You are on page 1of 169

‫جامعة محمد بوضياف _المسيلة_‬

‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬

‫قسم علم النفس‬

‫مطبكعة دركس بعنكاف‪:‬‬

‫سيككلكجية األشخاص في كضعية إعاقة‬

‫مطبوعة دروس موجهة لطلبة السنة أولى ماستر علم النفس العيادي‬

‫إعداد‬
‫الدكتور تومي طيب‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2023/2022‬‬
‫تقديـ المقياس‬

‫كمية‪ :‬العمكـ االنسانية كاالجتماعية‬

‫قسـ‪:‬عمـ النفس‬

‫مقياس‪:‬سيككلكجية األشخاص في كضعية إعاقة‬

‫المستكل‪ :‬السنة أكلى ماستر عمـ النفس العيادم‬

‫السداسي‪6:‬‬

‫كحدة التعميـ‪:‬استكشافية‬

‫الرصيد‪01:‬‬

‫المعامؿ‪01:‬‬

‫طريقة التقكيـ‪ :‬امتحاف‬

‫تقديـ األستاذ المحاضر‪ :‬د‪/‬طيب تكمي‬

‫‪-2-‬‬
‫محتىي انمقياس‪:‬‬

‫‪ ‬و دخم مفاهيمي لنشخض في وضعية إعاقة‪.‬‬

‫‪ ‬نمارج نبعض اإلعاقات‪:‬‬

‫‪ ‬اإلعاقة انبصرية‬

‫‪ ‬اإلعاقة انسمعية‬

‫‪ ‬انتىحذ‬

‫‪ ‬اإلعاقة انعقهية‬

‫‪ ‬اإلعاقة انحركية‬

‫‪ ‬مشكالت األشخاص انمعاقين‪.‬‬

‫‪ ‬انفحض اننفسي نألشخاص انمعاقين‪.‬‬

‫‪ ‬انتكفم باألشخاص انمعاقين‪.‬‬

‫‪ ‬استراتيجيات اإلدماج وانتكيف نألشخاص انمعاقين‬

‫‪-3-‬‬
‫األىداؼ التعميمية لممقياس‪:‬‬

‫_تمكيف الطالب مف معرفة بعض اإلعاقات عند األشخاص في كضعية إعاقة‬

‫_ اإلطبلع عمى مراحؿ التشخيص كالفحص ككيفياتو‪.‬‬

‫_ تمكيف الطالب مف معرفة مشكبلت األشخاص المعاقيف‪.‬‬

‫_ تمكيف الطالب مف الناحية النظرية التعرؼ عمى بعض طرؽ التكفؿ باألشخاص المعاقيف‪.‬‬

‫_ محاكلة إيصاؿ الطالب إلى تككيف معمكماتي كتطبيقي ال ستراتيجيات اإلدماج كالتكيؼ‬

‫لؤلشخاص المعاقيف‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫مقذمة‬
‫تككيف طالب السنة أكلى ماستر عمـ‬ ‫ىدفت محاضرات ىذا المقياس الذم بيف أيدينا إلى‬

‫النفس العيادم في شعبة عمـ النفس في ماىية كطبيعة اإلعاقات المختمفة‪ ،‬كتبياف مختمؼ آليات‬

‫كعمى اعتبار آخر نرل‬ ‫الفحص لممعاقيف كتكضيح حاجاتيـ كمختمؼ الخدمات التي يريدكنيا‪،‬‬

‫أف تمؾ اؿكضعية لمشخص المعاؽ تجبر الطالب عمى فيميا فيما عياديا يستقر بو الحاؿ كالى‬

‫كيفية تكظيؼ طرؽ التشخيص ككضع برامج العبلج كالتكفؿ‪ ،‬كالمتخصصكف في ىذا المجاؿ‬

‫يمكف ليـ أيضا معرفة مختمؼ التعاريؼ كالمفاىيـ لكؿ إعاقة عمى حدا كخاصة منيا المقررة في‬

‫ىذا المقياس‪ ،‬كما ال ننسى أف التناكؿ لمعرفة ىاتو اؿ كضعية سيككف إكمينكيا بحتا بغية فيـ‬

‫مختمؼ األسباب التي أكجدتيا كحتى األعراض كالسمات التي تتسـ بيا‪ ،‬كاضافة إلى ىذا كمما‬

‫يجب عمى الطالب معرفتو عند دراسة ىذه الكحدة أف عممية الفحص لياتو اؿ كضعية لمشخص‬

‫المعاؽ ليست بالسيمة خاصة حيف تككف متداخمة األعراض_ بؿ ىي عممية تحتاج دقة كتعمقا‬

‫ألنيا مف أىـ المراحؿ التي أف يتكقؼ عندىا‬ ‫لفيـ حالة المصاب بيا كتحتاج كقتا كافيا‪،‬‬

‫األخصائي ليفيميا بالشكؿ المستقيـ‪.‬‬

‫كما يمكف لنا أف نحكـ مبدئيا أف ما تحتكيو المادة العممية ليذه المطبكعة عمى عناصر‬

‫كأفكار ىامة تعيف الطالب عمى بناء تككينو العممي كالبيداغكجي‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫المحاضرة األكلى‬

‫‪-6-‬‬
‫مدخؿ مفاىيمي لمشخص في كضعية إعاقة‬
‫‪_1‬مدخؿ تعريفي لإلعاقة كالمعاؽ‪:‬‬

‫تعرؼ اإلعاقة بأنيا قصكر أك تعطيؿ أحد أعضاء أك حكاس الجسـ عف القياـ بالكظائؼ‬

‫الطبيعية التي خمؽ ليا‪ ،‬نتيجة ألسباب كراثية‪ ،‬مكتسبة‪ ،‬مرضية‪ ،‬أك حكادث مختمفة‪ ،‬كبالتالي‬

‫فإف األشخاص ذكم اإلعاقة ىـ كؿ مف يعانكف مف قصكر ما يسبب إعاقات طكيمة األجؿ‬

‫بدنية أك عقمية أك ذىنية أك حسية قد تمنعيـ لدل التعامؿ مع مختمؼ الحكاجز في بيئتيـ مف‬

‫المشاركة بصكرة كاممة كفعالة في المجتمع عمى قدـ المساكاة مع اآلخريف‪.‬‬

‫كما أف انتشار حجـ اإلعاقة قد يصعب تحديد نسبتو بالنسبة لمجمكع عدد السكاف في كؿ‬

‫دكلة نسبة لضعؼ النظاـ اإلحصائي في معظـ الدكؿ األقؿ نمكا؛ كبالتالي يصبح أم تقدير ىك‬

‫مجرد محاكلة لتقريب الصكرة كلممساعدة في تكجيو الجيكد نحك رقـ تقريبي‪ .‬كقد درجت الكثير‬

‫‪ %10‬إلي ‪ %15‬مف حجـ‬ ‫مف الدراسات سابقان إلى اإلشارة إلي حجـ اإلعاقة لتقع مابيف‬

‫‪ %7‬كىك‬ ‫السكاف إال أف بعض الدراسات الغربية الحديثة تنزؿ بيذا التقدير إلي مستكل حكالي‬

‫رقـ نعتقد بأنو مجافي لمحقيقة كثي انر بسبب حجـ النزاعات العسكرية كالحركب األىمية الكثيرة التي‬

‫تدكر في مناطؽ مختمفة مف العالـ خاصة في الدكؿ األقؿ نمكا‪.‬‬

‫(يكسؼ إسماعيؿ عبد اهلل‪ 2012:‬ص‪)02‬‬

‫كاذا أتينا إعطاء مفيكـ آخر لإلعاقة بأنيا ‪ ":‬تعني الحيمكلة دكف قياـ الفرد بعمؿ ما مقارنةن‬

‫بمف في سنو كيستطيعكف القياـ بيذا العمؿ (أم أف ىناؾ ما منع ىذا اإلنساف مف القياـ بيذا‬

‫ىي ما يمنع الفرد مف القياـ بكظيفة ما مف كظائفو‬ ‫العمؿ أك تأخر في القياـ بو فاإلعاقة‪:‬‬

‫‪-7-‬‬
‫اليكمية أك تأخير في القياـ بيا‪ ،‬فبتر الساؽ إعاقة كضعؼ الذكاء إعاقة كضعؼ البصر كالسمع‬

‫كذلؾ‪ ،‬كما أف اإلعاقة‪ :‬ىي الحد مف مقدرة الفرد عمى القياـ بكظيفة كاحدة أك أكثر مف‬

‫الكظائؼ التي تشكؿ العناصر األساسية لحياتنا اليكمية‪ :‬كالعناية بالذات _ ممارسة العبلقات‬

‫االجتماعية_ أك النشاطات االقتصادية كذلؾ ضمف الحدكد التي تعتبر طبيعية" ‪.‬‬

‫كاإلعاقة أيضا حسب تعريؼ منظمة الصحة العالمية‪" :‬ىي مصطمح يغطي العجز‪ ،‬كالقيكد‬

‫عمى النشاط‪ ،‬كمقيدات المشاركة؛ كالعجز ىي مشكمة في كظيفة الجسـ أك ىيكمو‪ ،‬كالحد مف‬

‫النشاط ىك الصعكبة التي يكاجييا الفرد في تنفيذ ميمة أك عمؿ‪ ،‬في حيف أف تقييد المشاركة‬

‫ىي المشكمة التي يعاني منيا الفرد في المشاركة في مكاقؼ الحياة‪ ،‬كبالتالي فاإلعاقة ىي‬

‫ظاىرة معقدة‪ ،‬كالتي تعكس التفاعؿ بيف مبلمح جسـ الشخص كمبلمح المجتمع الذم يعيش‬

‫فيو"‪.‬‬

‫كاإلعاقة" تعني أيضا عدـ قدرة الفرد عمى اكتساب الطاقات الكاممة أك إنجاز المياـ أك‬

‫الكظائؼ التي تعتبر طبيعية ليذا الشخص‪ ،‬مما يؤدم إلى انخفاض في قدرتو ألداء دكره‬

‫االجتماعي كنتيجة لمضعؼ أك التدريب غير المبلئـ ليذا الدكر‪ ،‬كاإلعاقة قبؿ أف تحدث تمر‬

‫بمراحؿ أك سمسمة مف األحداث اليامة كىي‪:‬‬

‫إعاقة‬ ‫عجز‬ ‫ضعؼ‬ ‫مرض‬

‫‪_1‬المرض‪ :‬ىك مشكمة صحية مثؿ الشؽ الحمقي‪ ،‬التيابات المفاصؿ‪،‬أك أمراض القمب الخمقية‬

‫كغير ذلؾ ‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫‪_2‬الضعؼ‪ :‬ىك أم فقداف أك شذكذ لمكظائؼ النفسية كالعضكية كالتشريحية لئلنساف كيعتبر‬

‫الضعؼ خمؿ عمى مستكل األعضاء مثؿ تشكه أك فقداف عضك أك طرؼ مف األطراؼ فقداف‬

‫البصر‪ ،‬أك فقداف لمكظيفة العقمية‪.‬‬

‫‪_3‬العجز‪ :‬ىك قصكر أك فقداف( كنتيجة لمضعؼ) لمقدرة عمى إنجاز أم نشاط مف األنشطة‬

‫التي تعتبر طبيعية لئلنساف البشرم‪.‬‬

‫كال ننسى أف تعامؿ أفراد العائمة مع األطفاؿ ذكم اإلعاقة سكاء كاف الكالديف أنفسيما مف‬

‫ذكم اإلعاقة أك أحدىما اك كمييما‪ ،‬يساعد لدرجة كبيرة في االكتشاؼ المبكر كبالتالي إمكانية‬

‫معالجة الشخص ذم اإلعاقة؛ ك كذلؾ يمكف منع تدىكر الحالة كأية تعقيدات أخرل يمكف أف‬

‫تحدث كنتيجة لمفشؿ في التدخؿ المبكر‪ ،‬كيضاؼ إلى ذلؾ أف مكقؼ التقبؿ لحالة ذكم اإلعاقة‬

‫مف طرؼ العائمة يمعب دك انر إيجابيان كأساسيا في النمك الطبيعي لمطفؿ مما ييسر دمجو اجتماعيان‬

‫كمساعدتو في ممارسة حياة طبيعية إضافة إلى تنمية قدراتو كمكاىبو ‪.‬‬

‫‪ _2‬تعريؼ الشخص المعاؽ‪:‬‬

‫نجد أنو عند طرح تعريؼ خاص لممعاؽ البد أف ننتبو لكجكد اتجاىيف مختمفيف قد بر ار ىذا‬

‫االختبلؼ فيما يمي‪ (:‬حسني الخطيب‪)2016 :‬‬

‫أ_ االتجاه األكؿ‪:‬‬

‫يقصر لفظة (المعاؽ أك المعكؽ) عمى الشخص الذم يصاب بعجز معيف في أحد أعضاء‬

‫جسمو‪ ،‬مما يجعمو غير قادر عمى التكيؼ مع المجتمع عمى نحك طبيعي‪ ،‬أم أف اإلعاقة في‬

‫ىذه الحالة تعني عدـ القدرة عمى تمبية الفرد لمتطمبات أداء دكره الطبيعي في الحياة‪ ،‬المرتبط‬

‫‪-9-‬‬
‫اإلصابة‪ ،‬أك العجز في أداء‬ ‫بجنسو كعمره كخصائصو االجتماعية كالثقافية‪ ،‬كذلؾ نتيجة‬

‫الكظائؼ الفزيكلكجية أك السيككلكجية‪ ،‬كما يدخؿ في نطاؽ ىذا المعنى أنكاع اإلعاقة المختمفة‪:‬‬

‫كاإلعاقة السمعية كالبصرية كالسمعية كالجسمية كصعكبات التعمـ‪.‬‬

‫ب_ االتجاه الثاني‪:‬‬

‫يرل أف لفظة (المعاؽ أك المعكؽ) ال تقتصر عمى مجرد إصابة الفرد بعجز معيف في أحد‬

‫أعضاء جسمو‪ ،‬بؿ تمتد لتشمؿ فضبل عف ذلؾ أية حالة تعكؽ الفرد عف أداء دكره الطبيعي في‬

‫المجتمع حتى كلك لـ يكف ذلؾ نتيجة إصابتو بعجز جسماني في أحد أعضاء جسمو‪ ،‬كمنيا‬

‫فإف المعاؽ ىك( ذلؾ الشخص الذم انخفضت بدرجة كبيرة احتماالت ضماف عمؿ مناسب لو ك‬

‫االحتفاظ بو ك الترقي فيو كذلؾ لقصكر بدني أك عقمي معترؼ بو قانكنا)‪ ،‬فقد يصاب الشخص‬

‫بحالة انطكاء كعزلة اجتماعية تجعمو غير قادر عمى التكيؼ مع أفراد المجتمع المحيط بو رغـ‬

‫سبلمة أعضاء جسمو‪ ،‬كيدخؿ في ىذا المفيكـ لئلعاقة أيضا ما يسمى باضطرابات السمكؾ‬

‫كتصارع الثقافات لدل الشخص‪ ،‬كالكاقع أف اإلعاقة ليست نتيجة لسبب كاحد بؿ ىي محصمة‬

‫مجمكعة مف األسباب كالعكامؿ الصحية كالكراثية كالثقافية كاالجتماعية‪ ،‬كىي في ذلؾ تختمؼ‬

‫مف مجتمع ألخر كمف كقت آلخر‪.‬‬

‫كاذا أردنا أف نتكقؼ عمى تعريؼ خاص لمشخص المعاؽ ككاف أكثر ضبطا نعرفو مايمي‪" :‬‬

‫المعاؽ ىك الشخص الذم يختمؼ عف المستكل الشائع في المجتمع في صفة أك قدرة شخصية‬

‫سكاء كانت ظاىرة كالشمؿ كبتر األطراؼ كالعمى أك غير ظاىرة كما ىك الحاؿ كالتخمؼ العقمي‬

‫كالصـ أك اإلعاقة السمككية أك العاطفية‪ ،‬بحيث يككف ىذا االختبلؼ عف المستكل الشائع مما‬

‫‪- 10 -‬‬
‫كامكانات‬ ‫يستكجب تعديبل في المتغيرات التعميمية كالتربكية كالحياتية بشكؿ يتفؽ مع قدرات‬

‫باإلمكاف تنمية تمؾ القدرات كاإلمكانيات إلى‬ ‫الشخص المعكؽ _ميما كانت محدكدة_ ليككف‬

‫أقصى حد ممكف‪ ( .‬حسني الخطيب‪)2016 :‬‬

‫كما كيعرؼ المعاؽ بأنو الشخص الذم انخفضت إمكانيات حصكلو عمى عمؿ مناسب بدرجة‬

‫كبيرة مما يحكؿ دكف احتفاظو بو نتيجة لقصكر بدني أك عقمي‪.‬‬

‫كقد عرؼ نظاـ رعاية المعكقيف بأف المعاؽ ىك‪ " :‬كؿ شخص مصاب بقصكر كمي أك‬

‫جزئي بشكؿ مستقر في قدراتو الجسمية أك الحسية أك العقمية أك التكاصمية أك النفسية‪ ،‬إلى‬

‫المدل الذم يقمؿ مف إمكانية تمبية متطمباتو العادية في ظركؼ أمثالو مف غير المعاقيف‪.‬‬

‫( حسني الخطيب‪)2016 :‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫المحاضرة الثانية‬

‫‪- 12 -‬‬
‫أنكاع اإلعاقات‬

‫تمييد‪:‬‬

‫تختمؼ أنكاع اإلعاقات مف شخص ألخر غير أف ىناؾ بعض الحاالت التي يككف فييا‬

‫المعكؽ حامبل لعدة إعاقات في آف كاحد ‪ ،‬كذلؾ فاف بعض األمراض المزمنة كداء القمب‪،‬‬

‫الكمى‪ ...‬الخ محؿ جدؿ بيف المختصيف فمنيـ مف يعتبرىا إعاقة مف اإلعاقات المصنفة ك منيـ‬

‫مف يرفض ذلؾ ‪ ،‬غير أننا ىنا سنتطرؽ إلى تصنيفات اإلعاقة حسب ما ىك معمكؿ بو‪.‬‬

‫اإلعاقة البصرية‪:‬‬

‫أ_ تعريؼ االعاقة البصرية‪:‬‬

‫كؿ مصطمح حاكؿ العمماء تعريفو أك إعطاءه تفسي ار عمميا‪،‬حسب كؿ مرجعية نظرية لكؿ‬

‫عالـ‪ ،‬ك مف بيف ىاتو المصطمحات نرل أف مصطمح اإلعاقة ليس نعمة بؿ بالتأكيد ىك نقمة‬

‫قكل إرادتو كاص ارره عمى‬


‫كما يراىا الشخص المعاؽ‪ ،‬فقد تككف اختيا ار مف اهلل لو كبعدىا تي َّ‬

‫الحياة‪ ،‬ك قد تزيد مف كفاءة حكاسو ك قدراتو المتبقية‪ ،‬بحيث تصبح ذات مستكل أعمى في‬

‫األداء ك الكظيفة عف حكاس كاستعدادات الفرد غير المعاؽ‪.‬‬

‫األخصائييف تحديد مفيكـ اإلعاقات ك خاصة اإلعاقة البصرية‪،‬‬


‫ّ‬ ‫كالى ىنا حاكؿ الكثير مف‬

‫إذ يكجدت تعاريؼ متقاربة تارة كتعاريؼ أخرل متفاكتة تارة أخرل ك بداية أرادنا أف نحيط‬

‫بتعريؼ لئلعاقة أكال حسب ‪:‬‬

‫‪ -‬غكلدنسكف ‪ Goldenson‬كالتي يعتبرىا «تمؼ أك ضعؼ جسمي أك عقمي دائـ‪ ،‬يتدخؿ‬

‫بشكؿ مؤثر في الكظائؼ الحيكية لمعظـ مجاالت الحياة مثؿ‪ :‬العنػاية بالػذات أك الحركة أك‬

‫‪- 13 -‬‬
‫االتصػاؿ أك التفاعػؿ األج أك القدرة الجنسيػة أك القدرة عمى العمؿ داخؿ المنزؿ أك القياـ بنشاط‬

‫أساسي لو عائػد مالػي» (سميمػاف عبد الرحمف سيد‪ ،1998 :‬ص ‪.)17‬‬

‫كىك تعريؼ ال يختمؼ كثي ار عف تعريفات في الحقؿ األدبي لئلعاقات‪ ،‬حيث تعتبر تعريؼ‬

‫اإلعاقة بشكؿ عاـ‪ :‬بأنيا إصابة الجياز البصرم بالتكقؼ أك الضعؼ سبب كراثي أك مكتسب‪،‬‬

‫كمف ىنا فإف تعريؼ اإلعاقة البصرية أيضا يمكف تقسيمػو عمى عدة تعريفات حسب كؿ مجاؿ‪:‬‬

‫‪ 1_1‬التعريؼ المغكم‪:‬‬

‫يستخدـ عدة ألفاظ منيا األعمى أم عمى البصر‪ ،‬كعمى البصيرة مجازا‪ ،‬كأيضا األكمػو‬

‫مأخػكذ مف الكمو كىك األعمى قبؿ الميبلد‪ ،‬ك ىذا مقتبس مف القرآف الكريـ في قكلو تعالى‪":‬ك‬

‫تبرئ األكمو كاألبرص بإذني‪ "...‬اآلية ‪ 110‬سكرة المائدة‪ .‬أم يكلد الفرد مطمكس العينيف‪ ،‬كلفظ‬

‫الضػرير بمعػنى ذاىب لمبصر ألف الض اررة تعني سكء الحاؿ إما في نفس الشخص أك بدنو‪،‬‬

‫كلفظ كفيؼ أصميا كمعناىا المنع‪ .‬أما المعاؽ بصريا فيػك آخػر ما استخدمتو لغتنا لفظ يشير‬

‫إلى "فاقد البصر"كىي الترجمة الحرفية لممصطمح اإلنجميزم ‪ Visually Handicapped‬كال‬

‫يزاؿ استخداـ ىذه الكممة محصك ار في مجاؿ األبحاث العممية كالمناقشات الجادة‪.‬‬

‫(لطفي بركات‪ ،1982 :‬ص‪.)187‬‬

‫‪ 2_1‬التعريؼ الطبي‪:‬‬

‫ىك الحالة التي يفقد فييا الكائف الحي عمى الرؤية بالجياز المخصص كىك العيف‪ ،‬كىذا‬

‫الجياز يعجز عف أداء كظيفتو إذا أصابو خمؿ‪ ،‬عندما تقؿ درجة اإلبصار عف ‪ 200/20‬بعد‬

‫التصحيح كبعد استخداـ المعيف البصرم‪ ،‬كالكفيؼ كفؽ معيار منظمة الصحة العالمية ىك"مف‬

‫‪- 14 -‬‬
‫تق يؿ حدة إبصاره عف ‪ 6/3‬كما أنو يعني ذلؾ الشخص ال يستطيع رؤية ما يراه اإلنساف سميـ‬

‫ر‪ ( .‬القريكتي كآخركف‪1995 :‬ص ‪)189‬‬


‫البصر عف مسافة ‪ 60‬مت ا‬

‫بأف اإلعاقة البصرية ىي ضعؼ في الكظائؼ الخمسة كىي البصر‬


‫كتعرفيا أيضا شقير" ّ‬

‫المركزم‪ ،‬البصر المحيط‪ ،‬التكيؼ البصرم‪ ،‬البصر الثنائي‪ ،‬رؤية األلكاف‪ ،‬كذلؾ لتشكه تشريحي‬

‫كيعرؼ غنيـ الطفؿ الكفيؼ‬


‫ّ‬ ‫( شقير‪2002 :‬ص ‪) 11‬‬ ‫أك إصابة بمرض أك جركح في العيف"‬

‫‪ " BLIND CHILD‬بأنو ذلؾ الطفؿ الذم فقد بصره كميان منذ كالدتو أك بعد ميبلده كتقؿ حدة‬

‫إبصاره عف ‪ 60/6‬أك اقؿ‪( .‬غنيـ محمد ابراىيـ‪ 2008 :‬ص ‪)100‬‬

‫‪ 3_1‬التعريؼ التربكم‪:‬‬

‫يعرؼ الركساف الكفيؼ "ىك ذلؾ الشخص الذم ال يستطيع أف يق أر أك يكتب إال بطريقة‬
‫ّ‬

‫برايؿ" (فاركؽ الركساف‪ 1998 :‬ص ‪ )116‬كيضيؼ الزىرم " أف الشخص الذم يفقد القدرة عمى‬

‫اإلبصار كميا أك جزئيا‪ ،‬بحيث يككف الكؼ الجزئي بمثابة قصكر بصرم حاد يجعمو غير قادر‬

‫عمى القراءة بطريقة عادية‪ ،‬كمف ثىـ يعتمد عمى القراءة كالكتابة بطريقة برايؿ التي تعد نظاما مف‬

‫الحركؼ كاألرقاـ كعبلمات التنقيط كالرمكز العممية الخاصة‪.‬‬

‫السيد كمراد عيسى‪،2007 :‬ص ‪)90‬‬


‫(خميفة كليد ّ‬

‫كيذكر عادؿ عبد اهلل "أف الكفيؼ ىك ذلؾ الشخص الذم يفقد القدرة عمى اإلبصار كميا أك‬

‫جزئيا بحيث يككف الكؼ الجزئي بمثابة قصكر بصرم حاد يجعمو غير قػادر عمى القراءة‬

‫بطريقة عادية‪ ،‬كمف ثـ يعتمد عمى القراءة كالكتابة بطريقة الب اريػؿ التػي تعد نظاما مف الحركؼ‬

‫‪- 15 -‬‬
‫كاألرقاـ كعبلمات التنقيط كالرمكز العممية الخاص‪( .‬خميفة كليد السيد كمراد عيسى‪ ،2007 :‬ص‬

‫‪.)90‬‬

‫‪ 4_1‬التعريؼ القانكني‪:‬‬

‫مف شأف التعريؼ القانكني تحديد أىمية األفراد قانكنيا لضماف حقكقيـ في الخدمات‬

‫التعميمية كالصحية‪...‬الخ‪ ،‬حيث يفصؿ ىذا التعريؼ بيف قسميف أساسيف ىما‪:‬‬

‫أ‪ -‬األعمى ‪« :Blinder‬حسب التشريع الفرنسي ىك كؿ شخص حػدة إبصاره تساكم أك اقػؿ‬

‫مف ‪ 20/1‬ألحسػف العينيف‪ ،‬دكف إمكانػية التصحيػح بالعدسات البلصقة المصححة لمنظػر»‬

‫(‪ ،)Dictionnaire Usuel De Psychologie, P74‬كىذا معظـ حاؿ السمطات التشريعية‪.‬‬

‫‪ 200/20‬كلكف أقؿ مف‬ ‫ب‪ -‬ضعؼ البصر‪ :‬ىك الشخص الذم« لديو حدة بصر أحسف مف‬

‫‪ 70/20‬في العيف األقكل بعد إجراء التصحيح البلزـ»( منى صبحي الحديدم‪ 1998:‬ص‪.)43‬‬

‫كيعرفكف أيضا «ىـ األفراد الذيف ال يتمكنكف بصريا مف القراءة كالكتابة بالخط العادم سكاء عف‬
‫ي‬

‫طريؽ استخداـ المعينات البصرية كالمكبرات كالنظارات في تعمـ القراءة كالكتابة»‬

‫(خميفة كليد سيد كمراد عيسى عمي‪ ،2007 :‬ص ‪)93‬‬

‫كفي ىاتو الجزئية مف التعريؼ القانكني أردنا أف نضيؼ رأم التشريع القانكني الجزائرم‬

‫كرست‬
‫لممعاقيف بصفة عامة كالمعاقيف بصريا بصفة أخص‪،‬حيث نجد أف الدكلة الجزائرية ّ‬

‫نظاما قانكنيا تشريعيا يحفظ ك يضمف التكفؿ الفعاؿ بالمعاقيف كانشغاالتيـ ك ضماف حقكقيـ‬

‫العامة كالخاصة باعتبارىـ عنصر نشط في المجتمع‪ ،‬فاف مجمؿ النصكص القانكنية التي تـ‬

‫‪- 16 -‬‬
‫إصدارىا كال سيما القانكف ‪ 09/02‬المؤرخ في‪ 2002/05/08 :‬المتعمؽ بحماية األشخاص‬

‫المعكقيف كترقيتيـ جاءت بمجمكعة مف الحقكؽ يستفيد بيا ىؤالء بعد إثبات إعاقتيـ‪.‬‬

‫‪ 5_1‬التعريؼ االجتماعي‪:‬‬

‫ينظر ىذا المفيكـ لمكفيؼ بأنو ذلؾ " الشخص الذم ال يستطيع أف يجد طريقة دكف قيادة‬

‫في بيئة غير معركفة لديو‪ ،‬أك ىك الفرد مف كانت قدرة بصره ضعيفة جدا يعجز مف خبلليا عف‬

‫مباشرة مسؤكلياتو العبلئقية كاالجتماعية" (سميماف عبد الكاحد‪2010:‬ص‪)128‬‬

‫كيرل بعض الباحثيف في تعريؼ الكفيؼ عمى أساس قدرتو البصرية الضعيفة أك المعدكمة‬

‫كاحتياجو لممساعدة المادية كالمعنكية مف المجتمع‪ ،‬كتعطي ىذه المساعدة لمف يقؿ بصره عف‬

‫‪ 20/6‬كىذه المساعدة ال ترتبط فحسب بحدة اإلبصار كلكف أيضا باألخذ في االعتبار "اتساع‬

‫أك ضيؽ مجاؿ البصػر" التي عمى أساسيا تتحػدد الحاجػة إلى المساعدة‪.‬‬

‫( لطفي بركات‪ ،1986 :‬ص ‪)05‬‬

‫‪ 6_1‬تعريؼ منظمة الصحة العالمية ‪:W.H.O‬‬

‫تقسـ ىذه المنظمة اإلعاقة البصرية إلى خمس أقساـ‪:‬‬

‫أ‪ -‬اإلعاقة البصرية الشديدة‪ :‬كىـ األشخاص ذكم اإلبصار المحدكد يعجزكف فييا عف أداء‬

‫الكظائؼ البصرية‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلعاقة البصرية الحادة ‪ :‬حالة يجد فييا الشخص صعكبة بالغة في تأدية الكظائؼ‬

‫البصرية األساسية‪.‬‬

‫ج‪ -‬شبو العمى‪ :‬حالة اضطراب بصرم ال يعتمد فييا عمى البصر‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫د‪ -‬العمى‪ :‬فقداف القدرة البصرية كميا‪.‬‬

‫كمف ىذا سنمخص ىذه التصنيفات في جدكؿ يكضح درجات فقد البصر حسب نفس المنظمة‬

‫(‪)W.H.O‬‬

‫جدكؿ رقـ‪« )03( :‬يكضح درجات فقد البصر حسب ‪»W.H.O‬‬

‫درجة دقة اإلبصار مع أقصى تصحيح ممكف بالعدسات‬


‫درجة اإلعاقة‬
‫أقصى قكة إبصار مساكية أك أحسف‬ ‫أقصى قكة إبصار تككف أقؿ‬
‫البصرية‬
‫منو‬ ‫مف‪:‬‬

‫‪)200/20( 60/6‬‬ ‫‪)70/20( 18/6‬‬ ‫أ‬

‫‪)400/20( 60/3‬‬ ‫‪)200/20( 60/6‬‬ ‫ب‬

‫‪ 1‬متر) أعمى‬ ‫‪( 60/1‬يرل عمى بعد‬ ‫‪)400/20( 60/3‬‬ ‫ج‬

‫قانكنيا‬

‫يرل الضكء (أعمى قانكنيا)‬ ‫‪ 1( 60/1‬متر)‬ ‫د‬

‫ال يرل الضكء (أعمى كميا)‬ ‫ال يرل الضكء‬ ‫ىػ‬

‫مف خبلؿ استعراض التعريفات السابقة الخاصة بالمعاقيف بصريا‪ ،‬كجدنا أنفسنا أنو ال يمكف‬

‫تحقيؽ تعريؼ كاحد لممعاقيف بصريا بؿ تكجد تعريفات متعددة‪ ،‬فكؼ البصر حالة نسبية‬

‫فالبعض يعيش في ظيممة تامة‪ ،‬كالبعض اآلخر يتمتع بدرجة ضعيفة مف النظر حيث نجد أف‬

‫كثير مف األفراد ال نستطيع أف نطمؽ عمييـ مبصريف كفي نفس الكقت ليسكا‬
‫عددا نا‬
‫ىناؾ ن‬

‫‪- 18 -‬‬
‫بمكفكفيف كميا ك نجد أيضا في ىذه التعريفات أف كبل منيا أخذ المعنى الذم ييتـ بو العمـ الذم‬

‫ينتمي إليو‪.‬‬

‫‪ _2‬فيزيكلكجيا العيف‪:‬‬

‫تعتبر العيف إحدل كسائػؿ االتصػاؿ الرئيسيػة لدل الفػرد مف أجؿ تعرفػو عمى العػالـ الػذم‬

‫يحيػط بو كتزكيده بمختمؼ الخبرات الحياتية‪ ،‬كالعيف تمكف اإلنساف مف الرؤيا كالتعرؼ عمى‬

‫األشياء كالتنقؿ كالحركة كالتعمـ‪ ،‬أما فقداف البصر يحدث مشكبلت في المجاؿ الحركي كالنفسي‬

‫كالسمككي لدل الفرد‪ ،‬األمر الذم يضطره لبلعتماد عمى حكاس بديمة كحاسة الممس كالسمع مع‬

‫أنيما ال تكفيا أك تعكضا فقداف الرؤية‪.‬‬

‫‪03‬‬ ‫كيتككف الجياز البصرم مف العيف كالعصب البصرم كالقشرة البصرية‪ ،‬كتتككف مف‬

‫طبقات‪ :‬الطبقة الخارجية كالكسطى كالداخمية‪ ،‬كالعػيف كرة قطرىا ‪ 2.5‬سـ‪ ،‬تقع داخؿ تجػكيؼ‬

‫خػاص بيا في جمجمة الرأس‪ ،‬كتنمك العيف عمى شكؿ نتكء مف جزء التجكيؼ الثالث في المخ‪،‬‬

‫كتتصؿ العيناف بالفص الدماغي الخمفي بكاسطة مجمكعة مف األلياؼ العصبية تسمى‬

‫"بالعصب البصرم" كيخرج مف خمؼ العصب البصرم الذم ينقؿ اإلحساسات التي تطبع عمى‬

‫العيف إلى مراكز اإلبصار بالمخ كتدكر العيف داخؿ التجكيؼ الخاص بيا بكاسطة ست‬

‫عضبلت ىي‪ :‬المنحرفة السفمية كالعمكية كالمستقيمة الجانبية كالكسطى كالسفمية العمكية ‪.‬‬

‫(منى صبحي الحديدم‪ 1998:‬ص‪)39‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫‪ _3‬القياس البصرم‪:‬‬

‫أ_ حدة الرؤية‪:‬‬

‫تقاس حدة الرؤيػة باستخػداـ لكحػة سنمف ( ‪ )Snellen Chart‬كالتي تحتكم عدة أسطر مف‬

‫الحركؼ التي تتناقض فيحجميا مف أعمى المكحة إلى أسفميا كيصمـ كؿ خط مف الحركؼ تبعا‬

‫لنسبة مسافة الفحص ( ‪ 6‬ـ) لممسافة التي يستطيع لمشخص قراءتيا‪ .‬كيجمس المفحكص عمى‬

‫بعد ( ‪ 6‬ـ) مف المكحة كيطمب منو إغبلؽ عينيو بالتناكب كيق أر ما ىك مكتكب عمييا‪ ،‬كقكة‬

‫البصر العادم ىي ‪ ،20/20‬كمعنى ذلؾ أف الشخص يرل عمى مساؼػة ( ‪ 6‬ـ) ما يفترض أف‬

‫يراه مف ذلؾ البعد بالعيف المفحكصة‪.‬‬

‫أما إذا كانت حدة البصػر ‪ 40/20‬فذلؾ يعني أف الشخص يستطيع أف يرل عمى بعد( ‪6‬ـ)‬

‫‪ 40/20‬فالبصر‬ ‫فقط ما يراه الشخص العػادم عمى بعد( ‪ 8‬ـ)إذا كانت حدة البصر أقؿ مف‬

‫يقاس بعد األصابع‪( )Bankes: 1982( .‬منى صبحي الحديدم‪ ،1998 :‬ص ‪)57‬‬

‫‪ -‬أما األشخاص الذيف ال يستطيعػكف قػراءة األحػرؼ فيطمب منيـ اإلشػارة إلى اتجػاه الفتحػات‬

‫في دكائػر أك أحرؼ ( ‪ )E‬ذات أحجاـ مختمفة‪ ،‬كبالنسبة لؤلطفاؿ الصغار في السف فمف الممكف‬

‫استخداـ اختبار "شيرادف جارينر" كفي ىذا االختبار يحمؿ الفاحص بطاقة عمى عد ستة أمتار‬

‫مكتكب عمييا حرؼ كيطمب مف الطفؿ تعييف الحرؼ الذم يشبو الحرؼ المعركض عمى‬

‫المعركض كالمطبكع‬ ‫البطاقة‪ ،‬فبل يطمب مف الطفؿ قكؿ اسـ الحرؼ كانما التكفيؽ بيف الحرؼ‬

‫عمى البطاقة أمامو‪.‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫ب‪ -‬مجاؿ الرؤية‪:‬‬

‫لقياس مجاؿ الرؤية يطمب مف الفرد الجمكس مقابؿ الفاحص كبنفس المستكل كيطمب منو‬

‫أف يغطي عينا كيحدؽ بالعيف األخرل في كجو الفاحص‪ ،‬كمف كؿ جية كبالتناكب يظير شيء‬

‫صغير يطمب مف المفحكص التعرؼ عميو‪ .‬كيسمى ىذا االختبار باختبار مجاؿ المكاجية‬

‫(‪ )The Confrontation Field Test‬كيعتبر مفيدا مف الناحية العممية لمكشؼ السريع عف‬

‫مجاؿ الرؤية (‪.)Bankes: 1982‬‬

‫‪ _4‬أسباب اإلعاقة البصرية‪:‬‬

‫ال يزاؿ العمـ قاص ار عمى العكامؿ الكراثية التي قد تؤدم إلى فقداف البصر‪ ،‬كفي بداية القرف‬

‫العشريف يكجد أف الكثير مف األطفاؿ يفقدكف بصرىـ بسبب االلتيابات الطفيمية لمعيف‪ ،‬إلى أف‬

‫تبيف أف ىذا النكع مف العمى ينشأ عف مكاد عضكية يمعدية تكجد في عنؽ رحـ األـ‪ ،‬ك يمكف‬

‫إنقاذ الطفؿ بتقطير نترات الفضة في عينو بعد كالدتو مباشرة‪.‬‬

‫كما أف الكراثة تيعد حصيمة المؤثرات المكجكدة داخؿ الكائف الحي المتصمة بالتككيف‬

‫كرث ك تؤثر بطريقة غير مباشرة عمى قكة‬


‫الجيني؛ حيث أف ىناؾ العديد مف األمراض التي تي َّ‬

‫اإلبصار أك تؤدم إلى كؼ البصر‪،‬مثؿ‪:‬مرض الزىرم‪ ،‬السكرم ك غيرىا‪ ،‬كما أف مرض‬

‫الجمكككما كعمى األلكاف ك كبر حجـ القرنية ك طكؿ النظر ك قصره مف األمراض التي يمعب‬

‫فييا العامؿ الكراثي دك ار ىاما إضافة إلى كجكد عكامؿ مكتسبة تككف ما قبؿ الكالدة أك أثناءىا‬

‫أك ما بعدىا أم تتـ بضرر خارجي كتمقي الصدمات مثبل؛ ك ىذا ما سنراه مكضحا بشكؿ‬

‫كاؼ‪(.‬سعيد حسني العزة‪ 2000:‬ص ‪)40_39‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫كمف بيف األسباب التي تحدث الكؼ البصرم تمثمت في مايمي‪:‬‬

‫‪ 1_4‬انفصاؿ الشبكية "‪:"Rental Detachment‬‬

‫ىك حدكث ثقب في شبكية العيف كالذم يسمح لمسائؿ بالتجمع‪ ،‬األمر الذم يؤدم إلى‬

‫انفصاؿ الشبكية عف األجزاء التي تتصؿ بيا‪ ،‬كمف األعراض في ىذه الحالة كجكد ضعؼ في‬

‫مجاؿ كاآلالـ الشديدة‪ ،‬كالضكء الكمضي الخاطؼ‪ ،‬كيعكد سبب االنفصاؿ أيضا إلى إصابات‬

‫في الرأس أك مرض السكرم‪.‬‬

‫‪ 2_4‬نقطة المركز ‪:Macular Degeneration‬‬

‫تميؼ في األكعية الدمكية في‬


‫كىك ناتج عف حالة االضطراب تحدث في الشبكية ناتجة عف ي‬

‫النقطة المركزية‪ ،‬بحيث يصعب عمى الشخص رؤية األجسػاـ البعيدة كالقريبة‪ ،‬كىك يصيب كبػار‬

‫السف كيػؤدم إلى فقداف البصر المركزم‪.‬‬

‫‪ 3_4‬الماء األسكد ‪:Glaucoma‬‬

‫كىك ناتج عف زيادة جديدة في ضغط العيف األمر الذم يمنع الدـ مف الكصػكؿ إلى الشبكية‬

‫مما يػؤدم إلى تمؼ الخبليا العصبية‪ ،‬كمف ثـ إلى العمى‪ ،‬كيحدث ىذا التمؼ في الجزء الجانبي‬

‫مف الشبكية كينتقؿ تدريجيػا إلى مركزىا مما يؤدم إلى العمى‪.‬‬

‫‪ 4_4‬الماء األبيض ‪:Cataract‬‬

‫كىك مرض يأخذ شكؿ إعتاـ في عدسة العيف كفقداف شفافيتيا يؤدم إلى عدـ القدرة عمى‬

‫الرؤيػا‪ ،‬كىك مرض يصيب كبار السف‪ ،‬كقد يحدث مبك ار ألسباب كراثية كاألمراض مثؿ الحصبة‬

‫‪- 22 -‬‬
‫األلمانية كاصابات العيف كتككف لدل الفرد قدرة محدكدة عمى رؤية األلكاف كاألجساـ البعيدة‬

‫كتعتمد شدة اإلعاقة عمى مدل اإلصابة في عدسة العيف كدرجة التعتيـ فييا‪.‬‬

‫‪ 5_4‬قصكر األنسجة ‪:Coloboma‬‬

‫كىك مرض كراثي يأخذ شكؿ بركز أك شؽ في الحدقة كتشكىات في أجزاء مختمفة مف‬

‫العيف كعدـ نمك بعض األجزاء المركزية المحيطية في الشبكية كيحدث نتيجة ذلؾ ضعؼ في‬

‫كح ىكليا كحساسية لمضكء كمياه بيضاء‪.‬‬


‫البصر ك أررأة العيف ى‬

‫‪ 6_4‬مرض اليربس ‪:Zostertherbis‬‬

‫كىك مرض معدم سببو فيركس يصيب العيف كيحدث تقرحات في القرنية تسبب إعتاـ في‬

‫العيف كضعؼ في اإلبصار كيجب معالجة الحالة بشكؿ مبكر‪.‬‬

‫‪ 7_4‬المرض الزىرم‪:‬‬

‫كىك مرض ينتقؿ مف األـ المصابة بو أثناء الكالدة إلى عيكف الطفؿ كيسبب لو التيابات‬

‫فييما األمر الذم يسبب إعاقة بصرية لدل الطفؿ ناتجة عف بكتيريا ىذا المرض‪.‬‬

‫‪ 8_4‬األمراض المعدية‪:‬‬

‫كالرمد الصديدم أك الرمد الحبيبي الذم ينقمو الذباب أك استعماؿ نفس الفكطة لكجو ممكث‬

‫بالميكركب (نكرة مصرم عبد الحميد‪ ،1991 :‬ص ‪.)16‬‬

‫أك مرض الدفيتيريا‪ ،‬الحمى القرمزية كالحصبة كالسؿ الرئكم‪ ،‬كيعتبر مرض الراككما مف‬

‫األمراض المعدية الذم ال يزاؿ مف أىـ أسباب فقد البصر خاصة في البمداف الفقيرة‪.‬‬

‫(صالح عبد الحي محمػكد حسف‪ ،2002 :‬ص ‪)104‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫‪ 9_4‬الحكادث كاإلصابات‪:‬‬

‫كتحدث عندما يقع الطفؿ أك يستخدـ فيو شيء مف المبالغة في المعب بشػيء حاد أك‬

‫يستعمؿ المكاد الكيمياكية أك يكثر العبث بعينو ( ‪.)Werner David: 1991,p 245‬‬

‫‪ _5‬خصائص المكفكفيف‪:‬‬

‫يرل "بيجت عبد السميع زامؿ ‪ "2003‬أف كؼ البصػر ال يعنػي عنػد البعػض ىك غياب‬

‫حاسة اإلبصار فقط‪ ،‬أك غياب الجانب البصرم في المعمكمات التي يحصؿ عمييا الكفيؼ مف‬

‫البيئة التي مف حكلو‪ ،‬بؿ إف فقد البصر قد صاغ الشخص الكفيؼ صياغة أخرل‪ ،‬ليا معاييرىا‬

‫كأحكاميا كطرؽ تفاعميا‪ ،‬كما أف ليا بنيتيا المعرفية الخاصة‪ ،‬حتى أصبح ليا سمات مميزة‬

‫متفردة تتفؽ كسيككلكجية اإلعاقة‪.‬‬

‫كلقد أكدت العديد مف الدراسات التي تناكلت سمات المعكقيف‪ ،‬أنيـ يتسمػكف ببعض‬

‫الخصػائص مف بينيا الشعكر الزائد بالنقص كاإلحساس بالضعؼ كاالستسبلـ كعدـ الشعكر‬

‫باألمف كالقمؽ مف المجيكؿ كسيادة مظاىػر السمكؾ االنفعالػي لدييػـ كالى ىنا يمكف أف‬

‫نستعرض عددا مف الخصائص التي تميز المعاقيف بصريا ‪.‬‬

‫‪ 1-5‬الخصائص العقمية‪:‬‬

‫إف لمكفيؼ سيككلكجية خاصة كالبصر ىك آلة التقاط صكر المرئيات كادراؾ التفاصيؿ‬

‫كاألبعاد ككسيمة الذاكرة الختزاف مكاصفات األشياء كتجديد المعرفة بيا‪ ،‬كالى ىنا كجدنا الكثير‬

‫مف الدراسات ناقشت الخصائص العقمية لممكفكفيف فمثبل‪ :‬كجدنا دراسةن تناكلت عدـ كجكد فركؽ‬

‫بيف المكفكفيف ك المبصريف في القدرة عمى التفكير‪ ،‬كلكف تتفاكت القدرات اإلدراكية لممكفكفيف‬

‫‪- 24 -‬‬
‫كفقا لدرجة فقداف البصر لدييـ‪ ،‬كبالنسبة لمتصكر البصرم الذم يأتكف بو فيك عبارة عف اقتراف‬

‫لفظي تـ حفظو كخاصة المفاىيـ المجردة‪ ،‬لذا قد يؤثر ذلؾ عمى تطكر ميارات التفكير لدييـ‪.‬‬

‫كفي أغمب األحياف يعتمد المكفكفكف في تككيف المفاىيـ عمى أساليب بديمة تختمؼ عف‬

‫المبصريف خاصة في مفاىيـ المكف كالمسافة‪ ،‬كما ال يمكنو ممارسة النشاط التخيمي العقمي‬

‫باستخداـ عناصر بصرية؛ ك ذلؾ ألف ىذه التصكرات التخيمية ما ىي إال اقتراف لفظي حفظو‬

‫الكفيؼ ثـ استدعاه بتركيب صكرة بصرية ال تقابؿ في ذىنو شيئا يمت الكاقع المرئي بصمة كأف‬

‫يقكؿ‪":‬السماء زرقاء"‪ ،‬ك قد تككف فعبل زرقاء‪ ،‬كلكف رغـ ذلؾ فالكفيؼ ال يدرؾ ىذا اإلحساس‬

‫البصرم إال مف خبلؿ البناءات التخيمية التي عمميا بنفسو ككفؽ اعتمادات حسية أخرل كالسمع‬

‫مثبل‪(.‬بطرس بطرس حافظ‪ 2007:‬ص‪)63‬‬

‫كما كيحرـ الكفيؼ مف حاسة البصػر التي يميػز بيا الكاقع‪ ،‬كما يرد إلى الذىف كأكىاـ كما‬

‫يبقى كحقيقة؛ أشارت دراسة أخرل إلى عدـ كجكد فركؽ ذات داللة إحصائية بيف المعكقيف‬

‫بصريا كأقرانيـ المبصريف مف حيث تككيف المعاني أك المفاىيـ ألشياء يحسكنيا بالممس أك‬

‫يككنكف عنيا معاني معينة مف خبلؿ السمع أك التذكؽ أك الشـ إال أف بعض الدراسات‬
‫ِّ‬

‫األخرل‪ ،‬أكدت عكس ذلؾ كأكضحت أف المعاقيف بصريا أقؿ درجة في التحصيؿ الدراسي مف‬

‫زمبلئيـ المبصريف كقد عمؿ "كينيث ريكر" أف ذلؾ يككف نتيجة لما يتصؼ بو الكفيؼ مف بطء‬

‫االستفادة مف الخدمات التعميمية‪ ،‬كذلؾ البطء في اكتساب المعمكمات كالذم يرجع عمى ضعؼ‬

‫معدؿ القراءة لدييـ كقمة الخبرات عف المعاؽ كضعؼ القدرة االستداللية لدييـ‪ ،‬مما قد يؤثر عمة‬

‫‪- 25 -‬‬
‫اكتسابيـ لمخبرات التعميمية‪ ،‬ككذلؾ بطء الكفيؼ في التشخيص لؤلشياء كتككيف مفاىيـ كمعاني‬

‫عنيا‪( .‬ركنالد سمبسكف كآخركف‪ ،1988 :‬ص ‪)287‬‬

‫‪ 2-5‬الخصائص النفس الحركية‪:‬‬

‫يستخدـ الكفيؼ في تنقمو جميع حكاسو ما عدا حاسة البصر‪ ،‬كبالتالي فإف اإلعاقة البصرية‬

‫تؤثر عمى خصائصو النفس حركية؛ حيث يترتب عمييا قصكر في الميارات الحركية‪ ،‬كما أف‬

‫حركتو تصبح محدكدة نتيجة قدرتو المحدكدة في إدراؾ األشياء‪ ،‬ك فقدانو لممثيرات البصرية‪،‬‬

‫كيقكـ الكفيؼ بأنشطة جسمية نمطية غير ىادفة كحركات األطراؼ‪ ،‬أك فرؾ العيف‪ ،‬أك حؾ‬

‫الرأس ك ذلؾ نتيجة لعدـ تكافر فرص إشباع حاجاتو األساسية لمحركة‪ ،‬كيتسـ الكفيؼ بالحذر ك‬

‫اليقظة أثناء حركتو حتى ال يصطدـ بالعقبات‪ .‬كغالبا ما يكاجو صعكبة في ممارسة سمككيات‬

‫كلمعمـ‬ ‫الحياة اليكمية مما يعرضو لئلجياد العصبي‪ ،‬كالتكتر النفسي كالشعكر بانعداـ األماف؛‬

‫األطفاؿ ذكم الكؼ البصرم يمركف بنفس المراحؿ التي يمر بيا األطفاؿ المبصريف مف ناحية‬

‫جسدية إال أف نمكىـ يتصؼ بككنو بطيئا‪ ،‬كىذا يعكد إلى العكامؿ ذات العبلقة المباشرة بفقداف‬

‫البصر كالقيكد التي يضعيا اآلخركف عمى نشاطاتيـ‪ ،‬كعدـ مقدرة ىؤالء األطفاؿ عمى رؤية‬

‫أف النقص‬
‫النماذج السمككية أك غياب اإلنارة البصرية البلزمة الكتساب الميارات المختمفة‪ ،‬كما ّ‬

‫في الرؤية يحرـ الطفؿ مف المتابعة البصرية كيقمؿ مف فرص اكتساب الميػارات الجسمية كيقمؿ‬

‫مف تآزر اليد كتطػكر الحركات الدقيقػة‪ ،‬كيخصػص دافعيتو لمكصػكؿ إلى األشيػاء التي يرغب‬

‫فييػا في البيئػة‪( .‬منى صبحي الحديدم ‪ ،1998‬ص ‪)66‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫كىكذا يمخص "لطفي بركات‪ "1988 :‬أف الحركة تعتبػر مف العكامػؿ المؤثػرة في شخصية‬

‫الكفيؼ حيث يعجز عف الحركة بنفس السيكلة كالميارة التي يتحرؾ بيا المبصر إذا ما أراد‬

‫تكسيع دائرة محيطو الذم يعيش فيو‪ ،‬كلذا فإف حركتو تتسـ بالكثػير مف الحذر كاليقظة حتى ال‬

‫يصطدـ بعقبات نتيجة تعثره بشيء ما أمامو كىذا يستمزـ حاجتو إلى الرعاية كالمساعدة خارج‬

‫المنزؿ الذم يألفػو‪ ،‬مما يجعػمو تقببل لممساعػدة مف اآلخريف ‪(.‬لطفي بركات‪ ،1982 :‬ص ‪.)83‬‬

‫‪ 3-5‬الخصائص االجتماعية‪:‬‬

‫مقيدا في تفاعمو مع البيئة‬


‫إف مف خاصية النمك االجتماعي لدل الكفيؼ يككف دائما ّ‬

‫يتحصؿ عمييا مف العالـ الخارجي‪ ،‬كيظير‬


‫ّ‬ ‫المحيطة‪ ،‬مما يؤثر ذلؾ عمى مستكل خبراتو التي‬

‫ذلؾ جميا في معاناتو مف التكجيو الحركي كحرمانو مف الحرية في أغمب مكاقفو‪ ،‬حيث ّأنو ال‬

‫يستطيع رؤية تعبيرات كجو المتحدث‪ ،‬كما ّأنو ال يقدر أف ييشكؿ السمككات االجتماعية عف‬

‫طريؽ المحاكاة‪ ،‬كفي بعض األحياف يككف غير مدرؾ لكجكد اآلخريف إال مف خبلؿ إصدار‬

‫األصكات‪ ( .‬زيتكف كعايش محمكد‪)1994 :‬‬

‫أما عف النضج االجتماعي لمطفؿ الكفيؼ فقد أظيرت نتائج العديد مف الدراسات أف‬

‫المعاقيف بصريا مف األطفاؿ يحصمكف عمى درجات أقؿ مف أقرانيـ المبصريف في مقياس‬

‫النضج االجتماعي‪ ،‬كمف جية أخرل يرل الباحث أف االتصاؿ كالتفاعؿ االجتماعي بيف األفراد‬

‫ميـ جدا حتى يككف الفرد في بيئتػو منتجا كمسئكال في حيف أف المعاؽ بصريا يعاني مف انقطاع‬

‫التكاصؿ البصرم الذم يمعب دركا ميما في إنتاج التكاصؿ االجتماعي بيف األفراد‪ ،‬ككسب الثقة‬

‫بينيـ‪ ،‬كالشعكر باألماف كيقػكؿ لينش كلكيس ‪ Lunch & Leuois‬إف االبتسامة المتبادلة تعبر‬

‫‪- 27 -‬‬
‫( خالػد عبد‬ ‫عف التفاعؿ اإلج‪ ،‬كليذا فإف األطفاؿ المكفكفيف يممككف فرصا أقؿ لمتكاصػؿ األج‬

‫الرزاؽ‪،2002 :‬ص ‪ ،)55‬كما يذكر "عبد المطمب القريطي‪ "2001 :‬أف فقد حاسة البصر تؤثر‬

‫في السمكؾ األج لمفرد تأثي ار سمبيا‪ ،‬حيث ينشأ نتيجة الكثير مف الصعكبات في عمميات النمك‬

‫كالتعامؿ األج كفي اكتساب الميارات األج البلزمة لتحقيؽ االستقبللية كالشعكر باالكتفاء الذاتي‪،‬‬

‫كذلؾ نظ ار لعجز المكفكفيف أك محدكدية مقدرتيـ الحركية كعدـ استطاعتيـ مبلحظة سمكؾ‬

‫الكجييػة‪( .‬عبػد المطمب القريطػي‪ 2001 :‬ص ‪.)198 -197‬‬


‫ّ‬ ‫اآلخريف كنشاطاتيػـ اليكمية كتعبيراتيػـ‬

‫‪ 4-5‬الخصائص المغكية كالكالمية‪:‬‬

‫تتأخر المناغاة كاصدار األصكات كاكتساب الكممات لمطفؿ الكفيؼ قياسا بالطفؿ المبصر‪،‬‬

‫كذلؾ يتأخر إدراكو لنفسو كشخص فيتأخر استخدامو أيضا لمضمير(أنا)‪ ،‬كما كتظؿ بعض‬

‫المفاىيـ تمثؿ صعكبة لديو لفترة طكيمة مف الكقت كمفاىيـ‪ :‬المكف_العرض_العمؽ_ المسافة‪،‬‬

‫كلكف قد تصبح مياراتو المغكية بعد مرحمة الطفكلة معقدة كميارات المبصريف؛ كبالتالي تمثؿ‬

‫الكممات بالنسبة لو مصد ار لبلستثارة الذاتية يفكؽ المبصريف‪ ،‬كما ييرل عندىـ إحساسا طفيفا‬

‫لمفركؽ في نغمة الصكت كسرعة الكبلـ‪(hoffman,Dion:2000 p 24) .‬‬

‫إضافة إلى ىذا نرل أف عممية اكتساب المغة تتعرض أيضا إلى بطء ممحكظ لدل الكفيؼ‪،‬‬

‫كىذا في ضكء المثيرات المحػدكدة التي تتاح لو‪ ،‬كليذا سنحاكؿ تمخيصيا في أىـ النقاط حسب‪:‬‬

‫(منى صبحي الحديدم‪()1998:‬سعيد حسني العزة‪.)2000:‬‬

‫_ خبلؿ العاـ الثاني تقريبا مف نمك الطفؿ الكفيؼ يككف اكتسابو لمغة بنفس معايير الطفؿ‬

‫المبصر بعده تزيد سرعة المبصر في اكتساب المغة كالكبلـ‪ ،‬في حيف أف المعاؽ بصريا يتأخر‬

‫‪- 28 -‬‬
‫‪ Fraiberg‬بقكليا إنو «كمما زاد عمر‬ ‫في ذلؾ حتى يصبػح قػادر عمى الحركة كىذا ما تؤكده‬

‫الطفؿ المعاؽ بصريا زاد اقترابو مف معدؿ االكتساب المغكم لمطفؿ المبصر»‪.‬‬

‫_ ال يستفيد الكفيؼ مف عممية التقميد كالمحاكاة األمر الذم يترتب عميػو بػطء في تعمـ الكبلـ‬

‫ككذا معاني األلفاظ كتككيف المفاىيـ‪.‬‬

‫_ ىذا التأخر يظير في عدة اضطرابات نذكر منيا ظاىرة النزعة المفظية ‪ verbalisme‬كالتي‬

‫تػؤدم إلى قصكر إدراكي لدل الكفيؼ‪ ،‬كىي تعني في الحقيقة مبالغة الكفيؼ في االعتماد عمى‬

‫مفاىيـ لغكية ككممات ذات مدلكالت بصرية‪ ،‬كيمكف أف نسمييا تضميف بصرم زائد كىك شكؿ‬

‫مف أشكاؿ االضطرابات المعرفية فتجده يصؼ الحميب مثبل بقكلو ابيض كليس مثبل سائبل‬

‫‪...‬الخ‪ ،‬فيك يقكؿ ما يسمػع ككذلؾ يسميػػيا كتس فكرث ‪ kits forth‬بالبلكاقعية المفظية ‪Verbal‬‬

‫‪.Unreality‬‬

‫_ قمة استخداـ اإلشارات‪ ،‬اإليماءات‪ ،‬كحركات الجسـ كالشفاه أثناء الكػبلـ ألنػو لـ يرل كيؼ‬

‫تستخدـ الشفاه أثناء تشكيؿ الحركؼ كاخراجيا‪ ،‬كىذا ربما ما يجعمو أقؿ تنكع في إصدار‬

‫األصكات‪.‬‬

‫_ يميؿ الكفيؼ إلى التكمـ بصكت مرتفع كتكرار الكممات نفسيا‪ ،‬كأحيانا تبدك الكممات كأنيا‬

‫كضعت متجاكرة كلكف دكف أف يككف ليا معنػى‪ ،‬كربمػا اليػدؼ منيا ىك استمتع الطفؿ‬

‫باالستمتاع لنفسو‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫‪ 5-5‬الخصائص المعرفية‪:‬‬

‫تبدأ مظاىر البطء في النمك المعرفي تظير خاصة في الشير الخامس‪ ،‬كمف ثمة تظير‬

‫جميا في سف التمدرس‪ ،‬حيث يجد الطفؿ المكفكؼ صعكبة في عمميتي التمثيؿ كالمكاءمة (في‬

‫مرحمة ما قبؿ العمميات) بسبب محدكدية خبراتو الحسية‪ ،‬مثبل يصعب عميو تممس أك رؤية‬

‫المكف‪ ،‬أك الكصكؿ لؤلشياء الكبيرة جدا أك الصغيرة جدا‪ ،‬كبالتالي تككينو لمعبلقات المكانية‬

‫كالمفاىيـ المجردة يككف مضطرب نكعػا ما كىذا ما يعيػؽ انتقػالو إلى مرحمة العمميات المممكسة‪،‬‬

‫كىنا نبلحظ انو ال ينجح كثي ار في ربط الكممات بمعانييا‪.‬‬

‫كيبقى الكفيؼ إلى كقت متأخر يربط جسمو بأساليب ككسائؿ إلدراؾ األشياء حيث ال يمكنو‬

‫تخيميا أك استحضار صكرىا خاصة إذا كانت اإلعاقة البصػرية كالدية حسب ما أكده الباحثاف‬

‫‪ telford‬ك ‪ samry‬كبعدىا ‪ ،)1988 ( lynch‬فحاسة السمع قد تزكده بخبرات معينة لكنيا قد‬

‫تنقطع كال تعكد‪ ،‬كبالتالي يعجػز عف إحضار قكتيا الذىنية كنفس الشيء بالنسبة لحاسة الممس‬

‫التي ال يمكنيا أف تطكؿ جميع األشياء خاصة الجباؿ‪ ،‬القمر‪ ...‬الخ كىذا ما يجعؿ لعبيـ نمطيا‬

‫كفقي ار في مضمكنو كخياالتو «فكؿ ىذه الصعكبات متضمنػة في العمميات اإلدراكية تؤثر‬

‫بالضركرة عمى البنية المعرفية» (خالد عبد الرزاؽ‪ ،2002 :‬ص ‪.)51‬‬

‫كالى ىنا يمكف تمخيص أىـ النقاط لمخصائص المعرفية عند المعاؽ بصريا‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخبرة بعالـ األشياء‪:‬‬

‫يبقى السبيؿ الكحيد لممعاؽ بصريا لمتعرؼ عمى العالـ المحيط بو مف أشياء كمكضكعات‬

‫ىك عف طريؽ بقية الحكاس‪ ،‬خاصة منيا حاسة الممػس كالسمػع‪ ،‬حيػث إف الكفيؼ يتطمب‬

‫‪- 30 -‬‬
‫إدراكو لؤلشيػاء بممسيا خاصة التي ال تصدر أصكاتا‪ ،‬فالمبلحظة الممسية ليا خصائص النعكمة‬

‫كاالستكاء‪ ،‬كالتعرج‪ ،‬الح اررة‪ ،‬حيػث مثؿ ىذه الخصائص ال تدرؾ إال بالممس»‬

‫(عبد الرحيـ فتحي السيد‪ ،1982 :‬ص ‪.)279‬‬

‫كاضافة إلى ىذا نجد أف حاسة السمع تمكف الكفيؼ مف التعػرؼ عمى المعمكمات أك‬

‫اكتسابيا مف خبلؿ االتصاؿ المفظي‪.‬‬

‫ب‪ -‬إدراؾ الشكؿ كالعالقات المكانية‪:‬‬

‫مف بيف الباحثيف الذيف اىتمكا باإلدراؾ المكاني لمكفيؼ مف خبلؿ حاسة الممس "ىيمر‬

‫كسترينبرج" أكد أف حاسة الممس ىي الطريقة الكحيدة الكتساب المدركات المكانية خاصة عند‬

‫الكفيؼ كالديا‪ ،‬كيميز "ىيمر" نمطيف مف إدراؾ األبعاد المكانية مف خبلؿ حاسة الممس‪:‬‬

‫النمط المحيطي أك التركيبي‪ :‬كفيو يتـ تطكيؽ الشيء باليديف كلمسو مرة كاحدة‪ ،‬خاصة األشياء‬

‫الصغيرة‪.‬‬

‫يككف عنيا‬
‫النط المركز أك التحميمي‪ :‬كفيو يتـ لمس األشياء الكبيرة عف طريؽ أجزاءىا حتى ّ‬

‫صكرة مكحدة‪.‬‬

‫ج‪ -‬تككيف المفاىيـ‪:‬‬

‫تككف‬
‫الطفؿ الكفيؼ الذم يفقد بصره في كقت مبكر – قبؿ سف الخامسة ‪ -‬يككف مجاؿ ّ‬

‫المفاىيـ كبنائيا محدكدا كقاص ار إلى حد كبير‪ ،‬بالرغـ أف الدراسة التي قاـ بيا كرامر‪ :‬استخمص‬

‫منيا أف األطفاؿ المكفكفيف ال يعانكف قصكر في العمميات التفكيرية كأنيـ فقط يتكصمكف إلى‬

‫نتائج بطرؽ مختمفة عما يحػدث مع المبصريف‪( .‬عبيد ماجدة السيد‪ ،2000 :‬ص ‪.)127-126‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫د‪ -‬الكعي المكاني‪:‬‬

‫أماكف العمؿ اليكمي‪ :‬البيت‪،‬‬ ‫حدد "ستكف كتشارش" عمى خمس مجاالت لتعمـ األماكف‪:‬‬

‫المدرسة_ مكاف البدف‪ :‬إدراؾ الحيز المكاني لجسـ الطفؿ _ مكاف المكضكع‪ :‬تحديد مكضع‬

‫الشيء كعبلقتو باألشياء األخرل _ المكاف التجريدم‪ :‬القدرة عمى التعامؿ مع المجردات كتصكر‬

‫الخرائط التحميمية‪.‬‬

‫‪ 6_5‬الخصائص االنفعالية‪:‬‬

‫تؤثر اإلعاقة سمبا عمى مفيكـ الذات لدل األطفاؿ المكفكفيف‪ ،‬كعمى صحتيـ النفسية‬

‫كيظير ذلؾ في سكء تكافقيـ الشخصي كاالجتماعي كالدراسي‪ ،‬كلقد أكدت نتائج دراسة "أحبلـ‬

‫حسيف ك ‪ "Brown‬عمى أف الطمبة المكفكفيف يعانكف مف العزلة كالكحدة كاالكتئاب‪ ،‬كيشعركف‬

‫بأنيـ غير مرغكب فييـ‪ ،‬إضافة إلى ىذا تنتشر بينيـ االضطرابات النفسية كالقمؽ بشكؿ حاد‬

‫السيد كمراد عيسى‪2008 :‬ص ‪)25‬‬


‫بينيـ‪ ،‬كما يميمكف أيضا لمعزلة كاالنطكاء‪( .‬خميفة كليد ّ‬

‫‪ 5‬ػػػػػ‪ 7‬الخصائص الدراسية‪:‬‬

‫إف المعاقيف بصريا ال يختمفكف عف المبصريف فيما يتعمؽ بالقدرة عمى التعمـ كاالستفادة مف‬

‫المنيج التعميمي بشكؿ مف مناسب‪ ،‬إذا ما تـ تعميميـ بأساليب تدريسية ككسائؿ تعميمية‬

‫الحتياجاتيـ التربكية كمساعدتيـ عمى تككيف صكر حسية كثيرة مف المفاىيـ المتضمنة في‬

‫‪ " 1992‬أف‬ ‫المنياج التعميمي أك في البيئة المحيطة؛ كفي ىذا اإلطار يذكر حمدم شاكر‬

‫أف انخفاض مستكل التحصيؿ بدءا مف المرحمة االبتدائية كحتى‬


‫الدراسات العممية أشارت إلى ّ‬

‫مرحمة الثانكية ترجع إلى طبيعة المسافات الدراسية كالعمؿ المدرسي الذم يتطمب إحساسا‬

‫‪- 32 -‬‬
‫كادراكا ألمكر دقيقة كألكاف متباينة كمتداخمة عبلكة عمى القصكر في تحديد معالـ األشياء‬

‫كالمثيرات البعيدة كالصغيرة كالكتابة عمى السطكر كاإلكثار مف التساؤالت كاإلجياد نتيجة‬

‫السيد كمراد عيسى‪2008 :‬ص ‪ ،)26‬كيذكر أيضا أحد الباحثيف‬


‫االقتراب مف األشياء‪( .‬خميفة كليد ّ‬

‫ّأنو ىناؾ عكامؿ كثيرة تؤثر مجتمعة أك منفردة عمى طبيعة الخصائص األكاديمية لممعاؽ‬

‫بصريا مثؿ درجة الذكاء كزمف اإلصابة باإلعاقة كدرجة الكؼ البصر كطبيعة الخدمات‬

‫االجتماعية كالتربكية كالنفسية التي تقدـ لؤلطفاؿ المكفكفيف في المجتمع‪.‬‬

‫‪ _6‬نسبة انتشار اإلعاقة البصرية‪:‬‬

‫يتمتع حكالي ‪ %98.5‬مف األفراد في العالـ بالقدرة عمى اإلبصار‪ ،‬كلكف ىناؾ فئة نسبتيا‬

‫تقريبا حكالي ‪ % 3‬تعاني مف مشكبلت في النظر ك ذلؾ ألسباب تختمؼ بيف عكامؿ كراثية‬

‫كمكتسبة‪ ،‬ك في مؤلؼ آخر كرد فيو نسبة المعاقيف بصريا كبيرة إذا ما قكرنت بالعدد اإلجمالي‬

‫لممعاقيف ك تتراكح ىذه النسبة ما بيف ‪ 15 _4‬مف كؿ ‪ 1000‬شخص‪ ،‬كىذا يي ْعممنا أف ىاتو‬

‫‪ 2‬مميكف‬ ‫اإلحصائية ىي خاصة بالكطف العربي الذم كصمت بو عدد الحاالت الكفيفة إلى‬

‫إحصائيات منظمة الصحة‬ ‫حالة‪( .‬فاركؽ الركساف‪ 1996 :‬ص ‪ ،)53‬أما ما كرد في‬

‫العالمية(‪ )WHO‬سنة ‪ 2000‬قد قى ّدرت عدد المعاقيف في العالـ حكالي ‪ 600‬مميكف معاؽ مف‬

‫إجمالي عدد السكاف منيـ ‪ %80‬يعيشكف في العالـ الثالث‪ ،‬كقي ِّدرت نسبتيـ ىؤالء المعاقيف‬

‫‪40_30‬‬ ‫(‪ )%15_11‬مف سكاف العالـ‪ ،‬كاألطفاؿ المكفكفيف قدركا إحصائيا في العالـ بيف‬

‫مميكف‪ ،‬كحسب ما جاء في البيانات الك ازرية الرسمية لك ازرتي التككيف كالتشغيؿ فإف عدد‬

‫المعاقيف في الجزائر قد كصؿ إلى ‪ 3‬مبلييف معاؽ لكؿ الحاالت كلكؿ األعمار‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫كتبقى إلى حد كتابة ىاتو األسطر أف اإلحصائيات ليست مضبكطة جيدا الجزائر في ألف جميـ‬

‫لـ يمتحؽ بالمراكز المتخصصة‪ ،‬كبالتالي فإف ‪ 18‬ألؼ معاؽ فقط لو بطاقة التأىيؿ المسممة مف‬

‫طرؼ الدكلة كالذيف تضميـ حكالي ‪ 134‬مركز متخصص مكزعة جيكيا عمى تراب الكطف‪،‬‬

‫دكف أف ننسى أف حصيمة المعاقيف بصريا تناىز ‪ 120‬ألؼ كفيؼ بجميع أنكاعيـ كدرجاتيـ‪.‬‬

‫(عمي رزاؽ‪_2012:‬ج‪.‬أخبار اليكـ)‬

‫‪ 7‬ػػػػػ حاجات الطفؿ المعاؽ بصريا‪:‬‬

‫إف الطفؿ المعاؽ بصريا ىك طفؿ قبؿ كؿ شيء‪ ،‬يحتاج إلى ما يحتاجو جميع األطفاؿ‪،‬‬

‫فمديو حاجة إلى التقدير‪ ،‬كالمحبة‪ ،‬ك األمف‪ ،‬أما ككنو معاؽ بصريا فيعني أنو حيف يدرؾ إعاقتو‬

‫يتنبو شعكره بذاتو فيحشد إمكاناتو ليتخذ المكقؼ المناسب الذم يعكضو عما فقده‪،‬ك يتفؽ عمماء‬

‫النفس عمى كجكد مجمكعة مف الحاجات األساسية التي يعتبر إرضاؤىا ضركريا لنمك الشخصية‬

‫ك ليذه الحاجات صفة نفسية اجتماعية يحدد مستكل إرضائيا في مرحمة الطفكلة مسار النمك‬

‫خبلؿ حياة الفرد ك ىذه الحاجات تمس جميع األطفاؿ بشكؿ عاـ‪ ،‬كلكف ىناؾ مجمكعة مف‬

‫الحاجات تخص األطفاؿ المعاقيف‪ ،‬كمف أىـ ىذه الحاجات مايمي‪:‬‬

‫_ الحاجة إلى التقبؿ مف قبؿ األىؿ كاآلخريف‪.‬‬

‫_ الحاجة إلى االعتراؼ بالطفؿ بالرغـ مف اختبلفو عف اآلخريف‪.‬‬

‫_ الحاجة إلى الرعاية ك المساعدة لبمكغ االستقبللية‪.‬‬

‫كتمبية ىذه الحاجات يمكف أف يشعر الطفؿ بأنو محبكب مف قبؿ األىؿ ك المجتمع كما َّ‬
‫أف‬

‫تقبؿ األىؿ ييؤَّمف لمطفؿ الظركؼ المبلئمة لنمك انفعالي يساعد الطفؿ عمى تجاكز الصعكبات‬

‫‪- 34 -‬‬
‫التي تبلقيو‪ ،‬كىناؾ مجمكعة مف االحتياجات الفردية التي ال بد مف تكافرىا لممعاؽ بصريا‬

‫لتحقيؽ إحساسو باألمف تعرضيا سميرة نجدم في النقاط التالية‪:‬‬

‫_ الحاجة إلى الحب الذم يعتبر أسمى شيء في الحياة األسرية كال يجب أف يككف ىذا الحب‬

‫مقركنا بالحماية الزائدة ألف ذلؾ يعتبر محاكلة لتعكيضو عف كؼ بصره‪.‬‬

‫_ اإلحساس بالثقة في النفس كاألماف مف المخاكؼ فالطفؿ المعاؽ بصريا يخاؼ مف األصكات‬

‫العالية كاألماكف المرتفعة كاألشياء غير معركفة لديو‪.‬‬

‫تعمـ العادات المقبكلة كاألكؿ بطريقة ميذبة كاستخداـ المائدة كتنظيؼ أسنانو‪ ،‬كالتعرؼ عمى‬

‫أدكات الحماـ كأماكنيا ككيفية استخداميا‪.‬‬

‫_ ممارسة الحكار معو كالقراءة لو كتسمية بعض األلعاب كاألدكية التي في متناكؿ يده‪.‬‬

‫_ حاجتو لمشعكر بمذة اإلنجاز كاألداء المتقف الذم ال يأتي إال حسب تكفر التعزيزات المفظية‬

‫كالمادية‪.‬‬

‫_ محاكلة تكضيح ما حكلو مف أشياء ككضعيا بانتظاـ كفي أماكنيا كترتيب ما يحيط بو كذلؾ‬

‫لسبلمة تحركاتو كتنقبلتو‪ ( .‬سميماف عبد الكاحد‪ 2010:‬ص‪148‬ػػػػ ‪)150‬‬

‫‪ _8‬البرامج التربكية لؤلطفاؿ المكفكفيف‪ :‬كالجيات التي تقدميا لياتو الفئة ىي‪:‬‬

‫_ مراكز اإلقامة العاممة لممعكقيف بصريا‪.‬‬

‫_ مراكز التربية الخاصة النيارية لممعكقيف بصريا‪.‬‬

‫_ الصفكؼ الخاصة كالممحقة بالمدرسة العادية‪.‬‬

‫كما يدرب األطفاؿ المكفكفيف بطرؽ عديدة كباالعتماد عمى ما يمي‪:‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫_ الدليؿ المبصر كىك شخص يساعد الكفيؼ عمى الحركة كالتنقؿ‪.‬‬

‫_ الكبلب المرشدة التي تصطحب الكفيؼ إلى المدرسة أك مكاف آخر‪.‬‬

‫_ العصا البيضاء كتعمؿ بأشعة الميزر‪.‬‬

‫_ النظارة الصكتية‪.‬‬

‫_ األجيزة الصكتية التي تعمؽ عمى عنؽ الكفيؼ كتعرفػو بكجػكد عكائػؽ في الطريؽ‪.‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫المحاضرة الثالثة‬

‫‪- 37 -‬‬
‫اإلعػػػػػػػاقة السمػػػػػعية‬
‫تمييد‪:‬‬

‫تعتبر كظيفة السمع مف الكظائؼ الرئيسية كالميمة لمكائف الحي‪ ،‬كيشعر ىذا الفرد بقيمة‬

‫ىذه الكظيفة حيف تتعطؿ القدرة عمى السمع بسبب ما يتعمؽ باألذف نفسيا‪ ،‬كتتمثؿ آلية السمع‬

‫في انتقاؿ المثير السمعي مف األذف الخارجية إلى الكسطى كمف ثـ إلى األذف الداخمية فالعصب‬

‫السمعي‪ ،‬كمف ثـ إلى الجياز العصبي المركزم حيث يتـ تفسير المثيرات السمعية‪.‬‬

‫‪ _1‬مككنات األذف‪:‬‬

‫‪ 1_1‬األذف الخارجية‪:‬‬

‫كتمثؿ في الجزء الخارجي مف األذف كتتككف مف صيكاف األذف كتنتيي بطبمة األذف‪ ،‬كميمتيا‬

‫تجميع األصكات الخارجية كنقميا إلى األذف الداخمية بكاسطة طبمة األذف‪.‬‬

‫‪ 2_1‬األذف الكسطى‪:‬‬

‫كتمثؿ الجزء األكسط مف األذف كتتككف مف ثبلثة أجزاء رئيسية ىي المطرقة كالركاب كالسنداف‬

‫كميمة األذف الكسطى نقؿ المثيرات الصكتية مف األذف الخارجية إلى األذف الداخمية‪.‬‬

‫‪ 3_1‬األذف الداخمية‪:‬‬

‫كتمثؿ األذف الداخمية الجزء الداخمي مف األذف كىي بدكرىا تتككف مف جزأيف ىما‪:‬‬

‫أ‪ -‬الدىميز‪ :‬كالذم يشكؿ الجزء العمكم مف األذف الداخمية كميمتو المحافظة عمى تكازف الفرد‪.‬‬

‫ب‪-‬القكقعة‪ :‬كميمتيا تحكيؿ الذبذبات الصكتية القادمة مف األذف الكسطى إلى إشارات كيربائية‬

‫تنقؿ لمدماغ بكاسطة العصب السمعي‪.‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫_شكؿ يكضح مقطع عرضي ألذف إنساف_‬
‫‪ _2‬آلية السمع‪:‬‬

‫تحدث آلية السمع انطبلقا مف األذف الخارجية حيث يقكـ الصكاف بالتقاط المكجات الصكتية‬

‫كتجميعيا‪ ،‬ثـ تنتقؿ عبر القناة الخارجية لتصؿ إلى الطبمة التي تيتز تبعا لشدة الذبذبات‪ ،‬ىذا‬

‫االىتزاز لمطبمة يؤدم إلى تحكيؿ تمؾ المكجات الصكتية إلى طاقة ميكانيكية‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ‬

‫مبدأ عمؿ الركافع حيث تنتقؿ الذبذبات إلى المطرقة ثـ السنداف كمف ثـ الركاب إلى أف تصؿ‬

‫بصكرة مضخمة كمركزة إلى الفتحة أك النافذة البيضاكية حيث تككف ىناؾ نقطة التقاء بيف‬

‫األذف الكسطى كاألذف الداخمية‪ .‬كنتيجة لتمؾ االىت اززات الميكانيكية تقكـ الخبليا الصغيرة‬

‫المككنة لمقكقعة بتحكيميا إلى سيالة عصبية تنتقؿ عبر العصب السمعي إلى الدماغ لتفسيرىا‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫‪_3‬تعريؼ اإلعاقة السمعية‪:‬‬

‫)الخارجية‪،‬‬ ‫بأنيا‪" :‬إصابة عضكية تؤثر عمى إحدل مستكيات األذف أك كؿ مستكياتيا‬

‫الكسطى‪ ،‬الداخمية) نتيجة إصابات أك أمراض فتعيؽ عممية السمع" (حكلة‪، 2011 ،‬ص‪ ،)41‬كقد‬

‫قدـ مؤتمر البيت األبيض حكؿ صحة الطفؿ المنعقد عاـ ‪ 1931‬مجمكعة مف التعاريؼ منيا‪:‬‬

‫"األطفاؿ الصـ‪ :‬ىـ أكلئؾ الذيف يكلدكف فاقديف لمسمع تماما‪ ،‬أك يفقدكف السمع بدرجة تكفي‬

‫إلعاقة بناء الكبلـ كالمغة‪ ،‬كأيضا األطفاؿ الذيف يفقدكف السمع في مرحمة الطفكلة المبكرة قبؿ‬

‫تككيف الكبلـ كالمغة بحيث تصبح القدرة عمى الكبلـ كفيـ المغة مف األشياء المفقكدة بالنسبة‬

‫ليـ لؤلغراض العممية" (عبيد‪، 2014 ،‬ص ‪ )163‬أما ضعيؼ السمع ىك ذلؾ الطفؿ الذم فقد‬

‫جزء مف قدرتو السمعية كلذلؾ فيك يسمع عند درجة معينو كما ينطؽ كفؽ مستكل معيف يتناسب‬

‫كدرجة إعاقتو السمعية بمساعدة المعينات السمعية كأيضا ىك ذلؾ الطفؿ الذيف قد تككنت لديو‬

‫ميارة الكبلـ كالقدرة عمى فيـ المغة‪ ،‬ثـ تطكرت لديو بعد ذلؾ‪ .‬كالضعاؼ في السمع ىـ الذيف‬

‫يككنكف عمى كعي باألصكات كلدييـ اتصاؿ عادم أك قريب مف العادم‪ ،‬بعالـ األصكات الذم‬

‫يعيشكف فيو"‪( .‬عبيد‪، 2114 ،‬ص‪)164‬‬

‫كأيضا يطمؽ تسمية أخرل عمى الطفؿ األصـ كميا‪ :‬ىك ذلؾ الطفؿ الذم فقد قدرتو السمعية‬

‫في السنكات الثبلث األكلى مف عمره كنتيجة لذلؾ فيك لـ يستطع اكتساب المغة كيطمؽ عمى‬

‫ىذا الطفؿ مصطمح األصـ األبكـ‪.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫‪ _4‬تصنيؼ اإلعاقة السمعية‪:‬‬

‫تصنؼ اإلعاقة السمعية تبعا إلى‪ :‬مكقع اإلصابة‪ ،‬العمر الذم حدثت فيو اإلصابة‪ ،‬كمدل‬

‫الخسارة السمعية‪.‬‬

‫‪ 1_4‬تصنيؼ اإلعاقة تبعا لمكقع اإلصابة‪ :‬كىناؾ ثالث أنكاع‪:‬‬

‫‪1_1_4‬إعاقة سمعية تكصيمية‪:‬‬

‫كيككف الخمؿ عمى مستكل عممية إرساؿ الرسالة الصكتية إلى األذف الداخمية نتيجة انسداد‬

‫المجرل السمعي إثر كجكد أجساـ خارجية أك سائؿ مثاؿ صمبلخ األذف‪ ،‬كما يمكف أف يككف‬

‫نتيجة لكجكد حبيبات داخؿ األذف الكسطى‪ ،‬أك تعرضيا إلصابة بأمراض مثؿ التياب األذف‬

‫الحاد أك المزمف‪.‬‬

‫‪ 2_1_4‬فقداف السمع الحسي العصبي‪:‬‬

‫كتككف اإلصابة عمى مستكل األذف الداخمية مع سبلمة األذف الخارجية كالكسطى‪ ،‬كمف بيف‬

‫األسباب المؤدية إلى ىذا النكع نجد ما يمي‪" :‬األسباب الكراثية منيا عدـ اكتماؿ تككيف األذف‬

‫الداخمية لدل الجنيف أك ضعؼ الخبليا السمعية أك ضمكر العصب السمعي‪ ،‬التياب السحايا‬

‫كالتياب الدماغ ككسر الجمجمة‪ ،‬أمراض السرطاف كاألمراض الفيركسية مثؿ الحصبة‪ ،‬كذلؾ‬

‫نقص األكسيجيف أثناء الكالدة أك تناكؿ األدكية بدكف استشارة الطبيب‪ ،‬أك الضجيج العالي كثقب‬

‫الطبمة أك إصابة األـ بالزىرم" (عبيد‪، 2114 ،‬ص‪) 161‬‬

‫‪ 3_1_4‬فقداف سمعي مختمط‪:‬‬

‫ك يككف تكصيميا كحسيا عصبيا أم يككف عمى مستكل األذف الخارجية‪ ،‬الكسطى كالداخمية ‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫‪ 4_1_4‬فقداف سمعي مركزم‪:‬‬

‫كيككف الخمؿ عمى مستكل الدماغ في المنطقة الخاصة بترجمة المثيرات السمعية مع سبلمة‬

‫أقساـ األذف األخرل‪ ،‬كيككف "نتيجة لحدكث مرض السرطاف أك التياب السحايا "‬

‫‪ 2_4‬تصنيؼ حسب عمر اإلصابة‪:‬‬

‫يعتمد ىذا التصنيؼ عمى العمر الذم حدثت فيو اإلصابة كنجد‪:‬‬

‫_ إعاقة سمعية قبؿ اكتساب المغة‪ :‬كيككف فقداف السامع لدل ىذه الفئة قبؿ اكتساب المغة أم‬

‫قبؿ حكالي الثالث سنكات األكلى‪ ،‬كىذا ما يؤثر سمبا عمى النمك المغكم لمطفؿ كبالتالي يبلحظ‬

‫لديو فقر في قامكس المفردات أك غياب المغة تماما كىك ما يسمى بالبكـ‬

‫_ إعاقة سمعية بعد اكتساب المغة‪ :‬كيككف فقداف السمع ىنا بعد اكتساب الطفؿ لمغة كىنا "تككف‬

‫قد تكفرت لدييـ مجمكعة مف المفردات المغكية كىـ مف يستطيعكف المحافظة عمييا أك تقكيتيا‬

‫إذا تكفرت لدييـ الرعاية التربكية البلزمة" (عبيد‪، 2114 ،‬ص‪.)165‬‬

‫‪ 3_4‬تصنيؼ تبعا لمدل الخسارة السمعية‪ :‬كنجد أربعة أنكاع كالتي تقاس بكحدة ديسبؿ‬

‫‪Decible‬كىي‪:‬‬

‫أ_ إعاقة سمعية بسيطة‪ :‬كتككف درجة الخسارة ما بيف ( ‪ 41-21‬ديسبؿ)‬

‫ب_ إعاقة سمعية متكسطة‪ :‬كتتراكح درجة الخسارة ما بيف ( ‪ 11-41‬ديسبؿ)‬

‫ج_ إعاقة سمعية شديدة‪ :‬كتتراكح درجة الخسارة ما بيف ( ‪ 11-11‬ديسبؿ)‬

‫‪- 42 -‬‬
‫د_ إعاقة سمعية شديدة جدا‪ :‬درجة الخسارة السمعية تفكؽ ‪ 12‬ديسبؿ‪ ،‬كىنا"يبقى الطفؿ أبكـ إذا‬

‫لـ يتمؽ تربية متخصصة‪ ،‬كاذا لـ تتكفر لو آلة السمع‪ ،‬ك إذا لـ تتبع عائمتو النصائح كالتكجييات‬

‫الضركرية"‬

‫‪ _5‬أسباب اإلعاقة السمعية‪:‬‬

‫_العكامؿ الكراثية‪.‬‬

‫_التشكىات الخمقية سكاء ذلؾ في طبمة األذف أك العظيمات أك القكقعة أك صيكاف األذف‪.‬‬

‫_إصابة األـ بالعدكل خبلؿ الحمؿ كخاصة الحصبة األلمانية‪.‬‬

‫_الكالدة قبؿ األكاف(الخديج)‪.‬‬

‫_المضاعفات الناتجة عف بعض الكالدات العسرة كالتعقيدات التي قد تحدث أثناء عممية الكالدة‪.‬‬

‫_إصابة المكلكد باليرقاف خاصة إذا كاف في الساعات األكلى بعد الكالدة أك في األياـ األكلى‪.‬‬

‫_ زيادة اإلف ارزات الشمعية في األذف مما يكدم إلى إغبلؽ القناة السمعية‪.‬‬

‫_األجساـ الغريبة التي تكضع في األذف‪.‬‬

‫_الحكادث كالصفعات كالمكمات عمى األذف‪.‬‬

‫_إصابة الطفؿ ببعض األمراض المعدية مثؿ التياب األذف الكسطى الحاد كالمزمف‪.‬‬

‫_التعرض لفترات طكيمة لمضجة كالضكضاء كاألصكات العالية‪.‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫‪ _6‬القياس كالتشخيص الخاص بالمعاقيف سمعياُا‪:‬‬

‫‪ 1_6‬كيفية التعرؼ إلى ضعاؼ السمع‪:‬‬

‫إف قياس كتشخيص القدرة السمعية يتـ كفقد عدد مف الطرؽ كاألساليب حيث تقسـ تمؾ‬

‫الطرؽ كاألساليب إلى مجمكعتيف ‪ ،‬تمثؿ المجمكعة األكلى الطرؽ التقميدية كمناداة الطفؿ‬

‫باسمو‪ ،‬كطريقة سماع دقات الساعة‪ ،‬أما المجمكعة الثانية فتمثؿ الطرؽ العممية الحديثة كمنيا‬

‫طريقة القياس السمعي الدقيؽ كفييا يحدد أخصائي السمع درجة القدرة السمعية بكحدات تسمى‬

‫ىيرتز كالتي تمثؿ عدد الذبذبات الصكتية في كؿ كحدة زمنية‪ ،‬كبكحدات أخرل تعبر عف شدة‬

‫الصكت تسمى ديسبؿ‪ ،‬أما الطريقة الثانية مف الطرؽ العممية في قياس كتشخيص القدرة‬

‫السمعية فتعرؼ باسـ طريقة استقباؿ الكبلـ كفيمو كأما الطريقة الثالثة فتسمى باختبارات التمييز‬

‫السمعي كمف أشيرىا اختبار كيبماف لمتمييز السمعي كاختبار لندامكد‪ .‬كمف بيف طرؽ الفحص‬

‫نجد مايمي‪:‬‬

‫أ_ طريقة فحص تخطيط النغمة الصافية‪:‬‬

‫حيث يقكـ األخصائي بقياس القدرة السمعية لمفرد كتحديد عتبة تمؾ القدرة باستخداـ جياز‬

‫األكديكميتر حيث يقكـ بكضع سماعات خاصة لكؿ أذف عمى حدة لممفحكص كبعدىا يسمعو‬

‫‪ )8000-125‬ىيرتز شده تتراكح ما نسبتو( ‪0‬‬ ‫نغمات خاصة ذات ذبذبات تتراكح ما بيف (‬

‫_‪ )110‬ديسبؿ كمف خبلؿ ذلؾ يتـ تحدم مدل التقاط المفحكص لمنغمات ذات الذبذبات كالشدة‬

‫المتدرجة عمى الجياز‪.‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫ب_ طريقة استقباؿ الكالـ كفيمو‪:‬‬

‫كىنا يقيس الفاحص القدرة السمعية لمفرد كتحديد قدرة كعتبة مدل سماعو لمكبلـ باستخداـ‬

‫جياز األكديكميتر الخاص بالكبلـ كبعض عمى المفحكص في ىذه الطريقة أصكاتا بذبذبات‬

‫كشدة متدرجة باستخداـ السماعات كمضخات الصكت كيطمب منو أف يعبر عف مدل سماعو‬

‫األصكات المعركضة عميو أك إعادتيا كبيذه الطريقة يستطيع األخصائي تحديد عقبة المفحكص‬

‫الستقباؿ الكبلـ‪.‬‬

‫ج_ طريقة كيركفيزيكلكجية‪:‬‬

‫(عبيد‪) 111 ، 2114 ،‬‬ ‫كالتي تستعمؿ في حالة الطفؿ مف سنتيف إلى ثالث سنكات‪ .‬كتشير‬

‫إلى أنو "يمكف استعماؿ طرؽ رد الفعؿ أك ما يسمى طرؽ رد فعؿ التكجيو المقيدة‪ ،‬كلكف كما‬

‫في حالة األطفاؿ األقؿ عم ار مف الضركرم في بعض األحياف االستعانة بالطرؽ‬

‫الكيركفيزيكلكجية لتحديد مستكل ما ‪".‬‬

‫د_ مقياس جكلدماف فرستمكدككؾ لمتمييز السمعي‪:‬‬

‫ييدؼ ىذا المقياس لقياس قدرة الفرد عمى التمييز السمعي بيف مجكعات مف المفردات‬

‫المتشابو مف حيث المفظ ‪ ،‬كيتككف المقياس مف مجمكعة مف المفردات مرتبة في سبلسؿ حيث‬

‫تضمر كؿ سمسمة أربع مفردات متشابية مف حيث المفظ مثاؿ ( ‪( , NIGHT , Bite , Write‬‬

‫‪ Light‬باإلضافة إلى ذلؾ يضـ المقياس كتيب خاص مؤلؼ مف مجمكعة مف الصكر ‪.‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫‪ _7‬المظاىر العامة لإلعاقة السمعية‪:‬‬

‫يسيؿ عمى المعمـ اكتشاؼ حاالت الصمـ‪ ،‬إال أنو في كثير مف األحياف ليس مف السيؿ‬

‫الكشؼ عف حاالت الضعؼ السمعي البسيطة‪ ،‬كفيما يمي قائمة ببعض األعراض التي يمكف أف‬

‫تعتبر مؤشرات عمى احتماؿ كجكد صعكبة سمعية‪:‬‬

‫(‪ )1‬الصعكبة في فيـ التعميمات كطمب إعادتيا‪.‬‬

‫(‪ )2‬أخطاء في النطؽ‪.‬‬

‫(‪ )3‬إدارة الرأس إلى جية معينة عند اإلصغاء لمحديث‪.‬‬

‫(‪ )4‬عدـ اتساؽ نغمة الصكت‪.‬‬

‫(‪ )5‬الميؿ لمحديث بصكت مرتفع‪.‬‬

‫(‪ )6‬كضع اليد حكؿ إحدل األذنيف لتحسيف القدرة عمى السمع‪.‬‬

‫(‪ )7‬الحممقة في كجو المتحدث كمتابعة حركة الشفاه‪.‬‬

‫(‪ )8‬تفضيؿ استخداـ اإلشارات أثناء الحديث‪.‬‬

‫(‪ )9‬ظيكر إف ارزات صديدية مف األذف أك احمرار في الصيكاف‪.‬‬

‫(‪ )10‬ضغط الطفؿ عمى األذف أك الشككل مف طنيف (رنيف) في األذف‪.‬‬

‫كاذا الحظ المعمـ أف الطفؿ يظير بعض األعراض السابقة بصكرة متكررة فعمية أف يسعى إلى‬

‫تحكيمو إلى الطبيب كاختصاصي قياس السمع حتى يتسنى لو التحقؽ فيما إذا كاف الطفؿ يعانى‬

‫مف إعاقة سمعية أـ ال‪ ،‬كحتى يتـ الكشؼ المبكر عف حاالت الضعؼ السمعي فمف األىمية‬

‫‪- 46 -‬‬
‫بمكاف أف يتـ فحص جميع األطفاؿ في المدرسة فحصا سمعيا بسيطا لمكشؼ األكلى عف‬

‫الحاالت المحتممة تمييدا لتحكيميا إلى إجراء تشخيصي أدؽ ‪.‬‬

‫( يكسؼ القريكتى كآخركف‪)116- 115 :2001 ,‬‬

‫‪ _8‬خصائص المعاقيف سمعيا‪:‬‬

‫‪ 1_8‬أثر فقداف حاسة السمع عمى النمك الجسمي لألصـ‪:‬‬

‫لقد أثبتت الدراسات الحديثة أنو ال يكجد فرؽ بيف الفرد األصـ كالعادم في خصائص النمك‬

‫الجسمي مف حيث معدؿ النمك أم سرعة النمك كالتغيرات الجسمية في الطكؿ كالكزف في جميع‬

‫مراحؿ النمك التي يمر بيا الطفؿ األصـ فيك كنظيرة العادم تمامان‪ ،‬كليذا ال تكجد فركؽ ظاىرة‬

‫بالنسبة لممتطمبات الجسمية لؤلصـ كالعادم ككؿ ما يظير مف فركؽ بينيا ىك أثر اإلعاقة‬

‫السمعية عمى بعض العادات الجسمية الخاصة بالصـ‪.‬‬

‫‪ 1_1_8‬المتطمبات التربكية لمنمك الجسمي لممعاؽ سمعيان‪:‬‬

‫_ العمؿ عمى استغبلؿ جميع الحكاس األخرل (البصر كالممس كالتذكؽ كالشـ) في العممية‬

‫التعميمية كىذا يقتضي االىتماـ بالكسائؿ التعميمية كالتنكيع فييا بالقدر الذم يناسب الصـ كما‬

‫يكجد بينيا مف فركؽ فردية كاضحة‪.‬‬

‫_ استخداـ األجيزة التعميمية الحديثة في العممية التعميمية‪.‬‬

‫_ إتاحة الفرصة لمتدريب عمى التنفس لتنشيط كتقكية العضبلت التي تسيـ في إحداث الصكت‬

‫كتعكيد استعماؿ الصـ في دفع ىكاء الزفير‪.‬‬

‫_ التدريب السمعي لممحافظة عمى بقايا السمع لدل األطفاؿ الصـ كتقكيتيا كاستغبلليا‪.‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫_ التدريب عمى إخراج األصكات بنغمات متفاكتة حتى يفيـ المعكؽ سمعيان نكع النغمة‪.‬‬

‫_ أف تفيـ كتتقبؿ الفتاة الصماء التغيرات التي تحدث ليا نتيجة لنمك الجسمي‪.‬‬

‫‪ 2_8‬خصائص النمك العقمي لألصـ كضعيؼ السمع‪:‬‬

‫نجد أف حرماف األصـ مف حاسة السمع كاف لو األثر في عاداتو السمككية كعدـ تناسؽ حركاتو‬

‫كمدل التحكـ في إصداره لؤلصكات كاحساسو ليا كتقميده ليا كقد تبيف إف األطفاؿ الصـ‬

‫كضعاؼ السمع لدييـ نفس التكزيع العاـ في الذكاء كباقي األطفاؿ العادييف ككذلؾ في عدـ‬

‫كجكد عبلقة مباشرة بيف الصمـ كالذكاء إال أف الحرماف الحسي السمعي يترؾ بعض آثاره عمى‬

‫النشاط العقمي لمطفؿ كما يمي‪:‬‬

‫أ_ التحصيؿ الدراسي‪:‬‬

‫ىذا المجاؿ يتأثر بعمر الطفؿ عند حدكث اإلعاقة السمعية فكمما زاد السف الذم حدث فيو‬

‫الصمـ كانت التجارب السابقة في محيط المغة ذات فائدة كبيرة في العممية التعميمية كقد بينت‬

‫البحكث أف السف الحرجة كالخطيرة عند اإلصابة بالصمـ ىي ما يقع بيف السنة الرابعة كالسادسة‬

‫كىي الفترة التي تنمك فييا المغة كقكاعدىا األساسية ليذا فكؿ مف األطفاؿ المكلكديف بالصمـ أك‬

‫مف فقدكا سمعيـ فيما بيف ‪ 6-4‬غالبان ما يعانكف تخمفان في التحصيؿ الدراسي في المستقبؿ لك‬

‫قكرنكا بمف أصيبكا بالصمـ في سف متأخرة عف ذلؾ كبيف أف األصـ يتأخر في النشاط العقمي‬

‫بمقدار سنتيف كخمس سنكات دراسية عف زميمو العادم إال أف ىذا الفرؽ يتضاءؿ قميبلن بالنسبة‬

‫لمف أصيبكا بالصـ بعد ست سنكات مما يتعذر معو أف يحصؿ األصـ عمى نفس المقدار‬

‫العممي الذم يحصؿ عميو التمميذ العادم‪.‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫ب_ الذاكرة‪:‬‬

‫ثبت أف ىناؾ أثر لمحرماف الحسي كالسمعي عمى التذكر ففي بعض أبعاده يفكؽ المعكقكف‬

‫سمعيان زمبلئيـ العادييف كفي بعضيا اآلخر يقمكف عنيـ فمثبلن تذكر الشكؿ أك التصميـ كتذكر‬

‫الحركة يفكؽ فيو الصـ زمبلئيـ العادييف بينما يفكؽ العاديكف زمبلئيـ الصـ في تذكر المتتاليات‬

‫العددية‪.‬‬

‫‪ 1_2_8‬المطالب التربكية لمنمك العقمي‪:‬‬

‫_ ربط الكممات التي يتعمميا األصـ بمدلكالتيا الحسية‪.‬‬

‫_ تحقيؽ مبدأ التكرار المستمر في تعميمو‪.‬‬

‫_ استخداـ الكسائؿ التعميمية البصرية ألف الصـ يسمعكف بعيكنيـ‪.‬‬

‫_ إتاحة الفرصة لؤلصـ لتحقيؽ النجاح كالشعكر بالثقة كاألماف‪.‬‬

‫_ عدـ مقارنة األصـ بغيره مف التبلميذ كمتابعة تقدمو بمقارنة تحصيمو ىك ال بتحصيؿ غيره‪.‬‬

‫‪ 3_8‬الخصائص النفسية لألصـ كضعيؼ السمع‪:‬‬

‫_ سكء التكيؼ الذاتي كالمدرسي كالجتماعي‪.‬‬

‫_ الجمكد بمعنى صعكبة تغيير السمكؾ لتغير الظركؼ‪.‬‬

‫_ مستكل الطمكح غير الكاقعي إما بارتفاعو كثي انر عف إمكانياتو أك انخفاضو كثي انر عنيا‪.‬‬

‫_ عمد االتزاف االنفعالي بمعنى سرعة االنفعاؿ أك شدتو أك زيادة حدتو أك التقمب االنفعالي‪.‬‬

‫_ االنقباض بمعنى زيادة الحزف كلكـ النفس‪.‬‬

‫_ االنطكاء كاالنسحاب مف المجتمع‪.‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫_ العدكاف كالتمرد كالعصياف‪.‬‬

‫_ الشؾ كعدـ الثقة في الغير‪.‬‬

‫_حب السيطرة‪.‬‬

‫_ الخكؼ كعدـ االطمئناف‪.‬‬

‫‪ 4 _8‬المطالب التربكية لمنمك االنفعالي‪:‬‬

‫_ إحاطة المعكؽ بجك مف العبلقة الدافئة كالتقبؿ مما يقكل ثقتو بنفسو كباآلخريف‪.‬‬

‫_ العمؿ عمى أف يتقبؿ المعكؽ إعاقتو كأف يمتصيا في إدراكو الذاتي كأف يعمؿ كينتج كيعيش‬

‫في ظميا كحقيقة كاقعة حيث أنو كجد أف المعكؽ ال يتقدـ في التكيؼ ما داـ متعمقان باألمؿ في‬

‫استرداد إعاقتو‪.‬‬

‫_ إشعاره باالحتراـ كالحب كالحناف كاألمف حتى ينتزع مف نفسو أحاسيس الخكؼ كالقمؽ‪.‬‬

‫_االىتماـ باألنشطة التعميمية كاالجتماعية التي تخمؽ صفات سمككية سميمة كالعمؿ عمى حؿ‬

‫المشكبلت التي تكاجيو‪.‬‬

‫_ تكعية اآلباء بأصكؿ تربية الصـ ككيفية التعامؿ معيـ كاالتصاؿ بيـ‪.‬‬

‫‪ _9‬خصائص النمك االجتماعي لألصـ كضعيؼ السمع‪:‬‬

‫‪-‬يمر النمك االجتماعي لئلنساف بثبلث مراحؿ ىي‪:‬‬

‫المرحمة األكلى‪ :‬ىي رعاية اإلنساف لنفسو بأداء حاجاتو الضركرية كيكتمؿ نمك الطفؿ اجتماعيا‬

‫في ىذه المرحمة عند ‪ 8-7‬سنكات‪.‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫المرحمة الثانية‪ :‬ىي المرحمة التي تمكنو مف تكجيو نفسو كقدرتو عمى اختبار متطمباتو كىذه‬

‫المرحمة تكتمؿ في سف ‪ 18‬سنة‪.‬‬

‫المرحمة الثالثة ‪ :‬ىي قدرتو عمى التخطيط لممستقبؿ كمساىمتو في أنشطة المجتمع العاـ كقيامو‬

‫بدكر فعاؿ في رعاية اآلخريف كىذه المرحمة تكتمؿ في سف ‪ 25‬ستة تقريبان‪.‬‬

‫كقد أكضحت الدراسات النفسية لمنمك االجتماعي أف المعاقيف سمعيان في المرحمة األكلى لـ‬

‫يظير لدييـ أم قصكر في النمك االجتماعي كلكف ظير أف لمحرماف الحسي السمعي آثار‬

‫‪ 17-15‬سنة‬ ‫سمبية عمى معدؿ النمك االجتماعي في مجمكعات المعاقيف سمعيان فكؽ سف‬

‫كيستند ىذا الفرؽ بكضكح إلى قصكر النمك االجتماعي لدل المعاقيف سمعيان إلى سف الثبلثيف‬

‫مف عمره كما بعدىا‪.‬‬

‫‪ 1_9‬المطالب التربكية لمنمك االجتماعي‪:‬‬

‫_ الشعكر بالتقبؿ ممف حكلو في األسرة كالمدرسة كالمجتمع لما لمتقبؿ االجتماعي مف دكر كبير‬

‫في تحقيؽ نمك التكازف االنفعالي‪.‬‬

‫_ عدـ التدخؿ المتعسؼ في اختيار المجاؿ الميني الذم سيعده لممينة التي سيكسب بيا‬

‫عيشو‪.‬‬

‫_ تعكيده عمى تحمؿ المسئكلية كاتاحة الفرصة لممارستيا حتى يتعمـ كيؼ يخدـ نفسو كيخدـ‬

‫البيئة المحيطة بو‪.‬‬

‫_ تشجيعو عمى تككيف عبلقات جديدة مع جماعة الرفقاء‪.‬‬

‫_ تعكيده عف االستقبلؿ العاطفي عف الكالديف كالكبار‪.‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫_ تككيف قيـ سمككية تتفؽ كالفكرة العممية الصحيحة عف العالـ المتطكر الذم يعيش الفرد في‬

‫إطاره‪.‬‬

‫‪ _10‬طرؽ التكاصؿ لتعميـ التالميذ المعاقيف سمعيان‪:‬‬

‫تشير البحكث كالدراسات كأدبيات التربية في مجاؿ تعميـ المعاقيف سمعيا إلى كجكد قصكر‬

‫في النظرة إلى استخداـ األساليب‪ ،‬كطرؽ التدريس المناسبة لخصائصيـ كحاجاتيـ‪ ،‬فمف‬

‫المعركؼ أف التمميذ المعاؽ سمعيا يعاني مف النسياف كعدـ القدرة عمى الربط بيف مكضكعات‬

‫المنيج‪ ،‬كعدـ القدرة عمى استدعاء ما تـ دراستو مف معمكمات مطمكبة لتعمـ مكضكعات جديدة‪،‬‬

‫مما يشكؿ صعكبة في التعميـ لمتمميذ المعاؽ سمعيا كيستدعي بذؿ الجيد كالمجكء إلى التكرار‬

‫المستمر مع تنكع الطرؽ المستخدمة‪ ،‬كاعطاء جرعات عممية متزايدة كىك ما يسمى التعمـ بعد‬

‫تماـ التعمـ‪.‬‬

‫‪ 1_10‬أدكات التكاصؿ‪:‬‬

‫التكاصؿ ىك عممية تبادؿ األفكار كالمعمكمات‪ ،‬كىك عممية نشطة تشتمؿ عمى استقباؿ‬

‫الرسائؿ كتفسيرىا كنقميا لآلخريف‪ ،‬كيعتبر الكبلـ كالمغة كسائؿ رئيسية لمتكاصؿ‪ ،‬كىناؾ طرؽ‬

‫أخرل يتـ فييا التكاصؿ غير المفظي مثؿ إيماءات‪ ،‬ككضع الجسـ‪ ،‬كالتكاصؿ العيني‪ ،‬كالتعبيرات‬

‫الكجيية‪ ،‬كحركات الرأس كالجسـ‪ ،‬كىناؾ أبعاد لغكية مكازية ليا (كتشمؿ التغييرات في نبرة‬

‫الصكت‪ ،‬كسرعة تقديـ الرسالة كالتكقؼ أك التردد)‪.‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫‪ 2_10‬أىـ أدكات التكاصؿ مع التالميذ الصـ‪:‬‬

‫‪ _2_10‬التكاصؿ الممفكظ ( التدريب السمعي – قراءة الشفاه)‬

‫أ_التدريب السمعي‪:‬‬

‫كيعتبر مف االتجاىات الحديثة في تعميـ األطفاؿ المعكقيف سمعيان كالذم يركز عمى‬

‫االستفادة مف السمع المتبقي لدل األطفاؿ‪ .‬كلذلؾ فيك يعتبر نقطة مثالية لمتدخؿ المبكر نتيجة‬

‫لمدكر الذم يمعبو في تطكير قدرة الطفؿ المعكؽ سمعيان عمى التحدث باإلضافة إلى دمجو في‬

‫المدارس مع األطفاؿ العادييف ؛ كيتضمف التدريب السمعي تنمية ميارة االستماع لدل األطفاؿ‬

‫المعكقيف سمعيان باإلضافة إلى قدرتيـ عمى التمييز بيف األصكات كذلؾ عف طريؽ‪:‬‬

‫_تنمية الكعي باألصكات‪.‬‬

‫_ تنمية ميارة التمييز الصكتي لؤلصكات العامة غير الدقيقة‪.‬‬

‫_ تنمية ميارة التمييز الصكتي لؤلصكات المتباينة الدقيقة‪.‬‬

‫ب_ قراءة الشفاه‪:‬‬

‫يقصد بذلؾ تنمية ميارة المعاؽ سمعيان عمى قراءة الشفاه كفيميا ‪ ،‬كيعني ذلؾ أف يفيـ‬

‫المعاؽ سمعيان الرمكز البصرية لحركة الفـ كالشفاه أثناء الكبلـ مف قبؿ اآلخريف‪ ،‬كيشار إلى أف‬

‫ىناؾ طريقتيف مف طرؽ تنمية ميارة قراءة الكبلـ ‪ /‬القراءة عمى الشفاه لدل األفراد‪ /‬كىما‪:‬‬

‫‪ -1‬الطريقة التحميمية‪ :‬فييا يركز المعاؽ سمعيان عمى كؿ حركة مف حركات شفتي المتكمـ ثـ‬

‫ينظميا معان لتشكؿ المعنى المقصكد‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫‪ -2‬الطريقة التركيبية ‪ :‬قييا يركز المعاؽ سمعيا عمى معنى الكبلـ أكثر مف تركيزه عمى‬

‫حركتي شفتي المتكمـ لكؿ مقطع مف مقاطع الكبلـ‪.‬‬

‫كميما تكف الطريقة التي تنمي بيا ميارة قراءة الكبلـ ‪ /‬الشفاه فإف نجاح الطريقة أيا كانت‬

‫يعتمد اعتمادا أساسيا عمى مدل فيـ المعاؽ سمعيا لممثيرات البصرية المصاحبة لمكبلـ‪ ،‬كالتي‬

‫تمثؿ المثيرات البصرية أك الدالئؿ البصرية النابعة مف بيئة الفرد كتعبيرات الكجو‪ ،‬حركة اليديف‪،‬‬

‫مدل سرعة المتحدث كمدل فيـ مكضكع الحديث لممعاؽ سمعيان كالقدرة العقمية لممعاؽ سمعيان‪.‬‬

‫إذف اليدؼ األكؿ مف قراءة الشفاه ىك الحفاظ عمى التقاء البصر كاإلبقاء عميو مف األصـ‪،‬‬

‫كبعض األطفاؿ المصابيف بضعؼ السمع كخصكصان الذيف يدلميـ اآلباء كاألميات كيتساىمكف‬

‫معيـ يحتاجكف إلى تعديؿ السمكؾ حتى يتييأ ليـ جك فيـ المسمكعات‪.‬‬

‫ج_ التكاصؿ اليدكم ‪ ( :‬لغة اإلشارة ‪ ،‬تيجئة األصابع ) ‪:‬‬

‫‪_1‬لغة اإلشارة‪:‬‬

‫ىي عبارة عف رمكز إيمائية تستعمؿ بشكؿ منظـ كتتركب مف اتحاد كتجميع بشكؿ اليد‬

‫كحركتيا مع بقية أجزاء الجسـ التي تقكـ بحركات معينة تمشيا مع حدة المكقؼ‪ ،‬كتعتبر لغة‬

‫اإلشارة كسيمة لمتكاصؿ تعتمد اعتمادا كبي ار عمى اإلبصار‪ ،‬كىي لغة مستقمة ليا فكائدىا‬

‫كنظاميا كالذم يمكننا مف تركيب جمؿ كاممة ‪ ،‬كتعتبر لغة طبيعية أك كالمغة األـ بالنسبة‬

‫لمصـ‪.‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫‪_1_1‬أنكاع اإلشارات التي يستعمميا الطفؿ األصـ ‪:‬‬

‫‪ 1_1_1‬إشارات كصفية يدكية تمقائية ‪ :‬كىي التي تصؼ شيئا أك فكرة معينة كتساعد عمى‬

‫تكضيح صفات الشيء مثؿ فتح الذراعيف لمتعبير عف الكثرة أك تضيؽ المسافة بيف اإلبياـ‬

‫كالسبابة لمداللة عمى الصفر أك الشيء القميؿ‪.‬‬

‫‪ 2_1_1‬إشارة غير كصفية ‪ :‬كال يستعمميا إال الصـ فقط‪ ،‬كىي عبارة عف إشارات ليا داللة‬

‫خاصة كمغة متداكلة بيف الصـ‪ ،‬كأف يشير بإصبعو إلى األعمى لمداللة عمى شيء حسف أك‬

‫مفضؿ أك العكس يعني أف الشيء ردمء‪ .‬كما أف لغة اإلشارة تمر بعدة مراحؿ ‪:‬‬

‫المغة اإلشارية البيتية‪ .‬المغة اإلشارية المدرسية‪ .‬المغة اإلشارية الجامعية‪.‬‬

‫‪ 3_1_1‬تيجئة األصابع ‪:‬‬

‫ىي إشارات حسية مرئية يدكية لمحركؼ اليجائية بطريقة متفؽ عمييا‪ ،‬كمف السيؿ تعمـ‬

‫لغة األصابع حيث التعبير عف األسماء أك األفعاؿ التي يصعب التعبير عنيا بمغة اإلشارة بمغة‬

‫األصابع‪ ،‬كمع ذلؾ يمكف الجمع بيف لغة اإلشارة كاألصابع معا لتككيف جممة مفيدة ذات معنى ‪،‬‬

‫كتتميز لغة األصابع بكجكد نظاميف منيا األكؿ نظاـ اليد الكاحدة كالمستعمؿ في أمريكا‪ ،‬كمنيا‬

‫كؿ حرؼ لو شكمو المعيف باليد الكاحدة أما الثاني فيك النظاـ المستخدـ فيو اليديف االثنتيف‬

‫بحيث يتشكؿ الحرؼ مف كضع اليديف بطريقة معينة لتدؿ عمى ذلؾ الحرؼ‪ ،‬كبما أف شكؿ‬

‫اليد يعبر عف الحرؼ فإف تيجئة األصابع تعتبر كسيمة يدكية تعبر عف المغة اؿ ـ كتكبة كتنكب‬

‫معيف أك تشكيؿ‬ ‫عنيا كعمى ذلؾ يجب أف نذكر أف أبجدية األصابع ليس ليا تركيب جممي‬

‫دالالت أك أصكات كانما ىي تعتمد نفس التركيب الكتابي لمغة التي تنكب عنيا‪.‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫‪ 4_1_1‬التكاصؿ الكمي‪:‬‬

‫تعنى ىذه اإلستراتيجية باستخداـ كؿ أساليب التكاصؿ التي تمكف الشخص المعكؽ سمعيا‬

‫مف التكاصؿ مع اآلخريف‪ ،‬كىي تدمج الكبلـ كاإلشارات كالتيجئة باألصابع كالتدريب السمعي‪.‬‬

‫‪ _11‬نظرة حديثة لمعالج السمعي – الشفيي ‪:‬‬

‫الطفؿ‪ ،‬ليذا فيك يعتبر نقطة‬ ‫يركز ىذا النكع مف العبلج عمى مقدار السمع المتبقي لدل‬

‫التالية‪ :‬التشخيص المبكر‪،‬‬ ‫مثالية لمتدخؿ المبكر‪ ،‬كيركز ىذا النكع مف العبلج عمى العناصر‬

‫استخداـ أفضؿ طرؽ التأىيؿ السمعي ( أجيزة السمع‪ ،‬زراعة قكقعة األذف‪ )...‬كمساعدة اآلباء‬

‫في تكفير بيئة مناسبة الستماع‪ ،‬كيتكقع مف خبلؿ ىذا العبلج أف يطكر الطفؿ المصاب‬

‫باإلعاقة السمعية القدرة عمى التحدث باإلضافة إلى دمجو في المدارس مع األطفاؿ ذكم السمع‬

‫المعتاد‪ .‬كبغض النظر عف مستكل اإلعاقة السمعية ( شديدة ‪ ،‬بسيطة أك متكسطة ) فإنو يمكف‬

‫لؤلطفاؿ المصابيف باإلعاقة السمعية أف يتحكلكا إلى أشخاص ثقيمي السمع فقط ( بدال مف صـ)‬

‫بحيث يندمجكا في المجتمع باالعتماد عمى حاسة السمع المتبقية لدييـ ‪.‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫المحاضرة الرابعة‬

‫‪- 57 -‬‬
‫اضطراب التكحد‬

‫تمييد‪:‬‬

‫قد يصاب بعض األفراد بإحدل االضطرابات التي تحيد بيذه الممكة عف التطكر السكم‬

‫كمف ىذه االضطرابات ما يعرؼ باضطراب التكحد ( ‪ )AUTISM‬كىك اضطراب نمائي عصبي‬

‫مركب في األطفاؿ غالبا ما يظير خبلؿ السنكات الثبلث األكلى مف العمر كيتسـ بكجكد‬

‫صفات مميزة يشمؿ خمبل في التفاعؿ االجتماعي‪.‬‬

‫‪ _1‬البدايات التاريخية لدراسة التكحد‪:‬‬

‫‪1943‬ـ حينما كاف يقكـ‬ ‫يعتبر( ليك كانر) أكؿ مف أشار إلى إعاقة التكحد كذلؾ في‬

‫بفحص بعض األطفاؿ المتخمفيف عقميا حيث الحظ أنماط سمككية غير عادية إلحدل عشر‬

‫طفبل كانكا مصنفيف عمى أنيـ مف المتخمفيف عقميا كقاـ بكصؼ ىذه السمككيات كأطمؽ عمييـ‬

‫مسمى التكحدييف‪ ،‬كقد أعتبر كارنر أف العبلمة البارزة لمتكحد ىي عجز الفرد عف االرتباط‬

‫بالناس كالمكاقؼ بالطريقة العادية‪.‬‬

‫‪ _2‬المفيكـ االصطالحي لمتكحد‪(AUTISM):‬‬

‫)‪ (AUTISM‬كالذم يعني بالمغة‬ ‫كىك مصطمح مترجـ مف المغة اإلنجميزية مف كممة‬

‫اإلغريقية النفس الغير سكية فػ‪ (AUT) ..‬تعني في اإلغريقية (النفس) ك )‪ (ISM‬تعني الحالة‬

‫الغير سكية‪ ،‬ك ترجـ ىذا المصطمح مف قبؿ الباحثيف العرب إلى عدة مسميات‪:‬‬

‫األكتيسي_ االنشغاؿ بالذات_ االجترار_ فصاـ الطفكلة_ التمركز الذاتي‪.‬‬


‫ة‬ ‫الذاتية الطفكلية_‬

‫‪- 58 -‬‬
‫‪_2‬تعريؼ التكحد‪:‬‬

‫اقترح رتغك كفريماف عاـ (‪1978‬ـ) أف التكحد اضطراب أك متبلزمة يعرؼ سمككيا‪ ،‬كأف‬

‫األعراض االساسية يجب أف تظير قبؿ أف يصؿ عمر الطفؿ إلى ( ‪ )30‬شي ار كيتضمف‪:‬‬

‫_اضطراب في سرعة أك تتابع النمك‪.‬‬

‫_اضطراب في االستجابات الحسية لممثيرات‪.‬‬

‫_اضطراب في الكبلـ كالمغة كالسعة المعرفية‪.‬‬

‫_اضطراب في التعمؽ أك االنتماء لمناس كاألحداث كالمكضكعات‪.‬‬

‫)‪ (IDEA‬التكحد ‪ :‬ىك عبارة عف إعاقة‬ ‫كعرؼ قانكف التربية الخاصة لؤلفراد المعكقيف‬

‫نمائية تؤثر تأثي ار بالغا عمى التكاصؿ المفظي كغير المفظي‪.‬‬

‫كيعرؼ فريؽ مايك كمينؾ ( ‪2004‬ـ) التكحد بأنو اختبلؿ دماغي يسبب نكع مف المشاكؿ‬
‫ّ‬

‫التطكرية في األطفاؿ تتضمف نقص في الميارات االجتماعية‪ ،‬كتطكر المغة‪ ،‬كسمكؾ شاذ‪،‬‬

‫كيظير كتأخر في التطكر أك ارتداد في التطكر مع نقص االىتماـ باآلخريف‪ ،‬كتظير األعراض‬

‫‪36‬شي ار مف‬ ‫يعمر ثبلث سنكات‪ ،‬كىك نمك غير طبيعي ينتج عنو إعاقة مستديمة تحدث قبؿ‬

‫عمر الطفؿ كتؤثر في جكانب عديدة في الطفؿ تؤدم إلى ضعؼ العبلقات االجتماعية‬

‫كالتكاصؿ المغكم كالحسي مع اآلخريف إضافة إلى محدكدية االىتمامات كالنشاطات‪.‬‬

‫كتعرؼ الجمعية األمريكية لمتكحد‪ :‬بأنو نكع مف االضطرابات التطكرية (النمائية) كالذم‬
‫ّ‬

‫يظير خبلؿ الثبلث سنكات األكلي مف عمر الطفؿ حيث ينتج ىذا االضطراب عف خمؿ في‬

‫‪- 59 -‬‬
‫الجياز العصبي يؤثر بدكره عمي كظائؼ المخ ك بالتالي يؤثر عمي مختمؼ نكاحي النمك‬

‫فيؤدم إلى‪:‬‬

‫_ قصكر في التفاعؿ االجتماعي‪.‬‬

‫_ قصكر في االتصاؿ سكاء كاف لفظيا أك غير لفظيا‪.‬‬

‫كىؤالء األطفاؿ يستجيبكف دائما إلى األشياء أكثر مف استجابتيـ إلى األشخاص كيضطرب‬

‫ىؤالء األطفاؿ مف أم تغيير يحدث في بيئتيـ ك دائما يكرركف حركات بدنية أك مقاطع مف‬

‫الكممات بطريقة آلية متكررة‪.‬‬

‫‪ _3‬نسبة شيكع اضطراب التكحد‪:‬‬

‫تقدر نسبة شيكع التكحد تقريبا ‪ 5 - 4‬حاالت تكحد كبلسيكية في كؿ ‪ 10.000‬مكلكد كمف‬

‫‪ 20 –14‬حالة ( أسبيرجر ) تكحد ذا كفاءة أعمى كما أنو أكثر شيكعا في األكالد عف البنات‬

‫أم بنسبة ‪ ، 1,4‬كلمتكحيدييف دكرة حياة طبيعية كما أف بعض أنكاع السمكؾ المرتبطة‬

‫بالمصابيف قد تتغير أك تختفي بمركر الزمف كيكجد التكحد في جميع أنحاء العالـ كفي جميع‬

‫الطبقات العرقية كاالجتماعية في العائبلت‪.‬‬

‫‪ _4‬أسباب التكحد‪:‬‬

‫لقد حاكؿ الخبراء تحديد مسببات التكحد كلكف حتى اآلف ال يكجد إجابات محددة كبدكف‬

‫أسباب محددة يتـ التعرؼ عمييا مف المستحيؿ تطكير استراتيجيات كقائية‪.‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫‪ 1_4‬السبب الجيني‪:‬‬

‫أكثر البحكث تشير إلى كجكد عامؿ جيني ذم تأثير في اإلصابة بيذا االضطراب‪ ،‬حيث‬

‫تزداد اإلصابة بيف التكائـ المتطابقيف (مف بيضة كاحدة) أكثر مف التكائـ اآلخريف (مف بيضتيف‬

‫مختمفتيف)‪ ،‬كيقكؿ الدكتكر بينيث ليفينثاؿ مف جامعة شيكاغكا‪( :‬عمى األقؿ خمسة أك ستة‬

‫جينات تسيـ في التكحد) كحتى اآلف فإف دراسة إخكة كأقارب التكحدييف تقترح أف ىذه الجينات‬

‫في الكركمكسكمات ‪ 15/13/7‬كلكف ما تفعمو ىذه الجينات غير معركؼ‪.‬‬

‫‪ 2_4‬المقاحات‪)Vaccintions( :‬‬

‫ال يكجد دليؿ عمى أف المقاحات تؤثر أك تسبب التكحد سكل أف بعض أىالي األطفاؿ‬

‫المصابيف بالتكحد قد أخبركا بأنو عند إعطاء أطفاليـ بعض المطاعيـ سببت ليـ مشاكؿ‬

‫سمككية‪ ،‬كترل الجمعية األمريكية لمتكحد أف ىناؾ عبلقة بيف مصؿ ( ‪ )MMR‬كاضطراب التكحد‬

‫في عدد قميؿ مف الحاالت‪.‬‬

‫كىنا يضيؼ يقكؿ سميث في كتابو ( ‪)Understanding The Nature Of Autism‬‬

‫"تختمؼ أسباب اإلصابة بالتكحد مف شخص إلى آخر‪ ،‬فبل ينطبؽ سبب كاحد كمعظميا غامضة‬

‫إال أف األسباب المحتممة ىي الجينات الكراثية‪ ،‬التيابات فيركسية قبؿ أك بعد الكالدة‪ ،‬التمثيؿ‬

‫الغذائي‪ ،‬نقص األككسجيف‪ ،‬أك التعرض الزائد لو بعد الكالدة‪ ،‬تعرض األـ إلى كيماكيات سامة‬

‫أثناء الحمؿ"‪.‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫‪ _5‬خصائص التكحد‪:‬‬

‫‪ 1_5‬الخصائص االجتماعية‪:‬‬

‫إف إحدل أبرز خصائص كأعراض التكحد ىك السمبية في السمكؾ االجتماعي‪ ،‬كقد كصفت‬

‫الكثير مف البحكث كالتقارير التي كتبيا الكالداف ىذه المشكمة كرأل الكثير أف ذلؾ ىك مفتاح‬

‫تحديد خاصية التكحد‪ ،‬كيمكف تصنيؼ المشكبلت االجتماعية إلى ثبلث فئات‪ :‬المتقكقع‬

‫اجتماعيا‪ ،‬كالكسط اجتماعيا‪ ،‬كاألخرؽ اجتماعيا‪.‬‬

‫أ_ المنعزؿ (المتقكقع ) اجتماعيا‪:‬‬

‫يتجنب ىؤالء األفراد فعميا كؿ أنكاع التفاعؿ االجتماعي‪ ،‬كاالستجابة األكثر شيكعا ىي‬

‫الغضب‪ /‬أك اليرب بعيدا عندما يحاكؿ أحد الناس التعامؿ معو‪ /‬معيا ‪ ،‬كبعضيـ مثؿ األطفاؿ‬

‫يحنكف ظيكرىـ لمكراء لمف يقدـ ليـ المساعدة لتجنب االحتكاؾ‪.‬‬

‫الالمبالي اجتماعيا‪:‬‬
‫ب_ ُا‬

‫إف األفراد يكصفكف بأنيـ كسط اجتماعيا ال يسعكف لمتفاعؿ االجتماعي مع اآلخريف (ما لـ‬

‫يريدكا ىـ شيئا) كال يتجنب المكاقؼ االجتماعية بفعالية‪ ،‬فبل يبدك أنيـ يكرىكف االختبلط بالناس‬

‫كلكف في الكقت نفسو ال يجدكف بأسا في الخمك مع أنفسيـ‪ .‬كيعتقد بأف ىذا النكع مف السمكؾ‬

‫التكحدييف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االجتماعي شائع لدل أغمبية األفراد‬

‫ج_ األخرؽ اجتماعيا‪:‬‬

‫ىؤالء األفراد قد يحاكلكف الحصكؿ بشدة عمى األصدقاء كلكنيـ ال يستطيعكف االحتفاظ‬

‫بيـ‪ ،‬كىذه المشكمة شائعة لدل األفراد الذيف لدييـ عرض (أسبرجر) كأحد األسباب في فشميـ‬

‫‪- 62 -‬‬
‫في إقامة عبلقات اجتماعية طكيمة األمد مع اآلخريف قد يككف عدـ كجكد التبادلية في تعامبلتيـ‬

‫حيث أف أحاديثيـ تدكر غالبا حكؿ أنفسيـ كأنيـ أنانيكف‪.‬‬

‫‪ 2_5‬الخصائص الجسمية كالصحية‪:‬‬

‫تتفؽ كمـ مف سميرة السعدم كالشربيني مع مبلحظات كانر في أف التكحيدييف يبدكف‬

‫بمظير جذاب كصحة جيدة كتضيؼ جكلد ( ‪ )2000‬أف التكحدييف يككف مظيرىـ طبيعيا جدا‬

‫عندما يكلدكف إال أف اضطراب التكحد يمثؿ حالة ال تمنع إصابة الفرد بأمراض أك اضطرابات‬

‫أخرل مترافقة‪ ،‬كما يكضح كؿ مف (جيميبرج‪ ،‬بيترز‪ ):‬بعض المشاكؿ التي تترافؽ مع‬

‫االضطراب كىي‪:‬‬

‫مشاكؿ النظر‪ -‬الحركات المضطربة لمعيكف‪.‬‬

‫_مشاكؿ السمع‪ -‬عجز السمع‪.‬‬

‫_المشاكؿ المحددة لمتخاطب كالمغة‪.‬‬

‫_الحالة غير السكية لمبشرة‪.‬‬

‫_مشاكؿ العظاـ كالمفاصؿ‪.‬‬

‫‪ 3_5‬الخصائص السمككية كالحركية‪:‬‬

‫يكضح السكيدم أف أبرز الصفات لدم التكحدييف ىي ‪:‬‬

‫_السمكؾ التخريبي‪.‬‬

‫_إثارة الذات‪ ،‬حركات ال إرادية كالرفرفة‪.‬‬

‫_قمة الدافعية‪.‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫_االنتقاء الزائد لممثيرات‪ ،‬كالميؿ لمثير معيف بإفراط‪.‬‬

‫_ مقاكمة التغيير‪.‬‬

‫كيمخص الركساف مظاىر النمك الحركي لفئة التكحد في صعكبة أداء الميارات الحركية العامة‬

‫كالميارات الحركية الدقيقة‪.‬‬

‫‪ 4_5‬الخصائص النفسية كاالنفعالية‪:‬‬

‫حتى اآلف لـ تكضح الدراسات التي أجريت عمى التكحد أم مف الخصائص النفسية فيو‬

‫كلكف مع ذلؾ فإف بعض الحاالت التي درست في العيادات الطبية تقترح أنو ال يكجد الكثير مف‬

‫االضطرابات النفسية في التكحد‪ ،‬كالدراسات اإلكمنيكية تشير إلى حدكث االكتئاب في التكحد إال‬

‫أف نسبة االنتشار الدقيقة لبلكتئاب في التكحد ما زالت غير معركفة‪ ،‬كيشير ككؾ كجكلدينغ‬

‫إلى أف المخاكؼ الشديدة كالفكبيا غالبا ما تظير لدل األطفاؿ المصابيف بالتكحد الذيف يعانكف‬

‫مف فرط اإلدراؾ الحسي‪ ،‬كاذا كجد فإنو يستمر لفترة طكيمة باإلضافة إلى ردكد فعؿ غريبة تعيؽ‬

‫تقدميـ كأداءىـ‪.‬‬

‫كلعؿ مف بيف التعبيرات الشاذة في الحاالت االنفعالية النفسية ضرب البطف أك لؼ األصابع‬

‫في حالة التعبير عف الفرح‪ ،‬أك الضحؾ الشاذ غير المكظؼ في حالة التكتر‪ ،‬كقد أكدت‬

‫الدراسات أف الحالة النفسية لمتكحدييف يمكف أف تتبدؿ بيف متضاديف بسرعة دكف سابؽ إنذار‪،‬‬

‫كما يمكف أف يظير الطفؿ المصاب بالتكحد بعض مشاعر الغيرة كاإلحساس بالسعادة كالتعمؽ‬

‫باآلخريف كالحرف‪.‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫كقد تككف حاالت االنفعاالت الحادة كالعدكاف كالصراخ كنكبات الغضب العارمة شائعة في‬

‫األطفاؿ المصابيف بالتكحد ‪ ،‬كمف الممفت لمنظر أف سبب الكثير مف المشاكؿ النفسية قد يككف‬

‫منشأه صحي كجسمي بالدرجة األكلى‪ ،‬فقد يعاني األطفاؿ التكحدييف مف نقص اإلدراؾ الحسي‬

‫لؤللـ أك اإلسياؿ أك اإلمساؾ أك مقاكمة التعب مما ينعكس عمى حالتيـ النفسية بأشكاؿ‬

‫كالصراخ أك عدـ تقبؿ األكامر‪ ،‬كىذا شائع كيأخذ بعيف االعتبار عند التعامؿ مع األطفاؿ‬

‫المصابيف بالتكحد‪.‬‬

‫‪ _6‬أعراض التكحد‪:‬‬

‫_ التفاعؿ االجتماعي‪ :‬حيث يتصفكف بالعزلة كاالنسحاب‪.‬‬

‫_ التكاصؿ‪ :‬كجكد مشاكؿ في التكاصؿ المفظي كغير المفظي كأشكاؿ شاذة مف المغة مثؿ ترديد‬

‫ما يقكلو اآلخركف‪.‬‬

‫_ اضطراب في الحس‪ :‬فأحيانا يظيركف حساسية عالية لممس أك المسؾ كأحيانا ال ييتمكف‬

‫لذلؾ حيث ال يظيركف أم إحساس باأللـ‪.‬‬

‫_ ضعؼ في المعب كالتخيؿ‪ :‬فقد يأخذ المعب شكؿ نمطي أك تكرارم أك تستخدـ المعبة يشكؿ‬

‫شاذ مختمؼ عف استخداميا األصمي‪.‬‬

‫_ظيكر أنماط شاذة مف السمكؾ‪ :‬مثؿ السمكؾ النمطي أك تحريؾ األصابع أك األيدم أك ظيكر‬

‫سمكؾ إيذاء الذات أك الضرب كالتخريب‪ ،‬كىنا تشير الدراسات إلى كجكد نمطيف مف أنماط‬

‫التكحد‪:‬‬

‫األشخاص التكحدييف ذكم الكظيفة المرتفعة كيرتبط بنسب ذكاء ال تقؿ عف المتكسط‪.‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫األشخاص التكحدييف ذكم الكظيفة المنخفضة كيرتبط بنسب ذكاء منخفضة بيف أفراده‪.‬‬

‫‪ _7‬اضطرابات التكاصؿ الشائعة لدل األطفاؿ التكحدييف‪:‬‬

‫‪ 1_7‬تأخر النمك المغكم‪:‬‬

‫_ يستطيع الرضع المناغاة‪ ،‬أك أنيـ يبدؤكف بيا في سنتيـ األكلى ثـ يتكقفكف ‪ ،‬كعادة عدـ قدرة‬

‫الطفؿ عمى اكتساب المغة حتى سف السادسة مف العمر فتستمر لديو عدـ المقدرة عمى‬

‫التكاصؿ‪.‬‬

‫_ عندما تظير لغة الطفؿ يككف شكؿ ىذه المغة غير طبيعي كبيا الكثير مف العيكب كالترديد‬

‫في الحديث( كىي ترديد الكممات كالجمؿ بطريقة غير ذات معنى) كقد تككف الكممات كالجمؿ‬

‫مفيدة كترديد إعبلنات التمفزيكف‪ ،‬كقد أثبتت الدراسات أنيا مرحمة بيف التكاصؿ المفظي كغير‬

‫المفظي كيمكف استخداميا في تنشيط الفعاليات التكاصمية‪.‬‬

‫_ بعض األطفاؿ يككف لدييـ عكػػس الضمائػر (أنػت بدالن مف أنػا ) كنسخ ما يقكلو اآلخركف‬

‫( كالببغاء)‪.‬‬

‫_ كقد يككف ىناؾ اضطراب في إخراج الصكت كالمغة‪ ،‬فبعض األطفاؿ يتحدثكف بنبرة بطيئة‬

‫ثابتة بدكف تغير حدة الصكت أك إظيار أم انفعاالت‪ ،‬كقد يككف ىناؾ مشاكؿ في المحادثة‬

‫كالتي غالبان ما تتحسف مع النمك‪ ،‬كآخركف قد يككف لدييـ الحديث المتقطع‪.‬‬

‫‪ 2_7‬شيكع المشكالت المغكية‪:‬‬

‫شيكع المشكبلت المغكية يعتقد الكثير مف المختصيف أف المشكبلت المغكية مف أكثر كأىـ‬

‫المشكبلت المميزة لمتكحدييف‪ ،‬فيناؾ ‪ %50‬مف التكحدييف ال يستطيعكف التعبير المغكم المفيكـ‪،‬‬

‫‪- 66 -‬‬
‫كعندما يستطيعكف الكبلـ تككف لدييـ بعض المشكبلت في التكاصؿ المغكم‪ ،‬كىذه المشكبلت‬

‫العامة ىي التي تحػػدد تطكر الطفؿ التكحدم كتحسنو‪ ،‬كمنيا‪:‬‬

‫‪ .1‬تأخر النطؽ أك انعدامو‪.‬‬

‫‪ .2‬فقد المكتسبات المغكية‪.‬‬

‫‪ .3‬تكرار الكبلـ الترديد لما يقكلو اآلخركف كالببغاء‪.‬‬

‫‪ .4‬سكء التعبير الحركي المفظي‪.‬‬

‫‪ .5‬شيكع كممات كجمؿ بدكف معنى‪.‬‬

‫‪ .6‬عدـ القدرة عمى تسمية األشياء‪.‬‬

‫‪ .7‬إعادة الكممة أك الجممة عدة مرات‪.‬‬

‫‪ .8‬عدـ نمك لغة مفيكمة حتى لك استطاع النطؽ‪.‬‬

‫‪ .9‬عدـ القدرة عمى التكاصؿ المغكم مع اآلخريف‪.‬‬

‫‪ .10‬اإلسقاط كىي نطؽ الجمؿ كالعبارات ناقصة‪.‬‬

‫‪ .11‬عدـ القدرة عمى التعبير عف نفسو ‪ ،‬كالتكاصؿ مع اآلخريف ‪.‬‬

‫‪ .12‬عدـ القدرة عمى التعمـ كالتدريب المفظي‪.‬‬

‫‪ 3_7‬ضعؼ فيـ المغة‪:‬‬

‫_اإلدراؾ المغكم لدل ىؤالء األطفاؿ فيو اضطراب بدرجات مختمفة‪ ،‬فإذا كاف التكحد مصحكب‬

‫بتخمؼ فكرم فعادة ما يككف لدم الطفؿ كمية ضئيمة مف المغة المفيكمة‪ ،‬كاآلخركف الذيف لدييـ‬

‫اضطراب أقؿ قد يتابعكف التعميمات المصحكبة باإلشارة ‪ ،‬أما ىمف كانت إصابتيـ طفيفة فقد‬

‫‪- 67 -‬‬
‫يككف لدييـ صعكبة في االختصارات كالمغة الدقيقة‪ ،‬كما أنيـ ال يستطيعكف فيـ تعبيرات المزاح‬

‫كالسخرية‪.‬‬

‫_ يكاجو األطفاؿ التكحديكف مشكبلت في تذكر تسمسؿ الكممات كلذلؾ يمكف كتابة التعميمات‬

‫عمى الكرؽ إذا كاف الطفؿ يستطيع القراءة‪.‬‬

‫_ تعمـ األسماء أكثر سيكلة مف تعمـ األفعاؿ‪ :‬فالطفؿ يستطيع تككيف صكرة لبلسـ في مخيمتو‪،‬‬

‫بينما مف الصعب عميو عمؿ ذلؾ بالنسبة لغير األسماء لذا‪ :‬يينصح بأف تيعرض الكممات بصكرة‬

‫كاضحة لمطفؿ‪.‬‬

‫‪ 4_7‬ضعؼ التكاصؿ‪:‬‬

‫_ تؤثر اإلعاقة لدل األطفاؿ التكحدييف عمى ميارات التكاصؿ المفظي‪ :‬فيـ يكصفكف بأف لدييـ‬

‫قصك انر كميان في نمك المغة المنطكقة ‪ ،‬إذ أنيـ ال يتكممكف ‪ ،‬كتصبح لدييـ إعاقة في إقامة‬

‫محادثات مع اآلخريف‪.‬‬

‫_عندما ال يتطكر الكبلـ لدييـ فإف الخصائص الكبلمية مثؿ طبقة الصكت؛كالتنغيـ؛ كمعدؿ‬

‫الصكت؛ كايقاع كنبرة الصكت تككف شاذة‪.‬‬

‫_ تكصؼ لغة التكاصؿ لدييـ بأنيا تك اررية أك نمطية مثؿ تكرار كممات أك جمؿ مرتبطة‬

‫بالمعنى‪.‬‬

‫_ يتميزكف بأف لغتيـ ليا خصكصية غريبة‪ ،‬فبل يفيميا إال األشخاص الذيف يألفكف أسمكب‬

‫تكاصميـ فقط‪ ،‬كىـ غير قادريف عمى فيـ األسئمة البسيطة‪ ،‬كيككنكا غير قادريف عمى دمج‬

‫الكممات مع اإليماءات لفيـ الحديث‪.‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫_ في الطفكلة المبكرة‪ ،‬قد يشيركف لآلخريف أك يجذبكنيػـ باليد إلى األشياء التي يرغبكنيا بدكف‬

‫يشارككف في‬ ‫أم تعبيرات عمى الكجو‪ ،‬كقد يحرككف رؤكسيـ أك أيدييـ عند الحديث‪ ،‬كعادة ال‬

‫األلعاب التي تحتاج إلى تقميد كمحاكاة‪ ،‬كما أنيـ ال يقمدكف ما يعممو كالدييـ كأقرانيـ‪.‬‬

‫_ كفي المرحمة الكسطى كالمتأخرة‪ :‬ال يستخدـ ىؤالء األطفاؿ عادة اإلشارة حتى عندما يفيمكف‬

‫إشارة اآلخريف‪ ،‬البعض منيـ قد يستخدـ اإلشارة كلكف عادة ما تككف متكررة ‪ ،‬كىؤالء األطفاؿ‬

‫عادة ما يظيركف المتع ػػة كالخكؼ أك الغضب‪ ،‬كلكف قد ال يظيركف سكل طرفي االنفعاالت‪،‬‬

‫كما أنيـ ال يظيركف التعبيرات االنفعالية عمى الكجو التي تظير االنفعاالت الدقيقة‪.‬‬

‫‪ 5_7‬الصمت االختيارم‪:‬‬

‫ىي حالة نادرة جدان‪ ،‬حيث يككف الطفؿ التكحدم كاألصـ األبكـ ‪ ،‬فيك ال يعير اآلخريف‬

‫كاألصكات أم انتباه‪ ،‬كال ينط ػػؽ بأم كممػ ػػة في أم كقت‪ ،‬قياس السمع لديو طبيعي‪ ،‬كلكنو ال‬

‫يرغب في التكاصؿ مع اآلخريف‪.‬‬

‫‪ 6_7‬اضطرابات المغة‪:‬‬

‫تتمثؿ اضطرابات المغة في ضعؼ أك غياب القدرة عمى التعبير عف األفكار أك عف‬

‫تفسيرىا كفقان لنظاـ رمزم مقبكؿ بيدؼ التكاصؿ ‪ .‬كفيما يمي قائمة بأىـ المؤشرات عمى‬

‫االضطرابات الكبلمية كالمغكية ‪:‬‬

‫(‪ )1‬عدـ كضكح الكبلـ أك المغة‪.‬‬

‫(‪ )2‬تكمـ الطفؿ بطريقة مختمفة تمامان عف األطفاؿ اآلخريف‪.‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫(‪ )3‬إظيار الطفؿ ألنماط جسمية غير عادية عندما يتكمـ كأف يحرؾ بطرؽ ممفتو لمنظر فمو‬

‫أك لسانو أك يديو أك رأسو ‪.‬‬

‫(‪ )4‬ظيكر بعض المبلمح عمى أف الطفؿ يشعر بالحرج كعدـ االرتياح عندما يتكمـ‪.‬‬

‫(‪ )5‬عدـ مبلءمة نكعية الصكت مثؿ التكمـ مف األنؼ أك بحة الصكت كغير ذلؾ‪.‬‬

‫‪ _8‬التكحد كاضطراب التكاصؿ‪:‬‬

‫حيث أف اضطرابات المغة كالكبلـ كالجكانب المعرفية مظاىر أساسية في التكحد‪ ،‬فإنو مف‬

‫المتكقع أف يككف ىناؾ تشابو بيف التكحد كاالضطرابات المغكية‪ ،‬كبسبب ىذا التشابو فإنو يتـ‬

‫الخمط أحيانان بيف التكحد كىذه االضطرابات‪.‬‬

‫كاضطرابات المغة االستقبالية كجد أنيا تتشابو مع اضطرابات المغة التي يظيرىا األطفاؿ‬

‫التكحدييف‪ ،‬نتائج الدراسات في ىذا المجاؿ أشارت إلى انو مع كجكد تشابو بيف التكحد‬

‫كاضطرابات المغة االستقبالية فإنو يمكف التمييز بيف االضطرابييف‪.‬‬

‫كنؤكد أف األطفاؿ مف ذكم االضطرابات المغكية االستقبالية يحاكلكف التكاصؿ باإليماءات‬

‫كبتعبيرات الكجو لمتعكيض عف مشكمة الكبلـ‪ ،‬بينما األطفاؿ التكحدييف فإنيـ ال يظيركف‬

‫تعبيرات انفعالية مناسبة أك رسائؿ غير لفظية مصاحبة‪ ،‬قد تظير المجمكعتاف إعادة الكبلـ‬

‫كلكف األطفاؿ التكحدييف يظيركف إعادة كبلـ كخاصة إعادة الكبلـ المتأخر أكثر‪ ،‬يفشؿ‬

‫األطفاؿ التكحدييف في استخداـ المغة ككسيمة اتصاؿ كلكف األطفاؿ في اضطرابات المغة‬

‫يتعممكف فيـ مفاىيـ المغة األساسية كالرمكز غير المحكية كيحاكلكف التكاصؿ مع اآلخريف‬

‫‪- 70 -‬‬
‫‪،‬كبناء عميو فإف القدرة أك القابمية عمى التعمـ كالتعامؿ مع الرمكز تعتبر الفارؽ الرئيسي بيف‬
‫ن‬

‫المجمكعتيف‪.‬‬

‫‪ _9‬تشخيص التكحد‪:‬‬

‫يعرؼ الركساف التشخيص بأنو تفسيرات إجرائية تتمثؿ في إصدار حكـ عمى ظاىرة ما بعد‬

‫قياسيا‪ ،‬أك مكضكع ما كفؽ معايير خاصة بتمؾ الظاىرة‪ .‬كيعتبر تشخيص التكحد مف أصعب‬

‫المراحؿ التي يمر بيا الطفؿ كتتطمب عممية التشخيص فريؽ عمؿ متعدد التخصصات‪:‬‬

‫_ فريؽ طبي‬

‫_ أخصائي نفسي‬

‫_ أخصائي اجتماعي‬

‫_ أخصائي تربكم كسمككي‬

‫_ أخصائي تخاطب كعبل ج لغكم‬

‫كيرل الخطيب كالحديدم ( ‪1998‬ـ‪ )156:‬أف الخصائص التي أكردىا كارنر جديرة بالذكر‬

‫ألنيا ال تزاؿ صحيحة كتصؼ الشكؿ التقميدم لمتكحد كتتضمف‪:‬‬

‫العجز عف بناء عبلقات‪ ،‬التأخر في اكتساب المغة‪ ،‬استخداـ المغة المنطكقة بطريقة غير‬

‫تكاصمية بعد تطكيرىا‪ ،‬الترديد الكبلمي غير الطبيعي عكس الضمائر‪ ،‬المعب بطريقة نمطية‬

‫تك اررية‪ ،‬االنزعاج مف التغير‪ ،‬الذاكرة االستظيارية الجيدة‪ ،‬المظير الجسمي العادم ‪ ،‬كفي أكائؿ‬

‫الستينيات صدر تقرير عف الجماعة البريطانية العاممة اقترحت فيو قائمة مف تسع نقاط عرفت‬

‫‪- 71 -‬‬
‫باسـ نقاط كريؾ التسعة لكي تستخدـ في تشخيص األطفاؿ الفصامييف كقد انتقدت ىذه النقاط‬

‫لعدـ كجكد معمكمات محددة لعدد النقاط التسع الضركرية كالتي تكفي لمتشخيص‪.‬‬

‫)‪ (DSM‬لمجمعية‬ ‫كلقد مر تشخيص التكحد حسب الدليؿ التشخيصي لؤلمراض النفسية‬

‫األمريكية لمطب النفسي بعدة تعديبلت مف الطبعة الثالثة كالطبعة الثالثة المعدلة كحتى الطبعة‬

‫الرابعة )‪ (DSM IV‬كفييا يجب أف يعاني الطفؿ مف ستة أعراض عمى األقؿ في النكاحي‬

‫التالية‪:‬‬

‫أكالن العالقات االجتماعية‪ :‬كيجب أف يعاني الفرد مف عرضيف عمى األقؿ في ىذا المجاؿ كالذم‬

‫يشتمؿ عمى‪:‬‬

‫‪.1‬التكاصؿ الغير لغكم‪.‬‬

‫‪.2‬عدـ القدرة عمى اكتساب الصداقات مع اآلخريف‪.‬‬

‫‪.3‬عدـ الرغبة في مشاركة اآلخريف‪.‬‬

‫‪.4‬ضعؼ التبادؿ العاطفي كاالجتماعي مع اآلخريف‪.‬‬

‫ثانيان‪:‬ضعؼ التكاصؿ‪ :‬كيجب أف يعاني الفرد ىنا مف عرض كاحد عمى األقؿ مف األعراض‬

‫التالية‪:‬‬

‫عدـ النطؽ أك التأخر في الكبلـ‪.‬‬

‫عدـ الرغبة في البدء بالكبلـ أك االستمرار في الحديث‪.‬‬

‫ترديد بعض الكممات بشكؿ متكرر أك استعماؿ كممات غريبة أك غير مفيكمة‪.‬‬

‫عدـ القدرة عمى المعب التخيمي أك التقميد االجتماعي‪.‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫ثالثان‪ :‬نشاطات كأفعاؿ متكررة ‪ :‬كىنا يجب أف يعاني الفرد مف عرض كاحد عمى األقؿ مف‬

‫األعراض التالية‪:‬‬

‫_ االنشغاؿ بنشاط محدكد كمتكرر‬

‫_ التمسؾ بالركتيف‬

‫_ حركات تك ارريو‬

‫_ التعمؽ ببعض األدكات كاألشياء‬

‫كلقد ظيرت العديد مف المقاييس التي مف الممكف أف تغطي الجكانب المختمفة مف االضطراب‬

‫كمنيا‪:‬‬

‫أ‪.‬قكائـ الشطب‪:‬‬

‫قائمة تقدير األطفاؿ ذكم التكحد )‪(C.A.R.S‬‬

‫قائمة شطب سمككيات التكحد )‪(ABC‬‬

‫قائمة شطب أطفاؿ التكحد )‪(CHAT‬‬

‫جميع ىذه القكائـ تركز عمى المظاىر السمككية لذكم التكحد كتتـ عف طريؽ المبلحظة أك سؤاؿ‬

‫الكالديف كاألشخاص القريبيف‪.‬‬

‫ب‪ .‬االختبارات النفسية التي تقيس القدرات العقمية كالمغكية‪:‬‬

‫_اختبار الينكل لمقدرات النفس لغكية‪.‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫_مقياس ككسمر لمذكاء‪:‬‬

‫_تضيؼ كفاء الشامي أنو مف المضؿ استخداـ مقياس الذكاء (مثؿ ككسمر ‪ ،‬ستانفكرد بنيو) مع‬

‫األطفاؿ التكحدييف ذكم األداء العالي‪ ،‬بينما يفضؿ استخداـ مقياس ليتر الدكلي لؤلداء ألنو غير‬

‫مؤقت األداء كما أف جميع بنكده ال تتطمب كبلـ بيف المختص كالمفحكص‪.‬‬

‫ج‪ .‬مقاييس تيتـ بالجكانب االجتماعية كالتكاصؿ‪:‬‬

‫_مقياس فينبلند لمنضج االجتماعي‪.‬‬

‫_تقدير المغة مف خبلؿ سمككيات المعب‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الفحكصات الطبية‪:‬‬

‫_اختبار تقييـ السمع‪.‬‬

‫_التخطيط الكيربائي لممخ‪.‬‬

‫_األشعة المقطعية كالمغناطيسية لمدماغ الستبعاد األكراـ كاإلصابات‪.‬‬

‫_تحميؿ البيبتايد في البكؿ‪.‬‬

‫_تحميؿ المناعة‪.‬‬

‫_التخطيط الكيربائي لممخ‪.‬‬

‫_تحميؿ الدـ الركتيني‪.‬‬

‫‪ _10‬التشخيص الفارؽم لمتكحد‪:‬‬

‫نظ ار لكجكد تشابو بيف خصائص األطفاؿ ذكم التكحد كبيف األطفاؿ ذكم االضطرابات‬

‫األخرل فانو يجب التأكد كالتمييز بينيـ كبيف بعض االضطرابات األخرل مثؿ‪:‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫‪ 1_10‬التكحد كاإلعاقة العقمية‪:‬‬

‫_ذكم اإلعاقة العقمية قدراتيـ االجتماعية أعمى مف ذكم التكحد‪.‬‬

‫_قدرات ذكم اإلعاقة العقمية في الميمات غير المفظية اقؿ مف ذكم التكحد‪.‬‬

‫_قدرات ذكم اإلعاقة العقمية المغكية تككف متناسبة مع قدراتيـ العقمية كذكم التكحد قدراتيـ‬

‫المغكية ضعيفة أك قد تككف معدكمة‪.‬‬

‫_كجكد العيكب الجسمانية لدل ذكم التكحد اقؿ مف ذكم التخمؼ العقمي‪.‬‬

‫_يظير بعض ذكم التكحد ميارات كقدرات خاصة تشمؿ الذاكرة كالمكسيقى كالفف كالرياضيات‬

‫بينما ال يظير ذكم اإلعاقة العقمية مثؿ ىذه القدرات‪.‬‬

‫_طبيعة السمككيات النمطية لدل ذكم التكحد تختمؼ عف ذكم التخمؼ العقمي‪.‬‬

‫‪ 2_10‬التكحد كفصاـ الطفكلة‪:‬‬

‫_العبلقات االجتماعية لدل ذكم الفصاـ أعمى مف ذكم التكحد‪.‬‬

‫_اليبلكس كاألكىاـ كفقداف ترابط الكبلـ تكجد في الفصاـ كال تكجد في التكحد‪.‬‬

‫‪ 36‬شي ار بينما مف الممكف أف يبدأ الفصاـ في الطفكلة‬ ‫_يبدأ اضطراب التكحد قبؿ سف‬

‫المتأخرة‪.‬‬

‫‪ 4‬أكالد مقابؿ بنت‬ ‫_نسبة حدكث الفصاـ لدل الذككر كاإلناث متساك بينما في التكحد تككف‬

‫كاحده‪.‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫‪ 3_10‬التكحد كاضطراب التكاصؿ‪:‬‬

‫_األطفاؿ ذكم االضطرابات المغكية االستقبالية يحاكلكف التكاصؿ بااليماءت بينما ذكم التكحد‬

‫ال يظيركف تعبيرات انفعالية مناسبة‪.‬‬

‫_يستطيع األطفاؿ ذكم االضطرابات المغكية تعمـ مفاىيـ المغة األساسية كالتعامؿ مع الرمكز‬

‫المحكية بينما ال يستطيع ذكم التكحد فعؿ ذلؾ ‪.‬‬

‫‪ 4_10‬التكحد كاضطرابات السمع كالبصر‪:‬‬

‫مف الممكف أف يظير األطفاؿ ذكم الصمـ بعض المظاىر مثؿ االنسحاب االجتماعي‬

‫كاالنزعاج مف تغيير الركتيف كلكف ىذه السمككيات تعتبر ثانكية لدل ذكم الصمـ كلكنيا أكلية‬

‫كأساسية في ذكم التكحد‪.‬‬

‫يظير بعض المكفكفيف كضعاؼ البصر سمككيات مثؿ االستثارة الذاتية إضافة إلى حركات‬

‫نمطية تشبو ما يظيره بعض ذكم التكحد‪.‬‬

‫‪_11‬أشكاؿ التكحد‪:‬‬

‫تصدر الجمعية األمريكية لمتكحد تصنيفا يتـ مف خبللو تشخيص االضطراب إلى خمسة‬

‫اضطرابات كىي‪:‬‬

‫‪ 1_11‬التكحد التقميدم‪:‬‬

‫كىك ما يظير لدل األطفاؿ في الطفكلة المبكرة كيككف لدييـ مشكبلت في التفاعؿ‬

‫االجتماعي كالتكاصؿ كالمعب كالسمكؾ ‪ ،‬كينتج مف خمؿ في الجياز العصبي مما يؤثر في‬

‫كظائؼ المخ‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫‪ 2_11‬طيؼ التكحد‪ :‬كيشتمؿ عمى‬

‫أ_ اضطراب النمك الشامؿ غير المحدد‪:‬‬

‫كيشتمؿ عمى العديد مف مظاىر التكحد كلكف في الغالب يككف بدرجة بسيطة كليس الشديدة‬

‫أك الكاممة لكؿ جكانب االضطراب كيتضح في الجكانب االجتماعية كالتكاصؿ المفظي كغير‬

‫المفظي‪.‬‬

‫ب_عرض ريت‪:‬‬

‫يككف النمك في البداية طبيعيا مف حيث الجكانب الحركية كمحيط الرأس ثـ يقؿ نمك الرأس‬

‫بيف ‪ 48-5‬شي ار كمف ثـ فقداف لمقدرات الحركية كالقدرات المغكية كالترابط االجتماعي كتخمؼ‬

‫عقمي شديد كتتدىكر الحالة بتقدـ العمر‪.‬‬

‫ج_عرض اسبيرجر‪:‬‬

‫كاف أسبرجر مف كصؼ متبلزمة أسبرجر كمجمكعة مف الخصائص السمككية‪ ،‬يككف لدل‬

‫الطفؿ ضعؼ في التفاعؿ االجتماعي كبعض السمككيات النمطية كال يكجد لديو تأخر في المغة‬

‫أك التطكر المعرفي أك العناية بالذات‪.‬‬

‫د_ اضطراب الطفكلة االنحاللي‪:‬‬

‫كيظير بعد سنتيف مف عمر الطفؿ حيث يبدأ الطفؿ بفقداف الميارات األساسية كيصبح لديو‬

‫حركات غير عادية كمشاكؿ في المغة االستقبالية كالتعبيرية كالميارات االجتماعية كالسمكؾ‬

‫التكيفي كمشكبلت في التكاصؿ كظيكر سمككيات نمطية كتك اررية كعادة يصحب بتخمؼ عقمي‬

‫شديد‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫كيرل سميث بأف اضطراب الطفكلة االنحبللي يعد ناد ار جدا كالسمة األكثر تميي از ىك أف‬

‫ىؤالء يككف نمكىـ مشابو لنمك أقرانيـ العادييف حتى سف ‪ 6-5‬سنكات كىك الكقت الذم يبدأ فيو‬

‫االرتكاز النمائي كبشكؿ خاص في المغة‪.‬‬

‫‪ _12‬عالج اضطراب التكحد‪:‬‬

‫و‬
‫شاؼ بعد الضطراب التكحد‪ ،‬كليست ىناؾ طريقة عبلج كاحدة تناسب جميع‬ ‫لـ يكجد عبلج‬

‫الحاالت‪ ،‬كاليدؼ مف العبلج ىك زيادة قدرة الطفؿ عمى أداء األعماؿ بأكبر قدر ممكف مف‬

‫خبلؿ الحد مف أعراض اضطراب التكحد كدعـ النمك كالتعمـ لديو‪ ،‬كيمكف لمتدخؿ المبكر خبلؿ‬

‫سنكات ما قبؿ المدرسة أف يساعد طفمؾ عمى تعمـ الميارات االجتماعية كالكظيفية كالسمككية‬

‫الحيكية كميارات التكاصؿ‪.‬‬

‫كقد تساعد مجمكعة مف طرؽ العبلج كالتدخبلت المنزلية كالمدرسية في عبلج اضطراب‬

‫‪ ،‬كما يمكف لمقدـ الرعاية الصحية أف‬ ‫التكحد‪ ،‬كما قد تتغير احتياجات طفمؾ بمركر الكقت‬

‫يكصي بخيارات كيساعدؾ عمى التعرؼ عمى المكارد في منطقتؾ‪.‬‬

‫إذا تـ تشخيص طفمؾ باضطراب طيؼ التكحد‪ ،‬تحدث إلى الخبراء بشأف كضع إستراتيجية‬

‫لمعبلج كتككيف فريؽ مف المتخصصيف لتمبية احتياجات طفمؾ التي قد تشمؿ خيارات العبلج‪:‬‬

‫‪ 1_12‬العالجات السمككية كاالتصالية‪:‬‬

‫تعالج العديد مف البرامج مجمكعة مف الصعكبات االجتماعية كالمغكية كالسمككية المرتبطة‬

‫باضطراب طيؼ التكحد‪ ،‬كتركز بعض البرامج عمى الحد مف السمككيات المثيرة لممشاكؿ‪ ،‬كتعميـ‬

‫ميارات جديدة‪ ،‬كتركز بعض البرامج األخرل عمى تعميـ األطفاؿ كيفية التصرؼ في المكاقؼ‬

‫‪- 78 -‬‬
‫االجتماعية أك التكاصؿ بشكؿ أفضؿ مع اآلخريف‪ ،‬ككذلؾ يمكف أف يساعد تحميؿ السمكؾ‬

‫التطبيقي ( ‪ )ABA‬األطفاؿ عمى تعمـ ميارات جديدة كتعميـ ىذه الميارات في حاالت متعددة‬

‫مف خبلؿ نظاـ التحفيز القائـ عمى المكافآت‪.‬‬

‫‪ 2_12‬العالجات التربكية‪:‬‬

‫جيدا لمبرامج التربكية التي تتميز‬


‫غالبا ما يستجيب األطفاؿ المصابكف باضطراب التكحد ن‬
‫ن‬

‫بدرجة عالية مف التنظيـ‪ ،‬حيث تتضمف البرامج الناجحة عادةن فريقنا مف االختصاصييف‪،‬‬

‫كمجمكعة متنكعة مف األنشطة لتحسيف الميارات االجتماعية كميارات االتصاؿ كالسمكؾ‪،‬‬

‫غالبا ما يظير األطفاؿ قبؿ سف المدرسة ممف يحظكف بتدخبلت سمككية فردية مركزة‬
‫ككذلؾ ن‬

‫جيدا‪.‬‬
‫تقدما ن‬
‫ن‬

‫‪ 3_12‬العالج األسرم‪:‬‬

‫يمكف أف يتعمـ اآلباء كأفراد األسرة اآلخركف كيفية المعب كالتفاعؿ مع أطفاليـ المرضى‬

‫بطرؽ تحفز الميارات االجتماعية كتعالج المشكبلت السمككية كتعمميـ ميارات الحياة اليكمية‬

‫كالتكاصؿ‪.‬‬

‫‪ 4_12‬العالجات األخرل‪:‬‬

‫بناء عمى احتياجات طفمؾ‪ ،‬فإف عبلج النطؽ لتحسف ميارات التكاصؿ‪ ،‬كالعبلج الميني‬

‫مفيدا‪ ،‬كىنا‬
‫لتعميـ أنشطة الحياة اليكمية‪ ،‬كالعبلج الطبيعي لتحسيف الحركة كالتكازف قد يككف ن‬

‫يكصي الطبيب النفسي بإتباع طرؽ لعبلج مشاكؿ السمكؾ دكما‪.‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫‪ 5_12‬التدخالت الدكائية‪:‬‬

‫ليس ىناؾ أم دكاء في إمكانو تحسيف العبلمات األساسية الضطراب التكحد‪ ،‬كلكف ىناؾ‬

‫أدكية معينة تساعد في السيطرة عمى األعراض‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ قد تكصؼ بعض األدكية‬

‫أحيانا في‬
‫ن‬ ‫لمتكحدم في حاؿ كاف يعاني مف فرط النشاط؛ تستخدـ األدكية المضادة لمذىاف‬

‫عبلج المشكبلت السمككية الحادة؛ كما قد تكصؼ مضادات االكتئاب لعبلج القمؽ‪.‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫المحاضرة الخامسة‬

‫‪- 81 -‬‬
‫اإلعاقة الذىنية (التأخر العقمي)‬

‫‪ _1‬تعريؼ اإلعاقة اؿذىنية‪:‬‬

‫حاكؿ العديد مف المتخصصيف تعريؼ اإلعاقة الذىنية فنظر كؿ منيـ لئلعاقة الذىنية‬

‫تخصصو‪ ..‬كلقد اىتـ بتعريؼ‬ ‫بشكؿ كبير مف كجية نظره المينية ك طبقا لطبيعة مينتو أك‬

‫ظاىرة اإلعاقة العقمية األطباء‪ ،‬عمماء التربية‪ ،‬عمماء عمـ النفس‪ ،‬العامميف في مجاؿ الخدمة‬

‫االجتماعية‪ ،‬ك حتى القانكنييف‪.‬‬

‫‪ 1_1‬التعريفات الطبية ‪:‬‬

‫مف المعركؼ أف األطباء ھـ أكؿ مجمكعة مف الـ ھنييف ممف تعاممكا مع اإلعاقة العقمية ‪،‬‬

‫كلقد تعاممكا مع ىذه اؿظاىرة مف خبلؿ كجية نظر إكمينيكية بشكؿ كبير ‪ ،‬فعرفكا اإلعاقة العقمية‬

‫في الغالب األعـ اعتمادا عؿل مظ اه ر النمك العضكم لمجياز العصبي أك األمراض الكراثية أك‬

‫إصابات اؿجياز العصبي الناشئة قبؿ أك أثناء الميبلد أك في مرحمة الطفكلة كمنيـ مف عرفيا‬

‫مف األطباء نجد‪:‬‬

‫تعريؼ تردجكلد " ‪" TredGold:‬‬

‫عرؼ تردجكلد اإلعاقة العقمية بأف ىا " حالة يعجز فی ھا العقؿ عف الكصكؿ إلي مستكم‬

‫الفرد العادم أك استكماؿ النمك " ك يرل في ھذا التعريؼ أف اإلعاقة العقمية ناتجة بسبب خمؿ‬

‫في اؿجياز العصبي نتيجة عدـ االكتماؿ ألم سبب مف األسباب العضكية بحيث تككف‬

‫اإلصابة ذات تعريؼ جيرفيس "‪" Jervis‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫عرؼ جيرفيس اإلعاقة العقمية عمي أف ھا " حالة تكقؼ أك عدـ استكماؿ لمنمك العقمي نتيجة‬

‫لمرض أك إصابة قبؿ سف المراىقة ‪ ،‬أك أف يككف نتيجة لعكامؿ جينية " ك قد ركز ھذا التعريؼ‬

‫أيضا عمي الجانب العضكم العصبي مضمنا التعريؼ بعض األسباب العضكية التي قد تؤدم‬

‫لحدكث اإلعاقة العقمية * مرض ‪ ،‬إصابة ‪ ،‬عكامؿ كراثية * ( ‪) JIRVIS :1952‬‬

‫‪ 2_1‬التعريفات االجتماعية‪:‬‬

‫أ_ تعريؼ دكؿ‪:‬‬

‫عرؼ دكؿ اإلعاقة العقمية عمي أ نيا " حالة مف عدـ االستطاعة االجتماعية ترجع إلي التخمؼ‬

‫العقمي ‪ ،‬ك ىذه الحالة غير قابمة لمشفاء " ك قد نص التعريؼ عمي أف الفرد المعاؽ عقميا‪:‬‬

‫_ غير كؼء اجتماعيا ك مونيا ك ال يستطيع أف يسير أمكره كحده ‪.‬‬

‫_ دكف األسكياء في القدرة العقمية العامة " الذكاء‪.‬‬

‫_ يظؿ متخمفا عقميا عند بمكغ سف الرشد‪.‬‬

‫_ يظير تخؿفو منذ الكالدة أك في سف مبكرة ‪.‬‬

‫_ يرجع تخمفو العقمي إؿل عكامؿ تككينية في األصؿ‪.‬‬

‫_ غير قابؿ لمشفاء‪.‬‬

‫كنجد أف دكؿ ال يعتمد عمي محؾ كاحد في تشخيص التخمؼ العقمي كيرل ضركرة االعتماد‬

‫عؿل عدة محكات‪ ،‬كيتطمب ذلؾ دراسة ظركؼ الحالة كنكع الخبرات التي تعرض ليا أثناء النمك‬

‫ككذلؾ الظركؼ االجتماعية كالثقافية التي أثرت في النمك‪ ..‬كاف كاف قد قدـ الجانب االجتماعي‬

‫في التعريؼ عندما بدأ التعريؼ بأف اإلعاقة اؿذىنية عبارة عف عدـ االستطاعة االجتماعية ك ھك‬

‫‪- 83 -‬‬
‫المحؾ الرئيسي لمحكـ عمي الفرد بأف يككف معاقا اجتماعيا أك ال كبعد ذلؾ أرجع عدـ‬

‫االستطاعة العقمية ھذه لمقصكر في المظا ھر العقمية ‪ ..‬كلذلؾ قاـ دكؿ ‪ 1947‬بإعداد مقياس‬

‫فينبلند لمنضج االجتماعي " ‪ " Scale Maturity Social Vineland‬لتأكيده عؿل جانب عدـ‬

‫االستطاعة االجتماعية الذم تحدثنا عنو‪.‬‬

‫ب_ تعريؼ " سارسكف ‪:1953‬‬

‫يظير فييا عدـ التكافؽ االجتماعي‪،‬‬ ‫عرؼ سارسكف اإلعاقة العقمية عمي أنيا " حالة‬

‫"كنرل ىنا أيضا التركيز عمي الجانب‬ ‫ك تصاحب بقصكر في الجياز العصبي المركزم‬

‫االجتماعي كاعتباره المحؾ األكؿ لمتقييـ كالجانب األكلي بالتركيز بالرغـ مف عدـ قدرة‬

‫االجتماعيف مف إغفاؿ الجانب العضكم ‪.‬‬

‫‪" 3_1‬التعريؼ التربكم"‬

‫فيركز عمى عدـ القدرة عمى التعميـ في مستك ل العادييف ك عمى أساس مدت القدرة في‬

‫االستعداد كاالنجاز التحصيمي لد ل األطفاؿ‪ .‬حيث يعرؼ الطفؿ المعاؽ بأنو الطفؿ الذم يعاني‬

‫ج‬ ‫ال يستطيع أف يستفيد إلى درجة كبيرة مف براـ‬ ‫مف تخمؼ دراسي كبطء في التعمـ‪ ،‬فيك‬

‫المدارس العادية بسبب قصكر في القدرة العقمية‪ .‬أما بع ض التربكييف فقد أشاركا إلى أف اإلعاقة‬

‫ئ التعميمية كعدـ قدرتيا عمى االستجابة لبلحتياجات التعميمية‬


‫العقمية تنتج عف عدـ مبل ءمة البية‬

‫لمفرد بشكؿ مناسب‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫‪ 4_1‬تعريؼ الجمعية األمريكية ؿإل عاقة العقمية‪:‬‬

‫يتميز تعريفيا مف غيره بأنو يتضمف ثبلثة محكات أساسية يجب تكفيرىا قبؿ الحكـ عمى‬

‫فرد بأنو متخمؼ عقميا‪ ،‬كىذه المحكات حسب‪ (:‬كامؿ اؿال ال‪)205، 2011:‬‬

‫أ_ انخفاض داؿ في الكظائؼ العقمية‪:‬‬

‫(مقياس ككسمر تككف درجة‬ ‫كيقصد بذلؾ ىك كجكد مقدار انحرافيف معياريف عف المتكسط‬

‫الذكاء أقؿ ‪ 70‬أما مقياس ستانفكرد بينيو تككف درجة الذكاء أقؿ مف (‪)68‬‬

‫ب _ قصكر في السمكؾ التكيفي‪:‬‬

‫كيشير ىذا المفيكـ إلى درجة كفاية الفرد عمى االستجابة لمتكقعات االجتماعية لمف ىـ في‬

‫باالستقبللية الشخصية أك المس ؤكلية‬ ‫مثؿ عمره أك ؼ ئتو االجتماعية‪ ،‬سكاء فيما يتعمؽ‬

‫االجتماعية ‪.‬‬

‫ج_ ظيكر انخفا ض في الكظا ئؼ العقمية كالقصكر التكيفي خبلؿ مرحمة النمك‪ ،‬أم دكف سف‬

‫الثامنة عشر‪ ،‬كعميو فإف احتماالت القصكر في الكظا ئؼ العقمية كالتي قد يصاحبيا عجز في‬

‫السمكؾ التكيفي كالتي قد تحدث في مراحؿ عمرية الحقة نتيجة عامؿ مختمفة ال يمكف تصنيفيا‬

‫عمى أنيا حاالت إعاقة عقمية‪.‬‬

‫‪ _2‬الفرؽ بيف اإلعاقة العقمية كالمرض العقمي‪:‬‬

‫‪ ‬المعاؽ عقميا‪ :‬ىك مف يعاني مف تأخر أك تكقؼ النمك العقمي ألسباب تحدث في مراحؿ‬

‫النمك األكلى منذ لحظة اإلخصاب حتى سف المراىقة‪ ،‬مما م ؤدم إلى نقص الذكاء‬

‫كنقص القدرة عمى التعمـ كالتكيؼ‪ ،‬كلذلؾ ىي حالة غير قابمة لمشفاء‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫‪ ‬المرض العقمي‪:‬‬

‫ىك عبارة عف اختبلؿ في التكازف العقمي‪ ،‬كمشكبلت في الشخصية كاضطرابات في السمكؾ‬

‫كأيضا المرض العقمي يحدث في أم مرحمة مف مراحؿ عمر اإلنساف كلكف غالبا ما يحدث بعد‬

‫سف المراىقة‪.‬‬

‫‪ ‬المرمض عقميا‪:‬‬

‫مشكبلتو التي تكاجيو ‪.‬ما يميز المريض‬ ‫ىك شخص معاؽ كجدانيا كانفعاليا كيعجز عف حؿ‬

‫عقميا أنو يحدث في أية مرحمة عمرية ؿإل نساف‪.‬‬

‫‪-‬قد يحدث بعد اكتماؿ نمك العقؿ ‪.‬‬

‫‪-‬العجز الظاىر في األداء العقمي لد ل الشخص المرمض عقميا يرتبط بفترة المر فقط كبعد‬

‫الشفاء منو يعكد إلى حالتو العقمية السكية قبؿ اإلصابة بالمرض العقمي‪.‬‬

‫‪ -‬الشخص المرمض عقميا يككف عادم الذكاء كقد يككف عبقريا كليس ذكيا فقط ‪.‬‬

‫‪ _3‬أسباب اإلعاقة العقمية‪:‬‬

‫‪ 1_3‬عكامؿ ما قبؿ الكالدة ‪:‬‬

‫كىي العكامؿ التم تؤثر عمى الجنيف قبؿ كالدتو كخبلؿ أشير الحمؿ‪ .‬كىي العكامؿ التي‬

‫تسبب اإلعاقة العقمية كتحصؿ قبؿ عممية كالدة الطفؿ‪ ،‬أم تحصؿ خ ال ؿ مرحمة الحمؿ‪ ،‬كقد‬

‫ئي أك كمييما معا‪ ،‬كمف أسباب اإلعاقة العقمية في ىذه‬


‫تككف ىذه األ سباب كراثية أك أسباب بي ة‬

‫المرحمة ما يمي‪:‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫أ_ العكامؿ الجينية‪:‬‬

‫كىي العكامؿ الكراثية التي تنتقؿ عف طريؽ الجينات المحمكلة عؿ ل الكركمكزكمات‪ ،‬كقد‬

‫يحدث خمؿ ما في إلتقاء الكركمكزكمات نتيجة لعكامؿ كيميا ئية أك نتيجة لعكامؿ أخر ل بحيث‬

‫حاالت‬ ‫مؤدم ذلؾ إلى ظيكر اإلعاقة العقمية كما ىك الحاؿ في حاالت متبلزمة داكف أك‬

‫اضطراب التمثيؿ الغذائم‪ ،‬أك حاالت كبر أك صخر حجـ الدماغ ‪.‬‬

‫ب_ اختالؼ العامؿ اؿرايزيسي‪:‬‬

‫يعتبر اختبلؼ العامؿ الرايزيسي بيف األـ كالجنيف مف العكامؿ اليامة كالتي تسبب اإلعاقة‬

‫أك حاالت مف اإلعاقة كالتشكىات الكالدية‪ ،‬كقد تكصؿ العمـ لحؿ ىذه المشكمة مف خبلؿ إعطاء‬

‫األـ إبرة مف مادة (‪ )Globulin Gmma Anti D‬كىي حقف األـ خالؿ ‪ 11‬ساعة مف الكالدة‪،‬‬

‫مف أجؿ منع إنتاج األجساـ المضادة لدييا كالتي تعمؿ عمى مياجمة كريات الدـ الحمراء لد ل‬

‫الجنيف‪.‬‬

‫ج_ الحصبة األلمانية‪:‬‬

‫ىي مف أخطر األمراض عمى األـ الحامؿ كبخاصة في المراحؿ األكلى مف الحمؿ أم في‬

‫بدام تككف الحكاس عفد الجنيف‪ ،‬كعند‬


‫الشيكر الثبلثة مف بداية الحمؿ‪ ،‬حيث تشيد تمؾ المرحمة ة‬

‫ؼف الميكركب يتمكف مف الكصكؿ إلى الجنيف كذلؾ بعد‬


‫إصابة األـ الحامؿ بالحصبة األلمانية إ‬

‫أف يخترؽ المشيمة المحيطة بو كيسبب لو إصابات في الحكاس السمعية كالبصرية ك حتى القمب‬

‫كالدماغ‪ .‬كلذلؾ فإف معظـ األطباء عندما يتأكدكف مف إصابة األـ الحامؿ كبخاصة في الثبلثة‬

‫األـ الحامؿ باإلجياض ‪ ،‬فالكقاية ىنا تككف أكال‬ ‫شيكر األكلى‪ ،‬فإنيـ غالبا ما ينصحكف‬

‫‪- 87 -‬‬
‫بضركرة تطعيـ الفتيات عند بمكغيـ سف األزكاج حيث إف تأثير المطعكـ يدكـ لفترة طكيمة كثانيا‬

‫عمى األـ الحامؿ أف تبذؿ قصارل جيدىا مف أجؿ أف ال تتعرض ؿإل صابة بالحصبة األلمانية‬

‫كبخاصة في شيكرىا األكلى مف مرحمة الحـ ؿ‪.‬‬

‫د_ األمراض التناسمية‪:‬‬

‫مثؿ مرض الزىرم‪ ،‬كيككف تأثير ىذا المرض عمى الجنيف عادة في المراحؿ المتأخرة كالذم‬

‫يؤدم إلى التخمؼ العقمي عند المكلكد‪.‬‬

‫ق_ حاالت التسمـ‪:‬‬

‫قد تحدث حاالت تسمـ الجنيف أثف اء كجكده في الرحـ أك قد يحدث ذلؾ بعد الكالدة ‪ ،‬كمف‬

‫المعركؼ أف المكاد المخدرة كمنيا الكحكؿ كالمخدرات بأنكاعيا كالدخاف قاد ت ؤثر عمى الجنيف‬

‫كتسبب لو التخمؼ العقمي‪ ،‬كأحيانا فإف بع ض األدكية التي تتناكليا األـ الحامؿ كبخاصة في‬

‫األـ كميات كبيرة مف‬ ‫األشير األكلى مف الحمؿ قد ت ؤثر عمى الجنيف‪ ،‬خاصة عناد تناكؿ‬

‫الكيماكية التي تضر الجسـ أك تستخدـ في‬ ‫األدكية مف دكف استشارة الطبيب‪ ،‬ككذلؾ المكاد‬

‫حفظ الطعاـ‪.‬‬

‫_‪ 4‬الجدكؿ التشخيصي كالعيادم لمتخمؼ العقمي‪:‬‬

‫يتعيف القكؿ في بداية حديثنا عف التشخيص في مجاؿ التخمؼ العقمي أف أىمية عممية‬

‫التشخيص ال تقتصر عمى تحديد البرنامج التربكم المناسب لمطفؿ‪ ،‬كانما تمتد ىذه األىمية إلى‬

‫ما يترتب عمى نتائجو مف آثار كق اررات تحدد مبلمح مستقبؿ الطفؿ مكضكع التشخيص‪ ،‬فإذا ما‬

‫أفضت ىذه النتائج‪-‬مثبل‪-‬إلى أف الطفؿ متخمؼ عقميا بالفعؿ‪ ،‬فإنو سيترتب عمى ذلؾ آثار‬

‫‪- 88 -‬‬
‫نفسية كاجتماعية كتربكية عمى كؿ مف الطفؿ كأسرتو‪ ،‬نظ ار لما ستفرضو نتيجة التشخيص تمؾ‬

‫مف تحديد لمفرص المتاحة أماـ الطفؿ في مجتمعو‪ ،‬كمف آثار عمى مفيكمو عف ذاتو‪ ،‬كعمى‬

‫نمط ردكد أفعاؿ اآلخريف نحكه‪ ،‬كتكقعاتيـ منو‪( .‬يكسؼ القريكتي‪ ،‬عبد العزيز السرطاكم‪.)1988 ،‬‬

‫كمف ثـ فإنو يجب تكخي الشركط كالمكاصفات التي تضمف التكصؿ إلى نتائج دقيقة‬

‫كصادقة مف عممية التشخيص ‪ .‬كتعتبر عممية تشخيص حاالت التخمؼ العقمي‪-‬مف ناحية أخرل‬

‫‪-‬عممية معقدة تنطكم عمى التركيز عمى الخصائص الطبية كالعقمية كاالجتماعية كالتربكية‬

‫كأخذىا بعيف االعتبار‪ ،‬فمع بداية القرف التاسع عشر بدأ تشخيص حاالت التخمؼ العقمي مف‬

‫‪1905‬ـ كمع ظيكر مقاييس الذكاء عمى يد كؿ مف العالـ‬ ‫كجية نظر طبية ‪ ،‬لكف بعد عاـ‬

‫الفرنسي بينيو ‪ Binet‬كككسمر ‪ Wechsler‬أصبح التركيز عمى القدرات العقمية كقياسيا‪ ،‬كقد‬

‫‪ Intelligence Quotient, I.Q‬كداللة‬ ‫تمثؿ ىذا االتجاه في استخداـ مصطمح نسبة الذكاء‬

‫‪ Psychometric Tests‬في تشخيص‬ ‫عمى استخداـ المقاييس كاالختبارات السيككمترية‬

‫حاالت التخمؼ العقمي‪ ،‬كبقي الحاؿ كذلؾ حتى أكاخر الخمسينيات مف القرف العشريف المنصرـ‬

‫حيف بدأ متخصصكف في التخمؼ العقمي كالتربية الخاصة كعمـ النفس بتكجيو االنتقادات إلى‬

‫مقاييس الذكاء كالتي خبلصتيا أف مقاييس الذكاء‪ ،‬كحدىا غير كافية في تشخيص حاالت‬

‫التخمؼ العقمي إذ أف حصكؿ طفؿ ما عمى درجة منخفضة عمى مقاييس الذكاء ال يعني‬

‫بالضركرة أف ىذا الطفؿ متخمؼ عقميان إذا أظير نفس الطفؿ قدرة عمى التكيؼ االجتماعي كقدرة‬

‫عمى االستجابة لممتطمبات االجتماعية كبنجاح ‪ ،‬كنتيجة لذلؾ كمو ظير يبعد جديد في تشخيص‬

‫‪ Adaptive Behavior‬كدخؿ ىذا البعد في‬ ‫حاالت التخمؼ العقمي أال كىك السمكؾ التكيفي‬

‫‪- 89 -‬‬
‫عممية تعريؼ التخمؼ العقمي ‪ ،‬كما ظيرت المقاييس الخاصة بذلؾ البعد كمنيا مقياس الرابطة‬

‫األمريكية لمتخمؼ العقمي كالمسمى مقياس السمكؾ التكيفي ‪The American Association of‬‬

‫) ‪Mental Deficiency, Adaptive Behavior Scale, AAMD, ABS‬كفي العشريف‬

‫عاما األخيرة مف القرف العشريف الماضي ظيرت مقاييس أخرل ىي مقاييس كاختبارات‬

‫التحصيؿ األكاديمي ‪ Academic Achievement Test‬كالتي تيدؼ إلى قياس كتشخيص‬

‫‪Reading‬‬ ‫الجكانب األكاديمية التحصيمية لدل المتخمؼ عقميان كمنيا مقياس ميارات القراءة‬

‫‪Skills Scale‬كمقياس ميارات الكتابة ‪ Writing Skills Scale‬كمقياس الميارات المغكية‪.‬‬

‫كيعتبر االتجاه التكاممي في تشخيص التخمؼ العقمي مف االتجاىات المقبكلة حديثان في‬

‫أكساط التربية الخاصة ‪ ،‬إذ يجمع ذلؾ االتجاه بيف الخصائص األربعة الرئيسية ‪ ،‬أال كىي‬

‫التشخيص الطبي‪ ،‬كالسيككمترم كاالجتماعي كالتحصيمي ‪.‬‬

‫كيرل كرككشانؾ أنو قبؿ أف نتخذ ق ار انر بإلحاؽ الطفؿ بفصؿ خاص بالمتخمفيف عقميان يجب‬

‫أف يتـ فحصو كتشخيص حالتو فحصان دقيقان كتشخيصو تشخيصان سميمان‪ ،‬كيجب أف يتضمف ىذا‬

‫الفحص تقييمات سيككلكجية كتربكية بؿ كجسمية‪ ،‬كالكاقع أف كؿ طفؿ بمعظـ المدارس العامة‬

‫يناؿ فرصة ألف يفحص مف فترة ألخرل‪ ،‬فيما يتعمؽ بحالتو الجسمية‪ ،‬كالكاجب أف تتكفر ىذه‬

‫الطريقة مف الفحص لمطفؿ المتخمؼ عقميان‪ ،‬كما يجب أف تتعاكف األسرة مع المدرسة في ىذا‬

‫الصدد‪.‬‬

‫أما الفحص النفسي فيجب أف يتضمف اختبار المغة كاختبار الذكاء كتقييمان لتكافؽ الطفؿ‬

‫عمى المستكل الشخصي كاالجتماعي‪ ،‬كبينما نجد أف اختبارات المغة تعد مف انجح االختبارات‬

‫‪- 90 -‬‬
‫في الكقت الحاضر‪ ،‬فإننا نجد مف جية أخرل أف اختبارات الذكاء تقدـ معمكمات ميمة تتعمؽ‬

‫بقدرات الطفؿ‪ ،‬كبخاصة فيما يتعمؽ بالنكاحي غير التحصيمية‪ ،‬كفي نفس الكقت يعتبر التاريخ‬

‫االجتماعي لمطفؿ كتقكيـ تطكر نمكه في ىذه النكاحي عامبلن ميمان أيضان في كضعو في المكاف‬

‫المناسب لو ‪ ،‬كفي تخطيط منيج سميـ لممجمكعة التي ينخرط فيو ‪.‬‬

‫كيمكف أف تدلنا ىذه المعمكمات ‪ -‬عمى سبيؿ المثاؿ ‪ -‬عما إذا كانت لدل الطفؿ‬

‫مشكبلت انفعالية مف طبيعة تجعؿ مف الصعب عميو أف يتقبؿ التدريس بنجاح كتكفيؽ‪ .‬كتفيد‬

‫المعمكمات كذلؾ في أنيا تكقفنا عمى قدرة الطفؿ عمى استخداـ ذكائو في حؿ المشكبلت‬

‫اليكمية‪ ،‬كال شؾ أف بعض تمؾ المعمكمات تساعدنا أيضان في الكقكؼ عمى طبيعة تأخره‬

‫الدراسي‪ ،‬كيقصد (كماؿ مرسى ‪1999 ،‬؛ ‪ )37‬بتشخيص التخمؼ العقمي تحديده مف خبلؿ‬

‫مبلحظة أعراضو الداخمية كالخارجية‪ ،‬كدراسة نشأتيا كتطكرىا في الماضي كالحاضر‬

‫كالمستقبؿ‪.‬‬

‫فالتشخيص يتضمف كصفان دقيقان لحالة الشخص الحاضرة‪ ،‬كتحديدان لمستكل تخمفو كنكعو‪،‬‬

‫كعكامؿ نشأتو كتطكره كاحتماالت تحسنو في المستقبؿ‪ ،‬كعممية التشخيص ليست عممية بسيطة‬

‫كىي ال تقؿ تعقيدان عف تشخيص (الذىاف) ك(العصاب ) ألنيا تعتمد عمى مبلحظة األعراض‬

‫الحاضرة كتتبع نشأتيا كتطكرىا ‪ ،‬كتعتمد أيضان عمى خبرة أخصائي التشخيص كمياراتو كحدسو‬

‫اإلكمينيكى كدقة أدكاتو‪ ،‬كبراعتو في تفسير نتائجو ا‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫كما أف الذم يدفعنا إلى القكؿ بأف ميمة تشخيص التخمؼ العقمي ليست ميمة سيمة‪ ،‬ىك‬

‫أف البطء في النمك العقمي الذم يعانيو المتخمؼ عقميان ال نممسو كال نقيسو مباشرة ‪ ،‬لكف نستدؿ‬

‫عميو مف ثبلث عبلمات تتضمنيا كؿ التعريفات التي تصدر لتحديد مفيكـ التخمؼ العقمي‪.‬‬

‫فمكي نحكـ عمى الطفؿ بالتخمؼ العقمي يجب أف يثبت التشخيص انخفاضا كبي انر في‬

‫مستكل قدرتو العقمية العامة ‪ ،‬يصاحبو سمككيات ال تكافقية كظيكر ىاتيف العبلمتيف في مرحمة‬

‫الطفكلة كال يكفى في ذلؾ كجكد عبلمة أك عبلمتيف عند الشخص بؿ يجب تكفر العبلمات‬

‫الثبلث معان كيشير بعض الباحثيف إلى أف ىناؾ تكجييف رئيسييف في مجاؿ تشخيص التخمؼ‬

‫العقمي ىما‪:‬‬

‫أ_ التشخيص في ضكء كحدة كياف المرض‪:‬‬

‫كفيو ييتـ األطباء النفسيكف بتشخيص التخمؼ العقمي في بداية األمر عمى أساس العبلقة‬

‫بيف العكامؿ الفطرية كالسمكؾ الظاىر ؛ فسمكؾ اإلنساف مف كجية نظرىـ تحدده عكامؿ فطرية‬

‫كراثية بشكؿ مسبؽ كثابت ‪ ،‬كبحثكا عف أسباب كؿ سمكؾ متخمؼ كاعتبركا التخمؼ العقمي مثؿ‬

‫المرض الجسمي لو أسباب محددة كشخصكه عمى أساس ( كحدة كياف المرض )‪ .‬فالعبلقة بيف‬

‫العمة كالمعمكؿ ‪ -‬مف كجية نظرىـ ‪ -‬عبلقة قكية تجعمنا نتكقع مف كجكد العمة كجكد المعمكؿ‬

‫كمف كجكد المعمكؿ كجكد العمة ‪.‬‬

‫ب_ التشخيص في ضكء عكامؿ متعددة‪:‬‬

‫حدث بعد أف تطكرت الدراسات في مجالي عمـ النفس كالطب النفسي أف رفض كثير مف‬

‫العمماء مبدأ التحديد المسبؽ لسمكؾ اإلنساف ‪ ،‬كرفضكا أيضان تطبيؽ (مبدأ كحدة كياف المرض )‬

‫‪- 92 -‬‬
‫اء في تشخيص التخمؼ العقمي أك العصاب أك الذىاف ‪ ،‬ألف سمكؾ اإلنساف ‪ -‬المتفكؽ‬
‫سك ه‬

‫كالعادم كالمتخمؼ ‪ -‬سمكؾ معقد ال يحدده سبب كاحد ‪ ،‬بؿ تسيـ في تحديده عكامؿ كثيرة كىذا‬

‫)‪Howard Francis Hunt (1918‬‬ ‫ما جعؿ عالـ النفس األمريكي ىكارد فرانسيس ىنت‬

‫يقرر أف السمكؾ الذم نصفو بالذكاء‪ ،‬محصمو التفاعؿ بيف المعطيات الفطرية كالمكتسبة‪،‬‬

‫كذىب أكزيبيؿ ‪ Ausubel‬إلى أف السمكؾ تحدده عكامؿ متعددة ‪ ،‬كمف الخطأ تفسيره بسبب‬

‫كاحد‪.‬‬

‫كقد أثر ىذا االتجاه عمى مناىج تشخيص االضطرابات الذىانية كالعصابية كالتخمؼ‬

‫العقمي‪ ،‬فأخذ أخصائيك التشخيص بمبدأ مساىمة العكامؿ المتعددة في ىذه االضطرابات‬

‫السمككية ‪ ،‬كاستخدمكا أساليب كثيرة في تحديدىا ‪ ،‬كتحديد كيؼ تفاعمت العكامؿ في نشأتيا‬

‫كتطكرىا‪ ( .‬كماؿ مرسي ‪) 38 : 1999 ،‬‬

‫كفيما يمي تمخيص لبعض المقترحات التي تسيـ في تطكير سياسات كاجراءات التقييـ في‬

‫مجاؿ التخمؼ العقمي‪:‬‬

‫‪ _1‬االستناد إلى فريؽ تقييـ يشتمؿ عمى ثبلثة اختصاصييف عمى األقؿ مما يمي‪ ،‬ككفقان لما‬

‫تتطمبو حالة الطفؿ مكضع التقييـ ‪:‬‬

‫أ –أخصائي نفسي‬

‫ب ‪ -‬طبيب أطفاؿ‬

‫ج ‪ -‬أخصائي اجتماعي‪.‬‬

‫د‪ -‬معمـ تربية خاصة اختصاصي تخمؼ عقمي ‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫ى ػ‪-‬أخصائيكف آخركف كمعالج النطؽ ‪ ،‬كاختصاصي العبلج الطبيعي‪.‬‬

‫‪ _2‬يجب أال تقتصر نتائج عممية التقييـ أك التشخيص عمى الحكـ بكجكد التخمؼ العقمي أك‬

‫نفيو بؿ يجب أف تقكد إلى ‪:‬‬

‫أ‪-‬تحديد مستكم التخمؼ الذم يقع في نطاقو الطفؿ مكضع التقييـ ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقديـ اقتراحات عممية لمخطة التربكية الفردية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬بياف االحتياطات الخاصة لممفحكص ك الخدمات المساندة التي قد تمزمو ‪.‬‬

‫‪ _3‬البد أف تتصؼ عممية التقييـ بالشمكلية سكاء مف حيث الجانب الذم يتـ جمع بيانات عنو‬

‫أك األساليب المستخدمة في جمع البيانات‪.‬‬

‫‪ _4‬بما أف االختصاصي النفسي يمثؿ العنصر األكثر أىمية في تنسيؽ كمتابعة عممية التقييـ‬

‫خاصة في مجاؿ تطبيؽ االختبارات النفسية ك العقمية ك تفسيرىا‪ ،‬فإف مف الكاجب أف تعتمد ىذه‬

‫العممية عمى مختصيف مف ذكل تأىيؿ عاؿ كخبرة عممية مناسبة ‪.‬‬

‫‪_5‬عمى فريؽ التقييـ أف يتأكد مف مبلءمة الظركؼ المحيطة بعممية التقييـ خاصة عند تطبيؽ‬

‫االختبارات العقمية لضماف سبلمة النتائج التي يتـ التكصؿ إلييا‪ .‬كمف أىـ تمؾ الظركؼ ‪:‬‬

‫أ‪-‬الحالة الصحية لممفحكص حيث ال يككف مريضا أك مرىقان ‪.‬‬

‫ب‪-‬الحاجات البيكلكجية لمطفؿ كالجكع ك العطش ك النعاس ‪.‬‬

‫جػ‪ -‬الحالة المزاجية لممفحكص ك تجنب شعكره بالخكؼ أك الممؿ ‪.‬‬

‫د‪-‬حجرة خاصة كمناسبة إلجراء التقييـ كضماف عدـ المقاطعة ‪.‬‬

‫ىػ‪-‬الظركؼ الفيزيائية المبلئمة مثؿ اإلضاءة المناسبة كدرجة الح اررة‪ ،‬كعزؿ مشتتات االنتباه ‪.‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫ك‪-‬العبلقة االيجابية مع المفحكص كبناء ألفة بالمكقؼ ‪.‬‬

‫ز‪-‬مبلءمة أثاث حجرة التقييـ بشكؿ يضمف جمكسا مريحا لمطفؿ ‪.‬‬

‫‪ ،‬كينبغي أف تتعدد المحكات‬ ‫‪ _6‬يجب أف يشارؾ أحد الكالديف أك كمييما في فريؽ التقييـ‬

‫المستخدمة في عممية التشخيص ‪ ،‬ذلؾ أننا ال نثؽ في تشخيص حالة تخمؼ عقمي أعتمد فييا‬

‫‪:‬‬ ‫عمى محؾ كاحد ميما كاف ذلؾ المحؾ متمي انز بالدقة كالمكضكعية كذلؾ لؤلسباب التالية‬

‫"أف التخمؼ العقمي ال يقتصر عمى التخمؼ في القدرة العقمية العامة أك القدرة عمى التحصيؿ‬

‫أك النضج أك الصبلحية االجتماعية ‪ ،‬إنما ىك تخمؼ في جميع ىذه النكاحي كال بد أف يتكفر‬

‫لدينا مف البيانات ما يستدؿ منو عمى كجكد التخمؼ فييا جميعان كي نستطيع أف نصدر حكمان‬

‫كيعني ذلؾ أنو ينبغي أف نعتمد في تشخيصنا عمى عدة محكات تتناكؿ ىذه المظاىر المختمفة‬

‫أم االعتماد عمى كسيمة كاحدة تقيس مظير‬ ‫كيساعد عمى ذلؾ كجكد فريؽ مف األخصائييف‬

‫معينان مف مظاىر التخمؼ العقمي أمر ال يخمكا مف خطأ ‪ ،‬فمسنا نعرؼ عف أم كسيمة ما يجعمنا‬

‫نثؽ فييا تمؾ الثقة التي تمكننا مف إصدار حكمنا بأف أحد األطفاؿ متخمؼ عقميان ‪ -‬كليس ىناؾ‬

‫أقسى مف الخطأ في التشخيص ككضع طفؿ عادم في مكاف طفؿ متخمؼ عقميان ‪ ،‬كربما‬

‫ساعدنا تعدد المحكات كتعدد الكسائؿ التي تقيس كؿ مظير مف مظاىر التخمؼ عمى تقميؿ‬

‫احتماالت الخطأ كىذا ىك ما نيدؼ إليق‪.‬‬

‫ىذه ىي بعض األسس التي ينبغي أف تتكفر في عممية التشخيص كالتي تكضح لنا‬

‫صعكبة العممية عمى الرغـ مف البساطة التي قد تبدك عمييا ألكؿ كىمة كتثير ىذه األسس أمامنا‬

‫‪- 95 -‬‬
‫كثي انر مف التساؤالت كما تفتح مجاالت لمبحث في تصميـ أفضؿ الكسائؿ لقياس المظاىر‬

‫المختمفة لمتخمؼ العقمي‪.‬‬

‫كفي ضكء ما سبؽ يمكف القكؿ أف أدبيات الحقؿ النفسي مشير إلى أف بعضان مف الباحثيف‬

‫اتخذكا المظاىر السمككية ككسيمة أك محؾ لمتعرؼ عمى الطفؿ المتخمؼ عقميان ‪ .‬كأف الباحثيف‬

‫اختمفكا بالنسبة لنكع المظاىر السمككية التي يستخدمكنيا لمتعرؼ عمى التخمؼ العقمي ‪ ،‬فيستخدـ‬

‫بعضيـ مظاىر القدرة العقمية المعرفية العامة ‪ -‬كما تقاس باختبارات الذكاء ‪ -‬كمحؾ لمتعرؼ‬

‫مظاىر النضج‬ ‫عمى ىذه الحاالت ‪ ،‬كيرفض بعضيـ استخداـ ىذا المحؾ ‪ ،‬كيفضؿ استخداـ‬

‫االجتماعي ‪ ،‬كالتكافؽ النفسي كالتكافؽ الشخصي ‪ ،‬كما تبينيا المقاييس الخاصة بذلؾ ‪ ،‬كقد‬

‫يفضؿ البعض اآلخر استخداـ القدرة عمى التعمـ ‪ ،‬كقد يستخدـ آخركف "السمكؾ التكاؤمي " ‪،‬‬

‫بينما قد يرفض بعض عمماء النفس استخداـ محؾ كاحد ‪ ،‬مفضميف استخداـ عدد مف المحكات‬

‫‪ ،‬فيأخذكف مجمكعة مما ذكرناه ككسائؿ معاكنة لمتعرؼ عمى التخمؼ العقمي ‪.‬‬

‫(مختار حمزة ‪) 261 : 1979 ،‬‬

‫كفيما يمي إشارة ألربع نقاط في ىذا الصدد األكلي ‪ :‬الذكاء ككسيمة لقياس التخمؼ العقمي ‪:‬‬

‫فقد اتخذ بعض العمماء معامؿ الذكاء كأساس لتشخيص التخمؼ العقمي ‪ ،‬كقد غالى البعض‬

‫منيـ في االعتماد عمى ىذه النسبة إلى درجة أنيـ سمحكا ألنفسيـ بالتصنيؼ إلى تخمؼ عقمي‬

‫كؿ مف يقؿ معامؿ ذكائو عف ‪ 70‬حتى كلك كانت ‪ ، 69‬بينما يجتاز ىذا المكقؼ كؿ مف يزيد‬

‫عف ( ‪) 70‬حتى كلك كاف ( ‪ ،) 71‬كمعنى ذلؾ أنيـ يفترضكف الدقة المتناىية في اختبارات‬

‫الذكاء ‪ ،‬كىذا غير صحيح بطبيعة الحاؿ ‪.‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫كحقيقة األمر أننا ال نستطيع االعتماد عمى اختبارات الذكاء اعتمادا كميان لمتعرؼ عمى‬

‫حاالت التخمؼ العقمي ‪ ،‬بؿ البد أف يستخدـ معيا كسائؿ أخرم حتى يككف التشخيص دقيقا ك‬

‫متكامبلن ‪ .‬كعند استخدامنا لمقاييس الذكاء كإحدل الكسائؿ فبلبد مف اختيار االختبارات المناسبة‬

‫فميست كؿ االختبارات صالحة لمف نشخصيـ عمى أنيـ متخمفكف عقميان ‪ ،‬كليست كميا صالحة‬

‫لفرد معيف ‪ ،‬حيث قد يشكك طفؿ ما مف ضعؼ السمع مثبلن أك عدـ القدرة عمى التآزر الحركي‬

‫‪ ،‬كىذا كثير الحدكث بيف ىذه الفئة ‪ ،‬كالميـ أف يككف االختبار متصفان بالصدؽ كالثبات‬

‫كالمكضكعية كالقدرة عمى التمييز ‪ ،‬كما ينبغي أف يككف لو معايير دقيقة ‪ ،‬كأف استخداـ‬

‫مجمكعة مف مقاييس الذكاء المناسبة يؤدل إلى نتائج أكثر دقة ‪.‬‬

‫الثانية ‪ :‬النضج االجتماعي كقياس التخمؼ العقؿم‪:‬‬

‫يقصد بالنضج االجتماعي قدرة الفرد عمى إقامة عبلقات اجتماعية فعالة مع غيره‬

‫كمشاركة مف يعيش معيـ في عبلقاتيـ االجتماعية ‪ ،‬كىذا ما يتخذه بعض العمماء كدليؿ‬

‫لمتعرؼ عمى المستكل العقمي لمشخص ‪ ،‬كبالتالي لمتعرؼ عمى ظاىرة التخمؼ العقمي ‪ ،‬كعرفكا‬

‫التخمؼ العقمي بأنو حالة عدـ اكتماؿ النمك العقمي بدرجة تجعؿ الفرد عاج انز عف مكاءمة نفسو‬

‫مع البيئة كمع األفراد العادييف بصكرة تجعمو دائمان في حاجة إلى رعاية كحماية خارجية ‪.‬‬

‫الثالثة ‪ :‬االعتماد عمى أكثر مف دليؿ لتحديد التخمؼ العقمي ‪:‬‬

‫حيث يضع بعض العمماء عدة شركط تحدد التخمؼ العقمي‪ ،‬فيـ يصفكف المتخمؼ عقميان‬

‫بأنو‪:‬‬

‫_غير كؼء اجتماعيا كمينيا كال يستطيع أف يدير شؤكف نفسو ‪.‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫_ أقؿ مف العادييف مف الناحية العممية‬

‫_ بدأ تخمفو العقمي منذ الكالدة في سف مبكرة‬

‫_ يرجع تخمفو العقمي لعكامؿ تككينية ‪ ،‬إما كراثية أك نتيجة لمرضو‬

‫_ كحالتو ال تقبؿ الشفاء ‪ ،‬حيث قد ثبت بالدليؿ القاطع أنيا حالة تخمؼ عقمي‬

‫كمف ذلؾ كمو يتضح لنا ضركرة تعدد المحكات المستخدمة في عممية التعرؼ عمى ظاىرة‬

‫التخمؼ العقمي ‪ ،‬كذلؾ لؤلسباب اآلتية‪:‬‬

‫‪ _1‬التخمؼ العقمي يحدث في نكاح متعددة منيا القدرة العقمية العامة كالقدرة عمى التحصيؿ‬

‫كالنضج االجتماعي ‪ .‬فبلبد أف تتكفر لدنيا الدالئؿ التي تشير إلى التخمؼ في جميع ىذه‬

‫النكاحي ‪،‬كمعنى ذلؾ انو ينبغي أف نعتمد في تشخيصنا عمى عدة محكات كأف يتعاكف في‬

‫التشخيص الطبيب كاألخصائي النفسي كاألخصائي االجتماعي كأخصائي التربية الخاصة‬

‫كالطبيب النفسي كأخصائي التأىيؿ‪.‬‬

‫‪ _2‬أف كؿ مقياس معرض لمخطأ ‪ ،‬كقد يساعد تعدد المقاييس عمى تبلفى ىذه األخطاء أك‬

‫عمى األقؿ التقميؿ مف أثرىا ‪ ،‬كعمى ذلؾ فإف تشخيص حاالت التخمؼ العقمي البد أف يتـ عمى‬

‫الفحص النفسي بما في ذلؾ اختبارات الذكاء المفظية‬ ‫أساس استخداـ عدة كسائؿ أىميا‬

‫دراسة التاريخ المدرسي‬ ‫كاختبارات األداء كاختبارات النضج االجتماعي كاختبارات الشخصية‬

‫كاالستعانة باختبارات التحصيؿ أك اختبارات االستعداد الدراسي دراسة التاريخ النمائي لمطفؿ‬

‫‪ .‬تاريخ األسرة الذم‬ ‫الذم يتضمف النمك كالتطكر الجسمي كالعقمي كاالنفعالي كاالجتماعي‬

‫ك الفحص الطبي‬ ‫يتضمف تحديد حاالت األمراض كأنكاع القصكر الجسمي كالعقمي في األسرة‬

‫‪- 98 -‬‬
‫مبلحظة الطفؿ‪ ،‬كىذه النقطة ‪-‬‬ ‫الشامؿ‪ ،‬كدراسة الظركؼ البيئية التي يعيش فييا الطفؿ‬

‫الخصكص‪.‬‬ ‫تحديدان ‪ -‬تستحؽ أف نتناكليا بشيء مف التفصيؿ‪ ،‬كنقطة رابعة كأخيرة في ىذا‬

‫الرابعة ‪ :‬مالحظة الطفؿ‪:‬‬

‫إف األسمكب السميـ يتطمب إيداع الطفؿ في إحدل مدارس التربية الفكرية لمبلحظتو عف‬

‫العادية‪ ،‬كاالستفسار عنو مف‬ ‫قرب ‪-‬لفترة أسبكعيف مثبلن ‪-‬كتسجيؿ جميع المبلحظات غير‬

‫الجميع كخاصة مف األبكيف ‪.‬‬

‫كقد أمكف إعداد استمارة لتسجيؿ المبلحظات بحيث تمكننا مف استخراج المتخمفيف عقميان‬

‫‪ 12 - 8‬عامان كتكصبل إلى أف‬ ‫كالتي كضعيا مصمماىا لؤلطفاؿ الذيف تتراكح أعمارىـ بيف‬

‫الطفؿ الذم يحصؿ عمى عشرة درجات فأكثر ينبغي أف يحكؿ إلى األخصائييف ليقكمكا‬

‫بتشخيص حالتو بحيث يقكل الشؾ إذ ذاؾ في أنو مف المتخمفيف عقميان كفيما يمي عرض البنكد‬

‫التي تحتكم عمييا ىذه االستمارة‪:‬‬

‫_المجمكعة األكؿل‪:‬‬

‫‪ -‬انحراؼ الجمجمة شكبلن كحجمان‬

‫‪ -‬تشكىات كاضحة في شكؿ األرجؿ أك األيدم أك األذنيف أك أم جزء آخر في الجسـ‬

‫‪ -‬تعبير الكجو يتميز بالجمكد أك أف الكجو غير معبر‬

‫‪ -‬الصكت خشف كعميؽ‬

‫‪ -‬تكجد صعكبات في النطؽ كالكبلـ غير مفيكـ أك بو بعض األجزاء التي يصعب فيميا‬

‫‪ ،‬مع تمتع الطفؿ بقدرة سمعية طيبة‬

‫‪- 99 -‬‬
‫‪ -‬يبدك مبتسمان كلطيفان في جميع األكقات كالمكاقؼ المناسبة كغير المناسبة ‪.‬‬

‫‪ -‬يتميز بسمنة زائدة تبدك في قصر القامة كبركز البط ف‪.‬‬

‫_ المجمكعة الثانية‪:‬‬

‫‪ _1‬كثير الحركة ال يستطيع أف يستقر في مقعده كبقية األطفاؿ ‪.‬‬

‫‪ _2‬يحرؾ يديو دائمان كيحرؾ رأسو ناظ انر حكلو ‪.‬‬

‫‪ _3‬طريقة سيره غير متزنة ‪ ،‬كتمفت النظر‬

‫‪ _4‬تسيؿ استثارتو ‪ ،‬كقد يحطـ ما تتناكلو يده‬

‫‪ _5‬قد يتعدل عمى غيره مف األطفاؿ بالضرب أك العض بدكف سبب أك لسبب تافو‬

‫‪ _6‬يندفع إلى خارج الفصؿ بدكف استئذاف‬

‫‪ _7‬ىادئ جدان‬

‫‪ _8‬منعزؿ دائمان ‪ ،‬كال يشترؾ مع غيره مف األطفاؿ في المعب‬

‫‪ _9‬ال يرد عدكاف المعتدل‪ ،‬كقد يبكي‬

‫‪ _10‬يبدك دائمان كما لك كاف سرحانان‬

‫_ المجمكعة الثالثة ‪:‬‬

‫‪ _1‬ال يستطيع أف يفيـ شرح المدرس بعكس بقية األطفاؿ‬

‫‪ _2‬قد ال يستطيع أف يفيـ بعض األكامر أك التعميمات البسيطة‬

‫‪ _3‬ال يستطيع القياـ بالعمميات الحسابية البسيطة ‪ ،‬كقد يستخدـ أصابعو في حميا ‪.‬‬

‫‪ _4‬ال يستطيع أف يرسـ دائرة‬

‫‪- 100 -‬‬


‫‪ _5‬ال يستطيع أف يرسـ مربعان‬

‫‪ _6‬ال يستطيع أف يرسـ معينان (عمى شكؿ ماسة )‬

‫‪ _7‬ليست لديو قدرة عمى تركيز االنتباه كغيره مف األطفاؿ‬

‫‪ _8‬يبدك أنو سريع الممؿ‬

‫‪ _9‬ذاكرتو ضعيفة جدان‬

‫‪ _10‬ال يستطيع إعادة أم مجمكعة مف األرقاـ التالية بعد سماعيا مرة كاحدة ‪:‬‬

‫‪) 4 -8 -1 -9‬‬ ‫‪()2 -7 -5- 8‬‬ ‫‪()3 -6‬‬ ‫( ‪-9-7‬‬

‫‪ _11‬يبدك كما لك كاف مستكاه الدراسي أقؿ مف مستكل سنو بثبلث سنكات عمى األقؿ ‪.‬‬

‫كالمستقرئ لما تمت كتابتو عف عممية تشخيص التخمؼ العقمي يمكنو الخركج بالنتائج التالية ‪:‬‬

‫إف عممية التشخيص في مجاؿ التخمؼ العقمي ال تنتيي بالتحديد الكمي أك الكصفي‬ ‫‪‬‬

‫لسمكؾ المتخمؼ عقميان ‪ ،‬بؿ ال بد مف استخداـ تمؾ البيانات بطريقة كظيفية لمتعرؼ‬

‫عمى حالة الطفؿ كماذا يستطيع أف يعممو في المستقبؿ‪ ،‬كأم الخدمات أصمح لو‬

‫بمراعاة إمكاناتو المختمفة مف إمكانات جسمية حركية تكافقية كحسية‪ ،‬أك عقمية مف‬

‫قدرات كاستعدادات ‪ ،‬أك نفسية عاطفية كانفعالية ك اجتماعية لمتفاعؿ االجتماعي ك‬

‫التكافؽ مع المجتمع‪.‬‬

‫أف الباحثيف يتفقكف عمى ضركرة التقييـ الشامؿ‪ ،‬كالتشخيص التكاممي أك متعدد‬ ‫‪‬‬

‫المحكات في تحديد التخمؼ العقمي ‪ ،‬ك يتفقكف عمى عدـ االعتماد عمى اختبارات‬

‫‪- 101 -‬‬


‫الذكاء كحدىا في ىذا الصدد ‪ ،‬بحيث يغطي التشخيص التكاممي النكاحي كالجكانب‬

‫الطبية التككينية كالصحية‪ ،‬كالنفسية‪ ،‬كاألسرية‪ ،‬كاالجتماعية‪ ،‬كالتربكية كالتعميمية‬

‫(فاركؽ صادؽ‪1982 ،‬؛ عمر بف الخطاب خميؿ‪1992 ،‬؛ كماؿ مرسي‪ 1999 ،‬؛ عبد المطمب‬

‫القريطي‪)2005 ،‬‬

‫أف اليدؼ مف عممية التشخيص في مجاؿ التخمؼ العقمي ىك تحقيؽ أحد األغراض‬ ‫‪‬‬

‫التالية أك جميعيا‪:‬‬

‫أ‪ -‬إمكانية إحالة الطفؿ إلى فصكؿ خاصة بالمتخمفيف عقميان لمتعميـ في مدارس العادييف أك‬

‫معاىد التربية الفكرية‪.‬‬

‫ب‪-‬إمكانية إحالة الطفؿ إلى مؤسسة اجتماعية لمتعميـ ك التدريب في مؤسسات التنمية الفكرية‬

‫أك المؤسسات االجتماعية المختمفة‪.‬‬

‫جػ‪-‬تشخيص عيكب التعمـ كرسـ خطط تعميمية عبلجية لمحالة ك تشخيص المشكبلت السمككية ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫د‪-‬الكشؼ عف إمكانات الطفؿ كاستعداداتو الممكف استغبلليا في التدريب ك التكجيو الميني‬

‫ى ػ‪ -‬متابعة الحالة في أحد المجاالت السابقة لمحكـ عمى مدل إفادتيا مف البرنامج ‪ ،‬أك تحكيميا‬

‫إلى خدمات أكثر نفعا ‪ ،‬أك الحكـ بإنياء تأىيميا كتشغيميا في عمؿ مناسب‪ ،‬أك إعادة تعميميا‬

‫أك تدريبيا ( فاركؽ صادؽ‪)337 :1982 ،‬‬

‫‪- 102 -‬‬


‫المحاضرة السادسة‬

‫‪- 103 -‬‬


‫االعاقة الحركية‬

‫‪Les‬‬ ‫كيقصد بوا اإلعاقات الجسمية‪ ،‬ك تسمى ىذه اؿمجمكعة بالفرنسية ‪Moteurs‬‬

‫‪ Handicapés‬كاإلعاقة الحركية الجسمية ىي تمؾ اإلعاقة التي تنتج عف قصكر أك عجز في‬

‫الجياز الحرؾم كتحدث نتيجة لحاالت الشمؿ الدماغي أك شمؿ األطفاؿ أك بتر طرؼ مف‬

‫أطراؼ الجسـ نتيجة مرض أك حادث يؤدم إلى تشكه في العظاـ أك المفاصؿ أك ضمكر يككف‬

‫في الغالب مبلحظا في عضبلت الجسـ‪ ،‬كما قد ترجع أحيانا إلى العكامؿ الكراثية أك المكتسبة‪،‬‬

‫كتشتمؿ ىذه اإلعاقات عمى ثبلثة أنكاع كىي‪:‬‬

‫المقعدكف‪:‬‬

‫المقعد بصفة عامة نعني بو الشخص الذم لديو سبب يعكؽ حركتو كالدم كاف يطمؽ عميو‬

‫قديما لفظ كسيح‪ ،‬كقد تطكر ىدا المفيكـ حاليا ليشمؿ فئات متعددة أكسع نطاقا مف ىذا المعنى‬

‫ليطمؽ لفظ المقعد عمى تمؾ الحاالت التي تعجز فييا العضبلت العظاـ أك المفاصؿ عف القياـ‬

‫بكظيفتيا الطبيعية نتيجة لشمؿ األطفاؿ أك شمؿ العظاـ أك أنكاع الشمؿ المختمفة‪ ،‬بؿ حتى‬

‫أمراض القمب ذاتيا‪ (.‬حمزة مختار‪1974:‬ص‪)35_32‬‬

‫‪ _1‬تعريفات نإلعاقة انحركية منها ‪:‬‬


‫يقصد باإلعاقة الحركية " بأنيا حاالت األفراد الذيف يعانكف مف خمؿ ما في قدرتيـ الحركية‪،‬‬

‫أك نشاطيـ الحركي بحيث يؤثر ذلؾ الخمؿ عمى مظاىر نمكىـ العقمي كاالجتماعي‪ ،‬كاالنفعالي‬

‫كيستدعي الحاجة إلى التربية الخاصة" (عبيد‪. )16 :2012،‬‬

‫‪- 104 -‬‬


‫)‪(2‬ىي حالة مف الضعؼ العصبي أك العظمي أك العضمي أك أنيا حالة مرضية‬

‫مزمنة تتطمب التدخؿ العبلجي كالتربكم كالدراسي ‪( .‬العزة‪)14 :2000 ،‬‬

‫)‪(3‬ىي عبارة عف اضطراب أك خمؿ غير حسي يمنع الفرد مف استخداـ جسمو بشكؿ طبيعي‬

‫لمقياـ بالكظائؼ الحركية‪( .‬أبك النجا كبدراف‪)143 :2003 ،‬‬

‫مف التعريفات السابقة يمكننا تعريؼ االعاقة الحركية كالتالي ‪:‬‬

‫عبارة عف عيب خمقي أك مكتسب في كؿ أك جزء مف جسـ المعاؽ يعيقو عف القياـ‬

‫‪.‬كىذا يعني أف‬ ‫بالكظائؼ الحركية كالتي ال تجعمو عمى قدـ المساكاة مع غيره مف األسكياء‬

‫المعاؽ ال يستطيع ممارسة حياتو الطبيعية العادية بسبب كجكد ما يعيؽ القياـ بتمؾ األعماؿ‬

‫الركتينية كغير الركتينية ‪.‬‬

‫‪ _2‬تعريؼ الشخص المعاؽ حركيا كالتالي ‪:‬‬

‫ىك الشخص الذم لديو عائؽ جسدم يمنعو مف القياـ بكظائفو الحركية بشكؿ طبيعي نتيجة‬

‫مرض أك إصابة أدت إلى ضمكر في العضبلت أك فقداف القدرة الحركية أك الحسية أك كمتييما‬

‫معا في األطراؼ السفمي كالعميا أحيانا أك إلى اختبلؿ في التكازف الحركي أك بتر في األطراؼ‪،‬‬

‫كيحتاج ىذا الشخص إلى برامج طبية كنفسية كاجتماعية كتربكية كمينية لمساعدتو في تحقيؽ‬

‫أىدافو الحياتية كالعيش بأكبر قدر مف االستقبللية ( العكاممة‪( 27 :2003،‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫‪ _3‬تقسيم المعاقيف حركيا إلى أربع فئات ىما ‪:‬‬

‫أ_ المصابكف باضطرابات تككينية ‪:‬‬

‫كيقصد بيـ مف تكقؼ نمك األطراؼ لدييـ أك أثرت ىذه االضطرابات عمى كظائفيا كقدراتيا‬

‫عمى األداء ‪.‬‬

‫ب_ المصابكف بشمؿ األطفاؿ ‪:‬‬

‫بعض أجزاء الجسـ كبخاصة‬ ‫كىـ المصابكف في جيازىـ العصبي مما يؤدم إلى شمؿ‬

‫األطراؼ العميا كالسفمى ‪.‬‬

‫ج_ المصابكف بالشمؿ المخي ‪:‬‬

‫كىك اضطراب عصبي يحدث مف كجية نظره بسبب األعطاب التي تصيب بعض مناطؽ‬

‫المخ‪ ،‬كغالبا ما يككف مصحكبة بالتخمؼ العقمي عمى الرغـ مف أف كثي ار مف المصابيف بو قد‬

‫بإمكانيـ العناية بأنفسيـ لمكصكؿ إلى مستكل الكفاية‬ ‫يتمتعكف بذكاء عادم كما قد يككف‬

‫االقتصادية ‪.‬‬

‫د_ المعاقكف حركيا بسبب الحكادث كالحركب كالككارث الطبيعية كاصابات العمؿ ‪:‬‬

‫كىؤالء قد يعانكف مف فقد طرؼ أك أكثر مف أطرافيـ كافتقارىـ إلى القدرة عمى تحريؾ عضك أك‬

‫مجمكعة مف أعضاء الجسـ اختيارية‪ ،‬بسبب عجز العضك المصاب عف الحركة‪ ،‬أك بسبب فقد‬

‫بعض األنسجة‪ ،‬أك بسبب الصعكبات التي قد تكاجييا الدكرة الدمكية‪ ،‬أك ألم سبب آخر ‪.‬‬

‫(عبيد‪) 12 :2001 ،‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫‪ _4‬نبذة تاريخية عف االعاقة الحركية‪:‬‬

‫مما الشؾ فيو أف تاريخ اإلعاقة بشكؿ عاـ‪ ،‬كال سيما اإلعاقة الحركية مرتبط بأقدـ الحقب‬

‫الزمنية‪ ،‬كلربما بتاريخ نشأة البشرية‪ ،‬حيث انو كبالنظر إلى أسباب اإلعاقة نجد أف ىناؾ‬

‫عكامؿ كثيرة تسبب اإلعاقة الحركية مف أىميا‪ :‬عدـ الكعي الصحي‪ ،‬كعدـ التقدـ الطبي‪ ،‬كمف‬

‫المتعارؼ عميو أف المجتمعات البدائية عاشت تخبطان صحيان ككانت تعتمد عمى الكسائؿ البدائية‬

‫في العبلج لمكثير مف العمؿ كاألم ارض‪.‬‬

‫كبالتالي فإف اإلعاقة الحركية نشأت مصاحبة بنشأة البشرية شأنيا شأف الكثير مف‬

‫األمراض‪ ،‬كقد كاف يعامؿ صاحب اإلعاقة بنكع مف اإلىانة كاالحتقار‪ " ،‬ففي العصكر القديمة‬

‫عافل المعاقكف في كثير مف األمـ مف االضطياد كاالزدراء كاإلىماؿ فكانكا يترككف لممكت‬

‫جكعا " ‪( .‬فيمي‪)236 :2002 ،‬‬

‫كال شؾ أف ىذا االعتقاد كاف ناجمان عف العديد مف الخرافات التي كاف يعيشيا العصر‬

‫القديـ حيث " العمى ظبلـ كالظبلـ شر كالمجزكـ ىك الشيطاف بعينو كمرضى العقكؿ ىـ أفراد‬

‫تمتبسيـ الشياطيف كاألركاح الشريرة" (محمد‪. )231 :2002،‬‬

‫أما في العصر اإلسبلمي فقد عاشت الرعاية الخاصة بالمعاقيف أزىى صكر الرعاية‬

‫المتنكعة لممعكقيف كذلؾ في إطار سياسات التكافؿ االجتماعي لئلسبلـ‪( .‬ىبلؿ‪)15 :2009 ،‬‬

‫كلكف المبلحظ ىنا ىك أف خدمات الرعاية لئلعاقة الحركية كالتأىيؿ ىي الحديثة نسبيان‪،‬‬

‫فشمؿ األطفاؿ مثبل كاف أكثر أسباب اإلعاقة الحركية شيكعا في عقد األربعينيات‪ ،‬فقد تـ‬

‫القضاء عميو تقريبا في بعض دكؿ العالـ عاـ ( ‪ ،)1966‬أما الشمؿ الدماغي فقد عرؼ مف قبؿ‬

‫‪- 107 -‬‬


‫المصرييف القدماء كأنو تـ تمييزه عف شمؿ األطفاؿ‪ ،‬كقد ظيرت بعض الكتب الطبية عف الشمؿ‬

‫الدماغي منذ عاـ (‪1479‬ـ)‪ ،‬إال أف جراح العظاـ البريطاني (كلياـ لتؿ) قدـ أكؿ كصؼ عيادم‬

‫(‪1843‬ـ)‪ ،‬كنسبة إليو فقد سمي ىذا المرض باسـ مرض لتؿ‬ ‫الشمؿ الدماغي منذ عاـ‬

‫)‪( Latte's Disease‬لسنكات طكيمة ‪( .‬عبيد‪)28 :2012 ،‬‬

‫كمع عصر النيضة الحديثة كما صاحبو مف ثكرات إصبلحية ظيرت حركات االىتماـ‬

‫بالمعاقيف حيث " أدت التطكرات السريعة في الفمسفة االجتماعية كفي نظريات التعمـ كفي‬

‫المجبلت التكنكلكجية إلى ثكرة مستمرة كجعمت العمؿ في مجاؿ التربية الخاصة مف اإلثارة بقدر‬

‫ما بو مف الصعكبة‪ ،‬كفي السنكات األخيرة مف القرف الثامف عشر كبداية القرف التاسع عشر‪،‬‬

‫كالتي كانت ما بعد الثكرتيف األمريكية كالفرنسية استخدمت إجراءات كطرؽ فعالة في تدريب‬

‫كتعميـ األطفاؿ الذيف كانكف يعانكف مف إعاقة حسية ( كالصمـ ككؼ البصر)‪ ،‬كذلؾ في‬

‫الكاليات المتحدة األمريكية كفرنسا‪ ،‬ثـ تمتيا اإلعاقة العقمية كالحركية" (عبيد‪)22 :2001 :‬‬

‫كفي القرف العشريف كاف ىنالؾ شعكر عاـ في األكساط الطبية بعدـ كفاية كفاعمية أساليب‬

‫العبلج الطبي التقميدية‪ ،‬ككاف ىناؾ نظرة بضركرة االىتماـ باألساليب التربكية إلى‬

‫جانب العمميات الجراحية‪.‬‬

‫ككاف القانكف العاـ ) ‪ ( 142/94‬سنة ( ‪ )1975‬كالمعركؼ باسـ التربية لكؿ األطفاؿ‬

‫المعاقيف‪ ،‬كالذم تبنتو األمـ المتحدة‪ ،‬مف أىـ القكانيف التي نادت بالرعاية كالتعميـ كالتشغيؿ‬

‫لممعاقيف‪ ،‬كما نادت األمـ المتحدة بأف يككف عاـ ( ‪1981‬ـ) عامة دكلية لممعاقيف‪ ،‬بقصد لفت‬

‫‪- 108 -‬‬


‫‪ )450‬مميكف معاؽ‪،‬‬ ‫أنظار شعكب العالـ كدكلو إلى مشكمة المعاقيف الذم يبمغ تعدادىـ (‬

‫كقدىدفت مف كراء ذلؾ عمى المساعدة كالرعاية كالتدريب كاإلرشاد لممعاقيف "‬

‫(عبيد‪)30 :2012 ،‬‬

‫إف تأخر االىتماـ كالرعاية باإلعاقة الحركية يرجع إلى عدـ التقدـ التكنكلكجي كالطبي الذم‬

‫يتناسب كطبيعة اإلعاقة كعبلجيا‪ ،‬كعبئيا‪ ،‬كلكف باإلشارة إلى اإلعاقة البصرية كالعقمية فإنيا‬

‫تعتمد بشكؿ أساسي عمى الجيد الذاتي كالرغبة في عممية التأىيؿ بعيدا عف األجيزة الطبية‬

‫المتقدمة‪ .‬إضافة إلى ذلؾ فإف االىتماـ بالجانب التربكم إلى الجانب الطبي الجراحي مف‬

‫األمكر اليامة التي ساىمت في تطكر االىتماـ كالرعاية لممعاقيف ‪.‬‬

‫‪ _5‬أنكاع االعاقة الحركية‪:‬‬

‫‪ 1_5‬انشهم انمخي ‪:‬‬

‫ىك عجز عصبي حركي ناتج عف خمؿ عضكم في مراكز ضبط الحركة في المخ‪ ،‬كتشير‬

‫كممة شمؿ في ىذا المصطمح إلى أم ضعؼ أك نقص في القدرة عمى الضبط كالتحكـ في‬

‫العضبلت اإلرادية يككف ناتجا عف اضطراب أك خمؿ في الجياز العصبي ‪.‬‬

‫( ككافحة كعبد العزيز‪)194 :2010 ،‬‬

‫‪ 2_5‬التياب المفاصؿ الركماتزمي ‪:‬‬

‫يعرؼ الركماتزـ بأنو عبارة عف مجمكعة مف االضطرابات المختمفة تياجـ أعضاء مختمفة‬

‫مف الجسـ كيعكد أصؿ الركماتزـ إلى أنو كممة يكنانية تعني التياب يحدث في الجسـ تسبب‬

‫‪- 109 -‬‬


‫أمراض المفاصؿ نسبة كبيرة في العالـ مف اإلعاقة الحركية كتشمؿ مجمكعة كبيرة مف المرض‬

‫كالتياب المفاصؿ الرثكاني المزمف كالتياب الفقرات البلصقة كغيرىا ( الصفدم‪) 65 :2003 ،‬‬

‫‪ 3_5‬ىشاشة العظاـ ‪:‬‬

‫مرض ىشاشة العظاـ ىك مرض خطير كلكنو نادر‪ ،‬كال يعرؼ لو سبب كاف كاف األطباء‬

‫يعتقدكف أف العكامؿ الكراثية قد تككف مسئكلة‪ ،‬كأىـ ما يميز ىذا المرض افتقار العظاـ إلى‬

‫الكالسيكـ كالفسفكر مما يجعميا غير صمبة كبالتالي قابمة لمكسر بسيكلة كذلؾ يتميز ىذا‬

‫المرض بصغر حجـ الجسـ كالضعؼ السمعي كازرقاؽ صمبة العيف (الخطيب‪)84 :2003 ،‬‬

‫‪ 4_5‬استسقاء الدماغ ‪:‬‬

‫يمكف تعريؼ ىذه الحالة التي يتجمع فييا السائؿ المخي ألشككي في منطقة مبلمسة لممخ‬

‫كقد يككف تحت الجمجمة مباشرة كقد يككف ذلؾ نتيجة لعيب خمقي عند اإلنساف أك التعرض‬

‫األـ لؤلمراض أك لؤلشعة السينية أك تناكليا بعض العقاقير (ككافحة كعبد العزيز‪)195 :2005 ،‬‬

‫‪ 5_5‬إصابات الحبؿ الشككي (النخاع الشككي‪:‬‬

‫النخاع الشككي جزء مف الجياز العصبي المركزم‪ ،‬كىك رمادم المكف‪ ،‬يمتد داخؿ القناة‬

‫الشككية عبر الفقرات مف الدماغ‪ ،‬كحتى مستكل الجزء العمكم مف الفقرة القطنية الثانية (‪-L1) 2‬‬

‫كيبمغ طكلو حكالي ‪50‬سـ في اإلنساف البالغ‪ ،‬كىك يؤمف االتصاؿ بيف أجزاء الجسـ كالدماغ‪،‬‬

‫كأف إصابة ىذا الحبؿ تسبب شمبل في األطراؼ األربعة السفمية مما يؤدم إلى فقداف الحركة ‪.‬‬

‫(أبك جياب كآخركف‪)11 :2002 ،‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫‪ 6_5‬الكىف العضمي‪:‬‬

‫عبارة عف اضطرابات في العضبلت اإلرادية في الجسـ‪ ،‬أسبابو غير معركفة كيحدث لدل‬

‫الشخص تعب كاعياء في العضبلت كخاصة عضبلت الكجو كالرقبة كالعضبلت القريبة مف‬

‫العيكف كىك اضطراب نادر قد يحدث في أية مرحمة مف مراحؿ العمر‪( .‬البكاليز ‪)63 :2000،‬‬

‫‪ 7_5‬تشكىات الكرؾ‪:‬‬

‫الكرؾ ىك القاعدة التي يستند عمييا العمكد الفقرم كلذلؾ فإف التشكىات قد يككف ليا‬

‫مضاعفات عمى مستكل العمكد الفقرم‪ ،‬كمف األشكاؿ المنتشرة لتشكىات الكرؾ خمع الكرؾ (عدـ‬

‫كجكد العظاـ في مكقعيا التشريحي الطبيعي) كقد أصبح عبلج ىذه الحالة يسي ار في الكقت‬

‫الحالي‪.‬‬

‫كمف جية ثانية فقد يككف ىناؾ تشكه انقباض في الكرؾ يحد مف قدرة الشخص عمى‬

‫الجمكس كقد يككف ىناؾ تشكىات انبساطية في الحكض كيتمثؿ عبلجيا تقميديا في اعتماد‬

‫أكضاع جمكس خاصة كفي إجراء عمميات جراحية أحيانا ‪( .‬الخطيب‪)89 :2003،‬‬

‫‪ 8 _5‬مرض ليج‪ -‬بيرتز‪:‬‬

‫يزاؿ سبب ىذا المرض غير معركؼ‬ ‫مرض يتمؼ فيو مركز النمك في عظمة الفخذ كال‬

‫بالرغـ مف أف البعض يعزكه لئلصابات كالعكامؿ الكراثية‪ ،‬كمف خصائص ىذا المرض أنو‬

‫يصيب األطفاؿ بيف الرابعة كالثامنة مف العمر كأنو يصيب الذككر أكثر مف اإلناث كاذا لـ‬

‫يعالج ىذا المرض مبك ار فأنو يمنع كصكؿ الدـ إلى رأس عظمة الفخذ مما يؤدم إلى إعاقة‬

‫حركية مزمنة‪( .‬الصفدم‪)118 :2003 ،‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫‪ 9_5‬الصرع‪:‬‬

‫تمثؿ حاالت الصرع شكبل آخر مف أشكاؿ اإلعاقة الحركية كتبدك مظاىر ىذه الحالة في‬

‫عدد مف األعراض المفاجئة غير اإلرادية التي تظير عمى الفرد مثؿ شحكب الكجو كاختبلؿ‬

‫تكازف الجسـ كالكقكع عمى األرض كاالرتعاش كتصمب الجسـ ‪( .‬الركساف‪)272 :2001 ،‬‬

‫‪ 10_5‬العمكد الفقرم المشقكؽ ‪:‬‬

‫ىك تشكه خمقي بالغ الخطكرة‪ ،‬يخفؽ فيو العصب في اإلغبلؽ بشكؿ كامؿ كأسباب ىذا‬

‫التشكه غير مفيكمة بعد‪ ،‬كالعمكد الفقرم المشقكؽ أنكاع مختمفة كلكف أكثر ىذه األنكاع خطكرة‬

‫الكيس السحائي ألشككي الذم يبرز فيو جزء مف الحبؿ الشككي كاألعصاب خارج الفتحة في‬

‫العمكد الفقرم كيظير منذ الكالدة عمى شكؿ كيس كبير الحجـ نسبيا في أسفؿ الظير كالعبلج‬

‫الكحيد ىك الجراحة العصبية التي يجب إجراؤىا بعد الكالدة مباشرة إنقاذ الحياة الطفؿ ‪.‬‬

‫كتختمؼ نسبة اإلعاقة الحركية مف مجتمع آلخر تبعا لعدد مف العكامؿ أىميا العكامؿ‬

‫الكراثية ثـ العكامؿ المتعمقة بالكعي الصحي كالثقافي‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى العكامؿ الطارئة‬

‫(الخطيب‪)84 :2003 ،‬‬ ‫كالحركب كالككارث ‪.‬‬

‫‪ _6‬أسباب االعاقة الحركية‪:‬‬

‫تحدث اإلعاقة الجسمية الحركية نتيجة لعدة أسباب كعكامؿ كظركؼ‪ ،‬كما تتنكع العكامؿ‬

‫المسببة لئلعاقة إلى عكامؿ خمقية أك كراثية أك بيئية مكتسبة كما تختمؼ باختبلؼ نكع اإلعاقة‬

‫كسف المعاؽ‪ ،‬كيمكف استعراضيا عمى النحك التالي ‪:‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫أكال‪ :‬عكامؿ اجتماعية أك نظـ كظكاىر مجتمعية ‪:‬‬

‫كىي عكامؿ ترتبط بنظـ الزكاج كاإلنجاب كتتشابؾ مع العديد مف األنظمة االقتصادية‬

‫كالمجتمعية كالصحية كالتشريعية كالعادات كالتقاليد كمنيا ‪:‬‬

‫في‬ ‫_ الزكاج مف األقارب في إطار األسرة أك القبيمة كينتشر بصفة أكثر في الريؼ كخاصة‬

‫دكؿ الخميج كالمجتمعات البدكية ‪.‬‬

‫_ الزكاج المبكر (قبؿ ‪ 20-18‬سنة) كالزكاج المتأخر بعد (سف ‪ 30‬سنة)‬

‫_ انتشار األمية كانخفاض مستكل التعميـ كخاصة بيف اإلناث ‪.‬‬

‫_ خركج المرأة لمعمؿ كخاصة في السنكات األكلى مف عمر الطفؿ كغياب مف يرعى‬

‫الطفؿ بدال منيا‪ ،‬مما يؤدم إلى أخطار تيدد حالتو الصحية كتعرضو لمحكادث المؤدية‬

‫إلى اإلعاقة ‪.‬‬

‫_ الفقر كما يترتب عميو مف قصكر اإلمكانيات الصحية كالتربكية‪ ،‬كتنتشر اإلعاقات المختمفة‬

‫كخاصة الذىنية منيا بيف المجتمعات الفقيرة‪ ،‬كال يعني ىذا أف الفقر ذاتو عامؿ مسبب لئلعاقة‬

‫كلكف العكامؿ المسببة ىي تمؾ التي يفرزىا الفقر مثؿ سكء التغذية ك ازدحاـ السكاف‪ ..‬إلخ ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب تتعمؽ بالجكانب الصحية‪:‬‬

‫حيث إف ىناؾ عبلقة كطيدة بيف األكضاع الصحية كبيف اإلصابة باإلعاقة‪ ،‬فيناؾ العديد‬

‫مف األمراض التي تصاحب اإلنساف في خبلؿ دكرة خركجو لمحياة كبعدىا قد تؤدم إلى حدكث‬

‫اإلعاقة‪ ،‬كيمكف تفصيميا عمى النحك التالي ‪:‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫‪1-‬مرحمة ما قبؿ الحمؿ ‪:‬‬

‫فبل شؾ أف العكامؿ الكراثية تحدد قدرة كبيرة مف طبيعة العمميات النمائية لمجنيف كلمطفؿ‬

‫الرضيع حديث الكالدة‪ ،‬كمف المعركؼ أف المككنات الجنينية لمجنيف مركبة مف نكاة الخبلم ا‬

‫(الحيكاف المنكم كالبكيضة) في تركيب يطمؽ عميو الكركمكسكمات‪ ،‬كيحمؿ كؿ كركمكسكـ عددا‬

‫)‪.‬حيث‬ ‫مف الجسيمات الدقيقة التي تحمؿ الصفات الكراثية كالتي تعرؼ بالمكركثات (الجينات‬

‫يتككف الزيجكت (الخمية األكلى لمجنيف) مف ست كأربعيف کركمكسكـ تنتظيـ في ثبلثة كعشريف‬

‫زكجة‪ ،‬إثنا كعشركف زكجا مف ىذه الكركمكسكمات متشابية تماما كيطمؽ عمييا (الصفات‬

‫العادية) في حيف يحدد الزكج الباقي جنس الجنيف كيطمؽ عميو کركمكسكـ الجنس‪ ،‬احتماالت‬

‫الخطأ في كمتا المجمكعتيف مف الككمكسكمات ينتج عنيا إعاقات متنكعة منيا اإلعاقة الحركية ‪.‬‬

‫(عبيد‪)19 :2012 ،‬‬

‫‪2-‬أسباب أثناء الكالدة ‪:‬‬

‫أف‬ ‫إف تعرض الطفؿ لممخاطر أثناء الكالدة يسبب لو بعض اإلعاقات الحركية‪ ،‬حيث‬

‫اإلعاقة الحركية قد تصيب المكلكد إذا تعرض إلى ما يمي ‪:‬‬

‫‪1-‬نقص األككسجيف أثناء الكالدة أك بعدىا أك حتى قبميا قد يحدث تمؼ ا في األجيزة العصبية‬

‫بالمخ كالمسئكلة عف الحركة‪ ،‬مما يؤدم إلى اإلعاقة الحركية ‪.‬‬

‫‪2-‬صعكبات الكالدة كما ينتج عنيا مف مشكبلت خمع الكرؾ‪ ،‬أك إصابة الطفؿ يافكخ‬

‫نتيجة شفطو ‪(.‬نتيؿ‪)27 :2004،‬‬

‫كىناؾ عدة عكامؿ أثناء الكالدة كتسبب حاالت مف اإلعاقة منيا ‪:‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫‪1-‬الكالدة المبكرة (قبؿ المكعد الطبيعي)‬

‫‪2-‬ميكانيكية عممية الكضع ‪.‬‬

‫‪3-‬كضع الجنيف أثناء الكالدة ‪.‬‬

‫‪4-‬كضع السخد (المشيمة)‬

‫‪5-‬العقاقير كالبنج (لما لو مف تأثير عمى الجياز العصبي المركزم لمكليد ) ‪.‬‬

‫‪6-‬الكالدات المتعددة أك (كالدة التكائـ)‬

‫‪3-‬أسباب بعد الكالدة ‪:‬‬

‫إف التأخر في اكتشاؼ حاالت األطفاؿ المصابيف ببعض اإلعاقات ال يعني أف األسباب‬

‫البيكلكجية لئلعاقة حدثت بعد الكالدة‪ ،‬كؿ ما في األمر إنو لـ يتـ التعرؼ عمى الحالة قبؿ‬

‫الكالدة كأثناء الكضع عمى أف ىناؾ حاالت تحدث بعد الميبلد كتككف ليا نتائج كخيمة كربما‬

‫ينتج عنيا كفاة الطفؿ ‪( .‬عبيد ‪)22 :2012،‬‬

‫كقد تحدث اإلعاقة الحركية بعد الكالدة نتيجة بعض األسباب التالية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعرض الطفؿ لفيركس شمؿ األطفاؿ ىك أحد أسباب اإلعاقة الحركية‪ ،‬أك إصابة الطفؿ بسؿ‬

‫العظاـ كالذم يسبب اعكجاج في العظاـ‪ ،‬كمف ثـ تعطميا بالكمية ‪.‬‬

‫كالمعب‬ ‫ب‪-‬حدكث اإلعاقة الحركية يرجع إلى اإلصابة بالحكادث في إصابات المركر كالحريؽ‬

‫كالعمؿ أك السقكط أك نتيجة ظيكر بعض األكراـ كاألمراض الخبيثة التي تنتج عف خمؿ كظيفة‬

‫العضك‪ ،‬مما يؤدم إلى بتره ‪(.‬نتيؿ‪)28-27 :2004،‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫ثالثا‪ :‬عكامؿ كراثية ‪:‬‬

‫مف المعركؼ أف لمعكامؿ الكراثية تأثي ار في نشكء اإلعاقة كتطكرىا كيعزم لتمؾ العكامؿ‬

‫المسببة في حدكث اإلعاقة المتكسطة كالشديدة كما يعزل لمعكامؿ االجتماعية كالثقافية تأثيرىا‬

‫في الحاالت البسيطة في مجاؿ التخمؼ الذىني عمى كجو الخصكص‪( .‬عبيد‪. )29 :2003 ،‬‬

‫رابعا‪ :‬الحكادث كالككارث ‪:‬‬

‫يؤدم غياب الكعي كاإلىماؿ مف األسرة إلى المدرسة إلى العديد مف الحكادث التي قد تؤدم‬

‫إلى اإلعاقة كمنيا حاالت إعاقة نتيجة تناكؿ الطفؿ أقراص أك مشركبات سامة‪ ،‬كذلؾ تؤدم‬

‫حكادث المركر كحكادث العمؿ في الكرش التي عمؿ فييا األطفاؿ كالككارث الطبيعية كالزالزؿ‬

‫كالفيضانات كالككارث التي مف صنع اإلنساف كالحركب كالجريمة إلى مضاعفة حاالت اإلعاقة ‪.‬‬

‫(ىالؿ‪)22 :2009 ،‬‬

‫كتعتبر الحكادث مف األسباب التي تؤدم إلى إصابة كثيرة مف األطفاؿ بالتمؼ المخي‪،‬‬

‫عبلكة عمى اإلصابة في األطراؼ‪ ،‬كفي منطقة الرأس‪ ،‬كغير ذلؾ مف اإلصابات الجسمية‬

‫المباشرة‪ .‬ككذلؾ قد يتعرض عدد مف األطفاؿ لنكع مف العجز الدائـ نتيجة لمعدكل‪ ،‬أك بعض‬

‫األمراض العصبية‪( .‬عبيد‪)22 :2012،‬‬

‫‪ _7‬اإلعاقات المتعددة‪:‬‬

‫كيقصد بوذه المجمكعة أك الفئة مف المعكقيف‪ ،‬األفراد الديف يعانكف مف أكثر مف إعاقة‬

‫كاحدة في نفس الكقت مثبل قد يككف المعكؽ مشمكال كمتخمؼ عقميا في آف كاحد‪ ،‬أك قد يككف‬

‫معكؽ حركيا كأصـ أبكـ أك قد يككف متخمؼ عقميا مع إعاقة الكبلـ كضعيؼ السمع كالبصر‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫كال شؾ بأف ىذه الفئة تعاني مف عدة مشاكؿ اجتماعية نفسية كتأىيمية متعددة بسبب طبيعة‬

‫األمراض التي تعاني منيا ىذه الفئة كالتي تتميز بأنوا أمراض متزامنة كنجد بأف كثير ما تعاني‬

‫ىده الفئة مف الفشؿ كاإلحباط النفسي الشديد بسبب اإلصابات كالعاىات المتعددة التي تترؾ‬

‫آثارىا النفسية كاالجتماعية عمى ىؤالء المعكقيف ىذا مف جية كعمى أسرىـ مف جية أخرل ‪،‬‬

‫ككثي ار ما تشعر أسرىـ بثقؿ الحمؿ الذم تكاجيو ككذلؾ مف مشكمة النبذ االجتماعي خاصة في‬

‫اؿمجتمعات المتخمفة أما الشخص المتعدد اإلعاقات فإنو نتيجة لما سبؽ ذكره يتشكؿ لديو سمكؾ‬

‫عدكاني كمنحرؼ كغالبا ما يككف إنطكائيا منعزؿ‪ ،‬كغير متكافؽ اجتماعيا كما تعتبر عمميات‬

‫التأىيؿ كالتدريب الميني ‪ ،‬النفسي ‪ ،‬االجتماعي كالخدمة االجتماعية ليذه الفئة مف العمميات‬

‫المكمفة اقتصاديا سكاء لمفرد أك لؤلسرة أك لمدكلة كىذا مما يؤثر عمى مكاصمة ىذه العمميات‬

‫كمف ثـ االكتفاء في عبلج ىذه الفئة دكف رعايتيا كتقديـ برامج طمكحة لمتكفؿ بوا كخدمتيا‬

‫معات الفقيرة كالنامية‪( .‬عبد اهلل محمد عبد الرحمف‪ :‬د‪.‬سنة ص‪)33_29‬‬
‫خاصة في الـ جت‬

‫‪- 117 -‬‬


‫المحاضرة السابعة‬

‫‪- 118 -‬‬


‫مشكالت األشخاص انمعاقين‬

‫تتمثؿ القضايا كالمشاكؿ الرئيسية التي تكاجو األشخاص ذكم اإلعاقة في العالـ العربي في‬

‫عدة عكامؿ رئيسية يمكف تمخيصيا فيما يمي ‪:‬‬

‫_‪ 1‬المشكالت األسرية‪:‬‬

‫يكاجو الطفؿ المعاؽ في أسرتو عدة مشكبلت تنبع أساسا مف نظرة الكالديف كاإلخكة لممعاؽ‬

‫عندىـ أك أنيا نظرة ألـ كسخرية مف اآلخريف؛ كقد تتمثؿ ىذه السخرية بالرفض كالحط مف‬

‫قيمتو‪ ،‬كاعتباره ىك مشكمة األسرة كمصدر شقائيا كمعاناتيا‪ ،‬حيث تنعكس ىذه النظرة عمى‬

‫ظيكر مشاعر الرفض كاإلىماؿ كالتستر عميو كاالنتقاص مف قيمتو كحقكقو‪ ،‬أك الشفقة عميو مما‬

‫يخمؽ لديو مشكبلت تكيفية في محيط أسرتو‪.‬‬

‫كمف جية أخرل نجد أف اإلعاقة عمكما ك اإلعاقة البدنية خاصة عندما تتداخؿ مع‬

‫االتصاؿ كالحركة قد يتكقع أف تتسبب في تعطيؿ المشاركة االجتماعية كالترفيو كالعالقات‬

‫الشخصية المتبادلة لحد ما‪ ،‬كببل شؾ فاف مثؿ ىذه العزلة كحدىا كفيمة بخمؽ ضغكط انفعالية‬

‫بالضبط مثؿ ما يحدث بسبب فقد أحد أعضاء اإلحساس أك الجسـ‪ ،‬كما أف العزلة االجتماعية‬

‫ليس مف السيؿ تجاكزىا بالنسبة ألكلئؾ األفراد الذيف لدييـ تقييد في الحركة بسبب اإلعاقة‬

‫عضكية كانت أـ جسدية يقيد كىي لكحدىا تشكؿ حرمانا بالتأكيد م ار لمغاية كيقمص أنماطا‬

‫تفاعبلت حياة الفرد العادية مع اآلخريف؛ كىذا النكع مف الحرماف الحسي قد ردكد الفعؿ‬

‫‪- 119 -‬‬


‫االكتئابية التي تظير عندما تككف يفسر لنا أيضا اإلعاقة مرتبطة بأحد النظاميف السمعي أك‬

‫البصرم أككمييا‪.‬‬

‫_ ‪ 2‬المشكالت االجتماعية ك االقتصادية‪:‬‬

‫فيما يتعمؽ بالفقر فإف األمر يرتبط ىنا بالعديد مف الجكانب ابتدءا مف ضعؼ البيئة‬

‫المعرفية لدل األسر الفقيرة ك مرك ار بالعجز عف إتباع طرؽ التدخؿ المبكر التقيد تككف قادرة‬

‫عمى منع كتفاقـ بعض أنكاع اإلعاقة في مراحميا الباكرة حتى ال تتطكر إلى إعاقات مركبة‬

‫كمعقدة‪ ،‬كانتياء بالظركؼ التي يفرضيا الفقر عمى أسر األشخاص ذكم اإلعاقة بما يمنع‬

‫حصكؿ األطفاؿ عمى أنكاع الرعاية المختمفة في الجانبيف التعميمي كالصحي كالدفع بيـ لمعمؿ‬

‫في كقت باكر قد يصؿ في بعض األحياف استغبلليـ في التسكؿ‪ ،‬كنكد في ىذا المجاؿ إلى أف‬

‫نشير إلى أف اإلحصاءات العممية تشير إلى أف معدؿ الفقر في أكساط األشخاص ذكم اإلعاقة‬

‫يفكؽ الثمانيف بالمائة في معظـ دكؿ العالـ األقؿ نمكا؛ كيمكف محاكلة تقريبن ىذا الرقـ‬

‫بالمقارنة بما نراه في العالـ العربي خاصة بسبب غياب اإلحصائيات الدقيقة عمكما ‪ ،‬كمف‬

‫الكاضح أف األشخاص ذكم اإلعاقة في الغالب تتفاقـ إعاقتيـ بحرمانيـ مف الكصكؿ إلى التعميـ‬

‫كالعمؿ كالصحة كالخدمات العامة مما يؤدم إلى كقكعيـ في دائرة الفقر ‪ ،‬كىذا الفقر يؤدم‬

‫في دائرة مفرغة إلى المزيد مف اإلعاقة بزيادة تعرض ىؤالء األفراد إلى سكء التغذية كاألمراض‬

‫كظركؼ الحياة كالعمؿ غير المبلئـ‪.‬‬

‫‪- 120 -‬‬


‫‪ _3‬المشكالت الصحية‪:‬‬

‫كبالنسبة لمجانب الصحي نجد األثر الكبير لضعؼ الكعي الصحي كعدـ القدرة عمى تكفير‬

‫الرعاية الصحية كاألكلية بصكرة متكاممة عمى نطاؽ كاسع خاصة بالنسبة لشرائح األشخاص‬

‫ذكم اإلعاقة كخاصة فيما يتعمؽ ببعض احتياجات العبلج المكمفة كالتي يمكف أف تمنع حدكث‬

‫كتفاقـ العديد مف حاالت اإلعاقة كالى جانب ذلؾ فإف ىناؾ المشكمة المرتبطة بتحصيف األطفاؿ‬

‫كاالىتماـ بصحة األـ كالطفؿ؛ كنجد أنو في الدكؿ التي تتكفر عنيا إحصاءات أف ىناؾ أقؿ مف‬

‫‪ % 20‬ىـ الذيف تتاح ليـ فرصة الكصكؿ لممستشفيات كالعبلج ‪.‬‬

‫كاف أتينا ىنا نعدد بعض المشكبلت التي يعاني منيا األشخاص المعاقكف فيما يمي ‪:‬‬

‫_ عدـ معرفة األسباب الحاسمة لبعض أشكاؿ الشمؿ الدماغي كاإلعاقة الحركية بشكؿ عاـ ‪.‬‬

‫_ طكؿ فترة العبلج الطبي لبعض الحاالت كالتكاليؼ الباىظة أثناء عممة التشخيص أك قمة‬

‫تكفر األدكية‪ ،‬أك انعداـ أجيزة التكفؿ الطبية مما يعيؽ مكاصمة العبلج كتحقيؽ نتائج سميمة ‪.‬‬

‫_ عدـ تكفر المراكز الطبية المتخصصة كالمؤىمة لعالج بعض الحاالت المستعصية كالشمؿ‬

‫الدماغي‪.‬‬

‫_ عدـ تكفر العدد الكافي مف األخصائييف المعالجيف كقمة األجيزة الفنية لعالج ىاتو الحاالت‬

‫مف اإلعاقة‪.‬‬

‫_ قمة المعينات المساعدة حسب كؿ نكع إعاقة‬

‫‪- 121 -‬‬


‫‪ _4‬المشكالت التعميمية ‪:‬‬

‫أما بالنسبة لمتعميـ فيناؾ الكثير المرتبط بعدـ القدرة عمى تكفير التعميـ عمى قدـ المساكاة‬

‫مع األطفاؿ غير ذكم اإلعاقة نسبة لبلحتياجات الخاصة التي تفرضيا أنكاع اإلعاقة المختمفة‬

‫عمى األطفاؿ ذكم اإلعاقة‪ ،‬كبالتالي ال يناؿ الطفؿ ذك اإلعاقة كؿ حظكظو كمتطمباتو التعميمية‬

‫بما يحقؽ تنمية قدراتو الكامنة بكامميا‪ ،‬إضافة إلى مشاكؿ التعميـ العامة في دكؿ العالـ األقؿ‬

‫نمكا مف ازدحاـ الفصكؿ كعدـ القدرة عمى تحقيؽ إلزامية األخرل التي يعاني منيا األطفاؿ‬

‫عمكما التعميـ االبتدائي كاألساس بصكرة عادلة ككاممة لمظركؼ االقتصادية كاالجتماعية‬

‫المختمفة التي تتحكـ في أسر األشخاص ذكم أف فقط حكالي اإلعاقة‪.‬‬

‫كاذا عممنا أيضا ‪% 20‬مف األطفاؿ ذكم اإلعاقة ىـ الذيف تتاح ليـ فرصة التعميـ االبتدائي‬

‫كاألساس فيدكؿ العالـ األقؿ نمكا فإف ذلؾ ينعكس بالتالي عمى تفش درجة األمية بصكرة عالية‬

‫لدييـ عندما يكبركف كبالتالي الحرماف مف العديد مف الميارات المينية كالحرفية ‪.‬‬

‫‪_5‬المشكالت النفسية‪:‬‬

‫كباإلضافة إلى ذلؾ فاف العزلة الناتجة عف الفقد الدائـ‪ ،‬الجزئي أك الكمي ألي مف أنظمة‬

‫االستقباؿ الحس م في الجسـ أم تمؾ التي تمنع أك تقيد بدرجة كبيرة مصدر االستثارة مف‬

‫خبلؿ فقد الحكاس‪ ،‬مثمما يحدث في حالة الصمـ أك العمى‪ ،‬نجد مف عدـ التكيؼن فييا الكثير‬

‫مف التأثير السالب عمى السمكؾ بما يمكف أف يؤدم إلى معدؿ عاؿ نسبيا االنفعالي كعدـ‬

‫النضج االجتماعي كالعزلة كالمكاقؼ السالبة فيما يتعمؽ بالفرص الكظيفية كاالجتماعية كلكف‬

‫ليس مف الكاضح إذا ما كانت ىذه النتائج تعكد إلى فقد عضك الحساس ذاتو أك تتأثر بالقبكؿ‬

‫‪- 122 -‬‬


‫االجتماعي لممعاؽ‪ ،‬ك أيا كاف السبب فاف فقداف عضك الحساس ما يؤدم في الظاىرن كثي ار‬

‫إلى العديد مف المصاعب في التكيؼ االنفعالي؛كنجد أف عدـ القدر السمككية كالرفض‬

‫االجتماعي يضعاف الشخص ذك اإلعاقة في كضع خضكع دكني تصبح معو الكثير مف‬

‫األىداؼ صعبة المناؿ‪ .‬كتشير فكرة الحد مف القدرة كالقيمة إلى مكاقؼ اآلخريف تجاه نفسو‬

‫حينما يحس باحتراـ اتجاه المعاؽ كما لو انخفاض تجاه ذاتو‪ ،‬كىذا يمكف رؤيتو مف خبلؿ‬

‫عبلقتو بالناس كاالعتمادية المسبقة المرتبطة بمكاقؼ الحماية الزائدة أك الرفض‪ ،‬كباإلضافة إلى‬

‫لذاتو ذلؾ فاف مكقؼ الشخص ذك اإلعاقة قد يعكس تقميبل إلى المدل الذم ال تصبح معو‬

‫اإلعاقة قاصرة عمى القيكد الفعمية لئلعاقة فحسب كانما تتعداىا ليرل الفرد ذاتو مقيدة بعدد مف‬

‫الطرؽ األخرل‪ ،‬كتمعب األكضاع االجتماعية السائدة دك ار كبي ار في الحد مف ىذه المشاعر‬

‫السالبة لدل األشخاص ذكم اإلعاقة أك جعميا تستشرم بالدرجة التي تكقؼ إسياـ ىؤالء األفراد‬

‫في التعبير عف ذاتيـ كاثراء المجتمع بكفاءاتيـ كقدراتيـ ‪.‬‬

‫يحتاج المرء ألف يدرؾ بأف عميو أف يساعد نفسو باالستعانة بالخبرات كالمعارؼ التي‬

‫يكتسبيا ممف حكلو كدائما باتخاذ بعضيـ ممف ليـ نفس اإلعاقة مف الناجحيف كقدكة يحتذم بيا‬

‫أك يحاكؿ ما استطاع أف يجرب كيقمد خطكات حياتيـ نحك النجاح‪.‬‬

‫‪- 123 -‬‬


‫المحاضرة الثامنة‬

‫‪- 124 -‬‬


‫تشخيص كفحص األشخاص في كضعية اإلعاقة‬

‫تمييد‪:‬‬

‫يعد التشخيص كالفحص النفسي كسيمة األخصائي لفيمو لمحالة التي يتعامؿ معيا‪ ،‬فمف‬

‫خبللو ييدؼ إلى جمع المعمكمات المختمفة بالحالة قصد الكصكؿ إلى فيميا حتى يتمكف مف‬

‫األخصائي عمى كضع كتحديد الخطكات األساسية‬ ‫مساعدتيا كالتكفؿ بيا نفسيا‪ ،‬فيك يساعد‬

‫التي يجب أف يتبعيا كيحدد لو منيجية عممو العيادم ‪ ،‬فالفحص كالتشخيص النفسي ىك التفسير‬

‫العممي كالشامؿ لمحالة كالذم يتكفر عمى جميع المعمكمات كالبيانات المتعمقة بيا انطبلقا‬

‫بمساعدة مجمكعة مف الكسائؿ المتعددة أىميا‪ :‬المقابمة‪ ،‬المبلحظة‪ ،‬دراسة الحالة‪ ،‬االختبارات‬

‫النفسية‪...‬كبالتالي يمكف القكؿ أف الفحص كالتشخيص ىك دراسة إكمينيكية تستند عمى المقابمة‬

‫كالمبلحظة كاالختبارات لمكصكؿ إلى غايات تعقدىا ىذه العممية أىميا مساعدة الحالة كعبلجيا‪.‬‬

‫‪ _1‬تعريؼ الفحص كالتشخيص النفسي‪:‬‬

‫يعرؼ الفحص النفسي حسب ‪ chiland‬ىك ذلؾ الفحص المعمؽ الذم يقكـ بو األخصائي‬

‫دكف غيره‪ ،‬كالذم يسعى ليس فقط البحث عف العبلمات المرضية في التكظيؼ النفسي كالعقمي‬

‫لمشخص‪ ،‬بؿ ىك ييتـ كذلؾ بنكاحيو العادية‪ ،‬بيدؼ فيـ الفرد كليس مف أجؿ تشخيص‬

‫مف‬ ‫اضطراباتو فحسب‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ مجمكعة التقنيات كاألدكات اإلكمينيكية كالسيككمترية‬

‫أىميا االختبارات النفسية‪.‬‬

‫كترل ‪ M.emmanuelli‬الفحص النفسي مف المنظكر الذم تدرسو لطمبتيا في الجامعة‬

‫كالذم تدافع عنو في مختمؼ كتاباتيا‪ ،‬بأنو ذلؾ الفحص الذم يأتي تعريفو في أبعاد عيادية‬

‫‪- 125 -‬‬


‫كدينامية تفرض استعماؿ المشرؾ لبلختبارات التي تسمح بتقييـ مختمؼ مظاىر التكظيؼ‬

‫النفسي كالعقمي‪ :‬اختبارات القدرات العقمية‪ ،‬اختبارات الشخصية اإلسقاطية كغير االسقاطية‪،‬‬

‫اختبارات الفاعمية إلى غيرىا مف أدكات التقدير السيككلكجي‪ ،‬في حيف يمكف المجكء إلى نمط‬

‫كاحد مف االختبارات في حاؿ ما إذا كاف ذلؾ كافيا لئلجابة عمى األسئمة المطركحة ك يشمؿ‬

‫الفحص زيادة عف االختبارات السيككلكجية المقابمة العيادية كالمبلحظة كيأخذ بعيف االعتبار‬

‫معطيات العبلقة التي تنشأ بيف الفاحص كالمفحكص (‪)emmanuellimK 2004 ،p1‬‬

‫كحسب ‪ ،2004 Hodges‬فإف الفحص * باعتباره طريقة لمكشؼ عف الحالة العقمية‬

‫كالتكظيؼ النفسي لمفرد بكاسطة أدكات خاصة كىي االختبارات النفسية لو أف يشمؿ عمؿ‬

‫العيادم كيتبع لو تخطيط كتسييؿ تدخبلت عبلجية ىادفة‪.‬‬

‫أما عف التشخيص فيك يعد مف أىـ أبعاد كأىداؼ عممية الفحص كيرمي لمكصكؿ إلى‬

‫ىكية المرض أك االضطراب بنكع مف الثقة ‪ ،‬كفيـ الحالة المرضية لممريض مع محاكلة األخذ‬

‫في الحسباف كؿ مف المرض كالمريض‪ ،‬ال يكتفي التشخيص باألمراض بؿ ييتـ بمميزات‬

‫الشخصية كامكانياتيا كميارتيا أيضا‪.‬‬

‫فالتشخيص في عمـ النفس اإلكمينيكي ىك الفيـ الكامؿ لمحالة قصد التكصؿ إلى افتراض‬

‫دقيؽ عف طبيعة مشكمة المريض كأساسيا‪ ،‬فيك بيذا تقكيـ لخصائص الفرد مف حيث قدراتو‪،‬‬

‫انجازاتو‪ ،‬سماتو كأعراضو المرضية‪...،‬قصد فيـ مشكبلتو (النجار ‪ 2008‬ص ‪.)26‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫فيقكـ العيادم بعممية الفحص لكي يتمكف مف تشخيص المشكؿ الذم تعاني منو الحالة‪،‬‬

‫كادراجو ضمف تصنيؼ محدد فالتصنيؼ ىك الطريقة المختصرة إلعطاء معمكمات حكؿ الحالة‬

‫المرضية‪ ،‬إنو يصؼ المشكؿ الذم يعاني منو المريض عمى أساس األعراض‪.‬‬

‫فالتشخيص ىك تمؾ العممية التي يقكـ بيا اإلكمينيكي كالتي يجمع في سياقيا البيانات‬

‫كالمعمكمات عف الفرد عف طريؽ تاريخ الحالة ليعالجيا معالجة خاصة تمكنو مف أف يرسـ‬

‫صكرة تحميمية متكاممة لشخصية الفرد تتضمف كصفا دقيقا لقدراتو كمشكبلتو كأسبابيا كذلؾ‬

‫لكضع خطة عبلجية مبلئمة‪.‬‬

‫‪_2‬مراحؿ الفحص ك التشخيص النفسي‪:‬‬

‫‪ 1_2‬مراحؿ الفحص النفسي‪:‬‬

‫يمكف تمخيص مراحؿ الفحص النفسي في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪،‬‬ ‫_ مرحمة تحميؿ الطمب‪ :‬يتـ فييا تحديد سبب الطمب ( تحديد اإلشكالية) أك سبب اإلحالة‬

‫طرؼ اإلحالة‪ ،‬إنتظارات‪ ،‬الحالة ‪...‬‬

‫_ مرحمة اختيار أدكات الفحص المناسبة لضماف صحة التقييـ كتتطمب ىذه المرحمة مف‬

‫‪.‬‬ ‫األخصائي النفسي أف يككف لديو معارؼ نظرية كأخرل تطبيقية أك عممية (األدكات)‬

‫_ مرحمة تطبيؽ االختبارات التي تـ اختيارىا حسب اليدؼ المراد الكصكؿ إليو‪ ,‬كذلؾ اعتمادا‬

‫عمى منيجية محددة مع اختيار الظركؼ المبلئمة لتطبيؽ ىذه االختبارات‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫_ مرحمة معالجة البيانات في ضكء النتائج المتحصؿ عمييا بعد تطبيؽ االختبارات النفسية في‬

‫المرحمة السابقة مع إمكانية اإلجابة عف بعض التساؤالت أك تقييـ المشكمة التي يعاني منيا‬

‫الفرد ( سبب الفحص)‪.‬‬

‫_ مرحمة كتابة التقرير حكؿ النتائج المتحصؿ عمييا مف خبلؿ تطبيؽ االختيار النفسي عمى‬

‫المفحكص كذلؾ بعد معالجة النتائج كتقييميا في المرحمة السابقة ‪.‬‬

‫_ مرحمة إرجاع النتائج التي أسفرت عمييا اختبارات المطبقة كاطبلع المفحكص عمييا كتتطمب‬

‫ىذه المرحمة كفاءات كقدرات خاصة بكيفية اإلعبلف عف النتائج مما تجعؿ األخصائي النفسي‬

‫يتميز عف غيره‬

‫‪ 2_2‬مراحؿ التشخيص‪:‬‬

‫أ_ مرحمة اإلعداد ‪la phase de préparation‬‬

‫كىي تتضمف عممية االتصاؿ بيف السيككلكجي ككافة المؤسسات العائمية كالتربكية أك‬

‫المينية لمتعرؼ عمى مشاكؿ الفرد المعيف‪ ،‬كبناء عمى ىذا األساس‪ ،‬فإنيا تجمع كافة المعمكمات‬

‫كالتقارير ثـ جمع المعمكمات عف طريؽ المقابمة ثـ اختيار المناسب لمقياس‪.‬‬

‫ب_ مرحمة التزكد بالمعمكمات‪la phase des informations :‬‬

‫كتشمؿ المقاببلت مع الفرد المفحكص‪ ،‬تطبيؽ االختيارات * كمف ثـ تصحيحيا‪ ،‬كبالتالي تنظيـ‬

‫نتائج المقاببلت كتنسيقيا‪.‬‬

‫ج_ مرحمة تفسير المعمكمات كمعالجتيا‪la phase de traitement des données :‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫كىي تنظيـ المعمكمات التي حصؿ عمييا الفاحص كتأكيؿ المعاني المتضمنة فييا‪ ،‬ككذلؾ‬

‫تفسير نتائج االختبارات كاستخراج كؿ ما يتصؿ بيا‪.‬‬

‫د_ مرحمة اتخاذ الق اررات ‪la phase de décisions :‬‬

‫كتتضمف مناقشة نتائج الحالة كتشخيصيا كتكضيح داللتيا كمف ثـ اتخاذ ق اررات نيائية‬

‫مرتبطة بشأف كيفية العبلج لتمؾ الحالة‪ ،‬كأسمكب التعامؿ معيا كيمكف تمخيص مراحؿ الفحص‬

‫كالتشخيص حسب العالميف ‪ sendberg et taylor‬فيما يمي‪:‬‬

‫‪ _1‬المرحمة األكلى‪:‬‬

‫كتتمثؿ في التعرؼ عمى تفاصيؿ شككل المريض باتباع الخطكات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الحصكؿ عمى معمكمات دقيقة عف المفحكص‪.‬‬

‫‪ -‬الحصكؿ عمى معمكمات أساسية كأكلية تجمع مف خبلؿ المقابمة التمييدية‪ ،‬بيدؼ إعطاء‬

‫كصؼ غني كتمقائي لبلضطراب كاآلالـ‪.‬‬

‫‪ -‬الق اررات المبدئية بصدد قبكؿ الحالة المرضية أك تكجيييا إلى الجية المختصة‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد ادكات التشخيص المناسبة لحالة المفحكص‪.‬‬

‫‪_2‬المرحمة الثانية‪:‬‬

‫كتتضمف الخطكات التالية‪:‬‬

‫_ المقابمة التشخيصية‪ ،‬التي عادة ما تككف مف خبلؿ أسئمة بغرض الحصكؿ عمى إجابات‬

‫عميقة كدقيقة‪ ،‬كقد تستمزـ ىذه المقاببلت تعديبلت في أىداؼ الفحص كأدكاتو كتقنياتو‪.‬‬

‫_ تصحيح استجابات المفحكص مف خبلؿ االختبارات كالمقاييس المطبقة‪.‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫‪ _3‬المرحمة الثالثة‪:‬‬

‫كىي مرحمة خاصة بتنظيـ المعمكمات كتكضيح المعاني المتضمنة لمتنبؤ بشأف مستقبؿ الحالة‬

‫الراىنة‪.‬‬

‫‪ _4‬المرحمة الرابعة‪:‬‬

‫يتـ فييا كضع صكرة كاضحة لممفحكص يمكف مف خبلليا لممفحكص اتباع الخطة العبلجية‬

‫المناسبة‬

‫‪_3‬أىداؼ الفحص كالتشخيص النفسي‪:‬‬

‫يمكف تمخيص أىداؼ الفحص اإلكمينيكي في النقاط التالية‪:‬‬

‫_ اإلجابة عمى تساؤالت عادية خاصة مف خبلؿ ما تتبعو تقنياتو مف معمكمات دقيقة كمحددة‪.‬‬

‫_ التكصؿ إلى أخذ فكرة كاممة مف بنية الشخصية ككصؼ دقيؽ لمسير أك التكظيؼ النفسي‬

‫كالعقمي لمشخص‪.‬‬

‫_تحديد معالـ اإلشكالية النفسية الخاصة بالفرد كالكامنة كراء العرضية المرضية التي يظيرىا‬

‫كالتعرؼ عمى مكارده النفسية كميكانيزماتو الدفاعية‪.‬‬

‫_ التكصؿ إلى كضع فرضيات تشخيصية عمى ضكء التنسيؽ بيف المعطيات كالمعمكمات التي‬

‫تكفرىا مختمؼ تقنيات الفحص النفسي‪ ,‬كىك ما يتبع أيضا األخصائي النفسي كالمساىمة في‬

‫مناقشة التشخيص مع باقي أعضاء الفريؽ العبلجي‪.‬‬

‫_التكصؿ إلى كضع خطة عبلجية نفسية بناء عمى ما أسفر عنو الفحص النفسي مف نتائج‬

‫كتحديد األىداؼ العبلجية عمى المدييف القصير كالمتكسط‪.‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫_ تعييف كتتبع التغيرات التي تط أر عمى الشخص كمدل تحسف حالتو خبلؿ فترة العبلج النفسي‬

‫كما تنتج تقنيات الفحص النفسي تقييـ فعالية العبلج النفسي كالفائدة المحققة بفضمو مف خبلؿ‬

‫تقييـ حالة الشخص قبؿ كأثناء كبعد العبلج النفسي‪.‬‬

‫أما مف أىداؼ التشخيص النفسي فيمكف تمخيصيا في ما يمي‪:‬‬

‫_ تحديد العكامؿ المسببة‪.‬‬

‫_ التمييز بيف االضطراب العضكم كالكظيفي‪.‬‬

‫_ تقييـ درجة العجز العضكم كالكظيفي‬

‫_ الكشؼ عف االستجابة لبلضطراب‪.‬‬

‫_ تقدير درجة االضطراب في مداىا كفي عمقيا‬

‫_ التنبؤ بالمسار المحتمؿ لبلضطراب‬

‫_ تحديد األسس التي يبني عمييا إختيار منيج عبلجي معيف ‪.‬‬

‫‪_4‬أنكاع التشخيص النفسي‪:‬‬

‫يمكف تمخيص أنكاع التشخيص النفسي فيما يمي‪:‬‬

‫أ_ التشخيص اإلكمينيكي‪:‬‬

‫فيك عممية تشير إلى تحديد أسباب كأعراض االضطرابات النفسية حسب التصنيفات ‪ ،‬كعمى‬

‫ىذا األساس يتـ اتخاذ األحكاـ اإلكمينيكية المتعمقة باألعراض كيتركز التشخيص ىنا عمى‬

‫النقاط التالية‪:‬‬

‫_ ما ىي طبيعة ىذا االضطراب (عابر‪ ,‬حاد‪ ,‬مزمف) أم ما ىي مدة ظيكره‪.‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫_ كيفية كبداية ظيكره ك ما ىي العكامؿ المفجرة لظيكره (األسباب) ‪.‬‬

‫_ ىؿ ىناؾ اضطرابات أك أعراض أخرل مصاحبة ليذا االضطراب‪.‬‬

‫_ تصنيؼ االضطراب ككضعو في الفئة المناسبة كذلؾ بالرجكع إلى مرجعيات عممية كدليؿ‬

‫التشخيص األخصائي لبلضطرابات العقمية ‪.DSM‬‬

‫_ كما يمكف التنبؤ بمآؿ االضطراب ( ما يمكف أف يصبح أك يأتي الحقا)‬

‫ب_ التشخيص التنبؤم‪:‬‬

‫يعتمد في ىذه العممية عمى استخداـ سجبلت الفرد المختمفة كيعتبر السجؿ التراكمي‬

‫(المجمع) مف أكثر الكسائؿ استخداما في التنبؤ بأداء الفرد المستقبمي كعمى اإلكمينيكي أف يأخذ‬

‫بعيف االعتبار استم اررية العكامؿ الخارجية عندما يضع التنبؤ النفسي‬

‫ج_ التشخيص الفارقي‪:‬‬

‫يتضمف دراسة األسباب المحتممة لمحاالت كتحديد مبدئي االضطراب‪ ,‬تحديد نقاط التشابو‬

‫كاالختبلؼ بيف االضطرابات إف كجد أكثر مف اضطرابيف ( أم كجكد تشابو في األعراض)‬

‫االعتبار‪،‬‬ ‫كمف أجؿ فيـ كتصنيؼ االضطرابات النفسية‪ ,‬ىناؾ مبلحظات البد أف تؤخذ بعيف‬

‫‪ ،‬ردكد فعؿ المميزة‬ ‫أىميا‪ :‬األسباب األكلية ‪ ،‬األسباب التي عجمت في حدكث االضطراب‬

‫لمشخصية‪ ,‬كردكد الفعؿ كالعكامؿ الطبيعية‪.‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫‪_5‬أدكات الفحص كالتشخيص‪:‬‬

‫‪ 1_5‬المقابمة العيادية‪:‬‬

‫ىناؾ عدة تعاريؼ لممقابمة العيادية‪ ،‬تختمؼ مف باحث ألخر كاف اختمفت في الصيغة فإنيا‬

‫‪ M.sillamy‬تستعمؿ المقابمة كطريقة مبلحظة لمحكـ عمى‬ ‫تصب في ىدؼ كاحد‪ ،‬فحسب‬

‫شخصية المفحكص‪ ،‬أنيا جزء ال يتج أز نجده في جميع االختبارات السيككلكجية‪ ،‬حيث تسيؿ‬

‫فيـ مختمؼ النتائج المتحصؿ عمييا كما أنيا تستعمؿ في عمـ النفس العيادم بانتظاـ كتساعد‬

‫في إعطاء حمكؿ لممشاكؿ (‪)m.sillamy 1996 p.97‬‬

‫كيعرؼ مميكة ‪ 1910‬المقابمة اإلكمينيكية بسرعة ما عمى أنيا تتضمف التشخيص كالعبلج‪،‬‬

‫مؤكد عمى صعكبة الفصؿ بيف التشخيص كالتنبؤ كالعبلج في المقابمة اإلكمينيكية‪ ،‬كما أشار‬

‫اإلكمينيكية إلى إف عممية التشخيص في الطب‬ ‫مميكة في مكضع سابؽ عف تعريؼ المقابمة‬

‫النفسي كعمـ النفس تتطمب عمميات خاصة بتقكيـ السيمات المختمفة لشخصية المريض مما‬

‫يساعد عمى فيـ مشكبلتو بناء عمى تجميع تمؾ المعمكمات المتاحة كالبلزمة عنو كتحميميا‬

‫كدراستيا‪ ،‬كأشار أيضا أف عممية التنبؤ عبارة عف رسـ كمباشرة خطة العبلج النفسي لممريض‪،‬‬

‫كمتابعتيا كتقكيميا‪.‬‬

‫كما يرل ‪ korchin 1976‬أف المقابمة التشخيصية تركز بصكرة أساسية عمى دراسة‬

‫األعراض التي تظير عمى المريض حيث يمكف كصفيا بدقة كقد أكضح أف المقابمة‬

‫التشخيصية يجب أف تعطي عدة مجاالت ىي‪ :‬العمميات العقمية كطرؽ التفكير‪ ،‬الخمؿ الحسي‬

‫كاإلدراكي‪ ،‬الكعي بالزماف كالمكاف‪.‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫‪ 2_5‬المالحظة‪:‬‬

‫تعتبر المبلحظة أداة مف أدكات الفحص النفسي كجمع المعمكمات كذلؾ مف خبلؿ مبلحظة‬

‫المختص لمحالة كتسجيؿ كؿ ما يبلحظو‪ ،‬شرط أف يمتزـ المختص بالدقة كالمكضكعية كدكف اف‬

‫يتدخؿ في مسار األحداث (حذؼ آك تغيير آك إضافة أك تعديؿ) كلممبلحظة عدة انكاع يمكف‬

‫تمخيصيا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬فمف حيث درجة الضبط نجد المبلحظة البسيطة كالمبلحظة المنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬كمف حيث دكر الباحث فنجد المبلحظة بالمشاركة كالمبلحظة بدكف مشاركة‪.‬‬

‫‪ -‬كما قد نجد المبلحظة الطارئة كالمبلحظة الذاتية كالمبلحظة الميدانية‪.‬‬

‫‪ 3_5‬دراسة الحالة‪:‬‬

‫نمكذج عف كيفية القياـ بدراسة الحالة‪:‬البيانات االكلية‪:‬‬

‫االسـ‪ ،‬الجنس‪ ،‬تاريخ الميبلد‪ ،‬الحالة االجتماعية (متزكج‪ ،‬أعزب‪ ،‬أرمؿ‪ ،‬مطمؽ)‪ ،‬ىؿ لديو‬

‫اإلحالة‬ ‫أطفاؿ‪ ،‬عددىـ‪ ،‬المستكر الدراسي‪ ،‬طبيعة العمؿ‪ ،‬عنكاف السكف‪ ،‬رقـ الياتؼ‪ ،‬مصدر‬

‫(طبيب‪ ،‬مدرسة‪ ،‬فرد مف العائمة‪ ،)...‬سبب اإلحالة‪.‬‬

‫السكابؽ األسرية‪( :‬التككيف األسرم‪ ،‬المعمكمات األسرية)‬

‫األب‪( :‬االسـ‪ ،‬السف‪ ،‬المستكل الدراسي‪ ،‬المينة‪ ،‬أمراض معينة إف كجدت‪)...‬‬

‫األـ‪( :‬االسـ‪ ،‬السف‪ ،‬المستكل الدراسي‪ ،‬المينة‪ ،‬أمراض معينة إف كجدت‪)...‬‬

‫أمراض معينة إف كجدت‪ ،‬عددىـ‪ ،‬ترتيب‬ ‫اإلخكة‪( :‬االسـ‪ ،‬السف‪ ،‬المستكل الدراسي‪ ،‬المينة‪،‬‬

‫الحالة بينيـ‪)...‬ىؿ تكجد قرابة دمكية بيف الكالديف‪/ .‬ىؿ يكجد تعدد الزكجات داخؿ األسرة‪.‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫السكابؽ الشخصية‪( :‬المعمكمات الشخصية)‬

‫التاريخ الصحي‪ ،‬األمراض كالحكادث‪ ،‬ىؿ تشكك الحالة مف أم مرض صحي (ما نكعو‪،‬‬

‫ىؿ تمقت العبلج كما ىي طبيعة ىذا العبلج‪ ،)...‬ىؿ قامت الحالة بعممية جراحية‪ ،‬ىؿ تتناكؿ‬

‫الكحكؿ كالمخدرات (العادات)‪.‬‬

‫الشككل االساسية ككصؼ المشكمة الحالية‪:‬‬

‫‪ -‬بداية ظيكر المشكمة (تاريخ ظيكرىا‪ ،‬كيفية ظيكرىا‪ ،‬مدة ظيكرىا‪ ،‬ىؿ ىي حالة جديدة اـ‬

‫مرت بيا سابقا‪)...‬‬

‫‪ -‬ما الذم جعؿ الحالة تأتي اآلف لطمب العبلج‪ ،‬ىؿ حاكلت العبلج مف قبؿ كما ىي الطرؽ‬

‫العبلجية المستعممة‪.‬‬

‫ىي المظاىر‬ ‫األعراض السمككية التي رافقت حدكث المشكمة‪ ،‬كما‬ ‫‪ -‬تكضيح الظركؼ‪،‬‬

‫الخارجية التي لكحظت عمى الحالة‪.‬‬

‫التشخيص‪:‬‬

‫في األكؿ يتـ كضع أفكار تشخيصية أكلية‪ ،‬كىي أكؿ ما يتبادر إلى الذىف عف المشكمة‬

‫األسباب الحقيقية‪ ،‬بؿ يمكف التأكد منيا كتغييرىا‬ ‫كأسبابيا المحتممة‪ ،‬كليس بالضركرة ىي‬

‫مستقببل (عند تكافر المعمكمات‪ ،‬تطبيؽ االختبارات‪ ،)...‬ثـ بعدىا ككفقا لما تـ جمعو مف‬

‫معمكمات كأعراض كنتائج اختبارات نقكـ بالتشخيص‪.‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫العالج (العممية آك الخطة العالجية المقترحة)‪:‬‬

‫يعطي فيو فكرة عف العبلج المقترح كمختمؼ الطرؽ العبلجية المستعممة‪ ،‬كاىـ الفنيات‬

‫المستعممة كالمناسبة‪ ،‬كأسمكب العبلج أك العبلج يما يتماشى مع األىداؼ المراد تحقيقيا لمحالة‪.‬‬

‫‪ -‬بعض التكصيات كاالقتراحات عف الحالة إف كجدت‪.‬‬

‫بعض المالحظات اليامة‪:‬‬

‫‪ -‬إذا كانت الحالة مف فئة األطفاؿ يجب إتباع نفس الطريقة المذككرة في نمكذج دراسة‬

‫األـ (قبؿ‪ /‬أثناء‪ /‬بعد الكالدة)‪،‬‬ ‫الحالة لمقياـ بدراسة الحالة مع التركيز عمى مراحؿ حمؿ‬

‫مراحؿ النمك‪ ،‬الجانب الدراسي‪...‬‬

‫‪ -‬أثناء القياـ بكصؼ المقاببلت العيادية مع الحالة يجب تدكيف بعض المبلحظات‬

‫السمككية‪ ،‬بحيث يتـ فييا كصؼ كامؿ لممظير العاـ كسمكؾ الحالة كذلؾ بمراعاة النقاط‬

‫األناقة‪ ،‬حركات الجسـ‪ ،‬المغة التعبيرية لمكجو‪،‬‬ ‫التالية‪ :‬المظير العاـ‪ ،‬النظافة‪،‬‬

‫(مصطنعك االبتسامة ‪ ،‬تمقائية‪ ،)...‬غير معبر كجامد‪ ،‬متناقض التعبير‪ ،‬الحركات‬

‫البلإرادية‪ ،‬كضعية الجمكس‪ ،‬متحفز‪ ،‬مسترخي‪ ،‬التكاصؿ كالتكاصؿ البصرم‪ ،‬مستكل‬

‫كاألفكار‪ ،‬نبرة الصكت (مرتفع‪،‬‬ ‫االنتباه‪ ،‬مستكل الحركة كالنشاط‪ ،‬ترابط الكبلـ‬

‫منخفض)‪ ،‬عدـ الطبلقة في الكبلـ‪ ،‬عسر التمفظ‪ ،‬الحالة المزاجية‪ ،‬االنفعاالت‪،‬‬

‫المؤشرات السمككية لمقمؽ‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬التكجو الزماني المكاني‪.‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫‪ 4_5‬االختبارات النفسية‪:‬‬

‫كتتمثؿ في مجمكعة مف االختبارات التي يمكف لؤلخصائي النفساني اف يطبقيا عمى الحالة‬

‫بحيث تساعده ىذه االختبارات بدرجة كبيرة في العممية التشخيصية‪ ،‬كما أف ىذه االختبارات ىي‬

‫متعددة نجد منيا االختبارات االسقاطية كالمكضكعية‪ ،‬اختبارات الذكاء‪...‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫المحاضرة التاسعة‬

‫‪- 138 -‬‬


‫التكفؿ النفسي ك االجتماعي باألشخاص في كضعية اإلعاقة‬

‫تمييد‪:‬‬

‫تمعب الظركؼ النفسية لمفرد المعكؽ كأسرتو دك انر بار انز كحيكيان في تحكيؿ حالة العجز إلى‬

‫حالة إعاقة أك في تقبؿ حالة العجز كالتكيؼ معيا كالعمؿ عمى اإلفادة مف أنشطة كبرامج‬

‫التأىيؿ البلزمة ‪ ،‬كالبد مف التذكير مف أف اآلثار النفسية التي تتركيا حالة العجز عمى حياة‬

‫الفرد كعمى حياة أفراد أسرتو غالبان ما تككف مف الدرجة العميقة التي تحتاج إلى جيكد كبيرة في‬

‫العمؿ لمتخفيؼ مف المشاعر كالضغكط النفسية التي يمكف أف تنشأ عف حالة العجز ‪.‬‬

‫كنظ انر ألىمية ىذا المكضكع نرل أف العديد مف الدراسات عمى المستكل العالمي كاإلقميمي‬

‫كالمحمي قد اىتمت بدراسة اآلثار كالضغكط النفسية الناجمة عف حالة العجز كاإلعاقة سكاء‬

‫عمى الفرد المعكؽ نفسو أك عمى أسرة الفرد المعكؽ‪.‬‬

‫كىنا تشير الحديدم كمسعكد( ‪ )1997‬إلى أف الدراسات التي اىتمت باآلثار النفسية الناجمة‬

‫عف كالدة طفؿ معكؽ في األسرة قد أكدت عمى أف ىذه األسر غالبان ما تتعرض لضغكط نفسية‬

‫شديدة تؤثر عمى كيانيا كنظاـ اجتماعي مف جية كتؤثر عمى أفرادىا مف جية ثانية ‪.‬‬

‫كما إف مف أىـ مظاىر الضغكط النفسية التي يتعرض ليا أفراد األسرة ىي الشعكر بالخجؿ‬

‫أك الدكنية أك الذنب‪ ،‬إنكار اإلعاقة‪ ،‬الحماية الزائدة أك رفض الطفؿ المعاؽ كاخفائو عف‬

‫األنظار أك االنعزاؿ عف الحياة االجتماعية كعدـ المشاركة في مظاىرىا ‪.‬‬

‫ككذلؾ فإف حالة العجز أك اإلعاقة تؤثر عمى الفرد المعكؽ نفسو فيي تؤثر عمى فيمو‬

‫كتقديره لنفسو كامكانياتو كتجعمو يعيش في حالة مف القمؽ كالتكتر كالخكؼ مف المستقبؿ‪ ،‬كما قد‬

‫‪- 139 -‬‬


‫تؤثر في نظرتو لمحياة كثقتو باآلخريف ‪ ...‬مما جعمنا ىنا نيتـ بما يعرؼ بتأىيؿ المعاقيف نفسيا‬

‫كتكضيح آليات التكفؿ بيـ‪.‬‬

‫أكال_ التأىيؿ النفسي‪:‬‬

‫‪ _1‬المفيكـ العاـ ؿلتأىيؿ النفسي‪:‬‬

‫األساليب‬ ‫إلى مجمكعة الخدمات كالكسائؿ‬ ‫النفسي يشير‬ ‫إف ا لمعنى العاـ لمتأىيؿ‬

‫كالتسييبلت المتخصصة التي تيدؼ إلى تصحيح العجز الجسمي أك العقمي كما تسعى الى‬

‫مساعدة الشخص المعكؽ عمى التكيؼ عف طريؽ اإلرشاد النفسي باإلضافة إلى التدريب عمى‬

‫العمؿ كالتشغيؿ فالتأىيؿ ‪ Habilitation‬ىك الذم ييتـ بأكلئؾ الذيف لدييـ جكانب قصكر‬

‫كنحاكؿ‬ ‫ارتقائية تبدأ في كقت مبكر في الحياة‪ ،‬حيث تنعدـ خبرتيـ الخالية مف القصكر‪،‬‬

‫مساعدتيـ عمى الدخكؿ لممجتمع كاالندماج مع أفراده كتنمية أعمى درجة ممكنة مف االستقبللية‬

‫لدل ىذه الحاالت‪.‬‬

‫تعريؼ التأىيؿ عمى النحك التالي‪ -:‬يرتبط التأىيؿ‬ ‫كبناءا عمى ما سبؽ يمكف عرض‬

‫بالشخص المعكؽ أك األشخاص ذكم الحاجات الخاصة‪.‬‬

‫– استثمار القدرات الجسمية كالعقمية كاالجتماعية كالمينية‪ ...‬الخ لممعكؽ‪.‬‬

‫– استفادة المعكؽ كأسرتو مف الخدمات التأىيمية لفيـ قدرات المعكؽ كامكانياتو‪.‬‬

‫ىك‬ ‫– يساعد التأىيؿ المعكؽ في إعادة تكيفو لتقبؿ القصكر كالتفاعؿ مع المجتمع بإيجابو‬

‫عممية تقكـ عمى عبلقة متبادلة بيف المرشد النفسي كالمعاؽ كتككف ىذه العممية في إطا ر برنامج‬

‫التكجيو كاإلرشاد النفسي‪.‬‬

‫‪- 140 -‬‬


‫‪ _2‬أىداؼ التأىيؿ النفسي لممعاؽ ‪:‬‬

‫إف اليدؼ العاـ مف التأىيؿ ىك مساعدة الفرد عمى أف يفيـ نفسو مف جية كأف يفيـ العالـ‬

‫المحيط بو مف جية ثانية ليككف قاد انر عمى التكيؼ المناسب نتيجة ىذا الفيـ‪ ،‬كيمكف تمخيص‬

‫أىداؼ التأىيؿ النفسي لممعاقيف كما يمي‪:‬‬

‫_ مساعدة الشخص المعاؽ عمى فيـ كتقدير خصائصو النفسية كمعرفة إمكاناتو الجسمية‬

‫كالعقمية كاالجتماعية كالمينية كتطكير اتجاىات إيجابية سميمة نحك الذات ‪.‬‬

‫_ تخفيض التكتر كالكبت كالقمؽ الذم يعاني منو المعاؽ كضبط عكاطفو كانفعاالتو ‪.‬‬

‫_ تعديؿ بعض العادات السمككية الخاطئة‪.‬‬

‫_المساعدة في تنمية الشعكر بالقيمة كتقدير الذات كاحتراميا كالسعي إلى تحقيؽ أقصى درجة‬

‫ممكنة مف درجات تحقيؽ الذات ‪.‬‬

‫_ تنمية كتطكير اتجاىات إيجابية نحك الحياة كالعمؿ كالمجتمع ‪.‬‬

‫_ تدريب المعاؽ عمى تصريؼ أمكره كغرس ثقتو بنفسو كباآلخريف‪ ،‬كادراكو إلمكاناتو المحدكدة‪،‬‬

‫كتبصيره بيا ككيفية استغبلليا كاالستفادة منيا ‪.‬‬

‫‪_ 3‬أىـ الخدمات التي تقدـ لممعاؽ في عممية التأىيؿ النفسي فيي ‪:‬‬

‫‪ 1_3‬خدمات اإلرشاد النفسي الفردية‪:‬‬

‫تبرز أىمية اإلرشاد النفسي لممع ا قيف مف حيث حاجتيـ إلى خدمات متخصصة تؤدم إلى‬

‫مساعدتيـ في التخفيؼ مف اآلثار السمبية إلعاقتيـ‪ ،‬كيمكف تعريؼ خدمات اإلرشاد النفسي‬

‫بأنيا الخدمات النفسية التي تيتـ بتكيؼ الشخص المعاؽ مع نفسو مف جية كمع العالـ المحيط‬

‫‪- 141 -‬‬


‫بو مف جية أخرل ليتمكف مف اتخاذ ق اررات سميمة في عبلقتو مع ىذا العالـ كالكصكؿ بالفرد‬

‫إلى أقصى درجة ممكنة مف درجات النمك كالتكامؿ في شخصيتو كتحقيؽ ذاتو ‪.‬‬

‫‪ 2_3‬خدمات اإلرشاد األسرم كالتعميـ المنزلي لممعاقيف‪:‬‬

‫تشمؿ خدمات اإلرشاد األسرم إشراؾ كؿ مف الكالديف في عممية اإلرشاد كتكفير الدعـ‬

‫كالفيـ ليما لمكاجية المشاكؿ المتكقعة‪ ،‬كتشمؿ كذلؾ تقديـ النصح لمكالديف بشأف خدمات البيئة‬

‫التي يحتاج ليا الطفؿ المعاؽ كيمكف في ىذا المجاؿ االستفادة مف المعمكمات التي يقدميا‬

‫الكالداف عف سمكؾ الطفؿ المعاؽ كمدل تقدمو‪ ،‬كتتضمف خدمات اإلرشاد النفسي كذلؾ طرؽ‬

‫إخبار كاببلغ األىؿ بمدل تقدـ طفميـ المعاؽ في مراكز كمدارس التربية الخاصة ‪ ،‬كما تشمؿ‬

‫كتأىيؿ أطفاليـ‬ ‫خدمات التعميـ المنزلي تكعية كتدريب األىؿ عمى كيفية رعاية كتعميـ كتدريب‬

‫المعاقيف كتدريبيـ عمى كسائؿ التعميـ الخاصة في تعديؿ سمكؾ الطفؿ كاشراكو في نشاطات‬

‫‪ ،‬كتشمؿ‬ ‫الحياة اليكمية بما فييا النشاطات االجتماعية كالتركيحية التي تجعمو أكثر سعادة‬

‫خدمات اإلرشاد األسرم كذلؾ إشراؾ األىالي في االجتماعات التي تيعقد في ىذا اإلطار مف‬

‫حيث طيرؽ الكقاية مف اإلعاقة‪ ،‬ككيفية التعامؿ مع اإلعاقة ككضع البرامج الخاصة لتدريب‬

‫المعاقيف بمختمؼ أنكاع اإلعاقات‪.‬‬

‫‪ 3_3‬خدمات تعديؿ السمكؾ‪:‬‬

‫إف تعديؿ السمكؾ مصطمح عاـ يشير إلى مجمكعة مف اإلجراءات التي انبثقت مف قكانيف‬

‫السمكؾ‪ ،‬كىي القكانيف التي تصؼ العبلقات الكظيفية بيف المتغيرات البيئية كالسمكؾ‪ ،‬كتعديؿ‬

‫السمكؾ عممية منظمة تشتمؿ عمى تطبيؽ إجراءات عبلجية معينة اليدؼ منيا ضبط المتغيرات‬

‫‪- 142 -‬‬


‫المسئكلة عف السمكؾ كذلؾ لتحقيؽ األىداؼ المرجكة كالمتمثمة في تغيير السمككيات ذات‬

‫األىمية االجتماعية عمى النحك المرغكب فيو ‪.‬‬

‫‪ 4_3‬خدمات العالج النفسم‪:‬‬

‫كتتناكؿ المشكبلت النفسية األكثر حدة كالتي تحد مف تكيؼ الفرد مع مجتمعو كأسرتو‪،‬‬

‫كتساعد في جعؿ الشخص المعاؽ يتكيؼ مع نفسو مف جية كمع العالـ المحيط بو مف جية‬

‫أخرل‪.‬‬

‫‪ _4‬دكر االخصائي النفسي في عممية التأىيؿ‪:‬‬

‫إف اؿمختص النفسي الذم يساعد في تقييـ القدرة العقمية لمفرد المعاؽ‪ ،‬كسير الشخصية‪،‬‬

‫كالذم يؤثر في المعكؽ نفسو مستعمبل لذلؾ كسائؿ العبلج النفسي‪ ،‬كالذم يقدـ لممعاؽ اإلرشاد‬

‫اؿنفسي الذم سيؤثر في اتجاىات بيئتو االجتماعية‪ ،‬كالذم يعمؿ أيضا كمستشار لفريؽ التأىيؿ‬

‫ال يساعد المعاؽ فقط‪ ،‬كلكنو يساعد األخصائييف اآلخريف في حؿ مشاكميـ ‪.‬‬
‫ؼ‬

‫تذىب جيكد الطبيب مثبلن كالنفساني سدل إذا لـ يتكفر الحافز لدل المعاؽ‪ ،‬كاذا لـ يشارؾ‬

‫في عممية التأىيؿ ؛ فعندما يقكـ المرشد النفسي بالعمؿ عمى تغيير ىذا الكضع بالتأثير في‬

‫المعاؽ فإف األخصائييف اآلخريف عندئذ سيحرزكف تقدمان كؿ في مجالو ‪.‬‬

‫أم أف دكر الـ ختص النفسي ميـ جدان كغيره مف أدكار األخصائييف اآلخريف في عممية‬

‫التأىيؿ‪ .‬كيمعب المرشد النفسي دكره في التأىيؿ الطبي كالميني لجميع فئات المعاقيف المؤقتة‬

‫كالدائمة‪ ،‬كيعمؿ كأخصائي عيادم في عيادتو الخاصة ‪ ،‬كفي الكثير مف المراكز كاألكضاع‬

‫عميو أف يجمع بيف ىذيف العمميف ‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫‪ _5‬أىداؼ برامج التأىيؿ النفسي لممعاؽ‪:‬‬

‫‪ 1_5‬أىداؼ مكجية نحك الفرد المعاؽ‪ :‬كتشمؿ مايمي‪:‬‬

‫_ مساعدة الفرد المع اؽ عمى تحقيؽ أقصى درجة مف التكافؽ الشخصي‪ ،‬ذلؾ مف خبلؿ تقبمو‬

‫لذاتو كظركفو ككاقعو الجديد‪ ،‬كفيمو لخصائصو النفسية كمعرفة إمكاناتو المتبقية كتطكير‬

‫اتجاىات إيجابية عف ذاتو‪ ،‬كمساعدتو عمى مكاجية ما يعترضو مف معكقات كالتغمب عمييا‪.‬‬

‫_ مساعدة الفرد المعاؽ عمى تحقيؽ أقصى ما يمكف مف التكافؽ االجتماعي كالميني‪ ،‬كذلؾ مف‬

‫خبلؿ مساعدتو في تككيف عبلقات اجتماعية ناجحة مع اآلخريف كالخركج مف العزلة‬

‫االجتماعية كاالندماج في الحياة العامة لممجتمع‪ ،‬ككذلؾ مساعدتو عمى االختيار الميني السميـ‬

‫الذم يتناسب مع حالتو كميكلو كاستعداداتو‪.‬‬

‫_ العمؿ عمى تعديؿ بعض العادات السمككية الخاطئة التي قد تنشأ عف اإلعاقة ‪.‬‬

‫‪ 2_5‬أىداؼ مكجية نحك أسرة الفرد المعاؽ‪:‬‬

‫مساعدة األسرة عمى فيـ كتقدير كتقبؿ حالة اإلعاقة كذلؾ مف خبلؿ تزكيدىا بالمعمكمات‬

‫الضركرية عف حالة اإلعاقة كمتطمباتيا كتعديؿ اتجاىاتيا نحك إعاقة طفميا ‪.‬‬

‫_ مساعدة األسرة عمى مكاجية الضغكط النفسية كاالجتماعية التي يمكف أف تنشأ عف حالة‬

‫اإلعاقة كالتخفيؼ مف آثارىا‪.‬‬

‫_ مساعدة األسرة في الكصكؿ إلى قرار سميـ كاختيار مجاؿ التأىيؿ المناسب لطفميـ المع اؽ‪.‬‬

‫_ مساعدة األسرة عمى بناء تكقعات إيجابية كمكضكعية عف قدرات كامكانيات طفميا المعاؽ ‪.‬‬

‫‪- 144 -‬‬


‫كما إف اليدؼ العاـ مف إرشاد كالدم الطفؿ المعاؽ ىك مساعدتيـ في مكاجية الظركؼ‬

‫كالمشاكؿ كالمشاعر كالعكاطؼ التي تفرضيا مرحمة التكيؼ التي يمركف بيا ابتداء مف مرحمة‬

‫إدراؾ حقيقة اختبلؼ الطفؿ عف غيره كقبكؿ التشخيص الذم يؤكد إعاقة الطفؿ كانتياء بقبكؿ‬

‫الحقيقة كادراؾ حدكد الطفؿ ككعيو كالبحث عف الكسائؿ الكاقعية كالمكضكعية التي يمكف‬

‫االستفادة منيا‪ ،‬كعمى اؿنفساني أف يسعى مع كالدم الطفؿ المعاؽ إلى تحقيؽ ما يمي ‪:‬‬

‫_ أف يتسـ مكقؼ الكالديف بالمكضكعية كالفيـ لحالة طفميـ المعاؽ‪.‬‬

‫_ فيـ العكامؿ التي أدت إلى اإلعاقة‪.‬‬

‫فيـ كمعرفة درجة إعاقة الطفؿ كسمككو كما ىك متكقع منو مستقببلن ‪.‬‬

‫_ فيـ صعكبات الطفؿ كاحتياجاتو كمكاجية ىذه االحتياجات ‪.‬‬

‫_ فيـ تأثير الطفؿ المعاؽ عمى حياة األسرة بشكؿ عاـ كعمى األخكة كاألخكات بشكؿ خاص‬

‫كعمى الكالديف كعبلقات األسرة مع المجتمع‪.‬‬

‫_ فيـ كيفية مساعدة الطفؿ المعاؽ عمى النحك كأىمية كسائؿ التعميـ الحاضر في تعديؿ سمككو‬

‫‪.‬‬ ‫كأىمية المشاركة في النشاطات االجتماعية كالتركيحية التي تجعمو أكثر سعادة كرضا‬

‫_ معرفة المؤسسات االجتماعية كالتربكية التي تقدـ خدمات لممعاقيف باإلضافة إلى معرفة نكع‬

‫الخدمات التي تقدميا المؤسسات كأثرىا عمى نمك كتقدـ الطفؿ المعاؽ كمستقبمو ‪.‬‬

‫‪ _6‬التكفؿ النفسي لممعاؽ‪:‬‬

‫تمعب الظركؼ النفسية لمفرد المع اؽ كأسرتو دك ار بار از كحيكيا في تحكيؿ حالة العجز إلى‬

‫الب مف التذكير مف أف اآلثار النفسية التي تتركيا حالة العجز عمى‬


‫حالة تقبؿ كتكيؼ ‪ ،‬ك ىنا د‬

‫‪- 145 -‬‬


‫حياة الفرد كعمى حياة أفراد أسرتو غالبا ما تككف مف الدرجة العميقة التي تحتاج إلى جيد أكبر‬

‫لمتخفيؼ منيا ‪ ،‬كاف مف أىـ مظاىر الضغكط النفسية التي يتعرض ليا أفراد األسرة ىي الشعكر‬

‫بالخجؿ أك الدكنية أك الذنب أك إنكار اإلعاقة أك الحماية الزائدة أك رفض الطفؿ المعاؽ كاخفائو‬

‫عف األنظار أك االنعزاؿ عف الحياة االجتماعية كعدـ المشاركة في مظيرىا‪.‬‬

‫‪ 1_6‬أىداؼ التكفؿ النفسي لممعاؽ‪:‬ييدؼ اؿتكفؿ النفسي لممعاؽ إلى ما يمي‪:‬‬

‫_ مساعدة الشخص المع ا ؽ عمى فيـ كتقدير خصائصو النفسية كمعرفة إمكاناتو الجسمية‬

‫كالعقمية كالكصكؿ إلى أقصى درجة مف التكافؽ الشخصي كتطكير اتجاىات إيجابية سميمة نحك‬

‫اآلخريف كالخركج مف العزلة‬ ‫عبلقات اجتماعية ناجحة مع‬ ‫الذات كمساعدتو في تككيف‬

‫االجتماعية كاالندماج في الحياة العامة‪ ،‬كمساعدتو عمى االختيار الميني السميـ‪.‬‬

‫_ العمؿ عمى تعديؿ بعض العادات السمككية الخاطئة التي تخمقيا اإلعاقة ‪.‬‬

‫_ تخفيض التكتر كالكبت كالقمؽ الذم يعاني منو المعكؽ كضبط عكاطفو كانفعاالتو ‪.‬‬

‫_ تدريب المعاؽ عمى تصريؼ أمكره كغرس ثقتو بنفسو كادراكو إلمكاناتو ككيفية استغبلليا‪.‬‬

‫_ مساعدة األسرة عمى فيـ كتقدير كتقبؿ حالة اإلعاقة‪.‬‬

‫_ تدريب األسرة عمى أساليب رعاية كتدريب الطفؿ‪.‬‬

‫_ كسائؿ كأساليب كخدمات التأىيؿ النفسي‪.‬‬

‫كؼ الفعمي بالمعاؽ‪:‬‬


‫‪ 2_6‬مراحؿ اؿت ؿ‬

‫تتضمف الكفالة النفسية مراحؿ ىامة تتمخص فيما يمي ‪:‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫أ_ الفحص‪:‬‬

‫كالعبلج الناجح‪ ،‬كيجب أف تككف‬ ‫يعتبر الفحص الدقيؽ حجر الزاكية لمتشخيص المكفؽ‬

‫عممية الفحص كاضحة تماما لدل المعالج‪ ،‬مف حيث أىميتيا ىدفيا‪ ،‬شركطيا كمصادر‬

‫إلى‬ ‫المعمكمات كالبيانات كخطكات الفحص كنقصد بالفحص مجمكع الخطكات التقنية المؤدية‬

‫‪ ،‬كيمكف القكؿ كذلؾ أنو‬ ‫تحديد مدل تكازف الشخصية كمدل الخمؿ الطارئ عمى ىذا التكازف‬

‫مجمكعة الخطكات التي تستطيع أف تساعدنا عمى تحديد خمسة متغيرات في شخصية‬

‫المفحكص كىي‪:‬‬

‫‪ -‬التعرؼ عمى اضطرابات الشخصية في حاؿ كجكدىا‪.‬‬

‫‪ -‬فيـ أبعاد الشخصية كمدل نضجيا‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد ىذه االضطرابات كتصنيفيا ضمف جدكؿ الدالالت المرضية ‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد منشأ ىذه االضطرابات‪.‬‬

‫‪ -‬مقارنة التناسب بيف الشخصية كالعمر الزمني لممفحكص ‪.‬‬

‫‪ -‬إف الفحص النفسي إذا ما استطاع أف يساعدنا عمى تحديد ىذه المتغيرات فانو يككف بذلؾ‬

‫لبلضطراب النفسي أك العقمي الذم يعاني منو‬ ‫قد ساعدنا عمى التشخيص المكضكعي‬

‫المفحكص‪.‬‬

‫ال يقتصر عمى بعد مف أبعاد‬ ‫كبيذا نقصد بالفحص النفسي ذلؾ الفحص المتكامؿ الذم‬

‫الشخصية ميمبل بقية أبعادىا‪ ،‬كيعتبر الباحثاف ‪ Robbins Sterm‬الفحص النفسي‪ ":‬أف يتعمـ‬

‫‪- 147 -‬‬


‫الكبلـ عف نفسو‪ ،‬كما يجب‬ ‫الفاحص متى يسكت كمتى يتدخؿ‪ ،‬كمتى يشجع المريض عمى‬

‫عمى الفاحص أف يتعمـ كيؼ يكسب ثقة المريض كأف يتدرب عمى التحكـ بمجرل الفحص ‪".‬‬

‫ب_ اليدؼ مف الفحص‪:‬‬

‫يكمف ىدؼ الفحص في فيـ شخصية المريض ديناميا‪ ،‬كظيفيا‪ ،‬كالكقكؼ عمى نكاحي قكتو‬

‫كضعفو‪ ،‬تحديد اضطرابات الشخصية التي تؤثر في سعادتو كىنائو كتكافقو النفسي‬

‫كاالجتماعي‪ ،‬كعبلقتو باآلخريف خاصة األقرب إليو‪ ،‬كفيـ حياتو الحاضرة كالماضية كعبلقتيا‬

‫بمشكبلتو كمرضو‪.‬‬

‫ج _ شركط الفحص‪ :‬يجب أف تراعي في عممية الفحص الشركط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬دقة كمكضكعية الفحص‪ :‬كىنا مف أجؿ الكصكؿ إلى تشخيص دقيؽ كبالتالي تقسيـ عممية‬

‫العبلج‪ ،‬مثؿ إعادة بعض االختبارات لمبلحظة مدل التغير الذم ط أر عمى حالة العميؿ‪.‬‬

‫‪ -‬بذؿ أقصى جيد لمحصكؿ عمى المعمكمات كالبيانات بكافة الطرؽ ‪.‬‬

‫‪ -‬حث العميؿ عمى التعاكف كاالىتماـ بعممية الفحص حتى يستطيع المعالج مساعدتو فكثي ار ما‬

‫يككف الفحص متعذ ار بسبب ما يبديو العميؿ مف مقاكمة كعدـ التعاكف ‪.‬‬

‫‪-‬سرية المعمكمات‪ :‬كىك أمر ضركرم يجب أف يؤكده المعالج لممريض حتى يتحدث بحرية‬

‫كثقة في جك امف‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيـ المعمكمات كىذا ما يجعؿ تفسيرىا دقيقا كيضمف الحصكؿ عمى صكرة كاممة‬

‫لمشخصية ‪. -‬تقييـ المعمكمات التي يحصؿ عمييا المعالج كعميو يحدد إذا كانت حقائؽ ثانية أك‬

‫احتمالية‪ ،‬كيمكف قياس صدؽ المريض بطرح بعض األسئمة التي يمكف اإلجابة عنيا بالنفي ‪.‬‬

‫‪- 148 -‬‬


‫‪-‬كعمى الفاحص أف يضع بعض المبلحظات العامة في حسابو أثناء عممية الفحص كىي‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة ماذا كلماذا ككيؼ كمتى يسأؿ ‪.‬‬

‫‪-‬إتماـ الفحص بطريقة سيمة كطبيعية تميد ليا الخبرة كالخمفية العبلجية ‪.‬‬

‫‪-‬الثاني في الحكـ كالتقدير كعدـ االعتماد عمى المبلحظة العابرة أك الصدفية‪.‬‬

‫‪ -‬التشتت كتجنب التخميف كاالستنتاج الخاطئ‪.‬‬

‫‪ -‬كضع مبدأ الفركؽ الفردية في الحسباف‪.‬‬

‫‪ -‬سالمة الحكـ كالتقدير كتجنب التسامح الزائد أك التعسؼ الزائد‪.‬‬

‫‪ 3_6‬كسائؿ الحصكؿ عمى المعمكمات في الفحص ‪:‬إف ىذه الكسائؿ يكـ ؿ بعضيا البعض كمف‬

‫أىميا ما يمي‪:‬‬

‫أ_المقابمة العيادية‪: L'entretien clinique:‬‬

‫تعتبر المقابمة الكسيمة األكلى في الفحص كالتشخيص كىي ع ال قة اجتماعية مينية كجيا‬

‫باإلضافة إلى‬ ‫لكجو بيف المعالج كالعميؿ في جك نفسي امف تسكده الثقة المتبادلة بيف الطرفيف‬

‫حسف اإلصغاء ييدؼ إلى جمع المعمكمات البلزمة كالتعرؼ عمى خبرات كمشاعر كاتجاىات‬

‫العميؿ‪ ،‬كما قد يمجأ المعامؿ إلى استجكاب أىؿ المريض كأصدقائو ‪ ،‬إف نتائج المقابمة مرىكف‬

‫باإلعداد الجيد ليا‪ ،‬إذ يجب أف يككف المريض أثناءىا مسترخيا كاثقا في المعالج‪ ،‬تسكد بينيما‬

‫عالقة طيبة مرنة خالية مف الشؾ كالخكؼ كالتيديد كتتسـ بالتعاطؼ كالفيـ كالقبكؿ كالتسامح‬

‫اإلصغاء‬ ‫ؼصة الكاممة لممريض لمتعبير عف نفسو كأف يككف حسف‬


‫كيجب أف يتيح المعالج اؿ ر‬

‫‪- 149 -‬‬


‫األمر كالنيي كاإليحاء‪ ،‬كعدـ‬ ‫ماى ار في كسب ثقة المفحكص‪ ،‬كما يجب أف تخمك المقابمة مف‬

‫استعجاؿ المريض كاتخاذ صكرة التحقيؽ ‪.‬ميـ في كسب ثقة المريض ألف الخطأ في التحكـ‬

‫االنفعالي قد يكقع المعالج في مأزؽ التشخيص المتسرعاف الحديث عف الثقة يأخذنا إلى الحديث‬

‫‪ :Bernard‬أف مراقبة‬ ‫عف التحكـ في االنفعاالت ؿلمختص المعالج كفي ىذا الصدد يقكؿ‬

‫انفعاالت اآلخريف‪.‬كمستعمؿ في معظـ‬ ‫انفعاالتنا الخاصة ىي أصعب كأعقد بكثير مف مراقبة‬

‫البحكث كالدراسات كالـ قاببلت مف نكع‪:‬‬

‫‪ -‬المقابمة المبدئية‪ :‬كىي التي تميد لممقاببلت التالية‪.‬‬

‫‪ -‬المقابمة الفردية‪ :‬تتـ بيف المعالج كالمعاؽ كاحد فقط‪.‬‬

‫‪-‬المقابمة النصؼ المكجية‪ :‬ىي مقيدة بأسئمة أك مكضكعات أك تعميمات كاؿ ىي حرة ‪.‬‬

‫‪-‬المقابمة التشخيصية‪.‬‬

‫‪ -‬المقابمة العبلجية اإلكمينيكية‪:‬‬

‫حيث يقكـ المعالج بإجراء المقابمة في خطكات كعمى مراحؿ مرنة‪ ،‬تبدأ باإلعداد المرف‪ ،‬ليا‬

‫األلفة‬ ‫إلجرائيا كبدئيا بداية متدرجة مشجعة كتككف‬ ‫تحديد الزمف الكافي كالمكاف المناسب‬

‫كالتقبؿ كحسف اإلصغاء كمبلحظة سمكؾ المريض كتكجيو األسئمة بالصيغة المناسبة كالكقت‬

‫المناسب كانيائيا إنياء متدرجا عند تحقيؽ ىدفيا ‪ ،‬كما إف المكاجية بيف المعالج كالمعاؽ تفرض‬

‫عمى المعالج االعتماد أيضا عمى دراسة المظير الخارجي ثـ طريقة الحكار معو كذلؾ محتكل‬

‫أفكار المفحكص كىذا لمكصكؿ إلى عممية التشخيص‪.‬‬

‫‪- 150 -‬‬


‫ب_ المالحظة‪:‬‬

‫يقصد بيا المبلحظة العممية المنظمة لمكضع الحالي لممعاؽ في قطاع محدكد مف قطاعات‬

‫سمككو أثناء مكاقؼ الحياة اليكمية الطبيعية‪ ،‬كمكاقؼ التفاعؿ االجتماعية باإلضافة إلى مكاقؼ‬

‫اإلحباط كغيرىا عينات سمككية ذات مغزل في حياة المعاؽ كمف أنكاعيا نجد ‪:‬‬

‫‪ -‬المبلحظة كجيا لكجو مع المريض‪.‬‬

‫‪ -‬المبلحظة غير المباشرة دكف اتصاؿ مباشر مع المريض‪.‬‬

‫‪-‬كمف عكامؿ نجاح المبلحظة‪ :‬السرية المينية‪ ،‬المكضكعية‪ ،‬الدقة‪ ،‬الخبرة‪ ،‬الشمكؿ لعينات‬

‫متنكعة مف السمكؾ تتناكؿ اإليجابيات كالسمبيات كنقاط القكة كالضعؼ كانتقاء السمكؾ المتكرر‬

‫الثابت نسبيا‪.‬‬

‫‪ -‬إف إجراء المبلحظة يتطمب خطكات أساسية أىميا‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعداد كالتخطيط المحكـ‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد الزماف كالمكاف كاألجيزة البلزمة لعممية المبلحظة‪.‬‬

‫‪ -‬إجراء عممية المبلحظة مع التركيز عمى السمكؾ المتكرر كاالىتماـ بتسجيؿ السمكؾ المبلحظ‬

‫كتفسيره‪.‬‬

‫ج_ دراسة الحالة‪:‬‬

‫كىي كسيمة لجمع المعمكمات حكؿ المريض كىي تحميؿ دقيؽ المكقؼ العاـ لممريض ككؿ‬

‫كبحث شامؿ أليـ خبراتو‪ ،‬كىي كسيمة لتقديـ صكرة شاممة لمشخصية ككؿ بيدؼ تجميع‬

‫‪- 151 -‬‬


‫المعمكمات كمراجعتيا كدراستيا كتحميميا كتركيبيا كتمخيصيا ‪ ،‬كيعتبر تاريخ الحالة جزء مف‬

‫دراستيا أم حياة المريض اؿماضية كتتبع مسار حياتو كمف عكامؿ نجاحيا ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬التنظيـ كالدقة في تحرم المعمكمات كاالعتداؿ بيف التفصيؿ الممؿ كاالختصار المخؿ‬

‫كاالىتماـ بالتسجيؿ‪.‬‬

‫د_ االختبارات كالمقاييس‪:‬‬

‫تعتبر مف أىـ كسائؿ جمع المعمكمات كتستكجب تكفر عدة شركط أال كىك‪ :‬الصدؽ‬

‫كالثبات‪ ،‬التقنيف كالمكضكعية‪ ،‬سيكلة االستخداـ‪ ،‬تعدد االختبارات كالمقاييس مع االعتداؿ في‬

‫استخدامو يتطمب إجراء االختبارات كالمقاييس النفسية مراعاة بعض األمكر األساسية ؾاختيار‬

‫حسب الحالة كحسف اختبار األخصائي الذم يقكـ بإجرائيا كتفسير نتائجيا باإلضافة إلى إثارة‬

‫دافعية المريض ألخذىا في مكاف كمناخ نفسي مناسب ‪.‬‬

‫ق_ التشخيص‪:‬‬

‫يعتبر التشخيص في الطب النفسي كفي عمـ النفس خطكة أساسية تتضمف الكصؼ‪،‬‬

‫إلى افتراض دقيؽ عف طبيعة‪ ،‬كأساس‬ ‫كتحديد األسباب كالتحميؿ الدينامي بقصد الكصكؿ‬

‫عبلجية كمتابعتيا ثـ تقكيميا ‪ ،‬كتتطمب ىذه العممية‬ ‫مشكمة المريض بقصد التنبؤ كرسـ خطة‬

‫العبلجية‬ ‫جمع كؿ المعمكمات المتاحة عف المريض ثـ تحميميا كتنظيميا لفيميا ككضع الخطة‬

‫المجاالت‬ ‫التي تتعمؽ بمجاالت االضطراب كمحاكلة تغيير أساليب المريض لمكاجية ىذه‬

‫االختبارات دكف معاينة‬ ‫)االضطرابات)‪ ،‬كيمكف أف يككف التشخيص غيابيا يعتمد عمى نتائج‬

‫المريض نفسو‪ ،‬فاالختبار التشخيصي بيذا المعنى يساعد عمى تحديد طبيعة كمصادر‬

‫‪- 152 -‬‬


‫األخير (التشخيص) إلى تحديد العكامؿ‬ ‫الصعكبات التي يعاني منيا الفرد كقد ييدؼ ىذا‬

‫االضطرابات الكظيفية‪ ،‬كالعضكية‪،‬‬ ‫المسببة لممشكؿ الذم يعاني منو المريض ثـ التمييز بيف‬

‫االضطراب في مداه كعمقو‪ ،‬كأخي ار يساعد التنبؤ بالمسار المحتمؿ‬ ‫كذلؾ تقدير درجة‬

‫لبلضطرابات فنجد األخصائيكف النفسانيكف يختمفكف عف مكضع التشخيص أثناء عمميـ مع‬

‫األفراد الذيف يطمبكف المساعدة النفسية‪ ،‬فالبعض منيـ (األخصائيكف ) يركف أنو يجب أف يسبؽ‬

‫التشخيص العبلج أك المساعدة في حيف ىناؾ البعض األخر ممف يرل أف التشخيص يتـ أثناء‬

‫عممية العبلج أك المقابمة اإلرشادية‪.‬‬

‫كما يعتمد أيضا في عممية التشخيص عمى تاريخ الحالة لممريض‪ ،‬كالتي تعتبر ذات أىمية‬

‫إذا تكفرت معمكمات عف الشخص كماضي االضطراب‪ ،‬كما تكفر لؤلخصائي فرصة لتقصى‬

‫العكامؿ كراء البناء النفسي الحالي‪ ،‬كاالضطراب القائـ‪ ،‬كما تكفر فرصة لؤلخصائي في تككيف‬

‫فرضيات حكؿ االضطراب كعكاممو‪ ،‬ىذا بالنسبة لؤلخصائي بينما تكفر فرصة لتبصر المتعالج‬

‫بحاضره كماضيو‪.‬‬

‫ك_ العالج‪:‬‬

‫يتمثؿ اليدؼ النيائي لمعبلج النفسي في مساعدة الفرد عمى التكافؽ مف جديد‪ ،‬لذا البد‬

‫إلى أبعد مف التشخيص كحده‪ ،‬كاال‬ ‫عمى األخصائي النفساني أف يمضي في تناكلتو المشكمة‬

‫كاف العمؿ عميقا‪ ،‬ينبغي إذا أف تكضح خطة لمعبلج كأف تككف ىذه الخطة مكضع التنفيذ‪ ،‬أما‬

‫فيما يتعمؽ بأنكاع العبلج كأسسو‪.‬‬

‫‪- 153 -‬‬


‫ز_ التنبؤ ‪:Pronostic:‬‬

‫يمكف القكؿ إف الفحص يتناكؿ ماضي كحاضر العميؿ (ما حدث كما يحدث في حيف أف‬

‫التشخيص يتناكؿ حاضر المريض) كما ىك المرض مع نظرة إلى مستقبمو أما بالنسبة لمتنبؤ‬

‫فيك يتناكؿ مستقبؿ المرض ماذا سيحدث ‪ :‬في ضكء ماضيو كحاضره‪.‬‬

‫‪ _7‬أىداؼ التكفؿ العالجي النفسي العاـ ‪:‬‬

‫تيدؼ عممية الكفالة العبلجية النفسية إلى تحقيؽ كاحد أك أكثر مف األىداؼ التالية‪:‬‬

‫إلى‬ ‫‪_ 1‬تعديؿ السمكؾ الغير سكم لؿ معاؽ‪ ،‬كتعمـ السمكؾ السكم كتحكيؿ الخبرات المؤلمة‬

‫خبرات تكافقية‬

‫‪ _2‬إعطاء الفرصة لمـ عاؽ أف يتعمـ أساليب متنكعة مف السمكؾ المتكافؽ‪.‬‬

‫‪_3‬تييئة المناخ المشبع باألمف النفسي كازالة القمؽ كالتخمص مف السمكؾ المرضي‪.‬‬

‫‪ _4‬إزالة أسباب المرض كعالج أعراضو‪ ،‬كحؿ المشكبلت كالسيطرة عمييا‪.‬‬

‫‪ _5‬تدعيـ نكاحي القكة‪ ،‬كتالفي نكاحي الضعؼ في الشخصية ‪.‬‬

‫‪_6‬تحقيؽ تقبؿ الذات كاآلخريف‪ ،‬مع إقامة عالقات اجتماعية سكية‪.‬‬

‫‪ _7‬تدعيـ كبناء الشخصية كتكامميا‪.‬‬

‫‪ _8‬خطكات التكفؿ النفسي‪( :‬إجراءاتو(‪:‬‬

‫العبلج النفسي ىك العبلج الذم يستخدـ فيو أم مف التقنيات النفسية في عالج االضطرابات‬

‫العبلجية‪،‬‬ ‫النفسية كاالنفعالية‪ ،‬أك ىك التأثير بشكؿ ما في المريض بكاسطة المعالج كالعالقة‬

‫كيتبع في ىذا العبلج عدة خطكات نذكر ما يمي‪:‬‬

‫‪- 154 -‬‬


‫أ‪ -‬خمؽ جك كعالقة عالج‪:‬‬

‫يتضمف ىذا إعداد حجرة أك مكتب المختص النفساني كحيث يككف ىادئا كمناسبا إلجراء‬

‫كارادتو‪،‬‬ ‫المقابمة أك المناقشة فعمى المعالج أف يعتنؽ اتجاىا كديا فيو قبكؿ تسامح مع المريض‬

‫باألمراض كالراحة النفسية‬ ‫ىذا مف شأنو أف ينمي الشعكر بالثقة في المريض كبذلؾ يشعر‬

‫ليفصح عف مشاكمو الحقيقية‪.‬‬

‫ب‪ -‬االرتياح االنفعالي أك التنفيس االنفعالي‪: release emotional‬‬

‫العبلجية‪ ،‬يستطيع الـ عاؽ أف يستدعي مشاكمو‪،‬‬ ‫عندما يسكد الجك التسامحي في العالقة‬

‫كيعبر عف دكنيتو كمخاكفو كغير ذلؾ مف االنفعاالت‪ ،‬كعندما يتحدث عف ىذه األخيرة التي لـ‬

‫يكف يدركيا مف قبؿ‪ ،‬فإنيا تظير عمى السطح مف خبلؿ عممية اإلفصاح‪.‬‬

‫ج_االستبصار‪:‬‬

‫فيو يقكـ المعالج األخصائي النفساني بالتعرؼ عمى نكاحي قكة المعاؽ المريض بايجابياتو‬

‫فيدعميا‪ ،‬كعمى نكاحي ضعفو كسمبياتو فيعالجيا كتنمكا بصيرتو كيستفيد مف ماضيو كحاضره‬

‫كفي التخطيط لمستقبمو‪.‬‬

‫د‪-‬إعادة التعميـ االنفعالي ‪:reducation emotion‬‬

‫يتعمـ الفرد أساليب السمكؾ السكم‪ ،‬مما يساعده عمى التكافؽ النفسي السميـ‪ ،‬فقد تقتضي‬

‫ىذه العممية إزالة تمؾ العادات االنفعالية الخاطئة التي تعمميا المريض كتعميمو عادات أخرل‬

‫إيجابية كاعتناؽ أساليب كتقنيات جديدة لمتعامؿ مع مشاكمو ‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫مالحظة ىامة‪:‬‬
‫كؿ ما تـ تكضيحو في ىاتو المحاضرة البد أف نعمـ مسبقا أننا البد أف نراعي نكع اإلعاقة‬

‫كدرجتيا‪.‬حيث ىناؾ عدـ القدرة عمى التكاصؿ النيائي مع المعاؽ كذلؾ حاصؿ لتعقد إعاقتو‬

‫التي قد تككف شديدة أك حادة‪ ،‬عكس بعض اإلعاقات التي تككف درجتيا بسيطة أك خفيفة مما‬

‫يمكف لممختص النفساني أف يتعامؿ معيا ‪.‬‬

‫ثانيا _ التكفؿ االجتماعي‪:‬‬

‫‪ _1‬كيؼ يتـ التعامؿ األسرة مع ىذه الفئة مف الناحية االجتماعية ‪:‬‬

‫شخص معاؽ بيف أفرادىا‪ ،‬كتكفيرىا المعمكمات‬ ‫إف تعامؿ األسرة الكاعي المتفيـ لكجكد‬

‫الكافية ألخكتو بشكؿ ع مؿم ‪ ،‬كمدىـ بآليات التعامؿ السميـ معو بحيث يككف الكالديف ىما القدكة‬

‫الحسنة أكال‪ ،‬كؿ ذلؾ يمد أخكة الطفؿ المعاؽ بسمات التعاطؼ اإلنساني مع اآلخريف‪ ،‬كالقدرة‬

‫عمى المثابرة مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ‪ ،‬كتفيـ األخكة حالة اإلعاقة‪ ،‬مما يسرع في استفادة أخييـ‬

‫مف البرامج العبلجية كالتربكية المقدمة كغالبا أعظـ مصدر لمقكة‪ ،‬كلكف اآلباء ال يستثمركنيـ‪،‬‬

‫كال يحدث ذلؾ ألف اآلباء ال يحبكف أبناءىـ‪ ،‬بؿ عمى فمحبتيـ ليـ ىي السبب‪ ،‬فبل بد أف يككف‬

‫األخكة الحميؼ القكم لمكالديف دكف تكقعات كمطالب العكس مرتفعة منيـ‪ ،‬حتى ال يؤدم ذلؾ‬

‫إلى حرمانيـ مف ممارسة طفكلتيـ بالشكؿ األمثؿ كما أف كؿ األسر ىي فريدة سكاء بكجكد أك‬

‫بدكف شخص معاؽ فييا‪ ،‬ككؿ األسر تمر بحاالت الضغط خبلؿ حياتيا‪ ،‬كالميـ في األمر أف‬

‫كؿ األسر تمتمؾ القكة‪ ،‬كالكؿ يمتمؾ القدرة عمى التعمـ‪ ،‬كالنمك كالتكيؼ‪ ،‬فالتكيؼ مع التغير عند‬

‫الحاجة‪ ،‬كربما يككف المثؿ الذم يقكؿ ( الضربة التي ال تميت تزيد قكة) صحيحا مع التغيير‬

‫‪- 156 -‬‬


‫كالتحدم الذم يكجد مع الطفؿ المعاؽ‪ ،‬يمكف أف يجدد القكة كالطاقة كالجدارة لدل أفراد أسرتو‬

‫كالعائمة ككؿ‪.‬‬

‫ك إف الدراسات الحديثة عف مركنة األسر‪ ،‬أظيرت أدلة بأف أسر ذكم االحتياجات الخاصة‬

‫قكية كأكثر مركنة في مكاجية الشدائد‪ ،‬في مقابؿ مع ما كاف يعتقد في السابؽ‪ ،‬ىذه المركنة‬

‫تسيؿ عمى األسرة التعافي كالتكيؼ‪ ،‬كتساعدىا عمى التماسؾ كاستنتج بكس ‪)Boss) 1993‬بأف‬

‫األسر بشكؿ عاـ تتعامؿ مع اإلعاقة إما بمكاجية المكقؼ أك االستسبلـ بالمقارنة مع الطرؽ‬

‫السمبية‪ ،‬كاالعتماد عمى التكجيو‪ ،‬كلكف تقنيات التعامؿ الفعالة ىي عادة األكثر نجاحا كيؤكد‬

‫"بكس" بأنو ليس مف الصحيح التفكير بأف التعامؿ الفعاؿ ىك العممي‪ ،‬كبأف التعامؿ السمبي ليس‬

‫ألخرل‪ ،‬فالعديد مف العكامؿ الثقافية‪ ،‬بؿ إف ما ىك فعاؿ كمثمر لدل أسرة قد ال يككف بالضركرة‬

‫مفيدا عمميا كالمكقفية تؤثر عمى الطريقة التي تتكيؼ بيا األسر كتتعامؿ مع كجكد طفؿ مف‬

‫ذكم االحتياجات الخاصة فييا‪.‬‬

‫كما تستخدـ األسر أنكاعا عديدة مف استراتيجيات التعامؿ مف أجؿ التكيؼ كالتكافؽ مع‬

‫اإلعاقة‪ ،‬كإف مف أكثر االستراتيجيات استخداما تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫‪-‬البحث عف اإلرشاد‪.‬‬

‫الكصكؿ إلى خدمات الدعـ‬ ‫_ المشاركة في األنشطة الدينية كالبحث عف مرشد ديني‬

‫المجتمعي‪.‬‬

‫_ البحث عف الدعـ مف أعضاء األسرة الممتدة كاألصدقاء‪.‬‬

‫_ استخداـ ميارات التعامؿ المعرفية الشخصية‪.‬‬

‫‪- 157 -‬‬


‫حاكؿ التعرؼ إلى أفضؿ الطرؽ لتعميمو‪ ،‬فكافئ الطفؿ عمى التحسف‬
‫_ تقبؿ الطفؿ كما ىك‪ ،‬بـ ة‬

‫الذم يط أر عميو‪ ،‬فتعزيز التحسف يقكد إلى المزيد منو ‪ ،‬عمى أدائو‪ ،‬حتى لك أبدل التحسف بسيطا‬

‫_ يجب معاممة الطفؿ كما ىك حسب حالتو كاستبعاد األفكار كاآلماؿ السابقة ‪.‬‬

‫‪ -‬البحث عف االختصاصييف في ىذا المجاؿ لمحصكؿ عمى الخدمة المناسبة كالتكجيو السميـ‪.‬‬

‫‪ -‬إيجاد طريقة مناسبة خاصة لمتكاصؿ فييا مع الطفؿ ‪.‬‬

‫‪ -‬الحصكؿ عمى الخبرة في التعامؿ مع الطفؿ مف أكلياء األمكر لدييـ نفس المشكمة كذلؾ‬

‫لبلستفادة مف التجارب كاكتساب المزيد مف الفيـ كاالطبلع كالقراءة عف اإلعاقة كذلؾ لمزيد مف‬

‫الفيـ إضافة إلى تدريب الطفؿ عمى ميارات العناية الذاتية كاالعتماد عمى النفس‪.‬‬

‫_ االستعانة بالعبلج الدكائي عند الحاجة كتحت إشراؼ طبيب مختص‪.‬‬

‫_ المعب مع الطفؿ لما لو مف أثر في بناء التفاعؿ االجتماعي كالتكاصؿ بينو كبيف الغير‬

‫يجب عمى أسرة ذكم االحتياجات الخاصة أف تييئ لو كؿ الظركؼ المناسبة لمتغمب عمى‬

‫إعاقتو‪.‬‬

‫_ يجب عمى كؿ أسرة ذكم االحتياجات الخاصة أف تتيح لو كؿ ما يستحؽ مف حب كرعاية‬

‫كتشجيع كبقية األفراد األصحاء كاف تتجنب إثارتو أك جرح كرامتو لئبل يسبب لو االنطكاء كفقداف‬

‫الثقة بالففس‪.‬‬

‫‪- 158 -‬‬


- 159 -
‫المحاضرة العاشرة‬

‫‪- 160 -‬‬


‫االستراتيجيات الفعالة لعممية الدمج النفسي كاالجتماعي لمشخص المعاؽ ‪.‬‬

‫‪_1‬تعريؼ الدمج‪:‬‬

‫ىي عممية تيدؼ إلى تكفير الخدمات التعميمية لذكم االحتياجات الخاصة بجانب أقرانيـ‬

‫األسكياء مف خبلؿ األنظمة التعميمية العامة ‪.‬‬

‫‪ 1_1‬تعريؼ ىيجارتي لمدمح‪:‬‬

‫الدمج يعني تعميـ األطفاؿ ذكم االحتياجات الخاصة في المدارس العادية بحيث يتـ‬

‫تزكيدىـ ببيئة طبيعية تضـ أطفاالن أسكياء كبذلؾ يتخمصكف مف عزلتيـ مف المجتمع ‪.‬‬

‫‪ 2_1‬تعريؼ تيرنؿ لمدمح‪:‬‬

‫الدمج ىك التكامؿ االجتماعي كالتعميمي لؤلطفاؿ المعكقيف‪ ،‬كاألطفاؿ غير المعكقيف في‬

‫الصفكؼ العادية كلجزء مف اليكـ الدراسي عمى األقؿ‪.‬‬

‫‪ 3_1‬تعريؼ ككفماف لمدمح‪:‬‬

‫الدمج ىك التكامؿ االجتماعي كالتعميمي المؤقت لؤلطفاؿ المعكقيف مع أقرانيـ األطفاؿ‬

‫األسكياء (التبلميذ) كذلؾ باالعتماد عمى التخطيط التربكم المستمر كبناء البرامج التي تأخذ‬

‫بعيف االعتبار الفركؽ الفردية كتكضيح مسؤكليات العامميف في مجاؿ التربية الخاصة أك التربية‬

‫العادية لكؿ مف المديريف كالمعمميف المسانديف ‪.‬‬

‫‪ _2‬مفيكـ الدمج‪:‬‬

‫يعتبر مفيكـ الدمج كفمسفة حديثة في التربة الخاصة مصطمحان ظير نتيجة كجكد‬

‫المؤسسات الخاصة كالداخمية التي قيدت الطفؿ المعاؽ‪ ،‬كعزلتو عف مجتمعو فأصبح يعيش‬

‫‪- 161 -‬‬


‫غريب في كسط مجتمعو كبيف أىمو‪ ،‬كبالتالي ظير مفيكـ الدمج كذلؾ لمتحرر مف تمؾ‬

‫المؤسسات‪ ،‬كالمقصكد مف الدمج ىك التكامؿ كالتطبيع كاإلدماج لؤلطفاؿ المعاقيف مع األطفاؿ‬

‫األسكياء في المدرسة العادية كىناؾ أربعة أنكاع مف التكامؿ التي يتـ مف خبللو تطبيؽ الدمج ‪:‬‬

‫أ_ التكامؿ المكاني‪:‬‬

‫كضع األطفاؿ المعاقيف في فصكؿ ممحقة بمدرسة عادية (ىذا ما ىك يطبؽ حاليان في كؿ‬

‫برامج التربية الخاصة بالمممكة‪.‬‬

‫ب_ التكامؿ الكظيفي‪:‬‬

‫إشراؾ المعاقيف مع األطفاؿ األسكياء في استخداـ المكارد المتاحة في العممية التربكية‬

‫كالتعميمية في المدرسة‪.‬‬

‫ج_ التكامؿ االجتماعي‪:‬‬

‫يشير إلى إشراؾ األطفاؿ مع التبلميذ األسكياء في األنشطة غير المنيجية مثؿ‪ :‬طابكر‬

‫الصباح ‪-‬اإلذاعة الصباحية‪ -‬الزيارات كالرحبلت‪ -‬الحفبلت المدرسية‪ -‬كفي بعض األحياف في‬

‫مادتي التربية الفنية كالرياضية كيعتبر التكامؿ االجتماعي أكثر الطرؽ نجاحان ‪.‬‬

‫د_ التكامؿ المجتمعي‪:‬‬

‫يشير إلى إتاحة الفرصة لممعاقيف لمحياة في مجتمعيـ بعد التخرج مف المدرسة حتى تضمف‬

‫ليـ حؽ العمؿ كاالعتماد عمى النفس ‪.‬‬

‫‪- 162 -‬‬


‫‪ _3‬أثر الدمج عمى المعاؽ‪:‬‬

‫لمدمج أثر عمى نفسو المعاؽ مف خبلؿ دمجو في المدرسة العادية كيككف األثر في جانبيف‪:‬‬

‫األثر النفسي كاألثر االجتماعي ‪:‬‬

‫أكالن‪ :‬األثر النفسي‪:‬‬

‫لمدمج أثره اإليجابي في غالب األحياف عمى نفسية اؿ شخص المعاؽ‪ ،‬فيك يؤدم إلى أف‬

‫‪،‬ككذلؾ الدمج يجنبو تكرار الفشؿ في بعض‬ ‫يقدر ذاتو (مفيكمو لذاتو) كيحس بكجكده‬

‫التصرفات الفردية‪ ،‬حيث يتقمص أك يقمد زميمو السكم في ردكد بعض األفعاؿ أك السمككيات‬

‫اإليجابية‪ ،‬كينتج عف ذلؾ تكافؽ نفسي كاجتماعي أم متكيؼ مع نفسو كشعكره بأنو سكم مثمو‬

‫مثؿ أقرانو األسكياء في الـ جتمع‪ ،‬أم أنو ليس غريبان بيف محيطيو‪ ،‬كذلؾ يتعمـ كيكتسب مف‬

‫ـ‪،‬ك يتعمـ كذلؾ‬ ‫احتكاؾق السكم المغة أك نطؽ بعض الكممات الصعبة مف خبلؿ تفاعمو معو‬

‫القدرة عمى الحكار‪.‬‬

‫كلذا لمدمج أثره النفسي حيث يكسب اؿ شخص المعاؽ قدرة عمى تككيف عبلقات شخصية‬

‫كقدرة عمى الحكار كلك بشكؿ بسيط ‪ ،‬أيضان المنافسة مف خبلؿ اؿعبلقات الجماعية ‪ ،‬كلمدمج أثره‬

‫عمى نفسية كالدم كأفراد أسرة اؿ شخص المعاؽ‪ ،‬بأف يخفؼ مف معاناتيـ كيريحيـ نفسيان بأف‬

‫ابنيـ يدرس ضمف األطفاؿ األسكياء الذم يؤثركف إيجابيان في نفسيتو كسمككو‪ ،‬ككذلؾ االرتياح‬

‫النفسي عمى أسرة اؿشخص المعاؽ بأنو يدرس في مدارس التعميـ العاـ كليس في مدارس خاصة‬

‫بالمعاقيف ىذا االرتياح النفسي لؤلسرة ينعكس إيجابيان في تقبؿ ابنيـ‪ ،‬كاالىتماـ كالمتابعة الدائمة‬

‫لو‪ ،‬ككذلؾ االرتياح النفسي لؤلسرة في نطاؽ المجتمع بأف المحيط االجتماعي لؤلسرة ال يركف‬

‫‪- 163 -‬‬


‫بأف ىذا اؿشخص معاؽ إعاقة شديدة كبالتالي تككف النظرة لو كألسرتو إيجابية مما يخفؼ مف‬

‫معاناة األسرة‪.‬‬

‫ثانيان‪ :‬األثر االجتماعي لمدمج‪:‬‬

‫لمدمج أثره االجتماعي عمى اؿ شخص المعاؽ ذلؾ مف خبلؿ تككينو عبلقات مع أقرانو‬

‫األسكياء كتفاعمو معيـ ضمف مجتمع المدرسة مثبل‪ ،‬كبالتالي يعمـ ذلؾ عمى المجتمع الخارجي‬

‫كما أف الدمج يؤدم إلى‬ ‫كالمجتمع ككؿ أم أنو يحس كيقدر ذاتو كأنو ضمف ىذا المجتمع‪،‬‬

‫التكافؽ النفسي كاالجتماعي حيف يقدر ذاتو سيككف صداقات مع أقرانو األسكياء حتمان سكؼ‬

‫يتكافؽ اجتماعيان كقد يمتقي مع أحد مف زمبلئو األسكياء خارج إطار المدرسة‪ ،‬كقد يككف في‬

‫الشارع أك الحي السكني الكاحد‪ ،‬مما يؤدم إلى أف الطفؿ السكم يتقبؿ ىذا الطفؿ غير العادم‬

‫كيبني معو عبلقة اجتماعية جيدة‪ ،‬نتيجة لمركره بتجربة سابقة في التعامؿ مع ىذا الطفؿ ضمف‬

‫إطار المدرسة كذلؾ لمدمج أثره عمى أسرة الطفؿ المعاؽ‪ ،‬حيث تنظر إلى أف ابنيا يدرس ضمف‬

‫األطفاؿ األسكياء في مدرسة عادية كقد يذىب مع شقيقو السكم أك مع أبناء جيرانو إلى نفس‬

‫المدرسة كيؤدم ىذا إلى تخفيؼ معاناة األسرة نتيجة لكجكد طفؿ معاؽ كارتياحيا مف أف الدمج‬

‫يؤدم إلى التطبيع كالتكامؿ االجتماعي بيف ابنيـ كأقرانو األسكياء ‪.‬‬

‫كيرل أحد الباحثيف كمف خبلؿ خبرتق في تعميـ األطفاؿ المعاقيف عقميان في معيد التربية‬

‫الفكرية كاف بعض الطبلب يمقي عمى بعض األسئمة الصعبة كذات مرة سأؿ أحد الطبلب لماذا‬

‫أدرس في ىذا المعيد كأخكاني يذىبكف مع كالدم لمدرسة أخرل ؟ إني أريد أف أذىب مع إخكاني‬

‫كأدرس معيـ‪ .‬مف خبلؿ ىذا اإلحساس ليذا الطفؿ المعاؽ عقميان‪ ،‬يدرؾ أنو في معزؿ عف‬

‫‪- 164 -‬‬


‫المجتمع الذم يعيش فيو كأقربيـ لذلؾ إخكانو الذم ال يشارككنو العممية التعميمية في بيئتيا‬

‫الطبيعية كلذا أسمكب الدمج‪ ،‬سكؼ يقضي عمى ىذا الشعكر لدل الطفؿ المعاؽ بأنو يتعمـ في‬

‫بيئتو الطبيعية كضمف أفراد مجتمعو كليس بمعزؿ عنو كأنو يتقمى تعميمو مع إخكانو كأبناء الحي‬

‫ضمف إطار المدرسة عمى الرغـ مف أنو في فصكؿ مدمجة كلكف ذلؾ يخفؼ حدة الشعكر لديو‬

‫بأف ىذا المجتمع يشعر كيحس بو كيثبت كيانو كشخصيتو بأف جعمو يدرس في ىذه المدرسة‬

‫العادية كضمف أقرانو األسكياء‪.‬‬

‫ثاثا‪ :‬تعامؿ األسرة مع المعاؽ مف الناحية االجتماعية‪:‬‬

‫شخص معاؽ بيف أفرادىا‪ ،‬كتكفيرىا المعمكمات‬ ‫إف تعامؿ األسرة الكاعي المتفيـ لكجكد‬

‫الكافية ألخكتو بشكؿ ع مؿم ‪ ،‬كمدىـ بآليات التعامؿ السميـ معو بحيث يككف الكالديف ىما القدكة‬

‫الحسنة أكال‪ ،‬كؿ ذلؾ يمد أخكة الطفؿ المعاؽ بسمات التعاطؼ اإلنساني مع اآلخريف‪ ،‬كالقدرة‬

‫عمى المثابرة مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ‪ ،‬كتفيـ األخكة حالة اإلعاقة‪ ،‬مما يسرع في استفادة أخييـ‬

‫مف البرامج العبلجية كالتربكية المقدمة كغالبا أعظـ مصدر لمقكة‪ ،‬كلكف اآلباء ال يستثمركنيـ‪،‬‬

‫كال يحدث ذلؾ ألف اآلباء ال يحبكف أبناءىـ‪ ،‬بؿ عمى فمحبتيـ ليـ ىي السبب‪ ،‬فبل بد أف يككف‬

‫األخكة الحميؼ القكم لمكالديف دكف تكقعات كمطالب العكس مرتفعة منيـ‪ ،‬حتى ال يؤدم ذلؾ‬

‫إلى حرمانيـ مف ممارسة طفكلتيـ بالشكؿ األمثؿ كما أف كؿ األسر ىي فريدة سكاء بكجكد أك‬

‫بدكف شخص معاؽ فييا‪ ،‬ككؿ األسر تمر بحاالت الضغط خبلؿ حياتيا‪ ،‬كالميـ في األمر أف‬

‫كؿ األسر تمتمؾ القكة‪ ،‬كالكؿ يمتمؾ القدرة عمى التعمـ‪ ،‬كالنمك كالتكيؼ‪ ،‬فالتكيؼ مع التغير عند‬

‫الحاجة‪ ،‬كربما يككف المثؿ الذم يقكؿ ‪( :‬الضربة التي ال تميت تزيد قكة) صحيحا مع التغيير‬

‫‪- 165 -‬‬


‫كالتحدم الذم يكجد مع الطفؿ المعاؽ‪ ،‬يمكف أف يجدد القكة كالطاقة كالجدارة لدل أفراد أسرتو‬

‫كالعائمة ككؿ ‪.‬إف الدراسات الحديثة عف مركنة األسر‪ ،‬أظيرت أدلة بأف أسر ذكم االحتياجات‬

‫الخاصة قكية كأكثر مركنة في مكاجية الشدائد‪ ،‬في مقابؿ مع ما كاف يعتقد في السابؽ‪ ،‬ىذه‬

‫)‪Boss‬‬ ‫المركنة تسيؿ عمى األسرة التعافي كالتكيؼ‪ ،‬كتساعدىا عمى التماسؾ كاستنتج بكس‬

‫‪ )1993‬بأف األسر بشكؿ عاـ تتعامؿ مع اإلعاقة إما بمكاجية المكقؼ أك االستسبلـ بالمقارنة‬

‫مع الطرؽ السمبية‪ ،‬كاالعتماد عمى التكجيو‪ ،‬كلكف تقنيات التعامؿ الفعالة ىي عادة األكثر‬

‫نجاحا كيؤكد "بكس" بأنو ليس مف الصحيح التفكير بأف التعامؿ الفعاؿ ىك العممي‪ ،‬كبأف‬

‫التعامؿ السمبي ليس ألخرل‪ ،‬فالعديد مف العكامؿ الثقافية ‪ ،‬بؿ إف ما ىك فعاؿ كمثمر لدل أسرة‬

‫قد ال يككف بالضركرة مفيدا عمميا كالمكقفية تؤثر عمى الطريقة التي تتكيؼ بيا األسر كتتعامؿ‬

‫مع كجكد طفؿ مف ذكم االحتياجات الخاصة فييا ‪.‬‬

‫تستخدـ األسر أنكاعا عديدة مف استراتيجيات التعامؿ مف أجؿ التكيؼ كالتكافؽ مع اإلعاقة‪،‬‬

‫كإف مف أكثر االستراتيجيات استخداما تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬

‫_البحث عف اإلرشاد‪.‬‬

‫_ المشاركة في األنشطة الدينية كالبحث عف مرشد ديني الكصكؿ إلى خدمات الدعـ المجتمعي‬

‫_ البحث عف الدعـ مف أعضاء األسرة الممتدة كاألصدقاء‬

‫_ استخداـ ميارات التعامؿ المعرفية الشخصية‬

‫‪- 166 -‬‬


‫حاكؿ التعرؼ إلى أفضؿ الطرؽ لتعميمو‪ ،‬فكافئ الطفؿ عمى التحسف‬
‫_ تقبؿ الطفؿ كما ىك بـ ة‬

‫‪ ،‬عمى أدائو ‪ ،‬حتى لك أبدل التحسف‬ ‫الذم يط أر عميو ‪ ،‬فتعزيز التحسف يقكد إلى المزيد منو‬

‫بسيطا _ يجب معاممة الطفؿ كما ىك حسب حالتو كاستبعاد األفكار كاآلماؿ السابقة ‪.‬‬

‫‪ -‬البحث عف االختصاصييف في ىذا المجاؿ لمحصكؿ عمى الخدمة المناسبة كالتكجيو السميـ ‪.‬‬

‫‪ -‬إيجاد طريقة مناسبة خاصة لمتكاصؿ فييا مع الطفؿ ‪.‬‬

‫_ الحصكؿ عمى الخبرة في التعامؿ مع الطفؿ مف أكلياء األمكر لدييـ نفس المشكمة كذلؾ‬

‫لبلستفادة مف التجارب كاكتساب المزيد مف الفيـ كاالطبلع كالقراءة عف اإلعاقة كذلؾ لمزيد مف‬

‫الفيـ إضافة إلى تدريب الطفؿ عمى ميارات العناية الذاتية كاالعتماد عمى النفس‪.‬‬

‫_ االستعانة بالعبلج الدكائي عند الحاجة كتحت إشراؼ طبيب مختص‪.‬‬

‫‪- 167 -‬‬


‫قائمة المراجع‬
‫‪ _1‬بطرس بطرس حافظ‪ :)2007( ،‬ارشاد ذكم الحاجات الخاصة كأسرىـ‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المسيرة لمطبع كالنشر‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬االردف‪.‬‬
‫‪ _2‬بركات لطفي‪ :)1982( ,‬تربية المعكقيف في الكطف العربي‪ ,‬دكف طبعة‪ ،‬دار المريخ‪,‬الرياض‬
‫‪_3‬الحديدم منى صبحي‪ :)2000(,‬االعاقة البصرية – األبعاد السيككلكجية كالتربكية ‪،‬د ط‬
‫دائرة المطبكعات كالنشر‪ ,‬عماف األردف‬
‫‪ _4‬الحديدم منى صبحي‪ :)1998( ,‬مقدمة في االعاقة البصرية‪ ,‬دائرة المطبكعات كالنشر‪ ,‬عماف‪ ،‬األردف‪.‬‬
‫‪:‬األمراض الجسمية كالنفسية كالجسمية‬ ‫‪ _5‬حمزة مختار‪ ، 1979 :‬سيككلكجية ذكم العاىات كالمرضى‬
‫النفسية كاألمراض العقمية‪ ،‬دار المجمع العممي‪.‬‬
‫‪ _6‬حسني العزة سعيد‪ :)2000( ,‬االعاقة البصرية ‪ ,‬ط‪ ,1‬دار العممية كدار الثقافية لمنشر كالتكزيع ‪ ،‬عماف‪,‬‬
‫األردف‬
‫‪ _7‬خالد عبد الرزاؽ‪ :)2002 ( ,‬سيككلكجية ذكم الحاجات الخاصة ‪ ،‬ط‪، 1‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪,‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ _8‬زيتكف عايش محمكد‪ :)1994( ،‬أساليب تدريس العمكـ‪ ،‬دار الشركؽ لمنشر كالتكزيع‪ ،‬األردف‪.‬‬
‫‪ _9‬القريكتي يكسؼ كآخركف‪ :)1995(،‬مدخؿ الى التربية الخاصة‪ ،‬د ط‪ ،‬دار القمـ‪ ،‬دبي‪ ،‬اإلمارات‪.‬‬
‫‪ _10‬سميماف عبد الكاحد‪ :)2010 (،‬سيككلكجية ذكم االعاقة الحسية ‪ ،‬ط‪ ،1‬ايتراؾ لمطبع كالنشر‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫ط‪ ,2‬دار الفكر‪,‬‬ ‫السيد كليد خميفة كمراد عيسى‪ :)2007 ( ,‬كيؼ يتعمـ المخ ذكم االعاقة البصرية‬
‫‪ّ _11‬‬
‫األردف‪.‬‬
‫‪ _12‬عبد الحميد نكرة المصرم‪ :)1991( ,‬رعاية الطفؿ المعكؽ‪ ,‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاىرة‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪ _13‬عبد الحي كمحمكد حسف‪ :)2002 ( ,‬متحدكا االعاقة مف منظكر الخدمة االجتماعية ‪ ,‬دكف ط‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ,‬القاىرة‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪ _14‬القريطي عبد المطمب‪ :)2001( ,‬الصحة النفسية‪ ,‬ط‪ ,5‬مكتبة النيضة المصرية القاىرة‪.‬‬

‫‪ _15‬عبد الرحيـ فتحي السيد‪ :)1982( ,‬سيككلكجية األطفاؿ غير العادييف ج‪ ،1‬ط‪ 1‬الككيت‪.‬‬

‫السيد ماجدة‪ :)2000 ( ,‬المبصركف بآذانيـ – االعاقة البصرية ‪، -‬ط‪ 1‬دار الصفاء لمنشر‬
‫‪ _16‬عبيد ّ‬
‫كالتكزيع‪ ,‬عماف‪ ,‬األردف‪.‬‬

‫‪- 168 -‬‬


‫السيد ماجدة‪ ،2014,‬ذكم التحديات الحركية‪،‬مكتبة طريؽ العمـ‪ ،‬االردف‬
‫‪ _17‬عبيد ّ‬
‫‪ _18‬غنيـ محمد ابراىيـ (‪ :)2008‬فاعمية برنامج إرشادم لتنمية بعض الميارات الحياتية لممكفكفيف في‬
‫مرحمة الركضة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشكرة‪ ،‬كمية رياض األطفاؿ‪،‬جامعة االسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ _19‬عمر بف الخطاب خميؿ ‪ ،1991‬التشخيص الفارؽ بيف التخمؼ العقمي كاضطرابات االنتباه كالتكحدية ‪،‬‬
‫مجمة الدراسات النفسية ‪ ،‬القاىرة‬
‫‪ _20‬كامؿ زياد البلال كآخركف‪ ،2011:‬اساسيات التربية الخاصة‪ ،‬دار المسيرة لمنشر‪ ،‬السعكدية‪.‬‬
‫‪ _21‬ابػ ارىػيػـ مػرسػ ػػى كػمػػاؿ ‪(1996) :‬مرجع فى عمـ التخمؼ العقمى‪ ،‬دار القمـ‪ ،‬الككيت‬
‫‪_22‬فاركؽ صادؽ‪ ،1982:‬سيككلكجية التخمؼ‪ ،‬جامعة الممؾ سعكد‪ ،‬عمادة شئكف المكتبات‪ ،‬السعكدية‬
‫‪ _23‬العكالمة حابس‪ ،2003 :‬سيككلكجية األطفاؿ غير العادييف 'اإلعاقة الحركية' االىمية لمنشر كالتكزيع‬
‫كالطباعة‪ ،‬لبناف‬
‫‪_24‬محمد سيد فيمي‪ ،2003 :‬السيد عبد الحميد عطية ‪ ،‬عمميات طريقة العمؿ مع الجماعات ‪ ،‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‬
‫‪_25‬ككافحة كعبد العزيز‪ ،2010 ،‬مقدمة في التربية الخاصة‪ ،‬دار المسيرة لمنشر كالتكزيع‪ ،‬االردف‪.‬‬
‫‪_26‬عصاـ حمدم الصفدم‪ ،2003:‬االعاقة الحركية ك الشمؿ الدماغي‪ ،‬دار اليازكرم العممية لمنشر كالتكزيع‬
‫عماف‪،‬االردف‪.‬‬
‫‪ _26‬فاركؽ الركساف‪ ،2001 :‬مقدمة في التربية الخاصة ‪:‬سيككلكجية االطفاؿ غير العادييف ‪ ،‬دار الفكر‬

‫لمطباعة كالنشر كالتكزيع‪،‬عماف‪ ،‬االردف‬

‫المراجع االجنبية‪:‬‬

‫‪27_ Bankes. (1982): vsual impairment. Unpublished mad thesis the University‬‬
‫‪of Tennesse Knoxville‬‬
‫‪28_ Dion, M ; Hoffman, K & Matter, A (2000). Teachers Manual for Adapting‬‬
‫‪Science‬‬
‫‪29_ Werner David.(1991): L’enfant handicape au village : guide a l’usage‬‬
‫‪Agent d readaptaion et des familles / S. L HADICAP INTERNATIONAL‬‬

‫‪- 169 -‬‬

You might also like