You are on page 1of 19

‫ف‬‫سل‬ ‫إ ل‬ ‫ف‬

‫ي رحاب المام ا ي‬
‫ط‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ل‬ ‫ق‬‫ع‬
‫اي وب ا و ي ‪‬‬‫ي‬ ‫ب‬

‫جمع‬

‫ع‬‫ل ف‬ ‫ق‬‫ع‬‫ي‬ ‫ب‬


‫اي وب ا سا ي‬
‫غفر هللا هل ولوادليه وللمسلمني‬

‫شعبان ‪ 1444‬ه ـ‬
‫‪2‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫الحمد هلل الذي أنزل فرقانا متلوا إلى يوم الدين‪ ،‬وأنعم على عباده‬
‫َ‬
‫املخلصين بالنظر إليه في جنات النعيم‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فإني قد أشرت على أحد اإلخوة الطيبين أن أجمع شتات تراجم اإلمام‬
‫الشهيد أبي يعقوب البويطي ‪ ‬فرجح ذلك لينتفع به بعض طلبة العلم‬
‫ممن خفي عليه شمائل اإلمام فاستعنت بموالي الكريم على إخراج مثل‬
‫هذا السفر العظيم الصغير حجمه الكبير نفعه لسائر املسلمين وأسأل‬
‫هللا القبول واملنة واملغفرة‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫مهنجي يف امجلع‬
‫التزمت في الجمع عدم األخذ من مراجع الجهمية األقحاح وكان هذا شرطي الوحيد وإن كنت قد‬
‫ً‬
‫جمعت من كتب من ال علم لي بعقيدته مثل أبي عاصم العبادي وقد استبشرت خيرا لذكره أدلة‬
‫البويطي في مسألة القرآن وألنه هروي معاصر لشيخ اإلسالم األنصاري وقد جمعت ممن عندهم‬
‫إشكاالت عقدية إال أنهم ليسوا بأشعرية مثل الخطيب البغدادي و مثل أبي عمرو بن الصالح فإنه‬
‫ً‬
‫مع كونه سلفيا بالجملة إال أنه قد نسب له أنه قال بالوقف في مسألة الحرف والصوت(‪ )1‬وكذلك‬

‫ا‬ ‫(‪ )1‬فقد س ئئاب ال ح‪ :‬ئئألة طا ئ حع قدونع ن اقدوف اف يف ومل ح د ‪ :‬ئئوت ادذع و ح‪ :‬ئ ا حي نلة طل ءةطق ميدحع حق و اد‬
‫ح د هي ابحدح ب ح قلق و حدح ب حش عق‬

‫اجدبة حي ندنل اه طل نقاد اه طل حائئدحنو و لدحنو و ااد ع عددة ا ح‪:‬ئئديف ف اف خدض د صئئندا ا ا داب ابحاي ت وطل كحا حق ف‬
‫ح زنز فأ نقدل ايلم ايي وكي اب نقا‪ :‬ف ه على طد اا‪ :‬عل ه حالت ‪ ،‬حق ف كأم ا ط زل غري خمل ق هئ‬

‫التة فقد ص ئ ئ ئ ئ ل ف حق ف زل غري خمل ق على اأمل طد ادحت زان ئ ئ ئ ئ نع حزاةاع حين طل اف زل خمل ق وكلماه هيع نلزم ط ةد اف ا نايلم‬
‫حب مل وصئ ئ ا زوه ح كدف غري كحا حيدف حق ف زل خمل اد غري اف حائ ئئدوب نائ ئ حه عل حق ف اط زل حب مل وصئ ئ ا ام وحي ه نائ ئ حه هب‬
‫ح‪ :‬ا حي نايلم اه ءةطق اد ام ؟‬
‫ف ي ف طق‪ :‬ة حاؤ ل اهي حي نايلم اه ءةطق اه ح‪ :‬ا حقد هلل ؟ ام وهب هيع يف ومل ح د ‪:‬دميت ادذع ا ةد ام ؟‬
‫غري اف د حاؤ ل‬
‫حالت خخِب َأمل َه َي َوطيهب اَْ َابب حاَّ ْ خونب خخَدحت َه َي "‬
‫ت حيب َه َي َوطيهب ّ‬‫" َك َ‬
‫وا حه انضدة‬
‫ح‪:‬نع حملدثع"‬ ‫خ‬
‫ح‪:‬نع حْ َقدذَع َو ّ‬‫"و حْمَ ة اَف نن ق إلوادف اَو ّ‬
‫َ‬
‫وهي زاري ةح ب على إ ةاه حاؤ ل د طا حع حلنظ‬
‫فل مبد كدف وات ايب عم د طا حع حنظ ح دد د صنع كأم اب‬
‫وإف كدف كيحا فنا ع ابجلملع صو وع زهنم مل نق ح خمل ق او غري خمل ق غري اهنم ا ةو ايحا‬
‫ط د ةا قد ومل ني و و انو د ا حع حلا ع كمد نشري د اق ع حنا ى فة خمطئ طل هي ح جه‬

‫وطل مثّ ح لانت حق ن ع اا ى ا وهق طد وقب يفدفظ حيهيب د كادب ح ل ا د إن ة اا دا طل ابو ع إلطدم ايب يفال حي جقة‬

‫(عقدودهم اف إلحَه اخي اخخه … على َع ْانه َط َع علمه ابحغ وب)‬


‫‪4‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬
‫اعتمدت على األنساب للسمعاني مع ما عنده من تعظيم بعض رؤوس أهل البدع(‪ )1‬إال أنه سلفي‬
‫االعتقاد(‪ )2‬وكذا اعتمدت على طبقات الشافعية البن كثيروالسير للذهبي وكذا اعتمدت عند ذكر‬

‫اصودب يفَ خدنث هئ‬ ‫حا ع و ْ‬


‫خ‬
‫ح‪:‬ألة َهيع عق د اهب ّ‬
‫خ‬
‫أطع اَق ّق ح ّدنل ال ّ‬
‫خ‬
‫وعلى َهيع حق‪ :‬د َطيْاخ ب ِبَط ح َ َ‬
‫خ‬
‫َ‬
‫وطل مث جنمع ا ةد واو طد كك حاديق حزودنق د قدقداه ط لقد على حددو ع ادوأ ة‬
‫ح‪ َ :‬و حغري َو ْيفَدو واحندو َكحخا هئ‬
‫قدم و زصداع َو ُّ‬
‫ح‪ ْ :‬ا و حضوا َووضع حْ َ‬ ‫مث َسدق اا دات خد حَْ َدنْ خل و حي ت َو َّ‬

‫حي‬ ‫فإك كدف اا عم و ن ى اف هيع عق د اهب حائ ئ ئ ئ ئ ئ ع واص ئ ئ ئ ئ ئئودب يفدنث طع طد ف ةد طل كك حي ت و ح‪:‬ئ ئ ئ ئ ئ ئ ا هلل عز وجب فإف هي ح ج‬
‫جوت طدوب حل‪:‬وع إبكف اب‬

‫هي وإين اةعق ح ‪:‬مع فل مبد ساد ك علق ا ابميث وات على طدمل اات‬

‫(‪ )1‬كي ف ب مي مد ا جم حلج نين فقدل ة و ا ه إلطدم اا ديل عدد لا ال عدد ا ال ن سئ ئ ئ ئئت جل نين ومل إبطدم يف طو إطدم وااه وطل اغين‬
‫انة اه عل كك ع‪ ،‬اب ك ا ا داب حه د اأطياه ميىت صد و اومع حدو د طثب ل د و حغزيل و حي د هل سق و يفدكم عم ح ادين ‪ ‬هئ‬

‫وح ب طدميه إايع طل ابب إطدطاه د يهب اوه ااص طدميه ا ق داه حيأط ع‬
‫(‪ )2‬وح س ان كمد ا كحا حاديق حزودنق‬
‫فقد ادل كمد وقب ع ه ه د ا مجع ايب يفال حي جقة‬

‫وحه ا‪ :‬د ابو ع د حا ع ان ل ف ةد عاقدةع و عاقدة حالت ازند على طدو ا ت ا اهتد عل ه د ة ع ابحي ج‬

‫الت ة ف لق حاديق على ا ل حام دين اا ‪:‬ب ابحغ ادوأ ة‬


‫حالت إخَّ إخك َو فَقت َطد و اقد اَوه َك َيحخا َوخه َ اى ْزَ ْان َ خ ّ هئ‬
‫حا ع و عاقدة ّ‬
‫خ‬
‫فَ َأ و مل َف حق‪ :‬د على ّ‬

‫وايح اه ادل عاقدة حشئئدف ق او عاقدة ال مي دب اب ادل عاقدة زان ئ كحا حي اضئئى اكث عم ع ط ازح د و طل مث كأا د ميىت اوه وائئب ونائئه د‬
‫سئ ئ ئ ئئدحاه إاب ال مي دب تو وفادا ك ت نقدل على طثب هي عاقدة حائ ئ ئ ئئلت و اي عجيب طل هيع جل ا حي ف ق ف ةد او عاقدة حائ ئ ئ ئئلت واو‬
‫عاقدة زان مث ص ل ا دهد ا سلت ا د زان !‬

‫و ادل حش خ لمق ح مدين حم عق د ايب س د حام دين د ا مجع ايب يفال حي جق طل طقدطع زوادب ة‬

‫وكك ال حائئديى اا دات طل حق‪ :‬ئ د دنق‪:‬ئئد حددو ع زيب يفائئل حي جقا وف ةد حا‪ :‬ئ ن ابح ل حي و وغري كحا وكم ح ان ئ ى ف ل ال حائئديى‬
‫ناشئئيا ونشئئيا ونزعم ف ال حائئم دين اان ئ ى واف كحا نقاضئئق اميد اط إطد اف اي ف الا حق‪ :‬ئ د هق ح ع دهد اا س ئ د‪ ،‬وإطد ف‬
‫ني ف زا دا ح ختدحت طيهب زان ئ وايطه طدس ئ س ئئع ط ةد‪ ،‬وإطد اف ني ف كك حق‪ :‬ئ د وًدعةد طدس ئ س ئئد د كادب ا س ئ د‪ ،‬و حلده‬
‫س ئئق ذ هيع ميامد ا واف ااب سئ ئ د س ئئلنق ح ق د فإف انئ ئ اه حينل ندلغ د حث دو عل ةم س ئئلن ف ومل ا د زوا ئئدب طد ه او د اأمل‬
‫‪5‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬
‫مروياته على رواية عند الدارمي في السنن ورواية عند الدارمي في النقض والرد على الجهمية وكذا‬
‫اعتمدت على أنفس كتاب في الباب وهو مناقب ابن أبي حاتم ولم أحتج لكتب الزنادقة املنتسبين‬
‫للمذهب أمثال السبكي والشيرازي والبيهقي وغيرهم‪.‬‬
‫وطريقتي في العرض هي ذكر ما حكي في ترجمته إن كان من كالم املترجم وإن كان من الروايات أذكره‬
‫مع حذف األسانيد إال إذا ارتأيت ذكر اإلسناد لعلة‪.‬‬
‫ً‬
‫وال ألتزم ذكر الكتاب املنقول منه إال نادرا؛ إال أني أذكر صاحب الكتاب‪.‬‬
‫فعند ذكر تاريخ ابن يونس أقول قال ابن يونس وهكذا مع كل من نقلت عنهم ‪.‬‬

‫هذا وأختم بما قد روى ابن مفلح الحنبلي في اآلداب الشرعية فقال‪:‬‬
‫الشافع َّي َي ُقو ُل‪َ :‬ق ْد َأ َّل ْفت َهذه ْالكت َب َو َل ْم آل ف َيها‪َ ،‬وَال ب َّد َأ ْن ي َ‬
‫وج َد ِف َيها‬ ‫ال ْال ُب َو ْيط ُّي‪َ :‬سم ْعت َّ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ق‬‫و‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اَّلل َلوجدوا ِف ِيه اخ ِتَلفا ك ِثيرا﴾ [النساء‪.]82 :‬‬ ‫َّللا َت َع َالى َيقول‪﴿ :‬و َلو كان ِمن ِعن ِد غيرِ ِ‬‫إن َّ َ‬ ‫ْال َخ َطأ َّ‬
‫ْ َ ً َ ً‬ ‫ه َ َ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ‬

‫كحا واد مي دول ال جل ت يف دلق د الم اف ن ب تط له ااب سئ ئ ئ د وجةد د كحا ومل نيك طد ندل على اوه انئ ئ ئ ى‪ ،‬و م تعم اف اب سئ ئ ئ د‬
‫«كدف نا ‪:‬ئ ئئب على طيهب ايد ونددحغع وط ا هي اوه انئ ئئدف ّق وح ا ة اوه اانئ ئ ى حقدلة كدف نا ‪:‬ئ ئئب على اهب حائ ئ ع‪ ،‬او كدف نا ‪:‬ئ ئئب‬
‫زهب حددع‪ ،‬او حن كحا وطع هي ميدول ال جل ت اف نق م انئةدة على ةع ع فلم ن‪:‬ئ ع انئ اد كمد ‪،‬اى‪ ،‬و م مل نيل اا سئ د نا‪:‬ئدى ح ب‬
‫زانئ ئ ئ نع و حط ل ف ةم اب إك انق حه كك اميد ط ةم اثا عل ه مبد ف ه طل حملدسئ ئ ئئل او مييى ث دو غريع وكيحا يف ن ع حينل كو جدع االغ اكنع‪،‬‬
‫ا ع نائ ق ا مج ةم وندلغ د حث دو عل ةم وا حه د ا ضئةم اوه كدف نا ‪:‬ئب يهده‪ ،‬مييدنع حل اع طع اوه د ول يف ن ع كلمع طدل وحيحا ا هم‬
‫ن قل هند طداةجو فد وهم عدحع على ا س د د اكث قدقدهتم هئ‬

‫وح لم حقد ئ اف ا ا نل نض ئ ئ ئئده ف اب اقدطو طل ا وجه واوه ح جلا ئ ئ ئ د و د فض ئ ئ ئئدوب هؤ و حق م طل اقدطو د واة د وهؤ و هم اكع زطع‬
‫وهلم ع عل ةد فأ نل ل اميد اف ه دحا طل ا ا نل طل ه ا‪:‬ئ ئ ئ ئ ئ ئئأاع عق دهتم وا ط ةجةم حلةم إ طل انئ ئ ئ ئ ئ ئ ب طل وعدوةم وطد فد ق اث هم‬
‫وكحا نقب طع اقلب ح ‪:‬‬
‫ا‪،‬‬‫دلة «اَاَئ ئَد اَوَس ال طدحخ ٍ‬ ‫ت‪َ ،‬مي َّدثئََد خس ئ ئ ئ ئ ئ ئ ْنَد خف‪َ ،‬ع خل ُّحزاَْخري اْ خل َع خد ٍّ اَ َ‬
‫اا ج حدخد ‪ ‬د كادب حننت طل ص ئ ئ ئ ئ ئ ئئو وه ادلة َمي َّدثئََد خحمَ َّم خد اْ خل نخ خس ئ ئ ئ ئ ئ ئ َ‬
‫ْ َ َْ َ‬
‫صخِبخو ‪ ،‬فَخإوَّهخ َ َ‪ْ،‬خو َعلَْ خي ْم َتَطد ٌف إخَّ حَّ خي اَئ ْ َدعخ َانٌّ خطْهخ‪َ ،‬مي َّىت اَئلْ َق ْ َاَّ خي ْم‪َ ،‬خً ْاخهخ خط ْل وَدخخّ خي ْم ﷺ ع‬ ‫دلة ْ‬
‫دج‪ ،‬فَئ َق َ‬ ‫فَ َش َي ْ َا إخحَْ خه َطد وَئلْ َقى خط َل ْيفَ َّج خ‬

‫ض ئ ْمَ خ‪َ ،‬ع ْل عخثْ َمد َف ال َعطَ خدو ‪َ ،‬ع ْل اَاخ خه ‪ ،‬اَ َ‬
‫دلة َ نَئ ْزَة خة ْزَ ْط خ إ خان ئ ّد ‪،‬‬ ‫وادل ةم ال ايب إايل ‪ ‬د ابب كهدب ح لم طل كاداه ح لم و يفلم ةميدث د َ‬
‫َع َمد خ إخَّ وَئ ْق‪:‬د‪ ،‬و حّخْت خق إخَّ اخلَعٌ‪ ،‬و ح خلْ خم إ كهداب‬ ‫و لَلْ خق إخَّ َ‬
‫ض ْند‪ ،‬و ز ْ‬
‫‪6‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫‪‬‬
‫رب يسر وأعن يا كريم‪..‬‬

‫ي ونسبه]‬ ‫[بابٌ ف ٌ‬
‫ي اسم البويط ٌ‬
‫هو اإلمام الشهيد يوسف بن يحيى البويطي أبو يعقوب القرش ي املصري‪.‬‬
‫قال أبو سعد السمعاني‪:‬‬
‫البويطي‪ :‬بضم الباء املنقوطة بواحدة وفتح الواو وسكون الياء املنقوطة باثنتين من تحتها‬
‫وفي آخرها الطاء املهملة‪ ،‬هذه النسبة الى بويط وهي قرية من صعيد مصر األدنى‪.‬‬
‫ََْْ‬ ‫و قال أبو عمرو بن الصالح‪ :‬وبويط من َ‬
‫صعيد مصر األدنى‪.‬‬

‫ي ومنزلته]‬ ‫[بابٌ ف ٌ‬
‫ي علم البويط ٌ‬
‫َ َ َّ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم‪ :‬في كتابي عن الربيع بن سليمان‪ ،‬قال‪ " :‬كان ألبي‬
‫الر ُج ُل ُرَّب َما َي ْس َأ ُل ُه َعن ْاملَ ْس َأ َلة‪َ ،‬ف َي ُقو ُل‪َ :‬س ْل َأباَ‬‫ان َّ‬‫الشافعي َم ْن َزل ٌة‪َ ،‬و َك َ‬‫وب ْال ُب َو ْيطي م َن َّ‬ ‫َي ْع ُق َ‬
‫َ‬ ‫َ ُْ َ َ َ َ َ َ ُ َ ََُْ ََُ ُ ُ َ َ َ َ‬
‫يعقوب‪ ،‬فإذا أجابه أخبره‪ ،‬فيقول‪ :‬هو كما قال "‪.‬‬
‫الشافع ُّي َأ َبا َي ْع ُقوبَ‬
‫الش ْر َطة َي ْس َت ْفتيه‪َ ،‬ف ُي َوج ُه َّ‬ ‫صاحب ُّ‬ ‫الشافعي َر ُسو ُل َ‬ ‫ال‪َ :‬و ُرَّب َما َج َاء إ َلى َّ‬
‫َق َ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ َ ْ َّ َ َ ُ ُ َ َ‬
‫البويطي‪ ،‬ويقول‪ :‬هذا لساني‪.‬‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ َ َ َّ ْ َ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َ ْ ُ َ َ ً َ ْ‬
‫قال الربيع‪ :‬ما رأيت أحدا أنزع لحج ٍة من كتاب َّللا عز وجل‪ ،‬من أبي يعقوب البويطي‪.‬‬

‫س ٌ‬
‫أحد أحق بمجلس ي من‬ ‫قال الشافعي‪َ :‬ل ْي َ‬
‫وروى أبو بكر الخطيب عن الحميدي قال ‪َ :‬‬
‫يوسف ْبن َي ْح َيى‪ ،‬وليس أحد من أصحابي أعلم منه‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ َ َ َ‬


‫قال أبو عمرو بن الصالح‪ :‬ذكر الصيرفي عن أحمد[ابن حنبل*] قال‪ :‬ما أذكى البويطي‪.‬‬

‫قال أبو عاصم العبادي‪:‬‬


‫أبو يعقوب يوسف بن يحيي البويطي‪ ،‬كان من أكبر أصحاب الشافعي ‪ ‬وفقهائهم ومن‬
‫املفتيين في زمانه ورجع إليه الناس ويعتمده الشافعى ‪ ‬فى الفتوى ُويحيل عليه إذا جاءت‬
‫مسألة ويقرأ ما خطه ويصوبه‪ ،‬وملا جمع أمير مصر األكابر مثل محمد بن عبد الحكم‬
‫ويوسف بن عمرو بعث إلى الشافعى ‪ ‬فأ سل أبا يعقوب مكانه وقال(‪ : )1‬ما ُ‬
‫أيت ً‬
‫أحدا‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أنزع الحجة من كتاب هللا تعالى مثل أبي يعقوب‪ ،‬واستخلفه على أصحابه بعد موته وتخرج‬
‫على يديه أئمة تفرقوا فى البالد ونشروا علم الشافعي في اآلفاق‪.‬‬

‫وقال ‪ :‬قال الربيع ‪ :‬وكان أبو يعقوب من الشافعي بمكان مكين‪.‬‬

‫قال ابن عبد البر‪ :‬كان من أهل الدين والعلم‪ ،‬والفهم والثقة‪ ،‬صلبا في السنة يرد على أهل‬
‫البدع‪ ،‬وكان حسن النظر‪ ،‬رحمه هللا ورض ي عنه‪.‬‬

‫أخ َذ َع ْن ُه ‪ -‬أي الشافعي ‪ْ -‬أي ً‬


‫ض ا بم ْ‬
‫ص َر‬
‫َّ ْ َ‬
‫وقال ‪ :‬وممن‬
‫َ ْ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َُْ َ ُ ُ ُ‬
‫اس َتخل َف ُه‬ ‫وجاللة ق ْدره وفضله ونبله وكان‬ ‫الب َو ْيط ُّي في ك َبر سنه‬
‫ف ْب ُن َي ْحيى ُ‬ ‫أبو يعقوب يوس‬
‫َ ً َ‬ ‫َْ‬
‫وكان عاملا فق ًيها‪.‬‬ ‫في َحلقته‬

‫(‪ )1‬التة ح‪:‬و اف ادوب هي ه ح ا ع كمد اقدم ع د ال ايب ميدمت‬


‫‪8‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫قال أبو سعد السمعاني‪:‬‬


‫اإلمام الصابر في املحنة الباذل روحه في السنة أبو يعقوب يوسف بن يحيى املصري‬
‫البويطي صاحب الشافعي ‪ ‬وخليفته بعده‪.‬‬

‫قال ابن كثير ‪ :‬البويطي يوسف بن يحيى القرش ي أبو يعقوب البويطي الفقيه أحد األعالم‬
‫من أصحاب الشافعي‪ ،‬وأئمة اإلسالم‪،‬‬

‫ف َأ ُبو َي ْع ُق ْو َب ُ‬
‫بن َي ْح َيى امل ْ‬
‫صر ُّي‪،‬‬
‫َ ُ َ َّ َ ُ َ ُ ُ َ َ ُ ْ ُ ُ‬
‫قال الذهبي ‪ :‬اإلمام‪ ،‬العالمة‪ ،‬سيد الفقهاء‪ ،‬يوس‬
‫ََ َ َ‬
‫األ ْق َران‪َ.‬‬ ‫ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫صاح ُب اإل َمام َّ‬
‫الشافعي‪ ،‬ال َز َم ُه ُم َّدة‪َ ،‬وتخ َّر َج به‪ ،‬وفاق‬ ‫الب َو ْيط ُّي‪َ ،‬‬
‫ُ‬

‫قلت ‪ :‬ومن فقه البويطي وعلمه أنه رجع إلى الدليل حين بدى له؛ قال أبو عمرو بن الصالح‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫قال أبو بكر األثرم صاحب أحمد‪ :‬كنا في مجلس البويطي فقرأ علينا عن الشافعي أن‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الت َي ُّ‬
‫ياسر ‪ ،‬عن النبي ﷺ‪ ،‬أن التيمم‬ ‫ٍ‬ ‫بن‬ ‫عمار‬ ‫يث‬ ‫د‬ ‫ح‬ ‫بت‬ ‫ث‬ ‫قد‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫قلت‬ ‫ف‬ ‫ضربتان‪،‬‬ ‫م‬ ‫م‬
‫ال‪ :‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ْرَبة على َحديث عمار‪َ ،‬وق َ‬ ‫ض ْرَبة َواح َدة‪ ،‬فحك من ك َتابه ضربتين‪ ،‬وصيره َ‬ ‫َ‬
‫ال‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬
‫الشافعي‪ :‬إذا رأيتم عن رسول هللا ﷺ الثبت فاضربوا على قولي‪ ،‬وارجعوا إلى الحديث‪،‬‬
‫َ‬
‫وخذوا به‪ ،‬فإ َّن ُه قولي‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ َ َ َْ‬ ‫ْ َ َ ْ َ ُ َ َ ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫َو َرو َي َهذا ال َحافظ أبو بكر بان مردويه‪ ،‬وهو القول الذي حكي عن القديم‪ ،‬ثم إن التيمم‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ َ ْ َ ْ َ َّ ْ َ‬
‫للوجه والكفين فحسب‪ ،‬فاعلم‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫ي الحديث]‬
‫ي ورتبته ف ٌ‬ ‫[بابٌ ف ٌ‬
‫ي ذكر رواية البويط ٌ‬
‫أما رتبته في الحديث‬
‫فقد قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل‪:‬‬
‫يوسف بن يحيى البويطى أبو يعقوب صاحب الشافعي روى عن ابن وهب ومحمد بن‬
‫إدريس الشافعي روى عنه أبي ‪ :‬نا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال‪ :‬صدوق‪.‬‬

‫َر َوى عن البويطي ‪:‬‬


‫الربيع املرادي ‪ ،‬وإبراهيم الحربي ‪ ،‬ومحمد بن إسماعيل الترمذي ‪ ،‬وأبو محمد الدارمي ‪،‬‬
‫وأبو حاتم الرازي ‪ ،‬وعثمان بن سعيد الدارمي ‪ ،‬وأبو العباس عبد هللا بن محمد بن عمرو‬
‫الغزي ‪ ،‬وأحمد بن إبراهيم بن فيل ‪ ،‬والقاسم بن هاشم السمسار ‪ ،‬وموس ى بن أبي الجارود‬
‫أبو الوليد املكي الفقيه الشافعي [ هو رواي كتاب األمالي عن الشافعي] ‪ ،‬وأبو سهل محمود‬
‫بن النضر البخاري ‪.‬‬

‫وروى البويطي عن عبد هللا بن وهب تلميذ مالك وصاحب املوطأ والتفسير والجامع‬
‫ً‬
‫والتصانيف الكثيرة وروى أيضا عن الشافعي ‪ ‬وروايته عن الشافعي هي املشهورة في‬
‫الكتب‪.‬‬
‫ومثل ذلك من املرفوعات ما روى أبو محمد الدارمي في السنن قال ‪َ :‬ح َّد َث َنا َأ ُبو َي ْع ُقوبَ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ ْ ُ َ ْ ُّ َ ْ ُ َ َّ ْ ْ َ ُ َ َّ ُّ َ َّ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ‬
‫س‪ ،‬عن زيد بن‬ ‫َيوسف البويطي‪ ،‬عن محمد بن إدريس هو الشافعي‪ ،‬حدثنا مالك بن أن ٍ‬
‫َّ ْ ُ َ َ َّ َ ُ ُل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ََْ َ ْ َ َ‬
‫اس قال‪ :‬خسفت الشمس فصلى رسو َّللا ﷺ‬ ‫أسلم‪ ،‬عن عطاء بَن يس ٍار‪ ،‬عن ابن عب ٍ‬
‫ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َّ ْ‬ ‫َّ َ َ َ ُ َ َّ ُ َ‬ ‫َف َح َكى ْاب ُن َع َّ‬
‫هللا َعل ْيه َو َسل َم َرك َع َت ْين في كل َرك َع ٍة َرك َع َت ْين‪ ،‬ث َّم خط َب ُه ْم‬ ‫اس‪ :‬أن صالته صلى‬ ‫ٍ‬ ‫ب‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‪« :‬إ َّن َّ‬ ‫َف َق َ‬
‫س َوالق َم َر َآيتان م ْن َآيات َّللا‪ ،‬ال َيخسفان مل ْوت أ َح ٍد‪َ ،‬وال ل َح َياته‪ ،‬فإذا‬ ‫الش ْم َ‬
‫َ َ ْ ُ ْ َ َ َ ْ َ ُ َ ْ َّ‬
‫رأيتم ذلك‪ ،‬فافزعوا إلى ذكر َّللا»‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫ُ‬
‫بن َي َ‬
‫حيى‬ ‫وسف ُ‬ ‫وروى عنه عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية فقال‪َ :‬ح َّدثنا ُي‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُْ ُ َ ُُ َ‬ ‫يس َّ‬ ‫الب َو ْيط ُّي‪ ،‬عن محمد بن إ ْدر َ‬ ‫ُ‬
‫الشافعي في الزنديق قال‪ :‬يقبل قوله إذا رجع‪ ،‬وال يقتل‪،‬‬
‫هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬أن َي َدع‬ ‫واح َت َّج فيهم بـ {إ َذا َج َاء َك ْاملُ َناف ُقو َن} اآلية [املنافقون‪َ ،]1 :‬ف َأ َمره ُ‬
‫ْ‬
‫اإلسالم كان في هذا الوقت‬ ‫َ‬ ‫َق ْت َل ُهم ملَا ُي ْظهرو َن م َن اإلسالم‪ ،‬وكذلك الزنديق‪ ،‬إذا َ‬
‫أظهر‬
‫َْ‬ ‫ُم ْسل ًما‪ ،‬واملسلم َغ ُير ُم َبدل‪ ،‬قال سول هللا ﷺ‪:‬أال َش َق َ‬
‫قت عن قلبه‪.‬‬ ‫ر‬

‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ْ‬


‫وأسند ابن أبي حاتم من طريقه عن الشافعي فقال ‪ :‬ثنا أبو العباس عبد َّللا بن محمد بن‬
‫الشافع ُّي‪« :‬ال َن ْع َل ُم َأ َح ًدا ُأ ْعطيَ‬ ‫ال‪َ :‬سم ْع ُت ْال ُب َو ْيط َّي‪َ ،‬ي ُقو ُل‪َ :‬ق َ‬
‫ال َّ‬ ‫َع ْمرو ْال َغز ُّي ب َغ َّزة َّ‬
‫الشام‪َ ،‬ق َ‬
‫ٍ‬
‫َ ْ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َّ َ َ َّ َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ‬‫َ‬
‫اعة َّللا ت َعالى َح َّتى ل ْم َيخلط َها ب َم ْعص َي ٍة‪ ،‬إال يحيى بن زكريا‪ ،‬وال عص ى َّللا عز وجل فلم‬ ‫ط‬
‫اع ٍة» ‪.‬‬ ‫ط ب َط َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫يخ ل‬

‫ُ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ََ َ ْ ُ ْ‬
‫وأسند من طريقه السلفي في الطيوريات فقال ‪ :‬أخبرنا عبد العزيز‪ ،‬حدثنا أبو طالب املكي‪،‬‬
‫حدثني محمد بن يعقوب‪ ،‬حدثنا أحمد ابن الس ْندي‪ ،‬حدثنا أبو يعقوب ُ‬
‫الب َو ْيط ُّي قال‪:‬‬
‫يك َف َق ْد َش َت َم َك‪َ ،‬و َم ْن َن َق َل إليكَ‬ ‫سف َ‬ ‫«م ْن َأ ْط َر َ‬
‫اك في َو ْجه َك ب َما َل ْي َ‬ ‫افعي يقول‪َ :‬‬ ‫سمعت َّ‬
‫الش َّ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َّ َ َ ْ َ َ‬
‫نقل عنك‪ ،‬ومن نم عندك نم بك‪ ،‬ومن إذا أرضيته قال فيك ما ليس فيك‪ ،‬فكذلك إذا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ‬
‫أسخطته قال فيك ما ليس فيك»‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬
‫وقال ابن مفلح في اآلداب الشرعية‪:‬‬
‫ص َوابا‪ً.‬‬ ‫ص َحاب ْال َحديث َفإ َّن ُه ْم َأ ْك َث ُر َّ‬
‫الناس َ‬ ‫ال‪َ :‬ع َل ْي ُك ْم ب َأ ْ‬ ‫َر َوى ْال ُب َو ْيط ُّي َع ْن َّ‬
‫الشافعي ‪َ ‬ق َ‬

‫وبالجملة فما نقل عنه من الحديث قليل وأكثر ما أسنده فهو عن الشافعي رحمه هللا‪.‬‬

‫ُ‬
‫قال ابن يونس ‪ :‬وقد كتب عنه ش ىء يسير ‪.‬‬

‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫قال ابن الصالح ‪ :‬ذكر الصيرفي عن أحمد قال‪ :‬ما أذكى البويطي‪ ،‬دخل علي في الحبس‬
‫س َل ُه علم ب ْال َحديث‪)1(.‬‬
‫َو َلكن َل ْي َ‬

‫ي]‬ ‫[بابٌ ف ٌ‬
‫ي منزلة كتاب البويط ٌ‬
‫قال أبو عاصم العبادي‪ :‬وألبي يعقوب «مختصر» من كتب الشافعي في غاية الحسن على‬
‫نظم أبواب «املبسوط»‪.‬‬

‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ ُ ُ َّ ْ َ َ َ‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية ‪ : ‬والذي يوضح التسوية أن الشافعي إنما اعتمد في الطالق‬
‫َ ُ َ َ ٌ ْ ٌّ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫ْ ُْ َ َ‬ ‫ْ ُ َّ َ‬
‫امل َعلق َعلى ف ْد َية الخلع قال ُه في البويطي وهو " كتاب مصري " من أجود كالمه ‪.‬‬

‫(‪ )1‬هيع ح و نع ح سقت جزو ط ةد د علم حد نطق وط زحاه‬


‫‪12‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬
‫وقال الحاكم في تا يخ نيسابور‪ :‬وسمعت أبا العباس(‪ )1‬يقول ‪ُ :‬‬
‫أيت أبي في املنام فقال لي‪:‬‬‫ر‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫عليك بكتاب البويطي‪ ،‬فليس في ك ُتب الشافعي كتاب أقل خطأ منه‪ ،‬رحمه هللا تعالى‪.‬‬

‫واعتمده ابن املنذر في األوسط فقال ‪:‬‬


‫ْ َ ْ َ َ َ َْ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ ُّ َ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َّ َ َّ َ ُ َّ ْ‬
‫وقال الشافعي‪ :‬إذا خطب بأربعين‪ ،‬ثم كبر‪ ،‬ثم انفضوا من حوله‪ ،‬ففيها قوالن‪ - :‬وذكر‬
‫الثال ُث َأ ْج َ َزأ ُه‪َ ،‬وإنْ‬
‫َ ْ َ ُّ َ ْ ُ َّ َ ُ َ ْ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬
‫القولين ‪ -‬ثم قال ‪ :‬وفي كتاب البويطي‪ ،‬وإن انفضوا عنه إال رجلين‪ ،‬وهو‬
‫َ َ‬ ‫َك َ‬
‫ان ُه َو َوآخ ُر ل ْم ُي ْجزه‪.‬‬

‫َ‬
‫ان فيه م ْن ق ْول‬ ‫وكذلك الترمذي في الجامع قد نقل عنه ‪ :‬فقال في آخر الجامع‪َ :‬و َما َك َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الشافعي ‪ -‬وذكر بعض من نقل عنهم قول الشافعي ‪ -‬ثم قال ‪َ :‬وم ْن ُه َما َح َّدث َنا به أ ُبو‬
‫ُ‬
‫الشافعي‪َ ،‬وذك َر‬ ‫ف ْب ُن َي ْح َيى ْال ُق َرش ُّي ْال ُب َو ْيط ُّي‪َ ،‬عن َّ‬ ‫ْ َ َ ْ ُّ (‪ُ ُ ُ َ َ َّ َ َ َ )2‬‬
‫إسماعيل الترمذي ‪ ،‬قال‪:‬حدثنا يوس‬
‫الشافعي‪َ ،‬و َق ْد َأ َج َاز َل َنا َّ‬
‫الرب ُيع َذل َك َو َك َت َب به إ َل ْينا‪َ.‬‬ ‫فيه َأ ْش َي ًاء َعن َّ‬
‫الربيع‪َ ،‬عن َّ‬

‫ي وعبادت ٌه]‬
‫ي زهد البويط ٌ‬ ‫[بابٌ ف ٌ‬
‫متعبدا ز ً‬
‫اهدا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫قال الخطيب‪ :‬وكان صال ًحا‬

‫(‪ )1‬ادل يفدكم د ات نخ و ا ئ ئئدا ة حممد ال ن ق ب ال ن س ئ ئئت ال ط قب ال س ئ ئ دف ال عدد ا زط ‪ ،‬ط هم‪ ،‬اا ح ددل زص ئ ئئم‪ ،‬وكدف ني ع اف‬
‫نقدل حه ة زصئئم‪ ،‬فيدف إطدط د اا اي ال إسئئودق ح‪:‬ئئدغق نق ل ة قلق وإ د ة اه ح‪:‬ئئمم ا د و‪:‬ئ فه طل ح ميلع‪ ،‬فدسئئاويم اه ميىت اوه‬
‫كدف نامع هن ق يفمد هئ‬
‫و جلدن ابحيك اف ااب ح ددل زصم طل و كادب حد نطق ف د عجيب طل كحا حِب زا ه ا د ممداه!‬
‫َيَ خد اْ خل َس ئ ئلَ َمعَ اْ خل َعْد خد ََّّللخ حَّئْا ئ ئئداخ خ ُّ ‪ ،‬اَ َ‬
‫دلة‬ ‫اا ََِبَا ا ْ‬
‫(‪ )2‬واا إًدع ب ح طي طل خا‪ :‬ئ ئئو ا و نع كاب حش ئ ئئدف ق عل حد نطق ادل ال ايب ميدمتة ْ‬
‫ض ئ ئ ئ َع َج خدط َهخ حْ َيدخ َري َعلَى‬ ‫خ‬ ‫دق اْل َ َه نْ خه خمبَْو خاب ْط اَخ َ خج ٍب َكد َف خعْ َدعخ خكاخب ح َّش ئ ئ ئدفخ خ خق وائخ خّد‪َ ،‬ملْ نَئاَئَزَّو ْج خفَد إخ خيفَ خدل خكاخ خ‬
‫ب ح َّش ئ ئ ئدف خ خّق‪ ،‬فَئ َ َ‬ ‫َّخَ‬ ‫خ‬ ‫«اَئَزَّو َج إ ْس ئ ئ ئ َو خ خ َ َ َ‬
‫خ‬
‫ح‪:‬غخ خريع‬
‫ح‪:‬غخ َري َعلَى َج خدط خع حثئَّ ْ خ خّ َّ‬ ‫ض َع َج خدط َهخ َّ‬ ‫دب َّ خ‬
‫حشدف خ خّق‪َ ،‬وَو َ‬ ‫كخاَ خ‬
‫ب‬‫ث اخ خياخ خ‬‫دجعٌ اَ ْف خُتَ ّخد َ‬ ‫ا َمي َ‬ ‫يل إخحَْ َ‬ ‫خ خ‬
‫دق اْ خل َ َه َنْهة َ‬ ‫ب ح َّشئ ئ ئ ئ ئ ئ ئدفخ خ خّق َع خل حْدخئ َنْ خط خّق‪ ،‬فَئ َق َ‬
‫دل حَهخ إخ ْسئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ َو خ‬ ‫خ‬ ‫خ خ خخخ‬ ‫خ‬
‫َواَد َم اَاخ إ ًَْدع َب ح ّْطي ُّ وئَْ َائ ئ ئ ئ ئ ئ ئداخ َ ‪َ ،‬وَكد َف عْ َدعخ خكاخ خ‬
‫ث اخخه َمي َّىت َاَ َج‬ ‫ا‪ ،‬فَئلَ ْم خحيَ ّخد ْ‬ ‫خ‬
‫َجداَهخ إخ َاب كَح َ‬
‫ت اَئْ َاداخ َ ‪ ،‬فَ َ‬
‫حشَّدفخ خ خق طد خة ْط َ خ‬
‫َّ‬
‫‪13‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫ُ‬ ‫َُ ُ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫وأسند الخطيب إلى الربيع َ‬


‫قال‪ :‬سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود‪ ،‬يقول‪ :‬كان أبو يعقوب‬
‫ال‪ :‬فما كنت أنتبه ساعة من الليل إال َسم ْع ُت ُه يقرأ ويصلي‪.‬‬‫البويطي جاري‪َ ،‬ق َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫وقال ‪َ :‬‬
‫قال الربيع‪ :‬كان أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر هللا‪.‬‬

‫ونقل ابن كثير عن الربيع‪ :‬وكان أبو يعقوب البويطي يصوم ويقرأ القرآن‪ ،‬ال يكاد يمر يوم‬
‫وليلة إال ختمه‪ ،‬مع صنائع املعروف إلى الناس ‪.‬‬

‫ً‬
‫قال ابن يونس‪ :‬وكان متقشفا‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫وقال أبو سعد السمعاني‪:‬وكان متعبدا صالحا زاهدا‪.‬‬

‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬


‫قال ابن الصالح في ترجمة عبد هللا بن أحمد املعروف بأبي القاسم البردعي‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ُ َ َُ ْ‬
‫أنشد له اإلمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قصيدة من قيله يمدح فيها الشافعي‬
‫ص َحابه ‪ ‬فكان مما ذكره ‪:‬‬ ‫َو َأ ْ‬
‫إف حْئ ئ ئ ئ ئدخئ ئ ئ ئ ئ َنْئ ئ ئ ئ ئ خطئ ئ ئ ئ ئ ّق حئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئدئ ئ ئ ئ ئ ٌد َائ ئ ئ ئ ئخّ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ٌئ‬
‫خ‬ ‫خ‬
‫ص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ َّ خم ةه ئ ئ ئ ئ ئ ئ ٍ َة و ئ ئ ئ ئ ئ ئ ٌم ص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئَ ئ ئ ئ ئ ئ ئد َط ئ ئ ئ ئ ئ ئهخ‬ ‫َ‬
‫وجن ئ ئ ئ ئ ئ ئ خئب ص ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئد ئ ئ ئ ئ ئ ئئدل ئ ئ ئ ئ ئ ئئى اخئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ خدنئ ئ ئ ئ ئ ئ ئخئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ خه‬

‫طئ ئ ئ ئ ئ ئئل َع ئ ئ ئ ئ ئ ئ َّق ئ ئ ئ ئ ئ ئهخ َج ئ ئ ئ ئ ئ ئ َدت ح ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئئد هتئ ئ ئ ئ ئ ئئدطئ ئ ئ ئ ئ ئئهخ‬


‫‪14‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫ي وصالبت ٌه في السن ٌة ]‬ ‫[بابٌ ف ٌ‬


‫ي محنة البويط ٌ‬
‫قال الكندي في أخبار قضاة مصر‪ :‬أخبرني ابن قديد ‪ :‬أن أمر املحنة كان سهال في والية‬
‫املعتصم ‪ ،‬لم يكن الناس يؤخذون بها شاءوا أو أبوا ‪ ،‬حتى مات املعتصم وقام الواثق سنة‬
‫سبع وعشرين ومئتين ‪ ،‬فأمر أن يؤخذ الناس بها ‪ ،‬وورد كتابه على محمد بن أبى الليث‬
‫بذلك ‪ ،‬وكأنها نار أضرمت ‪.‬‬

‫استخلف الواثق ‪ ،‬ورد كتاب على محمد بن أبي الليث‬ ‫وفي أخبار قضاة مصر قال ‪ :‬ملا ُ‬
‫ُ‬ ‫بامتحان الناس أجمع ‪ .‬فلم يبق أحد من فقيه وال ُم َّ‬
‫حدث وال مؤذن وال ُمعلم حتى أخذ‬
‫باملحنة ‪ .‬فهرب كثير من الناس ‪ ،‬وملئت السجون ممن أنكر املحنة ‪ .‬وأمر ابن أبي الليث‬
‫باالكتتاب على املساجد «ال إله إال هللا رب القرآن [ املخلوق ]» ‪ ،‬فكتب ذلك على املساجد‬
‫بفسطاط مصر‪ُ ،‬ومنع الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي من الجلوس فى املسجد ‪،‬‬
‫وأمرهم أن ال يقربوه ‪.‬‬

‫قال وكيع في أخبار القضاة‪ :‬وكان ابن أبي الليث رجل سوء‪.‬‬

‫الح َنف ُّي قاض ي م ْ‬ ‫َّ‬ ‫قال ابن عبد البر‪َ :‬‬
‫ص َر َي ْحس ُد ُه ُويعاديه ‪ -‬أي البويطي‬ ‫الل ْيث َ‬ ‫وكان ْاب ُن أبي‬
‫َْ َْ َ َْ ُ ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫وقت امل ْح َنة في ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫الق ْرآن فيمن أخرج من أهل مصر إلى بغداد ولم يخرج من‬ ‫‪ -‬فأخ َر َج ُه في‬
‫أصحاب الشافعي َغ ْيره‪)1(.‬‬ ‫ْ‬

‫(‪ )1‬وفي نادو اف طد كك ع حيهيب و ال عائ ئئدك و حائ ئئديق طل اف حائ ئئدعق إاب سئ ئئجل حد نطق اد مي طلع و زين و ال حشئ ئئدف ق ه حم كيب على‬
‫اصودب حشدف ق ‪‬‬

‫غري اوه نق م ثب هيع يفيدنع إس دة‬


‫‪15‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫قال الخطيب‪ :‬وكان قد ُحم َل إلى بغداد في أيام املحنة‪ُ ،‬وأر َيد َع َلى القول بخلق القرآن فامتنعَ‬
‫س ببغداد‪.‬‬ ‫من اإلجابة إلى َذل َك‪ُ ،‬‬
‫فحب َ‬

‫قال ابن يونس‪ :‬حمل من مصر أيام املحنة والفتنة بالقرآن إلى العراق‪ ،‬فأرادوه على الفتنة‬
‫فامتنع‪ ،‬فسجن ببغداد وقيد‪.‬‬

‫ادل حشئ ئ ئ ئ خ اا ج ن لل نقة اادم طل كك هيع يفيدنع ال عائ ئ ئ ئئدك ود إسئ ئ ئ ئ دةهد جأف اخ جم هلمد ةوف كك ميدهلمد وطثب هيع ح و نع ن امد‬
‫عل ةد د وادع اط اطري طثب هي وإس دةهد ف ه جةدحع‬

‫وادل حش خ لمق ح مدينة‬

‫وطل‬
‫فديفيدنع كك هد ال حائ ئ ئئديق اق حهة «ادل اا ج ن ح طي ة فودثين حثقع عل حد نطق اوه ادل ع و اة ك ت سئ ئ ئ دهد إاب ايب ج ن ‪َ ،‬‬
‫ان خ ايب ج ن ؟ اثقع كدف ميقًّد ام ؟ َخ‬
‫اًع طل حد نطق‪ ،‬ام الغه ع ه؟ و يفيدنع ط ي ‪ ،‬زف اوحاا حثأثع إف كدو س اه ئ ئ ئ كمد ا ب ئ ئ ئ فد ددانخ‬
‫ح مي خله طل ط‪:‬ئ واق دعخ وميدا خئه غريخهم‪ ،‬في ت ن خِبّئ ددانئ نل حللمه ةوف حائدعو؟ وانضئد فأ ط ضئع حلائ ق‪ ،‬زف اضئد ط‪:‬ئ يف ن ع جلةم ع‬
‫كب طل عخ خمل ا لم او فقه‪ ،‬فخي خه وه على حق ل ِبلق حق ف‪ ،‬ومشب كحا مج َع علمدو حشئدف ع و دحي ع مب‪:‬ئ واانئدَهخ طد ُتمب عل ه‬ ‫كدو ناد ف َّ‬
‫نطق نؤث‬
‫ت ئ ئ ئ ئ ئ ه اف ني ف جلةم ع مي اي إ د كدو نا َّض ف ل جده ابإلويد عل ةم واعلل ط دايهتم واضل لةم‪ ،‬وكدف حد ُّ‬ ‫صو ْ‬
‫يفيدنعخ ئ ئ ئ ئ ئ إف َّ‬
‫ومل عل اوحائا حثأثئع عق ئد‬ ‫خ‬ ‫ئدم ائده ‪ ،‬فجئده اوحائا حثأثئع‪ ،‬فئ َّةى كحئا إاب اد جلةم ئع على حد نطق ابعادئد اوئه و س جلمئدعئع‪ ،‬و‬ ‫ع َ‬
‫اهب حا ع‬

‫و ال ايب حل ث كدف جةم د مي ن د انئَّ اب حل د ي وكدف اد طاول اهب يفدنث ممل كدف د ط‪:‬ئ ووانئى فم ومل ن سئب إ حد نطق إاب اغد ة وج ب غأطه‬
‫نط مل فد وف ال س ئ د ز نلق زوه مل جيده وه ب ط ه مجدعع ط ةم إلطدم ايد ال ص ئئدمل ‪ :‬ئ فل ع ا عل ه وعلى ال ايب ةك ة وحيل حش ئئدد‬
‫حلغل ب طد كاب اه ا كب إاب و يل ط‪:‬‬
‫فنق اادد اضد ط‪ :‬ة مث و ة كادب ا كب إاب ائ ئ ئ ئ ذ حبلق ال ال ا حل ث وحئ ئ ئ ئوئ ئ ئ ئ ئ ئ ئ ئائ ئ ئ ئئه ‪ ،‬وض اه ابحا ذ ‪ ،‬ويله على يد إبكدمل ‪ ،‬واط فه‬
‫حناطدذ فن ب كحا اه ا ذ ن م ث و‬

‫ادل حيهيب ط لقد على كحا ة حلَّ خة َّم أتج عخ د ط‪ :‬داه‪ ،‬فإوّه كدف د د طل وول ْجلَ ْةمّع‬
‫‪16‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫وقال أبو عاصم العبادي‪ :‬وملا حضر الشافعي ‪ ‬ما كتب هللا تعالى على خلقه نظر إلى أبي‬
‫يعقوب وقال ‪ :‬تموت فى حديدك ‪ ،‬فأشخص سنة الفتنة مصف ًدا مغلولة يده اليمنى وكلف‬
‫ََ‬
‫أن يقول بخلق القرآن فأباه وقال‪ :‬خل َق هللا الخلق بكن أفترى أنه خلقهم بمخلوق وهللا تعالى‬
‫يقول بعد فناء الخالئق ملن امللك اليوم وال مجيب وال داعى فيقول تعالى (هللا الواحد القهار)‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فلو كان مخلوقا مجيبا لفنى حتى ال يجيب‪.‬‬

‫قال‪:‬سمعت الربيع ْبن ُس َل ْي َمان‪َ ،‬ي ُقو ُل‪ُ :‬‬


‫كنت ع ْن َد‬ ‫ُ‬ ‫وأسند الخطيب إلي محمد بن بشر‬
‫ََ‬
‫الشافعي‪ ،‬أنا واملزني‪ ،‬وأبو يعقوب البويطي‪ ،‬فنظر إلينا‪ ،‬فقال لي‪ :‬أنت تموت في الحديث‪،‬‬
‫وقال للمزني‪ :‬هذا لو ناظره الشيطان قطعه أو جدله‪ ،‬وقال للبويطي‪ :‬أنت تموت في‬
‫مقيدا إلى أنصاف ساقيه‪،‬‬ ‫فدخلت َع َلى البويطي أيام املحنة فرأيته ً‬
‫ُ‬ ‫الحديد‪َ ،‬ق َ‬
‫ال الربيع‪:‬‬
‫مغلولة ُ‬
‫يداه إلى عنقه‪.‬‬

‫وب ْال ُب َو ْيطي‪ُّ،‬‬ ‫ال‪َ :‬ك َت َب إ َل َّي َأ ُبو َي ْع ُق َ‬


‫ان ْاملُ َراد ُّي‪َ ،‬ق َ‬
‫الرب ُيع ْب ُن ُس َل ْي َم َ‬
‫حاتم‪:‬ح َّد َث َنا َّ‬
‫َ‬ ‫قال ابن أبي‬
‫الشافعي‪َ ،‬و َي ْس َأ ُلني َأنْ‬ ‫صب َر َن ْفس ي ل ْل ُغ َرَباء‪ ،‬م َّم ْن َي ْس َم ُع ُك ُت َب َّ‬ ‫َو ُه َو في ْاملُ ْطبق‪َ ،‬ي ْس َأ ُلني َأ ْن ُأ ْ‬
‫الشافعيَّ‬‫االحت َمال م ْن ُه ْم‪َ ،‬و َي ُقو ُل‪َ :‬ل ْم َأ َز ْل َأ ْس َم ُع َّ‬
‫ين في ْال َح ْل َقة‪َ ،‬و ْ‬ ‫ص َحاب َنا َّالذ َ‬ ‫ُأ َحس َن ُخ ُلقي َأل ْ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫كث ًيرا‪ُ ،‬ي َرد ُد َهذا ال َب ْي َت‪:‬‬
‫خهتخ خئ َةد‬ ‫َوحَ ْل اخ ْيَ َم حَّئ ْنس حَّخ‬
‫خ‬ ‫و َهلخْم وئَ ْن خاق حخ َي ْق نخ ْي خخط َهنَد‬
‫خ‬
‫اخ‬
‫خه‬
‫‪17‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫غل‪ ،‬وفي رجليه ٌ‬


‫قيد‪ ،‬وبين‬ ‫أيت البويطي َع َلى َبغل في عنقه ٌّ‬‫ال‪ُ :‬‬ ‫َ‬
‫وأسند الخطيب إلى الربيع ق َ ر‬
‫وزنها أربعون رطال‪ ،‬وهو َي ُقو ُل‪ :‬إنما خلق هللا الخلق‬
‫الغل والقيد سلسلة حديد‪ ،‬فيها طوبة َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فكأن مخلوقا خلق مخلوقا(‪ ،)1‬فوهللا ألموتن في حديدي هذا‬ ‫بكن‪ ،‬فإذا كانت ُكن مخلوقة َّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫حتى يأتي من بعدي ٌ‬
‫قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم‪ ،‬ولئن أدخلت‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫إليه ألصدقنه‪ ،‬يعني‪ :‬الواثق قال الربيع‪ :‬وكتب إلي من السجن أنه ليأتي علي أوقات ما أحس‬
‫ُ‬
‫أت كتابي هذا فأحسن خ ُلقك َم َع أهل‬ ‫بالحديد َأ َّن ُه َع َلى بدني حتى تمسه يدي‪ ،‬فإذا قر َ‬
‫ً‬ ‫بال ُغرباء خاصة ً‬ ‫ْ‬
‫فكثيرا ما كنت أسمع الشافعي يتمثل بهذا البيت‪:‬‬ ‫خيرا‪،‬‬ ‫حلقتك‪ ،‬واستوص‬

‫خهتخ خئ َةد‬ ‫َوحَ ْل اخ ْيَ َم حَّئ ْنس حَّخ‬


‫خ‬ ‫و َهلخْم وئَ ْن خاق حخ َي ْق نخ ْي خخط َهنَد‬
‫خ‬
‫اخ‬
‫خه‬
‫قال أبو عاصم العبادي‪ :‬قال زكريا بن يحيى الساجي‪ :‬ما سمع أبو يعقوب النداء يوم الجمعة‬
‫وهو فى السجن إال اغتسل ولبس ثيابه ومش ى إلى الباب فيقول السجان‪ :‬أين تريد؟ فيقول‪:‬‬
‫أج ْب ُت‬
‫أجيب" داعي هللا‪ ،‬فيقول السجان‪ :‬ارجع عافاك هللا ! فيقول ‪ :‬اللهم إنك تعلم أني َ‬
‫داعيك فمنعت‪ ،‬وكان يقول ‪ :‬من قال «أن القرآن مخلوق» فهو كافر(‪ ،)2‬وهكذا قال املزنى‬
‫والربيع ورواه عن الشافعي ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ادل إلطدم حأحيدوق ط لقد د ان ئ ئ ل اص ئ ئ ل عاقدة اهب حا ئ ئ ع و جلمدععة َوَه َي َط ْ َا َطد نئخ َخِّبخو َف َعْهخ حْ خلَ َمدوخ حَْئ ْ َم إخ َّف َه َي خك خل ْز ََّو خل َكد َف خمَْلخ اد ‪,‬‬
‫دهى ‪َ ,‬وخه َ اَئ ْ ٌل خط ْااَ خو ٌب‬ ‫خ‬
‫فَئ خة َ خمَْلخ ٌق اخ خي ْل ا ْ‬
‫خاَى فَئ َة َي نئخ َؤّة إخ َاب َطد نَئاَئَ َ‬
‫خ‬ ‫(‪ )2‬وى ع ه كحا اا ة وة د طائئدوله ادلة َخً ت حَّاخ ع ال س ئلَ مد َف حْمؤخكّ َف‪ ،‬اَ َ خ‬
‫دلة حْ خق ْ خف خمَْلخ ٌق‪ ،‬فَئ خة َ‬
‫"ط ْل اَ َ‬
‫ب حْدخئ َنْط َّق نَئ خق خلة َ‬ ‫ت ا ََاب نَئ ْق َ‬ ‫دلة ًَ ْ خ‬ ‫ْ خ َ ْ َ خ َْ خَ‬
‫َكدفخٌ "‬
‫‪18‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫قال ابن كثير ‪ :‬قال أبو عمر املستملي‪ :.‬حضرنا مجلس محمد بن يحيى الذهلي‪ ،‬يقرأ علينا‬
‫كتاب البويطي إليه‪ ،‬وإذا فيه‪ :‬والذي أسألك أن تعرض حالي على إخواننا أهل الحديث‪،‬‬
‫لعل هللا يخلصني بدعائهم‪ ،‬فإني في الحديد‪ ،‬وقد عجزت عن أداء الفرائض من الطهارة‬
‫والصالة‪ ،‬قال‪ :‬فضج الناس بالبكاء والدعاء له‪.‬‬
‫قال ابن كثير‪ :‬ولم يزل في الحبس إلى حين وفاته‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أسند الخطيب إلي موس ى بن هارون َق َ‬


‫ال‪ :‬مات أبو يعقوب البويطي في رجب سنة إحدى‬
‫ُ‬
‫وشهدت جنازته‪ ،‬حبس في القرآن فلم ُيجب‪.‬‬ ‫وثالثين ومائتين َق َ‬
‫ال ُم َ‬
‫وس ى‪:‬‬
‫قال أبو سعد السمعاني‪ :‬ومات في رجب سنة إحدى وثالثين ومائتين‪.‬‬
‫إحدى‬ ‫الج ُم َعة َق ْب َل َّ‬
‫الصالة في َس َنة ْ‬ ‫س َ‬
‫ومات في الس ْجن َي ْو َم ُ‬ ‫زاد ابن عبد البر فقال ‪ُ :‬‬
‫وحب َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وثالث َين ومائ َت ْين‪.‬‬
‫قال ابن يونس‪ :‬توفي في السجن والقيد ببغداد سنة اثنتين وثالثين ومائتين‪.‬‬
‫والصحيح ما ذكره الخطيب وغيره من أنه مات سنة إحدى وثالثين مائتين‪.‬‬

‫سمعت الرجل الصالح أبا جعفر محمد بن موس ى بن عمران يقول ‪ -‬بحضرة‬ ‫ُ‬ ‫قال الحاكم ‪:‬‬
‫األستاذ أبي الوليد ‪ -‬رأيت أبا العباس ‪ -‬هو األصم ‪ -‬في املنام فقلت ‪ :‬إلى ماذا انتهى حالك أيها‬
‫الشيخ؟ فقال‪ :‬أنا مع أبي يعقوب البويطي‪ ،‬والربيع بن سليمان‪ ،‬في جوار أبي عبد هللا‬
‫الشافعي نحضر كل يوم ضيافته‪.‬‬

‫فرحم هللا اإلمام البويطي فكما كان بجوار أبي عبد هللا في حياته كان بجواره بعد وفاته‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫في رحاب اإلمام السلفي أبي يعقوب البويطي‬

‫تم الجمع والحمد هلل رب العاملين‪.‬‬


‫َّ‬
‫حمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫نبينا‬ ‫على‬ ‫ك‬‫ر‬ ‫وبا‬ ‫م‬‫وسل‬ ‫وصلى هللا‬
‫وقد أتممته ليلة الثامن من شهرشعبان سنة أربع وأربعين وأربعمائة وألف من‬
‫هجرة النبي ﷺ‪.‬‬

You might also like