You are on page 1of 5

‫األستاذ‪ :‬سلطاني مريم‬ ‫اإلشكالية‪ :‬إدراك العالم الخارجي‬

‫المستوى ‪ 3 :‬أداب و فلسفة‬ ‫المشكلة‪ :‬العادة واإلرادة‬


‫‪ -‬هل العادة كسلوك ألي تكيف أم إنحراف ؟‬
‫‪ -‬هل العادة ميل أعمى يعيق سلوك اإلنسان أثناء إدراكه للعالم الخارجي؟‬

‫‪ -/1‬طرح المشكلة‪ :‬إن العادة التي أثارت فكر الفالسفة والعلماء بداية " بأرسطوا " إلى "بول غيوم" قد أخذت‬
‫في الفكر المعاصر قسطا كبيرا من االهتمام خاصة لدى علماء النفس نظرا الرتباطها ببنية شخصية الفرد من‬
‫كل جوانبه الجسمية و النفسية والذهنية و االجتماعية‪ ،‬كما أضحت العادة تحدد الفروق الفردية بين األشخاص‬
‫في تكيفهم مع واقعهم الخارجي‪ ،‬والعادة كما يعرفها عدد من الفالسفة وعلماء النفس هي ‪ :‬قدرة مكتسبة على‬
‫أداء عمل بطريقة آلية مع السرعة والدقة واإلقتصاد في الجهد ‪،‬بينما اإلدراك هو عملية عقلية معقدة تتدخل فيه‬
‫وظائف عقلية مختلفة يهدف إلى التكيف ومعرفة العالم الخارجي ‪ ،‬مما أثار إهتمام الفالسفة والعلماء حول قيمة‬
‫العادة وأثرها على سلوك اإلنسان‪ ،‬فإنقسموا إلى موقفين متعارضين فمنهم من يأكد أن العادة فعل سلبي يناقض‬
‫ويضعف سلوك اإلنسان ويعيقه على إدراك العالم الخارجي ‪ ،‬و منهم من يعتبر أن العادة فعل إيجابي تعزز‬
‫وتقوي إرادة اإلنسان وتساعده في عملية اإلدراك والتكيف مع العالم الخارجي‪ ،‬فطرحوا التساؤل ‪ -‬هل اكتساب‬
‫العادة يحد و يضعف إرادة اإلنسان ويعيقه على التكيف ؟ و بصيغة أخرى‪ :‬ما هو أثر العادة على اإلدراك؟ هل‬
‫هو تأثير إيجابي يساعد على التكيف أم تأثير سلبي يعيق التكيف؟‬

‫‪ 2‬محاولة حل المشكلة ‪:‬‬


‫االطروحة ‪ /‬العادة تضعف و تنفي إرادة اإلنسان وتعيقه على التكيف وإدراك العالم الخارجي‪ ( :‬كانط ‪ ،‬كارل‬
‫ياسبرس ‪ ،‬سولي برودوم‪ ،‬ابن خلدون‪).....‬‬
‫لقد استهجن عدد من الفالسفة و علماء النفس ميل اإلنسان الكتساب العادات أي تجنب كل ما من شأنه أن‬
‫يكون سلوكا أليا ‪ ،‬فالعادة من خالل هذا التصور تكتسي طابعا سلبيا يقتضي تجاوزها ألنها مناقضة إلرادة‬
‫اإلنسان و تعمل على إضعافه و القضاء عليه‪ ،‬يستند خصوم العادة في طرحهم هذا على ما تفرزه العادة من‬
‫أثار سلبية على سلوك لإلنسان سواء على المستوى الذهني أو النفسي أو األخالقي أو االجتماعي أو الجسمي‬
‫فعلى المستوى الفكري تؤدي إلى الجمود و الركود الذي يغلب على فكر اإلنسان ويحول دون القدرة على‬
‫اإلبداع كفعل إرادي قائم على ملكة االختيار فالتلميذ أثناء مراحل دراسته إذا تعود على الحفظ اآللي ال يتجاوب‬
‫مع أسئلة اإلمتحان ‪ ،‬و نفس األمر يحدث في مختلف األنشطة الفكرية و ربما يتضح ذلك جليا من خالل ما‬
‫يعرف بصراع األجيال أو تضارب األفكار ‪ ،‬وهذا ما عبر عنه "كارل ياسبرس" بقوله ‪ ( :‬إن كبار العلماء‬
‫يفيدون العلم في النصف األول من حياتهم و يضرون به في النصف الثاني منها ) ‪ .‬أي أن العلماء في بداية‬
‫حياتهم يكونون مبدعين يختارون مناهجهم و ينتقون أفكارهم بإرادة وحرية ‪ ،‬لكن بعد أن ترسخ فيهم تلك‬
‫المناهج و األفكار و المبادئ يجدون أنفسهم سجناء لما تعودوا عليه وبالتالي تغيب قدرتهم اإلرادية ‪.‬بل يصعب‬
‫عليهم تقبل أفكار غيرهم وما محنة " غاليلي " حول فكرة دوران األرض و رفضها من طرف الناس إال‬
‫لتعودهم على غير هذه الفكرة‪ ،‬كما أن تعارض العادة مع اإلرادة قد تظهر صوره على المستوى الجسمي‬
‫كتعودنا على تناول مأكوالت تسبب أضرارا لنا فنجد أنفسنا مرغمين على تناول بعض األغذية خارج إرادتنا‬
‫مثلما يقول ابن خلدون ‪ ( :‬إن األغذية و إنتالفها وتركها أنما هو بالعادة فمن عود نفسه غذاءا والءم تناوله كان‬
‫له مألوفا و صار الخروج عنه و التبدل له داء ) فالنشاط الجسمي اإلرادي مرهون بما نكتسبه من عادات ‪.‬‬
‫فالجلوس على الكرسي بكيفية معينة ومتكررة عدة مرات يمنعنا من تغيير طريقة جلوسنا مما يؤدي إلى تشوه‬
‫الجسم من جراء استخدام عضلة دون عضلة أخرى‪ ،‬إضافة إلى تأثير العادة السلبي على المستوى األخالقي‬
‫حيث نختار نمط أخالقي معين نلتزم به كتعودنا الكذب أو السرقة أو عدم إلقاء التحية وردها وقطع صلة الرحم‬
‫و الكسل و إنعدام النظافة‪ ،‬فاإلنسان بالعادة يفقد إرادته التي تمثل جوهر إنسانيته بل ال يعدوا إن يكون مجرد‬
‫آلة مثلما يقول " سولي برودوم" ‪ ( :‬إن الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشرا و بحركاتهم‬
‫آالت ) ‪ .‬وأكثر ما يظهر التعارض بين العادة واإلرادة هو أننا ال نستطيع بسهولة أن نكف عن عادة إكتسبناها‬
‫إلى درجة أنها تتحول إلى طبيعة ثانية مثلما قال أرسطو‪ ،‬فالعادة بهذا المفهوم هي نفي لإلرادة ‪ .‬كذلك على‬
‫المستوى االجتماعي تظهر سلبيات العادة في المحافظة على العادات البالية و األساطير القديمة وتشجيع التقليد‬
‫والتعصب للرأي مثل‪ :‬زيارة أولياء هللا الصالحين و التقرب إليهم بالدعاء أو اإلطعام ‪ ،‬ظاهرة السحر و‬
‫الشعوذة‪ ،‬ظاهر األخذ بالثأر في مصر‪ ......‬يقول دوركايم‪ ( :‬تمتاز العادة بالقهر و اإللزام مما يعرقل اإلبداع)‪،‬‬
‫وهذا ما أكده "روسو" بقوله ‪( :‬خير عادة يتعلمها اإلنسان هي أن ال يعتاد شيئا ) ‪،‬أما على المستوى النفسي‬
‫فإن العادة تستبد بإرادة اإلنسان وتجعله عبدا لها فتفقده حريته وإرادته و تؤدي إلى السام والملل نتيجة الروتين‬
‫و الرتابة ‪ ،‬وهذا ما يجعل حياته خالية من المشاعر‪ ،‬كما أنها تضعف الحساسية وهذا ما يتجلى بوضوح في‬
‫حياة الجراحين‪ ،‬فلقد تعودوا أن ال ينفعلوا لما يقومون به من تشریحات ومعاينات‪ ،‬يقول ج‪ ،‬ج‪ ،‬روسو‪( :‬العادة‬
‫تقسي القلوب) ‪ ،‬كما أن العادة المنفعلة التي تقوم على التكرار الفاقد للوعي واإلنتباه تتسبب في الركود‪ ،‬وتقضي‬
‫على روح المبادرة و اإلبداع مما يعني أنها تضعف الفاعلية الفكرية ‪ ،‬ولقد أثبت العلم و التاريخ أن العادة تعيق‬
‫الفكر ‪ ،‬النها تمنع الروح النقدية ‪ ،‬فالتعود على االفكار الشائعة يؤدي إلى رفض التجديد‪ ،‬يقول جون بياجيه‪:‬‬
‫(الروح المتعودة هي الروح الميتة) تخلق في نفس اإلنسان التعصب و التزمت‪ ،‬فمثال الفكرة التي جاء بها‬
‫العالم هارفيي حول الدورة الدموية في اإلنسان ظل األطباء يرفضونها لمدة ‪ 40‬سنة ‪ ،‬يقول "كانط " ‪( :‬كلما‬
‫زادت العادات عند اإلنسان كلما أصبح أقل حرية و استقاللية )‪.‬‬

‫‪-‬المناقشة ‪ :‬قد تكون سلبيات العادة تشكل عائقا لبعض أنشطتنا اإلرادية وتعيقنا على التكيف وإدراك العالم‬
‫الخارجي‪ ،‬لكن ماذا لو تخيلنا حياتنا في غياب العادة‪ ،‬وكمثال على ذلك هل كان بإمكان السائق قيادة السيارة‬
‫بتلك المهارة لو لم يكن قد اكتسب عادة في السياقة ؟ وإذا كانت العادة تمثل عائقا أمام إرادتنا وأنها مناقضة لها‬
‫فلماذا نسعى إلكتسابها وبإرادتنا بل نبذل جهدا في ذلك؟‬

‫نقيض األطروحة‪ :‬العادة سلوك إيجابي تعزز و تدعم إرادة اإلنسان وتساعده على التكيف وإدراك العالم‬
‫الخارجي (اآلن ‪ ،‬مودسلي‪ ،‬جون ديوي رافيسون‪)....‬‬
‫تذهب مجموعة اخرى من الفالسفة وعلماء النفس على أن العادة سلوك إيجابي تعزز من إرادة اإلنسان‬
‫وتساعده على التكيف مع المستجدات وإدراك العالم الخارجي‪ ،‬حجتهم في ذلك اآلثار اإليجابية التي تطبعها‬
‫العادة في سلوك الفرد سواء على المستوى الذهني النفسي ‪ ،‬األخالقي ‪ ،‬االجتماعي و الجسمي ‪.‬‬
‫فعلى المستوى الفكري تساعد العادة على إكتساب مهارات وتقنيات فكرية كالتعود على حل الدوال الرياضية ‪،‬‬
‫و المقاالت الفلسفية مع الدقة والسرعة في اإلنجاز وإتقان العمل ‪ ،‬يقول جون ديوي ‪ ( :‬كل العادات تدفع إلى‬
‫القيام بأنواع معينة من النشاط ‪ ،‬وهي تكون النفس وتحكم قيادة أفكارنا ‪ ،‬فتحدد ما يظهر منها ‪ ،‬وما يقوى ‪،‬‬
‫وما ينبغي أن يذهب من النور إلى الظالم ) ‪ .‬فالطالب الذي اكتسب عادة في حل المقاالت الفلسفية فإنه يجد‬
‫سهولة أثناء اإلمتحان في التكيف مع موضوعات اإلختبار ‪ ،‬فللعادة مزايا كثيرة تؤهلها إلى تحقيق السلوك‬
‫الناجح على حد تعبير " رافيسون " وحتى في اإلعالنات عن مناصب العمل نجد الشركات تطلب اليد العاملة‬
‫التي لها خبرة أي متعودة على العمل المماثل لما هو مطلوب ‪ .‬أما على المستوى النفسي فالعادة تساعدنا على‬
‫اكتساب الثقة بالنفس وروح المواجهة و التحدي‪ ،‬وتحمل المسؤولية ‪ ،‬وتحرير الشعور و اإلرادة للقيام بمهام‬
‫جديدة مثل المغني يعزف ويغني ويرقص ‪ ،‬يقول " رافيسون " ‪ ( :‬العادة ميل لتحقيق غاية مادون تدخل‬
‫اإلرادة والوعي ) ‪ ،‬أما على المستوى الجسمي فالعادة تساعد على تقوية العضالت ورشاقة الجسم ‪ ،‬كتعودنا‬
‫على الرياضة والحمية ‪ ،‬يقول " االن " ‪ ( :‬إن العادة تمنح الجسم رشاقة وسيولة ) فما كان لالعب كرة القدم‬
‫أن يسدد الكرة نحو المرمى بتلك المهارة واإلتقان لوال تعوده على ذلك في التدريبات‪ ،‬كما انه على مستوى‬
‫القدرة البيولوجية نجد أن كثيرا من الناس يشعرون بالتعب واإلرهاق في األيام األولى من شهر رمضان ‪،‬‬
‫ولكن بمجرد تعودهم على الصيام يصبح األمر عادي في األيام األخيرة ‪ ،‬كما أن الطفل الصغير أثناء تعلمه‬
‫الكتابة في البداية تكون حركاته عنيفة وتشمل في ذلك التوتر العضلي للجسم كله حيث يتقطب الجبين وتلتوي‬
‫الشفتان واللسان وتكون قبضة يده على القلم بشدة ن حتى تتصلب االصابع و الذراع كله ‪ ،‬لكن تزول هذه‬
‫الحركات رويدا رويدا والفضل في ذلك يعود كله إلى العادة بحيث تحقق السرعة و المهارة في الكتابة‪ ،‬أما‬
‫على المستوى االجتماعي تساعد العادة على حفظ النظام اإلجتماعي وتجنب الصراعات والفوضى والتعود‬
‫على التضامن والتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع الواحد مثال إفطار الصائم في رمضان‪ ،‬قفة رمضان‬
‫جمعيات كافل اليتيم‪ ،‬مساعدة العائالت المعوزة ‪ ،‬شراء كبش العيد ‪ ......‬إلخ‪ .‬و إحترام العادات والقوانين‬
‫االجتماعية ‪ ،‬كقانون المرور ‪ ،‬يقول " رافيسون " ‪ ( :‬للعادة مزايا كثيرة تؤهلها إلى تحقيق السلوك الناجح ) ‪،‬‬
‫أما على المستوى األخالقي فالعادة تساعدنا في تعويد األبناء على القيم والمبادىء األخالقية السامية كاألمانة ‪،‬‬
‫الصدق ‪ ،‬صلة الرحم‪ ،‬النظافة ‪ ،‬اإلحسان إلى الغير‪ ،‬ظبط النفس ‪ ،‬الصالة‪ ،‬كظم الغيظ‪ ،‬االجتهاد والعمل‪،‬‬
‫يقول " مودسلي " ‪ ( :‬لو لم تكن العادة لكان قيامنا بوضع مالبسنا و رقعها يستغرق نهارا كامال ) ‪ ،‬إضافة أن‬
‫العادة تعزز أفعالنا اإلرادية وتقويها حيث ال تستطيع القيام بالفعل بشكل إرادي وحر ‪ ،‬ما لم نكن تتحكم في أداء‬
‫هذا الفعل ‪ ،‬و التحكم في هذا الفعل ال يكون إال بعد تعلمه وتكراره عدة مرات مثال ‪ :‬الالعب الذي يريد أن‬
‫يسدد الكرة نحو الشباك ال ينجح في ذلك لو ال تعوده على ذلك في التدريبات ‪ ،‬كما أن السائق الذي يريد أن‬
‫يتحكم في قيادة السيارة ال يكون له ذلك إال بعد تعوده على إكتساب عادة السياقة ‪ ،‬و الطالب الذي يريد أن‬
‫يصبح ماهرا في اإلعالم اآللي ال يتسنى له ذلك إال بعد تعوده على إستعمال الكمبيوتر و منه فالعادة سلوك‬
‫إيجابي يحقق عملية التكيف‪ .‬فالتعود ال يمكننا فقط من التحكم في سلوكنا بل يمكننا حتى التكيف مع األوضاع‬
‫المستجدة من خالل اختيار االستجابة المناسبة لكل موقف ومنه فإن أنصار هذه األطروحة ال يقفون عند حد‬
‫جعل العادة تعزز اإلرادة بل يتصورون أنها شرط لها ‪ ،‬أي تربط بينهما عالقة تالزمية ‪ ،‬فالعادة في حد ‪ .‬ذاتها‬
‫هي سلوك إرادي يسعى اإلنسان الكتسابها من أجل تجاوز ما يعيق تنفيذ إرادته‪.‬‬

‫المناقشة ‪ :‬صحيح أن للعادة عدة أثار إيجابية لكن في كثير من الحاالت ما تمنعنا من القيام بسلوكات إرادية‬
‫أخرى من ذلك تعود الكسل الذي يقف حاجزا أمام العمل و النجاح كما أن بعض العادات تخلق أضرارا على‬
‫المستوى الجسمي والنفسي والذهني كعادة التدخين وشرب الكحول و اإلدمان على‬
‫المخدرات‬
‫التركيب‪ :‬من خالل طرحنا للموقفين المتعارضين يتضح لنا أن للعادة اثارا سلبية تضعف وتحد من إرادتنا‬
‫وتعيقنا على التكيف وأخرى إيجابية تقوي وتعزز إرادتنا وتساعدنا على اإلدراك ومعرفة العالم‬
‫الخارجي‪ ،‬يقول "شوفالي " ‪( :‬العادة أداة حياة أو موت حسب استخدام الفكر لها ) ‪ .‬فالعادة هي استجابة‬
‫للظروف التي تتطلبها المواقف الحياتية المتعددة سواء تعلق األمر بأصناف التفكير أو طرق التصرف‪ ،‬أو‬
‫التعبير عن النماذج الخلقية‪ ،‬كلها تبرز الدور الحيوي الذي تلعبه العادات في تحقيق التكيف والتوافق بين الفرد‬
‫وبيئته الطبيعية واالجتماعية والتعامل بمهارة وفعالية مع المواقف‪ ،‬نتيجة ما تمنحنا إياه العادات من رشاقة و‬
‫سهولة و دقة‪ ،‬لكن هذا ال يعني أنها سلوك الي مسيطر‪ ،‬وقوالب جامدة متحكمة دائما‪ ،‬بل ايضا قدرة خادمة‬
‫لإلنسان وليست متسلطة عليه‪ ،‬لذلك وجب أن تبقي عاداتنا تحت مراقبة الشعور واإلرادة حتى تصير آلية‬
‫حيوية‪ ،‬وقدرة مرنة للتكيف وهذا لكي تجمع بين ثبات السلوك وحيوية الوعي‪ ،‬ونحن كطلبة مقبلين على شهادة‬
‫الباكلوريا علينا اإلبتعاد عن العادات السلبية و األخذ بالعادات اإليجابية فقط ‪ ،‬فتعودنا على اإلجتهاد والعمل‬
‫والمواظبة في المراجعة يكسبنا الثقة بالنفس والسرعة في إنجاز الواجبات و الدقة في اإلجابة وعدم بذل جهد‬
‫كبير باإلضافة إلى ما نتدعم ‪ .‬به من ميل ورغبة و إرادة كبيرة للوصول إلى محطة النجاح‪.‬‬

‫حل المشكلة ‪ :‬من كل مما سبق نستنتج أن إن سلبيات العادة ال يمكن أن تحجب مزاياها وإيجابياتها‪ ,‬وعلى‬
‫اإلنسان المثقف أن يبادر بالتمسك بالعادات الفاضلة والتخلي عن العادات السيئة وتسييرها وفق منهجية‬
‫مرسومة‪ ,‬كما قال ماري توين ‪ ( :‬ال تستطيع التخلص من عادة برميها من النافذة بل ينبغي جعلها تنزل السلم‬
‫درجة درجة ) وفي مقابل ذلك يجب على الفرد أن يدرك أن نتائج العادة مرتبطة بطريقة استعمالها والهدف‬
‫منها‪ ،‬ومنه فالعادة لها سلبيات وإيجابيات حسب درجة ثقافة الشخص وطريقة استعماله لها ‪.‬‬
‫يقول "ليبنتز " ‪ ( :‬نحن أوتوماتيكيون في ثالث أرباع أفعالنا )‪.‬‬

You might also like