You are on page 1of 11

2018 ‫ فيفري‬، ‫ السنة الثالثة‬،01 ‫العدد‬ ‫ الجزائر‬،1‫ جامعة باتنة‬،"‫ المدينة والبيئة‬،‫ مخبر "الطفل‬،‫مجلة العمارة وبيئة الطفل‬

‫من أجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

1
‫بن بـــوعزيز عقـــيلة‬
.1 ‫ جامعة باتنة‬،‫ المدينة والبيئة‬،‫ مخبر "الطفل‬،‫ قسم الهندسة المعمارية‬،)‫استاذة مساعدة (أ‬.1

:‫ملخص‬
‫ان التحوالت الجوهرية التي شهدتها األلفية الثالثة من حيث التدابير واالجراءات التي اعتمدتها دول العالم فيما‬
‫ تعد ذات نوعية من حيث اإلنجازات التي حققها العالم‬،‫ ومن بينهم األشخاص ذوي اإلعاقة‬،‫يتعلق بالفئة المهمشة‬
‫ بصياغة واقرار‬،‫ من باب المساوات ورفع التمييز عنها‬،‫للنهوض وتحسين أوضاعهم وتحقيق مكتسبات لها‬
‫ هذه االتفاقية تهدف بصورة أساسية إلى‬.2006 ‫االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة بكل انواعها عام‬
‫ ضمان كرامتهم وكفالة تمتعهم بالحريات األساسية وجميع حقوق‬،‫تعزيز حماية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‬
.‫اإلنسان بما فيها التمدرس‬
‫ تعتبر االهم في حياته لدورها في‬،‫تعتبر البيئة المدرسية العالم الذي يحتضن الطفل منذ صغره لمدة ست سنوات‬
‫ بينما تتطلب احتياجات الطفل المعاق جهودا أكبر وامكانيات أكثر حتى تُكرس‬،‫تشكيل شخصيته وصقل مواهبه‬
‫القوانين لمصلحته وتأهيل المؤسسات المدرسية بتسخيرها له معماريا ابتداء من الخارج الى الفضاءات المفتوحة‬
‫ حتى يستطيع ان يداوم في مدرسته باستقاللية تامة ويتمكن من التغلب على حواجزه‬،‫والفراغات البيداعوجية‬
.‫النفسية التي تعزز اعاقته الجسدية وتثبط روح المبادرة لديه نحو التعلم واكتساب المهارات‬
.‫ تأهيل المؤسسات المدرسية‬،‫ استقاللية الطفل المعاق‬،‫ حق التمدرس‬،‫ البيئة المدرسية‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:
The deep changes that the third millennium, universally adopted, has seen in terms of
measures for marginalized groups, including persons with mobility disabilities, are of a
quality with regard to the worldwide achievements, to improve conditions and build assets for
this category of persons, with a view to achieve equality away from discrimination, by
drafting and approving the agreement of the International Convention of Person’s Rights with
Disabilities in all its forms in 2006. The main purpose of the Convention is to strengthen the
protection of the rights of persons with disabilities, to ensure their dignity and to guarantee the
fundamental freedoms and their enjoyment of all human rights including schooling.
For six years, the school environment embraces the child from an early age. It is considered
the most important phase of a child's life, given its role in the formation of his/her personality
and the refinement of his/her talents. While the needs of the disabled child require greater
efforts and more resources with regulatory assistance dedicated in his favor for architecturally
rehabilitated educational institutions from the outside to open spaces and also pedagogical
spaces, so that he can attend school independently and be able to overcome the psychological
barriers that reinforce his physical disability and inhibit his initiative to learn and acquire
skills.
Keywords:
School establishment; the disabled child; right to education; school rehabilitation.

13
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫مقــــدمة‬
‫تمثل شريحة األطفال المعاقين نسبة مهمة في الجزائر‪ ،‬حسب مكتب االحصاء الوطني ان عدد االشخاص في‬
‫حالة اعاقة يقدر اثنان مليون معاق ‪% 44‬منهم في وضعية اعاقة حركية‪ ،‬اذ وجب االهتمام بها وعدم إهمالها‬
‫حتى يتكون المجتمع سويا‪ ،‬وقد صرحت إدلمان (‪ (2000‬مؤسسة برنامج الدفاع عن األطفال‪ CDF 1‬انه" يجب‬
‫أن ال نخسر أي طفل‪ ،‬فال يمكن أن نكون دولة قوية ما لم نستثمر طاقة كل طفل من أطفالنا"‪ .‬يجدر بالذكر أن‬
‫االتفاقية الدولية لحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة لعام ‪ 22006‬لم تضع تعريفاً محدداً لإلعاقة إال أن المادة األولى‬
‫من هذه االتفاقية أشارت إلى أن المقصود باألشخاص ذوي االعاقة «األفراد الذين يعانون من قصور بدني أو‬
‫عقلي أو حسي أو ذهني أو متعدد بحيث يشكل وجود عقبات في البيئة حاج اًز أو عائقاً يمنعهم من المشاركة‬
‫بصورة كاملة وفاعلة في المجتمع بشكل متساوي مع اآلخرين»‪.‬‬
‫وقد وقعت الجزائر على هذه االتفاقية في ‪ 30‬مارس ‪ ،2007‬إال آن هذه الفئة المعاقة تعاني التهميش في‬
‫الجزائر في مجاالت عدة ووجب تغيير االستراتيجيات واالولويات واعطائها فرصة مبدؤها التعليم‪.‬‬
‫‪ .1‬تأطير االعاقة الحركية‬
‫اإلعاقة الحركية هي عبارة عن حالة من العجز الوظيفي والعضوي )‪ (Deoux, 2010, p. 486‬تصيب الفرد‪،‬‬
‫مما يفقده القدرة على الحركة بشكل جزئي أو كلي‪ ،‬وقد تكون االعاقة مزدوجة مثل اإلعاقة الحركية مع اإلعاقة‬
‫العقلية وما الى ذلك‪ .‬وفي هذا المقام سيتم الحديث عن المعاق حركيا وكيفية توظيف الوسط المدرسي حتى يتسنى‬
‫ادماجه‪.‬‬
‫إن تحديد األفراد المعوقين حركياً سهل جداً بال ُمقارنة مع بعض اإلعاقات األخرى‪ ،‬كما أن هناك بعض األفراد‬
‫المعتدلة يتعذر في بعض االحيان مالحظتها والتي يتم إهمالها أو التقليل‬
‫الذين لديهم مشكالت حركية من الدرجة ُ‬
‫من شأنها‪ ،‬مما يجعل المشكل يتفاقم صحيا مع مرور الوقت‪ ،‬ولذلك وجب آخذ جميع أصناف اإلعاقات الحركية‬
‫بعين االعتبار‪.‬‬
‫الحركية هي اإلعاقة الناتجة من عيوب جسمية تؤثر على وظيفته‪ ،‬هي مصطلح يفيد العجز وتقييد‬
‫ّ‬ ‫إذن فاإلعاقة‬
‫النشاط‪:‬‬
‫فالعجز هو مشكلة في وظيفة الجسم أو هيكله‪،‬‬ ‫•‬
‫والحد من النشاط هو الصعوبة التي يواجهها الفرد في تنفيذ مهام أو نشاط بأريحية‪.‬‬ ‫•‬
‫في حين أن تقييد المشاركة بمواقف الحياة هو المشكلة التي يعاني منها الفرد‪ ،‬وبالتالي فاإلعاقة هي ظاهرة معقدة‬
‫تعكس التفاعل بين مالمح جسم الشخص ومالمح المجتمع الذي يعيش فيه المعاق‪ .‬حينها‪ ،‬نادت جمعيات‬
‫بضرورة ادماج االطفال المعاقين حركيا في المدارس العادية حين كان متمدرسون في السابق قد عزلوا في مدارس‬
‫خاصة بذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Child Defence Fondation‬‬
‫‪ 2‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة «قرار الجمعية العامة ‪ »A/RES/61/106‬معاهدة دولية لحقوق اإلنسان‪ ،‬اعتمدتها الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة في ‪ 13‬ديسمبر ‪2006‬؛ وفُتح باب التوقيع عليها في ‪ 30‬مارس ‪ 2007‬ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 3‬ماي ‪ 2008‬بعد تصديق الدولة الطرف‬
‫العشرين عليها‪ .‬في فبراير ‪ ،2011‬بلغ عدد الدول األطراف في االتفاقية ‪ 98‬دولة وكانت االتفاقية أول معاهدة حقوق إنسان صدقت عليها منظمة‬
‫االتحاد األوروبي‪ .‬وعدد الدول الموقعة على االتفاقية ‪ 147‬دولة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫‪ .2‬الخصائص السلوكية لألشخاص حسب نوع االعاقة الحركية وهيئات االستقبال‬


‫تختلف الخصائص السلوكية لدى االشخاص المعاقين بحسب البيئة التي يتواجدون بها وتتنوع بحسب مستوى‬
‫الحديث عنها‪ ،‬فالخصائص الشخصية تختلف تبعا الختالف مظاهر اإلعاقة الحركية ودرجتها‪ ،‬ومن مميزات‬
‫سلوك االطفال ذوي االضطرابات الحركية‪ :‬مشاعر القلق‪ ،‬الخوف‪ ،‬الرفض‪ ،‬العدوانية واالنطوائية‪ ،‬وقد تتأثر مثل‬
‫تلك الخصائص السلوكية بمواقف االخرين وردود فعلهم نحو مظاهر االضطرابات الحركية‪.‬‬
‫آما من ناحية التحصيل األكاديمي فيختلف مستوى هذا االخير من فئة الى اخرى من فئات االضطرابات الحركية‪،‬‬
‫اذ يصعب على االطفال ذوي الشلل الدماغي وذوي االضطرابات في العمود الفقري‪ ،‬آو وهن العضالت او‬
‫التصلب المتعدد‪ ،‬اتقان المهارات االساسية في القراءة والكتابة في حين‪ ،‬يكون ذلك ممكنا بالنسبة لألطفال‬
‫المصابين بالصرع او شلل االطفال‪.‬‬
‫‪ .3‬العوامل المؤثرة في اإلعاقة الحركية‬
‫عديدة هي العوامل المؤثرة في اإلعاقة الحركية‪ ،‬فمنها ما ُيرجع الى نوع اإلعاقة‪ ،‬أثرها الخارجي‪ .‬زمن حدوثها‪،‬‬
‫الى المجتمع والى وسائل النقل والمباني المستقبلة لفئة المعاقين‪:‬‬
‫• درجة شدة االعاقة‪ :‬تختلف االعاقات من حيث الشدة‪ ،‬فقد تكون بسيطة يمكن للشخص التعايش معها وال‬
‫تحد‬
‫يكون لها تأثير قوي على حياته داخل المجتمع الذي ينتمي إليه‪ ،‬وقد تكون بقدر من الشدة بحيث ُ‬
‫من تفاعله مع مجتمعه بطريقة سهلة‪ ،‬سلسة وايجابية‪ ،‬او المشاركة في النشاطات االجتماعية والتربوية‬
‫مما يجعله عرضة لالضطرابات النفسية‪.‬‬
‫• درجة مساندة االسرة والمجتمع للمعاق‪ :‬لألسرة دو ار بار از في مساعدة المعاق على تخطي اإلعاقة آو‬
‫التقليل من أثارها السلبية‪ ،‬بل مساعدته على تدعيم قدراته وتطويرها وزيادة ثقته بنفسه وتشجيع استقالليته‪.‬‬
‫• درجة وضوح اإلعاقة والزمن الذي حدثت فيه‬
‫ان للزمن الذي حدثت فيه اإلعاقة ووضوحها آث ار عميقا على حياة المعاق‪ ،‬فعدم وضوحها يجعل تأثيرها‬
‫السيكولوجي اقل بكثير على المعاق‪ ،‬مما يساعده على التأقلم‪.‬‬
‫• طبيعة المباني المستقبلة ووسائل المواصالت وأثرها على درجة التفاعل مع الوسط‬
‫كثير من الدول تطورت نظرتها نحو هذه الفئة‪ ،‬فبدت أكثر إنسانية‪ ،‬حيث وفرت وهيئت لهم المواصالت التي‬
‫تناسب إعاقتهم‪ ،‬وكذلك هيئت المباني الستقبالهم‪.‬‬
‫‪ .4‬البرامج التربوية الخاصة الموازية للمعاقين حركيا‬
‫تعنى البرامج التربوية الخاصة للمعوقين حركيا‪ ،‬او ما يسمى ببرامج الدمج األكاديمي‪ ،‬بالتخطيط التربوي الفردي‬
‫باستخدام وسائل تعليمية ومعدات خاصة تعمل على مساعدة الطفل المعاق من اجل تحقيق استقالليته من الناحية‬
‫الوظيفية‪ .‬فالتربية الخاصة ال تعني عزل الطفل عن أقرانه العاديين بل تعني توفير البدائل التربوية المبتكرة‬
‫لتسخير وتسهيل العملية التربوية والخدمات المساندة (مثل‪ :‬العالج الطبيعي‪ ،‬والعالج الوظيفي‪ ،‬والتربية الرياضية‬
‫التصحيحية) وذلك بحسب حاجيات الطفل المعاق‪.‬‬
‫فاإلعاقة الحركية قد تحد من قدرة الطفل لالستفادة من البرامج التربوية العادية‪ ،‬بحيث يصبح من الضروري‬
‫تسخير خدمات التربية الخاصة والتي تشمل وسائل مكيفة بحسب احتياجاته الخاصة‪ .‬يسند للتربية الخاصة‬

‫‪15‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫ضرورة مراعاة الفروق الفردية ويراعى في هذا ثالثة أنواع أساسية من التعديالت في البيئة التربوية التقليدية من‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ -‬محتوى التدريس‪ :‬بحيث يلبي حاجيات الطفل المعوق بما في ذلك من امكانية تعديل محتوى المنهاج‬
‫الدراسي‪.‬‬
‫‪ -‬المهارات المستهدفة‪ :‬قد يكون من الضروري التركيز على تعليم مهارات دون غيرها تكون أساسية‬
‫للمعاق وال يتضمنها البرنامج التدريسي العادي‪.‬‬
‫‪ -‬بيئة التعلم‪ :‬قد يستلزم نوع االعاقة توفير بيئة خاصة تختلف عن البيئة الصفية التقليدية‪ ،‬قد تاخذ هذه‬
‫البرامج شكل الصفوف خاصة الملحقة بالمدرسة العادية‪ ،‬في هذه الحالة يتوجب إجراء بعض التعديالت‬
‫في البناء المدرسي (الممرات الخاصة‪ ،‬وازالة العوائق البنائية) لتناسب المستخدمون للكراسي المتحركة‪.‬‬
‫وبناء على ذلك وجب تفعيل القوانين الخاصة بسن األسس والمعايير الخاصة باألبنية المدرسية بمساعدة الجهات‬
‫المعنية المختصة مثل و ازرة التربية وو ازرة التعمير وانشاء المرافق وو ازرة الشؤون االجتماعية ونقابة المهندسين‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلعاقة وسبل تأهيل المبنى التعليمي‬
‫نادت األمم المتحد بتحقيق تعميم التعليم االبتدائي بالنسبة للفئة المعاقة‪ ،3‬فقد شكل تآهيل المؤسسات التربوية‬
‫والتعليمية هاجس الدول المتقدمة دون غيرها في ظل القوانين المتفق عليها منذ ‪ 2006‬والموقع عليها من طرف‬
‫‪ 147‬دولة الجزائر واحدة من بينها‪ ،‬مما يلزمها بضرورة االنصياع الى هذا الدور المنوط بها هي ظل غياب تكفل‬
‫حقيقي بهذه الفئة نستشف آثاره ميدانيا‪ .‬فالمؤسسات التربوية تفتقر ألدنى شروط االستقبال للفئات المعنية‪ ،‬ووجب‬
‫التقيد ببعض الشروط التصميمية في المباني التربوية والتعليمية لتأهيلها حتى يتسنى لها استقبال األطفال المعاقين‬
‫حركيا‪ ،‬وذلك حسب خط سيرهم داخل المؤسسة‪ .‬قبل ذلك‪ ،‬جب التعرف على انماط الحركة لدى الطفل المعاق‪.‬‬
‫‪ .1.6‬خصائص مقاييس أجسام األطفال ذوي اإلعاقة الحركية واالسقاطات الفراغية‬
‫ان الحركة المقيدة للطفل ذي اإلعاقة يستوجب معها استخدام أدوات تعويضية مساعدة‪ ،‬يشترط معها توسيع مجال‬
‫اء تحرك بمفرده أو بمساعدة إحدى الوسائل‬
‫الفراغات المشغولة فعلياً من قبل الطفل أثناء الوقوف أو الحركة‪ ،‬سو ً‬
‫المساعدة‪ ،‬ومن ثَم إضافة مساحات إلى المساحات الوظيفية النظامية في المسقط‪ .‬كما أن الفراغ المحيط بجسم‬
‫الطفل تحدده الحركة المختلفة لألطراف العلوية والسفلية‪ ،‬ويعتبر هذا الفراغ المجال الهندسي الفعال الذي يجب‬
‫دراسته ووضع الحلول الخاصة لعناصره (الشكل ‪ .)1‬إن المساحة الالزمة لحركة هؤالء األطفال تزيد بشكل‬
‫محسوس عن المساحة الالزمة لحركة أقارنهم األصحاء )‪ )eufert, 1980, p.440‬كما هو مالحظ في‬
‫الجدول‪.1‬‬

‫‪https://digitallibrary.un.org/record/636990?ln=fr3‬‬

‫‪16‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫الشكل ‪ :1‬المجال الهندسي الفعال لذوي االعاقة الحركية بكرسي‬


‫متحرك‪.‬‬

‫منظر أمامي‪.‬‬ ‫مسقط بحالة السكون‬ ‫منظر جانبي‬ ‫مسقط بحالة الحرك‬
‫المصدر‪ :‬نيوفرت‪1980 ،‬‬

‫جدول رقم ‪ :1‬المقاييس العظمى لألبعاد والمساحات المشغولة من قبل الطفل‬

‫المصدر‪ :‬نيوفرت‪1980 ،‬‬

‫عملية تأهيل المبنى المدرسي تُعنى بكل مراحل المسار الذي يتخذه الطفل المعاق وذلك ابتداء بالبيئة الخارجية اين‬
‫توجد مواقف السيارات باتجاه المداخل والردهات نحو مختلف الفضاءات الداخلية‪.‬‬
‫‪ .1.1.6‬مرحلة الموقع ومعايير مواقف السيارات‬
‫يجب أن يراعى الموقع العام للمدرسة خصائص الطفل ذو اإلعاقة لتسهيل عملية الوصول إليها بأدنى عناء‬
‫ممكن‪ ،‬وذك من خالل تخصيص مواقف سيارات خاصة بذوي اإلعاقة بمعايير نظامية شكل‪ ،2‬تقع بجوار المدخل‬
‫الرئيسي‪ ،‬مع تحديد الطريق السالكة المصممة لتسهيل الوصول للمدرسة )شكل ‪.)3 ،2‬‬

‫‪17‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫شكل ‪ :2‬المعايير النظامية لمواقف السيارات الخاصة بالمعاق‬

‫المصدر‪ :‬نيوفرت‪1980،‬‬

‫شكل ‪ :3‬الطريق السالكة بداية من موقف السيارات الخاصة بالمعاق‬

‫المصدر‪ :‬نيوفرت‪1980،‬‬

‫‪.2.1.6‬مرحلة الدخول عبر المداخل و الردهات‪:‬‬


‫تجنب إنشاء درجة أو عتبة عند المدخل الرئيسي حيث يعيق مرور مستخدمي الكرسي المتحرك مراعاة أن تكون‬
‫األبواب واسعة ليسهل دخول ذوي اإلعاقة الحركية‪ ،‬حيث يبلغ عرض المداخل الرئيسية ‪ 1.8‬م كحد أدنى‪ ،‬يشترط‬
‫معه توفير سطح صلب مقاوم لالنزالق وتوفير منحدر رصيف يخضع لمعايير مضبوطة في حال وجد تباين في‬
‫المنسوب بين الشارع والرصيف (شكل‪ ، )4‬باإلضافة الى وجود الدرج لألشخاص العاديين (شكل‪.)5‬‬

‫‪18‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫شكل‪ :4‬منحدر رصيف بنسب ووضعيات مختلفة‬

‫المصدر‪ :‬يحي وزيري‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫شكل‪ :5‬االختالف في المنسوب بين الشارع والمبنى وضرورة وجود المنحدر‬


‫باإلضافة الى الدرج في المؤسسات التربوية‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬يحي وزيري‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪.3.1.6‬مرحلة االستعمال‬
‫▪ عناصر االتصال األفقي‪ ،‬الممرات الداخلية‬
‫ُيحدد عرض الممر بحيث ُيؤمن مرو ار مريحا للطفل المعاق‪ ،‬سواء أكان يمشي بمساعدة أحد األدوات التعويضية‬
‫أو بدونها وال يقل عرض الممر عن ‪ 180‬سم ُيفضل ‪2‬م‪ ،‬ويكون ‪ 2,7‬الى ‪3‬م في المم ارت الرئيسية شكل ‪،6‬‬
‫وتكون اسطح الممرات مستوية وثابتة ومتينة خشنة واقية من االنزالق ( ‪ .(Leontiev, 2001,p. 56‬يفضل عدم‬
‫وجود درجات في الممرات‪ ،‬وعند الضرورة يجب ان ال يتجاوز ارتفاعها ‪2‬سم‪ ،‬يجب ايضا ان ال تزيد الفواصل‬
‫بين البالط عن ‪4‬مم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫شكل‪ :6‬مجال الحركة بالنسبة للعربة المتحركة‬

‫المصدر يحي وزيري‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫▪ عناصر االتصال الشاقولي (الدرج)‪:‬‬


‫عنصر االنتقال الشاقولي يتم بواسطة االدراج بحيث ينتقل االنسان من خاللها الى المستويات المختلفة في المبنى‪،‬‬
‫ويفترض تحقيق األمان خالل هذا االنتقال‪ ،‬صعودا ونزوال‪ ،‬فهو معيار وظيفي أساسي في تصميم الدرج‪ ،‬ويتعلق‬
‫بارتفاع وعرض كل درجة وبعرض الدرج نفسه )‪.(Krier, 1988, p.43‬‬
‫بالنسبة لإلعاقة البسيطة يمكن للشخص معها ان يمشي‪ ،‬يمكن اعتماد ‪15‬سم كحد اعلى‪ .‬ولتحقيق الراحة‬
‫واألمان يجب عدم تجاوز ‪30‬سم بالنسبة لمقياس الخطوة‪ ،‬أيضا تحديد عدد الدرجات من ‪10‬الى ‪ 12‬لتفادي‬
‫ارهاق المعاق )‪ ،(Leontiev, 2001, p.29‬ووجود استراحة وسطية‪ ،‬مسند على جانب الدرج‪ ،‬هذا األخير ذو‬
‫حواف مستديرة )‪.(Calmet, 1990, pp.32-39‬‬
‫بالنسبة لذوي اإلعاقة الحركية ومستخدمي الكراسي المتحركةُ ينصح بوضعهم في منسوب واحد فقط لتفادي التنقل‬
‫الشاقولي عبر الدرج الغير المتاح او الصعب‪.‬‬
‫▪ الفراغات التعليمية‬
‫فيما يخص الفضاءات البيداغوجية فيخصص لها مساحات تتناسب ووظيفتها مع االخذ بعين االعتبار عدد‬
‫المقعدين كما هو مبين في الجدول‪. 2‬‬
‫الجدول‪ : 2‬المعايير الخاصة بالفراعات البيداغوجية‬

‫‪20‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫يحتاج الطفل الذي يستخدم كرسي متحرك‪ ،‬مع أو بدون أدوات مساعدة أخرى‪ ،‬إلى ثالثة أضعاف المساحة التي‬
‫يحتاجها الطفل العادي‪، ،‬اما اذا شكل المعوقين نسبة ‪ %50 - 30‬من عدد الطالب أو كان هناك عدد مستعملي‬
‫كرسي كاف ُينصحُ بتوفير صف مجهز بالكامل لكل سنة دراسية في المدرسة مع توفير مسافات كافية بين‬
‫المقاعد تسمح بمرور الكرسي المتحرك‪ ،‬اذ يجب أال يقل العرض الصافي لمسار الحركة عن ‪ 92‬سم‪ ،‬ومساحة‬
‫مناورة للكرسي المتحرك ال يقل قطرها عن ‪ 150‬سم‪ ،‬مع توفر توصيالت الكهرباء المناسبة واآلمنة لمستخدمي‬
‫الكرسي الكهربائي بالفراغ التعليمي‪.‬‬

‫▪ المرافق الصحية‬
‫من االحتياجات البيولوجية هو الولوج الى المرافق الصحية‪ ،‬هذه االخيرة تخضع ايضا لمعايير معينة الشكل ‪،6‬‬
‫تساعد المعاق على اداء هذه العملية باستقاللية تامة‪ ،‬تتوفر على مساحة كافية لحركته وتجهز بالقطع الصحية‬
‫الضرورية والوسائل المساعدة‪ .‬كما يشترط عدم وجود تباين في المستويات وان تفتح االبواب الى الخارج‪،‬‬
‫باإلضافة الى امكانية فصل المرفق الصحي الخاص بالمعاق عن مثيله الخاص باألصحاء كما هو موضح في‬
‫الشكل ‪.7‬‬
‫شكل ‪ :7‬المعايير الخاصة بالمرفق الصحي‬
‫‪.‬‬

‫في حين ان عرض فتحة الباب ال تقل عن ‪ 90‬الى ‪ 100‬سم ويكون اتجاه فتحة للباب لداخل الفراغ لتجنب‬
‫اصطدام الطفل بالباب في أثناء مروره بالممر‪ ،‬باستثناء أبواب دورات المياه تفتح للخارج مع عدم وضع اقفال لها‪.‬‬
‫• الساحة الخارجية‬
‫في البيئة المدرسية تقسم الساحة الخارجية إلى قسمين‪:‬‬
‫▪ فراغات خارجية ذات صلة بالمنهاج التعليمي‪ ،‬تؤدى فيها نشاطات كالرسم‪ ،‬الزراعة شكل‪.8‬‬

‫‪21‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫شكل‪ :8‬فراغات خارجية ذات صلة بالمنهاج التعليمي‬

‫المصدر ‪https://digitallibrary.un.org/record/636990?ln=fr:‬‬
‫▪ فراغات للعب حيث يستحسن تقسيمها بحسب الفئات العمرية المتقاربة ممثل‪ :‬الفئة العمرية األولى من ‪6‬‬
‫الى ‪ 8‬سنوات‪ ،‬والفئة العمرية الثانية من ‪ 8‬الى ‪ 12‬سنة مع مراعاة تحقيق األمن واألمان‬
‫اما بالنسبة لألرضيات فتستخدم مواد غير مسببة لالنزالق ومقاومة لالحتكاك وجدران المدرسة تجهز بالمقابض‬
‫الممتدة لالستناد عليها أثناء المشي أو االستراحة لمستعملي العكاز‪.‬‬
‫تعتبر الجد ارن عناصر ذات اهمية في الداخل او الخارج‪ ،‬ألنها تسند حركة المعاق من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فهو‬
‫يتخذها ويلجا اليها ليأخذ قسط من الراحة عندما يكون المسار طويال‪ .‬وحتى تكون الجدران مالئمة الحتياجات‬
‫المعاق يجب ان تجهز بمساند ايدي دائرية بقطر ما بين ‪50‬سم ال ى‪ 40‬سم وبارتفاع ‪85‬سم الى ‪95‬سم‪ ،‬ذات‬
‫نهاية منحنية تبعد عن الحائط ‪ 40‬مم الى ‪ 50‬مم‪.‬‬

‫خالصـــــة‬
‫تطرقنا هنا لبعض العناصر األكثر تأثي ار على ذوي اإلعاقة الحركية‪ .‬يمكن القول ان الحالة النفسية تتجاوب‬
‫ودرجة استعداد البيئة المستقبلة وطريقة تصميمها‪ ،‬فالتصميم ليس بالعمل المجرد ولكن يجب ان يكون الهدف منه‬
‫خلق بيئة تفاعلية تتوافق واحتياجات الفئات المجتمعية المختلفة‪.‬‬
‫في حين تمثل االشتراطات والمعايير الفنية مشكلة المعاق في الحركة والتنقل من مكان آلخر إذ يعتمد في معظم‬
‫الحاالت على األجهزة المساعدة كالكرسي المتحرك أو العكازات أو السنادات وفقاً ألبعاد خاصة ولكي يتمكن‬
‫المعاق من الحركة بسهولة في مساحات مناسبة بالمباني المدرسية فإن األمر يتطلب تحقيق المعايير الفنية‬
‫المتعلقة بالخدمات المتوفرة من حيث أوضاعها وأبعادها والفراغات المطلوبة‪ ،‬اين تحقق الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وضع حواجز أو درجات عند مداخل األبنية المدرسية لسهولة وصول الكرسي المتحرك بكل سهولة أو‬
‫تأمين ميل بميل ‪ ٪6‬إذا اقتضت الضرورة لذلك وحسب التصميم المعماري والموقع‪.‬‬
‫‪ -‬أن ال يقل عرض الممرات والمداخل عن ‪180‬سم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫عقيلة بن بوعزيز‬ ‫من اجل استقاللية االطفال ذوي اإلعاقة الحركية في المؤسسات التعليمية‬

‫‪ -‬تصميم األبواب بعرض ال يقل عن ‪90‬سم وعدم تجهيز األبنية بأبواب مروحية مع وضع مسكات مناسبة‬
‫لألبواب‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم النوافذ مطابق للمعايير وبشكل جميل ومريح مع إمكانية النظر إلى الخارج بالنسبة للشخص المعاق‬
‫مستخدم الكرسي المتحرك‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم المطاعم والحمامات تستجيب الستعماالت كافة األشخاص وبشكل مريح ومراعين المعايير‪.‬‬
‫‪ -‬إكساء األرضيات بمواد ذات أسطح تمنع االنزالق وسهلة بالنسبة لمستخدمي الكرسي المتحرك و مستعملي‬
‫العكاز‪.‬‬
‫‪ -‬تجهيز مناسب لألبنية بارتفاعاته مع إمكانية استخدامه من كافة األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬وضع تمديدات كهربائية مناسبة وتكون مفاتيح الكهرباء على ارتفاع ‪ 85‬سم مع منع استخدام التوقيت الكهربائي‬
‫الزمني في الممرات واألدراج‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم الدرج بشكل يناسب حركة األشخاص العاديين والمعاقين القادرين على المشي بالعكاز‪.‬‬

‫مراجع البحث‬
‫‪ -‬األمـم المتحدة )‪ :( 2006‬اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة‪:‬‬
‫‪https://undocs.org/pdf?symbol=ar/CRPD/CSP/2017/4‬‬
‫ـ يحي وزيري‪" :‬المدخل إلى تصميم مبانى المعوقين"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪https://digital http://alsolb.com/images2/Tassmeem.pdf‬‬
‫‪ -‬توقيع الجزائر على اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة في ‪ 30‬مارس‪:‬‬
‫‪https://treaties.un.org/doc/Publication/MTDSG/Volume%20I/Chapter%20IV/IV-2007‬‬
‫‪15.en.pdf‬‬
‫‪- Calmet, X. S., Living Environment for the disabled », MOSCOW, 1990.‬‬
‫‪- Deoux S. Bâtir pour la Santé des Enfants, MEDICO EDITION, Espagne, 2010.‬‬
‫‪- Neufert, E., Les éléments des projets de construction, DUNOD, 6eme Édit., 1980.‬‬
‫‪- Leontiev, EG., Available among EYES persons with disabilities, Scientific – popular‬‬
‫‪edition, Yekaterinburg, 2001.‬‬
‫‪- Krier, Rob, Elements Of Architecture, interiors and the Typology Of Interior Spaces, Mc‬‬
‫‪Graw Hill Book Company, 1988.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like