Professional Documents
Culture Documents
فعالية برنامج ارشادي انتقائي تكاملي في خفض الوساوس القهرية لدى طلبة الجامعة
فعالية برنامج ارشادي انتقائي تكاملي في خفض الوساوس القهرية لدى طلبة الجامعة
امللخص:
هدفت الدراسة إلى الكشف عن فاعلية برنامج إرشادي انتقائي تكاملي وفق
نظرية ثورن ( )Thorenفي خفض الوساوس القهرية لدى طلبة جامعة القدس املفتوحة في
ً
طولكرم ,لهذا الغرض استخدم املنهج شبه تجريبي ,وتكونت عينة الدراسة من ( )40طالبا
وطالبة ممن حصلوا على درجة مرتفعة على مقياس الوساوس القهرية ,وزعوا مناصفة
بطريقة عشوائية إلى مجموعتين األولى تجريبية طبق عليها البرنامج اإلرشادي ,والثانية
ً
ضابطة لم يطبق عليها البرنامج للمقارنة .أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائيا
بين متوسطات الدرجات الكلية على مقياس الوساوس القهرية لدى طلبة جامعة القدس
املفتوحة بين املجموعتين التجريبية والضابطة في القياسين القبلي والبعدي لصالح
املجموعة التجريبية؛ إذ بلغت قيمة حجم األثر للبرنامج ( ،)0.421كما أظهرت النتائج
وجود فروق دالة بين القياسين القبلي والبعدي لدرجات أفراد املجموعة التجريبية لصالح
ً
بينما أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين القياسين,القياس البعدي
مما يدلل ذلك على فاعلية البرنامج،البعدي والتتبعي لدرجات أفراد املجموعة التجريبية
اإلرشادي املطبق في خفض مستوى الوساوس القهرية لدى أفراد الدراسة واستقرار النتائج
.بعد التطبيق
برنامج ارشادي; برنامج انتقائي; الوساوس القهرية; طلبة جامعة:الكلمات املفتاحية
.القدس املفتوحة
Abstract:
مقدمة
تعد سيطرة أفكار معينة على الشخص أثناء حياته من األمور التي تحدث لكثير
ً ً
منا ،فقد يجد بعض األشخاص فكرة معينة تسيطر عليهم؛ مثل اسم دواء معينا ،لحنا
ً
موسيقيا ،كما يمكن أن يظهر هذا األمر أثناء تأدية بعض العبادات كالوضوء والصالة
والصيام؛ فقد يعيد الشخص الوضوء بعد أن يكون قد قارب على االنتهاء منه ،فقد يظهر
ً
هذا األمر بشكل الحاح شديد جدا على الفرد فال يستطيع التخلص منه وإنما يميل إلى
تكراره بشكل مستمر ،وقد تكون مثل هذه األفكار تافهة ال معنى لها غير محببة أو شريرة أو
قبيحة أو ساذجة أو غير ذلك؛ ويمكن أن يستمر هذا التكرار فترة ما ،وفي أغلب األحيان
يختفي هذا األمر بعد ذلك.
ظاهرتين مختلفتين هما :الوساوس القهري الفكري ويظهر في تطفل أو اقتحام بعض
ً
سواء كانت قصيرة أم طويلة على ذهن الشخص األفكار بشكل متكرر لفترة من الزمن
وتتسبب في ارتفاع مستوى التوتر والقلق .أما النوع الثاني فهو الوسواس القهري لألفعال،
وهي أفعال نمطية جسمية ،أو عقلية ،يقوم بها الفرد حتى يخلص نفسه من القلق الناجم
ً
عن الوسواس ،ولكنهما يوجدان معا (.)Green, 2005
يصنف الوسواس القهري إلى عدة أنماط (Monson, 2016؛ Drummond & Kolb,
2008؛ غانم )2004 ،وهي :االغتسال والتنظيف :وهو االندماج في االغتسال والتنظيف
بوسواس التلوث ،أي أن يتلوثوا هم أو يلوثوا اآلخرين بمواد أو مواقف معينة .التكرار :وهو
تكرار بعض الحركات الروتينية أكثر من مرة كالخروج أو الدخول من الباب ،أو قراءة أو
كتابة األشياء أكثر من مرة للتأكد من صحة ما قرئ أو كتب .الترتيب :وهو األكثر من ترتيب
وإعادة تنظيم األشياء .التخزين :وهو الفشل في مقاومة جميع واالحتفاظ بالتوافه من
األشياء كاالحتفاظ بالجرائد القديمة أو فرز القمامة أو تجميع أشياء ال فائدة لها ،أو أشياء
لم يكن في التصور طريقة االستفادة منها أو استخدامها على أن يفرق بين التخزين والحفظ
جامعة الجزائر - 2 - مجلة التربية و الصحة النفسية
11 املجلد السابع /العدد األول
فعالية برنامج ارشادي انتقائي تكاملي في خفض الوسواس القهرية لدى طلبة جامعة القدس املفتوحة
زياد بركات
ً
املتعلق بالهوايات كجمع طوابع البريد مثال أو حفظ األشياء ذات القيمة العاطفية
للشخص .طقوس التفكير :وهي استخدام طقوس خاصة في التفكير تسمى قهر التفكير أو
األفعال القهرية املتصلة بالتفكير وذلك لتعطيل األفكار الوسواسية والدفعات والصور
الذهنية أو استبعادها .الوساوس البحتة :حيث يقض ي بعض األفراد فترات طويلة من
الزمن يمعنون التفكير في األفكار املضايقة التي تقتحم عقولهم ،ولكنهم ال يستجيبون لهذه
األفكار بأفكار أو افعال طقوسية ،مثال ذلك أن يفكر شخص في أغنية أو لحن إلى الدرجة
ً
التي تصبح فيها مزعجة وبدال من ذلك فقد يمعن شخص التفكير في أنواع معينة من
األشياء كأزرار القميص أو كلمات معينة.
ً
يتفق العلماء والباحثين عموما على أن مجموعة العوامل الوراثية والنفسية
ً ً
والبيولوجية تؤدي دورا رئيسا في ظهور اضطراب الوسواس ،ويمكن تقسيم أسباب
الوسواس القهري إلى مجموعة من األسباب ،على النحو (Abramowitz, et al., 2009؛
)Greisberg, 2005اآلتي :العوامل الوراثية والجينية ،والعوامل العصابية ،والعوامل
االجتماعية واألسرية ،والعوامل البيولوجية والفسيولوجية .واملتتبع لألدب السابق ملوضوع
الوسواس القهري يجد أن هناك اتجاهات نظرية عديدة حاولت تحليل هذا االضراب
وتفسيره ،وقد تباينت وجهات النظر هذه بشأن نشأة الوسواس القهري وتكوينه ،حيث
يذهب فريق من علماء النفس إلى أن الوسواس القهري يعود ألسباب وراثية تتمثل
باالستعداد للمرض ،ويذهب فريق آخر إلى أن العوامل البيئية تعمل على تعلم الفرد
للوساوس القهرية ،وتنتمي النظرية السلوكية إلى هذا الفريق ،وفريق ثالث يرى أن
الوسواس القهري يرجع بأسبابه إلى العوامل الوراثية والعوامل البيئية االجتماعية من
ناحية ثانية ،وينتمي إلى هذا الفريق رواد نظرية التحليل النفس ي .وتختلف نظريات علم
النفس الرئيسة في تفسير أسباب اضطراب الوسواس القهري وفق خلفيات روادها
واتجاهاتهم املعرفية ،على أن أهم النظريات التي اهتمت بتفسير الوسواس القهري هي:
-نظرية التحليل النفس ي :قام فرويد ) (Freudبوضع أصول هذه النظرية وتطويرها
من خالل حياته املهنية كطبيب ،وقد بنى نظريته من خالل ممارسة العالج
جامعة الجزائر - 2 - مجلة التربية و الصحة النفسية
12 املجلد السابع /العدد األول
فعالية برنامج ارشادي انتقائي تكاملي في خفض الوسواس القهرية لدى طلبة جامعة القدس املفتوحة
زياد بركات
ً
النفس ي مع مرضاه من املضطربين نفسيا ،وقد اتجهت نظرية التحليل النفس ي إلى
تأكيد أثر العوامل الفطرية والدوافع الطبيعية كالرغبات والحاجات وارتباطها
بشحنات نفسية ،وأن هذه الدوافع هي ذات أصل وراثي ال دخل للظروف البيئية
في نشوئها ،وأن هدفها هو حث الفرد وتوجيهه للقيام بسلوك معين إلرضاء
ّ
حاجاته (أبو شعبان .)2010 ،إن الوساوس والسلوك القهري ما هما إال أعراض
لصراعات نفسية داخلية املنشأ ،نتيجة خبرات الفرد في املرحلة الشرجية ،يجد
ً
الفرد فيها طريقة آمنة نسبيا للتعبير عن أفكاره ومشاعره املكبوتة .وترى نظرية
التحليل النفس ي أن الوساوس ما هي إال أعراض لبعض املشكالت العميقة
املوجودة في الالشعور تم كبتها ،كالذكريات املهمة والرغبات والصراعات ،ثم
ً
خرجت إلى الشعور مما سببت القلق والكدر ،وهذه العناصر املكبوتة تظهر الحقا
في صورة أعراض عصابية (.)Capuzzi, 2000
-النظرية السلوكية :تعتمد هذه النظرية على نظرية التعلم في تفسير الوسواس
القهري ،فاملبادئ التي تفسر السلوك السوي هي نفسها املبادئ التي تفسر
السلوك غير السوي ،والوسواس القهري شأنه شأن أي سلوك متعلم من البيئة
تحت شروط التدعيم؛ حيث تنظر هذه النظرية إلى الوساوس القهرية على أنها
ً ً ً
تمثل منبها شرطيا للقلق أصبح مرتبطا بالخوف أو القلق خالل عملية االشتراط
ً ً
بعدما كان في السابق منبها محايدا ( .)Himle et al, 2008وبالتالي فإن األفكار
الوسواسية تكون لها القدرة على إثارة القلق ،أي نمط جديد من السلوك قد تم
ً ً ً
تعلمه ،واألعمال القهرية تحدث عندما يكتشف الشخص أن عمال معينا مرتبطا
ً
باألفكار الوسواسية قد يخفف من القلق ،وتدريجيا وبسبب الفائدة في تخفيف
ً
القلق فإن هذا الفعل يصبح ثابتا من خالل النموذج املتعلم للسلوك (فرج
والبشر.)2002 ،
-النظرية املعرفية :تعتمد هذه النظرية في تشخيص اضطراب الوسواس القهري
على أفكار مشوشة ،ومزعجة ،ومضخمة وتحدث مصادفة ،وتكون محرضة
لتصبح طبيعية وحقيقية ،أما السلوك القهري ،فهو سلوك علني مثل تكرار
ً
االغتسال ،أو إعادة الفحص ،ويأخذ شكال من السلوك املعرفي ،وهذا التتابع من
األفكار والسلوك يقود إلى آالم ،وبؤس ،واضطراب ،ويؤدي إلى السلوك املزعج،
باإلضافة إلى األفكار االنهزامية ،وإلى سلسلة من الخسائر املستمرة (األغا،
.)2009
-النظرية االجتماعية :بحسب هذه النظرية فإن معظم سمات الشخصية
الوسواسية عبارة عن استجابات متعلمة مكتسبة وباقية ،ألنها تقلل أو تخفض
من القلق أو من أي انفعال سلبي آخر ،لقد وجد أن أباء هؤالء األطفال يعجزون
عن خلق جو املرح والتلقائية والضحك ،بل قد يعاقبون الطفل على قيامه بهذه
األشياء ،ويسعى أباء هؤالء األطفال المتصاص الطفل أو هضمه واستيعابه
ألوامر األباء وحفظ القواعد املتوقعة (عطار.)2017 ،
ً ً
-النظرية البيولوجية :يلعب العامل الوراثي وفق هذه النظرية دورا مهما في نشأة
الوسواس القهري فقد وجد أن بعض أبناء املرض ى بالوسواس يعانون من املرض
نفسه ،كذلك اإلخوة واألخوات ،هذا غير بقية أفراد العائلة الذين يعانون من
الشخصية القهرية .وقد أوضحت الدراسات األسرية أن حوالي ( )%6من آباء
مرض ى الوسواس القهري يعانون من الحالة نفسها ،وقد أوضحت دراسة كراي
وجوتسمان ( )Krai & Jotzman, 2011أن املعدالت االتفاق بالنسبة الضطراب
الوسواس القهري بين التوائم املتطابقة كانت ( ،)%65أما بين التوائم املتشابهة
فكانت ( ،)%25مما يشير إلى أن قابلية اإلصابة باضطراب الوسواس القهري
محدد بالعوامل الوراثية إلى حد ما .كما أن العديد من ذوي اضطراب الوسواس
القهري يعاني من العديد من االضطرابات العصبية ،فحوالي ( )%50لديهم تقلص
ال إرادي في عضالت الوجه ،وبين ( )%15-5من األطفال والراشدين يعانون مما
يعرف بأعراض من قبيل :التعرض لتقلصات ال إرادية في الوجه ،كما تتضمن
الشخصية املتميزة االعتماد على أكثر من نظرية .وهناك مراحل خمسة محددة
للعملية اإلرشادية في االتجاه االنتقائي (الزهراني2017،؛ عبد الستار 2011 ،؛
)Norcross, 2005وهي:
مرحلة االستكشاف :تعتبر هذه املرحلة أولى مراحل العمل اإلرشادي عند .1
التقدم الذي حصل وتلخيص الخطة وااللتزام بها من قبل املسترشد قبل إنهاء
املقابلة.
ويتصف املرشد وفق النظرية االنتقائية بعدة خصائص هي (شندي2015 ،؛
:)Monson, 2016االهتمام بسلوك املسترشد الراهن ،وأن يجعل من عملية اإلرشاد رحلة
ممتعة للمسترشد في اكتشاف ذاته ومساعدته على تنمية ذاته وخبراته ،وأال يتبنى املرشد
ً
أدوارا سلطوية للتأثير على املسترشد ،وتأسيس عالقة إيجابية مفتوحة تتضمن الحضور
والتقبل والعناية وتنمية الثقة بنفس املسترشد ،وال يكون التدخل من قبل املرشد في
ً ً ً
شؤون حياة املسترشد إال بالحد األدنى لحماية صحته ،وأن يكون مؤهال تأهيال كامال في
ً
املجال اإلرشادي وأن يكون عارفا لطرق العالج املختلفة بشكل جيد ،ويستخدم املنهج
ً
العلمي في القياس وتحليل البيانات ،ويهتم املرشد أساسا على إقامة عالقة إيجابية مع
املسترشد من خالل خلق جو إرشادي فعال وحيوي ،واستخدام مهارات العالقة اإلرشادية
اإليجابية املفتوحة والتي تتضمن الحضور ،واإلصغاء ،واالحترام ،والتقبل ،والفهم،
واستخدام مهارات االتصال (اللفظي -غير اللفظي) واالنتباه للرسائل اللفظية وغير
ً
اللفظية مع تفسيرها جيدا.
ويرى "ثورن" أن هناك عدة أنماط مختلفة من التشخيص يمكن استخدامها في
االرشاد هي (الزورس2002،؛ Leiman & Stiles, 2002؛ :)Smith, 2013التشخيص التبايني
(الفارقي) :وهو دراسة األسباب املحتملة لحالة نفسية ،وفي الغالب فإن أبسط منهج
الكتشاف ما ينظم الحالة النفسية هو أن نسأل الشخص ماذا يفعل؟ وملاذا؟،
والتشخيص اإلكلينيكي :وهو يشير إلى التشخيص من لحظة إلى لحظة وهو يتم خالل
عملية تناول الحالة وعلى أساس هذا التشخيص يتم اتخاذ األحكام اإلكلينيكية املتعلقة
باألعراض ،ويعتبر "ثورن" أن هذا النمط هو محور االتجاه االنتقائي ،وتشخيص املركز
الوجودي :ويهتم بالديناميات التكاملية للذات أثناء قيامها بوظائفها مع االنتباه إلى مفهوم
الذات واالتصاالت الواقعية ،وتشخيص تدبير أو إدارة الحياة :ويعني به "ثورن" عملية
تقويم السلوك في ضوء متطلبات الوضع االجتماعي ،وذلك بقصد تحديد مستوى التكيف
في املجاالت التربوية أو املهنية أو الزواجية واملالية ،والتشخيص التنبؤي :إن سجل حياة
املرء هو أكثر املتنبئات صالحية ألدائه املستقبلي وعلى املرشد أو املعالج أن يأخذ في اعتباره
العوامل الخارجية في الحسبان.
وتعتبر هذه النظرية في االرشاد والعالج هي اإلطار النظري التي تم اعتمادها في الدراسة
الحالية في بناء البرنامج التدريبي في ارشاد الطلبة نحو خفض الوسواس القهري ،وذلك
لإليجابيات العديدة لهذا البرنامج االنتقائي التي يمكن تلخيصها كاآلتي :يهدف إلى تحقيق
أكبر فائدة عالجية بأي طريقة ،ويثمل االنفتاح العقلي دون أي تحيز أو جمود فكرى،
ً
ويجعل املعالج أو املرشد النفس ي موضوعيا يحترم كل طرق العالج وأساليبه ،ويأخذ ما هو
مفيد من كل نظرية ،ويتجنب السلبيات في كل نظرية حتى تتحقق الفائدة املرجوة ،ويمكن
املرشد من تقديم خدمات عالجية بطريقة أكثر فعالية ،ويزيل امللل والروتين ،وهذا يعتمد
على خبرات املرشد ،ويحرص املرشد على كل مستجدات العالج النفس ي وتقنياته ،ويتبع
ً
منهج يجمع شتاتا متناثرة من الطرق العالجية املختلفة دون وجود رابط منطقي يحكمها
بعد تنظيمها ،واإلملام بكل األساليب العالجية املختلفة بإتقان (.)Norcross, 2005
هذا من الناحية النظرية ،أما من الناحية امليدانية فقد أجريت دراسات وبحوث
عديدة محلية وعربية وإقليمية وعاملية للكشف عن فعالية برامج ارشادية وعالجية لخفض
ً
الوسواس القهري ،يمكن عرضها مرتبة زمنيا كاآلتي :هدفت دراسة الوحيش ي ()2019
الكشف عن فاعلية برنامج إرشادي جماعي معرفي سلوكي؛ لخفض أعراض الوسواس
القهري لدى عينة من طالبات الجامعة الليبية الدولية للعلوم الطبية في مدينة بنغازي
للعام الدراس ي .أظهرت النتائج وجود فروق ذات داللة إحصائية بين املجموعة التجريبية
واملجموعة الضابطة في القياس البعدي على مقياس الوسواس القهري ،لصالح املجموعة
التجريبية ،ووجود فروق ذات داللة إحصائية بين القياس القبلي والقياس البعدي
للمجموعة التجريبية على مقياس الوسواس القهري لصالح القياس البعدي ،ووجود فروق
ً
دالة إحصائيا بين متوسطي درجات مقياس الوسواس القهري للمجموعة التجريبية في
القياسين البعدي والتتبعي بعد مرو ر شهر من نهاية الدراسة األساسية .وهدفت دراسة
البلوي ( )2018التعرف إلى فاعلية برنامج التقليل من تصور الخطر القائم على أساس
نظرية العالج املعرفي بالنظافة لدى النساء في اململكة العربية السعودية .وأظهرت نتائج
الدراسة وجود فروق ذات داللة إحصائية في األفكار الوسواسية لدى النساء بين االختبار
القبلي واالختبار البعدي ،حيث أظهر البرنامج التدريبي أثار ( )% 7.74في تقليل األفكار
الوسواسية بنسبة املتعلقة بالنظافة لدى النساء .كما وأشارت النتائج إلى وجود فروق ذات
داللة إحصائية في األفعال القهرية لدى النساء بين االختبار القبلي واالختبار البعدي ,حيث
أظهر البرنامج التدريبي أثار ( )%9.74في تقليل األفعال القهرية املتعلقة بالنظافة لدى
النساء بنسبة وفيما يتعلق باملتابعة فقد أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات داللة
إحصائية في األفكار الوسواسية لدى النساء بين االختبار البعدي واختبار املتابعة .وكذلك
عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية في األفعال القهرية لدى النساء بين االختبار البعدي
واختبار املتابعة ،مما يدل على استمرار فاعلية البرنامج التدريبي في مرحلة املتابعة .أما
الدراسة التي قام بها إيفارسون وآخرون ( (Ivarsson et al, 2018فقد هدفت إلى تحديد
فاعلية العالج باستخدام العقاقير مقابل العالج املعرفي السلوكي في عالج الوسواس
القهري ،وأشارت النتائج إلى أن العالج باستخدام العقاقير املثبطة المتصاص السيروتونين
ً
أكثر فاعلية من العالج باستخدام العقاقير الوهمية ،ولكن حجم األثر كان قليال ،كما
ً
أشارت النتائج أيضا إلى أن استخدام العقاقير مع العالج السلوكي املعرفي أكثر فاعلية من
استخدام كل عالج بشكل منفرد .أما دراسة تورنير ) (Turner, 2018فهدفت إلى التحقق من
فعالية طرق مختلفة في خفض الوسواس القهري وهي :أدوية ،وعالج معرفي سلوكي ،ودواء
كاذب ،وقد تبين من الدراسة أن نسبة التحسن لدى مرض ى املجموعة الضابطة لم يتجاوز
( ،)%1بينما بلغت هذه النسبة لدى مرض ى املجموعة التجريبية ( .)%46وجاءت الدراسة
التجريبية التي قام بها ويلسون وآخرون ( (Wilson et al, 2017بهدف تحديد فاعلية نموذج
التقليل من تصور الخطر لعالج اضطراب الوسواس القهري ،وأشارت النتائج إلى فاعلية
برنامج التقليل من تصور الخطر من خالل االنخفاض الكبير في تسعة مجاالت من أصل
عشرة تضمنها البرنامج ،كما أشارت إلى استمرار أثر البرنامج في مرحلة املتابعة .وهدفت
دراسة تولين وآخرون ) (Tolin et al, 2017املقارنة بين العالج املعرفي السلوكي الذاتي
والعالج املعرفي السلوكي بواسطة معالج ،في عالج اضطراب الوسواس القهري .أظهرت نتائج
الدراسة فاعلية العالج املعرفي السلوكي املوجه بواسطة املعالج عن العالج املعرفي السلوكي
الذاتي ،وضرورة اللجوء إلى املعالج في حالة االضطرابات الشديدة؛ بينما يمكن االعتماد
على التدخل املبكر والعالج الذاتي في الحالالت البسيطة ،ومع ذلك فقد ثبتت فاعلية كال
العالجين في التقليل من األعراض القهرية واألفكار الوسواسية.
وهدفت دراسة هاميل ) )Himle, 2016إلى املقارنة بني العالج املعرفي السلوكي
التقليدي القائم على املواجه بين املعالج والعميل ،والعالج املعرفي السلوكي القائم على
التواصل عبر شبكة الفيديوكونفرانس .أظهرت نتائج الدراسة فاعلية العالج املعرفي
السلوكي وجها لوجه ،وتفوقه على العالج عبر شبكة الفيديوكونفرانس؛ وإن كان لكليهما أثر
فعال في التقليل من األعراض الوسواسية القهرية .وأجرى بينيت وآخرون ( (Bennett et al,
2015دراسة حول نتائج العالج السلوكي املعرفي ألطفال الذين يعانون من اضطراب
الوسواس القهري باإلضافة إلى اضطراب التشنج مقارنة مع األطفال املصابين باضطراب
الوسواس القهري فقط في اململكة املتحدة ،وأشارت النتائج إلى وجود فروق ذات داللة
إحصائية بين املجموعتين في االستجابة للعالج ،حيث ظهر انخفاض في أعراض الوسواس
القهري لدى أفراد املجموعة الثانية من املصابين باضطراب الوسواس القهري فقط.
واستهدفت دراسة السقا ( )2014الكشف عن فاعلية العالج االستعرافي– السلوكي فـي
خفـض حـدة أعراض اضطراب الوسواس القهري من خالل برنامج موجه ألفراد العينة
ً قهرية أو أفكا ًرا وسواسية ً
ً
سواء كانت منفصلة أم معا .أشارت نتائج الذين يعـانون سلوكات
ً
الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات أفراد العينة بـين القياس
القبلي والقياس البعدي لصالح القياس البعدي .كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة
ً
إحصائيا بين متوسط درجات أفراد العينة في القياس البعدي وقياس املتابعة .أما دراسة
ً ً
تورنير وبيديل ) (Turner & Biedel,2014فقد استهدفت استخدام عالجا سلوكيا بطريقة
العرض بالغمر باإلضافة للدواء الكاذب لخفض الوسواس القهري ،وكانت أفضل نسب
تحسن للمجموعة الثانية ( )% 77تليها املجموعة األولى ( .(%51وهدفت دراسة فضة
والفقي وأحمد ( )2010التحقق من فاعلية العالج النفس ي الديني في تخفيف أعراض
الوسواس القهري لدى عينة من طالبات الجامعة ،أظهرت النتائج فعالية البرنامج
املستخدم في عالج الوسواس لدى الطلبة .هدفت دراسة األغا ( )2009معرفة مدى فاعلية
البرنامج العالجي السلوكي لألفعال واألفكار في عالج الوسواس القهري لدى مرض ى
الوسواس القهري .أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بين درجات
القياس القبلي ودرجات البعدي في مقياس الوسواس القهري ،كذلك توصلت النتائج إلى
وجود فروق ذات داللة إحصائية بين درجات القياس القبلي ودرجات البعدي في مقياس
الوسواس القهري ،والفروق كانت لصالح القياس البعدي .وهناك دراسة كيت (Keith,
)2008حول فاعلية العالج السلوكي– املعرفـي في عالج حاالت الوسواس حول عـالج أفكـار
( )2003إلى معرفة فعالية برنامج إرشاد معرفي سلوكي في خفض الوساوس واألفعال
القهرية املرتبطة بالشعور بالذنب .أظهرت نتائج الدراسة وجود عالقة ارتباطيه دالة
ً
إحصائيا بين متوسطي رتب درجات املجموعة التجريبية على مقياس الوسواس القهري في
القياسين القبلي والبعدي في اتجاه البعدي ،كما ثبت فعالية البرنامج اإلرشادي القائم على
إعادة ووقف األفكار والتعرض ومنع االستجابة في خفض الوساوس واألفعال القهرية
املرتبطة بالشعور بالذنب .أما دراسة اإليراني ( )2001فهدفت إلى استكشاف فعاليـة العـالج
العقالنـي االنفعالي السلوكي في خفض مستوى الوساوس القهرية لدى عينة من طلبة
الجامعة ،والكشف عن األفكار الالعقالنية املسببة للوساوس القهرية لدى عينة الدراسة.
أظهرت الدراسة فاعلية برنامج العالج العقالني االنفعالي السلوكي في تخفيف أعراض
الوسواس القهري لدى عينة الدراسة وتعديل األفكار الالعقالنيـة لديهم.
أبرزت الدراسات السابقة ،أهمية وفاعلية العالج النفس ي املعرفي والسلوكي ،الفردي
والجماعي ،والذاتي ،واملوجه عن بعد ،والقائم على توجيهات املعالج ،واملدمج بالعالج
النفس ي الديني في عالج اضطراب الوسواس القهري ،والعالج األسري ،لكن لم يجد الباحث
-في حدود اطالعه -دراسة واحدة تستخدم البرنامج االرشادي االنتقائي التكاملي لخفض
الوسواس القهري لدى طلبة الجامعة ،وهذا يميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة
ً
في تبنيها برنامج ارشادي انتقائي تكاملي ليس محددا بنظرية واحدة ،وإنما يركز على أسس
ومبادئ تكاملية من إيجابيات النظريات املختلفة .وقد استفاد الباحث من الدراسات
ً
السابقة في تحديد أدوات الدراسة األكثر استخداما :مقياس يل -بروان القهري لفائدته في
قياس درجة وشدة االضطراب ،وقائمة مودزلي للوساوس القهرية كأهم األدوات
التشخيصية ،واملقياس العربي لقياس الوساوس القهرية واألفعال القهرية ،باإلضافة إلى
أن عدد الجلسات ال ينبغي أن يقل عن عشرة جلسات ،بل وربما تزيد إلى عشرين أو ثالثين
جلسة ،وتتراوح مدة كل جلسة ما بين ( )120-40دقيقة ،ويمكن الجمع بين أسلوبي
الجلسات الفردية والجماعية ،وكذلك استفاد الباحث في عالج الوسواس القهري في تحديد
ً
الفنيات األكثر استخداما والتي يمكن استخدامها في برنامج العالج أو االرشاد النفس ي،
وأهمها :فنية إعادة البناء املعرفي ،وفنية وقف األفكار ،وفنية الحوار السقراطي ،وفنية
التعريض ومنع االستجابة ،وفنية االسترخاء ،وأسلوب الواجبات املنزلية .أشارت هذه
الدراسات في مجملها إلى أهمية وفاعلية استخدام العالج النفس ى والسلوكي في تخفيف
أعراض العصاب القهري لدى الطلبة.
ألفراد املجموعة التجريبية على مقياس الوساوس القهرية بعد تطبيق البرنامج
ارشادي انتقائي تكاملي انفعالي وذلك لصالح القياس البعدي؟
ً
هل يوجد فرق دال إحصائيا بين متوسطي درجات القياسين البعدي والتتبعي .3
أهمية الدراسة
تنبثق أهمية الدراسة من الناحيتين النظرية والتطبيقية على النحو اآلتي :فمن
الناحية النظرية؛ تنبع أهمية الدراسة من أهمية املوضوع الذي تناولته وهو اضطراب
واسع االنتشار وهو الوسواس القهري ،وتبدو أهمية الدراسة كذلك في أنها تسهم في
التعامل مع مشكلة حيوية وواقعية لدى شريحة مهمة من شرائج املجتمع وهي طلبة
الجامعة؛ حيث أن هناك أهمية للعامل النفس ي لديهم ،خاصة ملا له من تأثير على
ً ً
شخصياتهم وتحصيلهم العلمي .إضافة لذلك فإن الدراسة تقدم إطارا نظريا للمهتمين
والباحثين والطلبة باملراحل املختلفة في مجال الوسواس القهري .هذا على املستوى
النظري ،أما على املستوى التطبيقي فتبرز أهمية الدراسة من نتائجها املتوقعة التي يمكن
أن تؤخذ بعين االعتبار من قبل أقسام االرشاد التربوي والنفس ي في الجامعة ،كما تساهم
ً
هذه الدراسة في إتمام الدراسات السابقة حول الوسواس القهري .وتفتح آفاقا بحثية
حوله .كذلك تبرز أهميتها من تصميم برنامج قائم على العالج النفس ى االنتقائي التكاملي
لعالج تلك املشكلة ،وإمكانية االستفادة من هذا البرنامج في تطبيقه على نطاق واسع في
الدراسات املحلية والعربية .باإلضافة إلى أن هذه الدراسة تمثل محاولة للتحقق اإلجرائي
من مدى فاعلية برنامج قائم على العالج النفس ى االنتقائي التكاملي في تخفيف أعراض
الوسواس القهري لدى عينة من طلبة الجامعية ،مساهمة في األخذ بأيديهم الكتساب
ً ً
بعض مهارات التوافق النفس ي واالجتماعي الذي يعتبر مظهرا أساسيا من مظاهر الصحية
النفسية لهؤالء الطلبة.
أهداف الدراسة
الهدف األساس ي للدراسة الحالية هو أنها استكشاف مدى فاعلية برنامج العالج
انتقائي تكاملي في تخفيف أعراض الوسواس القهري لدى عينة من طلبة جامعة القدس
املفتوحة.
فروض الدراسة
شديدة اإلزعاج للمريض وتؤدي إلى تدهور حياته العملية واالجتماعية .أما
الدفعات القهرية فيعرفها على أنها أعمال متكررة غير هادفة وعن قصد وتتم
ً
كاستجابة ألفكار وسواسيه بشكل متكرر ،مع أن املريض يعي ذلك نظرا للضغوط
والتوتر الشديد الذي يشعر به فيضطر لعمله وهو ال يحصل على لذة مقابل هذا
الشعور ولكن يعتريه إحساس بالراحة يقلل من توتره .وتتبنى الدراسة الحالية
تعريف الوساوس القهرية بأنها نوع من االضطرابات النفسية املرتبطة بالقلق،
ً
تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية تؤدي إلى تكرار بعض التصرفات إجباريا
بشكل شعوري أو غير شعوري ،مما يعوق الحياة اليومية .ويعرف الوسواس
ً
القهري في هذه الدراسة إجرائيا بالدرجة التي يحصل عليها املفحوص على
املقياس املعد لهذا الغرض.
-البرنامج االرشادي ( :)Counseling Programهو عملية مخططة ومنظمة في
ضوء أسس علمية لتقديم الخدمات االرشادية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة،
ً ً
فرديا ،أو جمعيا لألفراد املستهدفين بعملية االرشاد بهدف مساعدتهم على النمو
السليم (زهران.)2003 ،
-البرنامج االرشادي االنتقائي التكاملي ( Integrated Selective Counseling
:)Programالبرنامج التدريبي الذي تتبناه الدراسة الحالية هو برنامج قائم على
استراتيجيات االرشاد االنتقائي التكاملي ،وهو عبارة عن مجموعة من اإلجراءات
التي بنيت في ضوء أسس العملية اإلرشادية التربوية والنفسية وفق نظرية "ثورن"
( ،)Anthony & Krirsonis, 2017وذلك من أجل خفض مستوى الوساوس
ً
القهرية لدى أفراد العينة .ويعرف البرنامج اإلرشادي إجرائيا بمجموعة األساليب
واإلجراءات االرشادية القائمة على أساس استخدام فنيات االرشاد االنتقائي
بهدف خفض مستوى الوساوس القهرية لدى الطلبة الخاضعين للبرنامج.
-الطالب الجامعي :هو الطالب امللتحق للدراسة في جامعة القدس املفتوحة في
فرع طولكرم وذلك في الفصل الدراس ي األول للعام الدراس ي ( )2019\2020وهو
الفصل الذي تم خالله تطبيق الدراسة.
جامعة الجزائر - 2 - مجلة التربية و الصحة النفسية
27 املجلد السابع /العدد األول
فعالية برنامج ارشادي انتقائي تكاملي في خفض الوسواس القهرية لدى طلبة جامعة القدس املفتوحة
زياد بركات
حدود الدراسة
• الحد املكاني :تم إجراء هذه الدراسة في جامعة القدس املفتوحة فرع طولكرم.
• الحد الزماني :أجريت الدراسة في الفصل الدراس ي األول من العام الدراس ي
(.)2020 – 2019
• الحد البشري :تمثلت عينة الدراسة في طلبة جامعة القدس املفتوحة فرع
طولكرم.
• الحد املفهومي :تتمحور الدراسة حول مفهومين أساسيين هما :فعالية برنامج
ً
ارشادي انتقائي تكاملي ،ومستوى الوسواس القهري لدى طلبة الجامعة ،مقاسا
باألداة املعدة لهذا الغرض وفي مدى بخصائصها السيكومترية (الصدق والثبات)
التي أمكن للباحث التحقق منها.
إجراءات الدراسة
ً ً
أوال :منهج الدراسة وتصميمها :تم االستعانة باملنهج التجريبي طبقا لطبيعة الدارسة وما
يشمله من تطبيق البرنامج املعد لهذه الدراسة ،فالباحث في هذا املنهج ال يتعامل مع الواقع
كما هو بل يتدخل فيه ويعدله ليتمكن من معرفة النتائج ،وبذلك فإن املنهج التجريبي
يستخدم التجربة من أجل اثبات الفروض عن طريق التجريب باستخدام سلسلة من
اإلجراءات الالزمة لضبط مدى تأثير املتغيرات املستقلة في املتغير التابع ،وفي الدراسة
الحالية تم تطبيق برنامج تدريبي ارشادي انتقائي تكاملي على أفراد املجموعة التجريبية ومن
ثم القيام بالقياس القبلي والبعدي ملعرفة مدى تأثيره في خفض الوساوس القهرية.
ولتحقيق غرض الدراسة اعتمد املنهج التجريبي بشكله شبه التجريبي ( Quasi-
،)Experimental Designsباستخدام التصميم املجموعات التجريبية والضابطة غير
ً
املتكافئة ( ،)The Nonequivalent Control Groupويمكن تمثيله رمزيا كاآلتي (بركات،
:)2019
× = املعالجة أو البرنامج
وبذلك ،فقد استخدم الباحث هذا التصميم في دارسته ضمن اإلجراءات اآلتية:
املقارنة بين املجموعة التجريبية التي خضعت للبرنامج واملجموعة الضابطة التي .1
لم تخضع لهذا البرنامج وذلك في القياس البعدي بعد أن تم التأكد من التجانس
ً
بين املجموعتين قبليا ،أي قبل إدخال املتغير املستقل وهو البرنامج القائـم على
أساس االرشاد االنتقائي التكاملي ملعرفة تأثيره في املتغير التابع وهو الوساوس
القهرية.
القياس القبلي والبعدي والتتبعي على نفس مجموعة الدارسة املتمثلة في املقارنة .2
بين املجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج وذات املجموعة بعد تطبيق
البرنامج.
القياس القبلي والبعدي على املجموعة الضابطة ولكن دون تطبيق البرنامج .3
التدريبي عليه بهدف املقارنة النتائج مع املجموعة التجريبية فقط لفحص فعالية
البرنامج.
بذلك يمكن توصيف شكل التصميم شبه التجريبي للدراسة الحالية كما هو في .4
الجدول ( )1اآلتي:
ً
ثانيا :مجتمع الدراسة :تكون مجتمع الدارسة األصلي من طلبة جامعة القدس املفتوحة
ً
بفرعها في طولكرم والبالغ عددهم ( )2992طالبا وطالبة ،وامللتحقين في الفصل الدراس ي
األول للعام الدراس ي (.)2019\2020
ً
ثالثا :عينة الدراسة :استخدم ثالثة أنواع من العينات لغرض الدراسة الحالية هي:
ً
العينة االستطالعية ( :)Exploratory Sampleتكونت من ( )50طالبا وطالبة .1
لم تدخل ضمن العينة الفعلية ولكن تحرى الباحث أن يكون لها نفس
الخصائص الديمغرافية ،وذلك من أجل التحقق من الخصائص السيكومترية
(الصدق والثبات) ألدوات الدراسة.
ً
العينة امليدانية ( :)Field Sampleتكونت من ( )150طالبا وطالبة ،وهم يمثلون .2
ما نسبته ( )5%من مجتمع الدراسة األصلي املتمثل في طلبة جامعة القدس
املفتوحة – فرع طولكرم -وامللتحقين للدراسة في الفصل األول من العام الدراس ي
( ،)2019\2020تم اختيار أفراد هذه العينة بطريقة طوعية ( Voluntary
،)Sampleوذلك لصعوبة الحصول على عينة عشوائية بشكل دقيق ومحدد،
طبق عليهم مقياس الوساوس القهرية بعد التحقق من خصائصه السيكومترية
باستخدام العينة االستطالعية السابقة من أجل تحديد العينة التجريبية
الفعلية ممن حصلوا على أعلى الدرجات على هذا املقياس.
ً
العينة الفعلية ( :)Experimental Sampleتكونت من ( )40طالبا وطالبة .3
تحديد الهدف األساس ي للمقياس وهو التعرف إلى مستوى الوسواس القهري .1
وتربوية مختلفة بلغ عددهم ( )9محكمين؛ للحكم على دقة الصياغة ،ومدى
وضوح فقرات املقياس ،ومدى مالءمتها للبيئة الفلسطينية بشكل عام،
للتأكد من قابلية املقياس للتطبيق.
تطبيق املقياس على عينة استطالعية من طلبة الجامعة من تخصصات .5
ً
مختلفة ،وعددها ( )50طالبا وطالبة ،للتأكد من سالمة الفقرات ووضوحها
وتحديد الزمن الالزم للتطبيق ،واستخراج معامالت الصدق والثبات كاآلتي:
أ .الصدق :تم التحقق من صدق املقياس بطريقتين هما:
طريقة صدق املحكمين ( :)Trusties Validityتم عرض املقياس على .1
دال عند مستوى الداللة ( ** )0. 05≤دال عند مستوى الداللة (*** )0. 01≤
غير دال
تظهر معطيات الجدول ( )3السابق ،أن معامالت االرتباط بين فقرات املقياس وبين
املتوسط الكلي للمقياس قد تراوحت ما بين ) ،)0. 17 - 0. 84وقد حدد جارسيا
( (Garcia,2012أن قيمة معامل االرتباط التي تقل عن ( )0. 30تعتبر ضعيفة ,والتي تقع ما
بين ( )0. 70 - 30تعتبر متوسطة ,والقيمة التي تزيد عن ( )0. 70تعتبر قويةً ،
وبناء عليه فقد
ً
كانت جميع هذه املعامالت دالة إحصائيا ومقبولة باستثناء أربع فقرات هي (،23 ،20 ،12
)29تم حذفها من املقياس في صورته النهائية ،أما باقي قيم معامالت االرتباط للفقرات
ً
األخرى فكانت دالة إحصائيا ) (0.05≤أو ()0. 01≤؛ وبذلك أصبح املقياس يشتمل
بصورته النهائية على ( )26فقرة.
ب .ثبات املقياس :تم التحقق من ثبات املقياس باعتماد طريقتين هما:
طريقة التجزئة النصفية ( :)Split- Half Reliabilityوذلك بحساب .1
منسجم ومتناسق يسعى لزيادة استبصار املسترشد بحيله الدفاعية (التحليل النفس ي)،
وأن يدرك كل ما حوله ويعيش الحاضر من حوله في اللحظة التي يتم فيها االرشاد والعالج
(الجشطالتى) ،ويدعم كل سلوك إيجابي يقوم به املسترشد (السلوكية) ،ويعدل أنماط
التفكير السلبى (املعرفي) ،وينمى املهارات االجتماعية وتحسين التفاعل البين شخﺼ ي
ويركز على الجانب األسرى (العالج األسرى) ،ويرعى وجود فردانية الفرد وحتمية
االختيار(الوجودية) ) .)Leiman, & Stiles, 2002ومن الفنيات التي يستخدمها البرنامج
التدريبي على املهارات االجتماعية ،واالحتفاظ باليوميات ،والتخيل املوجه ،ولعب الدور.
كما تكمن استراتيجيات هذا املدخل االرشادي في :استراتيجيات العالقة ،واستراتيجيات
املقابلة ،واستراتيجيات القياس ،واستراتيجيات توليد األفكار ،واستراتيجيات إدارة
السلوك ،واستراتيجيات التقييم واالنتقاء ( .)Monson, 2016وبعد عرض النماذج
ً ً
االرشادية األكثر انتشارا واهتماما لدى الباحثين واملرشدين في عالج االضطرابات السلوكية
ً ً
والنفسية ،وخلص الباحث إلى أن التدخل االرشادي ال بد وأن يكون تدخال متكامال يعتمد
على العوامل الشخصية واالجتماعية والنفسية من خالل الدمج بين األساليب املعرفية
والسلوكية والتحليلية والعقالنية ،باعتبار أن تطور الصمود النفس ي وتنميته يجمع ما بين
عوامل البينشخصية ( )Interpersonalوعوامل سلوكية وعوامل اجتماعية وفق
التفسيرات النظرية لالضطرابات النفسية.
فنية املحاضرة واملناقشة الجماعية والحوار :من الفنيات اإلرشادية املهمة في .1
كل النظريات النفسـية وتأخذ طابع التفاعل اللفظي املنظم في موقف إرشادي
وتعليمي تعاوني مشترك ،يتيح ألعضـاء املجموعة اإلرشادية فرصة للتعبير عن
ذواتهم ومشاعرهم وأفكارهم ومشكالتهم ،حيث تعتمد هذه الفنية على إلقاء قائد
املجموعة ملحاضرة محددة املحتوى واضحة الهـدف سهلة العبارة مقيدة الزمن
متسلسلة العرض ،ويتبادل فيها أعضاء املجموعة اإلرشـادية األدوار ويتداولون
ً
اآلراء واملناقشات ،ويكتسبون فيها مزيدا من املعارف واألفكار بهدف تغيير
االتجاهات وتعديل األفكار واملشاعر والسلوك نحو الذات ونحو اآلخرين ونحو
املجتمع ،من خالل تضمنها للمشكالت املشتركة ألعضـاء املجموعـة التي يـتم
طرحها في شكل نشاط جماعي بأسلوب يستثير األعضاء للمشاركة والتفاعل
اإليجـابي وتبـادل األدوار.
فنية التفريغ االنفعالي التدريجي :يعتبر من الفنيات التي تنتمي لالتجاه التحليلـي .2
فنية التقويم الذاتي للسلوك :من األساليب الفنية التي تنتمي للنظرية الواقعية .5
وتعتبر عملية عقلية تساعد املسترشد على تأسيس أنماط من املشاعر من خالل
مساعدته على تخيل التفكير املنطقي والسلوك واملشاعر ثم محاولة تطبيق ذلك
ً
واقعيا ،وأنه كلما مارس اإلنسان التخيل العاطفي العقالني عدة مرات في األسبوع
سوف يصل إلى حالة من التوافق النفس ي واالجتماعي تجعله يتجاوز األحداث
واملواقف غير املريحة التي يمكن أن تواجهه .ويخلص الباحث بأنه يمكن تنفيذ
هذه الفنية من خالل الطلب من املسترشدين تخيل املوقف الذي يبعث على
ً
الخوف والتوتر وذلك خالفا لتقليل الحساسية التدريجي ،وربط االستجابة
الناتجة عنه األفكار التي تنتج استجابات انفعالية سلبية وحثهم على استبدالها
بأفكار إيجابية.
فنية التطابق بين القناع والسمة :إن تطابق القناع مع السمة تدفع الفرد .8
للتعامل مع نفسه ومع اآلخرين كما هو وليس كما يتوقع اآلخرون منه ،حيث
يشمل ذلك على تحويل السمة إلى أسلوب حياة يسير عليها الفرد مما يشعره ذلك
بالكفاءة واألهمية والثقة ،فعندما يستثمر الفرد طاقه هائلة من الوقت
واالهتمام بغير قصد بقناع شخﺼ ي ،فإن ذلك القناع يصبح أساس السمة
الشخصية .ومع ذلك إذا رفض الفرد هذا القناع بسبب تناقص املكافآت
الخارجية أو الداخلية ،فإن ذلك يسبب له رفض الواقع والذات.
فنية تنطيق املشاعر :وهي من األساليب اللفظية والتي من شأنها أن تعلم املريض .9
أن يزيد من حريته االنفعالية وقدرته على تأكيد الذات ،ومن أهم األساليب
فعالية في هذا الصدد تعويد املريض وتشجيعه على التعبير املتعمد عن انفعاالته
بطريقة تلقائية ،والتي تعنى التعبير املتعمد والتلقائي عن االنفعاالت بكلمات
صريحة ومنطوقة أي تحويل املشاعر واالنفعاالت الداخلية إلى كلمات صريحة
وبالطبع يجب أن يكون ذلك في حاالت االنفعاالت املختلفة سواء كانت تتعلق
بإبداء الحب أو الرغبة أو التوقع أو األسف ،بعبارة أخرى فإن الحديث عن
عال يشمل كل التنوعات االنفعالية املختلفة ،والقاعدة الذهبية
املشاعر بصوت ٍ
في ذلك هي الصدق واألمانة مع الشكل االنفعالي السائد والشعور املسيطر على
الشخص.
فنية إظهار املشاعر وإزالة القناع الظاهر :إن هذه الفنية على تأكيد الذات .10
والحرية االنفعالية ،والتي تهدف إلى أن تكون االستجابات البدنية مالئمة للحالة
.13فنية العصف الذهني بالحوار اإليجابي :وهي عبارة عن أسلوب تعليمي مبني على
استقاللية وحرية التفكير ،وذلك بهدف جمع أكبر قدر من االقتراحات واألفكار
الخالقة والجديدة من قبل مجموعة من املشاركين في الجلسة االرشادية ،لحل
مشكلة ما أو معالجة أمر معين .وبصورة أخرى فإن العصف الذهني يعرف بأنه
تنشيط للذهن وذلك عن طريق التفكير السريع لحل قضية معينة ،عن طريق
التنقيب عن آراء وأفكار وحلول خالقة وإيجابية اتجاه موضوع معين.
خدمات إرشادية (نفسية) :تتمثل هذه الخدمة في أن يكتسب الطالب الجامعي .1
املهارة العامة االستبصار بمفهوم الوساوس القهرية وتعميم هذه الخبرة في
مواقف أخرى مشابهة في الحياة باإلضافة إلي اكتساب املهارات.
خدمات مهنية :وتتمثل في تحسين التوافق الدراس ي واالجتماعي واملنهي ألفراد .2
املجموعة اإلرشادية.
جلسات البرنامج :قام الباحث باستخدام البرنامج االرشادي االنتقائي لغرض دراسة سابقة
له (بركات )2020 ،وفق األسس النظرية السابقة في جلسات محددة باستخدام أسلوب
االرشاد الجمعي كما هو مبين في الجدول ( )3اآلتي:
الوقت موضوع
الفنيات األهداف الجلسة
بالدقيقة الجلسة
الحوار التعارف بين الباحث
واملناقشة، واملشتركين في البرنامج، التعارف وبناء
واالسترخاء والتعريف بالبرنامج 90 الثقة بين 1
وأهدافه ،وتحديد مواعيد الباحث والطلبة
الجلسات
النمذجة، التعرف إلى مفهوم
الوساوس القهرية واألعرض ونشرات مفهوم الوساوس
التي يشعر بها عندما يسلك ومطويات، القهرية،
60 2
منزلي، واجب سلوك يدل على ارتفاع األعراض واآلثار
الحوار الذاتي الوسواس القهري أو السلبية الناتجة
انخفاضه
الحوار تعرف أفراد املجموعة إلى
مفهوم الكفاءة الشخصية واملناقشة، الكفاءة
60 3
العصف وكيفية االعتماد على الشخصية
الذهني النفس
الحوار التعرف إلى معنى التنظيم
واملناقشة، االنفعالي ،والطرق
االسترخاء، املستخدمة للوصول التنظيم
60 4
ولعب األدوار، للتعبير عن االنفعاالت االنفعالي
واجب منزلي والتحكم بها
واالسترخاء،
واجب منزلي
الحوار
واملناقشة ،لعب
التعرف إلى مفهوم االلتزام
األدوار، االلتزام
وتحمل املسؤولية ،وعالقة 60 13
والعصف واملسؤولية
بخفض الوساوس القهرية
الذهني
واجب منزلي
الحوار
التعرف إلى مفهومي
واملناقشة ،لعب االستقاللية
االستقاللية في اتخاذ
األدوار، واالستقرار
القرارات ،واالستقرار 60 14
والعصف النفس ي والثقة
النفس ي وأهميتهما في خفض
الذهني بالنفس
الوساوس القهرية
واجب منزلي
الحوار مناقشة املشاركين في
واملناقشة الصعوبات واملعوقات التي
واجهتهم أثناء تنفيذ البرنامج وتغذية راجعة إنهاء البرنامج
وكيفية التغلب عليها 90 وتقويم جلسة 15
وتطبيق املقياس وشكر ختامية
أفراد املجموعة على
املشاركة في البرنامج
إجراءات تحكيم البرنامج :ألغراض دراسة سابقة للباحث ( )2020تم عرض البرنامج على
مجموعة من املحكمين املختصين وعددهم ( )9من ذوي االختصاص في علوم نفسية
وتربوية مختلفة ،إلبداء آرائهم حول مدى تنظيم البرنامج بالصورة الظاهر عليها ،ومكوناته
جامعة الجزائر - 2 - مجلة التربية و الصحة النفسية
46 املجلد السابع /العدد األول
فعالية برنامج ارشادي انتقائي تكاملي في خفض الوسواس القهرية لدى طلبة جامعة القدس املفتوحة
زياد بركات
وأهدافه ومحتوى ومدى خدمتها لتحقيق األهداف والفنيات املستخدمة لتحقيق األهداف،
وكذلك مدى صالحية البرنامج لتطبيقه على العينة املستهدفة ،حيث قام الباحث بتعديل
كافة املالحظات والتي تمثلت جميعها بالشكل العام للبرنامج ،وعلى بعض في الفنيات
اإلرشادية والتي تم اختصارها ،أو دمج بعضها مع بعض ،دون أن يؤثر ذلك على البرنامج
ً
االرشادي ،ودون أن يخل ذلك بأهداف البرنامج اإلرشادي ،علما أنه لم تسجل مالحظات
جوهرية حول فحوى البرنامج أو عدد الجلسات وموضوعاتها وتنظيمها.
خطوات الدراسة:
تطبيق مقياس الوساوس القهرية على العينة امليدانية لتحديد فئة الطلبة الذين
يظهرون درجات مرتفعة على املقياس ,ليتم بعد ذلك اختيار عينة الدراسة
التجريبية من خاللها ،وتحديد درجات التطبيق القبلي للمجموعتين التجريبية
والضابطة.
تطبيق البرنامج اإلرشادي االنتقائي التكاملي على العينة التجريبية ,بواقع ()15
جلسة إرشادي ،تتراوح مدة كل ما بين ( )60-90دقيقة ,بحيث تشتمل كل جلسة
أهداف خاصة ،ومجموعة من الفنيات واملهارات واألنشطة واألساليب االرشادية
ً
وفقا للبرنامج االرشاد االنتقائي ،وقد استغرقت عملية تطبيق البرنامج خمسة
أسابيع بواقع ثالثة جلسات أسبوعية على شكل جلسات جماعية.
تطبيق مقياس الوساوس القهرية على أفراد الدراسة في املجموعتين التجريبية
والضابطة للمرة الثانية خالل الجلسة النهائية للبرنامج لتحديد درجات االختبار
البعدي ملعرفة مدى فعالية البرنامج
إجراء املعالجات اإلحصائية للبيانات وتحليليها وتفسيرها والوصول إلى نتائج
تطبيق البرنامج اإلرشادي ومن ثم مناقشتها.
ً
خامسا :املعالجات اإلحصائية:
نتائج الدراسة
• اختبارالتوزيع الطبيعي:
يوضح من الجدول ( )4السابق ،أن جميع قيم القياسات القبلية والبعدية في
املجموعتين التجريبية والضابطة على االختبارين :كوملو جوروف -سميرنوف وشبيرو وليك
أكبر من مستوى الداللة اإلحصائية ( ،)0.05 ≥αوهذا مؤشر على أن البيانات تتبع التوزيع
الطبيعي ،وعليه ستتبع الدراسة االختبارات املعلمية.
• تكافؤ املجموعات
ً
يوضح الجدول ( )5السابق عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين املتوسطات
الحسابية الستجابات أفراد املجموعتين التجريبية والضابطة للقياس القبلي على مقياس
الوساوس القهرية ،وهذا مؤشر على تكافؤ املجموعتين.
لتحديد فعالية البرنامج لدى أفراد املجموعة التجريبية ،حسب حجم التأثير
باستخدام مربع إيتا ،وذلك باعتماد املحكات اآلتية للحكم على قوة أثر البرنامج وهي
(:)Cohen, 1988
إذا كان مربع إيتا يساوي أو أقل من ( )0. 01يكون حجم األثر صغير.
إذا كان مربع إيتا أكبر من ( )0. 01وأقل من ( )0. 14يكون حجم األثر متوسط.
إذا كان مربع إيتا يساوي أو أكبر ( )0. 14يكون حجم األثر مرتفع.
النتائج املتعلقة بالفرضية األولى وهي :توجد فروق ذات داللة إحصائية ( )0.05 ≤αبين
متوسطتي درجات أفراد املجموعة التجريبية والضابطة من طلبة جامعة القدس
املفتوحة على مقياس الوساوس القهرية في القياسين القبلي والبعدي ُيعزى إلى تطبيق
البرنامج االرشادي االنتقائي التكاملي لصالح املجموعة التجريبية.
ولتحديد اتجاه هذه الفروق ،هل هي ملصلحة املجموعة التجريبية أم الضابطة ،فقد
حسبت املتوسطات الحسابية املعدلة للقياس البعدي الستجابات أفراد الدراسة على
ً
مقياس الوساوس القهرية تبعا للبرنامج االرشادي املستخدم واألخطاء املعيارية لها ،وذلك
كما هو مبين في الجدول ( )8اآلتي:
بلغت قيمته ( ،)0 .421مما يعني وجود أثر مرتفع وجوهري للبرنامج اإلرشادي في خفض
مستوى الوساوس القهرية لدى أفراد الدراسة.
ً
النتائج املتعلقة بالفرضية الثاني وهي :يوجد فرق دال إحصائيا ( )0.05 ≤ αبين
متوسطي درجات القياسين القبلي والبعدي ألفراد املجموعة التجريبية من طلبة
ُ
جامعة القدس املفتوحة على مقياس الوساوس القهرية تعزى إلى تطبيق البرنامج
ارشادي انتقائي تكاملي وذلك لصالح القياس البعدي.
الجدول ( :)9نتائج اختبار (ت) للعينات املترابطة لفحص الفروق بين التطبيقين القبلي
ً
والبعدي الستجابات أفراد املجموعة التجريبية على مقياس الوساوس القهرية تبعا
لتطبيق البرنامج االرشادي
يوضح الجدول ( )9السابق ،أن قيمة مستوى الداللة املحسوب قد بلغ ( )0. 028وهذه
القيمة أقل من قيمة مستوى الداللة املحدد للدراسة ( )0. 05 ≥αوبالتالي وجود فروق في
مستوى الوساوس القهرية لدى أفراد الدراسة بين القياس القبلي والبعدي ,وبالرجوع إلى
املتوسطات الحسابية بالجدول ( )7يظهر أن متوسط أداء أفراد املجموعة التجريبية في
القياس القبلي ( )2.91وعلى املقياس البعدي ( ،)2.61وهذا يؤكد وجود فاعلية للبرنامج
االرشادي املطبق في انخفاض في مستوى الوساوس القهرية لدى طلبة جامعة القدس
املفتوحة.
ً
النتائج املتعلقة بالفرضية الثالثة وهي :ال يوجد فرق دال إحصائيا بين متوسطي درجات
القياسين البعدي والتتبعي (بعد شهرين) ألفراد املجموعة التجريبية على مقياس
الوساوس القهرية.
الجدول ( :)9نتائج اختبار (ت) للعينات املترابطة لفحص الفروق بين التطبيقين
البعدي والتتبعي الستجابات أفراد املجموعة التجريبية على مقياس الوساوس القهرية
ً
تبعا لتطبيق البرنامج االرشادي
ً
يوضح الجدول ( )9السابق ،أنه ال توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى الوساوس
القهرية لدى أفراد الدراسة في املجموعة التجريبية بين االختبار البعدي واختبار التتبعي.
مما سبق ،فقد اتضحت فاعلية البرنامج االرشادي االنتقائي التكاملي من خالل
ً
وجود فرق دال إحصائيا بين متوسطي درجات أفراد املجموعتين التجريبية والضابطة في
الوسواس القهري ،بعد تطبيق البرنامج االرشادي ،لصالح املجموعة التجريبية (وهذا إجابة
ً
على الفرضية األولى) ،بين كما اتضحت فاعلية البرنامج االرشادي االنتقائي التكاملي أيضا
ً
من خالل وجود فرق دال إحصائيا درجات القياسين القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية
في الوساوس القهرية القهري لصالح التطبيق البعدي (وهذا إجابة عن الفرضية الثانية).
ً
كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين استجابات افراد الدراسة في
املجموعة التجريبية بين القياس البعدي والقياس التتبعي (وهذا إجابة عن الفرضية
الثالثة) ،وهذا االستقرار في مستوى الوساوس القهرية في القياس التتبعي دليل واضح على
فعالية البرنامج االرشادي االنتقائي التكاملي املستخدم .
وأحمد2010 ،؛ األغا2009 ،؛ Keith, 2008؛ مقدادي2008 ،؛ قطب وعبده2007 ،؛
Chambless & Wilson, 2005؛ Salkovskis, 2005؛ سعفان2003 ،؛ اإليراني)2001 ،؛
التي ركزت على استخدام برامج ارشادية وعالجية مختلفة في خفض الوسواس القهري لدى
عينات مختلفة من األفراد.
فقد استخدمت هذه الدراسات فنيات االرشاد والعالج النفس ي بأساليبه املختلفة
كاآلتي :إعادة البناء املعرفي ،والتعريض ومنع االستجابة ،والحوار ،وفنية االسترخاء ،كما
استخدمت فنية وقف األفكار ،وهى من الفنيات التي استخدمها الباحثون أثناء تطبيق
الجلسات الخاصة بالبرنامج االرشادي العالجي ،مما اتضح من خالل تخفيف أعراض
الوسواس القهري ،مما أعطى ثر ًاء وفاعلية للبرامج االرشادية والعالجية املستخدمة .وفي
ً ً ً
إطار الدراسة الحالية ،تلقى أفراد املجموعة التجريبية برنامجا ارشاديا غزيرا باملعلومات
والفنيات من أجل التخفيف من وطأة وألم الوسواس القهري ،باالسترخاء وبمحاوالت
متكررة ومتعددة للتدريب على فنيات من أعراض وكرب وضيق الفرد بسبب الوسواس
القهري؛ بل ومن أجل التغلب على الوسواس القهري في حد ذاته ،وذلك من خالل عدة
فردية جلسات؛ حيث كانت الطالبة تشارك في كل أنشطة الجلسة من أولها تفعيال لالتفاق
املبرم بين الباحثين ،وحتى نهايتها والحالة عن أهمية املشاركة الفاعلة والنشطة في كل املهام
ً
املختلفة أثناء البرنامج ،مع التأكيد عليها أيضا في املنزل ،وذلك باستخدام عدة فنيات
تمثلت في اإلقناع املنطقي ،والحوار ،واملناظرة ،واالقتداء والنمذجة ،فنية التحصين
التدريجي وتقليل الحساسية التدريجي ،وفنية لعب الدور ،واستخدام النشرات واملطويات
التعريفية ،والعصف الذهني والتغذية الراجعة اإليجابية املستمرة حول ما يقوم به
الطلبة ،هذا باإلضافة إلى التعزيز ،وفنية وقف األفكار ،وفنية االسترخاء ،وفنية إعادة
البناء املعرفي ،والواجبات املنزلية،
نحو الحياة ,وتجنب االتجاهات السلبية لدى الطلبة .ومن هنا تكمن أهمية اكساب أفراد
املجموعة التجريبية األساليب واملهارات والسلوكيات ،للوصول إلى درجة من الكفاءة
الشخصية واالجتماعية التي تساعدهم على التفاعل مع مواقف الحياة املختلفة ,كما أدى
ذلك إلى رفع جودة الحياة النفسية لدى الطلبة وبالتالي إلى االقبال على الحياة والرضا عنها,
مما ينعكس على سلوكيات الطلبة في شتى مناحي الحياة ،وعلى اتجاهاتهم ومواقفهم من
الحياة الحاضرة واملستقبلية.
أشارت النتائج املتعلقـة بالفرضية الثالثة إلى عدم وجود فروق ذات داللة
إحصائية بين متوسطات أداء املجموعة التجريبية البعدي واألداء في مرحلة املتابعة (بعد
شهرين) على مقياس الوساوس القهرية لدى أفراد العينة التجريبية .وهذه النتائج تعني أن
فعالية البرنامج اإلرشادي امتدت إلى ما بعد مرحلة التطبيق ،فاملكاسب التي تم تحقيقها
من برنامج التقليل من تصور الخطر استمرت إلى مرحلة املتابعة بعد مرحلة االرشاد،
ويمكن عزو هذه النتيجة إلى الشغف الذي سيطر على املشاركين في محاولتهم للتخلص من
االضطراب الوسواس ي ،فقـد عملوا جاهدين على عدم الرجوع أو االستسالم مرة أخرى
ً
لحالة الوساوس القهرية التي سيطرت على بعضهن لفترة زمنية طويلة .عموما فإن تقييم
مرحلة املتابعة أكد على فاعلية برنامج االرشادي االنتقائي التكاملي الذي تم تطبيقه ،وأكد
على استمرارية اآلثار اإلجرائية االرشادية لهذا البرنامج .وهذه النتيجة تتفق مع الدراسات
(الوحيش ي2019 ،؛ السقا2014 ،؛ مقدادي2008 ،؛ قطب وعبده2007 ،؛ Salkovskis,
2005؛ سعفان)2003 ،؛ التي أشارت نتائجها إلى استمرار أثر البرنامج املتبع لخفض
مستوى الوساوس القهرية لدى األفراد في مرحلة املتابعة.
كما يعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن التدريب على الفنيات املختلفة معرفية
وسلوكية وانسانية واجتماعية املتبعة في البرنامج االرشادي االنتقائي ،وما تخلل ذلك من
أنشطة وتمارين ساعدت الطلبة على تعلم مداخل منطقية وذاتية للتعامل مع املواقف
واألحداث التي توجهم .وعند مقارنة هذه النتيجة مع الدراسات السابقة تبين أنها اتفقت مع
مجمل نتائج هذه الدراسات ()؛ التي أظهرت انخفاض في مستوى الوساوس القهرية نتيجة
استخدام برنامج ارشادي فعال.
وعليه ومن خالل تحقق الفروض السابقة فيما يتعلق بأثر البرنامج اإلرشادي االنتقائي
التكاملي خفض الوساوس القهرية ،يمكن استنتاج أن البرنامج اإلرشادي املطبق قد أثبت
مستوى عالية من الفعالية في خفض الوساوس القهرية التسلطية لدى طلبة الجامعة.
بمعنى أن البرنامج االرشادي املطبق أثبت فعالية مرتفعة في خفض الوساوس القهرية لدى
أفراد الدارسة من طلبة الجامعة ،وذلك من خالل انخفاض درجاتهم على مقياس
الوساوس القهرية بعد التدخل االرشادي.
ً
وبناء على ما سبق ،فإن الفنيات التي استخدمت في الدراسة الحالية لتسهيل تطبيق
البرنامج االرشادي كالكفاءة الشخصية واالنفعالية ،والتنظيم الذاتي ،وأساليب حل
املشكالت ،والتوجه اإليجابي للحياة ،والصالبة النفسية ،واملرونة الذاتية ،والتحدي،
والتماسك وقوة الذات ،واالستقاللية واالستقرار النفس ي ،واملصاعب التي تواجههم
بالحياة؛ والتي قدمت ألفراد املجموعة التجريبية للتدرب عليها باستخدام فنيات تربوية
ونفسية ساعدتهم على بناء خبرات خاصة أسهمت في تقوية مشاعرهم واحساسهم بالحياة،
وتعزيز وتدعيم النظام النفس ي لديهم وخفض مستوى الوساوس القهرية الذي يعتمد على
مثل هذه االستراتيجيات والفنيات في بناءه .ونتائج الدراسة اإليجابية التي جاءت لصالح
املجموعة التجريبية ما هو إال تدعيم لهذا التوجه ،وينسجم مع األدبيات النظرية وامليدانية
في هذا املجال.
ومن خالل مناقشات الطلبة في الجلسة األخيرة للبرنامج االرشادي املطبق التي حددت
إلغالق البرنامج ومناقشة الصعوبات التي واجهة الطلبة املشاركين في تطبيق البرنامج
والفوائد التي اكتسبها هؤالء األفراد من هذه الخبرة؛ فقد تلقى الباحث تغذية راجعة
إيجابية من أفراد الدراسة تفيد بأهمية البرنامج االرشادي ومكوناته وفنياته ،وظهر ذلك
ً
جليا من اتقان الطلبة الستراتيجيات وفنيات هذا برنامج االرشادي االنتقائي التكاملي
املطبق وظهر أثره على نتائج التطبيق البعدي ملقياس الوساوس القهرية وأدى إلى انخفاضه
لدى الطلبة ،وذلك من حيث:
ً
تحول الطاقة لدى املشاركين لإليجابية بدال من السلبية بعد تدعيم نظام الحياة .1
النظر للذات نظرة إيجابية وثقة بالنفس أمام الوساوس والتخيالت واألوهام. .3
قدرة على تحديد املتطلبات الشخصية ومحاولة تحقيق هذه املتطلبات بأساليب .4
فعالة.
االنسجام مع متطلبات السياق االجتماعي ،وفهم الذات والقدرات الشخصية. .5
واآلخرين.
اإليمان بأن األحداث التي يخضع لها الفرد ما هي إال قدر ويتطلب منه الصبر .7
ً
والتحمل والصالبة الذهنية بدال من األوهام والوساوس الفكرية والحركية ،وأن
لديه اإليمان بقدرته على تجاوز الصعاب واملحن.
إدراك األحداث الضاغطة بصورة إيجابية والتعامل معها كنوع من أنواع طبيعة .8
اليومية.
املرونة الذهنية وتجنب الجمود والتعصب في التعامل مع القضايا املختلفة دنما .12
هذه النتائج التي اعتبرها الباحث مخرجات متوقعة ألهداف البرنامج االرشادي
الذي نفذه باستخدام مجموعة متنوعة من األساليب والفنيات الكتساب هذه
القدرات املنشودة ،ويعزي الباحث نجاح البرنامج للجوانب املهمة اآلتية:
ً
قواعد حياتية تعتمد على رؤية وخبرة واقعية للحياة ،تطبيقا ملبدأ انتقال أثر
التدريب (.)Transfer of Training
إتاحة الفرصة أمام الطلبة املشاركين في البرنامج بتقدم كل منهم رأيه الخاص
حول الفائدة من البرنامج وسبل ممارسته الفعلية لعناصره في حياته اليومية،
وتحديد املشكالت والصعاب التي وجهته أو ستواجهه في ترجمة ذلك في حياته
املستقبلية ،بهدف مساعدة الجميع والتكاتف في تخطي هذه املشكالت عبر بيان
خصائصها والحصول على مقترحات وأفكار من املجموعة اإلرشادية التي تتماثل
اهتماماتها بهذا املوضوع.
التأكيد على أهمية مخرجات هذه الجلسات االرشادية والتغذية الراجعة لها من
خالل إدراجها كمداخالت لبرامج أخرى يقترحها الباحث ويوص ي بها لدراسات
مماثلة الحقة.
التوصيات
• تقديم البرامج االرشاد والتوجيه التربوية بشكل مبكر للتخفيف من اثآر ظاهرة
اضطراب الوسواس القهري عند الطلبة املصابين به ومساعدتهم على مواجهته.
• تقديم البرامج االرشادية والوقائية والعالجية الالزمة للطلبة املصابين باضطراب
الوسواس القهري في الجامعات بالتنسيق مع مراكز االرشاد الطالبية.
• التركيز على عامل الترتيب والنظافة والتدقيق والتكرار بدرجة أعلى من العوامل
ً
انتشارا لدى األخرى نظرا ألن نتائج الدراسة أشارت إلى أن هذه العوامل هي األكثر
الطلبة.
• إجراء املزيد من الدراسات والبحوث التي تعنى بالوسواس القهري لعينات مختلفة
في املجتمع.
• العمل على زيادة وعي األسرة واألفراد من خالل وسائل اإلعالم بضرورة طلب
االستشارة النفسية عند املعاناة من أي اضطراب نفس ي خاصة اضطراب
الوسواس القهري حتى ال تتفاقم املشكلة.
• إجراء دراسات أخرى حول فاعلية برنامج التقليل من تصور الخطر مع عينات
أخرى من الذكور واإلناث أو من فئات عمرية وأفعال قهرية أخرى.
• إجراء د اسات مماثلة بمتغيرات أخرى ،كمستوى ّ
التعليم ،وعمر املريض عند ر
بدء األعراض الوسواسية.
• ّ
التأكيد على دور أفراد األسرة الداعم الستمرار التحسن في أعراض املرض ى.
املراجع
إبراهيم ،محمد والفزارية ،منال ( .)2015الوسواس القهري لدى طلبة جامعة السلطان
قابوس وعالقته ببعض املتغيرات
. -مجلة العلوم التربوية.314-297 ،)4(2 ،
-األغا ،بشار ( .)2009دراسة سمات شخصية مرض ى الوسواس القهري في البيئة
الفلسطينية باستخدام برنامج تدريبي عالجي .رسالة ماجستير غير منشورة ،غزة:
الجامعة االسالمية.
-أبو شعبان ،أميرة ( .)2010درجة انتشار الوسواس القهري عند طلبة الصف
الحادي عشر في محافظة القدس وعالقته ببعض املتغيرات .رسالة ماجستير غير
منشورة ،القدس :جامعة القدس.
-أبو هندي ،وائل ومؤمن ،داليا ) .(2006إعداد مقياس ألعراض اضطراب
الوسواس القهري .مصر :جامعة الزقازيق.
-إيراني ،سمير ( .)2001فعالية العالج العقالني االنفعالي السلوكي فـي خفـض
مستوى الوساوس القهرية لدى عينة من طالب الجامعة .رسالة ماجـستير غير
منشورة ،كليـة التربية ،جامعة الزقازيق.
:املراجع األجنبية