You are on page 1of 87

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة عبد الحميد ابن باديس‪ -‬مستغانم‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬
‫تخصص قانون المؤسسة و التنمية المستدامة‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر تحت عنوان‪:‬‬

‫التنمية المستدامة وتحدياتها في‬


‫الجزائر‬
‫اشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬
‫أ‪ .‬بنور سعاد‬ ‫بلحيرش عبد الحق‬
‫لجنة المناقشة‬
‫رئيسا‬ ‫أ‪.‬بن سطالي جميلة‬
‫مشرفة مقررة‬ ‫أ‪.‬بن نور سعاد‬
‫ممتحنا‬ ‫أ‪.‬بوسحبة الجياللي‬

‫السنة الجامعي ‪7102 -7102 :‬‬


‫اىداء‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫" ق ل اعملوا فسيرى اهلل عملكم و رسولو و المؤمنون "‬

‫اليي ال يطيب اليل اال بشكرك و ال يطيب النيار اال بطاعتك ‪..‬و ال تطيب اللحظات اال بذكرك ‪..‬و ال تطيب اآلخرة‬
‫اال بعفوك ‪..‬و ال تطيب الجنة اال برؤيتك ‪ ..‬اهلل جل جاللو‬

‫سيدنا محمد صلى اهلل عليو‬ ‫الى من بلغ الرسالة و أدى األمانة ‪..‬و نصح األمة ‪..‬الى نبي الرحمة و نور العالمين ‪..‬‬
‫و سلم‬

‫الى من كللو اهلل بالييبة و الوق ار‪ ..‬الى من علمني العطاء بدون انتظار‪ ..‬الى من احمل اسمو بكل افتخار ‪ ..‬أرجو‬
‫من اهلل أن يمد في عمرك لترى ثمار بعد طول انتظار‪ ..‬و ستبقى كلماتك نجوم أىتدي بيا اليوم و في الغد و الى‬
‫األبد ‪ ..‬والدي العزيز‬

‫الى مالكي في الحياة ‪ ..‬الى معنى الحب و الحنان و التف اني ‪ ..‬الى بسمة الحياة و سر الوجود ‪ ..‬الى من كان‬
‫دعائيا سر نجاحي و حنانيا بلسم جراحي ‪ ..‬أمي الحبيبة‬

‫الى توأم روحي و رفيقة دربي ‪ ..‬الى صاحبة الق لب الطيب و النوايا الصادقة ‪ ..‬الى من ترافقني و تسير الدرب‬
‫معي خطوة خطوة ‪ ..‬الى من بوجودىا أكتسب قوة و محبة ال حدود ليا ‪ ..‬الى من عرفت معيا معنى الحياة ‪ ..‬زوجتي‬
‫العزيزة‬

‫الى من أرى التف اؤل بعينييا ‪..‬والسعادة في ضحكتيا ‪..‬الى شعلة الذكاء و النور‪ ..‬الى الوجو المفعم بالبراءة‪ ..‬الى‬
‫من بيا أكبر و علييا أعتمد‪ ..‬الى شمعة متقدة تنير حياتي ‪ ..‬ابنتي الغالية‬

‫معيم سعدت ‪..‬وبرفقتيم‬ ‫الى من تحلو باإلخاء و تميزوا بالوف اء و العطاء ‪..‬الى ينابيع الصدق الصافي ‪ ..‬الى من‬
‫في دروب الحياة الحلوة و الحزينة سرت ‪ ..‬اخوتي األعزاء‬

‫الى كل من علمني حرف ا في ىذه الدنيا الف انية ‪..‬الى جميع أفراد األسرة الجامعية في الجزائر الحرة األبية‬

‫الى كل ىؤوالء و ىؤوالء أىدي ىذا العمل المتواضع‬

‫‪1‬‬
‫شكر و تقدير‬

‫الحمد هلل الذي أنار لنا درب العلم و المعرفة و أعاننا على أداء ىذا الواجب ووفقنا الى‬
‫انجاز ىذا العمل‪.‬‬

‫نتوجو بجزيل الشكر و االمتنان الى كل من ساعدنا من قريب أو بعيد على انجاز ىذا العمل‬
‫و في تذليل ما واجيناه من صعو بات ‪ ،‬و نخص بالذكر األستاذة المشرفة بنور سعاد التي لم‬
‫تبخل علينا بتوجيياتيا نصائحيا القيمة التي كانت عوننا لنا في اتمام ىذا البحث‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة‬

‫ٌعتبر موضوع التنمٌة من بٌن المواضٌع الهامة التً لقٌت اهتمام الباحثٌن فً مختلؾ‬
‫المٌادٌن‪ ،‬حٌث ظهر هذا المفهوم بعد الحرب العالمٌة الثانٌة‪.‬‬

‫و اعتبرت المنظمات الدولٌة كهٌبة األمم المتحدة التنمٌة كحق وحتمٌة على الدول‬
‫كؽٌرها من الحقوق بحٌث أصبح مطلب أساسً تسعى كل الدول لتحقٌقه‪ ،‬فقد تطور‬
‫مفهوم التنمٌة من التنمٌة االقتصادٌة الى تنمٌة العنصر البشري وصوال الى مصطلح‬
‫التنمٌة المستدامة الذي تطور فً الفكر التنموي‪.‬‬

‫و تعتبر قمة األرض (المإتمر الدولً المخصص للبٌبة و التنمٌة ) التً عقدت فً‬
‫البرازٌل سنة ‪ 2::3‬من أهم النشاطات الدولٌة‪ ،‬و التً من خاللها تم التؤكٌد على‬
‫ضرورة اعتماد استراتٌجٌة وطنٌة للتنمٌة المستدامة ‪.‬‬

‫وٌشكل تحقٌق التنمٌة المستدامة من أهم التحدٌات التً تواجه مختلؾ الدول بحٌث‬
‫تسمح بمعالجة الفقر و زٌادة متوسط الدخل الحقٌقً للفرد باإلضافة الى تحسٌن مستوى‬
‫معٌشة األفراد ‪ ،‬وبالتالً الوصول الى الرفاهٌة االقتصادٌة‪.‬‬

‫و لتحقٌق التنمٌة المستدامة ٌجب دمج البٌبة و االقتصاد فً عملٌة صنع القرار مع‬
‫ضرورة االهتمام بالتنمٌة البشرٌة ‪.‬‬

‫لقد سمحت االصالحات االقتصادٌة المنتهجة فً الجزابر بتحقٌق التوازنات االقتصادٌة‬


‫الكلٌة‪ ،‬اال أنها مازالت تواجه عدة تحدٌات ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫االشكالٌة‬
‫ما هً مختلؾ التحدٌات التً تفرضها التنمٌة المستدامة على الجزابر؟ و الى أي مدى‬
‫ساهمت السٌاسات الجزابرٌة فً تجسٌد التنمٌة المستدامة ؟‬

‫الفرضٌات‬
‫ـ المشكلة األساسٌة التً تواجه الجزابر هً الركود المزمن الذي تعٌش فٌه مما ٌقتضً‬
‫اٌجاد نموذج تنمٌة قادر على تحطٌم هذا الركود‪.‬‬
‫ـ استخدام سٌاسات وطنٌة رشٌدة من شؤنه تحقٌق تنمٌة مستدامة‪.‬‬
‫ـ وضع الحدود أمام االستهالك و النمو السكانً و التلوث وأنماط االنتاج السٌبة ‪.‬‬

‫االطار المنهجً‬
‫اعتمدنا فً دراستنا على عدة مناهج‪ :‬ـ المنهج الوصفً ‪.‬‬
‫ـ المنهج التارٌخً‪.‬‬
‫ـ المنهج التحلٌلً‪.‬‬

‫أسباب اختٌار الموضوع‬


‫من أسباب اختٌارنا للموضوع هو االهتمام الكبٌر الذي أصبح ٌلقاه حالٌا‪ ،‬والرؼبة فً‬
‫التعرؾ على واقع هذا الموضوع و مدى تجسٌده على أرض الواقع‪ ،‬وحب االطالع علٌه‬
‫بحكم أنه حدٌث الظهور‪.‬‬

‫أهمٌة الدراسة‬
‫تكمن أهمٌة الدراسة فً كونها تسمح بتشخٌص التنمٌة المستدامة ‪ ،‬باالضافة الى معرفة‬
‫مختلؾ التحدٌات و العقبات التً تواجهها الجزابر فً مجال التنمٌة المستدامة‪.‬‬
‫وماهً السٌاسات المتبعة لتحقٌقها‪ ،‬و ما هً أهم المشارٌع التنموٌة التً تنصب فً‬
‫اطار التنمٌة المستدامة‪ ،‬ومعرفة الحلول الواجب اتخاذها لتجاوز المعوقات‪.‬‬

‫صعوبات البحث‬
‫تداخل موضوع الدراسة مع المواضٌع البٌبٌة‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‬
‫االطار المف اىيمي‬
‫للتنمية المستدامة‬
‫وواقعيا في الجزائر‬

‫‪5‬‬
‫تمهٌد‬

‫لقد شاع استخدام مصطلح التنمٌة المستدامة بشكل كبٌر فً مإتمر رٌودٌجانٌرو لسنة‬
‫‪ ،‬حٌث سلط الضوء‬ ‫①‬ ‫‪، 2::3‬واعتبر كؽٌره من الحقوق الذي تسعى كل دولة لتحقٌقه‬
‫على هذا المفهوم بصورة واضحة ألول مرة‪.‬‬

‫وقد تم تداول المفهوم عام ‪ 2:98‬من قبل بعثة برتالند فً تقرٌر للجنة العالمٌة للبٌبة‬
‫المستدامة و الذي ٌحمل عنوان مستقبلنا المشترك و التنمٌة المستدامة‪ ،‬وارتؤٌنا فً هذا‬
‫الفصل الذي ٌحمل عنوان االٌطار المفاهٌمً للتنمٌة المستدامة وواقعها فً الجزابر أن‬
‫ٌتم الى تقسٌمه مبحثٌن‪ ،‬فالمبحث األول ٌستعرض العناصر التالٌة ؛ تعرٌؾ التنمٌة‬
‫المستدامة‪ ،‬خصابصها‪ ،‬أهدافها‪ ،‬مبادبها‪ ،‬وأبعادها‪.‬‬

‫أما المبحث الثانً ٌتحدث عن واقع التنمٌة المستدامة فً الجزابر والسٌاسات الحالٌة و‬
‫المستقبلٌة المنتهجة فً اطار التنمٌة المستدامة من قبل الجزابر‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① تقرٌر اللجنة العلمٌة للبٌبة و التنمٌة (مستقبلنا المشترك)‪ ،‬األمم المتحدة نٌوٌورك ‪ 1987‬ص‪.12‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬االٌطار المفاهٌمً للتنمٌة المستدامة‬

‫ظهر مصطلح " التنمٌة المستدامة " على الساحة الدولٌة و المحلٌة لكً ٌجد طرٌقه‬
‫وسط عدٌد من المصطلحات المعاصرة مثل العولمة‪ ،‬صراع الحضارات‪ ،‬الحداثة‪،‬‬
‫المعلوماتٌة‪ ،‬التنمٌة البشرٌة‪.....‬وؼٌرها من التعبٌرات التً ٌجب علٌنا فهمها لكً نجد‬
‫لؽة خطاب مع العالم‪ ،‬وسنستعرض فً هذا المبحث التعرٌؾ بمجمل جوانب التنمٌة‬
‫المستدامة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعرٌف التنمٌة المستدامة‬

‫ٌعتبر مصطلح التنمٌة المستدامة مصطلح ٌشٌر إلى التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة و‬
‫السٌاسٌة والبٌبٌة ‪ ،‬فقد القى هذا المفهوم العدٌد من التعارٌؾ واختلفت حوله اآلراء‬
‫واالتجاهات ‪ ،‬فهو من بٌن المواضٌع المهمة التً القت انتباه واهتمام الباحثٌن فً‬
‫مختلؾ المٌادٌن ‪ ،‬واعتبرته المنظمات الدولٌة حق على الدول كؽٌرها من الحقوق‬
‫األخرى تسعى كل دولة لتحقٌقه①‪.‬‬

‫بمناسبة االحتفال بالعٌد العاشر لمإتمر استوكهولم ‪ ،‬أجرٌت مناقشات فً برنامج األمم‬
‫المتجددة للبٌبة وفً المإتمر العام الذي عقد لهذه المناسبة حول استخدام مصادر الثروة‬
‫الطبٌعٌة المتاحة ألي دولة من أجل تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة بدون‬
‫استنزاؾ الموارد الطبٌعٌة بل الحفاظ علٌه بحٌث تظل متاحة لالستعمال للمستقبل وفً‬
‫ظل هذا ظهرت فكرة التنمٌة المستدامة بمكوناتها الثالثة حماٌة البٌبة ممثلة فً مصادر‬
‫الثروة الطبٌعٌة‪ ،‬تحقٌق النمو االقتصادي و تحقٌق التنمٌة االجتماعٌة‪ ،‬وفً ظل الحاجة‬
‫لتقدٌم شرح مفصل للتنمٌة المستدامة شكلت لجنة دولٌة وهً اللجنة الدولٌة للبٌبة و‬
‫التنمٌة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① تقرٌر اللجنة العالمٌة للبٌبة و التنمٌة (مستقبلنا المشترك) األمم المتحدة‪ ،‬نٌوٌورك ‪ ،2:98‬ص‪.22‬‬

‫‪7‬‬
‫وأصدرت اللجنة تقرٌرها فً عام ‪ 2:98‬بعنوان مستقبلنا المشترك واشتمل التقرٌر‬
‫على تعرٌؾ التنمٌة المستدامة ووضع اقتراحات عن كٌفٌة تطبٌقها وعرفها على أنها‬
‫التنمٌة التً تضمن االستجابة الحتٌاجات الجٌل الحاضر مع عدم التعدي على حقوق‬
‫األجٌال القادمة فً المعٌشة بمستوى ٌعادل الجٌل الحالً أو ٌوافقه إن أمكن ‪.‬‬

‫لقد عرضت مقترحات اللجنة على الجمعٌة العامة لألمم المتحدة وأقرتها وكانت الخطوة‬
‫التالٌة اعتماد مفهوم التنمٌة المستدامة كالتزام من جانب كل الدول وقد جاء ذلك فً‬
‫مإتمر األمم المتحدة للبٌبة والتنمٌة والذي عرؾ بقمة األرض والتً عقدت فً رٌودي‬
‫جانٌرو من ‪ 4‬إلى ‪22‬جوان ‪. 2::3‬‬

‫واعتمد المإتمر التنمٌة المستدامة كسٌاسة تلتزم بها كل الدول حتى ال ٌحدث أضرار‬
‫بالبٌبة أو بصحة اإلنسان واالقتصاد نتٌجة لألشؽال الؽٌر الرشٌد لمصادر الثروة الطبٌعٌة‬
‫①‬ ‫وتم التوصل إلى ما ٌسمى بؤجندة القرن‪.32‬‬

‫ٌعتبر مفهوم التنمٌة المستدامة مفهوما جدٌدا أو مبتكرا فً الفكر التنموي إذ ال ٌوجد‬
‫تعرٌؾ متفق علٌه عالمٌا بالنسبة لهذا المصطلح‪ ،‬وللتطرق لتعرٌؾ هذا المصطلح ٌنبؽً‬
‫تحدٌد تعرٌؾ كل من مصطلح التنمٌة على حدة ومصطلح االستدامة على حد ة‪.‬‬

‫تعرٌف التنمٌة ‪ :‬هً " عملٌة شاملة مستمرة اقتصادٌة واجتماعٌة وثقافٌة وسٌاسٌة‬
‫تهدؾ إلى تحقٌق تقدم مستمر فً حٌاة األفراد ورفاهٌتهم وذلك من خالل مساهمة جمٌع‬
‫②‬ ‫أفراد المجتمع وعلى أساس التوزٌع العادل لعابداتها ‪".‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① عصمانً خدٌجة‪ ،‬اشكالٌة التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪ ،‬مذكرة تخرج ‪ ،3124،‬ص‪.16‬‬

‫② خ الد مصطفى قاسم‪ ،‬ادارة البٌبة و التنمٌة المستدامة فً ظل العولمة المعاصرة‪ ،‬جامعة الدول العربٌة ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪،2007‬ص‪.19‬‬

‫‪8‬‬
‫أِب ِعٕى االعخذاِت " فهى ضّبْ أال ٌمً االعخهالن ِع ِشوس اٌضِٓ وحذفمه وححمٍك‬
‫إٌّفعت اٌعبِت‪① " .‬‬

‫كما تعرؾ كذلك على أنها " استمرارٌة الموارد الطبٌعٌة ألجٌال الحاضر والمستقبل‬
‫②‬ ‫والمحافظة على خصابصها‪".‬‬

‫كذلك نجد األمم المتحدة عرفتها من خالل تقرٌر اللجنة العلمٌة للبٌبة والتنمٌة سنة ‪2:98‬‬
‫" بؤنها تلك التنمٌة التً تلبً حاجٌات الحاضر دون المساومة على قدرة األجٌال المقبلة‬
‫فً تلبٌة حاجاتهم"‪.‬‬

‫كما ٌعرفها الدكتور مصطفى قاسم‪ " :‬أن التنمٌة المستدامة هً التً تلبً احتٌاجات‬
‫الحاضر دون اإلخالل بقدرات األجٌال القادمة على تلبٌة احتٌاجاتها‪".‬‬

‫وحسب قمة األرض لعام ‪ 2::3‬بالبرازٌل هً التً تحدد المعاٌٌر االقتصادٌة‬


‫واالجتماعٌة والبٌبٌة لكٌفٌة تحقٌق التنمٌة المستدامة كبدٌل تنموي للبشرٌة لمواجهات‬
‫③‬ ‫احتٌاجات القرن ‪.32‬‬

‫و هً كذلك عملٌة تطوٌر األرض والمدن والمجتمعات وكذلك األعمال التجارٌة بشرط‬
‫أن تلبً احتٌاجات الحاضر دون المساس بقرارات األجٌال القادمة من وجهة نظر علماء‬
‫االقتصاد بان مجموع النظرٌات والقوانٌن التً تنظم العالقات بٌن األفراد المجتمع ‪ ،‬هذه‬
‫العالقات تنشؤ عن طرٌق تبادل السلع والخدمات بهدؾ تحقٌق الرفاهٌة لجمٌع أفراد‬
‫④‬ ‫المجتمع‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① خالد مصطفى قاسم‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.2:‬‬

‫② تقرٌر اللجنة العالمٌة للبٌبة و التنمٌة(مستقبلنا المشترك)‪ ،‬نٌوٌورك‪ ، 2:98،‬ص‪26‬‬

‫③عبذ هللا خبببت‪ ،‬سابح بىلشة‪ ،‬اٌىلبئع االلخصبدٌت ‪ ،‬اٌعىٌّت االلخصبدٌت‪ ،‬اٌخٍّٕت اٌّغخذاِت‪ ،‬جبِعت االعىٕذسٌت ‪9005 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.945‬‬

‫④ عبذ هللا خبببت‪ٔ ،‬فظ اٌّشجع و اٌصفحت‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫من وجهة نظر علماء االجتماع؛ حٌث ٌركزون على اإلنسان باعتباره جوهر التنمٌة‬
‫وكذا العالقة االجتماعٌة ومحاربة الفقر والتوزٌع العادل للموارد واتخاذ القرار بالنسبة‬
‫للمشاركة الشعبٌة‪.‬‬

‫وجهة نظر علماء البٌبة؛ وضع حدود أمام االستهالك والنمو السكانً والتلوث‬
‫واستؽالل المٌاه وقطع الؽابات وانجراؾ التربة‪.‬‬

‫①‬ ‫ومن خالل كل هذا ٌظهر لنا مكونات التنمٌة المستدامة ‪:‬‬

‫ـ تنمٌة احتٌاجات الجٌل الحاضر مع مراعاة متطلبات األجٌال القادمة‪.‬‬

‫ـ حماٌة البٌبة وعدم تلوثها ‪.‬‬

‫ـ عدم استنزاؾ الموارد الطبٌعٌة واستؽاللها بطرٌقة عقالنٌة ‪.‬‬

‫ـ تحقٌق التوافق والتوازن بٌن البٌبة والسكان‪.‬‬

‫وعرفها كذلك مإتمر رٌو دٌجا نٌرو لسنة ‪ 2::3‬فً المبدأ بٌن الثالث بؤنها " ضرورة‬
‫إنجاز الحق فً التنمٌة بحٌث تتحقق على نحو متساوي والحاجٌات التنموٌة البٌبٌة‬
‫والمستقبل‪.".‬‬ ‫لألجٌال فً الحاضر‬

‫أما فً المبدأ الرابع فذكر أن التنمٌة المستدامة ترتكز فً تحقٌقها على حماٌة البٌبة تعد‬
‫جزءا ال ٌتجزأ من عملٌة التنمٌة‪ ،‬وال ٌمكن التفكٌر بمعزل عنها‪.‬‬

‫وهً أٌضا " عملٌة ٌتناؼم فٌها استؽالل الموارد وتوجٌهات االستثمار ومناحً التنمٌة‬
‫التكنولوجٌة وتؽٌٌر المإسسات على نحو ٌعزز كال من إمكانات الحاضر والمستقبل‬
‫للوفاء بحاجٌات اإلنسان وتطلعاته "‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① عصّبًٔ خذٌجت‪ ،‬اٌّشجع اٌغببك‪ ،‬ص‪.04‬‬

‫‪10‬‬
‫ومن خالل كل هذه التعارٌؾ أمكننا القول أن التنمٌة المستدامة تسعى لتحقٌق حٌاة‬
‫نوعٌة لإلنسان واستؽالل الموارد الطبٌعٌة بطرٌقة عقالنٌة ومحاولة إبقابها لمدة زمنٌة‬
‫بعٌدة ‪ ،‬وضمان متطلبات األجٌال المقبلة ‪ ،‬وٌجب أن تستخدم هذه الموارد فً كلتا‬
‫الحالتٌن بطرٌقة مناسبة ال تإدي إلى عجز بٌبً وذلك للعالقة الوطٌدة بٌن التنمٌة‬
‫المستدامة والبٌبة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المطلب الثانً ‪:‬أهداف التنمٌة المستدامة و خصائصها‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬أهداف التنمٌة المستدامة‬

‫①‬ ‫للتنمٌة المستدامة مجموعة من األهداؾ تسعى الى تحقٌقها نلخصها فً ‪:‬‬

‫أوال ـ زٌادة الدخل الوطنً‬

‫تعتبر زٌادة الدخل الوطنً من أهم أهداؾ التنمٌة المستدامة فً الدول المتخلفة حٌث‬
‫أن الدافع األساسً الذي ٌدفع هذه الدول الى احداث تنمٌة مستدامة ٌكمن فً فقرها‬
‫وانخفاض مستوى معٌشة سكانها‪ ،‬و الذي ٌقتضً زٌادة الدخل الوطنً الحقٌقً من خالل‬
‫زٌادة السلع و الخدمات التً تنتجها الموارد االقتصادٌة المختلفة ‪.‬‬

‫اال أن زٌادة الدخل تتوقؾ على امكانٌات الدولة ‪ ،‬فكلما توفرت رإوس األموال وكفاءات‬
‫أكبر كلما أمكن تحقٌق نسبة أعلى للزٌادة فً الدخل الوطنً ‪.‬‬

‫ثانٌا ـ تحسٌن مستوى المعٌشة‬

‫ٌعتبر تحسٌن مستوى المعٌشة من بٌن األهداؾ الهامة التً تسعى التنمٌة المستدامة‬
‫تحقٌقها كما أن زٌادة الدخل الوطنً ال ٌإدي بالضرورة الى تحسٌن مستوى المعٌشة‪،‬‬
‫فزٌادة السكان بنسبة أكبر من زٌادة الدخل الوطنً تجعل من الصعب تحقٌق زٌادة فً‬
‫متوسط نصٌب الفرد من الدخل‪.‬‬

‫كما أن عدم عدالة توزٌع الدخل سٌإدي الى تحول معظم الزٌادة التً تحققت فً‬
‫الدخل الوطنً الى فبة معٌنة من األفراد‪ ،‬و بالتالً عدم تحسٌن مستوى المعٌشة ‪.‬‬

‫لذلك ٌجب أن ترتبط زٌادة الدخل بتنظٌم الزٌادة السكانٌة و التحكم فً معدالت الموالٌد‬
‫وتحقٌق توزٌع عادل للدخل الوطنً‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① ِشاد ٔبصش‪ ،‬اٌخٍّٕت اٌّغخذاِت وححذٌبحهب فً اٌجضائش‪ِ ،‬جٍت اٌخىاصً اٌعذد‪ ،9000 ،92‬ص‪.094‬‬

‫‪12‬‬
‫وعلٌه تعمل التنمٌة المستدامة على تحسٌن نوعٌة حٌاة أفراد المجتمع عن طرٌق‬
‫التركٌز على الجوانب النوعٌة للنمو‪ ،‬وفً هذا السٌاق ٌجب العمل على اشباع الحاجات‬
‫األساسٌة لألفراد الحالٌة و المستقبلٌة وتحسٌن جودة الحٌاة من خالل توفٌر فرص العمل‬
‫وكذلك التعلٌم و العناٌة الصحٌة و الخدمات االجتماعٌة و السكن باإلضافة الى احترام‬
‫حقوق األفراد و تمكٌنهم المشاركة فً اتخاذ القرار ‪.‬‬

‫ثالثا ـ احترام البٌئة الطبٌعٌة‬

‫ان االرتباط الوثٌق بٌن التنمٌة المستدامة و البٌبة هو الذي أدى الى أن ٌكون الهدؾ‬
‫الربٌسً وراء التنمٌة المستدامة هو الحفاظ على البٌبة واحترامها لتصبح عالقة تكامل‬
‫وانسجام ‪ ،‬فنظافة البٌبة أساس حٌاة االنسان‪.‬‬

‫حماٌة البٌبة تإدي الى ترقٌة تنمٌة وطنٌة مستدامة بتحسٌن شروط المعٌشة والعمل‬
‫على ضمان اطار معٌشً سلٌم ٌحقق تنمٌة مستدامة للمجتمع ككل ‪.‬‬

‫تهدؾ التنمٌة المستدامة الى توعٌة السكان بالمشكالت و المخاطر البٌبٌة التً تحدث‬
‫فبالتوعٌة تحدث تنمٌة بالمسإولٌة اتجاه أهمٌة الحفاظ على البٌبة‪ ،‬وفً حث األفراد على‬
‫اٌجاد حلول لإلعداد وتنفٌذ ومتابعة برامج و مشارٌع وسٌاسات التنمٌة المستدامة(تنشبة‬
‫①‬ ‫بٌبٌة )‪.‬‬

‫رابعا ـ ترشٌد استخدام الموارد الطبٌعٌة‬

‫تعمل التنمٌة المستدامة على تحسٌن نوعٌة حٌاة االنسان لكن لٌس على حساب البٌبة ‪،‬‬
‫وذلك من خالل الحفاظ على الموارد الطبٌعٌة‪ ،‬و عدم إستنزافها عن طرٌق االستخدام‬
‫العقالنً لهذه الموارد بحٌث ال ٌتجاوز هذا االستخدام معدالت تجددها الطبٌعٌة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى البحث عن بدابل لهذه الموارد حتى تبقى لفترة زمنٌة طوٌلة و ال تخلؾ‬
‫نفاٌات بكمٌات تعجز البٌبة عن إمتصاصها ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① عصّبًٔ خذٌجت اٌّشجع اٌغببك ص‪.02‬‬


‫‪13‬‬
‫إن للدولة دور هام فً ما ٌتعلق بتنظٌم استخدام الموارد الطبٌعٌة و تحقٌق التوازن‬
‫البٌبً و تبنً سٌاسة بٌبٌة ملزمة لجمٌع أفراد المجتمع‪ ،‬فً هذا المجال ٌجب توفر‬
‫الشروط التالٌة ①‪:‬‬

‫ـ أن تكون السٌاسة البٌبٌة ملزمة للمجتمع بقانون مع وجود عقوبات رادعة للخارجٌن‬
‫علٌه تشرؾ علٌها الدولة‪.‬‬

‫ـ التعلٌم و اإلعالم البٌبً حٌث أن السلوك البٌبً السلٌم ٌؤتً عن طرٌق التعلٌم فً‬
‫مختلؾ المراحل‪ ،‬و عن طرٌق اإلعالم بؤهمٌة البٌبة و األضرار المترتبة عن اإلساءة‬
‫إلٌه‪.‬‬

‫خامسا ـ ربط التكنولوجٌا الحدٌثة بؤهداف المجتمع‬

‫تسعى التنمٌة المستدامة توظٌؾ التكنولوجٌا الحدٌثة بما ٌخدم أهداؾ المجتمع من خالل‬
‫توعٌة أفراد المجتمع بؤهمٌة التقنٌات الحدٌثة فً المجال التنموي‪ ،‬وكٌفٌة استخدامها قصد‬
‫تحسٌن نوعٌة حٌاة المجتمع مع اٌجاد الحلول المناسبة للسٌطرة على المخاطر‬
‫والمشكالت البٌبٌة الناجمة عن استخدام هذه التكنولوجٌة ‪.‬‬

‫ٌتضح مما سبق أن التنمٌة المستدامة جوهرها االنسان لذلك فهً تسعى الى تحقٌق نوعٌة‬
‫حٌاة جٌدة لألفراد وذلك من خالل ما ٌلً ②‪:‬‬

‫ـ مكافحة التلوث بؤنواعه وأشكاله المختلفة‪.‬‬

‫ـ زٌادة اجراءات حماٌة البٌبة من خالل المحافظة على الموارد الطبٌعٌة و استؽاللها‬
‫بطرٌقة عقالنٌة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① ععذ طه عالَ‪ ،‬اٌخٍّٕت و اٌذوٌت‪ ،‬داس طٍبت ٌٍٕشش و اٌخىصٌع‪ ،9004 ،‬ص‪54‬‬

‫②عثّبْ ِحّذ غٍُٕ‪ ،‬اٌخٍّٕت اٌّغخذاِت فٍغفخهب و أعبٌٍب حخطٍطهب و أدواث لٍبعهب‪ ،‬داس اٌصفبء ٌٍٕشش و اٌخىصٌع‪،‬‬
‫ص‪.92‬‬

‫‪14‬‬
‫ـ تقلٌل النفاٌات الصلبة و السابلة ألقصى حد ممكن‪.‬‬
‫ـ استؽالل وتطوٌر الموارد المحلٌة بما ٌخدم االقتصاد المحلً وٌعمل على تحقٌق نمو‬
‫معتدل‪.‬‬

‫ـ مكافحة مشكالت التفكك االجتماعً و البطالة و الفقر‪.‬‬

‫①‬ ‫تتطلب التنمٌة المستدامة ما ٌلً‪:‬‬

‫ـ ضرورة استحداث تكنولوجٌا نظٌفة ال تدمر البٌبة‪.‬‬

‫ـ تجنب المشروعات التً تقضً على البٌبة و التً تتسبب فً تلوث الماء و الهواء‪.‬‬

‫ـ االهتمام بالتنمٌة البشرٌة التً تضمن وجود عنصر بشري قادر على تحقٌق استمرارٌة‬
‫التنمٌة‪.‬‬

‫وٌمكن القول أن الهدؾ األساسً للتنمٌة المستدامة هو تحقٌق االنصاؾ داخل الجٌل‬
‫الحالً من خالل تحقٌق العدالة و المساواة بٌن األجٌال الحالٌة و المستقبلٌة ‪ ،‬كما تراعً‬
‫حماٌة البٌبة رؼبة فً التقلٌل من األزمات والمشاكل البٌبٌة العالمٌة و تسعى أٌضا الى‬
‫العمل على استخدام تكنولوجٌات أنظؾ تعمل على محاربة التلوث وحماٌة البٌبة ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① عبذ اٌمبدس ِحّذ عبذ اٌمبدس عطٍت‪ ،‬احجبهبث حذٌثت فً اٌخٍّٕت‪ ،9009 ،‬ص‪.90/90‬‬

‫‪15‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬خصائص التنمٌة المستدامة(ممٌزاتها)‬

‫①‬ ‫تتمٌز التنمٌة المستدامة بجملة من الخصابص ٌمكن تلخٌصها‪:‬‬

‫ـ التنمٌة المستدامة هً مدخل عالمً تهتم بتجاوز الفرق بٌن الشمال و الجنوب وتبحث‬
‫فً كٌفٌة خلق التوازن بٌن النمو الدٌموؼرافً العالمً و التنمٌة االقتصادٌة عن طرٌق‬
‫احداث التؽٌر الهٌكلً لإلنتاج و االستهالك وفق منظور اقتصادي‪.‬‬

‫ـ التنمٌة المستدامة تعنً احد اث تؽٌٌرات فً جمٌع مجاالت الحٌاة االقتصادٌة المتمثلة فً‬
‫زٌادة فً كمٌة متوسط نصٌب الفرد فً الدخل الحقٌقً و كذلك الحفاظ على الموارد‬
‫②‬ ‫الطبٌعٌة‪ ،‬سواء كانت متجددة أو ؼٌر متجددة باالستؽالل العقالنً لها‪.‬‬

‫أما الجانب االجتماعً فٌتمثل فً تحقٌق العدالة االجتماعٌة بٌن فبات المجتمع‪ ،‬و البٌبة‬
‫بتحقٌق التوازن البٌبً لٌنعكس على الجانب االجتماعً للمجتمع‪.‬‬

‫ـ التنمٌة المستدامة هً تنمٌة دابمة ‪ ،‬حاضرا ومستقبال تلبً أمانً و حاجات الجٌل‬
‫الحاضر وجٌل المستقبل‪ ،‬فالدولة تسعى لتحقٌق التنمٌة فً جمٌع القطاعات لتؽطٌة‬
‫الحاجٌات المتزاٌدة للمجتمع مع االعتماد على المشارٌع و الطرق و اآللٌات لضمان‬
‫③‬ ‫حاجٌات األجٌال المستقبلٌة‪.‬‬

‫ـ التنمٌة المستدامة هً تنمٌة شاملة و مسإولٌة مشتركة و ذلك فً جمٌع قطاعات الدولة‬
‫وتقع على عاتق الدولة بمختلؾ مستوٌاتها للمساهمة فً اتخاذ القرار‪.‬‬

‫ـ تراعً المحافظة على تنوع المجتمعات و خصوصٌتها ثقافٌا ودٌنٌا وحضارٌا(االبقاء‬


‫على الحضارة الخاصة بكل مجتمع)‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اٌّغخذاِت‪.9003.‬‬ ‫① أ‪.‬دوٌذي ‪ِ ،‬حبضشاث ِمٍبط اٌخٍّٕت اٌّغخذاِت ٌٍغٕت األوٌى ِبعخش لبٔىْ اٌّؤعغت و اٌخٍّٕت‬

‫② عصّبًٔ خذٌجت ‪ ،‬اٌّشجع اٌغببك‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫③ عصّبًٔ خذٌجت ‪ ،‬اٌّشجع اٌغببك‪ ،‬ص‪.00‬‬

‫‪16‬‬
‫ـ تحقٌق التوازن بٌن النظام البٌبً و االقتصادي و االجتماعً‪ ،‬فهً عملٌة متعددة و‬
‫مترابطة األبعاد‪ ،‬تقوم على أساس التخطٌط و التنسٌق بٌن خطط التنمٌة االقتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة من جهة و التنمٌة البٌبٌة من جهة أخرى‪.‬‬

‫ـ هً تنمٌة ٌعتبر البعد الزمنً هو األساس فٌها‪ ،‬فهً تنمٌة طوٌلة المدى بالضرورة ‪،‬‬
‫تعتمد على تقدٌر امكانات الحاضر ‪ ،‬و ٌتم التخطٌط لها ألطول فترة زمنٌة مستقبلٌة‬
‫ٌمكن خاللها التنبإ بالمتؽٌرات‪.‬‬

‫ـ هً تنمٌة تراعً الحفاظ على المحٌط الحٌوي فً البٌبة الطبٌعٌة سواء عناصره و‬
‫مركباته األساسٌة كالهواء و الماء مثال أو العملٌات الحٌوٌة فً المحٌط الحٌوي كالؽازات‬
‫مثال ‪ ،‬لذلك فهً تنمٌة تشترط عدم استنزاؾ الموارد الطبٌعٌة فً المحٌط الحٌوي ‪ ،‬كما‬
‫تشترط أٌضا الحفاظ على العملٌات الدورٌة فً المحٌط الحٌوي ‪ ،‬والتً ٌتم عن طرٌقها‬
‫①‬ ‫انتقال الموارد و العناصر و تنقٌتها بما ٌضمن استمرار الحٌاة‪.‬‬

‫ـ هً حٍّٕت ِخىبٍِت حمىَ عٍى اٌخٕغٍك بٍٓ عٍبٍبث اعخخذاَ اٌّىاسد‪ ،‬واحجبهبث‬
‫االعخثّبساث و االخخٍبس اٌخىٕىٌىجً‪ ،‬وٌجعٍهب حعًّ جٍّعهب ببٔغجبَ داخً إٌّظىِت‬
‫②‬ ‫اٌبٍئٍت بّب ٌحبفظ عٍٍهب و ٌحمك اٌخٍّٕت اٌّخىاصٍت إٌّشىدة‪.‬‬

‫ـ هً حٍّٕت حضع حٍبٍت احخٍبجبث األفشاد فً اٌّمبَ األوي‪ ،‬فأوٌىٌخهب هً حٍبٍت اٌحبجبث‬
‫األعبعٍت و اٌضشوسٌت ِٓ اٌغزاء واٌٍّبظ و اٌخعٍٍُ واٌخذِبث اٌصحٍت ووً ِب ٌخصً‬
‫بخحغٍٓ حٍبة اٌبشش اٌّبدٌت واالجخّبعٍت‪.‬‬

‫وحخجه أعبعب اٌى حٍبٍت احخٍبجبث أوثش اٌطبمبث فمشا ‪ ،‬فهً حغعى ٌٍحذ ِٓ اٌفمش اٌعبًٌّ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① الجودي صاطوري‪ ،‬التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪ :‬الواقع و التحدٌات‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،3127 ،‬عدد‪ ،27‬ص‪.411‬‬

‫② اٌجىدي صبطىسي ‪ ،‬اٌّشجع اٌغببك ‪ ،‬ص‪.900‬‬

‫‪17‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ التنمٌة المستدامة وأبعادها‬

‫للتنمٌة المستدامة مبادئ تقوم علٌها و أبعاد تهدؾ الى تحقٌقها‪ ،‬نلخصها فً ما ٌلً‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مبادئ التنمٌة المستدامة‬

‫تقوم التنمٌة المستدامة على مجموعة مبادئ تشكل الركابز التً تستند الٌها فً تحقٌق‬
‫استراتٌجٌتها التً تهدؾ الى تحقٌق تنمٌة ورفاء األجٌال الحالٌة دون المساس بقدرة‬
‫االجٌال القادمة على تلبٌة حاجٌاتهم‪.‬‬

‫أوال ـ مبدأ االحتٌاط‬

‫عرؾ القانون الدولً للبٌبة منذ السبعٌنات تطورا ملحوظا لمواجهة مختلؾ االخطار‬
‫الجدٌدة ‪ ،‬فبعدما كان مجرد قانون ٌتخذ عادة فً حاالت االستعجال لمواجهة الكوارث‬
‫أصبح قانونا موجها أٌضا نحو المستقبل فً اطار التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫وهنا ظهر مبدأ الحٌطة و الذي بموجبه ٌجب على الدول اتخاذ التدابٌر الالزمة‬
‫الستدراك تدهور البٌبة حتى فً حالة ؼٌاب الٌقٌن العلمً القاطع حول االثار الناجمة عن‬
‫االنشطة المزمع القٌام بها ‪،‬فالضرر الذي ٌسعى مبدأ االحتٌاط الى منع وقوعه هو ضرر‬
‫ٌستعصً على المعرفة العلمٌة المتاحة ان تإكد وقوعه او تحدد اثاره او نتابجه على‬
‫①‬ ‫البٌبة اذا ما وقع ‪ ،‬اي ان ٌكون هناك عدم وجود ٌقٌن علمً فٌما ٌتعلق بماهٌة الضرر‪.‬‬

‫جزبٌا نحو‬ ‫فمبدأ الحٌطة ٌتصؾ بمٌزة التسبٌق و التوقع ( فهو موجه كلٌا او‬
‫المستقبل)‪ ،‬و استنادا للمعطٌات العلمٌة الحالٌة ٌجب العمل قبل الحصول على اي دلٌل‬
‫الحتمال تحقق الضرر‪.‬‬

‫مبدأ االحتٌاط منصوص علٌه فً المبدأ(‪)26‬من اعالن رٌو حول البٌبة و التنمٌة ‪،‬والذي‬
‫تمت االشارة الٌه فً ما بعد ضمن اؼلبٌة االتفاقات الموقعة‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① أ‪ .‬دوٌدي ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وهو بذلك ٌعطً معنى أولً للمبدأ على انه ال ٌحتج باالفتقار الى الٌقٌن العلمً كسبب‬
‫لتؤجٌل اتخاذ تدابٌر احتٌاطٌة لحماٌة البٌبة ‪.‬‬

‫كما تم النص علٌه أٌضا من قبل المشرع الجزابري فً المادة ‪ 14‬من القانون ‪21/14‬‬
‫المتعلق بحماٌة البٌبة فً اطار التنمٌة المستدامة ‪،‬و المادة ‪ 19‬من القانون المتعلق‬
‫بالوقاٌة من االخطار الكبرى وتسٌٌر الكوارث فً اطار التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫ثانٌا ـ مبدأ المشاركة‬

‫ٌتطلب تحقٌق التنمٌة المستدامة توفٌر شكل مناسب من أشكال الالمركزٌة التً تمكن‬
‫الهٌبات الرسمٌة و الشعبٌة و األهلٌة و السكان بشكل عام من المشاركة فً اعداد و تنفٌذ‬
‫و متابعة خططها‪.‬‬

‫وٌطلق على هذا المفهوم بالتنمٌة من األسفل (التنمٌة المستدامة تبدأ من المستوى المحلً‬
‫بمشاركة جمٌع الجهات ذات العالقة فً اتخاذ قرارات جماعٌة من خالل الحوار‬
‫①‬ ‫خصوصا فً مجال التخطٌط ووضع السٌاسات وتنفٌذها)‪.‬‬

‫ثالثا ـ مبدأ االدماج‬

‫لم ٌكن من المتعارؾ علٌه فً السابق اعتماد االعتبارات البٌبٌة واالجتماعٌة كجزء‬
‫من المعطٌات التً ٌتم بناء علٌها تصمٌم الخطط االقتصادٌة االنمابٌة ‪،‬اال انه أصبح من‬
‫الواضح بؤن وضع االعتبارات البٌبٌة فً حسابات المخططات االنمابٌة بما فً ذلك تقٌٌم‬
‫االثار البٌبٌة للمشروع قبل البدء فً تنفٌذه ‪ ،‬لما سٌعود عن ذلك من فوابد اقتصادٌة‬
‫باإلضافة طبعا لتحقٌق هدؾ المحافظة على البٌبة ‪.‬‬

‫ان ادماج البٌبة من البداٌة عندما ٌتعلق االمر بحماٌتها ٌقً من حدوث المشاكل البٌبٌة‬
‫المستعصٌة (تكون أقل كلفة و أكثر فاعلٌة فً العالج ) و هو ما تسعى الٌه معظم الدول‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① أ‪ .‬دوٌدي ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫حٌث تسعى معظم البلدان األن الى تقٌٌم تخفٌؾ الضرر المحتمل من االستثمارات‬
‫الجدٌدة فً البنٌة التحتٌة ‪ ،‬وأصبحت تضع فً الحسبان التكالٌؾ و المنافع النسبٌة عند‬
‫تصمٌم استراتٌجٌتها المتعلقة بالطاقة ‪.‬‬

‫و تجعل من البٌبة عنصرا فعاال فً اطار السٌاسات االقتصادٌة و المالٌة و االجتماعٌة و‬


‫التجارٌة ‪.‬‬

‫و نجد هذا المبدأ ضمن الفصل الثامن من جدول أعمال القرن ‪ 32‬فً المتطلبات‬
‫الربٌسٌة الالزمة لدمج األبعاد البٌبٌة عند صنع القرار‪.‬‬

‫رابعا ـ مبدأ الملوث الدافع‬

‫ٌعد مبدأ الملوث الدافع من بٌن أهم المبادئ القانونٌة التً تحقق التنمٌة المستدامة بشكل‬
‫كبٌر و فعال‪ ،‬كونه مرتبط بالجانب االقتصادي للنشاطات الملوثة ‪.‬‬

‫وٌهدؾ الى تحمٌل التكالٌؾ للمخلؾ للتلوث مما ٌجعله كرادع ‪،‬حٌث ٌجعل المإسسات‬
‫المتسببة فً التلوث تتصرؾ بطرٌقة تنسجم فٌها آثار نشاطاتها مع التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫و قد عرؾ هذا المبدأ على المستوى الدولً ابتداء منذ السبعٌنات من القرن الماضً‪،‬‬
‫حٌث تم النص علٌه ألول مرة سنة ‪ 2:83‬كتوصٌة من منظمة التعاون و التنمٌة‬
‫االقتصادٌة‪ ،‬وذلك بموجب االتفاق الذي حدث بٌن أعضاء هذه المنظمة حول وضع‬
‫سٌاسة تنمٌة قابمة على أساس هذا المبدأ‪ ،‬وٌقصد به حسب توصٌة هذه المنظمة جعل‬
‫①‬ ‫التكالٌؾ الخاصة بالوقاٌة و مكافحة التلوث تحملها السلطة العامة على عاتق الملوث‪.‬‬

‫وامتد تؤثٌر هذا المبدأ الى القوانٌن الداخلٌة للدول ومنها القوانٌن الجزابرٌة ‪ ،‬حٌث أقره‬
‫المشرع الجزابري ضمن المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 21/14‬المتعلق بحماٌة البٌبة فً اطار‬
‫التنمٌة المستدامة وتم تطبٌقه وتكرٌسه فً العدٌد من قوانٌن المالٌة‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① أ ‪ .‬دوٌدي ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ان تطبٌق مبدأ الملوث الدافع ٌتسم بالمرونة ‪ ،‬فهذا المبدأ ٌمكن انفاذه تشرٌعٌا بوسابل‬
‫جزابٌة أو مدنٌة أو ادارٌة أو حتى مالٌة‪ ،‬وٌبرز ذلك من خالل فرض العقوبات الجزابٌة‬
‫و المالٌة على الملوث ووضع قواعد فعالة للمسإولٌة المدنٌة عن االضرار بالبٌبة تالبم‬
‫خصوصٌات الضرر البٌبً و المسابل الفنٌة والقانونٌة المرتبطة به‪ ،‬كما ٌمكن اعمال‬
‫المبدأ ادارٌا من خالل نظام الترخٌص المسبق لألنشطة المختلفة وفرض اجراء دراسة‬
‫تقٌٌم األثر البٌبً لتلك األنشطة مع ما تقتضٌه تلك الدراسات من تكالٌؾ مالٌة و خبرات‬
‫تقنٌة‪ ،‬وكذا فرض ما ٌسمى بالضرابب البٌبٌة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفرع الثانً ‪:‬أبعاد التنمٌة المستدامة‬

‫التنمٌة المستدامة كبدٌل تنموي لما ٌعرؾ بالتنمٌة التقلٌدٌة التً تستهدؾ تحقٌق النمو‬
‫االقتصادي بشكل أساسً‪ ،‬تسعى (التنمٌة المستدامة) الى تحقٌق أبعاد أساسٌة تتمثل فً ‪:‬‬
‫البعد االقتصادي‪ ،‬البعد االجتماعً‪ ،‬البعد البٌبً و البعد التكنولوجً‪.‬‬

‫①‬ ‫أوال ـ األبعاد االقتصادٌة ‪ :‬بالنسبة لألبعاد االقتصادٌة للتنمٌة المستدامة نجد‪:‬‬

‫‪/ 2‬حصة االستهالك الفردي من الموارد الطبٌعٌة‪.‬‬

‫وٌستند هذا العنصر الى المبدأ الذي ٌقضً بزٌادة رفاهٌة المجتمع الى أقصى حد و‬
‫القضاء على الفقر من خالل استؽالل الموارد الطبٌعٌة على النحو األمثل‪.‬‬

‫حٌث نجد أن سكان البلدان الصناعٌة ٌستؽلون أضعاؾ ما ٌستؽله سكان البلدان النامٌة‬
‫من الموارد الطبٌعٌة؛ ومن ذلك مثال أن استهالك الطاقة الناجمة عن النفط و الؽاز و‬
‫الفحم هو فً الوالٌات المتحدة االمرٌكٌة أعلى منه فً الهند ‪ 33‬مرة‪.‬‬

‫فالتنمٌة المستدامة تعنً اجراء خفض عمٌق و متواصل فً استهالك الطاقة و الموارد‬
‫الطبٌعٌة ‪ ،‬أما الدول الفقٌرة فتحاول االهتمام بتوظٌؾ الموارد من أجل رفع مستوى‬
‫المعٌشة للسكان األكثر فقرا‪.‬‬

‫‪/ 2‬اٌقاف تبدٌد الموارد‪.‬‬

‫التنمٌة المستدامة فً البلدان الؽنٌة تتلخص فً اجراء تخفٌضات متواصلة من مستوٌات‬


‫االستهالك المبددة للطاقة و الموارد الطبٌعٌة ‪،‬و ذلك عبر تحسٌن مستوى كفاءة استخدام‬
‫الطاقة بما ٌتٌح للبٌبة من استٌعاب مخلفات استخدامها مع امكانٌة تجدٌد األنظمة البٌبٌة‬
‫بإحداث تؽٌٌرات جذرٌة فً أسلوب الحٌاة مع التؤكد من عدم تصدٌر الضؽوط البٌبٌة الى‬
‫البلدان النامٌة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① أ‪ .‬دوٌدي ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪22‬‬
‫وتعنً التنمٌة المستدامة أٌضا تؽٌٌر أنماط االستهالك التً تهدد التنوع البٌولوجً‬
‫كاستهالك المنتجات الحٌوانٌة المهددة باالنقراض‪.‬‬

‫‪/ 3‬مسإولٌة البلدان المتقدمة عن التلوث والمعالجة‪.‬‬

‫تقع على البلدان الصناعٌة مسإولٌة خاصة فً قٌادة التنمٌة المستدامة نتٌجة استهالكها‬
‫المتراكم فً الماضً من الموارد الطبٌعٌة‪ ،‬وأسهمت المحروقات فً مشكالت التلوث‬
‫العالمً بدرجة كبٌرة ؼٌر متناسبة و استنزافها للموارد الطبٌعٌة ‪.‬‬

‫وبالتالً فان البلدان المتقدمة الموارد المالٌة و التقنٌة و البشرٌة االمكانٌات الكفٌلة التً‬
‫تجعلها تحتل مركز الصدارة فً استخدام تكنولوجٌات أنظؾ و تستؽل الموارد بكثافة‬
‫أقل‪ ،‬وفً القٌام بتحوٌل االقتصادٌات نحو حماٌة النظم الطبٌعٌة و العمل معها‪.‬‬

‫و الصدارة تعنً أٌضا توفٌر الموارد التقنٌة و المالٌة لتعزٌز التنمٌة المستدامة فً البلدان‬
‫االخرى ‪ ،‬باعتبار أن ذلك استثمار فً مستقبل الكرة األرضٌة‪.‬‬

‫‪ / 4‬تقلٌص تبعٌة البلدان النامٌة‪.‬‬

‫هناك جانب من جوانب الروابط الدولٌة فٌما بٌن البلدان الؽنٌة و الفقٌرة فً اطار‬
‫العالقات التجارٌة ٌحتاج الى دراسة دقٌقة‪.‬‬

‫ذلك أنه بالقدر الذي ٌنخفض به استهالك الموارد الطبٌعٌة فً البلدان الصناعٌة ٌتباطؤ‬
‫نمو صادرات هذه المنتجات من البلدان النامٌة ‪ ،‬مما ٌحرم البلدان النامٌة من اٌرادات و‬
‫مداخٌل هً فً أمس الحاجة الٌها‪.‬‬

‫ومما ٌساعد على تعوٌض هذه الخسابر هو االنطالق من نمط تنموي ٌقوم على االعتماد‬
‫على الذات لتنمٌة القدرات الذاتٌة وتؤمٌن االكتفاء الذاتً وبالتالً التوسع فً التعاون‬
‫االقلٌمً‪ ،‬وفً التجارة فٌما بٌن البلدان النامٌة ‪ ،‬وتحقٌق استثمارات ضخمة فً رأس‬
‫المال البشري ‪ ،‬و التوسع فً األخذ بالتكنولوجٌات المحسنة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ / 5‬المساواة فً توزٌع الموارد‪.‬‬

‫التنمٌة المستدامة لدى البلدان الفقٌرة تعنً توظٌؾ الموارد الطبٌعٌة من أجل التحسٌن‬
‫المستمر فً مستوٌات المعٌشة للتخفٌؾ من حدة الفقر‪ ،‬ألن هناك روابط وثٌقة بٌن الفقر‬
‫وتدهور البٌبة والنمو السرٌع والمتزاٌد للسكان و التخلؾ الناجم عن التارٌخ االستعماري‬
‫و التبعٌة المطلقة للقوى الرأسمالٌة ‪.‬‬

‫الوسٌلة الناجعة للتخفٌؾ من عبء الفقر وتحسٌن مستوٌات المعٌشة أصبحت مسإولٌة‬
‫كل من البلدان الؽنٌة و الفقٌرة ‪ ،‬وتعتبر ؼاٌة فً حد ذاتها ‪.‬‬

‫وتتمثل فً جعل الحصول على الموارد و المنتجات و الخدمات فٌما بٌن جمٌع األفراد‬
‫داخل المجتمع أقرب الى المساواة‪.‬‬

‫فالفرص ؼٌر متساوٌة فً الحصول على التعلٌم و الخدمات االجتماعٌة و األراضً و‬


‫الموارد الطبٌعٌة األخرى و حرٌة االختٌار وؼٌرها من الحقوق السٌاسٌة‪ ،‬تشكل حاجزا‬
‫أمام التنمٌة‪.‬‬

‫فالذٌن ال تلبى لهم احتٌاجاتهم األساسٌة و الذٌن ربما كان بقابهم على قٌد الحٌاة أمرا‬
‫مشكوكا فٌه ٌصعب أن نتصور بؤنهم سٌهتمون بمستقبل الكرة األرضٌة ‪ ،‬ولٌس هناك ما‬
‫ٌدعوهم الى تقدٌر مدى صالحٌة تصرفاتهم لالستدامة ‪.‬‬

‫‪ / 6‬تقلٌص االنفاق العسكري‪.‬‬

‫التنمٌة المستدامة ٌجب أن تعنً فً جمٌع البلدان تحوٌل األموال من االنفاق على‬
‫األؼراض العسكرٌة وأمن الدولة الى االنفاق على احتٌاجات التنمٌة‪.‬‬

‫العسكرٌة‬ ‫ومن شؤن اعادة تخصٌص ولو جزء من الموارد المكرسة األؼراض‬
‫االسراع بالتنمٌة بشكل ملحوظ ‪ ،‬وخلق موارد مالٌة متجددة الستمرار البرامج التنموٌة‬
‫واستدامتها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫①‬ ‫ثانٌا ـ األبعاد االجتماعٌة‪.‬‬

‫‪ /1‬تثبٌت النمو الدٌمغرافً‪.‬‬

‫تعنً التنمٌة المستدامة فٌما ٌتعلق باألبعاد البشرٌة العمل على تحقٌق تقدم كبٌر فً‬
‫سبٌل تثبٌت نمو السكان ‪ ،‬وهو أمر بدأ ٌكتسً أهمٌة بالؽة‪ ،‬ألن النمو السرٌع ٌحدث‬
‫ضؽوطا حادة على الموارد الطبٌعٌة وعلى قدرة الحكومات على توفٌر الخدمات‪،‬‬
‫وبالتالً وجب ضبط السكان‪.‬‬

‫فالزٌادة السكانٌة تبلػ نحو ‪ 88‬ملٌون نسمة سنوٌا‪ ،‬وهً زٌادة ال تتسع لها األوضاع‬
‫االقتصادٌة و االجتماعٌة السابدة‪ ،‬وأؼلب الزٌادة ‪ %85‬فً دول العالم الثالث الموسوم‬
‫باالكتظاظ و الفقر و التخلؾ‪ ،‬فاستمرار هذا الحال ٌزٌد الفقراء فقرا‪ ،‬وهذا خطر على‬
‫العالم جمٌعا‪.‬‬

‫كما أن النمو السرٌع للسكان فً بلد أو منطقة ٌحد من التنمٌة وٌقلص من الموارد‬
‫الطبٌعٌة المتاحة‪.‬‬

‫‪ /2‬أهمٌة توزٌع السكان‬

‫كما أن لتوزٌع السكان أهمٌته‪ ،‬فاالتجاهات الحالٌة نحو توسٌع المناطق الحضرٌة‪،‬‬
‫والسٌما تطور المدن الكبٌرة لها عواقب بٌبٌة ضخمة‪.‬‬

‫فالمدن تقوم بتركٌز النفاٌات و المواد الملوثة فتتسبب فً كثٌر من األحٌان فً أوضاع‬
‫لها خطورتها على الناس وتدمر النظم الطبٌعٌة المحٌطة بها‪.‬‬

‫ومن هنا فان التنمٌة المستدامة تعنً النهوض بالتنمٌة الرٌفٌة للمساعدة على ابطاء أو‬
‫تقلٌص حركة الهجرة الى المدن‪ ،‬وتعنً اتخاذ تدابٌر سٌاسٌة خاصة و كذا انتهاج‬
‫أسالٌب االصالح الزراعً‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① أ‪ .‬دوٌدي ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪/3‬االستخدام الكامل للموارد البشرٌة‬

‫تهدؾ التنمٌة المستدامة الى استخدام الموارد البشرٌة استخداما كامال‪ ،‬وذلك بتحسٌن‬
‫التعلٌم و الخدمات الصحٌة‪ ،‬ومحاربة الجوع وأن تصل الخدمات األساسٌة الى الذٌن‬
‫ٌعٌشون فً فقر مطلق أو فً المناطق النابٌة‪.‬‬

‫ومن هنا فان التنمٌة المستدامة تعنً توجٌه الموارد واعادة تخصٌصها الستمرار التنمٌة‬
‫ولضمان الوفاء ب‪:‬‬

‫ـ االحتٌاجات البشرٌة األساسٌة مثل التعلٌم‪ ،‬القراءة و الكتابة‪.‬‬

‫ـ توفٌر الرعاٌة الصحٌة‪.‬‬

‫ـ تحسٌن الرفاء االجتماعً‪.‬‬

‫ـ حماٌة التنوع الثقافً‪.‬‬

‫ـ االستثمار فً رأس المال البشري‪.‬‬

‫‪ /4‬أهمٌة دور المرأة‬

‫فً كثٌر من البلدان النامٌة ٌقوم النساء و األطفال بالزراعات المعٌشٌة‪ ،‬الرعً‪ ،‬جمع‬
‫الحطب و نقل الماء‪ ،‬و االعتناء بالبٌبة المنزلٌة مباشرة‪.‬‬

‫وبعبارة أخرى تعتبر المرأة المدبر األول للموارد و البٌبة فً المنزل‪ ،‬كما أنها هً أول‬
‫من ٌقدم الرعاٌة‬

‫لألطفال‪ ،‬ومع ذلك فكثٌرا ما تلقى صحتها وتعلٌمها االهمال مقارنة بصحة الرجال‬
‫وتعلٌمهم‪.‬‬

‫والمرأة األكثر تعلٌما لدٌها فرص أكبر فً الحصول على وسابل لحماٌة الموارد البٌبٌة‪،‬‬
‫ومن شؤن االستثمار فً صحة المرأة و تعلٌمها أن ٌعود على القابلٌة لالستدامة بمزاٌا‬
‫متعددة‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫ثالثا ـ البٌئة بعد أساسً للتنمٌة المستدامة‬

‫ترتكز التنمٌة المستدامة على حقٌقة تقول بؤن استنزاؾ الموارد الطبٌعٌة التً تعتبر‬
‫ضرورٌة ألي نشاط زراعً أو صناعً سٌكون له آثار ضارة على التنمٌة و االقتصاد‪.‬‬

‫لهذا فان أول بند فً مفهوم التنمٌة المستدامة هو محاولة الموازنة بٌن النظام‬
‫االقتصادي و النظام البٌبً بدون استنزاؾ الموارد الطبٌعٌة مع مراعاة األمن البٌبً‪.‬‬

‫لهذا ٌتعٌن مراعاة الحدود البٌبٌة بحٌث ٌكون لكل نظام بٌبً حدود معٌنة ال ٌمكن‬
‫تجاوزها من االستهالك و االستنزاؾ‪ ،‬وفً حالة تجاوز تلك الحدود فانه ٌإدي الى‬
‫تدهور النظام البٌبً‪ ،‬وعلى هذا األساس ٌجب وضع الحدود أمام االستهالك و النمو‬
‫السكانً و التلوث و أنماط االنتاج السٌبة و استنزاؾ المٌاه و قطع الؽابات و انجراؾ‬
‫①‬ ‫التربة‪.‬‬

‫فتزاٌد استخدام الطاقة األحفورٌة ( الفحم‪ ،‬النفط ‪ ،‬الؽاز السابل) والتً تمثل نسبة‬
‫استخدام تقدر ب‪ %91‬من االستهالك العالمً فً الوقت الحالً‪ ،‬تسبب فً مشاكل بٌبٌة‬
‫عدٌدة أثرت على توازن التركٌب الكٌمٌابً للؽالؾ الجوي‪ ،‬حٌث ٌعد توازنه هذا من أهم‬
‫عوامل الحٌاة على األرض‪ ،‬لقد كان االعتماد الربٌسً فً الدول الصناعٌة و الدول‬
‫②‬ ‫النامٌة ٌقوم على استهالك الوقود األحفوري والزال هذا االعتماد قابما‪.‬‬

‫وحخٍّض ِصبدس اٌطبلت اٌّخجذدة بمببٍٍت اعخغالٌهب اٌّغخّش دوْ أْ ٌؤدي رٌه اٌى اعخٕفبر‬
‫ِٕبعهب‪ ،‬فبٌطبلت اٌّخجذدة هً اٌخً ححصً عٍٍهب ِٓ خالي حٍبساث اٌطبلت اٌخً ٌخىشس‬
‫وجىدهب فً اٌطبٍعت عٍى ٔحى حٍمبئً و دوسي‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اٌغببك‪ ،‬ص‪. 092/091‬‬ ‫① ِشاد ٔبصش‪ ،‬اٌّشجع‬

‫② أ‪ .‬دوٌذي ‪ ،‬اٌّشجع اٌغببك‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ولما كانت حماٌة البٌبة و الحفاظ على مواردها حلقة وصل بٌن االستهالك العالمً‬
‫للطاقة وتطور التنمٌة فً جمٌع دول العالم‪ ،‬تم تبنً اتفاقٌة االمم المتحدة ‪ 2::3‬بشؤن‬
‫التؽٌٌرات المناخٌة و التً تضمنت تعهدات عامة تتحملها األطراؾ فً االتفاقٌة‪ ،‬ثم ألحق‬
‫بهذه االتفاقٌة بروتوكول كٌوتو‪ 2::8‬الذي ٌسعى الى فرض التزامات محددة تقوم بها‬
‫الدول األطراؾ لتخفٌض االنبعاثات المترتبة على استهالك الطاقة و السعً الى التوجه‬
‫الدولً الستخدام أنواع الطاقة المتجددة‪.‬‬

‫رابعا ـ األبعاد التكنولوجٌة‪.‬‬

‫①‬ ‫تتمثل األبعاد التكنولوجٌة للتنمٌة المستدامة فً العناصر التالٌة‪:‬‬

‫‪ /1‬استعمال تكنولوجٌات أنظف فً المرافق الصناعٌة‪.‬‬

‫كثٌرا ما تإدي المرافق الصناعٌة الى تلوٌث ما ٌحٌط بها من هواء ومٌاه وأرض‪ ،‬ومع‬
‫هذا فلٌس التلوث نتٌجة ال مفر منها من نتابج النشاط الصناعً‪.‬‬

‫وأمثال هذه النفاٌات المتدفقة تكون نتٌجة لتكنولوجٌات تفتقر الى الكفاءة أو لعملٌات‬
‫الرسكلة وتكون أٌضا لإلهمال و االفتقار الى فرض العقوبات االقتصادٌة‪.‬‬

‫وتعنً التنمٌة المستدامة هنا التحول الى تكنولوجٌات أنظؾ و أكفؤ وتقلص من استهالك‬
‫الطاقة وؼٌرها من الموارد الطبٌعٌة الى أدنى حد ‪.‬‬

‫وٌنبؽً أن ٌتمثل الهدؾ فً عملٌات أو نظم تكنولوجٌة تتسبب فً نفاٌات أو ملوثات أقل‬
‫فً المقام األول‪ ،‬وتعٌد تدوٌر النفاٌات داخلٌا و تعمل مع النظم الطبٌعٌة أو تساندها‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أ ‪ .‬دوٌدي‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫①‬

‫‪28‬‬
‫‪ /2‬الحٌلولة دون تدهور طبقة األوزون‬

‫التنمٌة المستدامة تعنً أٌضا الحٌلولة دون تدهور طبقة األوزون الحامٌة لألرض‪ ،‬و‬
‫تمثل االجراءات التً اتخذت لمعالجة هذه المشكلة مشجعة فاتفاقٌة "كٌوتو" جاءت‬
‫للمطالبة بالتخلص التدرٌجً من المواد الكٌمٌابٌة المهددة لألوزون‪ ،‬وتوضح بؤن التعاون‬
‫الدولً لمعالجة مخاطر البٌبة العالمٌة هو أمر مستطاع‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬واقع التنمٌة المستدامة فً الجزائر‬

‫لقد مرت الجزابر بعدة مراحل فً سبٌل تحقٌق تنمٌتها سنستعرضها بعد عرض أبرز‬
‫مإشرات قٌاس التنمٌة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مإشرات قٌاس التنمٌة المستدامة‬

‫①‬ ‫تنقسم مإشرات قٌاس التنمٌة الى أربعة محاور ربٌسٌة تتمثل فً اآلتً‪:‬‬

‫أوال ـ المإشرات االقتصادٌة‪ .‬تتمثل أهم المإشرات االقتصادٌة فً اآلتً ‪:‬‬

‫ـ معدل الدخل الوطنً للفرد‪.‬‬

‫ـ المٌزان التجاري‪.‬‬

‫ـ قٌمة الدٌن الخارجً نسبة الى الناتج المحلً االجمالً‪.‬‬

‫ـ االستهالك السنوي للطاقة و كثافة استخدامها‪.‬‬

‫ـ وسابل النقل و المواصالت‪.‬‬

‫ثانٌا ـ المإشرات االجتماعٌة‪ .‬من أهم المإشرات االجتماعٌة ما ٌلً ‪:‬‬

‫ـ السكن و نسبة السكان الذٌن ٌعٌشون تحت خط الفقر‪.‬‬

‫ـ نسبة السكان العاطلٌن عن العمل‪.‬‬

‫ـ الصحة العامة‪.‬‬

‫ـ التعلٌم والتكوٌن‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① الجودي صاطوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.413‬‬

‫‪30‬‬
‫ـ األِٓ االجخّبعً وحّبٌت إٌبط ِٓ اٌجشائُ‪.‬‬

‫ـ إٌغبت اٌّئىٌت ٌٍّٕى اٌغىبًٔ‪.‬‬

‫ثالثا ـ المإشرات البٌئٌة‪ :‬من أهم المإشرات التً تهتم بالمحور البٌبً ما ٌلً ‪:‬‬

‫ـ مساحة األراضً المزروعة مقارنة بالمساحة الكلٌة‪.‬‬

‫ـ الكمٌة المستخدمة من المبٌدات و المخصبات الزراعٌة‪.‬‬

‫ـ مساحة الؽابات مقارنة بالمساحة الكلٌة‪.‬‬

‫ـ نصٌب الفرد من المٌاه العذبة‪.‬‬

‫ـ نسبة تلوث الهواء المحٌط بالمناطق الحضرٌة‪.‬‬

‫رابعا ـ المإشرات المإسسٌة‪ .‬تتمثل المإشرات المإسسٌة فً األتً ‪:‬‬

‫ـ تطبٌق االتفاقٌات العالمٌة المصادق علٌها‪.‬‬

‫ـ عدد مستخدمً األنترنت لكل ‪ 2111‬مواطن‪.‬‬

‫ـ عدد خطوط الهاتؾ لكل ‪ 2111‬مواطن‪.‬‬

‫ـ عدد أجهزة الحواسٌب لكل ‪ 2111‬مواطن‪.‬‬

‫ـ نسبة االنفاق على البحث العلمً و التنمٌة من اجمالً الناتج المحلً‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬واقع التنمٌة المستدامة فً الجزائر‬

‫①‬ ‫الفرع األول‪ :‬واقع التنمٌة المستدامة بعد االستقالل‬

‫بعد حصول الجزابر على استقاللها وجدت اقتصاد مشوه ومفكك ومخلفات ومشاكل‬
‫وهٌاكل إدارٌة ومإسسات صناعٌة وأراضً فالحٌة تركها المستعمر الفرنسً‪ ،‬ووضع‬
‫اجتماعً أكثر تجسٌد للتخلؾ متمثل فً الثالوث الجهنمً الجهل‪ ،‬الفقر و المرض‪.‬‬

‫وأمام هذه الوضعٌة المتدهورة عمدت السلطات الوطنٌة الى إعادة بناء الدولة الجزابرٌة‬
‫باتخاذ اجراءات عاجلة تمثلت فً اصدار قوانٌن و مراسٌم تحاول تنظٌم النشاطات‬
‫االقتصادٌة و االجتماعٌة و قد كان من خالل هذه البرامج و المواثٌق التً سطرت‬
‫الخطوط العرٌضة للتنمٌة و التً نجد انعكاسا لها فً مخططات متتالٌة ٌحتل فٌها‬
‫التصنٌع مكانا مركزٌا من أجل بناء اقتصاد وطنً قوي معتمدٌن آنذاك على التوجه‬
‫االشتراكً كخٌار سٌاسً و اقتصادي قصد تحقٌق أهداؾ التنمٌة المرؼوبة و بالتالً‬
‫النهوض باالقتصاد الوطنً فً مجاالت اإلنتاج و التنمٌة االجتماعٌة و التؽلب على‬
‫مشاكل التخلؾ الموروثة عن االستعمار‪.‬‬

‫اتسمت المخططات األولى بتحقٌق نجاح معتبر لكنها تمٌزت بالتبعٌة للسلطة المركزٌة‬
‫فً التسٌٌر واتخاذ القرارات فً مجال تطبٌق سٌاسة التنمٌة االقتصادٌة ‪.‬‬

‫إن مخططات التنمٌة الكبرى قد ركزت جل نشاطها و برامجها فً الجهة الشمالٌة‬


‫للوطن و باألخص على الشرٌط الساحلً و مع مرور الوقت ظهرت لهذه السٌاسة آثار‬
‫سلبٌة تمثلت فً تلوث البٌبة و االختالل الكبٌر فً توزٌع السكان على المستوى الوطنً‬
‫الذي تمركز فً المدن الساحلٌة المصنعة‪ ،‬إضافة إلى ظهور فوارق تنموٌة بٌن مختلؾ‬
‫األقالٌم ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① عصمانً خدٌجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.38/37‬‬

‫‪32‬‬
‫ومع بداٌة األزمات االقتصادٌة العالمٌة التً مست االقتصاد الجزابري الذي ٌعتمد‬
‫أساسا على قطاع المحروقات و إهمال القطاعات األخرى فعندما تصدع قطاع‬
‫المحروقات لم تجد الدولة قطاع آخر ٌحمً اقتصاد ها‪ ،‬فكانت ‪ 2:91‬أول الصدمات‬
‫وسنة ‪ 2:97‬ثانً الصدمات لالقتصاد الجزابري وهو األمر الذي أدى إلى بداٌة تدهور‬
‫السٌاسة التنموٌة آنذاك مما تطلب األمر تجسٌد جملة من اإلصالحات‪.‬‬

‫فعملت الدولة الجزابرٌة إلى إعادة هٌكلة المإسسات العمومٌة أي إعادة هدم جمٌع‬
‫المإسسات العمومٌة التً عملت الدولة فً بداٌة سنوات االستقالل على توفٌر جمٌع‬
‫الموارد لها وشوهد علٌها أنها أخفقت فً تحقٌق األهداؾ المرسومة مما مهد طرٌق أخر‬
‫إلى بداٌة تخلً الدولة على التسرع بالحد من المركزٌة فً التسٌٌر و إعطاء الحرٌة‬
‫للمإسسات االقتصادٌة حرٌة اكبر حتى سنة صدور القانون التوجٌهً للمإسسات لعام‬
‫‪.2:99‬‬

‫هذا األخٌر أفرز وراءه العدٌد من اإلصالحات ‪ ،‬واثبت أن الجزابر فً توجه آخر‬
‫مدركة فشل التوجه االشتراكً‪ ،‬وفً خضم األوضاع السٌاسٌة التً بدأت تعرفها‬
‫الجزابر‪ ،‬أدى بها إلى الدخول إلى سٌاسة اصطالحات اقتصادٌة جدٌدة أخرى امتدت إلى‬
‫سنة ‪ 2::4‬كان نتاجها تخصٌص االقتصاد الجزابري للدخول التوجه اقتصاد السوق‬
‫وفق آلٌات جدٌدة‪ ،‬وفً ظل ظروؾ دولٌة جدٌدة مختلفة كما كانت علٌه سابقا ‪.‬‬

‫إن فشل نظام التسٌٌر االشتراكً فً الجزابر وكذا محاولة اإلصالحات الهٌكلٌة التً‬
‫مست المإسسات العمومٌة مع بداٌة الثمانٌنات لم تحقق األهداؾ المرجوة منها لتحسٌن‬
‫مردودٌة المإسسة العمومٌة االقتصادٌة بل ان هذا الوضع الخطٌر أدى بالسلطات‬
‫الجزابرٌة إلى االعتماد الكلً على المحروقات كمصدر لإلنتاج‪ ،‬ولتطبٌق البرامج‬
‫والسٌاسات التنموٌة على حسابها‪ ،‬هذه األوضاع خلفت عدة مساوئ على مستوٌات‬
‫المعٌشة للمواطن وعلى معدالت النمو االقتصادي ‪ ،‬وعلى مستوى االقتصاد الوطنً ككل‬
‫لعدة سنوات ‪ ،‬لذلك اعتمدت السلطات الجزابرٌة سٌاسة جدٌدة فً التنمٌة ‪ ،‬تتمٌز فً‬

‫‪33‬‬
‫تحرٌر أكبر لالقتصاد حتى تتماشى مع الظروؾ الدولٌة الجدٌدة محاولة فً ذلك التعاٌش‬
‫مع مقتضٌات اقتصاد السوق واالنفتاح على العالم الخارجً‪.‬‬

‫قامت الجزابر بإصالحات اقتصادٌة مدعومة من طرؾ صندوق النقد الدولً وبطلب‬
‫منها لحماٌة اقتصادها من االنهٌار من الحالة التً آلت بها بما ٌعرؾ التصحٌح الهٌكلً‬
‫من خالل احداث تؽٌرات فً المنظومة اإلنتاجٌة لالقتصاد وبما ٌتالءم مع المعطٌات‬
‫الجدٌدة على الساحة الدولٌة وسعٌها إلى تحقٌق نمو حقٌقً سلٌم ومستدٌم‪.‬‬

‫اال أنها أصبحت تعانً من أزمة خانقة خالل سنة ‪ 2::6‬نتٌجة ؼلق المصانع ‪ ،‬حل‬
‫الشركات و المإسسات الوظٌفٌة و المحلٌة و تسرٌح العمال و الدخول المحتشم لرأس‬
‫المال األجنبً فً بعض القطاعات نتٌجة لقانون الخوصصة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬واقع التنمٌة المستدامة من خال ل برامج االنعاش االقتصادي‬

‫لتبٌان مجهودات الجزابر فً مجال التنمٌة سٌتم توضٌح برنامج االنعاش االقتصادي‬
‫للفترة ‪ ،3116/3112‬ثم البرنامج التكمٌلً لدعم االنعاش االقتصادي للفترة‬
‫‪ ، 311:/3116‬اضافة الى البرنامج الخماسً ‪ ، 3125/3121‬وأخٌرا المخطط التنموي‬
‫الخماسً ‪ 312:/3126‬وهذا من خالل االعتماد على أهم مإشرات قٌاس التنمٌة‬
‫المستدامة السالفة الذكر‪.‬‬

‫برنامج االنعاش االقتصادي للفترة ‪ 2884/2881‬لقد كان محور برنامج‬ ‫أوال ـ‬


‫االنعاش االقتصادي الذي امتد من سنة ‪ 3112‬الى ؼاٌة ‪ 3115‬حول النشاطات الموجهة‬
‫لدعم المإسسات االنتاجٌة ودعم األنشطة الزراعٌة وتحسٌن المستوى المعٌشً و تنمٌة‬
‫الموارد البشرٌة‪.‬‬

‫①‬ ‫وٌمكن استعراض محتوى البرنامج على مختلؾ القطاعات كما ٌلً‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الفالحة ‪ٌ :‬ندرج هذا البرنامج فً اطار المخطط الوطنً للتنمٌة الفالحٌة و ٌتمحور‬
‫حول البرامج المرتبطة ب‪:‬‬

‫ـ تكثٌؾ االنتاج الفالحً خاصة الموارد الواسعة االستهالك و ترقٌة الصادرات من‬
‫المنتجات الزراعٌة‪.‬‬

‫ـ اعادة تحوٌل أنظمة االنتاج للتكفل أحسن بظاهرة الجفاؾ و التصحر‪.‬‬

‫ـ حماٌة األحواض و المصبات و توسٌع مناصب الشؽل فً الرٌؾ‪.‬‬

‫ـ مكافحة الفقر و التهمٌش و معالجة دٌون الفالحٌن‪.‬‬

‫و قد تم تخصٌص مبلػ ٌفوق ‪ 76‬ملٌار دٌنار جزابري الحتواء هذا البرنامج‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① زرنوح ٌاسمٌن ‪،‬اشكالٌة التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪ ،‬دراسة تقٌٌمٌة‪، 3117،‬ص‪ 288‬و ما بعدها‬

‫‪35‬‬
‫‪ 2‬ـ الصٌد والموارد المائٌة‪ :‬لم ٌحض هذا القطاع بالعناٌة الالزمة رؼم طول الشرٌط‬
‫الساحلً الجزابري الذي ٌفوق ‪ 2311‬كلم مطلة على البحر‪ ،‬حٌث خصص مبلػ ‪21‬‬
‫ملٌار دٌنار جزابري و الذي كان ٌهدؾ أساسا الى‪:‬‬

‫ـ انشاء مإسسة للقرض من أجل الصٌد وتربٌة المابٌات‪.‬‬

‫ـ دعم نشاطات المتعاملٌن و ادخال تحفٌزات جبابٌة و جمركٌة تضمنها قانون المالٌة‬
‫لسنة ‪. 3112‬‬

‫ـ معالجة دٌون المهنٌٌن المتعاقدٌن المستفٌدٌن من مشارٌع و التً قدرت ب‪ 1,3‬ملٌار‬


‫دٌنار جزابري‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ التنمٌة المحلٌة‪ :‬لقد كان الهدؾ من تحقٌق تنمٌة محلٌة هو االستجابة لحاجٌات‬
‫المواطنٌن و تحسٌن نوعٌة االطار المعٌشً ‪،‬حٌث خصص لهذا البرنامج مبلػ قارب‬
‫‪ 226‬ملٌار دٌنار جزابري ‪ ،‬وقد تضمن البرنامج على الخصوص‪:‬‬

‫ـ انجاز مشارٌع البنى التحتٌة المرتبطة بالطرق و المٌاه و االتصاالت‪.‬‬

‫ـ انجاز مشارٌع تنموٌة على صعٌد المجموعات االقلٌمٌة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ التشغٌل و الحماٌة االجتماعٌة ‪ :‬خصص لهذا البرنامج ؼالؾ مالً ٌقدر ب ‪27‬‬
‫ملٌار دٌنار جزابري ‪ ،‬حٌث سمح هذا البرنامج بتجسٌد ‪ 811.111‬منصب شؽل دابم ‪،‬‬
‫كما تم تخصٌص أزٌد من ‪ 611‬حافلة نقل مدرسً للبلدٌات المحرومة اضافة الى اصدار‬
‫تشرٌعات ترمً الى تؤطٌر سوق العمل‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ تعزٌز الخدمات العامة و تحسٌن االطار المعٌشً‪ :‬من أجل التهٌبة العمرانٌة و‬
‫اعادة احٌاء الفض اءات الرٌفٌة و الهضاب العلٌا و الواحات‪ ،‬و من أجل تحسٌن معٌشة‬
‫سكان المناطق الرٌفٌة التً تتمٌز بالفقر و العزلة فانه تم تخصٌص ؼالؾ مالً ٌفوق‬
‫‪ 321‬ملٌار دٌنار جزابري ‪ ،‬و الذي ٌتوزع بٌن البنى التحتٌة للموارد المابٌة و السكك‬
‫الحدٌدٌة و األشؽال العمومٌة و حماٌة الفضاءات الساحلٌة و مناطق الهضاب العلٌا‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ 6‬ـ تنمٌة الموارد البشرٌة ‪ :‬قدر الؽالؾ المالً المخصص لتنمٌة الموارد البشرٌة ب‬
‫‪ :1‬ملٌار دٌنار جزابري‬

‫الذي خصص لقطاع التربٌة الوطنٌة و التكوٌن المهنً و التعلٌم العالً و البحث العلمً‬
‫و الصحة و الرٌاضة و الثقافة‪.‬‬

‫①‬ ‫و المالحظ أن من نتابج برنامج االنعاش االقتصادي هو ما ٌلً ‪:‬‬

‫ـ استثمار اجمالً لحوالً ‪ 57‬ملٌار دوالر أي ‪ 4811‬ملٌار دٌنار جزابري‪.‬‬

‫ـ نمو مستمر ٌساوي فً المتوسط ‪ 4,9‬بالمبة طوال السنوات الخمسة و وصل إلى‬
‫مستوى ‪ 7,9‬بالمبة فً سنة ‪.3114‬‬

‫ـ تراجع فً معدالت البطالة من ‪ 3:‬بالمبة سنة ‪ 3112‬إلى ‪ 33‬بالمبة سنة ‪.3116‬‬

‫ـ إنجاز اآلالؾ من المنشآت القاعدٌة و تسلٌم اآلالؾ من المنشآت الجاهزة‪.‬‬

‫ـ انخفاض المدٌونٌة الخارجٌة للجزابر من ‪ 42‬ملٌار دوالر سنة ‪ 3112‬إلى أقل من ‪31‬‬
‫ملٌار دوالر سنة ‪.3116‬‬

‫ـ تحقٌق احتٌاطً صرؾ فاق ‪ 51‬ملٌار دوالر بحلول سنة ‪.3115‬‬

‫و من أجل تؽطٌة النقابص المسجلة فً هذا البرنامج‪ ،‬فقد حاولت الحكومة استدراك ذلك‬
‫فً البرنامج الخماسً الموالً و المتمثل فً البرنامج التكمٌلً لدعم االنعاش االقتصادي‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① زرمان كرٌم ‪،‬التنمٌة المستدامة فً الجزابر من خالل برنامج االنعاش االقتصادي‪، 3121،‬ص‪ 316‬و ما بعدها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ثانٌا ـ البرنامج التكمٌلً لدعم االنعاش االقتصادي فً الفترة ‪. 2009/2005‬‬

‫لقد كان تركٌز الحكومة فً هذا البرنامج هو مواصلة الجهود إلعادة بناء االقتصاد‬
‫الوطنً و االنفتاح على االقتصاد العالمً‪.‬‬

‫①‬ ‫ومن أهم المحاور التً القت اهتمام كبٌر من هذا البرنامج ما ٌلً‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ تحسٌن اطار االستثمار و ترقٌته‪ :‬و هذا من خالل التحضٌر للشراكة مع االتحاد‬
‫األوروبً و االنضمام للمنظمة العالمٌة للتجارة ‪ ،‬حٌث تجسد ذلك فً مراجعة قانون‬
‫االستثمارات و تفعٌل دور الوكالة الوطنٌة لتطوٌر االستثمار و لجان مساعدة مشارٌع‬
‫االستثمار و االنطالق الفعلً لما ٌعرؾ ب"الشباك الوحٌد" لصالح المستثمر للقضاء على‬
‫الجانب البٌروقراطً‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تسوٌة مسؤلة العقار‪ :‬حٌث تم استكمال عملٌة مسح األراضً على المستوى الوطنً‬
‫واستكمال مخططات التهٌبة العمرانٌة عبر الوطن ‪ ،‬وذلك بؽرض زٌادة العرض من‬
‫األراضً المخصصة لالستثمار ‪ ،‬وكذا وضع التشرٌعات الالزمة التً تإسس لنظام‬
‫االمتٌاز فً مجال العقار الفالحً‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عصرنة المنظومة المالٌة ‪ :‬من أجل مساٌرة االصالحات االقتصادٌة فانه كان لزاما‬
‫عصرنة النظام المالً و الذي ٌهدؾ فً األساس الى ما ٌلً ‪:‬‬
‫ـ تحسٌن ادارة البنوك و شركات التؤمٌن واستكمال عصرنة أدوات و أنظمة الدفع‪.‬‬
‫ـ تعزٌز سوق رإوس األموال و تطوٌر القطاع المالً من خالل اقامة صندوق القروض‬
‫لفابدة المإسسات الصؽٌرة و المتوسطة و صنادٌق االستثمارات األخرى‪.‬‬
‫ـ تحسٌن أداء الموارد البشرٌة فً القطاع المالً و انعاش البورصة و تطوٌرها‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تثمٌن الثروات الوطنٌة و تطوٌرها ‪ :‬و ذلك من خالل القٌام باستكمال الترتٌبات‬
‫التنظٌمٌة و التشرٌعٌة لجلب االستثمار الوطنً الخاص وكذا المزٌد من االستثمارات‬
‫األجنبٌة المباشرة أو القٌام بابرام عقود شراكة فً قطاع المحروقات و الطاقة و المناجم‬
‫وأنشطة انتاج الطاقات المتجددة‪.‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① الجودي صاطوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 303‬و ما بعدها‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ 5‬ـ النهوض بقطاع السٌاحة و الصناعات التقلٌدٌة و الصٌد البحري‪ :‬باعتبار أن هذه‬
‫القطاعات تساهم بشكل كبٌر فً استحداث مناصب شؽل فان الحكومة قامت بعدة تدابٌر‬
‫للنهوض بهذا القطاع تمثلت فً اآلتً‪:‬‬

‫ـ تحسٌن جودة الخدمات و ادارة الحظٌرة الفندقٌة ضمن الشبكات الدولٌة للسٌاحة‪.‬‬

‫ـ تشجٌع االستثمار فً الفندقة من أجل تؤهٌل القدرات و المواقع و المسالك السٌاحٌة‬


‫الوطنٌة على مستوى الشواطا و الصحراء و السٌاحة الحموٌة‪.‬‬

‫ـ ترقٌة و تؤطٌر وكاالت األسفار السٌاحٌة بما ٌساهم فً ترقٌة المنتوج السٌاحً الوطنً‬
‫فً الخارج‪.‬‬

‫ـ تنمٌة الصناعات التقلٌدٌة التً تشمل العدٌد من الٌات التؤطٌر و الدعم من أجل مصاحبة‬
‫االنطالق الفعلً للنشاط السٌاحً‪.‬‬

‫ـ دعم تكوٌن الشباب فً مهن الصٌد البحري بالموازاة مع تؤطٌر هذه المهنة‪.‬‬

‫ـ تشجٌع االستثمار فً مٌادٌن دعم الصٌد البحري و مواصلة دعم رصد القروض‬
‫الستحداث األنشطة لفابدة المتعاملٌن االقتصادٌٌن‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ دفع التحدي فً مجال الموارد المائٌة‪ :‬بالنظر ألهمٌتها االقتصادٌة و االجتماعٌة‬
‫فقد سارعت الحكومة الى وضع برامج للنهوض بهذا القطاع ترمً فً مجملها الى‬
‫تحقٌق ما ٌلً ‪:‬‬

‫ـ حشد الموارد المابٌة من خالل بناء السدود وتطوٌر برنامج حفر اآلبار‪.‬‬

‫ـ مباشرة برنامج وطنً إلنجاز أزٌد من ‪ 33‬محطة تصفٌة المٌاه المسترجعة تستعمل فً‬
‫قطاع الري‪.‬‬

‫ـ انجاز محطات كبرى لتحلٌة المٌاه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ـ تسٌٌر الموارد المابٌة و توزٌعها بشكل عقالنً و الرقابة من الكوارث المرتبطة بالمٌاه‬
‫وامتصاصها‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ تبنً سٌاسات طموحة لتهٌئة االقلٌم ‪:‬‬

‫وفً هذا االطار تم تعزٌز سٌاسة البنى التحتٌة الكبرى و األشؽال العمومٌة قصد‬
‫تحسٌن الظروؾ المعٌشٌة و النشاط االقتصادي لهذه المناطق ‪ ،‬فضال عن المشروع‬
‫الضخم الخاص بالطرٌق السٌار شرق ـ ؼرب الذي ٌفوق طوله ‪ 1200‬كلم‪.‬‬

‫و قد تم تسطٌر برامج طموحة فً هذا المجال أٌضا تتمثل على الخصوص فً‪:‬‬

‫ـ الطرٌق العرضً للهضاب العلٌا الذي ٌمتد ألزٌد من ‪ 1000‬كلم ‪ ،‬واستكمال الطرق‬
‫العبر للصحراء‪.‬‬

‫ـ انجاز مطارات جدٌدة وتوسٌع قدرات استٌعاب مطارات داخلٌة‪.‬‬

‫ـ صٌانة الموانا وتوسٌعها وتحدٌث شبكة السكك الحدٌدٌة و انجاز خطوط جدٌدة السٌما‬
‫فً المناطق الحضرٌة‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ الحفاظ على البٌئة و جعلها فً خدمة التنمٌة المستدامة ‪:‬‬

‫ففً مجال تسٌٌر النفاٌات الصناعٌة و النفاٌات الخاصة و كذلك التلوث ‪ ،‬فقد حرصت‬
‫الحكومة على فرض احترام النصوص التشرٌعٌة و التنظٌمٌة المعمول بها إلشراك‬
‫الفاعلٌن وترسٌخ قاعدة " من ٌلوث ٌدفع"‪.‬‬

‫وقد تم انشاء مناطق تهٌبة متكاملة و تنمٌة مستدامة و مضاعفة المساحات المحمٌة‬
‫ووضع المناطق الطبٌعٌة المتمٌزة تحت الحماٌة ‪ ،‬واعادة تؤهٌل و ترقٌة المساحات‬
‫الخضراء و الحدابق و كذا األنظمة البٌبٌة للواحات و حدابق النخٌل‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ 9‬ـ اطالق برنامج ملٌون سكن‪ :‬حٌث تم برمجة بناء ملٌون سكن خالل الفترة‬
‫‪ 2009/2005‬من أجل تلبٌة الطلب على السكن ‪ ،‬و قد تم اعتماد عدة صٌػ لتجسٌد‬
‫البرنامج منها ما ٌلً ‪:‬‬

‫ـ السكن الرٌفً الموجه الى الفبات التً تقطن بالرٌؾ والتً تمنح على شكل اعانات‬
‫مالٌة‪.‬‬

‫ـ البٌع باإلٌجار من أجل االستجابة بقدر أفضل الحتٌاجات الشرابح االجتماعٌة متوسطة‬
‫الدخل‪.‬‬

‫ـ السكن االجتماعً و الموجه لصالح الفبات المحرومة‪.‬‬

‫①‬ ‫جدول تموٌل البرنامج التكمٌلً لدعم االنعاش االقتصادي فً الفترة ‪2005‬ـ‪2009‬‬

‫النسبة المئوٌة‬ ‫المبلغ(ملٌاردٌنار‬ ‫البرامج القطاعٌة‬


‫جزائري)‬
‫‪4554‬‬ ‫‪190855‬‬ ‫برنامج تحسٌن ظروؾ معٌشة السكان‬
‫‪4055‬‬ ‫‪170351‬‬ ‫برنامج تطوٌر المنشآت األساسٌة‬
‫‪8‬‬ ‫‪33752‬‬ ‫برنامج دعم التنمٌة االقتصادٌة‬
‫‪459‬‬ ‫‪20359‬‬ ‫برنامج تطوٌر الخدمة العمومٌة و تحدٌثها‬
‫‪152‬‬ ‫‪50‬‬ ‫برنامج التكنولوجٌات الحدٌثة و االتصال‬
‫‪100‬‬ ‫‪420257‬‬ ‫مجموع البرنامج الخماسً ‪ 2005‬ـ ‪2009‬‬

‫ٌتضح أن البرنامج ٌرمً فً مجمله الى تحسٌن ظروؾ معٌشة السكان خاصة فً‬
‫مجال السكن و التعلٌم و التكوٌن التً تمثل حصة األسد فً هذا البرنامج ‪ ،‬اال أنه لم‬
‫ٌتمكن من حل مشاكل الجزابرٌٌن وانما ساهم فً تقلٌص التؤخر االقتصادي و االجتماعً‬
‫المتراكم طوال األزمة التً مرت بها الجزابر و التً استمرت عشرٌة كاملة من الزمن‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① المصدر‪ :‬البرنامج التكمٌلً لدعم النمو‪ ،‬مجلس األمة ‪ ،‬أفرٌل ‪ ،2005‬ص‪.8/6‬‬

‫‪41‬‬
‫ثالثا ـ البرنامج الخماسً ‪: 2014/2010‬‬

‫كان ٌهدؾ هذا البرنامج الى تحقٌق قفزة نوعٌة على كل األصعدة باعتباره من أكبر‬
‫األؼلفة المخصصة من قبل دولة سابرة فً طرٌق النمو ‪ ،‬وقد خصص هذا البرنامج‬
‫لتوظٌؾ المنشآت القاعدٌة التً تحققت فً البرامج السابقة واستعمالها فً خلق الثروة و‬
‫منه خلق مناصب شؽل لتحسٌن المستوى المعٌشً للفرد‪.‬‬

‫①‬ ‫وقد اشتمل هذا البرنامج على شقٌن هما ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ استكمال المشارٌع الكبرى الجارٌة‪ :‬فمن أجل اتمام انجاز المشارٌع الكبرى و التً‬
‫تم االنطالق فٌها فً البرنامج التكمٌلً لدعم االنعاش االقتصادي فقد خصص مبلػ‬
‫‪ 9700‬ملٌار دٌنار أي ما ٌعادل ‪ 130‬ملٌار دوالر ‪ ،‬و الذي ارتكز على قطاعات السكة‬
‫الحدٌدٌة و الطرق و المٌاه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ اطالق المشارٌع الجدٌدة ‪ :‬وقد خصص مبلػ ‪ 11500‬ملٌار دٌنار جزابري أي‬
‫ما ٌعادل ‪ 156‬ملٌار دوالر و هو مبلػ ضخم كان ٌهدؾ الى تحسٌن أداء االقتصاد‬
‫الجزابري ورفع المستوى المعٌشً للفرد الجزابري و مواجهة الجبهة االجتماعٌة التً‬
‫عرفت زٌادة معتبرة فً أجور الموظفٌن و زٌادة فً عدد المتمدرسٌن فً قطاعً‬
‫التربٌة و التعلٌم العالً؛وعلٌه فان محتوى البرنامج الخماسً تضمن ما ٌلً ‪:‬‬

‫ـ تخصٌص أكثر من ‪ 40‬فً المبة من موارد البرنامج الخماسً لتحسٌن التنمٌة البشرٌة‬
‫وذلك من خالل تحسٌن التعلٌم فً مختلؾ أطواره و تحسٌن ظروؾ السكن و التزوٌد‬
‫بالمٌاه الصالحة للشرب و المواد الطاقوٌة من كهرباء و ؼاز‪ ،‬اضافة الى القطاعات‬
‫األخ رى المتمثلة على الخصوص فً قطاع الشبٌبة و الرٌاضة و االتصال و التضامن‬
‫الوطنً والتً تؤتً كلها كامتداد للتحسٌن االجتماعً و االقتصادي الذي باشرته الدولة‬
‫منذ العقدٌن السابقٌن‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① الجودي صاطوري ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.416‬‬

‫‪42‬‬
‫ـ تخصٌص أزٌد من ‪ 30‬بالمبة من موارد البرنامج الخماسً لمواصلة بناء المنشآت‬
‫القاعدٌة األساسٌة و تحسٌن الخدمة العمومٌة و التً تمثلت فً‪:‬‬

‫‪ ‬مواصلة توسٌع و تحدٌث شبكة الطرقات و زٌادة قدرات الموانا و ذلك‬


‫بتخصٌص أكثر من ‪ 3100‬ملٌار دٌنار‪.‬‬
‫‪ ‬تخصٌص ما ٌعادل ‪ 500‬ملٌار لتهٌبة االقلٌم‪.‬‬
‫‪ ‬تحسٌن امكانٌات وخدمات الجماعات المحلٌة و قطاع العدالة و ادارات ضبط‬
‫الضرابب و التجارة و العمل‪ ،‬وذلك بتخصٌص أزٌد من ‪ 1800‬ملٌار دٌنار‬
‫جزابري‪.‬‬

‫ـ دعم وتنمٌة االقتصاد الوطنً من خالل دعم التنمٌة الفالحٌة و الرٌفٌة‪ ،‬و كذا ترقٌة‬
‫المإسسات الصؽٌرة و المتوسطة من خالل انشاء مناطق صناعٌة و دعم التنمٌة‬
‫الصناعٌة بمنح القروض البنكٌة المٌسرة من قبل الدولة‪ ،‬و انجاز محطات جدٌدة لتولٌد‬
‫الكهرباء و تطوٌر الصناعات البتروكٌمٌابٌة و بناء السدود‪.‬‬

‫ـ تشجٌع المإسسات االقتصادٌة و ال سٌما المنتجة منها على خلق مناصب شؽل و مرافقة‬
‫اإلدماج المهنً لخرٌجً الجامعات و مراكز التكوٌن المهنً‪ ،‬و من جهة أخرى تطوٌر‬
‫اقتصاد المعرفة من خالل دعم البحث العلمً و تعمٌم التعلٌم و استعمال تكنولوجٌات‬
‫اإلعالم و االتصال‪.‬‬

‫نالحظ أن البرامج التنموٌة المعتمدة فً الجزابر قد سمحت بتحقٌق نمو اقتصادي ساهم‬
‫الى حد كبٌر فً تحسٌن الوضعٌة االجتماعٌة للبالد رؼم النقابص المسجلة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫رابعا ـ برنامج التنمٌة فً الجزائر للفترة ‪:2019 -2015‬‬

‫من أجل مواصلة تنمٌة االقتصاد الوطنً تبنت الجزابر مخططا تنموٌا للفترة ‪2015‬ـ‬
‫‪ٌ 2019‬هدؾ إلى تعزٌز مقومات االقتصاد و مواجهة تؤثٌرات األزمة المالٌة العالمٌة‪.‬‬

‫إلبراز األهداؾ الطموحة و اإلستراتٌجٌة لهذا البرنامج سٌتم توضٌح محتوى هذا‬
‫البرنامج و متطلبات تجسٌده‪.‬‬

‫‪ - 1‬محتوى برنامج التنمٌة للفترة ‪ :2019 -2015‬رصدت الدولة لهذا المخطط نحو‬
‫‪ 262‬ملٌار دوالر و التً تمول إضافة إلى الخزٌنة العمومٌة من قبل المإسسات المالٌة‬
‫و السوق المالٌة‪ ،‬حٌث ٌهدؾ هذا المخطط إلى تحقٌق معدل نمو ٌقارب ‪ 7‬بالمبة مع آفاق‬
‫‪.2019‬‬

‫و سٌتم تجسٌد البرنامج العمومً لالستثمار للفترة القادمة باالعتماد على احتٌاطً صرؾ‬
‫ٌقدر ب‪ 200 :‬ملٌار دوالر و أرصدة صندوق ضبط االٌرادات المقدرة ب‪5600 :‬‬
‫ملٌار دٌنار‪.‬‬

‫و تتمثل المحاور األساسٌة لبرنامج التنمٌة الذي ستشرع الحكومة الجزابرٌة فً تجسٌده‬
‫①‬ ‫فً اآلتً‪:‬‬

‫‪ 1 -1‬ـ تطوٌر االقتصاد الوطنً‪ :‬و هذا من خالل مواصلة جهود اندماج االقتصاد‬
‫الوطنً فً محٌطه الخارجً و التخلص تدرٌجٌا من التبعٌة للمحروقات‪ ،‬و هذا بانتهاج‬
‫سٌاسة تهدؾ إلى ترقٌة االستثمار و تنوٌع اإلقتصاد و توسٌع النسٌج الصناعً و تطوٌر‬
‫القطاع الفالحً و ترقٌة قطاع السٌاحة‪ ،‬و ٌكون هذا المسعى مرفوقا بترشٌد االنفاق‬
‫العمومً و عملٌات الدعم التً تقوم بها الحكومة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① خطة عمل الحكومة لتنفٌذ برنامج ربٌس الجمهورٌة‪ ،‬ماي ‪، 2014‬ص‪.3‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ 1‬ـ ‪ 2‬ـ ترقٌة و تحسٌن الخدمة العمومٌة ‪ :‬و هذا من خالل مواصلة جهود انجاز‬
‫البرنامج السكنً و المحافظة على المكاسب االجتماعٌة و ترقٌتها مما ٌساهم فً تحسٌن‬
‫المستوى المعٌش ً للسكان بشكل دابم وتثمٌن عملٌة امتصاص الفوارق االقلٌمٌة و ترقٌة‬
‫مسعى التنمٌة المتوازنة بٌن مناطق البالد‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ‪ 3‬تحسٌن الحكامة و ترقٌة الدٌمقراطٌة‪ :‬و فً هذا المجال ٌهدؾ برنامج التنمٌة‬
‫الى‪:‬‬

‫ـ تعزٌز استقاللٌة العدالة و مكافحة كافة أشكال اآلفات االجتماعٌة‪.‬‬

‫ـ محاربة البٌروقراطٌة‪.‬‬

‫ـ تحدٌث الخدمة العمومٌة و تحسٌن نوعٌتها لالستجابة لطلبات المواطنٌن ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ متطلبات تجسٌد برنامج التنمٌة للفترة ‪: 2019/2015‬من أجل تجسٌد األهداؾ‬
‫①‬ ‫المقررة فً هذا البرنامج ٌتطلب العمل على تحقٌق ما ٌلً ‪:‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 1‬ـ عصرنة المنظومة المصرفٌة و المالٌة‪ :‬ولتحقٌقه ذلك ٌجب‪:‬‬

‫ـ تكٌٌؾ االطار التشرٌعً و التنظٌمً الذي ٌحكم النشاط المالً ‪.‬‬

‫ـ تطوٌر و استعمال أدوات الدفع العصرٌة و تدعٌم تحدٌث النظام المعلوماتً للبنوك‪.‬‬

‫ـ تطوٌر استعمال تكنولوجٌا االعالم و االتصال فً معالجة العملٌات البنكٌة و بالتالً‬


‫تحسٌن الخدمة المقدمة للزبابن‪.‬‬

‫ـ تقلٌص آجال معالجة ملفات القروض و التموٌل من خالل ضمان المزٌد من الالمركزٌة‬
‫فً اتخاذ القرار‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① الجودي صاطوري‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪ 308‬و ما بعدها‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ توسٌع وعصرنة القطاع الصناعً‪ :‬و من أجل تحقٌق ذلك ٌتطلب العمل و‬
‫السهر على تحقٌق ماٌلً ‪:‬‬

‫ـ ترقٌة االنتاج الوطنً و حماٌته و تحسٌن تنافسٌة المإسسات و تطبٌق معاٌٌر الجودة‪.‬‬

‫ـ تعزٌز النشاطات الصناعٌة المزودة لقطاعات الطاقة و الري والفالحة‪.‬‬

‫ـ اعادة النظر فً البرنامج الوطنً لتؤهٌل المإسسات الصؽٌرة و المتوسطة و تكٌٌفه من‬
‫خالل تحقٌق اجراءات و كٌفٌات التموٌل‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 3‬ـ تطوٌر النشاطات الفالحٌة ‪ :‬لقد أعطٌت لقطاع الفالحة أهمٌة كبٌرة فً البرامج‬
‫التنموٌة السابقة ‪ ،‬ومن أجل مواصلة الجهود المبذولة فً هذا القطاع فقد تم رسم‬
‫استراتٌجٌة لتطوٌر هذا القطاع الحٌوي من خالل‪:‬‬

‫ـ توسٌع المساحات المسقٌة الى أكثر من ملٌون هكتار‪.‬‬

‫ـ خلق مستثمرات فالحٌة جدٌدة فً الهضاب العلٌا و الجنوب‪.‬‬

‫ـ مضاعفة االنتاج من المنتجات الصٌدٌة و منتجات تربٌة المابٌات من خالل تهٌبة و‬


‫توسٌع الهٌاكل الموجودة فً مجال الموانا و مالجا الصٌد و رفع قدرتها‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ‪ 4‬ـ تسٌٌر المنشآت القاعدٌة و توسٌعها‪ :‬من أجل تعزٌز االنجازات المسجلة فً‬
‫هذا المجال فقد سطرت الحكومة أهداؾ الستكمال مختلؾ المشارٌع قٌد االنجاز و‬
‫الشروع فً انجاز برنامج هام لتطوٌر المنشآت االساسٌة تمثلت على الخصوص فً‬
‫اآلتً ‪:‬‬

‫ـ توسٌع شبكة الطرق و الطرق السٌارة من خالل انجاز الطرٌق السٌار للهضاب العلٌا و‬
‫استكمال المنافذ الخاصة بالطرق السٌارة بطول اجمالً قدره ‪ 663‬كلم‪.‬‬

‫ـ مواصلة توسٌع شبكة السكك الحدٌدٌة و عصرنتها و انشاء محطات جدٌدة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ـ انجاز موانا و تعزٌز األسطول البحري الوطنً و بناء مطارات جدٌدة بالجزابر‬
‫العاصمة ووهران وتحوٌلها الى منصات ربط دولٌة فضال عن اعادة تؤهٌل مطارات‬
‫أخرى و توسٌعها‪.‬‬

‫وعلٌه ٌتضح من خالل ما سبق أن برنامج التنمٌة للفترة الخماسٌة الحالٌة ترمً فً‬
‫مجملها الى تعزٌز قدرات االقتصاد الجزابري أمام انعكاسات األزمة االقتصادٌة العالمٌة‬
‫الراهنة ‪ ،‬كما سٌعطً هذا المخطط آمال جدٌدة للتنمٌة المحلٌة و البشرٌة و بناء اقتصاد‬
‫تنافسً و متنوع ٌسمح بالخروج من حلقة تبعٌة االقتصاد الوطنً لمداخٌل البترول ؼٌر‬
‫المستقرة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬السٌاسة الحالٌة و المستقبلٌة للجزائر فً اطار التنمٌة‬
‫المستدامة‪.‬‬

‫شر عت الجزابر مإخرا فً اتخاذ العدٌد من اإلجراءات و السٌاسات فً سبٌل تحقٌق‬


‫تنمٌة مستدامة ‪ ،‬وذلك من خالل ادراكها بؤهمٌة اقامة توازن بٌن واجبات حماٌة البٌبة و‬
‫متطلبات التنمٌة من خالل االدارة الحكٌمة للموارد ‪ ،‬ولتجسٌد هذا الهدؾ لجؤت الى‬
‫العدٌد من ا لسٌاسات لتحسٌن األوضاع االقتصادٌة و االجتماعٌة و الصحٌة للمواطن و‬
‫الحفاظ على البٌبة‪ .‬و من بٌن السٌاسات الحالٌة نجد ‪:‬‬

‫①‬ ‫من الناحٌة التشرٌعٌة‪ :‬تم صدور جملة من القوانٌن منذ سنة‪.2001‬‬

‫‪ 1‬ـ قانون رقم ‪ 10/03‬المإرخ فً ‪ 19‬أوت ‪ٌ 2003‬تعلق بحماٌة البٌبة فً اطار‬


‫التنمٌة المستدامة ‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة العدد ‪. 43‬‬

‫فالتنمٌة المستدامة حسبه تعنً التوفٌق بٌن تنمٌة اجتماعٌة و اقتصادٌة قابلة لالستمرار و‬
‫حماٌة البٌبة بإدراج البعد البٌبً فً اطار تنمٌة تضمن تلبٌة حاجات األجٌال الحاضرة و‬
‫األجٌال المستقبلٌة‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ قانون رقم ‪ 20/01‬المإرخ فً ‪ 12‬دٌسمبر ‪ 2001‬و المتعلق بتهٌبة االقلٌم و‬


‫التنمٌة المستدامة ‪ٌ ،‬هدؾ الى اعداد استراتٌجٌة إلعادة توازن نشاطات السكان ووسابل‬
‫التنمٌة ‪ ،‬المحافظة على البٌبة و تثمٌن األنظمة البٌبٌة ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ قانون رقم ‪ 19/01‬المإرخ فً ‪ 12‬دٌسمبر‪ 2001‬والمتعلق بتسٌٌر النفاٌات‬


‫ومراقبتها وهذا القانون جاء لمراقبة وتسٌٌر النفاٌات وطرق التخلص منها‪ ،‬فهو ٌسمح‬
‫بتقرٌر كمٌتها‪ ،‬كما ٌسمح بتحدٌد عدد مراكز ومواقع المعالجة الموجودة فً أنحاء‬
‫البالد‪...‬إلخ ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① عصمانً خدٌجة ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.40‬‬

‫‪48‬‬
‫بحٌث ٌرتكز هذا القانون على مبادئ التالٌة ‪:‬‬

‫‪ ‬الوقاٌة والتقلٌص من إنتاج وضرر النفاٌات‪.‬‬


‫‪ ‬تنظٌم فرز النفاٌات و المعالجة البٌبٌة العقالنٌة لها‪.‬‬
‫‪ ‬تنمٌة النفاٌات بإعادة استعمالها أو برسكلتها‪.‬‬
‫‪ ‬إعالم وتحسٌس المواطنٌن باألخطار الناجمة عن النفاٌات وآثارها على الصحة‬
‫والبٌبة ‪ ،‬وكذلك التدابٌر المتخذة للوقاٌة من هذه األخطار والحد منها ‪.‬‬

‫وحدد المشرع الجزابري بدقة واجبات كل منتج للنفاٌات حسب نوعٌتها بحٌث ٌجب على‬
‫منتجً النفاٌات الخاصة ضمان تسٌٌر هذه النفاٌات على حسابهم الخاص‪ ،‬كما ٌحظر‬
‫خلط النفاٌات الخاصة الخطرة مع النفاٌات األخرى كالنفاٌات المنزلٌة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ قانون رقم ‪ 06/07‬المإرخ فً ‪ 13‬ماي ‪ ، 2007‬المتعلق بتسٌٌر المساحات‬


‫الخضراء وحماٌتها وتنمٌتها‪ ،‬وٌقوم بعملٌة إحصاء المساحات الخضراء‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ قانون رقم ‪ 02/02‬المإرخ فً ‪ 05‬فبراٌر ‪ٌ 2002‬تعلق بحماٌة الساحل وتنمٌته‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ قانون ‪ 08/02‬المإرخ فً ‪ 08‬ماي ‪ٌ ، 2002‬تعلق بشرط إنشاء المدن الجدٌدة‬


‫وتهٌبتها ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ قانون‪ 09/04‬المإرخ فً ‪ 14‬أوت ‪ 2004‬المتعلق بترقٌة الطاقات المتجددة فً‬


‫إطار التنمٌة المستدامة‪ٌ ،‬دعم هذا القانون إدارة تتقاسمها بالدنا مع المجموعة الدولٌة‬
‫لتحدٌد نتابج الؽاز المسبب لالحتباس الحراري فً ضمان إدخال الطاقات المتجددة‪،‬‬
‫وٌهدؾ هذا القانون إلى ترقٌة مصادر جدٌدة للطاقة النظٌفة المتجددة وؼٌر خطٌرة على‬
‫البٌبة ‪.‬‬

‫‪ - 8‬القانون المتعلق بحماٌة المناطق الجبلٌة فً إطار التنمٌة المستدامة رقم ‪03/04‬‬
‫المإرخ فً ‪ 23‬جوان ‪ٌ 2004‬هدؾ إلى ترقٌة الجوانب االقتصادٌة واالجتماعٌة لسكان‬
‫الجبال بإشراؾ الدولة و الجماعات المحلٌة على القٌام بإعمال ترتبط بتحسٌن الخدمات‬

‫‪49‬‬
‫النقل والتموٌل الصحة ‪ ،‬وٌهدؾ إلى إعادة تنشٌط المناطق الجبلٌة من خالل تحسٌن إطار‬
‫الحٌاة وهٌكلة مالبمة للفضاء الجبلً‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ القانون ‪ 20/04‬المإرخ فً ‪ 25‬دٌسمبر ‪ 2004‬المتعلق بالوقاٌة من األخطار‬


‫الكبٌرة وتسٌٌر الكوارث فً اطار التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫‪ ‬تمت المصادقة على مجموعة من االتفاقٌات أهمها بروتوكول كٌوتو‪.‬‬


‫‪ ‬انشاء جملة من الهٌبات و المنظمات المعنٌة مباشرة بالتنمٌة المستدامة‪:‬‬
‫‪ ‬المركز الوطنً لتكنولوجٌات االنتاج النظٌؾ‪.‬‬
‫‪ ‬المرصد الوطنً للبٌبة و التنمٌة المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬المركز الوطنً للتكوٌن فً البٌبة‪.‬‬
‫‪ ‬المركز الوطنً لتنمٌة الموارد البٌولوجٌة‪.‬‬
‫‪ ‬المجلس األعلى للبٌبة و التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫وضع أدوات االدارة البٌئٌة ‪ :‬تشتمل االدوات التً تم وضعها فً اطار ادماج البٌبة‬
‫①‬ ‫ضمن انشؽاالت التسٌٌر على مستوى المإسسات االقتصادٌة فً الجزابر على ما ٌلً‪:‬‬

‫‪ ‬القٌام بحوالً ‪ 100‬دراسة من خاللها تم تحلٌل األثر البٌبً للنشاطات‬


‫الممارسة من طرؾ المإسسات االقتصادٌة‪.‬‬
‫‪ ‬مرافقة المإسسات االقتصادٌة فً وضع أنظمة االدارة البٌبٌة المطابقة‬
‫للمواصفات القٌاسٌة " اٌزو‪."14001‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① أ‪ .‬دوٌدي ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ ‬ابرام عقود للفعالٌة البٌبٌة بٌن المإسسات االقتصادٌة و حوالً ‪ 50‬مإسسة‬
‫عامة و خاصة ‪ ،‬وما ٌشمله عقد الفعالٌة البٌبٌة أن تلتزم المإسسة بتطبٌق و‬
‫احترام كل القوانٌن التً تسمح بحماٌة البٌبة حٌث تحدد المإسسة بشكل‬
‫طوعً اللتزاماتها البٌبٌة و التً قد تكون ‪:‬‬

‫ـ تحدٌد و تطبٌق و تطوٌر االجراءات للحد من التلوث‪.‬‬

‫ـ رد االعتبار لألراضً التً أصابها التلوث بفعل نشاط المإسسة‪.‬‬

‫ـ ادارة النفاٌات الصلبة‪.‬‬

‫ٌشتمل العقد التزامات الطرفٌن‪ ،‬الوزارة و المإسسة‪ ،‬فمن ضمن التزامات الوزارة ‪:‬‬

‫‪ ‬تقدٌم الدعم للمإسسة فً صٌاؼة أهدافها االستراتٌجٌة التً تساعدها فً تحقٌق‬


‫االنتاج النظٌؾ مراعٌة البعد البٌبً‪.‬‬
‫‪ ‬اسهام المإسسة فً كل البرامج التً تدٌرها الوزارة و التً من خاللها ٌتم التفكٌر و‬
‫التخطٌط فً القوانٌن و المعاٌٌر البٌبٌة‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة المإسسة فً وضع أنظمة االدارة البٌبٌة‪.‬‬
‫‪ ‬مساعدة المإسسة فً وضع اجراءات الرقابة على ادارة النفاٌات و مكافحة التلوث‪.‬‬
‫‪ ‬صٌاؼة مٌثاق المإسسة الصناعٌة من طرؾ حوالً ‪ 300‬مإسسة عامة وخاصة‪.‬‬
‫‪ ‬انشاء منصب مندوب البٌبة و ابرام اتفاقٌات مع مإسسات دولٌة مختصة‪.‬‬

‫المساعدات التقنٌة وابرام اتفاقٌات مع مإسسات دولٌة مختصة ‪:‬‬

‫تطبٌقا لبرنامج التؤهٌل البٌبً نفذت الجزابر جملة من االتفاقٌات الثنابٌة هدفها‬
‫①‬ ‫االستفادة من الخبرات التقنٌة لبعض الهٌبات الدولٌة‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① أ‪ .‬دوٌدي ‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪51‬‬
‫ٌضمن هذا التعاون القٌام بجملة من المشارٌع أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬مشروع كون فورم ؛ من خالل هذا المشروع تم تكوٌن جملة من الخبراء‬


‫الجزابرٌٌن فً مجال االدارة البٌبٌة و فً وضع المواصفة القٌاسٌة "اٌزو ‪" 14001‬‬
‫و التدقٌق البٌبً‪.‬‬
‫‪ ‬مشروع االدارة البٌبٌة المربحة ؛ ٌهدؾ الى تحقٌق ‪ 03‬أهداؾ أساسٌة‪:‬‬
‫‪ ‬تحقٌق الفعالٌة البٌبٌة من خالل التقلٌل من التكالٌؾ‪.‬‬
‫‪ ‬تخفٌض األثر البٌبً من التقلٌل من النفاٌات و االنبعاثات و كل المخلفات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬توفٌر التنظٌم المناسب الذي ٌسمح بإحداث التؽٌٌر فً التسٌٌر‪.‬‬

‫واستفادت من هذا المشروع ‪ 08‬مإسسات من القطاع الخاص و قد ساعد هذا‬


‫المشروع البعض من المإسسات من الحصول على شهادة "اٌزو‪." 14001‬‬

‫و على الرؼم من االهتمام المتزاٌد المسجل من قبل الدولة على الصعٌد االقتصادي‬
‫و االجتماعً و البٌبً اال أن الوضع ال ٌزال ؼاببا على المستوى الكلً(البٌبة‬
‫المستدامة)أو على المستوى الجزبً (المإسسات االقتصادٌة)و ما ٌإكد ذلك االقبال‬
‫الضعٌؾ على وضع أنظمة االدارة البٌبٌة المطابقة للمواصفات القٌاسٌة ‪ ،‬فإلى ؼاٌة‬
‫‪ 2008‬توجد ‪ 167‬مإسسة اقتصادٌة جزابرٌة حاصلة على شهادة "اٌزو‪ " 9001‬و‬
‫‪ 06‬مإسسات حاصلة على شهادة "اٌزو‪ "14001‬و ‪ 05‬مإسسات حاصلة على‬
‫شهادة "اٌزو‪." 22000‬‬

‫وبحلول سبتمبر‪ 2012‬حوالً ‪ 350‬مإسسة جزابرٌة فقط تحصلت على شهادات‬


‫لمختلؾ معاٌٌر االٌزو‪.‬‬

‫أما حالٌا (الى ؼاٌة ‪ )2018‬فؤكثر من ‪ 1000‬مإسسة جزابرٌة تحوز على شهادة‬
‫الجودة اٌزو‪ ،‬وهو عدد ضبٌل بالمقارنة مع عدد المإسسات الناشطة فً المٌدان‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تحديات التنمية‬
‫المستدامة و آف اقيا في‬
‫الجزائر‬

‫‪53‬‬
‫تمهٌد‬

‫منذ التسعٌنات من القرن العشرٌن أصبحت التنمٌة المستدامة تحتل مكانا بارزا على‬
‫المستوى الدولً‪ ،‬و من أهم اهتمامات مختلؾ الحكومات ‪ ،‬و قد أصبحت التنمٌة‬
‫المستدامة مطلبا أساسٌا لتحقٌق العدالة و االنصاؾ فً توزٌع مكاسب التنمٌة و الثروات‬
‫بٌن األجٌال المختلفة‪ ،‬وتشكل التنمٌة المستدامة أداة هامة لمواجهة مختلؾ التحدٌات‬
‫المتنامٌة للمجتمع‪.‬‬

‫و الجزابر تعد من بٌن الدول التً تواجه العدٌد من المشاكل التً تقؾ فً وجه تحقٌق‬
‫التنمٌة المستدامة و التً تتعلق بالدرجة األولى بمستوى النمو االقتصادي و االطار‬
‫االجتماعً و البٌبً وفً ظل هذا تسعى الجزابر لتخطٌها و تجاوزها لتحقٌق آفاقها‬
‫المستقبلٌة‪.‬‬

‫وارتؤٌنا فً هذا الفصل الذي ٌحمل عنوان تحدٌات التنمٌة المستدامة و آفاقها فً الجزابر‬
‫أن ٌتم تقسٌمه الى مبحثٌن؛‬

‫فالمبحث األول ٌستعرض أهم التحدٌات التً تواجهها الجزابر فً سبٌل تحقٌق تنمٌتها‪،‬‬
‫أما المبحث الثانً فٌتطرق الى آفاق الجزابر فٌما ٌخص التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تحدٌات التنمٌة المستدامة فً الجزائر‬

‫ان تحقٌق ؼاٌات التنمٌة المستدامة ٌشكل أحد أهم التحدٌات الً تواجه مختلؾ دول‬
‫العالم و منها الجزابر‪ ،‬خاصة ما تعلق بمعالجة الفقر والبطالة و تحسٌن مستوى دخل‬
‫الفرد ومن تم تحسٌن مستوى معٌشة الفرد‪ ،‬وفً ما ٌلً أهم التحدٌات التً تواجه‬
‫الجزابر فً سبٌل تحقٌق تنمٌتها‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬ضعف معدل النمو االقتصادي وارتفاع معدل التضخم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ضعف معدل النمو االقتصادي‬

‫ٌشكل النمو االقتصادي من أهم المإشرات فً التحلٌل االقتصادي و الذي ٌتعلق‬


‫بارتفاع مستمر لإلنتاج ‪ ،‬المداخٌل و ثروة األمة ‪ ،‬وٌعتمد الناتج الداخلً الخام كؤداة‬
‫لقٌاس النمو‪.‬‬

‫بعد استقالل الجزابر سنة ‪ 2:73‬تم تبنً اقتصاد اشتراكً قابم على التخطٌط المركزي‬
‫و االعتماد على سٌاسة التصنٌع كنموذج اقتصادي لتحقٌق نمو اقتصادي مستمر وهذا‬
‫على حساب القطاع الزراعً الذي انخفضت مساهمته فً االنتاج الداخلً الخام ‪.‬‬

‫و قد اعتمد تموٌل برامج التصنٌع أساسا على مداخٌل تصدٌر البترول ولٌس محصلة‬
‫انتاج حقٌقً للثروة ‪ ،‬لذلك فان االقتصاد الجزابري ٌرتبط بتقلبات أسعار البترول و‬
‫تؽٌرات المحٌط الدولً ‪.‬‬

‫وقد أثبتت الصدمة النفطٌة لسنة ‪( 2:97‬تدهور سعر البترول) هشاشة االقتصاد الوطنً‬
‫اذ ترتب على ذلك بروز عدة مشاكل خاصة زٌادة حدة التضخم ‪ ،‬ارتفاع حجم البطالة ‪،‬‬
‫ارتفاع المدٌونٌة ‪ ،‬باإلضافة الى انخفاض معدالت النمو التً أصبحت معالت سالبة‬
‫خالل الفترة ‪. 2::5 /2:97‬‬

‫‪55‬‬
‫حٌنها طبقت الجزابر اصالحات اقتصادٌة ذاتٌة قصد تصحٌح االختالالت و اعادة‬
‫توجٌه االقتصاد الوطنً نحو اقتصاد السوق ‪ ،‬و التً من خاللها تم مراجعة العدٌد من‬
‫①‬ ‫اآللٌات المتحكمة فً االقتصاد و اتخاذ االجراءات التالٌة‪:‬‬

‫ـ تطهٌر المإسسة العمومٌة و منحها االستقاللٌة و تحرٌرها من الضؽوط المباشرة‬


‫للدولة‪.‬‬

‫ـ تشجٌع المإسسات على التصدٌر‪.‬‬

‫ـ طرح قانون جدٌد لالستثمار سنة ‪ 2:99‬أكثر انفتاحا على القطاع الخاص حٌث تم الؽاء‬
‫الحدود القصوى المسموح له باستثمارها مع الؽاء التصرٌح المسبق‪.‬‬

‫ـ مراجعة نظام األسعار من خالل تحرٌرها و جعلها تعتمد على قواعد السوق‪.‬‬

‫و رؼم االجراءات المتخذة فً اطار االصالحات االقتصادٌة الذاتٌة اال أن األوضاع فً‬
‫نهاٌة الثمانٌنات لم تتحسن خاصة على مستوى النمو االقتصادي الذي شهد معدالت‬
‫سالبة‪.‬‬

‫وقد سمح برنامج التعدٌل الهٌكلً بتحقٌق التوازنات االقتصادٌة الكلٌة و تحسٌن معدالت‬
‫النمو االقتصادي بحٌث سجل معدل ‪ 4,9‬بالمبة سنة ‪ 2::6‬اال أنه انخفض سنة ‪2::7‬‬
‫الى ‪ 4,4‬بالمبة ثم الى ‪ 2,3‬بالمبة سنة ‪ 2::9‬لٌعاود االرتفاع الى ‪ 5,7‬بالمبة سنة‬
‫②‬ ‫‪.2:::‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① لذي عبذ اٌّجٍذ‪ ،‬االصالحبث االلخصبدٌت فً اٌجضائش ِحبوٌت حمىٌٍّت‪،9009 ،‬ص‪.04‬‬

‫② صبٌح حىًِ ‪ٔ ،‬فظ اٌّشجع‪ ،‬ص‪.90‬‬

‫‪56‬‬
‫و رؼم تحسن مستوى النمو االقتصادي اال أننا نالحظ ما ٌلً ‪:‬‬

‫ـ تذبذب معدالت النمو نظرا الرتباطها بتقلبات أسعار البترول بالنسبة للمحروقات و‬
‫الظروؾ المناخٌة بالنسبة للقطاع الفالحً‪ .‬كما أن المعدالت المحققة ؼٌر كافٌة لمواجهة‬
‫التحدٌات التً ٌواجهها االقتصاد الوطنً ‪ ،‬وحسب توصٌات البنك العالمً ٌجب تحقٌق‬
‫①‬ ‫معدل نمو فً حدود ‪ 8‬بالمبة‪.‬‬

‫ـ تدهور القطاع الصناعً و عدم مساهمته فً النمو االقتصادي بحٌث سجل معدالت نمو‬
‫سالبة خالل الفترة ‪.2::9 /2::4‬‬

‫ـ تدهور الظروؾ االجتماعٌة بعد اقرار خوصصة المإسسات العمومٌة ‪ ،‬و كذلك تحرٌر‬
‫األسعار مما أدى الى ارتفاع معدل البطالة الى ‪ 39‬بالمبة سنة ‪ 2::9‬و اتساع حدة الفقر‪.‬‬

‫و فً سنة ‪ 3112‬تم االنطالق فً اعتماد برامج دعم االنعاش االقتصادي و التً تمتد‬
‫الى ؼاٌة ‪ ، 312:‬قصد تحفٌز النمو من خالل انعاش االقتصاد عن طرٌق تفعٌل الطلب‬
‫الكلً و ترقٌة االستثمار و كذلك تهٌبة البنٌة التحتٌة لالقتصاد وفق التحوالت التً تمٌز‬
‫المسار التنموي ‪ ،‬باإلضافة الى تحفٌز االستثمار األجنبً المباشر‪.‬‬

‫وبفضل االصالحات المتخذة خاصة فً اطار برنامج دعم االنعاش االقتصادي تمكنت‬
‫من تحسٌن المإشرات الكلٌة و تحسٌن معدالت النمو كما ٌتضح فً الجدول التالً‪:‬‬

‫②‬ ‫جدول تطور معدالت النمو فً الجزائر خالل الفترة ‪.2814/2881‬‬


‫‪2814‬‬ ‫‪2813‬‬ ‫‪2812‬‬ ‫‪2818‬‬ ‫‪2889‬‬ ‫‪2887‬‬ ‫‪2885‬‬ ‫‪2883‬‬ ‫‪2881‬‬ ‫السنوات‬
‫‪4,1‬‬ ‫‪3,8‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪4,6‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫‪4,3‬‬ ‫‪5,1‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫معدل النمو االقتصادي ‪2,1‬‬
‫‪%‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① صبٌح حىًِ ‪ٔ ،‬فظ اٌّشجع‪ ،‬ص‪.99‬‬

‫② اٌّصذس‪ :‬اٌذٌىاْ اٌىطًٕ ٌالحصبئٍبث‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ٌتضح من الجدول السابق تحسن فً النمو االقتصادي لكن اذا حسبنا معدل النمو‬
‫االقتصادي خارج قطاع المحروقات نجده ال ٌتعدى ‪ % 4,:‬فً المتوسط مما ٌدل أن‬
‫التحسن فً النمو االقتصادي ٌرجع أساسا الى مداخٌل قطاع النفط كما أن القطاعات‬
‫المنتجة كالفالحة و الصناعة و الخدمات التزال ضعٌفة األداء و ال تساهم بشكل كبٌر فً‬
‫النمو االقتصادي ‪.‬‬

‫و لتحسٌن النمو االقتصادي خارج قطاع المحروقات ٌجب تعمٌق االصالحات الهٌكلٌة‬
‫على مستوى المإسسات و ترقٌة االستثمارات و النشاط االقتصادي للدولة ‪ ،‬و ٌنبؽً‬
‫القٌام بما ٌلً‪:‬‬

‫‪ ‬تشجٌع االستثمار فً بعض القطاعات االقتصادٌة ذات األولوٌة مثل قطاعً‬


‫الفالحة و السٌاحة‪.‬‬
‫‪ ‬اصالح النظام الضرٌبً فً سٌاق تحفٌز االستثمار و الفعالٌة فً تسٌٌر المنظومة‬
‫الجبابٌة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تجنب تبذٌر الموارد العمومٌة فً االدارات و المإسسات و كذلك فً‬
‫المشارٌع الؽٌر مجدٌة اقتصادٌا من خالل عصرنة التسٌٌر و تحدٌث تسٌٌر رأس‬
‫المال المادي و البشري‪.‬‬
‫‪ ‬تطوٌر القطاع الخاص وجعله ٌساهم فً التنمٌة االقتصادٌة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬ارتفاع معدل التضخم‬

‫ما ٌالحظ على معدالت التضخم عبر مختلؾ برامج التنمٌة و خالل السنوات األخٌرة‬
‫أنها متذبذبة‪ ،‬حٌث عرؾ نوعا ما ارتفاعا خالل السنوات ‪311:‬و‪3124‬و هذا نتٌجة‬
‫الزٌادات المعتبرة فً األجور و مراجعة القوانٌن األساسٌة لمختلؾ القطاعات االقتصادٌة‬
‫و العمومٌة‪.‬‬

‫①‬ ‫جدول تطورات معدالت التضخم فً الجزائر من ‪ 2881‬الى ‪. 2814‬‬

‫‪2814‬‬ ‫‪2813‬‬ ‫‪2812‬‬ ‫‪2818‬‬ ‫‪2889‬‬ ‫‪2887‬‬ ‫‪2885‬‬ ‫‪2883‬‬ ‫‪2881‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5,7‬‬ ‫‪6,8‬‬ ‫‪4,5‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪6,1‬‬ ‫‪3,5‬‬ ‫‪3,6‬‬ ‫‪2,6‬‬ ‫‪4,2‬‬ ‫معدل التضخم ‪%‬‬

‫وللتقلٌل من معدالت التضخم و التحكم فٌها ٌنبؽً القٌام بما ٌلً‪:‬‬


‫ـ التحكم فً األسعار المسببة للتضخم السٌما أسعار مواد البناء و الصناعة الؽذابٌة و‬
‫قطاع الصناعات المعدنٌة وااللكترونٌة‪.‬‬
‫ـ ترشٌد النفقات و اعتماد المعٌار االقتصادي فً قبول أو رفض المشارٌع‪.‬‬
‫ـ االهتمام باإلنتاج المحلً و تشجٌعه‪.‬‬
‫ـ التقلٌل من فاتورة االستٌراد الشًء الذي ٌساعد على التقلٌل من التضخم المستورد‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① المصدر ‪ :‬اٌذٌىاْ اٌىطًٕ ٌالحصبئٍبث‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تفشي البطالت وتفاقم حدة الفقر‬

‫الفرع األول‪ :‬تفشي البطالت‬

‫ِٕز عٕت ‪ 2:96‬بذأث ِشىٍت اٌبطبٌت فً اٌجضائش حخفبلُ ٔخٍجت االٔىّبػ االلخصبدي و‬
‫حشاجع وحٍشة اٌخشغًٍ بغبب لٍت اٌّىاسد اٌّبٌٍت ٌٍذوٌت و اٌخً لٍصج ِٓ حجُ‬
‫االعخثّبساث إٌّشأة ٌّٕبصب اٌعًّ و ببٌخبًٌ االخخالي فً عىق اٌعًّ بٍٓ اٌعشض و‬
‫اٌطٍب‪.‬‬

‫و منذ سنة ‪ 2:98‬اتخذت عدة اجراءات لمكافحة البطالة و دعم التشؽٌل‪ ،‬و ذلك من‬
‫خالل عدة أجهزة التً تختلؾ سواء من حٌث طبٌعتها أو نمط تموٌلها أو الفبات‬
‫المستهدفة ‪ ،‬و ٌمكن تقسٌمها الى صنفٌن أساسٌن هما‪:‬‬

‫‪ ‬النشاطات التابعة للشبكة االجتماعٌة والتشؽٌل التضامنً؛ و التً تضم األشؽال‬


‫ذات المنفعة العامة‪ ،‬الوظابؾ المؤجورة بمبادرة محلٌة‪ ،‬التؤمٌن على البطالة و‬
‫عقود ما قبل التشؽٌل‪.‬‬
‫‪ ‬االجراءات الخاصة باالستثمار؛ تهدؾ الى ترقٌة االستثمار و المحافظة على‬
‫الشؽل‪ ،‬و التً تضم القرض المصؽر‪ ،‬المإسسة المصؽرة و مراكز دعم النشاط‬
‫الحر و اعانة المإسسات التً تواجه صعوبات‪.‬‬

‫وقد سمحت االجراءات السابقة بتقلٌص حجم البطالة كما ٌتضح فً الجدول التالً‪:‬‬

‫جدول تطور الٌد العاملة للفترة ‪ 2885‬ـ ‪( 2815‬الوحدة * ‪)1888‬‬

‫‪2815‬‬ ‫‪2814‬‬ ‫‪2813‬‬ ‫‪2812‬‬ ‫‪2811‬‬ ‫‪2818‬‬ ‫‪2889‬‬ ‫‪2888‬‬ ‫‪2887‬‬ ‫‪2886‬‬ ‫‪2885‬‬ ‫السنوات‬
‫‪11932‬‬ ‫‪11453‬‬ ‫‪11964‬‬ ‫‪11423‬‬ ‫‪18661‬‬ ‫‪18812‬‬ ‫‪18544‬‬ ‫‪18315‬‬ ‫‪9969‬‬ ‫‪18118‬‬ ‫‪9493‬‬ ‫السكان‬
‫الناشطٌن‬
‫اقتصادٌا‬
‫‪18594‬‬ ‫‪10239‬‬ ‫‪18788‬‬ ‫‪18178‬‬ ‫‪9599‬‬ ‫‪9735‬‬ ‫‪9472‬‬ ‫‪9145‬‬ ‫‪8594‬‬ ‫‪8869‬‬ ‫‪8844‬‬ ‫السكان‬
‫المشتغلٌن‬
‫‪1337‬‬ ‫‪1214‬‬ ‫‪1175‬‬ ‫‪1253‬‬ ‫‪1862‬‬ ‫‪1876‬‬ ‫‪1872‬‬ ‫‪1178‬‬ ‫‪1375‬‬ ‫‪1241‬‬ ‫‪1448‬‬ ‫فئة البطالٌن‬
‫‪461‬‬ ‫‪549‬‬ ‫‪481‬‬ ‫‪587‬‬ ‫‪379‬‬ ‫‪417‬‬ ‫‪233‬‬ ‫‪267‬‬ ‫‪515‬‬ ‫‪538‬‬ ‫‪448‬‬ ‫البطالٌن‬ ‫فئة‬
‫الذٌن سبق لهم‬
‫أن اشتغلوا‬
‫‪11,2‬‬ ‫‪18,6‬‬ ‫‪9,8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18,2‬‬ ‫‪11,3‬‬ ‫‪13,8‬‬ ‫‪12,3‬‬ ‫‪15,3‬‬ ‫معدل البطالة‬
‫المصدر‪ :‬الدٌوان الوطنً لالحصائٌات ‪،‬الشغل و البطالة ‪2815‬‬

‫‪60‬‬
‫ورؼم انخفاض معدل البطالة اال أن مستواه ٌبقى مقلقا‪ ،‬وفً هذا السٌاق نضع‬
‫المالحظات التالٌة‪:‬‬

‫‪ ‬طبٌعة مناصب الشؽل التً تم انشاءها منذ ‪ 3115‬معظمها مإقتة ‪ ،‬ففً‬


‫سنة‪ 3116‬نجد ‪ % 69‬من األجراء مإقتٌن ‪،‬هذا التوجه الذي ٌصاحبه ؼٌاب‬
‫الحماٌة االجتماعٌة و االحساس بعدم المسإولٌة‪.‬‬
‫‪ ‬ضعؾ مستوى تؤهٌل الٌد العاملة بحٌث نجد‪ %75,97‬من طالبً العمل هم ؼٌر‬
‫مإهلٌن ‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة لتوزٌع الشؽل حسب القطاعات االقتصادٌة‪ ،‬نجد هٌمنة قطاع التجارة و‬
‫الخدمات و بحٌث نجد ‪ % 67,81‬من نسبة المشتؽلٌن ‪ ،‬وهذا على حساب قطاع‬
‫الصناعة و كذلك الفالحة اللذان ٌشؽالن ‪ % 23‬و‪ % 24,71‬على التوالً‪.‬‬

‫و لزٌادة فعالٌة مكافحة البطالة ٌجب وضع استراتٌجٌة شاملة تراعً االعتبارات‬
‫①‬ ‫التالٌة‪:‬‬

‫‪ ‬تسٌٌر أقل تمركزا ألجهزة التشؽٌل و تخصٌصها للجماعات المحلٌة بحٌث‬


‫سٌحسن أثر الموارد المخصصة‪.‬‬
‫‪ ‬وضع آلٌة تتكفل بمتابعة و تقٌٌم مختلؾ مراحل برامج التشؽٌل‪.‬‬
‫‪ ‬تحسٌن نظام المعلومات االحصابٌة حول التشؽٌل‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بالتكوٌن و رفع المهارات إلمداد القطاعات التً تعتمد على‬
‫التكنولوجٌات الحدٌثة بالٌد العاملة المإهلة‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بالقطاع الفالحً و قطاع البناء و األشؽال العمومٌة نظرا لزٌادة‬
‫المقدرة االستٌعابٌة للعمالة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① قدي عبد المجٌد‪ ،‬المدخل الى السٌاسات االقتصادٌة الكلٌة‪ ،3114 ،‬ص‪.51‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ ‬ترقٌة المإسسات الصؽٌرة و المتوسطة و تشجٌع جمٌع أشكال التشؽٌل الذاتً‬
‫خاصة الحرفً و ذلك من خالل منح القروض‪.‬‬
‫‪ ‬اقامة المنشآت القاعدٌة االقتصادٌة الضرورٌة و تحسٌن مناخ االستثمار المشجع‬
‫لتوفٌر فرص عمل كافٌة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة رفع معدل النمو االقتصادي حٌث أن زٌادة وتٌرة النمو االقتصادي تإدي‬
‫بالضرورة الى ارتفاع مستوى التشؽٌل‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة التنسٌق بٌن مراكز التكوٌن و التعلٌم مع احتٌاجات المإسسة و سوق‬
‫العمل‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬تفاقم حدة الفقر‬

‫ٌعتبر الفقر من أبرز المشاكل االقتصادٌة و االجتماعٌة التً تهدد استقرار الجزابر‪ ،‬و‬
‫قد ساهم تنفٌذ االصالحات االقتصادٌة و االجتماعٌة فً الثمانٌنات و برنامج التعدٌل‬
‫الهٌكلً فً التسعٌنات فً تفاقم ظاهرة الفقر و تدهور األوضاع االجتماعٌة للفبات‬
‫الضعٌفة فً ظل التحول من نظام اقتصادي اشتراكً الى نظام اقتصادي تحكمه قواعد‬
‫السوق و ٌضبطه قانون المنافسة‪ ،‬ومع وجود جهاز انتاجً ضعٌؾ أثر سلبا على مستوى‬
‫معٌشة المواطنٌن‪.‬‬

‫و من خالل االصالحات االقتصادٌة المتخذة فً الجزابر نجد اعادة الهٌكلة التً تعتمد‬
‫على استخدام األسالٌب االنتاجٌة كثٌفة رأس المال مما أثر على مستوى التشؽٌل ‪،‬‬
‫باإلضافة الى اعتماد اجراء التصفٌة للمإسسات المفلسة و بالتالً االستؽناء كلٌا عن‬
‫العمالة‪ ،‬واقرار الخوصصة التً تسعى الى رفع درجة الكفاءة االقتصادٌة للمإسسات و‬
‫اهمال االعتبارات االجتماعٌة أي تحقٌق أقصى األرباح بؤقل التكالٌؾ ‪ ،‬وبالتالً التخلص‬
‫من العمالة الزابدة ‪.‬‬

‫ان سٌاسة تخفٌض قٌمة الدٌنار الجزابري و تحرٌر األسعار أدت الى تخفٌض القدرة‬
‫الشرابٌة و تدهور مستوى معٌشة األفراد‪.‬‬

‫لقد أدت سٌاسات التعدٌل الهٌكلً المتبعة سنة ‪ 2::5‬الى عدة انعكاسات كون أن ذلك‬
‫التعدٌل ٌتطلب سٌاسات انكماشٌة من خالل الضؽط على الطلب مما ٌقلص من مستوٌات‬
‫النمو‪ ،‬و بالتالً تفقٌر فبات واسعة من السكان ‪ ،‬لذلك فان التكلفة االجتماعٌة الناجمة عن‬
‫①‬ ‫التعدٌالت الهٌكلٌة كانت معتبرة بالمقارنة بالنتابج ؼٌر المضمونة‪.‬‬

‫ولمكافحة الفقر فً الجزابر اعتمدت الدولة على سٌاسة دعم السلع الؽذابٌة الضرورٌة‬
‫والكهرباء و الؽاز والمواد الطاقوٌة‪ ،‬اضافة الى المساعدات المباشرة للفبات المحرومة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① عًٍ غشبً‪ ،‬عىٌّت اٌفمش‪ٌ ،‬ىَ دساعً بعٕىاْ اٌخحذٌبث اٌّعبصشة‪ ،‬ص‪. 9009 ،21‬‬

‫‪63‬‬
‫كما أن االهتمام المتزاٌد الذي تولٌه الحكومة لمكافحة الفقر أدى الى اسناد وزارة‬
‫التضامن الوطنً مهمة جدٌدة تتعلق بمكافحة الفقر و االقصاء االجتماعً‪ ،‬وتتمحور‬
‫استراتٌجٌة مكافحة الفقر فً ؛ نشاطات التضامن الوطنً و الشبكة االجتماعٌة و برامج‬
‫المساعدة على التشؽٌل‪ ،‬حٌث ٌمكن تقدٌم بعض االحصابٌات الخاصة بالوضع‬
‫①‬ ‫االجتماعً كما ٌلً‪:‬‬

‫‪ ‬انخفاض نسبة األمٌة بٌن الكبار (أكثر من ‪ 26‬سنة) من ‪ % 43‬سنة ‪ 3112‬الى‬


‫‪ %34‬سنة ‪ 3116‬لتصل الى أقل من ‪ %26‬سنة ‪ 3125‬نتٌجة الدعم المدرسً و‬
‫تنفٌذ برامج محو األمٌة‪.‬‬
‫‪ ‬نصٌب الفرد من االنتاج الداخلً الخام انتقل من ‪ 2611‬دوالر سنة‪ 3112‬الى‬
‫‪ 4111‬دوالرسنة‪ 3116‬لٌستقر فً حدود ‪ 4611‬دوالر سنة ‪.3125‬‬
‫‪ ‬انتقال الحد األدنى لألجر الوطنً المضمون من ‪ :111‬دج سنة ‪ 3112‬الى‬
‫‪ 26111‬دج سنة ‪ 3116‬لٌصل الى ‪ 29111‬دج بداٌة من ‪.3123‬‬
‫‪ ‬تحسن الوضع فً مجال األمراض المعدٌة بٌن األوساط الشعبٌة بفضل البرامج‬
‫الوقابٌة و تحسن المٌاه الصالحة للشرب‪.‬‬

‫كما عرؾ مإشر الفقر تحسن معتبركما ٌتضح فً الجدول التالً‪:‬‬

‫‪②.9004‬‬ ‫جدول تطور معدالث الفقر في الجزائر خالل الفترة من ‪ 9000‬الى‬

‫‪2814‬‬ ‫‪2812‬‬ ‫‪2811‬‬ ‫‪2818‬‬ ‫‪2889‬‬ ‫‪2887‬‬ ‫‪2885‬‬ ‫‪2883‬‬ ‫‪2881‬‬ ‫السنوات‬
‫‪11,1‬‬ ‫‪11,4‬‬ ‫‪11,5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪21‬‬ ‫معدل الفقر فً الجزائر‪23 %‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① اٌجىدي صبطىسي‪ ،‬اٌّشجع اٌغببك‪ ،‬ص ‪.903‬‬

‫②المصدر اٌذٌىاْ اٌىطًٕ ٌالحصبئٍبث‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫وللتقلٌل من حدة الفقر و زٌادة فعالٌة مكافحة هذه الظاهرة ٌجب مراعاة االعتبارات‬
‫التالٌة ‪:‬‬

‫ـ تشجٌع االستثمار و تحقٌق االنعاش االقتصادي مع ضرورة التعجٌل بالنمو االقتصادي‬


‫و تعزٌز هذا النمو لصالح الفقراء بحٌث ٌإدي الى زٌادة فرص العمل و األجور بالنسبة‬
‫للفقراء ‪ ،‬وتنفق الموارد العامة من أجل تعزٌز التنمٌة البشرٌة‪.‬‬

‫ـ تفعٌل دور المنظمات ؼٌر الحكومٌة فً القضاء على الفقر‪.‬‬

‫ـ تحدٌد األولوٌات للمشارٌع الكفٌلة باالستجابة الفورٌة للحد من الفقر و تحسٌن مستوى‬
‫معٌشة األفراد‪.‬‬

‫ـ تكٌٌؾ تدخل الدولة لضمان حماٌة المجتمع من االنعكاسات االجتماعٌة الوخٌمة التً‬
‫تواكب االنتقال الى اقتصاد السوق ‪ ،‬ومن التجاوزات التً قد ٌولدها البحث عن الربح‬
‫السرٌع ‪ ،‬لذلك ٌجب على الحكومة التخفٌؾ من آثار االصالحات االقتصادٌة و‬
‫انعكاساتها على الطبقة المحرومة‪.‬‬

‫ـ ٌجب على الحكومة تبنً سٌاسة اجتماعٌة سلٌمة وواضحة تجاه الفقراء تركز على‬
‫التكفل الفعلً بحاجاتهم و تترسخ فً عقد اجتماعً و ٌدعمها عقد اقتصادي من أجل‬
‫النمو‪.‬‬

‫ـ عند تبنً أي سٌاسة اقتصادٌة ٌجب تحلٌل و دراسة مدى انعكاسها على الجانب‬
‫االجتماعً مع ضرورة تعوٌض الفقراء عن طرٌق المنح للتخفٌؾ من معاناتهم‪.‬‬

‫ـ ٌجب أن تراعً البرامج المعتمدة الربط بٌن النمو االقتصادي و السٌاسة االجتماعٌة و‬
‫ذلك عن طرٌق تكٌٌؾ األجهزة المتوفرة مع أهداؾ و مقتضٌات اإلنتقال إلى اقتصاد‬
‫السوق‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التلوث البٌئً‬

‫لقد ارتبطت اشكالٌة التلوث البٌبً فً الجزابر بطبٌعة السٌاسات التنموٌة االقتصادٌة و‬
‫االجتماعٌة المنتهجة منذ االستقالل الى ؼاٌة نهاٌة الثمانٌنات حٌث أهملت االعتبارات‬
‫البٌبٌة فً المخططات التنموٌة مما أدى الى تفاقم التلوث الصناعً وتدهور االطار‬
‫المعٌشً لألفراد ‪ ،‬باإلضافة الى مخاطر التصحر و تدهور الؽطاء النباتً‪.‬‬

‫وخالل التسعٌنات شهدت الجزابر اصالحات اقتصادٌة من خالل االنتقال الى اقتصاد‬
‫السوق و السعً الى االندماج فً االقتصاد الدولً‪.‬‬

‫①‬ ‫و تفاقم حدة التلوث البٌبً راجع الى عدة عوامل تتمثل فٌما ٌلً‪:‬‬

‫‪ ‬اهمال قضاٌا البٌئة فً البرامج التنموٌة‪ :‬منذ االستقالل الى ؼاٌة الثمانٌنات اهتمت‬
‫الدولة الجزابرٌة بالتنمٌة االقتصادٌة اال أنها لم تدرج قضاٌا البٌبة ضمن مخططات‬
‫التنمٌة‪.‬‬
‫‪ ‬قٌام صناعة تعتمد على االستهالك المكثف للطاقة‪ :‬تمتلك الجزابر ثروة نفطٌة و‬
‫ؼازٌة هامة‪ ،‬مما أثر على النمط الصناعً الذي ٌعتمد على االستهالك المكثؾ للطاقة‬
‫مثل قطاع الحدٌد والصلب و قطاع البتروكٌمٌاء ‪ ،‬وترتب على ذلك تلوث البٌبة‬
‫الهوابٌة نظرا النبعات الؽازات الناتجة عن احتراق الطاقة المستخدمة فً هذه‬
‫الصناعات و قد تفاقم الوضع خطورة مع ؼٌاب أجهزة التحكم من انبعاث الؽازات‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف مستوٌات جمع و تسٌٌر النفاٌات‪ :‬نالحظ ضعؾ مستوى جمع النفاٌات‬
‫المنزلٌة الذي تتكفل به الجماعات المحلٌة على مستوى البلدٌات مما أدى الى عدم‬
‫مختلؾ شوارع المدن و بالتالً ساهم فً تلوث البٌبة ‪ ،‬كما ال توجد‬ ‫نظافة‬
‫استراتٌجٌة للتخلص من النفاٌات الحضرٌة و الصناعٌة وفق المعاٌٌر التً تراعً‬
‫مقتضٌات حماٌة البٌبة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① مراد ناصر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 261‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ ‬ضعف برامج اعادة التطهٌر واستغالل مٌاه الصرف‪ :‬تعانً محطات اعادة تطهٌر‬
‫مٌاه الصرؾ من عدة مشاكل تتعلق بكثرة العطب و قلة الصٌانة و سوء االستؽالل‪.‬‬
‫‪ ‬سوء استغالل موارد الطاقة‪ :‬و الذي ٌكمن فً زٌادة استهالك الطاقة الملوثة بحٌث‬
‫تضاعؾ االستهالك الوطنً من المنتجات البترولٌة لٌصل الى ‪ 24‬ملٌون سنة‬
‫‪ ، 3128‬و كذلك نقص االعتماد على مصادر الطاقة ؼٌر الملوثة المتمثلة فً الطاقة‬
‫الشمسٌة و الطاقة الكهربابٌة المستخرجة من الرٌاح‪.‬‬
‫‪ ‬النمو الدٌموغرافً‪ :‬تشكل الضؽوطات الدٌموؼرافٌة من أهم أسباب المشاكل البٌبٌة‪،‬‬
‫وقد أدى توسع العمران الى تقلٌص الؽابات ‪ ،‬باإلضافة الى تركٌز ؼاز ثانً أكسٌد‬
‫الكربون فً الجو نتٌجة لزٌادة استهالك الطاقة‪.‬‬
‫‪ ‬سوء التهٌئة العمرانٌة المنجزة‪ :‬عدم مراعاة المقاٌٌس العصرٌة للمدن كإنجاز‬
‫المرافق الضرورٌة مثال شبكات الصرؾ الصحً و المساحات الخضراء‪ .‬باإلضافة‬
‫الى ؼٌاب سٌاسة تنموٌة متوازنة بٌن المدٌنة و الرٌؾ والذي أدى الى النزوح الرٌفً‬
‫نحو المدن الكبرى مما شكل ضؽوطات على المدن و أدى الى توسع العمران‪.‬‬

‫و قد أدت العوامل السابقة الى تفاقم حدة التلوث بجمٌع أشكاله و ساهم فً زٌادة‬
‫األمراض الخاصة بالتنفس و الصدر كالحساسٌة و الربو‪.‬‬

‫ولمواجهة هذا الوضع الخطٌر تم اصدار أول قانون لحماٌة البٌبة سنة ‪ 2:94‬و ٌشمل‬
‫قانون حماٌة البٌبة على عدة مواد فً اطار تبنً سٌاسة وطنٌة لحماٌة البٌبة‪ ،‬بحٌث ٌحدد‬
‫الهٌبات المكلفة بتطبٌق هذه السٌاسة و كٌفٌة أداء مهامها ؛ كما حدد األوساط الطبٌعٌة‬
‫التً ٌجب حماٌتها‪ ،‬باإلضافة الى تحدٌد األعمال التً تعد منافٌة لمقتضٌات حماٌة البٌبة‪،‬‬
‫وكذلك التدابٌر الجزابٌة فً حالة االخالل بؤحكام هذه القوانٌن‪.‬‬

‫و فً سنة ‪ 3114‬صدر القانون ‪ 21/14‬المتعلق بحماٌة البٌبة فً اطار التنمٌة‬


‫المستدامة‪ ،‬و الذي ٌتعلق بخضوع المنشآت المصنفة حسب أهمٌتها و األخطار التً‬
‫تترتب عن استؽاللها بترخٌص من الوزٌر المكلؾ بالبٌبة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫و قد تم اقرار مجموعة من الضرابب و الرسوم البٌبٌة لمكافحة مختلؾ أنواع التلوث ‪،‬‬
‫ففً سنة ‪ 2::3‬أسس رسم سنوي على النشاطات الملوثة و الخطٌرة على البٌبة‪ ،‬و الذي‬
‫تم تعدٌله حسب قانون المالٌة ‪ 3111‬بحٌث ٌطبق لكل صنؾ من أصناؾ المإسسة‬
‫الخاضعة للترخٌص حسب درجة األخطار التً تنجم عن استؽاللها ‪ ،‬كما تخصص‬
‫مداخٌل هذا الرسم للصندوق الوطنً للبٌبة و مكافحة التلوث‪.‬‬

‫①‬ ‫جدول الرسم على النشاطات الملوثة و الخطٌرة على البٌئة ( الوحدة دج)‪.‬‬

‫مإسسات تشغل أكثر مإسسات تشغل أقل‬ ‫طبٌعة المإسسة المصنفة‬


‫من شخصٌن‬ ‫من شخصٌن‬
‫‪3111‬‬ ‫‪:111‬‬ ‫المإسسات الخاضعة للتصرٌح‬
‫‪4111‬‬ ‫المإسسات الخاضعة لترخٌص رئٌس المجلس ‪31111‬‬
‫الشعبً البلدي‬
‫‪29111‬‬ ‫المإسسات الخاضعة لترخٌص الوالً المختص ‪:1111‬‬
‫اقلٌمٌا‬
‫‪35111‬‬ ‫‪231111‬‬ ‫المإسسات الخاضعة لترخٌص وزٌر البٌئة‬

‫تؤسست فً قانون المالٌة لسنة ‪ 2::7‬اتاوة المحافظة على جودة المٌاه ‪ ،‬و التً تحصل‬
‫لصالح الصندوق الوطنً للتسٌٌر المتكامل للموارد المابٌة الذي ٌعمل على ضمان برامج‬
‫حماٌة جودة المٌاه و الحفاظ علٌها و تطبق بالمعدالت التالٌة‪:‬‬

‫‪ %3‬من مبلػ فاتورة المٌاه الصالحة للشرب أو للصناعة أو للفالحة بالنسبة لوالٌات‬
‫الجنوب‪.‬‬

‫‪ %5‬من مبلػ فاتورة المٌاه الصالحة للشرب أو للصناعة أو للفالحة بالنسبة لوالٌات‬
‫الشمال‪.‬‬

‫و بمقتضى قانون المالٌة لسنة ‪ 3111‬أسس رسم التطهٌر الخاص برفع النفاٌات‬
‫المنزلٌة من أجل تموٌل عملٌات جمع و تسٌٌر النفاٌات المنزلٌة الموكلة للبلدٌات‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① المصدر لبٔىْ اٌّبٌٍت ٌغٕت‪.9000‬‬

‫‪68‬‬
‫①‬ ‫وفً سنة ‪ 3113‬أجرٌت تعدٌالت على هذا الرسم و أصبح ٌفرض وفق الجدول التالً‪:‬‬
‫طبٌعة السكن أو المحل‬ ‫معدل الرسم السنوي الثابت‬
‫مخصص للسكن‬ ‫بٌن ‪ 611‬دج و‪ 2111‬دج‬
‫معد لنشاط مهنً أو تجاري أو حرفً أو شبه تجاري‬ ‫بٌن‪ 2111‬دج و ‪ 21111‬دج‬
‫المخٌمات و العربات المقطورة‬ ‫بٌن ‪ 6111‬دج و‪ 31111‬دج‬
‫بٌن ‪ 21111‬دج و ‪ 211111‬حرفً أو شبه تجاري أو صناعً تفوق كمٌة النفاٌات الكمٌة‬
‫المحددة‬ ‫دج‬

‫و رؼم وجود جباٌة بٌبٌة فً الجزابر اال أنها لم ترق الى المستوى المطلوب‪ ،‬وذلك‬
‫نظرا لألدوات الجبابٌة المفروضة التً لها طابع عقابً أكثر منه تحفٌزي و قلة الموارد‬
‫المحصلة بحٌث أنها ؼٌر كافٌة لتؽطٌة األضرار البٌبٌة و تحسٌن االطار المعٌشً‬
‫لألفراد ‪ ،‬لذلك ٌجب ارساء ثقافة بٌبٌة و االهتمام بنشر الوعً البٌبً لدى كافة فبات‬
‫المجتمع و القٌام بإصالح جبابً أخضر شامل على النظام الجبابً الجزابري من خالل‬
‫توسٌع عدد األوعٌة ذات العالقة بالتلوث البٌبً و تكثٌؾ الرقابة على األنشطة الملوثة‬
‫قصد حماٌة البٌبة وفق مقتضٌات التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① المصدر لبٔىْ اٌّبٌٍت ٌغٕت‪.9009‬‬

‫‪69‬‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬آفاق التنمٌة المستدامة فً الجزائر‬

‫شرعت الجزابر فً سبٌل تحقٌق التنمٌة المستدامة إلى وضع آفاق تنموٌة على المدى‬
‫البعٌد لضمان حاجٌات الحاضر والمستقبل األجٌال القادمة ‪ ،‬فرأت فً ظل تحقٌق التنمٌة‬
‫المستدامة أن تقوم بدراسات استراتٌجٌة استشرافٌة حول مستقبل التنمٌة فً البالد ‪،‬‬
‫فوضعت الجزابر استراتٌجٌتها لتحقٌق بعض األهداؾ من بٌنها ‪ ،‬إدماج االستمرارٌة‬
‫البٌبٌة فً برامج التنمٌة االجتماعٌة واالقتصادٌة ‪ ،‬والعمل على النمو المستدام وتقلٌص‬
‫ظاهرة الفقر ‪ ،‬حماٌة الصحة العمومٌة للسكان ‪.‬‬

‫ففً هذا المبحث الثانً سنتطرق الى بعض المشارٌع التً هً طور االنجاز كمشروع‬
‫الطاقات المتجددة و مشروع قانون التنمٌة المستدامة للسٌاحة ومناطق التوسع والمواقع‬
‫السٌاحٌة و مشروع الصرؾ الصحً للنفاٌات وكذا بعض التوصٌات ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مشروع الطاقات المتجددة‬

‫إن السٌاسات الوطنٌة لترقٌة الطاقات المتجددة هً مإطرة بقوانٌن ونصوص تنظٌمٌة‬
‫تتمثل فً القانون‪ 09/04‬المإرخ فً ‪14‬اوت ‪ 2004‬المتعلق بترقٌة الطاقات المتجددة‬
‫فً إطار التنمٌة المستدامة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬آفاق سٌاسة الطاقات المتجددة فً الجزائر وأهدافها‬

‫①‬ ‫ـ المحافظة السامٌة للطاقات المتجددة‬

‫لقد حضٌت فكرة الطاقات المتجددة فً الجزابر باهتمام كبٌر وذلك منذ شهر دٌسمبر‬
‫‪ ، 1980‬وذلك بإعطاء أهمٌة بالؽة للملؾ الخاص بالطاقات المتجددة من طرؾ اللجنة‬
‫المركزٌة فً المصادقة على مٌالد المحافظة السامٌة ‪ 1980‬وبعدها تم البدء باعداد‬
‫الوسابل االساسٌة الالزمة من أجل االنطالق فً نشاطها ووضع الهٌاكل االساسٌة‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① عصمانً خدٌجة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.60‬‬


‫‪70‬‬
‫وبدأت بخمس مناطق تنمٌة ومحطة تجرٌبٌة للوسابل التً توفر الدعامة العلمٌة‬
‫والتكنولوجٌة والصناعٌة لبرنامجها التنموي المكلفة به فً مجال الطاقات المتجددة‪ ،‬ومن‬
‫بٌن مهامها المسطرة فً السٌاسة الطاقوٌة ‪:‬‬

‫ــ القٌام بجمع االعمال المتعلقة بالمساهمات فً مجال البحث والتكوٌن واالعالم وتجهٌز‬
‫جمٌع االقسام بالوسابل االعالمٌة وخاصة منها االنتاجٌة ‪.‬‬

‫ــ تنمٌة الطاقة المتجددة وخاصة منها الطاقة الشمسٌة والطاقة البٌوحرارٌة وطاقة‬
‫الرٌاح‪.‬‬

‫خالل ثالث سنوات من االنطالقة استطاعت المحافظة السامٌة وضع برنامج خاص‬
‫بها‪ ،‬وبذلك أصبحت تنافس الدول المتقدمة‪ ،‬حٌث حظٌت بصناعة تكنولوجٌة للوسابل‬
‫الشمسٌة‪ ،‬ففً سنة ‪ 1985‬كان أول إنجاز للمحافظة السامٌة ٌتمثل فً إنجاز لوحة‬
‫فوتوفولطٌة بالمركب االلكترونً ببلعباس‪ ،‬واعتمدت فً إنجازها على الخالٌا الشمسٌة‬
‫المصنوعة من المادة األولٌة المعدة من طرؾ الصناعة الوطنٌة و من اجل الوصول الى‬
‫الهدؾ المنشود ٌتعٌن على المحافظة السامٌة ‪:‬‬

‫ـ المساعدة على تحسٌن كفاءة الطاقة وتخفٌض كثافتها ‪.‬‬

‫ـ خفض تكلفة المواد األولٌة ألجهزة استخدام الطاقة الشمسٌة ‪.‬‬

‫ومن أجل نجاح هذه السٌاسة الطاقوٌة فإن الدولة ٌجب أن تهتم وتدعم هذه السٌاسة‬
‫للوصول إلى إنجاز الطاقة الشمسٌة تكون مطابقة لواقعنا المعاش وتكون مناسبة‬
‫الحتٌاجاتنا وذلك من خالل مشاركة الخبراء والمهندسٌن والتقنٌٌن فً هذا المجال‪،‬‬
‫والهدؾ من كل هذا هو إٌجاد كٌفٌة لتنمٌة التكنولوجٌا الطاقوٌة مع االستعمال العقالنً‬
‫وتحسٌن اإلدارة والكفاءة ‪.‬‬

‫فً ظل هذا رسمت المحافظة السامٌة مجموعة من األهداؾ لخطتها وهً بذلك تسعى‬
‫جاهدة لتحقٌقها‪ ،‬بواسطة مراكزها المختلفة ‪ ،‬ومن أجل تحقٌق هذه األهداؾ ال بد من‬
‫تحدٌد مهام كل مركز من مراكز التنمٌة فً مجال الطاقات المتجددة مع مشاركة‬
‫‪71‬‬
‫المحطات التجرٌبٌة للوسابل التً توفر الدعامة العلمٌة والتكنولوجٌة وصناعة البرنامج‬
‫التنموي للمحافظة السامٌة ذو اآلفاق المستقبلٌة فمن بٌن أهداؾ المراكز التنموٌة فً‬
‫①‬ ‫مجال الطاقات المتجددة‪:‬‬

‫ـ دراسة جمٌع اإلمكانٌات المتوفرة واستؽاللها بطرٌقة عقالنٌة ‪.‬‬

‫ـ ضمان تكوٌن وتربص المستخدمٌن الذٌن لهم عالقة بالتنمٌة فً مجال الطاقات‬
‫المتجددة‪.‬‬

‫الطاقات المتجددة واألبعاد االقتصادٌة‬


‫بدأت المحافظة السامٌة فً إعداد وسابل اساسٌة من أجل االنطالق فً نشاطها مع‬
‫وضعها للهٌاكل االساسٌة فانطلقت بخمس مراكز تنمٌة ومحطة تجرٌبٌة للوسابل التً‬
‫توفر دعامة تكنولوجٌة وصناعٌة لبرنامجها التنموي المكلفة به فً مجال الطاقات‬
‫المتجددة كما تم انشاء الهٌاكل المإسساتٌة ومنها‪② :‬‬

‫‪ 1‬ـ مركز تطوٌر الطاقات المتجددة والجدٌدة (‪:)C.D.E.R‬‬

‫حٌث تتلخص مهامها فً جمع ومعالجة المعطٌات من تقٌٌم دقٌق للطاقات الشمسٌة‬
‫الرٌحٌة والحرارٌة وصٌاؼة اعمال البحث الضرورٌة فً تطوٌر انتاج الطاقات المتجددة‬
‫واستعمالها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وحدة تطوٌر التجهٌزات الشمسٌة (‪:)U.D.E.R‬‬

‫المكلفة بتطوٌر التجهٌزات الشمسٌة وانجاز نماذج تجرٌبٌة تتعلق بالتجهٌزات الشمسٌة‬
‫ذات المحول الحراري وذات االستعمال المنزلً أو الصناعً أو الفالحً ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وكالة ترقٌة وعقلنة استعمال الطاقة‪:‬‬

‫حٌث ٌشمل دورها الربٌسً فً تنسٌق ومتابعة اجراء التحكم فً الطاقة وفً ترقٌة‬
‫الطاقات المتجددة وتنفٌذ مختلؾ البرامج التً تمت المصادقة علٌها فً هذا االطار مع‬
‫مختلؾ القطاعات (الصناعٌة‪ ،‬النقل‪ ،‬الفالحة )‪.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫① شرٌؾ عمر‪ ،‬التنمٌة و الكفاءة االستخدماتٌة للموارد المتاحة‪.2008،‬‬

‫② وزارة الطاقة و المنجم‪ ،‬دلٌل الطاقات المتجددة‪ ،2007 ،‬ص‪.49‬‬

‫‪72‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬مشروع تطبٌق الطاقة الشمسٌة فً الجنوب الكبٌر بالجزائر‬

‫رؼم الترسانة القانونٌة المعتمدة ما بٌن ‪ 1999‬و ‪ 2001‬فال ٌزال نصٌب الطاقة‬
‫الشمسٌة محدودا بالجزابر وؼٌر مستخدم بالشكل المطلوب ‪ ،‬وإن كانت قد استخدمت‬
‫واعتمدت قانونا خاصا بالطاقة المتجددة مع تحدٌد هدؾ الوصول إلى نسبة ‪ % 5‬خالل‬
‫سنة ‪ 2012‬و ‪ % 10‬خالل سنة ‪ 2020‬وبهدؾ تطوٌر خدمات الطاقوٌة للمناطق‬
‫المعزولة والبعٌدة عن الشبكات توزٌع الطاقة وٌشمل الهدؾ األخٌر فً المساهمة فً‬
‫إبقاء احتٌاطات المحروقات واستؽالل حقول موارد طاقوٌة متجددة السٌما الشمسٌة منها‪.‬‬

‫من بٌن أهداؾ هذا المشروع تزوٌد ‪ 20‬قرٌة بالطاقة الشمسٌة ‪ ،‬فقد برزت نتابج‬
‫تطبٌق البرنامج الوطنً للكهرباء أن البدٌل الفعلً لتزوٌد قرى الصحراء الجزابرٌة‬
‫بالكهرباء ٌتمثل فً الطاقة الشمسٌة الفوتو فولطٌة ‪ ،‬وٌختص هذا البرنامج باٌصال‬
‫الكهرباء ل ‪ 20‬قرٌة بالجنوب ذات المعٌشة القاسٌة بسبب صعوبة إٌصال الكهرباء لها‬
‫باإلمدادات السلكٌة أو حتى بالوسابل التقلٌدٌة كالتزوٌد بالبنزٌن و المازوت لتشؽٌل‬
‫المولدات وهذه القرى هً والٌات الجنوب (تندوؾ‪ ،‬تمنراست‪ ،‬أدرار‪ ،‬إلٌزي) وتعتبر‬
‫شركة سونلؽاز المإسسة المسإولة عن إنجاز هذا البرنامج ‪ ،‬لذلك بادرت بفتح مجال‬
‫المشاركة أمام الشركات األجنبٌة وكذا مراكز البحث والتنمٌة ‪ ،‬ومن أهداؾ هذا‬
‫①‬ ‫البرنامج‪:‬‬

‫ـ اٌجاد مصدر بدٌل للطاقة كون المصادر التقلٌدٌة فً طور النفاذ‪.‬‬

‫ـ استخدام مصدر الطاقة نقً ونظٌؾ وؼٌر ناضب‪.‬‬

‫ـ باستخدام الطاقة الشمسٌة ٌمكن تخفٌض سعر تكلفة اإلنارة فً القرى النابٌة وكذا‬
‫ترقٌة األداء فً المستشفٌات والمراكز الصحٌة والمدارس‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① وزارة الطاقة و المناجم ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪73‬‬
‫ـ توفٌر مناصب شؽل جدٌدة و فً مختلؾ القطاعات المتصاص البطالة‪.‬‬

‫ـ االقتصاد فً العملة الصعبة وتحوٌلها إلى إقامة المشارٌع التنموٌة‪.‬‬

‫ـ تمكٌن سكان المناطق النابٌة من االستفادة من الخدمات العمومٌة دون اللجوء إلى قطع‬
‫مسافات طوٌلة لاللتحاق بالمدن‪.‬‬

‫ومن بٌن واقع إنجاز هذا المشروع ‪ :‬قرٌة موالي لحسن بتمنراست‪ ،‬قرٌة ؼار جبٌالت‪،‬‬
‫قرٌة حاسً منٌر‪ ،‬قرٌة تاحٌفات‪ ،‬عٌن دالغ ‪.‬‬

‫حسب الدراسات المتخصصة تتلقى الجزابر ما بٌن ‪ 2000‬و ‪ 3900‬ساعة من الشمس‬


‫ومتوسط ‪ 5‬كٌلوواط ‪/‬م ‪ 2‬فً السنة فً الشمال و ‪ 2263‬كٌلواط م ‪ 2‬سنوٌا فً الجنوب‬
‫لكن هذه الطاقة ؼٌر مستؽلة بالشكل المطلوب باستثناء ‪:‬‬

‫مشارٌع انجاز حدٌقة هوابٌة فً فٌفري ‪ 2002‬بطاقة ‪ 10‬مٌؽا واط بتندوؾ‬


‫بالتعاون بٌن شركة نٌل و سوناطراك وسونلؽاز ومجموعة سٌم (السمٌد الصناعً‬

‫للمتٌجة) واستعمال الطاقة الشمسٌة فً االنارة الرٌفٌة بمنطقة اسكران التابعة لوالٌة‬

‫تمنراست الجنوبٌة بما ٌكفل توصٌل الكهرباء إلى ‪1500‬حتى ‪ 2000‬منزل رٌفً‬
‫سنوٌا باالضافة إلى انجاز أول محطة هجٌنة لتولٌد الطاقة الكهربابٌة العاملة بالؽاز‬
‫والطاقة الشمسٌة بمنطقة تلٌؽمت على بعد ‪ 25‬كلم شمال حاسً الرمل وهً تمثل أكبر‬
‫حقل ؼازي فً افرٌقٌا‪ ،‬مرشحة ألن تكون مصدر طاقوي بدٌل ونظٌؾ على مساحة ‪64‬‬
‫هكتار حٌث ٌوجد بها‪ 224‬جامع للطاقة الشمسٌة ٌبلػ طول كل واحد ‪ 150‬متر‪.‬‬

‫كما تمت برمجة محطتٌن لسنة ‪ 2013‬وٌتعلق األمر بمحطة ''المؽٌر'' بوالٌة الوادي‬
‫ومحطة النعامة بوالٌة البٌض بؽرب البالد‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫وفً الفترة الممتدة بٌن ‪ 2016‬و ‪ٌ 2020‬تم إنجاز أربع محطات أخرى بطاقة ‪300‬‬
‫مٌؽا واط لكل واحدة منها مع طاقة إضافٌة تقدر ب ‪ 1200‬مٌؽا واط وهناك برنامج ٌمتد‬
‫①‬ ‫إلى ؼاٌة ‪ 2030‬بطاقة ‪ 600‬مٌؽا واط سنوٌا إبتداءا من ‪.2013‬‬

‫وقد أعلنت الوكالة الفضابٌة األلمانٌة بعد دراسة حدٌثة قامت بها أن الصحراء‬
‫الجزابرٌة هً أكبر خزان للطاقة الشمسٌة فً العالم حٌث تدوم اإلشعاعات الشمسٌة فً‬
‫الصحراء الجزابرٌة ‪ 3000‬ساعة إشعاع فً السنة ‪ ،‬وهومن بٌن أعلى مستوٌات إشراق‬
‫الشمس على المستوى العالمً ‪ ،‬وهو ما دفع بالوكالة إلى تقدٌم اقتراح للحكومة األلمانٌة‬
‫حول إقامة مشارٌع استثمار فً الجنوب الجزابري وبناءا علٌه تم تقدٌم االتفاق بٌن‬
‫الحكومتٌن فً دٌسمبر ‪ 2007‬إلنتاج من الكهرباء بفضل الطاقة الشمسٌة ونقلها إلى‬
‫ألمانٌا من خالل ناقل كهربابً بحري عبر اسبانٌا باإلضافة إلى المشروع المتعلق بصنع‬
‫اللوابح الشمسٌة فً منطقة الروٌبة ومن المقرر أن ٌدخل هذا المشروع بطاقة سنوٌة‬
‫تتراوح ما بٌن ‪ 50‬و ‪ 120‬مٌؽا واط حٌز الخدمة سنة ‪ 2012‬واالتجاه نحو التصدٌر‬
‫مع مخطط آخر محلً النتاج ‪ 20‬بالمبة بحلول العام ‪ 2020‬لكنه لم ٌتجسد الى ٌومنا‬
‫هذا‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫① وزارة الطاقة و المنجم ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫‪75‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬مشروع قانون التنمٌة المستدامة للسٌاحة و مشروع الصرف‬
‫الصحً للنفاٌات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مشروع قانون التنمٌة المستدامة للسٌاحة ومناطق التوسع والمواقع‬
‫السٌاحٌة‬

‫حٌث صادق مجلس الشعبً الوطنً ٌوم االثنٌن ‪ 2003/01/ 06‬على مشر وعً‬
‫القانونٌن‪ ،‬قانون التنمٌة المستدامة ومناطق التوسع والمواقع السٌاحٌة‪ ،‬وقد أخذت‬
‫التعدٌالت المقترحة على المشروع بعٌن االعتبار ضرورة االرتقاء بقطاع السٌاحة إلى‬
‫مصاؾ القطاعات المدرة للثروة وتسٌٌره عقالنٌا‪.‬‬

‫وتتمحور التعدٌالت حول ضرورة وضع حد للفوضى وعدم االنسجام الموجودٌن فً‬
‫التنمٌة السٌاحٌة الذي تعرفها المإسسات السٌاحٌة الوطنٌة ‪ ،‬عن طرٌق تبنً أسلوب جدٌد‬
‫فً تسٌٌر هذه المإسسات ٌضمن االستمرارٌة فً العمل ‪ ،‬وٌعتمد على تثمٌن الثروات‬
‫الطبٌعٌة والثقافٌة والحضارٌة المتاحة‪ ،‬وكذلك حول إعادة اإلعتبار إلى المإسسات‬
‫الفندقٌة والسٌاحٌة قصد رفع مستواها وقدرتها اإلٌوابٌة واالستقبالٌة مع تنوع العرض‬
‫السٌاحً وتطور أشكال جدٌدة من االنشطة السٌاحٌة‪.‬‬

‫وفً األخٌر أجمعوا على األهمٌة التً تتضمنها عملٌة ضبط إستراتٌجٌة وطنٌة واضحة‬
‫فً مٌدان السٌاحة‪ ،‬وتحدٌد أولٌات السٌاحة المراد تطوٌرها على المستوى الدولً ‪.‬‬

‫صادق المجلس على مشروع القانون المتعلق بمناطق التوسع والمواقع السٌاحٌة مع‬
‫تسجٌل ‪ 31‬تعدٌل على نص المشروع وتركزت التعدٌالت حول العقار السٌاحً الذي‬
‫ٌعرقل االستثمار السٌاحً عبر مختلؾ والٌات الوطن ‪ ،‬وتمثلت التعدٌالت فً إلؽاء أو‬
‫تعدٌل بعض المواد الواردة فً المشروع كذلك المتعلقة بالوالٌات ومخطط التهٌبة‬
‫السٌاحٌة وآلٌات المراقبة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفرع الثانً ‪:‬مشروع الصرف الصحً للنفاٌات‬

‫فالجزابر تنتج سنوٌا ما ٌقد ب ‪ 200‬ألؾ طن من النفاٌات الخاصة الخطٌرة الناتجة‬


‫أساسا عن النشاطات الصناعٌة والزراعٌة والعالجٌة‪ ،‬هذه األخٌرة كانت تخزن ضمن‬
‫وحدات انتاجٌة أو ٌتم التخلص منها بطرق ؼٌر قانونٌة فً المزابل العمومٌة المخصصة‬
‫أساسا للنفاٌات المنزلٌة ‪ ،‬مما ٌجعلها مصدر خطر دابم ٌتسبب فً تلوث المٌاه السطحٌة‬
‫والجوفٌة ‪ ،‬وقد شرعت الجزابر متمثلة فً وزارة البٌبة لتهٌبة اإلقلٌم فً وضع‬
‫استراتٌجٌة بٌبٌة وطنٌة معتمدة على التقرٌر الوطنً حول وضعٌة البٌبة والمخطط‬
‫الوطنً للنشاطات البٌبٌة والتنمٌة المستدامة‪ ،‬بحٌث تتمكن من التسٌٌر النفاٌات الخاصة‬
‫تسٌٌرا جبرٌا ٌخضع لمقاٌٌس بٌبٌة عالمٌة‪.‬‬

‫هذه التنمٌة المعلن عنها فً كل والٌات الجزابر تسمح بتفادي األخطار المتعلقة بتسٌٌر‬
‫الموارد الكٌماوٌة الخطرة والنفاٌات الخاصة وقد انطلقت وزارة تهٌبة البٌبٌة واألقالٌم فً‬
‫إحصاء وطنً شامل لكل النفاٌات الخاصة من خالل تنظٌم ورشات عمل لتدرٌب‬
‫أشخاص من قطاعات المنتجة لهذا النوع من النفاٌات ٌقومون بعملٌة اإلحصاء وفق‬
‫منهجٌة مدروسة‪.‬‬

‫وبالفعل شهدت ‪ 06‬والٌات فً البالد هً الجزابر‪ ،‬سكٌكدة ‪ ،‬ؼرداٌة ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬مسٌلة‬


‫و باتنة تنظٌم ورشات دراسة ‪ ،‬كل واحدة منها ٌومٌن تحت إشراؾ خبراء دولٌٌن‬
‫وشملت المهندسٌن المكلفٌن بملؾ النفاٌات الخاصة على مستوى المفتشٌات الوالبٌة للبٌبة‬
‫ولدى مسإولً الخالٌا البٌبٌة داخل المإسسات التً تفرز النفاٌات الخاصة فً الجزابر‪،‬‬
‫وقد تضمن جدول أعمال الورشات الوضعٌة الحالٌة لتسٌٌر النفاٌات الخاصة فً الجزابر‬
‫وكذا التسهٌالت التً ٌقدمها القانون الجدٌد وكذلك وضع مخطط لتنسٌق العمل بٌن‬
‫①‬ ‫مختلؾ الجهات‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ص‪.14‬‬ ‫① عصّبًٔ خذٌجت‪ ،‬اٌّشجع اٌغببك‪،‬‬

‫‪77‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المخطط الوطنً للنفاٌات الخاصة ٌسمح بتقرٌر كمٌتها‬
‫وخصابص النفاٌات التً ٌمكن إعادة تدوٌرها وتلك التً ٌتم التخلص منها كما تسمح‬
‫بتحدٌد عدد مراكز ومواقع معالجة الموجودة فً أنحاء البالد ومن ثمة استنتاج األولوٌات‬
‫الالزمة إلنشاء مراكز جدٌدة واختٌار أنظمة الجمع والتفرٌػ والفرز مع األخذ باإلمكانات‬
‫المالٌة واالقتصادٌة فً عٌن االعتبار‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬توصٌات وحلول لتحقٌق التنمٌة المستدامة‬

‫ٌكمن هدؾ التنمٌة المستدامة فً تحقٌق نمو اقتصادي باإلضافة الى االهتمام بالتوزٌع‬
‫العادل لفوابد النمو‪ ،‬مع المحافظة على البٌبة و اعطاء العنصر البشري دورا هاما فً‬
‫عملٌة التنمٌة باعتباره أداة و هدؾ التنمٌة‪.‬‬

‫وتعتبر التنمٌة المستدامة عملٌة متعددة األبعاد‪ ،‬و التً تتطلب تؽٌٌرات هٌكلٌة و عمٌقة‬
‫فً االقتصاد الوطنً‪ ،‬و ترتكز محدداتها على القوى األساسٌة لكل من الموارد البشرٌة‪،‬‬
‫الموارد الطبٌعٌة ‪،‬الموارد المالٌة و التكنولوجٌا‪.‬‬

‫ولقد تم تحقٌق العدٌد من األعمال المهمة فً اطار مجهودات الجزابر لتحقٌق التنمٌة‬
‫المستدامة و التً أعطت نتابج جدٌرة باالعتبار فً العدٌد من المٌادٌن‪ ،‬و من أجل‬
‫معالجة النقابص التً تم حصرها ٌمكن تقدٌم بعض االقتراحات التً ٌمكن أن تقلص‬
‫التؤخر االقتصادي و االجتماعً المتراكم طوال السنوات الماضٌة والتً تمثلت فً اآلتً‪:‬‬

‫‪ ‬مساٌرة مإشرات التنمٌة المستدامة فً مجال استؽالل الطاقات المتجددة و عدم‬


‫المساس بنصٌب األجٌال القادمة من الثروات‪.‬‬
‫‪ ‬محاربة كل أشكال التلوث البٌبً التً من شؤنها تهدٌد الثروة البٌبٌة وتكثٌؾ‬
‫سٌاسات الوعً البٌبً‪ ،‬و ادخال البعد البٌبً فً الخطط و السٌاسات و كذلك‬
‫الثقافة االدارٌة للمإسسات االقتصادٌة‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بالبحث و التطوٌر و اعتماد المإسسات الصؽٌرة و المتوسطة كؤساس‬
‫لتبنً التنمٌة المستدامة‪.‬‬
‫‪ ‬نشر ثقافة التنمٌة المستدامة لدى الجماعات المحلٌة ولدى المجتمع‪.‬‬
‫‪ ‬تنوٌع االقتصاد الجزابري و بناء اقتصاد ال ٌعتمد على الرٌع البترولً‪ ،‬وتطبٌق‬
‫المعاٌٌر االقتصادٌة و االجتماعٌة و البٌبٌة التً تسمح بتحسٌن أداء مإسسات‬
‫االقتصاد الوطنً‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ ‬االعتماد على أدوات االقتصاد البٌبً فً ادارة االقتصاد الوطنً كبدٌل عن‬
‫أ دوات االقتصاد الرأسمالً الذي ٌعتمد على مإشرات النمو و ٌتجاهل األضرار‬
‫البٌبٌة و االجتماعٌة‪.‬‬
‫‪ ‬مواصلة محاربة الفقر و تحسٌن فرص كسب الرزق فً األرٌاؾ عن طرٌق‬
‫برامج التنمٌة الرٌفٌة‪ ،‬و فً المناطق الحضرٌة عن طرٌق الفرص االستثمارٌة و‬
‫البرامج االجتماعٌة‪.‬‬
‫‪ ‬مواصلة تكٌٌؾ االدارة االقتصادٌة و المالٌة الوطنٌة مع االنفتاح العالمً سواء‬
‫تعلق األمر بتؤهٌل أداة االنتاج أو االصالح المالً و المصرفً‪.‬‬
‫‪ ‬تحدٌث و عصرنة الجهاز المصرفً و االهتمام بتطوٌر السوق المالٌة الذي لم‬
‫ٌعد ٌساٌر االقتصاد الوطنً و تطوره‪.‬‬
‫‪ ‬ترقٌة الصادرات خارج قطاع المحروقات وهذا باالعتماد على القطاع الفالحً و‬
‫القطاع السٌاحً التً تمتلك فٌهما الجزابر قدرات تنافسٌة هابلة‪.‬‬
‫‪ ‬مواجهة التحدٌات البٌبٌة الحضرٌة مثل نوعٌة الهواء فً المناطق الحضرٌة‪،‬‬
‫وادارة النفاٌات المنزلٌة و الصناعٌة‪.‬‬
‫‪ ‬التقلٌل من أنماط االستهالك المفرط ‪ ،‬و تطوٌر أسالٌب انتاج نظٌفة و رفٌقة‬
‫بالبٌبة بحٌث تقلص من النفاٌات‪.‬‬
‫‪ ‬تعدٌل مسار العولمة لتصبح أكثر مالبمة للبٌبة و العدالة االجتماعٌة مع ضرورة‬
‫ربط حرٌة التجارة بالتنمٌة المستدامة و جعل العولمة عنصرا اٌجابٌا للتنمٌة‬
‫االجتماعٌة و االقتصادٌة‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة المصادقة على االتفاقٌات البٌبٌة التً تم اعتمادها خاصة بروتوكول‬
‫كٌوتو للتؽٌر المناخً و بروتوكول كارتاخٌنا للسالمة البٌولوجٌة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الخاتمة‬

‫إن التنمٌة المستدامة هً التنمٌة ذات القدرة على االستمرار واالستقرار من حٌث‬
‫استخدامها للموارد الطبٌعٌة ‪ ،‬والتً تتخذ من التوازن البٌبً محور أساسً لها بهدؾ‬
‫رفع مستوى المعٌشة من جمٌع جوانبها مع تنظٌم الموارد البٌبٌة والعمل على تنمٌتها ‪،‬‬
‫فهً تتطلب تؽٌٌرا فً محتوى النمو بحٌث ٌصبح أقل مادٌة فً استخدام الطاقة وأكثر‬
‫عدالة للمحافظة على رأس المال لتحسٌن توزٌع الدخل وتخفٌض األزمات االقتصادٌة‪.‬‬

‫فالتنمٌة المستدامة ال ٌمكن حصرها فً الحدود الضٌقة للنمو االقتصادي ‪ ،‬بل هو‬
‫مفهوم واسع ٌستوجب أبعاد سٌاسٌة واجتماعٌة واقتصادٌة إلى جانب البعد البٌبً ‪ ،‬فهً‬
‫تنمٌة تفاعلٌة حركٌة تؤخذ على عاتقها تحقٌق الموابمة والموازنة بٌن أركانها الثالث‪:‬‬
‫االنسان– الموارد البٌبٌة – التنمٌة االقتصادٌة ‪.‬‬

‫وللتنمٌة المستدامة جوانب اٌجابٌة وسلبٌة‪ :‬أما عن الجوانب االٌجابٌة فهً تضمن التقدم‬
‫المادي الكبٌر والتحسن فً مستوى المعٌشة وتإدي إلى التقدم التكنولوجً ‪.‬‬

‫أما عن الجوانب السلبٌة؛ فنظرا للتقدم السرٌع فً التكنولوجٌا فً الدول المتقدمة تبقى‬
‫الدول المتخلفة تابعة لها دابما‪ ،‬وكذلك تدمٌر للبٌبة عن طرٌق التلوث‪.‬‬

‫وفً ظل هذا بادرت الجزابر فً السنوات األخٌرة عند إدراكها أنها فً حاجة ماسة‬
‫لتحقٌق تنمٌة مستدامة وذلك من خالل المشاكل التً شهدتها من تلوث مابً وهوابً‬
‫وعدم توفرها على موارد طبٌعٌة متجددة مما جعلها تضع سٌاسات وإجراءات وقوانٌن‬
‫صارمة ضؾ ٕالى ذلك تخصٌص مبالػ معتبرة لدعم وتحسٌن التنمٌة المستدامة فً بعض‬
‫المجاالت ال سٌما المجال البٌبً معتمدة فً ذلك على ثالث وسابل وهً؛ وضع اإلطار‬
‫القانونً الصارم والمتخصص ومراقبة النشاطات المسببة للتلوث وإخضاعها للمعاٌٌر‬
‫الدولٌة‪ ،‬ووضع رسوم خاصة بحماٌة البٌبة تدفع بالمإسسات لمراقبة نشاطاتها كما‬

‫‪81‬‬
‫سطرت مشارٌع مستقبلٌة إذ ما تم إنجازها وتطبٌقها بالشكل المرسوم له أو المخطط له ‪.‬‬
‫فقد سمحت اإلصالحات االقتصادٌة التً انتهجتها الجزابر مإخرا فً تحقٌق تنمٌة‬
‫اقتصادٌة إال أنها ال زالت تواجه عدة تحدٌات تتعلق بتحسٌن مستوى النمو االقتصادي‬
‫خارج قطاع المحروقات وتحسٌن اإلطار المعٌشً لألفراد و كذا حماٌة البٌبة وفق‬
‫مقتضٌات التنمٌة المستدامة ‪.‬‬

‫لكنه من خالل ما ٌظهر نرى بؤن الجزابر ال زالت فً طرٌق السعً نحو التنمٌة‬
‫المستدامة من خالل المضً قدما فً تفعٌل التنمٌة االقتصادٌة والتً ال زالت بدورها‬
‫تعانً عدة مشاكل ومعوقات ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫قائمة المـراجع‬
‫‪ 1‬ـ الكـتــب ‪:‬‬
‫ـ زرنوح ٌاسمٌنة‪ ،‬اشكالٌة التنمٌة المستدامة فً الجزابر دراسة تقٌٌمٌة‪ ،‬جامعة‬
‫الجزابر‪.2006،‬‬
‫ـ عبد القادر محمد عبد القادر عطٌة‪ ،‬اتجاهات حدٌثة فً التنمٌة‪ ، 2003 ،‬الدار‬
‫الجامعٌة ‪ ،‬االسكندرٌة‪.‬‬
‫ـ سعد طه عالم‪ ،‬التنمٌة و الدولة‪ ،2004 ،‬دار طٌبة للنشر و التوزٌع‪.‬‬
‫ـ قدي عبد المجٌد‪ ،‬المدخل الى السٌاسات االقتصادٌة الكلٌة‪ ،2003 ،‬دٌوان المطبوعات‬
‫الجامعٌة‪ ،‬الجزابر‪.‬‬
‫ـ خبابة عبد هللا‪ ،‬بوقرة رابح‪ ،‬الوقابع االقتصادٌة و العولمة االقتصادٌة و التنمٌة‬
‫المستدامة‪ ،‬دار شباب الجامعة‪ ،‬االسكندرٌة‪.2009 ،‬‬
‫ـ ؼنٌم عثمان محمد ‪ ،‬أبو زنط ماجد ‪ ،‬التنمٌة المستدامة فلسفتها وأسالٌب تخطٌطها‬
‫وأدوات قٌاسها ‪ ،‬دار الصفا للنشر والتوزٌع ‪ ،‬عمان‪. 2010 ،‬‬
‫ـ خالد مصطفى قاسم‪ ،‬االدارة البٌبٌة و التنمٌة المستدامة فً ظل العولمة المعاصرة‪،‬‬
‫جامعة الدول العربٌة‪ ،‬القاهرة‪.2007،‬‬

‫‪ 2‬ـ المذكرات و المحاضرات‪:‬‬


‫ـ عصمانً خدٌجة‪ ،‬اشكالٌة التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪ ،‬مذكرة لٌسانس‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.2013 ،‬‬
‫ـ أ‪.‬دوٌدي‪ ،‬محضرات مقٌاس التنمٌة المستدامة‪ ،‬جامعة عبد الحمٌد ابن بادٌس‪.2017،‬‬
‫ـ شرٌؾ عمر‪ ،‬التنمٌة والكفاءات االستخدمٌة للموارد المتاحة ‪ ،‬عنوان المداخلة‪:‬‬
‫اقتصادٌات الطاقة المتجددة‪ ،‬اآلثار االقتصادٌة لمجاالت استخدامها‪ ،‬جامعة سطٌؾ‪،‬‬
‫‪ 08/07‬أفرٌل ‪.2008‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ 3‬ـ التقارٌر‪:‬‬
‫ـ تقرٌر وزارة الطاقة و المناجم‪ ،‬مدٌرٌة الطاقة الجدٌدة و المتجددة ‪ ،‬دلٌل الطاقات‬
‫المتجددة‪.2007 ،‬‬
‫ـ تقرٌر اللجنة العالمٌة للبٌبة والتنمٌة‪ ،‬المستقبل المشترك ‪ ،‬األمم المتحدة‪،‬‬
‫نٌوٌورك ‪.1987 ،‬‬
‫ـ البرنامج التكمٌلً لدعم النمو‪ ،‬مجلس األمة ‪ ،‬أفرٌل‪.2005‬‬

‫‪ 4‬ـ المجـالت‪:‬‬
‫ـ زرمان كرٌم‪ ،‬التنمٌة المستدامة فً الجزابر من خالل برنامج االنعاش االقتصادي‪،‬‬
‫مجلة أبحاث اقتصادٌة و ادارٌة‪ ،‬العدد‪ ، 07‬دٌسمبر‪. 2008‬‬
‫ـ ناصر مراد ‪ ،‬التنمٌة المستدامة وتحدٌاتها فً الجزابر‪ ،‬مجلة التواصل ‪ ،‬العدد ‪26‬‬
‫جوان ‪.2010‬‬
‫ـ جودي صاطوري‪ ،‬التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪ :‬الواقع و التحدٌات‪ ،‬مجلة التواصل‪،‬‬
‫العدد‪.2016 ،16‬‬

‫‪ 5‬ـ القوانٌن‪:‬‬
‫ـ قانون المالٌة ‪.2000‬‬
‫ـ قانون المالٌة ‪.2002‬‬
‫ـ البرنامج التكمٌلً لدعم النمو ‪ ،‬مجلً االمة‪ ،‬أفرٌل ‪.2005‬‬

‫‪ 6‬ـ المواقع االلكترونٌة ‪:‬‬


‫ـ الدٌوان الوطنً لالحصابٌات‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪01............................................................................................‬‬
‫الدٌباجة ‪02...........................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬االطار المفاهٌمً للتنمٌة المستدامة وواقعها فً الجزائر‬

‫تمهٌد ‪03..............................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االطار المفاهٌمً للتنمٌة المستدامة ‪04............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعرٌؾ التنمٌة المستدامة ‪04.......................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬أهداؾ التنمٌة المستدامة وخصابصها ‪09.........................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أهداؾ التنمٌة المستدامة ‪09..........................................................‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬خصابص التنمٌة المستدامة ‪13.......................................................‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ التنمٌة المستدامة و أبعادها ‪15.............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مبادئ التنمٌة المستدامة ‪15...........................................................‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬أبعاد التنمٌة المستدامة ‪19............................................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬واقع التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪27..............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مإشرات قٌاس التنمٌة المستدامة‪27................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬واقع التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪29..............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬واقع التنمٌة المستدامة بعد االستقالل ‪29.............................................‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬واقع التنمٌة المستدامة فً من خالل برامج االنعاش االقتصادي‪32................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬السٌاسة الحالٌة و المستقبلٌة للجزابر فً اطار التنمٌة المستدامة‪45.............‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثانً‪ :‬تحدٌات التنمٌة المستدامة وآفاقها فً الجزائر‬

‫تمهٌد ‪50..............................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تحدٌات التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪51..........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ضعؾ معدل النمو االقتصادي و ارتفاع معدل التضخم‪51.......................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬ضعؾ معدل النمو االقتصادي ‪51...................................................‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬ارتفاع معدل التضخم ‪55.............................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬تفشً البطالة و تفاقم حدة الفقر‪56..................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تفشً البطالة‪56.......................................................................‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬تفاقم حدة الفقر‪59.....................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التلوث البٌبً ‪62....................................................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬آفاق التنمٌة المستدامة فً الجزابر‪66..............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مشروع الطاقات المتجددة‪66.......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬آفاق سٌاسة الطاقات المتجددة فً الجزابر و أهدافها ‪66............................‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬مشروع تطبٌق الطاقة الشمسٌة فً الجنوب الجزابري ‪69.........................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬مشروع قانون التنمٌة المستدامة للسٌاحة و مشروع الصرؾ الصحً‬
‫للنفاٌات‪72.............................................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مشروع قانون التنمٌة المستدامة للسٌاحة و مناطق التوسع والمواقع‬
‫السٌاحٌة‪72............................................................................................‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬مشروع الصرؾ الصحً للنفاٌات ‪73...............................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬توصٌات و حلول لتحقٌق التنمٌة المستدامة ‪75...................................‬‬
‫الخاتمة ‪77............................................................................................‬‬
‫قابمة المراجع ‪79.....................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪81.....................................................................................‬‬

‫‪86‬‬

You might also like