Professional Documents
Culture Documents
Boukhari Djameleddine
Boukhari Djameleddine
بعنوان:
4102-4102
السنة الدراسية 2 :
شكر وعرفان
بسم هللا الرحمن الرحيم (:الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لوال أن هدانا هللا)
صدق اهلل العظيم.
مع آخر اللمسات نتوجه بالشكر والحمد الكثير للمولى تبارك وتعالى الذي بفضله وفقنا إلى
إتمام هذا العمل فنقول الحمد هلل حمدا كثي ار.
كما نتوجه بالشكر الخالص لألستاذة الدكتورة الكريمة :غنية شليغم ،التي ثابرت معنا إلتمام
هذا العمل ولم تبخل علينا بالنصح والتوجيه .أتمنى أن تسامحنا إن كنا قد تثاقلنا عليها.
كما ال ننسى كل األساتذة الذين قدموا لنا يد المساعدة من قريب أو من بعيد وخاصة أساتذة
قسم العلوم السياسية ونخص بالذكر االستاذ سويقات األمين واألستاذ محمد الصالح بوعافية
واألستاذ حشود نور الدين.
كما نقوم بشكر كل من رئيس مصلحة السكن بدائرة متليلي الشعانبة ،وكذا مكتب الدارسات
URBATIAومكتب الدراسات ، starA4وعمال مديرية البناء والتعمير ،وعمال مديرية
الترقية والتسيير العقاري وكل المصالح التي ساهمت في إعداد هذا البحث وعلى ما قدموه لنا
من عون ومساعدة في جمع الوثائق والتوجيه إلنجاح هذا العمل.
كما ال ننسى جميع الزمالء أحمد لعور ومحمد مرسلي ،وأحمد مدقن ،والحاج عبد الوهاب
عطوات على ما قدموه من نصح ومساعدة وتوجيه.
3
إهـــــداء
إلى من قال فيهما ربي "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا".
.....إلى من تأتي رحمتها عليا بعد رحمة ربي إلى الغالية بنت الغالية ألى من حبها يجري في دمي ,إلى
.....إلى من اختار أن يكون صديقي وصاحبي ورفيق دربي قبل أن يكون أبي إلى أبي وقاه هللا شر
....إلى إخوتي وأخواتي كل بإسمه والكل وقف إلى جانبي في أحنك الظروف .إلى أبي بعد أبي إلى
....إلى أستاذتي الغالية وصاحبة الفضل علي والفضل كله هلل عزوجل الدكتورة غنية شليغم.
.....إلى خطيبتي ورفيقتي في الحياة إنشاء هللا عائشة بن قيرش وإلى اهلها الذين هم اهلي وإلى روح
الغالية إلى أمي من بعد أمي إلى "حر ذهبية" رحمها هللا تعالى برحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته.
.......إلى روح ألاستاذة الغالية مساعيد فاطمة رحمها هللا التي أسأل هللا سبحانه وتعالى لها أن
.....ألى كل الزمالء والزميالت في الدراسة كل بإسمه وأخص بالذكر لعور عبد الرحمان .وإلى ألاخوات
,نواصر جميلة .حر نسرين,
2
الفصل التمهيدي
مقدمة
كثي ار ما نقلل من دور وأهمية القطاع السكني في مختلف النشاطات االقتصادية غير أنه في الواقع
يعتبر من القطاعات الحساسة التي تستدعي االهتمام والعناية وذلك ألنه يمثل الدعامة األساسية للسير
الحسن لجميع القطاعات األخرى ولو بطريقة غير مباشرة كقطاع الصناعة والزراعة والتشغيل .....الخ
فهو وبهذا المنظور يعتبر مقياس لتطور األمم في مجاالت مختلفة ,والجزائر على غرار باقي دول العالم
أعطت اهتمام لهذا القطاع من خالل توفير أكبر عدد من السكنات والتجهيزات الجماعية بغية الوصول
إلى تلبية الطلبات المتزايدة لمختلف شرائح المجتمع والتي تزايدت بفضل التوسع العمراني الذي عرفته
مدننا بالخصوص فالدولة دعمت أسعار السكنات وهذا كله من اجل تلبية الطلبات المتزايدة ,ومن جهة
اخرى عرفت الجزائر ارتفاعا محسوسا في عدد السكان الذي أثر في المقابل على المستوى االقتصادي
واالجتماعي وأصبح على الدولة إلزامية إتجاه المواطن من حيث تلبية الحاجات السكانية الحاضرة
والمستقبلية بصفة عامة والسكن بصفة خاصة لكون السكن يشكل اهتمام بالغ األهمية.
لقد اتخذت السياسة السكنية بعد آخر ،حيث عرفت الجزائر عدة إصالحات مست معظم القطاعات
و باألخص قطاع السكن ،الذي ظهرت فيه أنماط سكنية بعدما كانت تعتمد على السكن الحضري
الترقوي والسكن التساهمي ومن بين هذه االنماط نجد سكن صيغة البيع باإليجار والسكن الريفي هذا من
جهة و من جهة أخرى عملت على خلق هيئات تمويلية أخرى متعلقة بالنشاط السكني لتعطى طابعا أخر
اختلف عن سابقه .محاولة منها أن تكبح زمام أزمة خانقة عرفتها الجزائر عرفت بأزمة السكن ،و الجدير
بالذكر أن هذه التحوالت في األنماط السكنية ارتبطت أساسا ( كانت حصيلة ) بمستوى دخل المواطن
الجزائري البسيط حتى يتمكن هذا األخير من الحصول على حق من حقوقه الحياتية والمتمثل في سكن
4
الفصل التمهيدي
أهمية الدراسة
تتمثل أهمية الموضوع من خالل جانبين األول وهو الجانب العلمي األكاديمي الذي أردنا من خالله
ضبط المفاهيم المتعلقة بموضوع الدراسة .أما الجانب الثاني فهو الجانب العملي التطبيقي :تكمن أهمية
هذه الدراسة في جانبها التطبيقي الذي تطرقنا فيه إلى دراسة حالة بلدية متليلي السكنية بوالية غارداية
وذلك ألنها ستساعدنا في التعرف على واقع السياسة السكنية في الجزائر وهذا من شأنه أن يساهم في
التعرف على مسار هذه السياسة ومدى نجاحها في حل أزمة السكن ،كما تبرز أيضا أهمية الدراسة من
خالل العناية الكبيرة التي توليها الدولة للوصول الى سياسة واضحة المعالم وناجحة في تخطي مشكل
المجتمع في السكن.
أهداف الدراسة
1إبراز دور السياسة العامة السكنية في الجزائر والدور الممكن أن تلعبه في تخطي أزمة السكن.
4اقتراح الحلول المناسبة لتحقيق سياسة سكنية ناجحة في إرضاء المجتمع الجزائري من جهة توفير
السكن في الجزائر.
5
الفصل التمهيدي
تتمثل األسباب التي دفعتنا لدراسة هذا الموضوع والتعمق فيه في جانبين
األسباب الموضوعية
هنالك أسباب موضوعية حفزتني لهذا االختيار منها النقص الملحوظ في الدراسات واألبحاث التي
تناولت هذا الموضوع وكون أزمة السكن من اكبر األزمات التي تعيشها الجزائر في الوقت الحالي على
الرغبة الشخصية في دراسة الموضوع كوني أعيش هذا الموضوع الدراسة على أرض الواقع
واهتمامي به سيساعدني على فهم الواقع الذي أعيشه ويعيشه أغلب أفراد المجتمع.
اإلشكالية:
تطرح هذه الدراسة اشكالية السياسة السكنية ومساهمتها في حل أزمة السكن بالجزائر حيث سنحاول
دراسة مدى نجاح السياسة السكنية التي تبنتها الجزائر من خالل البرامج والمشاريع يتم تنفيذها من قبل
راسم السياسة السكنية حيث كل هذه المشاريع تحقق الرفاهة وتلبي حاجيات األفراد في حاجتهم للسكن
ماهي اآلليات التي تبنتها الجزائر للقضاء على أزمة السكن؟ وما مدى نجاح اإلستراتيجية التي
األسئلة الفرعية:
ما مدى مساهمة السياسة السكنية المتبعة من طرف الجزائر في تنظيم القطاع السكني ؟وهل حققت
6
الفصل التمهيدي
ما مدى تطبيق برامج السياسة السكنية المتبناة على أرض الواقع؟
الفرضيات:
اعتمدنا الفرضيات التالية من أجل تحليل الوضع محل الدراسة وتحليل إشكاليته
.1إن اختالل التوازن بين النمو االقتصادي واالجتماعي و النمو الديموغرافي هو سبب أزمة السكن
في الجزائر.
.2تعتبر السياسة السكنية في الجزائر سياسة ناجحة كونها حدت من أزمة السكن.في ظل تطبيق
.3كلما استطاعت السياسة السكنية المتبناة تخطي المعوقات التي تواجهها كلما كان هناك حد ألزمة
السكن.
.4كلما كانت هنالك تحفيزات وامتيازات للقطاع السكني كلما زاد ذلك في تنمية القطاع السكني في
الجزائر
تقسيم الدراسة:
بما أن موضوع الدراسة يتحدث عن إصالح السياسة العامة للسكن في الجزائر فإنه وإلبراز هذه
الدراسة قسمنا موضوع الدراسة إلى ثالثة فصول .الفصل األول الذي هو تحت عنوان اإلطار العام
للسياسة السكنية حيث سندرج فيه ماهية السياسة السكنية وتعريفها والمفاهيم المتعلقة بها باإلضافة إلى
7
الفصل التمهيدي
أما الفصل الثاني فحاولنا اإللمام بالسياسات السكنية التي ظهرت في الجزائر من 2002م إلى
2012م مبرزين فيها سياسة السكن االجتماعي كمبحث أول والذي يندرج تحته السكن االجتماعي
التطوري والسكن الترقوي المدعم وفي نهاية هذا المبحث تطرقنا إلى سياسة السكن الريفي والسكن عن
طريق تجزئة األراضي أما المبحث الثاني فخصصناه لسياسة الترقية العقارية في الجزائر وفي أخر هذا
أما الفصل الثالث فخصصناه لتقييم اإلصالحات السياسة السكنية في الجزائر عن طريق دراسة حالة
بلدية متليلي الشعانبة بوالية غارداية بالتطرق للعوامل واإلمكانيات الطبيعية وأثرها على السكن كما أدرجنا
في هذا الفصل الوضعية الحالية للسكن في مدينة متليلي وتقييمها من خالل النتائج واألرقام المتوصل
إليها وقمنا بتقديم بعض االقتراحات والتوصيات التي من شأنها أن تفيدنا في هذا الموضوع.
مناهج الدراسة:
منهج دراسة حالة :واستخدمنا هذا في دراستنا للتعمق في الدراسة والتطرق لكل جوانب الظاهرة من خالل
المنهج اإلحصائي :من خالله نقدم أرقاما واحصاءات للسياسة السكنية في الجزائر ومن خالله تظهر
نتائج هذه السياسة وبالتالي يمكن عن طريقه تقييم هذه السياسة السكنية هل هي ناجحة أم عكس ذلك
المنهج الوصفي :ويظهر من خالل التعرف على طبيعة القطاع السكني ومن خالله يتم التقرب من
كما استخدمنا عدة مقاربات ألجل التقرب من فهم الدراسة بشكل جيد وتتمثل هذه المقاربات في :المقاربة
النسقية.
8
الفصل التمهيدي
الدراسات السابقة
ألن الموضوع يعالج السياسة السكنية و لكون السكن مرتبط بالمتغيرات الديموغرافية لذلك اعتمدنا في
الدراسة على الق اررات والدراسات الصادرة عن الهيئات المعنية بالموضوع (و ازرة السكن والعمران .الديوان
أما الدراسات السابقة التي رجعنا إليها فهي قليلة كي ال نقول عنها منعدمة وقد أخذنا دراسة جياللي
بن عمران بعنوان أزمة السكن و أفاق التنمية في الجزائر حيث قدم األستاذ الجامعي والباحث في أن واحد
معطيات وأفكار حول وضعية قطاع السكن ومجرى السياسة السكنية و آفاقها.
صعوبات الدراسة:
لكل دراسة مسار تنتهجه في سعيها للوصول إلى الحقيقة وايجاد تفسير للظواهر التي تتناولها على
ما يعترضها من عراقيل تحد من خيارتها ويكون للدور المؤثر المآل النهائي الذي تنتهي إليه وهذا هو
حالنا مع هذه الدراسة ومن ضمن هذه العراقيل نذكر منها الحالة الصحية التي حالت دون التنقل بشكل
يساعدنا على متابعة الدراسة متابعة ولو عادية باإلضافة إلى صعوبة الحصول على الوثائق اإلدارية
المتعلقة بالدراسة.
9
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
يعتبر السكن أهم المطالب األساسية في حياة اإلنسان و الذي يسعى من خالله لتوفير الراحة
واالستقرار ,حيث يعكس السكن اإلطار العام للحياة االقتصادية و االجتماعية كما انه يحدد الخصائص
الثقافية التي تعبر عن هوية المجتمع .والسكن في الجزائر منذ االستقالل إلى اليوم مر بعدة سياسات
وبرامج تنموية سعت جاهدة لتغطية العجز في العرض السكني أمام الطلب المستمر والمتزايد ومحاولة
لعقلنة وتحقيق االكتفاء بنوعية وكمية تلبي الحاجة االجتماعية وتحافظ على الثقافة والتراث كما قامت
الدولة بسن بعض القوانين أثرت وانعكست على النمط السكني و العمراني ونوعية الحياة الحضرية.
تعتبر السياسة السكنية من الجوانب الهامة التي تؤخذ بالحسبان لتقييم النتائج المحققة من طرف
قطاع السكن ،نظ ار للدور الكبير الذي تلعبه في التوجيه إلى البرامج الواجب انتهاجها وتحقيق االستقرار
االجتماعي وتحديد النتائج التي يجب أن يتوصل إليها هذا القطاع الحساس ،فكثي ار ما نسمع بعبارة "
نجاح السياسة السكنية لبلد معين " أو عبارة " فشل السياسة السكنية لبلد ما "
يتجلى التعريف بالسياسة السكنية من خالل إعطاء تعريف شامل و دقيق حولها وذلك بإبراز أهم
الوسائل واآلليات أو األدوات التي تضعها للتدخل والتحكم بشكل أدق في السوق السكني أو قطاع
السكن.1
1
Karim AIT AMMAR, Le financement de la construction de logement en Algérie,
(mémoire fin d'étude, école national d'administration, 2001), P14.
11
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
نستطيع أن نعرف السياسة السكنية على أنها " عبارة عن مجموعة منتظمة من المقاييس المتبناة
والموضوعة من طرف الدولة ،والهدف الرئيسي منها يكمن في وضع الوسائل وآليات التدخل في السوق
السكني ،وضمان التوازن العام بين العرض والطلب وذلك في ظل احترام معايير السعر والكمية المحددة".
1
ومن هذا التعريف يمكن أن نستخلص جملة من الخصائص المتعلقة بالسياسة السكنية ومن أهمها:
تكتسي السياسة السكنية طابع هام واستراتيجي لنمو وتطوير بلد ما ،حيث أنها ترتبط وفي نفس
الوقت تواكب هذا التطور سواء أكان على الصعيد االقتصادي وحتى االجتماعي.
توجه السياسة السكنية لمحاربة الفروقات االجتماعية ،حيث أنها تترجم في الواقع مبدأ حق
الحصول على سكن وذلك عن طريق تصحيح االختالفات في مستويات دخول األفراد من أجل
توجه السياسة السكنية من أجل الحد من سوء توزيع عدد النسمات على مستوى قطر البلد عن
طريق تشجيع السكنات الريفية ،باعتبار جل السكان يتمركزون وبكثرة في المناطق الصناعية
تأخذ السياسة السكنية بعين اعتبار مشكل الندرة االقتصادية نتيجة نقص الموارد االقتصادية من
جهة ،وزيادة الحاجات من جهة أخرى ،حيث أنها تحارب ظاهرة سوء استغالل األراضي ،وسوء
استغالل مواد البناء وطرق استعمالها باإلضافة إلى ظاهرة سوء استغالل الموارد المالية.
1
. Mohammed Cherif BENARBIA( et autres), La question du logement à Alger, OPU,alger,
1976, P9.
12
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
للسكن أهمية كبيرة تتجلى من خالل مفهومه الواسع ومن خالل دوره الكبير سواء على الصعيد
االقتصادي أو االجتماعي وحتى السياسي ،وألن السكن وحده ال يكفي اذا لم يوفر المتطلبات اليومية
ويتمتع بالقيم ويجسد عادات وثقافة سكنية لذا سنحاول التطرق إلى بعض المفاهيم المتعلقة بالسياسة
البيئة السكنية :هي عبارة عن وسط له خصائص بيئية معينة يستطيع سكانها االختيار ضمن
محددات ثقافية مرتبطة بأسلوب حياتهم ،هذا االختيار يعكس الرغبة في تحقيق المثل والقيم والتصورات
الثقافية وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن وظيفة السكن تشكل نسبة تتجاوز 50 %من مساحة المنطقة
المشيدة بالمدينة ،بل إن من المعماريين ومن يرى بأن توفير السكن يمثل الوظيفة الرئيسية للمدينة ،
حيث تتبلور القيم االجتماعية واإلنسانية عن طريق تعزيز وترسيخ اإلحساس باالنتماء إلى البيئة السكنية ،
ومن خالل التفاعل االجتماعي بين مختلف الشرائح السكانية التي تتشاطر الحياة المشتركة فيه ،أيضا من
خالل التحفيز على قضاء فترات أطول خارج المسكن وبالتالي زيادة التفاعل مع البيئة الخارجية المحيطة
1
والحرص على حمايتها ونظافتها.
المجمعات السكنية :المجمع هو تجمع مجموعة سكنات مبنية في ضواحي المدن الكبيرة وتستفيد
2
من بعض التجهيزات الجماعية .
المجمع كلمة تشير إلى تجمع عضوي ،لعدة عمارات جماعية ،وعندما تحوي على األقل ألف مسكن،
-1رانية محمد على طه ,التأثير المتبادل بين الواقع العمراني للمساكن و الهوية الثقافية االجتماعية للسكان حالة البلدة القديمة بنابلس ( ,مذكرة
التخرج ماجستير في الهندسة المعمارية ,جامعة النجاح ,فلسطين , )0202 ,ص . 02
. 2شادية محمد عزيزي ،المالمح األساسية لمشكل اإلسكان في مصر و دور القروض المسيرة للتغلب عليها ،دار المستقبل العربي ،مصر،
،0891ص .01
13
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
المبـنى :البناية هي بيت وأكثر من ذلك ،فهي بناية حضرية من عدة طوابق تستعمل عادة للسكن
وللنشاطات...ألخ.
العمارة ":هي كل منشأ أو بناء يبنى لحماية اإلنسان ،الحيوان ،األشياء ،كما أستعمل اللفظ في
الماضي للداللة على فعل بناء ،وأستعمل بشكل واسع في قطاع النشاطات اإلقتصادية المرتبطة بالبناء"
الشقة :هي جزء من مبنى تتألف من غرفة واحدة أو أكثر مع وجود المرافق الخاصة بها ولها
1
مدخل واحد أو أكثر.
تعتمد الدولة في رسم سياستها السكنية على جملة من األدوات أو وسائل التدخل في السوق السكني،
غير أن هذه الوسائل تختلف من دولة إلى أخرى وذلك حسب طبيعة النظام المتبع من جهة ،والى درجة
تطور أو نمو الدولة (بمعنى دولة متطورة أو متخلفة) من جهة أخرى ،باإلضافة إلى سبب هام ويكمن في
مدى تحكم وتوجيه لسياستها السكنية على حسب األهداف المسطرة ،غير أننا وفي الغالب يمكن أن نميز
2
بين ثالثة آليات أو وسائل رئيسية للتحكم في السياسة السكنية وهي:
المتعلقة بالسكن جميع القواعد المتعلقة به من حيث الملكية ،التمويل ،التوزيع ،الحيازة ،تنظيم
سوق السكن ...إلخ ،و عليه تعتبر القوانين و المراسيم المتعلقة بالسكن كأداة توجيه هامة
للسياسة السكنية خاصة إذا أخذت بعين االعتبار و ارعت الوضعية االقتصادية واالجتماعية للبلد
المعني ،وكذا مدى تطوره ومدى توفيره لإلمكانيات الالزمة إلنجاز السكنات ،حتى تصل في
األخير إلى نتيجة مرضية وهي القضاء حتى وان لم يكن بصفة مطلقة على أزمة السكن.
_2خلق مؤسسات متخصصة ذات طابع اجتماعي :يعد خلق المؤسسات المتخصصة ذات طابع
اجتماعي كطريقة أخرى تستعملها الدولة لرسم سياستها السكنية حيث أنها تشجع خلق هذا النوع من
المؤسسات مثل مؤسسات البناء ،الوكاالت السكنية ،الدواوين العقارية..إلخ ،وحتى تتكفل كل واحدة
بجميع اإلجراءات المتعلقة بإنجاز السكنات وتوزيعها وبيعها وتمويلها...إلخ ،ومن ثم تخفف العبء على
الدولة من جهة وتنظم سوق السكن من جهة أخرى ،وكأمثلة على ذلك :نجد في الجزائر هذا النوع من
1
المؤسسات المتخصصة مثل :
ديوان الترقية والتسيير العقاري ، OPGIوكالة تطوير وتحسين السكن ، AADLمؤسسة ترقية السكن
العائلي . EPLF
– 0-3الضــرائــب:
من المتعارف عليه أن الدولة تستعمل الضرائب كأداة للتحكم وتوجيه االقتصاد من جهة ,وكذلك
تعتبر كمورد لخزينتها من جهة أخرى ,باإلضافة إلى األدوار األخرى التي تلعبها أو تقوم بها الضريبة ,
1عبد الغني جحيش ,تهيئة منطقة سكنية تجارية (،مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس دولة ,جامعة المسيلة ).2002،ص .32
15
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
تستعمل هذه األخيرة كأداة من أدوات السياسة السكنية ,فعن طريق التخفيض نسبة الضرائب على
العقارات أو كل ما يتعلق بإنجاز السكنات مثال ,من شأنه أن يقلل من تكلفة إنجاز هذه األخيرة ومن ثمة
زيادة عرض السكنات في السوق السكني ,ومن هنا نجد أن سياسة السكن توجه من أجل تلبية حاجيات
1
األفراد والقضاء على مشكل أزمة السكن ومن ثمة نجاحها.
– 2-3اإلعــانـــات :تعد اإلعانات أو المساعدات المالية التي تقدمها الدولة لألفراد من أجل الحيازة
على السكنات من إحدى الطرق أو الوسائل السكنية للتدخل في السوق السكني وذلك بما يتماشى مع
والمقصود بالمباشرة أي أنها تقدم لغرض الحيازة على سكن ,حيث أنها تقدر على أساس نسبة
من مبلغ شراء المسكن ,وتقدم للفرد المعني بعملية الشراء وما عليه إالّ أن يكمل ما تبقى من
باقي المبلغ للحصول على ملكية سكن ,ففي الجزائر مثال نجد هيئة تابعة للدولة متخصصة في
منح هذا النوع من اإلعانات ( أي اإلعانات المباشرة) و المتمثلة في" الصندوق الوطني للسكن
،"CNLالذي يقدم إعانات مالية للفرد بغرض شراء سكن معين وذلك وفق شروط موضوعة
ونقصد بغير المباشرة أن اإلعانة ليست موجهة بصفة مباشرة من أجل الحيازة على سكن
كالحالة األولى ,بل هي موجهة لألفراد خاصة ذوي الدخل الضعيف وذلك من أجل الرفع من
1زيتوني نوال :إنتاج السكن في ظل اقتصاد السوق ( ,مذكرة ماجستير ،قسم تهيئة عمرانية ،كلية علوم األرض جامعة منتوري ,قسنطينة
).2002ص . 98
2نفس المرجع ,ص.98
16
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
قدراتها الشرائية ,ومن شأن هؤالء أن يخصصوا هذه اإلعانة من أجل الحيازة على سكنات بصفة
الملكية أو الكراء ,وما يجدر اإلشارة إليه أنه من الناحية اإلقتصادية هذه الوسائل أو اآلليات
(الضرائب واإلعانات ) تؤدي دائما إلى نفس النتائج ,غير أن الخيار بينهما يكون حسب طبيعة
تكتسي السياسة السكنية صفتها األساسية من خالل أهدافها المسطرة ,إال أنها تهدف في األساس
إلى إرضاء الطلبات والحاجات مع رفع النشاط الخاص بمجال السكن من جهة ,والقضاء على ظاهرة
البطالة من جهة أخرى ,والمالحظ أن هذه األهداف تندرج في األهمية التي يكتسبها قطاع السكن وآثاره
1
غير أننا يمكن أن نميز ثالثة أهداف رئيسية للسياسة السكنية و المتمثلة في:
نظ ار لألهمية الكبيرة التي يكتسبها السكن ,يعتبر هذا األخير حاجة أساسية وملك مفيد نظ ار للشروط
التي يفترض أن تتوفر فيه ,سواء أكانت تتعلق بجودته أو تكلفته (ثمنه) اللذان من الممكن أن يساء
تقديرها من طرف المستهلك ,وعليه فإن من بين األهداف األساسية للسياسة السكنية هو أن توفر لكل فرد
(أو عائلة) مسكن أو بعبارة أدق ,هو القضاء على هاجس تعاني منه معظم الدول والمتمثل في " أزمة
السكن " ,كما يجب أن تراعي تكلفة القدرة الشرائية للفرد ,وتكون شروط الحيازة على ملكية السكن واضحة
ومبسطة في نظر المستهلك .وعليه فعلى السياسة السكنية أن تحدد جميع المعايير والمقاييس المتعلقة
)1
Paul LACAZE, op cit , pp(28, 29).
17
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
بالسكن وأن تأخذ بعين االعتبار مستوى نمو البلد المعني وما مدى توفره لإلمكانيات المتعلقة بإنجاز
السكنات ,كما أنها تأخذ بالحسبان طبيعة النظام المتبع من طرف الدولة .
نظ ار للدور الكبير الذي يلعبه قطاع السكن إال أنه مرتبط إرتباطا وثيقا بالنشاطات اإلقتصادية
األخرى بواسطة ميكانزمات مالية ( ضريبية واقتصادية) وأن أثر هذا االرتباط على النشاط اإلقتصادي
يتمثل في تمويل نشاطات البناء ,شراء السكن وكذا شراء التجهيزات المتعلقة بالسكن ,أماّ أثار الضريبة
1
على قطاع السكن فإنها تتمثل في الضريبة المفروضة واإلعفاءات المقدمة.
وعليه ,فعلى السياسة السكنية أن تراعي مدى هذا الترابط بين هذا القطاع الحساس أي قطاع السكن
وباقي القطاعات األخرى ,وذلك من خالل أدواتها وآلياتها ( القوانين والمراسيم التنفيدية ,خلق مؤسسات
متخصصة ,الضرائب واإلعانات) ,والتي تنبثق عنها أسعار الفائدة وتأطير القروض وفرض الضرائب
والرسوم الجمركية وكذا تشجيع االستثمارات العمومية واقرار حقوق الملكية..الخ ,كلها عوامل تؤثر بشكل
مباشر أو غير مباشر على تسيير وتطوير قطاع السكن ,وانتعاش هذا األخير يجذب وراءه كل القطاعات
األخرى ،ومن ثم زيادة في النمو االقتصادي والتخفيض في نسبة البطالة واالرتفاع في الدخل
القومي....إلخ .
1
idem.
18
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
نظ ار لألهمية االجتماعية الكبيرة التي يكتسبها السكن و التي سبق اإلشارة إليها ,فحرمان الفرد منه
يجعله يسلك سلوك يومي يؤثر سلبا على كل األعمال التي يقوم بها بما في ذلك ضعف مردودية العمل
وعليه ,فعلى السياسة السكنية أن تراعي الجانب االجتماعي للفرد و أن تأخذه بالحسبان ويتجلى ذلك
من خالل الوسائل واآلليات المتعلقة بها والتي أخذت بعين االعتبار المستوى االجتماعي للفرد وما مدى
توفره إلمكانيات المادية والمالية من أجل الحصول على ملكية سكن ,وكدليل على ذلك نجد اإلعانات
المباشرة وغير المباشرة التي تقدم للمستهلك( الفرد) كدعم لتكلفة السكن ,أو عن طريق تمويل الدولة
لمشاريع السكنات االجتماعية وتقديمها بمبالغ رمزية للطبقات الفقيرة ذات الدخل الضعيف أو المنعدم والتي
1
من المستحيل أن تسمح لها إمكانياتها من الحيازة على ملكية سكن.
وعليه نالحظ أن السياسة السكنية تهدف إلى الحد من الفوارق االجتماعية وعلى تحقيق الرفاهية للجميع
وحتى إن لم يكن نسبة مطلقة غير أنها تأخذ بعين االعتبار وباالهتمام هذا الجانب بالحسبان.
تبنى المساكن والمباني وتخطط المدن واألحياء لتلبية احتياجات السكن واإلقامة والمعيشة ،وأولت
السياسات السكنية قضية العمارة والبناء أولوية كبرى ،ولدينا اليوم تراث إنساني هائل من العمارة ،وبرغم
ذلك ،فإن البيوت تصمم وتبنى في بالدنا بمعزل عن اعتبارات السكن المفترضة ،وعن رأي ومشورة
1
Paul LACAZE, ibid.
19
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
واألصل في البناء أن تستخدم مواد وموارد متاحة ومتجددة بأقل تكلفة ممكنة ومالءمة البيئة المحيطة،
فتختار مواد البناء من البيئة المحيطة وتصمم وتبنى على النحو الذي يتيح االستفادة من الفضاء والنور
والهواء للحصول على اإلضاءة والتدفئة والتهوية من البيئة والطبيعة بال تكاليف أو طاقة إضافية وال تدخل
تقني مكلف وملوث .يشيع اليوم مصطلح العمارة الخضراء ،أي العمارة التي تحترم موارد األرض وجمالها
الطبيعي وتوفر احتياجات مستعمليها وتحقق المحافظة على الصحة والشعور بالرضا وتلبية االحتياجات
فتصمم البيوت والمباني على النحو الذي يوظف الشمس والهواء والجو لتوفير الراحة والدفء واإلضاءة
ويحمي من التلوث فيتاح للشمس أن تدخل البيوت وتكون النوافذ مصممة اللتقاط الهواء وتشكيل نظام
تهوية يتيح دخول الهواء وخروجه ويمكن أيضا من الحماية من الحر والبرد وتصمم الجدران والسقوف
على النحو الذي يعزل البيت ويمنحه الخصوصية والهدوء ويساعد على االحتفاظ بدرجة الح اررة عند
ويتم اختيار مواد البناء من مصادر غير ملوثة للبيئة أو تضر بصحة اإلنسان وال تحتاج إلى طاقة
إضافية للتبريد والتدفئة ويمكن تجديدها وال تشكل عبئا أو نزفا للموارد والطبيعة وليست مكلفة أو مستوردة
وبذلك ال تتحول البيوت إلى عبء على االرض والطبيعة والموارد وال تكون سببا في التلوث والهدر ويمكن
تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بسبب تقليل استخدام الطاقة اإلضافية .واألخشاب يمكن أن تكون
مصد ار متجددا للبناء واألثاث وبديال بنسبة كبيرة للحديد وبذلك يمكن تخفيض النفقات وتخفيف االعتماد
22
اإلطار العام للسياسة السكنية الفصل األول
على مواد مستوردة ومستنفدة باستخدام مواد متاحة ومتجددة وبالطبع فإننا نتحدث عن بيئة من الغابات
الواسعة والمتجددة.1
إن تصميم األبنية والمرافق يمكن أن "يحقق كفاءة مستمرة في العالقات بين المساحات المستخدمة،
مسارات الحركة ،تشكيل المبنى كما يراعي التعبير الرمزي عن تاريخ المنطقة واألرض وكذلك القيم
والمبادئ التي تجب دراستها ،وذلك حتى يصبح المبنى متمي از بسهولة االستعمال ،جودة البناء ،وجمال
الشكل".
ويمكن أن تضاف إلى تكاليف البناء مجموعة من التقنيات والمواد ،ولكنها توفر على المدى البعيد
كثي ار من التكاليف ،وتوفر الراحة والسالمة البيئية ،مثل المواد العازلة للح اررة ،وصنابير المياه التي تعمل
بالخلية الضوئية وتتوقف تلقائيا بعد فترة من الزمن ألجل تقليل استخدام المياه ،وأنظمة الصرف الصحي
المتعددة حسب مصادرها ،فيمكن بذلك إعادة تدوير واستخدام المياه للري بسهولة وتقنيات بسيطة.
يجب النظر إلى التصميم باعتباره فلسفة تعبر عن الثقافة والتاريخ واالحتياجات المادية واالستفادة من
الطبيعة المحيطة في البناء ،ومراعاة الطبيعة الجغرافية والمناخية ،ومراعاة األهداف واألغراض التي أقيم
1منشور الملتقى االعالمي حول فن العمارة بقصر متليلي الشعانبة وعالقتها بالبيئة السكنية يومي 10-09جانفي 2009جمعية
الفن و االبداع بتصرف.
2عبد القادر القصير,نفس المرجع السابق.
21
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
لطالما مثل القطاع السكني بالجزائر رهانا من بين الرهانات االقتصادية واالجتماعية للبالد باعتباره
قطاعا مهيكال بالنسبة لالقتصاد الوطني وجزءا ال يتج أز من السياسة االجتماعية ،فضمان استقرار هو
تحقيق االكتفاء الفعلي به ضمان لحل مشاكل عدة تعاني منها البالد .ونظ ار لهذه األهمية البالغة التي
يكتسيها السكن ،سعت الدولة الجزائرية جاهدة لتطويره وترقيته زمانا ومكانا من خالل تطبيق عدة
سياسات سكنية مختلفة المحاور مشتركة من حيث مبدئها األساسي وهدفها األول المتمثل في الحد
والتخفيف من األزمة السكنية المتفاقمة بصورة مخيفة ومهددة الستقرار البالد باإلضافة الى محاولة ترقية
كل سكن ممول من أموال الخزينة العمومية يعتبر سكنا اجتماعيا ،فالتعريف البسيط للسكن
االجتماعي وهو يرتبط أساسا بالدخل المادي لألسرة التي لم تتمكن من إيجاد سكن الئق في ظل األوضاع
المالية للبالد ،أما التعريف الدقيق للسكن االجتماعي فالبد فيه من توضيح مختلف المعايير التي ارتبطت
1
به ،في حالة غيابها يفقد السكن االجتماعي مدلوله وهي:
*دعم الدولة للسكن االجتماعي بصورة واضحة وبنسبة % 100أو جزئيا يعود أساسا إلى اختالف أنواع
السكن االجتماعي.
* يستهدف السكن االجتماعي الفئة ذات الدخل الضعيف والمتوسط ممن ال يمكنهم بدون دعم الدولة
1اجمللس االقتصادي و االجتماعي ،تقرير حول السكن االجتماعي ،اجلزائر ,مارس ، 0881ص 02
22
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
*يجسد السكن االجتماعي من خالل تنمية خدمة الوظيفة االجتماعية ،التي تضطلع بها سياسة السكن
في الجزائر
من خالل هذه المعايير الثالثة ،يتبلور لنا تعريف متكامل يتسم بالدقة حول السكن االجتماعي ،فهو ال
يعبر فقط عن المدخول األسري ،وانما يعبر كذلك عن التوجيهات االقتصادية واالجتماعية التي تميز
التساهمي.
هذا النوع من البرامج ممول كلية من طرف ميزانية الدولة ألنه موجه فقط لمواطنين ذوي الدخل
الضعيف ( اقل من 24000دج /شهريا ) .يحدد شروط المستفيد من هذا النوع حسب المرسوم
ال يمكن الشخص أن يطلب منحه سكن ا اجتماعی ا إيجاريا في مفهوم ھذ ا المرسوم إذ ا كان:
يملك قطعة أرض صالحة للبناء أو محال تجاريا أو أرضا زراعية من شأنها أن تنتج لها مداخيل.
1مجلة المشاريع الكبرى في الجزائر لقطاع السكن و العمران ,وزارة السكن والعمران ,ص .13
23
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
.4السكن االجتماعي التساهمي : lspهو سكن موجه للفئات ذات الدخل المتوسط ,ويرتكز أساسا
بدمج تمويلي مشترك بالمساهمة الشخصية للمستفيد واعانة الدولة ومساهمة الدولة غير معوضة تتم عن
طريق الصندوق الوطني للسكن CNLومحددة كحد أقصى 200000دج للمسكن الواحد ,كما ان
تحدد شروط االستفادة من هذا النوع حسب التعليمة الو ازرية رقم 193الصادرة بتاريخ 29افريل
2002
تصريح شرفي يفيد أن مقدم الطلب لم يستفد هو و زوجته من قبل من التنازل عن مسكن
ملك للدولة أو من دعم الدولة لإلسكان أو أنهم ال يملكان أرض للبناء ما عدا تلك الموجهة
1مجلة المشاريع الكبرى في الجزائر لقطاع السكن و العمران نفس المرجع ،,ص 11
24
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
يقوم السكن التساهمي على مبدأ منح اإلعانة المالية التي تأتي تكملة للمساهمة المالية للمستفيد
المدعمة عند الحاجة بقرض بنكي للحصول على ملكية مسكن تتم المبادرة بهذه البرامج من طرف مرقي
عقاري إما:
لصالح زبائنه مباشرة أو معتمد لدى الجماعات المحلية ,المؤسسات ,الهيئات المستخدمة والتعاضديات
لحساب الموظفين ,األعوان والمستخدمين إذ تتميز هذه الصيغة بتدخل الدولة عن طريق الدعم المالي
من اجل الحصول على الملكية ,توفير العقار وتهييئة المجال ,تخفيض الضريبة ,تحديد فئة المستفيدين
1
من الدعم واخي ار إختيار المرقي العقاري الذي يقوم باإلنجاز
1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ,القرار الوزاري المشترك الصادر في 01نوفمبر 0883المحدد لكيفيات تطبيق المرسوم التنفيذي رقم
229/ 83المؤرخ في 3أكتوبر 0883المحدد لقواعد تدخل الصندوق الوطني للسكن في مجال الدعم .
25
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
هذا النوع موجه الى الطبقات ذات الدخل المتوسط ويستفيد هذا من مجانية القطع األرضية
والتكفل بالقروض المقدمة من طرف الدولة ويستفيد المقبلون على الشراء من قروض صغيرة بفائدة %1
. 1 في حدود %22من المبلغ المتوقع الموافق عليه من طرف الخزينة
وتحدد شروط االستفادة منه حسب المرسوم التنفيذي رقم 102-01المؤرخ في 23أفريل 2001
أن يتراوح دخل الزوج و الزوجة بين 24.000دينار و 6مرات الحد األدنى لألجر الوطني
ال يملك أو لم يملك في السابق أي ملكية ال هو وال زوجته ،أكانت قطعة أرض للبناء أو ملكية
لغرض السكن ولم يستفد من مساعدة مالية من الدولة لبناء أو اقتناء مسكن:
الذين تقدموا بطلب اقتناء سكن عدل و الذين أحيلوا على التقاعد منذ تلك الفترة يحتفظون بحقهم
الكامل في اقتناء هذه الصيغة من السكن تحديث الملفات يتم عبر موعد و على المعني باألمر تقديم آخر
قسيمة أجر ،شهادة إقامة و تصريح شرفي يثبت أنه لم يستفد من مساعدة الدولة ،هذه الوثائق يجب أن
هو سكن موجه لطبقات ذوي الدخل المحدود حيث تقوم الدولة بإعطاء إعانة مالية موجهة لتهيئة
2
االرضية وربطها بمختلف الشبكات ,في حين المستفيد يتكفل بدفع ثمن الخلية القاعدية.
-0داود عبد هللا وشقبقب توفيق ,انتاج السكن بين االصالة و المعاصرة حالة منطقة ميزاب ( ,مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة في التسيير و التقنيات
الحضرية ,جامعة منتوري قسنطينة ,سنة , ) 0200ص . 00
، - 0نفس المرجع ,ص . 02
26
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
وتحدد شروط االستفادة منه وفق االمر الوزاري المؤرخ في 12مارس .1999
هذه الصيغة الجديدة من السكن الترقوي العمومي تم إدراجها مؤخ ار ضمن برنامج حكومة "سالل"،
وعليه فان السكن العمومي الترقوي موجه للمواطنين غير المؤهلين القتناء سكن اجتماعي (دخلهم يزيد عن
24.000دينار) وال من السكن الترقوي المدعم وال من سكن عدل البيع باإليجار ،المخصصين
يجب التنويه بان السكن الترقوي العمومي ال يستفيد من أي إعانة من قبل الصندوق الوطني للسكن كما
هو الحال بالنسبة للسكن التساهمى وسكنات عدل ولكن يستفيد من تخفيضات في ثمن قطعة األرض.
إذا السكن الترقوي العمومي المدعم هو صيغة جديدة استحدثت بموجب احكام المرسوم التنفيذي رقم
القتناء مسكن جماعي او بناء مسكن ريفي ومستويات دخل طالبي هذه السكنات وكذلك كيفية منح هذه
المساعدة ,حيث أوجد من أجل تعويض السكن التساهمي ,ويعتبر السكن الترقوي المدعم موجه
للمرشحين المؤهلين إلعانة الدولة المباشرة ,ويتم انجازه عن طريق متعهد في الترقية العقارية وذلك وفقا
ولقد تحول هذا النوع مؤخ ار إلى السكن الترقوي العمومي حسب ما صرح به الوزير األول وهو سكن
موجه للمواطنين الذي يتراوح دخلهم الشهري ( ) 109.000 – 24.000دينار جزائري .ويتم تمويل هذا
البرنامج عن طريق مساهمة بنكية ,وال يتدخل الزبون إال بعد انتهاء المشروع وقامت الو ازرة ببناء
121.920مسكن ترقوي عمومي ,حيث أطلق منها 20.000خالل سنة .1 2013
27
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
السكن الريفي
جاء هذا النوع لتدعيم إتمام المخطط الوطني للتنمية الفالحية ,ويهدف الى تثبيت سكان الريف
وتنمية المجاالت الفالحية والريفية ,وتشجع السكان النازحين إلى العودة الى الريف ,ويتعلق بتهيئة أو
توسيع سكن موجود أو بناء سكنات جديدة ,وتحدد التعليمة الو ازرية المشتركة رقم 06المؤرخة في 31
1
جويلية 2002كيفية الدعم.
إثبات أن دخل الزوجين يقل أو يساوي ست ( )06مرات الدخل األدنى الوطني المضمون
)(SNMG
لم يستفيد من قبل من التنازل عن مسكن مملوك للدولة أو من دعم الدولة لإلسكان.
ال يملك أرض للبناء ما عدا إذا كان الغرض منه استيعاب البناء الريفي موضوع المساعدة.
كل شخص طبيعي يقيم في منذ خمس سنوات في البلدية ،أو يزاول في نشاط في الوسط الريفي ،يمكن أن
1000.000ج بالنسبة لواليات الجنوب الكبير األربعة ( أدرار ،تمنراست ،اليزي ،تندوف)،
28
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
800.000دج بالنسبة لواليات الستة (االغواط ،بسكرة ،بشار ،ورقلة ،الوادي ،وغرداية)
أعلن وزير السكن والعمران والمدينة بالجزائر عن استحداث صيغة سكنية جديدة تتعلق بالبناء الذاتي عن
طريق تجزئة األراضي سيتم إدراجها في البرنامج الخماسي الجديد للقطاع .2019/2012وأوضح الوزير
خالل اجتماعه مع مديري التعمير والبناء أن الصيغة الجديدة تهدف إلى تخفيف الضغط على وسائل
االنجاز من خالل تكفل المواطن بمفرده بعملية البناء بعد االستفادة من قطعة أرض ومساعدة مالية من
الدولة لكن مع احترام مخطط عمراني .وستشمل عملية تجزئة األراضي في مرحلة أولى واليات الجنوب
والهضاب العليا على أن تمتد الحقا إلى واليات الشمال .وتشير أرقام و ازرة السكن الى أنه تم إلى غاية
مطلع فبراير تحديد 1.099موقع في 422بلدية بالهضاب العليا والجنوب ستتم فيها عملية التجزئة.
وتبلغ المساحة اإلجمالية لهذه المواقع 6.699هكتار مما سيسمح بتوزيع 292.394قطعة أرض حسب
بيانات الو ازرة التي تقوم بتحيين هذه األرقام بشكل دوري .وتم الشروع في استقبال الملفات الخاصة بتجزئة
األراضي منذ أشهر في بعض الواليات حيث بلغ عدد الملفات المودعة إلى غاية بداية الشهر الجاري
146.226ملف تم منها معالجة 11.991ملف .وتطمح الو ازرة إلى رفع عدد قطع األراضي الموجهة
للبناء الذاتي من أكثر 292ألف قطعة إلى حوالي 400ألف قطعة أرض .ودعا وزير السكن والعمران
مديري التعمير إلى تكثيف جهودهم لتحديد األراضي المعنية بهذه الصيغة معتب ار أن ذلك يشكل "أحد
أولويات القطاع في مجال العمران " .كما أوصى بضرورة االعتناء بالجانب الهندسي في عمليات التجزئة
بحيث تكون األراضي الموزعة قاعدة الحتضان أحياء متكاملة ومندمجة يسهل فيها تدخل السلطات
29
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
العمومية النجاز المرافق الضرورية (المدارس والمراكز الصحية والساحات العمومية والسوق والمسجد
1
وغيرها).
32
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
تسعى و ازرة السكن والعمران والمدينة الى انجاز 1,6مليون مسكن في إطار البرنامج الخماسي
. 2019-2012
1
وتم تقسيم هذا البرنامج كالتالي :
-800.000سكن عمومي إيجاري :المعروف بالسكن االجتماعي هذه الصيغة موجهة إلى الفئات
ولالستفادة من هذه الصيغة السكنية يستوجب على الطالب ان ال يتجاوز دخله الشهري 24.000دج
-400.000وحدة سكنية بيع باإليجار :وهذه الصيغة موجهة للمواطنين الذين ينتمون الى الطبقة
المتوسطة والذين يمكنهم امتالك هذه السكنات بعد فترة من االيجار .
ويجب ان يكون الدخل الشهري لطالب هذه الصيغة من السكن مابين 24.000دج و109.000دج .
ويتكفل بهذا البرنامج الوكالة الوطنية لتحسين السكن و تطويره "عدل ".
-400.000سكن ريفي :تتمثل هذه الصيغة في انجاز سكن الئق في المحيط الريفي عبر البناء الذاتي
وذلك في اطار سياسة الدولة الرامية الى تطوير الفضاءات الريفية والى استقرار السكان.
ويعطي الصندوق الوطني للسكن مساعدات للمستفيدين إعانة بمبلغ 200.000دج مقسم على قسطين
وباإلضافة الى ذلك فان البرنامج الخماسي الجديد للقطاع سيشهد ادخال صيغة جديدة للسكن ويتعلق
31
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
وستمنح هذه الصيغة الجديدة للمواطن فرصة النجاز مسكنه الخاص بنفسه بعد الحصول على قطعة
ارض ومساعدة مالية من طرف الدولة وذلك حسب مخطط عمراني وموصفات تقنية محددة .
وسيمس تقسيم االراضي في مرحلة اولى واليات الجنوب و الهضاب العليا ليشمل في مرحلة ثانية واليات
الشمال. 1
ومن جهة اخرى سيتم التخلي عن صيغة السكن الترقوي المدعم في هذا الخماسي الجديد مع اتمام
ويجري انجاز هذا النمط من السكنات من طرف مرقي عقاري (عمومي اوخاص) بتركيبة مالية
تتكون من مساهمة شخصية للمستفيد وقرض بفوائد مخفضة واعانة مالية مباشرة يقدمها الصندوق الوطني
للسكن .ومن جهة اخرى تتوقع الو ازرة مواصلة البرنامج االضافي للسكن الذي تم اطالقه في 2013والذي
- 151.850سكن ترقوي عمومي التي تعد صيغة موجهة الى المواطنين المنتمين الى الطبقة المتوسطة
والذين تتراوح اجورهم بين 109.000دج و 216.000دج .ويتم انجاز هذا البرنامج من طرف المؤسسة
الوطنية للترقية العقارية .واليستفيد هذا النوع من السكنات من اي دعم مباشر للدولة ما يفسر سعره المرتفع
32
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
ويضاف الى هذا برنامج 62.000مسكن بصيغة البيع بااليجار للصندوق الوطني للتوفير و االحتياط
ولم يسلم هذا البرنامج الذي تم اطالقه في 2006اال حوالي 11.000مسكن الى غاية نهاية .2014
وستسمح مواصلة هذا البرنامج بتخفيف الضغط على برنامج "عدل" بما أن هذه الوكالة هي التي تختار
وتهدف الو ازرة من خالل هذه البرامج القضاء نهائيا على السكنات الفوضوية قبل نهاية 2012وحل ازمة
حسب المرسوم التشريعي 03-93الصادر في 1مارس 1993المتعلق بالنشاط العقاري فان الترقية
العقارية هي مجموع األعمال التي تساهم في انجاز وتجديد األمالك العقارية المخصصة للبيع او اإليجار
او تلبية حاجات خاصة ويمكن ان تكون االمالك العقارية مجال ذو استعمال سكني أو مخصص إليواء
نشاط حرفي أو صناعي أو تجاري ,وهي أيضا إحدى عمليات تطوير اإلنتاج السكني وتحسين اإلطار
ولإلشارة فقط انه خالل الفترة مابين 1996م1992 -م قام الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط بتمويل
1
200.000مسكن .
)0مسعودي الشريف ومسروع فارس ,السكن سياسات وبرامج وتطبيقات و نتائج حالة عين ولمان ( ,مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة في التهيئة
الحضرية ,جامعة منتوري قسنطينة ,سنة ,) 0229ص( ) 08. 01
33
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
تم إلغاء القانون المتعلق بالترقية العقارية بصدور المرسوم التشريعي رقم 03 / 93المؤرخ في
1مارس 1993بعد ان فشل الصندوق الوطني للتوفير و االحتياط في تحمل األعباء التمويلية لمشاريع
السكن.
لقد ذكر القانون 02/96المتعلق بالترقية العقارية أشخاص القانون العام القائم بالترقية العقارية في
الجماعات المحلية ,وكذا المؤسسات والهيئات العمومية التي يخولها لذلك القانون األساسي ,ورغم العدد
المعتبر لهذه الهيئات العمومية التي كانت متواجدة في ذلك الوقت بصفة قائمة بكل عمليات الترقية
العقارية إال ان ما يعرف منها اليوم اكثر خاصة بعد صدور المرسوم 03/93المتعلق بالنشاط العقاري
الذي شجع وبقوة عمليات الترقية العقارية ليزداد تطور هذه المؤسسات وبتنظيمات جديدة أكثر فعالية من
سابقتها في ميدان التطور العقاري والتي تعتبر بمثابة المتعامل العام في الترقية العقارية وفقا للمفهوم الذي
لعبت الجماعات المحلية دروا كبي ار في ميدان الترقية العقارية حيث كانت البلدية تشارك بأسهم
إلنشاء التعاونيات العقارية ,1باإلضافة إلى إشرافها من الناحية التقنية بتحضير دفتر الشروط والتي تحدد
فيه تركيبة المشروع من النواحي التقنية ,2حيث كانت تتلقى تدعيمات من المجلس الشعبي الوالئي لغرض
تنفيذ مخططاتها السكنية هذا الخير الذي لعب هو األخر دو ار مهما في مجال الترقية العقارية عن طريق
المساهمة في إنشاء مؤسسات وشركات البناء والمبادرة في ترقية برامج السكن المخصص لإليجار
1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية من قانون 29/ 00الصادر في 8أفريل 0200المتعلق بالبلدية , ,المادة , 021الجريدة رسمية عدد
.01ص.11
2سماعين شامة ,النظام القانوني الجزائر للتوجيه العقاري ,دار ھومة ,الجزائر , 0220 ,ص .008
34
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
حسب المادة األولى من المرسوم التنفيذي 142 _91المؤرخ في 12ماي 1991و المتضمن تغيير
الطبيعة القانونية للقوانين األساسية لدواوين الترقية والتسيير العقاري وتحديد كيفيات تنظيمها وعملها والتي
تنص على " :تغير دواوين الترقية و التسيير العقاري القائمة عند تاريخ سريان مفعول هذا المرسوم
والمدرجة في القائمة الملحقة ,في طبيعتها القانونية الى مؤسسات عمومية وطنية ذات طابع صناعي
وتجاري .كما تخضع هذه المؤسسات التي تدعى في صلب النص " دواوين الترقية و التسيير
العقاري"للقوانين و التنظيمات المعمول بها وألحكام هذا المرسوم" .تعتبر دواوين الترقية والتسيير العقاري
1
تتمتع الشخصية المعنوية واالستقالل المالي كما مؤسسات عمومية وطنية ذات طابع صناعي وتجاري
تتميز بالطابع التجاري في تعامالتها مع الغير لذا تخضع لقواعد القانون التجاري وهذا حسب المادة 2من
المرسوم التنفيذي رقم 142_91المؤرخ في 12ماي " 1991تتمتع دواوين الترقية و التسيير العقاري
بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي وتعد تاجرة في عالقاتها مع الغير و تخضع لقواعد القانون
وهذا من حيث القيد في السجل التجاري وحرية اإلثبات وشهر إفالسها ,3ولقد كانت هذه 2
التجاري "
4
والذي تم بموجبه تحويل الطبيعة اإلدارية لها إلى الدواوين مسيرة بمقتضى المرسوم 220/92
5
االقتصادية لتعرف بعدها طابعا صناعيا وتجاريا بصدور القانون 01/99
وما تجدر اإلشارة إليه أن دواوين الترقية والتسيير العقاري لها جانب كبير في عمليات الترقية
العقارية وتسييرها عن طريق النشاطات المكلفة بها من اجل هذه العمليات ,ولكن ما يالحظ عن المرسوم
رقم 142/91المتضمن للطبيعة القانونية لدواوين الترقية والتسيير العقاري في المادة 4منه أنه جعل
1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي رقم 038/80المؤرخ في 00ماي 0880المتضمن تغيير الطبيعة القانونية للقوانين
األساسية لدواوين الترقية والتسيير العقاري وتحديد كيفيات تنظيمها وعملها ,المادة األولى ,الجريدة الرسمية عدد .01
2أنظر المادة 0من نفس المرسوم 038/80المذكور أعاله.
3بن يوسف بن رقية ,المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ,الجزء 28رقم , 0888 , 0ص .001
4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ,المرسوم رقم 082/ 91المؤرخ في 1نوفمبر 0891المتعلق بتحويل تنظيم وتسيير دواوين الترقية
والتسيير العقاري للوالية ,المادة , 0الجريدة الرسمية عدد .31
5الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية القانون 20/99المؤرخ في 00جانفي 0899المتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية
االقتصادية ,المادة , 2الجريدة الرسمية عدد .0
35
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
تولي وقيام هذه الدواوين لعملية الترقية العقارية على سبيل التبعية أي تقوم بها استثناءا فقط أو كعمل
إضافي لها األمر الذي يستدعي مراجعة واعادة بناء النصوص القانونية لهذه الدواوين وهذا بإدراج الترقية
العقارية كعمل أصلي لها بحكم تطابق مفهوم الترقية العقارية والطابع القانوني لهذه الدواوين.
وهي عبارة عن مؤسسة عمومية اقتصادية أنشأت من طرف شركة تسيير مساهمات الدولة ,تأخذ
على عاتقها طلبات المواطنين طالبي السكن من ذوي الدخل المتوسط ( 90ألف دينار جزائري ) الذين ال
تتوفر لديهم شروط الحصول على السكن االجتماعي اإليجاري أو شروط االستفادة من السكن االجتماعي
اقتناء أراضي الوعاء بغرض الشروع في أي عملية من شأنها المساهمة في التصميم ,تمويل
وانجاز مجموعات عقارية مثل عقارات السكن الجماعي ,نصف الجماعي أو الفردي أو المحالت
اقتناء أراضي الوعاء بغرض إنجاز برامج تخصيص مجهزة بالمنافع العامة وتخصيص قطع للبيع
إضافة القتناء أية عقارات مبنية قصد إعادة تأهيلها وترميمها او إعادة هيكلتها على أن تكون
مخصصة للبيع ناهيك عن تسيير مجموعات عقارية وتقديم االستشارة والمساعدة في ميدان تسيير
االمالك العقارية وذلك بصفة مباشرة أو غير مباشرة سواء كان ذلك لصالحها او صالح الغير
ولقد تم إنشاء المؤسسة الوطنية للترقية العقارية على خلفية حل مؤسسات ترقية السكن العائلي
( )F.L.D.Eوالتي تعتبر هي االخرى مؤسسات عمومية محلية أنشأت بموجب كل من المرسومين
36
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
200/93المحدد لشروط إنشاء المؤسسة العمومية المحلية ,1وطبقا للمادة 3من المرسوم رقم / 94
جمع األعمال الالزمة لتنفيذ العمليات الجاري القيام بها في إطار هدفها.
تنفيذ برنامج تجهيز االراضي المخصصة لبناء المساكن وتجزئتها بالتعاون مع الجماعات
المحلية.
تكوين جمعيات وتعاونيات عقارية ومساعدتها تقنيا واداريا كما تتنازل عند الحاجة عما انجز من
السكنات لتعاونيات وهذه المشاريع التي تقوم بها مؤسسات ترقية السكن العائلي في ميدان الترقية
العقارية تخضع للمراقبة التقنية من قبل مصالح مختصة تابعة للجماعات المحلية المعنية.
تعتبر الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتمتع
3
بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ,2وتخضع في عالقتها مع الغير إلى أحكام القانون التجاري.
ولقد تم إحداث هذه الوكالة بموجب المرسوم رقم 149/91المؤرخ في 12ماي 1991م كمؤسسة
عمومية مكلفة بإنجاز عمليات السكن في إطار الترقية العقارية ,4وما يفسر ويؤكد أهمية هذه الوكالة في
مجال الترقية العقارية هو نص المادة 2من المرسوم 149/91التي حددت مهامها في هذا المجال
المتمثلة في :
1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي رقم 022 /92الصادر في 08مارس 0892المتعلق بتحديد شروط إنشاء المؤسسة
العمومية المحلية وتنظيمها وسيرھا ,الجريدة الرسمية عدد .00ص.32
2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي رقم 039/80المؤرخ في 00ماي , 0880المتضمن إحاث وكالة وطنية لتحسين
السكن وتطويره ,المادة األولى ,الجريدة الرسمية عدد .01ص.13
3انظر المادة 1من نفس المرسوم.
4 Djilali ADJA, Droit de l’urbanisme, Berti Editions; Alger,2007,P69.
37
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
تأطير وتنشيط األعمال التالية :القضاء على السكن غير الصحي ,تجديد وترميم األنسجة
العمرانية القديمة ,تغيير البنية الحضرية ,إنشاء المدن الجديدة ,إعداد أساليب مستحدثة من
وبالرجوع إلى القانون 02/96المتعلق بالترقية العقارية فإنه يعتبر المؤسسات العمومية التي يخولها
قانونها األساس إنجاز عمليات الترقية العقارية بمثابة المتعامل العام 1المنصوص عليه في المرسوم
التشريعي رقم 03/93المتعلق بالنشاط العقاري والذي يعتبر هو االخر كل شخص معنوي يساهم في
2
إنجاز أو تجديد األمالك العقارية متعامال في الترقية العقارية
ظهرت الترقية العقارية الخاصة ألول مرة في الجزائر بصدور األمر 92/26المؤرخ في 23أكتوبر
1926المتعلق بتنظيم التعاون العقاري وهذا في صورة التعاونيات العقارية والتي هي عبارة عن شركة
أشخاص مدنية هدفها األساسي هو الحصول على ملكية السكن العائلي , 3لذا كان يكتتب في التعاونية
العقارية األشخاص الطبيعيون والراغبون في الحصول على ملكية سكن في إطار التنظيم التعاوني
بحصص لإلشتراك 4وبصدور القانون رقم 02/96المتعلق بالترقية العقارية وجد في ظله المكتتب للقيام
بإنجاز عمليات الترقية العقارية سواء كان الشخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون الخاص كما تتمثل
الترقية العقارية الخاصة في الخواص القائمين بالبناء الذاتي سواءا كانوا فرادى أو منظمين في تعاونيات
عقارية إضافة إلى االشخاص الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للقانون الخاص أما في إطار المرسوم
التشريعي 03/93المتعلق بالنشاط العقاري فقد ظهرت الترقية العقارية الخاصة على انها شخص طبيعي
38
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
كان او معنوي يساهم في إنجاز أو تجديد األمالك العقارية الموجهة للبيع أو اإليجار أو لتلبية حاجاته
الخاصة 1وعلى هذا تكون الترقية العقارية الخاصة على أنها :
شخص طبيعي يساهم في إنجاز أو تجديد األمالك العقارية وفق ما جاء به هذا المرسوم.
يكون الشخص المعنوي يخضع للقانون الخاص كما هو الحال في التعاونيات العقارية المنصوص
عليها باألمر 92/26سابق الذكر والقائمة بعمليات الترقية العقارية بمفهوم المرسوم 03/93المتعلق
بالنشاط العقاري
أو يكون هذا الشخص المعنوي الخاضع للقانون الخاص عبارة عن شركة أو مؤسسة تقوم بأعمال
ونشاطات الترقية العقارية ,ويكون المتعامل على رأس هذه الشركة التي تظهر في أن واحد كشركة بناء
وشركة بيع , 2أو شركة تجديد وانجاز طبقا للمرسوم 03/93المتعلق بالنشاط العقاري على أن الترقية
العقارية الخاصة قد تظهر في صورة شخص طبيعي أو تعاونية عقارية أو مؤسسة ترقية عقارية وتعتبر
هذه األخيرة من أبرز الصور المتعارف عليها كترقية عقارية خاصة في ميدان الترقية العقارية ,بحيث
تخضع في تأسيسها إلى القواعد التي تنظم الشركات التجارية في الشكل والموضوع ,3بحكم انها تعتبر
تاجرة في عالقتها مع الغير , 4اما االشخاص الطبيعيين سواء كانوا فرادى أو منظمين في التعاونيات
العقارية فإن اعمالهم في إطار الترقية العقارية تخصص لتلبية حاجاتهم الخاصة بما يجعلهم يخضعون
39
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
يعرف التحصيص بأنه كل تقسيم أو تجزئة لملكية عقارية كبيرة على نحو حصص متفاوتة
المساحات ,بهدف إنجاز مباني موجهة لنشاط معين كما يحدده المرسوم التنفيذي 126 /91في المادة 2
بأنه " عملية تقسم القطعة األرضية أو عدة قطع أرضية من ملكية عقارية واحدة أو عدة ملكيات مهما
كان موقعها وان كانت هذه قطعة أو عدة قطع ناتجة عن هذا التقسيم من شأنها أن تستعمل في تشييد
1
بناية .
حسب المرسوم التنفيذي 126-91المؤرخ في 29ماي 1991المتعلق بكيفيات تحضير شهادة التعمير
ورخصة التجزئة وشهادة التقسيم ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك .فإن
التحصيص حسب المادة 02هو " عملية تقسيم القطعة أو عدة قطع من ملكية عقارية واحدة أو عدة
ملكيات مهما كان موقعها ,إذا كانت قطعة أو عدة قطع ناتجة عن هذا التقسيم من شأنها أن تستعمل
سمحت هذه السياسة بمشاركة األفراد القادرين على البناء إلنتاج مساكنهم إلى جانب الدولة
ودعمت بقانون 02-92الصادر في 6فيفري 1992الذي يحدد كيفيات تحضير رخصة البناء ورخصة
التجزئة.
ومع ظهور قانون التوجيه العقاري 22-90أصبحت التجزئة تقام من طرف الوكالة العقارية أو
من طرف أي شخص طبيعي كان أو معنوي وهذا ما جعل القطع األرضية تخضع لقانون العرض و
2
الطلب.
1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المرسوم التنفيذي 081/ 80المؤرخ في 09ماي , 0880الجريدة الرسمية عدد , 01المادة 8ص.81
2مجلة المشاريع الكبرى في الجزائر لقطاع السكن و العمران ,ص( )00.09
42
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
ظهر هذا النوع من التحصيصات في إطار التعليمة المؤرخة في 1أوت 1992والمتعلقة بكيفية
تحسين ظروف الحياة عبر مختلف مناطق السكن غير الالئق وهي سياسة وجهت للفئات اإلجتماعية
المحدودة الدخل وتتميز مساكنها بالتطور حيث تتكون هذه المساكن من خلية قاعدية بمساحة 40م 2قابلة
للتوسع على مساحة إجمالية تتراوح بين 100و 120م ,2مجهزة بمختلف الشبكات ويساهم المستفيدين في
1
عملية تجهيز التحصيص.
يوجد صنفان من التحصيصات السكنية والتي تتحكم فيه الطبيعة العقارية لألراضي التي تقام عليها وهي:
.1التحصيصات العمومية :وهي التحصيصات التي تقوم بإنجازها إما البلدية أو الوكالة العقارية وقد
جاءت هذه التحصيصات في إطار برامج المناطق الحضرية السكنية الجديدة وكذا تحصيصات في إطار
التعويضات الناتجة عن تهديم والقضاء على المباني القصديرية ومن بين التحصيصات التي جاءت في
إطار التعويضات لدينا تحصيص إعادة الهيكلة وهي التحصيصات التي تاخذ وضعيتها كما هي على
المجال وعادة تتم تسويتها وفقا للطبيعة القانونية لألراضي على أن تكون ملكية العقار عمومية ,ويمكن
2
أن نميز نوعان من التحصيصات العمومية حسب نوعية التهيئة
التحصيصات االجتماعية :وفيها تتحمل الدولة تكاليف تهييئتها مما يجعل أسعار التنازل عن
الحصص مناسبا مع دخل بعض الفئات ,أي التنازل بمبلغ رمزي حيث ال تدخل كلفة تهيئة
متر المربع الواحد في عملية التنازل وهي التحصيصات التي ظهرت خاصة بعد صدور األمر
1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية التعليمة الوزارية رقم 229المؤرخة في 0أوت 0881المتعلقة بكيفيات تحسين ظروف الحياة عبر
مختلف مناطق السكن غير الالئق.
2الوكالة المحلية للتنظيم والتسيير العقاريين لبلدية متليلي بوالية غارداية .
41
السياسات السكنية في الجزائر الفصل الثاني
التحصيصات الترقوية :وفيه يحدد سعر الحصص بعد أن تتم عملية التهيئة إذ يمكن الحصول
على مثل هذا النوع من التحصيصات الفئات ذات الدخل المرتفع ويتم التنازل عليها بسعر
السوق أي بأسعارها الحقيقية وقد أصبحت اليوم تخضع لإلجراءات المزاد العلني.
.4التحصيصات الخاصة :وهي تحصيصات يقوم بإنجازها الخواص في فترات مختلفة حيث يكون
أهم المتدخلين في إنجاز التحصيصات :يصنف المتدخلون في إنجاز التحصيصات إلى صنفين
1
متدخلون عموميون ومتدخلون خواص .
باختصار تعد كل من البلدية والوكالة المحلية للتسيير والتنظيم العقاريين الحضريين المسئولتان الرئيسيتان
عن تهيئة وتسيير التحصيصات العمومية كما نجد هيئات عمومية اخرى لها إسهام في توفير جزء من
الحضيرة السكنية من خالل الترقية العقارية وهما ديوان الترقية والتسيير العقاري والمؤسسة الوطنية لترقية
السكن العائلي من خالل إنجازات معتبرة على مستوى التحصيصات العمومية .كما نجد الخواص
2
القائمون بالبناء الذاتي سواء كانوا أفراد أو تعاونيات عقارية.
1
Aleth Picard Malverti , lotissements et colonisation Revue N°1 4 : villes en parallèle, ,.pp (214-237) .
2محمد الهادي العروق :المدينة الجزائرية ,سياسات وممارسات التهيئة ,حوليات وحدة البحث إفريقيا والعالم العربي ,جامعة قسنطينة,0888 ,
ص.31
42
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
الفصل الثالث:إصالحات السياسة السكنية في الجزائر (حالة بلدية متليلي بوالية غارداية)
إن دراسة العوامل المؤثرة على االنتاج السكني تدعوا إلى دراسة العوامل الطبيعية للمجال التي
تسمح بتحديد المؤهالت والعوائق التي تمكن المدينة أو التجمع العمراني من النمو والتوسع حيث تحدد
وتفرض هذه العوامل شروط وأسس السكن .باإلضافة إلى العوامل الطبيعية يلعب العامل البشري دو ار
أساسا في تخطيط المجاالت السكنية من خالل تطور نسب الزيادة والمستوى المعيشي وفق العادات
والتقاليد.
كما أن االنتاج السكني في مدينة متليلي كان له تأثير كبير على هذه العوامل ,حيث فرضت عليه
توجهات مختلفة وسنحاول في هذا الفصل أن نبين أهم العوامل واإلمكانات الطبيعية وأثرها على السكن
وعن مقر الوالية بـ 42كلم .تتوسط بلدية متليلي الشعانبة بين خطي عرض º31 º30شماال
وخطي طول º 5º 2شرقا ،يحدها من الشمال غرداية وبنورة والعطف والضاية بن ضحوة ،ومن
الجنوب بلدية سبسب ومن الغرب والية البيض ومن الشرق والية ورقلة وبلدية زلفانة.
2
اما من الناحية تقع بلدية متليلي جنوب عاصمة الوالية و تقدر مساحتها بـ 2300 :كم
الجغرافية تتواجد بلدية متليلي بين هضبة صخرية تتخللها شعاب و اودية تصب كلها في الواد الرئيسي
الذي يسمى بواد متليلي حيت يتخذه السكان كعنصر اساسي إلقامة الواحات.
43
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
.0-5الموضع :
تتموضع مدينة متليلي على أرضية قاسية صعبة للتعمير ،حيث تتكون من جملة من
الهضبات الصخرية يتراوح ارتفاعها ما بين ( 300م إلى900م ) فوق سطح البحر تتخللها
شعاب وأودية صغيرة تتجمع مع بعضها البعض وتصب جميعها في وادي الذي يخترق سهلها
1
الضيق المتخذ كواحات يقتات منها سكان المنطقة.
2
يتميز هذا الموضع بتباين كبير حيث يستخلص منه المكونات التالية:
)1منطقة سهلية منبسطة في وسط الوادي تتمثل في واحات النخيل إضافة إل بعض الكتل الكلسية
المنعزلة ذات االرتفاعات البسيطة التي تم استغاللها في بناء قصر وتكثيف العمران.
)2منطقة جبلية كلسية ذات انحدارات شديدة تحيط بكل جوانب الوادي التي تشكل عائقا طبيعيا أمام
)3شبكة هيدروغرافية معقدة تتكون من مجموعة من األودية الواسعة والشعاب الجافة غالبا طوال
السنة والمهددة بخطر الفيضانات الجارفة عند تساقط كمية كبيرة من مياه األمطار ،أهم وأكبر
هذه الوديان وادي متليلي المتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي حيث يمر بوسط مدينة
- 1مراجعة المخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لمدينة متليلي الشعانبة 0202 ,م .ص.02
2
-بن جبارة عبد القادر وبوتيتل لمنور ورقادي حسني ،الخصائص العمرانية و المناخية في المدن الصحراوية (مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس
دولة في تسيير و تقنيات حضرية ،كلية علوم االرض ،قسنطينة ) ، 2212ص . 48
44
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
عمق هذه الطبقة حوالي من 12م إلى 32م وتزداد عمقا كلما اتجهنا نحو الغرب ,استعمال
عمقها يتراوح بين 400م و200م ,وهذا ما سمح بإنجاز عدد معتبر من اآلبار اإلرتوازية
تعد الدراسة الجيوتقنية ذات أهمية كبيرة ,إذ من خاللها نستطيع إبراز قدرة تحمل األرض
للبنايات ومعرفة مدى صالحية األرض إلنشاء المباني وانجاز مختلف التجهيزات الضرورية ,ومدها
بمختلف الشبكات التقنية فمن خالل تداخل العوامل الطبيعية السابقة نميز في مدينة متليلي المناطق
التالية :
معظم مدينة متليلي هي أراضي غير صالحة للتعمير حيث أن المدينة توضعت في وسط
واد متليلي حيث تحيط بها سلسلة الجبال تزيد نسبة انحدارها عن . % 11
خمطط شغل األراضي حي السبخة ,مبتليلي والية غارداية ,اجلزائر ..0228ص.00 1
45
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
تنحصر هذه األراضي في المساحة المحصورة بين سلسلة الجبال وارتفاق الوادي .حيث
تمتد على حافتي الوادي والتي تبلغ مساحتها %26من المساحة اإلجمالية للبالد.
المناخ هو محصلة العالقة بين عوامل مختلفة :كخط العرض ،الرطوبة ،الضغط الجوي ،
التساقط ،عامل الرياح ،التشميس والح اررة .والهدف من إعطاء معلومات عن المناخ هو معرفة
مدى تأثير العوامل المناخية على مكونات المجال السكني وكذا اإلنتاج والنوعية .
ومناخ منطقة متليلي الشعانبة مناخ صحراوي قاري ) يتميز بصيف حار وشتاء بارد جاف
واختالف جد كبير في درجات الح اررة وقلة التساقط كما يتميز بهبوب الرياح الساخنة في فصل
الحرارة ودورها في اختيار التصاميم ومواد البناء :تعتبر الح اررة من بين العناصر المناخية
التي لها تأثير مباشر على البنايات والمواد الموجهة للبناء وتوجهها ولمعرفة مدى تأثيرها على المنطقة
فإن معدل درجة الح اررة في مدينة متليلي وخاصة في فصل الصيف تقلل من حركة السكان وممارسة
إن الح اررة تلعب دو ار هاما فيما تعلق بالجانب السكني والعمراني حيث تم استعمال مواد بناء
مقاومة للح اررة والتي تمتاز باأللوان الفاتحة و العاكسة ألشعة الشمس كما نجدها مستعملة بطريقة
متدرجة.
لقد سجلت محطة غارداية لألرصاد الجوية سنة 2014م مدى حراري كبير جدا بين درجة الح اررة
الليلية والنهارية ،ففي فصل الشتاء يقدر معدل درجة الح اررة في شهر جانفي بـ °10م ،حيث تنخفض
46
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
درجة البرودة أحيانا حتى تصل °1-م كدرجة دنيا ،أما المدى الحراري يقدر بـ °12م وترتفع هذه
المعدالت في الصيف ليصل المعدل الحراري إلى °33م في شهر جويلية وأوت بتسجيل مدى حراري
يفوق °12م ،حيث تصل درجة الح اررة بالمنطقة حتى °20م خالل هذا الفصل مع تسجيل اختالف
45
40
35
30
درجة الحرارة م°
25
20
درجة حرارة دنيا
15
درجة حرارة قصوى
10
5
0
االشهر
شكل بياني :يوضح اختالف المدى الحراري في مدينة متليلي
ِ
البناء ،وتظهر خالل الحركة التفاضلية بين المواد المتجاورة تمدد أو انكماش مكو ِ
نات -
ّ
والمختلفة.
ِ
درجة الح اررة عند التعرض ألشعة الشمس وفترات الظل ِ
عدم استقرار درجة الح اررة أو تفاضل -
او موجات الرياح الباردة أو قطرات المطر مما يؤدي الى التشققات وتكسر الروابط بين الجزيئات
وخاصة الكلس.
47
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
السطوح الملونة.
وهذا ما يبين لنا أن منطقة متليلي الشعانبة منطقة حارة مما ستوجب علينا مراعاة العامل
الحراري في عمليات تهيئة الفضاءات العمومية لكونها تلعب دو ار هاما في النسيج العمراني وهذا ما
تجلى من خالل المباني حيث يجب اختيار مواد البناء التي تتناسب مع المنطقة.
تبقى األمطار في المنطقة قليلة وهذا من مميزات المناخ الصحراوي ,نالحظ أن كمية األمطار
بمدينة متليلي الشعانبة تختلف من شهر إلى آخر حيث تنعدم في كل من شهر فيفري ,ماي ,أكتوبر
وترتفع بكميات متفاوتة في كل من شهر جوان جويلية ,أوت ,لتبلغ ذروتها في شهر جانفي.
إذ نسجل من شهر أكتوبر إلى شهر أفريل 1,7ملم ,أما باقي أشهر السنة فتعتبر جافة أما الكمية
ومنه المنطقة قليلة التساقط وبصفة غير منتظمة وذلك لقلة االرتفاعات بالمنطقة ووجود حاجز
االضطرابات الجوية القادمة من الشمال والمتمثلة في سلسلة جبال األطلس الصحراوي ووجود المنطقة في
منخفض .ومنه يبقى تأثير األمطار على السكن ضئيال ،مع األخذ بعين اإلعتبار ارتفاق الوادي لتجنب
48
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
70
السنةيل كمية األمطار لسنة 2010
شكل بياني :يوضح التساقط على مدار تم
60
50
40
30
20
10
0
ديسـ نوفـ أكتـ سبـ أوت جويـ جوا ماي فر مار فيـ جا
62,64 0,51 10,16 5,08 0 4,57 2,79 1,02 43,19 0 0 0كمية ماء المطر (ملم
المصدر :مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ( DPATسابقا
5102
إن دراسة حركة الرياح تمكن من معرفة اتجاه وشدة وسيادة هذه األخيرة وفتراتها وهذا ما يجب
مراعاته في عملية التعمير والتخطيط من خالل توجيه المباني والطرقات وكذا تموضع األشجار
والمساحات الخضراء .والرياح هي حركة الهواء من المناطق ذات الضغط الجوي المرتفع نحو مناطق
الضغط المنخفض ,حيث نميز إختالف الرياح السائدة من حيث اإلتجاه والقوة وكذا من فصل إلى آخر
ومن سنة إلى أخرى ،فشتاء تكون الرياح شمالية غربية تتسبب في هطول األمطار وجنوبية شرقية
صيفا أو تسمى برياح الشهيلي وهي رياح ساخنة وجافة تصل سرعتها أحيانا إلى 32م/ثا حيث تسبب
رياح الصحراوي :وتتراوح سرعتها ما بين 13و 16كلم/ساعة فهي ذات سرعة كبيرة و تهب في
فصل الربيع وتأخذ إتجاه الجنوب الغربي وتتسبب في كثير من األحيان في شل حركة المرور
49
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
رياح السيروكو (الشهيلي ) :وهي رياح تهب في فصل الصيف وتأتي من الجنوب تتراوح
سرعتها مابين 10إلى 12كلم/ساعة ،تتسبب في أخطار أكبرها رفع في درجة ح اررة الجو
إن تداخل العوامل المناخية و الطبيعية حدد ووجه العمران في مدينة متليلي الشعانبة وفرض
أشكال عمرانية وخصائص ميزت النسيج العمراني في المنطقة ويمكن تلخيص بعضها فيما يلي :
شكل المبنى :نجد أن المبنى يكون ،مدمجا حيث أن المساحة السطحية للغالف الخارجي تكون
صغيرة ما أمكن ،وذلك لتقليل االنسياب الحراري إلى داخل المبنى ,وحمايته من العوامل المناخية
المختلفة مثل اإلشعاع الشمسي المباشر ،ويساهم ذلك في انخفاض درجة الح اررة في الداخل خالل
ساعات النهار .ويعتبر الشكل المعماري المستطيل وما يقترب منه من أفضل األشكال في التأثر
التخطيط المتراص :يجب استخدام التخطيط المتضام المتالحم كما هو موضح بالصورة ()1
و( .)2لتوفير أكبر قدر من الظالل التي تسقطها المباني على بعضها البعض والناتجة عن اختالف
االرتفاعات في الحوائط الخارجية ،بحيث ال يتعرض ألشعة الشمس سوى أقل مساحة من الواجهات
واألسطح .وهكذا تكون الطاقة النافذة أو المتسربة إلى المباني في أضيق الحدود .
52
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
ومن سمات هذا التخطيط أن عرض الشوارع ضيقة وملتوية لتقليل المساحات المعرضة
للشمس مما يعمل على االستقرار الحراري والحفاظ على ركود الهواء البارد أسفل الشوارع .و يجب
مراعاة أن تكون الشوارع متعامدة على اتجاه الرياح السائدة بسبب احتمال هبوب الرياح المحملة
"1
بالرمال واألتربة ،التي تؤدي إلى رفع درجة الح اررة داخل المباني
يجب أن تكون الفراغات والفضاءات العمومية غير متسعة ،ألن أشعة الشمس القوية تمنع
استغالل مثل هذه الفراغات الخارجية المكشوفة في ممارسة األنشطة المختلفة ،إال إذا ظللت كلها أو
أجزاء منها بواسطة األبنية لتغطية المساحات وأماكن انتظار السيارات.
1عبد الباقي ابراھيم :تأصيل القيم الحضارية في بناء المدينة اإلسالمية المعاصرة ،طبعة مركز الدراسات التخطيطية و المعمارية ،مصر
الجديدة ،،مصر ، 1986 ،ص(.)032 139
51
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
استخدام الفناء:
يعتبر الفناء عنصر اساسيا من المبنى ألنه يساعد في تحقيق درجات ح اررة داخلية باردة صيفا ،
وفي بعض الحاالت تكون درجات الح اررة الهوائية واإلشعاعية في الفناء الداخلي أعلى ولكنها يمكن
أن تكون أقل من درجات الح اررة المحيطة المقابلة ،حسب التفاصيل التصميمية للفناء .
المصدر :معالجة الطلبة 5103 صورة :توضح الفناء ودوره في التشميس والتهوية
مواد البناء
إن المواد المستخدمة في البناء هي من المواد ذات السعة الح اررية العالية حيث نجد مواد كثيفة
عالية الكتلة و ثقيلة مثل الحجر ،الطوب ...كما أن األسقف في السطح الخارجي مغطاة بطبقة من
التراب ،الذي يوفر كتلة عالية للمبنى ويحمية من أشعة الشمس ،كما يمنع امتصاص الح اررة
52
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
يختلف األداء الحراري لمواد البناء باختالف خصائصها الح اررية الفيزيائية مثل قدرتها على نقل
الح اررة بواسطة التوصيل واإلشعاع والحمل وقدرتها على تخزين الح اررة ،السعة الح اررية وقدرتها على
1
العزل الحراري.
ويعتبر الجبس والجير من أهم المواد المستعملةـ في العمارة ألنه مادة رخوة هشة قابلة المتصاص
رطوبة الهواء ،وينتشر استخدامه في طال ء الحوائط حيث أن اللون األبيض يعكس أشعة الشمس ،كما
أن للجبس والجير حساسية شديدة للرطوبة وقدرة على امتصاصها .وعند تعرضه للح اررة في الجو
الجاف فإنه يفقد الرطوبة المخزونة مما يتسبب في انخفاض درجة ح اررة سطح الجس والهواء المالمس
لها.2
الفتحات :إن الفتحات تكون ضيقة و توجد على مستوى جدران المساكن ،ومستوى االسقف و هذه
الفتحات ليست خشبية و ال تحتوى على نظام فتح أو غلق ،و دور هذه الفتحات يتمثل في التهوية و
إن إدراك هذه الخصائص ودراستها واإللمام بجميع الظواهر الطبيعية يساهم في الحصول على
تصميم جيد واختيار المواد المناسبة منها والطريقة التي تستعمل بها ألجل تلبية دورها اإليجابي وتفادي
سلبيات عناصر المناخ المحيط .فمن خالل ما سبق نجد أن مدينة متليلي تميزت بخصائص طبيعية
1علي سيد عباس تحقيق الراحة الحرارية طبيعيا بمسكن إقليم توشكى الصحراوي بجنوب مصر ،مؤتمر األزھر الهندسي الدولي التاسع ،القاھرة،
14 -00،2007 -افريل ,ص .313
2سيد عباس علي ,نفس المرجع السابق ,ص455
53
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
.0الحالة العقارية للسكن :من خالل التحقيق الميداني مع المصالح المختصة وحسب اإلدارة
الخاصة بأمالك الدولة تبين لنا أن مدينة متليلي الشعانبة الزالت خاضعة للدراسة من الجانب
العقاري وتعود أغلب الملكيات للخواص .وحسب التقديرات األولية حسب نفس المصالح نجد تقسيم
1
الملكية العقارية كاألتي :
ملك الخواص
الملكية العقارية
ملكية OPGI
ملك الدولة
ملك البلدية
ملك المحافظة العقارية
أمالك وقف
54
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
.4األنماط السكنية:
من خالل الدراسة التحليلية لمنطقة الدراسة نجد انها تحتوي على عدة أنماط سكنية نذكر منها:
النمط الفردي :وهو عبارة عن مبنى به مسكن واحد وهو شاسع نوعا ما وغالبا مانجد به الحديقة ) جنان .
( ومستودع للسيارات ,وهو النمط السائد في المدينة والمفضل لدى السكان وهو النمط الغالب ،وينقسم إلي
قسمين:
لنمط الفردي التقليدي :يتميز هذا البناء من المساكن بشكله الهندسي البسيط ،و مادة بناء جدرانه
من الحجارة و يتراوح علوه من طابق أرضي إلى طابق أرضى ، 1+ونجده غالبا في القصر وبعض
النمط الفردي الحديث :هو مسكن شيد ضمن التوسع الحديث للمدينة ,يتميز بمواد بنائه الحديثة و
يختلف عن النمط التقليدي بتهيئته الداخلية ووظيفته ( مسكن +تجارة ) .وكذلك نوع الفتحات وعدد
طوابقه التي يمكن أن تصل إلى أكثر من .R+2و تقدر عدد المباني في هذا النوع ب ـ 2214
مسكن أي بنسبة .% 69.6
55
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
نمط الفيال :ويتميز بهندسة المعمارية المميزة عن األنماط األخرى ،ويعتبر نمط دخيل على
المنطقة حيث بلغ عدد المساكن في هذا النمط 29مسكن بنسبة .% 0.36
وهو عبارة عن مجموعة من المساكن توجد في مبنى واحد يضم أربع النمط نصف الجماعي:
مساكن ،حيث نجد المستوي األرضي يضم مسكنين و المستوى األول يضم مسكنين آخرين وال يتعدي
علو هذا المبني 10م،و تقدر عدد المباني في هذا النوع ب ـ 1029مسكن أي بنسبة .% 13.24
56
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
كالطرق والشبكات المحتلفة ،ويتراوح علو المباني من طابق أرضى إلى طابق أرضى +طابقين ،وبلغ
57
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
مسار االنتاج السكني في مدينة متليلي الشعانية : 4101 —4112أربعة مساكن خاصة بـ CNEP
السكن االجتماعي :سعت الدولة من خالل هذه السياسة إلى تلبية طلبات السكان المتزايد,
وتجسدت على أرض الواقع من خالل مختلف المخططات التنموية الكبرى التي عرفتها البالد وكان
البرنامج الخماسي البرنامج التكميلي برنامج خاص البرنامج الخماسي البرامج المسجلة
4102-4101 4116 بالجنوب 4116 4112-4112
420 20 269 242 العدد
جدول :يوضح برامج مدينة متليلي من السكن المصدر :مديرية السكن والتجهيز لوالية غارداية 4102
الريفي
أما في ما يخص وضعية الطلب على السكن االجتماعي فنجد حسب الجدول رقم ( )10أن عدد الملفات
قدر بـ 4333طلب .بالمقارنة مع عدد السكنات المنجزة والتي في طور االنجاز أو حتى المقترحة ال
1
طلب. تغطي العجز الذي قدر ب ـ 3142
عدد الملفات عدد الملفات عدد الملفات عدد الملفات المرفوضة عدد الملفات الكلي البلدية
المؤجلة المحققة والمنقطة االجمالية
222 3293 3209 922 4333 متليلي
1مقابلة مع السيد ميلود شيحي رئيس مكتب السكن بدائرة متليلي يوم 01مارس 0201على الساعة 03:22زواال.
58
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
أتى هذا النوع بعد عملية النزوح الريفي الذي شهدته البالد جراء األزمة االمنية .ويتميز هذا البرنامج
بإزدواجية التسيير بين و ازرتي الفالحة والسكن والعمران اللتان تعمالن على الحد من النزوح الريفي ومدينة
متليلي كان لها نصيب معتبر من هذه البرامج والجدول التالي يوضح ذلك
1
سكن ريفي تساھمي RHP: Rural habitat participatif :
59
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
البرامج السكنية المنطلقة السكنات في طور االنجاز السكنات المكتملة السكنات المبرمجة السكن الريفي
1329 2305 6466 10100 الوالية
26 124 900 920 متليلي
%1.9 %2.3 %12.3 %9.4 النسبة
المصدر :مديرية البرمجة ومتابعة الميزانية ( DPATسابقا 5102
من خالل الجدول يتبين لنا أن السكن الريفي في مدينة متليلي يأخذ حصة األسد مقارنة ببقية
البرامج األخرى ولكن بالمقارنة بنصيب الوالية نجد أن مدينة متليلي لم تأخذ إال نسبة قليلة من الحصة
الكلية وهي ، %9.4ولإلشارة نجد أن هدا النوع من السكن من أحد األسباب التي أدت إلى تدهور الواحة
الريفية. في المدينة و الذي أدى إلى الزحف العمراني نحو المناطق
األفقي و العمودي تلبي االحتياجات األساسية للسكن ,تبنيها الدولة لصالح المستفيد الذي يقوم باستكمالها
وفق مخطط يندرج في الزمان و المكان وينتهي ببناية سكنية تتوفر على متطلبات السكن الصحي ,حيث
تكون مشيدة فوق قطعة أرضية مهيأة داخل تحصيصات شرعية ,وكان نصيب المدينة من هذا النوع من
1
السكن على النحو التالي :
10مسكن بالقمقومة بحي العجاجة ،اربعة مساكن بشعبة سيد الشيخ 16 ،مسكن بحي األمير عبد
1مقابلة مع أحمد لعور نائب رئيس مكتب السكن بدائرة متليلي والية غارداية يوم 01مارس 0201على الساعة 00:22صباحا.
62
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
السكن الترقوي
لم تستفد مدينة متليلي الشعانبة بنصيب كبير من هذا النوع من السكن بالمقارنة بحصة الوالية ،
وحددت الحصة بـ 10مساكن فقط بمنطقة تمكرت أما باقي السكنات فكانت خارج منطقة الدراسة بمنطقة
متليلي الجديدة ،وحي الهضبة العليا وهي مناطق التعمير الجديدة .والسبب في دلك عائد إلى كون أغلب
الملكيات داخل منطقة الدراسة خاصة مع نقص المتعاملين في الترقية العقارية .
السكن التساهمي:
هو سكن يتم انجازه وشرائه عن طريق إعانة مالية تمنحها الدولة للحصول على الملكية وهو موجه
الى الفئات ذات الدخل المرتفع .ولم تعرف مدينة متليلي جزء كبير من هدا البرنامج حيث نجد الحصة
قليلة جدا حيث قدرت ب ـ 21مسكن بحي األمير عبد القادر بالقرب من مقر الدائرة 21+مسكن بحي
61
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
حسب مديرية البناء والتعمير لمدينة متليلي ,أنه تمت المصادقة على مشاريع جديدة تابعة للقطاع
العمومي والخاص بحي الهضبة الجديد ,وتضم هذه المشاريع 1144مسكن على مساحة 111962.30
69 -مسكن إيجاري نصف جماعي 62+مسكنا اجتماعيا فرديا على مساحة 23130.00م²
234 -قطعة مقترحة على مساحة 111962.30م ²مخصصة للسكن الريفي .
200 -مسكن تساهمي تم اختيار األرض بـ ـ 10هكتار خارج مخطط شغل األراضي لحي
الهضبة.
400 -مسكن ريفي في إطار الفيضانات على مساحة 10هكتار و 49مسكن وظيفي خاص
200مسكن اجتماعي تم اختيار األرضية ب 2هكتار خارج مخطط شغل األراضي . -
2
ويرجع تمركز هذه المشاريع في حي الهضبة الجديد إلى :
1مقابلة مع السيد بن سانية بوعمامة رئيس مصلحة البناء والتعمير ببلدية متليلي والية غارداية يوم 01مارس 0201على الساعة . 01:22
2مقابلة مع السيد بشير موالي عمار عون مساعد في مصلحة البناء والتعمير ببلدية متليلي والية غارداية يوم 08مارس 0201على الساعة 8:22
صباحا
62
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
اقتراحات وتوصيات
إن التدخل األمثل على مستوى النسيج العمراني الذي يمتاز بعراقته التي تعتبر جزء ال يتج أز من هوية
إعداد مخطط لحفظ وااللتزام بالتقنين ورد االعتبار للمعالم السكنية. -1
نقل السكان خارج المباني الضيقة كون أغلبية األسر تشتكي من الضيق. -2
وضع رقابة وقوانين صارمة للحد من التغييرات داخل المعالم التاريخية. -4
إحياء مختلف الوظائف داخل الحي لتحقيق الهدف وهذا بتدقيق أماكن التجهيزات. -2
تهيئة المساحات الحرة والمساحات الخضراء المتواجدة على مستوى األحياء وتحقيق االكتفاء -9
إعادة تهيئة الطرق داخل األحياء وكذا توسعتها لضمان التوغل والتنقل. -9
شق طرق جديدة تحسن من الحركة داخل المدينة و األحياء . -11
63
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
-12منع كل التوسعات العمرانية في الواحات ألنها هي التي تضمن التوازن المناخي .
-16منع التوسع على حساب الساحات العمومية واستعمالها لغير الوظائف التي حددت لها.
بعد دراستنا لمدينة متليلي الشعانبة وتحليل السياسة السكنية .واستخراج سلبيات و ايجابيات كل منهما
نسعى من خالل هذا الدراسة محاولة التوفيق بين السياسات السكنية واقتراح حلول سكنية تحاكي المواطن
المبرمجة من وظروف معيشته ويتوافق والمتطلبات المعاصرة انطالقا من االحتياجات و المشاريع
السلطات المحلية.
توصيات معمارية
-اعتماد هندسة معمارية مستوحاة من الطابع المعماري المحلي للقصور مع األخذ بعين االعتبار التركيبة
مراعاة معامل االستيالء ( 1) CES=0.6ونعني بمعامل االستيالء المساحة المبنية من المساحة الكلية
للقطعة األرضية ويستعمل هذا المؤشر في التحكم في حجم المباني و التهوية و التشمس و المحافظة
1
CES : coeficiente de Embargo
64
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
·في فرنسا0.27(27%).
ويتغير معامل شغل األرض حسب نمط و علو البناء و منه يمكن معرفة نمط البناء (فردي جماعي (
-تحديد عدد الغرف انطالقا من رغبة السكان وأن ال تقل عن ثالثة غرف.
توصيات عمرانية
-توفير الساحات بين المجمعات السكنية إلعطاء الفرصة للسكان بممارسة نشاطاتهم الخارجية وتقوية
1
COS : coéfition d' ocupation du sol
65
إصالحات السياسة السكنية في الجزائر الفصل الثالث:
-احترام الطبيعة وادخال الجانب األخضر في المشروع السكني لدوره في تحسين الظروف المناخية ,
واضفاء اللمسة الجمالية مع التأكيد على اختيار النوع الذي يستطيع التأقلم مع المناخ القاري كالنخيل
مثال.
-التصميم المستدام بمراعاة الهندسة المحلية واستخدام مواد مسالمة للبيئة وتحقق مبدأ العزل الحراري
والضوئي .
-استخدام نسيج متضام وذلك لتوفير اكبر قدر من الظالل التي تسقطها المباني على بعضها البعض.
-اختبار النمط المعماري الذي يتماشى مع الشكل العمراني العام مما يرفع في القيمة الجمالية نتيجة
66
الخالصة العامة
الخاتمة :
إن ال سياسة السكنية في الجزائر التي كانت وما تزال تعتمد في مجملها على الدور األساسي للدولة
في اإلنجاز والتسيير بما في ذلك التمويل والتوزيع بل تعدى دور الدولة في بعض األحيان إلى التدخل
هذه السياسة التي برهنت مع مرور الوقت على فشلها في تحقيق األهداف المنشودة وذلك بالرغم من
المبالغ الباهظة التي صرفت في هذا القطاع فلقد تحولت كل المجهودات التي بذلت في هذا الميدان منذ
أمد بعيد إلى ما أصبح يعرف "بأزمة السكن في الجزائر" ،وازدادت هذه األزمة تعقيدا يوما بعد يوم وسنة
بعد سنة وقد يفسر ذلك ألول وهلة بتزايد معدل نمو السكان بدون تزايد مماثل في عدد السكنات ,إضافة
إلى تزايد النزوح الريفي اتجاه المدن إضافة إلى ذلك عدم قدرة الدولة على التحكم في زمام األمور
(الالمباالة ،غياب التسيير،لمحاباة ،الرشوة ،البيروقراطية واإلهمال اإلداري على مستوى اإلدارة المركزية
….الخ) ،وباإلضافة إلى مشكلة العقار التي تعتبر إلى حد ما من بين المشاكل الرئيسية التي يجب على
السلطات العمومية أن توليها العناية الكافية من أجل حل مشكلة السكن نجد مشكلة أخرى رئيسية ال تقل
بعيدا عن
أهمية عن األولى والتي تتمثل في صعوبة تقديم القروض العقارية من طرف الجهاز المصرفي ً
كل المزايدات والمحاباة والبيروقراطية في التعامل سواء كان ذلك مع المقاولين أو مع الراغبين في امتالك
سكن.
لقد عرفت السياسة السكنية في الجزائر عدة اتجاهات و لعل أهمها تمثل في تنويع األنماط السكنية
الحضرية باإلضافة إلى إجراءات أخرى كفتح المبادرة أمام المقاولين الخواص للمساهمة في تطوير هذا
القطاع وغيرها من اإلجراءات وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها الدولة إلنعاش قطاع السكن والذي
لمسناه من خالل تتبعنا لمسار السياسة السكنية ،إال أن الواقع اثبت عكس ما سطر له حيث مازال معظم
إن تفاقم أزمة السكن في الجزائر أصبح يشكل الشغل الشاغل للمواطن البسيط وللدولة على حد سواء
حيث أصبح من السهل تحديد مستوى هذا العجز خصوصا عندما يتعلق األمر بربط الطلب على السكن
بالقدرة الشرائية للمواطن ومما زاد في تفاقم األوضاع لقطاع السكن هو عدم كفاية الموارد المالية وعجز
قطاع السكن عن تأدية دوره في تغطية االحتياجات من حيث الجودة ،التوقيت والتكلفة ،باإلضافة إلى
التدهور في الطاقة اإلنتاجية العاطلة والتي تتزايد سنويا خاصة مع إعادة هيكلة مؤسسات القطاع العام في
بعض األحيان بطريقة أو بأخرى ،والنتيجة هو تهميش اآلالف من العمال الذين اكتسبوا التجربة المطلوبة
في هذا الميدان وفي مختلف التخصصات لتتحول هذه الطاقات المتدربة إلى قطاع خاص لم يبذل جهد
ومن بين اهم النتائج التي توصلنا إليها من خالل دراستنا هي أن مشكلة السكن في الجزائر ارتبطت
بسياسات سكنية ظرفية ،حيث أنها لم تراع القدرة الشرائية للمواطن الجزائري البسيط وال حتى لإلمكانيات
المعيشية القادرة على استيعاب وتوزيع السكان حسب مصادر الثروة الوطنية المتاحة ،مماّ جعل في
وفي األخير إن دراستنا لموضوع إصالح السياسة العامة للسكن في الجزائر ال تعدو في الحقيقة إالّ
محاولة متواضعة للبحث عن تطورات قطاع السكن في الجزائر ،من خالل توظيف واستخدام المعلومات
والمعطيات المتوفرة ،لذلك فإن الدراسة ال يمكن أن تلم بكل زوايا الموضوع واسعة النطاق ،لهذا فقد حاولنا
68
قائمة المراجع
قائمة الكتب
الوثائق الرسمية
)1الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ,القرار الوزاري المشترك الصادر في 12نوفمبر 1994
المحدد لكيفيات تطبيق المرسوم التنفيذي رقم 309/ 94المؤرخ في 4أكتوبر 1994المحدد
لقواعد تدخل الصندوق الوطني للسكن في مجال الدعم.
)2الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ,انظر المادة 106من قانون 09/ 11الصادر في 2
أفريل 2011المتعلق بالبلدية ,جريدة رسمية عدد .12الصادرة بتاريخ 03ماي .2011
المادة األولى من المرسوم التنفيذي رقم 142/91 )3الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
المؤرخ في 12ماي 1991المتضمن تغيير الطبيعة القانونية للقوانين األساسية لدواوين الترقية
والتسيير العقاري وتحديد كيفيات تنظيمها وعملها ,الجريدة الرسمية عدد .22الصادرة بتاريخ
9جوان .1991
)4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المادة 2من المرسوم رقم 220/ 92المؤرخ في 2
نوفمبر 1992المتعلق بتحويل تنظيم وتسيير دواوين الترقية والتسيير العقاري للوالية ,الجريدة
الرسمية عدد .46الصادرة بتاريخ 2ديسمبر .1992
69
قائمة المراجع
قائمة المذكرات
)1العروق محمد الهادي :المدينة الجزائرية ,سياسات وممارسات التهيئة ,حوليات وحدة البحث
إفريقيا والعالم العربي ( ,مذكرة ماجستير قسم تهيئة عمرانية ،كلية علوم األرض جامعة منتوري
)2بن جبارة عبد القادر وبوتيتل لمنور ورقادي حسني ،الخصائص العمرانية و المناخية في المدن
الصحراوية (مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس دولة في تسيير و تقنيات حضرية ،كلية علوم
72
قائمة المراجع
)3جحيش عبد الغني ,،تهيئة منطقة سكنية تجارية ( ,مذكرة تخرج لنيل شهادة مهندس دولة
)4داود عبد اهلل وشقبقب توفيق ,انتاج السكن بين االصالة و المعاصرة حالة منطقة ميزاب ,
(مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة في التسيير و التقنيات الحضرية ,جامعة منتوري قسنطينة ,
سنة .)2012
)2زيتوني نوال,إنتاج السكن في ظل اقتصاد السوق ( ,مذكرة ماجستير ،قسم تهيئة عمرانية ،كلية
)6مسعودي الشريف ومسروع فارس ,السكن سياسات وبرامج وتطبيقات و نتائج حالة عين ولمان
(,مذكرة لنيل شهادة مهندس دولة في التهيئة الحضرية ,جامعة منتوري قسنطينة ,سنة .)2009
)2رانية محمد على طه ,التأثير المتبادل بين الواقع العمراني للمساكن و الهوية الثقافية
االجتماعية للسكان حالة البلدة القديمة بنابلس( ,مذكرة التخرج ماجستير في الهندسة المعمارية,
)2مراجعة مخطط التوجيهي للتهيئة و التعمير لمدينة متليلي الشعانبة .2013 ,
)2منشور الملتقى االعالمي حول فن العمارة بقصر متليلي الشعانبة وعالقتها بالبيئة السكنية
71
قائمة المراجع
)2سيد عباس علي تحقيق الراحة الحرارية طبيعيا بمسكن إقليم توشكى الصحراوي بجنوب مصر،
مؤتمر األزهر الهندسي الدولي التاسع ،القاهرة. 2007،
المقابالت
)1مقابلة مع السيد ميلود شيحي رئيس مكتب السكن بدائرة متليلي يوم 22مارس .2012
)2مقابلة مع أحمد لعور نائب رئيس مكتب السكن بدائرة متليلي والية غارداية يوم 26مارس 2012
)3مقابلة مع السيد بن سانية بوعمامة رئيس مصلحة البناء والتعمير ببلدية متليلي والية غارداية يوم
26مارس . 2012
)4مقابلة مع السيد بشير موالي عمار عون مساعد في مصلحة البناء والتعمير ببلدية متليلي والية
غارداية يوم 29مارس . 2012
المواقع اإللكترونية
المراجع األجنبية
72
قائمة المراجع
AKNOUN, N2,1989.
France, 1997.
Les publication:
en parallèle.
73
الفهرس
فهرس المحتويات
الشكر والعرفان
اإلهداء
المقدمة العامة
الفصل األول :اإلطار عام للسياسة السكنية00..................................................
المبنى13......................................................................................
الضرائب 15..............................................................................
اإلعانات 16................................................................................
75
الفهرس
الموضع 43.................................................................................
الهدرولوجية 44.............................................................................
جيوتقنية األرض44.........................................................................
الخاتمة66..........................................................................................
76