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.231‬‬

‫‪10‬‬
‫إن الرعاية االجتماعية تعد مفهومﹰا له دالالته‪ ،‬وقيمة قديمة قدم التاريخ اإلنساني‪ ،‬فهي في المجتمعات البدائية‪ ،‬تعني‬
‫المساعدات المتبادلة بين الناس في حل جزء من مشاكل حياتهم اليومية‪ ،‬وقد مارست تلك المجتمعات الكثير من األنشطة‬
‫التي تدخل في نطاق الرعاية االجتماعية‪ ،‬واستخدمت الحضارات القديمة الرعاية االجتماعية كمفهوم مرادف لتقديم الصدقة‬
‫‪1‬‬
‫واإلحسان وكل ما يفي لسد حاجة الفقير أو الضعيف‪ ،‬أو العاجز‪.‬‬

‫ولما جاء اإلسالم‪ ،‬أسهمت تعاليمه في وضع األسس العامة للرعاية االجتماعية‪ ،‬إذ عدها مسؤولية جماعية‪ ،‬حيث شرع‬
‫اإلسالم مجموعة من المبادئ العامة لعل أهمها مبدأ التكافل االجتماعي بنوعيه المادي والمعنوي‪ ،‬فالتكافل المادي دعامته‬
‫المال‪ ،‬وسبيله مد يد العون للمحتاجين وتفريج كربة المكروبين‪ ،‬وتأمين الخائفين‪ ،‬إو شباع الجائعين‪ ،‬وقد دعا القرآن الكريم‬
‫إلى هذا النوع من التكافل‪ ،‬وحث عليه واستنهض الهمم‪ ،‬وأطلق عليه جملة من األسماء المحببة فيه الداعية إليه‪ ،‬كالزكاة‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫واإلحسان والصدقة واإلنفاق في سبيل اﷲ‪.‬‬

‫ومن موارد التكافل االجتماعي ما شرعه اإلسالم من الصدقات التي تتجه جميعها إلى إنقاذ الفقراء والمحتاجين من ذوي‬
‫اإلعاقة لتمكينهم من العيش الكريم وترفع مكانتهم في المجتمع‪ .‬وتحفظ كرامتهم‪.‬‬
‫كما وتشمل الرعاية االجتماعية دمج األشخاص ذوي اإلعاقة في المجتمع دمجﹰا كليﹰا‪ ،‬وقد أفردت له مبحثﹰا خاصﹰا فيما‬
‫سيأتي‪ ،‬فهي قضية إنسانية تتعلق بالمجتمع ككل‪ ،‬وتحتاج إلى كامل جهوده حتى يتحقق إقبال كافة أفراد المجتمع عليها‪،‬‬
‫والوعي بإزالة المعوقات واالتجاهات السائدة التي تعزز المفاهيم االجتماعية الخاطئة التي تعتبر المعوق إنسانا ضعيفﹰا‬
‫غير كامل‪ ،‬فتحط من قدره‪ ،‬ألن النفس بطبيعتها تكره المواقف التي تؤثر فيها انفعاليﹰا‪ ،‬وتجعلها تشعر بعدم الراحة‪،‬‬
‫وبالتالي االنعزال عن مصدر القلق‪ ،‬أو إنهم ال يستطيعون التعامل معهم أص ﹰال‪ 3.‬لقد سجل القرآن الكريم حادثة تدل‬
‫علىضرورة حفظ المكانة االجتماعية للضعفاء ذوي اإلعاقات ودلنا على ذلك قول الحق‪  :‬ع‪‬ب‪ ‬س ‪‬وﹶت‪َّ ‬‬
‫ول ى‬
‫أن جاءه األعمى * وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى* فأما من استغنى فأنت له تصدى* وما عليك أال‬
‫يزكى* وأما من جاءك يسعى* وهو يخشى فأنت عنه تلهى‪ ،4‬وفي هذه‬
‫السورة الكاملة التي خصصت لعتاب أشرف الخلق ألنه عبس في وجه عبداﷲ ابن أم مكتوم عندما جاءه يسأله العلم‬
‫ويستقرؤه‪ ،‬وكان نبينا الكريم قد شغل بغيره من الكفار أم ﹰال في دخولهم اإلسالم‪ .5‬وهذا ‪‬يظهر لنا ضرورة حفظ المكانة‬
‫ِّ‬
‫ونوق رهم‪ ،‬ونراعي حاالتهم ونعطف عليهم‪ ،‬ونبرهم‪ ،‬وبهذا فإن اإلسالم جاء‬ ‫االجتماعية لذوي اإلعاقة‪ ،‬وأن نق‪‬درهم‬

‫‪ 1‬شلتوت‪ ،‬محمد‪ :‬اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة‪1978 ،‬م‪ ،‬ص‪.448‬‬
‫‪ 2‬شلتوت‪ ،‬محمد‪ :‬اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬ص‪.450‬‬
‫‪ 3‬القصاص‪ ،‬مهدي محمد‪ :‬التمكين االجتماعي لذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة المنصورة‪،‬‬
‫‪2008‬م‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 4‬سورة عبس رقم ‪.10-80/1‬‬
‫‪ 5‬انظر مناسبة نزول اآلية ‪ ،‬صفحة ط في المقدمة وص‪.56‬‬

‫‪11‬‬
‫بمفهوم شامل وعميق للرعاية االجتماعية‪ ،‬ويتضمن مسؤولية المجتمع كام ﹰال في رعاية المعوقين‪ ،‬سواء أكانت إعاقتهم بدنية‬
‫‪1‬‬
‫أو ذهنية أو حسية أو اجتماعية‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى حرص اإلسالم على االنسجام االجتماعي من جهة ودمج ذوي اإلعاقة في النسيج االجتماعي من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﹶل‪‬يس‪ ‬عﹶلى اََأل‪ ‬ع‪‬مى ‪‬ح‪ ‬ر‪ ‬ج ‪‬وﹶال ‪‬عﹶلى اََأل‪ ‬عر‪ِ ‬ج ‪‬ح‪ ‬ر‪ ‬ج ‪‬وﹶال ‪‬عﹶلى ال‬
‫فﹸ ِسكﹸ‪‬م َأ‪ ‬ن ﹶتْْأكﹸلﹸوا ِِم‪ ‬ن ‪‬ب‪ِ ‬يوتِكﹸ‪‬م َأ‪ ‬و ‪‬ب‪ِ ‬يو ِت ََآ ‪‬باِِئكﹸ‪‬م ََأ‪ ‬و ‪‬ب‬ ‫ض ‪‬ح‪ ‬ر‪ ‬ج ‪‬وﹶال ‪‬عﹶلى َأﹾن ِ‬ ‫مريِ ِ‬
‫‪ِ ‬‬
‫هاتِكﹸ‪‬م ََأ‪ ‬و ‪‬ب‪ِ ‬يو ِت ِِإ ﹾخ‪ ‬وِا ِنﹸك‪‬م َأ‪ ‬و ‪‬ب‪ِ ‬يو ِت ََأ ﹶخ‪ ‬وِا ِتﹸك‪‬م ََأ‪ ‬و ‪‬ب‪ِ ‬يو ِت َأ‪ ‬ع‪ِ ‬‬
‫ما ِمكﹸ‪‬م ََأ‪‬‬ ‫‪ِ ‬يو ِت ُأ‪‬م‪ِ ‬‬
‫ماتِكﹸ‪‬م ََأ‪ ‬و ‪‬ب‪ِ ‬يو ِت ََأ ﹾخ‪ ‬وِاِلكﹸ‪‬م ََأ‪ ‬و ‪‬ب‪ِ ‬يو ِت ﹶخا ِ‬
‫ﹶال ِتﹸك‪‬م‬ ‫و ‪‬ب‪ِ ‬يو ِت ‪‬ع‪ِ ‬‬
‫صديِِقكﹸ‪‬م ﹶل‪‬ي‪ ‬س ‪‬عﹶل‪‬يكﹸ‪‬م ‪‬جﹶنا‪ ‬ح َأ‪ ‬ن ﹶتْْأكﹸلﹸوا ‪ِ ‬ج ِمي‪‬عا ََأ‪‬‬ ‫َأ‪ ‬و ‪‬ما ‪‬مﹶل ﹾكتﹸ‪‬م ‪‬م ِ‬
‫ﹶفا ِت‪ ‬ح‪‬ه ََأ‪ ‬و ‪ِ ‬‬
‫َ‬
‫ﷲ ‪‬م‪‬بار‪‬ﹶكةﹰ ﹶط‪‬يب‪‬ةﹰ ﹶك ِ‬
‫ﹶذلك‬ ‫ﹶتح‪‬يةﹰ ِِم‪ ‬ن ِعﹾنِِد ِا ِ‬
‫ِ‬ ‫م‬‫‪‬‬ ‫ك‬
‫ﹸ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫ف‬
‫ﹸ‬‫ِ‬ ‫ﹾن‬
‫َأ‬ ‫ﹶلى‬
‫ع‬ ‫‪‬‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫م‬‫‪‬‬ ‫ِّ‬
‫سل‬ ‫‪‬‬ ‫ﹶف‬ ‫ﹰتا‬
‫و‬ ‫ي‬‫‪‬‬ ‫ب‬‫‪‬‬ ‫م‬‫‪‬‬ ‫ت‬
‫ﹸ‬ ‫ﹾل‬
‫خ‬ ‫ﹶ‬ ‫د‬‫‪‬‬ ‫ِإ‬
‫ﹶذا‬ ‫ِ‬
‫ﹶف‬ ‫ﹰتا‬
‫ا‬ ‫ﹶت‬
‫ش‬ ‫ﹾ‬ ‫ََأ‬ ‫و‬
‫‪ ‬ي‪‬بي‪ ‬ن اﷲ ﹶلكﹸ‪‬م اََآل‪ِ ‬يا ِت ﹶل‪َّ ‬‬
‫عل كﹸ‪‬م ﹶت‪ِ ‬ع ِ‬
‫قﹸلو‪ ‬ن‪ ،2‬وهذه اآلية تدل على أهمية الدمج االجتماعي‬ ‫ُ‬
‫للمعوقين بعد أن ابتعد الناس عن األكل معهم في العصور السابقة‪.3‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬الرعاية السياسية لذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية‬

‫إن الشريعة اإلسالمية الغراء رعت المعوق سياسيﹰا وذلك بأن أقرت له حقﹰا في االنتخاب والترشيح‪،‬‬

‫ِل‪ ‬ر‪‬بِ ِه‪‬م ‪َ ‬وَأﹶقا‪‬موا ال‪ ‬صالﹶة‬


‫ال ِِذي‪ ‬ن ا‪ ‬سﹶت‪ ‬جا‪‬بوا ِ‬
‫وثبت ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى‪  :‬و َّ‬
‫‪َ ‬وَأ‪ ‬م‪ ‬ر‪ ‬ه‪‬م ﹸشو‪ ‬رى ‪‬ب‪‬يﹶن‪ ‬ه‪‬م ‪ِ ‬وم‪‬ما ‪‬ر‪ ‬ﹾزقﹶنا‪ ‬ه‪‬م ‪‬يﹾنِِفقﹸو‪ ‬ن‪ .4‬فمن صفات المؤمنين أنهم إذا‬
‫حزبهم أمر تشاوروا بينهم‪ ،‬فال يبرمون أم ار حتى يتشاوروا فيه‪ ،‬ليساعدوا بآرائهم قبل الحروب وما جرى مجراها‪ ،5‬كما قال‬
‫الل ‪‬ه ‪‬يِ ِحب‪ ‬اﹾل‬ ‫الل ِ‬
‫ِه ِإ‪ ‬ن َّ‬ ‫ْل ‪‬عﹶلى َّ‬
‫ك ْ‬ ‫تعالى‪  :‬و ِ‬
‫ﹶشا ِو‪ ‬ر‪ ‬ه‪‬م ِِفي اﹾَأَل‪ِ ‬م ِر ِﹶفِإﹶذا ع‪‬ز‪ ‬م ﹶت ﹶفﹶتو‪َّ ‬‬
‫وك ِِلي‪ ‬ن‪ . 6‬وانتخاب القائد أو الحاكم من األمور التي تجري فيها الشورى عادة‪ ،‬ويكون ذلك بإجراء االنتخاب‪،‬‬ ‫‪‬مﹶت‪ِّ ‬‬
‫وعلى ذلك فنصوص القرآن الكريم قد بينت ضرورة المشاورة‪ ،‬وكون المعوق أحد أفراد المجتمع يحق له أن يدلي بصوته‪،‬‬
‫وثبت أن سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد قال ألهل بيعة العقبة األولى‪" :‬أخرجوا إلي منكم اثني عشر نقيبﹰا ليكونوا على‬

‫‪ 1‬عبــدون‪ ،‬هاشــم فــارس‪ :‬رعاية ذوي االحتياجات الخاصة بين الش‪%‬ريعة والق‪%‬انون وأث‪%‬ر ذل‪%‬ك في الج‪%%‬انب ال‪%‬تربوي‪ ،‬كليــة القــانون‪،‬‬
‫جامعة تكريت‪ ،‬العراق‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 2‬سورة النور رقم ‪.24/61‬‬
‫‪ 3‬بورقيبة‪ ،‬داود‪ :‬أسس معاملة ذوي االحتياجات الخاصة في اإلسالم‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ 4‬سورة الشورى رقم ‪.42/38‬‬
‫‪ 5‬الطبري‪ :‬جامع البيان‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.569‬‬
‫‪ 6‬سورة آل عمران رقم ‪.3/159‬‬

‫‪12‬‬
‫قومهم فيهم" فأخرجوا تسعة من الخزرج وثالثة من األوس‪ ،‬وبذلك أقر النبي عليه الصالة والسالم اختيار ممثلين عن القوم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وأقر االنتخاب بغض النظر عن كون المختارين لتمثيل قومهم أصحاء أو من األشخاص ذوي اإلعاقة‪.‬‬

‫وكان النبي عليه الصالة والسالم يشاورهم في األمور المصيرية والمفصلية في حياة المسلمين كالحروب مث ﹰال‪ .‬وقد سار‬
‫على هذا النهج خلفاء المسلمين بعد رسول اﷲ ‪ ، ‬فلما حضرت عمر بن الخطاب الوفاة حين طعن‪ ،‬جعل األمر شورى في‬
‫ستة نفر وهم‪ :‬عثمان وعلي وطلحه والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضي اﷲ عنهم أجمعين‪.2‬‬
‫نجد أن عمر بن الخطاب ‪ ‬قد جعل من بين الستة الذين اختارهم للتشاور في اختيار الخليفة طلحة بن عبيد اﷲ ‪ ،‬والذي‬
‫كانت يده مشلولة‪ .‬فاإلسالم يدعو إلى أن يكونوا ممثلين في جميع مؤسسات المجتمع‪ .‬وبما أن ذوي اإلعاقة من أفراد‬
‫المجتمع المسلم يؤخذ برأيهم ويسمع لقولهم إذا كانوا أهال للشورى‪ ،‬فقد وضع العلماء المسلمون شروطﹰا الختيار أهل الحل‬
‫والعقد‪ ،‬وهم الذين يحق لهم االنتخاب أو الترشح‪ ،‬ومن هذه الشروط‪:‬‬
‫العدالة الجامعة لشروطها‪.‬‬
‫العلم الذي يمكن من معرفة من يستحق اإلمامة بالنظر إلى توافر شروطها‪.‬‬
‫الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من يصلح لتولي أمور المسلمين‪ ،‬ومن هو أصلح من المرشحين لتولى أمر المسلمين‪.‬‬
‫قادر قدرة‬
‫وأما اشتراط سالمة الحواس وسالمة األعضاء الختيار الخليفة فضروري‪ ،‬ألن المعوق يجب أن يعترف أنه ليس ﹰا‬
‫مطلقة كاألصحاء على إدارة شؤون الدولة‪ ،‬فال يعقل اختيار خليفة فاقدا للعقل أو مشلول األعضاء‪ ،‬فإن بعض اإلعاقات‬
‫‪3‬‬
‫تقعد اإلنسان عن القيام بوظائفه الشخصية واليومية وحتى البسيط منها‪.‬‬

‫أما بعض اإلعاقات كبتر يد‪ ،‬أو فقد بصر فربما ال تعيق بالكلية عن القيام بواجبات إدارة شؤون المسلمين‪ ،‬وقد استشهدت‬
‫في ذلك بتولية الرسول ‪ ‬لعبد اﷲ بن أم مكتوم على المدينة المنورة في عدة مواضع من الرسالة للحاجة‪.‬‬

‫كما أقرت الشريعة اإلسالمية لجميع مواطني الدولة بما فيهم األشخاص ذوي اإلعاقة باعتبارهم مكونﹰا أساسيﹰا من مكونات‬
‫المجتمع كحق االنخراط في الجمعيات والمؤسسات السياسية‪ ،‬فقد عدت العمل ضمن هذه المؤسسات من أعمال البر‬
‫واإلحسان التي يجب على جميع أفراد المجتمع أن يعملوا بها في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬فقال سبحانه‪  :‬وﹶت‪‬عا‪‬‬
‫ﹶش ِدي‪‬د‬
‫ات ﹸقوا اَﷲ ِِإ‪ ‬ن اَﷲ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الت ﹾق‪ ‬وى ‪‬وﹶال ﹶت‪‬عا‪ ‬وﹸنوا ‪‬عﹶلى اِإلﹾثِِم ‪‬وال‪‬ع‪‬د‪ ‬وِا ِن ‪‬و َّ‬
‫وﹸنوا ‪‬عﹶلى ِال ِب‪‬ر ‪‬و َّ‬
‫ِال ِعﹶقاب‪.4‬‬

‫‪ 1‬ابن األثير‪ ،‬عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم‪ :‬الكامل في التاريخ‪ ،‬م‪ ،3‬دار صادر للطباعـة والنشــر‪ ،‬بـيروت‪1965 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.51-50‬‬
‫‪ 2‬ابن الجــوزي‪ ،‬الحافــظ أبــو الفــرج جمــال الــدين‪ :‬من‪%‬اقب أم‪%‬ير المؤم‪%%‬نين عم‪%%‬ر بن الخط‪%‬اب‪ ،‬ط‪ ،1‬تحقيــق زينب إب ـراهيم القــاروط‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1424 ،‬ه ـ‪2003-‬م‪ ،‬ص‪.80-78‬‬
‫‪ 3‬الماوردي‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البغدادي (ت ‪450‬ه ـ)‪ :‬األحكام السلطانية‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1978 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.6‬‬
‫‪ 4‬سورة المائدة رقم ‪.5/2‬‬

‫‪13‬‬
‫وفي الحديث الشريف "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضﹰا وشبك بين أصابعه"‪ .1‬فالشريعة اإلسالمية‬
‫تبارك جهود الخيرين‪ ،‬في إنشاء وتكوين الجمعيات الخيرية والسياسية‪ ،‬والتي تخدم المجتمع وتعمل على مبدأ البر‬
‫واإلحسان‪ ،‬وتقر لكافة أفراد المجتمع العمل في مثل هذه الجمعيات‪ ،‬وبخاصة المعوقين‪،‬ألنهم يستطيعون القيام بهذا العمل‬
‫ليثبتوا ألنفسهم ولمجتمعهم أنهم أعضاء فاعلين فيه ويمكنهم اإلدالء برأيهم واإلسهام بفكرهم في نهضة مجتمعهم على‬
‫الصعيد السياسي كما غيره من الصعد‪ .‬إو ذ يتيح المجتمع المسلم لألشخاص ذوي اإلعاقة االطالع بهذا الدور ويساعدهم‬
‫على ذلك فإنه يرفع من معنوياتهم ويقوي عزائمهم ويعيد لهم الثقة بالنفس‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر‬

‫المبحث األول‪ :‬قانون رعاية المعوقين الفلسطينيين وتقسيماته للمعاقين حسب نوع اإلعاقة المطلب األول‪ :‬اإلعاقة في‬
‫فلسطين‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم وأنواع اإلعاقة وفقﹰا للقانون الفلسطيني المطلب الثالث‪ :‬قانون حقوق المعوق الفلسطيني‬
‫المعاقين‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬مجاالت رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة التي تناولها القانون الفلسطيني لحقوق‬
‫المطلب األول‪ :‬الرعاية النفسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر المطلب الثاني‪ :‬الرعاية الوقائية‬
‫لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر المطلب الثالث‪ :‬الرعاية الصحية للمعاقين في القانون الفلسطيني‬
‫المعاصر المطلب الرابع‪ :‬الرعاية االجتماعية للمعاقين في القانون الفلسطيني المعاصر المطلب الخامس‪ :‬الرعاية‬
‫السياسية للمعاقين في القانون الفلسطيني المعاصر المبحث الثالث‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين‬
‫المطلب األول‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع الصحة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة المتعلق باألوضاع الترفيهية المطلب الثالث‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة‬
‫في المشاركة السياسية المطلب الرابع‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع التعليم‬
‫المطلب الخامس‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في الحق بالسكن وموائمة األماكن العامة لهم المطلب السادس‪ :‬واقع‬
‫األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع العمل والتدريب المهني المبحث الرابع‪ :‬تأهيل ودمج ذوي اإلعاقة في المجتمع‬
‫المطلب األول‪ :‬تأهيل األشخاص ذوي اإلعاقة في المجتمع المطلب الثاني‪ :‬دمج المعوقين في المجتمع‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫تعرض األشخاص ذوو اإلعاقة على مر التاريخ ألبشع أنواع االستغالل واإلساءة واالضطهاد‪،‬‬

‫‪ 1‬رواه البخــاري‪ :‬ص‪%‬حيح البخ‪%‬اري‪ ،‬كتــاب األدب‪ ،‬بــاب تعــاون المؤمــنين بعضــهم بعضــا‪ ،‬ص ‪ .80‬ومســلم‪ ،‬ص‪%‬حيح مس‪%‬لم‪ ،‬كتــاب‬
‫البر والصلة واآلداب‪ ،‬رقم ‪.65‬‬

‫‪14‬‬
‫كونهم في نظر الكثيرين الحلقة الضعيفة في المجتمع‪ ،‬وما زال بعضهم يعانون من رواسب هذا الماضي البغيض‪ .‬إن‬
‫المتتبع لواقع المعوقين في معظم الدول يرى جليﹰا وجود ثقافة واسعة وراسخة مبنية على نظرة "الشفقة واإلحسان التي‬
‫مرور بالمدرسة والحي‪ ،‬ومن ثم المجتمع ككل"‪ .1‬وبسبب هذه‬
‫يتصف بها كافة مكونات النظام االجتماعي ابتداء من األسرة‪ ،‬ﹰا‬
‫النظرة السلبية‪ ،‬نجد أن األشخاص ذوي اإلعاقة في نظر هؤالء أصبحت حياتهم أكثر تعرضﹰا للتهديد‪ ،‬وأقل قدرة على‬
‫التكيف مع المتغيرات‪ ،‬والضعف في مهارات تواصلهم‪ .‬ومن هنا ال بد من إصدار التشريعات والقوانين الالزمة للمحافظة‬
‫على حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وتبدو أهمية وجود التشريعات في الجوانب اآلتية‪:‬‬
‫التشريعات والقوانين مظهر حضاري إو نساني‪ ،‬بواسطتها يصبح أفراد المجتمع قادرين على تنظيم عالقاتهم وحقوقهم‬
‫وواجباتهم ومسؤولياتهم بمن فيهم ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫تعمل التشريعات والقوانين على تحديد من هو المعوق‪ ،‬وتصنف اإلعاقة بهدف تقديم أقصى ما يمكن من رعاية وخدمات‬
‫تربوية وتعليمية وتأهيلية وطبية واجتماعية ونفسية للمعاقين‪ ،‬بهدف تمكينهم من العيش بكرامة‪ ،‬واالندماج داخل مجتمعاتهم‪،‬‬
‫إو زالة التفرقة والتحيز االجتماعي منهم‪.‬‬
‫تعمل التشريعات والقوانين على توفير التسهيالت الالزمة والتعديالت في البيئات المختلفة‪ ،‬بما يتناسب واستخدام المعوقين‬
‫لها‪ ،‬وكذلك توفير وسائط النقل واألجهزة التعويضية المالئمة‪ ،‬واإلعفاءات والرسوم الجمركية على مركباتهم‪.‬‬
‫وهناك مبرر قوي إلصدار تشريعات وقوانين خاصة بالمعوقين على الرغم من وجود تشريعات ودساتير وقوانين عامة‪ ،‬حيث‬
‫يالحظ في القوانين والتشريعات العامة قلة وجود أنظمة وتعليمات تفسيرية توضيحية لمواد تلك القوانين‪ ،‬وبالتالي تضيع‬
‫‪2‬‬
‫حقوق المعوقين من خالل تناثر حقوقهم بين مواد تلك القوانين وبشكل عشوائي غير واضح‪.‬‬

‫إن ما تم في الربع األخير من القرن الماضي من إنجاز قادته الهيئة العامة لألمم المتحدة*والجمعيات والمنظمات الدولية‪،‬‬
‫التي هدفت إلى رعاية المعاقين إو قرار حقوقهم في الحياة والعيشالكريم‪ ،‬والرعاية النفسية والصحية والتعليمية واالجتماعية‪،‬‬
‫والتوصيات إلى المبادئ الصادرة عنها‪،‬لها األثر الكبير في تحفيز السلطات والتشريعات في معظم أقطار العالم‪ ،‬إو ‪ ‬ن لم‬
‫تكن جميعها على تضمين دساتيرها بنودﹰا تكفل حقوق ورعاية المعوقين‪ ،‬وتسن القوانين التي تكفل رعايتهم رعاية خاصة‪.‬‬
‫وقد بلورت البالد العربية قوانينها وتشريعاتها الخاصة بالمعوقين من خالل مواثيق األمم المتحدة‪ ،‬وفي مقدمتها اإلعالن‬
‫الصادر عام (‪1975‬م)‪ ،‬إو عالن هيئة األمم المتحدة لعام (‪1981‬م)‪ ،‬فض ﹰال عن أسباب أخرى مثل انتشار جمعيات‬
‫المعاقين‪ ،‬وجهود العمل الدولية في جنيف بإعالناتها وتوصياتها ومؤتمراتها المختلفة‪ ،‬مما أثمر عن إصدار التشريعات‬
‫والقوانين في بعض األقطار العربية التي تضمن حقوق المعاقين في التربية والعالج والرعاية‪ ،‬بوصفهم مواطنين أسوة‬
‫‪3‬‬
‫بأقرانهم األصحاء‪.‬‬

‫‪ 1‬الوراسنة‪ ،‬يوسف‪ :‬واقع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين‪ ،‬مجلة الفصلية‪ ،‬فصلية حقوق المعوق الفلسطيني‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،13‬تشرين الثاني‪2011‬م‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬جــابر‪ ،‬فــايز‪ :‬حقوق المعوقين في التشريعات والقوانين العربي‪%‬ة والدولية‪ ،‬مدينــة الشــارقة للخــدمات اإلنســانية‪ ،‬جمعيــة أصــدقاء‬
‫المعاقين‪ ،‬الشارقة‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫‪ 3‬جابر‪ ،‬فايز‪ :‬حقوق المعوقين في التشريعات والقوانين العربية والدولية‪ ،‬ص‪.202‬‬

‫‪15‬‬
‫إن المتأمل في التشريعات والقوانين العربية التي تعنى بذوي اإلعاقة يجد أن هناك اهتمامﹰا جادﹰا ومحاوالت رائدة لرعاية هذه‬
‫الفئة‪ ،‬ال سيما في األقطار التي توجد فيها قوانين وتشريعات لصالح المعوقين‪ ،‬حيث إن القوانين الدستورية في األقطار‬
‫العربية كافة تشير إلى إن الدستور يكفل حق التعليم والعمل وتلقي المساعدات‪ ،‬إو ن هذا حق عام لجميع المواطنين بمساواة‬
‫تامة‪ ،‬إال إن بعض الدول العربية سنت قوانين خاصة بالمعاقين‪ ،‬تتضمن بنودﹰا تحدد شكل ونوع الخدمات العالجية والتربوية‬
‫والنفسية الواجب توفيرها وتقديمها للمعاقين‪ ،‬ومن هذه الدول‪ :‬مصر‪ ،‬والعراق‪ ،‬وتونس‪ ،‬واألردن‪ ،‬وسوريا‪ ،‬وليبيا‪ .‬وأما‬
‫السعودية واليمن‪ ،‬فتوجد إلى جانب الدستور بعض النصوص التنظيمية الصادرة عن الو ازرات المختلفة بالدولة‪ .‬في حين‬
‫اكتفت بعض األقطار العربية بما جاء في الدستور من بنود تؤكد هذه الحقوق‪ ،‬وهي‪ :‬قطر‪ ،‬والكويت‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬والبحرين‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وسلطنة عمان‪.‬‬

‫* األمم المتحدة منظمة عالمية تضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تقر ًيباً‪ .‬تأسست منظمة األمم المتحدة بتاريخ‬
‫‪24‬العاصمة أآتوبر واشنطن‪ 1945.‬في مدينة سان فرانسيسكو‪ http://ar.wikipedia.org/wiki ،‬آاليفورنيا‬
‫تبعاً لمؤتمر دومبارتون أوآس الذي عقد في‬
‫األمريكية‪ً ،‬‬
‫نبذة عامة حول القوانين والمواثيق الدولية التي وضعت لرعاية شؤون األشخاص ذوي اإلعاقة‪:‬‬
‫فالحق* يجد مصدره في التشريعات الوضعية في النص القانوني الذي تصدره السلطة التشريعية‪،‬والذي يتكفل بوضع‬
‫الضوابط والحدود الالزمة لضمان احترامه‪ ،‬وفيها تقرير الجزاء المناسب الذييتم توقيعه على من يخالف أحكامه‪ ،‬فضال عن‬
‫ذلك فهناك مصادر أخرى للحق تأتي في المرتبة التالية‪ ،‬وهى العرف واالتفاقيات الدولية التي توقعها الدول فيما بينها على‬
‫شكل اتفاقيات ثنائية أو متعددة اإلطراف‪.‬‬

‫وعلى ذلك يقصد بحقوق المعاقين‪ :‬مجموعة من الحقوق التي نصت عليها التشريعات العربية لحماية حقوق المعاق بوصفها‬
‫من حقوق اإلنسان األساسية‪ ،‬أو األمور الهامة التي ال غنى عنها في حياته اليومية‪ ،‬بحيث أن أي انتقاص أو حرمان من‬
‫‪2‬‬
‫أحدها أو منها جميعا يجعل صاحبها في مركز قانوني أقل من غيره من المواطنين‪ ،‬ويخل بمبدأ المساواة بين الناس‪.‬‬

‫إن رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة وحمايتهم وضرورة دمجهم في جميع مؤسسات المجتمع‪ ،‬إو شراكهم في عملية التنمية في‬
‫مختلف مجاالت الحياة‪ ،‬تشكل أولوية قصوى لدى دول العالم التي تتصف بالمدنية‪ ،‬باعتبارهم شريحة عضوية قادرة على‬
‫اإلنتاج والعطاء‪ ،‬إذا ما أتيحت لهم فرص متساوية مع أقرانهم غير المعوقين‪ ،‬وصو ﹰال إلى إشراكهم شراكة حقيقية‪ ،‬وتمثيلهم‬

‫‪ 1‬عبدون‪ ،‬هاشم فارس‪ :‬رعاية ذوي االحتياجات الخاصة بين الشريعة والقانون وأثر ذلك في الجانب التربوي‪ ،‬المؤتمر الدولي‬
‫السادس "تأهيل ذوي االحتياجات الخاصة"‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.245‬‬
‫‪ 2‬عدارب ــة‪ ،‬أحم ــد‪ ،‬احتياج‪%%‬ات المع‪%%‬وقين في مخيم‪%%‬ات الوسط‪ ،‬رام اﷲ‪ ،‬المرك ــز الفلس ــطيني لتعميم الديمقراطي ــة وتنمي ــة المجتم ــع‪،‬‬
‫بانوراما‪ ،‬رام اﷲ‪ ،2001 ،‬ص‪.24‬‬

‫‪16‬‬
‫في المستويات والميادين كافة‪ ،‬ويقاس اليوم تمدن الشعوب والدول بمستوى العناية والرعاية التي تقدم لهذه الشريحة من‬
‫المجتمع‪ ، 1‬وتستمد المعايير الدولية لحقوق المعوق من جهات عدة‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أو ﹰال‪ :‬الشرعية الدولية لحقوق اإلنسان‬


‫أبدى المجتمع الدولي عناية واضحة بالمع‪ ‬وقين من خالل اإلعالنات والمواثيق الدولية التي منحت أبعادﹰا عالمية لحماية‬
‫المع‪‬وقين‪ .‬وقد ن‪ ‬صت معظم اإلعالنات والمواثيق الدولية المتعلقة بالمع‪ ‬وقين على ضرورة تمتع المع‪‬وقين بكافة‬
‫الحقوق اإلنسانية‪ ،‬ومنها الحصول على الرعاية الطبية والصحية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬والخدمات‪ ،‬والتسهيالت التي تساعدهم في تسيير‬
‫شؤونهم الخاصة‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫* الحقوق‪ :‬جمع حق وهو لدى شراح القانون (مصلحة يحميها القانون)‪ ،‬أو هي (سلطة أو قدرة إرادية‪ ،‬يتسلط بها الشخص‬
‫على أعمال الغير بموافقة السلطات ومساعدتها)‪ ،‬أو هي (السلطة والقدرة التي يمنحها القانون لشخص من األشخاص‬
‫تحقيقا لمصلحة مشروعة يعترف له بها ويحميها)‪.‬‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر عام ‪ 1948‬م*‪ :‬بما إن العديد من بنود اإلعالن العالميتعتبر جزءﹰا من القانون‬
‫الدولي العرفي الملزم لجميع الدول‪ ،‬بغض النظر عما إذا كانت عضوﹰافي األمم المتحدة أم ال‪ ،‬وعليه فإنه يمكن االعتماد‬
‫على ذلك في الدفاع عن حقوق المعوقالفلسطيني‪ .‬حيث نصت المادة (‪ )1‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أنه‬
‫ار متساوين في الكرامة والحقوق"‪ . 2‬وهذه المادة تذكرنا بمقولة عمر بن الخطاب الشهيرة التي سبقت‬
‫"يولد جميع الناس أحرﹰا‬
‫هذا اإلعالن‪ ،‬حيث قال مخاطبﹰا عمرو بن العاص‪" :‬متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أح اررا"‪ .3‬وتنص المادة (‪)2‬‬
‫منه على أن "لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا اإلعالن‪ ،‬دونما تمييز وال سيما التمييز بسبب‬
‫العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر"‪ .4‬وتنص المادة (‪ )7‬على أن "كل الناس جميعﹰا‬
‫سواء أمام القانون‪ ،‬وهم متساوون في حق التمتع بحماية القانون دونما تمييز‪ ،‬ولهم الحق في التمتع متكافئة دون أي‬
‫تفريق"‪ .5‬وتنص المادة (‪ ) 8‬على أن "لكل شخص حق اللجوء إلى المحاكم الوطنية المتخصصة إلضافة الفعل من أية‬
‫أعمال تنتهك الحقوق التي يمنحها إياه الدستور"‪.6‬‬

‫‪ 1‬الوراسنة‪ ،‬يوسف‪ :‬واقع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين‪ ،‬مجلة الفصلية‪ ،‬العدد ‪ ،13‬تشرين ثاني ‪ ،2011‬ص‪.10‬‬
‫‪ 2‬يوسف‪ ،‬أمير فرح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان‪ ،‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‪ ،‬المادة "‪ ،"1‬يولد جميع الناس أح اررا‪،...‬‬
‫ص‪.48‬‬
‫‪ 3‬ابن الجوزي‪ :‬مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.79‬‬
‫‪ 4‬يوسف‪ ،‬أمير فرح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان‪ ،‬اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان المادة"‪ ،"2‬ص‪.48‬‬
‫‪ 5‬المرجع السابق‪ :‬المادة"‪ ،"7‬الناس جميعﹰا سواسية أمام القانون‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ 6‬المرجع السابق‪ :‬المادة"‪ ،"8‬ص‪.49‬‬

‫‪17‬‬
‫أي إن كافة المواد تنص على أن الحقوق العامة التي بموجبها توفر الحماية من أي انتهاك‪ ،‬مبنية على التمييز السلبي ضد‬
‫‪1‬‬
‫األشخاص‪ ،‬بما في ذلك احتياجات المعوقين‪ ،‬ولكن اإلعالن العالمي لم ينص في أي من أحكامه على المعوقين باالسم‪.‬‬

‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية العام‬
‫‪ 1966‬واللذان دخال حيز التنفيذ في العام ‪ 1976‬م‪ :‬اشتمل العهدان على نصوص تحرم التمييز‪ ،‬مع ضمان حق التمتع‬
‫بكافة حقوق اإلنسان على اختالف أنواعها‪،‬‬

‫* اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هو وثيقة حقوق دولية تمثل اإلعالن الذي تبنته األمم المتحدة ‪ 10‬ديسمبر ‪ 1948‬في‬
‫قصر شايو في باريس‪ .‬اإلعالن يتحدث عن رأي األمم المتحدة عن حقوق اإلنسان المحمية لدى كل الناس‪.‬‬
‫‪http://ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫حيث تنص المادة (‪ )26‬من العهد الدولي الخاص ٍ‬
‫بالح قوق السياسية والمدنية على "الناس جميعﹰاسواسية أمام القانون‪،‬‬
‫ويتمتعون دون تمييز بحق ٍ‬
‫متسا و في التمتع بحمايته"‪ ،‬وفي هذا الصدد يجبأن يحظر القانون أي تمييز‪ ،‬وأن يكفل لجميع‬
‫األشخاص على السواء حماية حقيقية من التمييز"‪.1‬‬
‫ثانيﹰا‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل المعوق لسنة ‪1989‬م*‬
‫حيث نصت المادة (‪ ) 23‬من هذه االتفاقية على‪ :‬أن يتمتع الطفل المعوق عقليﹰا وجسديﹰا بحياة كاملة وكريمة‪ ،‬في‬
‫ظروف تكفل له كرامته وتعزز اعتماده على النفس‪ ،‬وتيسر مشاركته الفاعلة بالمجتمع‪.‬‬
‫ومن بنود هذه المادة‪:‬‬
‫يحق للطفل المعوق التمتع برعاية خاصة‪.‬‬
‫تقدم كل االحتياجات الخاصة للطفل المعوق مجانﹰا‪.2‬‬
‫كما تنص المادة (‪ )26‬من هذه االتفاقية على أنه‪:‬‬
‫لكل طفل الحق في االنتفاع من الضمان االجتماعي* بما في ذلك التأمين االجتماعي*‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينبغي منح اإلعانات عند االقتضاء‪ ،‬مع مراعاة موارد وظروف الطفل واألشخاص المسئولين عن إعانة الطفل‪.‬‬

‫و تنص المادة (‪ ) 28‬من هذه االتفاقية أيضﹰا على الحق في التعليم وذلك من خالل‪:‬‬
‫جعل التعليم االبتدائي إلزاميﹰا ومتاحﹰا ومجانيﹰا للجميع‪.‬‬
‫تشجيع تطوير شتى أشكال التعليم الثانوي سواء العام أو المهني‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫جعل التعليم العالي متاحﹰا للجميع على أساس القدرات‪.‬‬

‫‪ 1‬يوسف‪ ،‬أمير فرح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان‪ ،‬العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬المادة‬

‫‪ 1‬قطامش‪ ،‬ربحي‪ :‬تقرير حول حقوق المعاقين الفلسطيني‪ ،‬االتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين‪ ،‬مشروع التوعية والتدريب‪،‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ 2‬يوسف‪ ،‬أمير فرح‪ :‬موسوعة حقوق الطفل‪ ،‬اإلعالن العالمي لحقوق الطفل‪ ،‬ج‪ ،1‬المادة"‪ ،"26‬ص‪.790‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ :‬المادة"‪ ،"28‬ص‪.791‬‬

‫‪18‬‬
‫"‪ ،"26‬ج‪ ،5‬ص‪.790‬‬
‫* هي ميثاق دولي يحدد حقوق األطفال المدنية‪ ،‬السياسية‪ ،‬صاديةاالقت والثقافية‪ .‬تراقب تنفيذ االتفاقية لجنة حقوق الطفل‬
‫التابعة لألمم المتحدة المكونة من أعضاء من مختلف دول العالم‪http://ar.wikipedia.org/wiki .‬‬
‫‪ 2‬يوسف‪ ،‬أمير فرح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان‪ ،‬حقوق الطفل‪ ،‬الوثائق والصكوك الدولية بشأن حقوق الطفل‪ ،‬المادة "‪،"23‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪.788-787‬‬
‫حالة أو ظرف تتميز به الجماعة يسود فيه االلتحام االجتماعي‪ ،‬والتعاون‪ ،‬والعمل الجمعي الموجه نحو إنجاز أهدافها‪،‬‬
‫ويستخدم المصطلح أحيانﹰا لإلشارة إلى االلتحام االجتماعي‪ . .‬أنظر‪ :‬غيث‪ ،‬محمد عاطف ‪ ،‬قاموس علم االجتماع ‪ ،‬دار‬
‫العلم للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪،1979 ،‬ص‪.466‬‬
‫هو تأمين إجباري يفرضه المشرع لصالح فئات من المواطنين أو لجميعهم ضد المخاطر التي يتعرضون لها هم أو أسرهم‪،‬‬
‫ومن المخاطر اصابات العمل والمرض والبطالة والشيخوخة واعتزال الخدمة بسبب السن ووفاة رب األسرة‪ .‬أنظر‬
‫مدكور‪،‬ابراهيم‪ ،‬معجم العلوم االجتماعية ‪ ،‬مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،1981 ،‬ص‪.107‬‬
‫وتنص المادة (‪ ) 39‬على الحق في التأهيل وذلك من خالل‪" :‬أن تتخذ الدول األطراف كل التدابيرالمناسبة للتشجيع والتأهيل‬
‫التأهيلو عادة االندماج في بيئة تعزز صحة الطفل واحترامه‬
‫إ‬ ‫البدني والنفسي‪ ،‬إو عادة االندماج االجتماعي للطفل‪ ،‬ويجري هذا‬
‫لذاته وكرامته"‪ . 1‬وكل ما ذكرت من مواد في هذه االتفاقية التي تكفل حصول األطفال المعوقين وغيرهم على أفضل أشكال‬
‫الرعاية تذكرني بالخليفة عمر بن الخطاب ‪ ‬الحكيم والمفكر والسباق إلى رعاية حقوق األطفال المعوقين واألصحاء على‬
‫حد سواء‪ ،‬فهو أول من فرض عطا‪ ‬ء من بيت المال ألمهات المواليد الجدد‪ ،‬إلعانتهن على رعاية أولئك المواليد‪ .‬وهو ‪‬م‬
‫‪ ‬ن أوقد النار بنفسه وحمل الطعام والثياب من بيت المال‪ ،‬حتى رسم البسمة على شفاههم‪ ،‬حتى قالت أمهم وهي لم‬
‫تعرف عمر "واﷲ إنك ألحق بالخالفة من عمر"‪.‬‬

‫ثالثﹰا‪ :‬اإلعالن الخاص بحقوق المتخلفين عقليﹰا لسنة ‪ *1971‬ونص هذا اإلعالن على‪:‬‬
‫للمتخلف عقليﹰا إلى أقصى حد ممكن نفس ما لسائر البشر من حقوق‪.‬‬
‫للمتخلف عقليﹰا الحق في الحصول على الرعاية والعالج الطبيين المناسبين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫للمتخلف عقليﹰا حق التمتع باألمن االقتصادي وبمستوى معيشة الئق‪.‬‬

‫ونالحظ من خالل هذا اإلعالن االهتمام الكبير باإلنسان مهما كانت حالته العقلية‪ ،‬ومراعاة لظروفه الصحية بحيث تتناسب‬
‫مسؤوليته القضائية واالجتماعية طرديﹰا مع أهليته وقدرته العقلية هبوطﹰا وصعودﹰا‪ ،‬وهذا يذكرني بسماحة إسالمنا العظيم إذ‬

‫‪ 1‬يوسف‪ ،‬أمير فرح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان‪ ،‬اإلعالن العالمي لحقوق التعليم‪ ،‬ج‪ ،5‬المادة "‪ ،"39‬ص‪.794‬‬
‫* اعتمد ونشر على المأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪( 2856‬د‪ )26 -‬المؤرخ في ‪ 20‬كانون أول ‪ /‬ديسمبر‬
‫‪ .1971‬حيث أكد على ضرورة حماية حقوق ذوي العاهات البدنية والعقلية وتامين الرفاهيـة لهم إو عـادة تـأهيلهم ‪ .‬انظــر مـراد ‪،‬عبـد‬
‫الفتاح‪ ،‬موسوعة حقوق اإلنسان ‪ ،‬ص‪.1116‬‬
‫‪ 2‬مراد‪ ،‬عبد الفتاح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان‪ ،‬مطبعة اإلسكندرية‪ ،‬اإلسكندرية‪1971 ،‬م‪ ،‬ص‪.1116‬‬

‫‪19‬‬
‫أن ديننا الحنيف قد رفع القلم والمسؤولية والتكاليف عن المجنون بسبب عدم تمييزه ألفعاله‪ .‬قال ‪" :‬رفع القلم عن ثالث‬
‫عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق"‪.1‬‬

‫رابعﹰا‪ :‬اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين لسنة ‪1975‬م*‬


‫وتكمن أهمية هذا اإلعالن في كونه قد يصبح أساسﹰا مشتركﹰا لحماية حقوق المعوقين‪ ،‬وتقديمﹰاالعتماده بعد تطويره كاتفاقية‬
‫دولية ملزمة‪ ،‬ومن أهم الحقوق التي نص عليها هذا اإلعالن‪:‬‬
‫للمعوق حق أصيل في أن تحترم كرامته اإلنسانية‪ ،‬وله أيﹰا كان منشأ وطبيعة وخطورة أوجه التعويق والقصور التي يعاني‬
‫منها نفس الحقوق األساسية التي تكون لمواطنيه الذين هم في سنه‪.‬‬
‫للمعوق نفس الحقوق المدنية والسياسية التي يتمتع بها سواه من البشر‪.‬‬
‫للمعوق الحق في التدابير التي تستهدف تمكينه من بلوغ أكبر قدر ممكن من االستقالل الذاتي‪.‬‬
‫للمعوق الحق في العالج الطبي والنفسي والوظيفي‪ ،‬بما في ذلك حقه في الحصول على األعضاء الصناعية وأجهزة‬
‫التقويم‪ ،‬وفي التأهيل الطبي واالجتماعي‪ ،‬وفي التعيين والتدريب المهني‪ ،‬والمساعدة والمشورة‪ ،‬وخدمات التوظيف التي تمكنه‬
‫‪2‬‬
‫من إنماء قدرته ومهاراته إلى أقصى الحدود وتعجل بعملية دمجه في المجتمع‪.‬‬

‫خامسﹰا‪ :‬اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين‬


‫قدمت األمم المتحدة عدة ق اررات خاصة بالمعوقين وحماية حقوقهم ففي قرارها ‪ 82/31‬الصادر بتاريخ ‪13/12/1976‬م‬
‫بأنه على كافة الدول األطراف أن تأخذ بالحسبان‪ ،‬الحقوق والمبادئ المضمنة في اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين عند‬
‫تأسيسها لسياساتها وخططها وبرامجها‪ ،‬وعلى كافة المنظمات والوكاالت الدولة المعنية‪ ،‬أن ﹸتض‪‬من برامجها أحكامﹰا‬
‫تضمن التطبيق الفاعل لهذه الحقوق والمبادئ‪ ،‬وفي التعديل لهذا اإلعالن‪ ،‬أعلنت األمم المتحدة في الفترة الواقعة ما بين‬
‫‪1983‬م‪ 1992 -‬م عدة ق اررات خاصة بالمعوقين‪ ،‬والغرض منها أن تكفل للمعوق إمكانية ما يمارسه غيرهم من حقوق‬
‫‪3‬‬
‫وواجبات‪.‬‬

‫اعتمد ونشر على المأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ‪( 3447‬د‪ )30 -‬المؤرخ في ‪ 9‬كانون أول ‪ /‬ديسمبر‬
‫‪ . 1975‬يعنى بشأن المعاقين ويضع نصب عينيه ضرورة الوقاية من التعويق الجسماني والعقلي وضرورة مساعدة‬
‫المعوقينعلى إنماء قدراتهم ‪ .‬انظر مراد ‪ ،‬عبد الفتاح‪ ،‬موسوعة حقوق اإلنسان ‪ ،‬ص‪.1118‬‬
‫سادسﹰا‪ :‬منظمة العمل الدولية*‬

‫‪ 1‬النسائي‪ :‬السنن الكبرى‪ ،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب من ال يقع طالقه من األزواج‪ ،‬حديث رقم ‪ ،5596‬ص‪.265‬‬
‫‪ 2‬مراد‪ ،‬عبد الفتاح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان‪ ،‬ص‪.1116‬‬
‫‪ 3‬مراد‪ ،‬عبد الفتاح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان ‪ ،‬ص‪.1117‬‬

‫‪20‬‬
‫اعتﹸمد ونﹸشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 3447‬المؤرخ في ‪ 9‬كانون األول‪1975‬م‪ ،‬حيث قطعت‬
‫الدول على نفسها عهدﹰا برفع مستويات المعيشة وتهيئة الظروف"‪.3‬‬

‫ومما سبق يتبين مدى اهتمام العالم كمؤسسات مجتمع مدني وكذلك الدول برعاية األشخاص ذوي اإلعاقة لذلك أسست‬
‫العديد من المنظمات التي عنيت بهذا األمر والتاريخ الدولي يحتفظ بالكثير من المواثيق واالتفاقيات واإلعالنات العامة‬
‫لحقوق اإلنسان التي تنظم شؤون المعاقين والتي تؤكد على ضرورة العناية بهم‪ ،‬كذلك توجد قوانين عالمية وكذلك قوانين‬
‫خاصة بالكثير من الدول التي تنظم رعاية المعوقين‪ ،‬وأما بالنسبة للقانون الفلسطيني فسوف أتحدث عنه في الصفحات‬
‫القادمة إن شاء اﷲ‪.‬‬

‫انشئت هذه المنظمة بمقتضى معاهدة فرساي بعد الحرب العالمية األولى‪ ،‬وذلك تحقيقﹰا لهدف خضوع العمال في العالم‬
‫أجمع لمبادئ عمالية موحدة لتحسين أحوال الطبقة العاملة وتحقيق أكفأ استخدام للقوى العاملة ‪ ،‬حيث أصبحت إحدى‬
‫الوكاالت المتخصصة التابعة لألمم المتحدة‪ .‬أنظر عمر‪ ،‬حسين‪ ،‬دليل المنظمات الدولية‪( ،‬د‪ .‬ط) ‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ، 1997 ،‬ص‪.93‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قانون رعاية المعوقين الفلسطينيين وتقسيماته للمعوقين حسب نوع اإلعاقة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلعاقة في فلسطين‪:‬‬

‫عند الحديث عن اإلعاقات في فلسطين‪ ،‬يجب أن نضيف إلى األسباب السابقة الذكر لإلعاقات سببﹰا آخر يتمثل في القمع‬
‫التعسفي اإلسرائيلي؛ والذي زاد من مخاطر التعرض لإلصابة باإلعاقة في فلسطين‪ ،‬حيث أفادت بعض الدراسات في‬
‫جامعة بيرزيت أن (‪ )% 13‬من اإلصابات بين أفراد المجتمع الفلسطيني خالل انتفاضة األقصى أدت إلى إعاقات دائمة‪.‬‬
‫ويشير تقرير الصحة عام (‪2003‬م) أن هناك (‪ )1.183‬حالة إعاقة في الضفة وحدها منذ اندالع انتفاضة األقصى ولغاية‬
‫عام‬
‫(‪ 2004‬م)‪ ،‬كما وتدل اإلحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني على أن نسبة المعاقين في فلسطين‬
‫بلغت في عام (‪2004‬م) بنسبة بلغت (‪ )% 1.7‬معوق‪ ،‬وقد ارتفعت نسبة اإلعاقات بعد انتفاضة األقصى جراء اإلصابات‬
‫برصاص االحتالل اإلسرائيلي‪ ،‬إذ بلغ عدد المواطنين الفلسطينيين الذين أصيبوا خالل االنتفاضة بعاهات دائمة وشبه دائمة‬
‫إلى (‪ )46353‬حتى تاريخ (‪ 1/3/2006‬م) وفقﹰا إلحصائيات الهيئة العامة‪ .‬وتشير الدراسات في هذا الموضوع أن اإلعاقة‬
‫الحركية شكلت النسبة األعلى بين اإلعاقات‪ ،‬حيث إن حوالي ثلث المعوقين هم معوقون حركيﹰا‪ ،‬بنسبة بلغت (‪،)%29.8‬‬
‫‪2‬‬
‫ويأتي بعدها اإلعاقة البصرية‪ ،‬حيث شكلت ما نسبته (‪ )%18.7‬من مجموع اإلعاقات‪.‬‬

‫‪ 3‬مراد‪ ،‬عبد الفتاح‪ :‬موسوعة حقوق اإلنسان‪ ،‬ص‪.1118‬‬


‫‪ 2‬الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن‪ ،‬حقوق المعوقين في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬سلسلة تقارير خاصة (‪ ،2004 ،)47‬ص‪-26‬‬
‫‪.27‬‬

‫‪21‬‬
‫إن نسبة المعوقين في فلسطين تعد عالية نسبيا عن باقي دول العالم‪ ،‬حيث بلغت نسبة انتشار اإلعاقة في األراضي‬
‫الفلسطينية في عام (‪2011‬م) حوالي (‪ ،)% 7‬وهي النسبة ذاتها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة‪ .‬فقد بلغت هذه‬
‫النسبة في األراضي الفلسطينية (‪ )%2.7‬من مجمل السكان‪ ،‬و(‪ )%2.9‬من مجمل السكان في الضفة الغربية‪ ،‬و(‪)%2.4‬‬
‫من مجمل السكان في قطاع غزة‪ .‬كما بلغت نسبة اإلعاقة بين الذكور (‪ ،)%2.9‬أما بين اإلناث فبلغت النسبة (‪)%2.5‬‬
‫في األراضي الفلسطينية‪ 1.‬ويعود ذلك إلى عدة أسباب‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫اإلصابات المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن ممارسات االحتالل وجنوده‪ :‬والناظر في حالةالشعب الفلسطيني يجد أن هذه‬
‫اإلصابات تزداد يوميﹰا مع استمرار االحتالل في ممارسته القمعية والتعسفية‪ ،‬حتى بات الكثير من منازل الفلسطينيين فيها‬
‫مصاب بإحدى اإلعاقات الدائمة أو شبه الدائمة بسبب جرائم االحتالل‪.‬‬
‫ضعف الرعاية الصحية‪ :‬ففي كثير من الحاالت ينتج عن ضعف الرعاية الصحية حاالت من اإلعاقة بمختلف أنواعها‪.‬‬
‫ويعود ذلك إلى أن الكثير من القرى النائية والمخيمات ال تكاد تجد فيها عيادة الرعاية الصحية األولية‪ ،‬إو ن وجدت فإنها‬
‫ف لحصول الضعف في الرعاية الصحية‪.‬‬ ‫تقتصر على األدوية والكوادر الكافية إلدارتها‪ ،‬وهذا ٍ‬
‫كا ٍ‬
‫ضعف الوعي الصحي لدى األهالي‪ ،‬وضعف إجراءات الكشف المبكر‪.‬‬
‫عدم إتمام الفحوصات الطبية* الالزمة من قبل عدد كبير من المقبلين على الزواج وأثناء فترة الحمل‪ .‬وهذا السبب أصبحنا‬
‫قادرين على تجاوزه من خالل القانون الذي سنه مجلس القضاء الشرعي‪ ،‬وذلك بربط عقد الزواج بوجود ورقة من إحدى‬
‫الجهات الطبية الرسمية يقوم بمقتضاها الزوجان بفحص الثالسيميا*‪.‬‬
‫ارتفاع نسبة زواج األقارب في المجتمع الفلسطيني ‪ :‬حيث يرى بعض الباحثين أن زواج األقارب سبب واضح لوجود العديد‬
‫من اإلعاقات بين المواليد لما بأن بعض الباحثين األخرين ال يسلمون بهذا واعتبروا أن مجرد زواج القريب من قريبته ليس‬
‫سببﹰا كافيﹰا لحدوث اإلعاقة ويستدلون على وهة نظرهم هذه ‪ ،‬إضافة إلى استنتاجاتهم النظرية والعلمية بقوله تعالى‬
‫الل ِاتِي آﹶت‬
‫ِإن ا ََأ‪ ‬حﹶلﹾلﹶنا ﹶلك‪َ َ‬أ‪ ‬ز‪ ‬وا‪ ‬ج‪ ‬ك َّ‬ ‫مخاطبﹰا رسوله صلى اﷲ عليه وسلم " ‪‬يا َأ‪‬ي‪ ‬ها َّ‬
‫الن ِ‬
‫ِب‪ ‬ي َّ‬
‫ﹶنا ِت ‪‬ع‪‬م‪ ‬ك ‪‬و‬‫الل ‪‬ه ع‪‬ﹶل‪‬يك‪ ‬و‪‬ب ِ‬
‫‪‬ي ﹶت ُأ‪ ‬جو‪ ‬ر‪ ‬هن‪ ‬و‪‬ما م‪‬ﹶل ﹶك ﹾت ‪‬يِ ِميﹸن‪ ‬ك ِم‪‬ما ََأﹶفا‪ ‬ء َّ‬
‫الل ِاتِي ‪‬ها‪ ‬ج‪ ‬ر‪ ‬ن ‪‬م‪‬ع‪ ‬ك ‪‬وا‪ ‬مرََأةﹰ‬ ‫ﹶخال‪ ‬ك ‪‬و‪‬ب ِ‬
‫ﹶنا ِت ﹶخاالتِك‪َّ ‬‬ ‫ﹶنا ِت ِ‬
‫ما ِت‪ ‬ك ‪‬و‪‬ب ِ‬
‫ﹶنا ِت ‪‬ع‪ِ ‬‬
‫‪‬ب ِ‬
‫الن ِب‪ ‬ي ََأ‪ ‬ن ‪‬ي‪ ‬سﹶتﹾنِ ِك‪ ‬ح‪ ‬ها ِ‬
‫ﹶخال‪‬‬ ‫‪‬مْؤ ِمِﹶنةﹰ ِِإ‪ ‬ن ‪‬و‪ ‬ه‪‬ب ﹾت ﹶنﹾف‪ ‬س‪ ‬ها ِِل َّ‬
‫لن ِ‬
‫ِب‪ ‬ي ِِإ‪ ‬ن ََأ‪ ‬ار‪‬د َّ‬
‫صﹰة ﹶلك‪ِ ‬‬
‫ِ م‪ ‬ن‬
‫دو ِن اﹾل‪‬مْؤ ِمِنِي‪ ‬ن ﹶق‪‬د ‪ِ ‬عل‪ ‬مﹶنا ‪‬ما ﹶف‪ ‬ر‪ ‬ضﹶنا ‪‬عﹶل‪‬يِه‪‬م ِِفي ََأ‪ ‬ز‪ ‬و ِ‬
‫اجِه‪‬م ‪‬و‪‬ما م‪‬ﹶل ﹶك ﹾت ََأ‪‬ي‪‬مانﹸ‬ ‫‪ِ‬‬
‫‪ ‬ه‪‬م ِ‬
‫ِلﹶك‪‬يال ‪‬يﹸكو‪ ‬ن ع‪‬ﹶل‪‬يك‪‬‬
‫الل ‪‬ه ﹶغفﹸو اﹰر ‪ِ ‬ر ِحيمﹰا) ‪1‬‬
‫‪‬ح‪ ‬ر‪ ‬ج ‪‬وﹶكا‪ ‬ن َّ‬
‫ووجه االستدالل من هذه األية ان اﷲ أحل بنبيه ثم للمؤمنين الزواج من القريبات كبنات العم والعمة وبنات الخال والخالة‬
‫وهو أعلم ‪.‬‬

‫‪ 1‬فلسطين‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪" ،‬مسح اإلعاقة الفلسطيني"‪ ،‬و ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،2011 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪22‬‬
‫* عبارة عن فحوصات مخبرية أو سريرية تجرى لكل من الذكر واألنثى العازمين على الزواج‪ ،‬ويتم إجراؤها قبل عقد القران‬
‫الكتشاف أي موانع صحية تحول دون الزواج وحتى لمعرفة إمكانية اإلنجاب من عدمه بحيث يكون كال الخاطبين عالمﹰا‬
‫بما هو مقبل عليه ومقتنعﹰا به تمامﹰا‪ .‬أنظر‪ :‬عضيبات‪ ،‬صفوان محمد ‪ ،‬الفحص الطبي قبل الزواج" دراسة شرعية قانونية‬
‫تطبيقية" ط‪ ،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ 1‬سورة األحزاب رقم ( ‪. )33/50‬‬
‫‪ .7‬حوادث السير المختلفة‪ ،‬إو صابات العمل‪ :‬نتيجة لالكتظاظ السكاني‪ ،‬أو اإلهمال في قواعد األمنوالسالمة سواء على‬
‫الطرق أو في أماكن العمل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫البيئة الملوثة بسبب ممارسات االحتالل اإلسرائيلي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم وأنواع اإلعاقة وفقﹰا للقانون الفلسطيني‪:‬‬

‫ع‪ ‬رف قانون العمل الفلسطيني رقم (‪ )4‬لسنة ‪2000‬م المعوق بأنه "الشخص الذي يعاني من عجز في بعض قدراته‬
‫الجسدية أو الحسية أو الذهنية‪ ،‬نتيجة مرض‪ ،‬أو حادث‪ ،‬أو سبب خلقي‪ ،‬أو عامل وراثي‪ ،‬أدى لعجزه عن العمل أو‬
‫االستمرار أو الترقي فيه‪ ،‬أو أضعف قدرته عن القيام بإحدى الوظائف األساسية في الحياة‪ ،‬ويحتاج إلى الرعاية والتأهيل‬
‫من أجل دمجه أو إعادة دمجه في المجتمع"‪ . 2‬ويالحظ على هذا التعريف أنه اختلف عن تعريف المعوق الوارد في قانون‬
‫حقوق المعوقين الفلسطينيين‪ ،‬إذ أنه نظر إلى المعوق من زاوية العجز وليس من زاوية القدرات المتاحة التي يمكن توظيفها‬
‫ألداء األعمال المختلفة‪.3‬‬

‫أما قانون المعاق الفلسطيني‪ ،‬فقد ع‪ ‬رف الشخص المعاق بأنه‪" :‬هو الشخص المصاب بعجز كلي أو جزئي خلقي أو‬
‫غير خلقي‪ ،‬وبشكل مستقر في أي من حواسه أو قدراته الجسدية أو النفسية أو العقلية‪ ،‬إلى المدى الذي يحد من إمكانية‬
‫تلبية متطلبات حياته العادية في ظروف أمثاله من غير المعاقين"‪.4‬‬

‫وفي التعداد العام للسكان الفلسطيني لعام ‪1997‬م‪ ،‬ق‪‬دم الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني تعريفﹰا إجرائيﹰا للمعوق‬
‫يفيد بأنه‪" :‬كل فرد لديه قصور في نوع أو مقدار النشاط الذي يؤديه‪ ،‬بسبب صعوبات مستورة تعزى إلى حالة جسمية أو‬
‫عقلية‪ ،‬أو مشكلة صحية طال أمدها ستة أشهر فأكثر" وبهذا فإن أصحاب اإلعاقات المؤقتة والمرضى الذين يحتاج شفاؤهم‬

‫‪ 1‬الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن‪ :‬حقوق المعوقين في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬سلسلة تقارير خاصة (‪ ،2004 ،)47‬ص‪-28‬‬

‫‪.30‬‬
‫‪ 2‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-96‬الفصل األول‪ ،‬تعاريف وأحكام عامة‪ ،‬مادة ‪ ،1‬ص‪.212-211‬‬
‫‪ 3‬الســعدي‪ ،‬بهــاء الــدين وآخــرون‪ :‬حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬الهيئــة الفلســطينية المســتقلة لحقــوق الم ـواطن‪ ،‬سلســلة‬
‫تقارير خاصة‪2006 ،‬م‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ 4‬قانون المعاق الفلسطيني الصادر سنة ‪1999‬م‪ ،‬المادة "‪ ،"1‬ص‪.23‬‬

‫‪23‬‬
‫إلى فترة زمنية تتجاوز ستة أشهر يندرجون هنا ضمن تعريف المعوقين‪ ،‬رغم أن القانون حدد اإلعاقة بحالة مستقرة تدوم‬
‫‪1‬‬
‫ألمدزمني طويل‪.‬‬

‫وفي الالئحة التنفيذية لقانون المعاقين الفلسطيني‪َّ  ،‬‬


‫صن فت المادة األولى منه اإلعاقات على النحو اآلتي‪:‬‬
‫اإلعاقة الحركية‪ :‬هي اإلعاقة الناتجة عن خلل وظيفي في األعصاب أو في العضالت أو العظم أو المفاصل‪ ،‬تحد أو تفقد‬
‫الحركة للجسم‪.‬‬
‫اإلعاقة الحسية‪ :‬هي اإلعاقة الناتجة عن إصابة أو تلف في األعضاء الحسية‪ ،‬وينتج عنها إعاقة بصرية أو سمعية أو‬
‫نطقية‪.‬‬
‫اإلعاقة الذهنية‪ :‬هي اإلعاقة الناتجة عن خلل في الوظائف العليا للدماغ‪ ،‬كالتركيز والعد والذاكرة‪ ،‬وينتج عنها إعاقة‬
‫تعليمية أو صعوبة في التعلم‪ ،‬أو خلل في التصرفات والسلوك للشخص‪.‬‬
‫اإلعاقة العقلية‪ :‬هي اإلعاقة الناتجة عن أمراض نفسية أو وراثية أو أجنبية‪ ،‬أو كل ما يعيق العقل عن القيام بوظائفه‬
‫المعروفة‪.‬‬
‫اإلعاقة المزدوجة‪ :‬هي عبارة عن وجود إعاقتين لدى الشخص الواحد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اإلعاقة المركبة‪ :‬وهي عبارة عن وجود مجموعة من اإلعاقات المختلفة لدى شخص واحد‪.‬‬

‫ويلحظ أن الالئحة التنفيذية لقانون حقوق المعوقين الفلسطيني قد اعتمدت على التصنيف الدولي الصادر عن منظمة‬
‫الصحة العالمية عام ‪ 1997‬م كأساس لتصنيف هذه اإلعاقات‪ ،‬وانطالقﹰا من ذلك التصنيف تعتمد نسبة العجز الواردة في‬
‫اللوائح المعمول بها في و ازرة الصحة الفلسطينية أساسﹰا للتصنيف‪ ،‬وتقوم و ازرة الشؤون االجتماعية وو ازرة الصحة والجهات‬
‫الخاصة بتحديد نسبة العجز فيما لم يرد ذكره في هذه الالئحة‪.‬‬

‫أما حديثﹰا فإن االتجاه العام لتعريف اإلعاقة في القانون الفلسطيني يميل إلى تبني التعريف الوارد في اتفاقية دول أمريكا‬
‫الالتينية؛ إلنهاء كل مظاهر التمييز ضد األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬والذي ينص على أن اإلعاقة تعني‪" :‬العجز الجسدي أو‬
‫العقلي أو في الحواس‪ ،‬سواء كان دائمﹰا أو مؤقتﹰا‪ ،‬والذي يؤدي إلى الحد من القدرة على ممارسة أحد أو عدد من‬
‫النشاطات الرئيسة للحياة اليومية‪ ،‬والتي يمكن أن تكون سببﹰا في تدهور البيئة االجتماعية واالقتصادية"‪ ،3‬وعلى هذا فقد‬
‫شمل هذا القانونالحاالت التالية‪:‬‬
‫التخلف العقلي البسيط والشديد (عدم اكتمال النمو)‪.‬‬
‫اإلعاقة البصرية (الكلية والجزئية‪ ،‬وعمى األلوان‪ ،‬وضعف البصر)‪.‬‬
‫اإلعاقة السمعية إو عاقات التخاطب الكلية والجزئية (حادة‪ -‬متوسطة‪ -‬خفيفة)‪.‬‬

‫‪ 1‬قانون المعاق الفلسطيني الصادر سنة ‪1999‬م‪ ،‬المادة "‪ ،"1‬ص‪.23‬‬


‫‪ 2‬الدغمي‪ ،‬تغريد عبد اﷲ‪ :‬مجموعة التشريع الفلسطيني‪ ،‬ج‪ ،4‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪2006 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪-2593‬‬

‫‪.2594‬‬
‫‪ 3‬انظر مجموعة التشريعات الفلسطينية‪ ،‬قرار مجلس الوزراء رقم (‪ )40‬لسنة ‪2004‬م‪ ،‬الخاص بالالئحة التنفيذية لقانون رقم‬
‫(‪ )4‬لعام ‪1999‬م لحقوق المعوق الفلسطيني‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلعاقات الحركية (كتعطل وظائف أعضاء الحركة بالجسم الكلية والجزئية)‪.‬‬
‫االضطرابات االنفعالية والوجدانية‪.‬‬
‫المشكالت الصحية الخاصة والصرع‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫صعوبات التعلم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬قانون حقوق المعوق الفلسطيني‪:‬‬

‫يعتبر قانون حقوق المعوق الفلسطيني اإلطار القانوني الشامل الذي يلزم مختلف الجهات الفلسطينية باحترام حقوق‬
‫المعوقين‪ ،‬ويحث الدولة الفلسطينية بمؤسساتها المختلفة على القيام باإلجراءات الالزمة لضمان هذه الحقوق‪ ،‬وال يستثني‬
‫قانون حقوق المعوقين‪ ،‬المؤسسات األهلية والخاصة واألفراد من مسؤولياتهم تجاه تلك الحقوق‪ ،‬فقد قام االتحاد العام‬
‫للمعاقين الفلسطينيين* منذ عام ‪ 1993‬م بمناقشات مع جهات عدة‪ ،‬لبحث آفاق سن قانون يضمن حقوق األشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة في فلسطين‪ ،‬وفي السابع من آب عام ‪ 1999‬م تمت المصادقة من قبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الشهيد‬
‫الراحل ياسر عرفات أبو عمار على قانون حقوق المعوقين رقم (‪ ،)4‬ونشر في مجلة الوقائع الرسمية بتاريخ‬
‫‪2‬‬
‫‪10/10/1999‬م‪.‬‬

‫وبهذا يكون رسميﹰا قد دخل هذا القانون حيز التنفيذ‪ ،‬مشك ﹰال بذلك اإلطار القانوني المرجعي لحقوق المعوقين الفلسطينيين‪،‬‬
‫بعد أن مرت قضايا األشخاص ذوي اإلعاقة في حالة تيه وضاعت فيها المسئوليات وقد جاء هذا القانون في أربعة فصول‪:‬‬

‫‪ −‬الفصل األول‪ :‬يشتمل على تعريف المعاق‪ ،‬وأحكام عامة تبلور عالقة السلطة الوطنيةالفلسطينية وو ازراتها بالمعوقين‪ ،‬مع‬
‫التأكيد على إن للمعوق حق التمتع شأن غيره من المواطنين‪ ،‬مع التأكيد على عدم جواز أن تكون اإلعاقة سببﹰا يحول دون‬
‫تمكن المعوق من الحصول على تلك الحقوق التي يكفلها القانون األساسي والقوانين األخرى‪.‬‬
‫‪ −‬الفصل الثاني‪ :‬ويشتمل على الحقوق الخاصة للمعوق في المجاالت االجتماعية‪ ،‬والصحية‪ ،‬والتعليمية‪ ،‬وفي مجال‬
‫التأهيل‪ ،‬والتشغيل‪ ،‬والترويح‪ ،‬والرياضة‪ ،‬ومجال التوعية المجتمعية‪.‬‬
‫‪ −‬الفصل الثالث يؤكد على مواءمة األماكن العامة للمعوقين‪ ،‬وبذلك يهدف إلى إيجاد بيئة تتناسب واحتياجات المعوقين في‬
‫المدارس‪ ،‬والكليات‪ ،‬والجامعات‪ ،‬والمواصالت كي يضمن حرية الحركة‪ ،‬ومرافق االتصاالت‪ ،‬واستخدام األماكن العامة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ −‬الفصل الرابع يشتمل على أحكام عامة‪.‬‬

‫‪ 1‬انظ ــر‪ :‬التقري ــر الص ــادر عن جامع ــة ال ــدول العربي ــة ح ــول "اجتماع ــات ال ــدورة الس ــابعة للجن ــة الخاص ــة لالتفاقي ــة الدولي ــة لحق ــوق‬
‫األشخاص المعوقين‪ ،‬نيويورك‪ 3 ،‬فبراير لعام ‪2006‬م‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫* سيتم التعريف به في الفصل الرابع من الرسالة ص‪.113‬‬
‫‪ 2‬عمرو‪ ،‬زياد‪ :‬مجلة الوقائع الرسمية‪ ،‬تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين‪،‬‬
‫(تقرير رقم ‪ ،)25‬العدد ‪ ،113‬ص‪.23‬‬
‫‪ 3‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬القوانين ‪ ،2000-96‬ط‪ ،2000 ،2‬ص‪.248-245‬‬

‫‪25‬‬
‫إن قانون حقوق المعاق الفلسطيني الصادر عام ‪1999‬م جاء ل‪‬يعنى بفئة كبيرة تكاد تكون مهمشة في فلسطين‪ ،‬وهذه‬
‫الفئة يزداد عدد أفرادها بشكل مستمر في ظل الظروف الحالية‪ ،‬فجاء هذا القانون ليحمي هذه الفئة ويرعاها‪ ،‬ويكفل لها‬
‫الحياة الكريمة‪ ،‬كباقي أفراد الشعب‪ ،‬ويرقى بها إلى أعلى المستويات‪ ،‬وقد تعهد واضعوه برعاية وتأهيل من تنطبق عليهم‬
‫بنود هذا القانون‪ ،‬حيث عرفت المادة (‪ ) 1‬التأهيل بأنه‪ :‬مجموعة الخدمات واألنشطة والمعينات االجتماعية والنفسية والطبية‬
‫‪1‬‬
‫والتربوية والتعليمية والمهنية التي تﹸمكﹼن المعاقين من ممارسة حياتهم باستقاللية وكرامة‪.‬‬

‫وحيث إن التأهيل يعد من أهم األركان والركائز األساسية في إعداد الشخص‪ ،‬بغض النظر سواء أكان معوقﹰا أم غير‬
‫معوق‪ ،‬فالتأهيل يكون من قبل األسرة ومن قبل المؤسسات المتخصصة بالتأهيل‪ .‬وأعطى القانون الفلسطيني األشخاص‬
‫ذوي اإلعاقة بطاقات تمكنهم من الحصول على كافة الحقوق‪ ،‬حيث تتضمن هذه البطاقة مجموعة الخدمات التي يحصل‬
‫عليها الشخص المعوق‪ ،‬والذي يحمل هذه البطاقة تكون بمثابة وثيقة تميز المعوقين عن غيرهم‪ ،‬وتسهل عليهم اإللمام بكافة‬
‫االمتيازات التي يمكن أن تﹸعطى لهم‪ .‬ويلحظ على هذا التعريف أنه جاء شام ﹰال‪ ،‬ويعد هذا القانون من أفضل القوانين‬
‫المهمة في الدولة؛ الهتمامه بشريحة كبيرة حرمت من بعض الحواس التي أنعم اﷲ بها على اإلنسان وكرمه بها‪ ،‬حيث جاء‬
‫هذا القانون لينهض بهذه الفئة ويخرجها من عزلتها‪ ،‬ويمنحها الحقوق التي تمكنها من التغلب على الواقع المرير الذي‬
‫يعيشه الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وأفراده‪ ،‬حيث نصت بنود هذا القانون على إنشاء المدارس والمعاهد والمؤسسات‬
‫الخاصة للعناية بهذه الفئة‪ ،‬لتمكنها من ممارسة حياتها بالشكل الطبيعي والمش‪ ‬رف‪ ،‬ومساعدتها على إبراز مواهبها‬
‫بكافةأشكالها وأنواعها‪ ،‬والتخلص من كافة المعيقات التي تواجهها هذه الفئه (فئة ذوي اإلعاقة)‪ .‬فقد نص القانون على حق‬
‫المعوق بالتعليم‪ ، 2‬حيث ألزم الدولة بوجوب بناء المدارس الخاصة بالمعوقين لتسهيل عملية التعليم لهم ومنها‪:‬‬

‫مدارس الصم والبكم‪ ،‬التي تﹸعنى بتعليم األشخاص الذين ال يتمكنون من النطق أو السمع أوكليهما‪ ،‬فهذه المدارس تقوم‬
‫بتعليمهم عن طريق اإلشارات الخاصة بهم والتي تمكنهم من التعليم وممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي‪.‬‬
‫مدارس المكفوفين‪ :‬وهذه المدارس تقوم بحد ذاتها بتعليم وتدريس األشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية‪ ،‬حيث تقوم هذه‬
‫المدارس بتعليم المكفوفين على نظام "بريل"؛ لكي يتمكن هؤالء األشخاص من التعليم بكافة المستويات المختلفة للتعليم‪:‬‬
‫األساسي والثانوي والجامعي‪.‬‬
‫فهذه المدارس هدفها األساسي هو تعليم نظام "بريل"‪ ،‬الذي بحد ذاته يعد السبب األساسي لتعليم الشخص الكفيف‪.‬‬
‫أما المقعدون أو األشخاص الذين يعانون من إعاقة حركية في أرجلهم أو أيديهم‪ ،‬فعملية تعليمهم أسهل بكثير من غيرهم‬
‫من المعوقين‪ ،‬فهؤالء يمكن دمجهم بالمدارس الحكومية العادية إلى جانب أقرانهم األصحاء‪ ،‬لكن ينبغي أن تخصص لهم‬
‫تسهيالت حركية‪ ،‬كعمل المواءمات الخاصة بهم‪ ،‬وقد عرف القانون المواءمة بأنها‪" :‬جعل األماكن العامة وأماكن العمل‬
‫مناسبة الستخدام المعوقين"‪ . 3‬حيث فرض المشرع على المؤسسات الحكومية عمل مواءمة خاصة للمعاقين تمكنهم من‬
‫التنقل والحركة بسهولة دون الحاجة ألحد‪.‬‬

‫‪ 1‬الدغمي‪ ،‬تغريد‪ :‬مجموعة التشريع الفلسطينية‪ ،‬ج‪ ،2007 ،4‬ص‪.2585‬‬


‫‪ 2‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬القوانين ‪ ،2000-96‬الفصل الثاني‪ ،‬الحقوق الخاصة‪ ،‬المادة "‪ ،"1‬ص‪.247‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬المادة "‪ ،"1‬ص‪.247‬‬
‫المجلس التشريعي الفلسطيني‪ ،‬القوانين ‪ ،2000-96‬المادة "‪ ،"1‬ص‪.245‬‬

‫‪26‬‬
‫وبالنسبة للمعوقين عقليﹰا‪ ،‬فقد ألزم القانون الدولة بإنشاء مؤسسات خاصة لرعاية األشخاص المعوقين عقليﹰا‪ ،‬والعمل على‬
‫تعليمهم ووضعهم في مراكز خاصة بهم؛ لتحميهم ولترعاهم وتعمل على إصالحهم إذا أمكن لهم ذلك‪ ،‬وهذه المراكز تكون‬
‫مغلقة‪ ،‬وأطلق عليها القانون المشاغل المحمية‪ ،‬والتي عرفها بأنها‪ :‬المراكز التي يكون فيها تأهيل للمعاقين بإعاقات عقلية‬
‫شديدة‪ ،‬وتشغيلها إو يوائهم فيها‪3.‬‬

‫ووفقﹰا للقسم الثاني من هذا القانون الذي جاء لتوعية أفراد المجتمع بأهمية فئة ذوي اإلعاقة‪ ،‬ودورها الف‪‬عال في بناء‬
‫المجتمع والعمل على ترقيته‪ .‬وأيضا جاء لتوعية أفراد المجتمع على كيفية التعامل مع األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬ونشر‬
‫الوعي لدى أسرهم‪ ،‬وتبيين كيفية التعامل معهم‪ ،‬إو عدادهم بشكلسليم من خالل المؤسسات المختصة التي نص عليها‬
‫القانون‪.‬‬

‫فهناك العديد من البرامج التي تتبعها مؤسسات التأهيل في توعية األسر التي يوجد فيها معاقون‪ ،‬ومنها‪ :‬المنشورات‬
‫الكتابية‪ ،‬والمحاضرات‪ ،‬والكتب‪ ،‬والصحف‪ ،‬والمجالت‪ .‬وأيضﹰا من خالل اإلعالم المسموع والمرئي‪ ،‬وأيضﹰا من خالل‬
‫الزيارات الميدانية التي تقوم بها هذه المؤسسات لمنازلهم وأماكن تواجدهم‪.‬‬

‫كما جاء "قانون العمل الفلسطيني رقم (‪ )4‬لسنة ‪2000‬م"‪ 1‬رديفﹰا لقانون حقوق المعوقين في ضمان حق المعوقين في‬
‫فرص عمل متكافئة في القطاعات غير الحكومية‪ ،‬كما نص على حقهم في العمل‪ ،‬وعمل الترتيبات المناسبة لعملهم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫إعفاء األشخاص المعوقين والمؤسسات التي تﹸعنى بهم من الضرائب والرسوم والجمارك‪ ،‬فمن أهم ما ورد في هذا القانون‬
‫هو إعفاء المؤسسات الراعية للمعاقين وحتى األشخاص المعوقين أنفسهم من هذه الرسوم والجمارك‪ .‬وبالنسبة للمؤسسات‬
‫تﹸعفى هذه المؤسسات من رسوم الترخيص‪ ،‬وأيضﹰا تﹸعفى من الجمارك المترتبة على استيراد األجهزة والمعدات الخاصة‬
‫بالمعاقين التي تستوردها من الخارج‪ ،‬كما وتﹸعفى وسائل النقل الخاصة بهذه المؤسسات من الضرائب السنوية‪ ،‬فكل هذه‬
‫االمتيازات منحها القانون للمؤسسات الراعية لألشخاص ذوي اإلعاقة؛ لتسهيل أعمالها‪ ،‬ولتقديم خدماتها على أكمل وجه‬
‫دون تعقيد‪ ،‬والهدف منها أيضﹰا هو تشجيع المؤسسات والجمعيات الخاصة على رعاية المعوقين واالهتمام بهم لالستفادة‬
‫من االمتيازات التي تمنح للمؤسسات الراعية للمعوقين‪ .‬فقصد المشرع هنا هو العمل على تنوع وتكثير تلك المؤسسات‬
‫‪2‬‬
‫والعمل على إنعاشها من كافة النواحي‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألشخاص ذوي اإلعاقة فهم أيضا ‪‬م‪ ‬عﹶفون من الضرائب والرسوم والجمارك‪ ،‬فهم ‪‬م‪ ‬عﹶفون من رسوم‬
‫رخصة البناء‪ ،‬والضرائب السنوية والدورية التي تحصلها الدولة‪ ،‬وأيضﹰا هم معفون من الضرائب المترتبة على الدخل‪ .‬أما‬
‫بالنسبة للجمارك فإن األشخاص ذوي اإلعاقة معفون تمامﹰا من هذه الجمارك على المعدات الخاصة بهم‪ ،‬وأيضﹰا وسائل‬
‫النقل الخاصة التي يستوردونها من الخارج‪ ،‬لكن هناك اعتراض من األشخاص المكفوفين لعدم حصولهم على اإلعفاء‬
‫الجمركي‪ ،‬رغم أن القانون قد شمل جميع المعاقين‪ ،‬فلماذا حرموا من هذا الحق؟ فردت الحكومة بعدم قدرة الشخص الكفيف‬

‫‪ 1‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬قانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2000‬بشأن العمل للمعاقين‪ ،‬المادة "‪ ،"4‬ص‪.233‬‬
‫‪ 2‬عمرو‪ ،‬زياد‪ :‬تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪27‬‬
‫على قيادة السيارة‪ .‬فهذا تبرير غير منطقي؛ ألنه لو لم يستطع الشخص الكفيف قيادةالسيارة‪ ،‬فإن هناك من يقودها عنه‬
‫كأبيه أو أخيه أو حتى زوجته إن كان متزوجﹰا‪.‬‬

‫وأيضﹰا ‪ ‬يعفى الشخص المعوق من الرسوم والضرائب المترتبة على مزاولة التجارة إن كان يمارسها‪ ،‬ويعفى من الضريبة‬
‫المترتبة على المحل الذي يمارس به التجارة‪ ،‬وتقوم و ازرة المواصالت بتسهيل عملية التنقل لألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وتوفر‬
‫وسائل نقل خاصة بهم‪ ،‬وتسهل حصولهم على تخفيضات عامة لهم أو لمرافقيهم‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة (‪ )16‬من‬
‫‪1‬‬
‫ذات القانون‪.‬‬

‫مالحظات على قانون حقوق المعوق الفلسطيني‪:‬‬


‫حصر صالحيات اإلشراف والمتابعة العامة بو ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،‬رغم أنه معروف أن قضايا المعوقين متنوعة جدﹰا‪،‬‬
‫وتتوزع احتياجاتهم على العديد من الو ازرات‪ ،‬وتدخل في اختصاصات ومجاالت ومناطق نفوذ العديد من الو ازرات‬
‫والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية‪ ،‬لذا كان واجبﹰا على المشرعين إضافة نص قانوني بضرورة تشكيل المجلس الوطني‬
‫لشؤون المعوقين‪ ،‬ليكون المرجعية التقريرية التي تتولى إقرار ما يتعلق بشؤون المعوقين‪ ،‬وذلك لضمان فعالية وتكاملية‬
‫سياسة المنافسة والمزاحمة على الصالحيات ومصادر التمويل‪.‬‬
‫فيما يتعلق ببطاقة المعوق التي ورد ذكرها في المادة (‪ )1‬في التعريفات وفي المادة (‪ )10‬حيث ورد نص إصدار بطاقة‬
‫المعوق‪ ، 2‬وكأن األمر مفهوم وواضح ويتكئ على خبرة مديدة‪ ،‬وكان من المفترض أن يجري توضيح وتفصيل ذلك أكثر‪.‬‬
‫أغفل القانون وضع نص قانوني يتعلق بنسب العاملين من المعاقين في المؤسسات الخدمية للمعاقين مث ﹰال‪ ،‬فال يعقل أن‬
‫ال تشغل هذه المؤسسات ‪ % 50‬على األقل من إجمالي العاملين فيها من المعاقين‪ .‬ألنهم األقدر على تفهم حاجات زمالئهم‬
‫الذين يشتركون معهم في نفس مصابهم وطريقة تفكيرهم‪ ،‬وهم األكثر تلمسﹰا للمعاناة‪ ،‬كما أن المشرع لم يشر إلى وجود‬
‫شرط لترخيص أية جمعية تقدم خدمات للمعاقين أن يكون ‪ %50‬على األقل من أعضاء الجمعية العامة ومجلس اإلدارة من‬
‫المعوقين‪.‬‬

‫عدم تحديد إطار زمني للجهات صاحبة االختصاص والتي تتحمل المسؤولية فيما يخص مواءمة‬
‫األماكن العامة للمعاقين‪ .‬ففي ذلك تهرب من المسؤولية القانونية وفقدان القيمة الفعلية للمساءلة والمالحقة القضائية لمن‬
‫يقصر وينتهك حقوق المعوقين‪.‬‬
‫خلو القانون من أي أحكام جزائية مما قد يفسره البعض على أنه ترك الباب مفتوحﹰا لعدم االلتزام بالقانون إو فراغه من‬
‫‪3‬‬
‫محتواه‪.‬‬

‫‪ 1‬المجلس التش ـ ـريعي الفلسـ ــطيني‪ :‬الق‪%%‬وانين ‪ ،2000-1996‬الفصـ ــل الثـ ــالث‪ ،‬موائمـ ــة األمـ ــاكن العامـ ــة للمعـ ــوقين‪ ،‬المـ ــادة "‪،"16‬‬
‫ص‪.248‬‬

‫‪ 2‬المجلس التش ـريعي الفلســطيني‪ :‬الق‪%‬وانين ‪ ،2000-1996‬الفصــل األول‪ ،‬تعــاريف وأحكــام عامــة‪ ،‬المــادة "‪ ."1‬والفصــل الثــالث‪،‬‬
‫الحقوق الخاصة‪ ،‬المادة "‪ ،"10‬المجال االجتماعي‪ ،‬إصدار بطاقة المعوق‪ ،‬ص‪.246‬‬
‫‪ 3‬قطامش‪ ،‬ربحي‪ :‬تقرير حول حقوق المعاقين الفلسطيني‪ ،‬ص‪.28‬‬

‫‪28‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مجاالت رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة التي تناولها القانون الفلسطيني لحقوق المعاقين‬

‫ال شك أن القانون الفلسطيني لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة قد تطرق في مواده وتشريعاته إلى العديد من مجاالت رعاية‬
‫األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وفيما يلي بعض هذه المجاالت كنماذج لسبل معالجة هذا القانون الحتياجات األشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة‪ ،‬وهذا ما ستتطرق إليه المطالب اآلتية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الرعاية النفسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر‪:‬‬

‫بارز في‬
‫دور ﹰا‬
‫إن فقدان الشعور بالسالمة‪ ،‬إنما يرجع بدرجة كبيرة إلى عوامل نفسية‪ ،‬فتلعب الظروف النفسية للفرد المعوق ﹰا‬
‫تحويل حالة العجز إلى حالة تقبل‪ ،‬فاآلثار النفسية التي تتركها حالة العجز على حياة المعوق وعلى حياة أفراد أسرته‪،‬‬
‫غالبﹰا ما تكون من الدرجة العميقة التي تحتاج إلى جهد أكبر للتخفيف من حدتها‪" ،‬كما أن مظاهر الضغوط النفسية التي‬
‫يتعرض لها أفراد أسرة المعوق‪ ،‬تتمثل في أوجه كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬الشعور بالخجل‪ ،‬أو الدونية‪ ،‬أو الذنب‪ ،‬أو إنكار اإلعاقة‪ ،‬أو‬
‫الحماية الزائدة‪ ،‬أو رفض المعوق إو خفائه عن األنظار‪ ،‬أو االنعزال عن الحياة االجتماعية وعدم المشاركة في مظاهرها"‪.1‬‬

‫فالمعوق بحاجة إلى مساعدة نفسية كبيرة لتساعده على فهم وتقدير خصائصه النفسية‪ ،‬ومعرفة إمكانياته الجسمية والعقلية‪،‬‬
‫والوصول إلى أقصى درجة من التوافق الشخصي‪ ،‬وتطوير اتجاهات إيجابية سليمة نحو الذات‪ ،‬ومساعدته على التوافق‬
‫النفسي واالجتماعي والمهني السليم‪ ،‬وتخفيض التوتر والكبت والقلق الذي يعاني منه المعوق‪ ،‬وضبط عواطفه وانفعاالته‬
‫عبر تدريبه على تصريف أموره‪ ،‬وتعزيز ثقته بنفسه‪ ،‬إو دراكه إلمكانياته وكيفية استغاللها‪ ،‬وفي المقابل يشمل التأهيل‬
‫النفسي مساعدة األسرة على فهم وتقدير وتقبل حاالت اإلعاقة‪ ،‬وتشمل خدمات ووسائل التأهيل النفسي‪ :‬توفير خدمات‬
‫اإلرشاد النفسي للمعوق‪ ،‬واإلرشاد األسري‪ ،‬والتعليم المنزلي‪ ،‬وخدمات تعديل السلوك‪ ،‬وخدمات التوجيه واإلرشاد المهني‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وخدمات العالج المهني‪.‬‬

‫وبما أن الحديث عن الرعاية النفسية في القانون الفلسطيني‪ ،‬فقد كفل القانون الفلسطيني عدة حقوقلألشخاص ذوي اإلعاقة‪،‬‬
‫منها‪ :‬الحق في الرعاية النفسية‪ ،‬من خالل تحقيق العالج النفسي والرفاهية‪ ،‬والحياة الكريمة المتكاملة‪ ،‬والحق في تشكيل‬
‫الجمعيات والنقابات الخاصة بهم لدراسة أحوالهم والنظر باحتياجاتهم النفسية‪ .‬حيث ألزم هذا القانون الدولة برعاية هذه الفئة‬
‫غير القليلة من المجتمع الفلسطيني‪ ،‬وجعل هذا األمر إلزاميﹰا على عاتق الدولة (المادة ‪ 4‬منه‪ :‬للمعوقين الحق في تكوين‬

‫‪ 1‬الشناوي‪ ،‬محمد محروس‪ :‬تأهيل المعوقين إو رشادهم‪ ،‬دار المسلم للنشر والتوزيع‪ ،1998 ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 2‬السعدي‪ ،‬بهاء الدين وآخرون‪ :‬حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪29‬‬
‫منظمات وجمعيات خاصة بهم)‪ ، 3‬وهي الجهة الوحيدة الملزمة بكفالة هذه الحقوق وصيانتها من الضياع واالستبداد‪ ،‬عن‬
‫طريق المؤسسات الحكومية وغير الحكومية‪.‬‬

‫دور أساسيﹰا في تكوين‬


‫وفي الحقيقة فإن حق المعوق في الترفيه النفسي يقود إلى تحقيق النمو الشامل للمعاق‪ ،‬ويلعب ﹰا‬
‫شخصيته إو براز مواهبه الكامنة‪ ،‬من خالل إتاحة الفرصة له بممارسة األنشطة الثقافية والترفيهية‪ ،1‬وقد سبق الحديث في‬
‫الفصل الثاني عن كيفية رعاية اإلسالم للمعاقين نفسيﹰا‪ ،‬وبالمقارنة فإنك ال تجد هوة كبيرة بين مواد القانون والنصوص‬
‫الشرعية حول هذه النقطة وﷲ الحمد سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الرعاية الوقائية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر‪:‬‬

‫إن الوقاية الفاعلة من اإلعاقة تتطلب جهودﹰا مخلصة واسعة النطاق‪ ،‬يشارك في بذلها كل من الفرد واألسرة والمجتمع‪،‬‬
‫فاإلعاقة تفرض اتخاذ تدابير عديدة قبل الزواج‪ ،‬وقبل الحمل‪ ،‬وقبل الوالدة وأثناء الوالدة وبعدها‪ ،‬وعليه فال بد من إعداد‬
‫أفراد المجتمع لألبوة واألمومة‪ ،‬ونشر المعلومات حول عوامل الخطر الرئيسة‪ ،‬وسبل تجنبها‪ ،‬وتشجيع األنماط والعادات‬
‫الشخصية واالجتماعية والغذائية والصحية‪ ،‬إو جراء المزيد من الدراسات العلمية حول أسباب اإلعاقة‪ ،‬والتأكيد على أهمية‬
‫معرفة مظاهر النمو اإلنساني الطبيعي في مراحل الطفولة‪ ،‬وأهمية استخدام األساليب التربوية والنفسية المناسبة في تنشئة‬
‫األطفال‪ ،‬وذلك يتطلب اعتماد خطة عمل وطنية طويلة المدى‪ 2.‬إن عملية التطعيم الوقائي ومكافحة األوبئة‪ ،‬والسعي للحد‬
‫من الحوادث‪ ،‬وغيرها الكثير المتعلق بالمبادئ العامة واألساسية‪ ،‬تدخل في نطاق الوقاية من األمراض واألخطار التي تؤدي‬
‫إلى حدوث اإلعاقة أو العاهة الدائمة‪ .‬فاإلعاقات التي تط أر أثناء الوالدة‪ ،‬أو مباشرة بعد الوالدة‪ ،‬يمكن مكافحتها بالكشف‬
‫المبكر لها‪ ،‬وبوضع معايير صارمة تفرض على كل مشفى أو عيادة لديها فرع للتوليد أن تؤمنها‪ :‬من معدات وتجهيزات‪،‬‬
‫إلى استخدام تقنيات معينة‪.‬‬

‫كما أن برامج الجامعات والمعاهد المتخصصة بتخريج األخصائيين الصحيين ينبغي عليها تأمين المواد التي تعالج كيفية‬
‫التعاطي مع حاالت اإلعاقة‪ ،‬وخاصة مع األهل المعنيين‪.‬‬

‫وكذلك اإلعالم الموجه إلى جميع شرائح المجتمع‪ ،‬وخاصة إلى النساء الحوامل‪ ،‬فيما يتعلق بأهمية المتابعة الطبية أثناء‬
‫‪3‬‬
‫الحمل‪ ،‬والشروط األساسية أثناء الوالدة‪.‬‬

‫‪ 3‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-1996‬الفصل األول‪ ،‬تعاريف وأحكام عامة‪ ،‬المادة ‪ ،4‬ص‪.246‬‬
‫‪ 1‬السعدي‪ ،‬بهاء الدين وآخرون‪ :‬حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪ 2‬الخطيب‪ ،‬جمال‪ :‬مقدمة في اإلعاقات الجسمية والصحية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2006 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 3‬مخيمر‪ ،‬غسان‪ :‬دراسة أولية مقارنة لبعض القوانين العربية المتعلقة بحقوق األشخاص المعوقين‪ ،2000 ،‬ص‪.16‬‬

‫‪30‬‬
‫ولقد أوجب القانون الفلسطيني في المادة (‪ ) 10‬منه أن على الحكومة والمؤسسات الصحية تقديم اإلجراءات الوقائية للتقليل‬
‫من نسبة اإلعاقة في المجتمع والحد منها‪ 1،‬وعلى هذا يمكن تلخيص استراتيجيات الوقاية من اإلعاقة على النحو التالي‪:‬‬

‫الوقاية من الحوادث والمحافظة على سالمة األطفال‪ ،‬سواء في المنازل أو في المراكز التي تعني بهم (الحضانات ورياض‬
‫األطفال)‪ ،‬وذلك يتضمن حمايتهم‪ ،‬وعدم تعريضهم إلساءة المعاملة‪ ،‬وكذلك عمل كل ما من شأنه منع حدوث اإلصابات‬
‫بينهم‪ ،‬كإبعاد األدوية والمنظفات والمواد السامة عن متناول أيدي األطفال‪ ،‬واإلشراف عليهم‪ ،‬واختيار أدوات اللعب غير‬
‫الخطرة‪ ،‬و إيالء االهتمام الخاص بأدوات الطبخ واألجهزة المستخدمة في المنزل‪.‬‬
‫بذل جهود مكثفة ومنظمة إلعداد الشباب والبنات لألبوة واألمومة‪ ،‬فالوقاية من حدوث اإلعاقات تتطلب التوعية حول‬
‫التدابير االحت ارزية قبل مرحلة الزواج‪ ،‬إو ثناء الحمل وبعد الوالدة‪ .‬ومن ذلك ما قامت به المحاكم الشرعية في فلسطين من‬
‫إلزام الخاطبين بفحص إمكانية حمل أحدهما لمرض الثالسيميا‪ ،‬حرصﹰا على عدم إنجاب أطفال مصابين بمرض‬
‫‪2‬‬
‫الثالسيميا‪ ،‬بسبب كون هذا المرض وراثيﹰا‪ ،‬إو صابة كال الوالدين به حتمﹰا ستؤدي إلى إصابة أطفالهما به‪.‬‬

‫توفير المعلومات الكافية حول اإلرشاد الوراثي* من حيث أهدافه و أساليبه والجهات التي تقومبه في المجتمع المحلي‪،‬‬
‫فاإلرشاد الجيني ضرورة لتحديد إمكانية وجود أخطار من عدمه‪.‬‬
‫إجراء الفحص الطبي الدوري لألجنة ولألطفال‪ ،‬فالمتابعة الصحية قد تحول دون حدوث حاالت إعاقة محتملة‪.‬‬
‫هناك حاجة ماسة إلجراء المزيد من البحوث العلمية حول أسباب اإلعاقة وأفضل السبل للتصدي لها‪.‬‬
‫توعية المجتمع بمخاطر تناول العقاقير الطبية دون وصفة طبية‪ ،‬فمن المعروف أن استخدام العقاقير دون استشارة الطبيب‬
‫وخاصة في حاالت الحمى مث ﹰال قد ينجم عنه مضاعفات خطيرة‪.‬‬
‫التأكيد على دور األساليب التربوية والنفسية المناسبة في الوقاية من اإلعاقات السلوكية واالنفعالية وفي الحد من المشكالت‬
‫‪3‬‬
‫المصاحبة لهذه اإلعاقات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرعاية الصحية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر‪:‬‬

‫تقع فكرة وجوب تلبية احتياجات المعوق الصحية في لب الدفاع عن حقوق المعاقين بشكل عام‪ ،‬إذ يتوجب على الدولة أن‬
‫تمنح المعوقين أولوية خاصة للشعور بالتوازن الصحي والنفسي لمواجهة وضعهم الخاص‪ ،‬والتعامل معهم بشكل ‪ِّ ‬‬
‫يمك نهم‬
‫الحقﹰا من االندماج في المجتمع‪ ،‬ومواصلة مسيرة حياتهم كغيرهم من األفراد‪ .‬وعليه فإن الخدمات الصحية تعد مهمة جدﹰا‬
‫للمعوقين رغم أهمية الخدمات األخرى والتي تعد في مجملها خدمات متكاملة‪ ،‬فالمعوق أحوج ما يكون إلى االهتمام بحالته‬

‫‪ 1‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-1996‬الفصل الثاني‪ ،‬الحقوق الخاصة‪ ،‬المادة "‪ ،"10‬المجال الصحي‪ ،‬تقــديم‬
‫الخدمات الوقائية والعالجية‪ ،‬ص‪.247‬‬
‫‪ 2‬مصلح‪ ،‬رشا‪ ،‬وآخرون‪ :‬الفحص الطبي قبل الزواج‪ ،‬أمل‪ ،‬دورية تصدر عن جمعية أصدقاء مرضى الثالسيميا‪ ،‬عدد (‪،)4‬‬

‫‪ ،2003‬ص‪.24‬‬
‫‪ 3‬الخطيب‪ ،‬جمال‪ :‬مقدمة في اإلعاقات الجسمية والصحية‪ ،‬ص‪.30-29‬‬

‫‪31‬‬
‫الصحية التي تعوقه عن ممارسة نشاطه المعتاد كغيره من المواطنين بصورة يمكن من خاللها بلوغ أقصى ما يمكن بلوغه‬
‫من المستوى الصحي‪ ،‬الذي يمكنه من تحصيل بقية حقوقه األخرى‪ ،‬فتمتع المعوق بأعلى مستوى من الخدمات الصحية‬
‫يعد من أهم الحقوق وأكثرها إلحاحﹰا للمعوق‪ ،‬إذ إن تلقي الخدمات الصحية من أجل الكشف عن اإلعاقة والوقاية منها‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫يعتبر بداية التأهيل‪ ،‬لذا فإن العديد من التشريعات الفلسطينية شرعت هذا الحق‪.‬‬
‫كما ينبغي أن يتم إعداد الكوادر الطبية والمهنية المتخصصة والمساندة ذات التأهيل والتدريب الجيد‪ ،‬والتي تتمتع بكفاءة‬
‫مهنية عالية‪،‬إحدى الركائز األساسية للتعامل مع األفراد ذوي اإلعاقة في حال‬

‫* هي عبارة عن دراسة ألسرتي الخاطبين قبل الزواج أو الزوجين قبل اإلنجاب وعند بداية الحمل مع إجراء الفحوصات‬
‫الوراثية الالزمة ثم إعطاء النصيحة الالزمة حسب نتيجة هذه الدراسة‪ .‬أنظر‪ :‬عضيبات‪ ،‬صفوان محمد ‪ ،‬الفحص الطبي‬
‫قبل الزواج" ‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫تعرضهم للمخاطر واستخدامهم لألجهزة والوسائل‪ ،‬كذلك لما يلعبونه من ادوار وجهد وعمل من اجل التدريب وتقديم الدعم‬
‫والمساعدة لهذه الفئات وكيفية التعامل مع األجهزة واألطراف والوسائل المعينات الخاصة باألفراد في حال حاجاتهم لها‬
‫‪2‬‬
‫وطريقة استخدامها‪.‬‬

‫وعلى ذلك فقد ضمنت االتفاقية الدولية لرعاية المعاقين صحيﹰا والتي كانت فلسطين إحدى الدول الموقعة عليها في أحد‬
‫بنودها أن للمعوق الحق في العالج المناسب‪ ،‬ففي المادة (‪ )25‬من قانون رعاية المعوقين الدولية‪ ،‬حيث جاء في نص‬
‫المادة "تعترف الدول األطراف بأن األشخاص ذوو اإلعاقة الحق في التمتع بأعلى مستويات الصحة دون تمييز على أساس‬
‫اإلعاقة‪ ،‬وتتخذ الدول األطراف كل التدابير المناسبة الكفيلة بحصول األشخاص ذوي اإلعاقة على خدمات صحية تراعي‬
‫الفروق بين الجنسين‪ ،‬بما في ذلك خدمات إعادة التأهيل الصحي‪ ،‬وتعمل الدول األطراف بوجه خاص على ما يلي‪:‬‬

‫توفير برامج الرعاية الصحية المجانية أو المعقولة التكلفة لألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬تعادل في نطاقها ونوعيتها ومعاييرها‬
‫تلك التي توفرها لألصحاء‪ ،‬بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية واإلنجابية وبرامج الصحة العامة للسكان‪.‬‬
‫توفير الخدمات الصحية لكافة المعاقين‪ ،‬بحيث تشمل هذه الخدمات‪ :‬الكشف المبكر‪ ،‬والتدخل عند االقتضاء‪ ،‬والخدمات‬
‫التي تهدف إلى التقليل من اإلعاقات ومنع حدوث المزيد منها‪.‬‬
‫توفير الخدمات الصحية المذكورة في البند السابق في أقرب مكان ممكن من مجتمعهم المحلي‪.‬‬
‫الطلب من مزاولي الخدمات الطبية تقديم الرعاية الصحية إلى األشخاص ذوي اإلعاقات بنفس جودة الرعاية التي يقدمونها‬
‫إلى اآلخرين‪ ،‬بما في ذلك تقديم الرعاية على أساس الموافقة الحرة المستنيرة‪ ،‬من خالل القيام بجملة أمور‪ ،‬منها‪ :‬زيادة‬
‫الوعي بحقوق اإلنسان المكفولة لألشخاص ذو اإلعاقة‪ ،‬وكرامتهم‪ ،‬واستقاللهم بالرعاية الصحية في القطاعيين العام‬
‫والخاص‪.‬‬
‫حظر التمييز ضد األشخاص ذوي اإلعاقة في توفير التأمين الصحي والتأمين على الحياة‪ ،‬حيثما يسمح القانون الوطني‬
‫بذلك‪ ،‬على أن يوفر بطريقة منصفة ومعقولة‪.‬‬

‫‪ 1‬السعدي‪ ،‬بهاء الدين وآخرون‪ :‬حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬ص‪.44‬‬


‫‪ 2‬الغريــر‪ ،‬أحمــد نايــل‪ ،‬والنوايســة‪ ،‬أديب عبــد اﷲ‪ :‬الوس‪%%‬ائل المس‪%%‬اعدة واألجه‪%%‬زة التعويض‪%%‬ية لألش‪%%‬خاص المع‪%%‬اقين‪ ،‬دار الشــروق‪،‬‬
‫رام اﷲ‪ ،‬فلسطين‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫‪32‬‬
‫‪1‬‬
‫منع الحرمان على أساس التمييز من الرعاية أو الخدمات الصحية أو الغذاء والسوائل بسبب اإلعاقة‪.‬‬

‫وبهذا فإن الرعاية الصحية تشتمل على ما يلي‪:‬‬

‫الحق في تمكين المعوق من الحصول على الوسائل العالجية التي تسهم في تخفيف نسبة وآثار اإلعاقة‪.‬‬
‫الحق في حصول المعوق على وسائل عالجية استثنائية مدعومة‪.‬‬
‫وجود مستشفيات أو أقسام خاصة بذوي اإلعاقات المختلفة‪.‬‬
‫توفر العالج والدواء للمعوقين بشكل مجاني‪.‬‬
‫توفر التسهيالت والرعاية الطبية المنزلية لمن يحتاجها منهم‪.‬‬
‫إمكانية التزود بالوسائل المساعدة من نظارات‪ ،‬وسماعات‪ ،‬وعكازات وغيرها‪.‬‬

‫فقد أوجب القانون العالج المجاني لألطفال واألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وأصدر تأمينات خاصة بهم تمكنهم من العالج‬
‫المجاني لهم وألسرهم التي يعيلون‪ ،‬هذا الحق من أهم الحقوق التي يتمتع بها الشخص المعاق‪ ،‬ويكفل هذا الحق العالج في‬
‫المستشفيات والعيادات الحكومية‪ ،‬وفي حال عدم توفر العالج بالمستشفيات الحكومية‪ ،‬يأخذ الشخص المعوق كتابﹰا من‬
‫‪2‬‬
‫المستشفى بعدم توفر العالج له‪ ،‬وبعدها تقوم الحكومة بتغطية العالج بالمستشفيات الخاصة حتى لو كانت خارج الدولة‪.‬‬

‫ولذلك أوجب القانون توفير وسائل التطبيب الشاملة من توفير األجهزة والمعدات الطبية للشخص المعوق؛ وذلك لتمكنه من‬
‫العالج بصورة سهلة وسلسة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر‬

‫في غالب الدول العربية تكون الو ازرة المعنية بالشؤون االجتماعية هي التي تتولى متابعة ورعاية وتأهيل المعوقين في‬
‫المجاالت والحقوق المحددة في (المادة ‪ 10‬من القانون)‪ .3‬ففي المجال االجتماعي‪ ،‬عليها القيام بعدة مهمات منها‪:‬‬

‫‪ 1‬االتح ــاد الفلس ــطيني الع ــام لألش ــخاص ذوي اإلعاق ــة‪ :،‬اتفاقي‪%%‬ة حق‪%%‬وق األش‪%%‬خاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬ق ــانون رقم (‪ )4‬لس ــنة ‪1999‬م‬
‫حقوق المعوقين‪ ،‬المادة "‪ ،"25‬ص‪.28‬‬ ‫بشأن‬
‫‪ 2‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-1996‬الفصل الثاني‪ ،‬الحقــوق الخاصــة‪ ،‬المــادة "‪ ،"10‬المجــال الصــحي تقــديم‬
‫الخدمات الوقائية والعالجية‪ ،‬ص‪.249-247‬‬
‫‪ 3‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-1996‬الفصل الثاني‪ ،‬الحقوق الخاصة‪ ،‬المادة ‪ ،10‬مجال التأهيل والتشــغيل‪،‬‬
‫ص‪.247‬‬

‫‪33‬‬
‫تحدد طبيعة اإلعاقة وبيان درجتها ومدى تأثيرها على أسرة المعوق وتقديم المساعدة المناسبة‪.‬‬

‫تقديم الخدمات الخاصة بالمعوقين في مجاالت الرعاية واإلغاثة والتدريب والتثقيف‪ ،‬إو عطائه األولوية في برامج التنمية‬
‫األسرية‪.‬‬
‫توفير خدمات الرعاية االجتماعية اإليوائية لشديدي اإلعاقة والذين ليس لهم من يعولهم‪.‬‬
‫إصدار (بطاقة المعوق)* الفلسطيني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫دعم برامج المشاغل المحمية‪.‬‬

‫كما تتولى الو ازرة الطلب من المؤسسات الحكومية "خططها وتقاريرها السنوية المتعلقة بخدمات المعوقين" (المادة ‪ 7‬من‬
‫القانون الفلسطيني)‪ ،‬وكذلك تعمل على التنسيق مع القطاع غير الحكومي في جميع ما يتعلق "بمنح إو صدار التراخيص‬
‫الفنية الالزمة لمزاولة الخدمات والبرامج واألنشطة"‪.2‬‬

‫ونص القانون على حق المعوق بالترفيه وممارسة األلعاب الرياضية بكافة أنواعها وأشكالها‪ ،‬وألزم المؤسسات ومنشئي‬
‫المالعب بأن تراعى تسهيل الحركة داخل هذه المالعب‪ ،‬وأوجب على المؤسسات المعنية عمل برامج رياضية وثقافية‬
‫خاصة بالمعوقين‪ ،‬لتمكنهم من االستفادة منها والعمل بها بشكل سهل ال يتعارض مع إعاقاتهم‪ ،‬وأيضﹰا سمح لهم بدخول‬
‫المراكز الثقافية بكافة أنواعها وأشكالها وأعفاهم من الرسوم بنسبة خمسين بالمائة‪ ،‬وأعطى لهم الحق بالمشاركة في‬
‫المسابقات والبرامج الدولية والوطنية‪ ،‬وأعطاهم الحق في إبراز مواهبهم في كافة المجاالت الثقافية واألدبية وغيرها من‬
‫‪3‬‬
‫المجاالت الفنية األخرى‪.‬‬

‫ولقد أثمرت هذه التشريعات الفلسطينية وهذا التشجيع الرسمي والشعبي لألشخاص ذوي اإلعاقة إبداعات ومهارات تضاهي‬
‫وتنافس مثيالتها لدى األصحاء‪ ،‬فمنهم المنشد المجيد‪ ،‬والخطيب ال‪‬مف‪‬وه‪ ،‬والشاعر‪ ،‬والكاتب‪ ،‬ومنهم من يحترف ويتعلم‬
‫ويبدع في مجاالت أخرى كالطب والقانون والهندسة‪ ،‬ومنهم األديب ذو الحس المرهف‪ ،‬وغيرها من باقي المجاالت المهمة‬
‫في المجتمع‪ .‬فهم يساعدون على بناء المجتمع بدافع أن اإلعاقة ال تلغي الطاقة‪ ،‬واإلعاقة ال تكون عائقﹰا أمام اإلبداع‬
‫والمواهب‪ .‬فمن حق الشخص المعوق أن يمارس حياته كأي إنسان سليم‪ ،‬وال يستسلم للواقع المرير الذي يعيش‬

‫* بطاقة المعوق‪ :‬تقدم من و ازرة الشؤون االجتماعية رزمة من الخدمات الصحية والدمج االجتماعي والمهني والتعليمي‬
‫إو عادة التأهيل‪ ،‬وخدمات الدعم وفق نوع اإلعاقة ودرجتها‪ ،‬وذلك من خالل بطاقة المعوق التي تصدرها الشؤون‬
‫االجتماعية‪ ،‬ويتم من خاللها تقديم خدمات للمعوقين بالتنسيق مع الو ازرات والجهات الرسمية واألهلية ومع الهيئات األجنبية‬
‫والدولية ذات العالقة في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ 1‬الدغمي‪ ،‬تغريد عبد اﷲ‪ :‬موسوعة التشريع الفلسطيني‪ ،‬ص‪.2587‬‬


‫‪ 2‬مخيمر‪ ،‬غسان‪ :‬دراسة أولية مقارنة لبعض القوانين العربية المتعلقة بحقوق األشخاص المعوقين‪ ،2000 ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ 3‬الدغمي‪ ،‬تغريد عبد اﷲ‪ :‬موسوعة التشريع الفلسطيني‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.2589‬‬

‫‪34‬‬
‫فيه‪ ،‬بالعكس عليه أن يخرج من عزلته ويثبت للمجتمع أنه موجود وقادر‪ ،‬ويشاركهم في حياتهمويخرج معهم إلى المتنزهات‬
‫‪1‬‬
‫وأماكن الرفاهية بكل ثقة‪ ،‬وأيضﹰا يذهب إلى المدرسة والجامعة إلثبات قدراته أمام الطالب وأمام الهيئة التدريسية‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬الرعاية السياسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر‬

‫يشتمل العمل السياسي على النضال النقابي الحقوقي‪ ،‬والنضال الحزبي‪ ،‬وعلى هذا فقد تم إقرار مشروع القانون الذي ﹸتﹸق‬
‫‪‬دم به إلى المجلس التشريعي قانون رقم "‪ "4‬لعام ‪1999‬م‪ ،‬ونص القانون على حق كل شخص أتم سن الثامنة عشرة‬
‫بالمشاركة في الحياة السياسية‪ ،‬وصنع القرار‪ ،‬وتحديد من يمثله في البرلمان‪ ،‬والمعاقون من بين هؤالء األشخاص‪ ،‬حيث إن‬
‫من حقهم المشاركة في الحياة السياسية واالنتخاب‪ ،‬حتى من حقهم أن يترشحوا لكن هذه األخيرة (الترشيح) ال تنطبق على‬
‫جميع األشخاص المعوقين‪ ،‬فهناك شروط يجب األخذ بها بالشخص الذي يرغب بالترشح‪ ،‬كالتعليم‪ ،‬وأن ال تكون درجة‬
‫‪2‬‬
‫اإلعاقة شديدة تحول دون قدرته على القيام بهذه األعمال وغيرها‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين‪.‬‬

‫إن قانون المعوق الفلسطيني يعد من القوانين العربية التي اهتمت بالمعوقين‪ ،‬حيث إن هذا القانون قد اشتمل على معظم‬
‫الحقوق الواجبة لألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬ولم يترك شيئﹰا أال وقد تحدث عنه‪ ،‬وأواله اهتمامﹰا وحماية خاصة‪ ،‬تضمن الحياة‬
‫الكريمة والمشرفة لألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬كما لم يغفل في تشريعاته اإلشارة إلى ضرورة االهتمام بها وحمايتها وتعزيز‬
‫مكانتها وترسيخ وجودها في المجتمع والمؤسسات الخاصة بهم‪ ،‬و‪ ‬ض‪‬منت بنود هذا القانون مادة تقضي بأن كل حكم‬
‫يتعارض مع هذا القانون فهو باطل (المادة ‪ 18‬من قانون ذوي اإلعاقة)‪.3‬‬

‫كما تضمنت المادة (‪ ) 3‬من هذا القانون حماية خاصة للمعوقين من العنف االجتماعي الذي قد يتعرضون له‪ ،‬ورتب عقوبة‬
‫على ذلك بقوله‪( :‬على الدولة وضع األنظمة والضوابط التي تضمن للمعاق الحماية من جميع أشكال العنف واالستغالل‬
‫والتمييز) ‪.4‬‬

‫ويظهر جليﹰا اهتمام المشرع الفلسطيني باألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني‬
‫بكافة أفراده‪ ،‬حيث تضمن القانون في مادته التاسعة نصﹰا وضع المسؤولية بشكل كامل على عاتق الدولة في رعاية‬

‫‪ 1‬المجلس التش ـريعي الفلســطيني‪ :‬الق‪%‬وانين ‪ ،2000-1996‬الفصــل الثــاني‪ ،‬الحقــوق الخاصــة‪ ،‬المــادة "‪ ،"10‬مجــال الــترويح عن‬
‫النفس‪ ،‬ص‪.249‬‬
‫‪ 2‬مطر‪ ،‬عوني‪ :‬قانون حقوق المعاقين رقم (‪ )4‬لسنة ‪1999‬م‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬ص‪.14-13‬‬
‫‪ 3‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-1996‬الفصل الرابع‪ ،‬أحكام ختامية‪ ،‬المادة‪ ،18‬ص‪.248‬‬
‫‪ 4‬المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-1996‬الفصل الثاني‪ ،‬الحقوق الخاصة‪ ،‬المادة "‪ ،"3‬مجال حقوق المعاق‪،‬‬
‫ص‪.152‬‬

‫‪35‬‬
‫األشخاص المعاقين‪ ،‬وهي الضامن األول والوحيد لحقوقهم‪ ،‬حيث جاء في القانون‪( :‬تتكفل الدولة بحماية حقوق المعاق‬
‫‪1‬‬
‫وتسهيل حصوله عليها)‪.‬‬

‫هذا ما ورد في القانون الفلسطيني (قانون المعوقين)‪ ،‬لكن الواقع يقول عكس ذلك‪ ،‬فأغلب قواعد هذا القانون هي غير‬
‫مطبقة‪ ،‬وحتى ال ‪‬يعلم بها من ِ ِ‬
‫ق‪ ‬بل األشخاص ذوي اإلعاقة أنفسهم‪ ،‬رغم أنها خاصة بهم‪ ،‬والمؤسسات الراعية لهم‪ ،‬إو ن‬
‫هذا القانون هو عبارة عن وثيقة كتبت ووقعت ونشرت في الجريدة الرسمية ووقعت من كبار رموز الدولة‪ ،‬لكنها ُأهملت‬
‫وأصبحت كأن لم تكن‪ ،‬حتى إنه لم يعد ‪ ‬يعترف بها في بعض األحيان إال من خالل األصوات الرنانة التي ترددها حناجر‬
‫المسؤولين الرسميين واألهليين في مناسبات بعينها‪ .‬وهناك العديد من األسباب التي أدت إلى إهمال تلك الوثيقة القانونية‬
‫وعدم تطبيقها على أرض الواقع منها‪:‬‬

‫االحتالل‪ :‬تسبب االحتالل بكثير من األعمال الوحشية والهمجية التي أضعفت الدولة ومؤسساتها‪،‬حيث عمدت إلى تدمير‬
‫بعض األماكن والمراكز المهمة في الدولة‪ ،‬وأيضﹰا اعتمدت سياسة القمع والضغط إلنهاكها وتدميرها‪ .‬كما أدى الحصار‬
‫المالي الخانق في كثير من األحيان إلى عجز مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها وأداء التزاماتها اتجاه أفراد الشعب‪،‬‬
‫سواء كانوا أصحاء أو معاقين‪.‬‬
‫عدم توفر إرادة سياسية للدولة بتطبيق هذا القانون‪ :‬حيث إن الحكومة غضت الطرف وص‪‬مت أذنيها في كثير من‬
‫األحيان عن تطبيق قانون المعوقين‪ ،‬وخصوصﹰا فيما يتعلق بالتشغيل ألن الكثير من مدراء المؤسسات وكذلك الوزراء‬
‫وكبار المسؤولين ليس لديهم ثقة كافية بقدرات األشخاص ذوي اإلعاقة نحو القيام بواجباتهم تجاه الوظائف المراد إشغالها‪.‬‬
‫وكثير من هؤالء المسؤولين غير مقتنعين بإمكانيات المعاقين وكفاءتهم لشغل المناصب المطلوب توظيفهم فيها‪.‬‬
‫عدم الضغط الكافي من الجهات المختصة على الحكومة بتطبيق هذا القانون‪ :‬حيث إن هناك العديد من المؤسسات‬
‫الخاصة والراعية للمعوقين‪ ،‬كاالتحاد العام لذوي اإلعاقة‪ ،‬وأيضﹰا و ازرة الشؤون االجتماعية ال تضغط على الحكومة بشكل‬
‫مستمر لتطبيق هذا القانون‪ ،‬وهذا بحد ذاته هو السبب األساس والرئيس الذي يدفع الحكومة إلهمال مطالب األشخاص‬
‫ذوي اإلعاقة‪ .‬ويضاف إلى ذلك عدم مطالبة األشخاص ذوي اإلعاقة أنفسهم بتطبيق هذا القانون والوقوف بجانب‬
‫مؤسساتهم بعدم اهتمامهم به‪ ،‬من خالل القيام بفعاليات نضالية ومظاهرات واعتصامات للضغط على الحكومة إو جبارها‬
‫على القيام بواجبها تجاه المعوقين‪ .‬فالحقيقة التي ال مراء فيها وينبغي أن نصارح أنفسنا بها أن المعاقين في فلسطين وفي‬
‫عموم الدول العربية لو أنهم وقفوا صفﹰا واحدﹰا للمطالبة بحقوقهم‪ ،‬لكان هناك حديث آخر وهو إجبار الحكومة على تطبيق‬
‫القانون الخاص بهم‪ ،‬وحتى العمل على تجديده والعمل على إدخال أحكام وبنود جديدة إلى نص القانون‪ ،‬لكن ليس هناك‬
‫أي نوع من االهتمام من جانب األشخاص والمؤسسات الخاصة بهم‪.‬‬

‫كما أن أحد أبرز المشاكل التي يعاني منها األشخاص المعوقون في فلسطين هي تعامل المؤسسات الرسمية مع هذه‬
‫الشريحة عند تطبيق قانون حماية المعوق لعام ‪1999‬م‪ ،‬والئحته التنفيذية لعام ‪2004‬م‪ ،‬على إن احتياجات المعوقين‬
‫وحقوقهم هي قضايا اجتماعية وليست حقوق إنسان فحسب‪ ،‬لذا كان ل ازمﹰا على المؤسسات الرسمية والمنظمات األهلية التي‬

‫‪ 1‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.246‬‬

‫‪36‬‬
‫تعنى بحقوق المعوقين وخصوصﹰا منظمات حقوق اإلنسان أن تعمل بشكل دءوب على تطبيق القانون‪ ،‬وعدم التمييز‪ ،‬وأن‬
‫‪2‬‬
‫تعاملهم على أنهم مواطنون متساوون بالحقوق والكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ 2‬الوراسنة‪ ،‬يوسف‪ :‬واقع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين‪ ،‬المجلة الفصلية‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪37‬‬
‫المطلب األول‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع الصحة‪:‬‬

‫كثير عما هو معمول به على‬


‫إن التنظيم القانوني لحق المعوقين في بلوغ أقصى ما يمكن من الرعاية الصحية يختلف ﹰا‬
‫أرض الواقع‪ ،‬فعلى الرغم من تحديد قانون حقوق المعوقين المسؤولية المترتبة على السلطة الوطنية الفلسطينية في تعاطيها‬
‫لحق مع حقوق المعوقين‪ ،‬والتي اشتملت فيما اشتملت عليه التأمين الصحي الحكومي المجاني للمعوق وأسرته‪ ،‬إال أن‬
‫الواقع العملي يكشف أن و ازرة الصحة الفلسطينية ال تزال تفتقر إلى وجود دائرة متخصصة لالهتمام بالحاالت الخاصة‬
‫بالمعوقين‪ ،‬والتعامل معهم وفقﹰا لبرنامج خاص برعاية احتياجاتهم المختلفة‪ ،‬كما إنه ومن الناحية األخرى ال تقوم الو ازرة‬
‫بتقديم خدمات خاصة للمعوقين بصفتهم تلك‪ ،‬وال يتم توفير التأمين الصحي والعالج المجاني لهم من قبل الو ازرة‪ ،‬تطبيقﹰا‬
‫لنص القانون‪ ،‬كما إن خدمات الرعاية الصحية المقدمة من قبل و ازرة الصحة ال تفي بالحاجات األساسية للمعوقين‪ ،‬فال‬
‫يتلقى المعوقون أية تسهيالت أو معاملة خاصة ومميزة من المؤسسات الحكومية الصحية‪.‬‬

‫ووفقﹰا ألحكام قانون المعوقين الفلسطينيين‪ ،‬فقد أوجب القانون على السلطة الفلسطينية تقديم الخدمات الصحة الخاصة‬
‫بالمعوق في المجال الصحي‪ ،‬وتوفير بعض األدوات واألجهزة الطبية الالزمة لمساعدته‪ .‬وعليه يقع على عاتق و ازرة‬
‫الصحة الفلسطينية واجب القيام بالعديد من المهام من بينها توفير األدوات الطبية والمساندة‪ ،‬إال أن الو ازرة ال تقدم سوى‬
‫األجهزة البسيطة التي ال تفي بالغرض المطلوب‪ ،‬بينما يتكلف المعوق وأحيانﹰا المؤسسات الخاصة وربما أهل الخير أحيانﹰا‬
‫‪1‬‬
‫بتوفير هذه األدوات‪.‬‬

‫إجما ﹰال تواجه الدولة الفلسطينية معوقات وتحديات كبيرة في تطبيق أحكام القانون الخاصة بتأمين المتطلبات الصحية‬
‫للمعوقين‪ ،‬بشكل يمكنهم من الوصول إلى أعلى مستوى صحي ممكن‪ ،‬ومنها الصعوبات المالية‪ ،‬ومن جهة أخرى ال تتوافر‬
‫في مناطق نفوذ الدولة الفلسطينية مستشفيات خاصة باإلعاقة العقلية‪ ،‬باستثناء مستشفى وحيد في مخيم الدهيشة التابع‬
‫لمدينة بيت لحم‪ ،‬كما ال تتوفر فيها إمكانيات توفير خدمات صحية كاملة لذوي اإلعاقات الحركية والبصرية‪ ،‬وتفتقر و ازرة‬
‫الصحة إلى وجود برامج الفحص المبكر عن اإلعاقات الخلقية وسياسة الوقاية منها‪ ،‬أما فيما يتعلق بو ازرة الشؤون‬
‫االجتماعية فعلى الرغم من وجود دائرة األشخاص ذوي اإلعاقة فيها‪ ،‬إال أن هناك مشاكل تتعلق بتأهيل المكفوفين والصم‬
‫وذوي اإلعاقات الحركية والعقلية‪ ،‬إضافة إلى نقص الكوادر المهنية المدربة لدى و ازرة الشؤون االجتماعية والصحة لتقديم‬
‫الخدمات للمعوقين‪.2‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬فإنني أود اإلشارة إلى بعض العيوب واإلشكاالت في تطبيق المواد القانونية المتعلقة بالرعاية الصحية‬
‫لألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬استنادﹰا إلى معطيات جهاز اإلحصاء المركزي الفلسطيني‪ ،‬والذي وثق هذه االنتهاكات الخطيرة‪،‬‬
‫حيث إن بعض الجوانب الصحية التي كفلها القانون الفلسطيني غير ملباة‪ ،‬إذ إن ‪ %18.2‬من األفراد ذوي اإلعاقة‬
‫البصرية بحاجة إلى عدسات و‪ %46.5‬من ذوي اإلعاقة السمعية بحاجة إلى سماعات طبية‪ ،‬و‪ %14.4‬بحاجة إلى قوقعة‬

‫‪ 1‬السعدي‪ ،‬بهاء حقوق المعوقين في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬ص‪.47-46‬‬


‫‪ 2‬السعدي‪ ،‬بهاء‪ :‬حقوق المعوقين في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪:‬‬

‫‪38‬‬
‫صناعية‪ ،‬و‪ %12.5‬بحاجة إلى منبهات مرئية‪ ،‬و‪ %37.1‬من ذوي اإلعاقة الحركية بحاجة إلى خدمات العالج الطبيعي‪،‬‬
‫و‪ %24‬بحاجة إلى أدوات صناعية للحمامات‪ ،‬و‪ %23.5‬بحاجة إلى كرسي متحرك‪ ،‬و‪ %12‬بحاجة إلى أدوات مساعدة‬
‫للمشي (عكازات‪ ،‬جهاز للمشي)‪ ،‬إو ن ‪ %32.5‬من ذوي اإلعاقة بحاجة إلى أدوية‪ ،‬وبالنسبة لألشخاص ذوي اإلعاقة‬
‫النفسية فإن ‪ %38.2‬بحاجة إلى خدمات مقدمة من طبيب نفسي‪ ،‬و‪ %34.7‬بحاجة إلى دعم ومساندة من مراكز‬
‫‪1‬‬
‫متخصصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة المتعلق باألوضاع الترفيهية‪:‬‬

‫من المالحظ على واقع ذوي اإلعاقة في فلسطين وبالرغم مما أعطاه القانون لهم من حق في الترفيه‪ ،‬إال إن مشاركة‬
‫الشباب المعاق محدودة من حيث العدد والنوع‪ ،‬وقد قامت المؤسسات واالتحاد العام للمعاقين وبعض الجمعيات بعدد ال‬
‫بأس به من المخيمات الصيفية‪ ،‬وقام االتحاد العام للمعاقين في محافظات غزة في الفترات األخيرة بعمل مخيم كل عام‬
‫باالشتراك مع المجتمع المدني والمحلي‪ ،‬كمخيمات "اإلرادة والتحدي األول‪ ،‬واإلرادة والتحدي الثاني‪ ،‬ومخيم ياسر عرفات‬
‫األول" وكان يقتصر على األطفال‪ ،‬وكانت مشاركة الشباب من الجنسين متوسطة‪ ،‬ومن جميع اإلعاقات ليست كبيرة جدا؛‬
‫ألنه كلما زاد العدد زادت المصروفات‪ ،‬ويعاني المعاقون من عدم توفير خدمات ترفيهية معدة خصيصا لهم؛ وذلك نتيجة‬
‫عدم مواءمة الشوارع واألرصفة‪ ،‬وعدم وجود مرافق خاصة بهم‪ ،‬وعدم توفير كافة األدوات الرياضية المخصصة للمعاقين‬
‫بالشكل الكافي‪ ،‬وعدم وجود الكوادر الفنية بشكل كافي‪ 2.‬وتبين من خالل جهاز اإلحصاء الفلسطيني لعام ‪2011‬م أن‬
‫المعاقين من عمر ‪ 18‬سنة فأكثر‪ ،‬يواجهون صعوبات حول تأدية النشاطات الترفيهية والمجتمعية خارج المنزل بصورة‬
‫متوسطة وكبيرة‪ ،‬وقد تبين أن ‪ % 54.7‬من األفراد ذوي اإلعاقة لديهم صعوبة في التنقل كون أرصفة الشوارع غير مناسبة‪،‬‬
‫وفيما يخص قطع الشوارع وجد أن ‪ % 60.4‬من أفراد ذوي اإلعاقة لديهم صعوبة في قطع الشوارع بسبب عدم توفر البنية‬
‫التحتية المناسبة لذلك‪ ،‬وحول حجم اإلشارات اإلرشادية تبين أن ‪ %40.3‬من أفراد ذوي اإلعاقة لديهم صعوبة في المشي‬
‫وقطع الشوارع بسبب عدم مواءمة حجم اإلشارات اإلرشادية‪ .‬وقد تم قياس مدى الصعوبة التي يواجهها األفراد ذوي اإلعاقة‬
‫أثناء تأديتهم أنشطة ترفيهية خارج المنزل‪ .‬حيث أن ‪ %42.9‬من هؤالء األفراد يواجهون صعوبات بسبب عدم توفر خدمات‬
‫‪3‬‬
‫ترفيهية‪ ،‬و‪ %48.4‬منهم يواجهون صعوبات بسبب عدم مواءمة مواقف السيارات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة والمشاركة السياسية‪:‬‬

‫ناضل االتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين من أجل إقرار مشروع القانون الذي تقدم به إلى المجلس التشريعي قانون رقم "‪"4‬‬
‫مستمر إللزام الو ازرات المعنية بتطبيق القانون الذي ال يجد تطبيقﹰا على أرض الواقع‪.‬‬
‫ﹰا‬ ‫لعام ‪ 1994‬م‪ ،‬ومازال النضال‬

‫‪ 1‬الس ـ ــلطة الوطني ـ ــة الفلس ـ ــطينية‪ ،‬جه ‪%%‬از اإلحص ‪%%‬اء المرك ‪%%‬زي‪ ،‬و ازرة الش ـ ــؤون االجتماعي ـ ــة‪ ،‬مس ـ ــح اإلعاق ـ ــات الفلس ـ ــطينية ‪،2011‬‬
‫االحتياجات غير الملباة لألفراد ذوي اإلعاقة الذين ال يستخدمون أدوات وخدمات مساندة‪ ،‬ص‪.24-23‬‬
‫‪ 2‬مطر‪ ،‬عوني قانون حقوق المعاقين رقم "‪ "4‬لسنة ‪1999‬م‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬الس ـ ــلطة الوطني ـ ــة الفلس ـ ــطينية‪ ،‬جه ‪%%‬از اإلحص ‪%%‬اء المرك ‪%%‬زي‪ ،‬و ازرة الش ـ ــؤون االجتماعي ـ ــة‪ ،‬مس ـ ــح اإلعاق ـ ــات الفلس ـ ــطينية ‪،2011‬‬
‫االحتياجات غير الملباة لألفراد ذوي اإلعاقة الذين ال يستخدمون أدوات وخدمات مساندة‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫ومن المالحظات على المشاركة السياسية لذوي االحتياجات الخاصة‪ ،‬أنه نادر التحقيق‪ ،‬حيث إن عددﹰا من القياديين‬
‫الشباب ذوي االحتياجات الخاصة ال يستطيعون المشاركة في العمل السياسي‪ ،‬كما إنهم بحاجة إلى كثير من االهتمام‪،‬‬
‫حيث يعانون من التهميش السياسي‪ .‬ونقص العمل على تدريب قادة مجتمعيين من ذوي اإلعاقة‪ ،‬ونقص في صقل مواهبهم‬
‫وتوجهاتهم نحو العمل السياسي‪ .‬ويدعو اتحاد المعاقين لتوجيه األحزاب السياسية لالهتمام بقضايا ذوي اإلعاقة‪ ،‬ومواصلة‬
‫دعوة قياديات ذوي التحديات الشبابية للمشاركة في األنشطة المختلفة‪ ،‬ودعم توجهاتهم‪ ،‬وتحصيل كافة حقوقهم من خالل‬
‫المتابعة والتنفيذ‪ ،‬وانتها‪ ‬ء بالتقييم‪ ،‬لتحقيق المساواة والمشاركة الحقيقية لذوي التحديات في المجتمع‪ ،‬بمنحهم فرصﹰا‬
‫متساوية‪ ،‬ونشر الوعي المجتمعي بحقوقهم واحتياجاتهم‪ ،‬ووقف العمل بكافة القوانين واألنظمة التي تتعارض مع قانون‬
‫حقوق المعوقين‪ ،‬واإلسراع بإلزام الو ازرات المعنية بتطبيقه وتنفيذه بشكل دائم‪ ،‬إو دخال التعديالت على كافة المباني‬
‫والمنشآت ومراكز الخدمات العامة الجديدة والقديمة‪ ،‬واستمرار لجنة المتابعة مع مجلس الوزراء لمتابعة ضمان حصول‬
‫‪1‬‬
‫المعاقين على حقوقهم في كافة المجاالت المختلفة‪.‬‬

‫‪ 1‬مطر‪ ،‬عوني قانون حقوق المعاقين رقم "‪ "4‬لسنة ‪1999‬م‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪:‬‬

‫‪40‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع التعليم‪:‬‬

‫أما بالنسبة لقطاع التعليم‪ ،‬فواقع التعليم مرير أيضﹰا‪ ،‬إذ تبلغ نسبة األمية في صفوف المعوقين حوالي ‪ %53‬وفقﹰا لمسوح‬
‫الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬وتزيد نسبة تسرب المعوقين في المدارس عن غيرهم‪ ،‬وال يوجد لدى غالبية مؤسسات‬
‫التعليم في فلسطين بما في ذلك مؤسسات التعليم العالي تسهيالت هندسية تضمن للمعوقين استعمال مرافقها بحرية وسهولة‬
‫واستقاللية‪ ،‬كما ال تتوافر في أغلب هذه المؤسسات األدوات التعليمية المساعدة كأجهزة الكومبيوتر الخاصة‪ ،‬والمجسمات‬
‫والخرائط الالزمة‪ ،‬وال يوجد هناك فروق واضحة بين أوضاع المعوقين في المدارس الخاصة والمدارس الحكومية‪ ،‬وبالرغم‬
‫كثير في إحداث التغيير‬
‫من وجود برنامج لدى و ازرة التربية والتعليم لدمج المعوقين في المدارس‪ ،‬إال أن هذا البرنامج تأخر ﹰا‬
‫الالزم الذي يضمن دخول أكبر عدد ممكن من المعوقين إلى المدارس العامة‪ ،‬ويضع حدﹰا لتعليمهم في مدارس معزولة‬
‫‪1‬‬
‫يقيمون فيها بعيدﹰا عن أسرهم وبيئتهم االجتماعية‪.‬‬

‫وبينت دائرة اإلحصاء الفلسطيني لعام ‪2011‬م أن ذوي اإلعاقة يعانون من نقص في حقهم في التعليم‪ ،‬حيث بينت‬
‫اإلحصاءات أن ما نسبته ‪ % 3.8‬من األفراد ذوي اإلعاقة بحاجة إلى مواصالت موائمة إلعاقاتهم حتى يتمكنوا من‬
‫استكمال تعليمهم‪ .‬و‪ %1.9‬بحاجة لموائمات المباني المدرسية‪.‬‬
‫و‪ %5.8‬بحاجة لموائمات الغرف الصفية‪ .‬و‪ %1.9‬بحاجة لموائمات في دورات المياه‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في الحق بالسكن وموائمة األماكن العامة‪:‬‬

‫أما قطاع السكن وموائمة األماكن العامة بما يتناسب مع حال المعوقين‪ ،‬فنالحظ أن المعوقين الفلسطينيين يواجهون مشكلة‬
‫كبيرة على صعيد حقهم في السكن‪ ،‬تتمثل في عدم تمكنهم من التحرك والتنقل بيسر وسهولة واستقاللية من دخول المباني‬
‫واستعمالها والخروج منها‪ ،‬بما يتيح لهم المشاركة في الحياة العامة على قدم المساواة مع غيرهم‪ ،‬وهذا ينطبق وبشكل خاص‬
‫على المعوقين حركيﹰا خاصة أولئك الذين يستخدمون الكراسي المتحركة والعكاز‪ ،‬وعلى المكفوفين الذين يعتمدون على‬
‫العصي البيضاء في تحركاتهم‪ ،‬كما نالحظ أن غالبية المدن والقرى الفلسطينية غير مالئمة لمتطلبات حرية الحركة‬
‫للمعوقين‪ ،‬فاألرصفة تزدحم بأعمدة الكهرباء والهاتف إو شارات المرور‪ ،‬والحفر واألدراج‪ ،‬أما بالنسبة للمنازل الخاصة فإنها‬
‫في الغالب ال تتوافر فيها المواصفات الفنية منذ اإلنشاء‪ ،‬والسبب يعود إلى ثقافة المجتمع‪ ،‬التي ال تتجه نحو تشييد منازل‬
‫مناسبة لكافة مراحل العمر ولمختلف االحتماالت‪ ،‬والغريب في األمر أن و ازرة اإلسكان ال تأخذ بعين االعتبار حاجات‬
‫المعوقين الحركية عند تصميم المشاريع السكنية‪ ،‬وبالتالي ال يتم تخصيص حصص للمعاقين عند توزيع الشقق‪ ،‬مما يعكس‬
‫شك ﹰال من التمييز الذي يكرس الفقر بسبب عدم قدرة المعاق من الناحية االقتصادية على توفير المبالغ المالية لشراء منزل‬
‫‪2‬‬
‫خاص به‪.‬‬

‫‪ 1‬عمرو‪ ،‬زياد تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين‪ ،‬تقرير رقم ‪ ،25‬ص‪.38‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪:‬‬

‫‪41‬‬
‫وبالنسبة لقطاع المواصالت ووسائل النقل العامة‪ ،‬فهي غير مسهلة للمعوقين حركيﹰا على اإلطالق‪ ،‬خاصة الذين‬
‫يستخدمون الكراسي المتحركة‪ ،‬وال يحبذ كثير من السائقين التعامل مع مستخدمي الكراسي المتحركة‪ ،‬معتقدين أن تحميل‬
‫المسافرين المعوقين حركيﹰا يحملهم أعباء إضافية هم بغنى عنها‪ ،‬وغالبﹰا ما يكون السائقون غير ملمين بكيفية التعامل مع‬
‫وكثير ما يستخدمون اإلشارة في التخاطب معهم‪ ،‬مما يحرجهم ويتسبب‬
‫ﹰا‬ ‫المكفوفين‪ ،‬فال يتصلون معهم صوتيﹰا أو لغويﹰا‬
‫‪1‬‬
‫ببعض األذى النفسي الذي يمكن تجنبه في حال وعي السائق بطرق التعامل مع المكفوف‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع العمل والتدريب المهني‪:‬‬

‫ترتفع نسبة المعاقين العاطلين عن العمل بشكل كبير‪ ،‬إذ بلغ عدد غير النشيطين اقتصاديا في فلسطين ‪ 27418‬معاق‪،‬‬
‫أي ما يعادل نسبة ‪ ،%64.26‬مقابل ‪ 9455‬نشيطين اقتصاديا فقط‪ ،‬أي ما يعادل نسبة‪ ،%35.74‬وفقا لبيانات الجهاز‬
‫المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬وهذا يعود إلى عدة أسباب منها‪:‬‬

‫التدريب المهني‪ :‬تتكرر نفس أسباب قلة الفرص التعليمية لدى فحص فرص التدريب المهني‪ ،‬والتي تفتقر إلى التسهيالت‬
‫المالئمة في المباني‪ ،‬مما يعيق وصول المعاقين حركيا إليها بحرية واستقاللية‪ ،‬كما ال تتوافر فيها التعديالت الالزمة على‬
‫اآلالت المستخدمة التي يحتاج إليها المعوقون من المتدربين‪ ،‬كما ال تتوفر في هذه المراكز األجهزة والخبرات الفنية الكافية‬
‫لدى طواقمها البشرية‪ ،‬مما يحد من إمكانية انتفاع المعاقين منها‪ ،‬هذا باإلضافة إلى انعدام السياسات والبرامج المتطورة‬
‫التي تسهل دمج المعاقين فيها‪ ،‬عوضﹰا عن األفكار النمطية التي ال تشجع المعاق على االلتحاق بهذه المراكز‪.‬‬

‫عدم وجود مقاييس واختبارات مقننة تقيس قدرات المعوقين‪ ،‬سواء عند التأهيل المهني كعملية تستهدف اختيار المهنة‬
‫المناسبة له‪ ،‬أو عند التوجيه المهني كعملية تستهدف اختياره المناسب لمهنة بعينها‪.‬‬
‫تتطلب عملية التأهيل إمكانيات مادية وبشرية هائلة‪ ،‬وقد ال تتوفر في بعض األحيان لدى المجتمع‪ ،‬آخذين في االعتبار‬
‫حجم الفاقد المستهلك لتأهيل المعوقين‪.‬‬

‫إن التأهيل هو إعادة تدريب المعاق على مهارة معينة تتناسب وقدراته الباقية‪ ،‬ففي حالة هجر أمر مألوف إلى أمر آخر‬
‫غير مألوف‪ ،‬فإن هذا يؤدي إلى مقاومة المعوق تماشيا مع النزعة العامة للفرد‪ .‬لذا‪ ،‬فإن بعضهم يلتحقون بمراكز تأهيل‬
‫مهني خاصة تديرها مؤسسات التأهيل التي تمتاز بمحدودية الخيارات‪ ،‬والمهن البسيطة غير المطلوبة في سوق العمل‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫مثل‪ :‬أعمال القش والخيزران للمكفوفين‪ ،‬وأعمال الخياطة للمعاقين حركيا‪.‬‬

‫‪ 1‬عمرو‪ ،‬زياد تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين‪ ،‬تقرير رقم ‪ ،25‬ص‪.47‬‬
‫‪ 2‬مطر‪ ،‬عوني قانون حقوق المعاقين رقم "‪ "4‬لسنة ‪1999‬م‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تأهيل ودمج ذوي اإلعاقة في المجتمع‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تأهيل ذوي اإلعاقة في المجتمع‪:‬‬

‫لم يعد تأهيل المعوقين وقفﹰا على التعامل مع الفرد المعوق لمساعدته على العودة إلى المجتمع ليعيش فيه بما يزود به‬
‫لتنمية طاقاته‪ ،‬إو نما أضحى التأهيل محاوالت من جانب تخصصات كثيرة لمساعدة المعوق للتغلب على عوائقه‪ ،‬وفي نفس‬
‫‪1‬‬
‫الوقت تهيئة البيئة من جميع جوانبها المادية واالجتماعية الستقبال الفرد المعوق بصدر أرحب وتجهيزات أكثر مالئمة‪.‬‬

‫إن الحاجات الملحة لتأهيل أكثر عدد ممكن من المعوقين والبحث عن أنجع طرق العالج والوقاية أدت إلى إنشاء مراكز‬
‫ضخمة يبلغ عدد الطالب فيها من ‪ 300‬إلى ‪ 3500‬طالب أحيانﹰا‪ ،‬كما جهزت المؤسسات الضخمة بأحدث الوسائل‬
‫العالجية‪ ،‬وضمت أصنافﹰا عديدة من األطباء واألخصائيين والباحثين‪ ،‬ما أدى كل هذا إلى اكتشاف طرق عالجية‬
‫وتأهيلية هامة‪ ،‬إال أن النتائج السلبية التي تولدت عن عزل هذه المؤسسات كانت في مستوى ضخامتها أيضﹰا منها‪:‬‬

‫عزل المعوقين عن المجتمع وهياكله الطبيعية‪.‬‬


‫حماية المعوقين حماية مفرطة أدت إلى نزع روح المسؤولية ومواجهة مصاعب الحياة والقدرة على التكيف االجتماعي‪.‬‬
‫معاملة الطالب المعوقين معاملة مرضى أو قاصرين مدى الحياة‪.‬‬
‫استئصال روح التنافس والتطلع إلى األحسن‪ ،‬من جراء معيشتهم مع الفئات الخاصة وفي أجواء محمية بصفة خانقة‪.‬‬

‫وعلى ذلك ﹸتع‪ ‬رف االتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق المعوقين التأهيل على إنه "العملية التي تهدف إلى تهيئة‬
‫الظروف أمام المعوقين بشكل يمكنهم من االندماج في المجتمع‪ ،‬بحيث يصلون إلى الحالة المثلى من المنظور البدني‬
‫‪2‬‬
‫والحسي والذهني بما يتفق مع قدراتهم من الناحيتين التشريحية والنفسية‪.‬‬

‫وبعد حديثنا عن الرعاية بأنواعها وتعريف التأهيل‪ ،‬يتضح لدينا أن الرعاية والتأهيل وجهان لعملة واحدة‪ ،‬وكالهما مكمل‬
‫لآلخر‪ ،‬فالرعاية عبارة عن مجموعة األنشطة والخدمات المقدمة لذوي اإلعاقة‪ ،‬والتأهيل يمثل عملية توظيف هذه األنشطة‬
‫وتلك الخدمات بهدف تنمية قدرات المعاق‪ ،‬حتى يكون عضوﹰا منتجﹰا في المجتمع‪ ،‬ويترتب على ذلك نتيجة مؤداها أن‬
‫المعنيين بدراسة أحوال متحدي اإلعاقة درجوا على االكتفاء باستخدام مصطلح التأهيل أو الرعاية واعتبروا ك ﹰال منهما‬
‫مرادفﹰا لآلخر‪ ،‬إو ن غلب عليهم استخدام التأهيل في المجاالت التعليمية والثقافية والمهنية‪ ،‬في حين قصروا في استخدام‬
‫الرعاية على النواحي الصحية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ 1‬الشــناوي‪ ،‬محمــد محــروس محمــد‪ :‬اتجاه‪%%‬ات حديث‪%%‬ة في تأهي‪%%‬ل المع‪%%‬وقين‪ ،‬جامعــة اإلمــام محمــد بن ســعود اإلســالمية‪ ،‬المملكــة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪1986‬م‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫سامي‪ :‬حقوق ذوي االحتياجات الخاصة بين الواقع والقانون‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪ 2‬الصادق‪،‬‬
‫محمد‬

‫‪43‬‬
‫ميزات فكرة تأهيل المعوقين‪:‬‬
‫أ‪ .‬ضمان االندماج المادي لكل المعوقين‪ ،‬وذلك عن طريق بعث خدمات خاصة داخل المؤسسة العادية سواء كانت‬
‫تربوية أو مهنية أو عالجية‪.‬‬
‫‪ .‬ضمان االندماج الوظيفي‪ ،‬وذلك بالسماح للمعوقين من استعمال المرافق العالجية أو الترفيهية أو وسائل النقل العادية‪،‬‬
‫بعد إجراء التعديالت الضرورية بد ﹰال من جلب األخصائيين أو الوسائل العالجية‪.‬‬
‫‪ .‬إتاحة الفرصة لضمان االندماج االجتماعي الشخصي‪ ،‬وذلك باحترام اختيارات وآراء كل من يعاني من عجز جزئي أو‬
‫كلي في إحدى وظائفه الجسمية أو الحسية أو الذهنية‪ ،‬وحثه على المشاركة الفاعلة في كل أوجه النشاطات االجتماعية‬
‫طبقﹰا لقدراته إو مكاناته‪.‬‬
‫‪ .‬العدول عن إنشاء مؤسسات تربوية أو مهنية ذات الحجم الكبير إذا تعذر االندماج في المؤسسات العادية‪ ،‬وجعلها أكثر‬
‫ما تكون مفتوحة على المحيط الخارجي تفاديﹰا للوقوع في أخطاء وسلبيات المؤسسات الضخمة الالإنسانية‪ ،‬والتي سرعان‬
‫‪1‬‬
‫ما تنقلب إلى ثكنات أو سجون مقنعة‪.‬‬
‫ج‪ .‬تعديل اتجاهات المجتمع نحو المعوقين من خالل اإلعالم المرئي والمسموع؛ لتحسين الصورة عن المعاق بأنه‬
‫إنسان عادي ينقصه بعض االحتياجات والقدرات‪ ،‬إو ن له الحق بالعيش بكرامة‪.‬‬
‫‪ .‬إشراك المعوقين وأسرهم والمجتمع والجهات الرسمية والتطوعية والخاصة في عملية التأهيل‪ ،‬وذلك كي تكون فلسفة‬
‫التأهيل متكاملة ما بين المعاق واألسرة والمجتمع والمؤسسات األهلية والحكومية‪.‬‬

‫‪ .‬دمج األشخاص المعاقين وخدماتهم في البرامج التنموية القائمة في المجتمع‪ ،‬مع اإلفادة من المراكز التحويلية‬
‫المتخصصة في المنطقة‪ ،‬ويتبلور بنا‪‬ء عليها إقامة المراكز التربوية لتفعيل الدور االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .‬الوصول بإمكانات األشخاص المعوقين البدنية والعقلية لحدها األقصى‪ ،‬واالنتفاع من الخدمات والفرص العادية‬
‫‪2‬‬
‫المتكافئة‪ ،‬وذلك من خالل برامج التأهيل وكذلك المؤسسات التأهيلية المؤهلة للموضوع‪.‬‬

‫النظرة القانونية للحق في التأهيل‪:‬‬


‫سعت القوانين منذ زمن بعيد إلى تأكيد حق المعوقين في التأهيل‪ ،‬وذلك في قانون توجيه المعوقين لسنة ‪1975‬م‪ ،‬ثم ت‪‬م‬
‫تنظيمه على نحو أكثر تفصي ﹰال في قوانين أخرى متعاقبة ومتنوعة‪ ،‬فالتأهيل المهني للمعوقين نظم من خالل قانون‬
‫العمل‪ ،‬والتأهيل التعليمي من خالل قانون التعليم‪ ،‬وتأهيل األماكن العامة ومالءمتها لتنقالت المعوقين من خالل قانون‬
‫‪3‬‬
‫البناء‪ ،‬فض ﹰال عن الرعاية والتأهيل االجتماعي المعروف بقانون التحديث االجتماعي‪.‬‬

‫محروس محمد‪ :‬اتجاهات حديثة في تأهيل المعوقين‪ ،‬ص‪.19‬‬ ‫‪ 1‬الشناوي‪،‬‬


‫‪ 2‬عوادة‪ ،‬رنا محمد صبحي‪ :‬دمج المعاقين حركيﹰا في المجتمع المحلي بيئيﹰا واجتماعيﹰا‪-‬دراسة حالة في محافظة نابلس‪،‬‬
‫رس ــالة ماجســتير غــير منشــورة في برنــامج التخطيــط الحضــري واإلقليمي‪ ،‬جامع ــة النجــاح الوطنيــة‪ ،‬ن ــابلس‪ ،‬فلســطين‪2007 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.22-21‬‬
‫سامي‪ :‬حقوق ذوي االحتياجات الخاصة بين الواقع والقانون‪ ،‬ص‪.38‬‬ ‫‪ 3‬الصادق‪،‬‬
‫محمد‬

‫‪44‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دمج المعوقين في المجتمع‬

‫إن عملية دمج المعوقين ليست مقتصرة على خدمات التوظيف‪ ،‬بل يشل التعليم والتنقل بين الناس بحرية وأمان‪ ،‬ويشمل‬
‫أيضﹰا النواحي االجتماعية واالقتصادية والصحية والنفسية والتربوية‪ ،‬حيث إن القصور في تطبيق قانون حقوق المعوقين‪،‬‬
‫إضافة إلى عمليات عزل المعوقين عن األنظار‪ ،‬وكأنهم فئة منبوذة أصابها المرض المعدي‪ ،‬ينافي أخالقيات العمل‬
‫اإلنساني وحقوق المعوقين‪.‬‬

‫أهمية دمج ذوي اإلعاقة في بيئاتهم‪:‬‬


‫يركز برنامج دمج المعوقين على دمجهم في مجتمعهم والتخفيف من الصعوبات التي يواجهونها‪ ،‬سواء في التكيف والتفاعل‬
‫والتنقل والحركة‪ ،‬وينطبق على طلبة المناطق البعيدة والمحرومة من الخدمات كالمناطق الريفية والنائية‪.‬‬
‫يساعد الدمج في تخليص أسر األفراد المعوقين من الشعور بالذنب واإلحباط‪.‬‬

‫محمد‬

‫‪45‬‬
‫مسرد‬
‫تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبخاصة العاملين في المدارس العامة‪ ،‬من مدراء ومدرسينوطلبة وأولياء أمور‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل اكتشاف قدرات إو مكانات األطفال المعوقين الذين لمتتح لهم الظروف المناسبة للظهور‪.‬‬
‫يساعد الدمج على استيعاب أكبر عدد من المعوقين في المجتمع‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الصداقة غالبﹰا ما تنشئ وتنمو بين العاديين والمعوقين في الفصل الدراسي والتي ال يوفرها العزل‪.‬‬

‫أشكال الدمج‪:‬‬

‫أو ﹰال‪ :‬الدمج االجتماعي‬


‫ويقصد بالدمج االجتماعي دمج األفراد غير العاديين مع األفراد العاديين في مجال السكن والعمل‪ ،‬ويطلق على هذا النوع‬
‫مفهوم الدمج الوظيفي‪ ،‬ويهدف إلى توفير الفرص المناسبة للتفاعل االجتماعي والحياة االجتماعية الطبيعية بين األفراد‬
‫‪2‬‬
‫العاديين وغيرهم‪.‬‬
‫كما وقد يتمثل ذلك بدمج األشخاص ذوي اإلعاقة بشكل عام وخاصة في برامج التدخل من أجل إيقاف العنف الموجه‬
‫للمعوقين‪ ،‬إو ن دمج المعوقين في برامج التدخل هذه تكون على مستويين‪:‬‬

‫أ‪ .‬المستوى األول الدمج في البرامج العامة‪ :‬حيث يجب العمل على دمج الشخص المعاق في كافة برامج التدخل المقدمة‬
‫لعامة المعوقين‪ ،‬من أجل إيقاف العنف نحوهم‪ ،‬وخاصة األطفال منهم‪ ،‬وفي كثير من الحاالت يمكن إدخال األطفال‬
‫المعوقين في مثل هذه البرامج المقدمة لعامة الناس دون وجود عبء مادي إضافي‪ ،‬ومثل هذا الدمج سوف ‪‬يس‪ ‬رع في‬
‫فعالية التدخل من أجل منع العنف‪.‬‬
‫ب ‪ .‬المستوى الثاني‪ :‬في الوقت الذي ‪ ‬يشجع فيه على دمج المعوقين في برامج تدخل منع العنف االجتماعي المقدمة‬
‫لعامة الناس‪ ،‬فإنه ال بد من األخذ بعين االعتبار بأن هناك الكثير من األطفال المعاقين الذين سوف يستفيدون من خدمات‬
‫نظر للقدرات الخاصة التي يتمتعون بها‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يحتاج األطفال المعوقون عقليﹰا إلى‬
‫التدخل الخاصة بهم‪ ،‬ﹰا‬
‫نظر لقدراتهم االستيعابية‪ ،‬مع‬
‫اإلعادة والتكرار في تلقي المعلومات‪ ،‬واستخدام أساليب تعليمية مختلفة عن اآلخرين وذلك ﹰا‬
‫ضرب الكثير من األمثلة المادية والملموسة التي تقدم بلغة سهلة وواضحة‪ .‬وكذلك بالنسبة للمعوقين الصم مستخدمي لغة‬
‫‪3‬‬
‫اإلشارة فهم يستفيدون عبر النقاش بلغة اإلشارة التي تمكنهم من طرح األسئلة بحرية ونقاش المواضيع المطروحة‪.‬‬

‫وبدمج المعوقين في المجتمع‪ ،‬وبتأصيل ذلك شرعﹰا وقانونﹰا‪ ،‬نحمي حق المعوقين‪ ،‬ونحقق مفهوم السلم االجتماعي في‬
‫المجتمع‪ ،‬ومن أهم المرتكزات التي يركز عليها مفهوم الدمج االجتماعي‪:‬‬

‫‪ 1‬الصادق‪ ،‬محمد سامي‪ :‬حقوق ذوي االحتياجات الخاصة بين الواقع والقانون‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ 2‬الروســان‪ ،‬فــاروق‪ :‬قضايا ومش‪%‬كالت في التربي‪%‬ة الخاصة‪ ،‬دار الفكــر للطباعــة والنشــر والتوزيــع‪ ،‬عمــان‪ ،‬األردن‪1998 ،‬م‪،‬ص‬
‫‪.29-30‬‬

‫‪ 3‬عبــدات‪ ،‬روحي‪ :‬اإلساءة الموجهة للمعاقين‪ ،‬األسباب واستراتيجيات الوقاي‪%%‬ة والعالج‪ ،‬دار مجــدالوي للنشــر والتوزيــع‪ ،‬عمــان‪،‬‬
‫األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.171-170‬‬

‫‪46‬‬
‫مسرد‬

‫احترام حقوق األشخاص المعوقين وكرامتهم وحرية اختيارهم واحترام حياتهم الخاصة‪.‬‬
‫المشاركة في وضع الخطط والبرامج وصنع الق اررات الخاصة باألشخاص المعوقين وشؤونهم‪.‬‬
‫تكافؤ الفرص وعدم التمييز بين المعوقين على أساس اإلعاقة‪.‬‬
‫المساواة بين الرجل والمرأة المعوقين في الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫ضمان حقوق األطفال المعوقين وبناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم ودمجهم في المجتمع‪.‬‬
‫توفير التجهيزات المعقولة لتمكين الشخص المعوق من التمتع بحقه وحريته‪ ،‬ليتمكن من االستفادة من خدمة معينة‪.‬‬
‫قبول األشخاص المعوقين باعتبارهم جزءﹰا من طبيعة التنوع البشري‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الدمج في شتى مناحي الحياة والمجاالت‪ ،‬بما في ذلك شمول المعوقين وقضاياهم بالخطط التنموية الشاملة‪.‬‬

‫ثانيﹰا‪ :‬الدمج األكاديمي‬


‫تعتبر قضية الدمج األكاديمي واالجتماعي لفئات األطفال غير العاديين من أكثر القضايا إثارة للجدل في أواسط التربية‬
‫الخاصة‪ ،‬وذلك لتباين آراء مؤيدي الدمج ومعارضيه‪ ،‬وقد ظهرت برامج عديدة نتيجة لالنتقادات التي وجهت إلى برامج‬
‫التربية الخاصة التي أدت إلى عزل المعوق عن المجتمع‪ ،‬وأدت تلك االنتقادات إلى ظهور أشكال متعددة من أشكال الدمج‬
‫األكاديمي‪ ،‬والمتمثلة في الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة العادية‪ .‬وفيما بعد‪ ،‬أخذ الدمج أشكا ﹰال أخرى عرف باسم‬
‫الدمج االجتماعي‪.‬‬

‫مفهوم الدمج األكاديمي‪:‬‬


‫تعددت التعريفات لمفهوم الدمج األكاديمي منها أنه‪" :‬مفهوم يتضمن مساعدة األطفال المعوقين على التعايش مع األطفال‬
‫العاديين في الصف العادي"‪ ،‬في حين يعرفه مجلس األطفال العاديين على أنه "اعتقاد ومفهوم يتضمن وضع األطفال‬
‫العاديين مع األطفال غير العاديين في الصف العادي‪ ،‬أو في أقل البيئات التربوية تقييدﹰا للطفل غير العادي بحيث يكون‬
‫الدمج إما بشكل مؤقت أو بشكل دائم"‪ 2.‬ويتنوع الدمج ليشمل دمجهم في المدارس والدمج في النظام البيئي‪ ،‬ويستخدم هذا‬
‫المصطلح ليشمل التعامل مع المعوقين بغض النظر عن نوع إعاقتهم وشدتها‪ ،‬إذ يدرسون في فصول مناسبة ألعمارهم مع‬
‫‪3‬‬
‫أقرانهم العاديين في مدرسة الحي إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬مع توفير الدعم لهم في هذه المدارس‪.‬‬

‫‪ 1‬العوي ــدي‪ ،‬عليــا محمــد‪ :‬دمج المع‪%%‬اقين في المجتم‪%%‬ع وأث‪%%‬ره في تحقي‪%%‬ق مفه‪%%‬وم الس‪%%‬لم االجتم‪%%‬اعي‪ ،‬ورق ــة عم ــل مقدم ــة لمــؤتمر‬
‫السلماالجتماعي‪ ،‬كلية العلوم التربوية‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ 2‬الروسان‪ ،‬فاروق‪ :‬قضايا ومشكالت في التربية الخاصة‪ ،‬ص‪ .29-30‬وع ـوادة‪ ،‬رنــا محمــد صــبحي‪ :‬دمج المعاقين حركيﹰا في‬
‫المجتمع المحلي بيئيﹰا واجتماعيﹰا‪ -‬دراسة حالة في محافظة نابلس‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ 3‬عوادة‪ ،‬رنا محمد صبحي‪ :‬دمج المعاقين حركيﹰا في المجتمع المحلي بيئيﹰا واجتماعيﹰا‪ -‬دراسة حالة في محافظة‬
‫نابلس‪،‬ص‪.37‬‬

‫‪47‬‬
‫مسرد‬
‫ويتم تنفيذ الدمج من خالل توفير بدائل تربوية متنوعة أطلق عليها اسم "هرم الخدمات التربوية الخاصة"‪ ،‬حيث تشكل‬
‫قاعدته األوضاع األقل تقييدﹰا‪ ،‬وقمته تشكل األوضاع األكثر تعقيدﹰا‪ ،‬كما هو موضح في الشكل التالي‪:‬‬

‫التعليم في مدارس‬

‫التعليم في صفوف خاصة‬

‫التعليم في الصفوف العادية‬

‫والبيئة األقل تقييدﹰا ذات شقين رئيسين‪ ،‬األول يرتبط بتعليم الطالب ذوي اإلعاقة مع أقرانه العاديين إلى أقصى مدى ممكن‪،‬‬
‫والثاني هو عدم حرمان الطالب ذي اإلعاقة من التعلم في الصف العادي‪ ،‬إال إذا حالت طبيعة إعاقته دون قدرته على‬
‫التعليم بشكل أساسي وف‪ ‬عال‪ ،‬حتى عند توفر الوسائل التعليمية الداعمة‪ ،‬وتبعﹰا لمبدأ البيئة األقل تقييدﹰا أو غير المقيدة‪،‬‬
‫يمكن تعليم الطلبة ذوي اإلعاقة في أوضاع تعليمية مختلفة في المدارس العادية من أهمها الصف الخاص‪ ،‬حيث يتعلم‬
‫الطلبة ذوو اإلعاقة في غرفة صف خاصة في مدرسة عادية‪ ،‬وفي الصف الخاص يتلقى هؤالء الطلبة خدمات التربية‬
‫الخاصة على أيدي أخصائي تربوي‪ ،‬وقد يكون الدوام كام ﹰال أو جزئيﹰا حيث يمكن دمج الطلبة المعوقين مع الطلبة غير‬
‫المعوقين في النشاطات االجتماعية وغير األكاديمية‪.‬‬
‫وهناك ما يعرف بغرفة المصادر‪ ،‬وهي غرفة صف خاصة في مدرسة عادية‪ ،‬يقضي الطلبة ذوي اإلعاقة فيها حصة أو‬
‫حصتان يوميﹰا‪ ،‬فهم يتلقون معظم تعليمهم في الصف العادي ولكنهم يأتون في مجموعات تضم (‪ )5 -3‬طالب لتلقي‬
‫تعليم خاص على يدي معلم التربية الخاصة‪ ،‬وهنا يكمن الفرق بين غرفة المصادر التي تعزل المعوق عن أقرانه العاديين‬
‫فترة وجيزة من الوقت‪ ،‬مما يحد من وصمة العجز وتأثيراته النفسية السلبية‪.‬‬

‫أهمية الدمج المدرسي‪:‬‬


‫وبنا‪ ‬ء على ما تم ذكره أستطيع أن الخص أهمية الدمج المدرسي واألكاديمي‪:‬‬
‫تنمية مدارك األطفال المعاقين‪.‬‬
‫إيجاد بيئة تمكن األطفال المعاقين من تكوين صداقات‪ ،‬وتمنحهم اإلحساس باالنتماء إلى الجماعة‪.‬‬
‫تعليمهم األنشطة التي تساعدهم على القيام بدورهم في األسرة والمجتمع ليكونوا أعضاء فاعلين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫اكتشاف نقاط القوة لدى األطفال المعاقين وتنمية نقاط الضعف لمساعدتهم على تعويض العجز‪.‬‬
‫مهام وواجبات المعلم تجاه المتعلمين ذوي اإلعاقة‪:‬‬

‫‪ 1‬العوي ــدي‪ ،‬عليــا محمــد‪ :‬دمج المع‪%%‬اقين في المجتم‪%%‬ع وأث‪%%‬ره في تحقي‪%%‬ق مفه‪%%‬وم الس‪%%‬لم االجتم‪%%‬اعي‪ ،‬ورق ــة عم ــل مقدم ــة لمــؤتمر‬
‫السلماالجتماعي‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪48‬‬
‫مسرد‬
‫يتوجب على المعلم أن يشارك في تقييم وتشخيص الحاالت‪ ،‬وتحديد مستوى األداء التحصيلي للحاالت‪ ،‬والوقوف على‬
‫أبعادها‪.‬‬
‫أن يشارك المعلم في تحديد االحتياجات الفعلية الخاصة لكل حالة‪ ،‬مع التأكيد على االحتياجات التربوية واألكاديمية‪.‬‬
‫أن يحدد المعلم األهداف التربوية والتعليمية بكل دقة‪.‬‬
‫أن يحدد المعلم البرنامج التربوي والتعليمي الفردي أو الجماعي المناسب لكل حالة‪.‬‬
‫أن يحدد المعلم الخطة التعليمية والتدرج في مستوياتها من السهل إلى الصعب‪.‬‬
‫أن يحدد المعلم أساليب التدريس والطرق المناسبة لكل متعلم‪ ،‬وتنفيذ عملية التدريس بالشكل الجيد‪.‬‬

‫أن يشارك األسرة وأولياء األمور في التوجيه واإلرشاد النفسي‪ ،‬والجوانب التحصيلية واألكاديمية للمتعلم‪ ،‬ومعرفة مشكالته‬
‫والعمل على حلها‪.‬‬
‫أن يعمل المعلم على تنمية مهارات المتعلمين الفنية واالبتكارية‪ ،‬والعمل على توظيفها على الوجه األمثل‪ ،‬وبخاصة‬
‫األنشطة في مجال التربية الفنية‪ ،‬لما لذلك من دور إيجابي ف‪‬عال في تنمية هذه القدرات االبتكارية واإلبداعية لدى‬
‫المتعلم‪.‬‬
‫أن يهيئ المعلم الفرص والبرامج الترويحية واألنشطة المختلفة الثقافية واالجتماعية والفنية والرياضية‪ ،‬والزيارات العلمية‬
‫والترفيهية التي من شأنها أن تعزز شعور المتعلمين بالسعادة وتعمل على توثيق الصلة بينهم وبين بيئتهم‪ ،‬وتحقق من‬
‫‪1‬‬
‫خاللها االندماج مع المجتمع والتفاعل معه‪.‬‬

‫ثالثﹰا‪ :‬دمج المعوقين في سوق العمل وخدمات التوظيف المتاحة‬


‫تعتبر مسألة تشغيل ذوي اإلعاقة من أهم الموضوعات التي توليها تشريعات المعاقين عناية واهتمامﹰا خاصﹰا‪ ،‬والسبب في‬
‫ذلك يرجع إلى أن العمل هو أفضل السبل التي تسهم في تبديد شعور المعوق بالعزلة‪ ،‬إذ يساعد على سرعة اندماجه في‬
‫المجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬كما يكشف عن طاقاته المعطلة‪ ،‬ومن ثم يساعد على زيادة اإلنتاج ويدفع عجلة اإلنتاج إلى‬
‫‪2‬‬
‫األمام‪.‬‬
‫وهناك توجهات جديدة نحو المعوقين وتوظيفهم في الوظائف الحكومية‪ ،‬وذلك من خالل مراكز خاصة أعدت لذلك يصطلح‬
‫تغيير‬
‫على تسميتها بالورش المحمية‪ ،‬أو المشاريع الخيرية أو الورش اإلنتاجية‪ ،‬وفي السنوات الحالية تغير مفهوم دمجهم ﹰا‬
‫ملموسﹰا في دمجهم في فرص العمل والمهن المتوفرة لذوي االحتياجات الخاصة في سوق العمل المفتوح‪ ،‬بوجود دعم من‬
‫المختصين عند الحاجة‪ ،‬وأصبح هناك فهم خاص وواضح خالل العقدين األخيرين لآلثار االقتصادية الناجمة عن استبعاد‬
‫األشخاص ذوي اإلعاقة من سوق العمل‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى ضياع الطاقة اإلنتاجية لجزء من القوى العاملة‪ ،‬إضافة‬
‫إلى كلفة اإلعانات وخدمات اإلعاشة لهذا الكم الكبير من المعاقين‪ ،‬والتي أصبحت عبئﹰا اقتصاديﹰا على ميزانية العديد‬
‫من الدول‪ ،‬حيث أدركت هذه الدول أن فتح سوق العمل أمام األشخاص المعوقين سوف يخفض من هذا العبء لدرجة‬

‫‪ 1‬حسن‪ ،‬أحمد وجيه‪ :‬العالقة بين المعلم والمتعلمين ذوي االحتياجات الخاصة في ضوء الفكر ال تربوي اإلس المي‪ ،‬مجل ة م رآز‬
‫البحوث التربوية‪ ،‬العدد السادس‪1426 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.144‬‬
‫‪ 2‬الصادق‪ ،‬محمد سامي‪ :‬حقوق ذوي االحتياجات الخاصة بين الواقع والقانون‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪49‬‬
‫مسرد‬
‫كبيرة‪ ،‬وفي نفس الوقت‪ ،‬يصبح بإمكان هؤالء المعوقين العيش باستقالل وكرامة‪ ،‬والشعور بالرضا وعدم النقصان في‬
‫‪3‬‬
‫األهلية‪ ،‬وكذلك المشاركة في سوق العمل واالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫المؤسسات الراعية لذوي اإلعاقة في المجتمع الفلسطيني المعاصر‬

‫وفيه ستة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف بالمؤسسات الراعية للمعاقين في محافظة نابلس المبحث الثاني‪ :‬واقع الرعاية النفسية للمعاقين في‬
‫محافظة نابلس المبحث الثالث‪ :‬واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس المبحث الرابع‪ :‬واقع الرعاية الصحية‬
‫للمعاقين في محافظة نابلس المبحث الخامس‪ :‬واقع الرعاية االجتماعية للمعاقين في محافظة نابلس المبحث السادس‪:‬‬
‫واقع الرعاية السياسية للمعاقين في محافظة نابلس المبحث األول‪ :‬تعريف بالمؤسسات الراعية للمعاقين في محافظة‬
‫نابلس‪.‬‬

‫في هذا المبحث سوف يتم بعد مشيئة اﷲ تعالى التعريف بالمؤسسات التي تقوم على رعاية المعوقين وتقديم كافة الخدمات‬
‫لهم‪ ،‬وفيه سوف يتم التعرف على منشأ هذه المؤسسات والجمعيات‪ ،‬والتع ـرف على أهدافها ورؤيتها وهياكلها التنظيمية‪،‬‬
‫ومن ثم التعرف على أهم الخدمات والمشاريع الت ـي تـم إنجازها ودورها في تطوير المجتمع‪ ،‬ومن أهم هذه المؤسسات‪:‬‬

‫أو ﹰال‪ :‬اإلتحاد العام للمع وقين في محافظة نابلس ‪ :‬في ظروف ال يمكن وصفها إال باألصعب عم ـل‬
‫المعاق الفلسطيني على تأسيس اإلتحاد العام للمعاقين‪ ،‬وذلك بحكم حجم التعقيدات والصعوبات الت ـي يواجهها شعبنا‬
‫الفلسطيني‪ ،‬والناتجة عن سياسة االحتالل العدوانية أو ﹰال‪ ،‬وألسباب ذاتية تتعلق بنظرة المجتمع الس لبية تجاه اإلعاقة‬
‫ثانيﹰا‪ ،‬إضافة إلى ضعف مستوى دعم وتنظيم المعاقين ألنف ـسهم تج ـاه قضاياهم واحتياجاتهم‪ ،‬غير أنه بتأسيس االتحاد‬
‫العام تم تفعيل المعاقين وتنظيم صفوفهم في إط ـار جامع نقابي‪ ،‬ليمثل هذه الشريحة االجتماعية الخاصة بالمجتمع‬
‫الفلسطيني‪ ،‬وذلك للعمل عل ـى س ـن القوانين التي تضمن لهم حقوقهم بالمواطنة الصالحة والحياة الكريمة والضغط على‬

‫‪ 3‬عبدات‪ ،‬روحي مروح‪ :‬تأهيل وتشغيل األشخاص ذوي اإلعاقة األس‪%%‬س النظري‪%%‬ة والممارس‪%%‬ة العملية‪ ،‬و ازرة الشــؤوناالجتماعية‪،‬‬
‫دار مجدالوي‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪50‬‬
‫مسرد‬
‫تأمين احتياجاتهم الحياتية‪ ،‬بدءﹰا من الجوانب الصحية وانتها‪‬ء بتوفير فرص العمل‪ ،‬وذلك عبر خطة عملي ـة وتوعي ـة‬
‫مرتبطة مباشرة بالمعاقين‪ ،‬وما يحيط بهم من األسرة والمجتمع المحلي بكافة خدمات ـه ومؤس ـساته‪ ،‬وصو ﹰال إلى‬
‫االتفاقيات الدولية التي تضمن حقوق اإلنسان وتعمل على ضمان دمجهم في مجتمعاتهم‪.‬‬

‫تعريف باإلتحاد ‪ :‬هو منظمة جماهيرية فلسطينية غير حكومية تعنى بحقوق المعاقين على اخ ـتالف إعاقاتهم وأسبابها‪،‬‬
‫وبغض النظر عن الجنس أو الفئة العمرية‪ ،‬ويمارس ن ـشاطاته عل ـى م ـستوى محافظة نابلس آخذﹰا على عاتقه توحيدﹰا‬
‫لكلمة المعاقين‪ ،‬وتنظيم صفوفهم‪ ،‬والعمل على ت ـذليل كاف ـة السبل من أجل انتزاع اعتراف المجتمع وكافة مؤسساته‬
‫بكافة حقوقهم والدفاع عنها‪ ،‬إو براز أهمي ـة دورهم بالمشاركة في كافة الفعاليات االجتماعية والثقافية واالقتصادية‪ ،‬وصو‬
‫ﹰال للمشاركة السياسية ‪ . 1‬وتم إنشاء هذا االتحاد في محافظة نابلس عام ‪1994‬م‪ ،‬حيث بدأت مسيرة ت ـشكيل ه ـذا اإلط‬
‫ـار الديمقراطي لحركة حقوق المعاقين في المحافظة لتتعاون مع باقي فروع االتح ـاد الع ـام للمعـاقين الفلسطينيين‪ ،‬والذي‬
‫أخذ الموافقة على ترخيصه من سيادة الرئيس الراح ـل ياس ـر عرف ـات ع ـام ‪1993‬م‪ ،‬ثم حصل عل ـى ترخيـصه بت‬
‫ـاريخ ‪1/7/2004‬م م ـن و ازرة الداخليـة تح ـت رقـم (‪.)RR22292‬‬

‫الرؤية واألهداف‪:‬‬
‫يسعى االتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين إلى المساهمة في تأسيس إو نشاء دولة فل ـسطينية م ـستقلة وديمقراطية تستند‬
‫على سيادة القانون والعدالة اال جتماعية والمبادئ الديمقراطية واحت ـرام حقـوق اإلنسان‪ ،‬ويعتبرون أنفسهم جزءﹰا ال يتج أز‬
‫من الشعب الفلسطيني له حقوق وعليه واجبات في‪:‬‬

‫مقاومة االحتالل اإلسرائيلي‪.‬‬


‫تقوية وتعزيز القيم الثقافية والديمقراطية في المجتمع الفلسطيني‪.‬‬
‫تعزيز القدرات واإلمكانيات المتاحة لدعم ومشاركة نضال شعبنا الفلسطيني العادل باتج ـاه االستقالل والحرية وعودة‬
‫الالجئين‪.‬‬
‫تطوير وسائل التعاون والتشاور في مختلف الفئات االجتماعية والقوى الفاعلة لتكون قضية اإلعاقة من أولى أولويات‬
‫الشعب الفلسطيني على الصعيد االجتماعي والحقوقي‪.‬‬

‫ومن أهم األهداف التي يسعى اتحاد المعوقين لتحقيقها ما يلي‪:‬‬


‫تمكين المعوقين من بناء كيان خاص بهم بغض النظر عن نوع اإلعاقة وأس ـبابها أو فئته ـا العمرية‪.‬‬
‫تمثيل األشخاص المعوقين وتطوير شبكة عالقاتهم‪.‬‬
‫تطوير القدرات القيادية للمعوقين في كافة المجاالت الممكنة‪.‬‬
‫إقامة مشاريع تنموية لخدمة المعوقين واألعضاء‪.‬‬

‫‪ 1‬اإلتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين‪ :‬أوراق بيضاء لإلتحاد العام للمعاقين "اإلتحاد بين الماضي والحاضر"‪ ،‬نابلس‪-2007 ،‬‬

‫‪ ،2008‬ص‪.3‬‬

‫‪51‬‬
‫مسرد‬
‫تقوية العالقات االجتماعية بين األعضاء‪.‬‬
‫تعزيز عالقات التواصل والتنسيق مع المؤسسات الحكومية واألهلية لخدمة المعوقين‪.‬‬
‫تعميق الحوار الديمقراطي مع المؤسسات الحكومية والغير حكومي ـة والـضغط لـضمان حصول المعاقين على حقوقهم‬
‫القانونية‪.‬‬
‫العمل على إيجاد إطار ألنصار االتحاد‪.‬‬
‫حث الدوائر على تطوير القوانين واللوائح التنفيذية‪ ،‬ورصـد م ـستوى تطبيقهـا للقـوانين المقررة‪.‬‬
‫التأثير االجتماعي في توجهات المجتمع نحو قضية اإلعاقة‪.‬‬
‫العمل على إيجاد كيان لذوي اإلعاقة الذهنية‪.‬‬

‫بنية االتحاد العام للمعاقين الفلسطينية التنظيمية‪:‬‬


‫الهيئة العامة ‪ :‬وتضم كافة األعضاء المنتسبين لإلتحاد وتنطبق عليهم شروط العضوية‪ ،‬وين ـاط بهم إقرار التقارير‬
‫اإلدارية والمالية‪ ،‬وهي الجهة التي تسائل الهيئة اإلدارية‪ ،‬وتجري انتخاباته ـا الدورية كل سنتين‪.‬‬
‫الهيئة اإلدارية ‪ :‬وهي الهيئة المنتخبة من الهيئة العامة وتتألف من ‪ 6‬أع ـضاء‪ ،‬وي ـتم مراع ـاة تمثيل اإلعاقة المختلفة‬
‫والجنس‪ ،‬وتقوم بمتابعة تنفيذ توصيات المـؤتمر والخط ـط والب ـرامج الوطنية‪ ،‬وتشرف على متابعة عمل لجان‬
‫االختصاص‪.‬‬
‫الرئيس‪ :‬ويتم انتخابه مباشرة من الهيئة العامة ليقوم باإلشراف على تنفيذ التوصيات والب ـرامج المقرة من المؤتمر‪ ،‬وق اررات‬
‫اإلدارة‪ ،‬وتوصيات الهيئة المركزية‪.‬‬
‫ممثلو المؤتمر الوطني‪ :‬يتم انتخابهم من الهيئة العامة للفرع لتمثيله للمؤتمر الوطني مع مراعاة تمثيل كافة أنواع اإلعاقات‬
‫المشاركة باالنتخابات كحق أولوية‪.‬‬
‫المكتب (التنسيق)‪ :‬ويتألف من رئيس اإلتحاد وجميع العاملين‪ ،‬ويناط به جميع أعم ـال اإلدارة‪ ،‬وهم مساءلين أمام‬
‫اجتماعات الهيئة اإلدارية‪.‬‬

‫أهم المشاريع التي تم انجازها من قبل اإلتحاد العام للمعاقين‪:‬‬


‫مشروع لتطوير قدرات الشباب المعاقين وغير المعاقين في المجاالت اإلنسانية والحقوقي ـة‬
‫‪ )United Nations Development Business(.‬بتمويل من‬
‫مشروع برنامج الصحة النفسية الفردي والجمعي‪ ،‬بالتعاون مع مركز اإلرشاد الفلـسطيني واألطباء العام فرنسا (‬
‫‪.)2007/2008‬‬
‫مشروع مع شركة االتصاالت الفلسطينية إلعادة برمجة أسماء وأرقام المعاقين المـستفيدين من الخدمة التي تقدمها الشركة‪.‬‬
‫االستفادة من مشاريع بدل البطالة عبر تشغيل المعاقين في هذه المشاريع‪.‬‬
‫مشروع الدعم النفسي واالجتماعي للمرأة بالتعاون مع بلدية نابلس‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫مسرد‬
‫مشاريع متعددة لإلغاثات في مجال التمويل وصرف أدوية ومساعدات مالية‪ ،‬بتموي ـل م ـن الجهات الحكومية واألهلية‬
‫‪1‬‬
‫والقطاع الخاص‪.‬‬

‫ثانيﹰا‪ :‬مركز الخدمة المجتمعية نابلس‬


‫أنشئ مركز الخدمة المجتمعية التابع لجامعة النجاح الوطنية عام ‪1999‬م‪ ،‬لتقديم خدمات مجتمعي ـة في مجالي العمل‬
‫وقادر‬
‫ﹰا‬ ‫االجتماعي واإلسكان لذوي الدخل المحدود ‪ .‬وتقوم فكرة هذا المركز على مساعدة المجتمع المحلي ليصبح منظمﹰا‬
‫على المشاركة في حل المشاكل التي تواجهه‪ ،‬إو يجاد آلي ـات عمل تمكنه من خدمة نفسه بنفسه ‪ .‬واعتمد المركز في‬
‫الوصول لهذه المهمة على جه ـود الع ـاملين فيه‪ ،‬والخبرة المهنية لدى الهيئة التدريسية واإلدارية في الجامعة وجهود‬
‫المتطوعين م ـن المجتم ـع المحلي‪ ،‬إضافة إلى تنسيق هذه الجهود مع المؤسسات العاملة في المجاالت ذاته ـا ف ـي‬
‫المجتم ـع المحلي‪.‬‬

‫ويتطلب التعامل مع المعوقين توفير جانبين أساسيين في شخصية العاملين معهم‪ ،‬من أجل مساعدتهم ورعايتهم‪ :‬يتمثل‬
‫الجانب األول بضرورة امتالك المعارف الالزمة حول اإلعاقة وتأثيرها‪ ،‬كجوانب النمو المختلفة في شخصية المعوق‪،‬‬
‫وامتالك المهارات مع المعاق حسب نوع إعاقته ودرجة ه ـذه اإلعاقة‪ ،‬وما يلزم القيام به في التغلب على الصعوبات التي‬
‫تعتـرض طريق ـه‪ ،‬وه ـذه المعـارف والمهارات يمكن تعلمها بسهولة نسبية‪ ،‬إذا توفر الجانب الثاني خاصة بالنسبة لألطف‬
‫ـال المعـوقين الذين يجري العمل على دمجهم من خالل االلتحاق بصف الدراسة العادي‪.‬‬

‫أما الجانب الثاني فيتعلق بضرورة توفر القيم واالتجاهات اإليجابية نحو المعاق‪ ،‬حيث يعتب ـر هـذا الجانب في شخصية‬
‫من يعمل مع المعاق متطلبﹰا أساسيﹰا ال غنى عنه لتكوين عالقة إنسانية ناجح ـة بين الطرفين‪ ،‬تفتح للمعاق طريق‬
‫االندماج في المجتمع‪ ،‬وتسلحه بقوة االستمرار بهـذا االن ـدماج‪ ،‬وعلى ذلك يمكن تلخيص أهداف الجمعية بما يلي‪:‬‬

‫العمل على تنمية قدرات المعوق وأخذها بعين االعتبار والعمل على تنميتها‪.‬‬
‫تنمية المهارات االجتماعية للحياة اليومية للمعوق‪ ،‬وما يرتبط بها من تنمية القدرات الذهنية وتعزيز ما ينتج عن ذلك من‬
‫سلوك إيجابي‪.‬‬
‫تعزيز ثقة المعوق بنفسه وباآلخرين‪ ،‬وأن دمجه أمر ممكن‪ ،‬ولكنه ليس تلقائيﹰا‪ ،‬وهو يتطلب التخطيط والسير وخطوات‬
‫تدريجية‪.‬‬

‫‪ 1‬اإلتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين‪ :‬أوراق بيضاء لإلتحاد العام للمعاقين "اإلتحاد بين الماضي والحاضر"‪ ،‬نابلس‪-2007 ،‬‬

‫‪ ،2008‬ص‪.7-3‬‬

‫‪53‬‬
‫مسرد‬
‫خلق بيئة مساعدة لعملية االندماج‪ ،‬من خالل نشر الوعي حول قضية المعاق على م ـستوى المدرسة‪ ،‬والصف‪ ،‬وذلك‬
‫‪2‬‬
‫بتنظيم الندوات واللقاءات واألنشطة األخرى‪.‬‬

‫ثالثﹰا‪ :‬جمعية الهالل األحمر الفلسطيني‬


‫هي جمعية وطنية ذات شخصية اعتبارية مستقلة‪ ،‬معترف بها رسميﹰا وهي أح ـد مكون ـات اللجن ـة الدولية للصليب‬
‫األحمر والهالل األحمر‪ ،‬تمارس نشاطها في فلسطين‪ ،‬وفي مناطق تجمعات الشعب الفلسطيني استنادا إلى اتفاقيات‬
‫جنيف‪ ،‬إو لى مبادئ الحركة ال دولية للصليب األحمر وللهالل األحمر السبعة‪ :‬اإلنسانية‪ ،‬وعدم التحيز‪ ،‬الحياد‪ ،‬االستقالل‪،‬‬
‫التطوع‪ ،‬الوحدة‪ ،‬والعالمية‪.‬‬

‫تأسست رسميﹰا بتاريخ ‪ 26/12/1968‬م وبدأت بتقديم خدماتها الصحية عبر عيادة صغيرة في أح ـد مخيمات الشعب‬
‫الفلسطيني في األردن‪ ،‬وكرست كجمعية لها شخصيتها االعتبارية‪ ،‬بموجب ق ـرار المجلس الوطني الفلسطيني في دورته‬
‫السادسة بتاريخ ‪ 1/9/1969‬م‪ ،‬لتصبح بع ـد ذلـك مؤس ـسة صحية اجتماعية ضخمة من مؤسسات منظمة التحرير‬
‫الفلسطينية التي تضم آالف الكوادر وعشرات اآلالف من األعضاء المتطوعين الفلسطينيين والعرب واألجانب‪.‬‬

‫عملت الجمعية خالل مسيرتها في اتجاهات ثالثة ‪ :‬تطوير كادرها البشري‪ ،‬تنويع خ ـدماتها‪ ،‬بن ـاء وتحديث مراكزها‬
‫ومؤسساتها الصحية واالجتماعية ‪ .‬وتقدم خدماتها عبر ‪ 45‬فرعﹰا وشعبة في الوطن والشتات‪ ،‬وعبر نشرات المستشفيات‬
‫والمراكز الصحية واالجتماعية‪.‬‬

‫ومن أهم البرامج التي تقدم من قبل جم عيات الهالل األحمر الفلسطيني ‪ :‬برنـامج التأهي ـل وتنمي ـة القدرات للمعاقين‪،‬‬
‫ومن أهداف هذا البرنامج دمج األشخاص ذوي اإلعاقة في مجتمع ـاتهم المحلي ـة عبر تطوير قدراتهم ومنحهم فرصﹰا‬
‫متكافئة‪.‬‬

‫وتنطلق الجمعية في عملية تأهيل وتهيئة قدرات األشخاص ذوي اإلعاقات من قاعدة حقوقيه اجتماعية بدي ﹰال من البعد‬
‫الخيري والشفقة‪ .‬وتدير الجمعية ‪ 29‬مركز تأهيل ووحدة‪ ،‬منها ثمانية مراكز متخصصة في تأهيل وتنمية قدرات األطفال‬
‫ذوي اإلعاقة العقلية‪ ،‬وأربعة مراكز ومدارس متخصصة في تعليم األطفال الصم‪ ،‬وقسمين متخصصين في تعليم األطفال‬
‫ذوي الشلل الدماغي‪ ،‬وعشرة مراكز ووحدات متخصصة في اإلعاقات الجسدية‪ ،‬الحركية‪ ،‬وخمس وحدات لتأهيل السمع‬
‫والنطق‪ ،‬وستة فرق تأهيل متنقلة في قرى المحافظات‪ ،‬إضافة إلى برنامج التربية الخاصةالمجتمعية (اإلثراء المنزلي‪ ،‬الذي‬
‫تنفذه الجمعية في عشر محافظات في الضفة والقطاع) الذي يركز على تطوير قدرات المعاقين عقليﹰا ودمجهم في الحياة‬
‫اليومية ألسرهم ومجتمعاتهم المحلية‪.‬‬

‫‪ 2‬لجنة الدعم المتبادل ألسر المعاقين على مقاعــد الد ارسـة‪ ،‬مركــز الخدمــة المجتمعيــة‪ ،‬نـابلس‪ ،‬جامعــة النجــاح الوطنيــة‪2004 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.3-1‬‬

‫‪54‬‬
‫مسرد‬
‫وتدير الجمعية في خان يونس كلية جامعية متخصصة بالتأهيل وتنمية القدرات‪ ،‬وهي الوحيدة ف ـي فلسطين التي تمنح‬
‫درجة البكالوريوس المعترف بها م ـن قب ـل و ازرة التربي ـة والتعلـيم الع ـالي الفلسطينية للمعاقين‪.‬‬

‫الخدمات التأهيلية المقدمة‪:‬‬


‫الوقاية والتوعية باإلعاقة وحقوق ذوي اإلعاقة‪.‬‬
‫الكشف والتشخيص والتدخل المبكران‪.‬‬
‫القيام بزيارات منزلية لألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وتقديم ما يلزم لهم ومتابعة أوضاعهم م ـع األهل‪.‬‬
‫تنفيذ البرامج التخصصية "تدريب‪ ،‬تعليم‪ ،‬تربية خاصة ‪ ،‬تأهي ـل‪ ،‬ع ـالج‪ ،‬إرش ـاد نف ـسي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬عالج طبيعي‬
‫ووظيفي‪ ،‬ونطقي وبرامج إبداعية"‪.‬‬
‫تنفيذ برامج الدعم واإلبداع "رياضة معوقين‪ ،‬فنون‪ ،‬مكتبات ألعاب تربوية وغيرها"‪.‬‬
‫تقديم خدمة األدوات المساعدة لألطفال ذوي اإلعاقات والمسنين والمرضى مـن سـماعات وكراسي متحركة‪.‬‬

‫والجمعية شريك أساسي في برنامج التأهيل المبني على المجتم ـع المحل ـي (‪ ،)CBR‬إل ـى جان ـب مؤسسات وجمعيات‬
‫‪1‬‬
‫أخرى في الضفة‪ ،‬والجمعية عضو أساسي ف ـي المجل ـس األعل ـى ل ـشؤون األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين‪.‬‬

‫رابعﹰا‪ :‬لجان الرعاية الصحية (مركز األمل للتأهيل)‬


‫تأسست الرعاية الصحية عام ‪ 1985‬م م ن الواقع االجتماعي بهدف رفع المستوى الصحي للمجتم ـع الفلسطيني‪ ،‬خاصة‬
‫للفئات األقل حظﹰا بالتنمية عبر عدد من البرامج الصحية المختلفـة ف ـي إط ـار التعاون مع مؤسسات ذات عالقة‪،‬‬
‫والتنسيق مع الفئات المستهدفة للوصول بها إلى مستوى ص ـحي أفضل في إطار تسوده العدالة االجتماعية ‪ ،‬وتدير‬
‫مركز طبيﹰا أبرزها مركـز األمل للتأهيل في نابلس ‪ .‬آخذين بعين االعتبار انتشار مراكز وبرامج‬
‫ﹰا‬ ‫الرعاية الصحية ‪22‬‬
‫الرعاية الصحية في مختل ـف محافظات الوطن‪.‬‬

‫ـرور ببرامج ذات عال قة‬


‫وتعمل الرعاية في إطار ‪ 12‬برنامجﹰا صحيﹰا بدءﹰا من برنامج اإلسعاف والتثقيف الصحي‪ ،‬وم ﹰا‬
‫بالمرأة والطفل‪ ،‬وطلبة المدارس‪ ،‬والمسنين‪ ،‬وانتهاء بإصابات المالعب‪ ،‬وبرامج ذوي االحتياجات الخاصة االجتماعية‪،‬‬
‫وبرامج الطوارئ المرتبطة باإلسعاف واإلغاثة اإلنسانية ‪ .‬وما يهمنا في هذا الصدد هو مركز األمل للتأهيل والذي تأسس‬
‫عام ‪ 1991‬م في مدينة ن ـابلس كمركـز للعالج الطبيعي‪ ،‬وفي إطار تقييم احتياجات المجتمع ال سيما في شمال الضفة‬
‫الغربية‪ ،‬وتزايد ع ـدد ذوي اإلعاقات جراء العدوان اإلسرائيلي‪ ،‬أجرت الرعاية الصحية دراسة كـان أبـرز توص ـياتها ضرورة‬
‫إنشاء مراكز للتأهيل‪ ،‬وعليه تمكنت من إنجاز هذا الهدف عب ـر إن ـشاء مرك ـز لرعاي ـة المعاقين‪.‬‬

‫أهداف المركز‪:‬‬
‫تقديم الخدمات العالجية لألشخاص ذوي اإلعاقة‪.‬‬

‫‪ 1‬جمعية الهالل األحمر الفلسطيني‪ ،‬تعرف على جمعية الهالل األحمر الفلسطيني‪ ،‬البيرة‪ ،‬رام اﷲ‪ ،2010 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪55‬‬
‫مسرد‬
‫تقديم الخدمات التكميلية (إطراف صناعية‪ ،‬أدوات مساعدة‪ ،‬دعائم‪ ،‬أحذية طبية)‪.‬‬
‫التخفيف من أعباء المرضى ماديﹰا وجسديﹰا من عناء السفر إلى الجنوب والوسط‪.‬‬
‫الكشف المبكر عن اإلعاقات‪.‬‬
‫تسيير عيادات متنقلة للوصو ل إلى ذوي اإلعاقة في أماكن إقامتهم‪ ،‬وتفعيل برنامج التأهي ـل‬
‫‪ ) Rehabilitation Community Based(.‬المبني على المجتمع‬
‫استيعاب عدد من الكفاءات العلمية والطبية للتخفيف من حدة البطالة في أوساطهم‪.‬‬
‫تطوير وحدة األبحاث في المركز‪.‬‬

‫الفئات المستهدفة‪:‬‬
‫إصابات االنتفاضة‪.‬‬
‫اإلصابات جراء حوادث السير إو صابات العمل إو صابات المالعب‪.‬‬
‫المرضى الذين يعانون من الشلل بكافة أشكاله بما فيها الشلل الدماغي‪.‬‬
‫المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة (أعصاب وعظام) وما بعد العمليات الجراحية‪.‬‬
‫المرضى الذين يعانون من بتر كلي أو جزئي في األطراف‪ ،‬والذين يعانون من انبساط ف ـي القدم‪.‬‬

‫أقسام المركز ‪ :‬يتكون المركز من عدة طوابق بمساحة إجمالية (‪ )2600‬متر مربع‪ ،‬ويشمل األق ـسامالتالية‪:‬‬
‫مركز أساسيﹰا في إطار برنامج شهري كونهاعلى تماس مباشر باإلعاقة‪،‬‬
‫قسم العيادات الخارجية ‪ :‬وتشكل هذه العيادات ﹰا‬
‫وتتمثل في عيادة العالج الطبيعي‪ ،‬وعي ـادة العظ ـام‪ ،‬وعي ـادةاألعصاب‪ ،‬والعيادة النفسية‪ ،‬وعيادة اإلرشاد والبحث‬
‫االجتماعي‪ ،‬وعيادة الخد مات التكميلية(األطراف الصناعية‪ ،‬واألحذية‪ ،‬والدعائم)‪.‬‬
‫قسم العالج الطبيعي‪ ،‬وفيه ثالثة أقسام منفصلة للرجال والنساء واألطفال‪ ،‬ويشمل ‪ :‬الع ـالج الكهربائي‪ ،‬والعالج باألشعة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والعالج بالح اررة والبرودة‪ ،‬والعالج بالتمـارين الرياضـية‪ ،‬والعالج الكهرومغناطيسي‪ ،‬والعالج بالطين‪ ،‬والعالج المائي‪.‬‬

‫خامسﹰا‪ :‬جمعية الشبان المسيحية (‪)YMCA‬‬

‫‪ 1‬لجان الرعاية الصحية‪ ،‬مركز األمل للتأهيل‪ ،‬نابلس‪2003،‬م‪ ،‬ص‪.3-1‬‬


‫االنتفاضــة‪ :‬هي مصــطلح يعــني الـرفض والتمــرد الــذي تمارســه القــوى المظلومــة والمقموعــة ضــد القــوى المســيطرة بهــدف التحريــر‬ ‫*‬

‫واالنتص ــاف‪ .‬وق ــد اق ــترنت كلم ــة االنتفاض ــة بالنض ــال السياس ــي الفلس ــطيني في الق ــرن العش ـرين إال أنه ــا لقيت رواجﹰا ع ــالميﹰا لفظﹰا‬
‫بالعربيــة ‪ Intifada‬خالل العقــدين المنصــرمين‪ ،‬بحيث أصــبحت للفلســطينيين طريقــة حيــاة وطـريقﹰا للحيــاة‪ .‬وهي ظــاهرة فلســطينية‬
‫ديمقراطيـ ــة شـ ــعبية ونتـ ــاج تراكمـ ــات نضـ ــالية كميـ ــة ونوعيـ ــة ترتبـ ــط بـ ــالتحرك الجمـ ــاهيري الشـ ــامل‪ ،‬ومدرسـ ــة جديـ ــدة في النضـ ــال‬
‫الفلســطيني‪ .‬أنظــر‪ :‬موســوعة المصــطلحات والمفــاهيم الفلســطينية ‪ ،‬تحريــر محمــد شــتيه‪ ،‬المركــز الفلســطيني للد ارســات اإلقليميــة‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص‪.89‬‬

‫‪56‬‬
‫مسرد‬
‫أنشأت هذه الجمعية (‪ ) YMCA‬في خيمة متواضعة في مخيم عقبة جبر بالقرب من مدينة أريح ـا‪ ،‬وارتبط تأسيسها‬
‫بالظروف السياسية المعقدة والشائكة التي سادت فلسطين عام ‪1948‬م‪ ،‬وهي تق ـدم خدمات إنسانية للمجتمع المحلي‬
‫وخصوصﹰا في الظروف الصعبة‪ ،‬وقد بذلت جهـودﹰا كبي ـرة م ـن البرامج التي تخاطب بصورة مباشرة احتياجات وآمال‬
‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬ومن هذه البرامج‪:‬‬
‫برنامج اإلغاثة‪.‬‬
‫مركز التدريب المهني عقبة جبر‪ /‬أريحا‪.‬‬
‫مراكز جمعية الشبان المسيحية في مدينة القدس‪.‬‬
‫برامج التأهيل ‪ :‬وهو موضوع ح ديثنا‪ ،‬فبعد أن اندلعت انتفاضة األقصى * عام ‪1987‬م وما ترتب عليها من مواجهات‬
‫عنيفة ووجود إصابات إو عاقات‪ ،‬فقد قامت هذه الجمعية بجه ـود عظيم ـة لتحمل مسؤوليتها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني‪،‬‬
‫وكان هذا البرنامج بداية في بيت سـاحور‪ ،‬ثـم انتقل إلى جميع مدن الضفة الغربية‪ ،‬وع ملت الجمعية في كل المدن‬
‫الفلسطينية مع فئة الجرحى والمعاقين حركيﹰا‪ ،‬بغض النظر عن سبب إعاقتهم‪ ،‬ومنذ اندالع انتفاضة األقصى الثانية توس‬
‫ـع العمل في البرنامج ليشمل خدمات اإلرشاد النفسي واالجتماعي لضحايا العنف الـسياسي م ـن األطفال واألهالي‬
‫والشباب‪ ،‬من خالل آليات وتق نيات اإلرشاد الفردي والعائلي والجماعي‪ ،‬وينفذاألخصائيون العاملون في الجمعية تدخالتهم‬
‫إما عبر مكاتب الجمعية في المحافظات المختلفة أوعبر الزيارات الميدانية لمنازل المعوقين المتلقين للخدمات‪.‬‬
‫وتتلخص خدمات برنامج التأهيل في اإلرشاد النفسي االجتماعي والمهن ـي‪ ،‬وا لتـشخيص مهن ـي‪،‬والتأهيل مهني‪ ،‬والتعديل‬
‫السكني‪ ،‬والتشغيل الذاتي ‪ .‬ويضم المركز أقـسامﹰا متع ـددة‪ ،‬منه ـا ‪ :‬ق ـسماإلرشاد النفسي واالجتماعي‪ ،‬وقسم التشخيص‬
‫واإلرشاد المهني الذي يعنى بتحديد اآلفـاق المهني ـة المستقبلية للمعوقين‪ ،‬بناءﹰا على تقييم قدراتهم وميولهم وواقع ظروف‬
‫الع مل ف ـي المجتم ـع‪ ،‬وقـسم التدريب المهني األولي في مجاالت الخياطة والتجارة والتنجيد‪ ،‬والحاسوب‪ ،‬والسكرتارية‪،‬‬
‫والفنون‪ ،‬ووحدة شؤون المنتفعين التي تعنى باالحتياجات الخاصة للمعوقين الطبية منها واالجتماعية وغيرها‪ ،‬إضافة إلى‬
‫قسم لإلشراف الليلي الذي يعد ويشرف على تطبيق البـرامج االجتماعيـة والترفيهي ـة والرياضية واالهتمام باألمور الحياتية‬
‫للمنتفعين في الفترة المسائية‪ ،‬ووحدة خدمة المجتم ـع ل ـدعم وتأهيل المعاقين وتعزيز دور المجتمع في تبني احتياجات‬
‫المعوقين وتقبلهم‪1.‬‬

‫سادسﹰا‪ :‬جمعية نابلس للعمل النسائي‬


‫تأسست هذه الجمعية عام ‪ 1992‬م في مخيم عسكر في نابلس‪ ،‬وحصلت على ترخيص م ـن و ازرة الداخلية الفلسطينية‬
‫عام ‪1998‬م‪ ،‬وتم انتخاب هيئة إدارية مكونة من ‪ 11‬عضوة‪ ،‬وت ـضم الجمعي ـة مركزين أحدهما خاص بذوي اإلعاقة‪،‬‬
‫واآلخر لحضانة األطفال‪ ،‬وما يهمنا بهـذا ال ـصدد مركـز شعاع‪ ،‬والهدف األساسي للمركز هو ‪ :‬االعتناء با ألطفال ذوي‬
‫اإلعاقة‪ ،‬وعقد دورات وورشات عمل لتوعية األم وتثقيفها في جميع مراحل حياتها‪ ،‬وتعليم النطق بأحدث الوسائل‪ ،‬إضـافة‬
‫إلـى التعل ـيم الفردي والجماعي ألطفال المركز ‪ .‬ويتم اإلشراف على أطفال المركز م ـن قب ـل سـتة مـشرفات‬
‫متخصصات بالخدمة االجتماعية وعلم النفس‪2.‬‬

‫سابعﹰا‪ :‬مركز الشيخ خليفة بن زايد للتأهيل المهني*‬


‫جاء مشروع إنشاء مركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام ‪1999‬م ليمثل باكورة التعاون الفني ما‬

‫‪57‬‬
‫مسرد‬

‫جمعية الشبان المسيحية‪ :‬برنامج التأهيل‪ ،‬نابلس‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.5-1‬‬


‫جمعية نابلس للعمل النسائي‪ :‬مرآز شعاع‪ ،‬حي السمرة‪1992 ،‬م‪ ،‬ص‪.3-2‬‬
‫* هو‪" :‬خليفة بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فالح بن ياس"‪ ،‬ونهيان‬
‫بن فالح ولد سموه عام ‪1948‬م‪ ،‬في المنطقة الشرقية إلمارة أبوظبي‪ ،‬وتلّقّى تعليمه األساسي في مدينة العين حاضرة‬
‫المنطقة ومرآزها اإلداري‪ ،‬وهو النجل األآبر لوالده وهو أول حكام إمارة أبوظبي (النصف الثاني من القرن الثامن‬
‫عشر ‪.‬ويعود نسب سموه إلى قبيلة بني ياس التي تُ ّع ّد القبيلة األم لمعظم القبائل العربية‪ ،‬التي استوطنت ما يعرف اليوم‬
‫تولى سموه سلطاته‬
‫يخياً باسم "حلف بني ياس‪ّ ".‬‬
‫ُعرف تار ً‬‫بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬وقادت حلفا من القبائل العربية‪ُ ،‬‬
‫الدستورية االتحادية رئيسا للدولة‪ ،‬وأصبح حاآما إلمارة أبوظبي في الثالث من نوفمبر من عام ‪ ،2004‬خلفًاً لوالده الشيخ‬
‫زايد بن سلطان آل نهيان‪ .‬وعمل على إنشاء مراآز تاهيل تنموية في األراضي الفلسطينية سمي بمرآز الشيخ خليفة بن زايد‬
‫للتأهيل المهني ‪ .‬أنظر الموقع اإللكتروني‪.‬‬
‫?‪http://www.khalifafoundation.ae/new/index.php‬‬
‫‪module=news&nid=354&catid=56‬‬

‫بين السلطة الفنية الفلسطينية ومنظمة العمل الدولية‪ ،‬ليقدم نموذجﹰا خاصﹰا لالستثمار األمثل للموارد‪،‬وتوجيهها نحو أهداف‬
‫البنا ء الوطني الفلسطيني بما يخدم هدف بناء التنمية الشاملة ‪ .‬ويه ـدف هـذاالمركز إلى مساعدة األشخاص ذوي اإلعاقة‬
‫على تحقيق االستقالل االقتصادي واالندماج االجتماعيمن خالل تزويدهم بالمهارات المهنية المناسبة لتحسين دمجهم في‬
‫سوق العمل‪ ،‬ويهدف أيضﹰا إل ـىاستثمار فرص التدري ب والتشغيل المتاحة في المجتمعات المحلية وتشجيع المؤسسات‬
‫المعنية عل ـىإدماج األشخاص ذوي اإلعاقة في أنشطتها وبرامجها ‪ .‬ويضع هذا المركز شروطﹰا لقبول المت ـدربين أو‬
‫المتدربات من جميع محافظات الشمال‪ ،‬ضمن الشروط التالية ‪ :‬وجود حالة من اإلعاقة وبدرج ـة تسمح باالستفادة م ن‬
‫البرامج التدريبية والتأهيلية المقدمة‪ ،‬والق ـدرة عل ـى اس ـتخدام المواص ـالت والوصول إلى المركز‪ ،‬واجتياز فترة التقييم‬
‫المهني‪.‬‬

‫أما الخدمات والنشاطات التي يقدمها المركز‪ ،‬فتشمل ‪ :‬توفير الرعاية الصحية والمساعدة في ت ـوفير األدوات واألجهزة‬
‫المساعدة من خالل المؤسسات وال جهات المعني ـة‪ ،‬وتقـديم الـدعم األك ـاديمي للمتدربين الذين هم بحاجة إلى ذلك‪،‬‬
‫وضمان النظام الفردي وبرنامج تعليم الكبار "مح ـو األمي ـة "‪ ،‬والتشغيل بكافة أشكاله‪ ،‬إضافة للتأهيل المهني في إطار‬
‫المجتمع المحلي (‪ .) C.B.V.R‬كذلك يق ـدم المركز أنشطة ال منهجية ‪ :‬رياضية‪ ،‬وصحية‪ ،‬وتر ويحية‪ ،‬ونشاطات‬
‫التفريغ النف ـسي‪ ،‬والن ـشاطات التثقيفية واإلعالمية‪ ،‬لتحسين االتجاهات حول األشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وزيادة ال ـوعي‬
‫‪1‬‬
‫المجتمع ـي بحقوقهم وتعزيز فرص إدماجهم‪ ،‬إضافة إلى أنه يوفر صندوق إقراض وت ـشغيل لألش ـخاص ذوي اإلعاقة‪.‬‬

‫ثامنﹰا‪ :‬جمعية اإلغاثة الطبية الفلسطينية‬

‫‪ 1‬و ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،‬مركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان‪ ،‬نابلس‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.2-1‬‬

‫‪58‬‬
‫مسرد‬
‫هي جمعية غير مجانية‪ ،‬تأسست هذه الجمعية عام ‪2006‬م‪ ،‬شملت مناطق مختلفة في الضفة الغربية والموقع الرسمي لها‬
‫في نابلس‪ ،‬يعمل بها ثمانية موظفين‪ ،‬وهي تستقبل ذوي اإلعاقات م ـن عمـر شهر حتى عمر ‪ 15‬عامﹰا‪ ،‬وتعنى باإلعاقة‬
‫الحركية والصعوبات العقلية‪ ،‬ومـن أهـدافها ‪ :‬ت ـشكيل مصدر للمعلومات عن اإلعاقة واألشخاص المعوقين‪ ،‬إو يجاد‬
‫مرجعية ومصدر لخدمات التأهيل على المستوى الثاني أو الوسيط في شمال الضفة الغربية ‪ .‬وهو يوفر العديد م ـن‬
‫الخـدمات ‪ :‬ك ـالعالج الطبيعي والوظيفي‪ ،‬واإلرشاد النفسي‪ ،‬والعيادات (أعصاب‪ ،‬عظـام‪ ،‬تأهي ـل )‪ ،‬إو ع ـارة األجه ـزة‬
‫‪1‬‬
‫المساعدة‪ ،‬وقسم للمصادر والتدريب‪.‬‬

‫تاسعﹰا‪ :‬صندوق إقراض األشخاص المعاقين‬


‫تأسس عام ‪2001‬م وساهمت بتمويله منظمة العدل الدولية ‪ .‬بنا‪‬ء على االتصاالت التي تم ـت بـينو ازرة الشؤون‬
‫االجتماعية ومنظمة العدل الدولية‪ ،‬وتم تأسيسه في شهر ‪ ، 9/2001‬وتم اعتماد مركزالشيخ خليفة بن زايد للت أهيل المهني‬
‫مقر له ‪ .‬ومن أهم مجاالت عمل الصندوق ‪ :‬تمويل المشروعاتالفردية للمعوقين من الجنسين‪ ،‬وتمويل نشاطات التدريب‬
‫ﹰا‬
‫المنظم وغير المنظم لألشخاص المعوقين‪،‬وتقديم النصح واإلرشاد والتوجيه المهني لألشخاص المعوقين‪ ،‬والمساعدة ف ـي‬
‫إجـراء الد ارسـات والبحوث الخاصة بال جدوى االقتصادية واالجتماعية لعمل المعوقين ومشاريعهم إو جراء الد ارسـات المسحية‬
‫لسوق العمل‪ ،‬وتمويل المشروعات الجامعية والتعاونية اإلنتاجية لهم‪ ،‬وتمويل واسـتحداث وحدات تدريبية إو نتاجية في‬
‫‪2‬‬
‫المناطق الريفية الفقيرة‪.‬‬

‫عاشرﹰا‪ :‬الجمعية الخيرية الفلسطينية لرعاية الصم‪:‬‬


‫هي مؤسسة أهلية فلسطينية غير ربحية تعني بالصم وغيرهم‪ ،‬تأسست سنة ‪1995‬م‪ ،‬وحصلت على ترخيص من و ازرة‬
‫الداخلية وو ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،‬ومن أهدافها ‪ :‬تعليم اللغة اإلرشادية للصم وغيرهم (قراءة‪ ،‬وكتابة )‪ ،‬ودمج الصم‬
‫بالمجتمع المحلي من خالل الـدورات المعق ـودة للـسامعين والصم‪ ،‬والمحافظة على العالقات الحكومية واألهلية‪ ،‬والدولية‬
‫والتواصل معه ـا‪ ،‬إو قام ـة دورات تعليمية إو رشادية دينية‪ ،‬وتقوية وتعزيز دور الصم وزيادة ارتباطهم بالجمعية‪ ،‬وتفعي ـل‬
‫دور ه ـذه المؤسسة ثقافيﹰا واجتماعيﹰا ورياضيﹰا‪ .‬ومن النشاطات والبرامج التي تقدمها‪ :‬الم ـشاركة ب ـ المؤتمرات الدولية‬
‫والمعارض والبا ازرات الخيرية لعرض منتجاتها وحضور ورش العمل داخ ـل محافظـات الوطن الكتساب المهارات والخبرات‬
‫الالزمة‪ ،‬وعمل اإلفطارات الجماعية خالل ش ـهر رم ـضان المبارك بدعم من المجتمع المدني‪ ،‬إو عطاء الدروس والمواعظ‬
‫خاللها‪ ،‬وتوزيع المساعدات (العينية‪ ،‬الغذائية‪ ،‬التموينية ) من المؤسسات األهلية الداعمة للصم‪ ،‬وعمل األشغال اليدوية‬
‫(المهني ـة )‪ ،‬مث ـل ‪ :‬التطريز بالخرز والخيطان على األقمشة‪ ،‬واألنشطة االجتماعية والثقافية والتعليم عل ـى الحاس‬
‫ـوب‪ ،‬إضافة إلى القيام بأداء مناسك العمرة للصم والمعوزين من أجل التعرف على دين نا الحنيف ومعرفة الكتاب والسنة‪.‬‬

‫‪ 1‬مركز شؤون المرأة واألسرة‪ ،‬دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪-22‬‬

‫‪.23‬‬
‫‪ 2‬و ازرة الش ــؤون االجتماعي ــة‪ ،‬ص ــندوق إق ـراض األش ــخاص المع ــوقين‪ ،‬مرك ــز الش ــيخ خليف ــة بن ازي ــد آل نهي ــان‪ ،‬ن ــابلس‪1999 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.3-2‬‬

‫‪59‬‬
‫مسرد‬
‫أما فيما يتعلق بأبرز احتياجات هذه الجمعية‪ ،‬رغم كثافة الخدمات التي تقدمها‪ ،‬إال أنها بحاجة إل ـى قطعة أرض والتمويل‬
‫والبناء عليها‪ ،‬وكذلك تنمية مواردها كمصادر الدخل لصرف مرتبات شهرية للموظفين الذين يتقاضون مكافئات رمزية فقط‪،‬‬
‫وهي بحاجة إلى حواسيب للتواص ـل م ـع الغيـروالجهات الداعمة‪ ،‬وكاميرات تصوير فيديو لتصوير األنشطة التي تقوم بها‬
‫الجمعية‪ ،‬والعدي ـد م ـناألجهزة األخرى التي تعينها في تنفيذ أنشطتها وخدماتها كماكن ـات التطري ـز‪ ،‬وشاش ـات ع‬
‫‪1‬‬
‫ـرض(‪ ،)LCD‬وأجهزة اتصال‪ ،‬وشاشات عرض‪.‬‬

‫حادي عشر‪ :‬وكالة الغوث الدولية دائرة الخدمات العامة‬


‫هي مؤسسة خيرية مجانية تأسست عام ‪1993‬م‪ ،‬تمتد في مناطق شمال الضفة الغربية وتشمل كافة المخيمات والقرى‬
‫والالجئين‪ ،‬يعمل بها ثالثة موظفين‪ ،‬وتعنى بذوي اإلعاقات من عمر ي ـوم فم ـا فوق‪ ،‬وتشمل إعاقات متنوعة منها ‪:‬‬
‫اإلعاقات الحركية‪ ،‬واإلعا قات البصرية‪ ،‬واإلعاق ـات العقلي ـة‪ ،‬واإلعاقات السمعية إو عاقات النطق‪ ،‬والصعوبات المتعددة‬
‫‪...‬الخ‪ .‬وتتلخص األهداف العام ـة له ـذه المؤسسة‪ :‬بالدمج المجتمعي لذوي اإلعاقة‪ ،‬وتحقيق الحقوق القانونية م ـن خ ـالل‬
‫ال ـدعم الع ـالمي والمحلي‪ ،‬وتوصيل الخدمات الممكنة إلى الفئة المستفيدة‪ ،‬والتوعي ـة المجتمعي ـة حـول اإلعاق ـة‪،‬‬
‫والتمكين لذوي الحاجات الخاصة وأسرهم ‪ .‬أما أهم الخدمات التي توفرها‪ ،‬فمنها ‪ :‬التعديل المنزلـي والتسهيالت البيئية‪،‬‬
‫واألجهزة المساندة من خالل تقديم مساعدة مالية (مساهمة)‪ ،‬وش ـراء األجه ـزة المطلوبة للشخص حيث يتم دفع مبلغ‬
‫جزئي وليس كلي‪ ،‬والتوعية المجتمعية من خالل المحاضرات وورشات العمل‪ ،‬إضافة إلى عقد المخيمات الصيفية‬
‫واألنشطة الترفيهية من خالل مراكز التأهي ـل المجتمعية التي يتم دعمها من خالل برنامج التأهيل المهن ـي‪ ،‬والجل ـسات‬
‫اإلرش ـادية والعالجي ـة لألطفال‪ ،‬من خالل أخصائية العالج الوظيفي‪.2‬‬

‫ثاني عشر‪ :‬جمعية رعاية األطفال ذوي االحتياجات الخاصة‬


‫تأسست هذه الجمعية عام ‪1994‬م‪ ،‬وهي جمعية غير مجانية يعمل بها (‪ )11‬موظفﹰا‪ ،‬تعنى باإلعاقات السمعية والنطق‬
‫والصعوبات العقلية‪ ،‬تستوعب حوالي ‪ 50‬طف ﹰال في مدرسة التربية الخاصة‪ ،‬والعدد مفتوح لباقي الخدمات‪ ،‬يقضي فيها ال‬
‫معاق (‪ ) 4‬ساعات لطالب التربية الخاصة‪ ،‬وساعة للم ـراجعين لقسم النطق والتأهيل السمعي والعالج الوظيفي ‪ .‬ومن أهم‬
‫أهدافها ‪ :‬ت ـأمين مرك ـز مؤه ـل لع ـالج اضطرابات الكالم وأمراض التخاطب المختلفة‪ ،‬وتأمين مركز للتربية الخاصة ي‬
‫ـستهدف األطف ـال الذين يعانون من تخلف عقلي متوسط‪ ،‬والف ئات ذات النشاط الزائد والحاالت التي تعاني من ض‬
‫ـعف السمع بكافة درجاته‪ ،‬وكذلك تنمية الوعي حول اضطرابات النطق ومشاكل السمع‪ ،‬وتعريف أف ـراد المجتمع بماهية‬
‫هذه االضطرابات وآثارها السلبية‪ ،‬إضافة إلى تأمين مركز مؤهل لتق ـديم خ ـدمات فحص السمع وتركيب المعينات‬
‫السمعية لأل طفال الذين يعانون من فقد السمع‪ ،‬والعمل علـى إيج ـاد نظام تعليمي خاص على المستوى الرسمي‬
‫(الحكومي) يستهدف األطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم‪.‬‬

‫‪ 1‬الجمعية الخيرية لرعاية الصم‪ :‬نشرة صادرة عن الجمعية‪ ،‬نابلس‪ ،‬شارع رأس العين‪ ،2012-2011 ،‬ص‪.3-1‬‬

‫‪ 2‬مركز شؤون المرأة واألسرة‪ :‬دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪5-4‬‬

‫‪60‬‬
‫مسرد‬
‫أما أبرز الخدمات التي تقدمها هذه الجمعية‪ ،‬فتتمثل في ‪ :‬توفير خدمة فحص السمع بكاف ـة أنواع ـه وتركيب المعينات‬
‫السمعية‪ ،‬وتو فير خدمة العالج الوظيفي‪ ،‬وتوفير خدمة عالج مشاكل النطق واللغة وخدمة التأهيل السمعي‪ ،‬وتوفير خدمة‬
‫‪1‬‬
‫التربية الخاصة‪.‬‬

‫ثالث عشر‪ :‬جمعية رعاية الكفيف‬


‫جمعية متخصصة تعنى باإلعاقة البصرية فقط‪ ،‬تأسست عام ‪1955‬م‪ ،‬تستوعب حوالي ‪ 35‬حال ـة‪ ،‬ويعمل بالمؤسسة ‪7‬‬
‫موظفين‪ ،‬وتعمل هذه الجمعية على تأهيل المكفوف وتدريبه‪ ،‬كما تعم ـل عل ـى توفير الخدمات للكفيف عن طريق‬
‫االتصال مع المجتمع المحلي ‪ .‬أما عن الخدامات الت ـي توفره ـا فهي‪ :‬تأمين فرص عمل لألعضاء‪ ،‬وجمع مساعدات‬
‫‪2‬‬
‫مادية لهم‪.‬‬

‫رابع عشر‪ :‬اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين مخيم العين‪:‬‬


‫هي لجنة تعنى باإل عاقات الحركية والبصرية والسمع والنطق‪ ،‬والصعوبات العقلي ـة والـصعوبات المتعددة‪ ،‬تأسست عام‬
‫‪2001‬م‪ ،‬يعمل بها ‪ 9‬موظفين‪ ،‬تقدم خدماتها لذوي اإلعاقة من ط ـالب ف ـي الجامعات أو أطفال أو جرحى في‬
‫االنتفاضة ‪ .‬ومن أهداف هذه اللجنة ‪ :‬الكشف المبكر عن ح ـاالت اإلعاقة‪ ،‬وتغيير نظرة ال مجتمع واألسرة اتجاه‬
‫الشخص المعاق واألفكار الخاطئة‪ ،‬إضافة إلى أع ـداد برامج وورش عمل وحلقات دراسية عن اإلعاقة وعن أي ظاهرة تهم‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫كما وتقدم هذه اللجنة العديد من الخدمات‪ ،‬كالزيارات المنزلية ‪ /‬تعديل المنزل‪ ،‬وخدمة الدعم النفسي‪ ،‬وبرامج التحويل‪،‬‬
‫وتوفير األدو ات المساعدة‪ ،‬والعالج الطبيعي‪ ،‬والبرامج ترفيهيـة‪ ،‬وتقـدم أيـضﹰا التوعية واإلرشاد عن طريق ورشات العمل‬
‫‪3‬‬
‫والدورات‪ ،‬وخدمة التربية الخاصة‪.‬‬

‫خامس عشر‪ :‬اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين مخيم عسكر‬


‫هي لجنة تﹸعنى باإلعاقات الحركية والبصرية والسمع والنطق‪ ،‬والصعوبات العقلي ـة‪ ،‬والـصعوبات المتعددة‪ ،‬تأسست عام‬
‫‪ 2001‬م‪ ،‬يعمل بها عدة موظفين‪ ،‬تقدم خدماتها لذوي اإلعاقة‪ ،‬ومن أه ـدافها ‪ :‬الكشف المبكر عن اإلعاقة وتشخيصها‬
‫وعالجها‪ ،‬وتقديم المساعدة والمشورة النفسية واالجتماعي ـة‪ ،‬والتدريب على أنشطة الرعاية الذاتية‪ ،‬وضمان التسهيالت‬
‫الحياتية للمعاقين في الم ارفـق العام ـة‪ ،‬وتغيير االتجاهات األسرية والمجتمعية تجاه المعاقين‪ ،‬وتوجيه المعاق ودمجه للعمل‬
‫والمشاركة ف ـي العمل مع المجتمع المحلي‪.‬‬

‫‪ 1‬مركز شؤون المرأة واألسرة‪ :‬دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪-31‬‬

‫‪.32‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.30 -31‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19-18‬‬

‫‪61‬‬
‫مسرد‬
‫أما أبرز الخدمات التي تقدمها اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين في مخيم عسكر‪ ،‬فتتلخص في ‪ :‬العالج الطبيعي والوظيفي‬
‫والنطقي ‪ ، 1‬وا لتربية الخاصة‪ ،‬واألدوات المساعدة‪ ،‬والتأهيل ال ـسكني ‪/‬التع ـديل‪ ،‬واألنشطة الترفيهية‪ ،‬والمخيمات الصيفية‬
‫‪2‬‬
‫والشتوية‪ ،‬وورش العمل (دورات تدريبية ألهالي المجتم ـع المحلي)‪ ،‬والتحويل للمؤسسات المحلية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬واقع الرعاية النفسية للمعاقين في محافظة نابلس‪.‬‬

‫نستعرض في هذا المبحث آراء المسؤولين في مؤسسات رعاية المعاقين حول واقع الرعاية النفسية في محافظة نابلس‪،‬‬
‫وذلك باستخدام النسب المئوية المستخلصة من االستبانات التي ق ـاموا باإلجاب ـة عليها كما يبينه جدول رقم (‪:)1‬‬

‫جدول ‪ . 1‬إجابات أفراد العينة عن األسئلة التي تضمنها مجال الرعاية النفسية بالنسب المئوية‬
‫أبدﹰا‬ ‫نادر‬
‫ﹰا‬ ‫أحيانﹰا‬ ‫غالبﹰا‬ ‫دائمﹰا‬ ‫الفقرات‬ ‫رقم‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫الفقرة‬
‫‪%3.1‬‬ ‫‪%6.2‬‬ ‫‪%6.1‬‬ ‫‪%44.6‬‬ ‫‪%40.0‬‬ ‫تقلل المؤسسة من شعور المعاق باليأس‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫تساعد المؤسسة المعاق عل ـى ال ـشعور باالس ـتقرار‬
‫‪-‬‬ ‫‪%4.6‬‬ ‫‪%10.8‬‬ ‫‪%40.0‬‬ ‫‪%44.6‬‬
‫النفسي‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫تقوم المؤس سة بتحديد المشكالت النفسية التي يع‬
‫‪-‬‬ ‫‪%3.1‬‬ ‫‪%20.0‬‬ ‫‪%40.0‬‬ ‫‪%36.9‬‬
‫ـاني منها المعاق‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫تقلل المؤسسة من حدة الخوف م ـن المـستقبل لـدى‬
‫‪%1.5‬‬ ‫‪%12.3‬‬ ‫‪%15.4‬‬ ‫‪%47.7‬‬ ‫‪%23.1‬‬
‫المعاق‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪%4.6‬‬ ‫‪%9.3‬‬ ‫‪%36.9‬‬ ‫‪%49.2‬‬ ‫تساعد المؤسسة المعاق في اعتماده على نفسه‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪%1.5‬‬ ‫‪%1.5‬‬ ‫‪%18.5‬‬ ‫‪%46.2‬‬ ‫‪%32.3‬‬ ‫تخفض المؤسسة التوتر والكبت والقلق لدى المعاق‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪%1.6‬‬ ‫‪%20.0‬‬ ‫‪%44.6‬‬ ‫‪%33.8‬‬ ‫تخفف الخدمات المقدمة للمعاق من اإلحباط‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪%1.5‬‬ ‫‪%3.1‬‬ ‫‪%18.5‬‬ ‫‪%29.2‬‬ ‫‪%47.7‬‬ ‫تعمل المؤسسة على قبول المعاق لدى أسرته‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫يالحظ من الجدول رقم (‪ ) 1‬السابق أن الفقرة األولى والتي تنص ‪" :‬تقلل ال مؤسسة من شعور المعاق باليأس"‪ ،‬قد حظيت‬
‫بدرجة استجابة مختلفة من قبل أفراد العينة‪ ،‬فقد أجاب عنها بدائمﹰا م ـا ن ـسبته (‪ ،)%40.0‬بينما أجاب عنها بغالبﹰا ما‬
‫نسبته (‪ ،)%44.6‬أما من أجاب عنها بأحيانﹰا فقد بلغت نسبتهم‬

‫‪ 1‬اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين‪ :‬خدمات التأهيل لحاالت الشلل الدماغي‪ ،‬عسكر‪ ،‬بدعم من مؤسسة كير العالمية‪2021،‬م‪،‬‬
‫ص‪.2‬‬
‫‪ 2‬مركز شؤون المرأة واألسرة‪ :‬دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪-31‬‬

‫‪.30‬‬

‫‪62‬‬
‫مسرد‬
‫( ‪ ،) 6.1%‬وبنفس النسبة لمن أجابوا بنادرﹰا‪ ،‬وهذا يدل ع لى ضعف دور المؤسسة في تقليل ش ـعور المعوق باليأس‪،‬‬
‫ويظهر لنا أن خدمات المؤسسة غير كافية لتقليل حالة الشعور باليأس‪ ،‬أما ما نسبته (‪ )%3.0‬من أفراد عينة الدراسة فقد‬
‫أجابوا بأبدﹰا‪ ،‬فهذه المؤسسات ال تقلل الشعور باليـأس نهائي ـﹰا‪ ،‬فربما انتماؤهم إلى مثل هذه المؤسسات يشعرهم بحالة‬
‫نقص‪ ،‬وبالتالي يتعزز لديهم الشعور ب ـاأللم واليأس‪.‬‬

‫أما الفقرة الثانية التي تنص على ‪" :‬تساعد المؤسسة المعاق على الشعور باالستقرار النف ـسي "‪ ،‬فق ـد أجاب عنها ما‬
‫نسبته (‪ )%44.6‬من أفراد العينة ب دائمﹰا وما نسبته (‪ )%40‬قد أجابوا ب غالبﹰا‪ ،‬إو ن (‪ )%10‬قد أجاب وا بأحيانﹰا‪،‬‬
‫ويبدو أن هذه المؤسسات تقدم للمعاق المساعدة النفسية الكافي ـة‪ ،‬به ـدف تحقيق األمن النفسي والتوافق الذاتي إو شباع‬
‫الحاجات وتحقيق عزة النفس للمعاق‪ ،‬وتعميق ال ـشعور بحب اآلخرين له وبأنه مطلوب‪ ،‬وأن أهله في حاجة إليه‪ ،‬إو قناعه‬
‫بأن ما لديه م ـن ق ـوى عقلي ـة وجسمية تكفي إلسعاده في الحدود التي تفرضها إعاقته ‪ .‬أما من أجاب بالسلب فق ـد‬
‫بنادر ما يشعرون باالستقرار النفسي‪ ،‬ألن الخدمات النفسية غير كافي ـة إلزاحة‬
‫لـوحظ أن م ـا نسبتهم (‪ )% 4.6‬قد أجابوا ﹰا‬
‫هموم المعاق التي تعترض طريق وصوله إلى األمن واألمان‪.‬‬

‫أما الفقرة الثالثة والتي تنص على ‪" :‬تقوم المؤسسة بتحديد المشكلة التي يعاني منها المع ـاق "‪ ،‬فق ـد أجاب عنها بدائمﹰا ما‬
‫نسبته (‪ )%36.9‬وما نسبته (‪ )%40‬من أفراد عينة الدراسة أجابوا غالبا‪ ،‬إو ن هناك ما نسبته (‪ )%20‬قد أجابوا بأحيانﹰا‪،‬‬
‫ويبدو أن المؤسسة تسعى إلى التع ـرف عل ـى م ـشاكل المعاقين والتي تعوق طريق نجاحهم‪ ،‬إو عادة تأهيلهم ودمجهم في‬
‫بنادر ويبدو أن هذه المؤسسات تقدم خدماتها المادية‪ ،‬وال يحظى المعوق‬
‫المجتمع ‪ .‬إو ن ما ن ـسبته (‪ )% 3.1‬قد أجابوا ﹰا‬
‫فيها باهتمام كبير من قبل المؤسسات التي يجب عليها أن تتعرف على همومهم ومشاكلهم ودعمهم‪.‬‬

‫أما الفقرة الرابعة والتي تنص على ‪" :‬تقلل المؤسسة من حدة الخوف من المستقبل الذي يعاني من ـه المعاق"‪ ،‬فقد أجاب‬
‫عنها بدائمﹰا ما نسبته (‪ ،)%23.1‬ومن أجاب بغالبﹰا م ـا ن ـسبته (‪ ،)%47.7‬وأن هناك ما نسبته (‪ )%15.4‬أجابوا‬
‫بنادر (‪ ،)%12.3‬ومن أجاب بأبدﹰا (‪،)%1.5‬‬
‫بأحيانﹰا ما تقلل المؤسسات من مخاوف المعوقين‪ ،‬وأن ن ـسبة م ـن أجاب ﹰا‬
‫فالمعاق يعاني الخوف من المستقبل وقد يك ـون هذا الخوف نابع من عدم وجود األمان االقتصادي واألمني والصحي‪.‬‬
‫أما الفقرة الخامسة فقد لوحظ اختالف في استجابة أفراد عينة الدراسة من مديري المؤسسات الت ـي تعنى بالمعاق‪ ،‬فقد‬
‫نصت الفقرة على ‪" :‬تساعد المؤسسة المعاق على اعتماده على نفسه "‪ ،‬فقد أج ـاب عنها بدائما ما نسبته (‪ )%49.2‬بينما‬
‫بنادر وأبدﹰا ما نسبته (‪ )%9.3‬و(‪ )%4.6‬على التوالي‪ ،‬ولربما يعود‬
‫أجاب عنها بغالبﹰا ما نسبته (‪ )%36.9‬وأجاب عنها ﹰا‬
‫السبب في ذلك إلى انخف ـاض اإلمكاني ـات المادية لدى مؤسسات رعا ية المعوقين في فلسطين‪ ،‬والتي هي بحاجة إلى‬
‫برامج وأجهزة هامة ف ـي ذلك األمر‪.‬‬

‫وبالنسبة للفقرة السادسة والتي تنص على ‪" :‬تخفض المؤسسة التوتر والكبت والقلق لدى المعاق "‪ ،‬فقد أجاب عنها ما‬
‫نسبته (‪ )% 32.3‬بدائمﹰا ما يكون ذلك‪ ،‬بينما أجاب عنها بغالبﹰا ما ن ـسبته (‪ )%46.2‬منهم‪ ،‬أما من أجاب بأنه أحيانﹰا‬
‫ما تخفض المؤسسة مستوى الكبت والتوتر لدى المعوق م ـا ن ـسبته (‪ ،)%1.5‬وهي ذات النسبة التي أجابت بأبدﹰا‪ ،‬وقد‬

‫‪63‬‬
‫مسرد‬
‫يعود السبب في ذلك إلى مدى شعورهم بالضغوطالنفسية وقلقهم المستمر‪ ،‬وبالتالي خلق حالة من التوتر عندهم التي من‬
‫الصعب ال ـتخلص منه ـ ا إال بالشفاء التام‪.‬‬

‫أما الفقرة السابعة والتي تنص على ‪" :‬تخفف الخدمات المقدمة للمعاق من اإلحباط "‪ ،‬فقد أجاب عنه ـا ما نسبته (‬
‫‪ )%33.8‬بدائمﹰا‪ ،‬بينما أجاب عنها ما نسبته (‪ )%44.6‬بغالبﹰا‪ ،‬وأما من أجاب بأحيانﹰا فق ـد وصلت نسبة استجابتهم‬
‫در بلغت ن ـسبتهم (‪ ،)%1.6‬ويرج ـع سبب ذلك إلى أن المؤسسة تقدم لهم برامج‬
‫إلى (‪ ،)%20.0‬وهناك من أجاب بنا ﹰا‬
‫تدفعهم للتفكير في ما ستؤول إليه أحوالهم وأوضاعهم إذا سيطرت عليهم مشاعر اإلحباط‪ ،‬فقد تقودهم إلى حالة من‬
‫اإلجهاد الذهني الدائم وعدم القدرة عل ـى التفكير السليم‪ ،‬وقد تنتابهم نوبات من القلق وال غضب واإلخفاق في القيام‬
‫ببعض األعمال الب ـسيطة‪ ،‬وبعضهم سيكون دائم القنوط‪ ،‬ويدأب على مقارنة وصفه الحالي وما به من عجز إو عاقـة‬
‫مقارن ـة بحالته إذا ما تمكن هذا المعاق من التغلب على إعاقته والسير خطوة إلى األمام بإزالة هذه المشاعر‪ ،‬وبذلك ترفع‬
‫المؤسسة من مشاعره وتزيل مشاعر اإلحباط‪ ،‬وتساعده في التكييف مع إعاقتـه مهم ـا كانت‪.‬‬

‫أما الفقرة األخيرة في الرعاية النفسية فقد نصت الفقرة الثامنة على "تعمل المؤسسة على قبول المعاق لدى أسرته"‪ ،‬فقد‬
‫حظيت بنسب استجابة مختلفة‪ ،‬وبلغت نسبة من أجاب بدائمﹰا (‪ ،)%47.7‬بينما أجاب بغالبﹰا ما نسبته (‪ ،)%29.2‬ومن‬
‫أجاب بأحيانﹰا بنسبة (‪ ،)% 18.5‬ويعود سبب ذلك أن المؤسسات القائمة على رعاية المعاق تتواصل مع األهل الذين قد‬
‫ينتاب الوالدين شعور بالخجل والخوف واإلحباط من وجود طفل معاق في األسرة‪ ،‬فتعمل هذه المؤسسات وفق برامج توعية‬
‫خاصة‪ ،‬لتجعلهم يبثوا األمل في نفس المعاق‪ ،‬ويحاولوا ويبذلوا كل الجهود في التخفيف عن ابنهم المعاق‪ ،‬ويتقبلوا إرادة اﷲ‬
‫عز وجل‪ ،‬ويعاملوا المعاق مثل باقي أفراد األسرة بحيث يكون معهم ويشاركهم حياتهم العادية‪ ،‬وربما يشاركهم بعض‬
‫األعمال التي يقومون بها في حالة كانت إعاقته تسمح بذلك‪ ،‬وفي هذه الحالة يدمجوه في حياتهم االعتيادية‪ ،‬بحيث يكون‬
‫بنادر وهناك ما نسبته (‬
‫جزء من هذه الحياة‪ ،‬وبالتالي إدماجه في المجتمع الذي يعيش فيه‪ .‬بينما أجاب ما نسبته (‪ )%3.1‬ﹰا‬
‫‪ )% 1.5‬قد أجابوا بأبدﹰا‪ ،‬ولربما كانت هذه المؤسسات ال تتواصل مع األهل‪ ،‬إنما هي مؤسسات رعاية للمعوق‪ ،‬وحدود‬
‫إمكانياتها ال تسمح بذلك‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس‪.‬‬

‫وفي هذا المبحث نستعرض آراء المسؤولين في مؤسسات رعاية المعاقين عن واقع الرعاية الوقائية في محافظة نابلس‪،‬‬
‫وذلك باستخدام النسب المئوية المستخلصة من االستبانات التي ق ـ اموا باإلجاب ـة عليها كما يبينه جدول رقم (‪:)2‬‬

‫جدول ‪ . 2‬إجابات أفراد العينة عن األسئلة التي تضمنها مجال الرعاية الوقائية بالنسب المئوية‬

‫أبدﹰا‬ ‫نادر‬
‫ﹰا‬ ‫أحيانﹰا‬ ‫غالبﹰا‬ ‫دائمﹰا‬
‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬
‫‪%10.7‬‬ ‫‪%7.7‬‬ ‫‪%27.7‬‬ ‫‪%26.2‬‬ ‫‪%27.7‬‬ ‫تعمل المؤسسة على الكشف المبكر عن اإلعاقة‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪64‬‬
‫مسرد‬
‫تساعد المؤسسة في تأمين المواد الالزمة للوقاية من‬
‫‪%7.7‬‬ ‫‪%12.3‬‬ ‫‪%38.5‬‬ ‫‪%29.2‬‬ ‫‪%12.3‬‬
‫اإلعاقة‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫توعي المؤسسة المجتمع بمخاطر تناول العق ـاقير‬
‫‪%10.8‬‬ ‫‪%6.1‬‬ ‫‪%26.2‬‬ ‫‪%36.9‬‬ ‫‪%20.0‬‬ ‫الطبية التي قد تسبب اإلعاقة للحمل دون وص ـفة‬
‫طبية‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪%43.1‬‬ ‫‪%23.1‬‬ ‫‪%21.5‬‬ ‫‪%7.7‬‬ ‫‪%4.6‬‬ ‫تسعى المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الحمل‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪%41.5‬‬ ‫‪%26.2‬‬ ‫‪%18.5‬‬ ‫‪%9.2‬‬ ‫‪%4.6‬‬ ‫تسعى المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الوالدة‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫تسهم المؤسسة في المحافظة على حماية األطفال من‬
‫‪%10.8‬‬ ‫‪%10.8‬‬ ‫‪%21.5‬‬ ‫‪%33.8‬‬ ‫‪%23.1‬‬
‫سوء المعاملة‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫تقوم المؤسسة بإصدار ن ـشرات لألس ـر إلبعـاد‬
‫‪%18.4‬‬ ‫‪%10.8‬‬ ‫‪%33.8‬‬ ‫‪%18.5‬‬ ‫‪%18.5‬‬
‫المواد السامة والمنظفات عن متناول األطفال‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫تعمل المؤسسة على توعية الشباب المقبلين على‬
‫‪%24.5‬‬ ‫‪%23.1‬‬ ‫‪%26.2‬‬ ‫‪%15.4‬‬ ‫‪%10.8‬‬
‫الزواج بالحياة األسرية‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫توفر المؤسسة المعلومات الكافية حول اإلرش ـاد‬
‫‪%23.1‬‬ ‫‪%15.4‬‬ ‫‪%26.2‬‬ ‫‪%18.5‬‬ ‫‪%16.9‬‬
‫الجيني من حيث أهدافه و أساليبه‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪%17‬‬ ‫‪%16.9‬‬ ‫‪%27.7‬‬ ‫‪%9.2‬‬ ‫تعمل المؤسسة على إج ـراء الفح ـص الطب ـي‬

‫‪%29.2‬‬ ‫المستمر لألطفال‪.‬‬

‫‪18‬‬

‫ويالحظ من الجدول (‪ ) 2‬السابق أن الفقرة التاسعة والتي تنص على‪" :‬تعمل المؤسسة على الكشف المبكر عن اإلعاقة"‪،‬‬
‫فقد حظيت بدرجات استجابة متباينة من أفراد العينة‪ ،‬فقد أجاب عنها بدائمﹰا ما نسبته (‪ ،)%27.7‬بينما أجاب عنها بغالبﹰا‬
‫ما نسبته (‪ ،)%26.2‬أما من أجاب عنها بأحيانﹰا فبلغت نسبتهم (‪ ،) %27.7‬ويدل ذلك على اهتمام بعض المؤسسات‬
‫بنادر بنسبة مئوية بلغت (‪ ،)%7.7‬أما من أجاب‬
‫بالرعاية الوقائية من وجود إعاقاتفي المجتمع‪ ،‬وأجاب أفراد عينة الدراسة ﹰا‬
‫بأبدﹰا فقد بلغت نسبتهم (‪ ،)% 10.7‬ويظهر أن هذه النسبة من المؤسسات ال تعنى بالجانب الوقائي من وجود إعاقات‬
‫أخرى‪.‬‬

‫أما الفقرة العاشرة التي تنص على‪" :‬تساعد المؤسسة في تأمين المواد الالزمة للوقاية من اإلعاقة"‪ ،‬فقد أجاب عنها ما نسبته‬
‫(‪ )%12.3‬من أفراد العينة بدائمﹰا‪ ،‬وما نسبته (‪ )%29.2‬قد أجابوا بغالبﹰا‪ ،‬إو ن (‪ )%38.5‬قد أجابوا بأحيانﹰا‪ ،‬ويبدو أن‬
‫هذه المؤسسات يتوفر لديها إمكانيات تأمين اإلصابة بإعاقات في المجتمع‪ ،‬كبرامج التثقيف التي تقدمها‪ ،‬والفحص المبكر‬
‫وغيرها‪ .‬أما من أجاب بالسلب فقد لوحظ أن ما نسبتهم (‪ )%12.3‬أجابوا بنادرﹰا‪ ،‬و(‪ )%7.7‬قد أجابوا بأبدﹰا‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مسرد‬
‫أما الفقرة الحادية عشر والتي نص على‪" :‬توعي المؤسسة المجتمع بمخاطر تناول العقاقير الطبية التي قد تسبب اإلعاقة‬
‫للحامل دون وصفة طبية"‪ ،‬فقد أجاب عنها بدائمﹰا ما نسبته (‪ ،)%20.0‬إو ن هناك ما نسبته (‪ )%36.9‬قد أجابوا بغالبﹰا‪،‬‬
‫بنادر فبلغت نسبتهم (‪ ،)%6.1‬في حين بلغت نسبة من أجاب‬
‫وما نسبته (‪ )%26.2‬قد أجابوا بأحيانﹰا‪ .‬أما من أجاب ﹰا‬
‫أمور يجب‬
‫بأبدﹰا (‪ .)% 10.8‬ويدل ذلك على وجود رعاية وقائية غير كافية لتلك المؤسسات‪ ،‬ويظهر أنه هذه البرامج تعوق ﹰا‬
‫بحثها واطالع الجهات المعنية عليها‪.‬‬

‫أما الفقرة الثانية عشر والتي تنص على‪" :‬تسعى المؤسسة للعمل على متابعة النساء أثناء الحمل"‪ ،‬فقد أجاب عنها بدائمﹰا‬
‫ما نسبته (‪ ،)%4.6‬وأجاب عنها بغالبﹰا من نسبته (‪ ،)%7.7‬إو ن هناك ما نسبته (‪ )%21.5‬أجابوا بأحيانﹰا‪ ،‬ويظهر من‬
‫هذه النسب تقصير واضح لسبب أو آلخر بهذا الجانب‪ ،‬فمن المعلوم أن متابعة النساء في فترة الحمل من أهم الجوانب‬
‫الوقائية للحد من وجود اإلعاقات المستقبلية‪ ،‬ويستدل على هذا التقصير من ارتفاع نسبة من أجابوا بالسلب‪ ،‬حيث كانت‬
‫بنادر (‪ )%23.1‬ونسبة من أجاب بأبدﹰا (‪.)%43.1‬‬
‫نسبة من أجاب ﹰا‬

‫أما الفقرة الثالثة عشر فقد لوحظ اختالف في استجابة أفراد عينة الدراسة من مديري المؤسسات التي تعنى بالمعاق‪ ،‬فقد‬
‫نصت الفقرة على‪" :‬تسعى المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الوالدة"‪ ،‬فقد أجاب عنها بدائما ما نسبته (‪ ،)%4.6‬بينما أجاب‬
‫بنادر وأبدﹰا فبلغت نسبتهم (‬
‫عنها بغالبﹰا ما نسبته (‪ ،)%9.2‬وأجاب عنها بأحيانﹰا ما نسبته (‪ ،)%18.5‬أما من أجاب ﹰا‬
‫‪ )%26.2‬و(‪ )% 41.5‬على التوالي‪ ،‬وربما يعود السبب في ذلك النخفاض اإلمكانيات المادية لدى مؤسسات رعاية‬
‫المعوقين في فلسطين‪ ،‬والتي تقتصر جهودها على رعاية معوق موجود‪ ،‬ال معوق محتمل الوجود‪ ،‬وتترك مثل هذا القسم‬
‫للمستشفيات الحكومية والخاصة التي ترى أنها ملزمة بذلك‪ ،‬رغم أن إمكاناتها المادية ال تحتمل ذلك‪.‬‬

‫وبالنسبة للفقرة الرابعة عشر والتي تنص على‪" :‬تسهم المؤسسة في المحافظة على حماية األطفال من سوء المعاملة"‪ ،‬فقد‬
‫أجاب عنها ما نسبته (‪ )% 23.1‬بدائمﹰا ما يكون ذلك‪ ،‬بينما أجاب عنها بغالبﹰا ما نسبته (‪ ،)%33.8‬أما نسبة من أجابوا‬
‫بأحيانﹰا فبلغت (‪ ،)% 21.5‬وربما يعود سبب ذلك إلى أن هذه المؤسسات تخصص بعض البرامج لتوعية األسرة وتضع‬
‫بنادر وأبدا فحصلوا على نفس النسبة (‪ ،)%10.8‬وربما يعني هذا أن هذه‬
‫قوانين لحماية ورعاية األطفال‪ .‬أما من أجاب ﹰا‬
‫المؤسسات ترى أن هذا األمر قد يعود لجهات أكثر تخصصية منها‪.‬‬

‫أما الفقرة الخامسة عشر والتي تنص على‪" :‬تقوم المؤسسة بإصدار نشرات لألسر إلبعاد المواد السامة والمنظفات عن‬
‫متناول األطفال"‪ ،‬فقد أجاب عنها ما نسبته (‪ )% 18.5‬بدائمﹰا وغالبﹰا‪ ،‬بينما ارتفعت نسبة من أجاب بأحيانﹰا فبلغت نسبة‬
‫استجابتهم إلى (‪ ،)% 33.8‬وتدل هذه النسبة على اهتمام المؤسسات بهذا الجانب‪ ،‬حيث أنه من الضروري اتخاذ كافة‬
‫بنادر فكانت (‪ ،)%10.8‬في حين كانت‬
‫اإلجراءات الوقائية التي تحد من زيادة اإلعاقات في بالدنا‪ .‬وأما نسبة من أجاب ﹰا‬
‫نسبة من أجاب بأبدﹰا (‪.)%18.4‬‬

‫‪66‬‬
‫مسرد‬
‫أما الفقرة السادسة عشر في واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس‪ ،‬فقد نصت الفقرة على‪" :‬تعمل المؤسسة على‬
‫توعية الشباب المقبلين على الزواج بالحياة األسرية"‪ ،‬فقد حظيت بنسب استجابة مختلفة بلغت لمن أجاب بدائمﹰا (‬
‫‪ ،)%10.8‬بينما أجاب بغالبﹰا ما نسبته (‪ ،)%15.4‬وهناك من أجاب بأحيانﹰا بنسبة وصلت (‪ ،)%26.2‬ويعود سبب‬
‫ذلك إلى ضرورة اتخاذ اإلجراءات الالزمة التي تحول دون وجود معوقين‪ .‬بينما أجاب ما نسبته (‪ )%23.1‬بنادرﹰا‪ ،‬وهناك‬
‫ما نسبته (‪ )%24.5‬قد أجابوا بأبدﹰا‪.‬‬

‫أما الفقرة السابعة عشر في واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس‪ ،‬فقد نصت الفقرة على‪" :‬توفر المؤسسة‬
‫المعلومات الكافية حول اإلرشاد الجيني من حيث أهدافه وأساليبه"‪ .‬فقد حظيت بنسب استجابة مختلفة‪ ،‬وبلغت نسبة من‬
‫أجاب بدائمﹰا (‪ ،)%16.9‬بينما أجاب بغالبﹰا ما نسبته (‪ ،)%18.5‬وهناك من أجاب بأحيانﹰا بنسبة وصلت (‪،)%26.2‬‬
‫ويعود سبب ذلك إلى إن اإلرشاد الجيني بنظر تلك المؤسسات له أهمية كبيرة في تحصين األسرة من اإلصابات بإعاقات‬
‫بنادر وما نسبته (‪ )%23.1‬قد أجابوا بأبدﹰا‪ ،‬ورغم أنها نسب قليلةإال أنها تدل‬
‫متعددة‪ ،‬في حين أجاب ما نسبته (‪ )%15.4‬ﹰا‬
‫على ضعف االهتمام بهذا الجانب من قبل بعض المؤسسات‪.‬‬

‫أما الفقرة الثامنة عشر والتي تنص على‪" :‬تعمل المؤسسة على إجراء الفحص الطبي المستمر لألطفال"‪ ،‬فقد حظيت بنسب‬
‫استجابة مختلفة‪ ،‬فبلغت نسبة من أجاب بدائمﹰا (‪ ،)%9.2‬بينما أجاب بغالبﹰا ما نسبته (‪ ،)%29.2‬وهناك من أجاب‬
‫بأحيانﹰا بنسبة بلغت (‪ ،)% 27.7‬ويدل ذلك على وجود رعاية وقائية خاصة من قبل بعض المؤسسات التي تعنى برعاية‬
‫بنادر وأبدﹰا فبلغت نسبتهم (‪ ،)%17‬وتدل هذه النسبة على أن هناك‬
‫المعوقين‪ ،‬غير أنها غير كافية‪ ،‬أما نسبة من أجاب ﹰا‬
‫ضعفﹰا في أداء بعض المؤسسات في مجال تقديم الرعاية الوقائية الخاصة بالمعوقين‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫مسرد‬

‫المبحث الرابع‪ :‬واقع الرعاية الصحية للمعاقين في محافظة نابلس‪.‬‬

‫وفي هذا المبحث نستعرض آراء المسئولين في مؤسسات رعاية المعـاقين ح ـول واقـع الرعاي ـة الصحية في محافظة ناب‬
‫لس‪ ،‬وذلك باستخدام النسب المئوية المستخلصة من االستبانات الت ـي ق ـاموا باإلجابة عليها كما يبينه جدول رقم (‪)3‬‬
‫التالي‪:‬‬

‫ينبغي تعزيز التعاون بين أهالي المعاقين‪ ،‬وعقد اللقاءات والمناقشات المفتوحة بينهم‪ ،‬من أجل طرح كل منهم للمشاكل التي‬
‫تواجههم وكيفية التغلب على هذه المشاكل‪ ،‬الستفادة الجميع من خبرات اآلخرين في مجال التعامل مع االبن المعاق داخل‬
‫األسرة‪ ،‬مع ضرورة العمل على إنشاء جمعيات للمعاقين وأسرهم‪.‬‬
‫ينبغي تفعيل وتعزيز تقديم الخدمات الترفيهية للمعاقين؛ للتخفيف من حدة اآلثار التي يعانون منها بسبب إعاقتهم‪.‬‬
‫ينبغي عقد الندوات والمحاضرات للجمهور حول أهمية وكيفية تقبل المعاقين وذويهم في المجتمع دون تحفظ‪.‬‬
‫ينبغي تفعيل دور وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة اتجاه المعاقين‪ ،‬من حيث الحث على تقبلهم ودمجهم في‬
‫المجتمع‪ ،‬وأن تقوم بحث المسؤولين وصناع القرار على تفعيل تطبيق قانون المعاق الفلسطيني على أرض الواقع‪.‬‬
‫ينبغي حث المؤسسات الحكومية واألهلية والدولية على توفير المعينات الخاصة بالمعاقين بشكل مجاني؛ بغية التخفيف‬
‫عن المعاق وذويه من أعباء اإلعاقة‪ ،‬وخاصة لألسر الفقيرة الغير قادرة على توفير مثل هذه المعينات‪.‬‬
‫ينبغي فتح مراكز لخدمات المعاقين على اختالف أنواعها في الريف الفلسطيني‪ ،‬وعدم اختصار هذه الخدمات على المدن‪،‬‬
‫ذلك للحاجة إليها من أجل توفير عناء السفر على المعاق وذويه‪.‬‬
‫توعية المعوقين بما يعزز صحتهم‪ ،‬والسيما التغذية المتوازنة والنشاط البدني المعقول‪،‬وممارسة الهوايات المناسبة‪ ،‬والحفاظ‬
‫على ما أمكن من العالقات االجتماعية‪ ،‬والتزكية الروحية التي تقوي اإليمان‪ ،‬وتنزل السكينة في النفس وتسعدها باألنس‬
‫باﷲ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫مسرد‬
‫العمل على توفير العناية المناسبة للمعوقين على مستوى الرعاية الصحية األولية‪ ،‬والعيادات‪ ،‬وسائر مستويات الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬وتكييف الخدمات الصحية بما يمكنهم من أخذ احتياجاتهم الخاصة بعين االعتبار‪ ،‬وتدريب األطباء الممارسين‬
‫العامين على اكتشاف وعالج األمراض النفسية والجسدية التي قد تختلف أعراضها فيما بين اإلعاقات المختلفة‪.‬‬
‫ضمان العدالة والمساواة في تقديم الخدمات الصحية إلى المعوقين‪ ،‬رجاال ونساء وأطفا ﹰال‪ ،‬والعمل على إنشاء نظام شامل‬
‫للتأمين الصحي واالجتماعي يغطي مختلف قطاعات المعوقين ممن ال تغطيهم نظم التأمين الصحي القائمة‪.‬‬
‫اتخاذ مختلف التدابير لحفظ صحة المعوقين‪ ،‬ابتداء من الحياة الجنينية والطفولة‪ ،‬ومواصلة ذلك عند المراهقين والبالغين‪،‬‬
‫وتقوية شبكة العالقات االجتماعية في األسرة والمدرسة والحي والمجتمع المحلي‪ ،‬وتقوية صلتهم باﷲ والتزامهم بتعاليم‬
‫الدين‪ ،‬ووقايتهم من الممارسات الضارة بصحتهم‪.‬‬
‫العمل على االستفادة مما لدى المعوقين من معارف وميول وهوايات‪ ،‬بهدف إشراكهم في المجتمع‪.‬‬
‫تعزيز دور األسرة في رعاية المعوقين فيها‪ ،‬وتقديم التسهيالت والمساعدات الخاصة لألسر التي ترعاهم‪ ،‬والحرص على أن‬
‫يعيش المعوق دوما في جو عائلي‪ ،‬أو في المؤسسات الراعية لهم مع تواصلهم المستمر مع األسرة‪.‬‬
‫ينبغي تفعيل تطبيق قانون العمل الفلسطيني الذي ضمن حق المعاقين في العمل جنبﹰا إلى جنب مع األصحاء في‬
‫القطاعات الحكومية وغير الحكومية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫مسرد‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬

‫* القرآن الكريم‬
‫أباظة‪ ،‬نزار محمد رياض صالح‪ :‬إتمام األعالم لخير الدين الزركلي‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر‪ ،‬سورية‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬مروان عبد المجيد‪ ،‬رعاية وتأهيل ذوي الحاجات الخاصة بدولة اإلمارات‪ ،‬الوراق للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‬
‫األردن‪.2007 ،‬‬
‫البيهقي‪ ،‬أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر‪458(،‬ه ـ)‪ ،‬سنن البيهقي الكبرى ‪ ،‬ج‪ ،8‬تحقيق محمد عبد القادر‬
‫عطا‪،‬مكتبة دار الباز‪ ،‬مكة المكرمة‪.1994،‬‬
‫ابن األثير‪ ،‬عز الدين ابن األثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري ‪ ،‬أس ـد الغاب ـة ‪ ،‬دج ـ ا الشعب‪ ،‬م‪. 3‬‬
‫ابن األثير‪ ،‬عز الدين اب ن األثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري ‪ ،‬الكامل في الت ـاريخ ‪ ،‬ج‪ ،4‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫الجوزي‪ ،‬عبد الرحمن بن علي بن محمد‪( ،‬ت ‪597‬ه ـ) ‪ ،‬زاد المسير في علم التف ـسير ‪ ،‬ج‪،1‬ط‪ ،3‬المكتب اإلسالمي ‪،‬‬
‫بيروت ‪1404‬ه ـ‪.‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬الحافظ أبو الفرج جمال الدين‪ :‬مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب‪ ،‬ط‪ ،1‬تحقيق زينب إبراهيم القاروط‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1424 ،‬ه ـ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫ابن الجوزي‪ ،‬جمال الدين أبو الفرج (ت ‪597‬ه ـ)‪ :‬صفة الصفوة‪ ،‬ج‪ ،2‬تحقيق محمود فاخوري‪ ،‬دار المعرفة للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫ابن هشام‪ ،‬أبي محمد عبد الملك هشام المعافري‪ ،‬السيرة النبوية‪ ،‬بيروت‪1975 ،‬م ‪.‬‬
‫األزدي الربيع بن حبيب بن عمر‪ ،‬مسند الربيع ‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد إدريس عاشور بن يوس ـف ج‪ ،1‬رقم الحديث ‪ ،419‬باب‬
‫في الكعبة والمسجد والصفا والمروة‪.‬‬
‫األلباني‪ ،‬محمد ناصر الدين األلباني ‪ ،‬سل ـسله األحادي ـث ال ـصحيحة ‪ ،‬الري ـاض‪ ،‬مكتب ـه المعارف‪ ،‬م‪1995 ،2‬م‪.‬‬
‫األصفهاني‪ ،‬الراغب‪ ،‬المغني في مفردات ألفاظ الق ـرآن ‪ ،‬ط ‪ ،1‬تحقيـق صـفوان عـدنان داوودي‪ ،‬دار العلم‪ ،‬دمشق ‪،‬‬
‫‪1992‬م‪.‬‬
‫أنيس إبراهيم‪ ،‬وآخرون‪ ،‬المعجم الوسيط ‪ ،‬مادة (ع و ق )ج‪ ،2‬المكتبة العصرية‪ ،‬الق ـاهرة‪،‬‬
‫‪1972‬م‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫البخاري‪ ،‬أبو عبد اﷲ بن إسماعيل بن إبراهيم أبن المغيرة بن بردزبة الجعف ـري‪ ،‬صـحيح البخاري‪ ،‬بيروت‪ ،1998 ،‬ج ‪.2‬‬
‫البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل الجعفي‪ ،‬الصحيح‪ ،‬ج‪ ، 4‬كتاب تفسير القرآن باب ال ي ـستوي القاعدون غير أولي الضرر‪ ،‬مسألة رقم ‪،4316‬‬
‫دار ابن كثير‪ ،‬للطباعة والنشر‪1993 ،‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن بردزبة الجعفي (ت‪ ،)256‬الجامع الصح يح‪ ،‬دار الفك ـر ‪ -‬بيروت‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫البسيط موسى‪ ،‬حقوق المعوقين ورعايتهم في الـشريعة اإلس ـالمية ‪ ،‬مرك ـز الد ارسـات المعاصرة‪ ،‬أم الفحم‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫البقاعي‪ ،‬برهان الدين أبو الحسن بن عمر‪885( ،‬ه ـ) نظم ال ـدرر ف ـي تناس ـب اآلي ـات والسور‪،‬ط‪ ،1‬ج ‪ ،5‬خرج آياته وأحاديثه ووضع‬
‫حواشيه عبد الر از ق غال ـب المه ـدي‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬بيروت‪.1995 ،‬‬
‫بورقيبه‪ ،‬داود‪ ،‬أسس معاملة ذوي االحتياجات الخاصة في اإلسالم‪ ،‬كلية التربية وعل ـوم النفس‪ ،‬جامعة األغواط‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬عدد‪،5‬‬
‫‪2007‬م‪.‬‬
‫بيرم‪ ،‬عبد المحسن ‪ ،‬الموسوعة الطبية العربية‪ ،‬دار القادسية للطباعة‪،‬بغداد ‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫تركي بن عبد اﷲ بن حمود السكران ‪ ،‬دور الوقف في رعاي ـة المع ـوقين ‪ ،‬بحـث مق ـدم للمؤتمر الثالث لألوقاف‪ ،‬الجامعة اإل سالمية كلية‬
‫الدعوة – قسم الدعوة ‪ ،‬بالمدينة المنورة ‪ / 20 – 18‬شوال ‪1430 /‬ه ـ‬
‫الترمذي‪ ،‬محمد بن عيسى‪ ،‬سنن الترمذي ‪ ،‬ج ‪ 4‬تحقيق صدقي العطار‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار الفكر ‪،‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬
‫الترمذي‪ ،‬أبو عيسى محمد بن عيسى‪ ،‬نوادر األصول في أحاديث الرسول ‪ ،‬تحقي ـق‪ ،‬عب ـد الرحمن عميرة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪.5‬‬
‫الترمذي‪ ،‬محمد بن علي أبو عبد اﷲ الحكيم‪ ،‬نوادر األصول ف ـي أحادي ـث الرس ـول ‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫جابر‪ ،‬فا يز‪ ،‬حقوق المعوقين في التشريع ات والقوانين العربية والدولية ‪ ،‬مدينـة ال ـشارقة للخدمات اإلنسانية‪ ،‬جمعية أصدقاء المعاقين‪،‬‬
‫الشارقة‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫الحاج‪،‬إسماعيل محمد حنفي‪ ،‬دور الدول ـة ف ـي رعاي ـة ذوي الحاج ـات الخاص ـة ف ـي‬
‫‪. http://www.meshkat.net/node/23141 .‬اإلسالم‪2003،‬م‬
‫ابن حبان‪ ،‬محمد بن حبان البستي‪ ،‬صحيح ابن حبان ‪،‬ط‪ ،2‬تحقي ـق ش ـعيب األرن ـؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪،‬بيروت‪ ،‬ج‪.2‬‬
‫الحسيني‪ ،‬علية حماد‪ ،‬رعاية المعاقين بين الشرائع السماوية‪ ،‬منتدى التجمع المعني بحقوق المعاق‪ ،‬منشورات الجمعية النسائية بجامعة أسيوط‪،‬‬
‫بالتعاون مع مرك ز خدمات المنظم ـات غير الحكومية‪.‬‬
‫أبو حالوة‪ ،‬محمد السعيد‪ ،‬التربية الجنسية لألطفال والمراهقين ذوي االحتياجات الخاصة ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬قسم الصحة النفسية‪،‬جمعية‬
‫الحياة للجمي ـع لرعاي ـة ذوي االحتياج ـات الخاصة‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫حوا‪ ،‬محمد بن حسين‪ ،‬حقوق ذوي الحاجات الخاصة في الشر يعة اإلسالمية ‪،‬ط‪ ،1‬دار ابن حزم‪،‬بيروت‪.2010،‬‬
‫الخطيب‪ ،‬جمال‪ ،‬مقدمة في اإلعاقات الجسمية والصحية‪ ،‬دار الشروق للن ـشر والتوزي ـع‪ ،‬عمان األردن‪،‬ط‪2006،1‬م‪.‬‬
‫دائرة المعارف العالمية‪ ،‬الموسوعة العربية‪ ،‬السعودية ‪ ،‬مؤسسة أعمال الموسوعة للن ـشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪1999 ،2‬م‪ ،‬ج‪. 23‬‬
‫أبو داود‪ ،‬سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬السنن‪ ،‬دار التراث العربي‪ ،‬ط ‪ ،1‬ج ‪ ، 2‬ح ـديث رقم (‪.)2382‬‬
‫الدغمي‪ ،‬تغريد عبد اﷲ‪ ،‬موسوعة التشريع الفل ـسطيني ‪ ،‬الج ـزء ‪ ،4‬دار الثقاف ـة للن ـشر والتوزيع‪،‬عمان‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫الذهبي‪ ،‬اإلمام الحافظ أبي عبد اﷲ محمد بن احمد الذهبي‪ ،‬معرفة القراء والكبا ر‪ ،‬بيـروت دار الكتب العلمية‪ ،‬ط ‪1997 ،1‬م ‪.‬‬
‫الروسان‪ ،‬فاروق‪ ،‬وسالم‪ ،‬ياسر‪ ،‬رعاية ذوي الحاجات الخاصة‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫الزبيدي‪ ،‬أبي العباس احمد الزبيدي ‪ ،‬التجريد الصحيح ألحاديث الجامع ال ـصحيح ‪ ،‬عمـان ‪ ،‬دار اإلسراء والتوزيع ط‪، 1‬ج‪.2004،2‬‬
‫الزركلي‪ ،‬خير الدين الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الماليين‪ ،‬ط‪1984 ،6‬م‪ ،‬ج‪. 7‬‬

‫‪71‬‬
‫الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار اﷲ محمود بن عمرو بن محمد (‪ 538-467‬ه ـ ـ) ‪ ،‬الك ـشاف عن حقائق وغوامض التنزيل وعيون األقاويل‬
‫في وجوه التأوي ـل ‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،2‬تحقيق محمد عبد السالم شاهين ‪،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪.1995 ،‬‬
‫السبيعي‪،‬عدنان‪ ،‬معاقون وليسوا عاجزين‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬بيروت‪1998،‬م‪.‬‬
‫ابن سعد‪ ،‬محمد سعد منيع الهاشمي البصري‪ ،‬الطبقات الكبرى‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪. 4‬‬
‫سماح‪ ،‬قاسم‪ ،‬التكيف النفسي عند الفرد المعاق حركيﹰا‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪.1999‬‬
‫السوري‪ ،‬علي عبد الجبار‪ ،‬اإلعاقة وحكمتها ‪ ،‬التدابير الواقية منها في الشريعة اإلس ـالمية كلية التربية‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬موقع الشبكة‬
‫العالمية‪.‬‬
‫السيوطي‪ ،‬ج الل الدين عبد الرحمن بن ابي بكر ‪ ،‬الجامع ال ـصغير ‪ ،‬بي ـروت‪ ،‬دار الفك ـر ‪ ،‬ط‪1981،1‬م‪ ،‬ج‪.1‬‬
‫شرف‪ ،‬سعد بشير‪ ،‬أحكام المقعد في الفقه اإلس ـالمي ‪ ،‬دار الحاس ـوب العرب ـي للطباع ـة والنشر‪ ،‬نابلس‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫شلتوت‪ ،‬محمد‪ ،‬اإلسالم عقيدة وشريعة‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬القاهرة‪1978 ،‬م‪.‬‬
‫الشيباني‪ ،‬أحمد بن حنبل‪ ،‬مسند ابن حنبل ‪ (،‬ب‪ -‬ت)‪ ،‬مؤسسة قرطبة‪ ،‬م‪.5‬‬
‫الصابوني‪ ،‬محمد علي‪ ،‬صفوة التفاسير‪ ،‬ط‪ ،9‬القاهرة‪ ،‬دار الصابوني للطباعة‪ ،‬م‪3‬‬
‫السجستاني‪ ،‬أبو داوود سليمان بن األشعث‪ ،‬سنن أبي داوود ‪ ،‬ط ‪ ،1‬الرياض‪ ،‬مكتب الت ـي بين العربي لدول الخليج ‪ 1409‬ه ـ‪. 1979 ،‬‬
‫الطبري‪ ،‬أبو جعفر محمد بن جرير‪ ،‬جامع البيان في تفسير القرآن ‪ ،‬ج ‪ ،26‬دار ال ـسالم‪ ،‬االسكندرية‪.2007،‬‬
‫الطبري‪ ،‬أبي جعفر محمد بن جرير ال طبري‪ ،‬جامع البيان عن تأويل أي القران ‪ ،‬ط‪ ، ،2‬ج‬
‫‪ ،9‬االسكندرية‪ ،‬دار السالم‪2007 ،‬م‪.‬‬
‫الطبري‪ ،‬محمد بن جرير‪ ،‬تاريخ األمم والملوك‪ ،‬ج‪ ،7‬دار الفكر‪،‬بيروت‪( ،‬د‪ ،‬ت)‪.‬‬
‫عبد الخالق‪ ،‬عبد الرحمن‪ ،‬المشوق في أحكام المعوق‪ ،‬مركز البحث العلمي‪ ،‬جمعية إحياء التراث اإلسالمي‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫عبد الرحمن‪ ،‬أحمد‪ ،‬حماية حقوق المعاقين في الدول العربية ‪ ،‬بحث اس ـتكمال متطل ب ـات الحصول على درجة البكالوريوس‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫عبد الهادي إبراهيم‪ ،‬الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة ‪.‬‬
‫عبد الهادي إبراهيم‪ ،‬الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة االجتماعي ـة ‪ ،‬سل ـسلة جدران المعرفة‪ ،‬االسكندرية‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫عبدون‪ ،‬هاشم فارس‪ ،‬رعاية ذوي االحتياجات الخاصة بين الشريعة والقانون واث ـر ذل ـك في الجانب التربوي‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة تكريت‪،‬‬
‫العراق‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫عبيد‪ ،‬ماجدة‪ ،‬رعاية األطفال المعاقين حركيا‪ ،‬دار الصفاء‪ ،‬عمان‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫العزة سعيد حسني‪ ،‬التربية الخاصة‪ ،‬الدار العلمية الدولية للنشر‪ ،‬عمان األردن ‪.2001‬‬
‫عطية‪ ،‬محمد سمير أحمد‪ ،‬أحكام المعاقين دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون المصري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫عضيبات‪ ،‬صفوان محمد ‪ ،‬الفحص الطبي قبل الزواج " دراسة شرعية قانونية تطبيقية " ط‪،1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫عمار رواب‪ ،‬نظرة اإلسالم لذوي االحتياجات الخاصة ‪،‬جامعة محمد خيـضر‪ ،‬الج ازئـر‬
‫‪2008،‬م‪.‬‬
‫عنان‪ ،‬محمود‪ ،‬رعاية الطفل المعاق‪،‬سلسلة سفير التربوية ‪ ،‬جمهوري ـة م ـصر العربي ـة جامعة حلوان‪2006،‬م‪.‬‬
‫العيسوي عبد الرحمن ‪ ،‬اإلعاقة في التشريعات المعاصرة ‪ ،‬مع سبل العالج والتأهيل ‪ ،‬سلسلة موسوعة كتب علم النفس الحديث‪ ،‬دار الراتب‪،‬‬
‫بيروت لبنان ‪.1997 ،‬‬

‫‪72‬‬
‫غادة حرامي‪ ،‬واقع خدمات التأهيل في فلسطين ‪ ،‬نحو سياسات واستراتيجيات التأهيل ف ـي فلسطين‪ ،‬اللجنة المركزية الوطنية للتأهيل‪ ،‬القدس‪،‬‬
‫‪1998‬‬
‫الغالي‪ ،‬بالقاسم محمد‪ ،‬اإلعاقة في منظور اإلسالم ‪ ،‬مجلة شؤون اجتماعية ‪،‬كلية ال ـشريعة والدراسات اإلسالمية ‪،‬جامعة الشارقة‪ ،‬عدد‬
‫‪2003،77‬م‪.‬‬
‫الغرير‪ ،‬أحمد نايل‪ ،‬والنوايسة‪ ،‬أديب عبد اﷲ‪ ،‬الوسائل المساعدة واألجه ـزة التعويـضية لألشخاص المعاقين‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬رام اﷲ فلسطين‪،‬‬
‫‪2009‬م‪.‬‬
‫غيث‪ ،‬محمد عاطف ‪ ،‬قاموس علم االجتماع ‪ ،‬دار العلـم للطباع ـة والنـشر‪ ،‬بي ـروت‪،‬‬
‫‪،1979‬ص‪.466‬‬
‫أبو الفداء‪ ،‬عماد الدين اسماعيل‪ ،‬المختصر في أخب ـار الب ـشر ‪ ،‬م ‪ ،1‬ج ‪ ،1‬دار المعرفـة للطباعة والنشر‪( ،‬ب‪ -‬ت)‪.‬‬
‫فودة‪ ،‬عبد الحكم‪ ،‬إشكاالت التنفيذ في المواد الجنائية في ضوء الفقه وقضاء النقض ‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪.2006 ،‬‬
‫فهمي‪ ،‬محمد‪ ،‬السلوك االجتماعي للمعاقين‪ ،‬المكتب الجامع الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪2001،‬م‪.‬‬
‫فهمي‪ ،‬سامية محمد ‪ ،‬اإلعاقة السمعية والحركية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬المكتب العلمـي للكمبي ـوتر والنشر والتوزيع‪ ،‬ج‪.1997 ،1‬‬
‫فهمي‪ ،‬محمد سيد‪ ،‬السلوك االجتماعي للمعوقين‪ ،‬دراسة في الخدمة االجتماعي ـة‪ ،‬المكت ـب الحديث‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫الفيروز أبادي‪ ،‬الشيرازي محمد يعقوب ‪ ،‬القـاموس المح ـيط ‪ ،‬ج‪ 1‬دار العل ـم للمالي ـين‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫القاسمي محمد جمال‪ ،‬موعظة المؤمنين من إحيـاء عل ـوم الـدين ‪ ،‬ج‪ ،1‬كت ـاب الني ـة واإلخالص والصدق‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1995‬م‪.‬‬
‫القرطبي‪ ،‬أبو عبد اﷲ بن محمد األنصاري‪ ،‬الجامع ألحك ـام الق ـران ‪ ،‬ط ‪ ،1‬بي ـروت‪ ،‬دارالكتاب العربي‪ ،‬ج‪1997 ،2‬م ‪.‬‬
‫القصاص‪ ،‬مهدي محمد‪ ،‬التمكين االجتماعي لذوي االحتياجات الخاصة دراس ـة ميداني ـة‪،‬كلية اآلداب جامعة المنصورة‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫قطب‪ ،‬سيد قطب‪ ،‬في ظالل القران‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة وبيروت‪ ،‬دار الشروق‪،‬ج ‪2005 ،6‬م‬
‫ابن القيم‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اﷲ‪،‬الفوائد‪ ،‬دار الفكر للطباعة والنشر ‪.‬‬
‫القرضاوي‪ ،‬يوسف‪ :‬فقه الزكاة‪ ،‬ط‪ ،16‬ج‪ ،2‬دار اإلرشاد للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫أبو الكاس‪ ،‬رائد‪ ،‬رعاية المعوقين في الفكر التربوي اإلسالمي في ضوؤ المشكالت الت ـي يواجهونها‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬الجامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬غزة‪2008 ،‬م‪.‬‬
‫ابن كثير‪ ،‬عماد أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي‪ ،‬تف ـسير الق ـران العظ ـيم ‪ ،‬دم ـشق والرياض‪ ،‬مكتبه الفيحاء ومكتبه دار السالم‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫م‪1998 ،2‬م‪.‬‬
‫أبو ماجة‪ ،‬أبو عبد اﷲ محمد بن يزيد القزويني‪ 273-209 ( ،‬ه ـ)‪ ،‬كتاب الطب بما أن ـزل اﷲ‪ ،‬الرياض‪ ،‬مكتبة المعارف‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫المجذوب‪ ،‬محمد المجذوب‪ ،‬علماء ومفكرون عرفتهم ‪ ،‬شب ار مصر ‪ ،‬دار االعت ـصام ودار النصر للطباعة اإلسالمية ‪،‬ج‪. 1‬‬
‫مدكور‪ ،‬ابراهيم‪ ،‬معجم العلوم اال جتماعية ‪ ،‬مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪،1981‬ص‪.107‬‬
‫محمد عبد المنعم نور‪ ،‬الخدمة االجتماعية الطبية والتأهيل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاهرة‪1999،‬م‪.‬‬
‫بحقوق األشـخاص‬ ‫مخيمر‪ ،‬غسان ‪ ،‬دراسة أولية مقارنة لبعض القوانين العربية المتعلقة‬
‫‪:ww.ghassanmoukheiber.com/uploads/0000000013.DOC‬المعوقين"‪ .2000،‬الموقع االلكتروني‬
‫معلوف‪ ،‬لويس‪ ،‬المنجد في اللغة‪ ،‬ط‪ ،15‬دار المعارف ‪،‬بيروت ‪1964‬م‪،‬‬

‫‪73‬‬
‫النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬ج‪ ،3‬تحقيق محم ـد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬صحيح مسلم‪،‬‬ ‫مسلم‪ ،‬أبو الحسين مسلم بن حجاج القشيري‬
‫دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬القاهرة‪. 1955 :‬‬
‫مصلح‪ ،‬رشا‪ ،‬وآخرون‪ :‬الفحص الطبي قبل الزواج‪ ،‬أمل‪ ،‬دورية تصدر عن جمعية أصدقاء مرضى الثالسيميا‪ ،‬عدد (‪2003 ،)4‬م‪.‬‬
‫المطلق‪ ،‬عبد العزيز يوسف‪ ،‬حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في النظام السعودي ‪،‬جامع ـة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬التشريع الجنائي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الرياض السعودية‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫مطلق‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في النظام السعودي ‪،‬دراسة تأصيلية مقارنة‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد م‪ ،‬معجم لسان العرب‪ ،‬ج‪ ،10‬مادة عـوق دارصادر بيروت‪1410 ،‬ه ـ‪1990/‬م‪.‬‬
‫منشورات‪ ،‬جامعة القدس المفتوحة‪ ،‬المعاق واألسرة والمجتمع ‪،‬ط‪. 1990 ،1‬‬
‫موسى‪ ،‬رشاد علي عبد العزيز‪ ،‬بحوث‪ ،‬في سيكولوجية المعاق ‪ ،‬دار النهـضة‪ ،‬الق ـاهرة‪،‬‬
‫‪1994‬م‪.‬‬
‫المواردي‪ ،‬أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البغدادي‪ ،‬األحكام السلطانية ‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬القاهرة‪1978 ،‬م‪.‬‬
‫الميداني‪ ،‬عبد الرحمن حسن حبنكة‪ ،‬العقيدة اإلسالمية وأس ـسها ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬‬
‫الهمص‪ ،‬عبد الفتاح عبد الغني‪ ،‬الطفل المعاق‪ ،‬حقوقه ومتطلبـات تربيت ـه م ـن منظ ـور إسالمي‪ ،‬الجامعة اإلسالمية كلية التربية قسم علم‬
‫النفس‪ ،‬غزة فلسطين‪2006 ،‬م‪.‬‬
‫الهيتي‪ ،‬ها دي نعمان ‪ ،‬االتصال الجماهيري حول ظاهرة اإلعاقة ب ـين األطف ـال "‪ ،‬الطفولـة والتنمية‪ ،‬ال عدد الثاني‪ ،‬يناير ‪ 2001‬م ال‬
‫عدد الخامس‪ ،‬فبراير ‪2002‬م‪.‬‬
‫الوراسنة‪ ،‬يوسف‪ ،‬واق ـع حقـوق األش ـخاص ذوي اإلعاق ـة ف ـي فلـسطين ‪ ،‬مجل ـة الفصلية"فصلية حقوق المعوق الفلسطيني‪ ،‬عدد‬
‫‪13‬تشرين الثاني ‪2011‬م‪.‬‬

‫النشرات والتقارير ‪:‬‬


‫اإلتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين‪ ،‬أوراق بيضاء لإلتحاد العام للمعاقين" اإلتحاد بين الماضي والحاضر" نابلس‪ 2007 ،‬ـ‪.2008‬‬
‫اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين‪ ،‬قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة(‪، )3447‬‬
‫‪9/12/1975‬م‪.‬‬
‫التقرير الصادر عن جامعة الدول العربية حول "اجتماعات الدورة السابعة للجنة الخاصة لإلتفاقية الدولية لحقوق األشخاص المعوقين‪،‬‬
‫نيويورك‪ 3،‬ـ فبراير لعام ‪2006‬م‪.‬‬
‫تقرير حول مفهوم تأهيل المعوقين الموقع اإللكتروني ألطفال الخليج ذوي الحاجات‬
‫‪.www.gulfkids.com‬الخاصة‬
‫الجمعية الخيرية لرعاية الصم‪ ،‬نشرة صادرة عن الجمعية‪ ،‬نابلس‪ ،‬شارع رأس العين‪،‬‬
‫‪ 2011‬ـ ‪.2012‬‬
‫جمعية الشبان المسيحية‪ ،‬برنامج التأهيل‪ ،‬نابلس‪2001 ،‬م‪.‬‬
‫جمعية الهالل األحمر الفلسطيني‪ ،‬تعرف على جمعية الهالل األحمر الفلسطيني‪ ،‬البيرة‪ ،‬راماﷲ‪.2010 ،‬‬

‫‪74‬‬
‫جمعية نابلس للعمل النسائي‪،‬مركز شعاع‪ ،‬حي السمرة‪1992 ،‬م‪.‬‬
‫رعاية المعوقين بين الشرائع السماوية‪ ،‬الجمعية النسائية بجامعة أسيوط للتنمية بالتعاون مع مركز خدمات المنظمات غير الحكومية ‪،‬منتدى‬
‫التجمع المعني بحقوق المعاق ‪ . 10 2006‬عمرو‪ ،‬زياد‪ ،‬حقوق ذوي اإلحتياجات الخاصة في التشريعات السارية فلسطين‪ ،‬الهيئة الفلسطينية‬
‫لحقوق المواطن‪ ،‬التقرير رقم ‪ 25‬رام اﷲ ‪ ،‬آب ‪2001‬م‪.‬‬
‫السعدي‪ ،‬بهاء الدين وآخرون ‪،‬حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن‪ ،‬سلسلة تقارير خاصة‪،‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫عمرو زياد‪ ،‬تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين‪( ،‬تقرير رقم ‪.)25‬‬
‫قطامش‪ ،‬ربحي‪ ،‬تقرير حول حقوق المعاقين الفلسطيني‪ ،‬اتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين مشروع التوعية والتدريب‪2004،‬م‪.‬‬
‫لجان الرعاية الصحية‪ ،‬مركز األمل للتأهيل‪ ،‬نابلس‪2003،‬م‪.‬‬
‫لجنة الدعم المتبادل ألسر المعاقين على مقاعد الدراسة‪ ،‬مركز الخدمة المجتمعية ‪ ،‬نابلس‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪2004 ،‬م‪.‬‬
‫اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين‪ ،‬خدمات التأهيل لحاالت الشلل الدماغي‪ ،‬عسكر‪،‬بدعم من مؤسسة كير العالمية‪2021،‬م‪.‬‬
‫مركز شؤون المرأة واألسرة‪ ،‬دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس‪2009،‬م‪.‬‬
‫مركز شؤون المرأة واألسرة‪ ،‬دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن‪ ،‬حقوق المعوقين في المجتمع الفلسطيني‪ ،‬سلسلة تقارير خاصة (‪.2004 ،)47‬‬
‫و ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،‬صندوق إقراض األشخاص المعوقين‪ ،‬مركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان‪ ،‬نابلس‪1999،‬م‪.‬‬
‫و ازرة الشؤون االجتماعية‪ ،‬مركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان‪ ،‬نابلس‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫القانون الفلسطيني ‪:‬‬


‫االتحاد الفلسطيني العام لألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‬
‫"قانون رقم (‪ )4‬لسنة ‪1999‬م بشأن حقوق المعوقين‪ ،‬المادة‪.25‬‬
‫المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-1996‬الفصل الثاني‪ ،‬الحقوق الخاصة‪ ،‬المادة ‪ ،10‬مجال التأهيل والتشغيل‪.‬‬
‫المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬القوانين ‪ ،2000-96‬الفصل األول‪ ،‬تعاريف وأحكام عامة‪ ،‬مادة "‪."1‬‬
‫مجموعة التشريعات الفلسطينية قرار مجلس الوزراء رقم (‪ )40‬لسنة ‪2004‬م‪ ،‬الخاص بالالئحة التنفيذية لقانون رقم (‪ )4‬لعام ‪1999‬م لحقوق‬
‫المعوق الفلسطيني‪.‬‬
‫المجلس التشريعي الفلسطيني‪ :‬قانون رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 2000‬بشأن العمل للمعاقين‪ ،‬المادة "‪"4‬‬
‫مطر‪ ،‬عوني ‪ ،‬قانون حقوق المعاقين رقم " ‪ " 4‬لسنة ‪1999‬م‪ ،‬الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫مسرد الموضوعات‪:‬‬
‫إقرار‪ ........................................................................................... :‬أ ش ـ ـ ـ ـكر‬
‫وعرفان ‪ ..........................................................................‬ب‬
‫الملخص ‪ ....................................................................................... :‬ج‬
‫‪ ...................................................................................... :Abstract‬ه‬
‫المقدمة ‪ ..........................................................................................‬و مشكلة‬
‫البحث ‪ ...................................................................................‬ح أهمية‬
‫البحث ‪ ....................................................................................‬ط أهداف‬
‫البحث ‪ ..................................................................................‬ي أسئلة‬
‫البحث ‪ ...................................................................................‬ي حدود‬
‫البحث ‪ ...................................................................................‬ي منهجية‬
‫البحث ‪ ...................................................................................‬ك الجهود والدراسات‬
‫السابقة ‪ .......................................................................‬ك خطة‬
‫البحث ‪ .....................................................................................‬م الفصل‬

‫‪76‬‬
‫األول ‪ 1....................................................................................‬المبحث األول ‪ :‬اإلعاقة في اللغة‬
‫واالصطالح ‪ 2................................................... .‬المبحث الثاني ‪ :‬نشأة مفهوم األشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة ‪ 9............................................. .‬المبحث الثالث ‪ :‬أنواع‬
‫اإلعاقات ‪ 13 ............................................................... .‬المطلب األول ‪ :‬اإلعاقة الجسمية‬
‫الفيزيائية ‪ 13 ......................................................‬المطلب الثاني ‪ :‬اإلعاقة العقلية‬
‫والنفسية ‪ 17 ....................................................... :‬المطلب الثالث ‪ :‬الحكمة من‬
‫االبتالء ‪ 19 ........................................................... :‬المبحث الرابع ‪ :‬حكم العناية باألشخاص ذوي اإلعاقة في‬
‫اإلسالم ‪ 25 .............................. .‬الفصل‬
‫الثاني ‪ 31 ..................................................................................‬المبحث األول ‪ :‬مكانة ذوي اإلعاقة في‬
‫الشريعة اإلسالمية ‪ 32 ..................................... .‬المطلب األول ‪ :‬مكانة ذوي اإلعاقة في القرآن‬
‫الكريم ‪ 32 ......................................... :‬المطلب الثاني ‪ :‬م كانه ذوي اإلعاقة في السنة‬
‫النبوية ‪ 40 ............................................‬المطلب الثالث ‪ :‬رعاية الشريعة اإلسالمية بذوي‬
‫اإلعاقة ‪ 44 ........................................‬المطلب الرابع ‪ :‬رعاية المعوقين زمن ال صحابة‬
‫والتابعين ‪ 47 ...................................... :‬المبحث الثاني ‪ :‬مجاالت رعاية ذوي اإلعاقة في الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ 57 ............................ .‬المطلب األول ‪ :‬الرعاية النفسية لذوي اإلعاقة في الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ 57 ...........................:‬المطلب الثاني ‪ :‬الرعاية المادية للمعاقين في الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ 60 ................................ :‬المطلب الثالث ‪ :‬الرعاية الصحية لذوي اإل عاقة في الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ 62 ......................... :‬المطلب الرابع ‪ :‬الرعاية االجتماعية لذوي اإلعاقة في الشريعة‬
‫اإلسالمية ‪ 66 .......................‬المطلب الخامس ‪ :‬الرعاية السي اسية لذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية ‪........................‬‬
‫‪ 67‬الفصل الثالث ‪ 70 .................................................................................‬رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة‬
‫في القانون الفلسطيني المعاصر ‪70 .................................‬‬
‫تمهيد ‪ 71 ........................................................................................ :‬المبحث األول ‪ :‬قانون رعاية‬
‫المعوقين الفلسطينيين وتقسيماته للمعوقين حسب نوع اإلعاقة ‪ 79 ..... .‬المطلب األول ‪ :‬اإلعاقة في‬
‫فلسطين ‪ 79 ........................................................... :‬المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم وأنواع اإلعاقة وفقﹰا للقانون الفلسطيني‬
‫‪ 81 ................................. :‬المطلب الثالث ‪ :‬قانون حقوق المعوق‬
‫الفلسطيني ‪ 83 ............................................... :‬المبحث الثاني ‪ :‬مجاالت رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة التي تناولها‬
‫القـانون الفل ـسطيني لحقـوق المعاقين ‪89 .......................................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬الرعاية النفسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر ‪ 89 ....... :‬المطلب الثاني ‪ :‬الرعاية الوقائية‬
‫لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر ‪ 90 ....... :‬المطلب الثالث ‪ :‬الرعاية الصحية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون‬
‫الفلسطيني المعاصر ‪ 92 ...... :‬المطلب الرابع ‪ :‬الرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة في ال قانون الفلسطيني المعاصر ‪94 ...‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬الرعاية السياسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر ‪ 96 ...‬المبحث الثالث ‪ :‬واقع األشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة في فلسطين ‪ 97 .................................... .‬المطلب األول ‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع‬
‫الصحة ‪ 99 .................................‬المطلب الثاني ‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة المتعلق باألوضاع‬
‫الترفيهية ‪ 100.................... :‬المطلب الثالث ‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة والمشاركة السياسية ‪101............................:‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬واقع األشخ اص ذوي اإلعاقة في قطاع التعليم ‪ 102............................... :‬المطلب الخامس ‪ :‬واقع األشخاص‬

‫‪77‬‬
‫ذوي اإلعاقة في الحق بالسكن وموائمة األماكن العامة ‪ 102..... :‬المطلب ال سادس ‪ :‬واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع العمل‬
‫والتدريب المهني ‪ 103............. :‬المبحث الرابع ‪ :‬تأهيل ودمج ذوي اإلعاقة في المجتمع ‪....................................... .‬‬
‫‪ 105‬المطلب األول ‪ :‬تأهيل ذوي اإلعاقة في المجتمع ‪ 105.............................................. :‬المطلب الثاني ‪ :‬دمج‬
‫المعوقين في المجتمع ‪ 107....................................................‬الفصل‬
‫الرابع ‪ 113................................................................................‬المؤسسات الراعية لذوي اإلعاقة في المجتمع‬
‫الفلسطيني المعاصر ‪ 113............................‬المبحث األول ‪ :‬تعريف بالمؤسسات الراعية للمعاقين في محافظة‬
‫نابلس ‪ 114...................... .‬المبحث الثاني ‪ :‬واقع الرعاية النفسية للمعاقين في محافظة نابلس ‪............................. .‬‬
‫‪ 128‬المبحث الثالث ‪ :‬واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس ‪ 131............................. .‬المبحث الرابع ‪ :‬واقع الرعاية‬
‫الصحية للمعاقين في محافظة نابلس ‪ 135............................ .‬المبحث الخامس ‪ :‬واقع الرعاية االجتماعية للمعاقين في محافظة‬
‫نابلس ‪ 139....................... .‬المبحث السادس ‪ :‬واقع الرعاية السياسية للمعاقين في محافظة نابلس ‪.......................... .‬‬
‫‪ 144‬الخاتمة ‪147...................................................................................... :‬‬
‫التوصيات‪ 149................................................................................... :‬المس ـ‬
‫ـارد ‪ 151..................................................................................‬مسرد اآليات القرآنية‬
‫الكريمة ‪ 152................................................................‬مسرد األحاديث النبوية‬
‫الشريفة ‪ 155..............................................................:‬مسرد األعالم‬
‫والتراجم ‪ 156...................................................................... :‬مسرد‬
‫المصطلحات ‪ 157.......................................................................... :‬مسرد المصادر‬
‫والمراجع ‪ 159................................................................... :‬مسرد‬
‫الجداول ‪ 171.............................................................................. :‬مسرد‬
‫المالحق ‪172.............................................................................. :‬‬

‫مسرد الجداول‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫رقم الجدول‬
‫الصفحة‬ ‫محتوى الجدول‬

‫‪122‬‬ ‫النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية النفسية‪...........‬‬ ‫جدول ‪1‬‬

‫‪131‬‬ ‫النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية الوقائية‪...........‬‬ ‫جدول ‪2‬‬

‫‪135‬‬ ‫النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية الصحية‪..........‬‬ ‫جدول ‪3‬‬

‫‪139‬‬ ‫النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية االجتماعية‪.......‬‬ ‫جدول ‪4‬‬

‫‪144‬‬ ‫النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية السياسية‪.........‬‬ ‫جدول ‪5‬‬

‫‪79‬‬
‫مسرد المالحق‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫محتوى الملحق‬

‫‪174‬‬ ‫‪.1‬االستبانة في صورتها األولية‬

‫‪178‬‬ ‫‪ .2‬االستبانة في صورتها النهائية‬

‫‪182‬‬ ‫‪ .3‬قائمة بأسماء المحكمين لالستبانة‬

‫‪183‬‬ ‫‪ .4‬التحليل اإلحصائي لالستبانة‬

‫‪80‬‬
‫المالحـ ـ ـ ــق‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫بسم اﷲ الرحمن الرحيم‬
‫ملحق (‪ )1‬االستبانة في صورتها األولية‬
‫المؤسسة المحترم‪.....‬‬ ‫جامعة القدس حضرة األستاذ مدير‪/‬ة‬
‫تحية طيبة وبعد‪:‬‬
‫يقوم الباحث بإجراء دراسة عـن رعايـة ذوي اإلعاقـة في الـشريعة اإلسـالمية والقـانون الوضـعي الفلـسطيني( محافظة نابلس نموذجا _ دراسة‬
‫تحليلية مقارنة ) ويتطلب ذل ـك الحـصول عل ـى‬
‫معلومات ميدانية من كافة المؤسسات العاملة في مجال المعوقين ‪ ،‬لذا يرجى التعاون معي وتزويدي بالمعلومات الالزمة وفقﹰا لالستمارة المبينة‬
‫أدناه ‪ ،‬وفي الوقت الذي يعجز فيه الباحث ع ـن ش ـكره لمؤسستكم لتعاونها معه ‪ ،‬ويؤكد أيضﹰا بأن المعلومات التي سيحصل عليها سوف ت‬
‫ـستخدم للبح ـث العلمي فقط ‪.‬‬
‫מ‬ ‫מ‬ ‫א‬
‫الباحث ‪ :‬أحمد ضميدي ضع عالمة( ‪ ) X‬في المربع الذي تراه مناسباً‬
‫أعار‬ ‫ال‬ ‫أوافق‬
‫أواف أر أعار ض‬ ‫بشدة‬ ‫الرق‬
‫الفقرات‬
‫ق ي ض بشدة‬ ‫م‬
‫لي‬

‫‪82‬‬
‫النفسية‬ ‫مجال الرعاية‬ ‫أوال‬
‫‪:‬‬
‫‪ 1.‬تعمل المؤسس ة على التقليل من شعور المعـاق باليأس‪.‬‬

‫‪ 2.‬تساعد المؤ سسة في االس ـتقرار النف ـسي لـدى المعاق‪.‬‬

‫‪ 3.‬تقوم المؤسس ة بتحديد المشكالت النف ـسية الت ـي تواجه المعاق‪.‬‬

‫‪ 4.‬تساعد المؤسس ة بالتقليل من حدة الخ ـوف م ـن المستقبل لدى المعاق‪.‬‬

‫‪ 5.‬تساعد المؤسسة المعاق في االعتماد على النفس‪.‬‬

‫‪ 6.‬تساعد المؤسسة على تخفيض الت ـوتر والكب ـت والقلق لدى المعاق‪.‬‬

‫‪ 7.‬تعمل المؤسسة تقبل المعاق لدى أسرتة‪.‬‬

‫أعارض‬ ‫ال رأي‬ ‫أوافق‬


‫أعارض‬ ‫أوافق‬ ‫الفقرات‬ ‫الرقم‬
‫بشدة‬ ‫لي‬ ‫بشدة‬
‫تخفف الخدمات المقدمة للمعـاق م ـن شـعوره‬ ‫‪8.‬‬
‫باإلحباط‪.‬‬
‫الوقائية‬ ‫مجال الرعاية‬ ‫ثانياً‪:‬‬

‫تعمل المؤسسة على الكشف المبكر عن اإلعاقة‪.‬‬ ‫‪9.‬‬

‫تساعد المؤسسة في تامين المواد الالزمة للوقاية من‬ ‫‪10.‬‬


‫اإلعاقة‪.‬‬
‫تساعد المؤسسة على توعية المجتمع بمخ ـاطر تناول‬ ‫‪11.‬‬
‫العقاقير الطبية دون وصفة طبية‪.‬‬
‫تسعى المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الحمل ‪.‬‬ ‫‪12.‬‬

‫تسعى المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الوالدة‪.‬‬ ‫‪13.‬‬

‫تساهم المؤسسة في المحافظ ـة عل ـى س ـالمة‬ ‫‪14.‬‬


‫األطفال من خالل سوء المعاملة‪.‬‬
‫تقوم المؤسسة بنشر نشرات لألسر مفادها إبعاد المواد‬ ‫‪15.‬‬
‫السامة والمنظفات عن متناول األطفال‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫تعمل المؤسسة على إعداد الشباب المقبلين على‬ ‫‪16.‬‬
‫الزواج لألبوة واألمومة‪.‬‬
‫توفر المؤسسة المعلومات الكافية حول اإلرشاد‬ ‫‪17.‬‬
‫الجيني من حيث أهدافه و أساليبه‪.‬‬
‫تعمل المؤسسة على إج ـراء الفح ـص الطب ـي‬ ‫‪18.‬‬
‫المستمر لألطفال‪.‬‬
‫الصحية‬ ‫مجال الرعاية‬ ‫ثالثاً‪:‬‬

‫تعمل المؤسسة على توفير‬ ‫‪19.‬‬


‫للمعاقاألدوية‪.‬‬
‫تساعد المؤسس ة بتوفير ما يل ـزم م ـن أجهـزة‬ ‫‪20.‬‬
‫للمعاق‬
‫سهلت المؤسس ة تنقل المعـاق داخ ـل وخ ـارج المنزل‬ ‫‪21.‬‬
‫بدون مساعدة‪.‬‬
‫توفر المؤسس ة فرص الت ـ شغيل المناسـب بمـا‬ ‫‪22.‬‬
‫يتناسب وقدرات المعاق‪.‬‬
‫تساعد المؤسسة بتعديل المنازل للمعاقين‪.‬‬ ‫‪23.‬‬

‫تساعد المؤسس ة بتخفيف األعباء المالية ألس ـرة‬ ‫‪24.‬‬


‫المعاق‪.‬‬

‫أعار‬ ‫ال‬ ‫أوافق‬


‫أر أعار ض‬ ‫بشدة‬
‫أوافق‬ ‫الرقم الفقرات‬
‫ي ض بشدة‬
‫لي‬
‫‪ 25.‬تعمل المؤسس‬
‫ة على التوجيه‬
‫المهن ـي‬
‫المناس ـب‬
‫للمعاق‪.‬‬
‫‪ 26.‬يوجد وحدات‬
‫في المؤس‬
‫ـسة لع ـالج‬
‫ورعاي ـة‬
‫إصابات‬

‫‪84‬‬
‫الحوادث‬
‫للمعاق‪.‬‬
‫‪ 27.‬تساعد‬
‫المؤسس ة‬
‫المعاق عل ـى‬
‫اال عتمـاد عل‬
‫ـى الذات‪.‬‬
‫‪ 28.‬تساعد‬
‫المؤسسة‬
‫بتوفير العالج‬
‫الطبيعي‬
‫للمعاق‪.‬‬
‫‪ 29.‬تقدم المؤسسة‬
‫العالج‬
‫الوظيفي‬
‫للمعاق‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬مجال الرعاية االجتماعية‬

‫‪30.‬‬

‫تشرك‬
‫المؤسسة‬
‫المعاق في‬

‫المجاألنشطةتم‬
‫عية‪.‬‬
‫‪ 31.‬تساعد‬
‫المؤسسة‬
‫المعاق بتقبل‬
‫المجتمع له‪.‬‬
‫‪ 32.‬تعمل المؤسس‬
‫ة في تنمية‬
‫الرغب ـة ف‬
‫ـي تع ـاون‬
‫المعاق مع‬
‫أفراد مجتمعة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ 33.‬تعمل المؤسس‬
‫ة على تعزيز‬
‫و دمج وتأهيل‬
‫المعاق في‬
‫المجتمع ‪.‬‬
‫‪ 34.‬تساهم‬
‫المؤسس ة في‬
‫تح ـسين‬
‫خبـرات األس‬
‫ـرة باحتياجات‬
‫المعاق‪.‬‬
‫‪ 35.‬تساعد‬
‫المؤسس ة‬
‫المعاق على‬
‫ممارسة‬
‫نـشاطاته‬
‫بسهولة‪.‬‬
‫‪ 36.‬تساهم‬
‫المؤسسة‬
‫بتعريف‬
‫المعاق‬
‫بحقوقه‪.‬‬
‫‪ 37.‬يتم من قبل‬
‫المؤسسة تنفيذ‬
‫رحـالت‬
‫جماعي ـة‬
‫للمعاقين‪.‬‬
‫‪ 38.‬تساعد البرامج‬
‫الترفيهية‬
‫المقدمة من‬
‫المؤسـسة على‬
‫تكيف المعاق‬
‫في المجتمع‪.‬‬
‫‪ 39.‬دفعت المؤسس‬

‫‪86‬‬
‫ة المعاق بأن‬
‫يم ـارس‬
‫األنـشطة‬
‫الهادفة‪.‬‬
‫‪ 40.‬تعمل المؤسس‬
‫ة على إشغال‬
‫وقت الف ـراغ‬
‫لـدى المعاق‪.‬‬

‫أعار‬ ‫ال‬ ‫أوافق‬


‫أواف أر أعار ض‬ ‫بشدة‬
‫الرقم الفقرات‬
‫ق ي ض بشدة‬
‫لي‬
‫خامس مجال الرعاية‬
‫السياسية‬ ‫اً‪:‬‬
‫‪ 41.‬تشجع‬
‫المؤسسة‬
‫المعاق على‬
‫ترشيح نفسه‬
‫ف ـي‬
‫االنتخابات‬
‫المحلية‬
‫والبرلمانية‪.‬‬
‫‪ 42.‬تعمل المؤسسة‬
‫على تدريب‬
‫قادة مجتمعيين‬
‫م ـن ذوي‬
‫اإلعاقة وصقل‬
‫مواهبهم‬
‫وتوجيههم‬
‫للعمـل‬
‫السياسي‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ 43.‬تسعى‬
‫المؤسسة‬
‫لتحقيق‬
‫المـساواة والم‬
‫ـشاركة‬
‫الحقيقية‬
‫للمعاق‬
‫بالمجتمع‪.‬‬
‫‪ 44.‬تساعد‬
‫المؤسسة‬
‫المعاق في‬
‫إعط ـاءه‬
‫االهتم ـام‬
‫الكثير لشعوره‬
‫بالتهميش‬
‫السياسي‪.‬‬
‫‪ 45.‬تنشر المؤسسة‬
‫الوعي‬
‫المجتمعي‬
‫بحقوق المعوق‬
‫واحتياجاته‬
‫السياسية‪.‬‬
‫‪ 46.‬تساعد‬
‫المؤسسة‬
‫المعاق عل ـى‬
‫العمـل بكافـة‬
‫القوانين‬
‫واألنظمة التي‬
‫تتع ـارض م ـع‬
‫ق ـانون حقوق‬
‫المعاقين‬
‫واإلسـراع ب‬
‫ـإلزام ال‬
‫ـو ازرات المعنية‬

‫‪88‬‬
‫بتطبيقه‬
‫وتنفيذه‪.‬‬

‫بسم اﷲ الرحمن الرحيم‬


‫ملحق (‪ )2‬االستبانة في صورتها النهائية‬
‫المؤسسة المحترم‪.....‬‬ ‫جامعة القدس حضرة األستاذ مدير‪/‬ة‬
‫تحية طيبة وبعد‪:‬‬
‫اإلعاقـة في الـشريعة اإلسـالمية والقـانون الوضـعي‬ ‫فيقوم الباحث بإجراء دراسة عن رعايـة ذوي‬
‫الفلسطيني( محافظة نابلس ُأنموذجا _ دراسة تحليلية مقارنة ) ويتطلب ذل ـك الحـصول عل ـى‬
‫ونظر لكون مؤسستكم من المؤس ـسات الرائدة المهمة في رعاية ذوي اإلعاقة ‪،‬‬
‫ﹰا‬ ‫معلومات ميدانية من المؤسسات العاملة في مجال اإلعاقة ‪،‬‬
‫ونظر ألهمية المعلومات التي سوف تقدمو نها إلي ـه‪ ،‬لـذا يرجى التعاون معه وتزويده با لمعلومات الالزمة وفقﹰا لالستبانة المبينة أدناه ‪،‬‬
‫ﹰا‬
‫وفـي الوق ـت ال ـذي يعجز فيه عن شكر مؤسستكم لتعاونها مع ه ‪ ،‬فإنه يؤكد لكم بأن المعلومات التي س وف يحصل عليها سوف‬
‫تستخدم ألغراض البحث العلمي فقط ‪.‬‬
‫מ‬ ‫מ‬ ‫א‬
‫الباحث ‪ :‬أحمد ضميدي ضع عالمة( ‪ ) X‬في المربع الذي تراه مناسباً‬

‫‪89‬‬
‫أحيان نادر أبد‬
‫غالباً‬ ‫دائماً‬ ‫الرقم الفقرات‬
‫اً‬ ‫اً‬ ‫اً‬

‫الرعاية النف سية‬ ‫المجا‬


‫اترات‬
‫الفقرالفق‬ ‫الالررقمقم‬
‫ل‬
‫اإلحباط‪ .‬ـيم فيـه المعاق‬
‫من الذي يق‬
‫المنزل‬ ‫المقدمةبتهيئة‬
‫للمعاق‬ ‫المؤسس ة‬ ‫تساعد‬
‫الخدمات‬ ‫تخفف‬ ‫‪23‬‬
‫‪7..‬‬
‫األول‬
‫بما يتواءم وحالة المعاق‪.‬‬
‫شعور المعاق باليأس‪.‬‬
‫منأسرته‪.‬‬‫المؤسسةلدى‬
‫تقلل المعاق‬
‫على قبول‬ ‫تعمل المؤسسة ‪1.‬‬ ‫‪8.‬‬
‫تساعد المؤسس ة بتخفيف األعباء المالية ألس ـرة‬ ‫‪24.‬‬
‫‪ 2.‬تساعد المؤ سسة المعاق على الشعور باالستقرار النفسي‪.‬‬
‫الرعاية الوقا ئية‬ ‫المعاق‪.‬‬
‫المجــا‬
‫ل‬
‫تعمل المؤسس ة على التوجيه المه ن ـي المناس ـب‬ ‫‪25.‬‬
‫‪ 3.‬تقوم المؤسس ة بتحديد المشكالت النف ـسية الت ـي يعاني منها‬ ‫الثاني‬
‫للمعاق‪.‬‬
‫المعاق‪ .‬المبكر عن اإلعاقة‪.‬‬
‫تعمل المؤسسة على الكشف‬ ‫‪9.‬‬
‫يوجد وحدات في المؤس ـسة لع ـالج ورعاي ـة‬ ‫‪26.‬‬
‫‪ 4.‬تقلل المؤسس ة من حدة الخوف من المستقبل لدى المعاق‪.‬‬
‫المواد الالزمة للوقاية من اإلعاقة‪.‬‬ ‫ادثتأمين‬
‫للمعاق‪.‬‬ ‫الحوفي‬
‫المؤسسة‬ ‫تساعد‬
‫إصابات‬ ‫‪10.‬‬
‫تساعد المؤسس ة المعاق عل ـى اال عتمـاد عل ـى‬ ‫‪27.‬‬
‫‪ 5.‬تساعد المؤسسة المعاق في اعتماده على نفسه‪.‬‬
‫المؤسسة المجتمع بمخاطر تناول العقاقير الطبية التي قد تسبب اإلعاقة‬ ‫الذات‪.‬‬‫‪ 11.‬توعي‬
‫الكبت والقل ـق لـدى المعاق‪.‬‬‫التوتر و‬
‫للمعاق‪.‬‬ ‫المؤسسة‬
‫الطبيعي‬ ‫تخفضالعالج‬
‫بتوفير‬ ‫دون ‪6.‬‬
‫المؤسسة طبية‪.‬‬
‫وصفة‬ ‫تساعد‬‫‪ 28.‬للحمل‬
‫الرقم الفقرات‬
‫تقدم المؤسسة العالج الوظيفي للمعاق‪.‬‬ ‫‪29.‬‬
‫دائماً‬ ‫‪.‬‬ ‫الحمل‬ ‫أثناء‬ ‫النساء‬ ‫بمتابعة‬ ‫المؤسسة‬
‫‪ 41‬تشجع المؤسسة المعاق على ترشيح نفسه ف ـي االنتخابات المحلية‬ ‫تسعى‬ ‫‪12..‬‬
‫غالباً‬ ‫المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الوالدة‪.‬الرعا ية االجت ماعية‬ ‫تسعىرلمانية‪.‬‬
‫ـال‬
‫‪ 13.‬والب‬
‫ـ‬ ‫ج‬‫الم‬
‫الرابع‬
‫أحياناً‬
‫اإلعاقة ‪.‬‬
‫المعاملة‪.‬‬ ‫ذوي سوء‬ ‫مجتمعيين م ـن‬
‫األطفال من‬ ‫المحافظة قادة‬
‫على حماية‬ ‫المؤسسةفيعلى تدريب‬
‫تعملالمؤسسة‬
‫‪ 42‬تسهم‬ ‫‪14..‬‬
‫أبداً‬ ‫ناد اًر‬ ‫المجاألنشطةتمعية‪.‬‬ ‫تشرك المؤسسة المعاق في‬ ‫‪30.‬‬

‫دائماً‬ ‫تعمل المؤسسة لدى المجتمع م ـن أج ـل تقب ـل‬ ‫‪31.‬‬


‫‪15‬ج ــا تقوم ال مؤسسة بإصدار نشرات لألس ـر إلبعـاد المواد السامة والمنظفات عن‬ ‫‪.‬الم‬
‫غالباً‬ ‫الرعاية السيا سية‬ ‫المعاق‪.‬‬
‫متناول األطفال‪.‬‬ ‫ل‬
‫أحياناً‬ ‫تعمل المؤسس ة في تنمية الرغب ـة ف ـي تع ـاون‬ ‫‪32.‬‬
‫الخام تعمل المؤسسة على توعية الشباب المقبلين على الزواج بالحياة األسرية‪.‬‬ ‫‪16.‬‬
‫أبداً‬ ‫ناد اًر‬ ‫أفراد المجتمع مع المعاق‪.‬‬
‫دائماً‬ ‫س‬
‫تعمل المؤسس ة على تعزيز و دمج وتأهيل المعاق في‬ ‫‪33.‬‬
‫السياسيو‬
‫حيث أهدافه‬
‫منللعمل‬ ‫ـاقين الجيني‬
‫وتوجيههم‬ ‫اإلرشاد‬
‫حولالمع‬
‫الكافيةاه ـب‬
‫صقل مو‬ ‫المعلومات‬ ‫تعملالمؤسسة‬
‫المؤسسة على‬ ‫‪ 43‬توفر‬
‫‪17..‬‬
‫غالباً‬ ‫المجتمع ‪.‬‬
‫أساليبه‪.‬‬
‫العام‪.‬‬
‫أحياناً‬ ‫تسهم اةلمؤسس في تحـسين خب ـرات األس ـرة‬ ‫‪34.‬‬
‫لألطفال‪.‬‬
‫بالمجتمع‪.‬‬ ‫المستمر‬
‫للمعاق‬ ‫ـشاركة ـي‬
‫الحقيقية‬ ‫ـص الطب‬‫الفح والم‬
‫إج ـالرماءـساواة‬ ‫المؤسسةعلى‬
‫لتحقيق‬ ‫تسعىالمؤسسة‬
‫‪ 44‬تعمل‬
‫‪18..‬‬
‫أبداً‬ ‫ناد اًر‬ ‫باحتياجات المعاق‪.‬‬
‫تساعد المؤسس ة المعاق على ممارسة نـشاطاته‬ ‫‪35.‬‬
‫‪45‬ـا تشجع المؤسسة المع اق على ترشيح نفسه ف ـي االنتخابات‪.‬‬ ‫‪.‬المجـ‬
‫الرعاية الص حية‬ ‫بسهولة‪.‬‬
‫ل‬
‫تساهم المؤسسة بتعريف المعاق بحقوقه‪.‬‬ ‫‪36.‬‬
‫الثالث تعمل المؤسسة على تدريب قادة مجتمعيين م ـن ذوي اإلعاقة وتوجيههم‬‫‪46.‬‬
‫للمعاقين‪.‬‬ ‫جماعية‬
‫للمعاقاألدوية‪.‬‬ ‫رحالت‬ ‫بتنفيذ‬
‫على توفير‬ ‫المؤسسة‬ ‫تقوم‬
‫‪ 37‬تعمل‬
‫للعملالمؤسسة‬ ‫‪19..‬‬
‫السياسي‪.‬‬
‫ـسة على‬
‫للمعاق‪.‬‬
‫للمعاق‬ ‫أجهسـزة‬
‫الـنالمؤ‬
‫ـسياسي‬ ‫من‬ ‫المقدمة‬
‫ـيش م‬
‫ـزم‬ ‫فيهيةماالتهيلم‬
‫علىر إز‬
‫امج الت‬
‫بتوفيرالة‬ ‫تساعد البر‬
‫المؤسسة ة‬
‫المؤسس‬ ‫‪ 38‬تساعد‬
‫تعمل‬ ‫‪20...‬‬
‫‪47‬‬
‫تكيف المعاق في المجتمع‪.‬‬

‫السياسية‪.‬‬ ‫احتياجاته‬
‫مساعدة ‪.‬‬ ‫المختلفةو بدون‬ ‫لممارسةبحقوق‬
‫األماكن المع اق‬ ‫المعاق‬
‫المجتمعي‬
‫المعاق في‬ ‫المؤسسةتنقل‬
‫الوعي‬ ‫تدفع‬
‫المؤسسةة‬
‫المؤسس‬ ‫‪ 39‬تسهل‬
‫تنشر‬ ‫‪21...‬‬
‫‪48‬‬
‫الهادفةاألنشطة‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫يتناسبـدىوقدر‬
‫حقوقاته‪.‬المعاق في‬ ‫لتح ـراغ ل‬
‫ـصيل‬ ‫الف‬ ‫وقت‬
‫إشغالالمعاق‬
‫المعنيةبما‬ ‫على‬
‫الجهات‬
‫لتشغيل‬ ‫سسة ة‬
‫لدى‬
‫فرص‬ ‫المؤسس‬
‫تعملالمؤ‬
‫المؤسس ة‬ ‫‪ 40‬توفر‬
‫تسعى‬ ‫‪22...‬‬
‫‪49‬‬
‫المعاق‪ .‬المختلفة‪.‬‬
‫المجاالت‬
‫ملحق (‪ )3‬قائمة بأسماء ال‪‬محﹼكمين لالستبانة‪:‬‬

‫مكان العمل‬ ‫االسم‬ ‫الرقم‬

‫جامعة النجاح الوطنية‬ ‫د‪ .‬غسان الحلو‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة النجاح الوطنية‬ ‫د‪ .‬سامي محمد الكيالني‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة النجاح الوطنية‬ ‫د‪ .‬محمود رمضان‬ ‫‪3‬‬

‫جامعة النجاح الوطنية‬ ‫د‪ .‬حسن تيم‬ ‫‪4‬‬

‫جامعة النجاح الوطنية‬ ‫د‪ .‬ناصر الدين الشاعر‬ ‫‪5‬‬

‫جامعة القدس المفتوحة‬ ‫د‪ .‬زهير آل سيف‬ ‫‪6‬‬

‫مديرية التربية والتعليم ج‪ .‬نابلس‬ ‫أ‪ .‬محمد سليمان ضميدي‬ ‫‪7‬‬

‫‪91‬‬
‫ملحق (‪ )4‬التحليل اإلحصائي لالستبانة‪:‬‬

‫‪Tables‬‬
‫الرعاية النفسية‬

‫ابداً‬
‫ً‬ ‫نادر‬
‫ًاً‬ ‫أحياناً‬
‫ً‬ ‫غالباً‬
‫ً‬ ‫دائماً‬
‫ً‬ ‫المجموع‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬
‫‪.‬تقلل المؤسسة من شعور المعاق باليأس‬ ‫‪3.1%‬‬ ‫‪6.2%‬‬ ‫‪6.2%‬‬ ‫‪44.6%‬‬ ‫‪40.0%‬‬ ‫‪100.0%‬‬
‫‪.‬تساعد المؤسسة المعاق على الشعور باالستقرار‬ ‫‪4.6%‬‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪40.0%‬‬ ‫‪44.6%‬‬ ‫‪100.0%‬‬
‫النفسي‬ ‫م‪1.5%‬‬ ‫‪3.1%‬‬ ‫‪20.0%‬‬ ‫‪40.0%‬‬ ‫‪36.9%‬‬ ‫‪100.0%‬‬

‫‪92‬‬
‫المؤسسة بتحديد المشكالت النفسية التي يعاني‬ ‫‪12.3%‬‬ ‫‪15.4%‬‬ ‫‪47.7%‬‬ ‫‪23.1%‬‬ ‫‪100.0%‬‬
‫منها المعاق‪.‬تقلل المؤسسة من حدة الخوف من‬ ‫‪1.5%‬‬ ‫‪4.6%‬‬ ‫‪9.2%‬‬ ‫‪36.9%‬‬ ‫‪49.2%‬‬ ‫‪100.0%‬‬
‫المستقبل لدى المعاق‬ ‫‪1.5%‬‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪46.2%‬‬ ‫‪32.3%‬‬ ‫‪100.0%‬‬
‫‪.‬تساعد المؤسسة المعاق في اعتماده على نفسه‬ ‫‪1.5%‬‬ ‫‪20.0%‬‬ ‫‪44.6%‬‬ ‫‪33.8%‬‬ ‫‪100.0%‬‬
‫‪1.5%‬‬
‫‪.‬تخفض المؤسسة التوتر والكبت والقلق لدى‬ ‫‪3.1%‬‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪29.2%‬‬ ‫‪47.7%‬‬ ‫‪100.0%‬‬
‫المعاق‬
‫‪.‬تخفف الخدمات المقدمة للمعاق من اإلحباط‬
‫‪.‬تعمل المؤسسة على قبول المعاق لدى أسرته‬

‫‪Tables‬‬

‫‪Tables‬‬
‫الرعاية الصحية‬

‫ابداً‬
‫ً‬ ‫نادر‬
‫ًاً‬ ‫أحياناً‬
‫ً‬ ‫غالباً‬
‫ً‬ ‫دائماً‬
‫ً‬
‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬
‫‪.‬تعمل المؤسسة على توفير األدوية للمعاقتساعد المؤسسة‬ ‫‪13.8%‬‬ ‫‪20.0%‬‬ ‫‪29.2%‬‬ ‫‪29.2%‬‬ ‫‪7.7%‬‬
‫بتوفير ما يلزم من أجهزة للمعاق‪ .‬تسهل المؤسسة تنقل‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪9.2%‬‬ ‫‪29.2%‬‬ ‫‪36.9%‬‬ ‫‪13.8%‬‬
‫المعاق في األماآن المختلفة بدون مساعدة‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪13.8%‬‬ ‫‪26.2%‬‬ ‫‪36.9%‬‬ ‫‪12.3%‬‬
‫‪ .‬توفر المؤسسة فرص لتشغيل المعاق بما يتناسب وقدراته‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪16.9%‬‬ ‫‪30.8%‬‬ ‫‪24.6%‬‬ ‫‪9.2%‬‬
‫‪.‬تساعد المؤسسة بتهيئة المنزل الذي يقيم فيه المعاق بما‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪21.5%‬‬ ‫‪38.5%‬‬ ‫‪13.8%‬‬ ‫‪7.7%‬‬
‫يتواءم وحالة المعاق‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪13.8%‬‬ ‫‪30.8%‬‬ ‫‪32.3%‬‬ ‫‪12.3%‬‬
‫‪.‬تساعد المؤسسة بتخفيف األعباء المالية ألسرة المعاق‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪9.2%‬‬ ‫‪23.1%‬‬ ‫‪36.9%‬‬ ‫‪20.0%‬‬
‫‪.‬تعمل المؤسسة على التوجيه المهني المناسب للمعاق‬ ‫‪24.6%‬‬ ‫‪9.2%‬‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪35.4%‬‬ ‫‪12.3%‬‬
‫‪.‬يوجد وحدات في المؤسسة لعالج ورعاية إصابات‬ ‫‪3.1%‬‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪12.3%‬‬ ‫‪32.3%‬‬ ‫‪41.5%‬‬

‫‪93‬‬
‫الحوادث للمعاق‬ ‫‪6.2%‬‬ ‫‪7.7%‬‬ ‫‪20.0%‬‬ ‫‪20.0%‬‬ ‫‪46.2%‬‬
‫‪.‬تساعد المؤسسة المعاق على االعتماد على الذات‬ ‫‪4.6%‬‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪12.3%‬‬ ‫‪26.2%‬‬ ‫‪46.2%‬‬
‫‪.‬تساعد المؤسسة بتوفير العالج الطبيعي للمعاق‬
‫‪.‬تقدم المؤسسة العالج الوظيفي للمعاق‬

‫‪T‬‬
‫الرعاية االجتماعية‬
‫‪ab‬‬
‫‪le‬‬ ‫ابداً‬
‫ً‬ ‫نادر‬
‫ًاً‬ ‫أحياناً‬
‫ً‬ ‫غالباً‬
‫ً‬ ‫دائماً‬
‫ً‬

‫‪s‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫النسبة‪%‬‬


‫‪.‬تشرك المؤسسة المعاق في األنشطة المجتمعية‬ ‫‪6.2%‬‬ ‫‪6.2%‬‬ ‫‪32.3%‬‬ ‫‪55.4%‬‬
‫‪.‬تعمل المؤسسة لدى المجتمع من أجل تقبل المعاق‬ ‫‪4.6%‬‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪Tables‬‬
‫‪33.8%‬‬ ‫الرعاية‬
‫‪50.8%‬‬
‫السياسية‬
‫‪.‬تعمل المؤسسة في تنمية الرغبة في تعاون أفراد المجتمع‬ ‫‪4.6%‬‬ ‫‪6.2%‬‬ ‫‪44.6%‬‬ ‫‪41.5%‬‬
‫‪3.1%‬‬
‫مع المعاق‬ ‫‪3.1%‬‬ ‫‪13.8%‬‬ ‫‪30.8%‬‬ ‫‪52.3%‬‬
‫‪ .‬تعمل المؤسسة على تعزيز ودمج وتأهيل المعاق في‬ ‫‪4.6%‬‬ ‫‪12.3%‬‬ ‫‪36.9%‬‬ ‫‪46.2%‬‬
‫المجتمع‬ ‫‪1.5%‬‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪38.5%‬‬ ‫‪40.0%‬‬
‫‪.‬تسهم المؤسسة في تحسين خبرات األسرة باحتياجات المعاق‬ ‫‪1.5%‬‬ ‫‪7.7%‬‬ ‫‪10.8%‬‬ ‫‪43.1%‬‬ ‫‪38.5%‬‬
‫‪.‬تساعد المؤسسة المعاق على ممارسة نشاطاته بسهولة‬ ‫‪6.2%‬‬ ‫‪16.9%‬‬ ‫‪32.3%‬‬ ‫‪44.6%‬‬
‫‪.‬تساهم المؤسسة بتعريف المعاق بحقوقه‬ ‫‪6.2%‬‬ ‫‪13.8%‬‬ ‫‪36.9%‬‬ ‫‪40.0%‬‬
‫ع ‪.‬تقوم المؤسسة بتنفيذ رحالت جماعية للمعاقيند البرامج‬ ‫‪%3.1‬‬ ‫‪3.1%‬‬ ‫‪20.0%‬‬ ‫‪40.0%‬‬ ‫‪33.8%‬‬
‫الترفيهية المقدمة من المؤسسة على تكيف المعاق في‬ ‫‪3.1%‬‬ ‫‪12.3%‬‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪35.4%‬‬ ‫‪21.5%‬‬
‫المجتمع‪.‬تدفع المؤسسة المعاق لممارسة األنشطة الهادفة‬ ‫‪12.3%‬‬ ‫‪13.8%‬‬ ‫‪18.5%‬‬ ‫‪27.7%‬‬ ‫‪16.9%‬‬
‫‪.‬تعمل المؤسسة على إشغال وقت الفراغ لدى المعاقجع‬ ‫‪23.1%‬‬ ‫‪12.3%‬‬ ‫‪24.6%‬‬ ‫‪27.7%‬‬ ‫‪16.9%‬‬
‫المؤسسة المعاق على ترشيح نفسه في االنتخابات المحلية‬ ‫‪18.5%‬‬
‫والبرلمانية‪ .‬تعمل المؤسسة على تدريب قادة مجتمعيين من‬
‫ذوي اإلعاقة‬

‫ابداً‬
‫ً‬ ‫نادر‬
‫ًاً‬ ‫أحياناً‬
‫ً‬ ‫غالباً‬
‫ً‬ ‫دائماً‬
‫ً‬
‫النسبة‪ %‬النسبة‪ %‬النسبة‪ %‬النسبة‪ %‬النسبة‪%‬‬
‫‪. %30.8 %20.0 %20.0 %16.9 %12.3‬تعمل المؤسسة على صقل مواهب المعاقين وتوجيههم للعمل السياسي العام‬
‫‪. %15.4 %12.3 %12.3 %36.9 %23.1‬تسعى المؤسسة لتحقيق المساواة والمشارآة الحقيقية للمعاق بالمجتمع‬

‫‪94‬‬
‫‪. %35.4 %13.8 %20.0 %16.9 %13.8‬تشجع المؤسسة المعاق على ترشيح نفسه في االنتخابات‬
‫‪ %38.5 %16.9 %18.5 %16.9‬المؤسسة على تدريب قادة مجتمعيين من ذوي اإلعاقة وتوجيههم للعمل‬ ‫‪%9.2‬‬
‫السياسي‬
‫‪. %21.5 %13.8 %21.5 %26.2 %16.9‬تعمل المؤسسة على إزالة التهميش السياسي للمعاق‬
‫‪. %10.8 %13.8 %18.5 %30.8 %26.2‬تنشر المؤسسة الوعي المجتمعي بحقوق المعاق واحتياجاته السياسية‬
‫عى المؤسسة لدى الجهات المعنية لتحصيل حقوق المعاق في المجاالت‬ ‫‪%7.7‬‬ ‫‪%6.2 %23.1 %27.7 %35.4‬‬
‫المختلفة‬

‫‪95‬‬

You might also like