You are on page 1of 75

‫جامعـــــة قاصــــــــــدي مـربـــاح‪ -‬ورقـلــــــــة ‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم العلوم السياسية‬

‫مذكرة مقدمة ألستكمال متطلبات شهادة ماستر أكاديمي‬


‫ميدان الحقوق والعلوم السياسية‬
‫شعبة ‪ :‬العلوم السياسية‬

‫التخصص ‪ :‬تنظيم إداري‬

‫من إعداد الطالب ‪ :‬بوخاري جمال الدين‬

‫بعنوان‪:‬‬

‫‪ ‬الجزائر (‪(5102 _ 2001‬‬


‫إصالح السياسة العامة للسكن في‬
‫دراسة حالة (بلدية متليلي الشعانبة)‬

‫نوقشت وأجيزت علنا يوم ‪5102 /....../.....‬‬


‫أمام اللجنة المكونة من السادة ‪:‬‬
‫الرئيس ‪...........................................................................:‬‬
‫المشرف ‪ :‬د‪ .‬غنية شليغم‪.........................................................‬‬
‫العضو ‪..............................................................................‬‬

‫‪4102-4102‬‬
‫السنة الدراسية ‪2 :‬‬
‫شكر وعرفان‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ (:‬الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لوال أن هدانا هللا)‬
‫صدق اهلل العظيم‪.‬‬

‫مع آخر اللمسات نتوجه بالشكر والحمد الكثير للمولى تبارك وتعالى الذي بفضله وفقنا إلى‬
‫إتمام هذا العمل فنقول الحمد هلل حمدا كثي ار‪.‬‬

‫كما نتوجه بالشكر الخالص لألستاذة الدكتورة الكريمة ‪:‬غنية شليغم ‪،‬التي ثابرت معنا إلتمام‬
‫هذا العمل ولم تبخل علينا بالنصح والتوجيه‪ .‬أتمنى أن تسامحنا إن كنا قد تثاقلنا عليها‪.‬‬

‫كما ال ننسى كل األساتذة الذين قدموا لنا يد المساعدة من قريب أو من بعيد وخاصة أساتذة‬
‫قسم العلوم السياسية ونخص بالذكر االستاذ سويقات األمين واألستاذ محمد الصالح بوعافية‬
‫واألستاذ حشود نور الدين‪.‬‬

‫كما نقوم بشكر كل من رئيس مصلحة السكن بدائرة متليلي الشعانبة ‪،‬وكذا مكتب الدارسات‬
‫‪ URBATIA‬ومكتب الدراسات ‪ ، starA4‬وعمال مديرية البناء والتعمير ‪،‬وعمال مديرية‬
‫الترقية والتسيير العقاري وكل المصالح التي ساهمت في إعداد هذا البحث وعلى ما قدموه لنا‬
‫من عون ومساعدة في جمع الوثائق والتوجيه إلنجاح هذا العمل‪.‬‬

‫كما ال ننسى جميع الزمالء أحمد لعور ومحمد مرسلي ‪،‬وأحمد مدقن ‪،‬والحاج عبد الوهاب‬
‫عطوات على ما قدموه من نصح ومساعدة وتوجيه‪.‬‬

‫وشك ار جزيال للجميع كل واحد بإسمه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إهـــــداء‬
‫إلى من قال فيهما ربي "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا"‪.‬‬

‫‪.....‬إلى من تأتي رحمتها عليا بعد رحمة ربي إلى الغالية بنت الغالية ألى من حبها يجري في دمي ‪,‬إلى‬

‫أمي‪ ...‬مصدر الحنان وطريق الجنان‪.‬‬

‫‪.....‬إلى من اختار أن يكون صديقي وصاحبي ورفيق دربي قبل أن يكون أبي إلى أبي وقاه هللا شر‬

‫النوائب ألنت أحق الناس باإلهداء يا أبي‪.‬‬

‫‪....‬إلى إخوتي وأخواتي كل بإسمه والكل وقف إلى جانبي في أحنك الظروف‪ .‬إلى أبي بعد أبي إلى‬

‫بوخاري الحاج وليد‪.‬‬

‫‪....‬إلى أستاذتي الغالية وصاحبة الفضل علي والفضل كله هلل عزوجل الدكتورة غنية شليغم‪.‬‬

‫‪.....‬إلى خطيبتي ورفيقتي في الحياة إنشاء هللا عائشة بن قيرش وإلى اهلها الذين هم اهلي وإلى روح‬

‫الغالية إلى أمي من بعد أمي إلى "حر ذهبية" رحمها هللا تعالى برحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته‪.‬‬

‫‪ .......‬إلى روح ألاستاذة الغالية مساعيد فاطمة رحمها هللا التي أسأل هللا سبحانه وتعالى لها أن‬

‫يتغمدها برحمته ويسكنها فسيح جناته ‪.‬‬

‫‪.....‬ألى كل الزمالء والزميالت في الدراسة كل بإسمه وأخص بالذكر لعور عبد الرحمان‪ .‬وإلى ألاخوات‬
‫‪ ,‬نواصر جميلة‪ .‬حر نسرين‪,‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫مقدمة‬

‫كثي ار ما نقلل من دور وأهمية القطاع السكني في مختلف النشاطات االقتصادية غير أنه في الواقع‬

‫يعتبر من القطاعات الحساسة التي تستدعي االهتمام والعناية وذلك ألنه يمثل الدعامة األساسية للسير‬

‫الحسن لجميع القطاعات األخرى ولو بطريقة غير مباشرة كقطاع الصناعة والزراعة والتشغيل ‪ .....‬الخ‬

‫فهو وبهذا المنظور يعتبر مقياس لتطور األمم في مجاالت مختلفة‪ ,‬والجزائر على غرار باقي دول العالم‬

‫أعطت اهتمام لهذا القطاع من خالل توفير أكبر عدد من السكنات والتجهيزات الجماعية بغية الوصول‬

‫إلى تلبية الطلبات المتزايدة لمختلف شرائح المجتمع والتي تزايدت بفضل التوسع العمراني الذي عرفته‬

‫مدننا بالخصوص فالدولة دعمت أسعار السكنات وهذا كله من اجل تلبية الطلبات المتزايدة‪ ,‬ومن جهة‬

‫اخرى عرفت الجزائر ارتفاعا محسوسا في عدد السكان الذي أثر في المقابل على المستوى االقتصادي‬

‫واالجتماعي وأصبح على الدولة إلزامية إتجاه المواطن من حيث تلبية الحاجات السكانية الحاضرة‬

‫والمستقبلية بصفة عامة والسكن بصفة خاصة لكون السكن يشكل اهتمام بالغ األهمية‪.‬‬

‫لقد اتخذت السياسة السكنية بعد آخر‪ ،‬حيث عرفت الجزائر عدة إصالحات مست معظم القطاعات‬

‫و باألخص قطاع السكن ‪ ،‬الذي ظهرت فيه أنماط سكنية بعدما كانت تعتمد على السكن الحضري‬

‫الترقوي والسكن التساهمي ومن بين هذه االنماط نجد سكن صيغة البيع باإليجار والسكن الريفي هذا من‬

‫جهة و من جهة أخرى عملت على خلق هيئات تمويلية أخرى متعلقة بالنشاط السكني لتعطى طابعا أخر‬

‫اختلف عن سابقه‪ .‬محاولة منها أن تكبح زمام أزمة خانقة عرفتها الجزائر عرفت بأزمة السكن ‪،‬و الجدير‬

‫بالذكر أن هذه التحوالت في األنماط السكنية ارتبطت أساسا ( كانت حصيلة ) بمستوى دخل المواطن‬

‫الجزائري البسيط حتى يتمكن هذا األخير من الحصول على حق من حقوقه الحياتية والمتمثل في سكن‬

‫يأويه هو وعائلته ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫أهمية الدراسة‬
‫تتمثل أهمية الموضوع من خالل جانبين األول وهو الجانب العلمي األكاديمي الذي أردنا من خالله‬

‫ضبط المفاهيم المتعلقة بموضوع الدراسة‪ .‬أما الجانب الثاني فهو الجانب العملي التطبيقي‪ :‬تكمن أهمية‬

‫هذه الدراسة في جانبها التطبيقي الذي تطرقنا فيه إلى دراسة حالة بلدية متليلي السكنية بوالية غارداية‬

‫وذلك ألنها ستساعدنا في التعرف على واقع السياسة السكنية في الجزائر وهذا من شأنه أن يساهم في‬

‫التعرف على مسار هذه السياسة ومدى نجاحها في حل أزمة السكن ‪ ،‬كما تبرز أيضا أهمية الدراسة من‬

‫خالل العناية الكبيرة التي توليها الدولة للوصول الى سياسة واضحة المعالم وناجحة في تخطي مشكل‬

‫المجتمع في السكن‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‬

‫من بين أبرز األهداف التي تسعى لتحقيقها الدراسة هي كالتالي‪:‬‬

‫‪ 1‬إبراز دور السياسة العامة السكنية في الجزائر والدور الممكن أن تلعبه في تخطي أزمة السكن‪.‬‬

‫‪ 2‬معرفة األسباب الحقيقية التي تعيق القطاع السكني في الجزائر‪.‬‬

‫‪ 3‬محاولة معرفة نقاط الضعف في السياسات السكنية المنتهجة من طرف الجزائر‪.‬‬

‫‪ 4‬اقتراح الحلول المناسبة لتحقيق سياسة سكنية ناجحة في إرضاء المجتمع الجزائري من جهة توفير‬

‫السكن في الجزائر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫تتمثل األسباب التي دفعتنا لدراسة هذا الموضوع والتعمق فيه في جانبين‬

‫األسباب الموضوعية‬

‫هنالك أسباب موضوعية حفزتني لهذا االختيار منها النقص الملحوظ في الدراسات واألبحاث التي‬

‫تناولت هذا الموضوع وكون أزمة السكن من اكبر األزمات التي تعيشها الجزائر في الوقت الحالي على‬

‫غرار األحداث التي عرفتها مدن الجنوب الجزائري‬

‫أما األسباب الذاتية التي دفعتني لدراسة الموضوع فهي‪:‬‬

‫الرغبة الشخصية في دراسة الموضوع كوني أعيش هذا الموضوع الدراسة على أرض الواقع‬

‫واهتمامي به سيساعدني على فهم الواقع الذي أعيشه ويعيشه أغلب أفراد المجتمع‪.‬‬

‫اإلشكالية‪:‬‬

‫تطرح هذه الدراسة اشكالية السياسة السكنية ومساهمتها في حل أزمة السكن بالجزائر حيث سنحاول‬

‫دراسة مدى نجاح السياسة السكنية التي تبنتها الجزائر من خالل البرامج والمشاريع يتم تنفيذها من قبل‬

‫راسم السياسة السكنية حيث كل هذه المشاريع تحقق الرفاهة وتلبي حاجيات األفراد في حاجتهم للسكن‬

‫وهذا ما جعلنا نطرح االشكالية التالية‪:‬‬

‫ماهي اآلليات التي تبنتها الجزائر للقضاء على أزمة السكن؟ وما مدى نجاح اإلستراتيجية التي‬

‫اتبعتها الدولة الجزائرية في حل أزمة السكن في ظل النمو السكاني المتزايد؟‬

‫األسئلة الفرعية‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة السياسة السكنية المتبعة من طرف الجزائر في تنظيم القطاع السكني ؟وهل حققت‬

‫ما كان مرجو منها ؟‬

‫‪6‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫ماهي مميزات السياسة السكنية الجزائرية ؟‬

‫ما مدى تطبيق برامج السياسة السكنية المتبناة على أرض الواقع؟‬

‫الفرضيات‪:‬‬

‫اعتمدنا الفرضيات التالية من أجل تحليل الوضع محل الدراسة وتحليل إشكاليته‬

‫‪ .1‬إن اختالل التوازن بين النمو االقتصادي واالجتماعي و النمو الديموغرافي هو سبب أزمة السكن‬

‫في الجزائر‪.‬‬

‫‪ .2‬تعتبر السياسة السكنية في الجزائر سياسة ناجحة كونها حدت من أزمة السكن‪.‬في ظل تطبيق‬

‫البرامج المسطرة من طرف صناع القرار‪.‬‬

‫‪ .3‬كلما استطاعت السياسة السكنية المتبناة تخطي المعوقات التي تواجهها كلما كان هناك حد ألزمة‬

‫السكن‪.‬‬

‫‪ .4‬كلما كانت هنالك تحفيزات وامتيازات للقطاع السكني كلما زاد ذلك في تنمية القطاع السكني في‬

‫الجزائر‬

‫تقسيم الدراسة‪:‬‬

‫بما أن موضوع الدراسة يتحدث عن إصالح السياسة العامة للسكن في الجزائر فإنه وإلبراز هذه‬

‫الدراسة قسمنا موضوع الدراسة إلى ثالثة فصول‪ .‬الفصل األول الذي هو تحت عنوان اإلطار العام‬

‫للسياسة السكنية حيث سندرج فيه ماهية السياسة السكنية وتعريفها والمفاهيم المتعلقة بها باإلضافة إلى‬

‫آليات وأهداف السياسة السكنية كمبحث ثاني‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫أما الفصل الثاني فحاولنا اإللمام بالسياسات السكنية التي ظهرت في الجزائر من ‪2002‬م إلى‬

‫‪2012‬م مبرزين فيها سياسة السكن االجتماعي كمبحث أول والذي يندرج تحته السكن االجتماعي‬

‫التطوري والسكن الترقوي المدعم وفي نهاية هذا المبحث تطرقنا إلى سياسة السكن الريفي والسكن عن‬

‫طريق تجزئة األراضي أما المبحث الثاني فخصصناه لسياسة الترقية العقارية في الجزائر وفي أخر هذا‬

‫الفصل فأدرجنا المبحث الثالث الذي خصصناه لسياسة التحصيصات‬

‫أما الفصل الثالث فخصصناه لتقييم اإلصالحات السياسة السكنية في الجزائر عن طريق دراسة حالة‬

‫بلدية متليلي الشعانبة بوالية غارداية بالتطرق للعوامل واإلمكانيات الطبيعية وأثرها على السكن كما أدرجنا‬

‫في هذا الفصل الوضعية الحالية للسكن في مدينة متليلي وتقييمها من خالل النتائج واألرقام المتوصل‬

‫إليها وقمنا بتقديم بعض االقتراحات والتوصيات التي من شأنها أن تفيدنا في هذا الموضوع‪.‬‬

‫مناهج الدراسة‪:‬‬

‫اعتمدنا في دراستنا هذه على عدة مناهج نذكر منها‪:‬‬

‫منهج دراسة حالة ‪ :‬واستخدمنا هذا في دراستنا للتعمق في الدراسة والتطرق لكل جوانب الظاهرة من خالل‬

‫دراسة حالة بلدية متليلي الشعانبة بوالية غارداية‬

‫المنهج اإلحصائي ‪ :‬من خالله نقدم أرقاما واحصاءات للسياسة السكنية في الجزائر ومن خالله تظهر‬

‫نتائج هذه السياسة وبالتالي يمكن عن طريقه تقييم هذه السياسة السكنية هل هي ناجحة أم عكس ذلك‬

‫المنهج الوصفي ‪ :‬ويظهر من خالل التعرف على طبيعة القطاع السكني ومن خالله يتم التقرب من‬

‫الدراسة للربط بين متغيراتها‪.‬‬

‫كما استخدمنا عدة مقاربات ألجل التقرب من فهم الدراسة بشكل جيد وتتمثل هذه المقاربات في ‪ :‬المقاربة‬

‫النسقية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل التمهيدي‬

‫الدراسات السابقة‬
‫ألن الموضوع يعالج السياسة السكنية و لكون السكن مرتبط بالمتغيرات الديموغرافية لذلك اعتمدنا في‬

‫الدراسة على الق اررات والدراسات الصادرة عن الهيئات المعنية بالموضوع (و ازرة السكن والعمران‪ .‬الديوان‬

‫الوطني لإلحصاء ‪ ,‬المجلس الوطني االجتماعي)‪.‬‬

‫أما الدراسات السابقة التي رجعنا إليها فهي قليلة كي ال نقول عنها منعدمة وقد أخذنا دراسة جياللي‬

‫بن عمران بعنوان أزمة السكن و أفاق التنمية في الجزائر حيث قدم األستاذ الجامعي والباحث في أن واحد‬

‫معطيات وأفكار حول وضعية قطاع السكن ومجرى السياسة السكنية و آفاقها‪.‬‬

‫صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫لكل دراسة مسار تنتهجه في سعيها للوصول إلى الحقيقة وايجاد تفسير للظواهر التي تتناولها على‬

‫ما يعترضها من عراقيل تحد من خيارتها ويكون للدور المؤثر المآل النهائي الذي تنتهي إليه وهذا هو‬

‫حالنا مع هذه الدراسة ومن ضمن هذه العراقيل نذكر منها الحالة الصحية التي حالت دون التنقل بشكل‬

‫يساعدنا على متابعة الدراسة متابعة ولو عادية باإلضافة إلى صعوبة الحصول على الوثائق اإلدارية‬

‫المتعلقة بالدراسة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار عام للسياسة السكنية‬

‫يعتبر السكن أهم المطالب األساسية في حياة اإلنسان و الذي يسعى من خالله لتوفير الراحة‬

‫واالستقرار ‪ ,‬حيث يعكس السكن اإلطار العام للحياة االقتصادية و االجتماعية كما انه يحدد الخصائص‬

‫الثقافية التي تعبر عن هوية المجتمع ‪ .‬والسكن في الجزائر منذ االستقالل إلى اليوم مر بعدة سياسات‬

‫وبرامج تنموية سعت جاهدة لتغطية العجز في العرض السكني أمام الطلب المستمر والمتزايد ومحاولة‬

‫لعقلنة وتحقيق االكتفاء بنوعية وكمية تلبي الحاجة االجتماعية وتحافظ على الثقافة والتراث كما قامت‬

‫الدولة بسن بعض القوانين أثرت وانعكست على النمط السكني و العمراني ونوعية الحياة الحضرية‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مــاهية السياســة السكنيــة‬

‫تعتبر السياسة السكنية من الجوانب الهامة التي تؤخذ بالحسبان لتقييم النتائج المحققة من طرف‬

‫قطاع السكن‪ ،‬نظ ار للدور الكبير الذي تلعبه في التوجيه إلى البرامج الواجب انتهاجها وتحقيق االستقرار‬

‫االجتماعي وتحديد النتائج التي يجب أن يتوصل إليها هذا القطاع الحساس ‪ ،‬فكثي ار ما نسمع بعبارة "‬

‫نجاح السياسة السكنية لبلد معين " أو عبارة " فشل السياسة السكنية لبلد ما "‬

‫التعريـف بالسياسـة السكنيـة‪:‬‬

‫يتجلى التعريف بالسياسة السكنية من خالل إعطاء تعريف شامل و دقيق حولها وذلك بإبراز أهم‬

‫الوسائل واآلليات أو األدوات التي تضعها للتدخل والتحكم بشكل أدق في السوق السكني أو قطاع‬

‫السكن‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Karim AIT AMMAR, Le financement de la construction de logement en Algérie,‬‬
‫‪(mémoire fin d'étude, école national d'administration, 2001), P14.‬‬
‫‪11‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫نستطيع أن نعرف السياسة السكنية على أنها " عبارة عن مجموعة منتظمة من المقاييس المتبناة‬

‫والموضوعة من طرف الدولة‪ ،‬والهدف الرئيسي منها يكمن في وضع الوسائل وآليات التدخل في السوق‬

‫السكني‪ ،‬وضمان التوازن العام بين العرض والطلب وذلك في ظل احترام معايير السعر والكمية المحددة"‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ومن هذا التعريف يمكن أن نستخلص جملة من الخصائص المتعلقة بالسياسة السكنية ومن أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬تكتسي السياسة السكنية طابع هام واستراتيجي لنمو وتطوير بلد ما‪ ،‬حيث أنها ترتبط وفي نفس‬

‫الوقت تواكب هذا التطور سواء أكان على الصعيد االقتصادي وحتى االجتماعي‪.‬‬

‫‪ ‬توجه السياسة السكنية لمحاربة الفروقات االجتماعية ‪ ،‬حيث أنها تترجم في الواقع مبدأ حق‬

‫الحصول على سكن وذلك عن طريق تصحيح االختالفات في مستويات دخول األفراد من أجل‬

‫تحقيق عدالة اجتماعية‪.‬‬

‫‪ ‬توجه السياسة السكنية من أجل الحد من سوء توزيع عدد النسمات على مستوى قطر البلد عن‬

‫طريق تشجيع السكنات الريفية ‪ ،‬باعتبار جل السكان يتمركزون وبكثرة في المناطق الصناعية‬

‫والمدن الكبرى ‪ ،‬مما خلق ظاهرة النزوح الريفي‪.‬‬

‫‪ ‬تأخذ السياسة السكنية بعين اعتبار مشكل الندرة االقتصادية نتيجة نقص الموارد االقتصادية من‬

‫جهة‪ ،‬وزيادة الحاجات من جهة أخرى‪ ،‬حيث أنها تحارب ظاهرة سوء استغالل األراضي‪ ،‬وسوء‬

‫استغالل مواد البناء وطرق استعمالها باإلضافة إلى ظاهرة سوء استغالل الموارد المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪. Mohammed Cherif BENARBIA( et autres), La question du logement à Alger, OPU,alger,‬‬
‫‪1976, P9.‬‬
‫‪12‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 4‬مفاهيم متعلقة بالسياسة السكنية‪:‬‬

‫للسكن أهمية كبيرة تتجلى من خالل مفهومه الواسع ومن خالل دوره الكبير سواء على الصعيد‬

‫االقتصادي أو االجتماعي وحتى السياسي ‪ ،‬وألن السكن وحده ال يكفي اذا لم يوفر المتطلبات اليومية‬

‫ويتمتع بالقيم ويجسد عادات وثقافة سكنية لذا سنحاول التطرق إلى بعض المفاهيم المتعلقة بالسياسة‬

‫السكنية وشرحها حتى نتمكن من اإلحاطة بالموضوع محل الدراسة ‪:‬‬

‫‪ ‬البيئة السكنية ‪:‬هي عبارة عن وسط له خصائص بيئية معينة يستطيع سكانها االختيار ضمن‬

‫محددات ثقافية مرتبطة بأسلوب حياتهم ‪ ،‬هذا االختيار يعكس الرغبة في تحقيق المثل والقيم والتصورات‬

‫الثقافية وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن وظيفة السكن تشكل نسبة تتجاوز ‪ 50 %‬من مساحة المنطقة‬

‫المشيدة بالمدينة ‪ ،‬بل إن من المعماريين ومن يرى بأن توفير السكن يمثل الوظيفة الرئيسية للمدينة ‪،‬‬

‫حيث تتبلور القيم االجتماعية واإلنسانية عن طريق تعزيز وترسيخ اإلحساس باالنتماء إلى البيئة السكنية ‪،‬‬

‫ومن خالل التفاعل االجتماعي بين مختلف الشرائح السكانية التي تتشاطر الحياة المشتركة فيه‪ ،‬أيضا من‬

‫خالل التحفيز على قضاء فترات أطول خارج المسكن وبالتالي زيادة التفاعل مع البيئة الخارجية المحيطة‬

‫‪1‬‬
‫والحرص على حمايتها ونظافتها‪.‬‬

‫‪ ‬المجمعات السكنية ‪:‬المجمع هو تجمع مجموعة سكنات مبنية في ضواحي المدن الكبيرة وتستفيد‬

‫‪2‬‬
‫من بعض التجهيزات الجماعية ‪.‬‬

‫المجمع كلمة تشير إلى تجمع عضوي ‪ ،‬لعدة عمارات جماعية‪ ،‬وعندما تحوي على األقل ألف مسكن‪،‬‬

‫تكون تجـمع كبير‪.‬‬

‫‪ -1‬رانية محمد على طه ‪ ,‬التأثير المتبادل بين الواقع العمراني للمساكن و الهوية الثقافية االجتماعية للسكان حالة البلدة القديمة بنابلس ‪( ,‬مذكرة‬
‫التخرج ماجستير في الهندسة المعمارية ‪ ,‬جامعة النجاح ‪ ,‬فلسطين ‪ , )0202 ,‬ص ‪. 02‬‬
‫‪ . 2‬شادية محمد عزيزي‪ ،‬المالمح األساسية لمشكل اإلسكان في مصر و دور القروض المسيرة للتغلب عليها‪ ،‬دار المستقبل العربي‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،0891‬ص ‪.01‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبـنى ‪ :‬البناية هي بيت وأكثر من ذلك‪ ،‬فهي بناية حضرية من عدة طوابق تستعمل عادة للسكن‬
‫‪‬‬

‫وللنشاطات‪...‬ألخ‪.‬‬

‫العمارة ‪":‬هي كل منشأ أو بناء يبنى لحماية اإلنسان‪ ،‬الحيوان ‪ ،‬األشياء‪ ،‬كما أستعمل اللفظ في‬ ‫‪‬‬

‫الماضي للداللة على فعل بناء‪ ،‬وأستعمل بشكل واسع في قطاع النشاطات اإلقتصادية المرتبطة بالبناء"‬

‫‪ ‬الشقة ‪ :‬هي جزء من مبنى تتألف من غرفة واحدة أو أكثر مع وجود المرافق الخاصة بها ولها‬

‫‪1‬‬
‫مدخل واحد أو أكثر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬آليات وأهداف السياســة السكنيــة‬

‫تعتمد الدولة في رسم سياستها السكنية على جملة من األدوات أو وسائل التدخل في السوق السكني‪،‬‬

‫غير أن هذه الوسائل تختلف من دولة إلى أخرى وذلك حسب طبيعة النظام المتبع من جهة‪ ،‬والى درجة‬

‫تطور أو نمو الدولة (بمعنى دولة متطورة أو متخلفة) من جهة أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى سبب هام ويكمن في‬

‫مدى تحكم وتوجيه لسياستها السكنية على حسب األهداف المسطرة ‪ ،‬غير أننا وفي الغالب يمكن أن نميز‬

‫‪2‬‬
‫بين ثالثة آليات أو وسائل رئيسية للتحكم في السياسة السكنية وهي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬آليات السياسة السكنية‪:‬‬

‫ويمكن تقسيمها إلى ‪:‬‬

‫‪ -0‬القوانين و المراسيم التنفيذية المتعلقة بالسكن‪ :‬تحدد القوانين و المراسيم التنفيذية‬

‫المتعلقة بالسكن جميع القواعد المتعلقة به من حيث الملكية‪ ،‬التمويل‪ ،‬التوزيع‪ ،‬الحيازة‪ ،‬تنظيم‬

‫‪ 1‬شادية محمد عزيزي ‪,‬نفس المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪.01‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Paul LACAZE, Les politique du logement, édition Flammarion, Paris, 1997,pp(28,29).‬‬
‫‪14‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫سوق السكن ‪...‬إلخ‪ ،‬و عليه تعتبر القوانين و المراسيم المتعلقة بالسكن كأداة توجيه هامة‬

‫للسياسة السكنية خاصة إذا أخذت بعين االعتبار و ارعت الوضعية االقتصادية واالجتماعية للبلد‬

‫المعني ‪ ،‬وكذا مدى تطوره ومدى توفيره لإلمكانيات الالزمة إلنجاز السكنات ‪ ،‬حتى تصل في‬

‫األخير إلى نتيجة مرضية وهي القضاء حتى وان لم يكن بصفة مطلقة على أزمة السكن‪.‬‬

‫‪_2‬خلق مؤسسات متخصصة ذات طابع اجتماعي‪ :‬يعد خلق المؤسسات المتخصصة ذات طابع‬

‫اجتماعي كطريقة أخرى تستعملها الدولة لرسم سياستها السكنية حيث أنها تشجع خلق هذا النوع من‬

‫المؤسسات مثل مؤسسات البناء ‪ ،‬الوكاالت السكنية ‪ ،‬الدواوين العقارية‪..‬إلخ‪ ،‬وحتى تتكفل كل واحدة‬

‫بجميع اإلجراءات المتعلقة بإنجاز السكنات وتوزيعها وبيعها وتمويلها‪...‬إلخ‪ ،‬ومن ثم تخفف العبء على‬

‫الدولة من جهة وتنظم سوق السكن من جهة أخرى‪ ،‬وكأمثلة على ذلك‪ :‬نجد في الجزائر هذا النوع من‬

‫‪1‬‬
‫المؤسسات المتخصصة مثل ‪:‬‬

‫ديوان الترقية والتسيير العقاري ‪ ، OPGI‬وكالة تطوير وتحسين السكن ‪ ، AADL‬مؤسسة ترقية السكن‬

‫العائلي ‪. EPLF‬‬

‫‪ -3‬الضــرائـب واإلعانـات المفروضـة والمقدمـة من طـرف الدولــة‬

‫ويمكن تقسيمها إلى مايلي‪:‬‬

‫‪ – 0-3‬الضــرائــب‪:‬‬

‫من المتعارف عليه أن الدولة تستعمل الضرائب كأداة للتحكم وتوجيه االقتصاد من جهة ‪ ,‬وكذلك‬

‫تعتبر كمورد لخزينتها من جهة أخرى ‪ ,‬باإلضافة إلى األدوار األخرى التي تلعبها أو تقوم بها الضريبة ‪,‬‬

‫‪ 1‬عبد الغني جحيش‪ ,‬تهيئة منطقة سكنية تجارية ‪(،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس دولة ‪,‬جامعة المسيلة ‪ ).2002،‬ص ‪.32‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫تستعمل هذه األخيرة كأداة من أدوات السياسة السكنية ‪ ,‬فعن طريق التخفيض نسبة الضرائب على‬

‫العقارات أو كل ما يتعلق بإنجاز السكنات مثال ‪ ,‬من شأنه أن يقلل من تكلفة إنجاز هذه األخيرة ومن ثمة‬

‫زيادة عرض السكنات في السوق السكني ‪ ,‬ومن هنا نجد أن سياسة السكن توجه من أجل تلبية حاجيات‬

‫‪1‬‬
‫األفراد والقضاء على مشكل أزمة السكن ومن ثمة نجاحها‪.‬‬

‫‪ – 2-3‬اإلعــانـــات ‪ :‬تعد اإلعانات أو المساعدات المالية التي تقدمها الدولة لألفراد من أجل الحيازة‬

‫على السكنات من إحدى الطرق أو الوسائل السكنية للتدخل في السوق السكني وذلك بما يتماشى مع‬

‫متطلبات األفراد‪ ,‬والمخطط أن هذه اإلعانات تأخذ شكلين‪:2‬‬

‫‪ ‬إمـا إعــانــة مــاليــة مبــاشــرة‪:‬‬

‫والمقصود بالمباشرة أي أنها تقدم لغرض الحيازة على سكن ‪ ,‬حيث أنها تقدر على أساس نسبة‬

‫من مبلغ شراء المسكن ‪ ,‬وتقدم للفرد المعني بعملية الشراء وما عليه إالّ أن يكمل ما تبقى من‬

‫باقي المبلغ للحصول على ملكية سكن ‪ ,‬ففي الجزائر مثال نجد هيئة تابعة للدولة متخصصة في‬

‫منح هذا النوع من اإلعانات ( أي اإلعانات المباشرة) و المتمثلة في" الصندوق الوطني للسكن‬

‫‪ ،"CNL‬الذي يقدم إعانات مالية للفرد بغرض شراء سكن معين وذلك وفق شروط موضوعة‬

‫(كقيمة دخل الفرد ‪ ,‬نوع السكن‪...‬الخ )‬

‫‪ ‬إعـانــة مــاليــة غـيـر مبــاشــرة‪:‬‬

‫ونقصد بغير المباشرة أن اإلعانة ليست موجهة بصفة مباشرة من أجل الحيازة على سكن‬

‫كالحالة األولى‪ ,‬بل هي موجهة لألفراد خاصة ذوي الدخل الضعيف وذلك من أجل الرفع من‬

‫‪ 1‬زيتوني نوال ‪ :‬إنتاج السكن في ظل اقتصاد السوق ‪ ( ,‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬قسم تهيئة عمرانية ‪ ،‬كلية علوم األرض جامعة منتوري ‪ ,‬قسنطينة‬

‫‪).2002‬ص ‪. 98‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع ‪,‬ص‪.98‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫قدراتها الشرائية‪ ,‬ومن شأن هؤالء أن يخصصوا هذه اإلعانة من أجل الحيازة على سكنات بصفة‬

‫الملكية أو الكراء ‪ ,‬وما يجدر اإلشارة إليه أنه من الناحية اإلقتصادية هذه الوسائل أو اآلليات‬

‫(الضرائب واإلعانات ) تؤدي دائما إلى نفس النتائج ‪ ,‬غير أن الخيار بينهما يكون حسب طبيعة‬

‫نظام البلد وكذا مدى تطوره أو نموه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهــداف السيـاسـة السـكـنيـة‬

‫تكتسي السياسة السكنية صفتها األساسية من خالل أهدافها المسطرة‪ ,‬إال أنها تهدف في األساس‬

‫إلى إرضاء الطلبات والحاجات مع رفع النشاط الخاص بمجال السكن من جهة‪ ,‬والقضاء على ظاهرة‬

‫البطالة من جهة أخرى‪ ,‬والمالحظ أن هذه األهداف تندرج في األهمية التي يكتسبها قطاع السكن وآثاره‬

‫على الحياة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غير أننا يمكن أن نميز ثالثة أهداف رئيسية للسياسة السكنية و المتمثلة في‪:‬‬

‫أوال – األهداف األساسية للسياسة السكنية ‪les objectifs tutélaires‬‬

‫نظ ار لألهمية الكبيرة التي يكتسبها السكن‪ ,‬يعتبر هذا األخير حاجة أساسية وملك مفيد نظ ار للشروط‬

‫التي يفترض أن تتوفر فيه‪ ,‬سواء أكانت تتعلق بجودته أو تكلفته (ثمنه) اللذان من الممكن أن يساء‬

‫تقديرها من طرف المستهلك‪ ,‬وعليه فإن من بين األهداف األساسية للسياسة السكنية هو أن توفر لكل فرد‬

‫(أو عائلة) مسكن أو بعبارة أدق‪ ,‬هو القضاء على هاجس تعاني منه معظم الدول والمتمثل في " أزمة‬

‫السكن "‪ ,‬كما يجب أن تراعي تكلفة القدرة الشرائية للفرد ‪ ,‬وتكون شروط الحيازة على ملكية السكن واضحة‬

‫ومبسطة في نظر المستهلك‪ .‬وعليه فعلى السياسة السكنية أن تحدد جميع المعايير والمقاييس المتعلقة‬

‫)‪1‬‬
‫‪Paul LACAZE, op cit , pp(28, 29).‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫بالسكن وأن تأخذ بعين االعتبار مستوى نمو البلد المعني وما مدى توفره لإلمكانيات المتعلقة بإنجاز‬

‫السكنات‪ ,‬كما أنها تأخذ بالحسبان طبيعة النظام المتبع من طرف الدولة ‪.‬‬

‫اثانيا ‪ :‬األهداف االقتصادية للسياسة السكنية ‪les objectifs économiques‬‬

‫نظ ار للدور الكبير الذي يلعبه قطاع السكن إال أنه مرتبط إرتباطا وثيقا بالنشاطات اإلقتصادية‬

‫األخرى بواسطة ميكانزمات مالية ( ضريبية واقتصادية) وأن أثر هذا االرتباط على النشاط اإلقتصادي‬

‫يتمثل في تمويل نشاطات البناء‪ ,‬شراء السكن وكذا شراء التجهيزات المتعلقة بالسكن‪ ,‬أماّ أثار الضريبة‬

‫‪1‬‬
‫على قطاع السكن فإنها تتمثل في الضريبة المفروضة واإلعفاءات المقدمة‪.‬‬

‫وعليه ‪ ,‬فعلى السياسة السكنية أن تراعي مدى هذا الترابط بين هذا القطاع الحساس أي قطاع السكن‬

‫وباقي القطاعات األخرى‪ ,‬وذلك من خالل أدواتها وآلياتها ( القوانين والمراسيم التنفيدية‪ ,‬خلق مؤسسات‬

‫متخصصة‪ ,‬الضرائب واإلعانات)‪ ,‬والتي تنبثق عنها أسعار الفائدة وتأطير القروض وفرض الضرائب‬

‫والرسوم الجمركية وكذا تشجيع االستثمارات العمومية واقرار حقوق الملكية‪..‬الخ ‪ ,‬كلها عوامل تؤثر بشكل‬

‫مباشر أو غير مباشر على تسيير وتطوير قطاع السكن‪ ,‬وانتعاش هذا األخير يجذب وراءه كل القطاعات‬

‫األخرى‪ ،‬ومن ثم زيادة في النمو االقتصادي والتخفيض في نسبة البطالة واالرتفاع في الدخل‬

‫القومي‪....‬إلخ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪idem.‬‬
‫‪18‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثـا‪ :‬األهداف االجتماعية للسياسة السكنية ‪les objectifs sociaux‬‬

‫نظ ار لألهمية االجتماعية الكبيرة التي يكتسبها السكن و التي سبق اإلشارة إليها‪ ,‬فحرمان الفرد منه‬

‫يجعله يسلك سلوك يومي يؤثر سلبا على كل األعمال التي يقوم بها بما في ذلك ضعف مردودية العمل‬

‫الذي يقوم به‪.‬‬

‫وعليه ‪ ,‬فعلى السياسة السكنية أن تراعي الجانب االجتماعي للفرد و أن تأخذه بالحسبان ويتجلى ذلك‬

‫من خالل الوسائل واآلليات المتعلقة بها والتي أخذت بعين االعتبار المستوى االجتماعي للفرد وما مدى‬

‫توفره إلمكانيات المادية والمالية من أجل الحصول على ملكية سكن ‪ ,‬وكدليل على ذلك نجد اإلعانات‬

‫المباشرة وغير المباشرة التي تقدم للمستهلك( الفرد) كدعم لتكلفة السكن ‪ ,‬أو عن طريق تمويل الدولة‬

‫لمشاريع السكنات االجتماعية وتقديمها بمبالغ رمزية للطبقات الفقيرة ذات الدخل الضعيف أو المنعدم والتي‬

‫‪1‬‬
‫من المستحيل أن تسمح لها إمكانياتها من الحيازة على ملكية سكن‪.‬‬

‫وعليه نالحظ أن السياسة السكنية تهدف إلى الحد من الفوارق االجتماعية وعلى تحقيق الرفاهية للجميع‬

‫وحتى إن لم يكن نسبة مطلقة غير أنها تأخذ بعين االعتبار وباالهتمام هذا الجانب بالحسبان‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬األهداف البيئية للسياسة السكنية‪:‬‬

‫تبنى المساكن والمباني وتخطط المدن واألحياء لتلبية احتياجات السكن واإلقامة والمعيشة‪ ،‬وأولت‬

‫السياسات السكنية قضية العمارة والبناء أولوية كبرى‪ ،‬ولدينا اليوم تراث إنساني هائل من العمارة‪ ،‬وبرغم‬

‫ذلك‪ ،‬فإن البيوت تصمم وتبنى في بالدنا بمعزل عن اعتبارات السكن المفترضة‪ ،‬وعن رأي ومشورة‬

‫الساكنين وتوقعاتهم واحتياجاتهم وأولوياتهم ورغباتهم وقدراتهم المادية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Paul LACAZE, ibid.‬‬
‫‪19‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫واألصل في البناء أن تستخدم مواد وموارد متاحة ومتجددة بأقل تكلفة ممكنة ومالءمة البيئة المحيطة‪،‬‬

‫فتختار مواد البناء من البيئة المحيطة وتصمم وتبنى على النحو الذي يتيح االستفادة من الفضاء والنور‬

‫والهواء للحصول على اإلضاءة والتدفئة والتهوية من البيئة والطبيعة بال تكاليف أو طاقة إضافية وال تدخل‬

‫تقني مكلف وملوث‪ .‬يشيع اليوم مصطلح العمارة الخضراء‪ ،‬أي العمارة التي تحترم موارد األرض وجمالها‬

‫الطبيعي وتوفر احتياجات مستعمليها وتحقق المحافظة على الصحة والشعور بالرضا وتلبية االحتياجات‬

‫اليومية والمعيشية أيضا‪.1‬‬

‫فتصمم البيوت والمباني على النحو الذي يوظف الشمس والهواء والجو لتوفير الراحة والدفء واإلضاءة‬

‫ويحمي من التلوث فيتاح للشمس أن تدخل البيوت وتكون النوافذ مصممة اللتقاط الهواء وتشكيل نظام‬

‫تهوية يتيح دخول الهواء وخروجه ويمكن أيضا من الحماية من الحر والبرد وتصمم الجدران والسقوف‬

‫على النحو الذي يعزل البيت ويمنحه الخصوصية والهدوء ويساعد على االحتفاظ بدرجة الح اررة عند‬

‫المستوى المطلوب صيفا وشتاء‪.‬‬

‫ويتم اختيار مواد البناء من مصادر غير ملوثة للبيئة أو تضر بصحة اإلنسان وال تحتاج إلى طاقة‬

‫إضافية للتبريد والتدفئة ويمكن تجديدها وال تشكل عبئا أو نزفا للموارد والطبيعة وليست مكلفة أو مستوردة‬

‫وبذلك ال تتحول البيوت إلى عبء على االرض والطبيعة والموارد وال تكون سببا في التلوث والهدر ويمكن‬

‫تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بسبب تقليل استخدام الطاقة اإلضافية‪ .‬واألخشاب يمكن أن تكون‬

‫مصد ار متجددا للبناء واألثاث وبديال بنسبة كبيرة للحديد وبذلك يمكن تخفيض النفقات وتخفيف االعتماد‬

‫‪ 1‬عبد القادر القصير ‪ ،‬أحياء الصفيح ‪ ،‬دار النهضة‪ .‬بيروت ‪ . 1993‬ص‪.91‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار العام للسياسة السكنية‬ ‫الفصل األول‬

‫على مواد مستوردة ومستنفدة باستخدام مواد متاحة ومتجددة وبالطبع فإننا نتحدث عن بيئة من الغابات‬

‫الواسعة والمتجددة‪.1‬‬

‫إن تصميم األبنية والمرافق يمكن أن "يحقق كفاءة مستمرة في العالقات بين المساحات المستخدمة‪،‬‬

‫مسارات الحركة‪ ،‬تشكيل المبنى كما يراعي التعبير الرمزي عن تاريخ المنطقة واألرض وكذلك القيم‬

‫والمبادئ التي تجب دراستها‪ ،‬وذلك حتى يصبح المبنى متمي از بسهولة االستعمال‪ ،‬جودة البناء‪ ،‬وجمال‬

‫الشكل‪".‬‬

‫ويمكن أن تضاف إلى تكاليف البناء مجموعة من التقنيات والمواد‪ ،‬ولكنها توفر على المدى البعيد‬

‫كثي ار من التكاليف‪ ،‬وتوفر الراحة والسالمة البيئية‪ ،‬مثل المواد العازلة للح اررة‪ ،‬وصنابير المياه التي تعمل‬

‫بالخلية الضوئية وتتوقف تلقائيا بعد فترة من الزمن ألجل تقليل استخدام المياه‪ ،‬وأنظمة الصرف الصحي‬

‫المتعددة حسب مصادرها‪ ،‬فيمكن بذلك إعادة تدوير واستخدام المياه للري بسهولة وتقنيات بسيطة‪.‬‬

‫يجب النظر إلى التصميم باعتباره فلسفة تعبر عن الثقافة والتاريخ واالحتياجات المادية واالستفادة من‬

‫الطبيعة المحيطة في البناء ‪،‬ومراعاة الطبيعة الجغرافية والمناخية ‪ ،‬ومراعاة األهداف واألغراض التي أقيم‬

‫من أجلها المبنى‪.2‬‬

‫‪ 1‬منشور الملتقى االعالمي حول فن العمارة بقصر متليلي الشعانبة وعالقتها بالبيئة السكنية يومي ‪ 10-09‬جانفي ‪ 2009‬جمعية‬
‫الفن و االبداع بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬عبد القادر القصير‪,‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬السياسات السكنية في الجزائر‬

‫لطالما مثل القطاع السكني بالجزائر رهانا من بين الرهانات االقتصادية واالجتماعية للبالد باعتباره‬

‫قطاعا مهيكال بالنسبة لالقتصاد الوطني وجزءا ال يتج أز من السياسة االجتماعية ‪ ،‬فضمان استقرار هو‬

‫تحقيق االكتفاء الفعلي به ضمان لحل مشاكل عدة تعاني منها البالد ‪ .‬ونظ ار لهذه األهمية البالغة التي‬

‫يكتسيها السكن ‪ ،‬سعت الدولة الجزائرية جاهدة لتطويره وترقيته زمانا ومكانا من خالل تطبيق عدة‬

‫سياسات سكنية مختلفة المحاور مشتركة من حيث مبدئها األساسي وهدفها األول المتمثل في الحد‬

‫والتخفيف من األزمة السكنية المتفاقمة بصورة مخيفة ومهددة الستقرار البالد باإلضافة الى محاولة ترقية‬

‫الفرد بحصوله على سكن الئق يستجيب لشروط الحياة الصحية‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬سياسة السكن االجتماعي‪:‬‬

‫كل سكن ممول من أموال الخزينة العمومية يعتبر سكنا اجتماعيا ‪ ،‬فالتعريف البسيط للسكن‬

‫االجتماعي وهو يرتبط أساسا بالدخل المادي لألسرة التي لم تتمكن من إيجاد سكن الئق في ظل األوضاع‬

‫المالية للبالد ‪ ،‬أما التعريف الدقيق للسكن االجتماعي فالبد فيه من توضيح مختلف المعايير التي ارتبطت‬

‫‪1‬‬
‫به‪ ،‬في حالة غيابها يفقد السكن االجتماعي مدلوله وهي‪:‬‬

‫*دعم الدولة للسكن االجتماعي بصورة واضحة وبنسبة ‪ % 100‬أو جزئيا يعود أساسا إلى اختالف أنواع‬

‫السكن االجتماعي‪.‬‬

‫* يستهدف السكن االجتماعي الفئة ذات الدخل الضعيف والمتوسط ممن ال يمكنهم بدون دعم الدولة‬

‫الحصول على السكن‪.‬‬

‫‪ 1‬اجمللس االقتصادي و االجتماعي ‪ ،‬تقرير حول السكن االجتماعي ‪ ،‬اجلزائر ‪,‬مارس ‪ ، 0881‬ص ‪02‬‬

‫‪22‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫*يجسد السكن االجتماعي من خالل تنمية خدمة الوظيفة االجتماعية ‪ ،‬التي تضطلع بها سياسة السكن‬

‫في الجزائر‬

‫من خالل هذه المعايير الثالثة ‪ ،‬يتبلور لنا تعريف متكامل يتسم بالدقة حول السكن االجتماعي ‪ ،‬فهو ال‬

‫يعبر فقط عن المدخول األسري ‪ ،‬وانما يعبر كذلك عن التوجيهات االقتصادية واالجتماعية التي تميز‬

‫الدولة ومن أنواعه‪:‬‬

‫*السكن اإليجاري ذو الطابع االجتماعي ‪*.‬السكن الريفي ‪/.‬السكن التطوري‪/.‬السكن االجتماعي‬

‫التساهمي‪.‬‬

‫‪ .0‬السكن االجتماعي االيجاري‪lsl‬‬

‫هذا النوع من البرامج ممول كلية من طرف ميزانية الدولة ألنه موجه فقط لمواطنين ذوي الدخل‬

‫الضعيف ( اقل من ‪ 24000‬دج ‪/‬شهريا ) ‪.‬يحدد شروط المستفيد من هذا النوع حسب المرسوم‬

‫‪1.1999‬‬ ‫التنفيذي ‪ 42-99‬المؤرخ في ‪ 1‬فبراير‬

‫ال يمكن الشخص أن يطلب منحه سكن ا اجتماعی ا إيجاريا في مفهوم ھذ ا المرسوم إذ ا كان‪:‬‬

‫‪ -‬يملك عقا ار ذو استعمال سكني‪.‬‬

‫‪ ‬يملك قطعة أرض صالحة للبناء أو محال تجاريا أو أرضا زراعية من شأنها أن تنتج لها مداخيل‪.‬‬

‫تم اقتناؤه في‬


‫‪-‬استفاد من سكن اجتماعي إيجاري أو سكن اجتماعي تساھمي أو سكن ريفي أو سكن ّ‬

‫إطار البيع باإليجار‪.‬‬

‫‪ ‬استفاد من إعانة الدولة في إطار شراء أو بناء مسكن‪.‬‬

‫تعني هذه الشروط أيضا زوج طالب السكن‪.‬‬

‫‪ 1‬مجلة المشاريع الكبرى في الجزائر لقطاع السكن و العمران ‪ ,‬وزارة السكن والعمران ‪,‬ص ‪.13‬‬

‫‪23‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .4‬السكن االجتماعي التساهمي ‪: lsp‬هو سكن موجه للفئات ذات الدخل المتوسط ‪ ,‬ويرتكز أساسا‬

‫بدمج تمويلي مشترك بالمساهمة الشخصية للمستفيد واعانة الدولة ومساهمة الدولة غير معوضة تتم عن‬

‫طريق الصندوق الوطني للسكن ‪ CNL‬ومحددة كحد أقصى ‪200000‬دج للمسكن الواحد ‪ ,‬كما ان‬

‫الحصول على االرضية يمكن ان تتم بتخفيض قيمته ‪.1%90‬‬

‫تحدد شروط االستفادة من هذا النوع حسب التعليمة الو ازرية رقم ‪ 193‬الصادرة بتاريخ ‪ 29‬افريل‬

‫‪2002‬‬

‫لحصول على االستفادة يجب التقدم بملف يحتوي على‪:‬‬

‫‪ ‬طلب اإلعانة موجه للصندوق الوطني للسكن‪(CNL).‬‬

‫‪ ‬تصريح شرفي يفيد أن مقدم الطلب لم يستفد هو و زوجته من قبل من التنازل عن مسكن‬

‫ملك للدولة أو من دعم الدولة لإلسكان أو أنهم ال يملكان أرض للبناء ما عدا تلك الموجهة‬

‫الستيعاب البناء الريفي موضوع المساعدة‪.‬‬

‫‪ ‬تصريح شرفي يتضمن مستوى دخل الزوجين ‪ ،‬مرفوقا بالوثائق الداعمة‪.‬‬

‫‪ 1‬مجلة المشاريع الكبرى في الجزائر لقطاع السكن و العمران نفس المرجع ‪،,‬ص ‪11‬‬

‫‪24‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مميزات السكن التساهمي‪:‬‬

‫يقوم السكن التساهمي على مبدأ منح اإلعانة المالية التي تأتي تكملة للمساهمة المالية للمستفيد‬

‫المدعمة عند الحاجة بقرض بنكي للحصول على ملكية مسكن تتم المبادرة بهذه البرامج من طرف مرقي‬

‫عقاري إما‪:‬‬

‫لصالح زبائنه مباشرة أو معتمد لدى الجماعات المحلية ‪ ,‬المؤسسات ‪ ,‬الهيئات المستخدمة والتعاضديات‬

‫لحساب الموظفين ‪ ,‬األعوان والمستخدمين إذ تتميز هذه الصيغة بتدخل الدولة عن طريق الدعم المالي‬

‫من اجل الحصول على الملكية ‪ ,‬توفير العقار وتهييئة المجال ‪,‬تخفيض الضريبة ‪ ,‬تحديد فئة المستفيدين‬

‫‪1‬‬
‫من الدعم واخي ار إختيار المرقي العقاري الذي يقوم باإلنجاز‬

‫سكن االجتماعي تساهمي‬

‫تساهمي‬ ‫اجتماعي‬ ‫سكن‬

‫القطاع الخاص‬ ‫المستفيد‬ ‫الدولة‬ ‫الدعم‬ ‫ترقوي‬


‫التمويل‪+‬اإلنجاز‬

‫بنوك‬ ‫مرقي عقاري‬

‫السكن االجتماعي عملية ترقوية واجتماعي‬


‫قروض‬ ‫اإلنجاز‬
‫عقارية‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪,‬القرار الوزاري المشترك الصادر في ‪ 01‬نوفمبر ‪ 0883‬المحدد لكيفيات تطبيق المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 229/ 83‬المؤرخ في ‪ 3‬أكتوبر‪ 0883‬المحدد لقواعد تدخل الصندوق الوطني للسكن في مجال الدعم ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .3‬سكنات البيع بااليجار‪:‬‬

‫هذا النوع موجه الى الطبقات ذات الدخل المتوسط ويستفيد هذا من مجانية القطع األرضية‬

‫والتكفل بالقروض المقدمة من طرف الدولة ويستفيد المقبلون على الشراء من قروض صغيرة بفائدة ‪%1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫في حدود ‪ %22‬من المبلغ المتوقع الموافق عليه من طرف الخزينة‬

‫وتحدد شروط االستفادة منه حسب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 102-01‬المؤرخ في ‪ 23‬أفريل ‪2001‬‬

‫لالستفادة من سكن عدل في الجزائر يجب توفر الشروط التالية‪:‬‬

‫أن يتراوح دخل الزوج و الزوجة بين ‪ 24.000‬دينار و ‪ 6‬مرات الحد األدنى لألجر الوطني‬

‫المضمون أي ‪ 109.000‬دينار في الشهر‬

‫ال يملك أو لم يملك في السابق أي ملكية ال هو وال زوجته ‪ ،‬أكانت قطعة أرض للبناء أو ملكية‬

‫لغرض السكن ولم يستفد من مساعدة مالية من الدولة لبناء أو اقتناء مسكن‪:‬‬

‫الجزائريون المقيمون في الخارج ليسوا معنيين ببرنامج عدل‬

‫الذين تقدموا بطلب اقتناء سكن عدل و الذين أحيلوا على التقاعد منذ تلك الفترة يحتفظون بحقهم‬

‫الكامل في اقتناء هذه الصيغة من السكن تحديث الملفات يتم عبر موعد و على المعني باألمر تقديم آخر‬

‫قسيمة أجر‪ ،‬شهادة إقامة و تصريح شرفي يثبت أنه لم يستفد من مساعدة الدولة ‪ ،‬هذه الوثائق يجب أن‬

‫تكون مؤرخة بأقل من شهر‪.‬‬

‫السكن االجتماعي التطوري‬

‫هو سكن موجه لطبقات ذوي الدخل المحدود حيث تقوم الدولة بإعطاء إعانة مالية موجهة لتهيئة‬

‫‪2‬‬
‫االرضية وربطها بمختلف الشبكات ‪ ,‬في حين المستفيد يتكفل بدفع ثمن الخلية القاعدية‪.‬‬

‫‪ -0‬داود عبد هللا وشقبقب توفيق ‪ ,‬انتاج السكن بين االصالة و المعاصرة حالة منطقة ميزاب ‪( ,‬مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة في التسيير و التقنيات‬
‫الحضرية ‪ ,‬جامعة منتوري قسنطينة ‪ ,‬سنة ‪ , ) 0200‬ص ‪. 00‬‬
‫‪ ، - 0‬نفس المرجع‪ ,‬ص ‪. 02‬‬

‫‪26‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتحدد شروط االستفادة منه وفق االمر الوزاري المؤرخ في ‪ 12‬مارس ‪.1999‬‬

‫السكن الترقوي المدعم ( الترقوي العمومي حاليا )‬

‫هذه الصيغة الجديدة من السكن الترقوي العمومي تم إدراجها مؤخ ار ضمن برنامج حكومة "سالل"‪،‬‬

‫وعليه فان السكن العمومي الترقوي موجه للمواطنين غير المؤهلين القتناء سكن اجتماعي (دخلهم يزيد عن‬

‫‪ 24.000‬دينار) وال من السكن الترقوي المدعم وال من سكن عدل البيع باإليجار ‪ ،‬المخصصين‬

‫للمواطنين الذين يترواح دخلهم الشهري بين ‪24.000‬دينار و‪ 109.000‬دينار في الشهر‪.‬‬

‫يجب التنويه بان السكن الترقوي العمومي ال يستفيد من أي إعانة من قبل الصندوق الوطني للسكن كما‬

‫هو الحال بالنسبة للسكن التساهمى وسكنات عدل ولكن يستفيد من تخفيضات في ثمن قطعة األرض‪.‬‬

‫إذا السكن الترقوي العمومي المدعم هو صيغة جديدة استحدثت بموجب احكام المرسوم التنفيذي رقم‬

‫‪ 232-10‬المؤرخ في ‪ 12‬اكتوبر ‪ 2010‬الذي يحدد مستويات المساعدة المباشرة الممنوحة من الدولة‬

‫القتناء مسكن جماعي او بناء مسكن ريفي ومستويات دخل طالبي هذه السكنات وكذلك كيفية منح هذه‬

‫المساعدة ‪ ,‬حيث أوجد من أجل تعويض السكن التساهمي ‪ ,‬ويعتبر السكن الترقوي المدعم موجه‬

‫للمرشحين المؤهلين إلعانة الدولة المباشرة ‪ ,‬ويتم انجازه عن طريق متعهد في الترقية العقارية وذلك وفقا‬

‫ألحكام المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي المذكور اعاله ‪.‬‬

‫ولقد تحول هذا النوع مؤخ ار إلى السكن الترقوي العمومي حسب ما صرح به الوزير األول وهو سكن‬

‫موجه للمواطنين الذي يتراوح دخلهم الشهري ( ‪ ) 109.000 – 24.000‬دينار جزائري ‪ .‬ويتم تمويل هذا‬

‫البرنامج عن طريق مساهمة بنكية ‪ ,‬وال يتدخل الزبون إال بعد انتهاء المشروع وقامت الو ازرة ببناء‬

‫‪ 121.920‬مسكن ترقوي عمومي ‪ ,‬حيث أطلق منها ‪ 20.000‬خالل سنة ‪.1 2013‬‬

‫شوھد يوم ‪ . 0201/22/20‬عنوان المقال السكن الترقوي ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫السكن الريفي‬

‫جاء هذا النوع لتدعيم إتمام المخطط الوطني للتنمية الفالحية ‪ ,‬ويهدف الى تثبيت سكان الريف‬

‫وتنمية المجاالت الفالحية والريفية ‪ ,‬وتشجع السكان النازحين إلى العودة الى الريف ‪ ,‬ويتعلق بتهيئة أو‬

‫توسيع سكن موجود أو بناء سكنات جديدة ‪ ,‬وتحدد التعليمة الو ازرية المشتركة رقم ‪ 06‬المؤرخة في ‪31‬‬

‫‪1‬‬
‫جويلية ‪ 2002‬كيفية الدعم‪.‬‬

‫شروط االستفادة من السكن الريفي؟‬

‫‪ ‬إثبات أن دخل الزوجين يقل أو يساوي ست (‪ )06‬مرات الدخل األدنى الوطني المضمون‬

‫)‪(SNMG‬‬

‫‪ ‬لم يستفيد من قبل من التنازل عن مسكن مملوك للدولة أو من دعم الدولة لإلسكان‪.‬‬

‫‪ ‬ال يمتلك ملكية تامة أي سكن ذو استعمال سكني؛‬

‫‪ ‬ال يملك أرض للبناء ما عدا إذا كان الغرض منه استيعاب البناء الريفي موضوع المساعدة‪.‬‬

‫من يحق له االستفادة من أعانة الدولة لبناء السكن الريفي؟‬

‫كل شخص طبيعي يقيم في منذ خمس سنوات في البلدية‪ ،‬أو يزاول في نشاط في الوسط الريفي‪ ،‬يمكن أن‬

‫يستفيد من دعم الدولة للسكن الريفي‪.‬‬

‫يقدر مبلغ اإلعانة بـ‪:‬‬

‫‪1000.000‬ج بالنسبة لواليات الجنوب الكبير األربعة ( أدرار ‪ ،‬تمنراست ‪ ،‬اليزي ‪ ،‬تندوف)‪،‬‬

‫‪/ -1 https:// www.lkeria.com/ar /l.php?u=https%3A%2F%2Fwww.‬‬


‫‪%2Fprofile.php%3Fid%3D100009216074672%26ref%3Dpymk%26fref%3Dpymk&h=aAQH4vNrL&enc=AZN‬‬
‫‪fv5IUs345PJOgcXhvobl8SOqviujILw_fKUkxuUX5xOCZp31UraHZVK1xem0raxqhrq0YmZs8HHcDQNo0DC‬‬
‫‪aQ3A0e6dJBa7AF6aCu1n-NCptMxP3TEcXMGDNVOB-‬‬
‫‪TPH5si4TOFIcOyAIb4HK5Phwb2L4NLPTNwZGv0pVTmxOVoot4K9wEl4XS8uUsQ3A4x8a0HiQXusJttQVe‬‬
‫‪HMuAVe1HDEAk3oivqhDRHRdPDrE5YKpqtm9j8Pg3WtdcvRag92wSHHaeTaSqEpsFq8pxV_B_Btpc37Bq6r‬‬
‫‪2u8Ym3sDZ0K_YP9owA79JKDRZQKxKJZTZH3tFPxs4wftw8E9lAeHvRWRj-‬‬
‫‪54FMxLS_OuzTsCAynne9e1WM-YzcoB5GiGgEZazralF7KQhdqn92fyfwdstsFVOQ6p4MRLdo0r_qyItd-‬‬
‫‪RoDCLJHBjfsWUU3nvfWxyVUSVeY8uLWXYJRq67MRjzSEbfxaUT_9dJJxPODK_jiivfgKggdhGMApRkv7‬‬
‫‪Mg87YaR40jYAZVBMM7OwIHrKkjCQizSyzCXiuxWSp1IQzTbtZYsLcrUbiaw7QaPwYWDX4OaRzy15z08k‬‬
‫‪CvTZii7_VRtbgwb7erHy3tsjuD-8nXIwxGa_ugpbZ2dzXnyxlxPTvk‬‬
‫‪ 1‬اجمللس االقتصادي و االجتماعي ‪ ،‬تقرير حول السكن الريفي ‪،‬اجلزائر‪ ,‬مارس‪ ، 0222‬ص ‪.09‬‬

‫‪28‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪800.000‬دج بالنسبة لواليات الستة (االغواط ‪ ،‬بسكرة ‪ ،‬بشار ‪ ،‬ورقلة ‪ ،‬الوادي ‪ ،‬وغرداية)‬

‫‪700.000‬دج بالنسبة للواليات المتبقية‪.‬‬

‫السكن عن طريق تجزئة األراضي ‪:‬‬

‫أعلن وزير السكن والعمران والمدينة بالجزائر عن استحداث صيغة سكنية جديدة تتعلق بالبناء الذاتي عن‬

‫طريق تجزئة األراضي سيتم إدراجها في البرنامج الخماسي الجديد للقطاع ‪ .2019/2012‬وأوضح الوزير‬

‫خالل اجتماعه مع مديري التعمير والبناء أن الصيغة الجديدة تهدف إلى تخفيف الضغط على وسائل‬

‫االنجاز من خالل تكفل المواطن بمفرده بعملية البناء بعد االستفادة من قطعة أرض ومساعدة مالية من‬

‫الدولة لكن مع احترام مخطط عمراني‪ .‬وستشمل عملية تجزئة األراضي في مرحلة أولى واليات الجنوب‬

‫والهضاب العليا على أن تمتد الحقا إلى واليات الشمال‪ .‬وتشير أرقام و ازرة السكن الى أنه تم إلى غاية‬

‫مطلع فبراير تحديد ‪ 1.099‬موقع في ‪ 422‬بلدية بالهضاب العليا والجنوب ستتم فيها عملية التجزئة‪.‬‬

‫وتبلغ المساحة اإلجمالية لهذه المواقع ‪ 6.699‬هكتار مما سيسمح بتوزيع ‪ 292.394‬قطعة أرض حسب‬

‫بيانات الو ازرة التي تقوم بتحيين هذه األرقام بشكل دوري‪ .‬وتم الشروع في استقبال الملفات الخاصة بتجزئة‬

‫األراضي منذ أشهر في بعض الواليات حيث بلغ عدد الملفات المودعة إلى غاية بداية الشهر الجاري‬

‫‪ 146.226‬ملف تم منها معالجة ‪ 11.991‬ملف‪ .‬وتطمح الو ازرة إلى رفع عدد قطع األراضي الموجهة‬

‫للبناء الذاتي من أكثر ‪ 292‬ألف قطعة إلى حوالي ‪ 400‬ألف قطعة أرض‪ .‬ودعا وزير السكن والعمران‬

‫مديري التعمير إلى تكثيف جهودهم لتحديد األراضي المعنية بهذه الصيغة معتب ار أن ذلك يشكل "أحد‬

‫أولويات القطاع في مجال العمران " ‪ .‬كما أوصى بضرورة االعتناء بالجانب الهندسي في عمليات التجزئة‬

‫بحيث تكون األراضي الموزعة قاعدة الحتضان أحياء متكاملة ومندمجة يسهل فيها تدخل السلطات‬

‫‪29‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العمومية النجاز المرافق الضرورية (المدارس والمراكز الصحية والساحات العمومية والسوق والمسجد‬

‫‪1‬‬
‫وغيرها)‪.‬‬

‫‪ 1‬وزارة السكن والعمران والمدينة ‪ .‬يوم الثالثاء ‪ 22‬فيفري ‪http://www.mhu.gov.dz. 0201‬‬

‫‪32‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مضمون برنامج السكن ‪4102-4102‬‬

‫تسعى و ازرة السكن والعمران والمدينة الى انجاز ‪ 1,6‬مليون مسكن في إطار البرنامج الخماسي‬

‫‪. 2019-2012‬‬

‫‪1‬‬
‫وتم تقسيم هذا البرنامج كالتالي ‪:‬‬

‫‪-800.000‬سكن عمومي إيجاري ‪ :‬المعروف بالسكن االجتماعي هذه الصيغة موجهة إلى الفئات‬

‫االجتماعية المحرومة أو التي تعيش في ظروف سكنية سيئة ‪.‬‬

‫ولالستفادة من هذه الصيغة السكنية يستوجب على الطالب ان ال يتجاوز دخله الشهري ‪ 24.000‬دج‬

‫وستتكفل بهذا المشروع دواوين الترقية و التسيير العقاري ‪.‬‬

‫‪-400.000‬وحدة سكنية بيع باإليجار‪ :‬وهذه الصيغة موجهة للمواطنين الذين ينتمون الى الطبقة‬

‫المتوسطة والذين يمكنهم امتالك هذه السكنات بعد فترة من االيجار ‪.‬‬

‫ويجب ان يكون الدخل الشهري لطالب هذه الصيغة من السكن مابين ‪24.000‬دج و‪109.000‬دج ‪.‬‬

‫ويتكفل بهذا البرنامج الوكالة الوطنية لتحسين السكن و تطويره "عدل ‪".‬‬

‫‪-400.000‬سكن ريفي ‪ :‬تتمثل هذه الصيغة في انجاز سكن الئق في المحيط الريفي عبر البناء الذاتي‬

‫وذلك في اطار سياسة الدولة الرامية الى تطوير الفضاءات الريفية والى استقرار السكان‪.‬‬

‫ويعطي الصندوق الوطني للسكن مساعدات للمستفيدين إعانة بمبلغ ‪200.000‬دج مقسم على قسطين‬

‫حسب تقدم االعمال ‪.‬‬

‫وباإلضافة الى ذلك فان البرنامج الخماسي الجديد للقطاع سيشهد ادخال صيغة جديدة للسكن ويتعلق‬

‫االمر بالبناء الذاتي من خالل تجزئة االراضي‪.‬‬

‫‪ 1‬وزارة السكن والعمران في ‪ 01‬فيفري ‪http://www.mhu.gov.d NCptMxP3TEcXMGDNVOB-.0201‬‬


‫‪TPH5si4TOFIcOyAIb4HK5Phwb2L4NLPTNwZGv0pVTmxOVoot4K9wEl4XS8uUsQ3A4x8a0HiQXusJttQVe‬‬
‫‪HMuAVe1HDEAk3oivqhDRHRdPDrE5YKpqtm9j8Pg3WtdcvRag92wSHHaeTaSqEpsFq8pxV_B_Btpc37Bq6r‬‬
‫_‪2u8Ym3sDZ0K_YP9owA79JKDRZQKxKJZTZH3tFPxs4wftw8E9lAeHvRWRj-54FMxLS‬‬

‫‪31‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وستمنح هذه الصيغة الجديدة للمواطن فرصة النجاز مسكنه الخاص بنفسه بعد الحصول على قطعة‬

‫ارض ومساعدة مالية من طرف الدولة وذلك حسب مخطط عمراني وموصفات تقنية محددة ‪.‬‬

‫وسيمس تقسيم االراضي في مرحلة اولى واليات الجنوب و الهضاب العليا ليشمل في مرحلة ثانية واليات‬

‫الشمال‪. 1‬‬

‫ومن جهة اخرى سيتم التخلي عن صيغة السكن الترقوي المدعم في هذا الخماسي الجديد مع اتمام‬

‫انجاز المشاريع التي تم اطالقها في اطار البامج السابقة ‪.‬‬

‫ويجري انجاز هذا النمط من السكنات من طرف مرقي عقاري (عمومي اوخاص) بتركيبة مالية‬

‫تتكون من مساهمة شخصية للمستفيد وقرض بفوائد مخفضة واعانة مالية مباشرة يقدمها الصندوق الوطني‬

‫للسكن ‪.‬ومن جهة اخرى تتوقع الو ازرة مواصلة البرنامج االضافي للسكن الذي تم اطالقه في ‪ 2013‬والذي‬

‫يهدف الى انجاز ‪ 222.320‬مسكنا مقسم كالتالي‪: 2‬‬

‫‪73.000‬سكن ترقوي ايجاري‬ ‫‪-‬‬

‫‪119.500‬سكن ريفي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1.000‬سكن ترقوي مدعم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪230.000‬سكن بيع بااليجار ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - 151.850‬سكن ترقوي عمومي التي تعد صيغة موجهة الى المواطنين المنتمين الى الطبقة المتوسطة‬

‫والذين تتراوح اجورهم بين ‪109.000‬دج و ‪216.000‬دج‪ .‬ويتم انجاز هذا البرنامج من طرف المؤسسة‬

‫الوطنية للترقية العقارية‪ .‬واليستفيد هذا النوع من السكنات من اي دعم مباشر للدولة ما يفسر سعره المرتفع‬

‫مقارنة بالصيغ العمومية االخرى ‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويضاف الى هذا برنامج ‪ 62.000‬مسكن بصيغة البيع بااليجار للصندوق الوطني للتوفير و االحتياط‬

‫التي تم منحها لفرعها "التأمين السكني"‬

‫ولم يسلم هذا البرنامج الذي تم اطالقه في ‪ 2006‬اال حوالي ‪ 11.000‬مسكن الى غاية نهاية ‪.2014‬‬

‫وستسمح مواصلة هذا البرنامج بتخفيف الضغط على برنامج "عدل" بما أن هذه الوكالة هي التي تختار‬

‫المستفدين باالعتماد على قوائم المسجلين ‪. 2002-2001‬‬

‫وتهدف الو ازرة من خالل هذه البرامج القضاء نهائيا على السكنات الفوضوية قبل نهاية ‪ 2012‬وحل ازمة‬

‫السكن في نهاية ‪.2019‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬سياسة الترقية العقارية‬

‫حسب المرسوم التشريعي ‪ 03-93‬الصادر في ‪ 1‬مارس ‪ 1993‬المتعلق بالنشاط العقاري فان الترقية‬

‫العقارية هي مجموع األعمال التي تساهم في انجاز وتجديد األمالك العقارية المخصصة للبيع او اإليجار‬

‫او تلبية حاجات خاصة ويمكن ان تكون االمالك العقارية مجال ذو استعمال سكني أو مخصص إليواء‬

‫نشاط حرفي أو صناعي أو تجاري ‪ ,‬وهي أيضا إحدى عمليات تطوير اإلنتاج السكني وتحسين اإلطار‬

‫المبني عن طريق المنافسة ‪.‬‬

‫وظهرت الترقية العقارية بموجب القانون ‪ 02-96‬الصادر في ‪ 4‬مارس ‪. 1996‬‬

‫ولإلشارة فقط انه خالل الفترة مابين ‪1996‬م‪1992 -‬م قام الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط بتمويل‬

‫‪1‬‬
‫‪ 200.000‬مسكن ‪.‬‬

‫‪ )0‬مسعودي الشريف ومسروع فارس ‪ ,‬السكن سياسات وبرامج وتطبيقات و نتائج حالة عين ولمان ‪( ,‬مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة في التهيئة‬
‫الحضرية ‪ ,‬جامعة منتوري قسنطينة ‪ ,‬سنة ‪ ,) 0229‬ص( ‪) 08. 01‬‬

‫‪33‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تم إلغاء القانون المتعلق بالترقية العقارية بصدور المرسوم التشريعي رقم ‪ 03 / 93‬المؤرخ في‬

‫‪1‬مارس ‪ 1993‬بعد ان فشل الصندوق الوطني للتوفير و االحتياط في تحمل األعباء التمويلية لمشاريع‬

‫السكن‪.‬‬

‫‪ .0‬سياسة الترقية العقارية العمومية‪:‬‬

‫لقد ذكر القانون ‪ 02/96‬المتعلق بالترقية العقارية أشخاص القانون العام القائم بالترقية العقارية في‬

‫الجماعات المحلية ‪ ,‬وكذا المؤسسات والهيئات العمومية التي يخولها لذلك القانون األساسي ‪ ,‬ورغم العدد‬

‫المعتبر لهذه الهيئات العمومية التي كانت متواجدة في ذلك الوقت بصفة قائمة بكل عمليات الترقية‬

‫العقارية إال ان ما يعرف منها اليوم اكثر خاصة بعد صدور المرسوم ‪ 03/93‬المتعلق بالنشاط العقاري‬

‫الذي شجع وبقوة عمليات الترقية العقارية ليزداد تطور هذه المؤسسات وبتنظيمات جديدة أكثر فعالية من‬

‫سابقتها في ميدان التطور العقاري والتي تعتبر بمثابة المتعامل العام في الترقية العقارية وفقا للمفهوم الذي‬

‫جاء به مرسوم ‪ 03/93‬المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬

‫أوال ‪:‬الجماعات المحلية‪:‬‬

‫لعبت الجماعات المحلية دروا كبي ار في ميدان الترقية العقارية حيث كانت البلدية تشارك بأسهم‬

‫إلنشاء التعاونيات العقارية ‪,1‬باإلضافة إلى إشرافها من الناحية التقنية بتحضير دفتر الشروط والتي تحدد‬

‫فيه تركيبة المشروع من النواحي التقنية ‪,2‬حيث كانت تتلقى تدعيمات من المجلس الشعبي الوالئي لغرض‬

‫تنفيذ مخططاتها السكنية هذا الخير الذي لعب هو األخر دو ار مهما في مجال الترقية العقارية عن طريق‬

‫المساهمة في إنشاء مؤسسات وشركات البناء والمبادرة في ترقية برامج السكن المخصص لإليجار‬

‫والمشاركة في عمليات اإلصالح واعادة البناء بالتشاور مع البلديات‪.‬‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من قانون ‪ 29/ 00‬الصادر في ‪ 8‬أفريل ‪ 0200‬المتعلق بالبلدية ‪, ,‬المادة ‪ , 021‬الجريدة رسمية عدد‬
‫‪ .01‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬سماعين شامة ‪,‬النظام القانوني الجزائر للتوجيه العقاري‪ ,‬دار ھومة ‪ ,‬الجزائر ‪ , 0220 ,‬ص ‪.008‬‬

‫‪34‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ :‬ديوان الترقية والتسيير العقاري ‪:‬‬

‫حسب المادة األولى من المرسوم التنفيذي ‪ 142 _91‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 1991‬و المتضمن تغيير‬

‫الطبيعة القانونية للقوانين األساسية لدواوين الترقية والتسيير العقاري وتحديد كيفيات تنظيمها وعملها والتي‬

‫تنص على ‪ " :‬تغير دواوين الترقية و التسيير العقاري القائمة عند تاريخ سريان مفعول هذا المرسوم‬

‫والمدرجة في القائمة الملحقة ‪ ,‬في طبيعتها القانونية الى مؤسسات عمومية وطنية ذات طابع صناعي‬

‫وتجاري‪ .‬كما تخضع هذه المؤسسات التي تدعى في صلب النص " دواوين الترقية و التسيير‬

‫العقاري"للقوانين و التنظيمات المعمول بها وألحكام هذا المرسوم"‪ .‬تعتبر دواوين الترقية والتسيير العقاري‬

‫‪1‬‬
‫تتمتع الشخصية المعنوية واالستقالل المالي كما‬ ‫مؤسسات عمومية وطنية ذات طابع صناعي وتجاري‬

‫تتميز بالطابع التجاري في تعامالتها مع الغير لذا تخضع لقواعد القانون التجاري وهذا حسب المادة ‪ 2‬من‬

‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 142_91‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ " 1991‬تتمتع دواوين الترقية و التسيير العقاري‬

‫بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي وتعد تاجرة في عالقاتها مع الغير و تخضع لقواعد القانون‬

‫وهذا من حيث القيد في السجل التجاري وحرية اإلثبات وشهر إفالسها ‪ ,3‬ولقد كانت هذه‬ ‫‪2‬‬
‫التجاري "‬

‫‪4‬‬
‫والذي تم بموجبه تحويل الطبيعة اإلدارية لها إلى‬ ‫الدواوين مسيرة بمقتضى المرسوم ‪220/92‬‬

‫‪5‬‬
‫االقتصادية لتعرف بعدها طابعا صناعيا وتجاريا بصدور القانون ‪01/99‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه أن دواوين الترقية والتسيير العقاري لها جانب كبير في عمليات الترقية‬

‫العقارية وتسييرها عن طريق النشاطات المكلفة بها من اجل هذه العمليات ‪ ,‬ولكن ما يالحظ عن المرسوم‬

‫رقم ‪ 142/91‬المتضمن للطبيعة القانونية لدواوين الترقية والتسيير العقاري في المادة ‪ 4‬منه أنه جعل‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي رقم ‪ 038/80‬المؤرخ في ‪ 00‬ماي ‪ 0880‬المتضمن تغيير الطبيعة القانونية للقوانين‬
‫األساسية لدواوين الترقية والتسيير العقاري وتحديد كيفيات تنظيمها وعملها ‪ ,‬المادة األولى ‪,‬الجريدة الرسمية عدد ‪.01‬‬
‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 0‬من نفس المرسوم ‪ 038/80‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 3‬بن يوسف بن رقية ‪ ,‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ‪ ,‬الجزء ‪ 28‬رقم ‪ , 0888 , 0‬ص ‪.001‬‬
‫‪ 4‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪,‬المرسوم رقم ‪ 082/ 91‬المؤرخ في ‪ 1‬نوفمبر ‪ 0891‬المتعلق بتحويل تنظيم وتسيير دواوين الترقية‬
‫والتسيير العقاري للوالية ‪ ,‬المادة ‪ , 0‬الجريدة الرسمية عدد ‪.31‬‬
‫‪ 5‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية القانون ‪ 20/99‬المؤرخ في ‪ 00‬جانفي ‪ 0899‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية ‪ ,‬المادة ‪, 2‬الجريدة الرسمية عدد ‪.0‬‬

‫‪35‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تولي وقيام هذه الدواوين لعملية الترقية العقارية على سبيل التبعية أي تقوم بها استثناءا فقط أو كعمل‬

‫إضافي لها األمر الذي يستدعي مراجعة واعادة بناء النصوص القانونية لهذه الدواوين وهذا بإدراج الترقية‬

‫العقارية كعمل أصلي لها بحكم تطابق مفهوم الترقية العقارية والطابع القانوني لهذه الدواوين‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المؤسسة الوطنية للترقية العقارية ‪:‬‬

‫وهي عبارة عن مؤسسة عمومية اقتصادية أنشأت من طرف شركة تسيير مساهمات الدولة ‪ ,‬تأخذ‬

‫على عاتقها طلبات المواطنين طالبي السكن من ذوي الدخل المتوسط ( ‪ 90‬ألف دينار جزائري ) الذين ال‬

‫تتوفر لديهم شروط الحصول على السكن االجتماعي اإليجاري أو شروط االستفادة من السكن االجتماعي‬

‫التساهمي ‪ ,‬وتختص هذه المؤسسة العمومية االقتصادية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬اقتناء أراضي الوعاء بغرض الشروع في أي عملية من شأنها المساهمة في التصميم ‪,‬تمويل‬

‫وانجاز مجموعات عقارية مثل عقارات السكن الجماعي ‪ ,‬نصف الجماعي أو الفردي أو المحالت‬

‫ذات االستعمال المهني والتجاري‪.‬‬

‫‪ ‬اقتناء أراضي الوعاء بغرض إنجاز برامج تخصيص مجهزة بالمنافع العامة وتخصيص قطع للبيع‬

‫إضافة القتناء أية عقارات مبنية قصد إعادة تأهيلها وترميمها او إعادة هيكلتها على أن تكون‬

‫مخصصة للبيع ناهيك عن تسيير مجموعات عقارية وتقديم االستشارة والمساعدة في ميدان تسيير‬

‫االمالك العقارية وذلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة سواء كان ذلك لصالحها او صالح الغير‬

‫ولقد تم إنشاء المؤسسة الوطنية للترقية العقارية على خلفية حل مؤسسات ترقية السكن العائلي‬

‫(‪ )F.L.D.E‬والتي تعتبر هي االخرى مؤسسات عمومية محلية أنشأت بموجب كل من المرسومين‬

‫‪36‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 200/93‬المحدد لشروط إنشاء المؤسسة العمومية المحلية ‪ ,1‬وطبقا للمادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪/ 94‬‬

‫‪ 122‬فهي تهدف إلى تحقيق مهامها المتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬جمع األعمال الالزمة لتنفيذ العمليات الجاري القيام بها في إطار هدفها‪.‬‬

‫‪ ‬التكفل ببرنامج السكن وصيغ بيع المساكن حسب شروط تمويلها‪.‬‬

‫‪ ‬إقتناء االراضي الضرورية وتهيئتها لتحقيق أهدافها‬

‫‪ ‬تنفيذ برنامج تجهيز االراضي المخصصة لبناء المساكن وتجزئتها بالتعاون مع الجماعات‬

‫المحلية‪.‬‬

‫‪ ‬تكوين جمعيات وتعاونيات عقارية ومساعدتها تقنيا واداريا كما تتنازل عند الحاجة عما انجز من‬

‫السكنات لتعاونيات وهذه المشاريع التي تقوم بها مؤسسات ترقية السكن العائلي في ميدان الترقية‬

‫العقارية تخضع للمراقبة التقنية من قبل مصالح مختصة تابعة للجماعات المحلية المعنية‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره‬

‫تعتبر الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتمتع‬

‫‪3‬‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ‪ ,2‬وتخضع في عالقتها مع الغير إلى أحكام القانون التجاري‪.‬‬

‫ولقد تم إحداث هذه الوكالة بموجب المرسوم رقم ‪ 149/91‬المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪1991‬م كمؤسسة‬

‫عمومية مكلفة بإنجاز عمليات السكن في إطار الترقية العقارية ‪ ,4‬وما يفسر ويؤكد أهمية هذه الوكالة في‬

‫مجال الترقية العقارية هو نص المادة ‪ 2‬من المرسوم ‪ 149/91‬التي حددت مهامها في هذا المجال‬

‫المتمثلة في ‪:‬‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي رقم ‪ 022 /92‬الصادر في ‪ 08‬مارس ‪ 0892‬المتعلق بتحديد شروط إنشاء المؤسسة‬
‫العمومية المحلية وتنظيمها وسيرھا ‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد ‪.00‬ص‪.32‬‬
‫‪ 2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي رقم ‪ 039/80‬المؤرخ في ‪ 00‬ماي ‪ , 0880‬المتضمن إحاث وكالة وطنية لتحسين‬
‫السكن وتطويره ‪,‬المادة األولى‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد ‪ .01‬ص‪.13‬‬
‫‪ 3‬انظر المادة ‪ 1‬من نفس المرسوم‪.‬‬
‫‪4 Djilali ADJA, Droit de l’urbanisme, Berti Editions; Alger,2007,P69.‬‬
‫‪37‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬ترويج وتطوير السوق العقارية وترقيتها‪.‬‬

‫‪ ‬تأطير وتنشيط األعمال التالية ‪ :‬القضاء على السكن غير الصحي ‪ ,‬تجديد وترميم األنسجة‬

‫العمرانية القديمة ‪ ,‬تغيير البنية الحضرية ‪ ,‬إنشاء المدن الجديدة ‪ ,‬إعداد أساليب مستحدثة من‬

‫خالل برنامج عملها وتعميمها قصد تطويرها‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون ‪ 02/96‬المتعلق بالترقية العقارية فإنه يعتبر المؤسسات العمومية التي يخولها‬

‫قانونها األساس إنجاز عمليات الترقية العقارية بمثابة المتعامل العام‪ 1‬المنصوص عليه في المرسوم‬

‫التشريعي رقم ‪ 03/93‬المتعلق بالنشاط العقاري والذي يعتبر هو االخر كل شخص معنوي يساهم في‬

‫‪2‬‬
‫إنجاز أو تجديد األمالك العقارية متعامال في الترقية العقارية‬

‫‪.4‬سياسة الترقية العقارية الخاصة‪:‬‬

‫ظهرت الترقية العقارية الخاصة ألول مرة في الجزائر بصدور األمر ‪ 92/26‬المؤرخ في ‪ 23‬أكتوبر‬

‫‪ 1926‬المتعلق بتنظيم التعاون العقاري وهذا في صورة التعاونيات العقارية والتي هي عبارة عن شركة‬

‫أشخاص مدنية هدفها األساسي هو الحصول على ملكية السكن العائلي‪ , 3‬لذا كان يكتتب في التعاونية‬

‫العقارية األشخاص الطبيعيون والراغبون في الحصول على ملكية سكن في إطار التنظيم التعاوني‬

‫بحصص لإلشتراك‪ 4‬وبصدور القانون رقم ‪ 02/96‬المتعلق بالترقية العقارية وجد في ظله المكتتب للقيام‬

‫بإنجاز عمليات الترقية العقارية سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون الخاص كما تتمثل‬

‫الترقية العقارية الخاصة في الخواص القائمين بالبناء الذاتي سواءا كانوا فرادى أو منظمين في تعاونيات‬

‫عقارية إضافة إلى االشخاص الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للقانون الخاص أما في إطار المرسوم‬

‫التشريعي ‪ 03/93‬المتعلق بالنشاط العقاري فقد ظهرت الترقية العقارية الخاصة على انها شخص طبيعي‬

‫‪ 1‬أنظر المادة ‪ 1‬من القانون ‪ 28/91‬المتعلق بالترقية العقارية ‪,‬‬


‫‪ 2‬أنظر المادة ‪ 2‬من المرسوم ‪ 22 / 82‬المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 0‬من األمر ‪ 80/81‬المتعلق بتنظيم العقاري ‪,‬‬
‫‪ 4‬أنظر المادة ‪ 02‬من نفس األمر‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كان او معنوي يساهم في إنجاز أو تجديد األمالك العقارية الموجهة للبيع أو اإليجار أو لتلبية حاجاته‬

‫الخاصة ‪1‬وعلى هذا تكون الترقية العقارية الخاصة على أنها ‪:‬‬

‫‪ ‬شخص طبيعي يساهم في إنجاز أو تجديد األمالك العقارية وفق ما جاء به هذا المرسوم‪.‬‬

‫‪ ‬يكون الشخص المعنوي يخضع للقانون الخاص كما هو الحال في التعاونيات العقارية المنصوص‬

‫عليها باألمر ‪ 92/26‬سابق الذكر والقائمة بعمليات الترقية العقارية بمفهوم المرسوم ‪ 03/93‬المتعلق‬

‫بالنشاط العقاري‬

‫‪ ‬أو يكون هذا الشخص المعنوي الخاضع للقانون الخاص عبارة عن شركة أو مؤسسة تقوم بأعمال‬

‫ونشاطات الترقية العقارية ‪ ,‬ويكون المتعامل على رأس هذه الشركة التي تظهر في أن واحد كشركة بناء‬

‫وشركة بيع‪ , 2‬أو شركة تجديد وانجاز طبقا للمرسوم ‪ 03/93‬المتعلق بالنشاط العقاري على أن الترقية‬

‫العقارية الخاصة قد تظهر في صورة شخص طبيعي أو تعاونية عقارية أو مؤسسة ترقية عقارية وتعتبر‬

‫هذه األخيرة من أبرز الصور المتعارف عليها كترقية عقارية خاصة في ميدان الترقية العقارية ‪ ,‬بحيث‬

‫تخضع في تأسيسها إلى القواعد التي تنظم الشركات التجارية في الشكل والموضوع ‪ ,3‬بحكم انها تعتبر‬

‫تاجرة في عالقتها مع الغير‪ , 4‬اما االشخاص الطبيعيين سواء كانوا فرادى أو منظمين في التعاونيات‬

‫العقارية فإن اعمالهم في إطار الترقية العقارية تخصص لتلبية حاجاتهم الخاصة بما يجعلهم يخضعون‬

‫إلى أحكام القانون المدني‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر المادة ‪ 2‬من المرسوم التشريعي ‪ 22/82‬المتعلق بالنشاط العقاري‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Chaabane BEN AKZOUH, La promotion Immobilière privée ,algeri, Revue Algérienne des‬‬
‫‪sciences juridiques , économiques et politiques, Revue publiée par la faculté des droits et‬‬
‫‪des Sciences administrative,1989 , P 45.‬‬
‫‪ 3‬أنظر المادة ‪ 133‬من األمر رقم ‪, 18/81‬‬
‫‪ 4‬انظر المادة ‪ 8‬من المرسوم ‪ 22/82‬المتعلق بالنشاط العقاري ‪,‬‬

‫‪39‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬سياسة التحصيصات‪:‬‬

‫يعرف التحصيص بأنه كل تقسيم أو تجزئة لملكية عقارية كبيرة على نحو حصص متفاوتة‬

‫المساحات ‪,‬بهدف إنجاز مباني موجهة لنشاط معين كما يحدده المرسوم التنفيذي ‪ 126 /91‬في المادة ‪2‬‬

‫بأنه " عملية تقسم القطعة األرضية أو عدة قطع أرضية من ملكية عقارية واحدة أو عدة ملكيات مهما‬

‫كان موقعها وان كانت هذه قطعة أو عدة قطع ناتجة عن هذا التقسيم من شأنها أن تستعمل في تشييد‬

‫‪1‬‬
‫بناية ‪.‬‬

‫حسب المرسوم التنفيذي ‪ 126-91‬المؤرخ في ‪ 29‬ماي ‪ 1991‬المتعلق بكيفيات تحضير شهادة التعمير‬

‫ورخصة التجزئة وشهادة التقسيم ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك ‪ .‬فإن‬

‫التحصيص حسب المادة ‪ 02‬هو " عملية تقسيم القطعة أو عدة قطع من ملكية عقارية واحدة أو عدة‬

‫ملكيات مهما كان موقعها ‪ ,‬إذا كانت قطعة أو عدة قطع ناتجة عن هذا التقسيم من شأنها أن تستعمل‬

‫في تشييد بناية "‬

‫سمحت هذه السياسة بمشاركة األفراد القادرين على البناء إلنتاج مساكنهم إلى جانب الدولة‬

‫ودعمت بقانون ‪ 02-92‬الصادر في ‪ 6‬فيفري ‪ 1992‬الذي يحدد كيفيات تحضير رخصة البناء ورخصة‬

‫التجزئة‪.‬‬

‫ومع ظهور قانون التوجيه العقاري ‪ 22-90‬أصبحت التجزئة تقام من طرف الوكالة العقارية أو‬

‫من طرف أي شخص طبيعي كان أو معنوي وهذا ما جعل القطع األرضية تخضع لقانون العرض و‬

‫‪2‬‬
‫الطلب‪.‬‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي ‪ 081/ 80‬المؤرخ في ‪ 09‬ماي ‪ , 0880‬الجريدة الرسمية عدد‪ , 01‬المادة ‪ 8‬ص‪.81‬‬
‫‪ 2‬مجلة المشاريع الكبرى في الجزائر لقطاع السكن و العمران ‪ ,‬ص( ‪)00.09‬‬

‫‪42‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحصيص السكن التطوري‪:‬‬

‫ظهر هذا النوع من التحصيصات في إطار التعليمة المؤرخة في ‪ 1‬أوت ‪ 1992‬والمتعلقة بكيفية‬

‫تحسين ظروف الحياة عبر مختلف مناطق السكن غير الالئق وهي سياسة وجهت للفئات اإلجتماعية‬

‫المحدودة الدخل وتتميز مساكنها بالتطور حيث تتكون هذه المساكن من خلية قاعدية بمساحة ‪ 40‬م‪ 2‬قابلة‬

‫للتوسع على مساحة إجمالية تتراوح بين ‪ 100‬و‪ 120‬م‪ ,2‬مجهزة بمختلف الشبكات ويساهم المستفيدين في‬

‫‪1‬‬
‫عملية تجهيز التحصيص‪.‬‬

‫أصناف التحصيصات السكنية‪:‬‬

‫يوجد صنفان من التحصيصات السكنية والتي تتحكم فيه الطبيعة العقارية لألراضي التي تقام عليها وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬التحصيصات العمومية ‪ :‬وهي التحصيصات التي تقوم بإنجازها إما البلدية أو الوكالة العقارية وقد‬

‫جاءت هذه التحصيصات في إطار برامج المناطق الحضرية السكنية الجديدة وكذا تحصيصات في إطار‬

‫التعويضات الناتجة عن تهديم والقضاء على المباني القصديرية ومن بين التحصيصات التي جاءت في‬

‫إطار التعويضات لدينا تحصيص إعادة الهيكلة وهي التحصيصات التي تاخذ وضعيتها كما هي على‬

‫المجال وعادة تتم تسويتها وفقا للطبيعة القانونية لألراضي على أن تكون ملكية العقار عمومية ‪ ,‬ويمكن‬

‫‪2‬‬
‫أن نميز نوعان من التحصيصات العمومية حسب نوعية التهيئة‬

‫‪ ‬التحصيصات االجتماعية ‪ :‬وفيها تتحمل الدولة تكاليف تهييئتها مما يجعل أسعار التنازل عن‬

‫الحصص مناسبا مع دخل بعض الفئات ‪ ,‬أي التنازل بمبلغ رمزي حيث ال تدخل كلفة تهيئة‬

‫متر المربع الواحد في عملية التنازل وهي التحصيصات التي ظهرت خاصة بعد صدور األمر‬

‫‪ 26/24‬الخاص بتكوين اإلحتياطات العقارية‪.‬‬

‫‪ 1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية التعليمة الوزارية رقم ‪ 229‬المؤرخة في ‪ 0‬أوت ‪ 0881‬المتعلقة بكيفيات تحسين ظروف الحياة عبر‬
‫مختلف مناطق السكن غير الالئق‪.‬‬
‫‪ 2‬الوكالة المحلية للتنظيم والتسيير العقاريين لبلدية متليلي بوالية غارداية ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫السياسات السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬التحصيصات الترقوية ‪ :‬وفيه يحدد سعر الحصص بعد أن تتم عملية التهيئة إذ يمكن الحصول‬

‫على مثل هذا النوع من التحصيصات الفئات ذات الدخل المرتفع ويتم التنازل عليها بسعر‬

‫السوق أي بأسعارها الحقيقية وقد أصبحت اليوم تخضع لإلجراءات المزاد العلني‪.‬‬

‫‪ .4‬التحصيصات الخاصة ‪ :‬وهي تحصيصات يقوم بإنجازها الخواص في فترات مختلفة حيث يكون‬

‫التدخل في شكلين وهما الترقية العقارية والتعاونيات العقارية‪.‬‬

‫أهم المتدخلين في إنجاز التحصيصات ‪ :‬يصنف المتدخلون في إنجاز التحصيصات إلى صنفين‬

‫‪1‬‬
‫متدخلون عموميون ومتدخلون خواص ‪.‬‬

‫باختصار تعد كل من البلدية والوكالة المحلية للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين المسئولتان الرئيسيتان‬

‫عن تهيئة وتسيير التحصيصات العمومية كما نجد هيئات عمومية اخرى لها إسهام في توفير جزء من‬

‫الحضيرة السكنية من خالل الترقية العقارية وهما ديوان الترقية والتسيير العقاري والمؤسسة الوطنية لترقية‬

‫السكن العائلي من خالل إنجازات معتبرة على مستوى التحصيصات العمومية ‪ .‬كما نجد الخواص‬

‫‪2‬‬
‫القائمون بالبناء الذاتي سواء كانوا أفراد أو تعاونيات عقارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Aleth Picard Malverti , lotissements et colonisation Revue N°1 4 : villes en parallèle, ,.pp (214-237) .‬‬
‫‪ 2‬محمد الهادي العروق ‪ :‬المدينة الجزائرية ‪ ,‬سياسات وممارسات التهيئة ‪ ,‬حوليات وحدة البحث إفريقيا والعالم العربي ‪ ,‬جامعة قسنطينة‪,0888 ,‬‬
‫ص‪.31‬‬

‫‪42‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬إصالحات السياسة السكنية في الجزائر (حالة بلدية متليلي بوالية غارداية)‬

‫إن دراسة العوامل المؤثرة على االنتاج السكني تدعوا إلى دراسة العوامل الطبيعية للمجال التي‬

‫تسمح بتحديد المؤهالت والعوائق التي تمكن المدينة أو التجمع العمراني من النمو والتوسع حيث تحدد‬

‫وتفرض هذه العوامل شروط وأسس السكن‪ .‬باإلضافة إلى العوامل الطبيعية يلعب العامل البشري دو ار‬

‫أساسا في تخطيط المجاالت السكنية من خالل تطور نسب الزيادة والمستوى المعيشي وفق العادات‬

‫والتقاليد‪.‬‬

‫كما أن االنتاج السكني في مدينة متليلي كان له تأثير كبير على هذه العوامل ‪ ,‬حيث فرضت عليه‬

‫توجهات مختلفة وسنحاول في هذا الفصل أن نبين أهم العوامل واإلمكانات الطبيعية وأثرها على السكن‬

‫ومحاولة قراءة العوامل البشرية ومسار االنتاج السكني في ظل هذه العوامل‪.‬‬

‫‪ .0‬تقديم عام لمدينة متليلي الشعانبة‪:‬‬


‫تقع بلدية متليلي الشعانبة في الجنوب الجزائري ‪ ،‬حيث تبعد عن مقر العاصمة الجزائر بـ ‪ 620‬كلم‬

‫وعن مقر الوالية بـ ‪ 42‬كلم‪ .‬تتوسط بلدية متليلي الشعانبة بين خطي عرض ‪ º31 º30‬شماال‬

‫وخطي طول ‪ º 5º 2‬شرقا ‪ ،‬يحدها من الشمال غرداية وبنورة والعطف والضاية بن ضحوة ‪ ،‬ومن‬

‫الجنوب بلدية سبسب ومن الغرب والية البيض ومن الشرق والية ورقلة وبلدية زلفانة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اما من الناحية‬ ‫تقع بلدية متليلي جنوب عاصمة الوالية و تقدر مساحتها بـ ‪ 2300 :‬كم‬

‫الجغرافية تتواجد بلدية متليلي بين هضبة صخرية تتخللها شعاب و اودية تصب كلها في الواد الرئيسي‬

‫الذي يسمى بواد متليلي حيت يتخذه السكان كعنصر اساسي إلقامة الواحات‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ .4‬العوامل واإلمكانيات الطبيعية وأثرها على السكن‪:‬‬

‫‪ .0-5‬الموضع ‪:‬‬

‫تتموضع مدينة متليلي على أرضية قاسية صعبة للتعمير ‪ ،‬حيث تتكون من جملة من‬

‫الهضبات الصخرية يتراوح ارتفاعها ما بين ( ‪300‬م إلى‪900‬م ) فوق سطح البحر تتخللها‬

‫شعاب وأودية صغيرة تتجمع مع بعضها البعض وتصب جميعها في وادي الذي يخترق سهلها‬

‫‪1‬‬
‫الضيق المتخذ كواحات يقتات منها سكان المنطقة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يتميز هذا الموضع بتباين كبير حيث يستخلص منه المكونات التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )1‬منطقة سهلية منبسطة في وسط الوادي تتمثل في واحات النخيل إضافة إل بعض الكتل الكلسية‬

‫المنعزلة ذات االرتفاعات البسيطة التي تم استغاللها في بناء قصر وتكثيف العمران‪.‬‬

‫‪ )2‬منطقة جبلية كلسية ذات انحدارات شديدة تحيط بكل جوانب الوادي التي تشكل عائقا طبيعيا أمام‬

‫النمو والتوسع العمراني‪.‬‬

‫‪ )3‬شبكة هيدروغرافية معقدة تتكون من مجموعة من األودية الواسعة والشعاب الجافة غالبا طوال‬

‫السنة والمهددة بخطر الفيضانات الجارفة عند تساقط كمية كبيرة من مياه األمطار ‪،‬أهم وأكبر‬

‫هذه الوديان وادي متليلي المتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي حيث يمر بوسط مدينة‬

‫متليلي ليقسمها إلى جزأين‪.‬‬

‫‪ - 1‬مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لمدينة متليلي الشعانبة ‪ 0202 ,‬م‪ .‬ص‪.02‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بن جبارة عبد القادر وبوتيتل لمنور ورقادي حسني ‪ ،‬الخصائص العمرانية و المناخية في المدن الصحراوية (مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس‬
‫دولة في تسيير و تقنيات حضرية‪ ،‬كلية علوم االرض‪ ،‬قسنطينة )‪ ، 2212‬ص ‪. 48‬‬

‫‪44‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ 5‬ـــ‪ 5‬الهيدرولوجية ‪:‬‬

‫هناك طبقتان من المياه الجوفية‪:1‬‬

‫‪ ‬الطبقة السطحية ‪Phréatique‬‬

‫عمق هذه الطبقة حوالي من ‪12‬م إلى ‪32‬م وتزداد عمقا كلما اتجهنا نحو الغرب ‪,‬استعمال‬

‫هذه الطبقة عموما لالستعماالت الفالحية‪.‬‬

‫‪ ‬الطبقة العميقة ‪Albienne‬‬

‫عمقها يتراوح بين ‪400‬م و‪200‬م ‪ ,‬وهذا ما سمح بإنجاز عدد معتبر من اآلبار اإلرتوازية‬

‫‪,‬حيث يبلغ تدفق هذه اآلبار مابين ‪ 22‬و ‪ 42‬ل‪/‬ثا‪.‬‬

‫وهذه المياه موجهة لالستعمال المنزلي (صالحة للشرب)‪.‬‬

‫‪ 3‬ــ‪ 5‬جيوتقنية األرض‪:‬‬

‫تعد الدراسة الجيوتقنية ذات أهمية كبيرة ‪ ,‬إذ من خاللها نستطيع إبراز قدرة تحمل األرض‬

‫للبنايات ومعرفة مدى صالحية األرض إلنشاء المباني وانجاز مختلف التجهيزات الضرورية ‪,‬ومدها‬

‫بمختلف الشبكات التقنية فمن خالل تداخل العوامل الطبيعية السابقة نميز في مدينة متليلي المناطق‬

‫التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬أراضي غير قابلة للتعمير‬

‫معظم مدينة متليلي هي أراضي غير صالحة للتعمير حيث أن المدينة توضعت في وسط‬

‫واد متليلي حيث تحيط بها سلسلة الجبال تزيد نسبة انحدارها عن ‪. % 11‬‬

‫خمطط شغل األراضي حي السبخة ‪,‬مبتليلي والية غارداية‪ ,‬اجلزائر ‪..0228‬ص‪.00‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪45‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬أراض قابلة للتعمير‬

‫تنحصر هذه األراضي في المساحة المحصورة بين سلسلة الجبال وارتفاق الوادي ‪ .‬حيث‬

‫تمتد على حافتي الوادي والتي تبلغ مساحتها ‪ %26‬من المساحة اإلجمالية للبالد‪.‬‬

‫‪ 2‬ــ‪ 4‬الخصائص المناخية‪:‬‬

‫المناخ هو محصلة العالقة بين عوامل مختلفة ‪ :‬كخط العرض ‪،‬الرطوبة ‪ ،‬الضغط الجوي ‪،‬‬

‫التساقط ‪ ،‬عامل الرياح ‪ ،‬التشميس والح اررة ‪.‬والهدف من إعطاء معلومات عن المناخ هو معرفة‬

‫مدى تأثير العوامل المناخية على مكونات المجال السكني وكذا اإلنتاج والنوعية ‪.‬‬

‫ومناخ منطقة متليلي الشعانبة مناخ صحراوي قاري ) يتميز بصيف حار وشتاء بارد جاف‬

‫واختالف جد كبير في درجات الح اررة وقلة التساقط كما يتميز بهبوب الرياح الساخنة في فصل‬

‫الصيف والباردة في فصل الشتاء‪(.‬‬

‫الحرارة ودورها في اختيار التصاميم ومواد البناء ‪ :‬تعتبر الح اررة من بين العناصر المناخية‬ ‫‪‬‬

‫التي لها تأثير مباشر على البنايات والمواد الموجهة للبناء وتوجهها ولمعرفة مدى تأثيرها على المنطقة‬

‫فإن معدل درجة الح اررة في مدينة متليلي وخاصة في فصل الصيف تقلل من حركة السكان وممارسة‬

‫نشاطهم اليومي ‪.‬‬

‫إن الح اررة تلعب دو ار هاما فيما تعلق بالجانب السكني والعمراني حيث تم استعمال مواد بناء‬

‫مقاومة للح اررة والتي تمتاز باأللوان الفاتحة و العاكسة ألشعة الشمس كما نجدها مستعملة بطريقة‬

‫متدرجة‪.‬‬

‫لقد سجلت محطة غارداية لألرصاد الجوية سنة ‪2014‬م مدى حراري كبير جدا بين درجة الح اررة‬

‫الليلية والنهارية ‪ ،‬ففي فصل الشتاء يقدر معدل درجة الح اررة في شهر جانفي بـ ‪°10‬م‪ ،‬حيث تنخفض‬

‫‪46‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫درجة البرودة أحيانا حتى تصل ‪°1-‬م كدرجة دنيا ‪ ،‬أما المدى الحراري يقدر بـ ‪°12‬م وترتفع هذه‬

‫المعدالت في الصيف ليصل المعدل الحراري إلى ‪°33‬م في شهر جويلية وأوت بتسجيل مدى حراري‬

‫يفوق ‪°12‬م‪ ،‬حيث تصل درجة الح اررة بالمنطقة حتى ‪°20‬م خالل هذا الفصل مع تسجيل اختالف‬

‫نسبي في درجة الح اررة الليلية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪40‬‬
‫‪35‬‬
‫‪30‬‬
‫درجة الحرارة م‪°‬‬

‫‪25‬‬
‫‪20‬‬
‫درجة حرارة دنيا‬
‫‪15‬‬
‫درجة حرارة قصوى‬
‫‪10‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬

‫االشهر‬
‫شكل بياني ‪ :‬يوضح اختالف المدى الحراري في مدينة متليلي‬

‫المصدر ‪ :‬محطة األرصاد الجوية غارداية ‪4102‬‬

‫ويتجلى تأثير الح اررة فيما يلي ‪:‬‬

‫ِ‬
‫البناء ‪ ،‬وتظهر خالل الحركة التفاضلية بين المواد المتجاورة‬ ‫تمدد أو انكماش مكو ِ‬
‫نات‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬

‫والمختلفة‪.‬‬

‫ِ‬
‫درجة الح اررة عند التعرض ألشعة الشمس وفترات الظل‬ ‫ِ‬
‫عدم استقرار درجة الح اررة أو تفاضل‬ ‫‪-‬‬

‫او موجات الرياح الباردة أو قطرات المطر مما يؤدي الى التشققات وتكسر الروابط بين الجزيئات‬

‫وخاصة الكلس‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫المظلمة فالسطوح المظلمة تمتص ح اررة أكثر من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫مكونات السطوح الملونة و ُ‬
‫التغيير بين ّ‬ ‫‪-‬‬

‫السطوح الملونة‪.‬‬

‫وهذا ما يبين لنا أن منطقة متليلي الشعانبة منطقة حارة مما ستوجب علينا مراعاة العامل‬

‫الحراري في عمليات تهيئة الفضاءات العمومية لكونها تلعب دو ار هاما في النسيج العمراني وهذا ما‬

‫تجلى من خالل المباني حيث يجب اختيار مواد البناء التي تتناسب مع المنطقة‪.‬‬

‫تساقط األمطار وأثره ‪.‬‬

‫تبقى األمطار في المنطقة قليلة وهذا من مميزات المناخ الصحراوي ‪ ,‬نالحظ أن كمية األمطار‬

‫بمدينة متليلي الشعانبة تختلف من شهر إلى آخر حيث تنعدم في كل من شهر فيفري‪ ,‬ماي ‪,‬أكتوبر‬

‫وترتفع بكميات متفاوتة في كل من شهر جوان جويلية ‪,‬أوت‪ ,‬لتبلغ ذروتها في شهر جانفي‪.‬‬

‫إذ نسجل من شهر أكتوبر إلى شهر أفريل ‪ 1,7‬ملم ‪ ,‬أما باقي أشهر السنة فتعتبر جافة أما الكمية‬

‫السنوية لألمطار تبلغ ‪ 20,5‬ملم في السنة‪.‬‬

‫ومنه المنطقة قليلة التساقط وبصفة غير منتظمة وذلك لقلة االرتفاعات بالمنطقة ووجود حاجز‬

‫االضطرابات الجوية القادمة من الشمال والمتمثلة في سلسلة جبال األطلس الصحراوي ووجود المنطقة في‬

‫منخفض ‪.‬ومنه يبقى تأثير األمطار على السكن ضئيال ‪ ،‬مع األخذ بعين اإلعتبار ارتفاق الوادي لتجنب‬

‫الفيضانات المفاجئة ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫السنةيل كمية األمطار لسنة ‪2010‬‬
‫شكل بياني‪ :‬يوضح التساقط على مدار تم‬
‫‪60‬‬
‫‪50‬‬
‫‪40‬‬
‫‪30‬‬
‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪0‬‬
‫ديسـ نوفـ أكتـ سبـ أوت جويـ جوا ماي فر مار فيـ جا‬
‫‪ 62,64 0,51 10,16 5,08 0 4,57 2,79 1,02 43,19 0 0 0‬كمية ماء المطر (ملم‬
‫المصدر ‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ( ‪ DPAT‬سابقا‬
‫‪5102‬‬

‫الرياح و أثرها على المجال السكني ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن دراسة حركة الرياح تمكن من معرفة اتجاه وشدة وسيادة هذه األخيرة وفتراتها وهذا ما يجب‬

‫مراعاته في عملية التعمير والتخطيط من خالل توجيه المباني والطرقات وكذا تموضع األشجار‬

‫والمساحات الخضراء ‪.‬والرياح هي حركة الهواء من المناطق ذات الضغط الجوي المرتفع نحو مناطق‬

‫الضغط المنخفض ‪ ,‬حيث نميز إختالف الرياح السائدة من حيث اإلتجاه والقوة وكذا من فصل إلى آخر‬

‫ومن سنة إلى أخرى ‪ ،‬فشتاء تكون الرياح شمالية غربية تتسبب في هطول األمطار وجنوبية شرقية‬

‫صيفا أو تسمى برياح الشهيلي وهي رياح ساخنة وجافة تصل سرعتها أحيانا إلى ‪ 32‬م‪/‬ثا حيث تسبب‬

‫في حدوث زوابع رملية توثر سلبا على المنطقة‪.‬‬

‫كما نميز بعض أنواع الرياح نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬رياح الصحراوي ‪ :‬وتتراوح سرعتها ما بين ‪ 13‬و ‪ 16‬كلم‪/‬ساعة فهي ذات سرعة كبيرة و تهب في‬

‫فصل الربيع وتأخذ إتجاه الجنوب الغربي وتتسبب في كثير من األحيان في شل حركة المرور‬

‫بفعل تراكم الرمال وعدم وضوح الرؤية ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ ‬رياح السيروكو (الشهيلي ) ‪ :‬وهي رياح تهب في فصل الصيف وتأتي من الجنوب تتراوح‬

‫سرعتها مابين ‪ 10‬إلى ‪ 12‬كلم‪/‬ساعة ‪ ،‬تتسبب في أخطار أكبرها رفع في درجة ح اررة الجو‬

‫بدرجات كبيرة ‪.‬‬

‫تهب في الخريف تتراوح سرعتها مابين ‪ 10‬إلى ‪ 11‬كلم‪ /‬ساعة‬


‫‪ ‬رياح الشرقي ‪ :‬والمدعو البحري ُ‬

‫تتميز بلطافتها نظ اًر لكمية الرطوبة المحملة بها‪.‬‬

‫‪ ‬أثر العوامل المناخية على النسيج العمراني‬

‫إن تداخل العوامل المناخية و الطبيعية حدد ووجه العمران في مدينة متليلي الشعانبة وفرض‬

‫أشكال عمرانية وخصائص ميزت النسيج العمراني في المنطقة ويمكن تلخيص بعضها فيما يلي ‪:‬‬

‫شكل المبنى ‪ :‬نجد أن المبنى يكون ‪ ،‬مدمجا حيث أن المساحة السطحية للغالف الخارجي تكون‬

‫صغيرة ما أمكن ‪ ،‬وذلك لتقليل االنسياب الحراري إلى داخل المبنى ‪ ,‬وحمايته من العوامل المناخية‬

‫المختلفة مثل اإلشعاع الشمسي المباشر ‪ ،‬ويساهم ذلك في انخفاض درجة الح اررة في الداخل خالل‬

‫ساعات النهار‪ .‬ويعتبر الشكل المعماري المستطيل وما يقترب منه من أفضل األشكال في التأثر‬

‫باألحمال الح اررية الصيفية وأكثرها اكتسابا في فصل الشتاء‪.‬‬

‫التخطيط المتراص ‪ :‬يجب استخدام التخطيط المتضام المتالحم كما هو موضح بالصورة (‪)1‬‬

‫و(‪ .)2‬لتوفير أكبر قدر من الظالل التي تسقطها المباني على بعضها البعض والناتجة عن اختالف‬

‫االرتفاعات في الحوائط الخارجية ‪ ،‬بحيث ال يتعرض ألشعة الشمس سوى أقل مساحة من الواجهات‬

‫واألسطح ‪.‬وهكذا تكون الطاقة النافذة أو المتسربة إلى المباني في أضيق الحدود ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫ومن سمات هذا التخطيط أن عرض الشوارع ضيقة وملتوية لتقليل المساحات المعرضة‬
‫للشمس مما يعمل على االستقرار الحراري والحفاظ على ركود الهواء البارد أسفل الشوارع ‪ .‬و يجب‬
‫مراعاة أن تكون الشوارع متعامدة على اتجاه الرياح السائدة بسبب احتمال هبوب الرياح المحملة‬
‫‪"1‬‬
‫بالرمال واألتربة‪ ،‬التي تؤدي إلى رفع درجة الح اررة داخل المباني‬

‫صورة رقم (‪ 1 1‬و(‪ : 2‬توضح النسيج المتراص‬

‫المتضام‬ ‫الفراغات الخارجية‬

‫يجب أن تكون الفراغات والفضاءات العمومية غير متسعة ‪ ،‬ألن أشعة الشمس القوية تمنع‬
‫استغالل مثل هذه الفراغات الخارجية المكشوفة في ممارسة األنشطة المختلفة ‪ ،‬إال إذا ظللت كلها أو‬
‫أجزاء منها بواسطة األبنية لتغطية المساحات وأماكن انتظار السيارات‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪ : 1)3‬توضح دور الفراغات الخارجية في الحماية من الح اررة‬

‫وأشعة الشمس ‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الباقي ابراھيم ‪ :‬تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة‪ ،‬طبعة مركز الدراسات التخطيطية و المعمارية‪ ،‬مصر‬
‫الجديدة‪ ،،‬مصر‪ ، 1986 ،‬ص(‪.)032 139‬‬

‫‪51‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫استخدام الفناء‪:‬‬

‫يعتبر الفناء عنصر اساسيا من المبنى ألنه يساعد في تحقيق درجات ح اررة داخلية باردة صيفا ‪،‬‬
‫وفي بعض الحاالت تكون درجات الح اررة الهوائية واإلشعاعية في الفناء الداخلي أعلى ولكنها يمكن‬
‫أن تكون أقل من درجات الح اررة المحيطة المقابلة ‪ ،‬حسب التفاصيل التصميمية للفناء ‪.‬‬

‫المصدر ‪ :‬معالجة الطلبة ‪5103‬‬ ‫صورة‪ :‬توضح الفناء ودوره في التشميس والتهوية‬

‫مواد البناء‬

‫إن المواد المستخدمة في البناء هي من المواد ذات السعة الح اررية العالية حيث نجد مواد كثيفة‬

‫عالية الكتلة و ثقيلة مثل الحجر‪ ،‬الطوب‪ ...‬كما أن األسقف في السطح الخارجي مغطاة بطبقة من‬

‫التراب‪ ،‬الذي يوفر كتلة عالية للمبنى ويحمية من أشعة الشمس ‪ ،‬كما يمنع امتصاص الح اررة‬

‫الخارجية ويحافظ على درجة الح اررة الداخلية ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يختلف األداء الحراري لمواد البناء باختالف خصائصها الح اررية الفيزيائية مثل قدرتها على نقل‬

‫الح اررة بواسطة التوصيل واإلشعاع والحمل وقدرتها على تخزين الح اررة ‪ ،‬السعة الح اررية وقدرتها على‬

‫‪1‬‬
‫العزل الحراري‪.‬‬

‫ويعتبر الجبس والجير من أهم المواد المستعملةـ في العمارة ألنه مادة رخوة هشة قابلة المتصاص‬

‫رطوبة الهواء‪ ،‬وينتشر استخدامه في طال ء الحوائط حيث أن اللون األبيض يعكس أشعة الشمس‪ ،‬كما‬

‫أن للجبس والجير حساسية شديدة للرطوبة وقدرة على امتصاصها ‪.‬وعند تعرضه للح اررة في الجو‬

‫الجاف فإنه يفقد الرطوبة المخزونة مما يتسبب في انخفاض درجة ح اررة سطح الجس والهواء المالمس‬

‫لها‪.2‬‬

‫الفتحات ‪ :‬إن الفتحات تكون ضيقة و توجد على مستوى جدران المساكن ‪،‬ومستوى االسقف و هذه‬

‫الفتحات ليست خشبية و ال تحتوى على نظام فتح أو غلق ‪ ،‬و دور هذه الفتحات يتمثل في التهوية و‬

‫بعض الضوء ‪.‬‬

‫إن إدراك هذه الخصائص ودراستها واإللمام بجميع الظواهر الطبيعية يساهم في الحصول على‬

‫تصميم جيد واختيار المواد المناسبة منها والطريقة التي تستعمل بها ألجل تلبية دورها اإليجابي وتفادي‬

‫سلبيات عناصر المناخ المحيط‪ .‬فمن خالل ما سبق نجد أن مدينة متليلي تميزت بخصائص طبيعية‬

‫ندكر منها ‪:‬‬

‫‪ -‬موقع الواد حدد التوسع‪.‬‬

‫‪ -‬جيوتقنية األرض الخاصة حددت األرضي الصالحة ونوعية المباني ‪.‬‬

‫‪ 1‬علي سيد عباس تحقيق الراحة الحرارية طبيعيا بمسكن إقليم توشكى الصحراوي بجنوب مصر‪ ،‬مؤتمر األزھر الهندسي الدولي التاسع‪ ،‬القاھرة‪،‬‬
‫‪ 14 -00،2007 -‬افريل‪ ,‬ص ‪.313‬‬
‫‪ 2‬سيد عباس علي‪ ,‬نفس المرجع السابق‪ ,‬ص‪455‬‬

‫‪53‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬مناخ حار يفرض تهيئة خاصة ونوعية مواد البناء‪.‬‬

‫رياح قوية ساخنة مصحوبة بزوابع رملية تحدد توجه البناء‬

‫المبحث الثاني ‪:‬الوضعية الحالة للسكن في مدينة متليلي وتقييمها‬

‫‪ .0‬الحالة العقارية للسكن ‪ :‬من خالل التحقيق الميداني مع المصالح المختصة وحسب اإلدارة‬

‫الخاصة بأمالك الدولة تبين لنا أن مدينة متليلي الشعانبة الزالت خاضعة للدراسة من الجانب‬

‫العقاري وتعود أغلب الملكيات للخواص‪ .‬وحسب التقديرات األولية حسب نفس المصالح نجد تقسيم‬

‫‪1‬‬
‫الملكية العقارية كاألتي ‪:‬‬

‫جدول يوضح‪ :‬الملكيات العقارية في مدينة متليلي‪.‬‬


‫ملكية‬ ‫ملك البلدية المحافظة‬ ‫ملك‬ ‫ملكية‬ ‫ملكية الوكالة‬ ‫ملكية‬ ‫الملكية‬
‫الوقف‬ ‫العقارية‬ ‫الدولة‬ ‫‪OPGI‬‬ ‫العقارية‬ ‫خاصة‬
‫‪03.0‬‬ ‫‪44..‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪42.4‬‬ ‫‪00.2‬‬ ‫‪0..4‬‬ ‫‪404.3‬‬ ‫المساحة)هـ(‬

‫‪%2.0‬‬ ‫‪%6.4‬‬ ‫‪%4.2‬‬ ‫‪%2.4‬‬ ‫‪%3.7‬‬ ‫‪%2.6‬‬ ‫‪%76.2‬‬ ‫النسبة ‪%‬‬

‫المصدر ‪ :‬مديرية أمالك الدولة ‪.4102‬‬

‫شكل بياني‪ :‬توزيع الملكيات العقارية في مدينة متليلي‬

‫ملك الخواص‬
‫الملكية العقارية‬
‫ملكية ‪OPGI‬‬
‫ملك الدولة‬
‫ملك البلدية‬
‫ملك المحافظة العقارية‬
‫أمالك وقف‬

‫‪ 1‬المصدر ‪ :‬مديرية أمالك الدولة ‪.0201‬‬

‫‪54‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ .4‬األنماط السكنية‪:‬‬

‫من خالل الدراسة التحليلية لمنطقة الدراسة نجد انها تحتوي على عدة أنماط سكنية نذكر منها‪:‬‬

‫النمط الفردي ‪ :‬وهو عبارة عن مبنى به مسكن واحد وهو شاسع نوعا ما وغالبا مانجد به الحديقة ) جنان ‪.‬‬

‫( ومستودع للسيارات‪ ,‬وهو النمط السائد في المدينة والمفضل لدى السكان وهو النمط الغالب ‪ ،‬وينقسم إلي‬

‫قسمين‪:‬‬

‫‪ ‬لنمط الفردي التقليدي‪ :‬يتميز هذا البناء من المساكن بشكله الهندسي البسيط ‪،‬و مادة بناء جدرانه‬

‫من الحجارة و يتراوح علوه من طابق أرضي إلى طابق أرضى‪ ، 1+‬ونجده غالبا في القصر وبعض‬

‫المناطق المحيطة به وبلغ عدد المساكن به ‪ 392‬مسكن بنسبة ‪.% 12‬‬

‫صورة‪ :‬توضح النمط الفردي التقليدي‬

‫المصدر ‪ :‬تحقيق ميداني ‪4102‬‬

‫‪ ‬النمط الفردي الحديث ‪ :‬هو مسكن شيد ضمن التوسع الحديث للمدينة ‪ ,‬يتميز بمواد بنائه الحديثة و‬

‫يختلف عن النمط التقليدي بتهيئته الداخلية ووظيفته ( مسكن ‪ +‬تجارة ) ‪ .‬وكذلك نوع الفتحات وعدد‬
‫طوابقه التي يمكن أن تصل إلى أكثر من ‪ .R+2‬و تقدر عدد المباني في هذا النوع ب ـ ‪2214‬‬
‫مسكن أي بنسبة ‪.% 69.6‬‬

‫‪55‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫صورة ‪ :‬توضح النمط الفردي الحديث‬

‫المصدر ‪ :‬تحقيق ميداني ‪4102‬‬

‫‪ ‬نمط الفيال ‪ :‬ويتميز بهندسة المعمارية المميزة عن األنماط األخرى‪ ،‬ويعتبر نمط دخيل على‬

‫المنطقة حيث بلغ عدد المساكن في هذا النمط ‪ 29‬مسكن بنسبة ‪.% 0.36‬‬

‫صورة‪ :‬توضح نمط الفيال‬

‫المصدر ‪ :‬تحقيق ميداني ‪4102‬‬

‫وهو عبارة عن مجموعة من المساكن توجد في مبنى واحد يضم أربع‬ ‫النمط نصف الجماعي‪:‬‬

‫مساكن‪ ،‬حيث نجد المستوي األرضي يضم مسكنين و المستوى األول يضم مسكنين آخرين وال يتعدي‬

‫علو هذا المبني ‪10‬م‪،‬و تقدر عدد المباني في هذا النوع ب ـ ‪ 1029‬مسكن أي بنسبة ‪.% 13.24‬‬

‫‪56‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫صورة‪ :‬توضح السكنات النصف جماعية‬

‫المصدر ‪ :‬تحقيق ميداني ‪4102‬‬

‫النمط الفوضوي (الالشرعى)‪:‬‬


‫ويقصد به السكنات التي ال تخضع للمقايس العمرانية سواء من حيث الشكل أو من التجهيز‬

‫كالطرق والشبكات المحتلفة ‪ ،‬ويتراوح علو المباني من طابق أرضى إلى طابق أرضى ‪ +‬طابقين ‪،‬وبلغ‬

‫عدد المساكن به ‪ 930‬مسكن بنسبة ‪.% 12.24‬‬

‫صورة‪ :‬توضح السكن الفوضوي‬

‫المصدر ‪ :‬تحقيق ميداني ‪4102‬‬

‫جدول ‪ :‬يوضح األنماط السكنية لمدينة متليلي الشعانبة‬

‫المجموع‬ ‫النمط الفوضوي‬ ‫النمط الفردي‬ ‫النمط النصف‬ ‫الحضيرة السكنية‬

‫نمط الفيال‬ ‫الحديث‬ ‫التقليدي‬ ‫الجماعي‬

‫‪2299‬‬ ‫‪930‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪2214‬‬ ‫‪392‬‬ ‫‪1029‬‬ ‫العدد‬

‫‪%100‬‬ ‫‪%12.24‬‬ ‫‪%0.36‬‬ ‫‪%69.6‬‬ ‫‪%2.22‬‬ ‫‪%13.24‬‬ ‫النسبة‪%‬‬

‫المصدر ‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ( ‪ DPAT‬سابقا ‪5102‬‬

‫‪57‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫مسار االنتاج السكني في مدينة متليلي الشعانية ‪ : 4101 —4112‬أربعة مساكن خاصة بـ ‪CNEP‬‬

‫‪ 100+190‬مسكن بحي الهضبة في اطار المخطط الخماس‬

‫برامج االنتاج السكني في مدينة متليلي الشعانبة‬

‫‪ ‬السكن االجتماعي ‪ :‬سعت الدولة من خالل هذه السياسة إلى تلبية طلبات السكان المتزايد‪,‬‬

‫وتجسدت على أرض الواقع من خالل مختلف المخططات التنموية الكبرى التي عرفتها البالد وكان‬

‫لمدينة متليلي نصيب من هذه البرامج‪.‬‬

‫البرنامج الخماسي‬ ‫البرنامج التكميلي‬ ‫برنامج خاص‬ ‫البرنامج الخماسي‬ ‫البرامج المسجلة‬
‫‪4102-4101‬‬ ‫‪4116‬‬ ‫بالجنوب ‪4116‬‬ ‫‪4112-4112‬‬
‫‪420‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪269‬‬ ‫‪242‬‬ ‫العدد‬

‫جدول ‪ :‬يوضح برامج مدينة متليلي من السكن‬ ‫المصدر ‪:‬مديرية السكن والتجهيز لوالية غارداية ‪4102‬‬

‫الريفي‬

‫أما في ما يخص وضعية الطلب على السكن االجتماعي فنجد حسب الجدول رقم (‪ )10‬أن عدد الملفات‬

‫قدر بـ ‪ 4333‬طلب‪ .‬بالمقارنة مع عدد السكنات المنجزة والتي في طور االنجاز أو حتى المقترحة ال‬

‫‪1‬‬
‫طلب‪.‬‬ ‫تغطي العجز الذي قدر ب ـ ‪3142‬‬

‫جدول يوضح ملفات طلب السكن في مدينة متليلي‬

‫عدد الملفات‬ ‫عدد الملفات‬ ‫عدد الملفات‬ ‫عدد الملفات المرفوضة‬ ‫عدد الملفات الكلي‬ ‫البلدية‬
‫المؤجلة‬ ‫المحققة والمنقطة‬ ‫االجمالية‬
‫‪222‬‬ ‫‪3293‬‬ ‫‪3209‬‬ ‫‪922‬‬ ‫‪4333‬‬ ‫متليلي‬

‫المصدر ‪ :‬دائرة متليلي ‪5102‬‬

‫‪ 1‬مقابلة مع السيد ميلود شيحي رئيس مكتب السكن بدائرة متليلي يوم ‪ 01‬مارس ‪ 0201‬على الساعة ‪ 03:22‬زواال‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫جدول يوضح برامج السكن االجتماعي في بلدية متليلي‬

‫نسبة تقدم‬ ‫في طور‬


‫المبرمجة‬ ‫المكتملة‬ ‫عدد السكنات‬ ‫البرامج‬
‫االشغال ‪%‬‬ ‫االنجاز‬
‫‪100‬‬ ‫‪100‬‬ ‫في اطار الفيضانات‬

‫‪190‬‬ ‫‪190‬‬ ‫الخماسي ‪4112-4112‬‬


‫‪130‬‬ ‫‪130‬‬ ‫البرنامج التكميلي الخاص بالجنوب‬

‫‪90‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪RHP1 2007‬‬


‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪RHP 2008‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪RHP 2009‬‬
‫‪139‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪RHP 2010‬‬
‫‪62‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪49‬‬ ‫برنامج التربية‬
‫البرنامج الخماسي ‪4102 -4101‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬
‫شريحة ‪4101‬‬
‫البرنامج الخماسي ‪4102 -4101‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪200‬‬
‫شريحة ‪4100‬‬
‫‪339‬‬ ‫‪% 31‬‬ ‫‪222‬‬ ‫‪299‬‬ ‫‪1199‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر ‪ :‬ديوان الترقية و التسيير العقاري – غرداية –‬


‫‪4102‬‬
‫السكن الريفي ‪:‬‬

‫أتى هذا النوع بعد عملية النزوح الريفي الذي شهدته البالد جراء األزمة االمنية ‪ .‬ويتميز هذا البرنامج‬

‫بإزدواجية التسيير بين و ازرتي الفالحة والسكن والعمران اللتان تعمالن على الحد من النزوح الريفي ومدينة‬

‫متليلي كان لها نصيب معتبر من هذه البرامج والجدول التالي يوضح ذلك‬

‫‪1‬‬
‫سكن ريفي تساھمي ‪RHP: Rural habitat participatif :‬‬

‫‪59‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫يوضح نصيب مدينة متليلي من السكن الريفي‬

‫البرامج السكنية المنطلقة‬ ‫السكنات في طور االنجاز‬ ‫السكنات المكتملة‬ ‫السكنات المبرمجة‬ ‫السكن الريفي‬
‫‪1329‬‬ ‫‪2305‬‬ ‫‪6466‬‬ ‫‪10100‬‬ ‫الوالية‬
‫‪26‬‬ ‫‪124‬‬ ‫‪900‬‬ ‫‪920‬‬ ‫متليلي‬
‫‪%1.9‬‬ ‫‪%2.3‬‬ ‫‪%12.3‬‬ ‫‪%9.4‬‬ ‫النسبة‬
‫المصدر ‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ( ‪ DPAT‬سابقا ‪5102‬‬

‫من خالل الجدول يتبين لنا أن السكن الريفي في مدينة متليلي يأخذ حصة األسد مقارنة ببقية‬

‫البرامج األخرى ولكن بالمقارنة بنصيب الوالية نجد أن مدينة متليلي لم تأخذ إال نسبة قليلة من الحصة‬

‫الكلية وهي ‪ ، %9.4‬ولإلشارة نجد أن هدا النوع من السكن من أحد األسباب التي أدت إلى تدهور الواحة‬

‫الريفية‪.‬‬ ‫في المدينة و الذي أدى إلى الزحف العمراني نحو المناطق‬

‫السكن التطوري ‪:‬‬


‫يعرف السكن التطوري على أنه نمط من البناء الذاتي ‪ ,‬ينشأ انطالقا من خلية ابتدائية قابلة للتوسع‬

‫األفقي و العمودي تلبي االحتياجات األساسية للسكن ‪ ,‬تبنيها الدولة لصالح المستفيد الذي يقوم باستكمالها‬

‫وفق مخطط يندرج في الزمان و المكان وينتهي ببناية سكنية تتوفر على متطلبات السكن الصحي ‪ ,‬حيث‬

‫تكون مشيدة فوق قطعة أرضية مهيأة داخل تحصيصات شرعية ‪ ,‬وكان نصيب المدينة من هذا النوع من‬

‫‪1‬‬
‫السكن على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ 10‬مسكن بالقمقومة بحي العجاجة ‪،‬اربعة مساكن بشعبة سيد الشيخ ‪ 16 ،‬مسكن بحي األمير عبد‬

‫القادر وثالث مسكن بحي البطحة ‪.‬‬

‫‪ 1‬مقابلة مع أحمد لعور نائب رئيس مكتب السكن بدائرة متليلي والية غارداية يوم ‪ 01‬مارس ‪ 0201‬على الساعة ‪ 00:22‬صباحا‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫السكن الترقوي‬

‫لم تستفد مدينة متليلي الشعانبة بنصيب كبير من هذا النوع من السكن بالمقارنة بحصة الوالية ‪،‬‬

‫وحددت الحصة بـ ‪ 10‬مساكن فقط بمنطقة تمكرت أما باقي السكنات فكانت خارج منطقة الدراسة بمنطقة‬

‫متليلي الجديدة‪ ،‬وحي الهضبة العليا وهي مناطق التعمير الجديدة ‪.‬والسبب في دلك عائد إلى كون أغلب‬

‫الملكيات داخل منطقة الدراسة خاصة مع نقص المتعاملين في الترقية العقارية ‪.‬‬

‫جدول ‪ :‬يوضح برامج السكن الترقوي‬

‫البرامج السكنية‬ ‫السكنات في طور‬ ‫السكن الترقوي‬


‫السكنات المكتملة‬ ‫السكنات المبرمجة‬
‫المنطلقة‬ ‫االنجاز‬
‫‪-‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪119‬‬ ‫متليلي‬
‫‪367‬‬ ‫‪2375‬‬ ‫‪2575‬‬ ‫‪5317‬‬ ‫الوالية‬

‫‪%100‬‬ ‫‪%0255‬‬ ‫‪%3223‬‬ ‫‪%5253‬‬ ‫النسبة‬

‫المصدر‪ :‬مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ( ‪ DPAT‬سابقا ‪5102‬‬

‫السكن التساهمي‪:‬‬

‫هو سكن يتم انجازه وشرائه عن طريق إعانة مالية تمنحها الدولة للحصول على الملكية وهو موجه‬

‫الى الفئات ذات الدخل المرتفع ‪ .‬ولم تعرف مدينة متليلي جزء كبير من هدا البرنامج حيث نجد الحصة‬

‫قليلة جدا حيث قدرت ب ـ ‪ 21‬مسكن بحي األمير عبد القادر بالقرب من مقر الدائرة ‪ 21+‬مسكن بحي‬

‫تمكرت بمحاذاة مديرية األشغال العمومية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫(‪:)4102-4101‬‬ ‫المشاريع المبرمجة في اطار الخماسي‬

‫حسب مديرية البناء والتعمير لمدينة متليلي ‪ ,‬أنه تمت المصادقة على مشاريع جديدة تابعة للقطاع‬

‫العمومي والخاص بحي الهضبة الجديد‪ ,‬وتضم هذه المشاريع ‪ 1144‬مسكن على مساحة ‪111962.30‬‬

‫يلي‪:‬‬ ‫م‪ ²‬وقسمت كما‬


‫‪1‬‬

‫‪ 190 -‬مسكن اجتماعي إيجاري على مساحة ‪ 10199.00‬م‪²‬‬

‫‪ 69 -‬مسكن إيجاري نصف جماعي ‪ 62+‬مسكنا اجتماعيا فرديا على مساحة ‪ 23130.00‬م‪²‬‬

‫‪ 100 -‬مسكن في إطار الفيضانات على مساحة ‪ 14400.00‬م‪²‬‬

‫‪ 234 -‬قطعة مقترحة على مساحة ‪ 111962.30‬م‪ ²‬مخصصة للسكن الريفي ‪.‬‬

‫أما يخص المشاريع المقترحة فنجد ‪:‬‬

‫‪ 200 -‬مسكن تساهمي تم اختيار األرض بـ ـ ‪ 10‬هكتار خارج مخطط شغل األراضي لحي‬

‫الهضبة‪.‬‬

‫‪ 400 -‬مسكن ريفي في إطار الفيضانات على مساحة ‪ 10‬هكتار و ‪ 49‬مسكن وظيفي خاص‬

‫بسلك التربية ‪.‬‬

‫‪ 200‬مسكن اجتماعي تم اختيار األرضية ب ‪ 2‬هكتار خارج مخطط شغل األراضي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫ويرجع تمركز هذه المشاريع في حي الهضبة الجديد إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬نقص األراضي العقارية ‪.‬‬

‫‪ 1‬مقابلة مع السيد بن سانية بوعمامة رئيس مصلحة البناء والتعمير ببلدية متليلي والية غارداية يوم ‪ 01‬مارس ‪ 0201‬على الساعة ‪. 01:22‬‬
‫‪ 2‬مقابلة مع السيد بشير موالي عمار عون مساعد في مصلحة البناء والتعمير ببلدية متليلي والية غارداية يوم ‪ 08‬مارس ‪ 0201‬على الساعة ‪8:22‬‬
‫صباحا‬

‫‪62‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -2‬أغلب األراضي في وسط المدينة ملك لخواص‪.‬‬

‫‪ -3‬العوائق الطبيعية واالصطناعية لتوسع النسيج‪.‬‬

‫اقتراحات وتوصيات‬

‫على مستوى الوضع القائم‬ ‫‪.0‬‬

‫إن التدخل األمثل على مستوى النسيج العمراني الذي يمتاز بعراقته التي تعتبر جزء ال يتج أز من هوية‬

‫المدينة وتاريخها ولذلك يجب‪:‬‬

‫إعداد مخطط لحفظ وااللتزام بالتقنين ورد االعتبار للمعالم السكنية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫نقل السكان خارج المباني الضيقة كون أغلبية األسر تشتكي من الضيق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫إزالة المباني الهشة واعادة بنائها ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وضع رقابة وقوانين صارمة للحد من التغييرات داخل المعالم التاريخية‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫إشراك السكان في المشاريع العمرانية المستقبلية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تنمية روح المبادرة والتضامن والعمل الجماعي بين المواطنين‬ ‫‪-6‬‬

‫إحياء مختلف الوظائف داخل الحي لتحقيق الهدف وهذا بتدقيق أماكن التجهيزات‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تهيئة المساحات الحرة والمساحات الخضراء المتواجدة على مستوى األحياء وتحقيق االكتفاء‬ ‫‪-9‬‬

‫حسب ما نصت عليه الشبكة النظرية للتجهيز‪.‬‬

‫إعادة تهيئة الطرق داخل األحياء وكذا توسعتها لضمان التوغل والتنقل‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫‪ -10‬مد الشبكات الموجودة وتكملتها لتغطية كافة النسيج العمراني‪.‬‬

‫شق طرق جديدة تحسن من الحركة داخل المدينة و األحياء ‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫‪63‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -12‬منع كل التوسعات العمرانية في الواحات ألنها هي التي تضمن التوازن المناخي ‪.‬‬

‫‪ -16‬منع التوسع على حساب الساحات العمومية واستعمالها لغير الوظائف التي حددت لها‪.‬‬

‫‪ .4‬على مستوى التوسع المستقبلي (المشروع التنفيذي)‬

‫بعد دراستنا لمدينة متليلي الشعانبة وتحليل السياسة السكنية‪ .‬واستخراج سلبيات و ايجابيات كل منهما‬

‫نسعى من خالل هذا الدراسة محاولة التوفيق بين السياسات السكنية واقتراح حلول سكنية تحاكي المواطن‬

‫المبرمجة من‬ ‫وظروف معيشته ويتوافق والمتطلبات المعاصرة انطالقا من االحتياجات و المشاريع‬

‫السلطات المحلية‪.‬‬

‫توصيات معمارية‬

‫‪ -‬اعتماد هندسة معمارية مستوحاة من الطابع المعماري المحلي للقصور مع األخذ بعين االعتبار التركيبة‬

‫االجتماعية و المعطيات االقتصادية و العوامل الطبيعية و المناخية ‪.‬‬

‫وذلك من خالل ‪:‬‬

‫مراعاة معامل االستيالء ( ‪ 1) CES=0.6‬ونعني بمعامل االستيالء المساحة المبنية من المساحة الكلية‬

‫للقطعة األرضية ويستعمل هذا المؤشر في التحكم في حجم المباني و التهوية و التشمس و المحافظة‬

‫على خصوصية الجوار‪.‬‬

‫يقدر هذا المؤشر‪:‬‬

‫·في الجزائر بـ ‪ 0.60‬إلى ‪ 60( 0.62‬إلى‪( 65 %‬‬

‫‪1‬‬
‫‪CES : coeficiente de Embargo‬‬

‫‪64‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫·في أنجلت ار و أمريكا بـ ‪(18%)0.19‬‬

‫·في فرنسا‪0.27(27%).‬‬

‫ومعامل شغل األرض (‪.1 ) COS= 1.75‬‬

‫ويتغير معامل شغل األرض حسب نمط و علو البناء و منه يمكن معرفة نمط البناء (فردي جماعي (‬

‫‪ COS < 1.8‬بناية فردية‬

‫‪ COS > 2‬بناية جماعية‬

‫‪ -‬عدد الطوابق ال يتجاوز ‪R+1‬‬

‫‪ -‬تخصيص فناء داخلي المسكن ( الحوش)‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد عدد الغرف انطالقا من رغبة السكان وأن ال تقل عن ثالثة غرف‪.‬‬

‫‪ -‬تكون البيوت مفتوحة نحو الداخل إلى وسط الدار‪.‬‬

‫توصيات عمرانية‬

‫‪ -‬احترام الهيكل التنظيمي لألماكن العامة و التجهيزات‪.‬‬

‫‪ -‬احترام المقياس اإلنساني‪.‬‬

‫‪ -‬مراعاة التدرج الهرمي للطرق من العام نحو الخاص ‪.‬‬

‫‪ -‬توفير الساحات بين المجمعات السكنية إلعطاء الفرصة للسكان بممارسة نشاطاتهم الخارجية وتقوية‬

‫الروابط االجتماعية مع تخصيص أماكن لعب األطفال ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪COS : coéfition d' ocupation du sol‬‬

‫‪65‬‬
‫إصالحات السياسة السكنية في الجزائر‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬

‫‪ -‬احترام الطبيعة وادخال الجانب األخضر في المشروع السكني لدوره في تحسين الظروف المناخية ‪,‬‬

‫واضفاء اللمسة الجمالية مع التأكيد على اختيار النوع الذي يستطيع التأقلم مع المناخ القاري كالنخيل‬

‫مثال‪.‬‬

‫‪ -‬التصميم المستدام بمراعاة الهندسة المحلية واستخدام مواد مسالمة للبيئة وتحقق مبدأ العزل الحراري‬

‫والضوئي ‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام نسيج متضام وذلك لتوفير اكبر قدر من الظالل التي تسقطها المباني على بعضها البعض‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام السكنات الفردية كونها أكثر تالءم لالندماج والمناخ‬

‫‪ -‬اختبار النمط المعماري الذي يتماشى مع الشكل العمراني العام مما يرفع في القيمة الجمالية نتيجة‬

‫تجانس الشكل والمضمون‪.‬‬

‫‪ -‬مراعاة عدم المبالغة في اتساع الفراغات الخارجية ‪.‬‬

‫‪ -‬التوجيه األمثل للواجهات حيث تكون موازية التجاه الرياح‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الخالصة العامة‬

‫الخاتمة ‪:‬‬

‫إن ال سياسة السكنية في الجزائر التي كانت وما تزال تعتمد في مجملها على الدور األساسي للدولة‬

‫في اإلنجاز والتسيير بما في ذلك التمويل والتوزيع بل تعدى دور الدولة في بعض األحيان إلى التدخل‬

‫حتى في البناء الذاتي والترقية العقارية قد زاد من أزمة السكن تعقيداً‪.‬‬

‫هذه السياسة التي برهنت مع مرور الوقت على فشلها في تحقيق األهداف المنشودة وذلك بالرغم من‬

‫المبالغ الباهظة التي صرفت في هذا القطاع فلقد تحولت كل المجهودات التي بذلت في هذا الميدان منذ‬

‫أمد بعيد إلى ما أصبح يعرف "بأزمة السكن في الجزائر" ‪،‬وازدادت هذه األزمة تعقيدا يوما بعد يوم وسنة‬

‫بعد سنة وقد يفسر ذلك ألول وهلة بتزايد معدل نمو السكان بدون تزايد مماثل في عدد السكنات ‪,‬إضافة‬

‫إلى تزايد النزوح الريفي اتجاه المدن إضافة إلى ذلك عدم قدرة الدولة على التحكم في زمام األمور‬

‫(الالمباالة ‪،‬غياب التسيير‪،‬لمحاباة ‪،‬الرشوة ‪،‬البيروقراطية واإلهمال اإلداري على مستوى اإلدارة المركزية‬

‫…‪.‬الخ) ‪،‬وباإلضافة إلى مشكلة العقار التي تعتبر إلى حد ما من بين المشاكل الرئيسية التي يجب على‬

‫السلطات العمومية أن توليها العناية الكافية من أجل حل مشكلة السكن نجد مشكلة أخرى رئيسية ال تقل‬

‫بعيدا عن‬
‫أهمية عن األولى والتي تتمثل في صعوبة تقديم القروض العقارية من طرف الجهاز المصرفي ً‬

‫كل المزايدات والمحاباة والبيروقراطية في التعامل سواء كان ذلك مع المقاولين أو مع الراغبين في امتالك‬

‫سكن‪.‬‬

‫لقد عرفت السياسة السكنية في الجزائر عدة اتجاهات و لعل أهمها تمثل في تنويع األنماط السكنية‬

‫الحضرية باإلضافة إلى إجراءات أخرى كفتح المبادرة أمام المقاولين الخواص للمساهمة في تطوير هذا‬

‫القطاع وغيرها من اإلجراءات وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة إلنعاش قطاع السكن والذي‬

‫لمسناه من خالل تتبعنا لمسار السياسة السكنية ‪،‬إال أن الواقع اثبت عكس ما سطر له حيث مازال معظم‬

‫الجزائريين يتخبطون في أزمة السكن‪.‬‬


‫‪67‬‬
‫الخالصة العامة‬

‫إن تفاقم أزمة السكن في الجزائر أصبح يشكل الشغل الشاغل للمواطن البسيط وللدولة على حد سواء‬

‫حيث أصبح من السهل تحديد مستوى هذا العجز خصوصا عندما يتعلق األمر بربط الطلب على السكن‬

‫بالقدرة الشرائية للمواطن ومما زاد في تفاقم األوضاع لقطاع السكن هو عدم كفاية الموارد المالية وعجز‬

‫قطاع السكن عن تأدية دوره في تغطية االحتياجات من حيث الجودة ‪،‬التوقيت والتكلفة ‪،‬باإلضافة إلى‬

‫التدهور في الطاقة اإلنتاجية العاطلة والتي تتزايد سنويا خاصة مع إعادة هيكلة مؤسسات القطاع العام في‬

‫بعض األحيان بطريقة أو بأخرى ‪،‬والنتيجة هو تهميش اآلالف من العمال الذين اكتسبوا التجربة المطلوبة‬

‫في هذا الميدان وفي مختلف التخصصات لتتحول هذه الطاقات المتدربة إلى قطاع خاص لم يبذل جهد‬

‫في استغاللها و االستفادة منها‪.‬‬

‫ومن بين اهم النتائج التي توصلنا إليها من خالل دراستنا هي أن مشكلة السكن في الجزائر ارتبطت‬

‫بسياسات سكنية ظرفية ‪،‬حيث أنها لم تراع القدرة الشرائية للمواطن الجزائري البسيط وال حتى لإلمكانيات‬

‫المعيشية القادرة على استيعاب وتوزيع السكان حسب مصادر الثروة الوطنية المتاحة ‪،‬مماّ جعل في‬

‫األخير مشكل السكن ال يزال قائما‪.‬‬

‫وفي األخير إن دراستنا لموضوع إصالح السياسة العامة للسكن في الجزائر ال تعدو في الحقيقة إالّ‬

‫محاولة متواضعة للبحث عن تطورات قطاع السكن في الجزائر ‪ ،‬من خالل توظيف واستخدام المعلومات‬

‫والمعطيات المتوفرة ‪،‬لذلك فإن الدراسة ال يمكن أن تلم بكل زوايا الموضوع واسعة النطاق ‪،‬لهذا فقد حاولنا‬

‫اإلجابة عن بعض اإلشكاليات أو التساؤالت بما هو متوفر من معطيات‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة الكتب‬

‫‪ )1‬القصير عبد القادر ‪ ،‬أحياء الصفيح ‪ ،‬دار النهضة ‪ ,‬بيروت ‪.1993‬‬


‫‪ )2‬بن رقية بن يوسف‪ ,‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ‪ ,‬الجزء ‪ 32‬رقم ‪2‬‬
‫‪.1999 ,‬‬
‫‪ )3‬عبد الباقي ابراهيم ‪ :‬تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة ‪ ،‬طبعة مركز‬

‫الدراسات التخطيطية و المعمارية ‪ ،‬مصر الجديدة ‪ ،‬مصر‪.1986‬‬


‫‪ )4‬شادية محمد عزيزي ‪ ،‬المالمح األساسية لمشكل اإلسكان في مصر و دور القروض المسيرة‬
‫للتغلب عليها ‪ ،‬دار المستقبل العربي ‪ ،‬مصر‪.1992 ،‬‬
‫‪ )2‬شامة سماعين ‪,‬النظام القانوني الجزائر للتوجيه العقاري ‪ ,‬دار هومة ‪ ,‬الجزائر ‪.2002 ,‬‬

‫الوثائق الرسمية‬

‫‪ )1‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪,‬القرار الوزاري المشترك الصادر في ‪ 12‬نوفمبر ‪1994‬‬
‫المحدد لكيفيات تطبيق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 309/ 94‬المؤرخ في ‪ 4‬أكتوبر ‪ 1994‬المحدد‬
‫لقواعد تدخل الصندوق الوطني للسكن في مجال الدعم‪.‬‬

‫‪ )2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪,‬انظر المادة ‪ 106‬من قانون ‪ 09/ 11‬الصادر في ‪2‬‬
‫أفريل ‪ 2011‬المتعلق بالبلدية ‪ ,‬جريدة رسمية عدد ‪.12‬الصادرة بتاريخ ‪ 03‬ماي ‪.2011‬‬
‫المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪142/91‬‬ ‫‪ )3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪ 1991‬المتضمن تغيير الطبيعة القانونية للقوانين األساسية لدواوين الترقية‬
‫والتسيير العقاري وتحديد كيفيات تنظيمها وعملها ‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد ‪ .22‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 9‬جوان ‪.1991‬‬
‫‪ )4‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ 220/ 92‬المؤرخ في ‪2‬‬
‫نوفمبر ‪ 1992‬المتعلق بتحويل تنظيم وتسيير دواوين الترقية والتسيير العقاري للوالية ‪ ,‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪.46‬الصادرة بتاريخ ‪ 2‬ديسمبر ‪.1992‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ )2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 01/99‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي‬


‫‪ 1999‬المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية ‪ ,‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪.2‬الصادرة بتاريخ ‪ 3‬فيفري ‪.1992‬‬
‫‪ )6‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي رقم ‪ 200 /93‬الصادر في ‪19‬‬
‫مارس ‪ 1993‬المتعلق بتحديد شروط إنشاء المؤسسة العمومية المحلية وتنظيمها وسيرها ‪,‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪.12‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬افريل ‪.1993‬‬
‫‪ )2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 149/91‬المؤرخ‬
‫في ‪ 12‬ماي ‪ , 1991‬المتضمن إحاث وكالة وطنية لتحسين السكن وتطويره ‪ ,‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪.22‬الصادرة بتاريخ ‪ 2‬جوان ‪.1991‬‬
‫‪ )9‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي ‪ 126/ 91‬المؤرخ في‬
‫‪ 29‬ماي ‪ , 1991‬الجريدة الرسمية رقم ‪ . 26‬صادرة بتاريخ ‪ 13‬جوان ‪.1991‬‬
‫‪ )9‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية التعليمة الو ازرية رقم ‪ 009‬المؤرخة في ‪ 1‬أوت ‪1992‬‬
‫المتعلقة كيفيات تحسين ظروف الحياة عبر مختلف مناطق السكن غير الالئق‪.‬‬

‫الدراسات غير المنشورة‬

‫قائمة المذكرات‬

‫‪ )1‬العروق محمد الهادي ‪ :‬المدينة الجزائرية ‪ ,‬سياسات وممارسات التهيئة ‪ ,‬حوليات وحدة البحث‬

‫إفريقيا والعالم العربي ‪( ,‬مذكرة ماجستير قسم تهيئة عمرانية ‪ ،‬كلية علوم األرض جامعة منتوري‬

‫جامعة قسنطينة‪.)1992 ,‬‬

‫‪ )2‬بن جبارة عبد القادر وبوتيتل لمنور ورقادي حسني ‪ ،‬الخصائص العمرانية و المناخية في المدن‬

‫الصحراوية (مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس دولة في تسيير و تقنيات حضرية‪ ،‬كلية علوم‬

‫االرض‪ ،‬قسنطينة ‪.)2012‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ )3‬جحيش عبد الغني ‪ ,،‬تهيئة منطقة سكنية تجارية ‪( ,‬مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس دولة‬

‫جامعة المسيلة ‪.)2002،‬‬

‫‪ )4‬داود عبد اهلل وشقبقب توفيق ‪ ,‬انتاج السكن بين االصالة و المعاصرة حالة منطقة ميزاب ‪,‬‬

‫(مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة في التسيير و التقنيات الحضرية ‪ ,‬جامعة منتوري قسنطينة ‪,‬‬

‫سنة ‪.)2012‬‬

‫‪ )2‬زيتوني نوال‪,‬إنتاج السكن في ظل اقتصاد السوق ‪( ,‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬قسم تهيئة عمرانية ‪ ،‬كلية‬

‫علوم األرض ‪,‬جامعة منتوري ‪ ,‬قسنطينة ‪.)2002 ,‬‬

‫‪ )6‬مسعودي الشريف ومسروع فارس ‪ ,‬السكن سياسات وبرامج وتطبيقات و نتائج حالة عين ولمان‬

‫‪(,‬مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة في التهيئة الحضرية ‪ ,‬جامعة منتوري قسنطينة ‪ ,‬سنة ‪.)2009‬‬

‫‪ )2‬رانية محمد على طه ‪ ,‬التأثير المتبادل بين الواقع العمراني للمساكن و الهوية الثقافية‬

‫االجتماعية للسكان حالة البلدة القديمة بنابلس‪( ,‬مذكرة التخرج ماجستير في الهندسة المعمارية‪,‬‬

‫جامعة النجاح ‪ ,‬فلسطين ‪.)2010 ,‬‬

‫الملتقيات والكتب غير المنشورة‬

‫‪ )1‬الوكالة المحلية للتنظيم والتسيير العقاريين لبلدية متليلي بوالية غارداية‬

‫‪ )2‬مراجعة مخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لمدينة متليلي الشعانبة ‪.2013 ,‬‬

‫‪ )3‬مخطط شغل األراضي حي السبخة ‪ ,‬بمتليلي والية غارداية ‪ ,‬الجزائر ‪.2009‬‬

‫‪ )4‬مجلة المشاريع الكبرى في الجزائر لقطاع السكن و العمران‬

‫‪ )2‬منشور الملتقى االعالمي حول فن العمارة بقصر متليلي الشعانبة وعالقتها بالبيئة السكنية‬

‫يومي ‪ 10-09‬جانفي ‪ 2009‬جمعية الفن و االبداع‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ )6‬مجلة المشاريع الكبرى في الجزائر لقطاع السكن و العمران‬

‫‪ )2‬سيد عباس علي تحقيق الراحة الحرارية طبيعيا بمسكن إقليم توشكى الصحراوي بجنوب مصر‪،‬‬
‫مؤتمر األزهر الهندسي الدولي التاسع ‪ ،‬القاهرة‪. 2007،‬‬

‫المقابالت‬

‫‪ )1‬مقابلة مع السيد ميلود شيحي رئيس مكتب السكن بدائرة متليلي يوم ‪ 22‬مارس ‪.2012‬‬
‫‪ )2‬مقابلة مع أحمد لعور نائب رئيس مكتب السكن بدائرة متليلي والية غارداية يوم ‪ 26‬مارس ‪2012‬‬

‫‪ )3‬مقابلة مع السيد بن سانية بوعمامة رئيس مصلحة البناء والتعمير ببلدية متليلي والية غارداية يوم‬
‫‪ 26‬مارس ‪. 2012‬‬
‫‪ )4‬مقابلة مع السيد بشير موالي عمار عون مساعد في مصلحة البناء والتعمير ببلدية متليلي والية‬
‫غارداية يوم ‪ 29‬مارس ‪. 2012‬‬

‫المواقع اإللكترونية‬

‫‪ )1‬موقع و ازرة السكن والعمران (‪ 12 )http://www.mhu.gov.dz/‬فيفري ‪.2012‬‬


‫‪ )2‬موقع الجريدة الرسمية الجزائرية ‪ 12 www.joradp.dz‬جانفي ‪.2012‬‬
‫‪ )3‬مجمع عمرانت ‪ 14 www.omranet.com .‬أفريل‪.2012‬‬
‫‪.2012/03/31 www.lkeria.com/ar . )4‬‬

‫المراجع األجنبية‬

‫‪1) ADJA Djilali, Droit de l’urbanisme, Berti Editions Alger,2007.‬‬


‫‪2) AIT AMMAR Karim, Le financement de la construction de logementen‬‬
‫‪Algérie, mémoire fin d'étude, école national d'administration, 2001,‬‬
‫‪3) BEN AKZOUH Chaabane, La promotion Immobilière privée , Revue‬‬

‫‪Algérienne des sciences juridiques , économiques et politiques, Revue‬‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المراجع‬

publiée par la faculté des droits et des Sciences administrative, BEN

AKNOUN, N2,1989.

4) BENARBIA Med.Chrif (et autres), La question du logement à Alger, OPU

5) LACAZE Paul, Les politique du logement, édition Flammarion, Paris,

France, 1997.

Les publication:

1) Malverti Aleth Picard, lotissements et colonisation ,Revue N°1 4 : villes

en parallèle.

73
‫الفهرس‬

‫فهرس المحتويات‬
‫الشكر والعرفان‬
‫اإلهداء‬
‫المقدمة العامة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار عام للسياسة السكنية‪00..................................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية السياسة السكنية ‪00.................................................‬‬

‫التعريف بالسياسة السكنية‪11.................................................................‬‬

‫مفاهيم متعلقة بالسياسة السكنية‪12...........................................................‬‬

‫البيئة السكنية ‪13..............................................................................‬‬

‫المجمعات السكنية ‪13........................................................................‬‬

‫المبنى‪13......................................................................................‬‬

‫المبحث ال اني‪ .‬ليات وأهداف السياسة السكنية‪02..........................................‬‬

‫أوال ‪:‬آليات السياسة السكنية‪14.............................................................‬‬

‫‪ .1‬القوانين والمراسيم التنفيذية المتعلقة بالسكن‪14..................................‬‬


‫‪ .2‬خلق مؤسسات متخصصة ذات طابع إجتماعي‪15..............................‬‬
‫‪ .3‬الضرائب واإلعانات المفروضة والمقدمة من طرف الدولة‪15.................‬‬

‫الضرائب ‪15..............................................................................‬‬

‫اإلعانات ‪16................................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أهداف السياسة السكنية‪17...........................................................‬‬

‫‪ .1‬األهداف األساسية للسياسة السكنية ‪17...........................................‬‬


‫‪ .2‬األهداف اإلقتصادية للسياسة السكنية ‪18........................................‬‬
‫‪ .3‬األهداف اإلجتماعية للسياسة السكنية ‪18........................................‬‬
‫‪74‬‬
‫الفهرس‬

‫‪ .4‬األهداف البيئية للسياسة السكنية‪19...............................................‬‬

‫الفصل ال اني‪ :‬السياسات السكنية في الجزائر‪55...............................................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬سياسة السكن اإلجتماعي ‪55...............................................‬‬

‫أوال ‪:‬السكن اإلجتماعي اإليجاري ‪23.....................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬السكن اإلجتماعي التساهمي ‪24.....................................................‬‬

‫مميزات السكن التساهمي‪25................................................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬سكنات البيع باإليجار‪26..............................................................‬‬

‫رابعا ‪ :‬السكن اإلجتماعي التطوري‪26....................................................‬‬

‫خامسا ‪ :‬السكن الترقوي التطوري ‪27.....................................................‬‬

‫سادسا ‪ :‬السكن الريفي ‪28..................................................................‬‬

‫سابعا ‪ :‬السكن عن طريق تجزئة األراضي ‪29...........................................‬‬

‫مضمون برنامج السكن ‪32..............................................2219 _ 2215‬‬

‫المبحث ال اني ‪ :‬سياسة الترقية العقارية ‪35................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬سياسة الرقية العمومية ‪33..........................................................‬‬

‫الجماعات المحلية ‪33..............................................................‬‬ ‫‪.1‬‬


‫ديوان الترقية والتسيير العقاري ‪34...............................................‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المؤسسات الوطنية للترقية العقارية ‪35...........................................‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره‪36......................................‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سياسة الترقية الخاصة‪37...........................................................‬‬

‫المبحث ال الث ‪ :‬سياسة التحصيصات‪33.....................................................‬‬

‫تحصيص السكن التطوري ‪42...............................................................‬‬

‫أصناف التحصيصات السكنية ‪42...........................................................‬‬

‫‪75‬‬
‫الفهرس‬

‫أهم المتخلين في التحصيصات‪41............................................................‬‬

‫الفصل ال الث‪ :‬إصالحات السياسة السكنية في الجزائر حالة بلدية متليلي‪25................‬‬

‫المبحث األول تقديم عام لبلدية متليلي‪25....................................................‬‬

‫العوامل واإلمكانيات الطبيعية و أثرها على السكن ‪43...................................‬‬

‫الموضع ‪43.................................................................................‬‬

‫الهدرولوجية ‪44.............................................................................‬‬

‫جيوتقنية األرض‪44.........................................................................‬‬

‫الخصائص المناخية ‪45.....................................................................‬‬

‫الحرارة ودورها في إختيار التصاميم ومواد البناء‪45....................................‬‬

‫تساقط األمطار وأثره ‪47...................................................................‬‬

‫الرياح وأثرها على المجال السكني‪48.....................................................‬‬

‫أثر العوامل المناخية على النسيج العمراني‪49............................................‬‬

‫المبحث ال اني ‪ :‬الوضعية الحالة للسكن في مدينة متليلي وتقييمها‪23....................‬‬

‫أوال ‪ :‬الحالة العقارية للسكن ‪53............................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األنماط السكنية ‪54..................................................................‬‬

‫برامج اإلنتاج السكني لبلدية متليلي الشعانبة ‪57..........................................‬‬

‫المشاريع المبرمجة في اإلطار الخماسي ‪61............................2214 _ 2212‬‬

‫إقتراحات وتوصيات ‪62....................................................................‬‬

‫الخاتمة‪66..........................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪66.................................................................................‬‬

‫فهرس المحتويات ‪33.............................................................................‬‬

‫‪76‬‬

You might also like