Professional Documents
Culture Documents
Dr. Sarbast Nabi, Suverenitet I Autoritet Unutar Filozofije Iranskog Ustava
Dr. Sarbast Nabi, Suverenitet I Autoritet Unutar Filozofije Iranskog Ustava
وتسعى السلطة من خالله إىل فرض نوع من اهليمنة.كل ذلك يف إطار قانوين وسياسي معلن ّ ،ينشده
.ظل األخرية على األرض
ّ إهنا،الصارمة على اجملتمع معززة بشرعية مقدسة خارقة
انطالقاً من هذه العقيدة الرمسية ينشأ الفهم السياسي لطبيعة السلطة وعالقاهتا ابألداين والعقائد
وحتدد عالقة أتباع تلك املذاهب واألداين ابلسلطة والدولة وطبيعة واجباهتم،واملذاهب األخرى املختلفة
، سواء الوسائل املادية أو املعنوية، كذلك األمر مع الوسائل اليت تفضي إىل حتقيق ذلك.وحقوقهم حنومها
.وكيفية توظيفها لتحقيق مقاصد النظام العام والسلطة
ويف.»يهدف خطاب الدستور اإليراين إىل فرض منطاً معيناً من الطاعة هي طاعة « ما فوق الدولة
مبا،ضوء هذا التوجه تع ّد السلطة كل خارج عن هذا املسار منحرفاً ومارقاً يستحق العقاب األيديولوجي
جتابه عادة ابلقسوة، وتغدو املعارضة السياسية يف نظرها مروقاً دينياً وهرطقة.فيه احلرمان من بركة السماء
اليت ال يعود هلا من عمل سوى إرهاب املختلفني عنها. الذي يغذيه احلقد الديين لدى السلطة،والعنف
.سياسياً وردعهم وترويعهم دون رمحة
Sažetak
Dr. Sarbast Nabi
Univerzitet Koya, Irački Kurdistan
Sarbast.nabi@koyauniversity.org
Ovo istraživanje pruža analizu i dekonstrukciju diskursa iranskog
ustava i daje pregled političke filozofije i filozofije ustava. Da bi se ko-
načno otkrila ideološka i intelektualna dubina diskursa Vilajat al-Fakih
o konceptima moći, suvereniteta i položaja čovjeka u državi (islamske
revolucije), istraživanja su zasnovana na temeljima principa i uvoda
ovih nauka. Napominje se od samog početka da vjersko i doktrinarno
nasleđe sekti predstavlja politički sažetak homeinističkog diskursa. Ho-
meini je crpeo inspiraciju iz jurisprudencijalnog i političkog nasleđa sa
ciljem da uspostavi novi politički legitimitet. Otuda se diskurs u iran-
skom ustavu, kao i mnogi teokratski ustavi, na prvi pogled pojavljuje
kao rasprava o pitanjima teologije, vjerske jurisprudencije i teologije u
velikoj meri. Cjelokupna filozofija ovog ustava zasnovana je na ideološ-
koj osnovi koja određuje njegove ideološke orijentacije i prirodu režima
-٦اإلميان بكرامة اإلنسان وقيمته الرفيعة ،وحريته املالزمة ملسؤوليته أمام هللا.
وهو نظام يؤمن القسط والعدالة ،واالستقالل السياسي ،واالقتصادي ،واالجتماعي ،والثقايف،
والتالحم الوطين عن طريق ما يلي:
أ -االجتهاد املستمر من قبل الفقهاء جامعي الشرائط.
ب -على أساس الكتاب وسنة املعصومني سالم هللا عليهم أمجعني.
كل فلسفة هذا الدستور على أساس عقائدي حيدد اجتاهاته الفكرية وطبيعة النظام الذي وتقوم ّ
ينشده ،وكذلك هويّة السلطة اليت يفرضها وآليات ممارستها ،والوسائل واألدوات التنفيذية ومالحقها
كل ذلك يف إطار قانوين وسياسي معلن .إذ( يعرب دستور األيديولوجية املوائمة لغاايت العقيدة الرمسيةّ ،
مجهورية إيران اإلسالمية عن اخلصائص والعالئق السياسية واالجتماعية واالقتصادية للمجتمع اإلسالمي
اجلديد ،ولذا َّ
البد من أن يكون هذا الدستور وسيلةً لتثبيت أركان احلكومة اإلسالمية ومنوذجاً لنظام
حكم جديد على أنقاض نظام الطاغوت السابق) من مقدمة الدستور.
والدستور اإليراين كنسق ،قانوين منظم ،يش ّكل بؤرة مكثفة للمقوالت األيديولوجية واملفاهيم
والتصورات اخلاصة ابلسلطة ،يسعى من خالهلا إىل تكريس خطاب كلّي القدرة حيقق نوعاً فريداً من
اهليمنة السياسية والروحية على اجملتمع ويشرعنها .ويستعني بقدر كبري من األحكام الدينية واملقوالت
املذهبية كي حيصد أكرب قدر من السلطة ليحافظ على دميومتها واستقرارها ،كما حتدد املادة الثانية
من الدستور ،املشار هلا سالفاً .وعادة ما تؤطر السلطة عقيدهتا املذهبية عرب الدستور وترتمجها فعلياً
إىل أجهزة ومؤسسات دولتية( وتعمل على تطبيق منظوماهتا وأنساقها الفكرية ،لتتغلغل داخل تلك
املؤسسات ،من خالل القوانني والقرارات واألوامر والتوجيهات اليت تصدرها أو تعمل على إصدارها
تنفيذاً لتصوراهتا األيديولوجية ومفاهيمها كما تراها))١(2
تسعى السلطة من خالل هذا الدستور إىل فرض نوع من اهليمنة الصارمة على اجملتمع معززة بشرعية
ظل األخرية على األرض .وتفرض من خالله مساراً وحيداً على اجملتمع كمسار مقدسة خارقة ،إهنا ّ
حتمي( حنو هللا) يصادر من خالله على خياراته املستقبلية احملتملة ،دون أن يكرتث لتغيري الظروف
تقر مقدمة الدستور أبن احلكومة ال تبتىن -من وجهة نظر وتطورات احلياة احملتملة ،ومن هذا املنطلق ّ
اإلسالم -على الطبقية ،أو على السلطة الفردية ،أو اجلماعية ،بل إهنا جتسد التطلعات السياسية
( )١القمودي(سامل) ،سيكولوجيا السلطة ،مؤسسة االنتشار العريب ،ط ،٢بريوت ،٢٠٠٠
2
ص.٤٤
342 ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14
Suverenitet i autoritet unutar filozofije iranskog usta
لشعب متحد يف دينه وتفكريه ،حيث يقوم بتنظيم نفسه حىت يستطيع من خالل التغيري الفكري
والعقائدي أن يسلك طريقه حنو هدفه النهائي وهو احلركة إىل هللا.
انطالقاً من هذه العقيدة الرمسية ينشأ الفهم السياسي لطبيعة السلطة وعالقاهتا ابألداين والعقائد
واملذاهب األخرى املختلفة ،وحتدد عالقة أتباع تلك املذاهب واألداين ابلسلطة والدولة وطبيعة واجباهتم
وحقوقهم حنومها .كذلك األمر مع الوسائل اليت تفضي إىل حتقيق ذلك ،سواء الوسائل املادية أو املعنوية،
وكيفية توظيفها لتحقيق مقاصد النظام العام والسلطة.
تتعارض النظرة الدينية ملصدر احلكم والغاية منه مع النظرة احلديثة .فإذا كان النظام الدميوقراطي هو
شكل احلكم الذي جيسد املساواة يف شعب من املواطنني ،فإن األيديولوجية واملؤسسة الدينيتني تقوالن
ابلنظام القائم على شعب من املؤمنني وتفرضان منطاً معيناً من الطاعة هي طاعة « ما فوق الدولة».
وكل من يتعارض يف إميانه أو رأيه مع النسق املعتقدي السائد وخيتلف عنه يصبح كافراً ويغدو خارج
نطاق الرعاية وحيكم عليه ابحلجر .ويبدو الدستور اإليراين يف العديد من مواده وفقراته متخماً هبذه
النظرة .ويف ضوء هذا التوجه تع ّد السلطة كل خارج عن هذا املسار منحرفاً ومارقاً يستحق العقاب
األيديولوجي ،مبا فيه احلرمان من بركة السماء .وتغدو املعارضة السياسية يف نظرها مروقاً دينياً وهرطقة،
جتابه عادة ابلقسوة والعنف ،الذي يغذيه احلقد الديين لدى السلطة .اليت ال يعود هلا من عمل سوى
إرهاب املختلفني عنها سياسياً وردعهم وترويعهم دون رمحة.
)٢( 3هرتز(فريدريك) ،القومية يف السياسة والتاريخ ،ترمجة عبد الكرمي أمحد ،وزارة الثقافة،
القاهرة ،٢٠١١ص .١٦٦
)١( 4ملزيد من التفصيل ينظر يف :درويش(علي إبراهيم) ،السياسة والدين يف مرحلة أتسيس
الدولة الصفوية( ،)١٥٧٦ /١٥٠١املركز العريب لألحباث ودراسات السياسات ،الدوحة،٢٠١٣ ،
ص.ص.٣٢٣ ،٣٢١ ،٣١٧ .
التحول يف العصر الصفوي ،ترمجة حسني ذلك من املفيد االطالع على :ترينر(كولن) ،التشيّع و ّ
ك
)١( 6اخلميين(آية هللا) ،كشف األسرار ،ق ّدم له حممد أمحد اخلطيب ،ترمجة حممد البنداري ،دار
عمان ،طـ ،١عمان ،١٩٨٧ص.٢٠٧
)٢( 7اخلميين(آية هللا) ،األربعون حديثاً ،تعريب حممد الغروي ،دار زين العابدين ،بريوت
،٢٠١٠ص .٦٣١
346 ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14
Suverenitet i autoritet unutar filozofije iranskog usta
إىل تكريس سلطة أوليغارشية دينية /مذهبية على أساس من الوالء املطلق لـ الويل الفقيه ،الذي تتخطى
سلطاته ليس مؤسسات احلكم والدولة فحسب ،وإمنا أيضاً السلطة على كيان األفراد وأرواحهم ،وتفرض
عليهم نوعاً من الطاعة السلوكية والذهنية ،بوصفه استمراراً للقداسة األصلية كما يعرتف الدستور يف
مقدمته( اعتماداً على استمرار والية األمر واإلمامة ،يقوم الدستور إبعداد الظروف املناسب ة لتحقيق
قيادة الفقيه جامع الشرائط والذي يعرتف به الناس ابعتباره قائداً هلم «جماري األمور بيد العلماء ابهلل،
األمناء على حالله وحرامه» وبذلك يضمن الدستور صيانة األجهزة املختلفة من االحنراف عن وظائفها
فويل األمر هو وريث تلك القداسة األصلية القابعة يف بدء التاريخ ويف مآله ،واحلامل اإلسالمية األصيلة) ّ
للتفويض اإلهلي للوظيفة الكونية املقدسة لإلمام الغائب ،وقد اجتمعت يف شخصه الكفاءة العلمية
حتق له السلطة املطلقة،ظل غيبة اإلمام على مصري العبادّ ، والعصمة والعدالة والشجاعة .إنه الوصي يف ّ
تنص املادة اخلامسة من الدستور :يف زمن غيبة اإلمام املهدي(عج) تعترب وجتب عليهم الطاعة له ،كما ّ
والية األمر وإمامة األمة يف مجهورية إيران اإلسالمية بيد الفقيه العادل ،املتقي ،البصري أبمور العصر،
أقرت له أكثرية األمة وقبلته قائداً هلا.
الشجاع القادر على اإلدارة والتدبري ممن ّ
السلطة والسياسة .إنه ينطلق أوالً من مصادرة تقوم على مقاربة اترخيية متاثل بصورة تعسفية بني معطيات
عصرين خمتلفني متاماً ،فهو يؤكد( إن الرسول األعظم(ص) كان يرتأس مجيع أجهزة التنفيذ يف إدارة
اجملتمع اإلسالمي) )١(8مث يضيف اخلميين( وقد ثبت بضرورة الشرع والعقل إن ما كان ضرورايً أايم
الرسول األعظم(ص) ويف عهد اإلمام علي أمري املؤمنني(ع) من وجود احلكومة ،اليزال ضرورايً إىل يومنا
هذا…) )٢(9ومن مث يعزز هذا الشاهد أبمر إهلي كي يربر به استمرار السلطة اإلسالمية وضرورهتا
يف عصران بوصفها تدبرياً إهلياً قائالً( فقد استخلف أبمر من هللا من يقوم من بعده على هذه املهام،
يدل بوضوح على ضرورة استمرار احلكومة من بعد الرسول األكرم(ص) .ومبا أن وهذا االستخالف ّ
هذا االستخالف كان أبمر من هللا فاستمرار احلكومة وأجهزهتا وتشكيالهتا ،كان ذلك أبمر من هللا
أيضاً) )٣(10وطاملا أن السلطة يف هذه الدولة متضمنة يف املبدأ الذي يؤسس هلا وتدين يف وجودها
ألمر ،إذن ينبغي أن تصبح ممارسة هذه السلطة بيد من استخلف أبمر من هللا كي يقوم هبذه املهمة
بعد النيب ،يقول اخلميين( إن احلكومة الوحيدة اليت تدين ابحلق وتتقبله هي حكومة هللا اليت تعمل من
أجل احلق… ..والسلطة ينبغي أن تكون يف يد الفقيه ،بل نقول إهنا جيب أن تدار بقانون إهلي….
يتم بدون إشراف رجل الدين) )١(11وهذا األمر جند ترمجة له يف املادة السابعة بعد املئة من وهو أمر ال ّ
الدستور اليت جتعل من اخلميين ومن خيلفه يف والية األمر وريثاً لتلك القداسة( بعد املرجع املعظم والقائد
الكبري للثورة اإلسالمية العاملية ومؤسس اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية مساحة آية هللا العظمى اإلمام
اخلميين(قدس) الذي اعرتفت األكثرية الساحقة للناس مبرجعيته وقيادته… .ويتمتع القائد املنتخب بوالية
األمر ويتحمل كل املسؤوليات الناشئة عن ذلك).
بداهة أن من شأن هذا التماهي بني مكانة فرد ودين مع سلطة سياسية أن يقود إىل طغيان ديين،
وإىل احتكار للنشاط السياسي وصناعة القرار من قبل خنبة من رجال الدين .وواقع احلال أنه يف مجهورية
اتمة ،غري انقصة ،أما بقية األفراد فإ ّن درجة حريتهم تقاس مبدى
الويل الفقيه يتمتع فرد واحد حبرية فعلية ّ
قرهبم أو بعدهم عن هذا الفرد األوحد .فاجلمهورية اإلسالمية هي نظام حكم الفرد( اإلمام) وليس حكم
الشعب ،وما السياسة سوى ترمجة إلرادته السامية واملقدسة ،وليست نتاجاً إلرادة الشعب ومشاركته يف
صناعة القرار ،خبالف ذلك يتعني على كل فرد من أفراده أن خيضع حلكم الويل ،حبيث تغدو الطاعة
الواجبة عليه ،هي اليت تطبع عالقته بتلك اإلرادة السامية .إن تصور استقالل السلطة وعدم تبعيتها
( )١اخلميين( آية هللا) ،احلكومة اإلسالمية ،مصدر مذكور ،ص .٢٣
8
( )١اخلميين( آية هللا) ،كشف األسرار ،مصدر مذكور ،ص .٢٣٦
11
ألي مبدأ يقع خارجها ،إهنا تنتسب لنفسها ألي مبدأ خارجها( يعين أن السياسة مستقلة وغري اتبعة ّ
ّ
ليس إال ،وأهنا شأن عام .ولكن بلوغ مثل هذا التصور للحياة السياسية ،وبنيتها ،يقتضي البيان املسبق
أبن اجلماعة السياسية توجد كذلك كجماعة اجتماعية ،حبيث ال ميكن فصل استقالهلا السياسي عن
استقالل اجملتمع املدين…).)٢(12
يف مثل هذه احلالة ختتفي احلدود الفاصلة بني الدولة واجملتمع املدين وتتالشى استقاللية األخري،
بغياب املص ّدات الوقائية أو االحرتازية أمام تدخل السلطة يف الشؤون اخلاصة وميلها غري املشروع
للسيطرة على احلياة املدنية .هكذا يقع اجملتمع املدين حتت اهليمنة التامة للدولة ووصايتها ،ويغدو متالمحاً
مع سلطة الويل الفقيه .فال يعود الرابط الذي جيمع بني األفراد هو الرابط االجتماعي ،إمنا الرابط الديين،
ويغدو اجملتمع املدين( اجملتمع املتحد يف عقيدته ويف تفكريه) يف وصف الدستور اإليراين ،نطاقاً ملمارسة
العبادة وااللتزام بقيم العقيدة بدالً من أن يكون نطاقاً ملمارسة احلقوق الطبيعية .وبعبارة موجزة ميسي
معرفاً بوصفه جمموع املؤمنني املنتمني للمذهب .غايته الوحيدة السماح لألفراد املؤمنني ،الذين
اجملتمع ّ
يؤلفونه ،ابحلياة ال وفق أسس اجتماعية طبيعية وضروراهتا ،إمنا وفق قواعد مذهبية ومعايري دينية وأخالقية
حمددة ،كما تنص املادة الثامنة من الدستور ،أي احلياة مبوجب( الدعوة إىل اخلري واألمر ابملعروف والنهي
عن املنكر كمسؤولية مجاعية ومتبادلة بني الناس) هنا ينصهر اجملتمع واألفراد يف سلطة العقيدة الكلية بعد
أن يفقد اجلميع هوايهتم وخصوصياهتم .فال يعود هناك جمال للمبادرات الفردية ،أو الختالف األفكار
واآلراء والعقائد ،أو أية إمكانية إلثبات احلرية الشخصية مبواجهة السيطرة املتزايدة للسلطة السياسية على
الشخصية الفردية .وابلنتيجة يتحول اجلميع إىل جمرد أدوات سيطرة مطلقة ميارسها جهاز حكم ،متمركز
ابستمرار حول زعيم مطلق ،حتقق إرادته املطلقة الوصاية واهليمنة على احلياة االجتماعية بكافة جوانبها
اخلاصة والعامة .إنه النظام الذي يفرتس اجملتمع ويتكلم ابسم هللا يف اآلن نفسه.
السلطة املقدسة:
يبدو واضحاً إن السمة الرئيسة للنظام السياسي يف إيران ،تكمن يف أنه ينطق ابسم عقيدة مذهبية
استعارت صوت ولغة املقدس لـ كائن الاترخيي ،حيوم فوق الزمان والتاريخ ،يهدف النظام من خالل
تلك العقيدة إىل إنشاء سلطة كلية ،وارثة لتلك القداسة .ويعتقد املنظرون اإليرانيون واملوالون لنظرية
الفقيه ،أبن كل من ال يؤمن بتلك السلطة وابإلمامة على طريقة السيد اخلميين يكون كمن جحد نبوة
)٢( 12شاتيليه( فرانسوا) ،اتريخ األيديولوجيات ،ج ،٣املعرفة والسلطة من القرن ١٨إىل القرن
،٢٠ترمجة أنطون محصي ،وزارة الثقافة ،دمشق ،١٩٩٧ص .٣٩٦
ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14 349
Dr. Sarbast Nabi
مجيع األنبياء وأنكر نبوة نبينا(ص) حبسب وصفهم .فهذه احلكومة منصوص عليها ومتّ تنصيبها من قبل
كن ،وهي هلذا السبب حكومة شرعية حىت وإن مل يقبلها الناس ،وهذا هللا ،كما يقول آية هللا مهدوي ّ
يتم تعيينها وإجازهتا من هللا ،هي حكومة
برأيه مربر كاف .وعلى العكس من ذلك ،فإن أيّة حكومة ال ّ
غاصبة وغري قانونية ،حىت إن قبلها الناس .بدوره أفىت اخلميين أبن خمالفة هذه احلكومة هي خمالفة
للشرع ،والتمرد عليها مترد على الشرع ،والقيام ضد احلكومة الشرعية يوجد له جزاء يف قانوننا ويف فقهنا
وجزاؤه شديد جداً… .والقيام ضد احلكومة اإلهلية حماربة هلل ،والنهوض ضد هللا كفر… إن القيام ضد
حكومة اإلسالم هو خمالفة ألحدى ضرورات اإلسالم وهو خمالف لإلسالم ابلضرورة).)١(13
تعلمنا جتارب التاريخ ،منذ عصر النهضة ،أن عملية نزع القداسة عن مصدر السلطة تش ّكل اجلذر
العميق لنشوء الدولة احلديثة والفصل بني اجملالني العام واخلاص يف هناية األمر .وخبالف ذلك جند أ ّن ما
ميّز العصر الوسيط هو ربط السلطة ابملقدس أو اإلهلي ،وتبعية اجملال السياسي للمجال الديين .ففي هذا
العصر( كان هنالك عائق مينع تشكيل الدولة ابملعىن احلقيقي للكلمة ،هذا العائق كان هو عائق إلوهية
السلطة ،وهي ألوهية مطروحة بصورة قبلية… فقد كانت مسألة السلطة هي مسألة عالقتها ابهلل))٢(14
بيد أن تعقيد املسألة على الصعيد اإليراين ال تتعلق أبساس أو مبدأ السلطة فحسب ،وإمنا أيضاَ،
وابلدرجة الرئيسة بطبيعة إدارة السلطة السياسية .فمن الضرورة مبكان عدم االكتفاء ابلتساؤل عما إذا
كان هللا قد منح الشرعية للسلطة ،فأقامها أم ال؟ وإمنا أيضاً نتساءل عما إذا كان هللا هو الذي يضمن
ممارسة السلطة واستمرارها .املسألة ال تكمن فقط يف منطلق السلطة عما إذا كان إهلياً أم ال ،فهذه
بداهة معلنة يف الدستور اإليراين ويف فقه املنظرين له ،وإمنا كذلك يف ممارسة السلطة وإدارهتا ابسم هللا،
هل متلك تفويضاً بذلك أكثر من جمرد شرعية معلنة؟ هذا هو املنطلق اجلوهري لدى فهم فقه الدستور
اإليراين .فـاملادة الثانية من الدستور ال تؤسس لشرعية اجلمهورية اإلسالمية وحسب ،وإمنا تربر أيضاً
ادعاءها ابستمرار هذا احلكم وممارسة السلطة ابسم هللا( انظر فقرات املادة أعاله)
أي االدعاء بدوام إدارة السلطة وممارسة اهليمنة
تكرس ديباجة الدستور هذا األمر بوضوح أش ّدّ ، ّ
انطالقاً من عالقة مقدسة ،فوق بشرية ،وكامتداد هلا ،مربرة بوصية إهلية ،إذ تعلن( اعتماداً على استمرار
والية األمر واإلمامة ،يقوم الدستور إبعداد الظروف املناسبة لتحقيق قيادة الفقيه جامع الشرائط والذي
يعرتف به الناس ابعتباره قائداً هلم» جماري األمور بيد العلماء ابهلل األمناء على حالله وحرامه» ،وبذلك
)١( 13انظر :نورالدين( عباس) ،والية الفقيه يف العصر احلديث :يف وحدة املرجعية والقيادة ،مركز
ابء للدراسات ،بريوت ،٢٠٠٩ص .٧٨
)٢( 14شاتيليه( فرانسوا) ،مرجع سابق ،ص .٣٠٢
350 ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14
Suverenitet i autoritet unutar filozofije iranskog usta
فالويل الفقيه
يضمن الدستور صيانة األجهزة املختلفة من االحنراف عن وظائفها اإلسالمية األصيلة)ّ .
ال حيكم يف هذه احلالة ابسم الشعب ،بل ابسم هللا ،هنا تكمن شرعيته ،اليت ال تتعلق إبرادة الشعب أو
البشر اآلخرين ،إهنا شرعية ماورائية ،وهلذا هو مبدأ شرعية كل هيئة أو كيان آخر ،وتنبثق سيادة الشعب
املوحد بوجوده ووحدته وليس العكس..
ّ
ومن هذا املوقع ،ال تربر سلطة اجلمهورية اإلسالمية مبدأ وجودها يف الشعب ،وإمنا تربره يف مبدأ
أسطوري من خارجها ،فتبدو حالئذ كتحقيق إلرادة غائية مطلقة .فاإلمام الغائب هو املبدأ األول
ويستمر يف الوجود العيين من خالله،
ّ للتاريخ .وابلرغم من أنه غري مرئي ،إال أنه يتمثل يف الويل الفقيه
هو حاضر به حىت يكشف عن نفسه يف هناية التاريخ ،وهذا ما جتسده الرؤية الكوزمولوجية للدستور.
الدولة يف هذا السياق ليست سوى اهليكل املقدس هلذه الرؤية ،وهي هلذا السبب ال ميكن أن تبقى
ومتارس دميومتها على أسس أخرى غري دينية .إن رؤية اخلميين لسلطة الويل الفقيه هي أقرب ما تكون
إىل العقيدة البابوية يف « مشول القوة” اليت صاغها البااب گريگورس الرابع .Gregorius IVوالويل
يف ممارسته للسلطة ،يستغين عن الشرعية املستمدة من الشعب ،ألنه يف األصل حيمل يف ذاته شرعية
مساوية .إهنا سلطة تستم ّد شرعيتها املتجذرة يف عقيدة أو يف رؤية أسطورية مقدسة ويف مرياث قومي
غارق يف أنوية مركزية اترخيية .وكما يؤكد جازماً أحد املنظرين املنافحني عن الوالية( فإن والية الفقيه
أمر إهلي ال يتحدد من قبل الناس أو العلماء ،والوالية أمر جمعول من قبل اإلمام املعصوم للفقيه ،وليس
للناس صالحية نصب الفقيه أو عزله… .وعليه فإن ما حيصل يف الوالية هو أن الفقيه يتصدى املسؤولية
يهم إال عند من آمن املصريية ،وعلى األمة أن تبايعه وتتبعه…… واحلق أن فهم وقبول هذا األمر ال ّ
ابإلمامة كمنصب إهلي واعتقد بوجود اإلمام املعصوم وحضوره وحركته اخلفية اليت تتجلّى يف بعض
مظاهرها بصورة التأييد والتسديد للفقيه اجلامع للشرائط) )١(15هذا هو البعد الغييب للسلطة يف إيران،
املرتبط ابلعقيدة املذهبية بوضوح شديد.
من هنا أتيت سلطة آية هللا علي خامنئي ،ومن قبله سلطة اخلميين ،على رأس النظام يف إيران،
بصفته الويل الفقيه «الذي ينوب عن اإلمام الغائب يف قيادة األمة ،حلني ظهور املهدي املنتظر» وفق
املعتقدات الشيعية .كما متت اإلشارة فقد وضع املرشد األول للثورة اإليرانية آية هللا مخيين األسس
وجسده يف مبادئ الدستور اإليراين بوضوح .لقد النظرية هلذا املفهوم ،يف كتابه «احلكومة اإلسالمية»ّ ،
كرس الدستور الذي وضعه بعد سقوط نظام تصور اخلميين الدولة اإلسالمية ،خالل منفاه الطويل ،و ّ
ّ
الشاه مبدأ» والية الفقيه” ،حيث يشرف زعيم ديين على الشؤون الوطنية كافة وميارس وصاية كاملة.
( )١نورالدين( عباس) ،والية الفقيه يف العصر احلديث ،املعطيات السابقة ،ص .٩٧
15
وخول قيادة
اضطلع شاغل هذا املنصب ،الذي فصل على مقاس اخلميين ذاته ،مبسؤوليات غري حمدودةّ ،
القوات املسلحة واحلرس الثوري املشكل حديثاً ،وعزل أي مسؤول منتخب ،ونقض التشريعات الربملانية،
واختاذ قرار احلرب والسلم .مل يكن املنصب اجلديد خاضعاً لالنتخاابت أو التمحيص من قبل املؤسسات
املنتخبة والشعب .وحلّت الشريعة اإلسالمية حمل القوانني القضائية القائمة ،مقيدة احلقوق واالمتيازات
كرست دستورايً يف املادة العاشرة بعد املئة اليت توضح وظائف القائد
الفردية .هذه السلطة املطلقة ّ
وصالحياته:
-١تعيني السياسات العامة لنظام اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية بعد التشاور مع جممع تشخيص
مصلحة النظام.
-٢اإلشراف على حسن إجراء السياسات العامة للنظام.
3-إصدار األمر ابالستفتاء العام.
4-القيادة العامة للقوات املسلحة.
5-إعالن احلرب والسالم والنفري العام.
6-نصب وعزل وقبول استقالة كل من:
أ ـ فقهاء جملس صيانة الدستور.
ب ـ أعلى مسؤول فـي السلطة القضائية.
ج ـ رئيس مؤسسة اإلذاعة والتلفزيون فـي اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية.
د ـ رئيس أركان القيادة املشرتكة.
هـ ـ القائد العام لقوات حرس الثورة اإلسالمية.
و ـ القيادات العليا للقوات املسلحة وقوى األمن الداخلي.
- ٧حل االختالفات وتنظيم العالقات بني السلطات الثالث.
8-حل مشكالت النظام اليت ال ميكن حلها ابلطرق العادية من خالل جممع تشخيص مصلحة
النظام.
9-إمضاء حكم تنصيب رئيس اجلمهورية بعد انتخابه من قبل الشعب .أما ابلنسبة لصالحية
املرشحني لرائسة اجلمهورية من حيث توفر الشروط املعينة فـي هذا الدستور فيهم فيجب أن تنال قبل
االنتخاابت موافقة جملس صيانة الدستور ،وفـي الدورة األوىل تنال موافقة القيادة.
352 ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14
Suverenitet i autoritet unutar filozofije iranskog usta
-١٠عزل رئيس اجلمهورية مع مالحظة مصاحل البالد وذلك بعد صدور حكم احملكمة العليا
بتخلفه عن وظائفه القانونية أو بعد رأي جملس الشورى اإلسالمي بعدم كفاءته السياسية ،على أساس
املادة التاسعة والثمانني.
-١١العفو أو التخفيف من عقوابت احملكوم عليهم فـي إطار املوازين اإلسالمية بعد اقرتاح رئيس
السلطة القضائية ،ويستطيع القائد أن يوكل شخصاً ألداء بعض وظائفه وصالحياته.
على هذا النحو ،حصل اخلميين على سلطات دستورية مل تكن متخيلة حىت من قبل الشاهات .فقد
نتج عن ثورة 1906م ملكية دستورية ،يف حني انبثق عن ثورة 1979سلطة جديدة شبيهة بسلطة
الويل الفقيه يعلن هنا ،على منواله( أان الويل الفقيه أان الدولة)
لويس الرابع عشر ،Louis XIVويكاد ّ
إن حقوق األمة ومصاحلها( متحدة ابلضرورة ،مع حقوقي ومصاحلي ،وال تقع إال بني يدي) ( )١ومن
16
كل مسعى إلفساد هذه العالقة ،هو هرطقة وجتديف .وقد عارض بش ّدة كل مكانيت تستم ّد شرعيتها ،و ّ
يقر بتساوي املواطنني واألفراد يف تقرير خياراهتم السياسية حبرية،
دعوة إىل النظام الدميوقراطي ،الذي ّ
بوصفها بدعة غري إسالمية وال جيوز األخذ هبا ،معترباً أن سلطة والية الفقيه متثّل( صوت هللا) إبزاء أيّة
سلطة دنيوية أخرى.
إن مفهوم اخلميين عن نظام احلكم األمثل ،ينبع أساساً ،من األوتوقراطية الدينية ،اليت ال ميكن
أن تتقبل صيغة احلكم التعددي أو الدميقراطي .والدستور اإليراين يف مادته السابعة تستعيض عن كل
ذلك بنظام قائم على الشورى ،اليت يدعي اإلسالم السياسي عموماً أهنا النموذج اإلسالمي األمثل
إلدارة شؤون الرعية وحكمها( طبقاً ملا ورد فـي القرآن الكرمي « :وأمرهم شورى بينهم» و « شاورهم فـي
األمر» ،تعترب جمالس الشورى من مصادر اختاذ القرار وإدارة شؤون البالد ،وتشمل هذه اجملالس :جملس
الشورى اإلسالمي ،وجمالس شورى :احملافظة والقضاء والبلدة و القصبة والناحية والقرية وأمثاهلا) .بيد أن
ويبشر هبا معظم اجلماعات اإلسالمية تنطوي على هذه الشورى اليت يتحدث عنها الدستور اإليراينّ ،
نزوع نوستلجي رجعي ،حنني إىل شكل أويل وبسيط لالجتماع اإلنساين ،مل يكن له عهد بتحدايت
اجملتمعات املعقدة واحلديثة .وهو ال يتعدى مفهوم( التشاور) الذي كان سائداً فيها .ويف هذا برهان
على النزوع املضاد للحداثة لدى أيديولوجية اإلسالم السياسي ولدى منظري والية الفقيه .إذ جتد معظم
حركات اإلسالم السياسي مثاهلا يف التقدم ومنوذجها التارخيي األمثل يف العودة الورائية إىل قرون سابقة،
إىل زمن السلف الصاحل وفق فهم ( ابن تيمية) ،ال طبقاً للزمن نفسه .يقول سيوران :العودة إىل األصول،
تكرست وتعمقت هذه العودة زاد هو مبدأ الفكر األصويل الرجعي ،الذي يتميّز بعبادة البداايت .فكلما ّ
( )١شاتيليه( فرانسوا) ،اتريخ األيديولوجيات ،ج ،٣مرجع مذكور ،ص .٦٧
16
غي الغرب.
االنغالق واالنكفاء لديها وزاد العنف .الفكر األصويل مضاد للفكر احلداثي التطوري الذي ّ
لقد حرص اخلميين على أن يضع الدستور خنبة سياسية من اإلكلريوس الديين املخلص لعقيدة
الدولة ،غري منتخبة فوق مجيع مؤسسات الدولة املنتخبة .وذلك عرب إحداث هيئات ومؤسسات( غري
منتخبة كمجلس األوصياء الذي ميلك حق النقض فيما يتعلق ابلتشريعات الربملانية والقرارات الرائسية
على عدم أتثري قرارات مؤسسات احلكومة املنتخبة يف توجهات السلطة الرئيسية))٢(17
إن بقاء هؤالء رجال الدين الالمنتخبني مسيطرين على احلكم يعكس رؤية اخلميين اليت تزدري كل
دميوقراطية وكل ثقة بقدرة الشعب على حكم نفسه .فقد امتلكت هذه النخبة من رجال الدين حق
مراجعة كافة التشريعات والقوانني ،بغية التأكيد من توافقها مع تعاليم عقيدة الدولة ومذهبها الرمسي.
هكذا أراد اخلميين ختليد الدولة حلساب إكلريوس ديين /مذهيب منح نفسه كل الضماانت الدستورية
لبقاء سلطته هو واستمرارها ،وبذلك ضمن الدستور اإليراين إقرار أتويل اخلميين وقراءته للمذهب
الشيعي ،كأيديولوجية للدولة ،وقيادة األوفياء لرؤيته يف قيادة الدولة.
وعلى الرغم من أن الرئيس اإليراين أييت على رأس السلطة التنفيذية ،إال أنه يشغل املكانة الثانية
من حيث األمهية والصالحيات بعد منصب املرشد األعلى ،الذي حيدد أولوايت السياسة الداخلية
واخلارجية ،واختاذ قرارات احلرب والسالم ،كما أن القوات املسلحة وقوات األمن تتبع املرشد ،ويسيطر
األخري على املؤسسات القضائية ،وتعترب املادة الثالثة عشرة بعد املئة من الدستور :رئيس اجلمهورية أعلى
سلطة رمسية فـي البالد بعد مقام القيادة ،وهو املسؤول عن تنفيذ الدستور كما أنه يرأس السلطة التنفيذية
إال فـي اجملاالت اليت ترتبط مباشرة ابلقيادة).
بعد انتصار الثورة عارض املرجع الديين املعتدل شريعيت مداري رؤية اخلميين هذه يف سلطة والية
الفقيه ،ووجد أبن( هناك تضارابً واضحاً بني سلطة الفقيه املطلقة وبني رئيس اجلمهورية الذي يفرض
السيادة الوطنية للدولة وميثلها .ومن مثّ كان يرى أن حيتفظ الفقهاء والعلماء الكبار بدورهم يف إرشاد
الناس وهدايتهم ،و ّأل يتدخلوا يف إدارة األمور املدنية إال عند الضرورة كحالة عدم وجود حكومة))١(18
إال أن الدستور شدد على مفهوم اخلميين لوالية الفقيه ،وعلى أن منوذج احلكم اإلسالمي ،وقبل أن يقوم
على األسس اجلمهورية ،يتعني أن يقوم على أسس ومعايري األصول العقائدية اإلسالمية( ومنحت املواد
( )٢تقية( راي) ،إيران اخلفية ،تعريب أيهم الصباغ ،العبيكان للنشر ،الرايض ،٢٠١٠ص
17
.٣٤
)١( 18انظر :السبكي( آمال) ،اتريخ إيران السياسي بني ثورتني( ،)١٩٧٩ /١٩٠٦سلسلة عامل
املعرفة ،العدد( ،)٢٥٠اجمللس الوطنية للثقافة والفنون واآلداب ،الكويت أكتوبر ، ١٩٩٩ -ص .٢٠٩
354 ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14
Suverenitet i autoritet unutar filozofije iranskog usta
اليت وردت يف املقدمة اخلميين ألقاابً مثل الفقيه األعلى ،القائد األعلى ،مرشد الثورة ،مؤسس اجلمهورية
اإلسالمية ،ملهم املستضعفني ،واألكثر قوة وبالغة وداللة من كل هذا لقب إمام األمة اإلسالمية.
مل يسبق للشيعة من قبل أن منحوا شخصاً على قيد احلياة هذا اللقب املقدس مع تضميناته حول
نص على أن يقوم جملس اخلرباءاملعصومية .وقد أعلن أن اخلميين هو القائد األعلى مدى احلياة ،وقد ّ
عند وفاته بتعيني شخصية دينية عظيمة حمله…))٢(19
واقع احلال أن عدم التمييز هذا بني النظام(السلطة) والدولة من جهة أوىل ،وبني السيادة ووالية
الفقيه من جهة اثنية ،أفضى إىل غياب الدور الفعلي ملؤسسات الدولة ،كالربملان واجملالس ومؤسسة
القضاء ،اليت مل يعد هلا من حضور مستقل عن السلطة املطلقة للويل ،ومل تعد جتسد أية ّقوة فاعلة يف
حياة الدولة .فصاحب السلطة املطلقة يستطيع أن يتالعب هبا حسب هواه وإرادته ويستبد بوظيفتها،
حل الربملان ويعفو عن اجملرمني ويعلن حالة الطوارئ ويعلن احلرب والسلم مىت ما شاءت يستطيع ّ
إرادته السامية .وهكذا يفصل الدستور اإليراين بني السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ،إال أن
املرشد األعلى ميكنه التدخل يف عمل تلك السلطات فـاملادة السابعة واخلمسون من الدستور تعلن أن:
السلطات احلاكمة فـي اجلمهورية اإلسالمية اإليرانية هي :السلطة التشريعية ،والسلطة التنفيذية ،والسلطة
القضائية ،ومتارس صالحياهتا إبشراف ويل األمر املطلق وأمام األمة) إن وحدة سلطة الفقيه هي مصدر
ظل إرادة واحدة تبتلعهاوشرط تعددية السلطات( التنفيذية ،القضائية ،التشريعية) وهي مجيعاً تعمل يف ّ
معاً .وابملثل ،تنسجم مجيع مؤسسات النظام وظيفياً مع املكانة املركزية املطلقة لسلطة الويل الفقيه .فهي
وتكرس من سطوته على الدولة واجملتمع معاً، ختضع إلرادته ،وتدور يف فلكه ،لتعزز من مركزية مكانتهّ ،
وجتعل من هيبته أش ّد وطأة وأتثرياً من هيبة الدولة.
إن مسألة وحدانية املبدأ ،الكلّي القدرة ،ومركزيته يف الدستور اإليراين تتمثل يف شخص( الويل
يتم تربير مركزية السلطة
الفقيه) الذي ال يبدو مسؤوالً أمام الشعب ،إمنا أمام هللا فحسب ،الذي مبوجبه ّ
وتعاليها .وحدانية هللا -وحدانية الفقيه -وحدانية الدولة -وحدانية السلطة أخرياً ،غري قابلة لإلنقسام.
ذلكم هو اجلسد السياسي الكلـّي ،الذي جرى التعبري عنه يف الدستور .إنه ميثّل ذلك العمالق الذي
املزود بصالحيات السلطة املطلقة ،وهو ماتصوره هوبز على غالف كتابه( اللواياثن) عام ّ 1651
يعكس وحدة األمة.
)٢( 19إبراهيميان(أروند) ،اتريخ إيران احلديث ،ترمجة حممد صبحي ،سلسلة عامل املعرفة ،اجمللس
الوطنية للثقافة والفنون واآلداب ،الكويت فرباير ،٢٠١٤ -ص .٢٢٤
هذا املوقف مياثل إىل ح ّد كبري ما كان سائداً يف العصر الوسيط ،حيث إن إغراء تربير ممارسة
السلطة هنا ابسم هللا ،أو ابسم كائن اسطوري ،أو أي مبدأ ماورائي ،واللجوء إىل التفكري يف السياسة
عرب االستعانة بتفويض إهلي أو غييب ،هو ما كان سائداً يف العصور الوسطى أساساً لدى الكنيسة
الكاثوليكية ،اليت سعت إىل اهليمنة السياسية على مناحي احلياة االجتماعية كافة.
لقد أكدت الكنيسة حينها تفوقها على كل سلطة زمنية وختطي سيادهتا جلميع احلدود الدنيوية،
أبي قانون وضعي أو طبيعي ،وفرضت وصايتها ورقابتها على اجلميع ،وطالبت وع ّدت نفسها غري مقيدة ّ
مجيع ملوك أورواب ابخلضوع لسيادهتا اليت ال حي ّدها ح ّد ،وأخذت هي متنحهم حق السيادة واهليمنة
والتفويض مبمارسة احلكم ،وتضفي على سلطتهم املشروعية اإلهلية والقداسة .من هذا املوقع حتولت(
الكاثوليكية إىل مذهب فوق قومي يدعو إىل الوحدة الدينية بني األمم ،وإىل احلب األخوي ،وعدم الوالء
ألي وطن بذاته ،وتوجيه الوالء لألمة املسيحية وحدها ،وعدم االشرتاك يف احلروب واخلدمة العسكرية
ألغراض غري دينية… .وغري ذلك من املبادئ اليت تتعارض متاماً مع روح القومية))١(20
السيادة املطلقة:
ينتمي مفهوم السيادة إىل الدولة ،وتشرتط النظرية السياسية احلديثة متييزاً للسيادة عن الذي ميارسها.
تعرف أبهنا القوة ذات السيادة ،وهذا ابلضبط ما فعلهيتم جتريد مفهوم الدولة فهي ّويف العادة حني ّ
جان بودان ،مؤسساً بذلك ،وألول مرة ،ملرجعية وشرعية دنيويتني لسيادة الدولة .إهنا بوساطة القوة حتقق
أحل مفهوم
التصور عرب سريورة ع ْلمنَة ملفهوم السلطة حبيث ّ
سيادهتا ومتارسها بصورة فعلية .لقد أُجنز هذا ّ
حمل هللا وأخذ دوره .وهذا األمر يكشف مغزى ادعاء الدولة اإليرانية أبهنا سلطة هللا ذات السيادة، القوة ّ
وحتقيق إلرادته على األرض .فسيادة الدولة يف إيران ليست سوى امتداد للسيادة املقدسة اليت ميثلها
الويل الفقيه ،الذي ينوب مناب اإلمام يف غيبته الكربى ،وتقرر املادة اخلامسة من الدستور ما يلي :فـي
املهدي(عجل هللا تعاىل فرجه) تكون والية األمر وإمامة األمة فـي اجلمهورية اإلسالمية
َّ زمن غيبة اإلمام
اإليرانية بيد الفقيه العادل ،املتقي ،البصري أبمور العصر ،الشجاع القادر على اإلدارة والتدبري وذلك
وفقاً للمادة )107وقد اعتقد اخلميين :إن أويل األمر هم الذين ميثلون االمتداد حلكومة هللا والرسول،
ظل هللا ورسوله .إن حكومة سلطان أي جيب أن يكونوا ّ وجيب أن يكونوا إىل جانب هللا والرسول…ّ ..
)١( 20صقر( عبدالعزيز) ،الدين والدولة يف الواقع الغريب ،دار العلم للجميع ،اجليزة -مصر
،١٩٩٥ص .٤٢
356 ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14
Suverenitet i autoritet unutar filozofije iranskog usta
ظل هللا).)٢(21
اإلسالم هي ّ
على هذا املنوال متّ متثيل وحدة األمة مع اجلسد السياسي يف شخص الويل الفقيه ،الذي ابت مركز
وبشر هبا ،من
السلطة وفق الدستور اإليراين .حيث جعلت عقيدة الدولة املذهبية ،اليت نظّر هلا اخلميين ّ
وجمسداً حلضورها الدنيوي .وهبذه االعتبار تالشت استقاللية السيادة
الويل الفقيه مركزاً للسيادة ومرجعاً ّ
عن شخص الويل الفقيه ،الذي راح ميثلها وميارسها من هذا املوقع ،إذ يغدو األخري هو السيّد األوحد،
فال تعود هي مستقلة عن إرادته وسلطته املقدسة ،طاملا وأنه حيمل تفويضاً إهلياً بذلك .إن إعالن سيادة
الويل الفقيه على الدولة حتت غطاء شرعية مذهبية /ماورائية ،كما يعلن الدستور اإليراين ،هو يف واقع
األمر اغتصاب حلق الدولة يف السيادة .وألن سيادة الدولة تعين سيادة الشعب ،كمجموع مواطين األمة،
وليس األفراد ،فهو سلب حلق الشعب واغتصاب إلرادته ،وهذا األمر ينعكس يف شعور املواطن ووعيه
حبضور سلطة مشخصة ،سلطة الفرد اإلمام ،فيغدو والؤه وإخالصه للشخص بدالً من الدولة ،ويغدو
حريصاً على طاعته واخلضوع له واخلشية منه ،بدالً من طاعة قوانني الدولة اليت تتالشى هيبتها يف هيبة
الشخص وتتبدد.
تتش ّكل عملية استمالك السيادة وشخصنتها عرب هذه العالقة الوحيدة االجتاه ،اليت تنبثق من
السماء ومتضي عرب الويل الفقيه لتنتهي عند السلطة السياسية .ويشكو خطاب الدستور اإليراين من
هذا اإلفراط يف مفهوم السيادة ويف تقديسها فتبدو سلطة الويل هي السائدة واملهيمنة على سلطة الدولة
تتقوم به .وعليه يبدو النظام اإليراين كأي نظام متسلط يقوم احلكم فيه واحلكومة ورموزمها وهيئاهتما ،اليت ّ
على متاهي كل اهليئات واملؤسسات واألفراد مع القائد الوصي ومع عقيدته ،وتصبح طاعة الفقيه واجباً
دينياً ،فأنت تطيع هللا عندما تطيع سلطة الويل الفقيه وختضع هلا .هنا ال يعود الفرد /املواطن ،عضواً
من أعضاء السيادة ،كما كان روسو يقول ،إنه جمرد كائن وجد ألجل اخلضوع لشرائع السماء ،وطاعة
عضو
سلطة صاحب السيادة املقدسة .إن املواطن يف الدولة احلديثة ،اليت تع ّد الشعب مرجعاً هلا ،هو ٌ
من أعضاء السيادة .لكنه ليس كذلك يف بطريركية والية الفقيه اليت ختتزله إىل جمرد فرد مؤمن يتحتم عليه
اخلضوع والطاعة فحسب.
وبطبيعة احلال ،حني يقدم الشعب تلك الطاعة املرتتبة عليه حنو الويل الفقيه ،فإنه ال يطيع نفسه،
حراً هبذا الفعل ،فهو ميارس
إمنا يربهن بذلك على تقواه فحسب ويثبت والءه .فاملرء عوضاً عن أن يغدوا ّ
ضرابً من العبادة اخلاصة لشخص الفقيه .ومن املالحظ هنا إن عبادة الدولة وقوانينها يف إيران ختتلط
عادة مع عبادة الرموز الدينية واملذهبية وتتماه.
( )٢انظر :نورالدين( عباس) ،والية الفقيه يف العصر احلديث ،مصدر مذكور ،ص .١٩
21
)١( 22انظر :أندرسن( بندكت) ،اجلماعات املتخيلة :أتمالت يف أصل القومية وانتشارها ،ترمجة
اثئر ديب ،قدمس للنشر والتوزيع ،بريوت -دمشق ،٢٠٠٩ص.٥٣ .
358 ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14
Suverenitet i autoritet unutar filozofije iranskog usta
مقدمة الدستور اإليراين هذا االلتزام ابلقول( ومع االلتفات حملتوى الثورة اإلسالمية فـي إيران … .فإن
الدستور يعد الظروف الستمرارية هذه الثورة داخل البالد وخارجها ،خصوصاً ابلنسبة لتوسيع العالقات
الدولية مع سائر احلكومات اإلسالمية والشعبية حيث يسعى إىل بناء األمة الواحدة فـي العامل( إن هذه
أمتكم أمة واحدة وأان ربكم فاعبدون) ويعمل على مواصلة اجلهاد إلنقاذ الشعوب احملرومة واملضطهدة
فـي مجيع أحناء العامل)
حتتل فكرة تصدير الثورة هنا ،مركز االهتمام األيديولوجي والعقائدي للخميين ،ومتثّل الغاية القصوى
يف الدستور ،واهلدف منها احلفاظ على بقاء الثورة واستمراريتها .إهنا املهمة اإلهلية السامية اليت ينبغي
احلفاظ عليها وضمان حتقيقها ،وهي غاية تتخطى حدود الدولة القومية ،بوصف األخرية نتاج عقول
ضعيفة فشلت يف تقدير التفويض السماوي حبسب قول اخلميين يف كتابه» كشف األسرار” .إن
اجلهل بدور وأمهية والية الفقيه وعدم االلتزام بتوجيهاته والتنكر للوعد اإلهلي احملتوم املتمثل بعودة اإلمام
املخلص املهدي ،هو الذي يقود إىل رفض مشروع اجلهاد على املستوى العاملي كمخطط إهلي ،وتصدير
الثورة كالتزام ديين مقدس ،حبسب منظّري الثورة اإليرانية ،ذلك أن اإلميان بتصدير الثورة كواجب مقدس
هو توأم اإلميان ابلوالية ومن مث اإلميان ابهلل .وتعزز مقدمة الدستور هذا اإلميان من خالل التأكيد على
أن الغرض من االشرتاك يف احلروب واالخنراط يف اخلدمة العسكرية ينبغي أن يتجاوز هدف محاية احلدود
القومية إىل غاية أمسى تتمثل يف النهوض أبعباء الرسالة اإلهلية الكونية…ابلقول :فـي جمال بناء وجتهيز
القوات املسلحة للبالد يرتكز االهتمام على جعل اإلميان والعقيدة أساساً وقاعدة لذلك ،وهكذا يصار
إىل جعل بنية جيش اجلمهورية اإلسالمية وقوات حرس الثورة على أساس اهلدف املذكور ،وال تلتزم هذه
القوات املسلحة مبسؤولية احلماية وحراسة احلدود فحسب ،بل حتمل أيضاً أعباء رسالتها اإلهلية ،وهي
اجلهاد فـي سبيل هللا ،واجلهاد من أجل بسط حاكمية القانون اإلهلي فـي العامل( وأعدوا هلم ما استطعتم
من قوة ومن رابط اخليل ترهبون به عدو هللا وعدوكم وآخرين من دوهنم)
اخلامتة: -
حتيلنا املسألة األخرية إىل ضرورة البحث يف مفهوم الثورة من منظور عقيدة والية الفقيه ،وطبيعة الثورة
اخلمينية ابلذات ،وهذه املسألة إن هي على صلة وثيقة ،بطبيعة احلال ،مببدأ مقاومة االستبداد ،وتكشف
يف هناية املطاف عن املآالت املأساوية للثورة اإليرانية ،اليت انتهت إىل طغيان ديين تستحكم فيه طغمة
مذهبية مبصائر البشر وتستبد أبقدارهم.
لقد ابت جلياً أن اهلدف من الثورة ضد الشاه ،ابلنسبة للخميين ،مل يكن هو التخلص من نظام
أي نظام آخر يضمن حرية الطغيان أو االستبداد عموماً ،ومن مث أتسيس نظام تعددي دميقراطي ،أو ّ
األفراد ومساواهتم ،بقدر ما كان اهلدف هو تدمري النظام القدمي واحتكاره للسلطة من أجل أتسيس
استبداد آخر بشرعية جديدة ،دينية ومذهبية يف جوهرها .فالصراع هنا مل يكن بنيوايً مبعىن ما ،إمنا
صراع شرعيات .إذ حتت شعار حماربة الطغيان جرى أتسيس شكل آخر من الطغيان املذهيب والقومي.
وبناءً عليه نستطيع أن نفهم ملَ حدث االحنراف يف مسار الثورة اإليرانية ،وملَ كانت عملية السطو عليها
مقصودة ومل تكن اعتباطية .فقد كان اهلدف من وراء ذلك هو استبدال شرعية أبخرى تربر بقاء الطغيان
واستمراره بصورة أخرى.
إن ضرورة مقاومة الطغيان وشرعيتها ،طبقاً لفقه والية الفقيه ،ال تنبع من حق اإلنسان الطبيعي يف
حراً ،وإمنا لغائية قبلية ومك ٍر إهلي .فاإلميان والعقيدة الدينيتني سابقتان على وجود الشعب
أن يكون ّ
كأفراد .هلذا تنبغي العودة إليهما إبسقاط نظام الشاه وطغيانه ،وضرورة هذه العودة إىل اإلميان ،هي تعبري
عن مقاصد إهلية وحكمة متعالية .الطاغية ينبغي أن يسقط ويندحر لتصبح األرض ممهدة الزدهار اإلميان
-٤متنح الدولة نفسها احتكار وسائل االقناع والقوة والتبشري ابإلميان الصحيح.
-٥متنح الدولة نفسها حق الوصاية األخالقية على ضمري الناس ووعيهم ،والوصاية الدينية على
تظل تعيش حرابً دائمة ،ال تعرف السكينة ،وحالة تعبئة مستمرة ضد إمياهنم وضمريهم الديين ،وهي ّ
خصوم أيديولوجيني يسعون إىل اخرتاق الضمائر والتالعب بوعي األفراد وإمياهنم.
-٦معظم النشاطات االقتصادية واملهنية ختضع لرقابة الدولة ووصاية عقيدهتا الرمسية.
-٧اخلطيئة االقتصادية أو املهنية أو السياسية تغدو خطيئة أيديولوجية ودينية ،متاثل التجديف
الديين أو الكفر ،وعليه ينبغي أن تعاقب إبرهاب أيديولوجي وبوليسي معاً.)٢(26
)٢( 26انظر مع املقارنة :تورين(آالن) ،ما الدميوقراطية؟ ،ترمجة عبود كاسوحة ،وزارة الثقافة،
دمشق ،٢٠٠٠ص .١٦٩
362 ISLAMSKA MISAO • 2023 • BROJ 14
Suverenitet i autoritet unutar filozofije iranskog usta
صقر( عبدالعزيز) ،الدين والدولة يف الواقع الغريب ،دار العلم للجميع ،اجليزة -مصر .١٩٩٥ -
-أندرسن( بندكت) ،اجلماعات املتخيلة :أتمالت يف أصل القومية وانتشارها ،ترمجة اثئر ديب،
قدمس للنشر والتوزيع ،بريوت -دمشق .٢٠٠٩
تورين(آالن) ،ما الدميوقراطية؟ ،ترمجة عبود كاسوحة ،وزارة الثقافة ،دمشق .٢٠٠٠ -