Professional Documents
Culture Documents
MT 2013 20912523 8043
MT 2013 20912523 8043
اتساع فجوه األهتمام فيما يخص المعاقين ،وما بين سلوك النـاس األصـحاء اتجاه المعاقين ،ما أدى إلى قله
االهتمام بهم إو همال معاناتهم وعدم االكتراث بمشاعرهم واحتياجاتهم.
انتشار الجهل بالقوانين الخاصة بذوي اإلعاقة بين ذوي اإلعاقة أنفسهم ،وكذلك المؤسسات التي تعنى بشؤونهم
،وهذه القوانين لو درست وفهمت وطبقت يمكن لها أن تسهل ظروف حياتهم إلى حد كبير ،لهذا يجب نشر
الوعي لهذه القوانين ،وعمل أبحاث لمراجعتها ومقارنتها إليجاد التطور وتعديل المواد التي ينبغي تعديلها ،وكذلك
عمل ندوات وورشات عمل ،ليصبح ذوو الشأن على علم إو دراك لها ،وبالتالي تقام الحجة على الجميع أفراد
ومؤسسات.
أهمية البحث
أهمية هذا الموضوع بالنسبة لشريحة واسعة من الشعب الفلسطيني خاصة ،والشعوب العربيـة عامة ،وذلك
لتعريفهم بحقوق ذوي اإلعاقة على أمتهم ومؤسساتهم الشعبية والرسمية.
تسليط الضوء بشكل موضوعي وعلمي على مدى اهتمام المحيط بالمعاقين وحقوقهم كـأفراد ،والوقوف على
مواد القانون الفلسطيني وقفة ناقدة ،إو ظهـار مـدى سـوء أو حـسن تطبيـق المؤسسات لحقوقهم ومواد القانون فيما
يتعلق بحقوقهم.
تعتبر دراسة رعاية ذوي اإلعاقة في فلـسطيني من الدراسات الهامة التي تحتاج إلى المزيد من البحث الجاد
والعميق ،حيث الزيادة المفرطة في أعداد ذوي اإلعاقة من مختلف الـشرائح واألعمـار بسبب الحروب والحوادث
وغيرها ،وهذا يستدعي دراسة كل ما يتعلق بهم من وسـائل لمـساعدتهم ،وتعريف المجتمع بكيفية التعامل معهم
وأنهم جزء من المجتمع ال يمكن االستغناء عنهم.
تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية توعية أفراد المجتمع بإنسانية المعـاقين ،وضرورة توفير الخدمات وتكافؤ
الفرص والمساواة في الحقوق للمعاقين ؛ لكي يستطيعوا أن يعيشوا حياة كريمـة في ظل هذا المجتمع.
أهداف البحث
عجز في الجانب
تحدث لألعصاب المرتبطة بالعضالت التي يتحكم فيها الجانب األيسر من الدماغ ًا
صحيحا بالنسبة للجانب األيمن من الدماغ .وفي العادة ،يكون
ً األيمن من الجسم؛ ويكون العكس
مريض الشلل الشقي التشنجي هو أكثر مرضى الشلل الدماغي قدرةً على المشي والتنقل ،وذلك على
الرغم من أنه عادةً ما يصاحب اإلصابة بهذا النوع من أنواع الشلل الدماغي حالة القدم القفداء من
مبدئيا -وصف
ً النوع dynamic equinusفي الجانب المصاب من الجسم ،وهي الحالة التي يتم -
عالجا لها عبارة عن استخدام مقوم خارجي للقدم والكاحل؛ وذلك للوقاية من حدوث قفد القدم المذكور
ً
[]13
آنفًا.
الشلل الطرفي المزدوج( تحدث اإلصابة لعظام األطراف السفلية ويصاحب ذلك غياب التشنجات أو
مصابي الشلل الرباعي التشنجي على المشي إلى أقل درجة ممكنة بين مصابي الشلل الدماغي .وال
تكون الرغبة في المشي موجودة لدى المرضى المصابين بهذا النوع من أنواع الشلل الدماغي -في
حالة كونهم قادرين على المشي بالفعل ،وذلك ألن عضالتهم تكون مشدودة للغاية وألن المشي يستلزم
منهم بذل مجهود ضخم .ويصيب ارتعاش الشلل الشقي بعض األطفال المصابين بالشلل الرباعي
التشنجي؛ وهي حالة يرتعش فيها المريض بشكل ال إرادي مما يؤثر على األطراف في جانب واحد من
جانبي الجسم ويعوق القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
وبين الحين واآلخر ،يتم استخدام مصطلحات أخرى مثل :الشلل األحادي والشلل النصــفي الســفلي والشــلل الثالثي
والشلل الخماسي لإلشارة إلى مظاهر معينة ترتبط بحالة التشنج.
الشلل الدماغي الرنحي (الالتناسقي الحركي)[عدل]
أمــا أع ـراض نــوع الشــلل الــدماغي الــذي تتم اإلشــارة إليــه في التصــنيف اإلحصــائي الــدولي لألم ـراض والمشــكالت
المتعلقــة بالصــحة في طبعتــه الحاليــة -وهي الطبعــة العاشـرة ( -واختصــارها الشــائع هــو )ICD-10باســم الشلل
الدماغي الرنحي الذي يحمـل الكـود ،G80.4فيمكن أن ينشـأ عن التلـف الـذي يلحـق بجـزء المخيخ .وتعتـبر أنـواع
ـيوعا؛ حيث تحــدث في نس ــبة 10 %من إجمــالي الحــاالت الشــلل الــدماغي ال ـرنحي أقــل أن ـواع الش ــلل ال ــدماغي شـ ً
المصابة بالشلل الدماغي على األكثر .ويصاب بعض هؤالء األفراد بحالة نقص التــوتر العضــلي واالرتعــاش .وقــد
تتــأثر المهــارات الحركيــة لمصــابي الشــلل الــدماغي الـرنحي ،مثــل :الكتابــة والنســخ واســتخدام المقص .كــذلك ،تتــأثر
قــدرتهم على التـوازن؛ خاصـةً عنــد المشــي .ومن الشــائع أن يواجــه مرضــى الشــلل الــدماغي ال ـرنحي صــعوبات في
المعالجة البصرية و/أو السمعية.
الشلل الدماغي الكنعي (االثيتويدي)/الشلل الدماغي المتميز بعسر الحركة[عدل]
الشلل الدماغي الكنعي أو الشلل الدماغي المتميز بعس%%ر الحركة حالــة مختلطــة تصــيب المقويــة العضــلية؛ حيث
يواج ــه المص ــابون بالش ــلل ال ــدماغي الكنعي ص ــعوبة في اإلبق ــاء على أجس ــادهم في وض ــع منتص ــب وث ــابت عن ــد
ضـا ،وعــادةً مـا يقومــون ببعض أنـواع الحركـة الالإراديــة .وبالنســبة لبعض المصـابين بالشــللالجلـوس أو المشـي .أي ً
ـير ودرجـةً عاليـةً من التركــيز للوصــول بأيــديهم إلى نقطــة معينــة
ـودا كبـ ًا
الــدماغي الكنعي ،يســتلزم األمــر منهم مجهـ ً
(مثل محاولة حك أنوفهم أو اإلمسـاك بفنجـان) .وبسـبب إصـابتهم بحالـة مختلطــة من التــوتر العضـلي وعـدم القـدرة
على اإلبقاء على أجسـادهم في وضـع ثـابت ،قـد ال يتمكنـون من اإلمسـاك باألشـياء والقبض عليهـا (مثـل اإلمسـاك
بفرشاة األسـنان أو بـالقلم) .ويعتـبر ربـع عـدد المرضـى المصـابين بالشـلل الـدماغي من المصـابين بالشـلل الـدماغي
الكنعي .ويصــيب التلــف منــاطق :الجهــاز الحــركي خــارج الهــرمي و/أو الســبيل الهــرمي ومنطقــة العقــد القاعديــة .
وتحـدث اإلصـابة في نسـبة تـتراوح مـا بين 10%إلى 20%من إجمـالي الحـاالت المصـابة ]14[.وبالنسـبة لألطفـال
حديثي الوالدة ،إذا لم يتم عالج المستويات المرتفعة من البيلـيروبين في الـدم ،فـإن ذلـك قـد يـؤدي إلى تلـف الـدماغ
في مناطق معينة (اإلصابة بحالة اليرقان النووي) .وقد يؤدي ذلك إلى اإلصابة بالشلل الدماغي الكنعي.
الشلل الدماغي الرخو[عدل]
أعرج ا في مشــيته ويمكنــه أن يتحــرك حركــة محــدودة فقــط ،وقــد ال يســتطيع
ًـ يبــدو المصــاب بالشــلل الــدماغي الرخــو
الحركة على اإلطالق.
عالمات وأعراض[عدل]
جميــع أنـواع الشــلل الــدماغي تتمــيز بوضــعية غــير طبيعيــة للعضــالت ،وردود أفعــال وتطــور حــركي وتناســق غــير
طبيعــيين .تعتمــد اعـراض الشـلل الـدماغي على الجــزء التــالف بخاليــا المخ ومــدى تـأئر الجهـاز العصــبي المركـزي،
ومهما كان مدى هذا التأثير فال يستطيع الشخص التحكم كليــة في تصــرفاته وتوازنــه واعراضه هي -1 :تشــنجات
-2حركات ال ارادية -3إدراك واحسـاس غـير طـبيعين -4ضـعف الرؤيـة والكالم والسـمع -5تخلـف عقلي -6
اضــطرابات في الســلوك والحركــة أسباب الشلل الدماغي -1 اصــابة المـرأة الحامــل بعــدوى خالل فــترة الحمــل -2
الوالدة المبكـرة -3نقص وصـول األكسـجين للطفـل -4قــد تحـدث بعــد الـوالدة نتيجـة للتعــرض لحـادث -5التســمم
بالرصاص -6العدوى الفيروسية -7اساءة التعامل مع الطفل
وأكــثر األســباب شــيوعا في هــذه القائمــة المــذكورة عــدم وصــول األكســجين أو الــدم للجــنين أو المولــود حــديثا بشــكل
كــاف ،وقــد يحــدث ذلــك بســبب انفصــال المشــيمة في غــير التــوقيت المحــدد لهــا ،اســتغراق الـوالدة لــوقت طويــل من
الزمن أو تلك الفجائية ،التدخل في الحبل السري ،عدم البراعة في توليد المرأة
أنواع الشلل الدماغي توجد ثالثة أنواع رئيسية -1 شللي ( )spasticالذي تكون فيه الحركـة صـعبة -2رعـاش
( )athetoidال يتم التحكم في الحركــات الــتي يمارســها الشــخص -3ال اتـزاني ( )ataxicيجمــع بين االضــطراب
في التوازن واإلدراك العميق
تتميز كل أنواع الشلل الدماغي بوجود حالة غير طبيعية تصيب المقوية العضلية (بمعــنى أن يتــدلى الشـخص في
جلس ــته وال يق ــوى على الجل ــوس منتص ـ ًـبا) أو تص ــيب حركات ــه االنعكاس ــية أو نم ــوه وتناس ــقه الحرك ــيين .ويمكن أن
يصــاب الم ـريض بتشــوهات في المفاصــل والعظــام وانقبــاض مرضــي (بمعــنى أن تكــون العضــالت والمفاصــل في
وضــع ثــابت ومشــدود بشــكل دائم) .وتكــون األع ـراض التقليديــة لهــذه الحالــة هي :التشــنجات والتقلصــات العضــلية
وغيرهما من الحركات الالإرادية (خاصةً إيماءات الوجـه) والمشـية غـير الثابتـة والمشـكالت الخاصـة بتـوازن الجسـم
و/أو بعض المش ــكالت في األنس ــجة الرخ ــوة تتمث ــل في نقص الكتل ــة العض ــلية .أم ــا مش ــية المقص (حيث تنح ــرف
الركبتان تجاه الداخل وتتصالبا) وكــذلك طريقـة المشـي على أطـراف أصـابع القـدمين (وهي تشـوهات تـؤدي إلى أن
يمش ــي المـ ـريض بطريق ــة تش ــبه الطريق ــة ال ــتي تتح ــرك به ــا ع ـرائس الم ــاريونيت) ،فهي ش ــائعة بين مص ــابي الش ــلل
الدماغي القادرين على المشي .وعلى الرغم من ذلك ،فإننا يمكن أن نعتبر مرض الشلل الدماغي شـديد التنـوع في
أع ارضــه المرضــية بوجــه عــام .ويمكن تمثيــل التــأثيرات الخاصــة بالشــلل الــدماغي بسلســلة متصــلة من االختالالت
الحركية يمكن أن تتمثل -عند طرف السلسلة الـذي يمثـل األعـراض األقـل في حـدتها -في الحركـة بطريقـة غـير
متقنة لتصل -عند طرف السلسلة المقابل والذي يمثل األعراض األشـد في حــدتها -إلى اإلعاقـات الشــديدة الـتي
أمر مستحيالً على مستوى التطبيق العملي.
تجعل من التناسق الحركي ًا
أسباب اإلعاقة:
أسباب وراثية :وهي التي تنتقل من جيل إلى جيل آخر عن طريق الجينات كما هو موجود في بعض األسر
مثل :التخلف العقلي ،والنقص الوراثي في إفراز الغدة النخامية .ومن أهم أسبابه زواج األقارب.
أسباب بيئية :وهي تلعب دورها من الحمل حتى الوفاة وهي مؤشرات ما قبل الوالدة وأثنائها وبعدها؛ ومنها:
أ -قبل الوالدة:
-إصابة األم أو تعرضها لألمراض الخطيرة مثل الحصبة األلمانية والزهري؛ ما يؤدي إلى احتمال تعرض
الجنين إلى اإلصابات بأمراض العين والقلب والمخ والغدد والربو الشديد.
-استخدام بعض األدوية الضارة بالجنين ودون استشارة الطبيب.
-تعرض األم لألشعة السينية ()X-ray؛
معا).
-التدخين وتعاطي المسكرات والمخدرات (وهو ضار جداً بالجنين واألم ً
-تسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل – تورم الجسم).
-الخداج – الذي يعني والدة الطفل قبل الموعد الطبيعي ،أو انخفاض وزنه لحظة الوالدة بشكل ملحوظ؛ أي
األطفال الذين يقل وزنهم عن 1500جرام.
-سن الوالدين (خاصة األم بعد سن .)35
-إصابة األم بمرض الصفرة.
ب -أثناء الوالدة:
-حدوث الوالدة قبل موعدها المحدد؛ ما يؤدي إلى نزيف أثناء الوالدة.
-إصابة رأس الجنين أثناء الوالدة قد تؤدي إلى إصابة الخاليا المغلفة للمخ .وذلك قد يحدث بسبب األجهزة
واآلالت التي يستخدمها الطبيب في عملية الوالدة خاصة في العسرة منها.
-اختناق الجنين أثناء الوالدة العسرة يؤدي إلى قلة األكسجين الواصل لمخ الجنين بسبب انفصال المشيمة قبل
موعدها أو إصابة الطفل باألمراض الرئوية الحادة.
-االهتمام بنظافة الجنين مباشرة بعد الوالدة ما قد يؤدي إلى اإلصابة بالرمد الصديدي ،الذي قد يؤدي إلى فقد
البصر.
-صعوبات الوالدة كما في الوالدة المقعدية أو الوالدة بالملقط أو بالشفط.
ت -بعد الوالدة:
-تعرض الطفل لإلصابة باألمراض مثل :مرض الحمى الشوكية وشلل األطفال والتهاب السحايا والتهاب األذن
الوسطى.
-االرتفاع الشديد في درجة ح اررة الجسم وعدم عالجها.
-إصابات جسمية بسبب السقوط من مكان مرتفع أو حوادث السيارات.
-األمراض الخطيرة المزمنة.
-إساءة استخدام العقاقير الطبية.
-الظروف األسرية المضطربة والحرمان البيئي الشديد.
-التسمم بالرصاص أو بغاز أول أكسيد الكربون أو السيانيد ...وغير ذلك.
ويطلق على أصحاب اإلعاقات المختلفة لفظة "المعاقون" ،أو "ذوي االحتياجات الخاصة" ،أو "الفئات الخاصة”.
انتشار اإلعاقة في األراضي الفلسطينية:
وفقا لمنظمة الصحة العالمية ومجموعة واشنطن إلحصاءات اإلعاقة ،فقد تم تطوير مفهوم وتعريف موحد لقياس
الصعوبات /اإلعاقات في أي مجتمع .وقد اقترحت مجموعة واشنطن إلحصاءات اإلعاقة 6أسئلة محورية
لقياس انتشار اإلعاقة ضمن استمارة التعداد السكانية ،واشتمل كل سؤال على 4فئات إجابة على النحو اآلتي:
ال يوجد صعوبة ،بعض الصعوبة ،صعوبة كبيرة ،وال يستطيع مطلقا .وقد خرج االجتماع األخير لمجموعة
واشنطن إلحصاءات اإلعاقة ،والذي عقد في شهر نوفمبر من العام -2010بتوصيه تقضي بدعوة الدول التي
تقوم بقياس انتشار اإلعاقة من خالل التعداد أو المسوح األسرية ،باعتبار الفرد الذي يعاني من صعوبة كبيرة أو
ال يستطيع مطلقًا ،على أنه فرد ذو إعاقة.
لقد تم استخدام األسئلة المحورية الستة التي طورتها مجموعة واشنطن إلحصاءات اإلعاقة في هذا المسح
(صعوبة البصر ،والسمع ،والتواصل ،والتذكر ،والتركيز ،والحركة واستخدام األطراف العلوية) ،إضافة إلى
سؤالين إضافيين حول صعوبة التعلم والصحة النفسية ،وقد اشتمل كل سؤال على نفس فئات اإلجابة التي
أوصت بها مجموعة واشنطن.
لقد أتاح مسح اإلعاقة لعرض نسبة انتشار اإلعاقة في المجتمع الفلسطيني من خالل التعريف الموسع؛ وهو
التعريف الذي تم استخدامه سابقًا في مسوح األسرة والتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2007؛ حيث تم
فيها تعريف الفرد ذو اإلعاقة على أنه الفرد الذي يعاني من بعض الصعوبة ،أو صعوبة كبيرة ،أو ال يستطيع
مطلقا.
ووفقا للتعريف الضيق الذي أوصت به مجموعة واشنطن إلحصاءات اإلعاقة؛ يعرف الفرد ذو اإلعاقة على أنه
الفرد الذي يعاني صعوبة كبيرة أو ال يستطيع مطلقًا .أما وفق العريف الموسع فهو الفرد الذي يجد بعض
الصعوبة ،صعوبة كبيرة ،ال يستطيع مطلقًا.
ووفقا للتعريف الموسع ،فقد بلغت نسبة انتشار اإلعاقة في األراضي الفلسطينية حوالي ،%7وهي النسبة ذاتها
في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة .ووفقا للتعريف الضيق ،فقد بلغت هذه النسبة في األراضي الفلسطينية
%2.7؛ %2.9في الضفة الغربية و %2.4في قطاع غزة .وبلغت %2.9بين الذكور مقابل %2.5بين
اإلناث في األراضي الفلسطينية( .المصدر الجهاز المركزي لالحصاء الفلسطيني).
المادة ()2
حقوق المعاقين وواجباتهم
للمعوق حق التمتع بالحياة الحرة والعيش الكريم والخدمات المختلفة شأنه شأن غيره من المواطنين له نفس
الحقوق وعليه واجبات في حدود ما تسمح به قدراته إو مكاناته ،وال يجوز أن تكون اإلعاقة سبباً يحول دون تمكن
المعوق من الحصول على تلك الحقوق.
المادة ()3
حماية حقوق المعاقين
تتكفل الدولة بحماية حقوق المعوق وتسهيل حصوله عليها وتقوم الو ازرة بالتنسيق مع الجهات المعنية بإعداد
برامج التوعية له وألسرته ولبيئته في كل ما يتعلق بتلك الحقوق المنصوص عليها في هذا القانون.
المادة ()4
الحق في تكوين منظمات وجمعيات
وفقاً ألحكام القانون للمعوقين الحق في تكوين منظمات وجمعيات خاصة بهم.
المادة ()5
تأهيل المعاقين
-1على الدولة تقديم التأهيل بأشكاله المختلفة للمعوق وفق ما تقتضيه طبيعة إعاقته وبمساهمة منه ال تزيد
على %25من التكلفة.
-2يعفى المعوقون بسبب مقاومة االحتالل من هذه المساهمة.
المادة ()6
إعفاءات من الرسوم والجمارك والضرائب
وفقاً ألحكام هذا القانون تعفى من الرسوم والجمارك والضرائب:
- 1جميع المواد التعليمية والطبية والوسائل المساعدة ووسائط النقل الالزمة لمدارس ومؤسسات المعوقين
المرخصة.
-2وسائل النقل الشخصية الستعمال األفراد المعوقين.
المادة ()7
خدمات المؤسسات الحكومية للمعاقين
بناء على طلب من الو ازرة تقدم المؤسسات الحكومية خططها وتقاريرها السنوية المتعلقة بخدماتها للمعوقين.
المادة ()8
خدمات القطاع غير الحكومي للمعاقين
وفقاً ألحكام هذا القانون وبالتنسيق مع الو ازرة تتولى الو ازرة المختصة منح إو صدار التراخيص الفنية الالزمة
لمزاولة الخدمات والبرامج واألنشطة التي يقدمها القطاع غير الحكومي للمعوقين ،وكذلك اإلشراف عليها.
المادة ()9
ضمان حماية المعاقين من أشكال العنف واالستغالل والتمييز
على الدولة وضع األنظمة والضوابط التي تضمن للمعوق الحماية من جميع أشكال العنف واالستغالل والتمييز.
الفصل الثاني
الحقوق الخاصة
المادة ()10
مجاالت رعاية وتأهيل المعاقين
تتولى الو ازرة مسؤولية التنسيق مع جميع الجهات المعنية للعمل على رعاية وتأهيل المعوقين في المجاالت
اآلتية:
-1في المجال االجتماعي.
أ -تحدد طبيعة اإلعاقة وبيان درجتها ومدى تأثيرها على أسرة المعوق وتقديم المساعدة المناسبة.
ب -تقديم الخدمات الخاصة بالمعوقين في مجال الرعاية واإلغاثة والتدريب والتثقيف إو عطائه األولوية في برامج
التنمية األسرية.
ج -توفير خدمات الرعاية االجتماعية اإليوائية لشديدي اإلعاقة والذين ليس لهم من يعولهم.
د -دعم برامج المشاغل المحمية.
ه -إصدار بطاقة المعوق
-2في المجال الصحي.
أ -تشخيص وتصنيف درجة اإلعاقة لدى المعوق.
ب -ضمان الخدمات الصحية المشمولة في التأمين الصحي الحكومي مجاناً للمعوق وألسرته.
ج -تقديم وتطوير خدمات االكتشاف المبكر لإلعاقات.
د -توفير األدوات واألجهزة الطبية الالزمة لمساعدة المعوق وفقا للمادة ( )5من هذا القانون.
هـ -تقدم الخدمات الوقائية والعالجية التي تهدف إلى تقليل نسبة اإلعاقة في المجتمع.
-3في مجال التعليم
أ -ضمان حق المعوقين في الحصول على فرص متكافئة لاللتحاق بالمرافق التربوية والتعليمية وفي الجامعات
ضمن إطار المناهج المعمول بها في هذه المرافق.
ب -توفير التشخيص التربوي الالزم لتحديد طبيعة اإلعاقة وبيان درجتها.
ج -توفير المناهج والوسائل التربوية والتعليمية والتسهيالت المناسبة.
د -توفير التعليم بأنواعه ومستوياته المختلفة للمعوقين بحسب احتياجاتهم.
هـ -إعداد المؤهلين تربوياً لتعليم المعوقين كل حسب إعاقته.
-4في مجال التأهيل والتشغيل.
أ -إعداد كوادر فنية مؤهلة للعمل مع مختلف فئات المعوقين.
ب -ضمان حق االلتحاق في مرافق التأهيل والتدريب المهني حسب القوانين واللوائح المعمول بها وعلى أساس
مبدأ تكافؤ الفرص وتوفير برامج التدريب المهني المناسبة للمعوقين.
ج -إلزام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية باستيعاب عدد من المعوقين ال يقل عن %5من عدد العاملين
بها يتناسب مع طبيعة العمل في تلك المؤسسات مع جعل أماكن العمل مناسبة الستخدامهم.
د -تشجيع تشغيل المعوقين في المؤسسات الخاصة من خالل خصم نسبة من مرتباتهم من ضريبة الدخل لتلك
المؤسسات.
-5في مجال الترويح والرياضة.
أ -توفير فرص الرياضة والترويح للمعوقين وذلك بمواءمة المالعب والقاعات والمخيمات والنوادي ومرافقها لحالة
المعوق وتزويدها باألدوات والمستلزمات الضرورية.
ب -دعم مشاركة المعوقين في برامج رياضية وطنية ودولية.
ح -تخفيض رسوم دخول المعوقين إلى األماكن الثقافية والترفيهية واألثرية الحكومية بنسبة .%50
-6في مجال التوعية الجماهيرية.
أ -القيام بحمالت توعية الجماهير حول اإلعاقات بجميع جوانبها من مسببات ونتائج وحاجات.
ب -نشر المعلومات والبيانات المتعلقة بالوقاية بهدف تقليل نسبة اإلعاقة في المجتمع .
ج -نشر اإلرشادات العامة والوعي بهدف تقويم المجتمع للمعوق ودمجه.
د -استخدام لغة اإلشارة في التلفزيون.
المادة ()11
إدخال لغة اإلشارة في المرافق الحكومية
تعمل الدولة على إدخال لغة اإلشارة في المرافق الحكومية.
الفصل الثالث
مواءمة األماكن العامة للمعوقين
المادة ()12
أهداف الموائمة
تهدف الموائمة إلى تحقيق بيئة مناسبة للمعوقين تضمن لهم سهولة واستقاللية الحركة والتنقل واالستعمال اآلمن
لألماكن العامة.
المادة ()13
استثناءات من إلزامية الموائمة
-1المواءمة إلزامية للجهات المعنية إال إذا كانت:
أ -تهدد الناحية التاريخية واألثرية للمكان العام.
ب -تشكل خط اًر على أمن وسالمة المكان العام.
ج -تكلف أكثر من %15من قيمة المكان العام.
-2في الحاالت المذكورة في البنود (أ.ب.ج) أعاله على الجهات المعنية إيجاد بدائل مناسبة تضمن استعمال
المكان العام للمعوقين.
المادة ()14
تأمين احتياجات المعوقين في أماكن التعليم
على و ازرتي التربية والتعليم العالي تأمين بيئة تتناسب واحتياجات المعوقين في المدارس والكليات والجامعات.
المادة ()15
مسؤولية و ازرة الحكم المحلي
بالتنسيق مع الجهات المعنية تتولى و ازرة الحكم المحلي مسؤولية إلزام الجهات الحكومية والخاصة بالشروط
والمواصفات الفنية والهندسية والمعمارية الواجب توافرها في المباني والمرافق العامة القديمة والجديدة لخدمة
المعوقين.
المادة ()16
مسؤولية و ازرة المواصالت
تعمل و ازرة المواصالت على تهيئة البيئة المناسبة لتسهيل حركة المعوقين إضافة إلى منح تخفيضات خاصة في
وسائل النقل العامة لهم ولمرافقيهم.
المادة ()17
مسؤولية و ازرة االتصاالت
تعمل و ازرة االتصاالت على توفير التسهيالت الالزمة لتمكين المعوقين من استخدام أجهزة ومعدات ومرافق
االتصاالت.
الفصل الرابع
أحكام ختامية
المادة ()18
إلغاء
يلغى كل حكم يتعارض وأحكام هذا القانون
المادة ()19
تفويض صالحية تشريعية
يصدر مجلس الوزراء اللوائح الالزمة لتنفيذ أحكام هذا القانون .
المادة ()20
النفاذ والنشر
على جميع الجهات المختصة كل فيما يخصه تنفيذ أحكام هذا القانون ،ويعمل به من تاريخ نشره في الجريدة
الرسمية.
أسئلة البحث
اإلعاقة في اللغة
تختلف تعريفات اإلعاقة حسب الجهة التي تبنت التعريف بها ،فكل جهـة عرفت وفقـﹰا لرؤيتهـا الخاصة بها ،فنجد تعريفات
طبية ،وأخرى اجتماعية ،وأخرى تربوية ،وتعريفـات مهنية .وقبل الخوض في تعريف المعاق ال بد لي من التعريف لمعنى
اإلعاقة لغة واصطالحا
واإلعاقة في اللغة :مشتقة من عوق ،وهي تحمل معاني المنع والحبس والصرف والتثبيط .فجاء في لسان العرب :عاقه
الشيء يعوقه عوقا صرفه وحبسه ،ومنه التعويق واإلعتياق.
وبالرجوع إلى مصطلح اإلعاقة في المعجم الوسيط ،نجدها في شرح مادة (عوق) عامة عن الشيء عوقا أي منعه منه،
وشغله عنه ،فهو عائق ،والجمع عوق للعاقل ولغيره عوائق ،وهي عائقة.
اإلعاقة في االصطالح
اإلعاقة مفهوم يختلف باختالف نظرة المجتمع الذي تتواجد فيه ،وتقدمه ومدى إدراكه لقيمة الفرد ،ومدى إمكاناته ،وكيفية
تعامله معها من جانب اآلخرين ،ومدى تقبل ذوي اإلعاقة في ذلك المجتمع.
وهي تحمل معها معاني:
االنحراف السلبي في الخصائص الجسمية والعقلية واالجتماعية للفرد عن اآلخرين ،وعليه فصاحب اإلعاقة شخص بحاجة
إلى إعداده تعليميﹰا يتيح له االستفادة من ما يتوفر لديه من إمكانات وقدرات ،وتعديل سلوكه ليستفيد من هذه القدرات
ودمجه في المجتمع
أنها ضرر أو خسارة تصيب الفرد نتيجة ضعف أو عجز يحد من قدرة الفرد على األداء الصحيح ،وهي تمثل الجانب
االجتماعي للضعف أو العجز ،ونوع اإلعاقة ودرجته تؤثر في القيم واالتجاهات والتوقعات التي تراعى فيها البيئة
االجتماعية راد
عرفت منظمة الصحة العالمية اإلعاقة على أنها" :حالة من القصور أو الخلل في القدرات الجسدية أو الذهنية ترجع إلى
عوامل وراثية ،أو بيئية تعوق الفرد عن تعلم بعض األنشطة التي يقوم بها الفرد السليم.
1
المعوق في القانون الفلسطيني " :الشخص المصاب بعجز كلي أو جزئي ،خلقي أو غير خلقي ،وبشكل مستقر في أي من
حواسه أو قدراته الجسدية أو النفسية أو العقلية ،إلى المدى الذي يحد من إمكانية تلبية متطلبات حياته العادية في ظروف
أمثاله من غير المعوقين".1
المعوق في القانون الدولي " :أي شخص عاجز عن أن يؤمن بنفسه ،بصورة كلية أو جزئية ضرورات الحياة االجتماعية،
بسبب قصور خلقي أو غير خلقي في قدراته الجسمية أو العقلية" . 2في حين وضح القانون الخاص بالمعوقين للعام
1975م أن المعوق هو "أي شخص عاجز عن أن يؤمن بنفسه بصورة كلية أو جزئية ضرورات حياته الفردية ،أو
االجتماعية العادية ،بسبب قصور خلقي أو غير خلقي في قدراته الجسمية أو العقلية".3
العجز فهو وجه من أوجه التقصير الـوظيفي المختلفـة التـي تحـدث لدى أي مجموعة من السكان وجميع بلدان العالم ،فقـد
يتعـوق الناس بـاعتالل بـدني أو ذهنـي أو حـسي ،أو بسبب أحوال طبية ،أو مرض عقلي ،وقد يكـون هـذا االعتالل أو
المـرض بـصفة دائمـة أو مؤقت.
عانى األشخاص ذوو اإلعاقة في األمم المختلفة من االضطهاد والسخرية واإلهمـال ،وكـان ذلـك بسبب معتقدات تلك
الشعوب الفاسدة بأن األعمى ظالم والظالم شر ،والمجذوم * هو الشيطان بعينه ،ومرضى العقول هم أفراد تقمصهم
الشيطان واألرواح الشريرة ،فكانوا يتركون يموتون جوعـﹰا أو يوأدون وهم أطفال ،وقد شهدت ذلك مجتمعات روما إو سبارطة
وبعض قبائل الجزيرة العربية ،بينما كان البعض يتمتع ببعض الرعاية في مصر والهند
2.
وقد اتخذت خطوات إيجابية في بعض الدول العربية ،فقامت بإنشاء الجمعيات الحكومية أو األهلية لرعاية وتأهيل األفراد
المعوقين فكريا وحسياﹰ وجسميا ونفسيا.
1
2
.3
2
وفي عام ( 1975م) أقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة اإلعالن الخاص بحقوق المعوقين ،وفي عام (1979م) صدر
إعالن حقوق األشخاص المتخلفين عقليﹰا ،إضافة إلى قرار المجل ـس االقت ـصادي واالجتماعي الخاص بالوقاية من
اإلعاقة
أما في فلسطين فلم يختلف األمر كثيرﹰا ،فتم إنشاء الجمعيات والمؤسسات الخيرية لرعاية المعوقين في فلسطين ،ومنها
مؤسسة شنيلر األلمانية التي تأسست عام (1887م) ،ثم أقيمت المؤسسات المماثلة في كل من القدس وبيت لحم كالمدرسة
العالئية للمكفوفين في بيت لحم والجمعية العربية للمكفوفين في القدس ،وغيرها من المدن الكبرى في فلسطين ،وقد كان
هدفها خيريﹰا بحتﹰا ،حيث شرعت في توفير الرعاية للمعوقين في دور رعاية داخلية ،وبدأت بتقديم العالج الطبيعي
والوظيفي والتدريب وبعض التأهيل المهني التقليدي ،فساهمت في إحداث تحسن واضح وملموس على حياة المعوقين ،إال
أن لهذا األمر أثر سلبي لم يكن في الحسبان ،أي كون هذه المؤسسات داخلية معزولة عن المجتمع ،فقد أثر ذلك سلبيﹰا
على نمو المعوقين النفسي واالجتماعي ،وخلق بينهم وبين المجتمع فجوة كبيرة ،بحيث إن المعوقين لم يندمجوا في المجتمع
بشكل كاف رغم ما اكتسبوه من مهارات ،وكذلك المجتمع بمؤسساته وأفراده لم يحتك بهم ويفهمهم بشكل كاف بحيث
يساعدهم على الخروج من عزلتهم .وبسبب تركيز هذه المؤسسات الداخلية على تأهيل المعوقين ،عززت االعتقاد بأن
المعوقين يعانون من خلل يجب إصالحه وبالتالي هم بحاجة إلى تأهيل نفسي واجتماعي ،من أجل اإلصالح وتعليمهم
أساليب التكيف مع إعاقتهم ومع المجتمع ،وهذا ما يعرف باسم النموذج الطبي في التأهيل ،وتركزت الخدمات في ذلك
الوقت على شكل رعاية مؤسساتية ،يغيب عنها مفهوم الدمج ،وساد في المجتمع واألسرة الموقف السلبي من اإلعاقة ،على
أنها معابة اجتماعية ونقص من مكانة األسرة.
ولم يحدث تغيير حقيقي على حياة المعوقين ،وعلى نمط عمل المؤسسات التي تعتني بهم إال بعد عام1987م ،عندما
انطلقت االنتفاضة الشعبية الفلسطينية في بداية كانون األول ،فمن ناحيـة التوزي ـعالجغرافي ازداد عدد المؤسسات في
مناطق الشمال والجنوب ،ولم تعد تقتصر على القدس وبيت لحم
كما كان في السابق ،ومن ناحية النوعية ظهرت برامج ومؤسسات تأهيل جديدة ،بفلسفات وتوجهات متطورة ،وقد كان
لالزدياد الكبير في إعداد المعوقين نتيجة ممارسات سلطات االحتالل اإلسرائيليوخاصة سياسة تكسير العظام تأثير في
ذلك.
ومن أهم التطورات التي طرأت على حركة المعوقين في فلسطين ،تأسيس االتحاد العام للمعـوقين الفلسطينيين في أيلول عام
( 1991م) ،وظهور برامج التأهيل المبنية على تأهيل المجتم ـع المحل ـي لتفهم احتياجات المعوقين ،وبعد قدوم السلطة
الوطني ـة الفل ـسطين ية ع ـام ( 1994م) قامـت و ازرة الشؤون االجتماعية بتأسيس دائرة لذوي االحتياجات الخاصة ،أنيط
بها متابعة القـضايا والخ ـدمات المقدمة لهم ،وصدر قانون حقوق المعوقين؛ الذي يحمل المؤسسات الحكومية المـسئولية
السياسية واألخالقية والقانونية في تقديم الخدمات للمعوقين ،واحترام حقوقهم المقررة في القانون ،لكن ما زالت السلطة تقدم
ما ال يزيد عن ( )% 20من خدمات التأهيل للمعوقين في حين تقدم المؤسـسات األهلية ما ال يقل عن ( ،)%80ورغم النقلة
النوعية التي حدثت منذ انطالقة انتفاضة عـام ( 1987م) إال أن نسبة البطالة واألمية ما زالت مرتفعة جدﹰا بين المعـوقين
ومـا زال هـؤالء يعـانون مـن صعوبات أساسية في مختلف مناحي الحياة.
3
المبحث الثالث :أنواع اإلعاقات.
تتعدد أنواع اإلعاقات تبعﹰا للعامل الذي يؤخذ بعين االعتبار في تقسيمها ،فمن الممكن أن يصنف المعوق حسب سبب
ظهور العجز ،فإذا نظرنا إلى سبب العجز ،نجد أن بعضها يرجع إلى أسباب وراثية ،أو خلقية عن طريق انتقال بعض
األمراض أو العاهات من اآلباء واألجداد إلى األبناء ،إو صابة الجنين أثناء الحمل أو أثناء الوضع ،ومجموعة أخرى يعود
عجزهم إلى أسباب مكتسبة غير وراثية ،أو خلقية ،مثل :حوادث السير ،أو العمل ،أو إصابات الحروب ،أو كثرة الحوادث
على اختالفها كحوادث السيارات أو السقوط وما في حكمها.
وقد يصنف المعوقون بحسب عامل الزمن والثبات ،مثل :مجموعة المعوقين التي تضم ذوي العاهات المزمنة التي ال يرجى
شفاؤها ،ومجموعة المعوقين ذوي العجز الطارئ الماثل للشفاء.
وهناك تصنيف حسب ظهور العجز ،فمنهم أصحاب اإلعاقات الظاهرة :كأصحاب العاهات البدنية والحسية الظاهرة
كالمكفوفين أو المقعدين والصم والبتر ،...ومنهم أصحاب عجز غير ظاهر ،مثل:
1
مرضى القلب والدرن وغيرهم من أصحاب األمراض التي ال تبدو ظاهرة.
أما التصنيف الشائع بين العلماء فيقسم اإلعاقات حسب مجال العجز إلى فئات عدة ،كاإلعاقة الجسمية الفيزيائية ،واإلعاقة
العقلية،وسنتحدث عنا عن اإلعاقة الجسمية.
2
وتشمل اإلعاقة الجسمية:
1
2
4
3
الشعور بعدم الكفاءة للقيام بدوره بالحياة فيضطر إلى االنطواء والعزلة عن اآلخرين.
2
المجال الحركي :إن األطفال من ذوي اإلعاقة العقلية يعانون من مشكالت في تحريك األعضاء.
وربما يرجع ذلك إلى ضعف االتصال العصبي ما بين بعض أعضاء الجسم والدماغ ،أو ربما يكون السبب أن الخلل
العقلي قد يؤدي إلى عدم إصدار األوامر المناسبة من الدماغ للعضو المراد تحريكه بالشكل الصحيح أو المطلوب.
وينبغي اإلشارة أن بعض المعوقين يعانون من أكثر من إعاقة (متعدد اإلعاقات) ،كما أن بعض اإلعاقات يصاحبها قصور
في نواح عدة ،فقد يعاني المعوق من ٍنوٍع أو أكثر من نواحي القصور ،كالقصور في السمع أو الحركة أو التخاطب ...الخ.
كما أن هناك إعاقات اجتماعية ،تضم جميع المشكالت الناجمة عن عدم التوافق النفسي ،كاالضطرابات االنفعالية
ومشكالت التوافق االجتماعي في البيت والمدرسة والمجتمع ككل
إن تعليم المعوق وتدريبه وتأهيله وتيسير الوسيلة المعينة له واجب كفائي على األمة ،وهو كذلك باب من أبواب الخير
واإلحسان يجب أن تتنافس المنظمات الخيرية عليه والمؤسسات الحكومية العامة في تحقيقه للمعاق؛ خاصة أن برامج
التأهيل هذه مكلفة ،كما أن بعض األجهزة الخاصة ال يقدر عليها ذوو المرضى ،فالصرف من المال العام على هذه الفئة
المحتاجة إو عطائهم من أموال الزكاة أمر واجب.
3فلسطين ،و ازرة التربية والتعليم العالي ،قسم المناهج ( :)1999مساق حاالت خاصة .منشورات كلية فلسطين التقنية
"خضوري" ،قسم التربية الرياضية ،ص.10
2الروسان ،فاروق ،وسالم ،ياسر :رعاية ذوي الحاجات الخاصة ،ص.270-268
5
المبحث األول :مكانة ذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية.
ومن الحقوق التي أقرتها الشريعة الغراء لذوي اإلعاقة :حق التملك والتصرف والكسب والعمل والتعليم والزواج والطالق،
والمجادلة عن النفس ،والمنافحة عن الحقوق ،ومن األمور التي ساوى فيها بينهم وبين غيرهم الميراث والديات وغيرها.1
1يستدل على ذلك كله بعموم األدلة التي تثبت ألي إنسان حقه في كل ما ذكرنا .
سورة
6
احترام الكفاءة متى تحققت في الشخص مع وجود اإلعاقة ،فقد سبق اإلسالم غيره من الشرائع السابقة والالحقة في احترام
وتقدير وتقديم أصحاب الكفاءات واإلمكانات واإلبداعات ،إو ن كانوا من ذوي اإلعاقة ،وأعطاهم الفرصة كاملة في أن يثبتوا
ألنفسهم ولآلخرين من قدرتهم على القيادة ولعب دور فعال في خدمة المجتمع .وال أدل على ذلك من استخالف الرسول
عبد اﷲ بن أم مكتوم* على المدينة المنورة عدة مرات حين كان يخرج للجهاد ،وهذا اعتراف واضح بأهليته لقيادة المدينة
1
رغم إعاقته البصرية.
ومن السخرية واللمز ،التنابز باأللقاب التي يكرهها أصحابها ويحسون فيها بسخرية وعيب ،ومن حق المؤمن على المؤمن
أال يناديه بلقب يكرهه ويزري به ،ومن أدب المؤمن أال يؤذي أخاه بمثل هذا
خامسﹰا :تبشير ذوي اإلعاقة بالجنة :إن اﷲ رفع مكانة ذوي اإلعاقة؛ لصبرهم على البالء ،فبشرهم
ويمكن تلخيص احتياجات المعوقين إذا أردنا رعاية حقيقية صادقة لهم في االحتياجات اآلتية:
االحتياجات األساسية :وهي كل ما يحتاج إليه المعوق من األمن وتحقيق األمان ،واالطمئنانعلى الصحة والعمل والمستقبل،
والحقوق والمركز االجتماعي ،ويؤدي عدم تحقيقه إلىاإلحباط ،ويظهر ذلك في صورة االرتباك والخجل ،كما ويشمل الحاجة
إلى المركز والقيمةاالجتماعية ،والشعور بالعدالة و تحقيق الذات واحترامها.
االحتياجات الخاصة وتشمل:
االحتياجات الصحية :وفيها احتياجات بدنية ،كاستعادة اللياقة البدنية من خالل الرعاية البدنية والخدمات ،وكذلك األنشطة
التي تحسين من حالة المعوق الخارجية مثل :توفير العالج واألجهزة التعويضية ،وتقديم األعضاء وأية مساعدات وتجهيزات
أخرى تساعد المعوق في استعادة واكتساب استقالله بدنيﹰا.
ص 1جابر ،فايز :حقوق المعوقين في التشريعات والقوانين العربية والدولية ،جمعيــة أصــدقاء المعــاقين ،الشــارقة،2008 ،
.194
7
احتياجات اجتماعية :وتتمثل في توثيق صالت المعوقين بمجتمعهم ،وتعديل نظرة المجتمع إليهم ،وتوفير الخدمات
والمساعدات التربوية والمادية واالنتقالية واإلعفاءات الضريبية والجمركية ،وتغيير االتجاهات والقيم االجتماعية السلبية تجاه
اإلعاقة والمعوقين ،إضافة إلى توفير مختلف األدوات والوسائل الثقافية.
احتياجات مهنية :مثل التوجيه واإلرشاد والتدريب الميداني والمهني المبكر ،واالستمرار فيه حتى االنتهاء من عملية التأهيل
المهني.
1
احتياجات تشريعية :مثل إصدار التشريعات المتعلقة بالمعاقين وتوفير فرص العمل التي تتناسب مع قدراتهم.
اهتمت الشريعة اإلسالمية بذوي اإلعاقة أيما اهتمام ،وأولتهم العناية والرعاية في كل المجاالت ،وفي المطالب اآلتية سيتبين
للقارئ بشكل صحيح الصورة ،بال إطناب وال اقتضاب ،مجاالت الرعاية لذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية ،والحمد ﷲ
على نعمة اإلسالم فهو دين الرحمة والرأفة والمحبة والتسامح.
ينطلق اإلسالم في رعاية ذوي اإلعاقة وتعامله اإليجابي المميز مع أصحاب اإلعاقات من المبادئ العامة والمبادئ
الخاصة التي أوصى بها رب العالمين ،الذي قرر أن أكرم الناس عنده هو أتقاهم ،فقال سبحانه وتعالىِِ :إ ن ََأ ﹾكرمكﹸ
الل ِ
ِه َ ﹾَأتﹶقاكﹸم ، 2فنرى أن اآلية الكريمة تقرر أن أكرم الناس هو أتقاهم ،وليس الصحيح المعافى ،فقد يكون ِعﹾند َّ
م ِ
من به إعاقة أكثر تقوى ﷲ ،فيكون في نظر الشريعة هو األكرم عند اﷲ سبحانه وتعالى ،وهذه قاعدة هامة جدﹰا في تقييم
اإلنسان وتكريمه ،فتصغر أمامها كل الفلسفات التي تبنى عليها المدنيات المعاصرة في نظرتها لإلنسان ،وهو نظير
1أبو حالوة ،محمد السعيد :التربية الجنسية لألطفال والمراهقين ذوي االحتياجات الخاصة ،ص.6
2سورة الحجرات رقم .49/13
8
وعن طلحه بن عبيد اﷲ "أنه وقى النبي بيده فضرب فيها حتى شلت" ، 1وعن قيس بن أبي حازم قال :رأيت طلحة وقى
بها النبي قد شلت . 2ومايستنتج من الحديثين أنه :من أصيب في عضو من أعضائه فليبق ،واثقا من نفسه وال يخجل من
الناس؛ ألن ذلك من اختيار اﷲ تعالى.
وعلى ذلك فقد اتسمت معاملة أفراد المجتمع لذوي اإلعاقة بحفظ االعتبار المعنوي :فقد اعتبر اإلسالم أن العمى الحقيقي
هو عمى القلوب ،انطالقﹶا من قوله تعالى َ :ﹶَأفﹶلم يِ ِسي روا ِِفي اﹾَأَلِ ر ِ
ض
قﹸلو ن ِب ها ََأ و آﹶذا ن ي سمعو ن ِب ها ِﹶف َّ
إن ها ال ﹶتع ﹶفﹶتﹸكو ن ﹶل هم قﹸلﹸو ب يِ ع ِ
ال ِتِي ِِفي ال صِ
دوِر ،3وذلك انطالقﹰا من حرص اإلسالم ﹶلك ن ﹶتعمى اﹾلﹸقﹸلو ب َّمى اﹾَأَلب صا ر وِ
على تربية المسلمين على التفاوت فيما بينهم
4 الل ِ
ِه َ ﹾَأتﹶقاكﹸم ، وبالتالي فإن النزول دون هذه الرتبة :أي التقوى ،هو ِعﹾند َّ
بمعيار التقوى إ ن ََأ ﹾكرمكﹸم ِ
ير ِم ن اِﹾل ِج ن واﹾِألﹾنِ ِ
س ﹶل هن م ﹶكثِ ِاﹰ اإلعاقة الحقيقية في اإلسالم ،فقد قال اﷲ تعالى :و ﹶلﹶقد ﹶذْ أرﹶنا ِ
ِل جَّ ْ
هم
قﹸلﹸو ب ال يﹾفﹶق هو ن ِبِب ها وﹶل هم ََأ عي ن ال يبِصب ِص رو ن ِبِب ها وﹶل هم
آﹶذا ن ال ي سمعو ن ِب ها ُأوﹶلئُأوﹶلِئ ِكك ﹶكاﹾَأَلﹾنِ
عاعا ِمم ْب ْل هم
ضل ُأ ﹶولِِئك هم اﹾل ِ
ﹶغا ِفلﹸون . 5 وال شك أن السخرية من المعوق من أكثر ما تؤذي نفسه ،وهي ذنب عظيم يقع َأُّ
َ
6
تحت طائلة الوعيد ،الذي تضمنه حديث خير المرسلين عليه الصالة والسالم عندما قال:
"إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق " .7كما يندرج في هذا السياق نهي اﷲ
تعالى عن النجوى باإلثم والعدوان أو بغيرهما في أحوال معينة ،حينما قال :يا
ال ِِذي ن آمﹸنوا ِِإﹶذا ﹶتﹶنا جيتﹸم ﹶفال ﹶتﹶتﹶنا ج وا بِ ﹾاِألﹾثِِم واﹾلعد وِا ِن ومِ ع ِ
صيِ ِت الر أي ها َّ
َ
سو ِل و ﹶتﹶنا ج وا بِاِﹾل ِبر و َّ
الت ﹾق وى ِ
ال ِِذي ِإﹶلِ
يه تﹸ ح ﹶش رو ن ،8وحديث النبي عندما قال":إذا كنتم ثالثة فال يتناجى اثنان الل ه َّ و َّ
ات ﹸقوا َّ
دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه" . 9فإذا كان هذا في أحوال الناس االعتيادية ،فكيف بوجود ثالث بينهما معاق ومبتلى
9
بنقص ،فإن األمر هنا يصبح مشددﹰا ،فقد يتوهم في النجوى أنها تناولت إعاقته بالسخرية واالستهزاء ،فيزداد شعوره بالنقص،
1
ويتأزم نفسيﹰا.
إن الشريعة اإلسالمية تقدم للمعوق الرعاية النفسية التي ترفع معنوياته إلى عنان السماء ،فتبين له أن الجنة تتزين له،
والمالئكة تفتخر وتتباهى به ،فعن أبو هريرة أن رسول اﷲ قال( :احتجت
الجنة والنار ،فقالت هذه يا رب يدخلني الجبابرة والمتكبرون ،وقالت هذه يا رب يدخلني الضعفاء والمساكين ،فيقول اﷲ
2
تبارك وتعالى للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء ،ويقول للجنة أنت رحمتي التي وسعت كل شيء).
وما يستنتج من هذا الحديث :أن معظم أهل النار من المتنفذين والمتكبرين لبعدهم في الدنيا عن الدين ،ومعظم أهل الجنة
من الضعفاء والمساكين لقربهم في الدنيا من رب العالمين( ،قال ابن القيم :من خلقه اﷲ للجنة لم تزل هداياه تأتيه من
المكاره ،ومن خلقه اﷲ للنار لم تزل هداياه تأتيه من الشهوات).3
ومن الرعاية النفسية للمعوق كفالة حرية العقيدة ،حيث كفل اإلسالم للناس حرية االعتقاد ،ولم يفرض اإلسالم فرضﹰا على
العباد إال أن يكون الفرد مقتنعﹰا ومؤمنﹰا به ،ومن ذلك قوله تعالى:ال
ِ ِإﹾك اره ِِفي الديِ ِن ﹶقد ﹶتبين الرﹾشد ِِم ن اﹾلﹶغ ي ﹶفم ن ي ﹾكفﹸ ر ِبِالطَّ ا ِ
ﹸغو ِت ويِْؤ ِم ن
ﹶقد ا سﹶت مسك ِبِاﹾلع رِ وِة ِه ﹶف ِ
الل ِ
ِبِ َّ
الل ه ِ س ِمي ع ِ عِليم ،4أي :ال تكرهوا أحدﹰا على الدخول في دين اﹾل ﹾوثﹶقى ال اﹾنِ ِ
ف صام ﹶل ها و َّ
اإلسالم ،فإنه بين واضح جلي ،دالئله وبراهينه ال تحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيها ،بل من هداه اﷲ لإلسالم
وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة ،ومن أعمى اﷲ قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه ال يفيده الدخول في الدين
مقسور.5
ﹰا مكرها
وتطبيقﹰا على ما سبق ،فبما أن المعوق إنسان ،فقد كفل له اإلسالم حرية العبادة وحرية الدين الذي يختار دون إكراه من
أحد ،غير أنه من الضروري أن يعرض عليه اإلسالم إن لم يكن مسلمﹰا ويوضح له تعاليم اإلسالم ،ومبادئ الشريعة الغراء
كأي إنسان طبيعي ،وال ينظر إليه على أنه معوق ،ال يستحق االهتمام ،ومن حقه الطبيعي أن يختار ديانته ،إو ذا كان
مسلمﹰا فتوجب له حق الرعاية والتفقه في الدين واالستنارة بنور الشريعة الغراء.
1بورقيبة :أسس معاملة ذوي احتياجات الخاصة ،مجلة الدراسات ،العدد 2007 ،5م ،ص.5
2مسلم :صحيح مسلم ،كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ،باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء،م ،4حديث رقم:
،2846ص.2186
3ابن القيم الجوزية :الفوائد ،دار الفكر للطباعة والنشر ،ص.32
4سورة البقرة رقم .2/256
5ابن كثير :التفسير ،ج ،1ص.231
10
إن الرعاية االجتماعية تعد مفهومﹰا له دالالته ،وقيمة قديمة قدم التاريخ اإلنساني ،فهي في المجتمعات البدائية ،تعني
المساعدات المتبادلة بين الناس في حل جزء من مشاكل حياتهم اليومية ،وقد مارست تلك المجتمعات الكثير من األنشطة
التي تدخل في نطاق الرعاية االجتماعية ،واستخدمت الحضارات القديمة الرعاية االجتماعية كمفهوم مرادف لتقديم الصدقة
1
واإلحسان وكل ما يفي لسد حاجة الفقير أو الضعيف ،أو العاجز.
ولما جاء اإلسالم ،أسهمت تعاليمه في وضع األسس العامة للرعاية االجتماعية ،إذ عدها مسؤولية جماعية ،حيث شرع
اإلسالم مجموعة من المبادئ العامة لعل أهمها مبدأ التكافل االجتماعي بنوعيه المادي والمعنوي ،فالتكافل المادي دعامته
المال ،وسبيله مد يد العون للمحتاجين وتفريج كربة المكروبين ،وتأمين الخائفين ،إو شباع الجائعين ،وقد دعا القرآن الكريم
إلى هذا النوع من التكافل ،وحث عليه واستنهض الهمم ،وأطلق عليه جملة من األسماء المحببة فيه الداعية إليه ،كالزكاة،
2
واإلحسان والصدقة واإلنفاق في سبيل اﷲ.
ومن موارد التكافل االجتماعي ما شرعه اإلسالم من الصدقات التي تتجه جميعها إلى إنقاذ الفقراء والمحتاجين من ذوي
اإلعاقة لتمكينهم من العيش الكريم وترفع مكانتهم في المجتمع .وتحفظ كرامتهم.
كما وتشمل الرعاية االجتماعية دمج األشخاص ذوي اإلعاقة في المجتمع دمجﹰا كليﹰا ،وقد أفردت له مبحثﹰا خاصﹰا فيما
سيأتي ،فهي قضية إنسانية تتعلق بالمجتمع ككل ،وتحتاج إلى كامل جهوده حتى يتحقق إقبال كافة أفراد المجتمع عليها،
والوعي بإزالة المعوقات واالتجاهات السائدة التي تعزز المفاهيم االجتماعية الخاطئة التي تعتبر المعوق إنسانا ضعيفﹰا
غير كامل ،فتحط من قدره ،ألن النفس بطبيعتها تكره المواقف التي تؤثر فيها انفعاليﹰا ،وتجعلها تشعر بعدم الراحة،
وبالتالي االنعزال عن مصدر القلق ،أو إنهم ال يستطيعون التعامل معهم أص ﹰال 3.لقد سجل القرآن الكريم حادثة تدل
علىضرورة حفظ المكانة االجتماعية للضعفاء ذوي اإلعاقات ودلنا على ذلك قول الحق :عب س وﹶتَّ
ول ى
أن جاءه األعمى * وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى* فأما من استغنى فأنت له تصدى* وما عليك أال
يزكى* وأما من جاءك يسعى* وهو يخشى فأنت عنه تلهى ،4وفي هذه
السورة الكاملة التي خصصت لعتاب أشرف الخلق ألنه عبس في وجه عبداﷲ ابن أم مكتوم عندما جاءه يسأله العلم
ويستقرؤه ،وكان نبينا الكريم قد شغل بغيره من الكفار أم ﹰال في دخولهم اإلسالم .5وهذا يظهر لنا ضرورة حفظ المكانة
ِّ
ونوق رهم ،ونراعي حاالتهم ونعطف عليهم ،ونبرهم ،وبهذا فإن اإلسالم جاء االجتماعية لذوي اإلعاقة ،وأن نقدرهم
1شلتوت ،محمد :اإلسالم عقيدة وشريعة ،دار النهضة ،القاهرة1978 ،م ،ص.448
2شلتوت ،محمد :اإلسالم عقيدة وشريعة ،ص.450
3القصاص ،مهدي محمد :التمكين االجتماعي لذوي االحتياجات الخاصة ،دراسة ميدانية ،كلية اآلداب ،جامعة المنصورة،
2008م ،ص.23
4سورة عبس رقم .10-80/1
5انظر مناسبة نزول اآلية ،صفحة ط في المقدمة وص.56
11
بمفهوم شامل وعميق للرعاية االجتماعية ،ويتضمن مسؤولية المجتمع كام ﹰال في رعاية المعوقين ،سواء أكانت إعاقتهم بدنية
1
أو ذهنية أو حسية أو اجتماعية.
ومن ناحية أخرى حرص اإلسالم على االنسجام االجتماعي من جهة ودمج ذوي اإلعاقة في النسيج االجتماعي من جهة
أخرى ،فقال تعالى :ﹶليس عﹶلى اََأل عمى ح ر ج وﹶال عﹶلى اََأل عرِ ج ح ر ج وﹶال عﹶلى ال
فﹸ ِسكﹸم َأ ن ﹶتْْأكﹸلﹸوا ِِم ن بِ يوتِكﹸم َأ و بِ يو ِت ََآ باِِئكﹸم ََأ و ب ض ح ر ج وﹶال عﹶلى َأﹾن ِ مريِ ِ
ِ
هاتِكﹸم ََأ و بِ يو ِت ِِإ ﹾخ وِا ِنﹸكم َأ و بِ يو ِت ََأ ﹶخ وِا ِتﹸكم ََأ و بِ يو ِت َأ عِ
ما ِمكﹸم ََأ ِ يو ِت ُأمِ
ماتِكﹸم ََأ و بِ يو ِت ََأ ﹾخ وِاِلكﹸم ََأ و بِ يو ِت ﹶخا ِ
ﹶال ِتﹸكم و بِ يو ِت عِ
صديِِقكﹸم ﹶلي س عﹶليكﹸم جﹶنا ح َأ ن ﹶتْْأكﹸلﹸوا ِ ج ِميعا ََأ َأ و ما مﹶل ﹾكتﹸم م ِ
ﹶفا ِت حه ََأ و ِ
َ
ﷲ مبارﹶكةﹰ ﹶطيبةﹰ ﹶك ِ
ﹶذلك ﹶتحيةﹰ ِِم ن ِعﹾنِِد ِا ِ
ِ م ك
ﹸ ِ
س ف
ﹸِ ﹾن
َأ ﹶلى
ع ا
و م ِّ
سل ﹶف ﹰتا
و ي ب م ت
ﹸ ﹾل
خ ﹶ د ِإ
ﹶذا ِ
ﹶف ﹰتا
ا ﹶت
ش ﹾ ََأ و
يبي ن اﷲ ﹶلكﹸم اََآلِ يا ِت ﹶلَّ
عل كﹸم ﹶتِ ع ِ
قﹸلو ن ،2وهذه اآلية تدل على أهمية الدمج االجتماعي ُ
للمعوقين بعد أن ابتعد الناس عن األكل معهم في العصور السابقة.3
إن الشريعة اإلسالمية الغراء رعت المعوق سياسيﹰا وذلك بأن أقرت له حقﹰا في االنتخاب والترشيح،
1عبــدون ،هاشــم فــارس :رعاية ذوي االحتياجات الخاصة بين الش%ريعة والق%انون وأث%ر ذل%ك في الج%%انب ال%تربوي ،كليــة القــانون،
جامعة تكريت ،العراق2008 ،م ،ص.29
2سورة النور رقم .24/61
3بورقيبة ،داود :أسس معاملة ذوي االحتياجات الخاصة في اإلسالم ،ص.8
4سورة الشورى رقم .42/38
5الطبري :جامع البيان ،ج ،6ص.569
6سورة آل عمران رقم .3/159
12
قومهم فيهم" فأخرجوا تسعة من الخزرج وثالثة من األوس ،وبذلك أقر النبي عليه الصالة والسالم اختيار ممثلين عن القوم،
1
وأقر االنتخاب بغض النظر عن كون المختارين لتمثيل قومهم أصحاء أو من األشخاص ذوي اإلعاقة.
وكان النبي عليه الصالة والسالم يشاورهم في األمور المصيرية والمفصلية في حياة المسلمين كالحروب مث ﹰال .وقد سار
على هذا النهج خلفاء المسلمين بعد رسول اﷲ ، فلما حضرت عمر بن الخطاب الوفاة حين طعن ،جعل األمر شورى في
ستة نفر وهم :عثمان وعلي وطلحه والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضي اﷲ عنهم أجمعين.2
نجد أن عمر بن الخطاب قد جعل من بين الستة الذين اختارهم للتشاور في اختيار الخليفة طلحة بن عبيد اﷲ ،والذي
كانت يده مشلولة .فاإلسالم يدعو إلى أن يكونوا ممثلين في جميع مؤسسات المجتمع .وبما أن ذوي اإلعاقة من أفراد
المجتمع المسلم يؤخذ برأيهم ويسمع لقولهم إذا كانوا أهال للشورى ،فقد وضع العلماء المسلمون شروطﹰا الختيار أهل الحل
والعقد ،وهم الذين يحق لهم االنتخاب أو الترشح ،ومن هذه الشروط:
العدالة الجامعة لشروطها.
العلم الذي يمكن من معرفة من يستحق اإلمامة بالنظر إلى توافر شروطها.
الرأي والحكمة المؤديان إلى اختيار من يصلح لتولي أمور المسلمين ،ومن هو أصلح من المرشحين لتولى أمر المسلمين.
قادر قدرة
وأما اشتراط سالمة الحواس وسالمة األعضاء الختيار الخليفة فضروري ،ألن المعوق يجب أن يعترف أنه ليس ﹰا
مطلقة كاألصحاء على إدارة شؤون الدولة ،فال يعقل اختيار خليفة فاقدا للعقل أو مشلول األعضاء ،فإن بعض اإلعاقات
3
تقعد اإلنسان عن القيام بوظائفه الشخصية واليومية وحتى البسيط منها.
أما بعض اإلعاقات كبتر يد ،أو فقد بصر فربما ال تعيق بالكلية عن القيام بواجبات إدارة شؤون المسلمين ،وقد استشهدت
في ذلك بتولية الرسول لعبد اﷲ بن أم مكتوم على المدينة المنورة في عدة مواضع من الرسالة للحاجة.
كما أقرت الشريعة اإلسالمية لجميع مواطني الدولة بما فيهم األشخاص ذوي اإلعاقة باعتبارهم مكونﹰا أساسيﹰا من مكونات
المجتمع كحق االنخراط في الجمعيات والمؤسسات السياسية ،فقد عدت العمل ضمن هذه المؤسسات من أعمال البر
واإلحسان التي يجب على جميع أفراد المجتمع أن يعملوا بها في المجتمع اإلسالمي ،فقال سبحانه :وﹶتعا
ﹶش ِديد
ات ﹸقوا اَﷲ ِِإ ن اَﷲ ِ
َ َ الت ﹾق وى وﹶال ﹶتعا وﹸنوا عﹶلى اِإلﹾثِِم والعد وِا ِن و َّ
وﹸنوا عﹶلى ِال ِبر و َّ
ِال ِعﹶقاب.4
1ابن األثير ،عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم :الكامل في التاريخ ،م ،3دار صادر للطباعـة والنشــر ،بـيروت1965 ،م،
ص.51-50
2ابن الجــوزي ،الحافــظ أبــو الفــرج جمــال الــدين :من%اقب أم%ير المؤم%%نين عم%%ر بن الخط%اب ،ط ،1تحقيــق زينب إب ـراهيم القــاروط،
دار الكتب العلمية ،بيروت1424 ،ه ـ2003-م ،ص.80-78
3الماوردي ،أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البغدادي (ت 450ه ـ) :األحكام السلطانية ،دار المعارف ،القاهرة1978 ،م،
ص.6
4سورة المائدة رقم .5/2
13
وفي الحديث الشريف "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضﹰا وشبك بين أصابعه" .1فالشريعة اإلسالمية
تبارك جهود الخيرين ،في إنشاء وتكوين الجمعيات الخيرية والسياسية ،والتي تخدم المجتمع وتعمل على مبدأ البر
واإلحسان ،وتقر لكافة أفراد المجتمع العمل في مثل هذه الجمعيات ،وبخاصة المعوقين،ألنهم يستطيعون القيام بهذا العمل
ليثبتوا ألنفسهم ولمجتمعهم أنهم أعضاء فاعلين فيه ويمكنهم اإلدالء برأيهم واإلسهام بفكرهم في نهضة مجتمعهم على
الصعيد السياسي كما غيره من الصعد .إو ذ يتيح المجتمع المسلم لألشخاص ذوي اإلعاقة االطالع بهذا الدور ويساعدهم
على ذلك فإنه يرفع من معنوياتهم ويقوي عزائمهم ويعيد لهم الثقة بالنفس.
الفصل الثالث
رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر
المبحث األول :قانون رعاية المعوقين الفلسطينيين وتقسيماته للمعاقين حسب نوع اإلعاقة المطلب األول :اإلعاقة في
فلسطين
المطلب الثاني :مفهوم وأنواع اإلعاقة وفقﹰا للقانون الفلسطيني المطلب الثالث :قانون حقوق المعوق الفلسطيني
المعاقين المبحث الثاني :مجاالت رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة التي تناولها القانون الفلسطيني لحقوق
المطلب األول :الرعاية النفسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر المطلب الثاني :الرعاية الوقائية
لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر المطلب الثالث :الرعاية الصحية للمعاقين في القانون الفلسطيني
المعاصر المطلب الرابع :الرعاية االجتماعية للمعاقين في القانون الفلسطيني المعاصر المطلب الخامس :الرعاية
السياسية للمعاقين في القانون الفلسطيني المعاصر المبحث الثالث :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين
المطلب األول :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع الصحة
المطلب الثاني :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة المتعلق باألوضاع الترفيهية المطلب الثالث :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة
في المشاركة السياسية المطلب الرابع :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع التعليم
المطلب الخامس :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في الحق بالسكن وموائمة األماكن العامة لهم المطلب السادس :واقع
األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع العمل والتدريب المهني المبحث الرابع :تأهيل ودمج ذوي اإلعاقة في المجتمع
المطلب األول :تأهيل األشخاص ذوي اإلعاقة في المجتمع المطلب الثاني :دمج المعوقين في المجتمع
تمهيد:
تعرض األشخاص ذوو اإلعاقة على مر التاريخ ألبشع أنواع االستغالل واإلساءة واالضطهاد،
1رواه البخــاري :ص%حيح البخ%اري ،كتــاب األدب ،بــاب تعــاون المؤمــنين بعضــهم بعضــا ،ص .80ومســلم ،ص%حيح مس%لم ،كتــاب
البر والصلة واآلداب ،رقم .65
14
كونهم في نظر الكثيرين الحلقة الضعيفة في المجتمع ،وما زال بعضهم يعانون من رواسب هذا الماضي البغيض .إن
المتتبع لواقع المعوقين في معظم الدول يرى جليﹰا وجود ثقافة واسعة وراسخة مبنية على نظرة "الشفقة واإلحسان التي
مرور بالمدرسة والحي ،ومن ثم المجتمع ككل" .1وبسبب هذه
يتصف بها كافة مكونات النظام االجتماعي ابتداء من األسرة ،ﹰا
النظرة السلبية ،نجد أن األشخاص ذوي اإلعاقة في نظر هؤالء أصبحت حياتهم أكثر تعرضﹰا للتهديد ،وأقل قدرة على
التكيف مع المتغيرات ،والضعف في مهارات تواصلهم .ومن هنا ال بد من إصدار التشريعات والقوانين الالزمة للمحافظة
على حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة ،وتبدو أهمية وجود التشريعات في الجوانب اآلتية:
التشريعات والقوانين مظهر حضاري إو نساني ،بواسطتها يصبح أفراد المجتمع قادرين على تنظيم عالقاتهم وحقوقهم
وواجباتهم ومسؤولياتهم بمن فيهم ذوي اإلعاقة.
تعمل التشريعات والقوانين على تحديد من هو المعوق ،وتصنف اإلعاقة بهدف تقديم أقصى ما يمكن من رعاية وخدمات
تربوية وتعليمية وتأهيلية وطبية واجتماعية ونفسية للمعاقين ،بهدف تمكينهم من العيش بكرامة ،واالندماج داخل مجتمعاتهم،
إو زالة التفرقة والتحيز االجتماعي منهم.
تعمل التشريعات والقوانين على توفير التسهيالت الالزمة والتعديالت في البيئات المختلفة ،بما يتناسب واستخدام المعوقين
لها ،وكذلك توفير وسائط النقل واألجهزة التعويضية المالئمة ،واإلعفاءات والرسوم الجمركية على مركباتهم.
وهناك مبرر قوي إلصدار تشريعات وقوانين خاصة بالمعوقين على الرغم من وجود تشريعات ودساتير وقوانين عامة ،حيث
يالحظ في القوانين والتشريعات العامة قلة وجود أنظمة وتعليمات تفسيرية توضيحية لمواد تلك القوانين ،وبالتالي تضيع
2
حقوق المعوقين من خالل تناثر حقوقهم بين مواد تلك القوانين وبشكل عشوائي غير واضح.
إن ما تم في الربع األخير من القرن الماضي من إنجاز قادته الهيئة العامة لألمم المتحدة*والجمعيات والمنظمات الدولية،
التي هدفت إلى رعاية المعاقين إو قرار حقوقهم في الحياة والعيشالكريم ،والرعاية النفسية والصحية والتعليمية واالجتماعية،
والتوصيات إلى المبادئ الصادرة عنها،لها األثر الكبير في تحفيز السلطات والتشريعات في معظم أقطار العالم ،إو ن لم
تكن جميعها على تضمين دساتيرها بنودﹰا تكفل حقوق ورعاية المعوقين ،وتسن القوانين التي تكفل رعايتهم رعاية خاصة.
وقد بلورت البالد العربية قوانينها وتشريعاتها الخاصة بالمعوقين من خالل مواثيق األمم المتحدة ،وفي مقدمتها اإلعالن
الصادر عام (1975م) ،إو عالن هيئة األمم المتحدة لعام (1981م) ،فض ﹰال عن أسباب أخرى مثل انتشار جمعيات
المعاقين ،وجهود العمل الدولية في جنيف بإعالناتها وتوصياتها ومؤتمراتها المختلفة ،مما أثمر عن إصدار التشريعات
والقوانين في بعض األقطار العربية التي تضمن حقوق المعاقين في التربية والعالج والرعاية ،بوصفهم مواطنين أسوة
3
بأقرانهم األصحاء.
1الوراسنة ،يوسف :واقع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين ،مجلة الفصلية ،فصلية حقوق المعوق الفلسطيني ،عدد
،13تشرين الثاني2011م ،ص.11
2جــابر ،فــايز :حقوق المعوقين في التشريعات والقوانين العربي%ة والدولية ،مدينــة الشــارقة للخــدمات اإلنســانية ،جمعيــة أصــدقاء
المعاقين ،الشارقة2008 ،م ،ص.202
3جابر ،فايز :حقوق المعوقين في التشريعات والقوانين العربية والدولية ،ص.202
15
إن المتأمل في التشريعات والقوانين العربية التي تعنى بذوي اإلعاقة يجد أن هناك اهتمامﹰا جادﹰا ومحاوالت رائدة لرعاية هذه
الفئة ،ال سيما في األقطار التي توجد فيها قوانين وتشريعات لصالح المعوقين ،حيث إن القوانين الدستورية في األقطار
العربية كافة تشير إلى إن الدستور يكفل حق التعليم والعمل وتلقي المساعدات ،إو ن هذا حق عام لجميع المواطنين بمساواة
تامة ،إال إن بعض الدول العربية سنت قوانين خاصة بالمعاقين ،تتضمن بنودﹰا تحدد شكل ونوع الخدمات العالجية والتربوية
والنفسية الواجب توفيرها وتقديمها للمعاقين ،ومن هذه الدول :مصر ،والعراق ،وتونس ،واألردن ،وسوريا ،وليبيا .وأما
السعودية واليمن ،فتوجد إلى جانب الدستور بعض النصوص التنظيمية الصادرة عن الو ازرات المختلفة بالدولة .في حين
اكتفت بعض األقطار العربية بما جاء في الدستور من بنود تؤكد هذه الحقوق ،وهي :قطر ،والكويت ،واإلمارات ،والبحرين،
1
وسلطنة عمان.
* األمم المتحدة منظمة عالمية تضم في عضويتها جميع دول العالم المستقلة تقر ًيباً .تأسست منظمة األمم المتحدة بتاريخ
24العاصمة أآتوبر واشنطن 1945.في مدينة سان فرانسيسكو http://ar.wikipedia.org/wiki ،آاليفورنيا
تبعاً لمؤتمر دومبارتون أوآس الذي عقد في
األمريكيةً ،
نبذة عامة حول القوانين والمواثيق الدولية التي وضعت لرعاية شؤون األشخاص ذوي اإلعاقة:
فالحق* يجد مصدره في التشريعات الوضعية في النص القانوني الذي تصدره السلطة التشريعية،والذي يتكفل بوضع
الضوابط والحدود الالزمة لضمان احترامه ،وفيها تقرير الجزاء المناسب الذييتم توقيعه على من يخالف أحكامه ،فضال عن
ذلك فهناك مصادر أخرى للحق تأتي في المرتبة التالية ،وهى العرف واالتفاقيات الدولية التي توقعها الدول فيما بينها على
شكل اتفاقيات ثنائية أو متعددة اإلطراف.
وعلى ذلك يقصد بحقوق المعاقين :مجموعة من الحقوق التي نصت عليها التشريعات العربية لحماية حقوق المعاق بوصفها
من حقوق اإلنسان األساسية ،أو األمور الهامة التي ال غنى عنها في حياته اليومية ،بحيث أن أي انتقاص أو حرمان من
2
أحدها أو منها جميعا يجعل صاحبها في مركز قانوني أقل من غيره من المواطنين ،ويخل بمبدأ المساواة بين الناس.
إن رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة وحمايتهم وضرورة دمجهم في جميع مؤسسات المجتمع ،إو شراكهم في عملية التنمية في
مختلف مجاالت الحياة ،تشكل أولوية قصوى لدى دول العالم التي تتصف بالمدنية ،باعتبارهم شريحة عضوية قادرة على
اإلنتاج والعطاء ،إذا ما أتيحت لهم فرص متساوية مع أقرانهم غير المعوقين ،وصو ﹰال إلى إشراكهم شراكة حقيقية ،وتمثيلهم
1عبدون ،هاشم فارس :رعاية ذوي االحتياجات الخاصة بين الشريعة والقانون وأثر ذلك في الجانب التربوي ،المؤتمر الدولي
السادس "تأهيل ذوي االحتياجات الخاصة"2008 ،م ،ص.245
2عدارب ــة ،أحم ــد ،احتياج%%ات المع%%وقين في مخيم%%ات الوسط ،رام اﷲ ،المرك ــز الفلس ــطيني لتعميم الديمقراطي ــة وتنمي ــة المجتم ــع،
بانوراما ،رام اﷲ ،2001 ،ص.24
16
في المستويات والميادين كافة ،ويقاس اليوم تمدن الشعوب والدول بمستوى العناية والرعاية التي تقدم لهذه الشريحة من
المجتمع ، 1وتستمد المعايير الدولية لحقوق المعوق من جهات عدة ،وهي:
* الحقوق :جمع حق وهو لدى شراح القانون (مصلحة يحميها القانون) ،أو هي (سلطة أو قدرة إرادية ،يتسلط بها الشخص
على أعمال الغير بموافقة السلطات ومساعدتها) ،أو هي (السلطة والقدرة التي يمنحها القانون لشخص من األشخاص
تحقيقا لمصلحة مشروعة يعترف له بها ويحميها).
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر عام 1948م* :بما إن العديد من بنود اإلعالن العالميتعتبر جزءﹰا من القانون
الدولي العرفي الملزم لجميع الدول ،بغض النظر عما إذا كانت عضوﹰافي األمم المتحدة أم ال ،وعليه فإنه يمكن االعتماد
على ذلك في الدفاع عن حقوق المعوقالفلسطيني .حيث نصت المادة ( )1من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على أنه
ار متساوين في الكرامة والحقوق" . 2وهذه المادة تذكرنا بمقولة عمر بن الخطاب الشهيرة التي سبقت
"يولد جميع الناس أحرﹰا
هذا اإلعالن ،حيث قال مخاطبﹰا عمرو بن العاص" :متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أح اررا" .3وتنص المادة ()2
منه على أن "لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا اإلعالن ،دونما تمييز وال سيما التمييز بسبب
العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر" .4وتنص المادة ( )7على أن "كل الناس جميعﹰا
سواء أمام القانون ،وهم متساوون في حق التمتع بحماية القانون دونما تمييز ،ولهم الحق في التمتع متكافئة دون أي
تفريق" .5وتنص المادة ( ) 8على أن "لكل شخص حق اللجوء إلى المحاكم الوطنية المتخصصة إلضافة الفعل من أية
أعمال تنتهك الحقوق التي يمنحها إياه الدستور".6
1الوراسنة ،يوسف :واقع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين ،مجلة الفصلية ،العدد ،13تشرين ثاني ،2011ص.10
2يوسف ،أمير فرح :موسوعة حقوق اإلنسان ،اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ،المادة " ،"1يولد جميع الناس أح اررا،...
ص.48
3ابن الجوزي :مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ،ط ،1ص.79
4يوسف ،أمير فرح :موسوعة حقوق اإلنسان ،اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان المادة" ،"2ص.48
5المرجع السابق :المادة" ،"7الناس جميعﹰا سواسية أمام القانون ،ص.49
6المرجع السابق :المادة" ،"8ص.49
17
أي إن كافة المواد تنص على أن الحقوق العامة التي بموجبها توفر الحماية من أي انتهاك ،مبنية على التمييز السلبي ضد
1
األشخاص ،بما في ذلك احتياجات المعوقين ،ولكن اإلعالن العالمي لم ينص في أي من أحكامه على المعوقين باالسم.
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية العام
1966واللذان دخال حيز التنفيذ في العام 1976م :اشتمل العهدان على نصوص تحرم التمييز ،مع ضمان حق التمتع
بكافة حقوق اإلنسان على اختالف أنواعها،
* اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان هو وثيقة حقوق دولية تمثل اإلعالن الذي تبنته األمم المتحدة 10ديسمبر 1948في
قصر شايو في باريس .اإلعالن يتحدث عن رأي األمم المتحدة عن حقوق اإلنسان المحمية لدى كل الناس.
http://ar.wikipedia.org/wiki
حيث تنص المادة ( )26من العهد الدولي الخاص ٍ
بالح قوق السياسية والمدنية على "الناس جميعﹰاسواسية أمام القانون،
ويتمتعون دون تمييز بحق ٍ
متسا و في التمتع بحمايته" ،وفي هذا الصدد يجبأن يحظر القانون أي تمييز ،وأن يكفل لجميع
األشخاص على السواء حماية حقيقية من التمييز".1
ثانيﹰا :اتفاقية حقوق الطفل المعوق لسنة 1989م*
حيث نصت المادة ( ) 23من هذه االتفاقية على :أن يتمتع الطفل المعوق عقليﹰا وجسديﹰا بحياة كاملة وكريمة ،في
ظروف تكفل له كرامته وتعزز اعتماده على النفس ،وتيسر مشاركته الفاعلة بالمجتمع.
ومن بنود هذه المادة:
يحق للطفل المعوق التمتع برعاية خاصة.
تقدم كل االحتياجات الخاصة للطفل المعوق مجانﹰا.2
كما تنص المادة ( )26من هذه االتفاقية على أنه:
لكل طفل الحق في االنتفاع من الضمان االجتماعي* بما في ذلك التأمين االجتماعي*.
2
ينبغي منح اإلعانات عند االقتضاء ،مع مراعاة موارد وظروف الطفل واألشخاص المسئولين عن إعانة الطفل.
و تنص المادة ( ) 28من هذه االتفاقية أيضﹰا على الحق في التعليم وذلك من خالل:
جعل التعليم االبتدائي إلزاميﹰا ومتاحﹰا ومجانيﹰا للجميع.
تشجيع تطوير شتى أشكال التعليم الثانوي سواء العام أو المهني.
3
جعل التعليم العالي متاحﹰا للجميع على أساس القدرات.
1يوسف ،أمير فرح :موسوعة حقوق اإلنسان ،العهد الدولي الخاص بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،المادة
1قطامش ،ربحي :تقرير حول حقوق المعاقين الفلسطيني ،االتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين ،مشروع التوعية والتدريب،
2004م ،ص.15
2يوسف ،أمير فرح :موسوعة حقوق الطفل ،اإلعالن العالمي لحقوق الطفل ،ج ،1المادة" ،"26ص.790
3المرجع السابق :المادة" ،"28ص.791
18
" ،"26ج ،5ص.790
* هي ميثاق دولي يحدد حقوق األطفال المدنية ،السياسية ،صاديةاالقت والثقافية .تراقب تنفيذ االتفاقية لجنة حقوق الطفل
التابعة لألمم المتحدة المكونة من أعضاء من مختلف دول العالمhttp://ar.wikipedia.org/wiki .
2يوسف ،أمير فرح :موسوعة حقوق اإلنسان ،حقوق الطفل ،الوثائق والصكوك الدولية بشأن حقوق الطفل ،المادة "،"23
ج ،1ص.788-787
حالة أو ظرف تتميز به الجماعة يسود فيه االلتحام االجتماعي ،والتعاون ،والعمل الجمعي الموجه نحو إنجاز أهدافها،
ويستخدم المصطلح أحيانﹰا لإلشارة إلى االلتحام االجتماعي . .أنظر :غيث ،محمد عاطف ،قاموس علم االجتماع ،دار
العلم للطباعة والنشر ،بيروت،1979 ،ص.466
هو تأمين إجباري يفرضه المشرع لصالح فئات من المواطنين أو لجميعهم ضد المخاطر التي يتعرضون لها هم أو أسرهم،
ومن المخاطر اصابات العمل والمرض والبطالة والشيخوخة واعتزال الخدمة بسبب السن ووفاة رب األسرة .أنظر
مدكور،ابراهيم ،معجم العلوم االجتماعية ،مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة،1981 ،ص.107
وتنص المادة ( ) 39على الحق في التأهيل وذلك من خالل" :أن تتخذ الدول األطراف كل التدابيرالمناسبة للتشجيع والتأهيل
التأهيلو عادة االندماج في بيئة تعزز صحة الطفل واحترامه
إ البدني والنفسي ،إو عادة االندماج االجتماعي للطفل ،ويجري هذا
لذاته وكرامته" . 1وكل ما ذكرت من مواد في هذه االتفاقية التي تكفل حصول األطفال المعوقين وغيرهم على أفضل أشكال
الرعاية تذكرني بالخليفة عمر بن الخطاب الحكيم والمفكر والسباق إلى رعاية حقوق األطفال المعوقين واألصحاء على
حد سواء ،فهو أول من فرض عطا ء من بيت المال ألمهات المواليد الجدد ،إلعانتهن على رعاية أولئك المواليد .وهو م
ن أوقد النار بنفسه وحمل الطعام والثياب من بيت المال ،حتى رسم البسمة على شفاههم ،حتى قالت أمهم وهي لم
تعرف عمر "واﷲ إنك ألحق بالخالفة من عمر".
ثالثﹰا :اإلعالن الخاص بحقوق المتخلفين عقليﹰا لسنة *1971ونص هذا اإلعالن على:
للمتخلف عقليﹰا إلى أقصى حد ممكن نفس ما لسائر البشر من حقوق.
للمتخلف عقليﹰا الحق في الحصول على الرعاية والعالج الطبيين المناسبين.
2
للمتخلف عقليﹰا حق التمتع باألمن االقتصادي وبمستوى معيشة الئق.
ونالحظ من خالل هذا اإلعالن االهتمام الكبير باإلنسان مهما كانت حالته العقلية ،ومراعاة لظروفه الصحية بحيث تتناسب
مسؤوليته القضائية واالجتماعية طرديﹰا مع أهليته وقدرته العقلية هبوطﹰا وصعودﹰا ،وهذا يذكرني بسماحة إسالمنا العظيم إذ
1يوسف ،أمير فرح :موسوعة حقوق اإلنسان ،اإلعالن العالمي لحقوق التعليم ،ج ،5المادة " ،"39ص.794
* اعتمد ونشر على المأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ( 2856د )26 -المؤرخ في 20كانون أول /ديسمبر
.1971حيث أكد على ضرورة حماية حقوق ذوي العاهات البدنية والعقلية وتامين الرفاهيـة لهم إو عـادة تـأهيلهم .انظــر مـراد ،عبـد
الفتاح ،موسوعة حقوق اإلنسان ،ص.1116
2مراد ،عبد الفتاح :موسوعة حقوق اإلنسان ،مطبعة اإلسكندرية ،اإلسكندرية1971 ،م ،ص.1116
19
أن ديننا الحنيف قد رفع القلم والمسؤولية والتكاليف عن المجنون بسبب عدم تمييزه ألفعاله .قال " :رفع القلم عن ثالث
عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق".1
اعتمد ونشر على المأل بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة ( 3447د )30 -المؤرخ في 9كانون أول /ديسمبر
. 1975يعنى بشأن المعاقين ويضع نصب عينيه ضرورة الوقاية من التعويق الجسماني والعقلي وضرورة مساعدة
المعوقينعلى إنماء قدراتهم .انظر مراد ،عبد الفتاح ،موسوعة حقوق اإلنسان ،ص.1118
سادسﹰا :منظمة العمل الدولية*
1النسائي :السنن الكبرى ،كتاب الطالق ،باب من ال يقع طالقه من األزواج ،حديث رقم ،5596ص.265
2مراد ،عبد الفتاح :موسوعة حقوق اإلنسان ،ص.1116
3مراد ،عبد الفتاح :موسوعة حقوق اإلنسان ،ص.1117
20
اعتﹸمد ونﹸشر بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم 3447المؤرخ في 9كانون األول1975م ،حيث قطعت
الدول على نفسها عهدﹰا برفع مستويات المعيشة وتهيئة الظروف".3
ومما سبق يتبين مدى اهتمام العالم كمؤسسات مجتمع مدني وكذلك الدول برعاية األشخاص ذوي اإلعاقة لذلك أسست
العديد من المنظمات التي عنيت بهذا األمر والتاريخ الدولي يحتفظ بالكثير من المواثيق واالتفاقيات واإلعالنات العامة
لحقوق اإلنسان التي تنظم شؤون المعاقين والتي تؤكد على ضرورة العناية بهم ،كذلك توجد قوانين عالمية وكذلك قوانين
خاصة بالكثير من الدول التي تنظم رعاية المعوقين ،وأما بالنسبة للقانون الفلسطيني فسوف أتحدث عنه في الصفحات
القادمة إن شاء اﷲ.
انشئت هذه المنظمة بمقتضى معاهدة فرساي بعد الحرب العالمية األولى ،وذلك تحقيقﹰا لهدف خضوع العمال في العالم
أجمع لمبادئ عمالية موحدة لتحسين أحوال الطبقة العاملة وتحقيق أكفأ استخدام للقوى العاملة ،حيث أصبحت إحدى
الوكاالت المتخصصة التابعة لألمم المتحدة .أنظر عمر ،حسين ،دليل المنظمات الدولية( ،د .ط) ،دار الفكر العربي،
القاهرة ، 1997 ،ص.93
المبحث األول :قانون رعاية المعوقين الفلسطينيين وتقسيماته للمعوقين حسب نوع اإلعاقة.
عند الحديث عن اإلعاقات في فلسطين ،يجب أن نضيف إلى األسباب السابقة الذكر لإلعاقات سببﹰا آخر يتمثل في القمع
التعسفي اإلسرائيلي؛ والذي زاد من مخاطر التعرض لإلصابة باإلعاقة في فلسطين ،حيث أفادت بعض الدراسات في
جامعة بيرزيت أن ( )% 13من اإلصابات بين أفراد المجتمع الفلسطيني خالل انتفاضة األقصى أدت إلى إعاقات دائمة.
ويشير تقرير الصحة عام (2003م) أن هناك ( )1.183حالة إعاقة في الضفة وحدها منذ اندالع انتفاضة األقصى ولغاية
عام
( 2004م) ،كما وتدل اإلحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني على أن نسبة المعاقين في فلسطين
بلغت في عام (2004م) بنسبة بلغت ( )% 1.7معوق ،وقد ارتفعت نسبة اإلعاقات بعد انتفاضة األقصى جراء اإلصابات
برصاص االحتالل اإلسرائيلي ،إذ بلغ عدد المواطنين الفلسطينيين الذين أصيبوا خالل االنتفاضة بعاهات دائمة وشبه دائمة
إلى ( )46353حتى تاريخ ( 1/3/2006م) وفقﹰا إلحصائيات الهيئة العامة .وتشير الدراسات في هذا الموضوع أن اإلعاقة
الحركية شكلت النسبة األعلى بين اإلعاقات ،حيث إن حوالي ثلث المعوقين هم معوقون حركيﹰا ،بنسبة بلغت (،)%29.8
2
ويأتي بعدها اإلعاقة البصرية ،حيث شكلت ما نسبته ( )%18.7من مجموع اإلعاقات.
21
إن نسبة المعوقين في فلسطين تعد عالية نسبيا عن باقي دول العالم ،حيث بلغت نسبة انتشار اإلعاقة في األراضي
الفلسطينية في عام (2011م) حوالي ( ،)% 7وهي النسبة ذاتها في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة .فقد بلغت هذه
النسبة في األراضي الفلسطينية ( )%2.7من مجمل السكان ،و( )%2.9من مجمل السكان في الضفة الغربية ،و()%2.4
من مجمل السكان في قطاع غزة .كما بلغت نسبة اإلعاقة بين الذكور ( ،)%2.9أما بين اإلناث فبلغت النسبة ()%2.5
في األراضي الفلسطينية 1.ويعود ذلك إلى عدة أسباب ،أهمها:
اإلصابات المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن ممارسات االحتالل وجنوده :والناظر في حالةالشعب الفلسطيني يجد أن هذه
اإلصابات تزداد يوميﹰا مع استمرار االحتالل في ممارسته القمعية والتعسفية ،حتى بات الكثير من منازل الفلسطينيين فيها
مصاب بإحدى اإلعاقات الدائمة أو شبه الدائمة بسبب جرائم االحتالل.
ضعف الرعاية الصحية :ففي كثير من الحاالت ينتج عن ضعف الرعاية الصحية حاالت من اإلعاقة بمختلف أنواعها.
ويعود ذلك إلى أن الكثير من القرى النائية والمخيمات ال تكاد تجد فيها عيادة الرعاية الصحية األولية ،إو ن وجدت فإنها
ف لحصول الضعف في الرعاية الصحية. تقتصر على األدوية والكوادر الكافية إلدارتها ،وهذا ٍ
كا ٍ
ضعف الوعي الصحي لدى األهالي ،وضعف إجراءات الكشف المبكر.
عدم إتمام الفحوصات الطبية* الالزمة من قبل عدد كبير من المقبلين على الزواج وأثناء فترة الحمل .وهذا السبب أصبحنا
قادرين على تجاوزه من خالل القانون الذي سنه مجلس القضاء الشرعي ،وذلك بربط عقد الزواج بوجود ورقة من إحدى
الجهات الطبية الرسمية يقوم بمقتضاها الزوجان بفحص الثالسيميا*.
ارتفاع نسبة زواج األقارب في المجتمع الفلسطيني :حيث يرى بعض الباحثين أن زواج األقارب سبب واضح لوجود العديد
من اإلعاقات بين المواليد لما بأن بعض الباحثين األخرين ال يسلمون بهذا واعتبروا أن مجرد زواج القريب من قريبته ليس
سببﹰا كافيﹰا لحدوث اإلعاقة ويستدلون على وهة نظرهم هذه ،إضافة إلى استنتاجاتهم النظرية والعلمية بقوله تعالى
الل ِاتِي آﹶت
ِإن ا ََأ حﹶلﹾلﹶنا ﹶلكَ َأ ز وا ج ك َّ مخاطبﹰا رسوله صلى اﷲ عليه وسلم " يا َأي ها َّ
الن ِ
ِب ي َّ
ﹶنا ِت عم ك والل ه عﹶليك وب ِ
ي ﹶت ُأ جو ر هن وما مﹶل ﹶك ﹾت يِ ِميﹸن ك ِمما ََأﹶفا ء َّ
الل ِاتِي ها ج ر ن مع ك وا مرََأةﹰ ﹶخال ك وب ِ
ﹶنا ِت ﹶخاالتِكَّ ﹶنا ِت ِ
ما ِت ك وب ِ
ﹶنا ِت عِ
ب ِ
الن ِب ي ََأ ن ي سﹶتﹾنِ ِك ح ها ِ
ﹶخال مْؤ ِمِﹶنةﹰ ِِإ ن و هب ﹾت ﹶنﹾف س ها ِِل َّ
لن ِ
ِب ي ِِإ ن ََأ ارد َّ
صﹰة ﹶلكِ
ِ م ن
دو ِن اﹾلمْؤ ِمِنِي ن ﹶقد ِ عل مﹶنا ما ﹶف ر ضﹶنا عﹶليِهم ِِفي ََأ ز و ِ
اجِهم وما مﹶل ﹶك ﹾت ََأيمانﹸ ِ
هم ِ
ِلﹶكيال يﹸكو ن عﹶليك
الل ه ﹶغفﹸو اﹰر ِ ر ِحيمﹰا) 1
ح ر ج وﹶكا ن َّ
ووجه االستدالل من هذه األية ان اﷲ أحل بنبيه ثم للمؤمنين الزواج من القريبات كبنات العم والعمة وبنات الخال والخالة
وهو أعلم .
1فلسطين ،الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني" ،مسح اإلعاقة الفلسطيني" ،و ازرة الشؤون االجتماعية ،2011 ،ص.19
22
* عبارة عن فحوصات مخبرية أو سريرية تجرى لكل من الذكر واألنثى العازمين على الزواج ،ويتم إجراؤها قبل عقد القران
الكتشاف أي موانع صحية تحول دون الزواج وحتى لمعرفة إمكانية اإلنجاب من عدمه بحيث يكون كال الخاطبين عالمﹰا
بما هو مقبل عليه ومقتنعﹰا به تمامﹰا .أنظر :عضيبات ،صفوان محمد ،الفحص الطبي قبل الزواج" دراسة شرعية قانونية
تطبيقية" ط ،1دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن2009 ،م ،ص.59
1سورة األحزاب رقم ( . )33/50
.7حوادث السير المختلفة ،إو صابات العمل :نتيجة لالكتظاظ السكاني ،أو اإلهمال في قواعد األمنوالسالمة سواء على
الطرق أو في أماكن العمل.
1
البيئة الملوثة بسبب ممارسات االحتالل اإلسرائيلي.
ع رف قانون العمل الفلسطيني رقم ( )4لسنة 2000م المعوق بأنه "الشخص الذي يعاني من عجز في بعض قدراته
الجسدية أو الحسية أو الذهنية ،نتيجة مرض ،أو حادث ،أو سبب خلقي ،أو عامل وراثي ،أدى لعجزه عن العمل أو
االستمرار أو الترقي فيه ،أو أضعف قدرته عن القيام بإحدى الوظائف األساسية في الحياة ،ويحتاج إلى الرعاية والتأهيل
من أجل دمجه أو إعادة دمجه في المجتمع" . 2ويالحظ على هذا التعريف أنه اختلف عن تعريف المعوق الوارد في قانون
حقوق المعوقين الفلسطينيين ،إذ أنه نظر إلى المعوق من زاوية العجز وليس من زاوية القدرات المتاحة التي يمكن توظيفها
ألداء األعمال المختلفة.3
أما قانون المعاق الفلسطيني ،فقد ع رف الشخص المعاق بأنه" :هو الشخص المصاب بعجز كلي أو جزئي خلقي أو
غير خلقي ،وبشكل مستقر في أي من حواسه أو قدراته الجسدية أو النفسية أو العقلية ،إلى المدى الذي يحد من إمكانية
تلبية متطلبات حياته العادية في ظروف أمثاله من غير المعاقين".4
وفي التعداد العام للسكان الفلسطيني لعام 1997م ،قدم الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني تعريفﹰا إجرائيﹰا للمعوق
يفيد بأنه" :كل فرد لديه قصور في نوع أو مقدار النشاط الذي يؤديه ،بسبب صعوبات مستورة تعزى إلى حالة جسمية أو
عقلية ،أو مشكلة صحية طال أمدها ستة أشهر فأكثر" وبهذا فإن أصحاب اإلعاقات المؤقتة والمرضى الذين يحتاج شفاؤهم
1الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن :حقوق المعوقين في المجتمع الفلسطيني ،سلسلة تقارير خاصة ( ،2004 ،)47ص-28
.30
2المجلس التشريعي الفلسطيني :القوانين ،2000-96الفصل األول ،تعاريف وأحكام عامة ،مادة ،1ص.212-211
3الســعدي ،بهــاء الــدين وآخــرون :حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني ،الهيئــة الفلســطينية المســتقلة لحقــوق الم ـواطن ،سلســلة
تقارير خاصة2006 ،م ،ص.20
4قانون المعاق الفلسطيني الصادر سنة 1999م ،المادة " ،"1ص.23
23
إلى فترة زمنية تتجاوز ستة أشهر يندرجون هنا ضمن تعريف المعوقين ،رغم أن القانون حدد اإلعاقة بحالة مستقرة تدوم
1
ألمدزمني طويل.
ويلحظ أن الالئحة التنفيذية لقانون حقوق المعوقين الفلسطيني قد اعتمدت على التصنيف الدولي الصادر عن منظمة
الصحة العالمية عام 1997م كأساس لتصنيف هذه اإلعاقات ،وانطالقﹰا من ذلك التصنيف تعتمد نسبة العجز الواردة في
اللوائح المعمول بها في و ازرة الصحة الفلسطينية أساسﹰا للتصنيف ،وتقوم و ازرة الشؤون االجتماعية وو ازرة الصحة والجهات
الخاصة بتحديد نسبة العجز فيما لم يرد ذكره في هذه الالئحة.
أما حديثﹰا فإن االتجاه العام لتعريف اإلعاقة في القانون الفلسطيني يميل إلى تبني التعريف الوارد في اتفاقية دول أمريكا
الالتينية؛ إلنهاء كل مظاهر التمييز ضد األشخاص ذوي اإلعاقة ،والذي ينص على أن اإلعاقة تعني" :العجز الجسدي أو
العقلي أو في الحواس ،سواء كان دائمﹰا أو مؤقتﹰا ،والذي يؤدي إلى الحد من القدرة على ممارسة أحد أو عدد من
النشاطات الرئيسة للحياة اليومية ،والتي يمكن أن تكون سببﹰا في تدهور البيئة االجتماعية واالقتصادية" ،3وعلى هذا فقد
شمل هذا القانونالحاالت التالية:
التخلف العقلي البسيط والشديد (عدم اكتمال النمو).
اإلعاقة البصرية (الكلية والجزئية ،وعمى األلوان ،وضعف البصر).
اإلعاقة السمعية إو عاقات التخاطب الكلية والجزئية (حادة -متوسطة -خفيفة).
.2594
3انظر مجموعة التشريعات الفلسطينية ،قرار مجلس الوزراء رقم ( )40لسنة 2004م ،الخاص بالالئحة التنفيذية لقانون رقم
( )4لعام 1999م لحقوق المعوق الفلسطيني.
24
اإلعاقات الحركية (كتعطل وظائف أعضاء الحركة بالجسم الكلية والجزئية).
االضطرابات االنفعالية والوجدانية.
المشكالت الصحية الخاصة والصرع.
1
صعوبات التعلم.
يعتبر قانون حقوق المعوق الفلسطيني اإلطار القانوني الشامل الذي يلزم مختلف الجهات الفلسطينية باحترام حقوق
المعوقين ،ويحث الدولة الفلسطينية بمؤسساتها المختلفة على القيام باإلجراءات الالزمة لضمان هذه الحقوق ،وال يستثني
قانون حقوق المعوقين ،المؤسسات األهلية والخاصة واألفراد من مسؤولياتهم تجاه تلك الحقوق ،فقد قام االتحاد العام
للمعاقين الفلسطينيين* منذ عام 1993م بمناقشات مع جهات عدة ،لبحث آفاق سن قانون يضمن حقوق األشخاص ذوي
اإلعاقة في فلسطين ،وفي السابع من آب عام 1999م تمت المصادقة من قبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الشهيد
الراحل ياسر عرفات أبو عمار على قانون حقوق المعوقين رقم ( ،)4ونشر في مجلة الوقائع الرسمية بتاريخ
2
10/10/1999م.
وبهذا يكون رسميﹰا قد دخل هذا القانون حيز التنفيذ ،مشك ﹰال بذلك اإلطار القانوني المرجعي لحقوق المعوقين الفلسطينيين،
بعد أن مرت قضايا األشخاص ذوي اإلعاقة في حالة تيه وضاعت فيها المسئوليات وقد جاء هذا القانون في أربعة فصول:
−الفصل األول :يشتمل على تعريف المعاق ،وأحكام عامة تبلور عالقة السلطة الوطنيةالفلسطينية وو ازراتها بالمعوقين ،مع
التأكيد على إن للمعوق حق التمتع شأن غيره من المواطنين ،مع التأكيد على عدم جواز أن تكون اإلعاقة سببﹰا يحول دون
تمكن المعوق من الحصول على تلك الحقوق التي يكفلها القانون األساسي والقوانين األخرى.
−الفصل الثاني :ويشتمل على الحقوق الخاصة للمعوق في المجاالت االجتماعية ،والصحية ،والتعليمية ،وفي مجال
التأهيل ،والتشغيل ،والترويح ،والرياضة ،ومجال التوعية المجتمعية.
−الفصل الثالث يؤكد على مواءمة األماكن العامة للمعوقين ،وبذلك يهدف إلى إيجاد بيئة تتناسب واحتياجات المعوقين في
المدارس ،والكليات ،والجامعات ،والمواصالت كي يضمن حرية الحركة ،ومرافق االتصاالت ،واستخدام األماكن العامة.
3
−الفصل الرابع يشتمل على أحكام عامة.
1انظ ــر :التقري ــر الص ــادر عن جامع ــة ال ــدول العربي ــة ح ــول "اجتماع ــات ال ــدورة الس ــابعة للجن ــة الخاص ــة لالتفاقي ــة الدولي ــة لحق ــوق
األشخاص المعوقين ،نيويورك 3 ،فبراير لعام 2006م ،ص.5
* سيتم التعريف به في الفصل الرابع من الرسالة ص.113
2عمرو ،زياد :مجلة الوقائع الرسمية ،تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين،
(تقرير رقم ،)25العدد ،113ص.23
3المجلس التشريعي الفلسطيني ،القوانين ،2000-96ط ،2000 ،2ص.248-245
25
إن قانون حقوق المعاق الفلسطيني الصادر عام 1999م جاء ليعنى بفئة كبيرة تكاد تكون مهمشة في فلسطين ،وهذه
الفئة يزداد عدد أفرادها بشكل مستمر في ظل الظروف الحالية ،فجاء هذا القانون ليحمي هذه الفئة ويرعاها ،ويكفل لها
الحياة الكريمة ،كباقي أفراد الشعب ،ويرقى بها إلى أعلى المستويات ،وقد تعهد واضعوه برعاية وتأهيل من تنطبق عليهم
بنود هذا القانون ،حيث عرفت المادة ( ) 1التأهيل بأنه :مجموعة الخدمات واألنشطة والمعينات االجتماعية والنفسية والطبية
1
والتربوية والتعليمية والمهنية التي تﹸمكﹼن المعاقين من ممارسة حياتهم باستقاللية وكرامة.
وحيث إن التأهيل يعد من أهم األركان والركائز األساسية في إعداد الشخص ،بغض النظر سواء أكان معوقﹰا أم غير
معوق ،فالتأهيل يكون من قبل األسرة ومن قبل المؤسسات المتخصصة بالتأهيل .وأعطى القانون الفلسطيني األشخاص
ذوي اإلعاقة بطاقات تمكنهم من الحصول على كافة الحقوق ،حيث تتضمن هذه البطاقة مجموعة الخدمات التي يحصل
عليها الشخص المعوق ،والذي يحمل هذه البطاقة تكون بمثابة وثيقة تميز المعوقين عن غيرهم ،وتسهل عليهم اإللمام بكافة
االمتيازات التي يمكن أن تﹸعطى لهم .ويلحظ على هذا التعريف أنه جاء شام ﹰال ،ويعد هذا القانون من أفضل القوانين
المهمة في الدولة؛ الهتمامه بشريحة كبيرة حرمت من بعض الحواس التي أنعم اﷲ بها على اإلنسان وكرمه بها ،حيث جاء
هذا القانون لينهض بهذه الفئة ويخرجها من عزلتها ،ويمنحها الحقوق التي تمكنها من التغلب على الواقع المرير الذي
يعيشه الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وأفراده ،حيث نصت بنود هذا القانون على إنشاء المدارس والمعاهد والمؤسسات
الخاصة للعناية بهذه الفئة ،لتمكنها من ممارسة حياتها بالشكل الطبيعي والمش رف ،ومساعدتها على إبراز مواهبها
بكافةأشكالها وأنواعها ،والتخلص من كافة المعيقات التي تواجهها هذه الفئه (فئة ذوي اإلعاقة) .فقد نص القانون على حق
المعوق بالتعليم ، 2حيث ألزم الدولة بوجوب بناء المدارس الخاصة بالمعوقين لتسهيل عملية التعليم لهم ومنها:
مدارس الصم والبكم ،التي تﹸعنى بتعليم األشخاص الذين ال يتمكنون من النطق أو السمع أوكليهما ،فهذه المدارس تقوم
بتعليمهم عن طريق اإلشارات الخاصة بهم والتي تمكنهم من التعليم وممارسة حياتهم بالشكل الطبيعي.
مدارس المكفوفين :وهذه المدارس تقوم بحد ذاتها بتعليم وتدريس األشخاص الذين يعانون من إعاقة بصرية ،حيث تقوم هذه
المدارس بتعليم المكفوفين على نظام "بريل"؛ لكي يتمكن هؤالء األشخاص من التعليم بكافة المستويات المختلفة للتعليم:
األساسي والثانوي والجامعي.
فهذه المدارس هدفها األساسي هو تعليم نظام "بريل" ،الذي بحد ذاته يعد السبب األساسي لتعليم الشخص الكفيف.
أما المقعدون أو األشخاص الذين يعانون من إعاقة حركية في أرجلهم أو أيديهم ،فعملية تعليمهم أسهل بكثير من غيرهم
من المعوقين ،فهؤالء يمكن دمجهم بالمدارس الحكومية العادية إلى جانب أقرانهم األصحاء ،لكن ينبغي أن تخصص لهم
تسهيالت حركية ،كعمل المواءمات الخاصة بهم ،وقد عرف القانون المواءمة بأنها" :جعل األماكن العامة وأماكن العمل
مناسبة الستخدام المعوقين" . 3حيث فرض المشرع على المؤسسات الحكومية عمل مواءمة خاصة للمعاقين تمكنهم من
التنقل والحركة بسهولة دون الحاجة ألحد.
26
وبالنسبة للمعوقين عقليﹰا ،فقد ألزم القانون الدولة بإنشاء مؤسسات خاصة لرعاية األشخاص المعوقين عقليﹰا ،والعمل على
تعليمهم ووضعهم في مراكز خاصة بهم؛ لتحميهم ولترعاهم وتعمل على إصالحهم إذا أمكن لهم ذلك ،وهذه المراكز تكون
مغلقة ،وأطلق عليها القانون المشاغل المحمية ،والتي عرفها بأنها :المراكز التي يكون فيها تأهيل للمعاقين بإعاقات عقلية
شديدة ،وتشغيلها إو يوائهم فيها3.
ووفقﹰا للقسم الثاني من هذا القانون الذي جاء لتوعية أفراد المجتمع بأهمية فئة ذوي اإلعاقة ،ودورها الفعال في بناء
المجتمع والعمل على ترقيته .وأيضا جاء لتوعية أفراد المجتمع على كيفية التعامل مع األشخاص ذوي اإلعاقة ،ونشر
الوعي لدى أسرهم ،وتبيين كيفية التعامل معهم ،إو عدادهم بشكلسليم من خالل المؤسسات المختصة التي نص عليها
القانون.
فهناك العديد من البرامج التي تتبعها مؤسسات التأهيل في توعية األسر التي يوجد فيها معاقون ،ومنها :المنشورات
الكتابية ،والمحاضرات ،والكتب ،والصحف ،والمجالت .وأيضﹰا من خالل اإلعالم المسموع والمرئي ،وأيضﹰا من خالل
الزيارات الميدانية التي تقوم بها هذه المؤسسات لمنازلهم وأماكن تواجدهم.
كما جاء "قانون العمل الفلسطيني رقم ( )4لسنة 2000م" 1رديفﹰا لقانون حقوق المعوقين في ضمان حق المعوقين في
فرص عمل متكافئة في القطاعات غير الحكومية ،كما نص على حقهم في العمل ،وعمل الترتيبات المناسبة لعملهم ،منها:
إعفاء األشخاص المعوقين والمؤسسات التي تﹸعنى بهم من الضرائب والرسوم والجمارك ،فمن أهم ما ورد في هذا القانون
هو إعفاء المؤسسات الراعية للمعاقين وحتى األشخاص المعوقين أنفسهم من هذه الرسوم والجمارك .وبالنسبة للمؤسسات
تﹸعفى هذه المؤسسات من رسوم الترخيص ،وأيضﹰا تﹸعفى من الجمارك المترتبة على استيراد األجهزة والمعدات الخاصة
بالمعاقين التي تستوردها من الخارج ،كما وتﹸعفى وسائل النقل الخاصة بهذه المؤسسات من الضرائب السنوية ،فكل هذه
االمتيازات منحها القانون للمؤسسات الراعية لألشخاص ذوي اإلعاقة؛ لتسهيل أعمالها ،ولتقديم خدماتها على أكمل وجه
دون تعقيد ،والهدف منها أيضﹰا هو تشجيع المؤسسات والجمعيات الخاصة على رعاية المعوقين واالهتمام بهم لالستفادة
من االمتيازات التي تمنح للمؤسسات الراعية للمعوقين .فقصد المشرع هنا هو العمل على تنوع وتكثير تلك المؤسسات
2
والعمل على إنعاشها من كافة النواحي.
أما بالنسبة لألشخاص ذوي اإلعاقة فهم أيضا م عﹶفون من الضرائب والرسوم والجمارك ،فهم م عﹶفون من رسوم
رخصة البناء ،والضرائب السنوية والدورية التي تحصلها الدولة ،وأيضﹰا هم معفون من الضرائب المترتبة على الدخل .أما
بالنسبة للجمارك فإن األشخاص ذوي اإلعاقة معفون تمامﹰا من هذه الجمارك على المعدات الخاصة بهم ،وأيضﹰا وسائل
النقل الخاصة التي يستوردونها من الخارج ،لكن هناك اعتراض من األشخاص المكفوفين لعدم حصولهم على اإلعفاء
الجمركي ،رغم أن القانون قد شمل جميع المعاقين ،فلماذا حرموا من هذا الحق؟ فردت الحكومة بعدم قدرة الشخص الكفيف
1المجلس التشريعي الفلسطيني :قانون رقم 4لسنة 2000بشأن العمل للمعاقين ،المادة " ،"4ص.233
2عمرو ،زياد :تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين ،ص.23
27
على قيادة السيارة .فهذا تبرير غير منطقي؛ ألنه لو لم يستطع الشخص الكفيف قيادةالسيارة ،فإن هناك من يقودها عنه
كأبيه أو أخيه أو حتى زوجته إن كان متزوجﹰا.
وأيضﹰا يعفى الشخص المعوق من الرسوم والضرائب المترتبة على مزاولة التجارة إن كان يمارسها ،ويعفى من الضريبة
المترتبة على المحل الذي يمارس به التجارة ،وتقوم و ازرة المواصالت بتسهيل عملية التنقل لألشخاص ذوي اإلعاقة ،وتوفر
وسائل نقل خاصة بهم ،وتسهل حصولهم على تخفيضات عامة لهم أو لمرافقيهم ،وهو ما نصت عليه المادة ( )16من
1
ذات القانون.
عدم تحديد إطار زمني للجهات صاحبة االختصاص والتي تتحمل المسؤولية فيما يخص مواءمة
األماكن العامة للمعاقين .ففي ذلك تهرب من المسؤولية القانونية وفقدان القيمة الفعلية للمساءلة والمالحقة القضائية لمن
يقصر وينتهك حقوق المعوقين.
خلو القانون من أي أحكام جزائية مما قد يفسره البعض على أنه ترك الباب مفتوحﹰا لعدم االلتزام بالقانون إو فراغه من
3
محتواه.
1المجلس التش ـ ـريعي الفلسـ ــطيني :الق%%وانين ،2000-1996الفصـ ــل الثـ ــالث ،موائمـ ــة األمـ ــاكن العامـ ــة للمعـ ــوقين ،المـ ــادة "،"16
ص.248
2المجلس التش ـريعي الفلســطيني :الق%وانين ،2000-1996الفصــل األول ،تعــاريف وأحكــام عامــة ،المــادة " ."1والفصــل الثــالث،
الحقوق الخاصة ،المادة " ،"10المجال االجتماعي ،إصدار بطاقة المعوق ،ص.246
3قطامش ،ربحي :تقرير حول حقوق المعاقين الفلسطيني ،ص.28
28
المبحث الثاني :مجاالت رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة التي تناولها القانون الفلسطيني لحقوق المعاقين
ال شك أن القانون الفلسطيني لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة قد تطرق في مواده وتشريعاته إلى العديد من مجاالت رعاية
األشخاص ذوي اإلعاقة ،وفيما يلي بعض هذه المجاالت كنماذج لسبل معالجة هذا القانون الحتياجات األشخاص ذوي
اإلعاقة ،وهذا ما ستتطرق إليه المطالب اآلتية:
المطلب األول :الرعاية النفسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر:
بارز في
دور ﹰا
إن فقدان الشعور بالسالمة ،إنما يرجع بدرجة كبيرة إلى عوامل نفسية ،فتلعب الظروف النفسية للفرد المعوق ﹰا
تحويل حالة العجز إلى حالة تقبل ،فاآلثار النفسية التي تتركها حالة العجز على حياة المعوق وعلى حياة أفراد أسرته،
غالبﹰا ما تكون من الدرجة العميقة التي تحتاج إلى جهد أكبر للتخفيف من حدتها" ،كما أن مظاهر الضغوط النفسية التي
يتعرض لها أفراد أسرة المعوق ،تتمثل في أوجه كثيرة ،منها :الشعور بالخجل ،أو الدونية ،أو الذنب ،أو إنكار اإلعاقة ،أو
الحماية الزائدة ،أو رفض المعوق إو خفائه عن األنظار ،أو االنعزال عن الحياة االجتماعية وعدم المشاركة في مظاهرها".1
فالمعوق بحاجة إلى مساعدة نفسية كبيرة لتساعده على فهم وتقدير خصائصه النفسية ،ومعرفة إمكانياته الجسمية والعقلية،
والوصول إلى أقصى درجة من التوافق الشخصي ،وتطوير اتجاهات إيجابية سليمة نحو الذات ،ومساعدته على التوافق
النفسي واالجتماعي والمهني السليم ،وتخفيض التوتر والكبت والقلق الذي يعاني منه المعوق ،وضبط عواطفه وانفعاالته
عبر تدريبه على تصريف أموره ،وتعزيز ثقته بنفسه ،إو دراكه إلمكانياته وكيفية استغاللها ،وفي المقابل يشمل التأهيل
النفسي مساعدة األسرة على فهم وتقدير وتقبل حاالت اإلعاقة ،وتشمل خدمات ووسائل التأهيل النفسي :توفير خدمات
اإلرشاد النفسي للمعوق ،واإلرشاد األسري ،والتعليم المنزلي ،وخدمات تعديل السلوك ،وخدمات التوجيه واإلرشاد المهني،
2
وخدمات العالج المهني.
وبما أن الحديث عن الرعاية النفسية في القانون الفلسطيني ،فقد كفل القانون الفلسطيني عدة حقوقلألشخاص ذوي اإلعاقة،
منها :الحق في الرعاية النفسية ،من خالل تحقيق العالج النفسي والرفاهية ،والحياة الكريمة المتكاملة ،والحق في تشكيل
الجمعيات والنقابات الخاصة بهم لدراسة أحوالهم والنظر باحتياجاتهم النفسية .حيث ألزم هذا القانون الدولة برعاية هذه الفئة
غير القليلة من المجتمع الفلسطيني ،وجعل هذا األمر إلزاميﹰا على عاتق الدولة (المادة 4منه :للمعوقين الحق في تكوين
1الشناوي ،محمد محروس :تأهيل المعوقين إو رشادهم ،دار المسلم للنشر والتوزيع ،1998 ،ص.5
2السعدي ،بهاء الدين وآخرون :حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني ،ص.20
29
منظمات وجمعيات خاصة بهم) ، 3وهي الجهة الوحيدة الملزمة بكفالة هذه الحقوق وصيانتها من الضياع واالستبداد ،عن
طريق المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
المطلب الثاني :الرعاية الوقائية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر:
إن الوقاية الفاعلة من اإلعاقة تتطلب جهودﹰا مخلصة واسعة النطاق ،يشارك في بذلها كل من الفرد واألسرة والمجتمع،
فاإلعاقة تفرض اتخاذ تدابير عديدة قبل الزواج ،وقبل الحمل ،وقبل الوالدة وأثناء الوالدة وبعدها ،وعليه فال بد من إعداد
أفراد المجتمع لألبوة واألمومة ،ونشر المعلومات حول عوامل الخطر الرئيسة ،وسبل تجنبها ،وتشجيع األنماط والعادات
الشخصية واالجتماعية والغذائية والصحية ،إو جراء المزيد من الدراسات العلمية حول أسباب اإلعاقة ،والتأكيد على أهمية
معرفة مظاهر النمو اإلنساني الطبيعي في مراحل الطفولة ،وأهمية استخدام األساليب التربوية والنفسية المناسبة في تنشئة
األطفال ،وذلك يتطلب اعتماد خطة عمل وطنية طويلة المدى 2.إن عملية التطعيم الوقائي ومكافحة األوبئة ،والسعي للحد
من الحوادث ،وغيرها الكثير المتعلق بالمبادئ العامة واألساسية ،تدخل في نطاق الوقاية من األمراض واألخطار التي تؤدي
إلى حدوث اإلعاقة أو العاهة الدائمة .فاإلعاقات التي تط أر أثناء الوالدة ،أو مباشرة بعد الوالدة ،يمكن مكافحتها بالكشف
المبكر لها ،وبوضع معايير صارمة تفرض على كل مشفى أو عيادة لديها فرع للتوليد أن تؤمنها :من معدات وتجهيزات،
إلى استخدام تقنيات معينة.
كما أن برامج الجامعات والمعاهد المتخصصة بتخريج األخصائيين الصحيين ينبغي عليها تأمين المواد التي تعالج كيفية
التعاطي مع حاالت اإلعاقة ،وخاصة مع األهل المعنيين.
وكذلك اإلعالم الموجه إلى جميع شرائح المجتمع ،وخاصة إلى النساء الحوامل ،فيما يتعلق بأهمية المتابعة الطبية أثناء
3
الحمل ،والشروط األساسية أثناء الوالدة.
3المجلس التشريعي الفلسطيني :القوانين ،2000-1996الفصل األول ،تعاريف وأحكام عامة ،المادة ،4ص.246
1السعدي ،بهاء الدين وآخرون :حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني ،ص.90
2الخطيب ،جمال :مقدمة في اإلعاقات الجسمية والصحية ،ط ،1دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان ،2006 ،ص.29
3مخيمر ،غسان :دراسة أولية مقارنة لبعض القوانين العربية المتعلقة بحقوق األشخاص المعوقين ،2000 ،ص.16
30
ولقد أوجب القانون الفلسطيني في المادة ( ) 10منه أن على الحكومة والمؤسسات الصحية تقديم اإلجراءات الوقائية للتقليل
من نسبة اإلعاقة في المجتمع والحد منها 1،وعلى هذا يمكن تلخيص استراتيجيات الوقاية من اإلعاقة على النحو التالي:
الوقاية من الحوادث والمحافظة على سالمة األطفال ،سواء في المنازل أو في المراكز التي تعني بهم (الحضانات ورياض
األطفال) ،وذلك يتضمن حمايتهم ،وعدم تعريضهم إلساءة المعاملة ،وكذلك عمل كل ما من شأنه منع حدوث اإلصابات
بينهم ،كإبعاد األدوية والمنظفات والمواد السامة عن متناول أيدي األطفال ،واإلشراف عليهم ،واختيار أدوات اللعب غير
الخطرة ،و إيالء االهتمام الخاص بأدوات الطبخ واألجهزة المستخدمة في المنزل.
بذل جهود مكثفة ومنظمة إلعداد الشباب والبنات لألبوة واألمومة ،فالوقاية من حدوث اإلعاقات تتطلب التوعية حول
التدابير االحت ارزية قبل مرحلة الزواج ،إو ثناء الحمل وبعد الوالدة .ومن ذلك ما قامت به المحاكم الشرعية في فلسطين من
إلزام الخاطبين بفحص إمكانية حمل أحدهما لمرض الثالسيميا ،حرصﹰا على عدم إنجاب أطفال مصابين بمرض
2
الثالسيميا ،بسبب كون هذا المرض وراثيﹰا ،إو صابة كال الوالدين به حتمﹰا ستؤدي إلى إصابة أطفالهما به.
توفير المعلومات الكافية حول اإلرشاد الوراثي* من حيث أهدافه و أساليبه والجهات التي تقومبه في المجتمع المحلي،
فاإلرشاد الجيني ضرورة لتحديد إمكانية وجود أخطار من عدمه.
إجراء الفحص الطبي الدوري لألجنة ولألطفال ،فالمتابعة الصحية قد تحول دون حدوث حاالت إعاقة محتملة.
هناك حاجة ماسة إلجراء المزيد من البحوث العلمية حول أسباب اإلعاقة وأفضل السبل للتصدي لها.
توعية المجتمع بمخاطر تناول العقاقير الطبية دون وصفة طبية ،فمن المعروف أن استخدام العقاقير دون استشارة الطبيب
وخاصة في حاالت الحمى مث ﹰال قد ينجم عنه مضاعفات خطيرة.
التأكيد على دور األساليب التربوية والنفسية المناسبة في الوقاية من اإلعاقات السلوكية واالنفعالية وفي الحد من المشكالت
3
المصاحبة لهذه اإلعاقات.
المطلب الثالث :الرعاية الصحية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر:
تقع فكرة وجوب تلبية احتياجات المعوق الصحية في لب الدفاع عن حقوق المعاقين بشكل عام ،إذ يتوجب على الدولة أن
تمنح المعوقين أولوية خاصة للشعور بالتوازن الصحي والنفسي لمواجهة وضعهم الخاص ،والتعامل معهم بشكل ِّ
يمك نهم
الحقﹰا من االندماج في المجتمع ،ومواصلة مسيرة حياتهم كغيرهم من األفراد .وعليه فإن الخدمات الصحية تعد مهمة جدﹰا
للمعوقين رغم أهمية الخدمات األخرى والتي تعد في مجملها خدمات متكاملة ،فالمعوق أحوج ما يكون إلى االهتمام بحالته
1المجلس التشريعي الفلسطيني :القوانين ،2000-1996الفصل الثاني ،الحقوق الخاصة ،المادة " ،"10المجال الصحي ،تقــديم
الخدمات الوقائية والعالجية ،ص.247
2مصلح ،رشا ،وآخرون :الفحص الطبي قبل الزواج ،أمل ،دورية تصدر عن جمعية أصدقاء مرضى الثالسيميا ،عدد (،)4
،2003ص.24
3الخطيب ،جمال :مقدمة في اإلعاقات الجسمية والصحية ،ص.30-29
31
الصحية التي تعوقه عن ممارسة نشاطه المعتاد كغيره من المواطنين بصورة يمكن من خاللها بلوغ أقصى ما يمكن بلوغه
من المستوى الصحي ،الذي يمكنه من تحصيل بقية حقوقه األخرى ،فتمتع المعوق بأعلى مستوى من الخدمات الصحية
يعد من أهم الحقوق وأكثرها إلحاحﹰا للمعوق ،إذ إن تلقي الخدمات الصحية من أجل الكشف عن اإلعاقة والوقاية منها،
1
يعتبر بداية التأهيل ،لذا فإن العديد من التشريعات الفلسطينية شرعت هذا الحق.
كما ينبغي أن يتم إعداد الكوادر الطبية والمهنية المتخصصة والمساندة ذات التأهيل والتدريب الجيد ،والتي تتمتع بكفاءة
مهنية عالية،إحدى الركائز األساسية للتعامل مع األفراد ذوي اإلعاقة في حال
* هي عبارة عن دراسة ألسرتي الخاطبين قبل الزواج أو الزوجين قبل اإلنجاب وعند بداية الحمل مع إجراء الفحوصات
الوراثية الالزمة ثم إعطاء النصيحة الالزمة حسب نتيجة هذه الدراسة .أنظر :عضيبات ،صفوان محمد ،الفحص الطبي
قبل الزواج" 2009 ،م ،ص.59
تعرضهم للمخاطر واستخدامهم لألجهزة والوسائل ،كذلك لما يلعبونه من ادوار وجهد وعمل من اجل التدريب وتقديم الدعم
والمساعدة لهذه الفئات وكيفية التعامل مع األجهزة واألطراف والوسائل المعينات الخاصة باألفراد في حال حاجاتهم لها
2
وطريقة استخدامها.
وعلى ذلك فقد ضمنت االتفاقية الدولية لرعاية المعاقين صحيﹰا والتي كانت فلسطين إحدى الدول الموقعة عليها في أحد
بنودها أن للمعوق الحق في العالج المناسب ،ففي المادة ( )25من قانون رعاية المعوقين الدولية ،حيث جاء في نص
المادة "تعترف الدول األطراف بأن األشخاص ذوو اإلعاقة الحق في التمتع بأعلى مستويات الصحة دون تمييز على أساس
اإلعاقة ،وتتخذ الدول األطراف كل التدابير المناسبة الكفيلة بحصول األشخاص ذوي اإلعاقة على خدمات صحية تراعي
الفروق بين الجنسين ،بما في ذلك خدمات إعادة التأهيل الصحي ،وتعمل الدول األطراف بوجه خاص على ما يلي:
توفير برامج الرعاية الصحية المجانية أو المعقولة التكلفة لألشخاص ذوي اإلعاقة ،تعادل في نطاقها ونوعيتها ومعاييرها
تلك التي توفرها لألصحاء ،بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية واإلنجابية وبرامج الصحة العامة للسكان.
توفير الخدمات الصحية لكافة المعاقين ،بحيث تشمل هذه الخدمات :الكشف المبكر ،والتدخل عند االقتضاء ،والخدمات
التي تهدف إلى التقليل من اإلعاقات ومنع حدوث المزيد منها.
توفير الخدمات الصحية المذكورة في البند السابق في أقرب مكان ممكن من مجتمعهم المحلي.
الطلب من مزاولي الخدمات الطبية تقديم الرعاية الصحية إلى األشخاص ذوي اإلعاقات بنفس جودة الرعاية التي يقدمونها
إلى اآلخرين ،بما في ذلك تقديم الرعاية على أساس الموافقة الحرة المستنيرة ،من خالل القيام بجملة أمور ،منها :زيادة
الوعي بحقوق اإلنسان المكفولة لألشخاص ذو اإلعاقة ،وكرامتهم ،واستقاللهم بالرعاية الصحية في القطاعيين العام
والخاص.
حظر التمييز ضد األشخاص ذوي اإلعاقة في توفير التأمين الصحي والتأمين على الحياة ،حيثما يسمح القانون الوطني
بذلك ،على أن يوفر بطريقة منصفة ومعقولة.
32
1
منع الحرمان على أساس التمييز من الرعاية أو الخدمات الصحية أو الغذاء والسوائل بسبب اإلعاقة.
الحق في تمكين المعوق من الحصول على الوسائل العالجية التي تسهم في تخفيف نسبة وآثار اإلعاقة.
الحق في حصول المعوق على وسائل عالجية استثنائية مدعومة.
وجود مستشفيات أو أقسام خاصة بذوي اإلعاقات المختلفة.
توفر العالج والدواء للمعوقين بشكل مجاني.
توفر التسهيالت والرعاية الطبية المنزلية لمن يحتاجها منهم.
إمكانية التزود بالوسائل المساعدة من نظارات ،وسماعات ،وعكازات وغيرها.
فقد أوجب القانون العالج المجاني لألطفال واألشخاص ذوي اإلعاقة ،وأصدر تأمينات خاصة بهم تمكنهم من العالج
المجاني لهم وألسرهم التي يعيلون ،هذا الحق من أهم الحقوق التي يتمتع بها الشخص المعاق ،ويكفل هذا الحق العالج في
المستشفيات والعيادات الحكومية ،وفي حال عدم توفر العالج بالمستشفيات الحكومية ،يأخذ الشخص المعوق كتابﹰا من
2
المستشفى بعدم توفر العالج له ،وبعدها تقوم الحكومة بتغطية العالج بالمستشفيات الخاصة حتى لو كانت خارج الدولة.
ولذلك أوجب القانون توفير وسائل التطبيب الشاملة من توفير األجهزة والمعدات الطبية للشخص المعوق؛ وذلك لتمكنه من
العالج بصورة سهلة وسلسة.
المطلب الرابع :الرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر
في غالب الدول العربية تكون الو ازرة المعنية بالشؤون االجتماعية هي التي تتولى متابعة ورعاية وتأهيل المعوقين في
المجاالت والحقوق المحددة في (المادة 10من القانون) .3ففي المجال االجتماعي ،عليها القيام بعدة مهمات منها:
1االتح ــاد الفلس ــطيني الع ــام لألش ــخاص ذوي اإلعاق ــة :،اتفاقي%%ة حق%%وق األش%%خاص ذوي اإلعاقة ،ق ــانون رقم ( )4لس ــنة 1999م
حقوق المعوقين ،المادة " ،"25ص.28 بشأن
2المجلس التشريعي الفلسطيني :القوانين ،2000-1996الفصل الثاني ،الحقــوق الخاصــة ،المــادة " ،"10المجــال الصــحي تقــديم
الخدمات الوقائية والعالجية ،ص.249-247
3المجلس التشريعي الفلسطيني :القوانين ،2000-1996الفصل الثاني ،الحقوق الخاصة ،المادة ،10مجال التأهيل والتشــغيل،
ص.247
33
تحدد طبيعة اإلعاقة وبيان درجتها ومدى تأثيرها على أسرة المعوق وتقديم المساعدة المناسبة.
تقديم الخدمات الخاصة بالمعوقين في مجاالت الرعاية واإلغاثة والتدريب والتثقيف ،إو عطائه األولوية في برامج التنمية
األسرية.
توفير خدمات الرعاية االجتماعية اإليوائية لشديدي اإلعاقة والذين ليس لهم من يعولهم.
إصدار (بطاقة المعوق)* الفلسطيني.
1
دعم برامج المشاغل المحمية.
كما تتولى الو ازرة الطلب من المؤسسات الحكومية "خططها وتقاريرها السنوية المتعلقة بخدمات المعوقين" (المادة 7من
القانون الفلسطيني) ،وكذلك تعمل على التنسيق مع القطاع غير الحكومي في جميع ما يتعلق "بمنح إو صدار التراخيص
الفنية الالزمة لمزاولة الخدمات والبرامج واألنشطة".2
ونص القانون على حق المعوق بالترفيه وممارسة األلعاب الرياضية بكافة أنواعها وأشكالها ،وألزم المؤسسات ومنشئي
المالعب بأن تراعى تسهيل الحركة داخل هذه المالعب ،وأوجب على المؤسسات المعنية عمل برامج رياضية وثقافية
خاصة بالمعوقين ،لتمكنهم من االستفادة منها والعمل بها بشكل سهل ال يتعارض مع إعاقاتهم ،وأيضﹰا سمح لهم بدخول
المراكز الثقافية بكافة أنواعها وأشكالها وأعفاهم من الرسوم بنسبة خمسين بالمائة ،وأعطى لهم الحق بالمشاركة في
المسابقات والبرامج الدولية والوطنية ،وأعطاهم الحق في إبراز مواهبهم في كافة المجاالت الثقافية واألدبية وغيرها من
3
المجاالت الفنية األخرى.
ولقد أثمرت هذه التشريعات الفلسطينية وهذا التشجيع الرسمي والشعبي لألشخاص ذوي اإلعاقة إبداعات ومهارات تضاهي
وتنافس مثيالتها لدى األصحاء ،فمنهم المنشد المجيد ،والخطيب المفوه ،والشاعر ،والكاتب ،ومنهم من يحترف ويتعلم
ويبدع في مجاالت أخرى كالطب والقانون والهندسة ،ومنهم األديب ذو الحس المرهف ،وغيرها من باقي المجاالت المهمة
في المجتمع .فهم يساعدون على بناء المجتمع بدافع أن اإلعاقة ال تلغي الطاقة ،واإلعاقة ال تكون عائقﹰا أمام اإلبداع
والمواهب .فمن حق الشخص المعوق أن يمارس حياته كأي إنسان سليم ،وال يستسلم للواقع المرير الذي يعيش
* بطاقة المعوق :تقدم من و ازرة الشؤون االجتماعية رزمة من الخدمات الصحية والدمج االجتماعي والمهني والتعليمي
إو عادة التأهيل ،وخدمات الدعم وفق نوع اإلعاقة ودرجتها ،وذلك من خالل بطاقة المعوق التي تصدرها الشؤون
االجتماعية ،ويتم من خاللها تقديم خدمات للمعوقين بالتنسيق مع الو ازرات والجهات الرسمية واألهلية ومع الهيئات األجنبية
والدولية ذات العالقة في هذا المجال.
34
فيه ،بالعكس عليه أن يخرج من عزلته ويثبت للمجتمع أنه موجود وقادر ،ويشاركهم في حياتهمويخرج معهم إلى المتنزهات
1
وأماكن الرفاهية بكل ثقة ،وأيضﹰا يذهب إلى المدرسة والجامعة إلثبات قدراته أمام الطالب وأمام الهيئة التدريسية.
المطلب الخامس :الرعاية السياسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر
يشتمل العمل السياسي على النضال النقابي الحقوقي ،والنضال الحزبي ،وعلى هذا فقد تم إقرار مشروع القانون الذي ﹸتﹸق
دم به إلى المجلس التشريعي قانون رقم " "4لعام 1999م ،ونص القانون على حق كل شخص أتم سن الثامنة عشرة
بالمشاركة في الحياة السياسية ،وصنع القرار ،وتحديد من يمثله في البرلمان ،والمعاقون من بين هؤالء األشخاص ،حيث إن
من حقهم المشاركة في الحياة السياسية واالنتخاب ،حتى من حقهم أن يترشحوا لكن هذه األخيرة (الترشيح) ال تنطبق على
جميع األشخاص المعوقين ،فهناك شروط يجب األخذ بها بالشخص الذي يرغب بالترشح ،كالتعليم ،وأن ال تكون درجة
2
اإلعاقة شديدة تحول دون قدرته على القيام بهذه األعمال وغيرها.
إن قانون المعوق الفلسطيني يعد من القوانين العربية التي اهتمت بالمعوقين ،حيث إن هذا القانون قد اشتمل على معظم
الحقوق الواجبة لألشخاص ذوي اإلعاقة ،ولم يترك شيئﹰا أال وقد تحدث عنه ،وأواله اهتمامﹰا وحماية خاصة ،تضمن الحياة
الكريمة والمشرفة لألشخاص ذوي اإلعاقة ،كما لم يغفل في تشريعاته اإلشارة إلى ضرورة االهتمام بها وحمايتها وتعزيز
مكانتها وترسيخ وجودها في المجتمع والمؤسسات الخاصة بهم ،و ضمنت بنود هذا القانون مادة تقضي بأن كل حكم
يتعارض مع هذا القانون فهو باطل (المادة 18من قانون ذوي اإلعاقة).3
كما تضمنت المادة ( ) 3من هذا القانون حماية خاصة للمعوقين من العنف االجتماعي الذي قد يتعرضون له ،ورتب عقوبة
على ذلك بقوله( :على الدولة وضع األنظمة والضوابط التي تضمن للمعاق الحماية من جميع أشكال العنف واالستغالل
والتمييز) .4
ويظهر جليﹰا اهتمام المشرع الفلسطيني باألشخاص ذوي اإلعاقة ،في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني
بكافة أفراده ،حيث تضمن القانون في مادته التاسعة نصﹰا وضع المسؤولية بشكل كامل على عاتق الدولة في رعاية
1المجلس التش ـريعي الفلســطيني :الق%وانين ،2000-1996الفصــل الثــاني ،الحقــوق الخاصــة ،المــادة " ،"10مجــال الــترويح عن
النفس ،ص.249
2مطر ،عوني :قانون حقوق المعاقين رقم ( )4لسنة 1999م ،الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني ،ص.14-13
3المجلس التشريعي الفلسطيني :القوانين ،2000-1996الفصل الرابع ،أحكام ختامية ،المادة ،18ص.248
4المجلس التشريعي الفلسطيني :القوانين ،2000-1996الفصل الثاني ،الحقوق الخاصة ،المادة " ،"3مجال حقوق المعاق،
ص.152
35
األشخاص المعاقين ،وهي الضامن األول والوحيد لحقوقهم ،حيث جاء في القانون( :تتكفل الدولة بحماية حقوق المعاق
1
وتسهيل حصوله عليها).
هذا ما ورد في القانون الفلسطيني (قانون المعوقين) ،لكن الواقع يقول عكس ذلك ،فأغلب قواعد هذا القانون هي غير
مطبقة ،وحتى ال يعلم بها من ِ ِ
ق بل األشخاص ذوي اإلعاقة أنفسهم ،رغم أنها خاصة بهم ،والمؤسسات الراعية لهم ،إو ن
هذا القانون هو عبارة عن وثيقة كتبت ووقعت ونشرت في الجريدة الرسمية ووقعت من كبار رموز الدولة ،لكنها ُأهملت
وأصبحت كأن لم تكن ،حتى إنه لم يعد يعترف بها في بعض األحيان إال من خالل األصوات الرنانة التي ترددها حناجر
المسؤولين الرسميين واألهليين في مناسبات بعينها .وهناك العديد من األسباب التي أدت إلى إهمال تلك الوثيقة القانونية
وعدم تطبيقها على أرض الواقع منها:
االحتالل :تسبب االحتالل بكثير من األعمال الوحشية والهمجية التي أضعفت الدولة ومؤسساتها،حيث عمدت إلى تدمير
بعض األماكن والمراكز المهمة في الدولة ،وأيضﹰا اعتمدت سياسة القمع والضغط إلنهاكها وتدميرها .كما أدى الحصار
المالي الخانق في كثير من األحيان إلى عجز مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها وأداء التزاماتها اتجاه أفراد الشعب،
سواء كانوا أصحاء أو معاقين.
عدم توفر إرادة سياسية للدولة بتطبيق هذا القانون :حيث إن الحكومة غضت الطرف وصمت أذنيها في كثير من
األحيان عن تطبيق قانون المعوقين ،وخصوصﹰا فيما يتعلق بالتشغيل ألن الكثير من مدراء المؤسسات وكذلك الوزراء
وكبار المسؤولين ليس لديهم ثقة كافية بقدرات األشخاص ذوي اإلعاقة نحو القيام بواجباتهم تجاه الوظائف المراد إشغالها.
وكثير من هؤالء المسؤولين غير مقتنعين بإمكانيات المعاقين وكفاءتهم لشغل المناصب المطلوب توظيفهم فيها.
عدم الضغط الكافي من الجهات المختصة على الحكومة بتطبيق هذا القانون :حيث إن هناك العديد من المؤسسات
الخاصة والراعية للمعوقين ،كاالتحاد العام لذوي اإلعاقة ،وأيضﹰا و ازرة الشؤون االجتماعية ال تضغط على الحكومة بشكل
مستمر لتطبيق هذا القانون ،وهذا بحد ذاته هو السبب األساس والرئيس الذي يدفع الحكومة إلهمال مطالب األشخاص
ذوي اإلعاقة .ويضاف إلى ذلك عدم مطالبة األشخاص ذوي اإلعاقة أنفسهم بتطبيق هذا القانون والوقوف بجانب
مؤسساتهم بعدم اهتمامهم به ،من خالل القيام بفعاليات نضالية ومظاهرات واعتصامات للضغط على الحكومة إو جبارها
على القيام بواجبها تجاه المعوقين .فالحقيقة التي ال مراء فيها وينبغي أن نصارح أنفسنا بها أن المعاقين في فلسطين وفي
عموم الدول العربية لو أنهم وقفوا صفﹰا واحدﹰا للمطالبة بحقوقهم ،لكان هناك حديث آخر وهو إجبار الحكومة على تطبيق
القانون الخاص بهم ،وحتى العمل على تجديده والعمل على إدخال أحكام وبنود جديدة إلى نص القانون ،لكن ليس هناك
أي نوع من االهتمام من جانب األشخاص والمؤسسات الخاصة بهم.
كما أن أحد أبرز المشاكل التي يعاني منها األشخاص المعوقون في فلسطين هي تعامل المؤسسات الرسمية مع هذه
الشريحة عند تطبيق قانون حماية المعوق لعام 1999م ،والئحته التنفيذية لعام 2004م ،على إن احتياجات المعوقين
وحقوقهم هي قضايا اجتماعية وليست حقوق إنسان فحسب ،لذا كان ل ازمﹰا على المؤسسات الرسمية والمنظمات األهلية التي
36
تعنى بحقوق المعوقين وخصوصﹰا منظمات حقوق اإلنسان أن تعمل بشكل دءوب على تطبيق القانون ،وعدم التمييز ،وأن
2
تعاملهم على أنهم مواطنون متساوون بالحقوق والكرامة اإلنسانية.
2الوراسنة ،يوسف :واقع حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين ،المجلة الفصلية ،ص.11
37
المطلب األول :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع الصحة:
ووفقﹰا ألحكام قانون المعوقين الفلسطينيين ،فقد أوجب القانون على السلطة الفلسطينية تقديم الخدمات الصحة الخاصة
بالمعوق في المجال الصحي ،وتوفير بعض األدوات واألجهزة الطبية الالزمة لمساعدته .وعليه يقع على عاتق و ازرة
الصحة الفلسطينية واجب القيام بالعديد من المهام من بينها توفير األدوات الطبية والمساندة ،إال أن الو ازرة ال تقدم سوى
األجهزة البسيطة التي ال تفي بالغرض المطلوب ،بينما يتكلف المعوق وأحيانﹰا المؤسسات الخاصة وربما أهل الخير أحيانﹰا
1
بتوفير هذه األدوات.
إجما ﹰال تواجه الدولة الفلسطينية معوقات وتحديات كبيرة في تطبيق أحكام القانون الخاصة بتأمين المتطلبات الصحية
للمعوقين ،بشكل يمكنهم من الوصول إلى أعلى مستوى صحي ممكن ،ومنها الصعوبات المالية ،ومن جهة أخرى ال تتوافر
في مناطق نفوذ الدولة الفلسطينية مستشفيات خاصة باإلعاقة العقلية ،باستثناء مستشفى وحيد في مخيم الدهيشة التابع
لمدينة بيت لحم ،كما ال تتوفر فيها إمكانيات توفير خدمات صحية كاملة لذوي اإلعاقات الحركية والبصرية ،وتفتقر و ازرة
الصحة إلى وجود برامج الفحص المبكر عن اإلعاقات الخلقية وسياسة الوقاية منها ،أما فيما يتعلق بو ازرة الشؤون
االجتماعية فعلى الرغم من وجود دائرة األشخاص ذوي اإلعاقة فيها ،إال أن هناك مشاكل تتعلق بتأهيل المكفوفين والصم
وذوي اإلعاقات الحركية والعقلية ،إضافة إلى نقص الكوادر المهنية المدربة لدى و ازرة الشؤون االجتماعية والصحة لتقديم
الخدمات للمعوقين.2
وفي هذا السياق ،فإنني أود اإلشارة إلى بعض العيوب واإلشكاالت في تطبيق المواد القانونية المتعلقة بالرعاية الصحية
لألشخاص ذوي اإلعاقة ،استنادﹰا إلى معطيات جهاز اإلحصاء المركزي الفلسطيني ،والذي وثق هذه االنتهاكات الخطيرة،
حيث إن بعض الجوانب الصحية التي كفلها القانون الفلسطيني غير ملباة ،إذ إن %18.2من األفراد ذوي اإلعاقة
البصرية بحاجة إلى عدسات و %46.5من ذوي اإلعاقة السمعية بحاجة إلى سماعات طبية ،و %14.4بحاجة إلى قوقعة
38
صناعية ،و %12.5بحاجة إلى منبهات مرئية ،و %37.1من ذوي اإلعاقة الحركية بحاجة إلى خدمات العالج الطبيعي،
و %24بحاجة إلى أدوات صناعية للحمامات ،و %23.5بحاجة إلى كرسي متحرك ،و %12بحاجة إلى أدوات مساعدة
للمشي (عكازات ،جهاز للمشي) ،إو ن %32.5من ذوي اإلعاقة بحاجة إلى أدوية ،وبالنسبة لألشخاص ذوي اإلعاقة
النفسية فإن %38.2بحاجة إلى خدمات مقدمة من طبيب نفسي ،و %34.7بحاجة إلى دعم ومساندة من مراكز
1
متخصصة.
من المالحظ على واقع ذوي اإلعاقة في فلسطين وبالرغم مما أعطاه القانون لهم من حق في الترفيه ،إال إن مشاركة
الشباب المعاق محدودة من حيث العدد والنوع ،وقد قامت المؤسسات واالتحاد العام للمعاقين وبعض الجمعيات بعدد ال
بأس به من المخيمات الصيفية ،وقام االتحاد العام للمعاقين في محافظات غزة في الفترات األخيرة بعمل مخيم كل عام
باالشتراك مع المجتمع المدني والمحلي ،كمخيمات "اإلرادة والتحدي األول ،واإلرادة والتحدي الثاني ،ومخيم ياسر عرفات
األول" وكان يقتصر على األطفال ،وكانت مشاركة الشباب من الجنسين متوسطة ،ومن جميع اإلعاقات ليست كبيرة جدا؛
ألنه كلما زاد العدد زادت المصروفات ،ويعاني المعاقون من عدم توفير خدمات ترفيهية معدة خصيصا لهم؛ وذلك نتيجة
عدم مواءمة الشوارع واألرصفة ،وعدم وجود مرافق خاصة بهم ،وعدم توفير كافة األدوات الرياضية المخصصة للمعاقين
بالشكل الكافي ،وعدم وجود الكوادر الفنية بشكل كافي 2.وتبين من خالل جهاز اإلحصاء الفلسطيني لعام 2011م أن
المعاقين من عمر 18سنة فأكثر ،يواجهون صعوبات حول تأدية النشاطات الترفيهية والمجتمعية خارج المنزل بصورة
متوسطة وكبيرة ،وقد تبين أن % 54.7من األفراد ذوي اإلعاقة لديهم صعوبة في التنقل كون أرصفة الشوارع غير مناسبة،
وفيما يخص قطع الشوارع وجد أن % 60.4من أفراد ذوي اإلعاقة لديهم صعوبة في قطع الشوارع بسبب عدم توفر البنية
التحتية المناسبة لذلك ،وحول حجم اإلشارات اإلرشادية تبين أن %40.3من أفراد ذوي اإلعاقة لديهم صعوبة في المشي
وقطع الشوارع بسبب عدم مواءمة حجم اإلشارات اإلرشادية .وقد تم قياس مدى الصعوبة التي يواجهها األفراد ذوي اإلعاقة
أثناء تأديتهم أنشطة ترفيهية خارج المنزل .حيث أن %42.9من هؤالء األفراد يواجهون صعوبات بسبب عدم توفر خدمات
3
ترفيهية ،و %48.4منهم يواجهون صعوبات بسبب عدم مواءمة مواقف السيارات.
ناضل االتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين من أجل إقرار مشروع القانون الذي تقدم به إلى المجلس التشريعي قانون رقم ""4
مستمر إللزام الو ازرات المعنية بتطبيق القانون الذي ال يجد تطبيقﹰا على أرض الواقع.
ﹰا لعام 1994م ،ومازال النضال
1الس ـ ــلطة الوطني ـ ــة الفلس ـ ــطينية ،جه %%از اإلحص %%اء المرك %%زي ،و ازرة الش ـ ــؤون االجتماعي ـ ــة ،مس ـ ــح اإلعاق ـ ــات الفلس ـ ــطينية ،2011
االحتياجات غير الملباة لألفراد ذوي اإلعاقة الذين ال يستخدمون أدوات وخدمات مساندة ،ص.24-23
2مطر ،عوني قانون حقوق المعاقين رقم " "4لسنة 1999م ،الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني ،ص.11
3الس ـ ــلطة الوطني ـ ــة الفلس ـ ــطينية ،جه %%از اإلحص %%اء المرك %%زي ،و ازرة الش ـ ــؤون االجتماعي ـ ــة ،مس ـ ــح اإلعاق ـ ــات الفلس ـ ــطينية ،2011
االحتياجات غير الملباة لألفراد ذوي اإلعاقة الذين ال يستخدمون أدوات وخدمات مساندة ،ص.28
:
39
ومن المالحظات على المشاركة السياسية لذوي االحتياجات الخاصة ،أنه نادر التحقيق ،حيث إن عددﹰا من القياديين
الشباب ذوي االحتياجات الخاصة ال يستطيعون المشاركة في العمل السياسي ،كما إنهم بحاجة إلى كثير من االهتمام،
حيث يعانون من التهميش السياسي .ونقص العمل على تدريب قادة مجتمعيين من ذوي اإلعاقة ،ونقص في صقل مواهبهم
وتوجهاتهم نحو العمل السياسي .ويدعو اتحاد المعاقين لتوجيه األحزاب السياسية لالهتمام بقضايا ذوي اإلعاقة ،ومواصلة
دعوة قياديات ذوي التحديات الشبابية للمشاركة في األنشطة المختلفة ،ودعم توجهاتهم ،وتحصيل كافة حقوقهم من خالل
المتابعة والتنفيذ ،وانتها ء بالتقييم ،لتحقيق المساواة والمشاركة الحقيقية لذوي التحديات في المجتمع ،بمنحهم فرصﹰا
متساوية ،ونشر الوعي المجتمعي بحقوقهم واحتياجاتهم ،ووقف العمل بكافة القوانين واألنظمة التي تتعارض مع قانون
حقوق المعوقين ،واإلسراع بإلزام الو ازرات المعنية بتطبيقه وتنفيذه بشكل دائم ،إو دخال التعديالت على كافة المباني
والمنشآت ومراكز الخدمات العامة الجديدة والقديمة ،واستمرار لجنة المتابعة مع مجلس الوزراء لمتابعة ضمان حصول
1
المعاقين على حقوقهم في كافة المجاالت المختلفة.
1مطر ،عوني قانون حقوق المعاقين رقم " "4لسنة 1999م ،الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني ،ص.13
:
40
المطلب الرابع :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع التعليم:
أما بالنسبة لقطاع التعليم ،فواقع التعليم مرير أيضﹰا ،إذ تبلغ نسبة األمية في صفوف المعوقين حوالي %53وفقﹰا لمسوح
الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني ،وتزيد نسبة تسرب المعوقين في المدارس عن غيرهم ،وال يوجد لدى غالبية مؤسسات
التعليم في فلسطين بما في ذلك مؤسسات التعليم العالي تسهيالت هندسية تضمن للمعوقين استعمال مرافقها بحرية وسهولة
واستقاللية ،كما ال تتوافر في أغلب هذه المؤسسات األدوات التعليمية المساعدة كأجهزة الكومبيوتر الخاصة ،والمجسمات
والخرائط الالزمة ،وال يوجد هناك فروق واضحة بين أوضاع المعوقين في المدارس الخاصة والمدارس الحكومية ،وبالرغم
كثير في إحداث التغيير
من وجود برنامج لدى و ازرة التربية والتعليم لدمج المعوقين في المدارس ،إال أن هذا البرنامج تأخر ﹰا
الالزم الذي يضمن دخول أكبر عدد ممكن من المعوقين إلى المدارس العامة ،ويضع حدﹰا لتعليمهم في مدارس معزولة
1
يقيمون فيها بعيدﹰا عن أسرهم وبيئتهم االجتماعية.
وبينت دائرة اإلحصاء الفلسطيني لعام 2011م أن ذوي اإلعاقة يعانون من نقص في حقهم في التعليم ،حيث بينت
اإلحصاءات أن ما نسبته % 3.8من األفراد ذوي اإلعاقة بحاجة إلى مواصالت موائمة إلعاقاتهم حتى يتمكنوا من
استكمال تعليمهم .و %1.9بحاجة لموائمات المباني المدرسية.
و %5.8بحاجة لموائمات الغرف الصفية .و %1.9بحاجة لموائمات في دورات المياه.
المطلب الخامس :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في الحق بالسكن وموائمة األماكن العامة:
أما قطاع السكن وموائمة األماكن العامة بما يتناسب مع حال المعوقين ،فنالحظ أن المعوقين الفلسطينيين يواجهون مشكلة
كبيرة على صعيد حقهم في السكن ،تتمثل في عدم تمكنهم من التحرك والتنقل بيسر وسهولة واستقاللية من دخول المباني
واستعمالها والخروج منها ،بما يتيح لهم المشاركة في الحياة العامة على قدم المساواة مع غيرهم ،وهذا ينطبق وبشكل خاص
على المعوقين حركيﹰا خاصة أولئك الذين يستخدمون الكراسي المتحركة والعكاز ،وعلى المكفوفين الذين يعتمدون على
العصي البيضاء في تحركاتهم ،كما نالحظ أن غالبية المدن والقرى الفلسطينية غير مالئمة لمتطلبات حرية الحركة
للمعوقين ،فاألرصفة تزدحم بأعمدة الكهرباء والهاتف إو شارات المرور ،والحفر واألدراج ،أما بالنسبة للمنازل الخاصة فإنها
في الغالب ال تتوافر فيها المواصفات الفنية منذ اإلنشاء ،والسبب يعود إلى ثقافة المجتمع ،التي ال تتجه نحو تشييد منازل
مناسبة لكافة مراحل العمر ولمختلف االحتماالت ،والغريب في األمر أن و ازرة اإلسكان ال تأخذ بعين االعتبار حاجات
المعوقين الحركية عند تصميم المشاريع السكنية ،وبالتالي ال يتم تخصيص حصص للمعاقين عند توزيع الشقق ،مما يعكس
شك ﹰال من التمييز الذي يكرس الفقر بسبب عدم قدرة المعاق من الناحية االقتصادية على توفير المبالغ المالية لشراء منزل
2
خاص به.
1عمرو ،زياد تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين ،تقرير رقم ،25ص.38
2المرجع السابق ،ص.45
:
41
وبالنسبة لقطاع المواصالت ووسائل النقل العامة ،فهي غير مسهلة للمعوقين حركيﹰا على اإلطالق ،خاصة الذين
يستخدمون الكراسي المتحركة ،وال يحبذ كثير من السائقين التعامل مع مستخدمي الكراسي المتحركة ،معتقدين أن تحميل
المسافرين المعوقين حركيﹰا يحملهم أعباء إضافية هم بغنى عنها ،وغالبﹰا ما يكون السائقون غير ملمين بكيفية التعامل مع
وكثير ما يستخدمون اإلشارة في التخاطب معهم ،مما يحرجهم ويتسبب
ﹰا المكفوفين ،فال يتصلون معهم صوتيﹰا أو لغويﹰا
1
ببعض األذى النفسي الذي يمكن تجنبه في حال وعي السائق بطرق التعامل مع المكفوف.
المطلب السادس :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع العمل والتدريب المهني:
ترتفع نسبة المعاقين العاطلين عن العمل بشكل كبير ،إذ بلغ عدد غير النشيطين اقتصاديا في فلسطين 27418معاق،
أي ما يعادل نسبة ،%64.26مقابل 9455نشيطين اقتصاديا فقط ،أي ما يعادل نسبة ،%35.74وفقا لبيانات الجهاز
المركزي لإلحصاء الفلسطيني ،وهذا يعود إلى عدة أسباب منها:
التدريب المهني :تتكرر نفس أسباب قلة الفرص التعليمية لدى فحص فرص التدريب المهني ،والتي تفتقر إلى التسهيالت
المالئمة في المباني ،مما يعيق وصول المعاقين حركيا إليها بحرية واستقاللية ،كما ال تتوافر فيها التعديالت الالزمة على
اآلالت المستخدمة التي يحتاج إليها المعوقون من المتدربين ،كما ال تتوفر في هذه المراكز األجهزة والخبرات الفنية الكافية
لدى طواقمها البشرية ،مما يحد من إمكانية انتفاع المعاقين منها ،هذا باإلضافة إلى انعدام السياسات والبرامج المتطورة
التي تسهل دمج المعاقين فيها ،عوضﹰا عن األفكار النمطية التي ال تشجع المعاق على االلتحاق بهذه المراكز.
عدم وجود مقاييس واختبارات مقننة تقيس قدرات المعوقين ،سواء عند التأهيل المهني كعملية تستهدف اختيار المهنة
المناسبة له ،أو عند التوجيه المهني كعملية تستهدف اختياره المناسب لمهنة بعينها.
تتطلب عملية التأهيل إمكانيات مادية وبشرية هائلة ،وقد ال تتوفر في بعض األحيان لدى المجتمع ،آخذين في االعتبار
حجم الفاقد المستهلك لتأهيل المعوقين.
إن التأهيل هو إعادة تدريب المعاق على مهارة معينة تتناسب وقدراته الباقية ،ففي حالة هجر أمر مألوف إلى أمر آخر
غير مألوف ،فإن هذا يؤدي إلى مقاومة المعوق تماشيا مع النزعة العامة للفرد .لذا ،فإن بعضهم يلتحقون بمراكز تأهيل
مهني خاصة تديرها مؤسسات التأهيل التي تمتاز بمحدودية الخيارات ،والمهن البسيطة غير المطلوبة في سوق العمل،
2
مثل :أعمال القش والخيزران للمكفوفين ،وأعمال الخياطة للمعاقين حركيا.
1عمرو ،زياد تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين ،تقرير رقم ،25ص.47
2مطر ،عوني قانون حقوق المعاقين رقم " "4لسنة 1999م ،الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني ،ص.14
:
42
المبحث الرابع :تأهيل ودمج ذوي اإلعاقة في المجتمع.
لم يعد تأهيل المعوقين وقفﹰا على التعامل مع الفرد المعوق لمساعدته على العودة إلى المجتمع ليعيش فيه بما يزود به
لتنمية طاقاته ،إو نما أضحى التأهيل محاوالت من جانب تخصصات كثيرة لمساعدة المعوق للتغلب على عوائقه ،وفي نفس
1
الوقت تهيئة البيئة من جميع جوانبها المادية واالجتماعية الستقبال الفرد المعوق بصدر أرحب وتجهيزات أكثر مالئمة.
إن الحاجات الملحة لتأهيل أكثر عدد ممكن من المعوقين والبحث عن أنجع طرق العالج والوقاية أدت إلى إنشاء مراكز
ضخمة يبلغ عدد الطالب فيها من 300إلى 3500طالب أحيانﹰا ،كما جهزت المؤسسات الضخمة بأحدث الوسائل
العالجية ،وضمت أصنافﹰا عديدة من األطباء واألخصائيين والباحثين ،ما أدى كل هذا إلى اكتشاف طرق عالجية
وتأهيلية هامة ،إال أن النتائج السلبية التي تولدت عن عزل هذه المؤسسات كانت في مستوى ضخامتها أيضﹰا منها:
وعلى ذلك ﹸتع رف االتفاقية الدولية لحماية وتعزيز حقوق المعوقين التأهيل على إنه "العملية التي تهدف إلى تهيئة
الظروف أمام المعوقين بشكل يمكنهم من االندماج في المجتمع ،بحيث يصلون إلى الحالة المثلى من المنظور البدني
2
والحسي والذهني بما يتفق مع قدراتهم من الناحيتين التشريحية والنفسية.
وبعد حديثنا عن الرعاية بأنواعها وتعريف التأهيل ،يتضح لدينا أن الرعاية والتأهيل وجهان لعملة واحدة ،وكالهما مكمل
لآلخر ،فالرعاية عبارة عن مجموعة األنشطة والخدمات المقدمة لذوي اإلعاقة ،والتأهيل يمثل عملية توظيف هذه األنشطة
وتلك الخدمات بهدف تنمية قدرات المعاق ،حتى يكون عضوﹰا منتجﹰا في المجتمع ،ويترتب على ذلك نتيجة مؤداها أن
المعنيين بدراسة أحوال متحدي اإلعاقة درجوا على االكتفاء باستخدام مصطلح التأهيل أو الرعاية واعتبروا ك ﹰال منهما
مرادفﹰا لآلخر ،إو ن غلب عليهم استخدام التأهيل في المجاالت التعليمية والثقافية والمهنية ،في حين قصروا في استخدام
الرعاية على النواحي الصحية واالجتماعية.
1الشــناوي ،محمــد محــروس محمــد :اتجاه%%ات حديث%%ة في تأهي%%ل المع%%وقين ،جامعــة اإلمــام محمــد بن ســعود اإلســالمية ،المملكــة
العربية السعودية ،الرياض1986م ،ص .3
سامي :حقوق ذوي االحتياجات الخاصة بين الواقع والقانون ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،2004 ،ص.37 2الصادق،
محمد
43
ميزات فكرة تأهيل المعوقين:
أ .ضمان االندماج المادي لكل المعوقين ،وذلك عن طريق بعث خدمات خاصة داخل المؤسسة العادية سواء كانت
تربوية أو مهنية أو عالجية.
.ضمان االندماج الوظيفي ،وذلك بالسماح للمعوقين من استعمال المرافق العالجية أو الترفيهية أو وسائل النقل العادية،
بعد إجراء التعديالت الضرورية بد ﹰال من جلب األخصائيين أو الوسائل العالجية.
.إتاحة الفرصة لضمان االندماج االجتماعي الشخصي ،وذلك باحترام اختيارات وآراء كل من يعاني من عجز جزئي أو
كلي في إحدى وظائفه الجسمية أو الحسية أو الذهنية ،وحثه على المشاركة الفاعلة في كل أوجه النشاطات االجتماعية
طبقﹰا لقدراته إو مكاناته.
.العدول عن إنشاء مؤسسات تربوية أو مهنية ذات الحجم الكبير إذا تعذر االندماج في المؤسسات العادية ،وجعلها أكثر
ما تكون مفتوحة على المحيط الخارجي تفاديﹰا للوقوع في أخطاء وسلبيات المؤسسات الضخمة الالإنسانية ،والتي سرعان
1
ما تنقلب إلى ثكنات أو سجون مقنعة.
ج .تعديل اتجاهات المجتمع نحو المعوقين من خالل اإلعالم المرئي والمسموع؛ لتحسين الصورة عن المعاق بأنه
إنسان عادي ينقصه بعض االحتياجات والقدرات ،إو ن له الحق بالعيش بكرامة.
.إشراك المعوقين وأسرهم والمجتمع والجهات الرسمية والتطوعية والخاصة في عملية التأهيل ،وذلك كي تكون فلسفة
التأهيل متكاملة ما بين المعاق واألسرة والمجتمع والمؤسسات األهلية والحكومية.
.دمج األشخاص المعاقين وخدماتهم في البرامج التنموية القائمة في المجتمع ،مع اإلفادة من المراكز التحويلية
المتخصصة في المنطقة ،ويتبلور بناء عليها إقامة المراكز التربوية لتفعيل الدور االجتماعي.
.الوصول بإمكانات األشخاص المعوقين البدنية والعقلية لحدها األقصى ،واالنتفاع من الخدمات والفرص العادية
2
المتكافئة ،وذلك من خالل برامج التأهيل وكذلك المؤسسات التأهيلية المؤهلة للموضوع.
44
المطلب الثاني :دمج المعوقين في المجتمع
إن عملية دمج المعوقين ليست مقتصرة على خدمات التوظيف ،بل يشل التعليم والتنقل بين الناس بحرية وأمان ،ويشمل
أيضﹰا النواحي االجتماعية واالقتصادية والصحية والنفسية والتربوية ،حيث إن القصور في تطبيق قانون حقوق المعوقين،
إضافة إلى عمليات عزل المعوقين عن األنظار ،وكأنهم فئة منبوذة أصابها المرض المعدي ،ينافي أخالقيات العمل
اإلنساني وحقوق المعوقين.
محمد
45
مسرد
تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبخاصة العاملين في المدارس العامة ،من مدراء ومدرسينوطلبة وأولياء أمور ،وذلك من
خالل اكتشاف قدرات إو مكانات األطفال المعوقين الذين لمتتح لهم الظروف المناسبة للظهور.
يساعد الدمج على استيعاب أكبر عدد من المعوقين في المجتمع.
1
الصداقة غالبﹰا ما تنشئ وتنمو بين العاديين والمعوقين في الفصل الدراسي والتي ال يوفرها العزل.
أشكال الدمج:
أ .المستوى األول الدمج في البرامج العامة :حيث يجب العمل على دمج الشخص المعاق في كافة برامج التدخل المقدمة
لعامة المعوقين ،من أجل إيقاف العنف نحوهم ،وخاصة األطفال منهم ،وفي كثير من الحاالت يمكن إدخال األطفال
المعوقين في مثل هذه البرامج المقدمة لعامة الناس دون وجود عبء مادي إضافي ،ومثل هذا الدمج سوف يس رع في
فعالية التدخل من أجل منع العنف.
ب .المستوى الثاني :في الوقت الذي يشجع فيه على دمج المعوقين في برامج تدخل منع العنف االجتماعي المقدمة
لعامة الناس ،فإنه ال بد من األخذ بعين االعتبار بأن هناك الكثير من األطفال المعاقين الذين سوف يستفيدون من خدمات
نظر للقدرات الخاصة التي يتمتعون بها ،فعلى سبيل المثال ،يحتاج األطفال المعوقون عقليﹰا إلى
التدخل الخاصة بهم ،ﹰا
نظر لقدراتهم االستيعابية ،مع
اإلعادة والتكرار في تلقي المعلومات ،واستخدام أساليب تعليمية مختلفة عن اآلخرين وذلك ﹰا
ضرب الكثير من األمثلة المادية والملموسة التي تقدم بلغة سهلة وواضحة .وكذلك بالنسبة للمعوقين الصم مستخدمي لغة
3
اإلشارة فهم يستفيدون عبر النقاش بلغة اإلشارة التي تمكنهم من طرح األسئلة بحرية ونقاش المواضيع المطروحة.
وبدمج المعوقين في المجتمع ،وبتأصيل ذلك شرعﹰا وقانونﹰا ،نحمي حق المعوقين ،ونحقق مفهوم السلم االجتماعي في
المجتمع ،ومن أهم المرتكزات التي يركز عليها مفهوم الدمج االجتماعي:
1الصادق ،محمد سامي :حقوق ذوي االحتياجات الخاصة بين الواقع والقانون ،ص.38
2الروســان ،فــاروق :قضايا ومش%كالت في التربي%ة الخاصة ،دار الفكــر للطباعــة والنشــر والتوزيــع ،عمــان ،األردن1998 ،م،ص
.29-30
3عبــدات ،روحي :اإلساءة الموجهة للمعاقين ،األسباب واستراتيجيات الوقاي%%ة والعالج ،دار مجــدالوي للنشــر والتوزيــع ،عمــان،
األردن ،2010 ،ص.171-170
46
مسرد
احترام حقوق األشخاص المعوقين وكرامتهم وحرية اختيارهم واحترام حياتهم الخاصة.
المشاركة في وضع الخطط والبرامج وصنع الق اررات الخاصة باألشخاص المعوقين وشؤونهم.
تكافؤ الفرص وعدم التمييز بين المعوقين على أساس اإلعاقة.
المساواة بين الرجل والمرأة المعوقين في الحقوق والواجبات.
ضمان حقوق األطفال المعوقين وبناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم ودمجهم في المجتمع.
توفير التجهيزات المعقولة لتمكين الشخص المعوق من التمتع بحقه وحريته ،ليتمكن من االستفادة من خدمة معينة.
قبول األشخاص المعوقين باعتبارهم جزءﹰا من طبيعة التنوع البشري.
1
الدمج في شتى مناحي الحياة والمجاالت ،بما في ذلك شمول المعوقين وقضاياهم بالخطط التنموية الشاملة.
1العوي ــدي ،عليــا محمــد :دمج المع%%اقين في المجتم%%ع وأث%%ره في تحقي%%ق مفه%%وم الس%%لم االجتم%%اعي ،ورق ــة عم ــل مقدم ــة لمــؤتمر
السلماالجتماعي ،كلية العلوم التربوية ،جامعة النجاح الوطنية ،نابلس ،ص.23
2الروسان ،فاروق :قضايا ومشكالت في التربية الخاصة ،ص .29-30وع ـوادة ،رنــا محمــد صــبحي :دمج المعاقين حركيﹰا في
المجتمع المحلي بيئيﹰا واجتماعيﹰا -دراسة حالة في محافظة نابلس ،ص.37
3عوادة ،رنا محمد صبحي :دمج المعاقين حركيﹰا في المجتمع المحلي بيئيﹰا واجتماعيﹰا -دراسة حالة في محافظة
نابلس،ص.37
47
مسرد
ويتم تنفيذ الدمج من خالل توفير بدائل تربوية متنوعة أطلق عليها اسم "هرم الخدمات التربوية الخاصة" ،حيث تشكل
قاعدته األوضاع األقل تقييدﹰا ،وقمته تشكل األوضاع األكثر تعقيدﹰا ،كما هو موضح في الشكل التالي:
التعليم في مدارس
والبيئة األقل تقييدﹰا ذات شقين رئيسين ،األول يرتبط بتعليم الطالب ذوي اإلعاقة مع أقرانه العاديين إلى أقصى مدى ممكن،
والثاني هو عدم حرمان الطالب ذي اإلعاقة من التعلم في الصف العادي ،إال إذا حالت طبيعة إعاقته دون قدرته على
التعليم بشكل أساسي وف عال ،حتى عند توفر الوسائل التعليمية الداعمة ،وتبعﹰا لمبدأ البيئة األقل تقييدﹰا أو غير المقيدة،
يمكن تعليم الطلبة ذوي اإلعاقة في أوضاع تعليمية مختلفة في المدارس العادية من أهمها الصف الخاص ،حيث يتعلم
الطلبة ذوو اإلعاقة في غرفة صف خاصة في مدرسة عادية ،وفي الصف الخاص يتلقى هؤالء الطلبة خدمات التربية
الخاصة على أيدي أخصائي تربوي ،وقد يكون الدوام كام ﹰال أو جزئيﹰا حيث يمكن دمج الطلبة المعوقين مع الطلبة غير
المعوقين في النشاطات االجتماعية وغير األكاديمية.
وهناك ما يعرف بغرفة المصادر ،وهي غرفة صف خاصة في مدرسة عادية ،يقضي الطلبة ذوي اإلعاقة فيها حصة أو
حصتان يوميﹰا ،فهم يتلقون معظم تعليمهم في الصف العادي ولكنهم يأتون في مجموعات تضم ( )5 -3طالب لتلقي
تعليم خاص على يدي معلم التربية الخاصة ،وهنا يكمن الفرق بين غرفة المصادر التي تعزل المعوق عن أقرانه العاديين
فترة وجيزة من الوقت ،مما يحد من وصمة العجز وتأثيراته النفسية السلبية.
1العوي ــدي ،عليــا محمــد :دمج المع%%اقين في المجتم%%ع وأث%%ره في تحقي%%ق مفه%%وم الس%%لم االجتم%%اعي ،ورق ــة عم ــل مقدم ــة لمــؤتمر
السلماالجتماعي ،ص.13
48
مسرد
يتوجب على المعلم أن يشارك في تقييم وتشخيص الحاالت ،وتحديد مستوى األداء التحصيلي للحاالت ،والوقوف على
أبعادها.
أن يشارك المعلم في تحديد االحتياجات الفعلية الخاصة لكل حالة ،مع التأكيد على االحتياجات التربوية واألكاديمية.
أن يحدد المعلم األهداف التربوية والتعليمية بكل دقة.
أن يحدد المعلم البرنامج التربوي والتعليمي الفردي أو الجماعي المناسب لكل حالة.
أن يحدد المعلم الخطة التعليمية والتدرج في مستوياتها من السهل إلى الصعب.
أن يحدد المعلم أساليب التدريس والطرق المناسبة لكل متعلم ،وتنفيذ عملية التدريس بالشكل الجيد.
أن يشارك األسرة وأولياء األمور في التوجيه واإلرشاد النفسي ،والجوانب التحصيلية واألكاديمية للمتعلم ،ومعرفة مشكالته
والعمل على حلها.
أن يعمل المعلم على تنمية مهارات المتعلمين الفنية واالبتكارية ،والعمل على توظيفها على الوجه األمثل ،وبخاصة
األنشطة في مجال التربية الفنية ،لما لذلك من دور إيجابي فعال في تنمية هذه القدرات االبتكارية واإلبداعية لدى
المتعلم.
أن يهيئ المعلم الفرص والبرامج الترويحية واألنشطة المختلفة الثقافية واالجتماعية والفنية والرياضية ،والزيارات العلمية
والترفيهية التي من شأنها أن تعزز شعور المتعلمين بالسعادة وتعمل على توثيق الصلة بينهم وبين بيئتهم ،وتحقق من
1
خاللها االندماج مع المجتمع والتفاعل معه.
1حسن ،أحمد وجيه :العالقة بين المعلم والمتعلمين ذوي االحتياجات الخاصة في ضوء الفكر ال تربوي اإلس المي ،مجل ة م رآز
البحوث التربوية ،العدد السادس1426 ،هـ ،ص.144
2الصادق ،محمد سامي :حقوق ذوي االحتياجات الخاصة بين الواقع والقانون ،ص.50
49
مسرد
كبيرة ،وفي نفس الوقت ،يصبح بإمكان هؤالء المعوقين العيش باستقالل وكرامة ،والشعور بالرضا وعدم النقصان في
3
األهلية ،وكذلك المشاركة في سوق العمل واالقتصاد الوطني.
الفصل الرابع
المؤسسات الراعية لذوي اإلعاقة في المجتمع الفلسطيني المعاصر
المبحث األول :تعريف بالمؤسسات الراعية للمعاقين في محافظة نابلس المبحث الثاني :واقع الرعاية النفسية للمعاقين في
محافظة نابلس المبحث الثالث :واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس المبحث الرابع :واقع الرعاية الصحية
للمعاقين في محافظة نابلس المبحث الخامس :واقع الرعاية االجتماعية للمعاقين في محافظة نابلس المبحث السادس:
واقع الرعاية السياسية للمعاقين في محافظة نابلس المبحث األول :تعريف بالمؤسسات الراعية للمعاقين في محافظة
نابلس.
في هذا المبحث سوف يتم بعد مشيئة اﷲ تعالى التعريف بالمؤسسات التي تقوم على رعاية المعوقين وتقديم كافة الخدمات
لهم ،وفيه سوف يتم التعرف على منشأ هذه المؤسسات والجمعيات ،والتع ـرف على أهدافها ورؤيتها وهياكلها التنظيمية،
ومن ثم التعرف على أهم الخدمات والمشاريع الت ـي تـم إنجازها ودورها في تطوير المجتمع ،ومن أهم هذه المؤسسات:
أو ﹰال :اإلتحاد العام للمع وقين في محافظة نابلس :في ظروف ال يمكن وصفها إال باألصعب عم ـل
المعاق الفلسطيني على تأسيس اإلتحاد العام للمعاقين ،وذلك بحكم حجم التعقيدات والصعوبات الت ـي يواجهها شعبنا
الفلسطيني ،والناتجة عن سياسة االحتالل العدوانية أو ﹰال ،وألسباب ذاتية تتعلق بنظرة المجتمع الس لبية تجاه اإلعاقة
ثانيﹰا ،إضافة إلى ضعف مستوى دعم وتنظيم المعاقين ألنف ـسهم تج ـاه قضاياهم واحتياجاتهم ،غير أنه بتأسيس االتحاد
العام تم تفعيل المعاقين وتنظيم صفوفهم في إط ـار جامع نقابي ،ليمثل هذه الشريحة االجتماعية الخاصة بالمجتمع
الفلسطيني ،وذلك للعمل عل ـى س ـن القوانين التي تضمن لهم حقوقهم بالمواطنة الصالحة والحياة الكريمة والضغط على
3عبدات ،روحي مروح :تأهيل وتشغيل األشخاص ذوي اإلعاقة األس%%س النظري%%ة والممارس%%ة العملية ،و ازرة الشــؤوناالجتماعية،
دار مجدالوي ،عمان ،األردن ،2010 ،ص.11
50
مسرد
تأمين احتياجاتهم الحياتية ،بدءﹰا من الجوانب الصحية وانتهاء بتوفير فرص العمل ،وذلك عبر خطة عملي ـة وتوعي ـة
مرتبطة مباشرة بالمعاقين ،وما يحيط بهم من األسرة والمجتمع المحلي بكافة خدمات ـه ومؤس ـساته ،وصو ﹰال إلى
االتفاقيات الدولية التي تضمن حقوق اإلنسان وتعمل على ضمان دمجهم في مجتمعاتهم.
تعريف باإلتحاد :هو منظمة جماهيرية فلسطينية غير حكومية تعنى بحقوق المعاقين على اخ ـتالف إعاقاتهم وأسبابها،
وبغض النظر عن الجنس أو الفئة العمرية ،ويمارس ن ـشاطاته عل ـى م ـستوى محافظة نابلس آخذﹰا على عاتقه توحيدﹰا
لكلمة المعاقين ،وتنظيم صفوفهم ،والعمل على ت ـذليل كاف ـة السبل من أجل انتزاع اعتراف المجتمع وكافة مؤسساته
بكافة حقوقهم والدفاع عنها ،إو براز أهمي ـة دورهم بالمشاركة في كافة الفعاليات االجتماعية والثقافية واالقتصادية ،وصو
ﹰال للمشاركة السياسية . 1وتم إنشاء هذا االتحاد في محافظة نابلس عام 1994م ،حيث بدأت مسيرة ت ـشكيل ه ـذا اإلط
ـار الديمقراطي لحركة حقوق المعاقين في المحافظة لتتعاون مع باقي فروع االتح ـاد الع ـام للمعـاقين الفلسطينيين ،والذي
أخذ الموافقة على ترخيصه من سيادة الرئيس الراح ـل ياس ـر عرف ـات ع ـام 1993م ،ثم حصل عل ـى ترخيـصه بت
ـاريخ 1/7/2004م م ـن و ازرة الداخليـة تح ـت رقـم (.)RR22292
الرؤية واألهداف:
يسعى االتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين إلى المساهمة في تأسيس إو نشاء دولة فل ـسطينية م ـستقلة وديمقراطية تستند
على سيادة القانون والعدالة اال جتماعية والمبادئ الديمقراطية واحت ـرام حقـوق اإلنسان ،ويعتبرون أنفسهم جزءﹰا ال يتج أز
من الشعب الفلسطيني له حقوق وعليه واجبات في:
1اإلتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين :أوراق بيضاء لإلتحاد العام للمعاقين "اإلتحاد بين الماضي والحاضر" ،نابلس-2007 ،
،2008ص.3
51
مسرد
تقوية العالقات االجتماعية بين األعضاء.
تعزيز عالقات التواصل والتنسيق مع المؤسسات الحكومية واألهلية لخدمة المعوقين.
تعميق الحوار الديمقراطي مع المؤسسات الحكومية والغير حكومي ـة والـضغط لـضمان حصول المعاقين على حقوقهم
القانونية.
العمل على إيجاد إطار ألنصار االتحاد.
حث الدوائر على تطوير القوانين واللوائح التنفيذية ،ورصـد م ـستوى تطبيقهـا للقـوانين المقررة.
التأثير االجتماعي في توجهات المجتمع نحو قضية اإلعاقة.
العمل على إيجاد كيان لذوي اإلعاقة الذهنية.
52
مسرد
مشاريع متعددة لإلغاثات في مجال التمويل وصرف أدوية ومساعدات مالية ،بتموي ـل م ـن الجهات الحكومية واألهلية
1
والقطاع الخاص.
ويتطلب التعامل مع المعوقين توفير جانبين أساسيين في شخصية العاملين معهم ،من أجل مساعدتهم ورعايتهم :يتمثل
الجانب األول بضرورة امتالك المعارف الالزمة حول اإلعاقة وتأثيرها ،كجوانب النمو المختلفة في شخصية المعوق،
وامتالك المهارات مع المعاق حسب نوع إعاقته ودرجة ه ـذه اإلعاقة ،وما يلزم القيام به في التغلب على الصعوبات التي
تعتـرض طريق ـه ،وه ـذه المعـارف والمهارات يمكن تعلمها بسهولة نسبية ،إذا توفر الجانب الثاني خاصة بالنسبة لألطف
ـال المعـوقين الذين يجري العمل على دمجهم من خالل االلتحاق بصف الدراسة العادي.
أما الجانب الثاني فيتعلق بضرورة توفر القيم واالتجاهات اإليجابية نحو المعاق ،حيث يعتب ـر هـذا الجانب في شخصية
من يعمل مع المعاق متطلبﹰا أساسيﹰا ال غنى عنه لتكوين عالقة إنسانية ناجح ـة بين الطرفين ،تفتح للمعاق طريق
االندماج في المجتمع ،وتسلحه بقوة االستمرار بهـذا االن ـدماج ،وعلى ذلك يمكن تلخيص أهداف الجمعية بما يلي:
العمل على تنمية قدرات المعوق وأخذها بعين االعتبار والعمل على تنميتها.
تنمية المهارات االجتماعية للحياة اليومية للمعوق ،وما يرتبط بها من تنمية القدرات الذهنية وتعزيز ما ينتج عن ذلك من
سلوك إيجابي.
تعزيز ثقة المعوق بنفسه وباآلخرين ،وأن دمجه أمر ممكن ،ولكنه ليس تلقائيﹰا ،وهو يتطلب التخطيط والسير وخطوات
تدريجية.
1اإلتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين :أوراق بيضاء لإلتحاد العام للمعاقين "اإلتحاد بين الماضي والحاضر" ،نابلس-2007 ،
،2008ص.7-3
53
مسرد
خلق بيئة مساعدة لعملية االندماج ،من خالل نشر الوعي حول قضية المعاق على م ـستوى المدرسة ،والصف ،وذلك
2
بتنظيم الندوات واللقاءات واألنشطة األخرى.
تأسست رسميﹰا بتاريخ 26/12/1968م وبدأت بتقديم خدماتها الصحية عبر عيادة صغيرة في أح ـد مخيمات الشعب
الفلسطيني في األردن ،وكرست كجمعية لها شخصيتها االعتبارية ،بموجب ق ـرار المجلس الوطني الفلسطيني في دورته
السادسة بتاريخ 1/9/1969م ،لتصبح بع ـد ذلـك مؤس ـسة صحية اجتماعية ضخمة من مؤسسات منظمة التحرير
الفلسطينية التي تضم آالف الكوادر وعشرات اآلالف من األعضاء المتطوعين الفلسطينيين والعرب واألجانب.
عملت الجمعية خالل مسيرتها في اتجاهات ثالثة :تطوير كادرها البشري ،تنويع خ ـدماتها ،بن ـاء وتحديث مراكزها
ومؤسساتها الصحية واالجتماعية .وتقدم خدماتها عبر 45فرعﹰا وشعبة في الوطن والشتات ،وعبر نشرات المستشفيات
والمراكز الصحية واالجتماعية.
ومن أهم البرامج التي تقدم من قبل جم عيات الهالل األحمر الفلسطيني :برنـامج التأهي ـل وتنمي ـة القدرات للمعاقين،
ومن أهداف هذا البرنامج دمج األشخاص ذوي اإلعاقة في مجتمع ـاتهم المحلي ـة عبر تطوير قدراتهم ومنحهم فرصﹰا
متكافئة.
وتنطلق الجمعية في عملية تأهيل وتهيئة قدرات األشخاص ذوي اإلعاقات من قاعدة حقوقيه اجتماعية بدي ﹰال من البعد
الخيري والشفقة .وتدير الجمعية 29مركز تأهيل ووحدة ،منها ثمانية مراكز متخصصة في تأهيل وتنمية قدرات األطفال
ذوي اإلعاقة العقلية ،وأربعة مراكز ومدارس متخصصة في تعليم األطفال الصم ،وقسمين متخصصين في تعليم األطفال
ذوي الشلل الدماغي ،وعشرة مراكز ووحدات متخصصة في اإلعاقات الجسدية ،الحركية ،وخمس وحدات لتأهيل السمع
والنطق ،وستة فرق تأهيل متنقلة في قرى المحافظات ،إضافة إلى برنامج التربية الخاصةالمجتمعية (اإلثراء المنزلي ،الذي
تنفذه الجمعية في عشر محافظات في الضفة والقطاع) الذي يركز على تطوير قدرات المعاقين عقليﹰا ودمجهم في الحياة
اليومية ألسرهم ومجتمعاتهم المحلية.
2لجنة الدعم المتبادل ألسر المعاقين على مقاعــد الد ارسـة ،مركــز الخدمــة المجتمعيــة ،نـابلس ،جامعــة النجــاح الوطنيــة2004 ،م،
ص.3-1
54
مسرد
وتدير الجمعية في خان يونس كلية جامعية متخصصة بالتأهيل وتنمية القدرات ،وهي الوحيدة ف ـي فلسطين التي تمنح
درجة البكالوريوس المعترف بها م ـن قب ـل و ازرة التربي ـة والتعلـيم الع ـالي الفلسطينية للمعاقين.
والجمعية شريك أساسي في برنامج التأهيل المبني على المجتم ـع المحل ـي ( ،)CBRإل ـى جان ـب مؤسسات وجمعيات
1
أخرى في الضفة ،والجمعية عضو أساسي ف ـي المجل ـس األعل ـى ل ـشؤون األشخاص ذوي اإلعاقة في فلسطين.
أهداف المركز:
تقديم الخدمات العالجية لألشخاص ذوي اإلعاقة.
1جمعية الهالل األحمر الفلسطيني ،تعرف على جمعية الهالل األحمر الفلسطيني ،البيرة ،رام اﷲ ،2010 ،ص.12
55
مسرد
تقديم الخدمات التكميلية (إطراف صناعية ،أدوات مساعدة ،دعائم ،أحذية طبية).
التخفيف من أعباء المرضى ماديﹰا وجسديﹰا من عناء السفر إلى الجنوب والوسط.
الكشف المبكر عن اإلعاقات.
تسيير عيادات متنقلة للوصو ل إلى ذوي اإلعاقة في أماكن إقامتهم ،وتفعيل برنامج التأهي ـل
) Rehabilitation Community Based(.المبني على المجتمع
استيعاب عدد من الكفاءات العلمية والطبية للتخفيف من حدة البطالة في أوساطهم.
تطوير وحدة األبحاث في المركز.
الفئات المستهدفة:
إصابات االنتفاضة.
اإلصابات جراء حوادث السير إو صابات العمل إو صابات المالعب.
المرضى الذين يعانون من الشلل بكافة أشكاله بما فيها الشلل الدماغي.
المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة (أعصاب وعظام) وما بعد العمليات الجراحية.
المرضى الذين يعانون من بتر كلي أو جزئي في األطراف ،والذين يعانون من انبساط ف ـي القدم.
أقسام المركز :يتكون المركز من عدة طوابق بمساحة إجمالية ( )2600متر مربع ،ويشمل األق ـسامالتالية:
مركز أساسيﹰا في إطار برنامج شهري كونهاعلى تماس مباشر باإلعاقة،
قسم العيادات الخارجية :وتشكل هذه العيادات ﹰا
وتتمثل في عيادة العالج الطبيعي ،وعي ـادة العظ ـام ،وعي ـادةاألعصاب ،والعيادة النفسية ،وعيادة اإلرشاد والبحث
االجتماعي ،وعيادة الخد مات التكميلية(األطراف الصناعية ،واألحذية ،والدعائم).
قسم العالج الطبيعي ،وفيه ثالثة أقسام منفصلة للرجال والنساء واألطفال ،ويشمل :الع ـالج الكهربائي ،والعالج باألشعة،
1
والعالج بالح اررة والبرودة ،والعالج بالتمـارين الرياضـية ،والعالج الكهرومغناطيسي ،والعالج بالطين ،والعالج المائي.
واالنتص ــاف .وق ــد اق ــترنت كلم ــة االنتفاض ــة بالنض ــال السياس ــي الفلس ــطيني في الق ــرن العش ـرين إال أنه ــا لقيت رواجﹰا ع ــالميﹰا لفظﹰا
بالعربيــة Intifadaخالل العقــدين المنصــرمين ،بحيث أصــبحت للفلســطينيين طريقــة حيــاة وطـريقﹰا للحيــاة .وهي ظــاهرة فلســطينية
ديمقراطيـ ــة شـ ــعبية ونتـ ــاج تراكمـ ــات نضـ ــالية كميـ ــة ونوعيـ ــة ترتبـ ــط بـ ــالتحرك الجمـ ــاهيري الشـ ــامل ،ومدرسـ ــة جديـ ــدة في النضـ ــال
الفلســطيني .أنظــر :موســوعة المصــطلحات والمفــاهيم الفلســطينية ،تحريــر محمــد شــتيه ،المركــز الفلســطيني للد ارســات اإلقليميــة،
،2008ص.89
56
مسرد
أنشأت هذه الجمعية ( ) YMCAفي خيمة متواضعة في مخيم عقبة جبر بالقرب من مدينة أريح ـا ،وارتبط تأسيسها
بالظروف السياسية المعقدة والشائكة التي سادت فلسطين عام 1948م ،وهي تق ـدم خدمات إنسانية للمجتمع المحلي
وخصوصﹰا في الظروف الصعبة ،وقد بذلت جهـودﹰا كبي ـرة م ـن البرامج التي تخاطب بصورة مباشرة احتياجات وآمال
الشعب الفلسطيني ،ومن هذه البرامج:
برنامج اإلغاثة.
مركز التدريب المهني عقبة جبر /أريحا.
مراكز جمعية الشبان المسيحية في مدينة القدس.
برامج التأهيل :وهو موضوع ح ديثنا ،فبعد أن اندلعت انتفاضة األقصى * عام 1987م وما ترتب عليها من مواجهات
عنيفة ووجود إصابات إو عاقات ،فقد قامت هذه الجمعية بجه ـود عظيم ـة لتحمل مسؤوليتها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني،
وكان هذا البرنامج بداية في بيت سـاحور ،ثـم انتقل إلى جميع مدن الضفة الغربية ،وع ملت الجمعية في كل المدن
الفلسطينية مع فئة الجرحى والمعاقين حركيﹰا ،بغض النظر عن سبب إعاقتهم ،ومنذ اندالع انتفاضة األقصى الثانية توس
ـع العمل في البرنامج ليشمل خدمات اإلرشاد النفسي واالجتماعي لضحايا العنف الـسياسي م ـن األطفال واألهالي
والشباب ،من خالل آليات وتق نيات اإلرشاد الفردي والعائلي والجماعي ،وينفذاألخصائيون العاملون في الجمعية تدخالتهم
إما عبر مكاتب الجمعية في المحافظات المختلفة أوعبر الزيارات الميدانية لمنازل المعوقين المتلقين للخدمات.
وتتلخص خدمات برنامج التأهيل في اإلرشاد النفسي االجتماعي والمهن ـي ،وا لتـشخيص مهن ـي،والتأهيل مهني ،والتعديل
السكني ،والتشغيل الذاتي .ويضم المركز أقـسامﹰا متع ـددة ،منه ـا :ق ـسماإلرشاد النفسي واالجتماعي ،وقسم التشخيص
واإلرشاد المهني الذي يعنى بتحديد اآلفـاق المهني ـة المستقبلية للمعوقين ،بناءﹰا على تقييم قدراتهم وميولهم وواقع ظروف
الع مل ف ـي المجتم ـع ،وقـسم التدريب المهني األولي في مجاالت الخياطة والتجارة والتنجيد ،والحاسوب ،والسكرتارية،
والفنون ،ووحدة شؤون المنتفعين التي تعنى باالحتياجات الخاصة للمعوقين الطبية منها واالجتماعية وغيرها ،إضافة إلى
قسم لإلشراف الليلي الذي يعد ويشرف على تطبيق البـرامج االجتماعيـة والترفيهي ـة والرياضية واالهتمام باألمور الحياتية
للمنتفعين في الفترة المسائية ،ووحدة خدمة المجتم ـع ل ـدعم وتأهيل المعاقين وتعزيز دور المجتمع في تبني احتياجات
المعوقين وتقبلهم1.
57
مسرد
بين السلطة الفنية الفلسطينية ومنظمة العمل الدولية ،ليقدم نموذجﹰا خاصﹰا لالستثمار األمثل للموارد،وتوجيهها نحو أهداف
البنا ء الوطني الفلسطيني بما يخدم هدف بناء التنمية الشاملة .ويه ـدف هـذاالمركز إلى مساعدة األشخاص ذوي اإلعاقة
على تحقيق االستقالل االقتصادي واالندماج االجتماعيمن خالل تزويدهم بالمهارات المهنية المناسبة لتحسين دمجهم في
سوق العمل ،ويهدف أيضﹰا إل ـىاستثمار فرص التدري ب والتشغيل المتاحة في المجتمعات المحلية وتشجيع المؤسسات
المعنية عل ـىإدماج األشخاص ذوي اإلعاقة في أنشطتها وبرامجها .ويضع هذا المركز شروطﹰا لقبول المت ـدربين أو
المتدربات من جميع محافظات الشمال ،ضمن الشروط التالية :وجود حالة من اإلعاقة وبدرج ـة تسمح باالستفادة م ن
البرامج التدريبية والتأهيلية المقدمة ،والق ـدرة عل ـى اس ـتخدام المواص ـالت والوصول إلى المركز ،واجتياز فترة التقييم
المهني.
أما الخدمات والنشاطات التي يقدمها المركز ،فتشمل :توفير الرعاية الصحية والمساعدة في ت ـوفير األدوات واألجهزة
المساعدة من خالل المؤسسات وال جهات المعني ـة ،وتقـديم الـدعم األك ـاديمي للمتدربين الذين هم بحاجة إلى ذلك،
وضمان النظام الفردي وبرنامج تعليم الكبار "مح ـو األمي ـة " ،والتشغيل بكافة أشكاله ،إضافة للتأهيل المهني في إطار
المجتمع المحلي ( .) C.B.V.Rكذلك يق ـدم المركز أنشطة ال منهجية :رياضية ،وصحية ،وتر ويحية ،ونشاطات
التفريغ النف ـسي ،والن ـشاطات التثقيفية واإلعالمية ،لتحسين االتجاهات حول األشخاص ذوي اإلعاقة ،وزيادة ال ـوعي
1
المجتمع ـي بحقوقهم وتعزيز فرص إدماجهم ،إضافة إلى أنه يوفر صندوق إقراض وت ـشغيل لألش ـخاص ذوي اإلعاقة.
1و ازرة الشؤون االجتماعية ،مركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،نابلس1999 ،م ،ص.2-1
58
مسرد
هي جمعية غير مجانية ،تأسست هذه الجمعية عام 2006م ،شملت مناطق مختلفة في الضفة الغربية والموقع الرسمي لها
في نابلس ،يعمل بها ثمانية موظفين ،وهي تستقبل ذوي اإلعاقات م ـن عمـر شهر حتى عمر 15عامﹰا ،وتعنى باإلعاقة
الحركية والصعوبات العقلية ،ومـن أهـدافها :ت ـشكيل مصدر للمعلومات عن اإلعاقة واألشخاص المعوقين ،إو يجاد
مرجعية ومصدر لخدمات التأهيل على المستوى الثاني أو الوسيط في شمال الضفة الغربية .وهو يوفر العديد م ـن
الخـدمات :ك ـالعالج الطبيعي والوظيفي ،واإلرشاد النفسي ،والعيادات (أعصاب ،عظـام ،تأهي ـل ) ،إو ع ـارة األجه ـزة
1
المساعدة ،وقسم للمصادر والتدريب.
1مركز شؤون المرأة واألسرة ،دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس2009 ،م ،ص-22
.23
2و ازرة الش ــؤون االجتماعي ــة ،ص ــندوق إق ـراض األش ــخاص المع ــوقين ،مرك ــز الش ــيخ خليف ــة بن ازي ــد آل نهي ــان ،ن ــابلس1999 ،م،
ص.3-2
59
مسرد
أما فيما يتعلق بأبرز احتياجات هذه الجمعية ،رغم كثافة الخدمات التي تقدمها ،إال أنها بحاجة إل ـى قطعة أرض والتمويل
والبناء عليها ،وكذلك تنمية مواردها كمصادر الدخل لصرف مرتبات شهرية للموظفين الذين يتقاضون مكافئات رمزية فقط،
وهي بحاجة إلى حواسيب للتواص ـل م ـع الغيـروالجهات الداعمة ،وكاميرات تصوير فيديو لتصوير األنشطة التي تقوم بها
الجمعية ،والعدي ـد م ـناألجهزة األخرى التي تعينها في تنفيذ أنشطتها وخدماتها كماكن ـات التطري ـز ،وشاش ـات ع
1
ـرض( ،)LCDوأجهزة اتصال ،وشاشات عرض.
1الجمعية الخيرية لرعاية الصم :نشرة صادرة عن الجمعية ،نابلس ،شارع رأس العين ،2012-2011 ،ص.3-1
2مركز شؤون المرأة واألسرة :دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس2009 ،م ،ص5-4
60
مسرد
أما أبرز الخدمات التي تقدمها هذه الجمعية ،فتتمثل في :توفير خدمة فحص السمع بكاف ـة أنواع ـه وتركيب المعينات
السمعية ،وتو فير خدمة العالج الوظيفي ،وتوفير خدمة عالج مشاكل النطق واللغة وخدمة التأهيل السمعي ،وتوفير خدمة
1
التربية الخاصة.
كما وتقدم هذه اللجنة العديد من الخدمات ،كالزيارات المنزلية /تعديل المنزل ،وخدمة الدعم النفسي ،وبرامج التحويل،
وتوفير األدو ات المساعدة ،والعالج الطبيعي ،والبرامج ترفيهيـة ،وتقـدم أيـضﹰا التوعية واإلرشاد عن طريق ورشات العمل
3
والدورات ،وخدمة التربية الخاصة.
1مركز شؤون المرأة واألسرة :دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس2009 ،م ،ص-31
.32
2المرجع السابق ،ص.30 -31
3المرجع السابق ،ص.19-18
61
مسرد
أما أبرز الخدمات التي تقدمها اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين في مخيم عسكر ،فتتلخص في :العالج الطبيعي والوظيفي
والنطقي ، 1وا لتربية الخاصة ،واألدوات المساعدة ،والتأهيل ال ـسكني /التع ـديل ،واألنشطة الترفيهية ،والمخيمات الصيفية
2
والشتوية ،وورش العمل (دورات تدريبية ألهالي المجتم ـع المحلي) ،والتحويل للمؤسسات المحلية.
نستعرض في هذا المبحث آراء المسؤولين في مؤسسات رعاية المعاقين حول واقع الرعاية النفسية في محافظة نابلس،
وذلك باستخدام النسب المئوية المستخلصة من االستبانات التي ق ـاموا باإلجاب ـة عليها كما يبينه جدول رقم (:)1
جدول . 1إجابات أفراد العينة عن األسئلة التي تضمنها مجال الرعاية النفسية بالنسب المئوية
أبدﹰا نادر
ﹰا أحيانﹰا غالبﹰا دائمﹰا الفقرات رقم
% % % % % الفقرة
%3.1 %6.2 %6.1 %44.6 %40.0 تقلل المؤسسة من شعور المعاق باليأس. 1
تساعد المؤسسة المعاق عل ـى ال ـشعور باالس ـتقرار
- %4.6 %10.8 %40.0 %44.6
النفسي. 2
تقوم المؤس سة بتحديد المشكالت النفسية التي يع
- %3.1 %20.0 %40.0 %36.9
ـاني منها المعاق. 3
تقلل المؤسسة من حدة الخوف م ـن المـستقبل لـدى
%1.5 %12.3 %15.4 %47.7 %23.1
المعاق. 4
- %4.6 %9.3 %36.9 %49.2 تساعد المؤسسة المعاق في اعتماده على نفسه. 5
%1.5 %1.5 %18.5 %46.2 %32.3 تخفض المؤسسة التوتر والكبت والقلق لدى المعاق. 6
- %1.6 %20.0 %44.6 %33.8 تخفف الخدمات المقدمة للمعاق من اإلحباط. 7
%1.5 %3.1 %18.5 %29.2 %47.7 تعمل المؤسسة على قبول المعاق لدى أسرته. 8
يالحظ من الجدول رقم ( ) 1السابق أن الفقرة األولى والتي تنص " :تقلل ال مؤسسة من شعور المعاق باليأس" ،قد حظيت
بدرجة استجابة مختلفة من قبل أفراد العينة ،فقد أجاب عنها بدائمﹰا م ـا ن ـسبته ( ،)%40.0بينما أجاب عنها بغالبﹰا ما
نسبته ( ،)%44.6أما من أجاب عنها بأحيانﹰا فقد بلغت نسبتهم
1اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين :خدمات التأهيل لحاالت الشلل الدماغي ،عسكر ،بدعم من مؤسسة كير العالمية2021،م،
ص.2
2مركز شؤون المرأة واألسرة :دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس2009 ،م ،ص-31
.30
62
مسرد
( ،) 6.1%وبنفس النسبة لمن أجابوا بنادرﹰا ،وهذا يدل ع لى ضعف دور المؤسسة في تقليل ش ـعور المعوق باليأس،
ويظهر لنا أن خدمات المؤسسة غير كافية لتقليل حالة الشعور باليأس ،أما ما نسبته ( )%3.0من أفراد عينة الدراسة فقد
أجابوا بأبدﹰا ،فهذه المؤسسات ال تقلل الشعور باليـأس نهائي ـﹰا ،فربما انتماؤهم إلى مثل هذه المؤسسات يشعرهم بحالة
نقص ،وبالتالي يتعزز لديهم الشعور ب ـاأللم واليأس.
أما الفقرة الثانية التي تنص على " :تساعد المؤسسة المعاق على الشعور باالستقرار النف ـسي " ،فق ـد أجاب عنها ما
نسبته ( )%44.6من أفراد العينة ب دائمﹰا وما نسبته ( )%40قد أجابوا ب غالبﹰا ،إو ن ( )%10قد أجاب وا بأحيانﹰا،
ويبدو أن هذه المؤسسات تقدم للمعاق المساعدة النفسية الكافي ـة ،به ـدف تحقيق األمن النفسي والتوافق الذاتي إو شباع
الحاجات وتحقيق عزة النفس للمعاق ،وتعميق ال ـشعور بحب اآلخرين له وبأنه مطلوب ،وأن أهله في حاجة إليه ،إو قناعه
بأن ما لديه م ـن ق ـوى عقلي ـة وجسمية تكفي إلسعاده في الحدود التي تفرضها إعاقته .أما من أجاب بالسلب فق ـد
بنادر ما يشعرون باالستقرار النفسي ،ألن الخدمات النفسية غير كافي ـة إلزاحة
لـوحظ أن م ـا نسبتهم ( )% 4.6قد أجابوا ﹰا
هموم المعاق التي تعترض طريق وصوله إلى األمن واألمان.
أما الفقرة الثالثة والتي تنص على " :تقوم المؤسسة بتحديد المشكلة التي يعاني منها المع ـاق " ،فق ـد أجاب عنها بدائمﹰا ما
نسبته ( )%36.9وما نسبته ( )%40من أفراد عينة الدراسة أجابوا غالبا ،إو ن هناك ما نسبته ( )%20قد أجابوا بأحيانﹰا،
ويبدو أن المؤسسة تسعى إلى التع ـرف عل ـى م ـشاكل المعاقين والتي تعوق طريق نجاحهم ،إو عادة تأهيلهم ودمجهم في
بنادر ويبدو أن هذه المؤسسات تقدم خدماتها المادية ،وال يحظى المعوق
المجتمع .إو ن ما ن ـسبته ( )% 3.1قد أجابوا ﹰا
فيها باهتمام كبير من قبل المؤسسات التي يجب عليها أن تتعرف على همومهم ومشاكلهم ودعمهم.
أما الفقرة الرابعة والتي تنص على " :تقلل المؤسسة من حدة الخوف من المستقبل الذي يعاني من ـه المعاق" ،فقد أجاب
عنها بدائمﹰا ما نسبته ( ،)%23.1ومن أجاب بغالبﹰا م ـا ن ـسبته ( ،)%47.7وأن هناك ما نسبته ( )%15.4أجابوا
بنادر ( ،)%12.3ومن أجاب بأبدﹰا (،)%1.5
بأحيانﹰا ما تقلل المؤسسات من مخاوف المعوقين ،وأن ن ـسبة م ـن أجاب ﹰا
فالمعاق يعاني الخوف من المستقبل وقد يك ـون هذا الخوف نابع من عدم وجود األمان االقتصادي واألمني والصحي.
أما الفقرة الخامسة فقد لوحظ اختالف في استجابة أفراد عينة الدراسة من مديري المؤسسات الت ـي تعنى بالمعاق ،فقد
نصت الفقرة على " :تساعد المؤسسة المعاق على اعتماده على نفسه " ،فقد أج ـاب عنها بدائما ما نسبته ( )%49.2بينما
بنادر وأبدﹰا ما نسبته ( )%9.3و( )%4.6على التوالي ،ولربما يعود
أجاب عنها بغالبﹰا ما نسبته ( )%36.9وأجاب عنها ﹰا
السبب في ذلك إلى انخف ـاض اإلمكاني ـات المادية لدى مؤسسات رعا ية المعوقين في فلسطين ،والتي هي بحاجة إلى
برامج وأجهزة هامة ف ـي ذلك األمر.
وبالنسبة للفقرة السادسة والتي تنص على " :تخفض المؤسسة التوتر والكبت والقلق لدى المعاق " ،فقد أجاب عنها ما
نسبته ( )% 32.3بدائمﹰا ما يكون ذلك ،بينما أجاب عنها بغالبﹰا ما ن ـسبته ( )%46.2منهم ،أما من أجاب بأنه أحيانﹰا
ما تخفض المؤسسة مستوى الكبت والتوتر لدى المعوق م ـا ن ـسبته ( ،)%1.5وهي ذات النسبة التي أجابت بأبدﹰا ،وقد
63
مسرد
يعود السبب في ذلك إلى مدى شعورهم بالضغوطالنفسية وقلقهم المستمر ،وبالتالي خلق حالة من التوتر عندهم التي من
الصعب ال ـتخلص منه ـ ا إال بالشفاء التام.
أما الفقرة السابعة والتي تنص على " :تخفف الخدمات المقدمة للمعاق من اإلحباط " ،فقد أجاب عنه ـا ما نسبته (
)%33.8بدائمﹰا ،بينما أجاب عنها ما نسبته ( )%44.6بغالبﹰا ،وأما من أجاب بأحيانﹰا فق ـد وصلت نسبة استجابتهم
در بلغت ن ـسبتهم ( ،)%1.6ويرج ـع سبب ذلك إلى أن المؤسسة تقدم لهم برامج
إلى ( ،)%20.0وهناك من أجاب بنا ﹰا
تدفعهم للتفكير في ما ستؤول إليه أحوالهم وأوضاعهم إذا سيطرت عليهم مشاعر اإلحباط ،فقد تقودهم إلى حالة من
اإلجهاد الذهني الدائم وعدم القدرة عل ـى التفكير السليم ،وقد تنتابهم نوبات من القلق وال غضب واإلخفاق في القيام
ببعض األعمال الب ـسيطة ،وبعضهم سيكون دائم القنوط ،ويدأب على مقارنة وصفه الحالي وما به من عجز إو عاقـة
مقارن ـة بحالته إذا ما تمكن هذا المعاق من التغلب على إعاقته والسير خطوة إلى األمام بإزالة هذه المشاعر ،وبذلك ترفع
المؤسسة من مشاعره وتزيل مشاعر اإلحباط ،وتساعده في التكييف مع إعاقتـه مهم ـا كانت.
أما الفقرة األخيرة في الرعاية النفسية فقد نصت الفقرة الثامنة على "تعمل المؤسسة على قبول المعاق لدى أسرته" ،فقد
حظيت بنسب استجابة مختلفة ،وبلغت نسبة من أجاب بدائمﹰا ( ،)%47.7بينما أجاب بغالبﹰا ما نسبته ( ،)%29.2ومن
أجاب بأحيانﹰا بنسبة ( ،)% 18.5ويعود سبب ذلك أن المؤسسات القائمة على رعاية المعاق تتواصل مع األهل الذين قد
ينتاب الوالدين شعور بالخجل والخوف واإلحباط من وجود طفل معاق في األسرة ،فتعمل هذه المؤسسات وفق برامج توعية
خاصة ،لتجعلهم يبثوا األمل في نفس المعاق ،ويحاولوا ويبذلوا كل الجهود في التخفيف عن ابنهم المعاق ،ويتقبلوا إرادة اﷲ
عز وجل ،ويعاملوا المعاق مثل باقي أفراد األسرة بحيث يكون معهم ويشاركهم حياتهم العادية ،وربما يشاركهم بعض
األعمال التي يقومون بها في حالة كانت إعاقته تسمح بذلك ،وفي هذه الحالة يدمجوه في حياتهم االعتيادية ،بحيث يكون
بنادر وهناك ما نسبته (
جزء من هذه الحياة ،وبالتالي إدماجه في المجتمع الذي يعيش فيه .بينما أجاب ما نسبته ( )%3.1ﹰا
)% 1.5قد أجابوا بأبدﹰا ،ولربما كانت هذه المؤسسات ال تتواصل مع األهل ،إنما هي مؤسسات رعاية للمعوق ،وحدود
إمكانياتها ال تسمح بذلك.
المبحث الثالث :واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس.
وفي هذا المبحث نستعرض آراء المسؤولين في مؤسسات رعاية المعاقين عن واقع الرعاية الوقائية في محافظة نابلس،
وذلك باستخدام النسب المئوية المستخلصة من االستبانات التي ق ـ اموا باإلجاب ـة عليها كما يبينه جدول رقم (:)2
جدول . 2إجابات أفراد العينة عن األسئلة التي تضمنها مجال الرعاية الوقائية بالنسب المئوية
أبدﹰا نادر
ﹰا أحيانﹰا غالبﹰا دائمﹰا
الفقرات الرقم
النسبة% النسبة% النسبة% النسبة% النسبة%
%10.7 %7.7 %27.7 %26.2 %27.7 تعمل المؤسسة على الكشف المبكر عن اإلعاقة. 9
64
مسرد
تساعد المؤسسة في تأمين المواد الالزمة للوقاية من
%7.7 %12.3 %38.5 %29.2 %12.3
اإلعاقة. 10
توعي المؤسسة المجتمع بمخاطر تناول العق ـاقير
%10.8 %6.1 %26.2 %36.9 %20.0 الطبية التي قد تسبب اإلعاقة للحمل دون وص ـفة
طبية. 11
%43.1 %23.1 %21.5 %7.7 %4.6 تسعى المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الحمل. 12
%41.5 %26.2 %18.5 %9.2 %4.6 تسعى المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الوالدة. 13
تسهم المؤسسة في المحافظة على حماية األطفال من
%10.8 %10.8 %21.5 %33.8 %23.1
سوء المعاملة. 14
تقوم المؤسسة بإصدار ن ـشرات لألس ـر إلبعـاد
%18.4 %10.8 %33.8 %18.5 %18.5
المواد السامة والمنظفات عن متناول األطفال. 15
تعمل المؤسسة على توعية الشباب المقبلين على
%24.5 %23.1 %26.2 %15.4 %10.8
الزواج بالحياة األسرية. 16
توفر المؤسسة المعلومات الكافية حول اإلرش ـاد
%23.1 %15.4 %26.2 %18.5 %16.9
الجيني من حيث أهدافه و أساليبه. 17
%17 %16.9 %27.7 %9.2 تعمل المؤسسة على إج ـراء الفح ـص الطب ـي
18
ويالحظ من الجدول ( ) 2السابق أن الفقرة التاسعة والتي تنص على" :تعمل المؤسسة على الكشف المبكر عن اإلعاقة"،
فقد حظيت بدرجات استجابة متباينة من أفراد العينة ،فقد أجاب عنها بدائمﹰا ما نسبته ( ،)%27.7بينما أجاب عنها بغالبﹰا
ما نسبته ( ،)%26.2أما من أجاب عنها بأحيانﹰا فبلغت نسبتهم ( ،) %27.7ويدل ذلك على اهتمام بعض المؤسسات
بنادر بنسبة مئوية بلغت ( ،)%7.7أما من أجاب
بالرعاية الوقائية من وجود إعاقاتفي المجتمع ،وأجاب أفراد عينة الدراسة ﹰا
بأبدﹰا فقد بلغت نسبتهم ( ،)% 10.7ويظهر أن هذه النسبة من المؤسسات ال تعنى بالجانب الوقائي من وجود إعاقات
أخرى.
أما الفقرة العاشرة التي تنص على" :تساعد المؤسسة في تأمين المواد الالزمة للوقاية من اإلعاقة" ،فقد أجاب عنها ما نسبته
( )%12.3من أفراد العينة بدائمﹰا ،وما نسبته ( )%29.2قد أجابوا بغالبﹰا ،إو ن ( )%38.5قد أجابوا بأحيانﹰا ،ويبدو أن
هذه المؤسسات يتوفر لديها إمكانيات تأمين اإلصابة بإعاقات في المجتمع ،كبرامج التثقيف التي تقدمها ،والفحص المبكر
وغيرها .أما من أجاب بالسلب فقد لوحظ أن ما نسبتهم ( )%12.3أجابوا بنادرﹰا ،و( )%7.7قد أجابوا بأبدﹰا.
65
مسرد
أما الفقرة الحادية عشر والتي نص على" :توعي المؤسسة المجتمع بمخاطر تناول العقاقير الطبية التي قد تسبب اإلعاقة
للحامل دون وصفة طبية" ،فقد أجاب عنها بدائمﹰا ما نسبته ( ،)%20.0إو ن هناك ما نسبته ( )%36.9قد أجابوا بغالبﹰا،
بنادر فبلغت نسبتهم ( ،)%6.1في حين بلغت نسبة من أجاب
وما نسبته ( )%26.2قد أجابوا بأحيانﹰا .أما من أجاب ﹰا
أمور يجب
بأبدﹰا ( .)% 10.8ويدل ذلك على وجود رعاية وقائية غير كافية لتلك المؤسسات ،ويظهر أنه هذه البرامج تعوق ﹰا
بحثها واطالع الجهات المعنية عليها.
أما الفقرة الثانية عشر والتي تنص على" :تسعى المؤسسة للعمل على متابعة النساء أثناء الحمل" ،فقد أجاب عنها بدائمﹰا
ما نسبته ( ،)%4.6وأجاب عنها بغالبﹰا من نسبته ( ،)%7.7إو ن هناك ما نسبته ( )%21.5أجابوا بأحيانﹰا ،ويظهر من
هذه النسب تقصير واضح لسبب أو آلخر بهذا الجانب ،فمن المعلوم أن متابعة النساء في فترة الحمل من أهم الجوانب
الوقائية للحد من وجود اإلعاقات المستقبلية ،ويستدل على هذا التقصير من ارتفاع نسبة من أجابوا بالسلب ،حيث كانت
بنادر ( )%23.1ونسبة من أجاب بأبدﹰا (.)%43.1
نسبة من أجاب ﹰا
أما الفقرة الثالثة عشر فقد لوحظ اختالف في استجابة أفراد عينة الدراسة من مديري المؤسسات التي تعنى بالمعاق ،فقد
نصت الفقرة على" :تسعى المؤسسة بمتابعة النساء أثناء الوالدة" ،فقد أجاب عنها بدائما ما نسبته ( ،)%4.6بينما أجاب
بنادر وأبدﹰا فبلغت نسبتهم (
عنها بغالبﹰا ما نسبته ( ،)%9.2وأجاب عنها بأحيانﹰا ما نسبته ( ،)%18.5أما من أجاب ﹰا
)%26.2و( )% 41.5على التوالي ،وربما يعود السبب في ذلك النخفاض اإلمكانيات المادية لدى مؤسسات رعاية
المعوقين في فلسطين ،والتي تقتصر جهودها على رعاية معوق موجود ،ال معوق محتمل الوجود ،وتترك مثل هذا القسم
للمستشفيات الحكومية والخاصة التي ترى أنها ملزمة بذلك ،رغم أن إمكاناتها المادية ال تحتمل ذلك.
وبالنسبة للفقرة الرابعة عشر والتي تنص على" :تسهم المؤسسة في المحافظة على حماية األطفال من سوء المعاملة" ،فقد
أجاب عنها ما نسبته ( )% 23.1بدائمﹰا ما يكون ذلك ،بينما أجاب عنها بغالبﹰا ما نسبته ( ،)%33.8أما نسبة من أجابوا
بأحيانﹰا فبلغت ( ،)% 21.5وربما يعود سبب ذلك إلى أن هذه المؤسسات تخصص بعض البرامج لتوعية األسرة وتضع
بنادر وأبدا فحصلوا على نفس النسبة ( ،)%10.8وربما يعني هذا أن هذه
قوانين لحماية ورعاية األطفال .أما من أجاب ﹰا
المؤسسات ترى أن هذا األمر قد يعود لجهات أكثر تخصصية منها.
أما الفقرة الخامسة عشر والتي تنص على" :تقوم المؤسسة بإصدار نشرات لألسر إلبعاد المواد السامة والمنظفات عن
متناول األطفال" ،فقد أجاب عنها ما نسبته ( )% 18.5بدائمﹰا وغالبﹰا ،بينما ارتفعت نسبة من أجاب بأحيانﹰا فبلغت نسبة
استجابتهم إلى ( ،)% 33.8وتدل هذه النسبة على اهتمام المؤسسات بهذا الجانب ،حيث أنه من الضروري اتخاذ كافة
بنادر فكانت ( ،)%10.8في حين كانت
اإلجراءات الوقائية التي تحد من زيادة اإلعاقات في بالدنا .وأما نسبة من أجاب ﹰا
نسبة من أجاب بأبدﹰا (.)%18.4
66
مسرد
أما الفقرة السادسة عشر في واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس ،فقد نصت الفقرة على" :تعمل المؤسسة على
توعية الشباب المقبلين على الزواج بالحياة األسرية" ،فقد حظيت بنسب استجابة مختلفة بلغت لمن أجاب بدائمﹰا (
،)%10.8بينما أجاب بغالبﹰا ما نسبته ( ،)%15.4وهناك من أجاب بأحيانﹰا بنسبة وصلت ( ،)%26.2ويعود سبب
ذلك إلى ضرورة اتخاذ اإلجراءات الالزمة التي تحول دون وجود معوقين .بينما أجاب ما نسبته ( )%23.1بنادرﹰا ،وهناك
ما نسبته ( )%24.5قد أجابوا بأبدﹰا.
أما الفقرة السابعة عشر في واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس ،فقد نصت الفقرة على" :توفر المؤسسة
المعلومات الكافية حول اإلرشاد الجيني من حيث أهدافه وأساليبه" .فقد حظيت بنسب استجابة مختلفة ،وبلغت نسبة من
أجاب بدائمﹰا ( ،)%16.9بينما أجاب بغالبﹰا ما نسبته ( ،)%18.5وهناك من أجاب بأحيانﹰا بنسبة وصلت (،)%26.2
ويعود سبب ذلك إلى إن اإلرشاد الجيني بنظر تلك المؤسسات له أهمية كبيرة في تحصين األسرة من اإلصابات بإعاقات
بنادر وما نسبته ( )%23.1قد أجابوا بأبدﹰا ،ورغم أنها نسب قليلةإال أنها تدل
متعددة ،في حين أجاب ما نسبته ( )%15.4ﹰا
على ضعف االهتمام بهذا الجانب من قبل بعض المؤسسات.
أما الفقرة الثامنة عشر والتي تنص على" :تعمل المؤسسة على إجراء الفحص الطبي المستمر لألطفال" ،فقد حظيت بنسب
استجابة مختلفة ،فبلغت نسبة من أجاب بدائمﹰا ( ،)%9.2بينما أجاب بغالبﹰا ما نسبته ( ،)%29.2وهناك من أجاب
بأحيانﹰا بنسبة بلغت ( ،)% 27.7ويدل ذلك على وجود رعاية وقائية خاصة من قبل بعض المؤسسات التي تعنى برعاية
بنادر وأبدﹰا فبلغت نسبتهم ( ،)%17وتدل هذه النسبة على أن هناك
المعوقين ،غير أنها غير كافية ،أما نسبة من أجاب ﹰا
ضعفﹰا في أداء بعض المؤسسات في مجال تقديم الرعاية الوقائية الخاصة بالمعوقين.
67
مسرد
وفي هذا المبحث نستعرض آراء المسئولين في مؤسسات رعاية المعـاقين ح ـول واقـع الرعاي ـة الصحية في محافظة ناب
لس ،وذلك باستخدام النسب المئوية المستخلصة من االستبانات الت ـي ق ـاموا باإلجابة عليها كما يبينه جدول رقم ()3
التالي:
ينبغي تعزيز التعاون بين أهالي المعاقين ،وعقد اللقاءات والمناقشات المفتوحة بينهم ،من أجل طرح كل منهم للمشاكل التي
تواجههم وكيفية التغلب على هذه المشاكل ،الستفادة الجميع من خبرات اآلخرين في مجال التعامل مع االبن المعاق داخل
األسرة ،مع ضرورة العمل على إنشاء جمعيات للمعاقين وأسرهم.
ينبغي تفعيل وتعزيز تقديم الخدمات الترفيهية للمعاقين؛ للتخفيف من حدة اآلثار التي يعانون منها بسبب إعاقتهم.
ينبغي عقد الندوات والمحاضرات للجمهور حول أهمية وكيفية تقبل المعاقين وذويهم في المجتمع دون تحفظ.
ينبغي تفعيل دور وسائل اإلعالم المرئية والمسموعة والمقروءة اتجاه المعاقين ،من حيث الحث على تقبلهم ودمجهم في
المجتمع ،وأن تقوم بحث المسؤولين وصناع القرار على تفعيل تطبيق قانون المعاق الفلسطيني على أرض الواقع.
ينبغي حث المؤسسات الحكومية واألهلية والدولية على توفير المعينات الخاصة بالمعاقين بشكل مجاني؛ بغية التخفيف
عن المعاق وذويه من أعباء اإلعاقة ،وخاصة لألسر الفقيرة الغير قادرة على توفير مثل هذه المعينات.
ينبغي فتح مراكز لخدمات المعاقين على اختالف أنواعها في الريف الفلسطيني ،وعدم اختصار هذه الخدمات على المدن،
ذلك للحاجة إليها من أجل توفير عناء السفر على المعاق وذويه.
توعية المعوقين بما يعزز صحتهم ،والسيما التغذية المتوازنة والنشاط البدني المعقول،وممارسة الهوايات المناسبة ،والحفاظ
على ما أمكن من العالقات االجتماعية ،والتزكية الروحية التي تقوي اإليمان ،وتنزل السكينة في النفس وتسعدها باألنس
باﷲ.
68
مسرد
العمل على توفير العناية المناسبة للمعوقين على مستوى الرعاية الصحية األولية ،والعيادات ،وسائر مستويات الرعاية
الصحية ،وتكييف الخدمات الصحية بما يمكنهم من أخذ احتياجاتهم الخاصة بعين االعتبار ،وتدريب األطباء الممارسين
العامين على اكتشاف وعالج األمراض النفسية والجسدية التي قد تختلف أعراضها فيما بين اإلعاقات المختلفة.
ضمان العدالة والمساواة في تقديم الخدمات الصحية إلى المعوقين ،رجاال ونساء وأطفا ﹰال ،والعمل على إنشاء نظام شامل
للتأمين الصحي واالجتماعي يغطي مختلف قطاعات المعوقين ممن ال تغطيهم نظم التأمين الصحي القائمة.
اتخاذ مختلف التدابير لحفظ صحة المعوقين ،ابتداء من الحياة الجنينية والطفولة ،ومواصلة ذلك عند المراهقين والبالغين،
وتقوية شبكة العالقات االجتماعية في األسرة والمدرسة والحي والمجتمع المحلي ،وتقوية صلتهم باﷲ والتزامهم بتعاليم
الدين ،ووقايتهم من الممارسات الضارة بصحتهم.
العمل على االستفادة مما لدى المعوقين من معارف وميول وهوايات ،بهدف إشراكهم في المجتمع.
تعزيز دور األسرة في رعاية المعوقين فيها ،وتقديم التسهيالت والمساعدات الخاصة لألسر التي ترعاهم ،والحرص على أن
يعيش المعوق دوما في جو عائلي ،أو في المؤسسات الراعية لهم مع تواصلهم المستمر مع األسرة.
ينبغي تفعيل تطبيق قانون العمل الفلسطيني الذي ضمن حق المعاقين في العمل جنبﹰا إلى جنب مع األصحاء في
القطاعات الحكومية وغير الحكومية.
69
مسرد
المصادر والمراجع:
* القرآن الكريم
أباظة ،نزار محمد رياض صالح :إتمام األعالم لخير الدين الزركلي ،ط ،2دار الفكر ،سورية2003 ،م.
إبراهيم ،مروان عبد المجيد ،رعاية وتأهيل ذوي الحاجات الخاصة بدولة اإلمارات ،الوراق للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان
األردن.2007 ،
البيهقي ،أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر458(،ه ـ) ،سنن البيهقي الكبرى ،ج ،8تحقيق محمد عبد القادر
عطا،مكتبة دار الباز ،مكة المكرمة.1994،
ابن األثير ،عز الدين ابن األثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري ،أس ـد الغاب ـة ،دج ـ ا الشعب ،م. 3
ابن األثير ،عز الدين اب ن األثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري ،الكامل في الت ـاريخ ،ج ،4دار الفكر ،بيروت.
الجوزي ،عبد الرحمن بن علي بن محمد( ،ت 597ه ـ) ،زاد المسير في علم التف ـسير ،ج،1ط ،3المكتب اإلسالمي ،
بيروت 1404ه ـ.
ابن الجوزي ،الحافظ أبو الفرج جمال الدين :مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ،ط ،1تحقيق زينب إبراهيم القاروط،
دار الكتب العلمية ،بيروت1424 ،ه ـ2003 -م.
ابن الجوزي ،جمال الدين أبو الفرج (ت 597ه ـ) :صفة الصفوة ،ج ،2تحقيق محمود فاخوري ،دار المعرفة للطباعة
والنشر ،بيروت( ،د.ت).
ابن هشام ،أبي محمد عبد الملك هشام المعافري ،السيرة النبوية ،بيروت1975 ،م .
األزدي الربيع بن حبيب بن عمر ،مسند الربيع ،تحقيق :محمد إدريس عاشور بن يوس ـف ج ،1رقم الحديث ،419باب
في الكعبة والمسجد والصفا والمروة.
األلباني ،محمد ناصر الدين األلباني ،سل ـسله األحادي ـث ال ـصحيحة ،الري ـاض ،مكتب ـه المعارف ،م1995 ،2م.
األصفهاني ،الراغب ،المغني في مفردات ألفاظ الق ـرآن ،ط ،1تحقيـق صـفوان عـدنان داوودي ،دار العلم ،دمشق ،
1992م.
أنيس إبراهيم ،وآخرون ،المعجم الوسيط ،مادة (ع و ق )ج ،2المكتبة العصرية ،الق ـاهرة،
1972م.
70
البخاري ،أبو عبد اﷲ بن إسماعيل بن إبراهيم أبن المغيرة بن بردزبة الجعف ـري ،صـحيح البخاري ،بيروت ،1998 ،ج .2
البخاري ،محمد بن إسماعيل الجعفي ،الصحيح ،ج ، 4كتاب تفسير القرآن باب ال ي ـستوي القاعدون غير أولي الضرر ،مسألة رقم ،4316
دار ابن كثير ،للطباعة والنشر1993 ،م.
.16البخاري ،محمد بن إسماعيل بن بردزبة الجعفي (ت ،)256الجامع الصح يح ،دار الفك ـر -بيروت1998 ،م.
البسيط موسى ،حقوق المعوقين ورعايتهم في الـشريعة اإلس ـالمية ،مرك ـز الد ارسـات المعاصرة ،أم الفحم2000 ،م.
البقاعي ،برهان الدين أبو الحسن بن عمر885( ،ه ـ) نظم ال ـدرر ف ـي تناس ـب اآلي ـات والسور،ط ،1ج ،5خرج آياته وأحاديثه ووضع
حواشيه عبد الر از ق غال ـب المه ـدي ،دار الكتب العلمية ،بيروت.1995 ،
بورقيبه ،داود ،أسس معاملة ذوي االحتياجات الخاصة في اإلسالم ،كلية التربية وعل ـوم النفس ،جامعة األغواط ،مجلة دراسات ،عدد،5
2007م.
بيرم ،عبد المحسن ،الموسوعة الطبية العربية ،دار القادسية للطباعة،بغداد 1998 ،م.
تركي بن عبد اﷲ بن حمود السكران ،دور الوقف في رعاي ـة المع ـوقين ،بحـث مق ـدم للمؤتمر الثالث لألوقاف ،الجامعة اإل سالمية كلية
الدعوة – قسم الدعوة ،بالمدينة المنورة / 20 – 18شوال 1430 /ه ـ
الترمذي ،محمد بن عيسى ،سنن الترمذي ،ج 4تحقيق صدقي العطار ،بيروت ،دار الفكر ،
1994م.
الترمذي ،أبو عيسى محمد بن عيسى ،نوادر األصول في أحاديث الرسول ،تحقي ـق ،عب ـد الرحمن عميرة ،ط ،1دار الجيل ،بيروت ،ج.5
الترمذي ،محمد بن علي أبو عبد اﷲ الحكيم ،نوادر األصول ف ـي أحادي ـث الرس ـول ،دار الجيل ،بيروت1991 ،م.
جابر ،فا يز ،حقوق المعوقين في التشريع ات والقوانين العربية والدولية ،مدينـة ال ـشارقة للخدمات اإلنسانية ،جمعية أصدقاء المعاقين،
الشارقة2008 ،م.
الحاج،إسماعيل محمد حنفي ،دور الدول ـة ف ـي رعاي ـة ذوي الحاج ـات الخاص ـة ف ـي
. http://www.meshkat.net/node/23141 .اإلسالم2003،م
ابن حبان ،محمد بن حبان البستي ،صحيح ابن حبان ،ط ،2تحقي ـق ش ـعيب األرن ـؤوط ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،ج.2
الحسيني ،علية حماد ،رعاية المعاقين بين الشرائع السماوية ،منتدى التجمع المعني بحقوق المعاق ،منشورات الجمعية النسائية بجامعة أسيوط،
بالتعاون مع مرك ز خدمات المنظم ـات غير الحكومية.
أبو حالوة ،محمد السعيد ،التربية الجنسية لألطفال والمراهقين ذوي االحتياجات الخاصة ،جامعة اإلسكندرية ،قسم الصحة النفسية،جمعية
الحياة للجمي ـع لرعاي ـة ذوي االحتياج ـات الخاصة2004 ،م.
حوا ،محمد بن حسين ،حقوق ذوي الحاجات الخاصة في الشر يعة اإلسالمية ،ط ،1دار ابن حزم،بيروت.2010،
الخطيب ،جمال ،مقدمة في اإلعاقات الجسمية والصحية ،دار الشروق للن ـشر والتوزي ـع ،عمان األردن،ط2006،1م.
دائرة المعارف العالمية ،الموسوعة العربية ،السعودية ،مؤسسة أعمال الموسوعة للن ـشر والتوزيع ،ط1999 ،2م ،ج. 23
أبو داود ،سليمان بن األشعث السجستاني ،السنن ،دار التراث العربي ،ط ،1ج ، 2ح ـديث رقم (.)2382
الدغمي ،تغريد عبد اﷲ ،موسوعة التشريع الفل ـسطيني ،الج ـزء ،4دار الثقاف ـة للن ـشر والتوزيع،عمان2006 ،م.
الذهبي ،اإلمام الحافظ أبي عبد اﷲ محمد بن احمد الذهبي ،معرفة القراء والكبا ر ،بيـروت دار الكتب العلمية ،ط 1997 ،1م .
الروسان ،فاروق ،وسالم ،ياسر ،رعاية ذوي الحاجات الخاصة ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان ،األردن1998 ،م.
الزبيدي ،أبي العباس احمد الزبيدي ،التجريد الصحيح ألحاديث الجامع ال ـصحيح ،عمـان ،دار اإلسراء والتوزيع ط، 1ج.2004،2
الزركلي ،خير الدين الزركلي ،األعالم ،بيروت ،دار الماليين ،ط1984 ،6م ،ج. 7
71
الزمخشري ،أبو القاسم جار اﷲ محمود بن عمرو بن محمد ( 538-467ه ـ ـ) ،الك ـشاف عن حقائق وغوامض التنزيل وعيون األقاويل
في وجوه التأوي ـل ،ط ،1ج ،2تحقيق محمد عبد السالم شاهين ،دار الكتب العلمية ،بيروت.1995 ،
السبيعي،عدنان ،معاقون وليسوا عاجزين ،دار الفكر المعاصر ،بيروت1998،م.
ابن سعد ،محمد سعد منيع الهاشمي البصري ،الطبقات الكبرى ،بيروت ،دار الكتب العلمية ،ط ،1ج. 4
سماح ،قاسم ،التكيف النفسي عند الفرد المعاق حركيﹰا ،دار الفكر ،القاهرة.1999
السوري ،علي عبد الجبار ،اإلعاقة وحكمتها ،التدابير الواقية منها في الشريعة اإلس ـالمية كلية التربية ،جامعة صنعاء ،موقع الشبكة
العالمية.
السيوطي ،ج الل الدين عبد الرحمن بن ابي بكر ،الجامع ال ـصغير ،بي ـروت ،دار الفك ـر ،ط1981،1م ،ج.1
شرف ،سعد بشير ،أحكام المقعد في الفقه اإلس ـالمي ،دار الحاس ـوب العرب ـي للطباع ـة والنشر ،نابلس2003 ،م.
شلتوت ،محمد ،اإلسالم عقيدة وشريعة ،دار النهضة ،القاهرة1978 ،م.
الشيباني ،أحمد بن حنبل ،مسند ابن حنبل (،ب -ت) ،مؤسسة قرطبة ،م.5
الصابوني ،محمد علي ،صفوة التفاسير ،ط ،9القاهرة ،دار الصابوني للطباعة ،م3
السجستاني ،أبو داوود سليمان بن األشعث ،سنن أبي داوود ،ط ،1الرياض ،مكتب الت ـي بين العربي لدول الخليج 1409ه ـ. 1979 ،
الطبري ،أبو جعفر محمد بن جرير ،جامع البيان في تفسير القرآن ،ج ،26دار ال ـسالم ،االسكندرية.2007،
الطبري ،أبي جعفر محمد بن جرير ال طبري ،جامع البيان عن تأويل أي القران ،ط ، ،2ج
،9االسكندرية ،دار السالم2007 ،م.
الطبري ،محمد بن جرير ،تاريخ األمم والملوك ،ج ،7دار الفكر،بيروت( ،د ،ت).
عبد الخالق ،عبد الرحمن ،المشوق في أحكام المعوق ،مركز البحث العلمي ،جمعية إحياء التراث اإلسالمي2006 ،م.
عبد الرحمن ،أحمد ،حماية حقوق المعاقين في الدول العربية ،بحث اس ـتكمال متطل ب ـات الحصول على درجة البكالوريوس ،كلية
الحقوق ،جامعة النجاح الوطنية2010 ،م.
عبد الهادي إبراهيم ،الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة .
عبد الهادي إبراهيم ،الرعاية الطبية والتأهيلية من منظور الخدمة االجتماعي ـة ،سل ـسلة جدران المعرفة ،االسكندرية2006 ،م.
عبدون ،هاشم فارس ،رعاية ذوي االحتياجات الخاصة بين الشريعة والقانون واث ـر ذل ـك في الجانب التربوي ،كلية القانون ،جامعة تكريت،
العراق2008 ،م.
عبيد ،ماجدة ،رعاية األطفال المعاقين حركيا ،دار الصفاء ،عمان2001 ،م.
العزة سعيد حسني ،التربية الخاصة ،الدار العلمية الدولية للنشر ،عمان األردن .2001
عطية ،محمد سمير أحمد ،أحكام المعاقين دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون المصري ،دار النهضة العربية ،القاهرة2008 ،م.
عضيبات ،صفوان محمد ،الفحص الطبي قبل الزواج " دراسة شرعية قانونية تطبيقية " ط،1دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن2009 ،م.
عمار رواب ،نظرة اإلسالم لذوي االحتياجات الخاصة ،جامعة محمد خيـضر ،الج ازئـر
2008،م.
عنان ،محمود ،رعاية الطفل المعاق،سلسلة سفير التربوية ،جمهوري ـة م ـصر العربي ـة جامعة حلوان2006،م.
العيسوي عبد الرحمن ،اإلعاقة في التشريعات المعاصرة ،مع سبل العالج والتأهيل ،سلسلة موسوعة كتب علم النفس الحديث ،دار الراتب،
بيروت لبنان .1997 ،
72
غادة حرامي ،واقع خدمات التأهيل في فلسطين ،نحو سياسات واستراتيجيات التأهيل ف ـي فلسطين ،اللجنة المركزية الوطنية للتأهيل ،القدس،
1998
الغالي ،بالقاسم محمد ،اإلعاقة في منظور اإلسالم ،مجلة شؤون اجتماعية ،كلية ال ـشريعة والدراسات اإلسالمية ،جامعة الشارقة ،عدد
2003،77م.
الغرير ،أحمد نايل ،والنوايسة ،أديب عبد اﷲ ،الوسائل المساعدة واألجه ـزة التعويـضية لألشخاص المعاقين ،دار الشروق ،رام اﷲ فلسطين،
2009م.
غيث ،محمد عاطف ،قاموس علم االجتماع ،دار العلـم للطباع ـة والنـشر ،بي ـروت،
،1979ص.466
أبو الفداء ،عماد الدين اسماعيل ،المختصر في أخب ـار الب ـشر ،م ،1ج ،1دار المعرفـة للطباعة والنشر( ،ب -ت).
فودة ،عبد الحكم ،إشكاالت التنفيذ في المواد الجنائية في ضوء الفقه وقضاء النقض ،ط ،1اإلسكندرية ،دار المطبوعات الجامعية.2006 ،
فهمي ،محمد ،السلوك االجتماعي للمعاقين ،المكتب الجامع الحديث ،اإلسكندرية2001،م.
فهمي ،سامية محمد ،اإلعاقة السمعية والحركية ،اإلسكندرية ،المكتب العلمـي للكمبي ـوتر والنشر والتوزيع ،ج.1997 ،1
فهمي ،محمد سيد ،السلوك االجتماعي للمعوقين ،دراسة في الخدمة االجتماعي ـة ،المكت ـب الحديث1983 ،م.
الفيروز أبادي ،الشيرازي محمد يعقوب ،القـاموس المح ـيط ،ج 1دار العل ـم للمالي ـين ،بيروت.
القاسمي محمد جمال ،موعظة المؤمنين من إحيـاء عل ـوم الـدين ،ج ،1كت ـاب الني ـة واإلخالص والصدق ،دار الكتب العلمية ،القاهرة،
1995م.
القرطبي ،أبو عبد اﷲ بن محمد األنصاري ،الجامع ألحك ـام الق ـران ،ط ،1بي ـروت ،دارالكتاب العربي ،ج1997 ،2م .
القصاص ،مهدي محمد ،التمكين االجتماعي لذوي االحتياجات الخاصة دراس ـة ميداني ـة،كلية اآلداب جامعة المنصورة2008 ،م.
قطب ،سيد قطب ،في ظالل القران ،ط ،1القاهرة وبيروت ،دار الشروق،ج 2005 ،6م
ابن القيم ،شمس الدين أبو عبد اﷲ،الفوائد ،دار الفكر للطباعة والنشر .
القرضاوي ،يوسف :فقه الزكاة ،ط ،16ج ،2دار اإلرشاد للطباعة والنشر والتوزيع ،بيروت( ،د.ت).
أبو الكاس ،رائد ،رعاية المعوقين في الفكر التربوي اإلسالمي في ضوؤ المشكالت الت ـي يواجهونها ،رسالة ماجستير غير منشورة ،الجامعة
اإلسالمية ،غزة2008 ،م.
ابن كثير ،عماد أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي ،تف ـسير الق ـران العظ ـيم ،دم ـشق والرياض ،مكتبه الفيحاء ومكتبه دار السالم ،ط،2
م1998 ،2م.
أبو ماجة ،أبو عبد اﷲ محمد بن يزيد القزويني 273-209 ( ،ه ـ) ،كتاب الطب بما أن ـزل اﷲ ،الرياض ،مكتبة المعارف ،ط،1
المجذوب ،محمد المجذوب ،علماء ومفكرون عرفتهم ،شب ار مصر ،دار االعت ـصام ودار النصر للطباعة اإلسالمية ،ج. 1
مدكور ،ابراهيم ،معجم العلوم اال جتماعية ،مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب ،القاهرة،
،1981ص.107
محمد عبد المنعم نور ،الخدمة االجتماعية الطبية والتأهيل ،دار الفكر ،القاهرة1999،م.
بحقوق األشـخاص مخيمر ،غسان ،دراسة أولية مقارنة لبعض القوانين العربية المتعلقة
:ww.ghassanmoukheiber.com/uploads/0000000013.DOCالمعوقين" .2000،الموقع االلكتروني
معلوف ،لويس ،المنجد في اللغة ،ط ،15دار المعارف ،بيروت 1964م،
73
النيسابوري ،صحيح مسلم ،ج ،3تحقيق محم ـد فؤاد عبد الباقي ،صحيح مسلم، مسلم ،أبو الحسين مسلم بن حجاج القشيري
دار إحياء الكتب العربية ،القاهرة. 1955 :
مصلح ،رشا ،وآخرون :الفحص الطبي قبل الزواج ،أمل ،دورية تصدر عن جمعية أصدقاء مرضى الثالسيميا ،عدد (2003 ،)4م.
المطلق ،عبد العزيز يوسف ،حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في النظام السعودي ،جامع ـة نايف العربية للعلوم األمنية ،التشريع الجنائي
اإلسالمي ،الرياض السعودية2006 ،م.
مطلق ،عبد العزيز ،حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في النظام السعودي ،دراسة تأصيلية مقارنة.
ابن منظور ،أبو الفضل جمال الدين محمد م ،معجم لسان العرب ،ج ،10مادة عـوق دارصادر بيروت1410 ،ه ـ1990/م.
منشورات ،جامعة القدس المفتوحة ،المعاق واألسرة والمجتمع ،ط. 1990 ،1
موسى ،رشاد علي عبد العزيز ،بحوث ،في سيكولوجية المعاق ،دار النهـضة ،الق ـاهرة،
1994م.
المواردي ،أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البغدادي ،األحكام السلطانية ،دار المعارف ،القاهرة1978 ،م.
الميداني ،عبد الرحمن حسن حبنكة ،العقيدة اإلسالمية وأس ـسها ،ط ،2دار الكتب العلمية ،بيروت1995 ،
الهمص ،عبد الفتاح عبد الغني ،الطفل المعاق ،حقوقه ومتطلبـات تربيت ـه م ـن منظ ـور إسالمي ،الجامعة اإلسالمية كلية التربية قسم علم
النفس ،غزة فلسطين2006 ،م.
الهيتي ،ها دي نعمان ،االتصال الجماهيري حول ظاهرة اإلعاقة ب ـين األطف ـال " ،الطفولـة والتنمية ،ال عدد الثاني ،يناير 2001م ال
عدد الخامس ،فبراير 2002م.
الوراسنة ،يوسف ،واق ـع حقـوق األش ـخاص ذوي اإلعاق ـة ف ـي فلـسطين ،مجل ـة الفصلية"فصلية حقوق المعوق الفلسطيني ،عدد
13تشرين الثاني 2011م.
74
جمعية نابلس للعمل النسائي،مركز شعاع ،حي السمرة1992 ،م.
رعاية المعوقين بين الشرائع السماوية ،الجمعية النسائية بجامعة أسيوط للتنمية بالتعاون مع مركز خدمات المنظمات غير الحكومية ،منتدى
التجمع المعني بحقوق المعاق . 10 2006عمرو ،زياد ،حقوق ذوي اإلحتياجات الخاصة في التشريعات السارية فلسطين ،الهيئة الفلسطينية
لحقوق المواطن ،التقرير رقم 25رام اﷲ ،آب 2001م.
السعدي ،بهاء الدين وآخرون ،حقوق المعوق في المجتمع الفلسطيني ،الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ،سلسلة تقارير خاصة،
2006م.
عمرو زياد ،تقرير حول حقوق ذوي االحتياجات الخاصة في التشريعات السارية في فلسطين( ،تقرير رقم .)25
قطامش ،ربحي ،تقرير حول حقوق المعاقين الفلسطيني ،اتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين مشروع التوعية والتدريب2004،م.
لجان الرعاية الصحية ،مركز األمل للتأهيل ،نابلس2003،م.
لجنة الدعم المتبادل ألسر المعاقين على مقاعد الدراسة ،مركز الخدمة المجتمعية ،نابلس ،جامعة النجاح الوطنية2004 ،م.
اللجنة المحلية لتأهيل المعاقين ،خدمات التأهيل لحاالت الشلل الدماغي ،عسكر،بدعم من مؤسسة كير العالمية2021،م.
مركز شؤون المرأة واألسرة ،دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس2009،م.
مركز شؤون المرأة واألسرة ،دليل المؤسسات العاملة في مجال خدمة وتأهيل المعاقين في محافظة نابلس2009 ،م.
الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن ،حقوق المعوقين في المجتمع الفلسطيني ،سلسلة تقارير خاصة (.2004 ،)47
و ازرة الشؤون االجتماعية ،صندوق إقراض األشخاص المعوقين ،مركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،نابلس1999،م.
و ازرة الشؤون االجتماعية ،مركز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ،نابلس1999 ،م.
75
مسرد الموضوعات:
إقرار ........................................................................................... :أ ش ـ ـ ـ ـكر
وعرفان ..........................................................................ب
الملخص ....................................................................................... :ج
...................................................................................... :Abstractه
المقدمة ..........................................................................................و مشكلة
البحث ...................................................................................ح أهمية
البحث ....................................................................................ط أهداف
البحث ..................................................................................ي أسئلة
البحث ...................................................................................ي حدود
البحث ...................................................................................ي منهجية
البحث ...................................................................................ك الجهود والدراسات
السابقة .......................................................................ك خطة
البحث .....................................................................................م الفصل
76
األول 1....................................................................................المبحث األول :اإلعاقة في اللغة
واالصطالح 2................................................... .المبحث الثاني :نشأة مفهوم األشخاص ذوي
اإلعاقة 9............................................. .المبحث الثالث :أنواع
اإلعاقات 13 ............................................................... .المطلب األول :اإلعاقة الجسمية
الفيزيائية 13 ......................................................المطلب الثاني :اإلعاقة العقلية
والنفسية 17 ....................................................... :المطلب الثالث :الحكمة من
االبتالء 19 ........................................................... :المبحث الرابع :حكم العناية باألشخاص ذوي اإلعاقة في
اإلسالم 25 .............................. .الفصل
الثاني 31 ..................................................................................المبحث األول :مكانة ذوي اإلعاقة في
الشريعة اإلسالمية 32 ..................................... .المطلب األول :مكانة ذوي اإلعاقة في القرآن
الكريم 32 ......................................... :المطلب الثاني :م كانه ذوي اإلعاقة في السنة
النبوية 40 ............................................المطلب الثالث :رعاية الشريعة اإلسالمية بذوي
اإلعاقة 44 ........................................المطلب الرابع :رعاية المعوقين زمن ال صحابة
والتابعين 47 ...................................... :المبحث الثاني :مجاالت رعاية ذوي اإلعاقة في الشريعة
اإلسالمية 57 ............................ .المطلب األول :الرعاية النفسية لذوي اإلعاقة في الشريعة
اإلسالمية 57 ...........................:المطلب الثاني :الرعاية المادية للمعاقين في الشريعة
اإلسالمية 60 ................................ :المطلب الثالث :الرعاية الصحية لذوي اإل عاقة في الشريعة
اإلسالمية 62 ......................... :المطلب الرابع :الرعاية االجتماعية لذوي اإلعاقة في الشريعة
اإلسالمية 66 .......................المطلب الخامس :الرعاية السي اسية لذوي اإلعاقة في الشريعة اإلسالمية ........................
67الفصل الثالث 70 .................................................................................رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة
في القانون الفلسطيني المعاصر 70 .................................
تمهيد 71 ........................................................................................ :المبحث األول :قانون رعاية
المعوقين الفلسطينيين وتقسيماته للمعوقين حسب نوع اإلعاقة 79 ..... .المطلب األول :اإلعاقة في
فلسطين 79 ........................................................... :المطلب الثاني :مفهوم وأنواع اإلعاقة وفقﹰا للقانون الفلسطيني
81 ................................. :المطلب الثالث :قانون حقوق المعوق
الفلسطيني 83 ............................................... :المبحث الثاني :مجاالت رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة التي تناولها
القـانون الفل ـسطيني لحقـوق المعاقين 89 .......................................................................................
المطلب األول :الرعاية النفسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر 89 ....... :المطلب الثاني :الرعاية الوقائية
لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر 90 ....... :المطلب الثالث :الرعاية الصحية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون
الفلسطيني المعاصر 92 ...... :المطلب الرابع :الرعاية االجتماعية لألشخاص ذوي اإلعاقة في ال قانون الفلسطيني المعاصر 94 ...
المطلب الخامس :الرعاية السياسية لألشخاص ذوي اإلعاقة في القانون الفلسطيني المعاصر 96 ...المبحث الثالث :واقع األشخاص ذوي
اإلعاقة في فلسطين 97 .................................... .المطلب األول :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع
الصحة 99 .................................المطلب الثاني :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة المتعلق باألوضاع
الترفيهية 100.................... :المطلب الثالث :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة والمشاركة السياسية 101............................:
المطلب الرابع :واقع األشخ اص ذوي اإلعاقة في قطاع التعليم 102............................... :المطلب الخامس :واقع األشخاص
77
ذوي اإلعاقة في الحق بالسكن وموائمة األماكن العامة 102..... :المطلب ال سادس :واقع األشخاص ذوي اإلعاقة في قطاع العمل
والتدريب المهني 103............. :المبحث الرابع :تأهيل ودمج ذوي اإلعاقة في المجتمع ....................................... .
105المطلب األول :تأهيل ذوي اإلعاقة في المجتمع 105.............................................. :المطلب الثاني :دمج
المعوقين في المجتمع 107....................................................الفصل
الرابع 113................................................................................المؤسسات الراعية لذوي اإلعاقة في المجتمع
الفلسطيني المعاصر 113............................المبحث األول :تعريف بالمؤسسات الراعية للمعاقين في محافظة
نابلس 114...................... .المبحث الثاني :واقع الرعاية النفسية للمعاقين في محافظة نابلس ............................. .
128المبحث الثالث :واقع الرعاية الوقائية للمعاقين في محافظة نابلس 131............................. .المبحث الرابع :واقع الرعاية
الصحية للمعاقين في محافظة نابلس 135............................ .المبحث الخامس :واقع الرعاية االجتماعية للمعاقين في محافظة
نابلس 139....................... .المبحث السادس :واقع الرعاية السياسية للمعاقين في محافظة نابلس .......................... .
144الخاتمة 147...................................................................................... :
التوصيات 149................................................................................... :المس ـ
ـارد 151..................................................................................مسرد اآليات القرآنية
الكريمة 152................................................................مسرد األحاديث النبوية
الشريفة 155..............................................................:مسرد األعالم
والتراجم 156...................................................................... :مسرد
المصطلحات 157.......................................................................... :مسرد المصادر
والمراجع 159................................................................... :مسرد
الجداول 171.............................................................................. :مسرد
المالحق 172.............................................................................. :
مسرد الجداول:
78
رقم الجدول
الصفحة محتوى الجدول
122 النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية النفسية........... جدول 1
131 النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية الوقائية........... جدول 2
135 النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية الصحية.......... جدول 3
139 النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية االجتماعية....... جدول 4
144 النسب المئوية إلجابات أفراد عينة الدراسة على مجال الرعاية السياسية......... جدول 5
79
مسرد المالحق:
80
المالحـ ـ ـ ــق:
81
بسم اﷲ الرحمن الرحيم
ملحق ( )1االستبانة في صورتها األولية
المؤسسة المحترم..... جامعة القدس حضرة األستاذ مدير/ة
تحية طيبة وبعد:
يقوم الباحث بإجراء دراسة عـن رعايـة ذوي اإلعاقـة في الـشريعة اإلسـالمية والقـانون الوضـعي الفلـسطيني( محافظة نابلس نموذجا _ دراسة
تحليلية مقارنة ) ويتطلب ذل ـك الحـصول عل ـى
معلومات ميدانية من كافة المؤسسات العاملة في مجال المعوقين ،لذا يرجى التعاون معي وتزويدي بالمعلومات الالزمة وفقﹰا لالستمارة المبينة
أدناه ،وفي الوقت الذي يعجز فيه الباحث ع ـن ش ـكره لمؤسستكم لتعاونها معه ،ويؤكد أيضﹰا بأن المعلومات التي سيحصل عليها سوف ت
ـستخدم للبح ـث العلمي فقط .
מ מ א
الباحث :أحمد ضميدي ضع عالمة( ) Xفي المربع الذي تراه مناسباً
أعار ال أوافق
أواف أر أعار ض بشدة الرق
الفقرات
ق ي ض بشدة م
لي
82
النفسية مجال الرعاية أوال
:
1.تعمل المؤسس ة على التقليل من شعور المعـاق باليأس.
6.تساعد المؤسسة على تخفيض الت ـوتر والكب ـت والقلق لدى المعاق.
83
تعمل المؤسسة على إعداد الشباب المقبلين على 16.
الزواج لألبوة واألمومة.
توفر المؤسسة المعلومات الكافية حول اإلرشاد 17.
الجيني من حيث أهدافه و أساليبه.
تعمل المؤسسة على إج ـراء الفح ـص الطب ـي 18.
المستمر لألطفال.
الصحية مجال الرعاية ثالثاً:
84
الحوادث
للمعاق.
27.تساعد
المؤسس ة
المعاق عل ـى
اال عتمـاد عل
ـى الذات.
28.تساعد
المؤسسة
بتوفير العالج
الطبيعي
للمعاق.
29.تقدم المؤسسة
العالج
الوظيفي
للمعاق.
رابعاً :مجال الرعاية االجتماعية
30.
تشرك
المؤسسة
المعاق في
المجاألنشطةتم
عية.
31.تساعد
المؤسسة
المعاق بتقبل
المجتمع له.
32.تعمل المؤسس
ة في تنمية
الرغب ـة ف
ـي تع ـاون
المعاق مع
أفراد مجتمعة.
85
33.تعمل المؤسس
ة على تعزيز
و دمج وتأهيل
المعاق في
المجتمع .
34.تساهم
المؤسس ة في
تح ـسين
خبـرات األس
ـرة باحتياجات
المعاق.
35.تساعد
المؤسس ة
المعاق على
ممارسة
نـشاطاته
بسهولة.
36.تساهم
المؤسسة
بتعريف
المعاق
بحقوقه.
37.يتم من قبل
المؤسسة تنفيذ
رحـالت
جماعي ـة
للمعاقين.
38.تساعد البرامج
الترفيهية
المقدمة من
المؤسـسة على
تكيف المعاق
في المجتمع.
39.دفعت المؤسس
86
ة المعاق بأن
يم ـارس
األنـشطة
الهادفة.
40.تعمل المؤسس
ة على إشغال
وقت الف ـراغ
لـدى المعاق.
87
43.تسعى
المؤسسة
لتحقيق
المـساواة والم
ـشاركة
الحقيقية
للمعاق
بالمجتمع.
44.تساعد
المؤسسة
المعاق في
إعط ـاءه
االهتم ـام
الكثير لشعوره
بالتهميش
السياسي.
45.تنشر المؤسسة
الوعي
المجتمعي
بحقوق المعوق
واحتياجاته
السياسية.
46.تساعد
المؤسسة
المعاق عل ـى
العمـل بكافـة
القوانين
واألنظمة التي
تتع ـارض م ـع
ق ـانون حقوق
المعاقين
واإلسـراع ب
ـإلزام ال
ـو ازرات المعنية
88
بتطبيقه
وتنفيذه.
89
أحيان نادر أبد
غالباً دائماً الرقم الفقرات
اً اً اً
السياسية. احتياجاته
مساعدة . المختلفةو بدون لممارسةبحقوق
األماكن المع اق المعاق
المجتمعي
المعاق في المؤسسةتنقل
الوعي تدفع
المؤسسةة
المؤسس 39تسهل
تنشر 21...
48
الهادفةاألنشطة.
90
يتناسبـدىوقدر
حقوقاته.المعاق في لتح ـراغ ل
ـصيل الف وقت
إشغالالمعاق
المعنيةبما على
الجهات
لتشغيل سسة ة
لدى
فرص المؤسس
تعملالمؤ
المؤسس ة 40توفر
تسعى 22...
49
المعاق .المختلفة.
المجاالت
ملحق ( )3قائمة بأسماء المحﹼكمين لالستبانة:
91
ملحق ( )4التحليل اإلحصائي لالستبانة:
Tables
الرعاية النفسية
ابداً
ً نادر
ًاً أحياناً
ً غالباً
ً دائماً
ً المجموع
النسبة% النسبة% النسبة% النسبة% النسبة% النسبة%
.تقلل المؤسسة من شعور المعاق باليأس 3.1% 6.2% 6.2% 44.6% 40.0% 100.0%
.تساعد المؤسسة المعاق على الشعور باالستقرار 4.6% 10.8% 40.0% 44.6% 100.0%
النفسي م1.5% 3.1% 20.0% 40.0% 36.9% 100.0%
92
المؤسسة بتحديد المشكالت النفسية التي يعاني 12.3% 15.4% 47.7% 23.1% 100.0%
منها المعاق.تقلل المؤسسة من حدة الخوف من 1.5% 4.6% 9.2% 36.9% 49.2% 100.0%
المستقبل لدى المعاق 1.5% 18.5% 46.2% 32.3% 100.0%
.تساعد المؤسسة المعاق في اعتماده على نفسه 1.5% 20.0% 44.6% 33.8% 100.0%
1.5%
.تخفض المؤسسة التوتر والكبت والقلق لدى 3.1% 18.5% 29.2% 47.7% 100.0%
المعاق
.تخفف الخدمات المقدمة للمعاق من اإلحباط
.تعمل المؤسسة على قبول المعاق لدى أسرته
Tables
Tables
الرعاية الصحية
ابداً
ً نادر
ًاً أحياناً
ً غالباً
ً دائماً
ً
النسبة% النسبة% النسبة% النسبة% النسبة%
.تعمل المؤسسة على توفير األدوية للمعاقتساعد المؤسسة 13.8% 20.0% 29.2% 29.2% 7.7%
بتوفير ما يلزم من أجهزة للمعاق .تسهل المؤسسة تنقل 10.8% 9.2% 29.2% 36.9% 13.8%
المعاق في األماآن المختلفة بدون مساعدة 10.8% 13.8% 26.2% 36.9% 12.3%
.توفر المؤسسة فرص لتشغيل المعاق بما يتناسب وقدراته 18.5% 16.9% 30.8% 24.6% 9.2%
.تساعد المؤسسة بتهيئة المنزل الذي يقيم فيه المعاق بما 18.5% 21.5% 38.5% 13.8% 7.7%
يتواءم وحالة المعاق 10.8% 13.8% 30.8% 32.3% 12.3%
.تساعد المؤسسة بتخفيف األعباء المالية ألسرة المعاق 10.8% 9.2% 23.1% 36.9% 20.0%
.تعمل المؤسسة على التوجيه المهني المناسب للمعاق 24.6% 9.2% 18.5% 35.4% 12.3%
.يوجد وحدات في المؤسسة لعالج ورعاية إصابات 3.1% 10.8% 12.3% 32.3% 41.5%
93
الحوادث للمعاق 6.2% 7.7% 20.0% 20.0% 46.2%
.تساعد المؤسسة المعاق على االعتماد على الذات 4.6% 10.8% 12.3% 26.2% 46.2%
.تساعد المؤسسة بتوفير العالج الطبيعي للمعاق
.تقدم المؤسسة العالج الوظيفي للمعاق
T
الرعاية االجتماعية
ab
le ابداً
ً نادر
ًاً أحياناً
ً غالباً
ً دائماً
ً
ابداً
ً نادر
ًاً أحياناً
ً غالباً
ً دائماً
ً
النسبة %النسبة %النسبة %النسبة %النسبة%
. %30.8 %20.0 %20.0 %16.9 %12.3تعمل المؤسسة على صقل مواهب المعاقين وتوجيههم للعمل السياسي العام
. %15.4 %12.3 %12.3 %36.9 %23.1تسعى المؤسسة لتحقيق المساواة والمشارآة الحقيقية للمعاق بالمجتمع
94
. %35.4 %13.8 %20.0 %16.9 %13.8تشجع المؤسسة المعاق على ترشيح نفسه في االنتخابات
%38.5 %16.9 %18.5 %16.9المؤسسة على تدريب قادة مجتمعيين من ذوي اإلعاقة وتوجيههم للعمل %9.2
السياسي
. %21.5 %13.8 %21.5 %26.2 %16.9تعمل المؤسسة على إزالة التهميش السياسي للمعاق
. %10.8 %13.8 %18.5 %30.8 %26.2تنشر المؤسسة الوعي المجتمعي بحقوق المعاق واحتياجاته السياسية
عى المؤسسة لدى الجهات المعنية لتحصيل حقوق المعاق في المجاالت %7.7 %6.2 %23.1 %27.7 %35.4
المختلفة
95