محاضرات التربية الخاصة

You might also like

You are on page 1of 119

‫الجمهكريػػة الجزائريػػة الديمقراطيػػة الشعبيػػة‬

‫كزارة التعميػػـ العالػي كالبحث العممػي‬


‫جػامعة محمػد خيضػر بسكػرة‬
‫كمية العمكـ اإلنسانية كاالجتماعية‬
‫قسـ‪ :‬العمكـ االجتماعية‬

‫إعداد األستاذة‪ :‬عميػػة سمػػاح‬

‫السنة الجامعية ‪2020/2019:‬‬

‫‪1‬‬
‫المحاضرة األكلى‪:‬‬

‫‪ -‬الفرؽ بيف التربية العامة كالخاصة‪.‬‬

‫‪-‬تمهيد‪:‬‬

‫األفراد مف ذكم االحتياجات الخاصة‪ ،‬يختمفكف عف األفراد العادييف‪ .‬كالتبايف‬


‫الختبلؼ يمكف مبلحظتو مف األداء المستمر أك المتكرر‪ ،‬كىك أداء يظير مف خبللو‬
‫التكيؼ كالنجاح عند ممارسة األنشطة األساسية التربكية‬ ‫اإلخفاؽ في القدرة عمى‬
‫كالشخصية االجتماعية مثؿ األسكياء‪.‬‬

‫كيعتبر مجاؿ غير العادييف أك ذكم االحتياجات الخاصة مف المجاالت التي‬


‫كاجيت الكثير مف المشكبلت كالصعكبات بسبب الخصكصية التي تميز ىذه‬
‫الفئة كالنظرة القاصرة لممجتمع اتجاىيا ‪،‬حتى نما كتطكر ىذا المجاؿ كأصبح‬
‫يحتؿ مكانة بارزة بيف المياديف التربكية األخرل عمى المستكل العربي‪ ،‬اإلقميمي‬
‫كالمستكل العالمي‪.‬‬

‫أكال‪-‬اإلطار المفاهيمي لذكم االحتياجات الخاصة كتصنيفهـ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعريػؼ ذكم االحتياجػات الخاصػة‪:‬‬

‫المقصكد بذكم االحتياجات الخاصة ىـ‪ :‬المعكقكف‪ ،‬حيث يذكر أف ىناؾ‬


‫اتجاىات تربكية حديثة الستخداـ مسمى ذكم االحتياجات الخاصة بدال مف مصطمح‬
‫(معكقيف) ألف المصطمح الثاني يعبر عف الكصـ باإلعاقة كما ليا مف آثار نفسية‬
‫سمبية عمى الفرد(محمد النكبي محمد عمي‪)164 :2010 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫ذلؾ كينظر إلى األطفاؿ ذكم الحاجات الخاصة عمى أنيـ الذيف يختمفكف عف‬
‫األطفاؿ العادييف اختبلفا ممحكظا كبشكؿ مستمر أك متكرر‪ ،‬األمر الذم يحد مف‬
‫قدرتيـ عمى النجاح عمى تأدية النشاطات األساسية االجتماعية كالتربكية كالشخصية‪.‬‬
‫(خكلة أحمد يحي‪ ،‬أيمف يحي عبد اهلل‪) 23 :2010 ،‬‬

‫كيذكر "نػػكر" كىك يفرؽ بيف الطفؿ السكم كالطفؿ ذكم االحتياجات الخاصة‬
‫بأف الطفؿ السكم ىك مف يشب كينمك نمكا عاديا خاليا مف األمراض كالمعكقات‬
‫البدنية أك الحسية أك الفكرية‪ ،‬أما الطفؿ ذكم االحتياجات الخاصة فيك الذم يعكقو‬
‫أسباب بدنية أك حسية أك فكرية عف إشباع حاجاتو كاستكماؿ تعممو بالطرؽ العادية‬
‫في التربية كالتعميـ (شاكر مجيد سكسف‪)23 :2008 ،‬‬

‫ك يمكف حصر المصطمحات العربية الخاصة بيذه الفئات كالتي تستخدـ في‬
‫ىذا المجاؿ كتعريفاتيا كىي‪( :‬محمد النكبي محمد عمي‪)164 :2010 ،‬‬

‫* ذكك االحتياجػات الخاصػة‪:‬‬

‫كىك يعني أف في المجتمع أفرادا ليـ احتياجات خاصة تختمؼ عف‬


‫احتياجات باقي أفراد المجتمع‪ ،‬كتتمثؿ ىذه االحتياجات في برامج أك خدمات أك‬
‫أجيزة أك تعديبلت‪ ،‬كتحدد طبيعة ىذه االحتياجات الخصائص التي يتسـ بيا كؿ فرد‬
‫منيـ‪ ،‬كذلؾ يعني أنيا تشمؿ المعكقيف المكىكبيف‪ ،‬المرضى‪ ،‬الحكامؿ‪،‬‬
‫المسنيف‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ -‬الفئػات الخاصػة ‪ :‬كيدؿ ىذا المصطمح عمى أف المجتمع يتككف مف عدة فئات‬
‫كمف بينيا فئات تتفرد بخصكصية معينة‪ ،‬كذلؾ يعني أف المصطمحاف السابقاف‬
‫مترادفاف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬األفػراد غيػر العادييػف‪ :‬غالبا ما يطمؽ ىذا المصطمح عمى األطفاؿ الذيف يختمفكف‬
‫عف أقرانيـ إما في قدراتيـ العقمية أك الحسية أك الجسمية أك التكاصمية‪ .‬كىذا‬
‫المصطمح مرادؼ لممصطمحيف السابقيف إال أنو يستخدـ غالبا مع األطفاؿ‪.‬‬

‫‪ -‬ذكك االحتياجػات التربكيػة الخاصػة ‪ :‬كيطمؽ ىذا المصطمح عمى الفئة العمرية‬
‫لتبلميذ المدارس أك ما قبؿ مرحمة الدخكؿ إلى المدرسة‪ ،‬كما أف طبيعة احتياجاتيـ‬
‫( محمد النكبي محمد عمي‪ ) 165 -164 :2010 ،‬كما نجد في‬ ‫تربكية‪.‬‬
‫‪ crippled‬استخداـ بمعنى يحرـ‬ ‫معجـ أكسفكرد التاريخي إشارة إلى أف مصطمح‬
‫جزئيا أك كميا مف احد أطرافو أك يعكؽ كبمعنى يعيؽ كأيضا لمداللة عمى اإلصابة‬
‫بالشمؿ‪.‬‬

‫أما مصطمح ‪ needs those of special‬ىك المصطمح المقابؿ كاألنسب‬


‫لممصطمح ( ذكم االحتياجات الخاصة ) في المغة العربية كالذم شاع استخدامو في‬
‫( محمد‬ ‫األدبيات العربية المتصمة بالمكضكع في التسعينات مف القرف العشريف‪.‬‬
‫النكبي محمد عمي‪)165 -164: 2010 ،‬‬

‫تقدـ خدمات التربية الخاصة لجميع فئات‬ ‫‪ -‬الطمبػة ذكك االحتياجػات الخاصػة‪:‬‬
‫الطبلب الذيف يكاجيكف صعكبات تؤثر سمبيا قدراتيـ عمى التعمـ‪ ،‬كما أنيا تتضمف‬
‫أيضا الطبلب ذكم القدرات كالمكاىب المتميزة كيطمؽ اصطبلحا عمى تمؾ الفئات‬
‫بالطمبة ذكم االحتياجات الخاصة أك الطمبة غير العادييف‪.‬‬

‫كيشير فاركؽ الركساف إلى أف ىؤالء الطبلب ينحرفكف عف التكسط انحرافا‬


‫ممحكظا عمى جكانبيـ الجسمية أك الحسية أك العقمية بحيث يتطمب ذلؾ تغيي ار في‬
‫ممارسات المدرسة تجاه ىؤالء الطمبة كيقتضي ذلؾ تعديبل عمى المناىج أك األساليب‬
‫أك الظركؼ البيئية المحيطة بيـ لتمبية حاجاتيـ كيشمؿ ذلؾ الذيف‬ ‫التعميمية‬

‫‪1‬‬
‫‪-117 :2004‬‬ ‫أك يتطكركف إيجابا ( أبك النصر مدحت‪،‬‬ ‫ينحرفكف سمب‬
‫‪)118‬‬

‫ب‪ -‬تعريػؼ مصطمػح اإلعاقػة‪:‬‬

‫يشير مصطمح اإلعاقة إلى عدـ القدرة عمى االستجابة البيئية أك التكيؼ معيا‬
‫نتيجة مشكبلت سمككية أك عقمية أك جسمية‪ ( .‬خكلة أحمد يحي‪ ،‬أيمف يحي عبد‬
‫اهلل‪ )24 :2010 ،‬كيقصد باإلعاقة المتطمبات البيئية أك الكظيفية التي يكاجييا‬
‫الفرد العاجز في مكقؼ معيف أم أف اإلعاقة ترجع إلى عجز الشخص عف مكاجية‬
‫مقتضيات التكيؼ مع البيئة أك الكظيفة كما يكاجييا األسكياء‪ ،‬كمف ىنا يبلحظ بأف‬
‫العجز صفة مبلزمة لمفرد بينما ال تعد اإلعاقة كذلؾ بمعنى أف الفرد العاجز أك‬
‫المصاب بخمؿ يمكف أف يككف معاقا في مكقؼ كال يككف معاقا عمى مكقؼ‬
‫آخر(الكقفي راضي‪)13 :2008 ،‬‬

‫كقد حاكؿ "مايرسكف" ( ‪ )1971‬التفريؽ بيف استخداـ مصطمحي العجز‬


‫كاإلعاقة‪ ،‬فالعجز يمكف تعريفو عمى أنو خاصية ممحكظة قابمة لمقياس يحكـ عمييا‬
‫باالنحراؼ أك االختبلؼ عف المعايير المقبكلة ‪ ،‬أما اإلعاقة فيمكف تعريفيا عمى أنيا‬
‫الحكاجز كالعكائؽ‪ ،‬كالمتطمبات‪ ،‬كالضغكط البيئية فيمكف تعريفيا عمى أنيا الحكاجز‬
‫كالعكائؽ كالمتطمبات‪ ،‬كالضغكط البيئية العامة المفركضة عمى الشخص مف قبؿ‬
‫البيئة بما فييا األشخاص اآلخركف‪ (.‬خكلة أحمد يحي‪ ،‬أيمف يحي عبد اهلل‪:2010 ،‬‬
‫‪) 25 -24‬‬

‫أك ىي كما عرفيا "بيترسكف ‪ "1987‬ترجع إلى نتائج الصعكبة التي تترؾ‬
‫الشخص أقؿ قدرة عمى أداء الكظيفة أك القياـ بالمياـ بالطريقة التي يقدر عمييا‬

‫‪1‬‬
‫الشخص السكم‪ ،‬كيصبح العجز إعاقة عندما ال يقكل الشخص العاجز عمى مكاجية‬
‫أىدافو الشخصية كتحصيميا‪( .‬الكقفي راضي‪)13 :2008 ،‬‬

‫كيعرؼ محمد عبد المؤمف حسيف‪ :‬اإلعاقة ىي نقص أك قصكر مزمف أك عمة‬
‫مزمنة تؤثر سمبا عمى قدرات الشخص األمر الذم يحكؿ بيف الفرد كاالستفادة الكاممة‬
‫مف الخبرات التعميمية كالمينية التي يستطيع الفرد العادم االستفادة منيا‪.‬‬

‫‪ WHO‬اإلعاقة عمى أنيا حالة مف عدـ‬ ‫كتعرؼ منظمة الصحة العالمية‬


‫القدرة عمى تمبية الفرد لمتطمبات أداء دكره الطبيعي عمى الحياة المرتبطة بعمره‬
‫كجنسو كخصائصو االجتماعية كالثقافية كذلؾ نتيجة اإلصابة أك العجز في أداء‬
‫الكظائؼ الفسيكلكجية كالسيككلكجية‪.‬‬

‫كعمى ضكء التعريفات السابقة يمكف تعريؼ اإلعاقة بأنيا حالة مف القصكر‬
‫أك الضعؼ أك العجز أك النقص أك الخمؿ في القدرات الحسية أك الجسمية أك العقمية‬
‫أك النفسية أك االجتماعية‪ ،‬ترجع إلى عكامؿ كراثية أك بيئية أك االثنتيف معا‪ ،‬تحد مف‬
‫قدرة الشخص عمى القياـ بأدكاره عمى العمؿ كالحياة بالشكؿ الطبيعي كالمستقؿ‪ ( .‬أبك‬
‫النصر مدحت‪.)23-22 :2005 ،‬‬

‫في معظـ الحاالت تؤدم اإلعاقة إلى عدـ القدرة عمى تكافؽ المعكؽ مع ذاتو‬
‫مف ناحية كمع المحيطيف بو مف الناحية األخرل‪ ،‬كمع المجتمع الذم يعيش فيو مف‬
‫ناحية ثالثة‪( .‬نصر اهلل عمر عبد الرحيـ‪)32 :2008 ،‬‬

‫كيقصد باإلعاقة المتطمبات البيئية أك الكظيفية التي يكاجييا الفرد العاجز في‬
‫مكقؼ معيف‪ ،‬أم أف اإلعاقة ترجع إلى عجز الشخص عف مكاجية مقتضيات‬
‫التكيؼ مع البيئة أك الكظيفة كما يكاجييا األسكياء‪ ،‬أك ىي كما عرفيا بيترسكف‬
‫‪ Peterson‬ترجع إلى نتائج الصعكبة التي تترؾ الشخص أقؿ قدرة عمى آراء‬

‫‪1‬‬
‫الكظيفة أك القياـ بالمياـ بالطريقة التي يقدر عمييا الشخص السكم‪ ،‬كيصبح العجز‬
‫إعاقة عندما ال يقكل الشخص العاجز عمى مكاجية أىدافو الشخصية‬
‫كتحصيميا‪(.‬الكقفي راضي‪)13 :2008 ،‬‬

‫كذلؾ ينظر لئلعاقة عمى أنيا القيكد التي تفرضيا بنية الفرد عميو في الكقت‬
‫(سيسالـ كماؿ سالـ‪،‬‬ ‫الذم يعاني فيو ىذا الفرد مف عجز في مكاجية ىذه القيكد‪.‬‬
‫‪)165 :2002‬‬

‫أك ىي قصكر في جياز أك أكثر مف أجيزة الجسـ‪ ،‬كتؤدم إلى عدـ قياـ‬
‫ىذا الجياز أك الجزء مف الجسـ بكظائؼ كاممة‪ ،‬كيؤدم إلى العجز إلى إعاقة قياـ‬
‫الفرد بدكره الذم يفرضو عميو سنو كجنسو ك اإلعتيادات االجتماعية كالحضارية في‬
‫مجتمعو‪( .‬عبد الكافي إسماعيؿ عبد الفتاح‪.) 38 :2005 ،‬‬

‫كيرتبط مفيكـ اإلعاقة ‪ handicap‬بالكثير مف المفاىيـ األخرل التي تتداخؿ‬


‫‪ impairment‬كالعجز ‪disability‬‬ ‫معو كمف أىـ تمؾ المفاىيـ مفيكـ اإلصابة‬
‫كغيرىا‪ ،‬كقد تختمؼ اآلراء حكؿ تمؾ المفاىيـ كاستخداماتيا كطبيعة االىتمامات التي‬
‫تكجو لممعاقيف أك العجز أك المصابيف‪ ،‬كما قد تتبايف كجيات النظر بيف العامة‬
‫كالمتخصصيف حسب طبيعة تمؾ اإلعاقات كالعجز كاإلصابة‪ ،‬فمحاكلة ىاريز‬
‫‪ harris‬مف المحاكالت التي سعت إلى تكضيح مفيكـ اإلصابة يقصد بيا عجز أك‬
‫قصر في أحد أعضاء الجسـ يؤدم إلى خمؿ كظيفي لعضك معيف في جسـ الفرد‪،‬‬
‫بينما يرل ىككنج ‪ wing‬بأف اإلعاقة ىي مميز في القدرات الكظيفية لمجسـ‪ ،‬كعمى‬
‫أية حاؿ تحميؿ مفيكـ العجز كاإلعاقة البد مف تفسيره في ضكء ثبلثة عناصر‬
‫أساسية كىي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬أف تفسير درجة العجز كاإلعاقة ترجع لطبيعة كؿ مف المجتمع أك الفرد نفسو‬
‫كنكعية القيـ كاالتجاىات التي ترتبط بنكعية اإلعاقة كتحديدىا اجتماعيا أك حسب ما‬
‫يتفؽ عميو في المجتمع‪.‬‬

‫‪ -2‬أف تفسير كؿ مف القيـ كاالتجاىات تحدد في إطار البناء الثقافي كالحضارم‬


‫العاـ في المجتمع فالفرد يمكف أف يككف معاقا في مجتمع ما كال يمكف أف يعتبر‬
‫كذلؾ في مجتمع آخر مثاؿ ذلؾ مرض الجزاـ‪.‬‬

‫‪ -3‬كثير ما تككف تمؾ القيـ كاالتجاىات المجتمعية كنظرتيا كتفسيرىا لئلعاقة آثار‬
‫سمبية كخاصة عمى كؿ مف المعاؽ كأسرتو‪.‬‬

‫كىكذا فغف األمر يقتضي عند تناكؿ مشكمة المعاقيف ضركرة النظر في‬
‫المعنى التقميدم لممعاقيف ككيفية العمؿ عمى االستفادة مف إمكاناتيـ كقدراتيـ‬
‫( مركاف عبد المجيد إبراهيـ‪،‬‬ ‫كتكظيفيا لصالح كؿ مف المعاقيف كالمجتمع معا‪.‬‬
‫‪) 27-26-25-24 :2002‬‬

‫ج‪-‬تعريػؼ مصطمػح المعػاؽ‪:‬‬

‫يعرؼ صالح ىشياف المعاؽ بأنو الشخص الذم ينحرؼ عف مستكل‬


‫الخصائص الجسمية أك العقمية أك االنفعالية أك االجتماعية كفقا لممعايير السائدة‬
‫بحيث يحتاج إلى خدمات خاصة لعدـ قدرتو عمى إشباع حاجاتو بنفسو‪.‬‬

‫كيعرفو جكلدسنكف بأنو الشخص غير القادر عمى المشاركة بحرية في‬
‫األنشطة التي تعد عادية لمف ىـ عمى مثؿ سنو كجنسو‪ ،‬كذلؾ بسبب شذكذ عقمي أك‬
‫أك حركي‪.‬‬ ‫جسمي‬

‫‪1‬‬
‫كيعرفو أيضا عبد المجيد عبد الرحيـ بأنو الشخص الذم يعاني نقصا جسميا‬
‫أك نفسيا ( سكاء كاف خمفيا منذ الكالدة أك مكتسبا بسبب مرض أك حادث) أك كاف‬
‫محدكد القدرة العقمية‪ ،‬كىذا المصطمح (معاؽ) يتسع ليشمؿ األعمى كضعيؼ البصر‬
‫يكسؼ محمد‬ ‫ضعفا شديدا كاألصـ كاألبكـ كضعيؼ القدرة عمى الكبلـ‪(.‬‬
‫عباس‪)14 :2003،‬‬

‫كيعرؼ الطمبة المعكقكف عمى أنيـ طمبة بحاجة إلى خدمات تربكية خاصة‬
‫كخدمات داعمة ككنيـ يعانكف مف حالة عجز حسي أك عقمي أك جسمي تفرض قيكدا‬
‫شديدة عمييـ‪( .‬الخطيب جماؿ‪) 13 :2004 ،‬‬

‫كبالنسبة ليذا المصطمح (المعاقيف) فقد تطكر كتغير حيث ظير في البداية‬
‫بمصطمح العاجزيف ثـ تطكرت النظرة إلييـ عمى أساس أف العجز بيف كليس مطمؽ‬
‫كجزئي كليس كمي ثـ ظير عمى نفس الميكؿ اصطبلحا المعكقيف إال أف المصطمح‬
‫تغير إلى معاقيف لككف مصطمح المعكقيف يعني عمى المغة تعكيؽ اآلخريف كشغميـ‪،‬‬
‫أما مصطمح المعاقيف فبل يشير إلى تعكيؽ اآلخريف كيعني ضمنا أنيـ ليسكا‬
‫المسؤكليف عف إعاقتيـ‪ ،‬بؿ قد ترجع إعاقتيـ كما تـ اإلشارة سابقا إلى عكامؿ كراثية‬
‫أك عكامؿ بيئية‪ ،‬ثـ ظير مصطمح الفئات الخاصة أك ذكم االحتياجات الخاصة‬
‫ليشير إلى ىؤالء المعاقيف كحقيـ عمى معاممة كرعاية خاصة دكف اإلشارة إلى كممة‬
‫اإلعاقة في التسمية‪(.‬أبك النصر مدحت‪) 20-19 :2005 ،‬‬

‫*‪ -‬تصنيؼ ذكم االحتياجػات الخاصػة‪:‬‬

‫إف الغرض مف تصنيؼ المعاقيف ىك مكاجية احتياجاتيـ التربكية ك التأىيمية‬


‫كليس الغرض منو بأم حاؿ مف األحكاؿ أف يككف مجرد تصنيؼ إحصائي يدفع‬
‫فريؽ مف المكاطنيف بدافع معيف أك نسبيـ إلى طبقة ليا سماتيا كأكصافيا لذلؾ‬

‫‪1‬‬
‫كتماشيا مع فمسفة التأىيؿ كاتجاىاتو كنظ ار ألف أعداد مف المعاقيف يككف لدييا أكثر‬
‫مف عائؽ كأف يككف بجانب العائؽ البصرم عائؽ آخر مثؿ الصـ أك اإلقعاد‪ ،‬فإف‬
‫األمر يقتضي كضع قاعدة بيف المعاممة التأىيمية التي يعامؿ بيا أصحاب اإلعاقات‬
‫)‬
‫المزدكجة‪ ( .‬مركاف عبد المجيد إبراهيـ‪30 :2002 ،‬‬

‫كتتمثؿ فئات األطفاؿ ذكم االحتياجات الخاصة عمى‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعاقة العقمية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعاقة البصرية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعاقة السمعية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعاقة االنفعالية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعاقة الحركية‪.‬‬

‫‪ -‬صعكبات التعمـ‪.‬‬

‫‪ -‬اضطرابات التكاصؿ‪.‬‬

‫‪ -‬المكىبة كالتفكؽ‪.‬‬

‫‪ -‬التكحد‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعاقة الصحية‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعاقة الحسية المزدكجة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلعاقة المتعددة‪( .‬شاكر مجيد سكسف‪).29 .28 :2008 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫ثانيا‪ -‬مفهكـ التربيػة الخاصػة كالتربية العامة‪:‬‬

‫‪-1‬مفهكـ التربية العامة‪:‬‬

‫ىي التربية التي تيتـ باالفراد العادييف كتتبنى منياجا مكحدا في كؿ فئة‬
‫عمرية أك صؼ دراسي باإلضافة إلى طرؽ تدريس الجمعية في تدريس األطفاؿ‬
‫العادييف في المراحؿ العمرية المختمفة كتستخدـ كسائؿ تعميمية عامة في المكاد‬
‫المتنكعة‪(.‬الركساف فاركؽ‪)2010:70،‬‬

‫‪ -2‬مفهكـ التربيػة الخاصػة‪:‬‬

‫ينظر لمتربية الخاصة عمى أنيا مجمكعة البرامج التربكية الخاصة‬


‫المتخصصة كالتي تقدـ لفئات مف األفراد غير العادييف كذلؾ مف أجؿ مساعدتيـ‬
‫عمى تنمية قدراتيـ إلى أقصى حد ممكف كتحقيؽ ذكاتيـ كمساعدتيـ عمى التكيؼ‬
‫(الركساف فاركؽ‪ )56 :1989 ،‬ككما ذكرنا سابقا‪.‬‬

‫كفي ىذا االتجاه يشير فاركؽ الصادؽ إلى األطفاؿ العادييف الذيف يحتاجكف‬
‫إلى خدمات تعميمية خاصة تمكنيـ مف تحقيؽ نمكىـ كتأكيد ذكاتيـ لكي تحقؽ ليـ‬
‫‪.‬‬
‫( فاركؽ‬ ‫أكبر قدر ممكف مف استثمار إمكانياتيـ طكاؿ حياتيـ كلصالح المجتمع‬
‫محمد الصادؽ‪)52 :1982 ،‬‬

‫كتجدر اإلشارة ىنا باف التربية الخاصة مكجية إلى الفئات التالية‪ :‬التكحد‪،‬‬
‫اإلعاقة العقمية‪ ،‬اإلعاقة السمعية‪ ،‬اإلعاقة البصرية‪ ،‬اإلعاقة الحركية‪ ،‬اإلعاقة‬
‫(الركساف‬ ‫االنفعالية‪ ،‬صعكبات التعمـ‪ ،‬اضطرابات النطؽ كالمغة‪ ،‬المكىبة كالتفكؽ‬
‫فاركؽ‪)56 :1988 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫)‪ (IDEA‬عاـ ‪ 2004‬التربية الخاصة‬ ‫يعرؼ القانكف األمريكي لممعاقيف‬
‫عمى أنيا التعميـ المصمـ بشكؿ خاص كالضركرم لمتأكد باف الطالب المعاؽ يتمقى‬
‫تعميما عاما مناسبا كمجانيا كيستطيع أف يحقؽ تقدما في المنياج العاـ‪ .‬كيحدد‬
‫التعريؼ بكضكح أف التربية بخاصة ليست مكانا يتمقى فيو المعاقيف تعميميـ‪ ،‬كلكنيا‬
‫مجمكعة الخدمات كأشكاؿ المساندة التي يمكف تقديميا في أكضاع تعميمية منتظمة‪،‬‬
‫كيدعك القانكف أف تقكـ المدارس بتقديـ المعينات المساعدة كالخدمات البلزمة لمطبلب‬
‫المعاقيف‪ ،‬ليتـ تعميميـ مع أقرانيـ غير المعاقيف كليرجزكا تقدما في المنياج العاـ في‬
‫المدارس الحككمية (عبدات ركحي‪) 91 :2010 ،‬‬

‫كىي جزء مف الحركة التربكية السائدة في المجتمع كالمكجية إلى األطفاؿ‬


‫‪ exceptionnel‬الذيف يحتاجكف إلى خدمات تعميمية‬ ‫غير العادييف ‪children‬‬
‫خاصة تمكنيـ مف تحقيؽ نمكىـ‪ ،‬كتأكيد ذاتيـ كتؤدم في النياية إلى اندماجيـ مع‬
‫العادييف في المجتمع لكي يتحقؽ ليـ أكبر قدر ممكف مف استثمار إمكانياتيـ‬
‫(عيسى‬ ‫المعرفية كاالجتماعي كاالنفعالية كالمينية طكاؿ حياتيـ كلصالح المجتمع‪.‬‬
‫نكر نعماف‪)11 :2004 ،‬‬

‫كألف فئة األطفاؿ غير العادييف أك األطفاؿ المعكقيف جزء مف كياف كؿ أمو‬
‫بحاجة إلى عناية كرعاية متخصصة‪ ،‬ليتسنى ليـ المشاركة كالمساىمة في دفع عممية‬
‫التنمية كالتقدـ‪ ،‬كاف إىماؿ ىذه الفئة مف كياف األمة يعتبر خركجا عف مبادئ التكافؿ‬
‫االجتماعي كتكافؤ الفرص‪( .‬السنبؿ عبد العزيز بف عبد اهلل‪)146 :2003 ،‬‬

‫لذلؾ البد مف النظر إلى تربية األطفاؿ مف ذكم االحتياجات الخاصة‬


‫بكصفيـ جزءا ال يتج أز مف المنظكمة التربكية الرسمية كتدعـ باإلمكانيات البلزمة‬
‫لتمكينيا مف تحقيؽ اليداؼ المرتبطة بيا كاعداد الكفاءات البشرية المؤىمة لمعمؿ في‬

‫‪1‬‬
‫ىذا الميداف‪ .‬كتعرؼ التربية الخاصة عمى أنيا مجمكع البرامج التربكية المتخصصة‬
‫كالتي تقدـ الفئات مف األفراد غير العادييف‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ مساعدتيـ عمى تنمية‬
‫قدراتيـ إلى أقصى حد ممكف كتحقيؽ ذكاتيـ كمساعدتيـ عمى التكيؼ في المجتمع‪.‬‬
‫( الركساف فاركؽ‪) 42-41 :2000 ،‬‬ ‫الذم ينتمكف إليو‬

‫كتعكد البدايات العممية المنظمة ليذا المكضكع إلى النصؼ الثاني مف ىذا‬
‫القرف حيث يجمع مكضكع التربية الخاصة بيف عدد مف العمكـ إذ تمتد جذكره إلى‬
‫مياديف عمـ النفي كالتربية كعمـ االجتماع كالقانكف كمتناكال األطفاؿ غير العادييف‪،‬‬
‫كالذيف ينحرفكف انحرافا ممحكظا عف األطفاؿ العادييف في نمكىـ العقمي كالجسمي‬
‫كاالنفعالي كالحركي كالمغكم‪ ،‬مما يستدعي اىتماما خاصا مف قبؿ المربيف ليؤالء‬
‫األطفاؿ مف حيث تشخيصيـ‪ ،‬ككضع البرامج التربكية كاختيار طرؽ التدريس‬
‫الخاصة بيـ‪ ،‬كىذه الفئات ىي فئة األطفاؿ المكىكبيف‪ ،‬كذكم صعكبات التعمـ‪،‬‬
‫كبطئي التعمـ كاالضطرابات االنفعالية كاضطرابات النطؽ كالمغة كالمعاقيف عقميا‬
‫كسمعيا كبصريا كحركيا‪.‬‬

‫كعمى ذلؾ تعرؼ التربية الخاصة بأنيا مجمكع البرامج المتخصصة كالتي‬
‫تقدـ لفئات األطفاؿ غير العادييف‪ ،‬كذلؾ مف اجؿ مساعدتيـ عمى تنمية قدراتيـ إلى‬
‫الركساف فاركؽ‪،‬‬ ‫أقصى حد ممكف كتحقيؽ ذكاتيـ كمساعدتيـ عمى التكيؼ‪( .‬‬
‫‪) 42: 2000‬‬

‫كمف أجؿ مكاجية النتائج السمبية لتعريؼ الطفؿ غير العادم يقدـ "سميث"‬
‫‪ smith 1975‬تعريفا لمتربية الخاصة عمى أنيا ذلؾ المجاؿ الميني الذم ييتـ‬
‫بتنظيـ المتغيرات التعممية التي تؤدم إلى الكقاية مف أك خفض أك تجنب الظركؼ‬

‫‪1‬‬
‫التي ينتج عنيا قصكر كاضح في األداء الكظيفي لؤلطفاؿ في المجاالت األكاديمية‬
‫كالتكاصمية كالحركية كالتكافقية‪( .‬عبيدات ماجدة السيد‪) 18-17 :2000 ،‬‬

‫كذلؾ تعرؼ التربية الخاصة عمى أنيا البرامج التربكية التي تقدـ لمفرد الذم‬
‫يختمؼ أداؤه (الحركي‪ ،‬المغكم‪ ،‬االجتماعي‪ ،‬االنفعالي) عند المتكسط سكاء كاف‬
‫بالسمب أك اإليجاب‪ ( .‬سعيد محمد السعيد كآخركف‪) 11 :2006 ،‬‬

‫كىناؾ مف ينظر إلييا عمى أنيا ذلؾ التنظيـ المتكامؿ الذم يضـ جميع‬
‫الخدمات التي يمكف لممدرسة الخاصة أف تقدميا لؤلطفاؿ ذكم الحاجات الخاصة‬
‫كتشمؿ ىذه الخدمات الجكانب التعميمية‪ ،‬االجتماعية كالنفسية‪ ( .‬عيسى نكر نعماف‪،‬‬
‫‪ )12 :2004‬كىناؾ مف يرل التربية الخاصة عمى أنيا مينة متخصصة تعتمد عمى‬
‫العمـ كأساليب البحثية في تقديـ خدمات خاصة تقتضييا حاجات جماعات مف األفراد‬
‫في المجتمع ألنيـ يختمفكف عف الناس العادييف‪ ،‬كتسعى مف خبلؿ برامجيا المختمفة‬
‫التي تتطمبيا كؿ فئة لمساعدة ىذه الجماعات عمى التكيؼ مع المحيط االجتماعي‬
‫التي تعيش فيو كعمى تطكير ما لدييا مف طاقات‪.‬‬

‫كيعمؿ عمى ىذه المينة أخصائيكف عمى مجاالت متعددة كالطبيب العاـ‪،‬‬
‫كالطبيب النفسي كرجؿ القياس النفسي‪ ،‬كعالـ النفس‪ ،‬كالباحث االجتماعي كالطبيب‬
‫المختص عمى مجاؿ اإلعاقات الجسمية كالتأىيؿ كاإلرشاد النفسي كالميني كمعمـ‬
‫التربية الخاصة‪ ،‬كتقدـ برامج قد تككف تربكية كنفسية كاجتماعية كتدريبية بحسب‬
‫الحاجات التي تحتاجيا كؿ فئة‪( .‬الفرة سعيد حسيف‪) 12 :2009 ،‬‬

‫فيي مصطمح شامؿ يستخدـ لمتعبير عف البرامج كالخدمات المقدمة لؤلطفاؿ‬


‫الذيف ينحرفكف عف أقرانيـ العادييف ( سكاء عمى الجانب الجسمي أك العقمي أك‬

‫‪1‬‬
‫االنفعالي ) بدرجة تجعميـ بحاجة إلى خبرات أك أساليب أك مكاد تعميمية خاصة‪:‬‬
‫تساعدىـ عمى تحقيؽ أفضؿ عائد تربكم ممكف سكاء في الفصكؿ العادية إذا كانت‬
‫مشكبلتيـ أكثر حدة‪ ( .‬الدمياطي عبد الغفار عبد الحكيـ عبد العزيز السيد شخص‪،‬‬
‫‪) 1992‬‬

‫كمف خبلؿ ما سبؽ نستطيع أف نضع تعريفا لمتربية الخاصة عمى أنيا ىي‬
‫التي تساعد التمميذ عمى استيعاب المعمكمات بحسب حاجاتو كقدراتو‪ ،‬كىي التي‬
‫تيدؼ إلى تعديؿ المكاد كتكييفيا لمكصكؿ إلى األىداؼ المطركحة المبلئمة لحاجات‬
‫معينة عف التمميذ‪ ،‬كترتكز التربية المختصة عمى النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬تصكير مكاد ككسائؿ إيضاح لشرح المعمكمات بحسب حاجات التمميذ‪.‬‬

‫‪ )2‬التعميـ بالحكاس المبلئمة لطريقة استيعاب التمميذ‪.‬‬

‫‪ )3‬تطكير برامج فردية مختصة لكؿ تمميذ‪.‬‬

‫كقد تطكرت التربية المختصة أخيرا‪ ،‬فضاءات تبحث عف أفضؿ طرائؽ‬


‫التعميـ لمكاجية الصعكبات عند التمميذ‪ ،‬كتعددت األبحاث عمى ىذا المجاؿ بعد‬
‫اكتشاؼ الكثير مف التبلميذ الذيف ىـ بحاجة إلى مساعدة‪ ،‬كأصبح مف أىـ أىدافو‬
‫التربية المختصة الكصكؿ بالتبلميذ ذكم الحاجات الخاصة إلى نتائج استقبللية‬
‫كاجتماعية أفضؿ‪.‬‬

‫كفي ىذا الصدد أشار ىاكارد )‪ (2003 Heward‬إلى ثبلث نقاط أساسية في‬
‫التربية الخاصة ىي الكقاية كالتأىيؿ كالتعكيض‪ ،‬لذا تيدؼ البرامج في ىذا المجاؿ‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ )1‬الكقاية لتجنب الصعكبات الصغيرة التي يكاجييا التمميذ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ )2‬التأىيؿ كعبلج الصعكبات التي يعانييا التمميذ‪.‬‬

‫‪ )3‬التعكيض بتدريب التمميذ عمى ميارات معينة عمى الرغـ مف الصعكبات التي‬
‫يكاجيو‪( .‬نشابة ريـ معكض‪)31 :2006 ،‬‬

‫كيشير فاركؽ الصادؽ لمتربية الخاصة عمى أنيا ذلؾ الجزء مف الحركة‬
‫التربكية السائدة في المجتمع كالمكجية لؤلطفاؿ غير العادييف الذيف يحتاجكف إلى‬
‫خدمات تعميمية خاصة تمكنيـ مف تحقيؽ نمكىـ كتأكيد ذكاتيـ‪ ،‬كتؤدم في النياية‬
‫إلى تكامميـ مع العادييف في المجتمع لكي نحقؽ ليـ أكبر قدر ممكف مف استثمار‬
‫إمكانياتيـ المعرفية كاالجتماعية كاالنفعالية كالمينية طكاؿ حياتيـ لصالح المجتمع‪.‬‬
‫(فاركؽ محمد الصادؽ‪)52 :1982 ،‬‬

‫‪ 1978 WARNOCK‬التي شكميا البرلماف‬ ‫كأشار تقرير لجنة كارنكؾ‬


‫البريطاني لمراجعة أساليب رعاية األطفاؿ كالشباب كمشكبلت التربية الخاصة في‬
‫انجمترا‪ ،‬إال أف االحتياجات الخاصة تتطمب تكفير كسائؿ خاصة تمكف الطفؿ مف‬
‫االستفادة القصكل مف المنيج‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ أجيزة كتسييبلت كمصادر خاصة‬
‫كتعديبلت معينة في البيئة الفيزيائية كأساليب التدريس‪ ،‬كما تتطمب تكفير منيج‬
‫خاص أك معدؿ كاىتماـ خاص بالبناء االجتماعي الجك االنفعالي الذم تتـ فيو عممية‬
‫التربية‪ ،‬كعميو فالتربية الخاصة ىي تنظيـ متكامؿ يظـ جميع الخدمات التي يمكف‬
‫لممدرسة أف تقدميا لمطفؿ غير العادم‪ ،‬كتشمؿ ىذه الخدمات الجكانب التعميمية‬
‫كاالجتماعية كالنفسية كالصحي‪( .‬القريطي عبد المطمب أميف‪) 64 :2001 ،‬‬

‫كيمكف إجماؿ مختمؼ التعاريؼ الكاردة لمتربية الخاصة كالتالي‪ :‬ىي كؿ‬
‫البرامج التربكية المتخصصة التي تتناسب مع ذكم الحاجات الخاصة‪ ،‬بحيث يمكف‬
‫تقديـ ىذه البرامج التربكية إلى فئات األفراد غير العادييف‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ مساعدتيـ‬

‫‪1‬‬
‫عمى تحقيؽ ذكاتيـ كتنمية قدراتيـ إلى أقصى حد ممكف‪ ،‬كمساعدتيـ عمى التكيؼ‬
‫في المجتمع الذم ينتمكف إليو‪.‬‬

‫أما األفراد غير العادييف ‪ EXCEPTION DE INDIVIDUALS‬فيـ الذيف‬


‫ينحرفكف عف المتكسط باالتجاه السمبي أك االتجاه اإليجابي‪ ،‬انحرافا ممحكظا عف‬
‫العادييف في نمكىـ العقمي أك االنفعالي أك االجتماعي أك الحسي أك الحركي أك‬
‫المغكم‪ ،‬ما يتطمب بناء عمى ذلؾ االنحراؼ اىتماما خاصا مف قبؿ المربيف مف أجؿ‬
‫إعداد طرائؽ تشخيص ليـ‪ ،‬ككضع برامج تربكية تتناسب مع ىذه اإلعاقات‪ .‬ككذلؾ‬
‫اختيار طرائؽ التدريس التي تتناسب معيـ‪ ،‬مف أجؿ تحقيؽ إمكانياتيـ كتنميتيا إلى‬
‫أقصى مستكل‪ ،‬كأف يدرؾ ما لديو مف قدرات كيتقبميا‪ ،‬كأف يمر بخبرات تعمؿ عمى‬
‫تطكر قدراتو‪( .‬ككافحة تيسير مفمح‪)42-41 :2007 ،‬‬

‫‪ -‬كيقصد بفئات األطفاؿ غير العادييف‪:‬‬

‫‪.1‬المكىبة كالتفكؽ ← ‪Giftedness and Talents‬‬

‫‪.2‬اإلعاقة العقمية ← ‪Mental Retardation‬‬

‫‪.3‬اإلعاقة السمعية ← ‪Heuring Impairment‬‬

‫‪.4‬اإلعاقة البصرية ← ‪Visval impairment‬‬

‫‪.5‬صعكبات التعمـ ← ‪learning Disabilites‬‬

‫‪.6‬اإلعاقة الجسمية كالصحية ← ‪Physical anf Healtnimpairment‬‬

‫‪.7‬االضطرابات السمككية كاالنفعالية ← ‪behavior disorders‬‬

‫‪.8‬التكحد ← ‪autisim‬‬

‫‪.9‬اضطرابات التكاصؿ ← ‪communication disorders‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -3‬تاريػخ التربيػة الخاصػة‪:‬‬

‫شيدت العصكر المختمفة بما ال يدع مجاال لمشؾ أطفاؿ غير عادييف كمع‬
‫ذلؾ لـ نشيد تقديـ خدمات تربكية تعميمية خاصة ليـ لمكصؿ إلى تحقيؽ إشباع‬
‫حاجاتيـ المختمفة بالشكؿ الذم يرجع عمييـ بالفائدة المرجكة‪.‬‬

‫أ‪ -‬بدايػات التربيػة الخاصػة‪:‬‬

‫يشير كينزر ‪ Winzer 1998‬أنو قد تـ خبلؿ القرف ‪ 18‬كبالتحديد خبلؿ‬


‫تمؾ السنكات التي تمت قياـ الثكرتيف األمريكية كالفرنسية اتخاذ العديد مف اإلجراءات‬
‫الفعالة لتعميـ أكلئؾ األطفاؿ المعكقيف حسيا‪ ،‬أم الذيف يعانكف إما مف اإلعاقة‬
‫البصرية أك اإلعاقة السمعية‪( .‬دانياؿ ب‪.‬هاالهاف‪ ،‬جيمس‪.‬ـ‪.‬ككفماف‪ ،‬ت‪.‬عادؿ عبد‬
‫اهلل محمد‪)62 :2008 ،‬‬

‫ككاف ألفكار فبلسفة ىذا العصر مثؿ االنجميزم جكف لكؾ كالفرنسياف ركس‬
‫كديدرك‪ ،‬كظيكر أعماؿ الكثيريف مف ركاد التربية الخاصة التي كانت الريادة فييا في‬
‫بادئ األمر لفرنسا‪ ،‬تأثير عميؽ في ظيكر نكع مف التربية المنظمة لؤلطفاؿ غير‬
‫العادييف‪ ،‬كلكف أفكار الركاد الفرنسييف ما لبثت أف انتقمت إلى أمريكا الشمالية كأثرت‬
‫عمى مبادئ كفمسفة التربية الخاصة فييا‪ ،‬كاستممت أزمة تطكرىا كتقدميا كبدأت‬
‫تعطي ثمارىا في القرف التاسع عشر‪( .‬الكقفي راضي‪)31 :2008 ،‬‬

‫ب‪ -‬التربيػة الخاصػة فػي القػرف ‪:19‬‬

‫كترجع الجذكر التاريخية لمتربية الخاصة عمى األساس إلى تمؾ السنكات‬
‫األكلى التالية لعاـ ‪ 1800‬أك إلى ما ساد القرف التاسع عشر عامة مف اىتماـ بيا‬
‫كمف السيؿ أف نقكـ بتتبع جذكر األساليب التربكية المعاصرة التي يتـ استخداميا مع‬

‫‪1‬‬
‫أكلئؾ األطفاؿ غير العادييف‪ ،‬كذلؾ بالعكدة إلى تمؾ األساليب الرائدة التي تـ‬
‫استخداميا آنذاؾ‪( .‬دانياؿ ب هاالهاف‪ ،‬جيمس‪ .‬ـ‪ .‬ككفماف‪ ،‬ترجمة عادؿ عبد اهلل‬
‫محمد‪)62 :2008 ،‬‬

‫كقد بدأ االىتماـ بتربية المعكقيف في القرف التاسع عشر عمى فرنسا ثـ امتد‬
‫ذلؾ إلى عدد مف الدكؿ األكركبية كمف ثـ إلى الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬كقد كاف‬
‫شكؿ خدمات التربية الخاصة في ذلؾ الكقت متمثبل في الحماية كاإليكاء في المبلجئ‬
‫لحمايتيـ‪ ،‬ثـ تطكرت تمؾ الخدمات كأصبحت تأخذ تعميـ األطفاؿ المعكقيف ميارات‬
‫‪-1838‬‬ ‫الحياة اليكمية في مدارس خاصة بيـ كيعتبر الطبيب الفرنسي "إيتارد" (‬
‫‪ )1775‬مف أكائؿ الميتميف كالمؤرخيف لبدايات التربية الخاصة في فرنسا كما تعتبر‬
‫متشكرم ( ‪ )1870 -1952‬مف الركاد األكائؿ الذيف اىتمكا بتعمـ األطفاؿ العادييف‬
‫كالمعكقيف عقميا (الركساف فاركؽ‪) 22-21 :1998 ،‬‬

‫أما عمى الكاليات المتحدة األمريكية فيعتبر ىكم ( ‪ )1876 -1801‬مف ركاد‬
‫التربية الخاصة حيث أسس أكؿ مدرسة لممكفكفيف كما يعتبر تكماس جاليدت"‬
‫‪ 1787 -1851‬مف المربيف األكائؿ الذيف اىتمكا بتعمـ الصـ كأسس أك مدرسة‬
‫أمريكية لمصـ كقامت مدرسة أخرل لممكفكفيف في انجمت ار عاـ ‪ 1791‬عمى يد إدكارد‬
‫‪ 1799‬كانتشرت بعد ذلؾ مدارس‬ ‫شتيف في مدينة ليفربكؿ ثـ نالت في عاـ‬
‫لكيس برايؿ بفئة المكفكفيف حيث‬ ‫المكفكفيف عؿ الدكؿ األكركبية‪ ،‬كقد كاف اىتماـ‬
‫عبد المحي محمكد حسف‬ ‫ابتكر طريقة برايؿ لتعميـ القراءة كالكتابة لممكفكفيف (‬
‫صالح‪) 25-24 :2002 ،‬‬

‫‪1‬‬
‫ج‪ -‬التربيػة الخاصػة في القػرف العشريػف‪:‬‬

‫لقد كاف لمحربيف العالميتيف أثرىما البالغ خبلؿ القرف الحالي في االىتماـ‬
‫برعاية ذكم العاىات فقد أسيمت الدكؿ كالحككمات في تسيير أسباب كسبؿ تعميـ‬
‫ذكم العاىات‪ ،‬كتأىيؿ مشكىي الحرب كأصبح ىذا كاجب مف كاجبات الدكلة لذلؾ‬
‫أنشئت العديد مف المدارس الخاصة‪ (.‬عبد المحي محمكد حسف صالح‪:2002 ،‬‬
‫‪)25‬‬

‫كقد كاف مف آثار الحركة النازية في ألمانيا ىجرة الكثير مف المربيف كاألطباء‬
‫مارياف فركسنج ‪ 1938‬التي‬ ‫األلماف إلى الكاليات المتحدة األميركية‪ ،‬كمف ىؤالء‬
‫ساىمت في نمك كتطكر التربية الخاصة عمى مجاؿ تعميـ األطفاؿ المعاقيف عقميا‬
‫كذكم صعكبات التعمـ‪ ،‬ككذلؾ ألفرد ستراس طبيب األعصاب المشيكر كتركؾ‬
‫شانؾ كهيممر مايكؿ‪ ،‬إذ يعكد الفضؿ ليؤالء الركاد إلى تطكر مكضكع صعكبات‬
‫التعمـ كأحد المياديف الرئيسية في التربية الخاصة‪ ،‬ككذلؾ هنز فرنر الذم ساىـ في‬
‫تطكر األبحاث في ميداف التربية الخاصة في الكاليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ثـ نيككالس‬
‫هكبس ‪ 1960‬األخصائي في عمـ النفس كالتربية‪ ،‬كالذم اىتـ بتربية كتعمـ األطفاؿ‬
‫‪ 1972‬الذم أشار إلى تقدـ الدكؿ‬ ‫جكلد برج‬ ‫المضطربيف انفعاليا كأخيرا‪،‬‬
‫اإلسكندنافية في تربية كرعاية األطفاؿ المعكقيف عقميا‪ ( .‬الركساف فاركؽ‪:1998 ،‬‬
‫‪) 22‬‬

‫ذلؾ أسيـ عمماء النفس كالتربية كاالجتماع كالطب كالقانكف الذيف كاف ليـ‬
‫بصمات كاضحة في تقدـ مكضكع التربية الخاصة‪ ،‬خاصة فيما يتعمؽ بطرؽ القياس‬
‫كالتشخيص‪ ،‬كذلؾ في إعداد برامج التربكية كالمينية ك التأىيمية لذكم أصحاب ىذه‬
‫االحتياجات‪( .‬العزة سعيد حسيف ‪)15 :2009،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ثالثا‪-‬الفرؽ بيف التربية العامة كالتربية الخاصة‪:‬‬

‫‪ - -‬تيتـ التربية العامة باالفراد العادييف بينما تيتـ التربية الخاصة باالفراد ذكم‬
‫االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪- -‬يكجد في التربية العامة مستكل لكؿ صؼ دراسي ال يتغير مف فئة الخرل‬
‫بينما في التربية الخاصة لكؿ صؼ خاص بكؿ فئة مف ىذه الفئات‪.‬‬

‫‪- -‬يستخدـ المدرسكف في التربية الخاصة إستراتيجيات تدريس فردية مع ذكم‬


‫االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪- -‬تتبنى التربية العامة كسائؿ تعميمية عامة في المكاد المختمفة بينما تتبنى‬
‫التربية الخاصة كسائؿ تعميمية خاصة بفئات االفراد ذكم االحتياجات‬
‫الخاصة فعمى سبيؿ المثاؿ قد يستخدـ النطؽ الصناعي مع المعاقيف سمعيا‬
‫كال يستخدـ مع المكفكفيف أك العادييف بينما يستخدـ الصكر الفكتكغرافية مع‬
‫جميع األفراد العادييف كفي مختمؼ المكاد مع المحتكل التعميمي‪.‬‬

‫‪- -‬تتبنى التربية العامة منيجا مكحدا لكؿ فئة عمرية أك صؼ دراسي بينما‬
‫تتبنى التربية الخاصة منيجا مختمفا لكؿ فئة مف فئات التربية الخاصة كالتي‬
‫يشتؽ منو األىداؼ التربكية الفردية‪( .‬عماد حسيف‪)12-11: 2018،‬‬

‫‪- -‬كثافة الفصكؿ الدراسية في التربية الخاصة تككف صغيرة كفي حدكد ( ‪-8‬‬
‫‪)10‬طالب في حيف في التربية العامة قد يصؿ إلى ‪ 30‬طالب أك أكثر‪.‬‬

‫‪- -‬المباني المدرسية كالمرافؽ في التربية الخاصة ال بد أف تيتـ بطريقة‬


‫تتناسب مع خصائص كؿ فئة مف فئات المعاقيف مف حيث عدـ كجكد‬
‫الحكاجز كازالة كؿ مف يعكؽ حركة ىؤالء األفراد سكاء كانكا معاقيف حركيا أك‬

‫‪1‬‬
‫بصريا‪.....‬إلخ عمى عكس العادييف يككف تصميـ المباني كالطرؽ مكحدة‬
‫لجميع األفراد في نفس المرحمة التعميمية الكاحدة‪.‬‬

‫‪ -‬المعمـ في التربية الخاصة يفضؿ أف يككف حاصبل عمى دبمكـ في التربية‬


‫الخاصة باالضافة إلى الدبمكـ في المينية في التربية الخاصة أك الماجستار‬
‫في فئة مف فئات اإلعاقة‪،‬في حيف معمـ العادييف قد يككف حاصبل عمى‬
‫الدبمكـ فقط‪(.‬سعيد حسني العزة‪)23: 2002،‬‬

‫‪ -‬تشترؾ التربية الخاصة مع التعميـ العاـ في السعي إلى تحقيؽ غاية تربكية‬
‫عامة كىي إعداد المكاطف الصالح‪ ،‬كلكنيا تنفرد بأىداؼ خاصة ىي‪:‬‬

‫‪ - -‬تنمية قدرات ذكم اإلعاقة جسميان كعقميان كاجتماعيان كانفعاليان إلى أقصى ما‬
‫تسمح بو قدراتيـ‪.‬‬

‫‪ - -‬اكتساب الطالب مف ذكم اإلعاقة الميارات الممكنة التي تساعده عمى أف‬
‫يحيا حياة كريمة مستقمة داخؿ الجماعة كالمجتمع‪.‬‬

‫لمتعميـ البديؿ‪،‬‬ ‫‪ - -‬استفادة الطالب مف ذكم اإلعاقة بجميع األشكاؿ الممكنة‬


‫كاتقاف األساليب التعكيضية بما يناسب قدراتو كامكاناتو كحاجاتو‪ .‬كىذا ألنيا‬
‫مكجية لذكم االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫رابعا‪-‬الفرؽ بيف مناهج األطفاؿ العادييف كاألطفاؿ مف ذكم االحتياجات‬


‫الخاصة‪:‬‬

‫مف المبلحظ أف مناىج األطفاؿ في التعميـ العاـ تختمؼ اختبلفا كميان عف مناىج‬
‫التربية الخاصة‪ ،‬كذلؾ مف حيث طريؽ األعداد كطريقة التدريس‪ .‬فالمنياج‬

‫‪1‬‬
‫لمعادييف تكضع مسبقان مف قبؿ لجنة متخصصة كالتي تتناسب مع المرحمة‬
‫الدراسية‪.‬‬

‫كالجانب العمرم ليذه المرحمة‪ ،‬أما األطفاؿ مف ذكم االحتياجات الخاصة ال‬

‫يمكف فييا كضع المناىج مسبقان‪ ،‬كلكف يتـ كضع منيج لكؿ طفؿ عمى حده كفقان‬
‫لقدراتو كاستعداداتو كمدل أدائو في تعميمو لمميارات المختمفة فكؿ طفؿ لو خطة‬
‫فردية خاصة بو تكضع كفقان لقدراتو األدائية كتكضع الخطة الفردية كفقان لمعايير‬
‫معينة مثؿ الفترة الزمنية مدل أداء الطفؿ في تعميـ الميارة‪ ،‬كتحديد األىداؼ‬
‫طكيمة المدل‪ ،‬كاألىداؼ قصيرة المدل‪ .‬كيتـ كضع األىداؼ الفرعية في الخطة‬
‫كتحديد المكاد أك الكسائؿ التعميمة البلزمة لتحقيؽ الميارة‪.‬‬

‫*الفرؽ في طريقة التدريس ‪:‬‬

‫‪ -‬كما ىناؾ اختبلؼ في طريقة كضع المناىج بيف األطفاؿ العادييف كمناىج‬
‫األطفاؿ في التربية الخاصة‪ ،‬فيناؾ أيضان اختبلفا في طريقة التدريس‪،‬‬
‫كالكسائؿ المستخدمة في العممية التعميمية‪ ،‬إف اليدؼ مف تدريس أك تعميـ‬
‫مف األطفاؿ المعاقيف ىك مساعدتيـ حتى يصبحكا إلى حد ما مثؿ أقرانيـ‬
‫العادييف‪ ،‬كقد نصؿ إلى ذلؾ اليدؼ مف خبلؿ تغيير أك تعديؿ سمكؾ ىؤالء‬
‫األطفاؿ‪ .‬كخاصة في مجاؿ ميارات الحياة اليكمية مثؿ التدريب عمى‬
‫استعماؿ الحماـ ‪ -‬إطعاـ نفسو ‪ -‬أف يمبس نفسو ‪ -‬أف يعتمد كيستقؿ بذاتو‬
‫دكف الحاجة إلى أم مساعدة مف اآلخريف‪ ،‬كعمى المعمـ عندما يشعر أف‬
‫الطفؿ اكتسب ميارة معينة فعميو أف ينتقؿ إلى ميارة أصعب منيا‪(.‬‬
‫‪)www.gulf kids.com‬‬

‫‪1‬‬
‫كلتعميـ ىذه الميارات ال بد مف كجكد نكع مف األساليب الخاصة في عممية‬
‫التعميـ‪ .‬لذلؾ مف الميـ أف نمقي نظرة عمى نظريات التعمـ التي تككف مرشد‬
‫لمعمـ الصؼ في تعميـ المعاقيف‪.‬‬

‫لكف رغـ كؿ ىذه الفركقات بيف التربية الخاصة كالتربية العامة إال أنيما يتفقاف‬
‫في أف كؿ منيما تيتـ بالفرد ككؿ منيما ىدفيا ىك مساعدة الفرد أيا كاف عمى‬
‫تنمية قدراتو كاستعداداتو إلى أقصى حد ممكف‪ ،‬كالعمؿ عمى تحقيؽ أىدافو‪،‬‬
‫كذلؾ مف خبلؿ تييئة الظركؼ المناسبة لتحقيقيا‪.‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫كىكذا فالتربية الخاصة ىي في األساس محاكلة تكييؼ المناىج التربكية‬


‫خاصة عمى مستكل طرؽ كأساليب ككسائؿ التدريس بما يتماشى كمتطمبات‬
‫كاحتياجات ىذه الفئة‪ ،‬لكي تندمج بشكؿ طبيعي كالئؽ داخؿ المجتمع كىك اليدؼ‬
‫األساسي مف التربية الخاصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬المحاضرة الثانية‪:‬‬

‫‪ -‬المبادئ التي ترتكز عميها التربية الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫إف التربية الخاصة ىي كؿ البرامج التربكية المتخصصة التي تتناسب مع ذكم‬


‫الحاجات الخاصة‪ ،‬بحيث يمكف تقديـ ىذه البرامج التربكية إلى فئات األفراد غير‬
‫العادييف‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ مساعدتيـ عمى تحقيؽ ذكاتيـ كتنمية قدراتيـ إلى‬
‫أقصى حد ممكف‪ ،‬كمساعدتيـ عمى التكيؼ في المجتمع الذم ينتمكف إليو‪.‬كفيما‬
‫يمي سنحاكؿ تحديد أىـ مرتكزات كمبادمء التربية الخاصة‪.‬‬

‫أكال‪ -‬األساس القانكنػي‪:‬‬

‫تمثؿ اإلعانات العالمية كالتشريعات كالنصكص القانكنية التي صدرت عف‬


‫مختمؼ المؤشرات كىيئات األمـ المتحدة‪ ،‬كالمكاثيؽ المتعمقة بحقكؽ اإلنساف‬
‫كاإلعبلنات العالمية لحقكؽ المعاقيف كما تضمنتو مف تكجييات كأبعاد إنسانية‪،‬‬
‫اعترافا عالميا بحقكؽ المعاقيف‪ .‬إف الحصكؿ عمى فرص التعمـ المناسبة حؽ يكفمو‬
‫القانكف‪ ،‬كىناؾ إعبلف عالمي لحقكؽ اإلنساف ينص عمى أف‪ :‬جميع األفراد كلدكا‬
‫أحرار يتمتعكف بالكرامة اإلنسانية كليـ نفس الحقكؽ في التعمـ كالعمؿ كالراحة‬
‫كاالستمتاع‪ ،‬كال فرؽ بيف فرد سكم كفرد االحتياجات الخاصة في شي أبدا‪ ،‬ككذلؾ ما‬
‫صدر سنة ‪ 1975‬مف كجكب احتراـ الكرامة اإلنسانية كذكم االحتياجات الخاصة‬
‫كحماية حقكقيـ األساسية أسكة بأقرانيـ في المجتمع‪ ،‬بغض النظر عف مصدر أك‬
‫طبيعة أك ترد اإلعاقة‪.‬‬

‫ثانيػا‪ -‬األسػاس الدينػي‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫الديف اإلسبلمي الحنيؼ أقر مبادئ كأسس عامة تكفؿ لكافة أفراد المجتمع‬
‫حياة ىانئة آمنة‪ ،‬أف تنير ليـ الطريؽ الذم يجب عميو سمككيـ‪ ،‬كالمعاقيف جزء ال‬
‫يتج أز مف ذلؾ المجتمع‪ ،‬كانطبلقا مف ذلؾ فقد اعتنى الديف اإلسبلمي الحنيؼ بيـ‬
‫عناية لـ يعرؼ تاريخ البشرية ليا مثيبل‪ ،‬سابقا بذلؾ كافة المكاثيؽ‪ ،‬كاذا ما أخذنا‬
‫بعيف االعتبار أيضا الدساتير كالمكاثيؽ العالمي‪ ،‬سكاء ما يتعمؽ منيا بحقكؽ‬
‫اإلنساف‪ ،‬أك اإلعبلنات العالمية بحقكؽ المعاقيف‪ ،‬كما تضمنتيا مف تكجييات أخبلقية‬
‫لكجدنا أف المجتمع بأسره يعتبر خدمات المعاقيف كاحدة مف المؤشرات الحضارية ألم‬
‫مجتمع مف المجتمعات‪.‬‬

‫ثالثػا‪ -‬األسػاس االقتصػادم‪:‬‬

‫يؤكد عمى االىتماـ بتقديـ الخدمات التعميمية العامة كالمينية لممعاقيف‪،‬‬


‫كتدريبيـ كفؽ قدراتيـ حتى ال يشكؿ ىؤالء األشخاص عبئا عمى مجتمعيـ‪ .‬كلما كاف‬
‫مف أىداؼ التربية إعداد الفرد لمحياة‪ ،‬كتزكيده بالميارات كالمعمكمات البلزمة ليككف‬
‫عضكا فاعبل نافعا لممجتمع‪ ،‬كقاد ار عمى تحقيؽ درجة كافية مف االستقبللية كالكفاية‬
‫الذاتية‪ ،‬فإف إىماؿ تعميـ الطبلب الذيف يكاجيكف صعكبات مختمفة بحاجة إلى نمط‬
‫خاص مف التعميـ‪ ،‬سيحرـ المجتمع مف جزء غير يسير مف طاقة أبنائو كما سينجـ‬
‫عف ذلؾ خمؽ فئة إشكالية ستككف عبئا عمى المجتمع كتتطمب رعايتو المستمرة‪.‬‬
‫(العبسي محمد مصطفى‪)19-18-17 :2010 ،‬‬

‫رابعػا‪ -‬األسػاس االجتماعػي‪:‬‬

‫كىك االىتماـ بالفرد ضمف المجمكعة التي ينتمي غمييا كتعميـ متطمبات‬
‫العيش الكريـ بيا‪ ،‬كىذا ساعد عمى ظيكر االتجاه التربكم المسمى التأىيؿ المعتمد‬
‫عمى المجتمع المحمي" ( خكلة أحمد يحي‪ ،‬أيمف يحي عبد اهلل‪) 28 :2010 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫كتستند التربية الخاصة إلى جممة مف المبادئ التي البد مف مراعاتيا إذا كنا‬
‫نسعى إلى تصميـ كتنفيذ البرامج التربكية الخاصة الفاعمة‪ ،‬كىذه المبادئ ىي‪:‬‬

‫‪ -‬يجب تعميـ األطفاؿ ذكم الحاجات الخاصة في البيئة التربكية القريبة مف‬
‫البيئة التربكية العادية‪ ،‬فالتربية الخاصة‪ ،‬كما ىك معركؼ‪ ،‬تنادم بعدـ عزؿ‬
‫الشخص المعكؽ عف مجتمعو‪ ،‬كىذا ما يعرؼ عادة باسـ الدمج كالذم‬
‫يتضمف تكفير بدائؿ تربكية بعيدا عف الحياة المعزكلة في المؤسسات‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬إف التربية الخاصة تتضمف تقديـ برامج تربكية فردية كتتضمف البرامج‬
‫التربكية الفردية‪ :‬تحديد مستكل األداء الحالي‪ ،‬تحديد اليداؼ طكيمة المدل‪،‬‬
‫تحديد اليداؼ قصيرة المدل‪ ،‬تحديد معايير األداء الناجح‪ ،‬تحديد المكاد‬
‫كاألدكات البلزمة‪ ،‬تحديد مكعد البدء بتنفيذ البرامج كمكعد االنتياء منيا‪.‬‬

‫‪ -‬إف تكفير الخدمات التربكية الخاصة لؤلطفاؿ المعكقيف يتطمب قياـ فريؽ‬
‫متعدد التخصصات بذلؾ حيث يعمؿ كؿ اختصاصي عمى تزكيد الطفؿ‬
‫‪.) 56 :1989‬‬ ‫(الركساف فاركؽ‪،‬‬ ‫بالخدمات ذات العبلقة بتخصصو‬
‫كغالبا ما يشمؿ الفريؽ معمـ التربية‪ ،‬كالمعالج النفسي‪ ،‬كالمعالج الكظيفي‬
‫كأخصائي عمـ النفس‪ ،‬كالمرشد كأخصائي التربية الرياضية المكيفة‪،‬‬
‫كأخصائي العبلج النطقي‪ ،‬كاألطباء كالممرضات‪ ،‬كأخصائي العمؿ‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬إف العبلقة ال تؤثر عمى الطفؿ فقط كلكنيا قد تؤثر عمى جميع أفراد األسرة‪،‬‬
‫كاألسرة ىي المعمـ األكؿ كاألىـ لكؿ طفؿ ( الخطيب جماؿ‪ ،‬الحديدم منى‪،‬‬
‫‪) 22 :2009‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬إف التربية الخاصة المبكرة أكثر فاعمية مف التربية في المراحؿ العمرية‬
‫المتأخرة في مرحمة الطفكلة المبكرة مرحمك حساسة عمى صعيد النمك كيجب‬
‫استثمارىا إلى أقصى حد ممكف‪( .‬الركساف فاركؽ‪)56: 1989 ،‬‬

‫‪28‬‬
‫المحاضرة الثالثة‪:‬‬

‫‪ -‬اهداؼ التربية الخاصة‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يرل أحمد محمد الزعبي أف التربية الخاصة تيدؼ إلى العناية باألفراد ذكم‬
‫االحتياجات التربكية الخاصة كذلؾ مف خبلؿ اتخاذ كافة اإلجراءات الكفيمة بمنع‬
‫حدكث اإلعاقة كالكشؼ المبكر عف االضطرابات كاإلعاقات‪ ،‬كالعمؿ عمى التخفيؼ‬
‫مف شدة تأثيرىا‪ ،‬كتجنب الظركؼ التي مف شأنيا أف تعمؿ عمى تطكر اإلعاقة‪.‬‬

‫كما تيدؼ التربية الخاصة إلى تنمية الميارات األساسية كاستثمارىا لدل ىذه‬
‫الفئات كؿ حسب استعداداتو كامكاناتو كفؽ خطة مدركسة كبرامج لمكصؿ بيـ إلى‬
‫أفضؿ مستكل ممكف‪ ،‬كتمكينيـ مف االندماج في المجتمع الذم يعيشكف فيو بنجاح‬
‫‪:2004‬‬ ‫أبك النصر مدحت‪،‬‬ ‫كيمكف تحقيؽ ىذه األىداؼ مف خبلؿ ما يمي‪( :‬‬
‫‪)116-115‬‬

‫إذف فاليدؼ الذم تتكخى التربية الخاصة تحقيقو ال يقتصر عمى تكفير منياج‬
‫خاص أك طرائؽ تربكية خاصة أك حتى معمما خاصا لكف اليدؼ تضمف إيضاح‬
‫حقيقة أف كؿ شخص يستطيع المشاركة في فاعميات مجتمعو الكبير كأف كؿ‬
‫األشخاص أىؿ لبلحتراـ كالتقدير كأف كؿ إنساف لو الحؽ في أف تتكافر لو فرص‬
‫النمك كالتعمـ (عبيدات ماجدة السيد‪)18 :2000 ،‬‬

‫* كتتحدد األىداؼ الرئيسية لمتربية الخاصة في ثبلثة نقاط رئيسية كىي‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫تحقيػؽ الكفػاءة الشخصيػة ‪:pessonal competene‬‬ ‫‪.1‬‬

‫كتعني مساعدة األفراد ذكم االحتياجات الخاصة عمى الحياة االستقبللية‬


‫كاالكتفاء كالتكجيو الذاتي كاالعتماد عمى النفس كتمكنيـ مف تصريؼ أمكرىـ‬
‫كشؤكنيـ الشخصية ال يككنكف عالة عمى اآلخريف‪ ،‬كذلؾ بتنمية إمكاناتيـ الشخصية‬
‫كاستعداداتيـ العقمية كالجسمية كالكجدانية كاالجتماعية‪ .‬كقد تعني الكفاءة الشخصية‬
‫بالنسبة لمعمياف إتقاف ميارات الحركة كالتكجو كالتنقؿ بما يساعدىـ عمى أف يككنكا‬
‫أكثر اعتمادا عمى أنفسيـ كأكثر اتصاال ببيئاتيـ كتحكما فييا‪ ،‬كأكثر شعك ار باألمف‪.‬‬
‫(هالؿ أسماء سراج الديف‪) 132 -131 :2009 ،‬‬

‫تحقيؽ الكفاءة االجتماعية ‪:Social copetency‬‬ ‫‪.2‬‬

‫كتعني غرس كتنمية الخصائص كاألنماط السمككية البلزمة لمتفاعؿ كبناء‬


‫العبلقات االجتماعية المثمرة مع اآلخريف كتحقيؽ التكافؽ االجتماعي لذكم‬
‫االحتياجات الخاصة‪ ،‬كاكسابيـ الميارات التي تمكنيـ مف الحركة النشطة في البيئة‬
‫المحيطة كاالختبلط كاالندماج في المجتمع كالتي تمنحيـ الشعكر باالحتراـ كالتقدير‬
‫االجتماعي كتحسيف مف مكانتيـ االجتماعية‪ ،‬كاشباع احتياجاتيـ النفسية إلى األمف‬
‫كالحب كالثقة بالنفس كالتقميؿ مف شعكرىـ بالقصكر كالعجز كالتدني‪ ( .‬سعيد محمد‬
‫السعيد كآخركف‪) 15-14 :2006 ،‬‬

‫تحقػيؽ الكفػاءة المهنيػة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫كتعني إكساب ذكم االحتياجات الخاصة السيما المعاقيف منيـ بعضا مف‬
‫الميارات اليدكية كالخبرات الفنية المناسبة لطبيعة إعاقتيـ كاستعداداتيـ كالتي تمكنيـ‬
‫بعد ذلؾ مف ممارسة بعض الحركؼ المينية كأعماؿ البياض كالنجارة كالتريكك‬
‫كالزخرفة كالتطريز كغيرىا‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫* كتحت ىذه األىداؼ الرئيسية تتدرج مجمكعة مف األىداؼ الفرعية لمتربية‬
‫الخاصة نكجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ )1‬مساعدة أفراد ىذه الفئات عمى أف يككنكا أفرادا نافعيف في المجتمع يشعركف‬
‫بأنيـ أناس غير مختمفيف عف اآلخريف‪.‬‬

‫‪ )2‬أشتمؿ ما لدل ىذه الفئات مف ق اررات متباينة كالسعي إلى تنميتيا كتطكيرىا‬
‫إلى أقصى مدل ممكف ليشعر ذكم ىذه الحاجات بكجكدىـ كمكانتيـ في‬
‫المجتمعات التي يعيشكف فييا‪.‬‬

‫‪ )3‬التعرؼ عمى األطفاؿ غير العادييف كذلؾ مف خبلؿ أدكات القياس‬


‫كالتشخيص المناسبة لكؿ فئة كمعرفة نسبة انتشار الفئة أك تمؾ في المجتمع‬
‫مف اجؿ معرفة حجـ الخدمات المختمفة التي يجب تقديميا ليـ‪.‬‬

‫‪ )4‬إعداد البرامج التعميمية كالتربكية كالتأىيمية كالتدريبية التي تحتاجيا كؿ فئة‬


‫تقتضييا طبيعة حاجاتيا‪.‬‬

‫‪ )5‬إعداد الككادر العممية لتدريس كتأىيؿ كتدريب أصحاب ىذه الفئات سكاء في‬
‫أثناء الخدمة أك قبميا ليتعاممكا باقتدار مع فئة مف فئات التربية الخاصة‬
‫كايفادىـ في بعثات لمخارج لئلطبلع عمى كؿ جديد في مجاؿ تقديـ الخدمات‬
‫(الفرة سعيد حسيف‪) 13 :2009 ،‬‬ ‫الخاصة ليذه الفئات‪.‬‬

‫‪ )6‬مراعاة الفركؽ الفردية بيف الطبلب كذلؾ بحسب تكجيييـ كمساعدتيـ عمى‬
‫النمك كفؽ قدراتيـ كاستعداداتيـ كميكليـ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ )7‬احتراـ الحقكؽ العامة التي كفميا اإلسبلـ كشرع في حمايتيا حفاظا عمى‬
‫األمف كتحقيقا الستقرار المجتمع المسمـ في الديف كالنفس كالنسؿ كالعزة‬
‫كالماؿ‪.‬‬

‫‪ )8‬العناية بالمتخمفيف دراسيا كالعمؿ عمى تطكير إمكاناتيـ كقدراتيـ ككضع برامج‬
‫خاصة كمؤقتة كفؽ حاجاتيـ‪.‬‬

‫‪ )9‬تييئة كسائؿ البحث العممي لبلستفادة مف قدرات المكىكبيف كتكجيييا كاتاحة‬


‫الفرصة أماميـ في مجاؿ بنكعييـ‪.‬‬

‫اختيار طرؽ التدريس لكؿ فئة مف ىذه الفئات كلكؿ حالة مف الحاالت‬ ‫‪)10‬‬
‫كذلؾ عف طريؽ الخطة التربكية الفردية الختبلؼ ىذه الفئات عف العادييف‪،‬‬
‫حيث يعتبر كؿ شخص معاؽ حالة منفردة‪ ،‬ككذلؾ كؿ فئة تعتبر كحدة قد‬
‫تختمؼ عف غيرىا‪.‬‬

‫إعداد برامج الكقاية مف اإلعاقة بشكؿ عاـ كالعمؿ قدر المستطاع‬ ‫‪)11‬‬
‫عمى تقميؿ حدكث اإلعاقة عف طريؽ إعداد البرامج الخاصة بذلؾ‪.‬‬

‫تأكيد كرامة الفرد كتكفير الفرص المناسبة لتنمية قدراتو حتى يستطيع‬ ‫‪)12‬‬
‫المساىمة في نيضة األمة‪( .‬ككافحة تيسير مفمح‪)44 :2007 ،‬‬

‫إتاحة فرص التعميـ كاكتساب المعرفة كنمكىا في مختمؼ مراحؿ التعميـ‬ ‫‪)13‬‬
‫النظامي كغير النظامي سكاء في مؤسسات التربية الخاصة أك في برامج‬
‫تعميـ الكبار بما يناسب كؿ فئة مف فئات المعكقيف‪ ،‬كتنكيع مجاالت كأساليب‬
‫التعمـ تمكينا لممعكقيف مف تنمية مختمؼ طاقاتيـ إلى أقصى حد يمكف أف‬
‫تصؿ إليو استعداداتيـ كقدراتيـ الفكرية كاليدكية كالفنية‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫تكسع مجاالت التدريب كالتأىيؿ لممعكقيف‪ ،‬كتطكير مجاالت ىذا‬ ‫‪)14‬‬
‫التدريب بما يناسب قدراتيـ‪ ،‬كبما يتمشى مع احتياجات التنمية كسكؽ العمؿ‬
‫( إعداد إدارة المكفكفيف بالمديرية العامة لبرامج التعميـ الخاص‪ ،‬تجربة‬
‫المممكة العربية السعكدية في مجاؿ تربية كتعميـ المكفكفيف‪ ،‬كزارة المعارؼ‪،‬‬
‫المديرية العامة لبرامج التعميـ الخاص‪ ،‬مطابع الفرزدؽ التجارية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪) 129 :1985‬‬

‫مما يساعد عمى تنمية بعض الميارات النفسية مثؿ‪:‬‬

‫‪ )01‬الثقة بالنفس كاالعتماد عمى النفس‪.‬‬

‫‪ )02‬ضبط االنفعاالت الدافعية‪.‬‬

‫‪ )03‬االنتباه كالتي تمكنيـ مف المشاركة الفعالة‪.‬‬

‫(اإلماـ محمد‬ ‫‪ )04‬التكيؼ مع اآلخريف في حدكد ما تسمح بو قدرتيـ‪.‬‬


‫صالح‪ ،‬الخكالدة فؤاد عبد‪) 90-89 :2010 ،‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫تسعى التربية الخاصة إلى ضماف إيضاح حقيقة أف كؿ شخص مف فئة ذكم‬
‫الحاجات الخاصة يستطيع المشاركة في فاعميات مجتمعو الكبير كأنو أىؿ‬
‫لبلحتراـ كالتقدير كأف كؿ إنساف لو الحؽ في أف تتكافر لو فرص النمك كالتعمـ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪-‬المحاضرة الرابعة‪:‬‬

‫‪ -‬الحاجات التربكية لذكم االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫الحاجات ىي أشياء ضركرية يشعر الفرد بأنو محركـ منيا‪ ،‬فيشعر بالتكتر‬
‫كالقمؽ كعدـ االتزاف كيصاحبو شعكر قكم بضركرة إشباعيا كتتطمب منو بعض‬
‫األنشطة التي تؤدم إلى إشباعيا‪ ،‬كاذا تـ إشباعيا يعكد إليو اتزانو كيزكؿ الشعكر‬
‫بالتكتر كالقمؽ‪ ،‬عمما بأف ىذه الحاجات ال يمكف إشباعيا تماما ألنيا تتجدد بصكرة‬
‫دائمة‪ ،‬كنجد أف الدكتكر "عزة راجح" عرؼ الحاجة بأنيا‪" :‬حالة مف النقص أك‬
‫االفتقار أك االضطراب الجسمي أك النفسي‪ ،‬إف لـ تمؽ إشباعا‪ ،‬أثارت لدل الفرد نكعا‬
‫(راجح أحمد‬ ‫مف التكتر أك الضيؽ ال يمبث أف تزكؿ متى أشبعت الحاجة"‪.‬‬
‫عزت‪)23 :1973،‬‬

‫كاف لفئة المعكقيف متطمبات تربكية كنفسية كجسمية كاجتماعية تختمؼ عف‬
‫المتطمبات األخرل لؤلشخاص العادييف‪ ،‬كتختمؼ أيضا تبعا لنكع اإلعاقة كما يترتب‬
‫عنيا مف مؤثرات كما أنو لك تركت ىاتو الفئة دكف اىتماـ بمشاكميـ كتذليؿ‬
‫الصعكبات التي تكاجييـ قد يتحكؿ البعض منيـ إلى كجيات انحرافية قد تعكؽ تقدـ‬
‫المجتمع‪ ،‬فاالستفادة مف جيكد ىذه الفئة في اإلنتاج ىك في حد ذاتو تكفير لطاقات‬
‫إنتاجية في المجتمع‪ ،‬كيمكف تقسيـ ىذه االحتياجات كما يمي‪:‬‬

‫‪Butlen.R et Rosenthall.G P14.، 1978،‬‬

‫‪ .1‬االحتياجات التعميميػة‪:‬‬

‫‪34‬‬
‫المعاؽ كغيره مف األفراد في المجتمع بحاجة إلى تعميـ لذا يجب أف يتكفر‬
‫التعميـ المتكافئ لمف ىـ في سف التعميـ كرفع االىتماـ بتعميـ الكبار‪ ،‬كذلؾ عف‬
‫طريؽ مؤسسات خاصة بيـ كامكانياتيـ‪ ،‬كاشباع احتياجاتيـ الثقافية مثؿ الحاجة إلى‬
‫القراءة كاإلطبلع كاالستفادة مف مجاالت المعرفة المتعددة كذلؾ بتكفير األدكات‬
‫كالكسائؿ الثقافية البلزمة كالكتب التي تناسب ميكليـ‪ ،‬مثؿ الندكات كالمحاضرات‬
‫كالمسابقات الثقافية‪ ( .‬محمد شمس الديف‪) 254 :1976 ،‬‬

‫‪ .2‬االحتياجػػػات الصحيػة‪:‬‬

‫احتياجات المعكقيف الصحية ال تقؿ أىمية عف بقية االحتياجات األخرل‪،‬‬


‫كمف احتياجاتو الصحية استعادة المياقة البدنية‪ ،‬كالحصكؿ عمى األجيزة التعكيضية‬
‫البلزمة لكؿ منيـ حسب حالتو كاحتياجاتو‪ ،‬ككذلؾ احتياجاتيـ لخدمة العبلج الطبي‬
‫باإلضافة إلى احتياجاتيـ لخدمة العمميات الجراحية‪.‬‬

‫‪ .3‬االحتياجػات االجتماعية كالنفسيػة‪:‬‬

‫حاجات المعكقيف ىامة كضركرية كالبد مف مساعدتيـ عمى إشباعيا حتى‬


‫يتمكنكا مف التكيؼ مع كضعيـ الجديد كيتجنبكا مكاقؼ اإلحباط كمشاعر األلـ‬
‫كالحزف‪ ،‬كالتكتر كالقمؽ‪ ،‬التي تجعميـ عاجزيف عف إقامة عبلقات مع اآلخريف ما‬
‫يترتب عمى ذلؾ مف عدـ االتزاف‪ ،‬أك اختبلؿ أك اىتزاز الشخصية مما يجعميـ‬
‫مييئكف النحراؼ كاألمراض النفسية إف احتياجات المعكقيف االجتماعية كالنفسية‪،‬‬
‫احتياجات رئيسية كىامة ألنيا تؤكد ليـ استمرار ارتباطيـ كبيئتيـ بأسرىـ كبيئتيـ‬
‫الخارجية كيمكف إيجازىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -4‬الحاجػة إلػى الشعػكر باالنتمػاء‪:‬‬

‫االنتماء عبارة عف عبلقة متبادلة بيف طرفيف‪ ،‬المعكؽ كالطرؼ الذم ينتمي‬
‫إليو سكاء كاف جماعة أك أسرة أك كطف أك عمبل‪ ،‬كالبد ليذه العبلقة المتبادلة أف‬
‫تككف بيا أخذ كعطاء‪ ،‬كاحساس بالرضا كاإلشباع كالحب كاالنتماء ال يكتمؿ إال‬
‫بتكافر ىذه المفاىيـ كميا‪ ،‬كالمعكؽ إذا شعر بعزلتو كعدـ انتماءه لمثؿ ىذه الجماعات‬
‫أصابو القمؽ كالضيؽ كاأللـ‪.‬‬

‫كيرل » ‪ « Cooly‬أف قدرة الفرد ككفاءتو في التفاعؿ مع ىذه الجماعات‬


‫تتكقؼ عمى حقيقة حاجتو لبلنتماء داخؿ ىذه الجماعة‪.‬‬

‫كالمعكؽ قد تسبب لو إعاقتو عدـ الشعكر باألمف عمى صحتو‪ ،‬كدخمو كأسرتو‬
‫كمستقبمو‪ ،‬مركزه االجتماعي‪ ،‬كلذلؾ فيك في حاجة ماسة إلى الشعكر باألمف‪ ،‬كاذا لـ‬
‫تشبع لو ىذه الحاجة اليامة‪ ،‬فيعيش خائفا قمقا‪ ،‬غير آمف نفسيا كاجتماعيا كصحيا‬
‫كماديا كالمحاكر األربعة لمشعكر باألمف ىي‪ :‬األمف المادم‪ -‬األمف الصحي‪ -‬األمف‬
‫االجتماعي‪ -‬األمف النفسي‪.‬‬

‫تبعد عف المعكؽ أشباح الخكؼ كالقمؽ كعدـ االطمئناف كاختبلؿ الشخصية‬


‫كعدـ االتزاف كيعيد إليو الشعكر باألمف كالطمأنينة كحاجة ىامة مف حاجاتو الرئيسية‪.‬‬

‫(‪) E.lott، Albert. J. Lott et Bernice. P65، 1966،‬‬

‫‪ -5‬الحاجػة إلى الشعػػكر بالحػب كالتناغػـ الكجدانػي‪:‬‬

‫عندما يصاب اإلنساف بالعجز‪ ،‬أك عندما يعيش معكقا‪ ،‬كال يجد يقؼ بجانبو‬
‫كيساعده‪ ،‬أك عندما تسبب لو اإلعاقة البطالة كالحرماف كالكحدة‪ ،‬فيشعر بنفس‬
‫محطمة‪ ،‬كعزيمة خائرة‪ ،‬ككحدة خانقة‪ ،‬كيأس قاتؿ‪ ،‬فسيمجأ عمى الداخمية‪ ،‬كأسير‬

‫‪36‬‬
‫إعاقتو كعجزه‪ ،‬بعد أف أغمقت أمامو المنافذ التي كانت متفتحة أمامو عمى الحياة‪،‬‬
‫كفي ىذه الحالة البائسة‪ ،‬كالظركؼ القاسية‪ ،‬نجده في أمس الحاجة الشعكر بالحب‬
‫كالتناغـ الكجداني‪ ،‬كيتمنى أف ينيؿ مف حب أىمو‪ ،‬كحب مف حكلو‪ ،‬كيريد أف يعبر‬
‫ليـ عف حبو نحكىـ‪ ،‬كىذه الحاجة لمحب كالتناغـ الكجداني‪ ،‬ال يمكف إشباعيا إال مف‬
‫خبلؿ بيئة المعكؽ الطبيعية كىي أسرتو كمجتمعو كالجماعات التي يتفاعؿ معيا‪.‬‬
‫(غبارم محمد سالمة‪) 69 :2003 ،‬‬
‫حيث يحتاج الطفؿ بصفة دائمة مستمرة إلى أف يشعر بحب كاىتماـ اآلخريف‬
‫بو عف طريؽ احتضانو كتقبيمو كاشعاره بأىميتو في حياة أفراد األسرة‪ ،‬كما أف الطفؿ‬
‫يحتاج أيضا إلى التعبير عف حبو ألمو كلآلخريف‪ ،‬كحرماف الطفؿ مف إشباع ىذه‬
‫الحاجة الرئيسية قد يؤدم إلى شعكره بالحرماف العاطفي كفقداف الثقة بمف حكلو في‬
‫المستقبؿ‪ ،‬ككجكد طفؿ آخر باألسرة يشارؾ الطفؿ اىتماـ اآلخريف بو كحبيـ لو قد‬
‫يساعد عمى ازدياد حاجتو إلى الحب كاالىتماـ‪.‬‬

‫‪-6‬الحاجػة إلى احتػراـ الػذات‪:‬‬

‫الحاجة إلى احتراـ الذات بالنسبة لممعكقيف ال تقؿ أىمية عف باقي احتياجاتو‬
‫األخرل‪ ،‬إف لـ تكف أكثرىا أىمية‪ ،‬كىي متممة لعاطفة اعتبار الذات كاعتبار الذات‬
‫مف أىـ العكاطؼ بالنسبة لممعكؽ‪ .‬حيث يشعر الطفؿ بحاجتو إلى أف يككف مكضع‬
‫احتراـ كتقدير اآلخريف ال أف يككف مكضع إىاناتيـ كسخريتيـ‪ ،‬كحرماف الطفؿ مف‬
‫ىذه الحاجة قد يؤثر في تقديره لنفسو في المستقبؿ‪.‬‬

‫كالحاجة إلى احتراـ الذات تكمميا الحاجة عمى تأكيد الذات التي تتمثؿ في‬
‫حاجة المعكؽ في أف يظير إمكانياتو كقدراتو‪ ،‬كأف يعبر عف نفسو‪ ،‬كبمعنى آخر‬
‫تتمثؿ في حاجة المعكؽ أف يؤكد ذاتو‪ ،‬كىذه الحاجة ىي نكاة لثبلث حاجات فرعية‪،‬‬

‫‪37‬‬
‫الحاجة إلى االنجاز‪ ،‬كالحاجة عمى النمك كالتقدـ‪ ،‬كالحاجة إلى االستقبلؿ كاالعتماد‬
‫عمى النفس كالحاجة إلى احتراـ الذات ترتبط إلى حد كبير بالحاجة إلى التقدير‬
‫االجتماعي كالمعكؽ عندما يشبع حاجتو إلى تقدير الذات‪ ،‬فسيشبع أيضا حاجتو إلى‬
‫التقدير االجتماعي‪.‬‬

‫كعندئذ يحتفظ بمكانتو االجتماعية كتقكم شبكة عبلقاتو باآلخريف‪ ،‬فيشعر‬


‫باالنتماء كاألمف‪ ،‬فتقؿ تكتراتو كقمقو‪ ،‬تزكؿ مخاكفو بعد‪ ،‬أف أصبح لو مف جديد أدكار‬
‫في الحياة تشعره بمكانتو االجتماعية بيف أسرتو‪ ،‬كمع بيئتو الخارجية ‪( .‬القكصي عبد‬
‫العزيز‪) 98 :1974 ،‬‬

‫‪-7‬الحاجػة إلػى االستقػالؿ كالثقػة بالنفػس‪:‬‬

‫الحاجة إلى االستقبلؿ كالثقة بالنفس مف أىـ الحاجات النفسية التي يحتاجيا‬
‫معظـ الناس بصفة عامة كالمعكؽ بصفة خاصة بعد أف حرمتو اإلعاقة منيا معا‪ ،‬قد‬
‫حرـ مف االستقبلؿ كاالستقرار في العمؿ‪ ،‬كاالستقبلؿ كاالستقرار في أسرتو الخارجية‬
‫كضعفت ثقتو بنفسو‪ ،‬كأصبح مترددا منكمشا‪ ،‬متكقعا الشر في كؿ كقت كمف كؿ‬
‫الناس‪ ،‬كقد يمجأ إلى أساليب إنسحابية أك سمبية‪ ،‬كالكسؿ كاالنزكاء كالجبف‪ ...‬كما‬
‫إلى ذلؾ‪.‬‬

‫كمف مظاىر عدـ الثقة بالنفس الجبف‪ ،‬كالتردد‪ ،‬كتكقع الشر‪ ،‬كأحيانا يككف مف‬
‫مظاىر يككف عدـ االىتماـ بالعمؿ‪ ،‬كالخكؼ منو كاتياـ الظركؼ عند اإلخفاؽ فيو‪،‬‬
‫كقد تككف مف مظاىره التشرد كالمبالغة في الرغبة في اإلتقاف لمكصكؿ إلى الكماؿ‪،‬‬
‫كىذا االندفاع إلى الكماؿ يدؿ عمى ما كراءه مف خكؼ مف نقد مف اآلخريف كمف‬
‫مظاىره أحيانا اليقظة‪ ،‬كسكء السمكؾ كالمبالغة في التظاىر بطيب الخمؽ‪ ،‬كقد يؤدم‬

‫‪38‬‬
‫إلى أساليب انسحابية كالكسؿ كاالنزكاء كالجبف‪( .‬غبارم محمد سالمة‪73 :2003 ،‬‬
‫)‬
‫كيساعد في إشباع ىذه الحاجة لدل الطفؿ أف يشعر بحريتو في التعبير عف‬
‫آرائو دكف خكؼ‪ ،‬ككذلؾ شعكره بقدرتو عمى تحمؿ التعبير عف آرائو دكف خكؼ‪،‬‬
‫ككذلؾ شعكره بقدرتو عمى تحمؿ المسؤكلية (مف خبلؿ طاعة األكامر البسيطة‬
‫كالمساعدة في بعض األعماؿ المنزلية السيمة)‪ ،‬مما يشعره بأىميتو في حياة األسرة‪،‬‬
‫كحرماف الطفؿ مف إشباع ىذه الحاجة قد يؤدم إلى معاناتو في المستقبؿ مف التبعية‬
‫لآلخريف كاىتزاز الشخصية كالعجز عف اتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫‪ -8‬الحاجة إلى الشعكر باألمف‪:‬‬

‫مف المعركؼ أف الحاجات النفسية ال تشبع إال مف خبلؿ بيئة اجتماعية‬


‫يمكنيا أف تتيح فرص لئلنساف إلشباع حاجاتو النفسية كمنيا الحاجة إلى األمف التي‬
‫تعني شعكر اإلنساف باألمف عمى صحتو كدخمو كأسرتو كمستقبمو كمركزه االجتماعي‪،‬‬
‫حيث يحتاج الطفؿ بصفة خاصة إلى الشعكر باألمف كالطمأنينة‪ ،‬مف خبلؿ شعكره‬
‫بأف أسرتو تحميو كتدفع عنو األخطار كتمبي حاجاتو‪ ،‬مما يؤدم إلى شعكره‬
‫باالستقرار النفسي‪ ،‬كتؤثر العبلقة بيف أفراد األسرة بصفة عامة كبيف الكالديف بصفة‬
‫خاصة (مف حيث االستقرار كالبعد عف الخبلفات) في شعكر الطفؿ باألماف‪ ،‬كحرماف‬
‫الطفؿ مف إشباع ىذه الحاجة قد يؤدم إلى شعكره بعدـ األماف كالخكؼ مف‬
‫المستقبؿ‪.‬‬

‫كلذا يجب عمى المجتمع أف يقدـ ألفراده أنكاعا مختمفة مف التأميف‬


‫االجتماعي‪ ،‬ضد حكادث العمؿ كضد البطالة كالعجز‪ ،‬كما أف الثقة بالنفس كالتقدير‬
‫االجتماعي يدعماف الشعكر باألمف‪ ،‬فعدـ شعكر اإلنساف باألمف يؤدم إلى الشعكر‬

‫‪39‬‬
‫بالخكؼ كعدـ االطمئناف كالشعكر بالكحشة‪ ،‬كفقداف اعتبار الذات كعدـ االستقرار‬
‫النفسي‪.‬‬

‫كالمعكؽ قد تسبب لو إعاقتو عدـ الشعكر باألمف عمى صحتو كدخمو كأسرتو‬
‫كمستقبمو كمركزه االجتماعي‪ ،‬كلذلؾ فيك في حاجة ماسة إلى الشعكر باألمف‪.‬‬

‫كىناؾ محاكر أربعة لؤلمف ينبغي أف يحرص األخصائي االجتماعي عمى‬


‫مساعدة المعكؽ إلشباعيا مف خبلؿ أدكاره االجتماعية كأساليبو الفنية‪ ،‬فيك يساعده‬
‫عمى استثمار ما تبقى مف قدراتو في تدريبو كتأىيمو كتشغيمو‪ ،‬ليضمف لو دخبل يكفي‬
‫حاجتو ىك كأسرتو كىذا ىك األمف المادم‪ ،‬كما يساعده عمى االحتفاظ بمكانتو في‬
‫األسرة كتدعيـ مركزه االجتماعي كعبلقاتو األسرية كالمجتمعية كىذا ىك األمف‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫كما يساعده عمى إشباع حاجاتو النفسية المختمفة التي تجنبو التكتر كالقمؽ‬
‫كاختبلؿ الشخصية‪ ،‬كعدـ اتزانيا ا كتشعره بالرضا كاإلشباع كالحب كالشعكر باالنتماء‬
‫كاألمف‪ ،‬كىذا ىك األمف النفسي‪ ،‬كما أف األخصائي يساعده عمى االستفادة مف أكجو‬
‫الرعاية الصحية المختمفة مف كشؼ كعبلج كدكاء كعمميات جراحية كحقكؽ لو مف‬
‫الدكلة كليست منحة مف أحد كىذا ىك األمف الصحي‪( .‬جعيجع سعاد ‪: 2004 ،‬‬
‫‪) 159- 158‬‬

‫‪ -9‬الحاجة إلى االحتفاظ بالمكانة االجتماعية‪:‬‬

‫إف ىذه الحاجة تعد احتياجا رئيسا كىاما لممعكقيف‪ ،‬بعد أف اىتزت مكانتيـ‬
‫بعد اإلصابة باإلعاقة‪ ،‬كبعد فقدانيـ لكظائفيـ أك في حالة عدـ كجكد عمؿ ليـ بما‬
‫أدل إلى تقمص أنشطتيـ في الحياة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -10‬إحتياج المعكقيف إلى تككيف شبكة مف العالقات االجتماعية‪:‬‬

‫إف حاجة المعكقيف إلى تككيف شبكة مف العبلقات االجتماعية مع المحيطيف‬


‫بيـ ال تقؿ أىمية عف الحاجة باالحتفاظ بالمكانة االجتماعية‪ ،‬ككمما قكيت شبكة‬
‫العبلقات االجتماعية‪ ،‬كمما زاد شعكرىـ باالنتماء كاألمف‪ ،‬ككمما قؿ خكفيـ كقمقيـ‪،‬‬
‫كيعيد إلييـ بالدؼء العاطفي النابع مف العبلقات القكية‪ ،‬سكاء كانت عبلقات أسرية‪،‬‬
‫أك عبلقات مع البيئة الخارجية‪.‬‬

‫‪ -11‬الحاجة إلى الكجكد في الجماعة‪:‬‬

‫احتياج المعكقيف إلى كجكدىـ في جماعة يعد احتياجا ىاما ليـ‪ ،‬بعد أف‬
‫سببت ليـ اإلعاقة ضعؼ ارتباطيـ باألسرة‪ ،‬كتفكؾ ارتباطيـ بالمحيطيف‪ ،‬كتدىكر‬
‫عبلقاتيـ كارتباطيـ بالعمؿ‪ ،‬كأصبحكا يفتقركف إلى العيش في جماعة تشعرىـ‬
‫بالدؼء العاطفي المميء بالحب كالتعاطؼ الذم يجدد عندىـ األمؿ كيحببيـ في‬
‫الحياة‪(.‬غبارم محمد سالمة‪) 63-59-58 :2003 ،‬‬

‫‪-12‬الحاجة إلى االتصاؿ ‪:communication‬‬

‫يحتاج األطفاؿ المعاقيف إلى رسائؿ كاضحة كمفيكمو كدقيقة كالبعض يحتاج‬
‫أف يعرؼ ما ىي جكانب القصكر لديو ككيؼ ستؤثر ىذه الجكانب عمى حياتيـ‬
‫ككذلؾ يحتاج ىؤالء األطفاؿ أف يعرفكا كيؼ يقتنعكف بحياتيـ عمى أكمؿ كجو‪،‬‬
‫ككذلؾ يصمكف إلى أقصى طاقاتيـ في حياة ليا معنى كيحتاج ىذا الطفؿ أيضا إلى‬
‫أف تصمو رسائؿ (تعبيرات) مباشرة كمتطابقة مع اآلخريف فيما يخص مشاعرىـ‬

‫‪41‬‬
‫نحكىـ كلكف بعض اآلباء كالمختصكف يقممكف مف أىمية ىذه المشاعر بمعنى أنيـ ال‬
‫يأخذكنيـ في اعتبارىـ بشكؿ مناسب‪ ،‬كأيضا قد تجرح مشاعرىـ كتؤذييا كذلؾ‬

‫في حضكرىـ كما لك كاف الطفؿ ال يسمع‪ ،‬كال يشعر كال يفيـ‪ ،‬كىذه كميا‬
‫أخطاء يجب عمى اآلباء كالمختصيف أف يتفادكىا كيأخذكنيا في االعتبار كىي أف‬
‫‪(.‬غبارم محمد‬ ‫مشاعر ىذا الطفؿ ليا مصداقيتيا مثؿ مشاعر الكبار‬
‫سالمة‪)64 :2003،‬‬

‫‪ -13‬الحاجة إلى التقبؿ ‪Acceptation:‬‬

‫إف الحاجة لمتقبؿ تعتبر كاحدة مف الحاجات األساسية لكؿ البشر‪ ،‬كال يختمؼ‬
‫األطفاؿ المعاقكف عف أم إنساف آخر في ىذا الجانب فيـ في حاجة إلى أف يتقبميـ‬
‫اآلخركف كأشخاص ليـ قيمة‪ ،‬ككذلؾ أف يتقبمكا أم أيضا أنفسيـ كأف فقداف اآلباء‬
‫لتقديرىـ لذاتيـ كمشاعر االكتتاب التي تعميـ‪ ،‬يمكف أف تجعؿ حبيـ لمطفؿ المعاؽ‬
‫أم ار صعبا‪ ،‬كأيضا ما يصاحب المعاؽ مف عيكب جسمية كسمككية تعكؽ االرتباط‬
‫األبكم السكم مع الطفؿ‪ ،‬كتككف اآلثار كبيرة حيث يحاكؿ أف يجد شخصا يتطابؽ‬
‫معو أك يككف قدكة طيبة لو‪ ،‬فيجب عمى المتخصصيف تقديـ النماذج ليـ كأيضا‬
‫عمييـ أف يتعرفكا عمى الجكانب اإليجابية لدل ىؤالء األطفاؿ لبرزكىا أماـ أبائيـ كأف‬
‫يساعدىـ عمى تقبؿ طفميـ المعاؽ ذىنيا كيقدركا قيمتو‪،Gaytam. W.F ( .‬‬
‫‪) P 561- 565،1995‬‬

‫‪42‬‬
‫كلمكصكؿ إلى تقبؿ األخر ال بد مف البدء بتقبؿ الطفؿ المعاؽ لذاتو أكال‪ ،‬كىي‬
‫حاجة أساسية حيث يشعر الطفؿ بحاجتو إلى أف يتقبؿ ذاتو كشخصيتو كما ىي بما‬
‫فييا مف عيكب‪ ،‬كيتركز دكر الكالديف ىنا في تدريب الطفؿ عمى تقبؿ ذاتو كاشعاره‬
‫بتميزه عمى اآلخريف في المجاالت األخرل‪ ،‬حتى ال يعانى في المستقبؿ عدـ الرضا‬
‫ككراىيتو لذاتو كحقده عمى اآلخريف‪ ،‬كما يجب أف يدرب الكالداف الطفؿ عمى تقبؿ‬
‫اآلخريف بما يحممكنو مف عيكب كمحاكلة التكيؼ معيـ اجتماعيا حتى يحظى بحياة‬
‫سعيدة بعيدا عف الخبلفات‪.‬‬

‫‪ -14‬الحاجػة إلػى تحقيػؽ الػذات (الشعػكر بالنجػاح)‪:‬‬


‫يحتاج الطفؿ في ىذه المرحمة إلى الشعكر بالنجاح‪ ،‬سكاء فيما يفعمو مف‬
‫أعماؿ أك عمى المستكل االجتماعي كشعكره بالتفكؽ عمى اآلخريف‪ ،‬كيتمثؿ دكر‬
‫الكالديف في ىذه الحالة في إشعار الطفؿ بنجاحو في أداء ما يؤثر مكافأتو عميو‪،‬‬
‫كتكيفو في البداية بأعماؿ بسيطة يتمكف مف أدائيا بسيكلة ليكتسب بذلؾ الثقة بنفسو‪،‬‬
‫كذلؾ يجب أف يتعمـ الطفؿ كيؼ يكاجو الفشؿ‪.‬‬
‫‪ -15‬الحاجػة إلػى شغػؿ أكقػات الفػراغ‪:‬‬
‫حيث يحتاج الطفؿ إلى إشباع حاجتو إلى المعب كالحركة كاالستمتاع بأكقات‬
‫الفراغ‪ ،‬كحرماف الطفؿ مف ذلؾ يشعره بالقمؽ كالممؿ كالتكتر بصفة مستمرة‪.‬‬
‫‪ -16‬الحاجػة إلػى الراحػة كاالسترخػاء‪:‬‬
‫حيث يحتاج الطفؿ إلى فترات مف اليدكء كاالسترخاء بعد المعب كالحركة‬
‫كالنشاط‪ ،‬كحرماف الطفؿ مف ذلؾ يشعره بالتكتر كالقمؽ كاالنفعاؿ العصبي الزائد‪.‬‬
‫‪ -17‬الحاجػة إلػى تػذكؽ الجمػاؿ‪:‬‬
‫حيث يتمثؿ دكر الكالد لتمبية ىذه الحاجة في تدريب الطفؿ عمى مبلحظة‬
‫كاكتشاؼ مظاىر الجماؿ في البيئة المحيطة بو‪ ،‬كمساعدتو في تنمية ذكقو كالتعبير‬

‫‪43‬‬
‫عما يحيط بو مف جماؿ‪ ،‬فحرماف الطفؿ مف ذلؾ يؤثر إلى جمكد مشاعره تجاه‬
‫مظاىر الجماؿ المحيطة بو‪ ،‬كعدـ حرصو عمييا كمحافظتو عمى كجكدىا‪.‬‬
‫‪ -18‬الحاجػة إلػى المعرفػة كاالستكشػاؼ‪:‬‬
‫حيث يحتاج األطفاؿ بشكؿ خاص إلى استكشاؼ البيئة مف حكليـ كاإلطبلع‬
‫عمى جميع األشياء‪ ،‬كقد يدفعيـ ىذا الفضكؿ المعرفي إلى تكجيو كـ ىائؿ مف‬
‫األسئمة كاالستفسارات إلى الكبار؛ لذلؾ يجب عمى الكالديف تمبية حاجات الطفؿ إلى‬
‫المعرفة كانتياز ىذه الفرصة إلكساب الطفؿ العديد مف المعمكمات عف نفسو كعف‬
‫اآلخريف كعف األشياء المحيطة بو في أسمكب مبسط كسيؿ‪ ،‬كحرماف الطفؿ مف‬
‫إشباع ىذه الحاجة يعكؽ تنمية معارفو كتنكع خبراتو‪.‬‬
‫كبصفة عامة فإف إشباع الحاجات السابقة لدل الطفؿ يجعمو أكثر سعادة‬
‫كتفاعبل مع اآلخريف‪ ،‬كمف ثـ فإف الطفؿ السعيد يككف أكثر حماسا لمتعمـ مف غيره‪.‬‬

‫‪ ‬احتياجػػػات أخػرل لممعاقيػف‪:‬‬

‫باإلضافة إلى االحتياجات السابؽ ذكرىا‪ ،‬ىناؾ أخرل مف االحتياجات نكجزىا‬


‫فيما يمي‪:‬‬

‫‪)1‬احتياجات تكجييية كارشادية لمكاجية المشكبلت النفسية كبقية المشكبلت األخرل‬


‫كعكامميا المسببة‪ ،‬لمساعدة المعكقيف عمى التكافؽ النفسي كاالجتماعي‪.‬‬

‫‪ )2‬احتياجات تدريبية كتأىيمية لتشغميو كلمساعدة المعكقيف لمعكدة إلى المجتمع‬


‫كأعضاء عامميف منتجيف‪.‬‬

‫‪ )3‬احتياجات المعكؽ لخدمات تدعيميو مثؿ المساعدات المادية‪ ،‬كالتسييبلت المختمفة‬


‫في االنتقاؿ كاالتصاالت‪ ،‬كاإلعفاءات الجمركية كالضريبية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ )4‬احتياجات المعكقيف لخدمات تشريعية مثؿ التشريعات المناسبة في المحيط تشغيؿ‬
‫المعكقيف كتسييؿ حياتيـ‪.‬‬

‫‪)5‬احتياجات مجتمعية مثؿ تكفير الخدمات الممكنة التي تقدميا الدكلة كالمجتمع‬
‫لفئات المعكقيف بالمجاف‪ ،‬أك بأجكر رمزية كأماكف الترفيو كالمكاصبلت العامة‬
‫كالمحبلت التجارية كالندية كما إلى ذلؾ‪.‬‬

‫‪ )6‬احتياجات ترفييية لشغؿ أكقات فراغ المعكقيف عف طريؽ برامج ترفييية يعدىا‬
‫كيصمميا أىؿ االختصاص لتناسب ظركفيـ كاستعداداتيـ كقدراتيـ‪.‬‬

‫‪ )7‬احتياجات أسرية لمكاجية مشكبلتيـ االقتصادية كالصحية كاالجتماعية لتمكيف‬


‫( ‪،Randall M. prker ; 1987‬‬ ‫المعكؽ مف الحياة األسرية السميمة‪.‬‬
‫‪) P109‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫إف الطفؿ أكالفرد مف ذكم الحاجات الخاصة لو حاجاتو األساسية التي يرغب‬
‫في إشباعيا كيعمؿ عمى ذلؾ باألساليب كالطرؽ المناسبة لو كالتي تتفؽ كقدراتو‬
‫كامكانياتو‪ ،‬كما كلو حاجاتو الخاصة بو كالتي تظير لديو بسبب اإلعاقة كالظركؼ‬
‫التي مر بيا كتمبيتيا كاشباعيا ضركرم ليندمج بشكؿ طبيعي في مجتمعو ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪-‬المحاضرة الخامسة‪:‬‬

‫‪ -‬المشكالت التربكية لذكم االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫إف طبيعة اإلعاقة لدل فئة ذكم الحاجات الخاصة تستدعي إجراء تعديبلت‬
‫خاصة كتكييؼ عمى مستكل طرؽ كأساليب التدريس كاألنشطة التربكية كالمناىج‬
‫التربكية عمكما في إطار التربية الخاصة ليتمكف كؿ معاؽ مف االندماج كالنجاح‬
‫التربكم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ .1‬مشكالت تتعمؽ بالخدمات التعميمية‪:‬‬

‫يحتاج المعكؽ إلى خدمات تعميمية متعددة منيا‪:‬‬

‫يحتاج المعكؽ إلى كجكد مدارس خاصة أك فصكؿ لكؿ فئة مف فئات‬ ‫‪‬‬
‫المعكقيف‪ ،‬تناسب ظركفيـ كاستعداداتيـ كقدراتيـ المتبقية‪ ،‬كما تناسب نكعية‬
‫إعاقتيـ‪.‬‬

‫إذ لـ تتكفر ىذه الفصكؿ أك المدارس الخاصة بيـ‪ ،‬فإنيـ يحتاجكف‬ ‫‪‬‬
‫إلى المساعدة في اندماجيـ في التعمـ العاـ‪ ،‬أك البرامج التعميمية الخاصة‬
‫بيـ‪ ،‬لمف يستطيع مسايرة زمبلئو في المدارس العادية‪ ،‬كمساعدتيـ عمى‬
‫التخمص مف مشاعرىـ السمبية التي ترتبت عمى اإلعاقة مثؿ‪ :‬مشاعر‬
‫النقص‪ ،‬كعدـ االنتماء‪...‬الخ مف ىذه المشاعر‪.‬‬

‫مساعدة المعكقيف في مراحؿ تعميميـ المختمفة عمى تككيف العبلقات‬ ‫‪‬‬


‫كتدعيميا مع الجماعات التي يتفاعمكف معيا في المدرسة أك خارج المدرسة‬
‫حتى ال يشعركا بالعزلة بيف زمبلئيـ أك في مجتمعيـ‪.‬‬

‫كما يحتاجكف إلى تخميصيـ مف ضغكطيـ الداخمية سكاء داخؿ األسرة‬ ‫‪‬‬
‫أك داخؿ المدرسة‪ ،‬ككذلؾ يحتاجكف إلى تخفيؼ ضغكطيـ النفسية‪،‬‬
‫كمشاعرىـ السمبية‪ ،‬كعبلج مشكبلتيـ النفسية بقدر اإلمكاف‪ ،‬كمساعدتيـ‬
‫عمى استعادة ثقتيـ بأنفس حتى يتمكنكا مف مسايرة زمبلئيـ العادييف‪ ،‬حتى‬
‫يستطيعكا التكافؽ مع مجتمعيـ‪.‬‬

‫‪ .2‬مشكالت تتعمؽ بالخدمػات التأهيميػة‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫يحتاج المعكقكف إلى الخدمات التأىيمية‪ ،‬كخاصة التأىيؿ الميني الذم يساعد‬
‫المعكؽ عمى إيجاد عمؿ يناسبو‪ ،‬كيستغؿ ما لديو مف قدرات كميارات ثـ تدريبو عمى‬
‫ىذا العمؿ كالحاقو بو‪ ،‬كما يتبع ذلؾ مف تأىيميـ نفسيا لتخفيؼ ما تركتو العاىة في‬
‫نفسو مف آثار‪ ،‬كىذه الخدمات التأىيمية ىي التي تساعده عمى التكيؼ في جميع‬
‫النكاحي الجسمية‪ ،‬كالنفسية كاالجتماعية كالمينية كاالقتصادية كالخدمات التأىيمية‬
‫تعكد عمى المعكؽ بفكائد اقتصادية حيث تستمر طاقاتو المعطمة حتى يصبح عضكا‬
‫عامبل منتجا كليس عالة عمى غيره‪ ،‬كعف طريؽ العمؿ يعكد إليو اعتباراتو‬
‫االجتماعية‪ ،‬كما يعيد إليو شعكره باالنتماء إلى المجتمع بعد أف استعاد ثقتو بنفسو‪،‬‬
‫كشعر بأىميتو‪ ،‬كتحرر مف خكفو‪ ،‬كعاد إليو أمنو االقتصادم كاالجتماعي‬
‫كالنفسي‪(.‬محمد سالمة غبارم‪ ،2003 ،‬ص ‪)81‬‬

‫‪ .3‬مشكالت تتعمؽ باؿخدمات الصحية كالطبية‪:‬‬

‫الخدمات الصحية كالطبية التي يحتاجيا المعكقيف كثيرة كمتنكعة منيا مايمي‪:‬‬

‫خدمات الكشؼ كالفحكصات الطبية كاألدكية البلزمة في حاالت‬ ‫‪‬‬


‫األمراض المختمفة‪ ،‬باإلضافة إلى العمميات الجراحية كما يتبعيا مف تكاليؼ‬
‫باىظة‪ ،‬ال يقدر عمييا المعكقيف كحدىـ‪.‬‬

‫كما يحتاجكف إلى الخدمات المادية في األمراض التي تحتاج لفترات‬ ‫‪‬‬
‫عبلجية طكيمة مثؿ أمراض القمب‪ ،‬كالسرطاف‪ ،‬كالدرف‪ ،‬كالسكر‪...‬الخ‪.‬‬

‫يحتاج المعكقكف إلى خدمات مراكز العبلج الطبيعي‪ ،‬بما فييا مف‬ ‫‪‬‬
‫أدكات كامكانيات حديثة تستدعي الكثير مف النفقات التي يعجز عنيا‬
‫المعكقكف‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫كأيضا يحتاجكف إلى خدمات مراكز التأىيؿ الطبي‪ ،‬كما يتبعيا مف‬ ‫‪‬‬
‫خدمات تدريبية كتشغيمية‪.‬‬

‫المعكقكف يحتاجكف أيضا إلى الخدمات التي تمكنيـ مف الحصكؿ‬ ‫‪‬‬


‫عمى األجيزة التعكيضية البلزمة‪ ،‬مثؿ األطراؼ الصناعية كالكراسي الخاصة‬
‫بالمعكقيف‪ ،‬كالسماعات الطبية‪...‬الخ‪.‬‬

‫كما يحتاجكف إلى خدمات مراكز الرعاية اليكمية التي تساعدىـ عمى‬ ‫‪‬‬
‫تنمية قدراتيـ المتبقية كاستثمارىا ليتمكنكا مف مساعدة أنفسيـ‪.‬‬

‫كأيضا يحتاج المعكقكف إلى خدمات المراكز العبلجية اإليكائية التي‬ ‫‪‬‬
‫تقدـ ليـ الخدمات اإليكائية البلزمة‪.‬‬

‫كما يحتاج المعكقكف إلى خدمات بيكت التمريض كالبيكت الجماعية‬ ‫‪‬‬
‫الخاصة بالمعكقيف عقميا‪ ،‬كمف لدييـ مشكبلت عاطفية أك جسمية كال‬
‫يستطيعكف المعيشة مع أىميـ‪.‬‬

‫كأخي ار يحتاج المعكقكف إلى خدمات المكاتب‪ ،‬كالكحدات الصحية التي ترسؿ‬
‫ليـ الممرضيف كالممرضات في زيارات دكرية لتقديـ العبلج كالخدمات‬
‫البلزمة ليـ في منازليـ‪ ،‬كخاصة الذيف ال يستطيعكف الكصكؿ ليذه‬
‫غبارم محمد‬ ‫الخدمات‪ ،‬كأقعدتيـ اإلعاقة لمحصكؿ عمى ىذه الخدمات‪( .‬‬
‫سالمة‪) 79 :2003 ،‬‬

‫‪ .4‬مشكالت تتعمؽ بالخدمػات الترفيهيػة‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫يحتاج المعكقكف لمخدمات الترفييية‪ ،‬حيث أنيا ضركرية عضكية كنفسية‬
‫كاجتماعية ألف المعكؽ إذا انصرؼ إلى التفكير في عجزه ازداد خكفو كقمقو كانتابتو‬
‫مشاعر النقص‪ ،‬كعدـ الثقة بالنفس‪ ،‬مما يؤدم إلى عزلتو كانسحابو مف المجتمع‪.‬‬

‫كبما أف المعكؽ تمنعو اإلعاقة مف االستمتاع بكقت فراغو سكاء بالنشاط‬


‫التركيحي الذاتي‪ ،‬أك بالنشاط التركيحي الجماعي‪ ،‬ككذلؾ قد تدفعو إلى سكء استغبلؿ‬
‫كقت فراغو بما يعرضو لمسمكؾ االنحرافي‪ ،‬أك بعض األمراض االجتماعية األخرل‪،‬‬
‫مثؿ الجريمة‪ ،‬كتفكؾ الركابط كالعبلقات اإلنسانية‪ ،‬لذلؾ فيك أمس الحاجة لتنظيـ‬
‫كقت فراغو تنظيما حسنا‪ ،‬بحيث تتيح لو فرصة استغؿ مكاىبو‪ ،‬كعضبلتو كقدراتو‪.‬‬

‫كفي النشاط الذم يساعده عمى تككيف شخصية تكامميا‪ ،‬ىذا النشاط الذم‬
‫يمده بمشاعر الرضا‪ ،‬كما يترتب عميو مف تكثيؽ كتدعيـ العبلقات بيف زمبلئو‬
‫المتماثميف معو في الظركؼ الخاصة التي جمعتيـ اإلعاقة فييا كىذه العبلقات تعتبر‬
‫إحدل الكسائؿ التي يكتسب بيا المعكؽ خبراتو كمياراتو‪ ،‬كغايات اجتماعية‪ ،‬كما‬
‫يتدربكف عمى تحمؿ المسؤكلية مف خبلؿ األنشطة‪ ،‬كتبث في نفكسيـ ركح المسؤكلية‬
‫االجتماعية كتشبع ليـ احتياجاتيـ الصحية كالبدنية كالتركيحية‪ ،‬ككذلؾ تتيح الفرص‬
‫إلثبات ذاتيـ كاظيار أنفسيـ كيدربيـ عمى استعادة ثقتيـ بأنفسيـ‪.‬‬

‫كيعتبر برنامج التربية البدنية مناسب لممعكؽ عقميا كيمكف أف يستخدـ في‬
‫كظيفة أساسية ىي نمك القدرات الحركية‪ ،‬كحصكؿ الطفؿ عمى قاعدة كبيرة يتعمميا‬
‫خصكصا في سنكاتو األكلى‪ ،‬ألنيا الزمة كضركرية لنمك اإلدراؾ العقمي‪ ،‬فالخبرات‬
‫‪:2001‬‬ ‫الحركية تعتبر قاعدة ألسس التعميـ‪ (.‬عطية عبد الحميد‪ ،‬سممى جمعة‪،‬‬
‫‪) 244‬‬

‫‪ .5‬مشكالت تتعمؽ بالخدمػات النفسيػة‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫لمكاجية العكامؿ النفسية التي نتج عف اإلعاقة ككاف ليا تأثيرىا الكاضح عمى‬
‫المعكؽ‪ .‬كىناؾ مجمكعة مف الحاجات النفسية التي يجب إشباعيا عند المعكؽ مما‬
‫يساعد المعكؽ عمى أف يككف في صحة نفسية جيدة‪.‬‬

‫كمف أىميا الشعكر باألمف كاالطمئناف الشعكر كباالستقرار‪ ،‬أف يحاط ممف‬
‫حكلو بالثقة كالتعاكف كما يجب أف نحاكؿ أف نشعر المعكؽ باالتزاف االنفعالي‪ ،‬كما‬
‫يجب أف نجنبو العزلة كاالنطكاء كاف نجعمو محبكبا مف اآلخريف مف خبلؿ إقامة‬
‫عبلقات مع كثير مف األفراد‪ .‬كؿ ىذا يعتبر مجاال كاسعا إلشباع الحاجات النفسية‬
‫كما يعطي الفرصة لمنجاح كالنمك‬

‫(‪P.P 54. 57.، 1996،De Poy. Elizabeth et Miller Monte‬‬


‫)‬

‫‪ .6‬مشكالت تتعمؽ بالخدمػات التشريعيػة‪:‬‬

‫يحتاج المعكقيف إلى الخدمات التشريعية التي تيتـ بإعداد تشريع خاص شامؿ‬
‫لحقكقيـ كتنظيـ تأىيميـ‪.‬‬

‫حيث أف خدماتيـ التأىيمية تحتاج إلى جيكد أجيزة متعددة مثؿ‪ :‬المدارس‬
‫ككميات التربية‪ ،‬كمراكز البحكث التربكية النفسية كالتكجييية‪ ،‬كاإلعداد كالتأىيؿ‬
‫الميني‪ ،‬كالبحكث االجتماعية االقتصادية كالطبية كالجامعات كضركرة ترابط ىذه‬
‫الخدمات‪ ،‬ضمانا لشمكليا كتكامميا مف جية‪ ،‬كتجنبا ألم صراع ينشأ حكؿ‬
‫اختصاصات الك ازرات المختمفة كمسؤكليتيا‪.‬‬

‫ككذلؾ منعا لتكرار الخدمات كتكرارىا كازدكاجيا‪ ،‬أك التضارب في إجراءاتيا‪،‬‬


‫بما يحكؿ ازدىار الخدمات كانطبلقيا لتحقيؽ مصالح ىذه الفئات مف األطفاؿ‬

‫‪51‬‬
‫كالشباب‪ ،‬فسكؼ يككف مف الضركرم أف يكضع تشريع خاص شامؿ لحقكؽ‬
‫المعكقيف‪ ،‬كتنظيـ تربيتيـ كرعايتيـ كتأىيميـ كتشغيميـ‪.‬‬

‫(‪P.P 54. ، 1996،De Poy. Elizabeth et Miller Monte.‬‬


‫‪)57‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫إف رعاية ذكم الحاجات الخاصة قد عرفت انتكاسات أثناء عممية التحكؿ‬
‫كالتطكر‪ ،‬ألف طريؽ التنمية يتسـ بالتغير التدريجي الصاعد‪ ،‬كالدائـ باإلضافة إلى‬
‫آليات محددة لتصحيح السمبيات التي تظير في كأثناء الممارسة‪.‬‬

‫المحاضرة السادسة‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬المدارس المتخصصة (صغار الصـ البكـ‪ ،‬صغار المكفكفيف‪.)... ،‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫األفراد مف ذكم االحتياجات الخاصة‪ ،‬يختمفكف عف األفراد العادييف‪ .‬كالتبايف‬


‫الختبلؼ يمكف مبلحظتو مف األداء المستمر أك المتكرر‪ ،‬كىك أداء يظير مف خبللو‬
‫التكيؼ كالنجاح عند ممارسة األنشطة األساسية التربكية‬ ‫اإلخفاؽ في القدرة عمى‬
‫كالشخصية االجتماعية مثؿ األسكياء‪.‬‬

‫‪ .1‬المدارس المتخصصة لممتخمفيػف عقميػا‪:‬‬

‫ىـ الفئة الذيف يعتبركف غير قادريف عمى تعمـ الميارات األكاديمية األساسية‬
‫كالقراءة‬

‫كالكتابة كالحساب كانما يككنكف قابميف لمتدريب كينقسمكف إلى ثبلث فئات‬
‫(التخمؼ العقمي الشديد‪ ،‬كالتخمؼ العقمي المتكسط كالتخمؼ العقمي البسيط)‪.‬‬

‫‪ .2‬المدارس المتخصصة لذكم صعكبػات التعمػـ‪:‬‬

‫مفيكـ يشير إلى عجز في كاحد أك أكثر مف العمميات النفسية األساسية التي‬
‫تدخؿ في الفيـ أك استخداـ المغة المكتكبة أك المنطكقة كالتي تظير عمى عدـ القدرة‬
‫عمى االستماع‪ ،‬التفكير‪ ،‬الكبلـ‪ ،‬القراءة‪ ،‬الكتابة‪ ،‬اليجاء‪ ،‬إجراء العمميات الحسابية‬
‫كيشمؿ عمى حاالت اإلعاقة األكاديمية‪ ،‬اإلصابة المخية‪ ،‬الخمؿ الكظيفي المخي‬
‫البسيط‪ ،‬ك ديسميكسيا‪ ،‬كالحسية النمائية‪ ،‬كال يشمؿ الذيف يعانكف مف مشكبلت تربكية‬
‫ناتجة عف إعاقة بصرية‪ ،‬سمعية حركية‪ ،‬تخمؼ عقمي اضطرابات انفعالية أك حرماف‬
‫بيئي‪ ،‬ثقافي‪ ،‬اقتصادم‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ .3‬المدارس المتخصصة لإلعاقػة البصريػة‪:‬‬

‫تشمؿ اإلعاقة البصرية العمى( فقداف البصر الكمي)‪ ،‬كضعؼ البصر ( فقداف‬
‫البصر الجزئي)‪ ،‬كمف الناحية الطبية القانكنية يعتبر الطفؿ كفيفا إذا كانت حدة‬
‫إبصاره أقؿ مف ‪ 200/20‬أك إذا كاف مجاؿ بصره ال يتعدل ‪ 20‬درجة كذلؾ بعد‬
‫تنفيذ اإلجراءات التصحيحية باستخداـ العدسات أك النظارات الطبية أك الجراحة‪.‬‬

‫كمف الناحية التربكية فالطفؿ يعتبر كفيفا إذا لـ يكف باستطاعتو التعمـ مف‬
‫خبلؿ حاسة البصر كاعتمد عمى طريقة برايؿ‪ ،‬أما الضعؼ البصرم فيك حدة بصر‬
‫تتراكح بيف ‪ 200/20 -70/20‬كفقا لمتعريؼ القانكني كمف الناحية التربكية فحالة‬
‫الضعؼ ال تمنع الطفؿ مف استخداـ بصره كامبل فثمة قدرات بصرية متبقية لديو‬
‫لمقراءة باستخداـ أدكات التكبير‪.‬‬

‫‪ .4‬المدارس المتخصصة لإلعاقػة السمعيػة‪:‬‬

‫تشمؿ اإلعاقة السمعية الصمـ كالضعؼ السمعي‪ ،‬كاألصـ ىك الشخص الذم‬


‫يعاني مف فقداف سمعي يزيد عف ‪ 90‬ديسبؿ‪ ،‬أما الشخص ضعيؼ السمع فيك الذم‬
‫يتراكح مدل الفقداف السمعي لديو بيف ‪ 90 -25‬ديسبؿ‪ ،‬كتصنؼ اإلعاقات السمعية‬
‫تبعا لمدل الفقداف السمعي إلى الفئات التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬إعاقة سمعية بسيطة (‪ 40 -25‬ديسبؿ)‪.‬‬

‫ب‪ .‬إعاقة سمعية متكسطة (‪ 65 -40‬ديسبؿ)‪.‬‬

‫ج‪ .‬إعاقة سمعية شديدة (‪ 90 -65‬ديسبؿ)‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫د‪ .‬إعاقة سمعية شديدة جدا ألكثر مف ‪ 90‬ديسبؿ‪ (.‬خكلة أحمد يحي‪ ،‬أيمف يحي‬
‫عبد اهلل‪)37-36-35 :2010 ،‬‬

‫أما مف الناحية التربكية‪ ،‬فالطفؿ األصـ ىك الطفؿ الذم تمنعو إعاقتو السمعية‬
‫مف اكتساب المعمكمات المغكية عف طريؽ حاسة السمع باستخداـ السماعات الطبية‬
‫أك بدكنيا‪ ،‬أما الطفؿ ضعيؼ السمع فيك الطفؿ الذم يعاني مف ضعؼ سمعي إال‬
‫أف القدرة السمعية المتبقية لدية كظيفية‪( .‬الخطيب جماؿ‪) 20 :2004 ،‬‬

‫‪ .5‬المدارس المتخصصة الضطرابػات السمػكؾ‪:‬‬

‫يعد السمكؾ مضطربا إذا اختمؼ جكىريا مف حيث تك ارره أك مدتو أك شدتو أك‬
‫شكمو كبشكؿ متكرر عما يعتبر سمككا طبيعيا عمى ضكء المكقؼ أك العمر الزمني‬
‫لمفرد أك جنسو أك مجمكعتو الثقافية‪ ،‬كيظير لدل األشخاص المضطربيف سمككيا أك‬
‫المعكقيف انفعاليا جممة مف الخصائص أىميا‪:‬‬

‫عدـ القدرة عمى التعمـ‪ ،‬عدـ القدرة عمى بناء عبلقات اجتماعية طبيعية مع‬
‫األقراف كالمعمميف‪ ،‬كاإلحساس العاـ بالكآبة كالحزف‪ ،‬كالشككل مف أعراض نفسية‬
‫جسمية (مخاكؼ كآالـ) ليس ليا جذكر جسمية كاضحة كاستجابات غير تكيفية‬
‫كأنماط سمككية غير عادية في المكاقؼ العادية‪.‬‬

‫‪ .6‬المدارس المتخصصة لمتكحػػػػػػػد‪:‬‬

‫التكحد إعاقة نمائية تنتج عف اضطراب عصبي يؤثر سمبا عمى كظائؼ‬
‫الدماغ‪ ،‬كتظير ىذه اإلعاقة عادة في السنكات الثبلث األكلى مف الحياة‪ ،‬كترتبط‬
‫بمظاىر عجز شديد عمى األداء العقمي كاالجتماعي كالتكاصمي‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ .7‬المدارس المتخصصة الضطرابػات التكاصػؿ‪:‬‬

‫تشمؿ اضطرابات التكاصؿ‪ :‬اضطرابات المغة كتتمثؿ في ضعؼ أك غياب‬


‫القدرة عمى التعبير عف األفكار كاضطرابات الكبلـ كىي ضعؼ القدرة الفسيكلكجية‬
‫عمى تشكيؿ األصكات بشكؿ سميـ كاستخداـ الكبلـ بشكؿ فعاؿ (خكلة أحمد يحي‪،‬‬
‫أيمف يحي عبد اهلل‪).39 -38 -37 :‬‬

‫كهناؾ تصنيؼ آخر سائر بيف العمماء كالباحثيف كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬المدارس المتخصصة لممعاقػيف جسميػا‪:‬‬

‫ىـ األفراد الذيف يصابكف إصابة جسدية دائمة كتأثر تأثي ار حيكيا عمى ممارسة‬
‫الفرد لحياتو الطبيعية‪ ،‬بصكرة تامة أك نسبية كيقصد باإلعاقة الجسدية‪ ،‬جميع‬
‫الجكانب التي ليا عبلقة بالعجز عمى كظيفة األعضاء الداخمية لمجسـ‪.‬‬

‫‪ .2‬المدارس المتخصصة لممعاقػيف حسيػا‪:‬‬

‫الصفة المميزة كالخاصة لدل اإلنساف ىي قدرتو عمى االتصاؿ مع اآلخريف‬


‫مف حكلو لذلؾ نستطيع القكؿ أف األفراد المعكقيف ىـ أكلئؾ الذيف لدييـ عجز في‬
‫أحد أجيزتيـ الحسية مثؿ المكفكفيف كالصـ كالبكـ كغيرىـ‪( .‬عمر عبد الرحيـ نصر‬
‫اهلل‪).24 -23 :2008 ،‬‬

‫‪ .3‬المدارس المتخصصة لممعاقػيف عقميػا‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫كىـ مرضى العقكؿ كضفافيا كتتضمف اإلعاقة العقمية إما نقصا في التككيف‬
‫العقمي أك عمى أعضاء المخ مثؿ حاالت الضعؼ العقمي كاما خمؿ في التفكير مثؿ‬
‫حاالت المرض النفسي كالمرض العقمي بأشكالو المختمفة‪.‬‬

‫‪ .4‬المدارس المتخصصة لممعاقػيف اجتماعيػا(إنحراؼ االحداث)‪:‬‬

‫كىـ األفراد الذيف يعجزكف عف التفاعؿ كالتكيؼ السميـ مع بيئاتيـ كينحرفكف‬


‫عف معايير كثقافة مجتمعيـ كالمجرميف الجانحيف كالمتشرديف كغيرىـ‪ ( .‬مركاف عبد‬
‫المجيد إبراهيـ‪) 33: 2002 ،‬‬

‫* حجـ مشكمة ذكم االحتياجات الخاصة عالميا كجهكد الجزائر في هذا المجاؿ‪:‬‬

‫يقدر عدد ذكم االحتياجات الخاصة سكاء أكانت جسدية أـ نفسية أـ عقمية‬
‫‪ )10/1‬سكاف العالـ كيتمركز‬ ‫نحك‪ 450 :‬مميكف شخص‪ ،‬كىك ما يقدر بعشر(‬
‫معظميـ عمى الدكؿ النامية‪ ،‬حيث إف ( ‪ )%85‬مف األطفاؿ المعكقيف تحت سف ‪15‬‬
‫سنة يعصكف في تمؾ الدكؿ‪ ،‬كبمنظكر آخر فإنو كحسب تقديرات منظمة الصحة‬
‫العالمية فإف مف (‪ )%12( ،)%10‬مف سكاف الدكؿ النامية معكقيف إعاقات مختمفة‪.‬‬

‫حيث نجد(‪ )%4‬معكقكف ذىنيا‪ )%3.5( ،‬معكقكف بصريا‪ )%3.5 ( ،‬معكقكف‬


‫سمعيا‪( ،‬برنامج ‪ )1997 UNDP‬كتشكؿ مشكمة اإلعاقة عمى المنطقة العربية‬
‫خطكرة خاصة‪ ،‬إذ يقدر حجـ المعكقيف بحكالي ‪ 9‬مبلييف عربي معكؽ‪ ،‬كيتراكح عدد‬
‫‪ )7.5( )3.5‬مميكف طفؿ عربي معكؽ‪،‬‬ ‫األطفاؿ دكف سف الخامسة عشرة بيف (‬
‫كتتكقع عمميات االستقصاء التي أشرفت عمييا مؤسسات دكلية متخصصة زيادة‬
‫‪ 14‬مميكف معكؽ‪( .‬‬ ‫مضطردة في عدد المعكقيف حيث ينظر أف يبمغ عددىـ نحك‬
‫زيتكف كماؿ عبد الحميد‪) 13 :2003 ،‬‬

‫‪57‬‬
‫*اهتماـ الجزائر بذكم االحتياجات الخاصة‪:‬‬

‫بدأ االىتماـ بالمعكقيف مف الستينات مف القرف العشريف حيث تأسست العديد‬


‫مف المدارس كالمراكز لممكفكفيف كالتي تقدـ تعميما في المرحمة االبتدائية كالمتكسطة‬
‫مثؿ المنظمة الكطنية لممكفكفيف الجزائرييف ( ‪ )1963‬كمدرسة المكفكفيف ( ‪)1963‬‬
‫‪ )1975‬كمدرسة المكفكفيف في كالية بشار‬ ‫كمدرسة صغار المكفكفيف بسكرة (‬

‫‪58‬‬
‫(‪ )1978‬كما ظيرت مدارس الصـ كالبكـ كالتي تقدـ خدمات تربكية كتعميمية لمصـ‬
‫في المرحمة االبتدائية مثؿ مدرسة الصـ كالبكـ في كالية الشمؼ كمدرسة الصـ كالبكـ‬
‫في كالية تممساف (‪ )1982‬كمدرسة الصـ كالبكـ في الجزائر ( ‪ )1980‬كمدرسة الصـ‬
‫كالبكـ بالجزائر ( ‪ ،)1976‬كمدارس الصـ في كاليات البميدة ( ‪ )1981‬ككالية عنابة‬
‫‪ ،)1976‬ككالية جيجؿ‪،‬‬ ‫(‪ )1976‬ككالية قسنطينة ككالية سطيؼ‪ ،‬ككالية كىراف (‬
‫ككالية سعيد (‪ )1976‬ككالية باتنة (‪ )1980‬الخ‪.‬‬

‫كما تأسست العديد مف المؤسسات أك المراكز لئلعاقة الذىنية مثؿ المركز‬


‫‪)1973‬‬ ‫الطبي التربكم ك البيداغكجي كالفيدرالية الكطنية ألكلياء المتخمفيف عقميا (‬
‫كجمعية المساعدة لممتخمفيف عقميا (‪ ،)1974‬كالمركز الطبي البيداغكجي (‪.)1982‬‬

‫كما ظيرت العديد مف المؤسسات كمدارس اإلعاقة الحركية أف تقدـ خدمات‬


‫تعميمية لؤلطفاؿ المعكقيف في مرحمة رياض األطفاؿ بؿ اقتصرت الخدمات التربكية‬
‫عمى المرحمة االبتدائية كالمتكسطة فقط‪ (.‬الركساف فاركؽ‪) 75 :2000 ،‬‬

‫بالنسبة لرياضة ذكم االحتياجات الخاصة تسير الفدرالية الجزائرية الرياضية‬


‫المعاقيف عمى تفعيؿ التظاىرات الرياضية‪ ،‬التي تشيد حضكر مكثؼ الرياضي ألعاب‬
‫القكل مف ذكم االحتياجات الخاصة الذيف لـ يمنعيـ إعاقتيـ مف المشاركة كاظيار‬
‫إمكاناتيـ كحصد الميداليات لمتأكيد دائما كأبدا عمى أف اإلعاقة الحقيقية ليست في‬
‫الجسد كانما في التفكير كالعمؿ‪ ،‬فالمعاؽ الحقيقي ىك مف يخفي إمكاناتو كال ينمييا‬
‫بالعمؿ الجاد‪.‬‬

‫كيؤكد فيصؿ يكعسكؽ مدرب فريؽ كرة السمة أف التعامؿ مع فئة ذكم‬
‫االحتياجات الخاصة صعب لمغاية كيحتاج إلى الكثير مف االنضباط كالعمؿ الجاد‬
‫‪59‬‬
‫كالصبر الطكيؿ بالخصكص‪ ،‬إذا لـ تتكفر اإلمكانيات البلزمة‪ ،‬فباعتقاده إذا كاف‬
‫الرياضي العادم يحتاج إلى الدعـ المادم كالمعنكم فالمعاؽ يحتاج إلى ضعؼ ىذا‬
‫الدعـ خاصة كأنو ال تنقصو اإلرادة كالعزيمة‪.‬‬

‫كأجمع معظـ الرياضييف مف ذكم االحتياجات الخاصة أنيـ يعانكف كفرقيـ مف‬
‫نقص اإلمكانيات مف الناحية المادية كالتمكيؿ لشراء الكراسي المتحركة ك‬
‫العكازات ككذا مختمؼ العتاد المخصص الرياضة المعاقيف‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫صعكبات التنقؿ كالتدريب‪ ،‬ىذا دكف الحديث عف النقص الفادح في األماكف‬
‫المخصصة لمتدريب كاكتظاظ ىذه األخيرة‪ ،‬إذ كجدت كما عبر لنا العديد مف‬
‫الرياضييف عف نقص الدعـ المعنكم ككذا االعتراؼ بأىمية كقيمة ما يقكـ بو‬
‫المعاؽ كتشجيعو عمى مكاصمة العمؿ‪ ( .‬كفام حناف‪ ،‬المية نقيب‪ ،‬ب س‪-4 :‬‬
‫‪)7-6‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫إف الحكـ عمى فرد بأنو ُمعاؽ‪ ،‬كأنو ُيعاني مف إعاقة معينة‪ ،‬يجب أف‬
‫ُنميز بيف المفاىيـ التي تستخدـ عندما نحدد مفيكـ كتصنيؼ ذكم االحتياجات‬
‫الخاصة كالتطرؽ بالتفصيؿ إلى احتياجاتيـ‪ ،‬كالخدمات المقدمة لصالحيـ مف‬
‫أجؿ إدماجيـ اجتماعيا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫المحاضرة السابعة‪:‬‬

‫‪ -‬االقساـ المدمجة‪.‬‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫ال يعني‬ ‫الدمج بمفيكمو الحالي كحسبما جاء في القكانيف كالتشريعات الدكلية‬
‫فصؿ التبلميذ إلى فئتيف‪ :‬األكلى مكانيا فصكؿ التعميـ الخاص‪ ،‬كأخرل ليا‬
‫كتربكية خاصة‪ ،‬كلكف يعني اندماجيـ مع برامج الفصكؿ‬ ‫أكضاع تعميمية‬
‫العادية‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ -1‬تعريؼ الدمػج االجتماعػي كاالندمػاج المهنػي‪:‬‬

‫يعرؼ اإلدماج االجتماعي في المغة بأنو‪ :‬مف الفعؿ دمج مصدره االندماج‬
‫كيقصد بو تحقيؽ االنضماـ الشيء إلى جماعتو‪.‬‬

‫أما اصطالحا ‪ :‬ىك عممية سمككية ديناميكية‪ ،‬الغرض مف كرائيا العمؿ عمى‬
‫تحقيؽ التكازف بيف الفرد كتغييرات المحيط فيكسب بذلؾ فعالية التغيير لتحقيؽ التكازف‬
‫بيف محيطو النفسي كالمحيط االجتماعي‪.‬‬

‫( ‪Dictionnaire de PSU Cam Aly- Version française:‬‬


‫‪)1972-P33‬‬

‫‪61‬‬
‫‪-2‬أهداؼ الدمج االجتماعي لذكم االحتياجات الخاصة‪:‬‬

‫البرمجة الفردية فبل يدفع بجميع المعاقيف إلى الفصكؿ‬ ‫كيستند الدمج إلى‬
‫العادية بؿ البد مف المكاءمة كالتدرج‪ ،‬فقد يقتضي الدمج حضكر بعض الحصص في‬
‫مكاف أك مدرسة أخرل‪ ،‬كمبررات الدمج تكمف في أف تعميـ المعاقيف عندما بدأ بشكؿ‬
‫رسمي في جميع دكؿ العالـ كاف يركز عمى برامج العزؿ كالمدارس الداخمية‪ ،‬ثـ‬
‫عندما تبينت اآلثار السمبية لعزؿ األفراد ذكم الحاجات الخاصة ‪ -‬سكاء عمى أنفسيـ‬
‫أك المجتمع ‪ -‬بدأ يتبمكر اتجاه جديد نحك دمج المعاقيف في المدارس العادية‪ ،‬كىك ما‬
‫يعرؼ بمرحمة "التكامؿ كاالندماج"‪ ،‬أم التكامؿ التاـ بيف شرائح المجتمع المختمفة‪،‬‬
‫كتييئة الظركؼ التعميمية كالنفسية كاالجتماعية‪.‬‬

‫كتقر الدكؿ بحؽ جميع األشخاص ذكم اإلعاقة‪ ،‬مساكاة بغيرىـ‪ ،‬في العيش‬
‫في المجتمع‪ ،‬بخيارات مساكية لخيارات اآلخريف‪ ،‬كتتخذ تدابير فعالة كمناسبة لتيسير‬
‫تمتع األشخاص ذكم اإلعاقة الكامؿ بحقيـ كادماجيـ كمشاركتيـ بصكرة كاممة في‬
‫المجتمع ‪.‬‬

‫كيشمؿ ذلؾ كفالة ما يمي‪:‬‬

‫‪ o‬إتاحة الفرصة لؤلشخاص ذكم اإلعاقة في أف يختاركا مكاف‬


‫إقامتيـ كمحؿ سكناىـ كاألشخاص الذيف يعيشكف معيـ عمى‬
‫قدـ المساكاة مع اآلخريف كعدـ إجبارىـ عمى العيش في إطار‬
‫ترتيب معيشي خاص‪.‬‬

‫‪ o‬إمكانية حصكؿ األشخاص ذكم اإلعاقة عمى طائفة مف‬


‫خدمات المؤازرة في المنزؿ كفي محؿ اإلقامة كغيرىا مف‬
‫الخدمات المجتمعية‪ ،‬بما في ذلؾ المساعدة الشخصية‬
‫‪62‬‬
‫الضركرية لتيسير عيشيـ كادماجيـ في المجتمع‪ ،‬ككقايتيـ مف‬
‫االنعزاؿ أك االنفصاؿ عنو‪.‬‬

‫‪ o‬استفادة األشخاص ذكم اإلعاقة‪ ،‬عمى قدـ المساكاة مع‬


‫اآلخريف‪ ،‬مف الخدمات كالمرافؽ المجتمعية المتاحة لعامة‬
‫الناس‪ ،‬كضماف استجابة ىذه الخدمات الحتياجاتيـ‪( ،‬الجمعية‬
‫العامة األمـ المتحدة) لتمكيف األفراد ذكم الحاجات الخاصة‬
‫االندماج في المجتمع بعد معاناة تاريخية طكيمة مف‬ ‫مف‬
‫العزلة‪.‬‬

‫كككف اإلدماج ىك تعميـ الطبلب المكفكفيف مع الطبلب العادييف في نفس‬


‫الكقت كالمكاف‪ ،‬ىذا يستمزـ تأىيؿ المعمـ بحيث يدرس كبل مف الطبلب المكفكفيف‬
‫كالعادييف في نفس الزماف أك االستعانة بمعمـ متخصص‪ ،‬ككجكد حجرة لمكسائؿ‬
‫التعميمية خاصة بالمكفكفيف‪ ،‬كمنح المكفكفيف حصصا إضافية يتعمـ مف خبلليا‬
‫بطريقة برايؿ بالقراءة كالكتابة‪ ( .‬محمد إبراهيـ محمد بدر‪ -‬مكقع أطفاؿ الخميج)‬

‫كمف البدييي أف الدمج الميني لممعكقيف يشكؿ العنصر األساسي االجتماعي‪،‬‬


‫فالشغؿ يمنح استقبللية كتثمينا ذاتيا لمشخص المعكؽ يخرجو مف التبعية كيضمف لو‬
‫مكردا ماليا لما يسمح لو الحصكؿ عمى دكر اجتماعي كمكانة مرمكقة بيف أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬كما أنو يقضي عمى اإلحساس بأنو يشكؿ عبئا عمى المجتمع‪.‬‬

‫إف الحصكؿ عمى منصب شغؿ يمثؿ اعترافا اجتماعيا كيسمح ببركد‬
‫اجتماعية لئلعاقة‪ ،‬فصدكر ىذا القانكف ييدؼ إلى ضماف دمج األشخاص المعكقيف‬
‫عمى المستكل االجتماعي كالميني كذلؾ بإحداث مناصب لمشغؿ خاصة بيـ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫المادة ‪ :23‬يتـ إدماج األشخاص المعكقيف كاندماجهـ‪ ،‬السيما مف‬
‫خالؿ ممارسة نشاط مهني مناسب أك مكيؼ يسمح لهـ بضماف استقاللية‬
‫بدنية كاقتصادية‪.‬‬

‫المادة ‪ :26‬يتعيف عمى المستخدـ إعادة تصنيؼ أم عامؿ أك مكظؼ‬


‫أصيب بإعاقة مهما كاف سببها‪ ،‬بعد فترة إعادة التدريب‪ ،‬مف أجؿ تكلى‬
‫منصب عمؿ آخر لديه‪.‬‬

‫المادة ‪ :27‬يجب عمى كؿ مستخدـ أف يخصص كاحد بالمائة نسبة‬


‫‪ %1‬عمى األقؿ مف مناصب العمؿ لألشخاص المعكقيف المعترؼ لهـ بصفة‬
‫العامؿ‪.‬‬

‫كعند استحالة ذلؾ يتعيف عميه دفع اشتراؾ مالي تحدد قيمته عف‬
‫طريؽ التنظيـ يرصد في حساب صندكؽ خاص لتمكيؿ نشاط حماية‬
‫المعكقيف كترقيتهـ‪.‬‬

‫المادة ‪ :28‬يستفيد المستخدمكف الذيف يقكمكف بتهيئة كتجهيز‬


‫مناصب عمؿ لألشخاص المعكقيف بما في ذلؾ التجهيزات‪ ،‬مف تدابير‬
‫تحفيزية حسب الحالة‪ ،‬طبقا لمتشريع المعمكؿ به‪.‬‬

‫كما يمكف أف يتمقى المستخدمكف إعانات في إطار االتفاقيات التي‬


‫تبرمها الدكلة كالجماعات اإلقميمية كهيئات الضماف االجتماعي‪.‬‬

‫المادة ‪ :29‬مف أجؿ ترقية تشغيؿ األشخاص المعكقيف كتشجيع‬


‫إدماجهـ كاندماجهـ االجتماعي كالمهني‪ ،‬يمكف إنشاء أشكاؿ تنظيـ عمؿ‬
‫مكيفة مع طبيعة إعاقتهـ كدرجتها كقدراتهـ الذهنية كالبدنية‪ ،‬السيما عبر‬

‫‪64‬‬
‫الكرشات المحمية كمراكز تكزيع العمؿ في المنزؿ أك مراكز المساعدة عف‬
‫طريؽ العمؿ‪.‬‬

‫أما فيما يخص اإلدماج الميني لؤلشخاص المعكقيف‪ ،‬فيذا التنظيـ التشريعي‬
‫الجديد يقحـ بداخمو المعطيات االجتماعية كاالقتصادية‪ ،‬غير أنيا تبقى بعيدة عف‬
‫االستجابة لميدؼ الذم سطره المشرع‪.‬‬

‫كيجدر بنا أف نعترؼ أف البعد االجتماعي لمحصكؿ عمى منصب عمؿ كىك‬
‫الشرط الضركرم لضماف االستقبللية البدنية كاالقتصادية لمشخص المعكؽ‪.‬‬

‫فالشغؿ‪ ،‬ال يعيد اعتبار لمشخص المعكؽ في نظر الجماعة االجتماعية‬


‫(األسرة‪ ،‬األخكة‪ ،‬كاألخكات‪ ،‬الجيراف‪ ،‬زمبلء العمؿ فحسب) كلكنو يشكؿ كذلؾ ضماف‬
‫تفتح شخصيتو‪.‬‬

‫إذ أف األحكاـ المسبقة كالكصمات التي تمصؽ بيذه الشريحة تجعؿ حظكظ‬
‫حصكؿ األشخاص المعكقيف القادريف عمى العمؿ كالراغبيف فيو أقؿ‪ ،‬كبالتالي‬
‫يجبركف عمى التيميش كفي أفضؿ األحكاؿ يصبحكف عالة اجتماعية‪.‬‬

‫كمف خبلؿ تحقيؽ حكؿ بعد الدمج الميني لمشخص المعكؽ بكالية قسنطينة‪،‬‬
‫حاكلنا تحميؿ العكامؿ المرتبطة مباشرة بقطاع التشغيؿ خاصة آراء مسيرم بعض‬
‫المؤسسات العمكمية كالخاصة التي بإمكانيا مساعدة أك الكقكؼ في كجو الدمج‬
‫الميني كاالجتماعي لؤلشخاص المعكقيف‪.‬‬

‫تبرز المبلحظات األكلى عند التحاؽ المعكقيف بميداف الشغؿ‪ ،‬حيث ال‬
‫حسب قدراتيـ المينية كال رغباتيـ بؿ يتـ عمى أساس مكانتيـ داخؿ المجتمع فمكانة‬

‫‪65‬‬
‫الشخص المعكؽ تشكؿ سببا رئيسيا لمرفض‪ ،‬إذ أف قطب التشغيؿ يبدم ترددات‬
‫كتحفظات فيما يخص قبكؿ تشغيؿ المعكقيف‪.‬‬

‫‪ -‬إف معظـ مسيرم المؤسسات االقتصادية العمكمية كالخاصة‪:‬‬

‫‪ )01‬يجيمكف التنظيـ التشريعي الذم يساعد المعكؽ لمحصكؿ عمى منصب شغؿ‪.‬‬

‫‪ )02‬يجيمكف حقيقة ىذه الشريحة مف المجتمع كمشاكميا الحقيقية المطركحة مف جراء‬


‫التيميش‪.‬‬

‫‪ )03‬يجيمكف القدرات الفعمية كاإلمكانيات المينية لبعض األشخاص المعكقيف‪.‬‬

‫فيؤالء تشكؿ لدييـ رد فعؿ بالرفض لمشخص المعكؽ المترشح ألم منصب‬
‫عمؿ‪ ،‬كلك تكفرت فيو شركط كمؤشرات المردكدية‪.‬‬

‫ىذا الرفض ىك نتيجة الكصمات كاألحكاـ المسبقة التي نقمتيا التصكرات‬


‫االجتماعية لئلعاقة‪ .‬ىذا ما يجعمنا نتأكد بأننا "نجيؿ كنرفض ما ىك مكصكـ" كفي‬
‫المقابؿ ىؤالء يصرحكف عمكما كينشركف فكرة أف‪ :‬الشخص المعكؽ تتكفؿ بو‬
‫الدكلة"(‪.)‬‬

‫‪66‬‬
‫غير أف معظـ أرباب المؤسسات يخمطكف غالبا بيف‪" :‬إعاقة كعدـ القدرة أك‬
‫العجز"‪ ،‬فمفيكـ اإلعاقة شمكلي أم أنيـ ال يميزكف بيف اإلعاقة كالعجز" نحف نعرؼ‬
‫أف المعكؽ ليس بقدرتو فعؿ أك إنجاز عمؿ ما كلكف نجيؿ ما يمكنو القياـ بو"‪.‬‬

‫كما أنيـ يظيركف كذلؾ تخكفا مف كؿ التزاـ أخبلقي أك قانكني عند تشغيؿ‬
‫شخص معكؽ ضنا منيـ أـ ذلؾ يتبعو آثا ار سمبية عمى نكعية ككمية اإلنتاج‪ ،‬عمى‬
‫الرغـ مف أف تشغيؿ العماؿ المع لذلؾ فكؿ شخص معكؽ يبحث عف منصب عمؿ‬
‫ينحصر في زاكية أك ركف اجتماعي‪ ،‬غير أف المشكؿ يعد اقتصاديا تقنيا كارغكنكميا‪.‬‬
‫(عمي قكادرية‪. ) 16-9 :2004 ،‬‬

‫‪-3-‬الدمج االجتماعي في الجزائر‪:‬‬

‫إف سياسات الدمج االجتماعي المعتمدة مف طرؼ الجزائر لفائدة األشخاص‬


‫المعكقيف تتأقمـ بالتدريج مع المضمكف االجتماعي كالتطكر االقتصادم حيث مرت‬
‫بثبلثة مراحؿ متتالية‪:‬‬

‫مرحمة األكلى‪ :‬المنبثقة غداة االستقبلؿ‪ ،‬حيث كجد المجتمع الجزائرم نفسو‬
‫مديف لقدماء المجاىديف فتـ سف تشريعات تخدـ معطكبي حرب التحرير الكطني‬
‫كتمنح ليـ إمكانية العبلج‪ ،‬كتعكيضات مادية عف األضرار التي تعرضكا ليا كتضمف‬
‫ليـ إعادة تصنيفيـ مينيا‪:‬‬

‫كيعتبر ىذا التشريع حسب رأم األستاذ أ‪ .‬بمطرش بمثابة أكؿ نص قانكني‬
‫يعطي لكؿ شخص الحؽ في عمؿ مأجكر‪ ،‬كما أعطى المشرع الجزائرم أىمية‬

‫‪67‬‬
‫الكقاية كاعادة التأىيؿ الكظيفي كالتككيف الميني‪ ،‬بحيث يضمف سيكلة االلتحاؽ‬
‫بالعمؿ لؤلشخاص المعاقيف كذكم االمتيازات‪ ،‬لكف في الكاقع تبقى عممية التكفؿ‬
‫عشائرية حيث األسرة التقميدية تدمج كترعى الشخص المعكؽ بتكفير لو الحماية‬
‫كالحناف الضركرييف‪.‬‬

‫كعرفت المرحمة الثانية خبلؿ السبعينات نزكح ريفي متتالي لـ تعرفو الببلد مف‬
‫قبؿ‪ ،‬تمؾ الظاىرة التي بدأت في تفكيؾ األسرة المكسعة (التقميدية)‪ ،‬التي أصبح‬
‫الطفؿ المعاؽ فييا ال يحضى بنفس الرعاية السابقة‪ ،‬الشيء الذم يستدعي حتمية‬
‫إنشاء مؤسسات خاصة تضمف التكفؿ بو‪.‬‬

‫كما التزمت الدكلة في الثمانينات التي اعتبرت (العشرية االجتماعية) بتطكير‬


‫قطاع الحماية االجتماعية بترقيتو مف كتابة الدكلة لمشؤكف االجتماعية إلى ك ازرة‪،‬‬
‫حيث بدأت تيتـ باألطفاؿ كاحتياجاتيـ التربكية الخاصة‪ ،‬بخمؽ شبكة مف المؤسسات‬
‫االجتماعية عبر التراب الكطني (مدارس صغار الصـ)‪( ،‬مدارس صغار المكفكفيف)‪،‬‬
‫(مراكز طبية بيداغكجية لؤلطفاؿ المعكقيف ذىنيا) ك(مراكز بيداغكجية لؤلطفاؿ‬
‫المعكقيف حركيا)‪.‬‬

‫لكف يجب أف نعترؼ بأف تمدرس األطفاؿ المعاقيف حسيا في المدارس‬


‫الخاصة كاف لو ماض في الجزائر‪ ،‬حيث دعـ ابتداء مف سنة ‪ 1982‬السنة العالمية‬
‫لمشخص المعكؽ بدكف تعميمو عمى مستكل جميع الكاليات‪ .‬تمؾ المدارس الخاصة‬
‫التي ليا االمتياز كاالستحقاؽ في العمؿ عمى تطكير الممارسات البيداغكجية بالتربية‬
‫كاعادة التربية كتأىيؿ الطفؿ المعكؽ‪.‬‬

‫فيتـ التكفؿ في ىذه المرحمة الثانية باألشخاص المعاقيف مف طرؼ‬


‫المؤسسات الخاصة بغرض تأىيؿ كدمج الشخص المعكؽ اجتماعيا‪ ،‬غير أف ىذا‬

‫‪68‬‬
‫التكفؿ أدل إلى بركز نكع آخر مف التفرقة‪ ،‬كذلؾ بخمؽ حكاجز بيف تمدرس األطفاؿ‬
‫العادييف كاألطفاؿ المعاقيف‪ ،‬فبل يتـ تمدرس كالتعايش الجماعي لمطفؿ األصـ إال مع‬
‫نظيره‪ ،‬أما الطفؿ الكفيؼ ال يستطيع المعب في فترة االستراحة إال مع طفؿ كفيؼ‬
‫مثمو‪ ،‬ككذا الحاؿ بالنسبة لمطفؿ المعاؽ ذىنيا فبل يتردد إال عمى المراكز الطبية‬
‫البيداغكجية التي ال تستقبؿ سكل األطفاؿ الذيف ال يتمتعكف بقدرات ذكائية كاممة‪،‬‬
‫كىذه المغاالة في التكفؿ مف طرؼ المؤسسات أعطت دالئميا كحصرت أىدافيا في‬
‫إطار ضيؽ‪ ،‬إف لف الدمج االجتماعي كالميني لؤلشخاص المعاقيف‪.‬‬

‫‪ -‬يؤدم ىذا التشتيت إلى عزؿ الطفؿ المعاؽ بإبعاده عف المجتمع تحت‬
‫غطاء مشركع إدماجيـ‪.‬‬

‫كما عرفت المرحمة الثالثة صدكر قانكف ‪ 2002‬كالمتعمؽ بالحماية االجتماعية‬


‫كترقية األشخاص المعاقيف‪ ،‬أخذا بعيف االعتبار التحكالت االجتماعية التي عرفتيا‬
‫الببلد كدرجة التحرر التي عرفتيا الحركات الجمعكية التي تفرض عمى المجتمع‬
‫احتراـ الحؽ االجتماعي كاالختبلؼ‪ ،‬كذلؾ بتييئة الظركؼ التي تساعد في عممية‬
‫الدمج االجتماعي الميني ىذا عمى األقؿ مف خبلؿ ركح القانكف الصادر في ‪ 8‬مام‬
‫‪ 2002‬الذم يطمح إلى تشجيع الدمج االجتماعي الميني لؤلشخاص المعاديف‬
‫كالتأكيد عمى حؽ ىؤالء ؼ المجتمع ككاجب ىذا األخير نحكىـ‪.‬‬

‫المادة ‪ :2‬تشمؿ حماية األشخاص المعكقيف كترقيتيـ في مفيكـ القانكف‪ ،‬كؿ‬


‫شخص ميما كاف سنو كجنسو يعاني مف إعاقة أك عاىة كراثية أك خمقية أك مكتسبة‪،‬‬
‫تحد مف قدرتو عمى ممارسة نشاط أك نشاطات أكلية في حياتو اليكمية الشخصية‬
‫كاالجتماعية نتيجة إلصرار كظائؼ الذىنية ك أك الحركية ك أك العضكية‪ -‬الحسية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫المادة ‪ :3‬تيدؼ لحماية األشخاص المعكقيف كترقيتيـ إلى ما يأتي‪:‬‬

‫‪ )01‬الكشؼ المبكر لئلعاقة كالكقاية منيا كمف مضاعفاتيا‪.‬‬

‫ضماف العبلجات المتخصصة كاعادة التدريب الكظيفي كاعادة‬ ‫‪)02‬‬


‫التكييؼ‪.‬‬

‫ضماف األجيزة االصطناعية كلكاحقيا كالمساعدات الضركرية لفائدة‬ ‫‪)03‬‬


‫األشخاص المعكقيف‪ ،‬ككذا األجيزة كالكسائؿ المكيفة مع اإلعاقة كضماف‬
‫استبداليا عند الحاجة‪.‬‬

‫ضماف تعميـ إجبارم كتككيف ميني لؤلطفاؿ كالمراىقيف كالمعكقيف‪.‬‬ ‫‪)04‬‬

‫ضماف إدماج األشخاص المعكقيف كاندماجيـ عمى الصعيد‬ ‫‪)05‬‬


‫االجتماعي كالميني‪ ،‬السيما بتكفير مناصب عمؿ‪.‬‬

‫‪0‬ضماف الحد األدنى مف الدخؿ‪.‬‬ ‫‪)06‬‬

‫تكفير الشركط التي تسمح لؤلشخاص المعكقيف بالمساىمة في الحياة‬ ‫‪)07‬‬


‫االقتصادية كاالجتماعية‪ ،‬تكفير الشركط التي تسمح بترقية األشخاص‬
‫المعكقيف كتفتح شخصيتيـ السيما المتصمة بالرياضة كالترفيو كالتكيؼ مع‬
‫المحيط‪.‬‬

‫تشجيع الحركة الجمعكية ذات الطابع اإلنساني كاالجتماعي في مجاؿ‬ ‫‪)08‬‬


‫حماية المعكقيف كترقيتيـ‪.‬‬

‫الدمج المدرسي لؤلطفاؿ كالمراىقيف المعكقيف في المدارس العادية إف‬ ‫‪)09‬‬


‫كضع ىذا الحؽ في حيز التطبيؽ سيؤدم باألطفاؿ كالمراىقيف مف‬

‫‪70‬‬
‫استقباليـ مف طرؼ المؤسسات المختصة (مدارس صغار الصـ كصغار‬
‫المكفكفيف) إلى إدماجيـ في المدارس العادية لمتربية الكطنية‪.‬‬

‫كما سيسمح لعدد معتبر مف المراىقيف المتكفؿ بيـ في المراكز‬ ‫‪)10‬‬


‫البيداغكجية الطبية إلدماجيـ في مؤسسات التككيف الميني‪ ،‬كمف الضركرم‬
‫خمؽ الظركؼ التي ال تجعؿ مف اإلدماج المدرسي كالميني مجرد إدماج‬
‫صكرم‪ ،‬أم بمعنى الدمج مف أجؿ دمج األطفاؿ ذكم الحاجات الخاصة‬
‫في المدارس العادية جسديا فقط‪.‬‬

‫لذلؾ يجب تكفير كؿ الشركط التي ال تجعؿ مف عممية اإلدماج المدرسي‬


‫مرحميا فقط‪ ،‬بؿ يجب تطبيؽ سياسة مكحدة بيف جميع الك ازرات المعنية تضمف لمطفؿ‬
‫المعكؽ الحؽ في التمدرس في الكسط المدرسي العادم‪ ،‬ىذا الدمج الذم سيسمح‬
‫لممعكقيف الكبار باالندماج الميني كاالجتماعي بشكؿ أفضؿ‪:‬‬

‫يشجع عمى التبادؿ كاالعتراؼ المتبادؿ باالختبلؼ‪.‬‬ ‫‪)01‬‬

‫يخمؽ الظركؼ المناسبة لتحسيف العبلقات اإلنسانية االجتماعية‬ ‫‪)02‬‬


‫كتطكير مفيكـ التضامف الكطني كالتعايش كالتسامح كتقبؿ اآلخر بجميع‬
‫اختبلفاتو مف خبلؿ مفيكـ كممة مكاطنة‪.‬‬

‫يجب أف يككف اإلدماج مبني عمى أساس القدرات العقمية لمطفؿ‬ ‫‪)03‬‬
‫المعكؽ‪.‬‬

‫يحفز عمى تفحص شخصية كذىنية الشخص المعكؽ كقدراتو في استيعاب‬


‫المعارؼ‪( .‬عمي قكادرية‪) 16-9 : 2004 ،‬‬

‫‪71‬‬
‫خالصة‪:‬‬

‫أصبح الدمج االجتماعي حؽ ككاجب اجتماعييف يضمنو القانكف‪ ،‬كلكف يجب معرفة‬
‫متى يمكف أف ندمج كنميز‪ ،‬متى يككف الدمج ضركرم‪ ،‬الشيء الذم يجعمنا نقكؿ‬
‫بأنو يجب قبؿ كؿ شيء كضع سياسة مكحدة ككاضحة كمتناغمة بيف المؤسسات‬
‫المعنية بيذه الفئة حتى تستطيع االستجابة لمحاجيات الخاصة لمطفؿ المعاؽ المدمج‬
‫في أم مدرسة عادية‪.‬‬

‫المحاضرة الثامنة‪:‬‬

‫‪ -‬التمييز االيجابي لذكم االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬تمهيد‪:‬‬

‫‪ -‬يدخؿ العالـ مرحمة جديدة في تعاممو مع فئة ذكم االحتياجات الخاصة‪،‬‬


‫كتقكـ في عديد مف دكؿ العالـ محاكالت جادة إليجاد طرؽ كأساليب عممية‬
‫كعممية إيجابية‪ ،‬حديثة كفعالة مف أجؿ تمبية جؿ احتياجاتيـ قدر اإلمكاف‪،‬‬
‫لعمميا أف تنمية المجتمع تحتاج إلى جيكد الجميع سكاء كانكا عادييف أك مف‬
‫ذكم االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪-1 -‬تعريؼ التمييز االيجابي لذكم االحتياجات الخاصة ‪:‬‬

‫التمييز اإليجابي يعني اإلجراءات التي تقكـ عمى مساعدة مف يعانكف مف إعاقة‬
‫معينة اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬اك طبيعية)‪ .‬في النظاـ المدرسي عمى سبيؿ المثاؿ اخذ‬

‫‪72‬‬
‫التمييز اإليجابي في فرنسا شكؿ مناطؽ تربية تعطى ليا األفضمية‪ ،‬كىذا يعني اف‬
‫تقدـ لمتبلميذ الذيف يعانكف صعكبات معينة كسائؿ تساعدىـ عمى تجاكز اعاقاتيـ‪،‬‬
‫يممككف اقؿ‪.‬‬ ‫تبعا لمصيغة التالية‪" :‬اعط أكثر لمذيف‬
‫)‪https://annabaa.org/arabic/authorsarticles/6761‬‬

‫كىي السياسات التي تعتمد مبدأ األفضمية أك بآليات إنعاش مبلئمة مع األقميات‬
‫تأخذ بعكامؿ كالعرؽ كالمكف كالديف كالجنس كالتكجو الجنسي أك األصؿ في‬
‫التعامؿ كالتي‬

‫في التكظيؼ أك التعميـ‪ .‬بغية السعي إلصبلح التمييز الذم مكرس ضدىـ في‬
‫‪.‬‬ ‫السابؽ‬
‫كتختمؼ طبيعة سياسيات التمييز اإليجابي مف دكلة إلى أخرل‪ ،‬في بعض الدكؿ مثؿ‬
‫اليند ُيستخدـ نظاـ الحصص الذم تككف فيو نسبة معينة مف الكظائؼ الحككمية‬
‫كالمناصب السياسية كالمقاعد الدراسية محجكزة ألعضاء مف مجمكعة معينة‪ ،‬كفي‬
‫بعض الدكؿ األخرل التي ال يتـ استخداـ نظاـ الحصص فييا‪ ،‬تككف األفضمية‬
‫لممنتميف إلى األقميات أك تككف ليـ اعتبارات خاصة عند عممية‬
‫االختيار‪https://ar.wikipedia.org/wiki/.‬‬

‫‪-2‬الفئات المستفيدة مف التربية الخاصة ‪:‬‬

‫إف األفراد ذكم االحتياجات الخاصة ىـ أكلئؾ الذيف يختمفكف أك ينحرفكف‬


‫عف غيرىـ في جانب أك أكثر مف جكانب الشخصية‪ ،‬بحيث يبمغ ىذا االختبلؼ مف‬
‫الدرجة التي تشعر عندىا الجماعة التي يعيش معيا ذلؾ الفرد – ألسباب خاصة –‬

‫‪73‬‬
‫إنو بحاجة إلى خدمات أك احتياجات معينة ؛ تختمؼ عف تمؾ االحتياجات التي تقدـ‬
‫إلى العادييف‪.‬‬

‫كقد يككف ىذا االختبلؼ في أم جانب مف الجكانب ‪:‬العقمي – الجسمي –‬


‫المغكم – االنفعالي –االجتماعي – الحركي ‪ .‬كقد يجمع بيف عدد مف الجكانب في‬
‫كقت كاحد‪.‬‬

‫كقد نجد أف فئة غير العادييف أك ذكم االحتياجات الخاصة فئة ليست‬
‫متماثمة‪ ،‬كانما يختمفكف فيما بينيـ كفقان لنكع أك لمظير االختبلؼ‪ ،‬كاف كانكا في‬
‫خصائصيـ الشخصية قد يككف بينيـ شيء كمف التشابو أكثر مما نجده بينيـ كبيف‬
‫فئة العادييف‪ ،‬كأف مدل االختبلؼ بيف أفراد فئة معينة أقؿ مف مدل االختبلؼ بيف‬
‫أفراد ىذه الفئة كأفراد الفئات األخرل في الصفات مكضع االختبلؼ‪ ،‬فعمى الرغـ مف‬
‫أف المتخمفيف عقميان يختمفكف عف العادييف مف حيث القدرة العامة لمذكاء‪ ،‬إال أف أفراد‬
‫ىذه الفئة يختمفكف أيضان فيما بينيـ كفقان لدرجة الذكاء التي يمتمكيا كؿ منيـ‪ ،‬بحيث‬
‫يصعب في بعض األحياف التعامؿ معيـ‪ ،‬كينطبؽ ىذا أيضان عمى فئة المتفكقيف‬
‫عقميان‪.‬‬

‫كيمكف تقسيـ ذكم االحتياجات الخاصة كالذيف يستفيدكف مف خدمات التربية‬


‫الخاصة إلى ثبلث مجمكعات أساسية في ضكء ثبلث جكانب‪ ،‬حيث يعتبر االنحراؼ‬
‫في أم منيا يتطمب تقديـ خدمات خاصة‪:‬‬

‫أ – الجانب العقمي المعرفي‪:‬‬

‫تحتؿ االنحرافات في الجانب العقمي المعرفي مرك انز خاصان بيف أنكاع‬
‫االنحرافات األخرل‪ ،‬كذلؾ ألف ىذه االنحرافات تضـ مجمكعتيف كبيرتيف مف األطفاؿ‬

‫‪74‬‬
‫تختمفاف فيما بينيما اختبلفا شاسعا‪ ،‬كىما مجمكعتاف متناقضتاف‪ ،‬إحداىما يطمؽ‬
‫عمييا مجمكعة المتفكقيف عقميا ‪ ،‬كاألخرل يطمؽ عمييا مجمكعة المتخمفيف عقميان‪.‬‬

‫ب –الجانب االنفعالي االجتماعي‪:‬‬

‫إف الطفؿ العادم مف حيث الجانب االنفعالي كاالجتماعي ىك الطفؿ الذم‬


‫ينمك في االتجاه السكم كما تحدده الثقافة التي ينتمي إلييا‪ ،‬أك ىك ذلؾ الطفؿ‬
‫المتمتع بالصحة النفسية‪ ،‬كىناؾ فئة أخرل تناقض ما ىك صحي كنعتبرىـ أطفاؿ‬
‫غير عادييف‪ ،‬أك ذكم احتياجات خاصة ‪.‬كتتعدد مظاىر االضطراب في الصحة‪.‬‬

‫النفسية فمنيا ما ىك عقمي كمنيا ما ىك نفسي كمنيا ما ىك اضطراب في‬


‫الشخصية‪ ،‬ىذا بجانب االضطرابات النفس جسمية‪.‬‬

‫ج –الجانب الجسمي‪:‬‬

‫* ىناؾ فئة مف األفراد تعاني نقص أك اضطراب أك مرض جسمي كتشمؿ‪:‬‬

‫‪ )1‬كؿ مف ينقصو قدرة جسمية ألم سبب مف األسباب كالحكادث‪ ،‬كيندرج تحت‬
‫فئات ذكم العاىات الجسمية المشمكليف كالمبتكريف مقطكعي األيدم أك القدميف أك‬
‫كاحد منيا كالمشكىيف كغيرىـ‪.‬‬

‫‪ )2‬كؿ مف ينقصو قدرة حسية خاصة كتشمؿ الصـ كالبكـ كالـ كفكفيف ‪ .‬فالفئة‬
‫الخاصة‪ ،‬ىي كؿ مجمكعة مف أفراد المجتمع يتميز أفرادىا بخصائص أك سمات‬
‫معينة تعمؿ إما عمى إعاقة نمكىـ كتفاعميـ كتكافقيـ مع أنفسيـ كمع اآلخريف‪ ،‬كاما‬
‫أف تعمؿ ىذه الخصائص كإمكانيات ممتازة يمكف استغبلليا كتكجيييا بحيث تفيدىـ‬

‫‪75‬‬
‫في ىذا النمك كالتفاعؿ كالتقدـ‪ ،‬ففي النكاحي السكية‪ ،‬نجد العباقرة أك المكىكبيف‪،‬‬
‫كأصحاب القدرات الخاصة‪ ،‬كفي النكاحي المرضية نجد كافة ألكاف اإلعاقة مف‬
‫النقص أك المرض أك االضطراب الجسمي أك العقمي أك النفسي أك الخمقي الذم‬
‫اإلنساني‪(.‬‬ ‫كافة مجاالت النشاط‬ ‫في‬ ‫كتقدميا‬ ‫الشخصية‬ ‫يعكؽ نمك‬
‫‪) www.pdffactory.com‬‬

‫كيمكف تقسيـ الفئات الخاصة إلى مجمكعتيف‪:‬‬

‫أ‪ -‬المجمكعة السكية‪ :‬كتشمؿ المتفكقيف عقميان ؛العباقرة‪ ،‬كالمكىكبيف كأصحاب‬


‫القدرات الخاصة‪.‬‬

‫ب‪ -‬المجمكعة المرضية ‪ :‬كتشمؿ ضعاؼ العقكؿ كذكم العاىات أك ذكم‬


‫األمراض النفسية كالعقمية كالمنحرفكف‪.‬‬

‫* كىناؾ مف يصنفيا عمى الشكؿ التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬اإلعاقة العقمية ) ‪( Mental Impairment‬‬

‫‪ 2‬اإلعاقة البصرية ) ‪( Visual Impairment‬‬

‫‪ 3‬اإلعاقة السمعية ) ‪( Hearing Impairment‬‬

‫‪ 4‬اإلعاقة االنفعالية ) ‪( Emotional Impairment‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ 5‬اإلعاقة الحركية ) ‪( Motor Impairment‬‬

‫‪ 6‬صعكبات التعمـ ) ‪( Learning Disabilities‬‬

‫‪ 7‬اضطرابات التكاصؿ ) ‪( Communication Disorders‬‬

‫‪ 8‬المكىبة كالتفكؽ ) ‪( Giftedness and Talents‬‬

‫‪ 9‬التكحد ) ‪( Autism‬‬

‫‪ 10‬اإلعاقة الصحية ) ‪( Helth Impairment‬‬

‫‪ 11‬اإلعاقة الحسية المزدكجة ) ‪( Deaf Blindess‬‬

‫‪ 12‬اإلعاقات المتعددة ) ‪ (( Multiple Disabilitis‬الركساف فاركؽ‪1989 ،‬‬


‫‪) 57:‬‬

‫‪-3‬تطكر الفكر التربكی في رعاية األطفاؿ ذكم االحتياجات الخاصة‪:‬‬

‫‪ * -‬معاممة اليكناف لممعاقيف‪:‬‬

‫‪ -‬لقد سيطرت الفمسفة التأممية الذاتية التي نبعت في اليكناف منذ ثبلثة آالؼ‬
‫سنة‪ ،‬حيث كاف ينظر إلى الذكاء عمى أنو المثؿ األعمى كالى اإلعاقة عمى‬
‫أنيا انحطاط ذىني‪ ،‬فقد أقاـ اليكنانيكف دعائـ حضارتيـ عمى القكة الجسدية‪،‬‬
‫كبمغ بيـ األمر أنيـ كانكا ال يتكرعكف مف إلقاء األطفاؿ الضعفاء كالمرضى‬
‫كناقصي النمك في العراء لتجد الكحكش فرصة في الفتؾ بيـ كالتخمص منيـ‪،‬‬

‫‪77‬‬
‫ككانت السبلؿ تباع عمنان في أسكاؽ‪ ،‬إسبرطة كأثينا ليكضع فييا الصغار‬
‫المشكىكف كالمعاقكف خارج المدينة إىبلكا كخبلصان منيـ‪.‬‬

‫‪ -‬كلعؿ ىذا ما دفع أفبلطكف إلى الدعكة لمتخمص مف المعاقيف‪ ،‬إما بالنفي أك‬
‫أك الطرد إلى خارج الببلد كحرمانيـ مف كافة الحقكؽ كالكاجبات‬ ‫النبذ‬
‫البحر‪.‬‬ ‫في‬ ‫بيـ‬ ‫يمقكف‬ ‫كانكا‬ ‫كبعضيـ‬ ‫المتاحة لؤلسكياء‪،‬‬
‫( ‪)http://uqu.edu.sa‬‬

‫‪ -‬معاممة الركماف لممعاقيف‪:‬‬

‫‪ -‬كتمثؿ نفس االتجاه في الدكلة الركمانية القديمة حيث كانت التقاليد الدينية‬
‫تستمزـ أف يكضع الطفؿ عقب كالدتو مباشرة عمى األرض أماـ كالده‪ ،‬فإما أف‬
‫يرفعو األب عف األرض ليصبح الكليد بذلؾ عنص انر مقبكالن في األسرة‪ ،‬كاما‬
‫أك قصكر في تككينو‪ ،‬فيصبح في‬ ‫أف يعرض عنو بسبب تشكىات خمقية‬
‫ىذه الحالة إما مف الرقيؽ أك مف الميرجيف إف سمح لو بالحياة‪.‬‬

‫‪ -‬كلقد كجد الركماف حبلن لممعاقيف كالمتخمفيف عقميان حيث جعمكىـ مادة لمترفيو‬
‫كالتسمية في عصر المجكف كاالنحبلؿ التي سادت الحضارة الركمانية في فترة‬
‫مف الفترات‪ .‬كلقد ظؿ الناس أجياال عديدة يغرقكف األطفاؿ غير مكتممي‬
‫النمك في األنيار‪ ،‬غير أف ىناؾ فئة أثرت فمسفتيا عمى التفكير الركماني‪،‬‬
‫حيث كانكا يمثمكف اتجاىان آخر يربط بيف الخير كالشر كحسف معاممة‬
‫المرضى كالمعاقيف‪.‬‬

‫‪* -‬معاممة المعكقيف في العصكر الكسطى‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬رغـ ظيكر بعض الحقائؽ التي تكضح رعاية المعكقيف في العصكر‬
‫الكسطى األكربية إال أف المعكقكف لـ يككنكا أكفر حظا مف غيرىـ في‬
‫العصكر السابقة بؿ ازدادت اإلساءة إلييـ خاصة في مراحؿ االنتقاؿ مف تمؾ‬
‫العصكر إلى العصر الحديث‪ ،‬كأصبحت بصكرة عامة مشكمة رعاية المعكقيف‬
‫ضمف المشاكؿ الصحية االجتماعية األخرل‪ ،‬كالتي لـ تنؿ أدنى اىتماـ ليا‬
‫نتيجة لطبيعة األكضاع السياسية كاالقتصادية كاالجتماعية المتدىكرة كالتي‬
‫كاف يعيشيا المجتمع األكربي بصكرة عامة‪)http://uqu.edu.sa (.‬‬

‫‪ -‬فمعظـ حاالت المعكقيف كانت تعالج بصكرة سيئة في العصكر األكربية‬


‫الكسطى خبلؿ مراحؿ االنتقاؿ إلى العصر الحديث كالمجتمع الحديث‪ ،‬فقد‬
‫كانت الكنيسة تصدر حكميا عمى المتخمفيف عقميان التصاليـ بالشياطيف مف‬
‫كجية نظر الكنيسة‪ ،‬ليذا سجنكىـ ككبمكىـ كأذاقكىـ ألكاف العذاب لعؿ‬
‫الشيطاف ييرب مف الجسد المعذب‪ ،‬كظؿ ىذا الكضع حتى نياية القرف‬
‫الثامف عشر كحتى عاـ ‪ 1790‬ـ‪.‬‬

‫‪ * -‬رعاية المعكقيف في ظؿ األدياف السماكية‪:‬‬

‫‪ -‬جاءت الديانات السماكية‪ ،‬لتطكر رعاية المعاقيف بعد الحضارة الركمانية‬


‫كاليكنانية التي قامت في ظؿ الكثنية‪ ،‬كأىـ ما يميز ىذه المرحمة أنيا جاءت‬
‫مميئة بتعاليـ المحبة كالتسامح كاإلخاء بيف البشر‪ ،‬فكانت نبراسان تستضيء‬
‫بيدايتو البشرية‪ ،‬فقد حثت جميع األدياف السماكية عمى الرعاية كاالىتماـ‬
‫بالمعاقيف‪ .‬كانت الشرائع السماكية تيدؼ إلى إصبلح الفرد في الجماعة مف‬
‫الناحية الركحية كالمادية‪ ،‬كبدأت بالجانب الركحي لتؤىمو لمجانب المادم‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫كما احتكت عمى أحكاـ عقائدية تنظـ عبلقة اإلنساف مع نفسو كجماعتو‬
‫كتدعك إلى تيذيب النفكس كالتحمي بمكارـ األخبلؽ كالربط بيف البر كالديف‪.‬‬

‫‪ -‬حيث أكدت األدياف السماكية عمى ضركرة االىتماـ بالفئات المحتاجة كتقديـ‬
‫العكف ليا بما يحفظ عمييا كرامتيا كيقييا مف اإلىماؿ كالعنؼ كاالضطياد‬
‫كفي مقدمة ىذه الفئات المرضى كالمعكقكف كناقصي النمك‪.‬‬

‫‪ - -‬عنػػػد المصرييف‪:‬‬

‫‪ -‬أما في الديانة المصرية القديمة فإف اإلحساف كرعاية المرضى كاف ينظـ عف‬
‫طريؽ الدكلة كيدؿ عمى ذلؾ الصكر كالرسكـ الكثيرة المنقكشة عمى جدراف‬
‫معابد القدماء كقبكرىـ فكاف رئيس الدكلة يرأس الحفبلت التي تجمع فييا‬
‫التبرعات كتقدـ القرابيف في المكاسـ المعينة كتكزع عمى الفقراء كالمحتاجيف‪،‬‬
‫كما كاف الممؾ يأمر لبعض الفقراء بمنحيـ الطعاـ كالممبس‪.‬‬

‫‪ -‬كذلؾ كانت أغمب المعابد تستعمؿ كمراكز لمبر كاإلحساف بجانب تمقيف‬
‫العمكـ كالفنكف كاآلداب‪ ،‬كما استعمؿ بعضيا كمبلجئ لمعجزة كالمقعديف‬
‫كالمرضى‪ ،‬كمرضى العقكؿ‪ ،‬فقد تسامت‬

‫‪ -‬فمسفة قدماء المصريف عف فكرة اليكناف كالركماف في التخمص مف المرضى‬


‫كالمعاقيف‪ ،‬كالتي تمثمت في عزؿ ىؤالء المرضى كمنحيـ حؽ الحياة كمدىـ‬
‫بما يحتاجكف إليو‪)http://uqu.edu.sa ( .‬‬

‫‪ -‬عنػػد اليهػػكد‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ -‬بالرجكع إلى بعض آيات التكراة التي نزلت عمى سيدنا مكسى عميو السبلـ‬
‫فإنو يمكف استخبلص أىـ مبادئ الرعاية االجتماعية في رعاية المرضى‬
‫كالمعكقيف ‪ " :‬االتحاد عماد الحياة االجتماعية‪ ،‬الفرد يحب لجاره ما يحب‬
‫لنفسو‪ ،‬حياة الفرد ىي أغمى شيء لديو كىي مرتبطة بحياة الجماعة فتجب‬
‫المحافظة عمييا ككقايتيا مف الشركر‪ ،‬ثركة الفرد ممؾ هلل‪ ،‬فيجب رعايتيا‬
‫كصرفيا فيما يعكد عمى الجماعة بالخير كالرفاىية‪ ،‬كأف الفرد مف صنع اهلل‪،‬‬
‫كؿ األفراد أخكة‪ ،‬كالعطؼ كحسف المعاممة كاجبة عمى كؿ قادر كىذه يجب‬
‫أف تككف أساس اإلحساف كىي أىـ مف الماؿ نفسو‪ ".‬كلتنظيـ ذلؾ اإلحساس‬
‫أكجدت الييكدية نظاـ العشكر كىك تقديـ عشر المحصكؿ أك الثمار كالخيرات‬
‫لتكزع عمى الفقراء كاألرامؿ كاأليتاـ كالمعاقيف‪ ،‬كما جعمت الييكدية لممريض‬
‫كضعان خاصان لرعايتيـ كاالىتماـ بالنظافة التي تقي مف األمراض‪.‬‬

‫‪ - -‬عنػػد المسيحييف‪:‬‬

‫‪ -‬سارت األمكر عمى النيج الركحي السمح الذم سارت عميو الييكدية‪ ،‬حيث‬
‫اتجيت إلى تطيير البشر مف كؿ الرذائؿ كمحاربة المادية البشعة التي أدت‬
‫إلى تفاكت طبقي ممحكظ كالرجكع إلى مظاىر التخمؼ كاالنحراؼ‪ ،‬التي‬
‫كانت سائدة قبؿ نزكؿ الرساالت السماكية‪ ،‬كجاىد المسيح عميو السبلـ لكي‬
‫تعكد لمبشرية قيمتيا الركحية‪ ،‬كترجع التعاليـ كالمبادئ السمحة ليقـ العدؿ‬
‫كينتشر اإلخاء كيعيش الناس في سبلـ‪.‬‬

‫‪ -‬كلقد حافظت المسيحية عمى كؿ أكجو الرعاية التي جاءت بيا الييكدية‪ ،‬كاف‬
‫غيرت في نظاـ العشكر الذم أصبح حقان مشركعان لمفقراء كالمعاقيف كذكم‬
‫الحاجة بعد أف كانت كصية فقط‪ ،‬كذلؾ زخرت تعاليـ المسيحية بكؿ ما‬

‫‪81‬‬
‫يتعمؽ برعاية األرامؿ كاأليتاـ كالمرضى كذكم العاىات كما تخصص كثير‬
‫مف الرجاؿ في الطب‪)http://uqu.edu.sa (.‬‬

‫‪ -‬كقد كاف" لكقا " كىك أحد الحكارييف طبيبان‪ ،‬ككاف لذكم العاىات حظا كاف انر مف‬
‫الرعاية‪ ،‬يقكؿ " بطرس "الرسكؿ " اسندكا الضعفاء ‪ ".‬كلقد اىتـ أحد الرىباف‬
‫ككاف مكفكفان بالمكفكفيف‪ ،‬كتأىيميـ كىك أكؿ مف أنشأ قسـ المرتميف بالكنيسة‬
‫كجعمو كقفان عمى المكفكفيف حيث يحفظكف األناشيد الكنائسية عف ظير قمب‪.‬‬

‫‪ -‬كعمى مر التاريخ اىتمت المسيحية كرجاليا بمعاممة المرضى كالمعكقيف بركح‬


‫األخكة كمف بينيـ رجاؿ الكنيسة" يكحنا" ك"جيركـ "‪ ،‬ك"جريجكرم " كلقد اىتمكا‬
‫ببناء المنشآت الخاصة بيذه الفئات‪ ،‬كمف ىذه المنشآت بناء األديرة‪ ،‬ككذلؾ‬
‫بناء المبلجئ لرعاية أصحاب العاىات‪ ،‬كقد انتشرت مثؿ ىذه المنشآت في‬
‫أكربا حيث كاف يتـ في بعضيا مساعدة بعض المعاقيف عمى الشفاء‪ .‬كتفاكت‬
‫االىتماـ برعاية المعكقيف عقميان مف االىتماـ إلى االزدراء في فترات متفاكتة‬
‫ما بيف القرف العاشر الميبلدم كحتى القرف الثاني عشر الميبلدم‪.‬‬

‫‪ -‬ففي ىذا العصر ظير االىتماـ بمسئكلية الفرد عف أفعالو كما تترتب عمييا‬
‫ميما كانت ظركفو‪ ،‬كلـ يعؼ المتخمفيف عقميان كال المجانيف مف ىذه‬
‫المسئكلية‪ ،‬كاضطيدكىـ أينما كجدكىـ‪ ،‬حتى أطمؽ عمييـ " مارتف لكثر "‬
‫أعداء اهلل!! ‪ ،‬كما أطمؽ عمييـ العامة " أكالد الشياطيف " كزعمكا أف أركاح‬
‫الشر بأيدييـ كفسركا سمككيـ كتصرفاتيـ عمى أنيا أفعاؿ غير مقصكدة‪،‬‬
‫كعاقبكىـ عمنان بأبشع أساليب العقاب‪ ،‬فأحرقكىـ بالنار كعذبكىـ بقسكة‬
‫كاستخدمكا أساليب العنؼ كاإلرىاب بقصد طرد ركح الشر مف أيدييـ‪ ،‬لذلؾ‬
‫كاف عصر النيضة أسكأ عصر بالنسبة لممتخمفيف عقميان كغيرىـ مف ذكم‬

‫‪82‬‬
‫االضطرابات العقمية كالنفسية‪ ،‬كسمي ىذا العصر كذلؾ بعصر السبلسؿ‬
‫الحديدية‪.‬‬

‫‪ -‬كشيد بداية ىذا العصر رعاية لممعكقيف إال أف ىذه الرعاية اقتصرت عمى‬
‫أبناء األعياف كاألمراء كاألثرياء فقط‪ ،‬كفي أكاخر العصر تكالت االىتمامات‬
‫برعاية المعكقيف فظيرت المدارس الخاصة بمعالجتيـ ككاف ذلؾ في عاـ‬
‫‪ 1760‬ـ‪.‬‬

‫‪ -‬إال أف الرعاية التربكية ذات الصيغة العممية لـ تتضح معالميا إال في أكاخر‬
‫القرف الثامف عشر كبداية القرف التاسع عشر الميبلدم حيث ظير مربكف‬
‫كأطباء اىتمكا بدراسة حاالت اإلعاقة العقمية بركح عممية كمف بينيـ العمماء‬

‫"ايتارد " كسيجاف كمنتسكرم‪ ،‬الذيف قامكا بتحميؿ شخصيات المعاقيف عقميان‬
‫كمعرفة سبؿ عبلجيـ بالمستشفيات‪)http://uqu.edu.sa ( .‬‬

‫‪ -‬ق‪ -‬حقكؽ المعاقكف في اإلسالـ‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬إف الشريعة اإلسبلمية تقتضي منح الحقكؽ األساسية لئلنساف مف حيث ىك‬
‫إنساف كأدخؿ ضمنيـ فئة المعاقيف‪ ،‬كلقد أكدت النصكص الشرعية عمى‬
‫تقديـ الرعاية المختمفة لممعاقيف‪ ،‬كيشمؿ‪:‬‬

‫‪ – 1 -‬رفع الحرج عف المعاقيف‪:‬‬

‫‪ -‬قاؿ تعالى رافعان الحرج عف المعاقيف (" لَيس َعمى األعمى حرج كال عمَى‬
‫المر ِج‬
‫يض حرج‪..." .‬سكرة النكر اآلية ‪ )61‬كمعنى‬ ‫األعرج حرج كال عمَى ِج‬
‫ِج‬
‫ىذا أف اهلل رفع الحرج عف األعمى فيما يتعمؽ بالتكاليؼ التي يشترط فييا‬
‫البصر‪ ،‬كعف األعرج بالنسبة لما يشترط فيو المشي كقد يتعذر مف أفعاؿ مع‬
‫كجكد الحرج‪.‬‬

‫‪ –2 -‬إسقاط التكميؼ‪:‬‬

‫‪ -‬إف فاقد اإلدراؾ يسقط عنو التكميؼ‪ ،‬كما يترتب عميو مف جزاء كمسئكلية مع‬
‫عدـ مؤاخذتو بما اقترؼ مف جرائـ مصداقان لقكؿ النبي صمى اهلل عميو كسمـ ‪:‬‬
‫رفع القمـ عف ثالث ‪:‬عف الصبي حتى يبمغ‪ ،‬كعف النائـ حتى يستيقظ كعف‬
‫المجنكف حتى يفيؽ ‪ .‬لذلؾ سقطت الجنايات التي يرتكبيا المعاؽ عقميان كال‬
‫تقاـ عميو الحدكد في القصاص في حالة الجنكف‪.‬‬

‫‪ –3 -‬بث ركح الثقة في نفس المعاؽ‪:‬‬

‫‪ -‬لقد جاء اإلسبلـ بتعاليـ تكرـ المعاؽ كتبث ركح الثقة في نفسو حيث يقكؿ‬
‫النبي صمى اهلل عميو كسمـ ليخفؼ عف المصاب "إف اهلل عز كجؿ قاؿ‪ :‬إذا‬
‫ابتميت عبدم بحبيبتيه فصبر عكضته عنهما الجنة‬

‫‪ – 4 -‬النهي عف الشماتة بالمعاقيف‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬نيي اإلسبلـ عف الشماتة بالمعاقيف عمكمان‪ ،‬كقد كرد بالحديث الشريؼ " ال‬
‫تظير الشماتة ألخيؾ فيعافيو اهلل كيبتميؾ"‪)http://uqu.edu.sa ( .‬‬

‫‪ -‬لذلؾ عمى الفرد بدالن مف السخرية كالشماتة بالمعاقيف أف يحمد اهلل تعالى‬
‫عمى المعافاة كالصحة‪ .‬فالمعاؽ فرد مف أفراد المجتمع‪ ،‬كالمعاقيف فئة مف‬
‫خمؽ اهلل عز كجؿ أرادىا بأف تككف عمى ىذه الصكرة‪ ،‬كلذلؾ فالمسممكف‬
‫مطالبكف بأف ال يسخركا مف بعضيـ البعض‪ ،‬كقد حفظ اإلسبلـ كرامة‬
‫المعاؽ كصاف إنسانيتو حتى ال يككف مكضع سخريو مف األصحاء‪ ،‬فقد‬
‫تككف ىذه اإلعاقة رافعة مف شأنو كمف عزتو أماـ الخالؽ عز كجؿ أفضؿ‬
‫كأعظـ مف الفرد السميـ‪ ،‬كاألمثمة عمى ذلؾ كثيرة منيا ‪ :‬إكراـ الصحابة لعبد‬
‫اهلل بف مسعكد لعرجو في رجمو كنيى الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ الصحابة‬
‫عف مجرد تذكيره بيا‪.‬‬

‫‪-‬‬

‫‪ -‬كعيف عبد الممؾ بف مركاف إباف بف عثماف بف عفاف كىك أصـ كمصاب‬
‫بالفالج كالشمؿ الكجيي أمي انر عمى المدينة المنكرة‪ ،‬ككاف إباف أمي انر فقييان‪،‬‬
‫كأمر عبد الممؾ بف مركاف المنادم أف ينادم في مكسـ الحج‪ :‬أف ال يفتي‬
‫الناس إال عطاء بف أبي رباح إماـ أىؿ مكة كعالميا كفقيييا‪ ،‬ككاف عطاء‬
‫أسكد‪ ،‬أعكر أفمس‪ ،‬أشؿ‪ ،‬أعرج‪ ،‬ال يتأمؿ فيو المرء طائبلن‪ ،‬كعمى كؿ ىذا‬
‫جعمو ديننا الحنيؼ بكؿ ما فيو مف معاني التسامح كالتعاطؼ مع أفراده إماما‬
‫يرجع إليو الناس في الفتكل‪ ،‬كمدرسة يتخرج منيا عمى يده األلكؼ مف‬
‫البيض‪ ،‬كىك عندىـ محؿ الحب كالتقدير‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬كفي ىذا يقكؿ اهلل عز كجؿ ( "يأَيها الذيف آمنكا ال يسخر قَكـ مف قَ ِج‬
‫كـ‬

‫عسى أَف يككنكا َ خي ارن منهـ‪ ،‬كال نساء مف نساء عسى أَف يكف َ خي ارن‬
‫منهف‪ ،‬كال تَممزكا أنفسكـ كال تَنابزكا باأل لَقاب "‪ (. ...‬سكرة الحجرات اآلية‬
‫‪11‬‬

‫‪ -‬كمف ىذا المنطمؽ فإنو ال يجكز مناداة الشخص المعاؽ بيذا المسمى بؿ‬
‫عمينا مناداتو بأفضؿ األسماء لديو‪ ،‬كذلؾ يجب أف تنادم ىذه الفئة مف‬
‫المجتمع بمسميات تفتح ليـ أبكاب الحياة كتشجعيـ عمى العيش داخؿ ىذا‬
‫المجتمع الكاسع كمناداتيـ باألبطاؿ كاألسكد أك الفرساف‪ ،‬فإف مثؿ ىذه‬
‫األلقاب تدعميـ كتزكد األمؿ لدييـ‪.‬‬

‫‪ -‬كيكجب اإلسبلـ عمينا أف نحسف االعتذار إلى المعكؽ إذا أخطأنا في حقو‪،‬‬
‫أك أسأنا إليو عامديف كغير عامديف‪ ،‬فإف الرسكؿ الكريـ صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫يقكؿ "أتؽ اهلل حيثما كنت كاتبع السيئة الحسنة تمحها كخالؽ الناس بخمؽ‬
‫حسف ‪ ".‬ركاه الترمذم‪.‬‬

‫‪ – 5 -‬المساكاة كالعدؿ‪:‬‬

‫‪ -‬قاؿ اهلل تعالى ( يأيها الناس إنا َخمَقَناكـ مف َذ َك ٍرر كأ َنثى كجعمَناكـ‬
‫شعكبان‪.‬كقبائ َؿ لِجتعارفكا إِجف أكرمكـ عند ِج‬
‫اهلل أتَقاكـ ( سكرة الحجرات آية ‪.13‬‬
‫كمف عدؿ كرأفة ىذا الديف العظيـ عمى ىذه الفئة بأنو لـ يتركيـ سدل بؿ‬
‫رتب ليـ مزيدان مف الحقكؽ كأعفاىـ مف بعض الكاجبات قدر استطاعتو‬
‫ليحدث التكازف بيف قدرات اإلنساف كالتزاماتو‪ ،‬فيعيش الجميع حياة طيبة‬
‫كريمة سكاء في ذلؾ األصحاء المعاقكف أك المرضى المعاقكف‪.‬‬

‫‪ – 6 -‬الرعاية المالية لممعاقيف باإلضافة لمجكانب األخرل‪:‬‬


‫‪86‬‬
‫‪ -‬إذا كاف اإلسبلـ قد أعطى لممعاقيف حقكقيـ الكاممة‪ ،‬في عزة ككرامو كدكف‬
‫أم استعبلء‪ ،‬فقد فتح ليـ أيضان بيت الماؿ ليأخذ منو عند اإلعسار ما‬
‫يكفييـ‪ ،‬فقد أكجب اإلسبلـ عمى األمة رعاية المعاؽ كاالىتماـ بو ابتداء مف‬
‫السمطات ككنو كلي عمى مف ال كلي لو كتأسيان بالنبي محمد صمى اهلل عميو‬
‫كسمـ‪ .‬فمقد حرص اإلسبلـ عمى تكفير المكارد المالية البلزمة لتأميف الحد‬
‫األدنى مف االحتياجات المعيشية لممعاؽ‪ ،‬كمف أىـ ىذه المكارد‪ ،‬الزكاة‪،‬‬
‫كخمس الغنائـ كالصدقات‪.‬‬

‫ِج‬
‫كلمرسكؿ‬ ‫فإف ِج‬
‫هلل خمسه‬ ‫شيء ِج‬
‫اعممكا أنما َ غنمتـ مف َ‬
‫‪ -‬يقكؿ اهلل تعالى ( ك َ‬
‫كلذم القربى كاليتَامى كالمساكيف كابف ِج‬
‫السبيؿ) األنفاؿ ‪ .41‬كيرل الفقياء‬
‫أنو مف األفضؿ أف يشترل لممعاؽ بأمكاؿ الزكاة أك بغيرىا مف بيت الماؿ‬
‫عقا انر يدر عميو دخبلن أك أف يشترم لو أدكات مينية‪ ،‬لممارسة مينتو‪ ،‬كذلؾ‬
‫حتى ال يتكرر احتياجو لمزكاة فيعيش عالة عمى الناس كيعؼ بذلؾ نفسو عف‬
‫أم حاجة‪)http://uqu.edu.sa ( .‬‬

‫‪ -‬كاذا تأممنا معاممة كرعاية كاىتماـ المعاقيف في مختمؼ مراحؿ التاريخ‬


‫اإلسبلمي منذ عيد النبكة‪ ،‬كحتى اليكـ‪ ،‬نجد كثير مف الصفحات المشرقة‬
‫كالتي تدؿ عمى مبمغ العناية كالرعاية التي لقييا المعاقكف مف مجتمعاتيـ‬
‫اإلسبلمية ليس عمى اندماجيـ في مجتمعاتيـ كعدـ شعكرىـ باالغتراب فييا‪،‬‬
‫بؿ أيضان مساىمتيـ مساىمة جادة في بنائيا كازدىارىا‪.‬‬

‫‪ -‬كلقد بقى المجتمع المسمـ طيمة ىذه القركف تربة مباركة لتمؾ القيـ الربانية‪،‬‬
‫يحافظ عمييا كينمي ما فييا مف مبادئ كأسس تربكية‪ ،‬كالمتأمؿ في تاريخنا‬

‫العممي‪ ،‬يجد فيضا مف العمماء ممف أصبحت عاىاتيـ عمما عمييا‪ ،‬كعددان‬

‫‪87‬‬
‫كبي انر مف المعاقيف ممف نبغكا في شتى أنكاع العمكـ كالفنكف كاآلداب‪:‬‬
‫كاألحكؿ‪ ،‬كاألخفش‪ ،‬كاألصـ‪ ،‬كاألعرج‪ ،‬كاألعمش‪ ،‬كاألعمى‪ ،‬كاألفطس‪ ،‬لقد‬
‫بمغ ىؤالء في تاريخنا العممي كالفكرم مكانان عظيمان حيث ذاع صيتيـ‬
‫كاشتيركا بألقاب ما ابتبلىـ بو اهلل مف عاىات كلقد يكفينا أف سطكع عبقريتيـ‬
‫لـ يطفئو مر السنيف‪ ،‬كال جيؿ األحفاد‪ .‬كيمكف أف نرجع ذلؾ مف تفكؽ كتقدـ‬
‫لمثؿ ىؤالء العمماء إلى رعاية كاىتماـ الحكاـ كأكلياء األمكر لتمؾ الفئة مف‬
‫األفراد حتى تمكنكا مف إثبات قدراتيـ كامكاناتيـ ككصكليـ إلى ما كصمكا‬
‫إليو‪.‬‬

‫‪ -‬كمف األمثمة التي تدؿ عمى رعاية أكلياء األمكر أك الحكاـ لفئة المعكقيف في‬
‫مجتمعاتيـ اإلسبلمية ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬مبادرة سيدنا عمر رضى اهلل عنو إلى سف أكؿ تشريع اجتماعي في العالـ‬
‫لحماية المستضعفيف كالطفكلة بإنشاء ديكاف لمطفكلة كالمستضعفيف‪ ،‬مع‬
‫فرض لممفطكـ كالمسف‪ ،‬أك المعاؽ فريضة إضافية مف بيت الماؿ‪.‬‬

‫‪ -‬كقد كاف ذلؾ قبؿ أربعة عشر قرنان مف الزمف‪ ،‬كىذا يحتـ عميو إحصاءىـ‬
‫كمعرفة حاجاتيـ كمناطؽ تكاجدىـ‪ ،‬كاألسباب المؤثرة في ضعفيـ كقكتيـ‪.‬‬
‫كما كاف رضى اهلل عنو يقكـ بنفسو بقضاء حكائج المقعديف‪ ،‬حيث خرج مرة‬
‫عمى عادتو يتفقد أحكاؿ رعيتو فرآه الصحابي الجميؿ طمحة يدخؿ بيتان‪ ،‬فمما‬
‫أصبح طمحة ذىب إلى البيت‪ ،‬فإذا بعجكز عمياء مقعدة‪ ،‬فقاؿ ليا ‪ :‬ما باؿ‬
‫ىذا الرجؿ يأتيؾ فقالت‪ :‬إنو يتعيدني منذ كذا أك كذا ككذا كيأتيني بما‬
‫يصمحني كيخرج األذل عني‪)http://uqu.edu.sa ( .‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -‬كذلؾ يظير التاريخ لنا أنو أكؿ المستشفيات في اإلسبلـ كانت خيمة رفيدة‪،‬‬
‫ثـ أنشئت البيرامستانات في دمشؽ كلقد كانت في األصؿ تقدـ العبلج كالدكاء‬
‫ثـ بعد ذلؾ ىجرىا النزالء كبقيت لممعاقيف عقميان‪ ،‬ككانت تقدـ ليـ البرامج‬
‫الترفييية كالطبية كالتركيحية‪ ،‬كخصص عمر بف عبد العزيز مرافقان لكؿ‬
‫كفيؼ‪ ،‬كخادمان لكؿ مقعد ال يقكل عمى القياـ مع عمؿ إحصائية لممعكقيف‪.‬‬

‫‪ -‬بمغ مف اىتماـ الكليد بف عبد الممؾ بالمعاقيف أف انشأ لذكم العاىات دا ار‬
‫خاصة لمعناية بيـ‪ ،‬كتـ تشييد أكؿ مستشفى لمعالجة المجذكميف مف ذكم‬
‫العاىات في عاـ ‪ 88‬ق ككاف ىذا أكؿ مستشفى مف نكعو في العالـ‪.‬‬

‫‪ -‬أما في أكربا فإف مستشفيات الجذاـ لـ تبف قبؿ القرف الثاني عشر‪ ،‬كقد نقميا‬
‫الصميبيكف عف مستشفيات ببلد الشاـ‪ ،‬كمع ذلؾ ففي سنة ‪ 1313‬ق ‪.‬أمر‬
‫الممؾ فيميب بإحراؽ جميع المجذكميف في فرنسا‪ ،‬كىذا مخالؼ لمديف‬
‫اإلسبلمي‪ .‬كمف ىنا نجد أف نظرة اإلسبلـ إلى اإلعاقة كالمعكقيف كقضاياىـ‬
‫بعيدة عف مفيكـ الطبقية‪ ،‬كاالقتدار‪ ،‬كالتمكف كاألفضمية‪ ،‬فإف اهلل ال ينظر‬
‫كأعمالنا‬ ‫قمكبنا‬ ‫إلى‬ ‫كلكف‬ ‫إلى أشكالنا‬ ‫كال‬ ‫صكرنا‬ ‫إلى‬
‫( ‪)http://uqu.edu.sa‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -4 -‬التطكر التربكم في رعاية ذكم االحتياجات الخاصة في العصكر‬
‫الحديثة‪:‬‬

‫لـ تتضح الصبغة العممية في الرعاية التربكية لممعكقيف كذكييـ إال في أكاخر‬
‫القرف الثامف عشر حيث اىتمت فئة مف األفراد بحاالت اإلعاقة المختمفة بركح‬
‫آسرة‪ ،‬كيمكف إيجاز ىذه الجيكد فيما يمي‪:‬‬

‫‪ –1 -‬األعماؿ التي قاـ بها إيتارد‪:‬‬

‫‪ -‬لقد كاف ايتارد مف أنصار المذىب التجريبي الذم يؤمف بأف الحكاس ىي‬
‫مصادر المعرفة‪ ،‬كلقد كضع برنامجان لطفؿ عثر عميو أحد الصياديف في‬
‫الغابة ‪.‬ككاف مف طبقة المعتكىيف‪ ،‬كاستمرت التجربة أك البرنامج لمدة خمس‬
‫سنكات‪ ،‬كاستطاع ايتارد فييا تعميـ الطفؿ مبادئ بسيطة في القراءة كالكتابة‪،‬‬
‫مع إخضاع الطفؿ لبعض االلتزامات في الحياة كاحتراـ التقاليد كاستطاع‬
‫ايتارد أيضان أف يحرز تقدمان في تنبيو الطفؿ إلى استخداـ حكاس التذكؽ كالشـ‬
‫كالممس‪ ،‬كادراؾ العبلقات بيف األشياء‪ ،‬كما دربو عمى التمييز بيف ىذه‬
‫األصكات المختمفة ثـ سرعاف ما أخفؽ في متابعة التمييز بينيـ‪ ،‬كذلؾ فشؿ‬
‫ايتارد في تعمـ الطفؿ الكبلـ كظؿ أصمان كما ىك‪.‬‬

‫‪– 2 -‬جهكد منتسكرم‪:‬‬

‫‪ -‬بدأت اىتماماتيا بالمعكقيف في أكاخر القرف التاسع عشر حيث كانت ترل أف‬
‫مشكمة اإلعاقة مشكمة تربكية أكثر منيا مشكمة طبية‪ ،‬لذلؾ أقامت مؤسسة‬
‫خاصة لممعكقيف عقميان‪ ،‬كصممت ليا أجيزتيا المعركفة التي تككنت مف ست‬
‫كعشريف جيا انز‪ ،‬منيا أجيزة لتدريب القدرات البصرية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫كما قامت بتدريب المعاقيف عقميا بالتدريب عمى اإلحساس بالح اررة‬
‫كالبركدة استخدمت الماء الدافئ كالماء البارد لمتمييز بينيا‪ ،‬ككانت تقدـ‬
‫لممعكؽ كرقان ناعمان كآخر مصنف انر لتدريبو عمى الممس‪ ،‬كلمتدريب عمى األلكاف‬
‫استخدمت لكحة مككنة مف ثماف كأربعيف بكرة مقسمة إلى ثمانية ألكاف مختمفة‬
‫الدرجات‪ ،‬كاستخدمت صناديؽ مممكءة بالرمؿ كالحصى كقطع مف المعادف‬
‫السمع‪.‬‬ ‫عمى‬ ‫كالتدريب‬ ‫المختمفة‬ ‫األصكات‬ ‫بيف‬ ‫لمتمييز‬
‫( ‪)http://uqu.edu.sa‬‬

‫خالصة‪:‬‬

‫إف فئة ذكم االحتياجات الخاصة كالتي تعتبر ثركة حقيقية لشعكبيا في حاؿ‬
‫تمقت ىذه الشريحة الميمة مف المجتمع كافة االىتماـ كالعناية كالرعاية‪ ،‬كاالىتماـ‬
‫بتنميتيا كاستثمارىا كازاحة مف طريقيا كافة المعكقات التي تحكؿ دكف تفجر طاقاتيا‬
‫كتنميتيا النمك السميـ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫المحاضرة التاسعة‪:‬‬

‫‪ -‬مراكز اعادة التربية‪.‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬

‫اف ظاىرة جنكح االحداث ظاىرة اجتماعية كجدت في جميع المجتمعات كاختمفت‬
‫نظرة كؿ مجتمع الى ىذه المشكمة ‪ ،‬حيث اعتبر الحدث المنحرؼ في المجتمعات‬
‫القديمة انو يستحؽ العقاب ‪ ،‬أما حديثا اختمفت نظرة المجتمع لمحدث المنحرؼ تبيف‬
‫اف االحداث المنحرفة ىـ ضحية لظركؼ اجتماعية ادت بييـ الى االنحراؼ كبالتالي‬
‫تييئة الظركؼ االجتماعية بما يخدـ التنشئة السميمة كالصالحة ليؤالء االحداث‬
‫كبالتالي صنع مكاطنيف صالحيف منيـ‬

‫كبسبب التقدـ الحضارم كالتكنكلكجي الحديث فقد ازدادت ىذه المشكمة خاصة في‬
‫المجتمعات النامية مما ادل الى المزيد مف التفكؾ االسرم ‪ ،‬فاالحداث ىـ نكاة‬
‫المجتمع البشرم كمرحمة الحداثة يتكقؼ عمييا بحد بعيد ببناء شخصيات كتحديد‬
‫سمككياتيـ في المستقبؿ ‪ ،‬كام جيد يكجو لرعايتيـ كحمايتيـ ىك في نفس الكقت‬
‫‪92‬‬
‫تاميف لمستقبؿ االمة كتدعيـ سبلمتيا لذلؾ تعتبر رعاية كالطفكلة العممية البناءة‬
‫كاالساسية في ام مجتمع يسعى الى تحقيؽ التطكر المتكازف بعيد االنحرافات كالعمؿ‬
‫االجتماعية كالقادرة عمر االبتكار كالتجدد المتمسؾ في القيـ كاالخبلؽ الفاضمة‬

‫‪_ 1‬اإلطار المفاهيمي لفئة جنكح األحداث‪:‬‬

‫أ‪-‬مفهكـ الحدث ‪:‬‬

‫‪-‬اصطالحا ‪:‬‬

‫يعرؼ بانو شخصا لـ تتكفر فيو ممكية االدراؾ كاالختبار لقصكر عقمو عف ادراؾ‬
‫حقائؽ الشياء كاختيار النافع منيا كاالبتعاد عف الضار كذلؾ بسبب عدـ اكتماؿ نمكه‬
‫كضعؼ في قدرتو الذىنية كالبدنية بسبب كجكده في سف مبكرة ليس في استطاعتو‬
‫بعد كزف االمكر بميزانيا الصحيح كتقديرىا حؽ التقدير ( معكض عبد التكاب‬
‫‪ ، 1995،‬ص ‪) 14‬‬

‫‪-‬الحدث في عمـ النفس‪:‬‬

‫الصغير منذ كالدتو حتى يتـ نضجو النفسي كتتكامؿ لديو عناصر االدراؾ كالرشد‬

‫( محمد عبد القادر ‪ ، 1992،‬ص ‪) 49‬‬

‫‪-‬اما الحدث في عمـ االجتماع ‪:‬‬

‫الصغير منذ كالدتو حتى يتـ نضجو اجتماعيا كتتكامؿ لديو عناصر الرشد كالمتمثمة‬
‫في عناصر االدراؾ التاـ كالقدرة عمى تكيؼ سمككو كتصرفاتو طبقا بما يحيط بو مف‬
‫ظركؼ كمتطمبات الكاقع االجتماعي ( صالح عمي الزيف ‪، 1995،‬ص ‪) 212‬‬
‫‪93‬‬
‫‪-‬اما التشريع اك القانكف الجزائرم ‪:‬‬

‫ىك صغير لسف الذم يقؿ عف سف الثمانية عشر عاما ‪ ،‬كبكصكؿ الصغير الى ىذه‬
‫السف يككف قد بمغ سف الرشد الجنائي ( ابراىيـ حرب محيسف ‪ ، 1999 ،‬ص‪) 11‬‬

‫ب‪-‬مفهكـ االنحراؼ ‪:‬‬

‫‪-‬شرعا ‪:‬‬

‫ىك مجانبة الفطرة السميمة كاتباع الطريؽ الخطأ المنيى عنو دينيا اك الخضكع الى‬
‫كاالستسبلـ لمطبيعة االنسانية دكف قيكد‬

‫ب‪-‬االنحراؼ اصطالحا‪:‬‬

‫كيتمثؿ في مظاىر السمكؾ غير المكافؽ مع السمكؾ االجتماعي السكم كالتي تميد‬
‫بعد ذلؾ الى انزالقو نحك اإلجراـ‬

‫كيعرؼ عمى انو االبتعاد عف المسار المحدد اك ىك انتياؾ لقكاعد كمعايير المجتمع‬
‫ككصمة تمتصؽ باألفعاؿ اك األفراد المبتعديف عف طريؽ الجماعات المستقيمة داخؿ‬
‫المجتمع ظف اك ىك انتياؾ القكاعد ‪ ،‬الذم يتميز بدرجة كافية مف الخركج عمى‬
‫حدكد التسامح العاـ في المجتمع‬

‫ك نعني بو كذلؾ بمخالفة المعايير التي سطرىا المجتمع لمحفاظ عمى استق ارره ‪،‬‬
‫كاليرب مف المدرسة كاعتياد التدخيف في سف مبكرة كالتمرد عمى سمطة الكلديف اك‬
‫االكلياء الى غير ذلؾ ( فكزم محمد جبؿ ‪ ، 2000 ،‬ص ‪) 411‬‬

‫ج‪ -‬انحراؼ االحداث ‪:‬‬

‫‪ -‬يعرفو احساف محمد الحسف الحدث المنحرؼ مف الكجية القنكنية بأنو ‪ :‬الصغير‬
‫‪94‬‬
‫الذم يقؿ عمره عف سف معينة يختمؼ تحديدىا مف بمد الى اخر ‪ ،‬كلكنيا ال تتجاكز‬
‫الثالثة عشر سنة في معظـ البمداف كيصدر عميو حكـ مف محكمة االحداث كىذا‬
‫يعني انو قد ارتكب عمبل اك اعماال تخالؼ قانكف الببلد ( احساف محمد الحسف ‪،‬‬
‫‪ ، 1999‬ص ‪) 228‬‬

‫‪ -‬اما العالـ النفساني سيريؿ بريت يعرؼ الجنكح بأنو ‪ :‬حالة تتكافر في الحدث كمما‬
‫اظير ميكال مضادة لممجتمع لدرجة خطيرة تجعمو اك يمكف اف تجعمو مكضكعا‬
‫الجراء رسمي كحسب انصار مدرسة التحميؿ النفسي فيعرؼ الحدث المنحرؼ بأنو ‪:‬‬
‫الحدث الذم تتغمب عنده الدكافع الغريزية كالرغبات عمى القيـ كالتقاليد االجتماعية‬
‫الصحيحة‬

‫‪ -‬حسب دكركايـ فاف الحدث المنحرؼ مف المنظكر االجتماعي ىك الذم تصدر‬


‫فانيـ‬ ‫عنو افعاؿ منحرفة عف النمكذج السميـ ‪ ،‬تمؾ االفعاؿ التي ارتكبيا الكبار‬
‫يعاقبكف عمييا كمجرميف‬

‫اذف فانحراؼ االحداث يشير الى السمكؾ الذم يخرجكف بو عف قكاعد كتكقعات‬
‫االخريف في المجتمع كالذم يفرض عمييـ كعمى كؿ مف يخرج عميو المعارضة كاتخاذ‬
‫التدابير البلزمة ام اف االنحراؼ ليس صفة السمكؾ ( مجمد طمعت عيسى كاخركف‬
‫‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬ص ‪) 49‬‬

‫‪ _2‬اثر العكامؿ االجتماعية في جنكح االحداث‪:‬‬

‫‪-‬العامؿ االسرم ‪:‬‬

‫تتمثؿ ميمة االسرة ككنيا البيئة االجتماعية االكلى التي تتقبؿ الطفؿ منذ الكالدة‬
‫كتضؿ معو مدة قد تطكؿ اك قصيرة ‪ ،‬كتعتبر السنكات الخمس االكلى مف حياة‬

‫‪95‬‬
‫الطفؿ مف اىـ السنكات في اكتساب الطفؿ لمصفات كالخصائص االجتماعية‬
‫‪ ، 1981‬ص‬ ‫االساسية كالدعائـ االكلى لمشخصية ( جعفر عبد االمير الياسيف ‪،‬‬
‫‪) 16‬‬

‫فيي مسؤكلة عف نمط سمكؾ الطفؿ كقيمو كغرس الصفات كاالخبلؽ الحميدة فيو‬
‫كىناؾ عدة درسات تناكلت اسباب الجنكح كعبلقتو باالسرة ‪ ،‬بحيث ترىيذه الدراسات‬
‫اف االسرة المتكفمة ليا دكر فعاؿ في تككيف السمكؾ االجرامي لدل الطفؿ كىذا‬
‫ماسنراه في النقاط التالية ‪:‬‬

‫انحراؼ االحداث كالتفكؾ‪ :‬كيقصد بو انفصاـ الركابط االسرية الناتج عف الطبلؽ‬


‫كاليجر ‪ ،‬فقد قاـ الكثير مف لباحثيف بدراسة بيف التفكؾ االسرم كالجنكح حيث اف‬
‫النتائج تختمؼ مف دراسة الخرل كذلـ حسب اختبلؼ طبيعة كؿ مجتمع كصفاتو‬
‫كمميزاتو فاف معظـ الدراسات اثبتت اف نسبة ‪ / 70‬الى ‪ /90‬مف االحداث المنحرفيف‬
‫اتك مف بيكت عميا التفكؾ كعدـ االنسجاـ‬

‫فالحدث عندما يفتح عينو في بيت يسكد فيو الخصكمات اك المشاكؿ بيف الكالديف‬
‫فاكيد يتيرب مف محيط االسرة المكجكد ليبحث عف رفقاء اخريف يستمعكف لو كىذا‬
‫يميد لو سبيؿ االنحراؼ كنعني ىنا اف ىناؾ تقصير مف قبؿ االسرة ( حسف شحاتة‬
‫‪ ، ، 1966 ،‬ص ‪) 118‬‬

‫‪-‬العالقة بيف انحراؼ االحداث كالتربية ‪:‬‬

‫يمكف اف يككف اسمكب التربية الكالدية مصدر عطؼ كماف كثقة كيمكف اف يككف‬
‫مصدر ألمو كذلؾ مف خبلؿ اسمكب المعاممة التي يتمقاه ‪ ،‬ككما اف تفاكت في‬
‫المعاممة داخؿ االسرة يمكف اف يكلد بعض الرغبة في االنتقاـ قد تؤدم الى االنحراؼ‬
‫كالجريمة فمكاقؼ الكالديف يجب يجب اف ال تتـ بعد العدالة ‪ ،‬كيجب التاكيد عمى‬
‫‪96‬‬
‫حاجات الطفؿ لمحب كاالماف كتاكيد الذات عند عدـ اشباعيا قد تنفجر بصكرة اك‬
‫باخرل بشكؿ عدكاني ( جعفر عمي ‪ ، 1996 ،‬ص ‪) 65‬‬

‫‪-‬المدرسة كانحراؼ االحداث ‪:‬‬

‫تمثؿ المدرسة المؤسسة الثانية التي اعدىا المجتمع لتربية كتعميـ االطفاؿ ك في قياـ‬
‫المدرسة بيدا الدكر تعتمد عمى المتخصصيف مف المعمميف ك اإلدارييف لذا‬
‫فكضيفتيا تتمثؿ في ‪:‬‬

‫_ تنقية كتطيير التراث الثقافي مما يفسد نمك الطفؿ كيؤثر في تربيتو‬

‫_ التأثير سمبيا ‪ ،‬مف حيث اف عمؿ البيئة المدرسية ىك حذؼ كؿ ماىك غير مبلئـ‬
‫مف البيئة الخارجية كي ال يؤثر في عادات الطفؿ كاتجاىاتو‬

‫_ تكفير بيئة اجتماعية اكثر اتزانا مف البيئة الخارجية مما يؤثر في تنشئة التمميذ‬
‫كتككيف شخصية تككينا يمكنو مف تفاعؿ كالتكؼ مع المجتمع كالعمؿ عمى تطكره‬

‫فالمدرسة االف ىي المحؾ االكؿ الذم تقاس بو قدرة الحدث اك عدـ قدرتو عمى‬
‫التكيؼ مع مجتمع يسكده النظاـ كالقكاعد الممزمة التي يتعرض الحدث لمعقاب اذا‬
‫خالفيا ‪ ،‬كيككف عتابو بكاسطة سمطة اخرل خبلؼ سمطة كالديو‪ ،‬حيث تفرض عميو‬
‫اكضاعا سمككية لـ يسبؽ لو اف صادفيا مف قبؿ ‪ ،‬كفييا يتعرض النكاع العقكبات‬
‫كالجزاءات كقد تعتريو الددىشة اذ يجد حتى كالديو عاجزيف عف حمايتو منيا‬
‫فالمدرسة بالنسبة لمحد تجربة جديدة فبلبد كاف تككف ذات اثر فعاؿ في سمككو كفي‬
‫بناء شخصيتو ( منير المرسي سرحاف ‪ ، 1981 ،‬ص ‪) 192‬‬

‫‪-‬اثر جماعة الرفاؽ ‪:‬‬

‫‪97‬‬
‫تعتبر جماعة الرفاؽ كما يطمؽ عمييا اسـ الشمة كىك عبارة عف جماعة صغيرة تتكفر‬
‫فييا العبلقات الجماعية بيف اعضائيا مف اشخاص ينتمكف الى المراكز االجتماعية‬
‫الكاحدة كينفقكف فيما بينيـ عمى استبعاد االفراد االخريف فيـ يعتبركف المؤثر اتخارجو‬
‫ليا اىمية بالغة في حياة الفرد‬

‫حيث اف اثر ىذه الجماعة يتمثؿ غالبا في تييئة الجك المبلئـ لمحدث ايف يشعر‬
‫بالحرية كاالنطبلؽ خاصة اذا كاف جك البيت كالمدرسة مشحكف بضغكط انفعالية‬
‫تحرـ الطفؿ مف التمتع بحرية التعبير عف رغباتو بممارسة كؿ ما حرـ منو ليشعر‬
‫بمتعة بالغة بانضمامو ليذه الجماعة‬

‫اف الحدث بحاجة ماسة لمعب كاقامة عبلقات اجتماعية مع اقرانو لكي يمضي معيـ‬
‫الكقت خاصة اذا لـ يجد في المنزؿ كسائؿ لمعب كالترفيو اذا لـ يكف لبلسرة عبلقة‬
‫باختيار اصدقائو اف يعمؿ الشارع مسرعا لنشاطو التمقائي فيك يحمؿ الكثير مف‬
‫االغراءات الدافعة التي تبني السمكؾ المنحرؼ‬

‫كغالبا مايبدا الجنكح عند الفشؿ في تحقيؽ الطمكحات اك عند صعكبة تكيفو مع‬
‫الجماعة ك احساسو باالىماؿ مف قبؿ االىؿ كالمجتمع الذم يعيش فيو مف جية ثانية‬
‫فعندما يمجا الى اصدقائو فييتـ بارائيـ كاحكاميـ كيقمدىـ حتى في سمككاتيـ المنحرفة‬
‫باالضافة الى قسكة االياء احيانا ‪ ،‬مف ىنا تتحكؿ ىذه الجماعة مف عادية الى‬
‫عصابات تمارس نشاطيا كنكع مف اليكاية كسد ف ار ‪ ،‬فيقكمكف بالسرقة كاالعتداء‬
‫عمى غيرىـ ‪ ،‬كما ىذه اال بداية صعبة نحك جنكح االحداث ( عبد المنعـ كعدلي‬
‫سميماف ‪ ، 1970،‬ص ‪333‬‬

‫‪ _3‬مظاهر كانكاع جنكح االحداث ‪:‬‬

‫أ‪-‬مظاهر الجنكح ‪:‬‬


‫‪98‬‬
‫يمكف تحديد اىـ مظاىر االنحراؼ لدل االحداث في الحاالت التالية ‪:‬‬

‫‪ _1‬السرقة ‪ :‬تعرؼ عمى انيا االستحكاذ عمى اشياء الغير الشباع حاجة مف‬
‫الحاجات التي ال يتمكف الفرد مف اشباعيا داخؿ االسرة ‪ ،‬اك االضطرار الى مجاراة‬
‫اصدقاء السكء كمف اسبابيا لدل االحداث ‪:‬‬

‫التعكيض عما ينقصيـ بسبب فقرىـ كعدـ تكفر ماؿ لدييـ لشراء مايحتاجكنو‬

‫حب تقميد االخريف كاالصدقاء اك االكلياء اك غيرىـ ممف ليـ التاثير عمى حياة‬
‫الحدث‬

‫استحساف مثؿ ىذا السمكؾ مف قبؿ االىؿ‬

‫‪ _2‬الكذب المرضي ‪ :‬كييدؼ مف كرائو الحدث الى تغطية اخطائو اكمخالفاتو‬

‫‪ _3‬الفشؿ الدراسي كاليركب مف المدرسة ‪ :‬حيث ترتفع نسبة االحدث مف بيف‬


‫الفاشميف كالمنقطعيف عف المدرسة كيرجع محمد فكزم جبؿ انقطاع اك ىركب الطفؿ‬
‫مف المدرسة السباب منيا ‪:‬‬

‫* عدـ مكاكبة المنيج الدراسي لقدرات التبلميذ كقسكة المعمميف‬

‫* غياب انشطة مدرسية تركيحية لمتبلميذ التركيح عف انعاالتيـ‬

‫* عدـ تكافر االمكانيات المادية المناسبة لمتابعة الدراسة كاالضطرار لمعمؿ لمساعدة‬
‫االكلياء مما يؤدم الى ىركبيـ‬

‫*طمكح كضغكط االباء اللحاؽ ابنائيـ بنكع مف التعميـ ال يتناسب مع قدراتيـ فيؤدم‬
‫الى القمؽ كاالحباط‬

‫‪99‬‬
‫‪ _4‬ممارسة جمع اعقاب السجائر كمخالطة المعرضيف لبلنحراؼ اك المشتبو فييـ‬

‫‪ _5‬التخريب كالشغب كالخطكرة عمى االمف كالتزييؼ‬

‫‪ _6‬تعاطي المخذرات كالمسكرات كاالدماف ككذا التدخيف‬

‫‪ _7‬الضرب كالجرح العمدم ( حامد عبد السبلـ ‪ ،‬د‪.‬ت ‪ ،‬ص ص ‪) 528.529‬‬

‫ب_ انكاع المنحرفيف ‪:‬‬

‫صنفت انكاع المنحرفيف المنحرفيف الى االصناؼ التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬االحداث المنحرفيف ‪ :‬ام الذيف يرتكبكف افعاال كضع القانكف لو عقكبة معينة‬
‫‪،‬اك بعبارة اخرل االحداث الذيف يرتكبكف الجرائـ التي ينص عمييا قانكف العقكبات‬
‫كالقكنيف الجنائية االخرل‬

‫‪ -2‬االحداث المعرضيف لبلنحراؼ ‪ :‬كينقسمكف الى ثبلثة اقساـ ىي ‪:‬‬

‫‪ ‬الحدث المتشرد ‪ :‬ىك الحدث الذم ال عايؿ لو ‪ ،‬كليست لو‬


‫كسيمة مشركعة لمتعيش كال مأكل يأكيو‬

‫‪ ‬الحدث المشكؿ ‪ :‬ىك الحدث الذم يعاني مف مشاكؿ سمككية‬


‫كخبلقية كنفسية‬

‫‪ ‬الحدث في خطر ‪ :‬ىك الحدث لذم يفتقد الرعاية لسبب مف‬


‫االسباب اك يتعرض لعدكل مخالطة غيره مف المنحرفيف اك‬
‫يرتد عمى االماكف التي تعتبر مرتعا لبلنحراؼ كالمنحرفيف‬

‫‪ -3‬الحدث فاقد القكل العقمية ‪ :‬يخرج ىذا القسـ مف االحداث مف طائفة االحداث‬

‫‪100‬‬
‫المنحرفيف فبل تطبؽ عميو التشريعات الخاصة باالحداث العادييف كيرل التشريع‬
‫بشانو انو اذا ثبت ارتكاب احد اعضائو سمككا منحرفا يعاقب عميو القنكف ‪ ،‬ضركرة‬
‫ايداعو في احد المراكز لخاصة باالمراض العقمية ( عبد الحميد محمد الشادلي ‪،‬‬
‫‪ ، 2001‬ص ص ‪) 179.180‬‬

‫‪ _4‬المراكز المتخصصة باالحداث الجانحيف ‪:‬‬

‫‪ -1‬المراكز المتخصصة باعادة التربية ‪:‬‬

‫مرت مراكز إعادة التربية في العيد االستعمارم بمراح ؿ ال تختمؼ عف السجكف‬


‫كلمعتقبلت المخصصة لمكبار ‪ ،‬فقد كاف األحداث يكضعكف في السجكف كالمعتقبلت‬
‫المخصصة لمكبار ك يعزلكف في زنزانة خاصة بيـ كال تفرؽ المعاممة بينيـ كبيف‬
‫‪ 1962‬تاسست مديرية فرعية لحماية الطفكلة‬ ‫الكبار كالصغار ‪ ،‬اما بعد عاـ‬
‫كلمراىقة كىي مديرية متعمقة بالتنسيؽ مع ك ازرتي العدؿ كالداخمية ‪ ،‬فيي تعتني فقط‬
‫باالحداث المنحرفيف لكؿ اطفاؿ الجزائرييف لذيف استشيد اباؤىـ في الحرب كليس‬
‫ليـ مف يتكفؿ بيـ ففي بداية االمر كانت المراكز تحت اشراؼ ك ازرة الشباب‬
‫‪ 1984‬تحت كصاية ك ازرة‬ ‫كالرياضة استمرت كاحد كعشركف سنة ثـ تحكلت عاـ‬
‫العمؿ ك الشؤكف االجتماعية كقد تطكرت ىذه المراكز بصكرة فعالة ففي عاـ ‪1976‬‬
‫كاف عدد المراكز ‪ 26‬مركز اما في عاـ ‪ 1990‬كصؿ عددىا الى ‪ 34‬مركز مكزعة‬
‫عمى مستكل الكطف‬

‫حيث نص قانكف حكؿ كيفية معاممة االحداث خبلؿ تكاجدىـ بالمراكز اك‬
‫الجناح المخصص ليـ بالمؤسسات العقابية يراعي فييا مقتضيت سنو كشخصيتو ‪،‬‬
‫كيستفيد الحدث المحبكس عمى جو الخصكص عمى كجبة غذائية متكازنة ككافية ‪،‬‬
‫لباس مناسب ‪ ،‬رعاية صحية كفحكص طبية مستمرة ‪ ،‬محادثة زائريو مباشرة مف‬

‫‪101‬‬
‫دكف فاصؿ ‪ ،‬استعماؿ كسائؿ االتصالعف بعد تحت رقابة االدارة‬

‫‪-‬التدابير تمثمت في النذار ‪ ،‬التكبيخ ‪ ،‬الحرماف مف بعض االنشطة الترفييية كيككف‬


‫حرماف مؤقت ‪ ،‬المنع مف التصرؼ في مكسبو المالي ‪.....‬‬

‫‪ -‬كتشمؿ ىذه المراكز عمى ثبلث مصالح كىي ( نكار الطيب ‪1990. 1989 ،‬‬
‫‪ ،‬ص ص ‪) 156. 153‬‬

‫* مصمحة المالحظة ‪:‬‬

‫تقكـ بدراسة شخصية الحدث كالتصرفات الخارجية لو كمراقبة السمكؾ العاـ عف‬
‫طريؽ المبلحظة المباشرة ‪،‬كال يمكف اف تقؿ االقامة لمحد في مصمحة المبلحظة‬
‫عنثبلث اشير كال تزيد عف ستة اشير ‪ ،‬كعند انتياء ىذه المدة يكجو تقرير مفصؿ‬
‫متبكع بالطريقة لعبلجية كاالقتراحات المناسبة الى قاضي االحداث المختص‬

‫* مصمحة اعادة التربية ‪:‬‬

‫تعمؿ عمى تزكيد الحدث بالتربية االخبلقية كالكطنية كالرياضية كالتمكيف المدرسي‬
‫كالميني قصد ادماج الحدث اجتماعيا‬

‫* مصمحة العالج البعدم ‪:‬‬

‫تتكفؿ بالعمؿ عمى رجكع الحدث الى الكضع الطبيعي االجتماعي لو كالعمؿ ايضا‬
‫عمى ايجاد التدبير العبلجي المناسب بعد اخذ رأم لجنة العمؿ التربكم التي تتككف‬
‫مف ستة أعضاء يرأسيا بالضركرة قاضي االحداث‬

‫‪ -2‬المراكز المتخصصة في الحماية ‪:‬‬


‫‪102‬‬
‫‪ 21‬عاما مف‬ ‫تعتبر مؤسسات داخمية مخصصة اليكاء االحداث الذيف لـ يكممكا‬
‫عمرىـ قصد تربيتيـ كحمايتيـ مف الفساد كالضياع كال تختص ىذه المراكز بقبكؿ‬
‫االحداث المتخمفيف عقميا اك بدنيا كتشتمؿ ىذه المراكز بدكرىا ثبلثة مصالح رئيسية‬
‫عمى مستكل كؿ كالية‬

‫‪ -3‬مصالح المالحظة كالتربية في الكسط المفتكح ‪:‬‬

‫تتمخص مياـ ىذه المصمحة في العناية باالحداث المكضكعيف تحت نظاـ الحرية‬
‫الرافبة بسبب الخطر الخمقي اك عدـ االندماج االجتماعي كما تقكـ ىذه المصمحة‬
‫بجمع االبحاث كاالعماؿ التي تتعمؽ بالحدث ضمف اطار الكقاية مف عدـ تكيؼ‬
‫االحداث ‪ ،‬يتفرع مف ىذه المصمحة عمى مستكل كؿ كاليك قسميف ىما ‪:‬‬

‫* قسـ المشكرة التكجييية كالتربكية‬

‫* قسـ االستقباؿ كالفرز‬

‫‪ -4‬المراكز المتعددة الخدمات لكقاية الشبيبة ‪:‬‬

‫كىي مركز تجمع مياـ كمسؤكليات المراكز الثبلثة المذككرة اعبله عندما تقتضي‬
‫الظركؼ كيبلحظ اف ىذه االنكاع في المراكز قميمة جدا بالقياس مع المراكز االخرل ‪،‬‬
‫نظ ار لصعكبة المياـ التي تختص بيا طبعقا ليذ االمر ‪ ،‬كيحتـ عمى مسؤكلي ىذه‬
‫المراكز اشعار قاضي االحداث بجميع االفعاؿ التي تصيب االحداث كخاصة‬
‫الحاالت المرضية اك كضعو في المستشفى اك ىربو مف المركز اك كفاتو ‪ ،‬كـ‬
‫يعممكف الجيات القضائية عف القضاء مدة الكضع كاالئيكاء بالمركز بشير كاحد قبؿ‬
‫انتياء المدة المحددة كلمحدث الحؽ في يارة عائمتو بصفة استثنائية في حالة الكفاة‬

‫‪103‬‬
‫اك االفراج كـ يتمتع االحداث في ىذه المراكز بعطمة سنكية لدل عائبلتيـ لمدة ال‬
‫‪ ، 2005.2006‬ص‬ ‫تتجاكز ‪45‬يكما خبلؿ فترة لصيؼ ( حكمر سمية ‪،‬‬
‫ص‪56.55‬‬

‫خالصة ‪:‬‬

‫مما سبؽ نصؿ الى اف مفيكـ انحراؼ االحداث يختمؼ تحديده باختبلؼ اىتماىات‬
‫دراسية كتخصص كؿ كاحد منيـ ‪،‬سكاء في القانكف اك في عمـ النفس اك في عمـ‬
‫االجتماع ‪ ،‬كما تتنكع مظاىر االنحراؼ لدل االحداث لتشمؿ سمككات منحرفة كثيرة‬
‫تتراكح بيف البسيطة كالمتكسطة كالخطيرة ‪ ،‬ككميا تستدعي تظافر الجيكد لمتصدم ليا‬
‫عف طريؽ الكقكؼ عمى اسبابيا كالظركؼ المبلئمة لكجكدىا مف اجؿ ازالتيا اك‬
‫التخفيؼ مف كطأتيا عمى األقؿ‪.‬‬

‫المحاضرة العاشرة‪:‬‬

‫‪ -‬المناهج التربكية لممؤسسات المتخصصة‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫غير العادييف أك ذكم االحتياجات الخاصة ىـ أكلئؾ األفراد الذيف ينحرفكف عف‬
‫المستكل العادم في الجكانب الجسمية كالحسية كالعقمية بما يجعؿ مف الضركرم‬
‫إجراء جممة مف التغييرات كالتعديبلت عمى مستكل المؤسسات التربكية‪ ،‬أم‬

‫‪104‬‬
‫إحداث تعديبلت عمى مستكل المناىج التربكية بما يتبلءـ كاحتياجاتيـ التعميمية‬
‫كاالجتماعية مستقببل‪ .‬كسنتعرؼ ىنا عمى مناىج ذكم االحتياجات الخاصة‬
‫كاالستراتيجيات المختمفة التي تستخدـ في تعميميـ‪.‬‬

‫‪-1‬تكييؼ المنهاج التربكم في التربية الخاصة‪:‬‬

‫تمجأ مناىج التربية الخاصة إلى تصنيؼ النشاطات التربكية تبعا لممجاؿ‬
‫النمائي كالمجاالت النمائية األساسية التي تركز عمييا ىذه المناىج عمكما ىي‪:‬‬

‫‪ o‬الميارات الحركية الكبيرة كالدقيقة‪.‬‬

‫‪ o‬الميارات المغكية التعبيرية كاالستقبالية‪.‬‬

‫‪ o‬الميارات االجتماعية كاالنفعالية‪.‬‬

‫‪ o‬الميارات المعرفية اإلدراكية‪.‬‬

‫‪ o‬ميارات العناية بالذات ( الخطيب جماؿ‪ ،‬الحديدم منى‪51 :2009 ،‬‬


‫)‬

‫* كبصرؼ النظر عف فئة األطفاؿ التي يتـ تصميـ المنياج ليا‪ ،‬ينبغي إتباع‬
‫الخطكات التالية‪:‬‬

‫تحديد األىداؼ العامة طكيمة المدل كاألىداؼ قصيرة‬ ‫‪o‬‬


‫المدل‪.‬‬

‫تحديد طبيعة كأنكاع الخبرات التعميمية‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫اختيار المحتكل‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪105‬‬
‫تنظيـ الخبرات كالمحتكل كضماف تكامميا‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫تقييـ مدل شمكلية ك مبلءمة األىداؼ كالخبرات‬ ‫‪o‬‬


‫‪:2007‬‬ ‫كالمحتكل‪( .‬سالمة عبد الحافظ‪ ،‬أبك مغمي سمير‪،‬‬
‫‪)30‬‬

‫‪-2‬تصنيؼ المنػػػػاهج في التربية الخػػاصة‪:‬‬

‫كفي ىذا اإلطار تصنؼ بيجي ‪ 1982)،(Bigge‬مناىج األطفاؿ المعكقيف‬


‫إلى ثبلثة أنكاع كىي‪:‬‬

‫أ‪-‬منهػاج البيئػة التعميميػة المبرمجػة‪:‬‬

‫لقد تـ تطكير منياج البيئة المبرمجة في ميداف التربية الخاصة لتقديـ‬


‫الخدمات التعميمية لؤلطفاؿ ذكم اإلعاقات الشديدة أك المتعددة‪ ،‬كمف أفضؿ األمثمة‬
‫عمى ىذا النكع مف المنياج كأكثرىا شمكلية المنياج الذم طكره تكني كرفاقو‬
‫(‪ ،)1979‬بحيث يتضمف برامج فرعية عديدة تشمؿ الميارات المغكية التعبيرية‬
‫كالميارات المغكية االستقبالية كالميارات المعرفية كالميارات الحركية الدقيقة كالميارات‬
‫الحركية الكبيرة كميارات العناية بالذات‪.‬‬

‫ب‪ -‬منهاج التطكر النمائي‪:‬‬

‫ىذا المنياج يستند إلى افتراض مفاده أف معمـ التربية الخاصة لف يستطيع‬
‫تمبية الحاجات الفردية لمطفؿ المعكؽ دكف أف يككف ممما بمبادئ النمك اإلنساني‬
‫كخصائصو‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ج‪ -‬المنهاج التقميدم‪:‬‬

‫ىك المنياج المدرسي العادم الذم تـ تطكيره دكف األخذ بعيف االعتبار‬
‫االحتياجات األطفاؿ المعكقيف‪ ،‬كمع أف اإلعاقات أنكاع مختمفة كمستكيات متباينة إال‬
‫أنو ىذا المنياج كالذم يمكف أف يستخدـ جزئيا أك ربما كميا في بعض الحاالت‬
‫لتدريس التبلميذ المعكقيف‪ ،‬فالتكجو المعاصر نحك الدمج أك ما أصبح يعرؼ باسـ‬
‫جماؿ الخطيب‪ ،‬منى‬ ‫"المدرسة لمجميع" جعؿ مثؿ ىذه الممارسة ممكنة‪( .‬‬
‫الحديدم‪)65-64-61-59: 2009،‬‬

‫نستطيع القكؿ أف الخكض في منياج التربية الخاصة يشكؿ تحديا حقيقيا إذ‬
‫ليس ىناؾ منياج مكحد لفئات اإلعاقة أك حتى لفئة كاحدة منيا‪ ،‬كمع ذلؾ فمف تككف‬
‫العممية التربكية فعالة كمبلئمة ما لـ تستند إلى إطار كخطة كاضحة كمحكمة‪ ،‬كلما‬
‫كاف المنياج ىك الذم يرسـ مبلمح ىذا اإلطار كيحدد عناصر ىذه الخطة‪ ،‬فبل بد‬
‫أف يبحث المعممكف عف دليؿ يكجو جيكدىـ كيرشدىـ إلى تحديد األىداؼ كتطكير‬
‫األدكات كالكسائؿ‪ ،‬كتنفيذ النشاطات التي تساعد األطفاؿ المعكقيف عمى اكتساب‬
‫الميارات كتطكير القدرات كالمفاىيـ‪ ،‬كتمثؿ القيـ البلزمة لبلعتماد عمى النفس في‬
‫المكقؼ الحياتية اليكمية(سالمة عبد الحافظ‪ ،‬أبك مغمي سمير‪)30 : 2007 ،‬‬

‫كلعؿ مف أىـ خصائص التربية الخاصة تركيزىا عمى تكييؼ المنياج عمى‬
‫‪.‬‬ ‫نحك يسمح بتمبية االحتياجات التعميمية الفريدة لمطبلب ذكم االحتياجات الخاصة‬
‫(الخطيب جماؿ‪ ،‬الحديدم منى‪)69 : 2009 ،‬‬

‫كيعتبر النمكذج الذم خدمة كييماف ‪ 1981)،(wenmen‬في بناء المنياج‬


‫لؤلطفاؿ ذكم االحتياجات الخاصة‪ ،‬مف النماذج المقبكلة كالمعتمدة في مجاالت‬
‫التربية الخاصة‪ ،‬كىك يمر عمى خمس خطكات رئيسية‪:‬‬

‫‪107‬‬
‫التعرؼ عمى السمكؾ المدخمي‪ :‬يعتمد بناء مناىج األطفاؿ ذكم‬ ‫‪.1‬‬
‫االحتياجات الخاصة عمى معرفة خصائص ىؤالء األطفاؿ فنحف‬
‫بحاجة أكال إلى معمكمات أكلية سريعة عف الفئة التي تتعامؿ معيا‬
‫بشكؿ عاـ‪ ،‬حتى نتمكف مف السير قدما في بناء المنياج‪.‬‬

‫قياس مستكل األداء الحالي‪ :‬تيدؼ ىذه العممية إلى معرفة‬ ‫‪.2‬‬
‫نقاط القكة كنقاط الضعؼ في أداء الطالب‪ ،‬باستخداـ مقياس أك أكثر‬
‫مف المقاييس التي تقيس الميارات السمككية المختمفة في كؿ بعد مف‬
‫األبعاد المختمفة التي يتضمنيا محتكل المنياج‪.‬‬

‫إعداد الخطة التربكية الفردية‪ :‬كىي خطة تصمـ بشكؿ خاص‬ ‫‪.3‬‬
‫لطفؿ معيف لكي تقابؿ حاجاتو التربكية‪ ،‬بحيث تشمؿ كؿ األىداؼ‬
‫المتكقع تحقيقيا كفؽ معايير معينة في فترة زمنية محددة‪.‬‬

‫إعداد الخطة التعميمية الفردية‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫تقكيـ األداء النيائية‪ ( .‬أحمد يحي خكلة‪34-30 : 2006 ،‬‬ ‫‪.5‬‬


‫)‬

‫كفي ىذا اإلطار مف الضركرم اإلشارة إلى إف رعاية ذكم الحاجات الخاصة‬
‫قد عرفت انتكاسات أثناء عممية التحكؿ كالتطكر‪ ،‬ألف طريؽ التنمية يتسـ بالتغير‬
‫التدريجي الصاعد‪ ،‬كالدائـ باإلضافة إلى آليات محددة لتصحيح السمبيات التي تظير‬
‫في الممارسة‪ ،‬كذلؾ عكس العممية اإليكائية‪ ،‬حيث ىناؾ إجابات كحمكؿ جاىزة مقدما‬
‫لكؿ المشكبلت كذلؾ ألف التنمية نظاـ تقتضي إصدار ق اررات كتحمؿ مسؤكليات‪،‬‬
‫كاالعتراؼ مسبقا بأف ىذه الق اررات تؤدم إلى صراعات كضركرة إبداع كسائؿ‬
‫كاستراتيجيات لمكاجيتيا‪ ،‬كفي ضكء ذلؾ يمكف القكؿ إف عممية التحكؿ التنمكم‬
‫‪108‬‬
‫تقتضي إعادة صياغة القيـ السائدة كتغيير أنماط السمكؾ مف خبلؿ مجمكعة كبرل‬
‫متكاممة مف التحكالت كمف بيف أىـ ىذه التحكالت ما يمي‪:‬‬

‫التغير مف االعتماد عمى الدكلة في تحمؿ المسؤكلية الفردية في مجاؿ صنع‬


‫الق اررات المناسبة لحاالت ذكم الحاجات الخاصة عمى قدر تباينيـ‪.‬‬

‫‪ .i‬التغيير مف السمبية إلى المشاركة اإليجابية كالتي تعني االلتزاـ‬


‫بالدفاع عف قضايا معاصرة في التربية الخاصة قد تؤدم إلى‬
‫صراع مثؿ ( قضية االبتكار لدل ذكم الحاجات الخاصة)‬

‫‪ )01‬التغير مف اتخاذ مكاقؼ ثابتة إلى تبني منظكرات تعاكنية‪،‬‬


‫تميؿ إلى قبكؿ االختبلؼ‪.‬‬

‫‪ )02‬التغير مف مناخ اليأس كالقدرية إلى مناخ الثقة بالذات كالقدرة‬


‫عمى التحكـ في المصير كتحمؿ المسؤكلية‪.‬‬

‫‪ )03‬تغير زاكية التفكير التي تقكـ عمى ثنائية متعاكسة مغمقة كىي‬
‫الخطأ كالصكاب إلى المنظكر التنمكم في التفكير الذم ينزع إلى‬
‫قبكؿ الحمكؿ المتعددة كالمتنكعة كالفريدة‪.‬‬

‫‪ )04‬االنتقاؿ مف اإلشكالية التي يسيطر عمييا الماضي إلى‬


‫التكجيات المستقبمية‪.‬‬

‫‪ )05‬التغيير مف الشؾ بمبدأ عدـ اإلتياف بأبدع مما كاف إلى الثقة‬
‫الفعالة كالمقدرة الخفية في كؿ أفراد ذكم االحتياجات الخاصة‬
‫كالذيف ىـ عمى اشد الحاجة إلى فف إزاحة الستار عند القدرات‬
‫الدفينة التي يمتمككىا‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ )06‬االنتقاؿ مف عزؿ أكالدنا ذكم الحاجات الخاصة داخؿ زنزانة‬
‫منزلية إلى االنفتاح في ضكء الرعاية كالتحدم لمصعاب بالصبر‬
‫كالعمؿ‪.‬‬

‫‪ )07‬االنتقاؿ مف عدـ الكفاءة البلتخصصية إلى المؤمنيف بقدرة ذكم‬


‫الحاجات الخاصة كالقدرة عمى العمؿ الستخراج أقصى طاقاتيـ‬
‫كقدراتيـ كابراز ميكليـ كاستعداداتيـ‪.‬‬

‫‪ )08‬االنتقاؿ مف الركتينية في التعامؿ مع ذكم الحاجات الخاصة‬


‫إلى االلتزاـ الشخصي كاالنضباط الذاتي كالمعيار األخبلقي الذم‬
‫يؤتي المعرفة كاإلبداع في المجاؿ ىك اإلتقاف في الميارات‬
‫البلزمة‪.‬‬

‫‪ )09‬اإلطبلع عمى التجارب العالمية في رعاية ذكم الحاجات‬


‫الخاصة كاالقتياد بإبداعات البعض منيـ عبر التاريخ‪.‬‬

‫‪ )10‬كيمكف القكؿ أنو قد ال تكفى الصياغة النظرية لقكاعد المنيج‬


‫عمى إصبلح التربية الخاصة كلكف ينبغي االلتفات إلى تحديات‬
‫التطبيؽ العممي‪ ( .‬محمد صالح اإلماـ‪)16 -15: 2010،‬‬

‫إف المنياج العاـ مدعما بالكسائؿ كاألدكات المساعدة ساعد التكجو المعاصر‬
‫نحك الدمج أك ما يعرؼ باسـ (المدرسة لمجميع) كجعؿ حتى األطفاؿ المعكقيف يمكف‬
‫( بطرس‬ ‫ليـ االستفادة مف المنياج العادم إذا تكفر ليـ القميؿ مف الدعـ الخاص‪.‬‬
‫حافظ بطرس‪)174 : 2009 ،‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ -3‬مصػػػادر منهاج التربية الخاصة‪:‬‬

‫ثمة ثبلثة مصادر لمنياج ذكم احتياجات الخاصة كىي‪:‬‬

‫‪- 1‬حاجات المجتمع اآلنية‪ :‬دراسة بيئة الطفؿ التي أتي منيا‪.‬‬

‫‪- 2‬حاجات المتعمـ كاىتماماتو يتـ تقكيـ اىتماماتو‪ ،‬قدراتو‪ ،‬حاجاتو‪ ،‬خبراتو‬
‫كنمطو التعميمي كطبيعة شخصيتو‪.‬‬

‫‪- 3‬المحتكيات كالمكضكعات‪ :‬مراعاة التكامؿ بيف المكضكعات األكاديمية‬

‫* نستخمص‪ :‬إف الغرض العاـ مف المنيج المتكامؿ ىك تحضير الطالب لمعمؿ‬


‫بأقصى حد ممكف في البيئة الطبيعية‪ ،‬التدريس عمى الميارات‪ ،‬شمكلية األىداؼ‪،‬‬
‫(محمد صابر‬ ‫تحمؿ المسؤكلية‪ ،‬حاجات المتعمـ‪ ،‬خبرات الطفؿ‪ ،‬تغذية راجعة‪.‬‬
‫كآخركف‪)23 : 2006 ،‬‬

‫‪-4‬خطكات كضع المنهاج في التربية الخاصة‪:‬‬

‫‪ .1‬اختيار األهداؼ كتحديدها ‪ :‬عند اختيار األىداؼ العامة السنكية‪ ،‬ىناؾ بعض‬
‫األسئمة يجيب عمييا الفريؽ لمتأكد مف محتكل المنيج‪:‬‬

‫‪ -‬مكافقة األىداؼ مع فمسفة تعميـ ذكم االحتياجات الخاصة‬

‫‪ -‬تمبية األىداؼ لرغبات كحاجيات الطالب في مجتمعو‬

‫‪ -‬قيمو األىداؼ‬

‫‪ .2‬التقكيـ التربكم‪:‬‬

‫‪ -‬ىؿ يعكس المنيج تفيما لخصائص الطفؿ كقدراتو كضعفو‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪ -‬ىؿ صياغة األىداؼ عمى نيج تحميؿ الميارات مف العاـ لمخاص كمف السيؿ‬
‫لمصعب كمف المممكس لممجرد‪.‬‬

‫‪ .3‬األهداؼ التعميمية‪:‬‬

‫‪ -‬ىؿ األىداؼ التعميمية كاضحة كمحددة‪.‬‬

‫‪ -‬ىؿ األداء المطمكب كاضح‪.‬‬

‫‪ -‬أساليب القياس كاضحة محددة‬

‫‪ -‬معايير النجاح كاضحة‬

‫‪ -‬األىداؼ متناسبة مع األىداؼ العامة لممنيج‪.‬‬

‫‪ .4‬تقكيـ فاعمية البرنامج‪:‬‬

‫‪ -‬تتـ عف طريؽ التحقؽ مف األساليب التقكيمية كمدل مبلئمتيا‬

‫‪ -‬تناسب أساليب القياس كاألىداؼ‬

‫‪ -‬قياس متكاصؿ‬

‫‪ -‬صبلحية االختيارات كأنكاعيا‪( .‬الخطيب منذر هاشـ‪) 133 : 2007 ،‬‬

‫‪ -5‬تكييؼ المنهاج التربكم في التربية الخاصة ككيفية تعديمه‪:‬‬

‫‪112‬‬
‫بدؿ مف السؤاؿ ىؿ باستطاعتنا بناء منياج أكاديمي كاحد لتمبية حاجات كؿ‬
‫المتعمميف نطرحو كالتالي‪ :‬ما المنياج الذم يكفر الحد األقصى مف الحتماالت ألف‬
‫يمر معظـ المتعمميف بخبرات مدرسية ناجحة ؟‬

‫فكما تعتقد بكجاش ككارجر ( ‪ ) Pugagh et warger‬أف مف خصائص‬


‫التربية الخاصة تركيزىا عمى تكييؼ البرنامج عمى نحك يسمح بتمبية الحاجات‬
‫التعميمية الفردية كيتعيف تحديد األداء الحالي‪ ،‬ثـ تعييف األىداؼ طكيمة كقصيرة األمد‬
‫كالطرائؽ كالكسائؿ لمتحقيؽ كالفترة الزمنية لذلؾ‪.‬‬

‫فالمنياج في التربية الخاصة يتمركز حكؿ الميارات األكاديمية األساسية‬


‫كالكظيفية كتكاد تقصر عمى الميارات المدخمية في مجاؿ القراءة كالحساب‪ ،‬فترل كؿ‬
‫كارجر‪ ،‬أف مبدأ تكافؤ الفرص في التعميـ ال يمبي االحتياجات ك‬ ‫مف بكجاش ك‬
‫الفركقات الفردية رغـ النكايا الحسنة‪ ،‬فالمنياج التقميدم ال يضمف إال جرعات بسيطة‪.‬‬
‫(سالـ ككثر جميؿ‪) 55 : 2009 ،‬‬

‫كىناؾ مف ىـ أكثر تفاؤؿ حيث يعتقدكف أف التكصؿ إلى منياج أكثر قبكال‬
‫كفائدة مف خبلؿ تعاكف المعمميف العادييف كمعممك التربية الخاصة‪ ،‬حيث أف التربية‬
‫العادية تقدـ أفكا ار حكؿ ما ينبغي تعممو في المدرسة‪ ،‬كالتربية الخاصة تركز عمى‬
‫الحياة التي تنتظر المعمميف‪ ،‬كلذلؾ نركز عمى مصادر المنياج لممتعمميف‪ ،‬المجتمع‬
‫كالمكاد الدراسية‪.‬‬

‫تفاعؿ فئات اإلعاقة المختمطة مع المنياج بكجو عاـ‪.‬‬ ‫‪)01‬‬

‫ذكك اإلعاقة البسيطة أك الذيف يككنكف غالبا مركا‬ ‫‪)02‬‬


‫بخبرات مع المنياج األكاديمي العاـ قبؿ إخراجيـ مف الصؼ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫مدل ما ستحققو المناىج أيف أخفقت األخرل في‬ ‫‪)03‬‬
‫استثارة دافعيتيـ كمدل إمكانية خمؽ التكازف بيف األىداؼ‬
‫المتكخاة مف الدمج كاألىداؼ االكادمية‪.‬‬

‫ذكل اإلعاقة الشديدة‪:‬المنياج المصمـ ليـ يتمركز حكؿ‬ ‫‪)04‬‬


‫ميارات كظيفية كأخرل ترتبط بتأدية الميارات الحياتية اليكمية‪،‬‬
‫ككذا األمر لذكل اإلعاقات المتكسطة األىداؼ تككف‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫اإلعاقة الجسمية ( سمعية كبصرية ) كالجسمية غالبا‬ ‫‪)05‬‬


‫ما يتعمؽ األمر بالمنياج األكاديمي بحد ذاتو مع تكيؼ تفاعؿ‬
‫الطبلب مف خبلؿ تعديؿ كتكييؼ الكسائؿ كالطرؽ التعميمية‬
‫سالـ ككثر جميؿ‪،‬‬ ‫كاستخداـ األجيزة كاألدكات التقنية‪( .‬‬
‫‪)56 : 2009‬‬

‫ثـ تطكير التربية الخاصة كمنياجيا استنادا إلى‬ ‫‪)06‬‬


‫افتراض مفاده أف االحتياجات التعميمية تنبثؽ مف عكامؿ‬
‫داخمية لمطفؿ كليس مف عكامؿ خارجية ( الكضع التعميمي )‬
‫كلذا اتسمت المناىج بالمحدكدية كالبساطة‪.‬‬

‫فالنمكذج التشخيصي العبلجي ينطكم عمى افتراض أف‬ ‫‪)07‬‬


‫المشكبلت التي يعاني منيا الطفؿ نتاج اضطراب في العمميات‬
‫النفسية الداخمية تصؼ ىذه االضطرابات إلى إدراكية – حركية‬
‫بصرية ‪ -‬إدراكية نفسية – لغكية سمعية – كلكف مثؿ ىذا‬

‫‪114‬‬
‫المنحنى أدل إلى التركيز عمى ميارات كعمميات محددة غير‬
‫شمكلية مختمة عف المنياج التقميدم‪.‬‬

‫ك نتيجة لذلؾ أصبح النمكذج السمككي أكثر قبكال‬ ‫‪)08‬‬


‫لتصميـ المنياج كأساليب التدريس‪.‬‬

‫يركز ىذا المنحنى عمى تعميـ ميارات قابمة لممبلحظة‬ ‫‪)09‬‬


‫باستخداـ أساليب متنكعة مثؿ التشكيؿ‪،‬تحميؿ الميارات –‬
‫تعزيز ايجابي – نمذجة كتغذية راجعة‪.‬‬

‫يستخدـ ىذا المنحنى التقييـ المتكرر لؤلداء لمحكـ عمى‬ ‫‪)10‬‬


‫فاعمية البرامج كاذا لـ يتقدـ الطفؿ‪ ،‬ال يتيـ الطفؿ كيعدؿ‬
‫البرنامج‪.‬‬

‫تقترح ( بيفريج ‪ )beveridge‬تطكير منياج يتصؼ‬ ‫‪)11‬‬


‫بتمبية االحتياجات التعميمية الخاصة كنقصد بذلؾ العبلقة‬
‫المتبادلة بيف المتغيرات الرئيسية في البيئة التعميمية ( تنظيـ‬
‫غرفة الصؼ‪ ،‬تقسيـ األطفاؿ إلى مجمكعات‪ ،‬كالعبلقة بيف‬
‫المعمميف كالمتعمميف ( ‪)www.gulf kids.com‬‬

‫اقتراح البعض األخر أف يتـ التمييز بيف شكميف‬ ‫‪)12‬‬


‫أساسييف مف التعمـ ضمف المنياج التعمـ الكظيفي (الميارات‬
‫األساسية لمطمبة ) كالتعمـ المتعمؽ بالمحتكل في حيف يركز‬
‫الشكؿ األكؿ عمى التعمـ الصحيح كالدائـ كالدقيؽ فإف الشكؿ‬
‫الثاني يركز عمى تطكير الكعي كالتقدير‬

‫‪115‬‬
‫‪ -‬هناؾ أربعة نماذج عممية كهي ‪:‬‬

‫‪ )1‬المنياج العاـ مدعما بالكسائؿ كاألدكات المساعدة‪.‬‬

‫‪ )2‬المنياج العاـ مع تعديبلت جزئية‪.‬‬

‫‪ )3‬المنياج العاـ مع تعديبلت جكىرم‪.‬‬

‫‪ )4‬منياج خاص جزئي أك كميا ‪. beveridje. 1993‬‬

‫يشتمؿ النمكذج األكؿ عمى تكظيؼ المنياج العادم مع تكفير دعـ‬ ‫‪)01‬‬
‫خاص لمطبلب ذكم االحتياجات التعميمية الخاصة بمعنى التكازف بيف العمؿ‬
‫الفردم كالجماعي‪ ،‬كتقسيـ الطبلب إلى مجمكعات مع تكفير تكافؤ الفرص‬
‫ليتعممكا بأساليب ككسائؿ متنكعة بيدؼ الدمج في المدرسة‬

‫يعتمد عمى المنياج العادم مع تعديبلت جزئية بغية تمبية االحتياجات‬ ‫‪)02‬‬
‫التعميمية كالمكفكفيف الذيف يحتجكف إلى طريقة برايؿ كالكسائؿ الممسية في‬
‫تعمـ القراءة كالكتابة‪ ،‬كما أف ذكل االحتياجات الكبلمية كالمغكية بحاجة إلى‬
‫كسائؿ كأجيزة معينة لتتطكر التكاصؿ‬

‫كذا ذكل االحتياجات الحركية‪ ،‬الجسمية كالسمعية حيث كؿ فئة تحتاج‬ ‫‪)03‬‬
‫إلى تكيؼ كتعديؿ‪.‬‬

‫لما تككف الصعكبات لمدل الطالب متضمنة معظـ عناصر المنياج ‪،‬‬ ‫‪)04‬‬
‫‪ ،‬ككمما كاف‬ ‫مما يتطمب اىتماما متزايدا باالحتياجات التعميمية الخاصة‬
‫االحتياجات شديدة كمما كانت الحاجة إلى مناىج بديمة‪.‬‬

‫* مػػػركنة المنهاج‪:‬‬

‫‪116‬‬
‫أشار البياف الصادر عف المؤتمر العالمي حكؿ تعميـ ذكل االحتياجات‬
‫الخاصة إلى ضركرة مركنة المنياج الدراسي‪.‬‬

‫‪- 1‬مكاءمة المنياج الحتياجات األطفاؿ كليس العكس‪.‬‬

‫‪- 2‬تكفير الدعـ التعميمي اإلضافي في إطار المنياج الدراسي كليس تطكير منياج‬
‫خاص بيـ‬

‫‪- 3‬التقييـ المستمر‪.‬‬

‫‪- 4‬تكفير المساعدة في الصؼ في المدرسة كخارج المدرسة‪.‬‬

‫‪www.gulf‬‬ ‫‪- 5‬تكظيؼ التكنكلكجيا لتسيير االتصاؿ كالحركة كالتعمـ‪(.‬‬


‫‪)kids.com‬‬

‫‪- 6‬الخدمات االنتقائية‪:‬‬

‫يكاجو المعممكف تحديات في تصميـ برامج التربية المينية لمطبلب ذكل‬


‫االحتياجات الخاصة‪:‬‬

‫‪ ‬اختيار المعايير لتقييـ الحاجات‪.‬‬

‫‪ ‬اختيار األساليب األكثر فاعمية‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد الكسائؿ لتقييـ النتائج ‪.‬‬

‫‪ ‬نقص فرص التربية المينية لذكم االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫فالدكؿ المتقدمة اىتمت بيذه الحاجيات مف خبلؿ الخدمات االنتقالية كالتي‬


‫تعني التدريب كاإلرشاد كالدعـ لبلنتقاؿ إلى مرحمة ما بعد الدراسة‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫كلذا اقترح ىرش كرفاقو ( ‪ )hurch et al 1982‬نمكذج لتنفيذ كتقييـ برامج‬
‫التربية المينية‪ ،‬كيشمؿ خمس خطكات متتالية ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تقييـ حاجات الطالب‪ :‬جمع المعمكمات الممكنة عف ماضيو كحاضره‪،‬‬


‫استعداداتو الدخكؿ في عالـ العمؿ‪ ،‬تحديد مستكل الدافعية‪ ،‬تحميؿ‬
‫األبعاد العبلجية اإلرشادية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تحديد األىداؼ المينية‪ :‬تقييـ حاجات المعكؽ كتحديد أىداؼ قابمة‬


‫لمقياس المباشر ككاقعية بالنسبة لمفرد‪.‬‬

‫ت ‪-‬تحديد العكامؿ المعيقة كالمسيمة لعممية التطكر الميني‪ :‬تتمثؿ ىذه في‬
‫التشريعات‪ ،‬طبيعية المباني‪ ،‬اتجاىات الناس‪ ،‬كالظركؼ األمكية‬
‫كالمحيطية لكضع خطط مناسبة لمتغمب عمى الحكاجز‪.‬‬

‫ث ‪ -‬تحديد األىداؼ الكسيطة‪ :‬ىي األىداؼ كالخطكات التي تقكد إلى‬


‫تحقيؽ اليدؼ الميني‪ ،‬كيتطمب ذلؾ تحديد األىداؼ الكسيطة كالعكامؿ‬
‫اإليجابية كالسمبية ذات عبلقة بتأدية النشاط‪.‬‬

‫تقييـ فاعمية البرنامج‪ :‬كذلؾ لمحكـ عمى مدل مبلئمة البرامج التدريبية مدل‬
‫اإلفادة مف التقييـ في عممية البرمجة‪.‬‬

‫‪ -‬الحكـ عمى فعالية البرنامج في اإلفادة مف المكارد المتكافرة محميا‪.‬‬

‫‪ -‬الحكـ عمى مستكل تنسيؽ الخدمات‪.‬‬

‫(إبراهيـ عباس‬ ‫‪ -‬الحكـ عمى آلية تنفيذ البرامج كالنتائج التي تـ تحقيقيا‪.‬‬
‫الزهيرم‪)29:2004 ،‬‬

‫‪118‬‬
‫خالصة‪:‬‬

‫كىكذا فالتربية الخاصة ىي في األساس محاكلة تكييؼ المناىج التربكية‬


‫خاصة عمى مستكل طرؽ كأساليب ككسائؿ التدريس بما يتماشى كمتطمبات‬
‫كاحتياجات ىذه الفئة‪ ،‬لكي تندمج بشكؿ طبيعي كالئؽ داخؿ المجتمع كىك اليدؼ‬
‫األساسي مف التربية الخاصة‪.‬‬

‫‪119‬‬

You might also like