You are on page 1of 76

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة أحمد دراية أدرار‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم العلوم السياسية‬

‫االصالحات السياسية بين الخطاب والممارسة الفعلية "دراسة تحليلية‬


‫لخطابات رئيس الجمهورية ‪.2012-2011‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم السياسية تخصص‬
‫تنظيمات سياسية وادارية‬

‫اشراف االستاذ‪:‬‬ ‫اعداد الطالبين‪:‬‬

‫عبداهلل جعفري‬ ‫مباني محمد الفاتح‬

‫السبتي احمد‬

‫أعضاء لجنة المناقشة‬

‫الصفة‬ ‫االسم واللقب‬


‫رئيسا‬ ‫أ‪.‬بن مالك محمد الحسن‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫أ‪.‬جعفري عبد اهلل‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫أ‪.‬العابد هواري‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬


‫شكر وعرفان‬
‫قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‪:‬‬
‫شكرمه للناس)‬
‫شكر إلناس هلل عز وجل أ ُ‬ ‫(إن أ َ‬
‫نتقدم جبزيل إلشكر وإلعرفان لستتان ا إلاالل ععار عدد هللا لرشإفه عىل‬
‫هذه إملذكرة‪ ،‬وملا إفاد ا به من نصاحئ سديدة وإذل مل يدخل علينا بتوعهياته‬
‫وصربه معنا إىل أخر إملطاف عزإه هللا خري إجلزإء وععل هجوده إليت بذلها يف‬
‫مزيإن حستناته‪.‬‬
‫كام نتقدم جبزيل إلشكر إىل أساتذتنا إلكرإم جلنة إملناقشة إملوقرين إذلين تاضلوإ‬
‫مبناقشة هذه إملذكرة‪.‬‬
‫تشكرإيت إىل لك من علمين حرفا أساتذيت إلكرإم منذ نعومة أظافر إىل مرحةل‬
‫إملاسر‪.‬‬
‫وإمتناين إىل لك من سامه يف هذإ إلعمل ومد لنا يد إملساعدة من قريب أو من‬
‫بعيد‪.‬‬

‫محمد الفاتح‬
‫اإلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء ‪....‬‬
‫الحمد هلل الذي بعونه تتم الصالحات والصالة السالم على رسوله الكريم‬
‫سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات واتم التسليم‬
‫الى كل من كان له الفضل بعد اهلل تعالى في وجودي‪ ،‬الى من رباني صغيرا‪ ،‬الى من‬
‫أمرني اهلل تعالى أن اخفض لهما جناح الذل من الرحمة‪ ،‬الى روح ابي الغالية رحمة اهلل عليه‪،‬‬
‫الى التي علمتني العطف‪ ،‬علمتني التسامح‪ ،‬علمتني األمل‪ ،‬علمتني الحب‪ ،‬علمتني الحنان‪،‬‬
‫اليك يا بحر الحنان‪ ،‬ويا منبع الحب‪ ،‬يا وهج العواطف ويا صدق األحاسيس‪ ،‬ويا مصنع‬
‫األفراح‪ ،‬الى صاحبة الروح النقية‪ ،‬والنفس الذكية‪ ،‬والطلعة البهية‪ ،‬اليك‪.....‬‬
‫يا أمي‬
‫أهديكما جهد السنين واألعوام وثمرة الختام‬
‫الى من ترعرعت معهم ونمى غصني بينهم وبهم يشتد عضدي اخوتي واخواتي من دون‬
‫استثناء‬
‫الى كل أفراد العائلة الكريمة‬
‫الى كل زمالئي وزميالتي في العمل‪.‬‬
‫والى كل طالب جاد يسعى في طلب العلم‪ ،‬فالناس يفنون وأهل العلم باقون ما بقي الدهر‬
‫أجسادهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة‪.‬‬

‫محمد الفاتح‬
‫مقدمة‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫شهد العالم مع نهاية تسعينيات القرن الماضي جملة من التغيرات والتحوالت‬


‫السياسية انعكست تبعاتها على العديد من الدول واالنظمة السياسية ‪ ،‬حيث تمحور هذا‬
‫التحول في شكل اصالحات سياسية باشرتها االنظمة السياسية خصوصا دول العالم‬
‫الثالث منها بهدف تحديث النظام السياسي وبعث التنمية السياسية بين مختلف مؤسساته‬
‫فقد أضحى موضوع اإلصالحات السياسية من اهم المواضيع والمجاالت البحثية لدى‬
‫الكثير من علماء السياسة والمتخصصين في مجاالتها‪ ،‬بل وحتى لدى عامة الناس‪ ،‬وال‬
‫شك أن هذا االعتقاد راسخ لدى الكثير من البلدان بأن اإلصالح السياسي هو المحور‬
‫الحاسم في نجاح أ ي تنمية سياسية من جهة‪ ،‬كما أن عملية التحول الديمقراطي المتعلقة‬
‫بالتنمية والتطوير يتوقف نجاحها أو فشلها على فعالية اإلصالح السياسي الشامل من‬
‫جهة ثانية‪.‬‬

‫ومع نهاية العقد االول وبداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين شهد العالم‬
‫العربي موجة من اال حتجاجات الشعبية‪ ،‬كان الهدف منها تغيير انظمة الحكم السائدة‬
‫واالطاحة بأعرق األنظمة التسلطية‪ ،‬على غرار ما حدث في تونس ومصر‪ ،‬لتشمل فيما‬
‫بعد جل البلدان العربية‪ ،‬والتي سميت فيما بعد "بثورات الربيع العربي"‪ ،‬والتي على إثرها‬
‫سارعت العديد من الدول على إطالق جملة من اإلصالحات السياسية‪ ،‬عبرت عنها على‬
‫شكل خطابات رسمية‪ ،‬من اجل تعزيز المسار اإلصالحي وبناء أنظمة ديمقراطية أكثر‬
‫انفتاحاً‪.‬‬
‫والجزائر كغيرها من الدول العربية لم تكن بمنأى عن هذه التغيرات حيث وجدت‬
‫نفسها امام حتمية مواكبة التغيرات الحاصلة في المنطقة‪ ،‬مما جعلها تنطلق في مرحلة‬
‫جديدة من عمليات اإلصالح السياسي والتي أعلن عنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في‬
‫خطابه المتلفز يوم ‪ 15‬افريل ‪ 2011‬والذي حدد من خالله األهداف الرئيسية لعملية‬

‫ب‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫اإلصالح‪ ،‬لتشمل تغيي ار للدستور الحالي‪ ،‬إلى جانب تعديل قوانين أساسية مثل قانون‬
‫األحزاب والجمعيات وقانون اإلعالم‪.‬‬
‫أهمية الموضوع‬
‫تكمن أهمية الموضوع في معالجة قضية هامة من قضايا الساعة‪ ،‬وهي‬
‫االصالحات السياسية والتي يتم تداولها وتوظيفها بكثرة في العديد من المجاالت والحقول‬
‫المعرفية والمحافل الدولية‪ ،‬فهو موضوع شغل بال صناع القرار في دول العالم بأثره‬
‫ويشكل جزءا كبي ار من الحراك الدولي‪ ،‬ويدور حوله مختلف الخطابات السياسية الرسمية‬
‫في معظم دول العالم خالل العقود األخيرة‪.‬‬
‫الدرسة‪ :‬نسعى من خالل هذا الموضوع الى الوصول الى بعض األهداف التي‬
‫أهداف ا‬
‫يمكن أن نلخصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف بموضوعي اإلصالحات السياسية والخطاب السياسي حتى يسهل معرفتة‬
‫لدى األكاديميين وغير األكاديميين‪.‬‬
‫‪ -‬تبيان وتحليل مضمون اإلصالحات السياسية والدافع اليها‪.‬‬
‫‪ -‬البحث في كيفية تجسيد اإلصالحات السياسية على أرض الواقع‪ ،‬من خالل ابراز‬
‫مدى وجود تطابق بين النصوص القانونية والخطاب السياسي من جهة‪ ،‬وواقع‬
‫اإلصالحات السياسية من عدمه من جهة أخرى‪.‬‬
‫أسباب اختيار الموضوع‬
‫أ) األسباب الذاتية‪ :‬يعد الموضوع من أبرز الموضوعات التي اشغلت بالي وتفكيري‬
‫منذ سنوات‪ ،‬قبل الخوض فيه على شكل مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر‪ ،‬ويمكن‬
‫تفسير ذلك بوجود فضول علمي لدي لتناول قضايا اإلصالح السياسي وما يتعلق‬
‫بها‪.‬‬

‫ج‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫ب) األسباب الموضوعية‪:‬‬


‫‪ -‬األهمية البالغة التي يحظى بها موضوع اإلصالحات السياسية باعتباره أحد أهم‬
‫الرهانات األساسية لترسيخ التحول السياسي وتكريس التنمية السياسية داخل النظام‬
‫السياسي والمؤسسات التابعة له‪.‬‬
‫‪ -‬التزام العديد من الدول العربية ومن بينها الجزائر بتكييف وتنقيح تشريعاتها المحلية‬
‫امتثاالً بالتزاماتها الدولية وتحريك عجلة اإلصالحات السياسية‪ ،‬من خالل العديد من‬
‫الخطابات الرسمية‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫إن المتتبع لمسار اإلصالحات السياسية عموما وفي الجزائر بشكل خاص‬
‫يتضح له جليا وجود‪ ،‬مجال واسع بين ما تتناوله الخطابات الرسمية وما هو موجود على‬
‫أرض الواقع ويالحظ أن الحديث عن اإلصالحات السياسية كثير مقارنة بتجسيدها على‬
‫ارض الواقع ‪ ،‬وهذا ان دل على شيء انما يدل على وجود مشكلة تعاني منها الحياة‬
‫السياسية في الجزائر‪ ،‬وهي مشكلة الفجوة بين الخطاب والممارسة‪ ،‬وذلك نظ ار للغموض‬
‫الذي يشوب العالقة بين الخطاب السياسي واإلصالحات السياسية في الجزائر‪ ،‬وللكشف‬
‫عن هذه العالقة تأتي هذه الدراسة لإلجابة عن اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ما مدى فاعلية االصالحات السياسية الجزائرية التي تبناها خطاب رئيس‬
‫الجمهورية في افريل ‪2011‬؟‬
‫‪ -‬وما مدى مساهمة الخطاب الرسمي الجزائري في تجسيد االصالحات السياسية المعلن‬
‫عنها على أرض الواقع؟‬
‫التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬ما المقصود باإلصالحات السياسية؟‬
‫‪ -‬ماهي العوامل المتحكمة في فاعلية الخطاب السياسي؟‬

‫د‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫‪ -‬ما مضمون اإلصالحات السياسية التي تبناها الخطاب الرسمي الجزائري وما هو‬
‫واقعها ومعوقاتها؟‬
‫الفرضية الرئيسية‪:‬‬
‫‪ -‬ترتبط فاعلية االصالحات السياسية في الجزائر بمدى فاعلية االرادة السياسية لدى‬
‫النخبة الحاكمة ال بطبيعة الخطاب السياسي المنتهج‪.‬‬
‫الفرضيات الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلصالح السياسي هو عبارة عن قناعة وايمان النظام بضرورة وحتمية التغيير‪.‬‬
‫‪ -‬الخطاب السياسي هو عبارة عن تلك الوعود والتصريحات والخطابات التي تقدمها‬
‫الحكومات من أجل عملية اإلصالح السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬كلما زادت الضغوط الداخلية والخارجية حول عملية اإلصالح السياسي كلما سارعت‬
‫السلطة الحاكمة في الجزائر لمضاعفة النصوص القانونية والخطابات الرسمية من‬
‫أجل عملية اإلصالح السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬لم يحدث الخطاب السياسي واإلصالحات السياسية الحاصلة في الجزائر واقعاً إيجابيا‬
‫على أرض الواقع‪.‬‬
‫االطار الزماني والمكاني‪:‬‬
‫أ) المجال الزماني‪ :‬تبدأ الحدود الزمنية للدراسة من عام ‪ 2011‬حيث شهد العالم‬
‫العربي موجة من االحتجاجات الشعبية‪ ،‬أين عرفت الجزائر اعالن إصالحات‬
‫سياسية جديدة من طرف رئيس الجمهورية وذلك في خطابه الشهير المتلفز يوم‬
‫‪ 15‬أفريل ‪ ،2011‬وتمتد الدراسة الى غاية نهاية حكم الرئيس بوتفليقة سنة‬
‫‪.2019‬‬
‫ب) المجال المكاني‪ :‬يتمثل المجال المكاني للدراسة في دولة الجزائر‪.‬‬

‫ه‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫الدرسات السابقة‪:‬‬
‫ا‬
‫توجد العديد من الدراسات التي تناولت موضوع اإلصالحات السياسية غير أن‬
‫هذه الدراسات الخاصة باإلصالحات السياسية التي تضمنها خطاب رئيس الجمهورية تظل‬
‫قاصرة نظ ار لحداثة نشأتها ومن بين هذه الدراسات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬كتاب طارق عاشور تحت عنوان "اإلصالح السياسي العربي تحليل للحالة الجزائرية‪،‬‬
‫تطرق فيه الى العوامل الخارجية والداخلية التي دفعت بالسلطة الحاكمة للقيام بإصالحات‬
‫سياسية تتماشى مع الظروف المحلية والدولية‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة للطالبة فريدة كروشي وهي عبارة عن مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في‬
‫العلوم السياسية والعالقات الدولية بجامعة ورقلة تحت عنوان "ظاهرة االحتجاجات ومسار‬
‫اإلصالحات السياسية في الجزائر" حيث تطرقت الباحثة في هذه الدراسة الى اهم‬
‫االحتجاجات التي شهد تها الجزائر في تلك اآلونة والتي كانت سببا في اإلصالحات‬
‫السياسية‪ ،‬دون ذكر التحديات والعوائق التي تعيق عملية اإلصالح السياسي‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة للطالب شعبان العيد وهي عبارة عن مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر في‬
‫العلوم السياسية والعالقات الدولية بجامعة بسكرة‪ ،‬تحت عنوان "اإلصالح السياسي في‬
‫الجزائر من ‪ 2008‬الى ‪ ،"2013‬حيث وبعد االطالع عليها تبين أنه ركز على اهم‬
‫الفواعل التي ساهمت في هذه اإلصالحات السياسية‪ ،‬غير أنه لم يشير الى مضمون‬
‫ومحتوى هذه اإلصالحات السياسية‪ .‬وهو ما سنسعى لتناوله من خالل الدراسة التي بين‬
‫ايدينا‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة للطالبتين شرف كنزة وطاهري وردة وهي عبارة عن مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماستر في العلوم السياسية والعالقات الدولية بجامعة الدكتور موالي الطاهر سعيدة‪،‬‬
‫تحت عنوان "التحوالت السياسية واإلقليمية وأثرها على اإلصالح السياسي في‬
‫الجزائر(‪ ،")2016-2012‬حيث ركزوا في هذه الدراسة على اهم التحوالت التي شهدتها‬

‫و‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫الساحة السياسية واثرها على اإلصالحات السياسية ‪ ،‬دون التطرق الى واقع هذه‬
‫اإلصالحات والتحديات التي تواجهها‪.‬‬
‫االطار المنهجي‪:‬‬
‫أ) المناهج‪:‬‬
‫‪ -1‬المنهج التاريخي‪ :‬حيث يعتبر هذا المنهج من أهم المناهج المتبعة في دراسة الظواهر‬
‫االجتماعية والسياسية عبر الزمن من خالل نقله ألهم أحداثها ووقائعها‪ ،‬حيث يعرف‬
‫المنهج التاريخي على أنه‪" :‬مجموعة الخطوات العلمية التي تساعد المؤرخ على قراءة‬
‫وبحث ماضي الشعوب واألمم وتسجيل أحداث تاريخها واستخالص النتائج وبيان‬
‫القوانين التي تحكم سلوك البشر وصياغة كل ذلك بطريقة يسهل على األجيال‬
‫الحاضرة فهمها بما يساعد على فهم الواقع والتنبيه بالمستقبل‪.1‬‬
‫وقد اعتمدنا على المنهج التاريخي في درستنا هذه نظ ار لما له من أهمية كبرى‬
‫في نقل األحداث وتحليل الظواهر السياسية التي شهدها النظام السياسي الجزائري‪ ،‬وتحديد‬
‫أم األسباب والدوافع لهذه اإلصالحات السياسية‪.‬‬
‫‪ -2‬المنهج الوصفي‪ :‬الذي يعرف على أنه محاولة الوصول الى المعرفة الدقيقة‬
‫والتفصيلية لعناصر مشكلة أو ظاهرة قائمة‪ ،‬للوصول لفهم أفضل وأدق لوضع‬
‫السياسات واإلجراءات الخاصة بها" وعادة ما يلجأ الباحث الى هذا المنهج عند‬
‫معرفته المسبقة بجوانب وأبعاد الظاهرة موضوع الدراسة التي من خاللها ينتابه فضول‬
‫في معرفة تفاصيل أكثر حول الظاهرة‪.2‬‬

‫‪ 1‬عامر مصباح‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم السياسية واالعالم‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2008 ،‬ص ‪-75‬‬
‫‪.76‬‬
‫‪ 2‬أحمد حسين الرفاعي‪ ،‬مناهج البحث العلمي تطبيقات إدارية واقتصادية‪ ،‬ط‪ ،4‬األردن‪ :‬دار وائل للنشر‪ ،2005 ،‬ص‪.122‬‬

‫ز‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫واعتمدنا هذا المنهج في دراستنا قصد الوقوف على طبيعة األحداث ووصفها‬
‫وصفا دقيقا يساعدنا على الفهم والتحليل والتفسير السليم القائم على الوصف الصحيح‬
‫للظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫‪ -3‬منهج تحليل المضمون‪ :‬الذي يعرفه "محمد عبد الحميد" على أنه‪" :‬هو مجموع‬
‫الخطوات المنهجية التي تسعى الى اكتشاف المعاني الكامنة في المحتوى والعالمات‬
‫االرتباطية بهذه المعاني من خالل البحث الكمي الموضوعي والمنظم للسمات الظاهرة‬
‫في هذا المحتوى‪.1‬‬
‫وقد قادنا الى استعمال هذا المنهج في دراستنا نظ ار ألهميته ومن أجل تحليل‬
‫خطاب رئيس الجمهورية وما تضمنه من قوانين واصالحات سياسية‪.‬‬
‫ب) اإلقتربات‪:‬‬
‫‪ -1‬االقتراب النسقي‪ :‬ويعرفه دافيد استون على أنه نسق سلوك موجود في بيئته يتفاعل‬
‫معها أخذ وعطاء من خالل فتحي المدخالت والمخرجات وهو بذالك نسق مفتوح على‬
‫البيئة التي تنتج أحداثا وتأثيرات تتطلب من أعضاء النسق االستجابة لها‪.2‬‬
‫واعتمدنا على هذا االقتراب في دراستنا نظ ار لما له من أهمية في تحليل موضوع‬
‫الدراسة من خالل معرفة طبيعة البيئة الداخلية والخارجية للنظام السياسي الجزائري‪ ،‬ومدى‬
‫تأثيرها وتأثرها بمتغيرات البيئة الخارجية في الجزائر من جهة‪ ،‬ومدى قدرة تأقلم وتكيف‬
‫النظام السياسي الجزائري مع هذه المتغيرات من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬االقتراب المؤسسي‪ :‬الذي يهدف الى دراسة وتحليل العملية السياسية كنتائج لمهام‬
‫وادوار المؤسسات السياسية في الدولة‪ ،‬ذلك في ظل تحديد طبيعة العالقة التفاعلية‬
‫فيما بينها من حيث درجة التأثير والتأثر‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يساعد‬

‫‪ 1‬عصمان سركز العجيلي‪ ،‬عياد سعيد امطير‪ ،‬البحث العلمي أساليبه وتقنياته‪ ،‬ليبيا‪ :‬دار الكتب الوطنية‪ ،2002 ،‬ص‪.126‬‬
‫‪ 2‬عادل فتحي‪ ،‬ثابت عبد الحافظ‪ ،‬النظرية السياسية المعاصرة‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪ ،2007-2006 ،‬ص‪.205‬‬

‫ح‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫الباحث أكثر على التفسير الدقيق ألسباب ومحتوى وكذا األهداف الحقيقية من وراء تلك‬
‫الممارسات السياسية المتعددة في الدولة‪.1‬‬
‫‪ -3‬االقتراب القانوني‪ :‬يستخدم هذا االقتراب في الدراسات السياسية بشكل واسع وذلك من‬
‫خالل تركيزه على طبيعة العالقة بين مختلف قوى وفواعل العملية السياسية في‬
‫الدولة‪ ،‬ومدى التزام هذه األخيرة بالقواعد القانونية من جهة أو من حيث تركيزه على‬
‫تحديد وضبط العملية السياسية في إحدى جوانبها كتنظيم العملية االنتخابية مثال‪.2‬‬
‫واستعنا على هذا االقتراب في دراستنا بغية تحليل أهم القواعد واألحكام القانونية‬
‫ومدى التزامها لهاته األطر التنظيمية‪ ،‬والتي تدخل في إطار عملية اإلصالحات السياسية‬
‫في الجزائر التي باشرها رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫ال يكاد يخلوا أي عمل من الصعوبات‪ ،‬ومن بين أهم الصعوبات والعوائق التي‬
‫واجهتنا نذكر ما يلي‪:‬‬
‫قلة المراجع التي يمكن االعتماد عليها في موضوع بحثنا خاصة المراجع باللغة العربية‬
‫والتي تتحدث عن اإلصالحات السياسية األخيرة بالذات‪.‬‬
‫تقسيم الدراسة‪:‬‬
‫حسب المنهجية المتبعة للوصول الى أهداف هذه الدراسة ارتأينا أن نقسم هذه‬
‫الدراسة الى فصلين ومقدمة وخاتمة على النحو األتي‪:‬‬
‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬ويمثل االطار النظري والمفاهيمي لموضوع الدراسة (اإلصالحات‬
‫السياسية بين الخطاب والممارسة قراءة في خطاب رئيس الجمهورية المتلفز يوم ‪15‬‬

‫‪ 1‬محمد شلبي‪ ،‬المنهجية في التحليل السياسي‪ ،‬المفاهيم ‪,‬المناهج ‪,‬االقتربات ‪,‬واألدوات‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار هومه‪،2002 ،‬‬
‫ص‪.123‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪.118-117‬‬

‫ط‬
‫‪.‬مقدمة‬

‫أفريل ‪ ،)2011‬وينقسم هذا الفصل الى مبحثين‪ :‬يهتم المبحث األول بدراسة ماهية‬
‫اإلصالحات السياسية أما المبحث الثاني يهتم بدراسة ماهية الخطاب السياسي‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬ويشمل على دراسة حيثيات خطاب رئيس الجمهورية ومضمونه وواقع‬
‫اإلصالحات السياسية في الجزائر‪ ،‬وتم تقسيمه الى مبحثين‪ :‬خصص األول للحديث‬
‫حول خطاب رئيس الجمهورية من حيث الدوافع وردود األفعال حوله‪ ،‬أما المبحث‬
‫الثاني فقد خصصناه للحديث عن مضمون هذه اإلصالحات وواقعيتها وكذا اهم‬
‫التحديات التي تواجهها‪.‬‬

‫ي‬
‫الفصل األول‬
‫االطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح‬
‫والخطاب السياسي‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلطار النظري والمفاهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬

‫في خضم الظروف السياسية التي صاحبت الربيع العربي وما نتج عنه من‬
‫توجهات وأفكار‪ ،‬منادية الحكومات بضرورية تغيير األوضاع وتحسين الظروف المعيشية‪،‬‬
‫سارعت العديد من الدول‪ ،‬إلى تبني جملة من اإلصالحات السياسية والتي أعلنت عنها‬
‫في العديد من الخطابات السياسية كانت هنا وهناك‪ ،‬وعليه سنحاول التعرض لمفهومي‬
‫اإلصالح سياسي والخطاب السياسي وتوضيح الجوانب المتعلقة بهما‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية اإلصالح السياسي‬
‫يعتبر مفهوم االصالح من المفاهيم التي تتميز بقدر كبير من التداخل والغموض‪،‬‬
‫ويندر أن تجد تعريفا محددا له‪ ،‬يرجع السبب في ذلك الى المرونة في التطبيق العملي‬
‫للمفهوم‪ ،‬فكل محاوالت التغيير أطلق عليها اصالح بغض النظر عن اتجاهات ذلك‬
‫التغيير ومضمونه الذي يختلف من مجتمع ألخر ومن مرحلة الى مرحلة أخرى في‬
‫المجتمع الواحد‪.1‬‬

‫وصلُوحاً‪ ،‬قال‬
‫صالَحاً َ‬
‫صلُ ُح َ‬
‫وي ْ‬
‫صلُ ُح َ‬
‫وصلُ َح َي ْ‬
‫صلُ َح‪َ ،‬‬
‫فاإلصالح لغة‪ :‬مأخوذ من َ‬
‫الح نقيض االفساد‪ ،‬وأصلح‬
‫ضد الفساد‪ ،‬واالص ُ‬
‫الصالح ُ‬
‫ُ‬ ‫ابن دريد‪ :‬وليس صلُح يثبت و‬
‫الشيء بعد فساده أقامه‪ ،2‬أما في اللغة اإلنجليزية يشير مصطلح اإلصالح الى ‪Reform‬‬
‫ومعناه التعديل والوصول لوضع أفضل بتعديل األخطاء واعادة البناء‪ ،‬ومنه عملية إلعادة‬
‫التشكيل‪.3‬‬

‫آمنة محمد علي ‪ ،‬سنان صالح رشيد‪ ،‬المرأة وتحديات اإلصالح السياسي – العراق نموذجا ‪ ،-‬مجلة دراسات دولية ‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫بغداد‪ ،‬العددان ‪ 77‬و ‪ ،)2003 (78‬ص‪228 .‬‬


‫نصار اسعد نصار‪ ،‬إصالح األمة في ضوء الكتاب والسنة‪ :‬دراسة في مفهوم االصالح واتجاهاته والياته‪ ،‬مجلة جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،23‬العدد األول‪ ،2007 ،‬ص ‪.477‬‬
‫سليماني مباركة‪ ،‬السياسة االمركية واالروبية تجاه االصالح السياسي في المنطقة العربية‪ :‬الجزائر والمملكة المغربية‬ ‫‪3‬‬

‫نموذجا‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪ ،2019 ،12‬ص ‪.177‬‬


‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫وفي االصطالح‪ :‬يمكن تعريفه على أنه تغير من حالة سيئة الى حسنة‪ ،‬ومن‬
‫الفوضى والمخالفة الى االلتزام واالستقامة‪.1‬‬

‫كما يعتبر هذا المصطلح قديم قدم اإلنسانية‪ ،‬فقد ذكر في القرءان الكريم والسنة‬
‫النبوية وفي العديد من مؤلفات الفالسفة والحكام‪ ،‬فقد ورد مصطلح اإلصالح في القرءان‬
‫األرض‬ ‫فسدوْا في ْ‬ ‫ال تُ ُ‬ ‫قيل لَهُ ْم َ‬
‫الكريم على سبيل المثال ال الحصر في قوله تعالى‪ " :‬وا َذا َ‬

‫َرَْيتُ ْم إِن ُك ُ‬
‫نت‬ ‫الع ِظ ْيم]‪ .2‬وفي قوله‪ " :‬قَا َل َيا قَ ْوِم أ َأ‬ ‫ق اهللُ َ‬ ‫[ص َد َ‬
‫لحون" َ‬ ‫ص ُ‬‫إنما َن ْح ُن ُم ْ‬
‫قَالُوْا َ‬
‫ُخالِفَ ُك ْم إِلَى َما أ َْن َها ُك ْم َع ْنهُ إِ ْن أ ُِر ُ‬
‫يد‬ ‫َن أ َ‬ ‫رزقَني ِم ْنهُ ِرْزقاً َح َسناً َو َما أ ُِر ُ‬
‫يد أ ْ‬ ‫َعلَى َبيَِن ٍة من َرَبي َو َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ت َو َما تَ ْوِف ِيقي إِالَ بِاللَ ِه َعلَ ْي ِه تََو َك ْل ُ‬ ‫إِالَ ِْ‬
‫ق اهللُ‬ ‫[ص َد َ‬
‫يب" َ‬ ‫ت َوِالَ ْيه أُن ُ‬ ‫ط ْع ْ‬
‫استَ َ‬
‫صالَ َح َما ْ‬ ‫اإل ْ‬
‫الع ِظ ْيم]‪.3‬‬
‫َ‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلصالح السياسي‬

‫تعرف الموسوعة السياسية اإلصالح السياسي بانه تعديل أو تطوير غير جذري‬
‫في شكل الحكم والعالقات االجتماعية دون المساس بأسسها‪ ،‬واإلصالح خالفا للثورة ليس‬
‫‪4‬‬
‫سوى تحسين للنظام السياسي واالجتماعي دون المساس بأسس هذا النظام‬

‫ويعرف معجم "مصطلحات عصر العولمة" اإلصالح السياسي على أنه "مفهوم‬
‫يعني خلق األداة الفعالة للقيام باإلصالح‪ ،‬أي األداة الحاكمة التي تعرف كيف تقود‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ومتى‪ ،‬وكيف تفرض االحترام وحدود هذا االحترام‪.‬‬

‫نصار اسعد نصار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.477.‬‬ ‫‪1‬‬

‫القرءان الكريم‪ ،‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪ ،11‬ص‪.03‬‬ ‫‪2‬‬

‫القرءان الكريم‪ ،‬سورة هود‪ ،‬اآلية ‪ ،88‬ص‪.231‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -4‬عبدالوهاب الكيالي واخرون ‪ ،‬موسوهة السياسة ‪ ،‬بيروت ‪ :‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر ‪ ،‬دار الهدى للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫ج‪ ، 01.‬ص‪206.‬‬
‫‪ -5‬اسماعيل عبدالفتاح عبدالكافي ‪ ،‬معجم مصطلحات عصر العولمة‪ (،‬مصطلحات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية‬
‫واعالمية)‪ ،‬قويسنا ‪ :‬مؤسسة كتب عربية ‪ ،2005 ،‬ص‪51.‬‬
‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫ويمكن تعريف اإلصالح السياسي أيضا بأنه "عملية تعديل وتطوير جذرية في‬
‫شكل الحكم والعالقات االجتماعية داخل دولة ما في إطار النظام القائم وبالوسائل التي‬
‫يتيحها‪.1‬‬

‫فاإلصالح السياسي هو عبارة عن عملية إصالح في األنظمة السياسية‬


‫والحكومات بشكل جوهري وتغيير سلمي للواقع الراهن نحو حال أفضل‪ ،‬ووضع حد للفساد‬
‫واالستبداد السلطوي وتأمين الحقوق السياسية والمدنية للمواطنين‪.2‬‬

‫وأخي ار فإننا نجد تعريف الباحث "مسلم بابا عربي" األكثر وضوحا وشموال‪ ،‬حيث‬
‫يعرفه على النحو التالي " مجموعة العمليات التي تتم على مستوى النظام السياسي بهدف‬
‫التعديل التدريجي في القوانين والتشريعات‪ ،‬المؤسسات واألبنية‪ ،‬األطر واألليات‪ ،‬األداء‬
‫والسلوكيات‪ ،‬والثقافة السياسية السائدة‪ ،‬بهدف مواكبة التغيرات الحاصلة في البيئة الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬واالستجابة للتحديات التي يواجهها النظام‪ ،‬في اتجاه يضمن المزيد من‬
‫المشاركة السياسية للمواطنين‪ ،‬والفعالية والكفاءة لمؤسسات الدولة‪ ،‬مع التأكيد على حماية‬
‫الحريات وحقوق االنسان‪.3‬‬

‫‪ -1‬كدروسي مختار وعرابي علي ‪ ،‬االصالحات السياسية في دول المغرب العربي دراسة حالة الجزائر والمغرب‪ ،‬مذكرة تخرج‬
‫لنيل شهادة الماستر في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة سعيدة‪ ،2016/2015 ،‬ص‪49‬‬
‫‪ -2‬شعبان العيد‪ ،‬االصالح السياسي في الجزائر ‪ ،2013-2008‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم السياسية‪ ،‬قم العلوم‬
‫السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،2014/2013 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -3‬عمر بوجالل‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في ظل اإلصالحات السياسية في الجزائر ‪ 2014-1989‬الواقع وآليات‬
‫التفعيل‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجيستر في العلوم السياسية‪ ،‬قسم التنظيم السياسي واإلداري‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،2015-2014 ،3‬ص‪.77‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫وانطالقا من التعاريف السابقة يمكننا إعطاء تعريف لمفهوم اإلصالح السياسي‬


‫على أنه عبارة عن عملية تحول وتغير تتم على مستوى األنظمة السياسية يتم من خاللها‬
‫اعادة بناء او تجديد النظام السياسي او بعض مؤسساته من اجل مواكبة العصر وتعزيز‬

‫الديمقراطية بكل اشكالها‪ ،‬وفق أساليب منطقية ومعاير قانونية تتوافق وقيم الشعوب‪ ،‬بعيداً‬
‫عن األشكال التقليدية مثل التسلط والشخصانية وحب الذات وجميع اشكال االستبداد‪ ،‬التي‬
‫تؤدي باألنظمة السياسية الى الفوضى واالحتقان ومن ثم االنهيار والزوال والفناء‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬دوافع االصالح السياسي‬

‫أوالً‪ :‬الدوافع الداخلية لإلصالح السياسي ‪:‬‬

‫تتعلق الدوافع الداخلية لإلصالح السياسي بتلك الدوافع السياسية واالقتصادية‬


‫واالجتماعية المتعلقة بالبيئة الداخلية للدولة وطبيعة النظام السياسي في حد ذاته‪ ،‬وفي هذا‬
‫اإلطار نذكر الدوافع التالية‪:‬‬

‫‪-1‬الدوافع السياسية‪:‬‬

‫ولعل اهم دافع سياسي هو ازمة الشرعية‪ ،‬فشرعية النظام السياسي تقاس بمدى‬
‫قبول المواطنين في الدولة بالنظام الحاكم‪ ،‬بحيث يتماشى واعتقادات وطبيعة الناس والقيم‬
‫التي تحكم المجتمع‪ ،‬و في هذا اإلطار يرى ماكس فيبر "أن النظام الحاكم يكون شرعيا‬
‫عند الحد الذي يشعر مواطنوه أن ذلك النظام صالح ويستحق التأييد والطاعة "‪. 1‬‬

‫وتتعدد أسباب تراجع أو انهيار شرعية نظام سياسي من نظام آلخر فقد تعود في‬
‫البعض منها إلى تراجع فاعلية وأداء النظام خصوصا إذا ما تعلق األمر بمعالجة القضايا‬
‫والمشاكل االقتصادية واالجتماعية التي تطرح تحديات كبيرة نظ ار الرتباطها المباشر‬

‫درسات في التنمية السياسية في بلدان الجنوب قضايا واشكاليات‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫‪ -1‬بومدين طاشمة‪ ،‬ا‬
‫‪ 2011‬ص ‪.92‬‬
‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫بمعيشة المواطن‪ ،‬أو لوقوعها في أيدي حكام متسلطين األمر الذي ينعكس على واقع‬
‫مخرجات السياسات العامة للنظام السياسي القائم ويجعلها ال تحظى بتأييد وال قبول‬
‫شعبي‪ ،‬حيث تكون غير قادرة على مواجهة المطالب والتكيف مع الظروف المتغيرة‬
‫والمتطورة ‪.1‬‬

‫وعليه فإن ازمة الشرعية وما يصاحبها من سخط وعدم رضى وقبول من طرف‬
‫الشعب والمواطنين لألنظمة الحاكمة الفاسدة والمستبدة‪ ،‬بسب عدم اشراك افراد الشعب في‬
‫صناعة القرار وغيرها من األزمات السياسة‪ ،‬يولد في األشخاص نزعة قوية نحو التغيير‬
‫مما يجعلهم يخرجون في مظاهرات من اجل المطالبة بإصالحات سياسية وتغير النظام‪.‬‬

‫اضافة الى ما تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في عملية اإلصالح السياسي‬


‫والبناء الديمقراطي باعتبارها أهم وأفضل طرق المشاركة الشعبية في البناء والتنمية‬
‫وصناعة القرار بالدولة األمر الذي يضعها في مركز الشريك الفعال في عملية اإلصالح‬
‫خصوصا بالنسبة للمعارضة التي تعتبر المرآة العاكسة للنظام السياسي‪ ،‬هذا وال يمكننا‬
‫نفي دور وسائل اإلعالم التي أصبحت تصنف على أنها السلطة الرابعة في النظم‬
‫السياسية من خالل دورها التوعوي والرقابي خصوصا فيما يتعلق بقضايا الفساد السياسي‬
‫واإلداري في الدولة‪.2‬‬

‫‪ -2‬الدوافع االقتصادية‪:‬‬

‫إذا نظرنا من الناحية االقتصادية‪ ،‬فان الدول الريعة تكون امام مطالب اصالح‬
‫ملحة‪ ،‬ألن اقتصاديتها مبنية على أسس هشة‪ ،‬ال تستجيب لمطالب الجماهير‪ ،‬كما انها‬

‫‪ -1‬خميس حزام والي‪ ،‬إشكالية الشرعية في األنظمة السياسية العربية‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز درسات الوحدة العربية‪ ،2008 ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪ -2‬أمين عواد المشاقبة‪ ،‬المعتصم باهلل داود علوي‪ ،‬االصالح السياسي والحكم الرشيد‪ :‬اطار نظري‪ ،‬عمان‪ :‬دار الحامد‪،2010 ،‬‬
‫ص ‪.46‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫تجد صعوبة في التكييف مع المتغيرات الحاصلة على المستوى الدولي من الناحية‬


‫االقتصادية التي غالبا ما تكون لها األثر السلبي على اقتصاديات الدول الريعية‪ ،‬بمعنى‬
‫انها تبقى تحت التبعية االقتصادية‪ ،‬كما انها تعاني من مسألة العدالة التوزيعية ما يؤثر‬
‫على مسألة التنمية‪ ،‬وعليه نجد اإلصالح السياسي السمة البارزة في النظم الريعية بغض‬
‫النظر عن مدى فاعليتها من عدمه‪.1‬‬

‫‪ -3‬الدوافع االجتماعية ‪:‬‬

‫من أهم الدوافع االجتماعية التي تحرك الشعوب الى المطالبة بإصالحات سياسية‬
‫نجد ظاهرة الفساد الذي هو عبارة عن ظاهرة اجتماعية‪ ،‬ال تقتصر على بلد معين أو فيئة‬
‫اجتماعية بعينها‪.2‬وما تخلفه من أثار‪ ،‬ولعل من أبرزها تهديد مساعي االصالحات‬
‫السياسية‪ ،‬مما قد يؤدي الى حالة عدم االستقرار من خالل اإلضرابات واالحتجاجات‬
‫واالنتفاضات‪...‬الخ‪ ،‬التي كلها تدفع الى صنع سياسات إصالحية لمجابهة هكذا مظاهر‬
‫مرضية‪.3‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الدوافع الخارجية لإلصالح السياسي ‪:‬‬

‫ليست المحددات الداخلية المؤثر الوحيد على عملية اإلصالح السياسي في الدولة‪،‬‬
‫فالعكس من ذلك يمكن أن تلعب المحددات و المؤثرات الدولية و اإلقليمية دو ار هاما في‬
‫هذا اإلطار خصوصا إذا ما تعلق األمر بالدول الصغرى في النظام الدولي و التي تبدو‬
‫أكثر تأث ار بالبيئة الدولية أكثر من كونها مؤث ار فيها‪ ،‬وفي هذا اإلطار يؤكد "محمد عابد‬
‫الجابري" على أهمية العوامل الدولية بقوله‪ ":‬إن نقطة الحرج في عملية التحول المعاصرة‬

‫عمر بوجالل‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في ظل اإلصالحات السياسية في الجزائر‪ 2014-1989‬الواقع وآليات التفعيل‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪1‬‬

‫تخرج لنيل شهادة الماجيستر في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ :03‬كلية العلوم السياسية واالعالم‪ ،‬قسم التنظيم السياسي‬
‫واإلداري‪ ،2015/2014 ،‬ص ‪.80‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‪..‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫أنها تتم بسرعة كبيرة جدا‪ ...‬و دوافع االنتقال ليست نابعة من جوف المجتمع بفعل تطور‬
‫داخلي‪ ،‬كما حدث في أوربا الحديثة‪ ،‬بل انه انتقال أو تحول يتم تحت ضغط حضارة‬
‫عالمية اكتسحت العالم بمنجزاتها ففرضت نفسها كحضارة للعالم ككل "‪.1‬‬

‫و عليه يمكن تحديد أهم المحددات المتعلقة بالبيئة الدولية و المؤثرة في عملية اإلصالح‬
‫السياسي بالدولة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬القيود السياسية الدولية‪:‬‬

‫ان من اهم العوامل التي تساعد في بلورة وتحريك عجلة اإلصالح السياسي في‬
‫العديد من الدول‪ ،‬تلك القيود السياسية التي تفرضها الدول العظمى من خالل مؤسساتها‬
‫المختلفة‪ ،‬كالبنك الدولي‪ ،‬واألمم المتحدة‪ ،‬ومنظمة التجارة العالمية‪ ،‬من قروض واعانات‬
‫تجارية ‪ ،‬على الدول النامية‪ ،‬التي تجعل منها كدافع لإلصالح في العديد من هذه الدول‬
‫وذلك من خالل ما يسمى "بالمشروطية السياسية‪ ،‬حيث تفرض هذه المؤسسات مجموعة‬
‫من الشروط السياسية و االقتصادية على الدول مقابل توفير القروض و اإلعانات و‬
‫التبادالت التجارية‪ ،‬و تؤكد المنظمات الدولية على اعتبار الديمقراطية القاعدة األساسية‬
‫لإلصالح السياسي من خالل التأكيد على ضرورة مكافحة الفساد بمختلف أنواعه في‬
‫الدولة‪ ،‬و تحقيق الشفافية و االنتخابات و تفعيل المشاركة السياسية و احترام حقوق‬
‫اإلنسان ‪ ،...‬و قد كان البنك الدولي من بين المؤسسات الدولية المبادرة لفرض شروط‬
‫تتعلق باحترام حقوق اإلنسان‪.2‬‬

‫‪ -1‬عمار جفال‪ ،‬المفهوم االشتراكي لإلصالح السياسي‪ ،‬من مؤلف ‪ :‬كمال المنوفي‪ ،‬يوس محمد الصواني‪ ،‬ندوة الديمقراطية‬
‫واالصالح السياسي في الوطن العربي‪ ،‬ليبيا‪ ،‬المركز العربي لدرسات وأبحاث الكتاب األخضر‪ ،2006 ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ -2‬باهي سمير‪ ،‬اإلصالح السياسي في الدول المغاربية بين المحددات الداخلية والضغوط الدولية‪:‬دراسة لنوذجي تونس ولييا‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه في العلوم السياسية تخصص عالقات دولية‪ ،‬جامعة باتنة‪ :01‬كلية العلوم السياسية ‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪،‬‬
‫‪ ،2018/2017‬ص ‪.33‬‬
‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬تنامي موجة اإلصالحات في العالم‪:‬‬

‫يعتبر تنامي وانتشار موجات اإلصالح في العديد من بلدان العالم‪ ،‬من أهم‬
‫الدوافع والمؤثرات اإلقليمية الدافعة نحو اإلصالح السياسي في العديد منها‪" ،‬حيث يرى‬
‫هنتغتون في هذا السياق أن التحول الديمقراطي الناجح في دولة معينة يشجع على التحول‬
‫في دول أخرى في إطار ما سماها بظاهرة كرات الثلج أو ظاهرة الدومينو‪ ،‬حيث أن الدول‬
‫التي تواجه مشكالت متشابهة تعتبر التحول نحو الديمقراطية حال لهذه المشكالت و‬
‫تصبح كل دولة تحولت بنجاح للديمقراطية مثاال يحتذى به لمثيالتها ‪ ،‬و في هذا السياق‬
‫يتم تفسير اإلصالحات السياسية التي باشرتها العديد من األنظمة العربية على غرار‬
‫الجزائر‪ ،‬المغرب‪ ،‬تونس‪ ،‬مصر‪ ...‬مطلع سنة ‪ 2011‬فيما عرف بموجة الربيع العربي‬
‫خصوصا في ظل تأثير ثورة المعلومات و االنترنت و شبكات التواصل االجتماعي" ‪.1‬‬

‫‪ -3‬التحوالت السياسية الدولية‪:‬‬

‫تمثل المتغيرات السياسية واأليديولوجية التي تنبع من المجتمع الدولي دافع في‬
‫اتجاه التحول نحو الديمقراطية‪ .‬ويالحظ بصفة عامة أن الدول النامية في العالم الثالث‬
‫سريعة التأثر بالعوامل الخارجية والتأثير الخارجي خاصة بالدول الغربية مع االتجاه‬
‫المتزايد لعولمة الحياة السياسية واالقتصادية واخفاق النظم الشمولية ونجاح النظم‬
‫الديمقراطية وتزايد االعتماد المتبادل بين دول العالم أصبح من الصعب على أي دولة أن‬
‫تكون بمنأى عن التحوالت العالمية نحو الديمقراطية‪ ،‬وخاصة أن المجتمعات السياسية لم‬
‫تعد مجتمعات منعزلة‪ ،‬وانما لها عالقاتها المعقدة مع القوى األخرى‪.2‬‬

‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.34‬‬ ‫‪1‬‬

‫أثر المتغيرات الداخلية والخارجية على التحول الديمقراطي في المملكة المغربية ‪-2010‬‬ ‫‪2‬‬

‫في‪.2020/06/01 ،14:00 https://democraticac.de/ ?p=51131،2017:‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫كما أن مسألة عولمة القم السياسية‪ ،‬المتمثلة في تبني إصالحات سياسية تندرج‬
‫ضمن قيم الديمقراطية والليبرالية‪ ،‬بحيث اصبح هناك نظرة مفتونة باألبنية السياسية الغربية‬
‫خاصة في ظل رغبة دول الجنوب ببناء أنظمة سياسية كنظيرتها الغربية‪ ،‬اذ أصبح النمط‬
‫الغربي غاية ونموذج يقتدى به بوصفه نمط مثالي ويمثل أعلى سقف للديمقراطية بصفة‬
‫عامة‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات اإلصالح السياسي‬

‫هناك اعتقاد لدى البعض بأن من يرفض االصالح هم قلة في المجتمع وخاصة‬
‫أن االصالح أصبح مطلبا واسعا وحاجة جماهيرية ملحة ‪...‬اال أن األمر ليس كذلك‬
‫فمثلما أن لإلصالح دعاه وأنصار فإن له أعداء ومعارضين وان كانوا قلة إال أنهم‬
‫يمتلكون وسائل التأثير وأسباب القوة التي تجعلهم قادرين على عرقلة مسيرة االصالح إن‬
‫لم نقل وقفها‪...‬وهذا ما يفرض علينا االعتراف بأن معوقات االصالح كثيرة ومتعددة‬
‫أبرزها‪.2‬‬

‫‪-1‬غياب اإلرادة السياسية ‪:‬‬

‫اإلصالح السياسي يحتاج إلى إرادة سياسية جادة‪ ،‬واحداث تغييرات سياسية‬
‫عميقة وشاملة‪ ،‬فضعف أو غياب اإلرادة السياسية يعني أن النظام ال يريد اإلصالح وال‬
‫سيما إذا وصل إلى درجة كبيرة من االنغالق والتحجر واالستبداد والفساد‪.3‬‬

‫فغياب اإلرادة السياسية الكفيلة بإحداث اصالح حقيقي‪ ،‬بفعل تغلغل النخب‬
‫الحاكمة وسيطرتها على السلطة التنفيذية واقصاء شرائح كبيرة من المجتمع عن المشاركة‬

‫‪ -1‬عمر طيب بوجالل‪ ،‬ادماج المقاربة التشاركية في اإلصالحات السياسية‪ ،‬في‪،10:33 ،https://books.google.dz/books :‬‬
‫‪.2020/06/02‬‬
‫‪ -2‬طارق الجعدي‪ ،‬معوقات االصالح السياسي‪ ،‬في‪.2020/03/18 ،18:44، https://yemen-press.com/article1360.html:‬‬
‫‪ -3‬محمد تركي بني سالمة‪ ،‬معوقات‪-‬اإلصالح‪-‬السياسي‪-‬في‪-‬األردن‪ ،‬في‪،10:05 https://www.raialyoum.com/ :‬‬
‫‪.2020/03/02‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫في الحكم‪ ،‬مما يؤدي الى عدم خلق نخب جديدة من المجتمع تكون مسئولة عن احداث‬
‫عمليات اإلصالح‪.1‬‬

‫‪-2‬ضعف الثقافة الديمقراطية ‪:‬‬

‫إن ضعف الثقافة الديمقراطية تعد من أهم التحديات التي تواجه أي عملية‬
‫إصالح سياسي‪ ،‬ألن جوهر الديمقراطية يكمن في كونها قيما ثقافية توفر عالقات‬
‫للمواطنين العامة‪ ،‬كما أن الثقافة الديمقراطية هي مبدأ واساس من أسس العمل‬
‫السياسي‪ ،‬ذلك ان الشعب قد يكون تحت تأثير ثقافة غير ديمقراطية ال تحترم التعددية‬
‫والتنوع وحرية الفرد وقبول االختالف والتعايش معه‪ ،‬ولكي تتحقق الثقافة الديمقراطية‬
‫يجب أن يكون الناس مؤمنين بقيم الديمقراطية وتتوفر لديهم الرغبة أيضا في‬
‫اكتسابها‪.2‬‬

‫كذلك نجد أن النخب المفكرة أو المثقفة‪ ،‬التي تحمل أفكا ار إصالحية وتطالب‬
‫بها هي قلة قليلة‪ ،‬كما يتم اعتقالهم أو اتهامهم باتهامات غير صحيحة‪ ،‬أو النفي وفي‬
‫بعض األحيان والتصفية الجسدية‪ ،‬وتشويهها تارة أخرى عن طريق اتهامها بالعمالة أو‬
‫بالكفر والزندقة‪.3‬‬

‫‪ -3‬ضعف مؤسسات المجتمع المدني ‪:‬‬

‫لقد ارتبط مفهوم المجتمع المدني بالمجتمعات الحديثة‪ ،‬وتواجده وقوته رهينة‬
‫بتواجد التعدد والتنوع والتناقض المنظم‪ ،‬ضمن فضاء ديمقراطي يحميه القانون‪ ،‬فكلما‬
‫كانت الدول والمجتمعات فضاءات ديمقراطية كلما كانت األرضية مناسبة ومهيأة لنشأة‬

‫أمين لمشاقبة و شمالن العيسى‪ ،‬االصالحات السياسية في العالم العربي أوراق عمل ووثائق الندوة الثالثة‪ ،‬الكويت‪ :‬مركز‬ ‫‪1‬‬

‫الدراسات االستراتيجية والمستقبلية في جامعة الكويت‪ ،‬ص‪.59‬‬


‫محمد الشيخ‪ ،‬إشكالية تعثر االنتقال الديمقراطي في لبيا بعد عام ‪ ،2011‬مجلة درسات شرق أوسطية‪ ،‬العدد ‪ ،68‬صيف‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،2014‬ص ‪.62‬‬
‫ابراهيم محمد عززيز‪ ،‬إشكالية االصالح في الشرق األوسط ‪ ،‬السليمانية‪ :‬مطبعة رون ‪ ،‬ط‪ ،2010 ،1‬ص ‪.212‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫واستنبات المجتمع المدني‪ ،‬وكلما كانت الدولة استبدادية ومتسلطة بشكل تحكمي كلما‬
‫ذاب المجتمع المدني وفقد وظيفته‪.1‬‬

‫فالمجتمع المدني منبع الديمقراطية‪ ،‬وهو ركيزة أساسية من ركائز اإلصالح‪ ،‬نظ ار‬
‫لما يمكن أن تلعبه مؤسسات المجتمع المدني من دو ار في صياغة أجندة اإلصالح‪،‬‬
‫والمشاركة في تفعيل اإلصالح‪ ،‬كما ال يمكن تصور نجاح مشروع إصالحي في ظل‬
‫مجتمع مدني متخوف أو ضعيف وهش‪.‬‬

‫‪-4‬الظروف االقتصادية واالجتماعية المضطربة ‪:‬‬

‫أصبح توفير مستوى عـالي مـن التحـديث والتنميـة االقتـصادية شـرطا ضـروريا‬
‫مـن شـروط انجـ اح أي عمليـة إصالح سياسي‪ ،‬اذ ان ضـعف المـستوى المعيشي للمواطن‬
‫الفرد يـؤدي بالنتيجـة الى انحـسار التجربـة الديمقراطيـة والمـشاركة الـسياسية النـشغال الفرد‬
‫بأمور تحسين وضعه المعيشي‪.2‬‬

‫وعليه تعتبر الظروف االقتصادية واالجتماعية التي تعاني منها بعض الدول مثل‬
‫ضعف اإلمكانات وقلة الموارد‪ ،‬وزيادة حجم المديونية الخارجية‪ ،‬وانتشار األمية والفقر‬
‫والبطالة‪ ،‬وتفاقم الهوة بين األغنياء والفقراء‪ ،‬والزيادة السكانية المرتفعة‪ ،‬وسوء التغذية‬
‫وانخفاض المستوى الصحي‪ ،‬وغيرها من االختالالت االقتصادية واالجتماعية من أهم‬
‫المعوقات التي تحول دون االهتمام باإلصالح والسيما السياسي الذي يصبح الحديث عنه‬
‫أشبه بالترف الفكري‪ ،‬إذ ينصب اهتمام الغالبية الساحقة من أبناء المجتمع في تلك الدول‬
‫نحو توفير الحاجات األساسية من ماء ومأكل ومسكن‪.‬‬

‫‪ -1‬نورالدين علوش‪ ،‬المنظمات غير الحكومية ورهانات حقوق االنسان‪ :‬نموذج المنظمة المغاربية لحقوق االنسان‪ ،‬ناشري‪:‬‬
‫دار ناشري للنشر االلكتروني‪ ،2011 ،‬ص ‪.15‬‬
‫سهيلة عبد األنيس‪ ،‬في معوقات التحول الديمقراطي في العراق(دراسة في المعوقات الداخلية)‪ ،‬متوفر على‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪.2020/06/04 ،13:30 ،https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=9425‬‬
‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية الخطاب السياسي‬

‫في إطار الدارسات اللسانية مر مفهوم الخطاب بمراحل متعددة من التطور‪،‬‬


‫وبإمكان الباحث في الدارسات اللسانية ومناهج الدارسات النصية وتحليل الخطاب أن يقع‬
‫على عدد غير قليل من التعريفات المتباينة بشدة للخطاب‪ ،‬هي خالصة للتطورات‬
‫التاريخية التي طرأت على المصطلح‪ ،‬حتى بات في ظل هذا التراكم واالختالف‪ ،‬يلفه قدر‬
‫من السيالن واالضطراب‪.1‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الخطاب السياسي‬


‫يرى البعض أن " مفردة الخطاب في المعجم العربي هي ابتكار قراني‪ ،‬فأقدم‬
‫وثيقة في اللغة العربية وردت فيها هذه المفردة هي القران الكريم حيث استعملت في‬
‫ثـ ـ ـ ـالث ايات"‪ 2‬الخطاب من هذا المنطلق مفهوم ورد في القران الكريم وعبرت عنه اآليات‬
‫التالية‪" :‬وشددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب "‪3‬وفي قوله تعالى ‪" :‬ان هذا اخي له‬
‫تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب"‪ 4‬كما جاء في‬
‫قوله سبحانه وتعالى‪" :‬رب السماوات واالرض وما بينهما الرحمان ال يملكون منه‬
‫خطابا"‪.5‬اال ان المالحظ هو ان المفردة لم تكن تدل على ما تدل عليه االن وتطورت من‬
‫حيث الداللة والمعنى اذ نجد الحقا علماء االصول قد "ابدعوا منظومة مفاهيمية واسعة‬
‫تشمل مصطلحات مثل "اثر الخطاب" و"زمن الخطاب" و"مفهوم الخطاب"‪...‬لكن‬
‫االصطالح األصولي بقي محدود التداول في اطار علمي االصول والفقه "‪.6‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمان الحاج‪ ،‬الخطاب السياسي في القرأن السلطة والجماعة ومنظومة القيم‪ ،‬بيروت ‪ :‬الشبكة العربية لألبحاث‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪ ،2012 ،1‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -3‬القران الكريم‪ ،‬سورة ص‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -4‬نفس المرجع‪ ،‬نفس السورة‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ -5‬القران الكريم‪ ،‬سورة النبأ‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -6‬عبدالرحمان الحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬الخطاب لغة‪ :‬الخطاب في اللغة العربية نجده قد تطور مع الزمن ليظهر بمعناه الحالي‬
‫‪1‬‬
‫مع "العلوم االجتماعية والحديثة وتحديدا البحوث اللسانية "‬

‫العالمية بين الكلمة اإلنجليزّية ‪ discourse‬وبين الكلمة‬


‫ّ‬ ‫فقد "ربطت الموسوعة‬
‫تينية ‪ discursus‬التي كانت تعني “جرى هنا وهناك” المأخوذة من الفعل الالّتيني‬
‫الالّ ّ‬
‫أن الخطاب “يجري” من متكلّم إلى سامع أو قارئ‪ .‬واذا ما‬
‫‪ ،discurrere‬وهو ربط يفيد ّ‬
‫يعرف الخطاب بكونه‪ :‬حوا اًر أو‬
‫نسي ّ‬
‫ُعدنا إلى المعاجم نجد قاموس روبار ‪ Robert‬الفر ّ‬
‫منهجية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫موضوعا بطريقة‬
‫ً‬ ‫أدبية تعالج‬
‫الناس‪ ،‬كتابة ّ‬
‫شفوية أمام جمع من ّ‬
‫ّ‬ ‫محادثة‪ ،‬خطبة‬
‫لغويا قابال للمالحظة"‪.2‬‬
‫فوي على الفكر‪ ،‬الكالم وقد يعني ملفوظا ّ‬
‫التّعبير ال ّش ّ‬

‫وعليه يقوم مفهوم الخطاب في اللغة – سواء العربية أو األجنبية – على التلفظ أو‬
‫طب‪ ،‬فيفهم أحدهما اآلخر عن طريق‬
‫طب‪ ،‬وثانيهما ُمخا َ‬
‫القول بين طرفين‪ :‬أحدهما ُمخا ْ‬
‫البينة وفصل الخطاب‪.3‬‬

‫‪-‬الخطاب اصطالحا‪ :‬يعد مصطلح الخطاب(‪ )Discours‬من المصطلحات التي أفرزتها‬


‫الدراسا ت اللسانية الحديثة‪ ،‬حيث شهد تداوال كبي ار في مجاالت مختلفة نظ ار لدالالته‬
‫المتقاربة مع عدد من المصطلحات القريبة منه‪.4‬‬

‫اما الخطاب السياسي‪ ،‬فيطلق عادة على خطاب السلطة الحاكمة أو الحركات‪،‬‬
‫واألحزاب التي تحمل برامج سياسية‪ ،‬وهذا يعني أنه خطاب‪ ،‬موجه لتحقيق مقصد سياسي‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‬
‫‪ -2‬سماح حمدي ‪ ،‬تحليل الخطاب السياسي ‪،‬مايجب ان يكون ‪،‬المعهد المصري للدراسات السياسية واالستراتيجية مقاالت‬
‫‪.‬الموقع االلكتروني للمعهد ‪ https://eipss-eg.org/‬بتاريخ‪.2020/05/29 ،18:25 :‬‬ ‫لمعهد ‪ 16‬نوفمبر ‪2016‬‬
‫‪ -3‬عبد الرحمان الحاج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -4‬نعيمة شريفي ‪ ،‬ليندة شتواني ‪ ،‬استراتجية التواصل في الخطاب السياسي بين التصريح والتلميح‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماستر تخصص علوم الليسان‪ ،‬كلية األدب واللغات‪ ،‬قسم اللغة واالدب العربي‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪،2013/2012 :‬‬
‫ص ‪.35‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫يؤثر في المتلقي واقناعه‪ ،‬ويحمل هذا الخطاب أجندة سياسية‪ ،‬يسعى المرسل لترسيخها‪،‬‬
‫لذلك يستعمل الخطاب السياسي‪ ،‬الرموز والدالالت للتأثير في عواطف المخاطبين ليحقق‬
‫أهدافه وغاياته‪.1‬‬

‫‪...‬الخطاب السياسي هو أداة من أدوات التواصل التي تستخدم للتعبير عن المشاريع‪،‬‬


‫والرؤى‪ ،‬والتوجهات‪ ،‬والمواقف‪ ،‬وتحاول التأثير في سلوك ورؤى وتوجهات األخرين‪ ،‬كما‬

‫أنها قد تتأثر بسلوك ومواقف األخرين‪.2‬‬

‫ال بد من اإلشارة إلى أن الخطاب السياسي هو فعل خطابي قائم على أفكار‬
‫أيديولوجية‪ ،‬تستند في تفاصيلها على ترسانة من الوعود القابلة للتحقيق أثناء الوصول إلى‬
‫السلطة‪ ،‬مردها إلى صاحب الخطاب الذي يعتمد في التعبير عن خطته السياسية‬
‫تأثيرا‪ ،‬ال يستطيع الملتقي‬
‫ً‬ ‫مجموعة من األساليب البالغية‪ ،‬تجعل من الخطاب أكثر‬
‫مقاومة حبكته‪ ،‬سواء على المستوى الداخلي المتجسد في اللغة المقدمة بقالبها السلس‬
‫والمتماسك‪ ،‬أو من خالل المستوى الخارجي المتخفي في النوايا التي تستهدف أطماع‬
‫جماعيا‪ ،‬ففي هذه الحلقة الخطابية تلتقي كل‬
‫ً‬ ‫فرديا كان أم‬
‫الجمهور والعالقة في الالوعي ً‬
‫المكونات النظرية واإلجرائية‪ ،‬فاألولى تفيد كل ما هو أيديولوجي‪ ،‬والثانية تقيس ما هو‬
‫أسلوبيا‬
‫ً‬ ‫بالغي ما دام الخطاب السياسي هو فعل خطابي قوامه القول‪ ،‬فإن توجهه يكون‬
‫بامتياز‪.3‬‬

‫‪ -1‬حمدان رمضان محمد الخالدي‪ ،‬مرجعيات الخطاب السياسي في القرأن الكريم دراسة تحليلية نقدية في علم االجتماع‬
‫السياسي‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم االنسانية‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،‬كلية األداب‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬العدد(‪4‬مج‪ ،)6‬تشرين األول‬
‫‪ ،2012‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -2‬موسى جعفر راضي‪ ،‬تداعيات الحطاب السياسي على السلم المجتمعي في العراق‪ ،‬عدد خاص بالمؤتمر الدولي األول‬
‫لجامعة األنبار‪ ،‬ص‪.237‬‬
‫‪-2‬غزالن عتقاوي‪ ،‬الخطاب السياسي بين الفكر والبالغة‪ ،‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪.2020/03/04 ،13:09، https://www.ultrasawt.com/‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وظائف وخصائص الخطاب السياسي‬

‫أوالً‪ :‬وظائف الخطاب الساسي‬

‫توجد أربع وظائف في أدبيات تحليل الخطاب السياسي‪ ،‬يسعى الخطاب السياسي إلى‬
‫تحقيقها ليست مقصورة عليه لكنها تتجلى فيه بشكل الفت وهي‪:1‬‬

‫وشن‬
‫التمرد‪ :‬وذلك من خالل فرض القوانين واألحكام والعقوبات والتنظيمات‪َ ،‬‬
‫‪ -1‬القمع و َ‬
‫الحروب‪ ،‬والتهديد وفرض األوامر والتعليمات وما إليها‪.2‬‬

‫‪-2‬إضفاء ال َشرعية أو تجريد اآلخرين (األعداء والخصوم) منها‪ :‬وذلك من خالل تجميل‬
‫الذات وتقبيح اآلخر‪ ،‬ومن خالل َادعاء االنحياز إلى جانب الحق والخير والعدل في‬
‫مواجهة من ينحازون إلى الباطل والشر والظلم عن طريق االستشهاد برجال الدين والرموز‬
‫التاريخية واضفاء العقالنية من خالل األرقام واإلحصائيات وسرد القصص حقيقية كانت‬
‫أم مزيفة‪.3‬‬

‫‪ -3‬المقاومة والمواجهة إزاء الخطاب السائد المهيمن‪ ،‬خصوصا إذا كان خطابا شموليا ال‬
‫يراعي إنسانية البشر وال يعدل بينهم‪.‬‬

‫‪-4‬التضليل‪ :‬من خالل إخفاء بعض التفاصيل أو الحقائق لحساب تفاصيل وحقائق‬
‫أخرى‪ ،‬أو التركيز على بعض جوانب الواقع دون غيرها تحقيقا لما سبق من غايات‪.4‬‬

‫‪ -1‬بهاء الدين محمد مزيد‪ ،‬تبسيط التداولية‪ ،‬من أفعال الكالم إلى بالغة الخطاب السياسي‪ ،‬دار شمس للنشر ط‪ 2010‬القاهرة‬
‫ص‪.121،122‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪ -3‬شيرين طقاطقة‪ ،‬وظائف الخطاب السياسي‪ ،‬متوفر على‪.2020/06/15 ،14:23 ،https://mawdoo3.com/ ،‬‬
‫‪ -4‬نفس المرجع ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانياً‪ :‬خصائص الخطاب السياسي‬

‫يتميز الخطاب السياسي بعدة خصائص‪ ،‬تجعله متفرد عن باقي األنواع األخرى‬
‫من الخطابات‪ ،‬وهذا راجع الى ثالثة اعتبارات‪ ،‬األولى نظ اًر لغياب االجماع حول مفهومه‪،‬‬
‫والثانية نظ اًر لكونه خطاب أزمة‪ ،‬والثالثة نظ اًر لتوظيفه للمصطلحات السياسية‪.1‬‬

‫ويمكن إدراج هذه الخصائص في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪-‬يعد الخطاب السياسي من أكثر الخطابات المعاصرة تأثي ار واوسعها انتشا ار ويرجع ذلك‬
‫إلى ما يملكه من وسائل تساعد على انتشاره ومد نفوذه‪ ،‬مثل‪ :‬وسائل االعالم وسلطته‬
‫القوية التي تنبع من قائله‪.2‬‬

‫‪-‬يرتبط الخطاب السياسي ارتباطا كليا بظروف الواقع الخارجي‪ ،‬ويتفاعل معه‪ ،‬ويتأثر‬
‫بجميع األحداث الداخلية والخارجية‪.3‬‬
‫‪-‬يعتني الخطاب السياسي أوال وأخي ار بالمضمون والفكرة في حين يأتي الشكل اللغوي في‬
‫المرحلة الثانية‪.‬‬
‫‪-‬الخطاب السياسي موجه يهدف الى مقصد اقناعي وتوجيهي والى مد نفوذ صاحبه‬
‫وتحقيق أهدافه‪ ،‬وليس له أغراض جمالية‪ ،‬ومن ثم يعتمد على الشكل المباشر البسيط‬
‫واللغة الواقعية التي تعايش الجمهور‪ ،‬ويتفاعل معها فيسهل الفهم واالقناع‪.4‬‬
‫‪-‬يميل الخطاب الساسي إلى الجماعية (المتمثلة في نحن الشعب‪ ،‬األمة)‪.1‬‬

‫‪ -1‬زقاغ فتيحة‪ ،‬سحنون يسمينة‪ ،‬الخطاب السلطوي دراسة تداولية للخطاب السياسي –خطاب عبدالعزيز بوتفليقة "أنوذجا"‪،-‬‬
‫مذكرة مقدمة الستكمال شهادة الماستر في اللغة واألدب العربي‪ ،‬كلية األدب واللغات‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪:‬‬
‫‪ ،2016/2015‬ص‪ ،‬ص ‪15-14‬‬
‫‪ -2‬مصطفى الزاوي‪ ،‬مصطفى بن حوى‪ ،‬العالقة بين الخطاب السياسي والمشاركة االنتخابية في الجزائر"الطالب الجامعي‬
‫الدرسات السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،2017/10/30 ،10‬ص ‪.105‬‬
‫نوذجا"‪ ،‬مجلة جيل ا‬
‫‪ -3‬المكان نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬محمود عكاشة‪ ،‬لغة الخطاب السياسي دراسة لغوية تطبيقية في ضوء نظرية االتصال‪ ،‬مصر‪ :‬دار النشر للجامعات‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.346‬‬
‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬ليس للخطاب السياسي قيم ثابتة‪ ،‬كالخطاب الديني‪ ،‬فقيمه وليدة الظروف والمصالح‬
‫واالتجاهات والنفوذ‪ ،‬ومن ثم فهي غير ثابتة‪ ،‬وغير مستقرة وذات مفاهيم متعددة‪.‬‬
‫‪-‬القصد وعدم العفوية والتوجيه‪ ،‬ويفتقد إلى المصداقية‪ ،‬فالمصداقية هي كل ما تفرضه‬
‫السلطة‪ ،‬وتراه صوابا‪ ،‬وليس كل ما يقال عين الحقيقة أوكل الحقيقة‪ ،‬انما هو ما تريده‬
‫السلطة من الجمهور‪ ،‬وتهدف اليه‪.2‬‬
‫‪-‬االقتراب من الخطاب اليومي والتفاعل مع المجتمع واالرتباط بالحدث الداخلي والخارجي‬
‫والتفاعل المستمر بين الخطابين المطوب والمنطوق‪ ،‬فكالهما يوظف أدوات األخر‪.3‬‬
‫‪-‬يأخذ الخطاب السياسي شكال رسميا‪ ،‬ليعطي لنفسه قداسة الهدف ومصداقية الفعل‬
‫وليقطع طرق الرفض والجدل‪ ،‬والمناقشة‪.4‬‬
‫‪-‬الخطاب السياسي خطاب أحادي يقوم بتغييب األخر واستبعاده من المثول أمام الرأي‬
‫العام ولهذا فهو أحادي التوجيه والممارسة وغير قابل للثنائيات‪.5‬‬
‫‪-‬يستخدم الخطاب السياسي المفردات االجتماعية المعاصرة التي يستخدمها جمهوره‪.6‬‬

‫رغم الخصائص التي يتميز بها الخطاب السياسي والتي تعطيه قوته‪ ،‬إال أن‬
‫طبيعة المتلقي وثقله ودوره في المجتمع‪ ،‬وحجم الحدث الذي أدى إلى إنتاج الخطاب‪،‬‬
‫كلها عوامل تفرض نفسها على الخطاب‪ ،‬حيث تفرض على صاحب الخطاب أن يكون‬
‫عرضه للخطاب السياسي يليق بطبيعة المتلقي‪.7‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.346‬‬
‫‪ -3‬فلاير بن الحاج جلول‪ ،‬آليات االقناع في الخطاب السياسي حطاب السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نموذجا‪،‬‬
‫مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في اآلدب العربي تخصص اللغة العربية واالعالم‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‪ :‬كلية‬
‫اآلدب العربي والفنون‪ ،‬قسم الدرسات اللغوية‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -4‬محمود عكاشة‪ ،‬مرجع سابق‪.347 ،‬‬
‫‪ -5‬مصطفى الزاوي‪ ،‬مصطفى بن حوى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -6‬انفس المرجع‪.‬‬
‫‪ -7‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع وأهداف الخطاب السياسي‬


‫أوالً‪ :‬أنواع الخطاب السياسي‬
‫يتألف الخطاب السياسي من ثالثة عناصر رئيسية وهي (الخطيب) موجه‬
‫الرسالة‪( ،‬الرسالة) الكالم األفكار والنصوص المراد ايصالها‪( ،‬الجمهور) المتلقي الذي‬
‫ينبغي إيصال الرسالة له‪ .‬فهي تعمل كمدخالت للنظام من جهة كما وقد تكون التغذية‬
‫العكسية التي تغذي النظام أو المنظومة الفكرية بردود األفعال تجاه مختلف القضايا‬
‫ويمكن تقسيم الخطاب السياسي الى ثالثة أنواع‪:1‬‬
‫‪-1‬الخطاب السياسي الواقعي‪:‬‬
‫هو الخطاب السياسي الذي يساهم في توضيح قضية‪ ،‬أو مسألة واقعية وأحداثها‬
‫مازالت موجودة في لحظة قراءة‪ ،‬أو نشر الخطاب السياسي‪ ،‬ومن األمثلة على‬
‫الخطابات السياسية الواقعية‪ :‬الخطابات التي تتحدث عن إعالن نتائج االنتخابات‬
‫البرلمانية‪.2‬‬
‫‪-2‬الخطاب السياسي الرسمي‪:‬‬
‫هو عبارة عن خطاب مرتبط بموضوعات وقضايا رسمية خاصة بمؤسسات‬
‫الدولة مثل الو ازرات‪ ،‬ويتسم هذا الخطاب باقتصاره على موضوع واحد وبه تفاصيل‬
‫مباشرة‪ ،‬ويكون في الغالب ملتزم بعدد صفحات قليلة‪.3‬‬
‫‪-3‬الخطاب السياسي المدني‪:‬‬
‫هو الخطاب السياسي الموجه إلى عامة الناس‪ ،‬والهدف منه مخاطبة أفراد‬
‫المجتمع‪ ،‬وسماع أرائهم‪ ،‬ومطالبهم‪ ،‬ومحاولة إيجاد الوسائل‪ ،‬والطرق التي تساهم في‬

‫‪ -1‬حيدر علوان حسين وأخرون‪ ،‬تداعيات الخطاب السياسي على السلم المجتمعي في العراق‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬عدد خاص‪ ،2018 ،‬ص ‪.237‬‬
‫‪ -2‬الخطاب السياسي مدخل مفاهيمي‪ ،‬متوفر على الموقع‪.2020/06/05 ،12:09 ،https://www.alloschool.com/ :‬‬
‫‪ -3‬مجد خضر‪ ،‬خصائص الخطاب السياسي‪ ،‬متوفر على الموقع‪.2020/06/05 ،12:45 ،https://mawdoo3.com/ :‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫تقديم المساعدة لهم‪ ،‬وعادة يستخدم هذا النوع من الحطابات من قبل المسؤولين‬
‫كرؤساء البلديات‪ ،‬والمحافظين‪ ،‬أو المرشحين لالنتخابات‪.1‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى "أن طبيعة وشحنة أي خطاب تبرز في االستعمال‪ ،‬أي أن‬
‫المسألة هي كيفية استعمال الكلمات‪ ،‬فليست اللغة هي التي تحمل الطابع األيديولوجي‪،‬‬
‫إنما االستعمال الذي تستعمل فيه اللغة هو الذي يحمل ذلك الطابع‪ ،‬وبهذا تكون اللغة‬
‫وسيلة معبرة عن االرتباط الموجود بين الخطابين‪ ،‬إلى جانب الطاقة األيديولوجية التي‬
‫تميزها‪ ،‬ذلك أن السياسة تعتبر لعبة كلمات ال أكثر"‪.2‬‬
‫وهذا ما يجعل الخطاب السياسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالدعاية التي بدورها ترتبط‬
‫أكثر بالحياة السياسية وبتقديم رسائل محددة تقصد أهداف بعينها‪ ،‬فالخطاب السياسي‬
‫يحتل مكانة هامة نظ ار الرتباطه بالدعاية والحياة السياسية التي تعمل على حماية‬
‫المواطن والسهر على راحته‪.3‬‬
‫ثانياً‪ :‬أهداف الخطاب السياسي‬
‫يتميز الخطاب السياسي على أنه خطاب يقوم على عملية االقناع للجهة الموجه‬
‫لها الخطاب‪ ،‬باإلضافة الى تلقي القبول واالقتناع بمصداقيته من خالل العديد من‬
‫الوسائل والطرق المدعمة بالحجج والبراهين وجي ان يوظف الخطاب السياسي الوسائل‬
‫اللغوية والمنطقية الصحيحة‪ ،‬وجمل تعبيرية تتناسب مع طريقة التواصل مع األفراد‬
‫كالصور والموسيقى باإلضافة الى استعمال لغة الجسد‪ ،‬مع مراعات ان تتناسب مع‬
‫الموقف والمقام الذي يتم القاء الخطاب السياسي على اساسه‪.4‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬حسينة فالح‪ ،‬الخطاب السياسي الجزائري في رواية ياسمينة صالح وطن من زجاج "أنموذجا"‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال شهادة‬
‫الماستر في اللغة واألدب العربي‪ :‬جامعة بجاية‪ ،‬كلية األدب واللغات‪ ،‬قسم اللغة واألدب العربي‪ ،2014/2013،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ -4‬شيرين طقاطقة‪ ،‬هدف الخطاب السياسي‪ ،‬متوفر على الموقع‪.2020/06/22 ،17:43 ،https://mawdoo3.com/ ،‬‬
‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري والمف اهيمي لمفهومي االصالح والخطاب السياسي‬ ‫الفصل األول‬

‫وأخي ار ال يسعني اال أن أقول إذا أردنا تحقيق الخطاب السياسي المنشود والمتطور‬
‫الداعي الى اإلصالح والتغيير المجتمعي‪ ،‬فإنه يتوجب علينا اتباع القرأن الكريم والسنة‬
‫النبوية ألن اإلسالم لم يدع ألتباعه حجة في التضليل أو التحريف أو التغاضي عن‬
‫الحق‪ ،‬ألنها تهدي العقول وتضبط العواطف‪.1‬‬
‫الخطاب السياسي في المجتمعات الديمقراطية يتسم بالشفافية ويستوعب الرأي اآلخر‪ .‬ومن‬
‫خالل الرأي اآلخر تتبين العيوب ونقاط الضعف ومن ثم تقوم الجهة المعنية بالمعالجة‬
‫الالزمة في الوقت المناسب‪ .‬ومن هنا فإن الدول الديمقراطية تخصص ميزانيات مالية‬

‫خاصة للمعارضة السياسية حتى ال تنزوي أو ترتمي في أحضان أعداء الوطن‪ ،‬فضالً‬
‫البناء‪ .‬هذا في الوقت‬
‫عن مساعدتها على أن يكون خطابها السياسي يمثل الرأي اآلخر ّ‬
‫الذي يضيق النظام العربي ذرعاً بالمعارضة السياسية واجبارها على االستعانة بالجهات‬
‫األجنبية المعادية‪.2‬‬

‫‪ -1‬حمدان رمضام محمد الخالدي‪ ،‬مرجعيات الخطاب السياسي في القرأن الكريم دراسة تحليلية نقدية في مجال علم االجتماع‬
‫السياسي‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬كلية األداب ‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم االنسانية‪ ،‬العدد(‪4‬مج)‪ ،‬تشرين األول‬
‫‪ ،2017‬ص‪.39‬‬
‫‪ -2‬رمضان أحمد بريمة‪ ،‬انحطاط الخطاب السياسي‪...‬تقويض لبناء الدولة وفتح للنسيج االجتماعي‪ ،‬متوفر على الموقع‬
‫االلكتروني‪.2020/03/11 ،11:06 ، https://www.aljazeera.net/blogs/blogs/2018/11/2 :‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلصالحات السياسية في الجزائر من خالل‬
‫خطاب رئيس الجمهورية السابق السيد عبد‬
‫العزيز بوتف ليقة‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية‬
‫السابق عبدالعزيز بوتفليقة‬
‫مع مطلع العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين شهدت الساحة السياسية العربية‬
‫موجة احتجاجات عارمة ضد الظلم والقهر واالستبداد وبغية تغيير واصالح الوضع‬
‫السياسي القائم شملت العديد من االنظمة السياسية العربية تحت مسمى ثورات الربيع‬
‫العربي في كل من تونس ومصر وليبيا وسوريا‪ ...‬ما جعل النظام السياسي الجزائري‬
‫يسارع الى تبني مجموعة من االصالحات السياسية اعلن عنها الرئيس الجزائري في‬
‫خطابه لالمة في الحادي عشر من ابريل من سنة ‪ ،2011‬وهو ما سنحاول دراسته من‬
‫خالل هذا الفصل بالتطرق الى طبيعة الخطاب السياسي للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وكذا‬
‫اهم االصالحات السياسية التي باشرتها الجزائر‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الخطاب الرسمي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة‬
‫المطلب األول‪ :‬الدوافع واألسباب التي أدت الى القاء هذا الخطاب‬
‫إن العامل المؤثر والدافع بالسلطة الحاكمة بالجزائر‪ ،‬بالتحرك نحو عملية اإلصالح‬
‫السياسي والمتمثلة في ذلك الخطاب الرسمي اإلصالحي‪ ،‬في ذلك الظرف وتلك الفترة‬
‫تحديداً‪ ،‬بل وفي أغلب األحيان ما تكون مرتبطة بجملة من الدوافع‪ ،‬ولعل أهمها الدافع‬
‫الداخلي والدافع الخارجي‪.‬‬
‫‪ /1‬الدوافع الداخلية‪:‬‬
‫شهدت الجزائر في يناير ‪ 2011‬انطالق لموجهة من الحركات االحتجاجية شملت‬
‫معظم الواليات الجزائرية‪ ،‬بسبب زيادة أسعار مجموعة من المواد الغذائية كان على أرسها‬
‫" أزمت الزيت والسكر"‪ ،‬كما استمرت هذه الحركات االحتجاجية لتشمل العديد من‬
‫البلديات والواليات‪ ،‬لتصل الى مناطق كانت توصف بالهادئة تقليديا‪ ،‬كمنطقة أقصى‬

‫‪33‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫الجنوب (أدرار وغرداية) والهضاب العليا وكثير من المدن الصغيرة والمتوسطة وحتى‬
‫‪1‬‬
‫بعض القرى النائية‪.‬‬
‫الركود الذي ميز اداء المؤسسات السياسية الرسمية والتخطيط في االداء االقتصادي‬
‫رغم ارتفاع اسعار البترول لكن دون استغاللها في اقامة المشاريع التنموية‪ ،‬اضافة الى‬
‫ارتفاع مدركات الفساد الذي وصل الى مستويات عليا في النظام السياسي الجزائري ما‬
‫جعله عاج از وفاشال في مواجهة االزمات المختلفة‪ ،‬امام هذا الوضع راحت العديد من‬
‫االحزاب السياسية خصوصا المعارضة منها الى مطالبة النظام السياسي الى تبني‬
‫‪2‬‬
‫االصالح والتغيير السياسي‪.‬‬
‫إضاف ة الى قناعة السلطة الحاكمة بحتمية القيام بعملية اإلصالح ولو شكلية‬
‫نظ ار لما تفرضه الظروف الداخلية قبل الخارجية من ضرورة التسريع بخطوات اإلصالح‬
‫حتى تتوقى مخاطر الهزات والقالقل وأشكال الفوضى‪ ،‬التي ممكن أن تهدد استقرارها‬
‫وتعرضها للمزيد من التدخالت األجنبية‪ 3.‬وايمانا منها بالقاعدة السياسية التي تقول‪ ":‬كلما‬
‫سارع النظام السياسي إلى االستجابة الى مطالب شعبه‪ ،‬في لحظة تظاهر أو احتجاج‪،‬‬
‫كسب أكثر ووفر على نفسه وعلى الدولة والمجتمع المتاعب والمشكالت‪ ،‬وكلما ابطأ في‬
‫ذلك متدرجاً من االنكار‪ ،‬فالتعنت‪ ،‬فالمماطلة والتسويف‪ ،‬فالتجاوب االضطراري بالتقسيط‪،‬‬
‫خسر أكثر‪ ،‬وجلب لنفسه من المشكالت ما يفيض عن قدرته على االستيعاب‪.4‬‬

‫‪ -1‬عبد الناصر جابي‪ ،‬الحركات االحتجاجية في الجزائر (كانون الثاني‪/‬يناير‪ ،)2011‬الدوحة‪ :‬المركز العربي لألبحاث‪،‬‬
‫شباط‪/‬فبراير‪ ،2011‬ص‪.06‬‬
‫‪ -2‬عمراني كربوسة‪ ،‬سهام زروال‪ "،‬االصالحات السياسية في الجزائر بعد‪ ،"2011‬مجلة المعيار‪ ،‬العدد‪ ،49.‬المجلد ‪،24‬‬
‫‪ ،2020‬ص‪693.‬‬
‫‪ -3‬أيمن حسين‪ ،‬االستقالل الثاني نحو مبادرة اإلصالح السياسي في العالم العربي‪ ،‬مصر‪ :‬مركز القاهرة لدراسة حقوق االنسان‪،‬‬
‫‪ ،2002‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -4‬عبد االله بلقيز‪ ،‬ثورات وخيبات في التغيير الذي لم يكتمل‪ ،‬ط‪ 1،‬بيروت‪ :‬منتدى المعارف‪ ،2012 ،‬ص ‪.136‬‬

‫‪34‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫وعلى خلفية هذه األوضاع‪ ،‬وخشية من اتساع نطاق هذه التظاهرات على نحو‬
‫يجعل من الصعب التحكم فيها‪ ،‬بادر النظام الجزائري بتوجيه خطاب لألمة كخطوة‬
‫إصالحية منه من أجل احتواء هده المطالب الداخلية المتسارعة والمتصاعدة‪.‬‬
‫‪ /2‬الدوافع الخارجية‪:‬‬
‫مثلت موجة االحتجاجات التي شهدتها اغلب االنظمة السياسية العربية والمتمثلة‬
‫اساسا بثورات الربيع العربي والتي شملت كل من تونس ومصر وليبيا‪ ...‬وغيرها الدافع‬
‫الكبير الذي جعل النظام السياسي الجزائري يطلق جملة من االصالحات السياسية التي‬
‫تبناها خطاب رئيس الجمهورية في ‪ 15‬ابريل ‪ ،2011‬وذلك من اجل امتصاص غضب‬
‫الشارع الجزائري من جهة وقطع الطريق امام عدوى انتشار موجة االحتجاجات التي‬
‫ضربت العديد من الدول العربية خالل تلك الفترة من التاريخ السياسي لألنظمة السياسية‬
‫العربية‪ ،‬لذلك كان العمل الخارجي الى جانب الدوافع الداخلية التي تحدثنا عنها سابقا من‬
‫اهم العوامل والدوافع التي أدت بالنظام السياسي الجزائري الى اطالق اصالحات‬
‫سياسية‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬قراءة في خطاب رئيس الجمهورية‬
‫ال يستطيع الفاعل السياسي‪ ،‬فرداً كان أم حزباً أم دولة‪ ،‬التعبير عن أفكاره وبرنامجه‬
‫فعال يؤثر في المتلقي فكرياً وعاطفياً‪ .‬وليس الخطاب السياسي مجرد‬
‫من دون خطاب ّ‬
‫كلمات أو تراكيب لغوية‪ ،‬إنما هو أجندة سياسية ورؤية استراتيجية ومشروع أخالقي يعكس‬
‫التكوين القيمي لصانعه وخلفيته الثقافية‪ ،‬ويؤدي أدو اًر سياسية واتصالية ومعنوية في‬
‫‪2‬‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ -1‬محوز عمر‪ ،‬معمر خديجة‪" ،‬المتغيرات الخارجية ومسار االصالحات السياسية في الجزائر"‪ ،‬مجلة القانون الدستوري‬
‫والمؤسسات السياسية‪ ،‬المجلد‪ ،03.‬العدد‪ ،01‬جوان ‪ ،2019‬ص‪85.‬‬
‫‪ -2‬همام طه‪" ،‬الخطاب الساسي مهارة شخصية للقادة ورسالة معلنة للدولة"‪ ،‬صحيفة العرب‪ ،‬العدد‪ ،10518 .‬لندن‪،‬‬
‫‪ ،2017/01/20‬ص ‪.06‬‬
‫‪35‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫ومن خالل التأمل في خطاب رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬الذي‬
‫وجهه لألمة بتاريخ الخامس عشر من شهر أفريل من عام ‪ ،2011‬نجد أنه تطرق الى‬
‫العديد من الملفات التي طغت على الساحة السياسية انذاك‪ ،‬بداية بملف االمن واالستقرار‬
‫الذي عمل عليه الرئيس السابق طيلة السنوات العشرة االولى من وصوله الى السلطة‪،‬‬
‫ويظهر ذلك جليا في قوله‪ ":‬إن رهان الوطن في مطلع العشرية الفارطة كان يكمن في‬
‫إخماد نار الفتنة والعمل على استتباب السلم واستعادة الوئام وصوال إلى إفاضة المصالحة‬
‫الوطنية‪ " .‬ليتطرق بعدها الى ارساء دعائم التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالل‬
‫البرامج التنموية واالستثمارات في مجال البنية التحتية والقاعدية‪ ،‬وكذا ملفات السكن‬
‫والبطالة وتحسين الخدمة العمومية وتسديد المديونية الخارجية‪ .‬متحدثا في ذلك على اهم‬
‫االنجازات التي تم تحقيقها خالل هاته السنوات‪ ،‬وفي الفقرة الموالية من الخطاب سلط‬
‫الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة الضوء على ما يجري في الساحة الدولية واالقليمية من‬
‫توتر والالستقرار في اغلب االنظمة السياسية العربية‪ ،‬مؤكدا على موقف الجزائر في عدم‬
‫التدخل في الشؤون الداخلية للدول احتراما لسيادة االنظمة السياسية وشعوبها‪.1‬‬
‫اما الفقرة الثالثة من الخطاب فقد تم الوقوف على ما شهدته الجزائر في يناير ‪2011‬‬
‫من اعمال عنف وحركات احتجاجية التي شملت العديد من واليات الوطن‪ ،‬مؤكد على‬
‫تحرك الدولة من اجل التكفل بكل مطالب الشعب الجزائري بداية بدعم المواد الغذائية‬
‫االساسية‪ ،‬واطالق مختلف اشكال الدعم الموجهة للشباب من توظيف وتحسين وفرة‬
‫القروض البنكية‪ ،‬وكذا ملف السكن بكل صيغه‪ .‬وصوال الى تحديث الجهاز البيروقراطي‬
‫للدولة ودعم مشاريع التنمية المحلية‪.2‬‬

‫‪ -1‬انطالقا من الخطاب السياسي الذي القاه الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة الى االمة بتاريخ ‪ 15‬ابريل ‪.2011‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫ليصل في الفقرة الرابعة من الخطاب السياسي الموجه الى االمة والمتعلق بملف‬
‫االصالحات السياسية التي هي موضوع دراستنا‪ ،‬حيث اطلق الرئيس السابق عبدالعزيز‬
‫بوتفليقة جملة من االصالحات السياسية انطالقا من التعددية السياسية التي باشرتها‬
‫الجزائر خالل الثالثين سنة الماضية‪ ،‬مبينا رغبته في استكمال برنامج االصالحات‬
‫وتعميق المسار الديمقراطي وتعزيز دولة الحق والقانون وتقليص الفوارق وتسريع التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومن بين هاته االصالحات اجراء مراجعة عميقة لقانون‬
‫االنتخابات واالحزاب السياسية واالعالم ‪ ،‬وقانون عضوي حول حاالت التنافي مع العهدة‬
‫البرلمانية‪ ،‬اضافة الى قانون تمثيل المرأة ضمن المجالس المنتخبة‪ ،‬وكذا قانون البلدية‬
‫والوالية ومجال الحركة الجمعوية من اجل تأهيل مؤسسات المجتمع المدني بصفتها‬
‫فضاءات للتحكيم والوساطة بين المواطن والسلطات العمومية‪ ،‬ليختتم جملة االصالحات‬
‫بإدخال التعديالت الالزمة على دستور البالد وعرضه على البرلمان او طرحه لالستفتاء‬
‫الشعبي‬
‫وعليه فإن الخطاب السياسي اإلصالحي الذي وجهه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة‬
‫لألمة بتاريخ ‪ 15‬أفريل ‪ 2011‬لم يكن خطاباً عادياً في يوميات السياسة في الجزائر‪ ،‬كما‬
‫يعتبر من أهم الخطابات التي ألقاها السيد عبد العزيز بوتفليقة على مسامع الشعب‬
‫الجزائري‪ ،‬ولعله يكون ابعد مدى لو وجدة خريطة اإلصالحات التي وعد بها طريقها الى‬
‫التنفيذ‪ ،‬على الرغم من انها لم تلبي جميع رغبات وتطلعات وآمال الكثير من الجزائريين‬
‫الذين خرجوا الى الشارع‪ ،‬غير أننا نستطيع أن نقول بأنه برنامج عمل إصالحي غير‬
‫مسبوق طيلة حكم الرئيس بوتفليقة أي منذ وصوله الى الحكم سنة ‪ 1999‬إلى غاية لحظة‬
‫توجيهه للخطاب‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬ردود الفعل حول هذا الخطاب‬
‫لقد اثار خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وما يحمله من مشروع‬
‫اصالحي ليوم ‪ 15‬أفريل ‪ ،2011‬ردود أفعال متباينة من طرف رموز النظام وأحزاب‬
‫المعارضة وبعض الصحف والحقوقيين‪ ،‬وشكلت جدالً واسعا واختالفا واضحا بين طرف‬
‫مثمن‪ ،‬وطرف أحر رافض لها‪.‬‬
‫‪-1‬ردود فعل مثمنة‪:‬‬
‫جاءت ردود أفعال رموز النظام واحزاب الموالت‪ ،‬مؤيدة ومساندة لمشروع‬
‫االصالح الذي دع ا اليه رئيس الجمهورية في خطابه‪ ،‬حيث اعتبرت صحيفة الخبر ان‬
‫االصالحات التي اعلنها رئيس الجمهورية «ال ترضي سوى احزاب التحالف الرئاسي‬
‫الحاكم» المشكل من جبهة التحرير الوطني صاحبة االغلبية في البرلمان والتجمع الوطني‬
‫الديموقراطي برئاسة الوزير االول احمد اويحيى‪ ،‬وحركة مجتمع السلم‪ ،‬وهو ما يؤكده رد‬
‫فعل عبدالعزيز بلخادم االمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عندما قال لصحيفة‬
‫الشروق‪ ،‬خطاب الرئيس استجابة واسعة لما يطالب به الشارع الجزائري‪.1‬‬
‫عبر حزبا السلطة الرئيسيين المتمثلين في جبهة التحرير الوطني والتجمع‬
‫كما ّ‬
‫الوطني الديمقراطي‪ ،‬عن تأييديهما المطلق والالمشروط لخطوات االصالح التي جاء بها‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬حيث رأيا فيه ترسيخ قيم الديمقراطية وتعزيز مسار االصالحات الطويل‬
‫في الجزائر‪.2‬‬
‫وهذا ما أكده األمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم في‬
‫أول رد فعلي عن خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬حيث رأى أن في خطاب‬

‫‪ -1‬يوسف خالد يوسف المرزوق‪ ،‬إصالحات بوتفليقة لم تقنع الجزائريين‪ ،‬على الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪ ،https://www.alanba.com.kw/ar/arabic-international-news‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪.2020‬‬
‫‪ -2‬الحسين الزاوي‪ ،‬رهانا تعديل الدستور الجزائري‪ ،‬على الموقع االلكتروني ‪ ،http://www.alkhaleej.ae/‬تم االطالع عليه‬
‫بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪.2020‬‬
‫‪38‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫الرئيس استجابة واسعة لما يطالب به الشارع الجزائري‪ ،‬كتجذير الممارسة الديمقراطية‪،‬‬
‫وتوسيع دائرة التشاور ومراجعة الدستور‪ ،‬ومراجعة القوانين بإشراك جميع األحزاب‬
‫السياسية ‪.1‬‬
‫‪ -2‬ردود فعل رافضة‪:‬‬
‫لقد جاءت معظم ردود أفعل أحزاب المعارضة الجزائرية وبعض الشخصيات‬
‫البارزة والحقوقيين إضافة إلى كبرى الصحف الجزائرية المستقلة غير راضية ورافضة لما‬
‫اعتبره حزبا السلطة وبعض المناوئين للنظام من إجرءات ومناورات من طرف النظام على‬
‫أنها اصالحات جوهرية‪.‬‬
‫حيث قال مصطفى بوشاشي رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق االنسان‬
‫وأحد مؤسسي التنسيقية الوطنية للتغيير «أصبنا باإلحباط ألننا كنا ننتظر ان تتم‬
‫مراجعة القوانين من طرف مؤسسات منتخبة فعال‪ ،‬وليس مؤسسات ترمز للتراجع‬
‫الديموقراطي في الجزائر‪.2‬‬
‫كما نجد أيضا الدكتور أحمد بن بيتور‪ ،‬رئيس الحكومة الجزائرية األسبق‬
‫ورئيس "التحالف الوطني من أجل التغيير"‪ ،‬في حوار "لدويتشه فيله"* بأن‬
‫االصالحات التي جاءت في خطاب رئيس الجمهورية هي مجرد إجراءات شكلية ال‬
‫ترقى الى مستوى االصالح المطلوب وال تستجيب لتطلعات وآمال الشعب الجزائري‪.‬‬

‫‪ -1‬لخضر رزاوي‪ ،‬خطاب الرئيس استجاب النشغاالت الجزائريين‪ ،‬يومية الشروق الجزائرية ‪ ،‬العدد‪ 98 ،15644 .‬بتاريخ ‪15‬‬
‫أفريل ‪.2011‬‬
‫‪ -2‬يوسف خالد يوسف المرزوقي‪ ،‬الرجع السابق‪.‬‬
‫*‪ -‬إذاعة صوت ألمانيا أو دويتشه فيله هي اإلذاعة الدولية أللمانيا إلى العالم الخارجي‪ ،‬وهي واحدة من كبريات إذاعات العالم‬
‫الموجهة إلى الخارج‪ .‬تعمل اإلذاعة على التعريف بألمانيا ونشر الصورة األصلية عنها ودعم التبادل الثقافي عبر محطات‬
‫التالي‪:‬‬ ‫الموقع‬ ‫على‬ ‫االطالع‬ ‫يرجى‬ ‫المعلومات‬ ‫من‬ ‫وللمزيد‬ ‫اإلنترنت‪،‬‬ ‫وشبكات‬ ‫والراديو‬ ‫التلفزيون‬
‫‪https://ar.wikipedia.org/wiki‬‬
‫‪39‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫حيث قال إننا نسعى إلى تغيير نظام الحكم ككل‪ ،‬وليس فقط تغيير‬
‫األشخاص‪ ،‬طبعا إن تغيير األشخاص مهم‪ ،‬ولكن هذا ال يكفي‪ ،‬لذا فإننا نطالب‬
‫بتغيير نظام الحكم ككل للخروج من نظام تسلطي إلى نظام ديمقراطي‪ .‬لقد وصلنا إلى‬
‫قناعة مفادها أن التغيير قادم ال محالة‪ ،‬سواء كان التحضير له بالهدوء عن طريق‬
‫وضع استراتيجية لذلك من اجل االستفادة منه‪ ،‬أم بترك األمور على ما هي عليه اآلن‬
‫وهو األمر الذي سيولد عنفا قد ال يحمد عقباه‪.1‬‬
‫وفي اإلطار نفسه كتب مدير تحرير جريدة الخبر كمال جوزي مقاال اعتبر فيه ان‬
‫احداث تغييرات في الدستور وقوانين االحزاب واالعالم انما هو حديث لذر الرماد في‬
‫العيون‪ ،‬الن مشكلتنا ليست في النصوص بقدر ما هي كامنة في ممارسات القائمين على‬
‫ادارة شؤون البالد‪.2‬‬
‫والحال هو كذلك بالنسبة لعبد الحميد مهري‪ ،‬األمين العام األسبق لحزب جبهة‬
‫التحرير الوطني‪ ،‬حيث قال إن خطاب الرئيس حصر في تقديم إصالحات تخص أساسا‬
‫تعديل النصوص‪ ،‬وأكد أن خطابه تجاهل حقيقة كبرى ممثلة حسبه في ''عجز نظام‬
‫الحكم'' الذي تكمن مساوئه في ممارسات النظام وقواعد عمله المتسترة أكثر مما هي‬
‫ناشئة عن النصوص سواء تعلق بالدستور أو القوانين‪''.3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة االصالحات السياسية التي نادى بها رئيس الجمهورية‬
‫المطلب األول‪ :‬مضمون االصالحات السياسية‬

‫‪ -1‬يوسف بوفيجلين‪ ،‬سياسة واقتصاد‪ ،‬على الموقع االلكتروني ‪ ،https://www.dw.com/ar‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 27‬ماي‬
‫‪.2020‬‬
‫‪' -2‬إصالحات الرئيس بوتفليقة لم تقنع الجزائريين"‪ ،‬صحيفة الوسط البحرينية‪ ،‬العدد‪ 15 ،3143‬أفريل ‪ ،2011‬متوفرة على‬
‫الرابط‪. http://alwasatnews.com/news/537558.html.،‬‬
‫‪ ،https://www.djazairess.com/elbilad/28904‬تم‬ ‫‪ -3‬ردود فعل الطبقة السياسية على خطاب الرئيس بوتفليقة‪،‬‬
‫االطالع عليه بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪.2020‬‬
‫‪40‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫بغية مباشرة وتبني مبادرة االصالحات السياسية التي اعلن عنها الرئيس في‬
‫واالجتماعية‬ ‫واالقتصادية‬ ‫السياسية‬ ‫المجاالت‬ ‫مختلف‬ ‫مست‬ ‫والتي‬ ‫خطابه‬
‫واالعالمية‪ ،‬شكل رئيس الجمهورية هيئة مشاورات سياسية‪ ،‬تتولى إدارة الحوار مع مختلف‬
‫الفواعل األخرى والقوى السياسية‪ ،‬حول مقترحات العملية اإلصالحية‪ ،‬وأسند رئاسة هذه‬
‫الهيئة الى رئيس مجلس األمة عبد القادر بن صالح رفقة مستشارين في رئاسة الجمهورية‪،‬‬
‫وقد تم عقد العديد من اللقاءات والنقاشات مع مختلف القوى السياسية وفواعل المجتمع‪،‬‬
‫وتم إعادة النظر في جملة من القوانين المختلفة‪ .1‬ويتمثل مضمون الخطاب في محتوى‬
‫اإلصالحات التي جاء بها وهي‪:‬‬
‫‪ - 1‬رفع حالة الطوارئ‪:‬‬
‫ويعتبر أهم قرار بخصوص مبادرة اإلصالحات التي تقدم بها رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬والتي فرضت بقرار رئاسي منذ ‪ 09‬فيفري ‪ 21992‬نظ ار لألوضاع األمنية‬
‫الصعبة التي كانت تسود البالد في تلك الفترة‪ ،‬الى حين إلغائه بصدور قانون رفعه من‬
‫جديد الذي جاء في الجريدة الرسمية رقم ‪ 05-11‬المؤرخ في ‪ 17‬ربيع الثاني ‪1432‬‬
‫‪3‬‬
‫الموافق ‪ 22‬مارس ‪ ،2011‬المتضمن رفع حالة الطوارئ‪.‬‬
‫وثمن الكثير من المحللين هذه الخطوة واعتبروها بأنها تمثل خيار استراتيجي‬
‫يثمن اإلصالحات السياسية ويكرس المكاسب الديمقراطية‪ ،‬كون أن رفع حالة الطوارئ‬

‫‪ -1‬عمر بوجالل‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في ظل اإلصالحات السياسية في الجزائر ‪ 2014-1989‬الواقع وآليات التفعيل‪ ،‬مذكرة‬
‫تخرج لنيل شهادة الماجستر في العلوم السياسية تخصص السياسات المقارنة‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪-2014 ،03‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -2‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬المرسوم الرئاسي رقم‪ 44-92‬مؤرخ في ‪ 05‬شعبان ‪ 1412‬الموافق‬
‫لـ ‪ 09‬فيفري ‪ ،1992‬يتضمن اعالن حالة الطوارئ‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 09‬فيفري ‪.1992‬‬
‫‪ -3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬قانون رقم ‪ 05-11‬مؤرخ في ‪ 17‬ربيع الثاني ‪ 1432‬الموافق ‪22‬‬
‫مارس ‪ ،2011‬يتضمن الموافقة على األمر رقم ‪ 01-11‬المؤرخ في ‪ 20‬ربيع األول ‪ 1432‬الموافق ‪ 23‬فيفري ‪ ،2011‬يتضمن‬
‫رفع حالة الطوارئ‪ ،‬العدد ‪ 19‬الصادر في ‪ 23‬فيفري ‪.2011‬‬
‫‪41‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫ستزيل شكليا العديد من الحدود والقيود المفروضة على األفراد والجماعات على حد السواء‬
‫وتمنح تلك القوى االجتماعية المختلفة حرية أكثر في المشاركة في الشأن العام ‪.1‬‬
‫‪ - 2‬قانون االنتخابات ‪:01-12‬‬
‫من أجل تحقيق انتخابات حرة ونزيهة وشفافة‪ ،‬وسعيا من أجل تبني نظام انتخابي‬
‫يتماشى ومتطلبات الواقع‪ ،‬ومن أجل توفير الجو المريح والحرية التامة للمواطن في اختيار‬
‫من يمثله سواء على المستوى المركزي (التشريعي) أو على المستوى المحلي ( االنتخابات‬
‫المحلية)‪ ،‬تم صدور القانون العضوي رقم ‪ 01-12‬مؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪1433‬‬
‫الموافق ‪ 12‬يناير سنة ‪ 2012‬يتعلق باالنتخابات ‪.2‬‬
‫‪ - 3‬قانون األحزاب السياسية ‪:04-12‬‬
‫جاء هذا القانون بموجب قانون عضوي رقم ‪ 04-12‬مؤرخ في ‪ 18‬صفر‬
‫‪ 1433‬الموافق ‪ 12‬يناير سنة ‪ .3 2012‬من اجل رفع التضييق على األحزاب السياسية‪.‬‬
‫كما تضمن وضع أسس ومعايير لتنظيم الحياة الحزبية في الجزائر‪ ،‬كما شكل‬
‫منعطفا جديد ا وهاما في مسيرة الجزائر لتحقيق التنمية السياسية والتي تقوم في أحد أركانها‬
‫على بناء التنظيمات السياسية وتمكين المواطن من تأسيسها والمشاركة فيها ‪.4‬‬

‫‪ -1‬عمر بوجالل‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪119.‬‬


‫‪ -2‬انظر‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪ ،‬قانون االنتخابات رقم ‪01-12‬‬
‫مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz . 2012‬‬
‫‪ -3‬انظر‪ ،‬ا لجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪ ،‬قانون األحزاب السياسية رقم‬
‫‪ 04-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz .2012‬‬
‫درسات‬
‫‪ -4‬مبروك ساحلي‪ ،‬اإلصالح السياسي في دول شمال افريقيا دراسة حالة (تونس‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المغرب)‪ ،‬انقرة‪ :‬مركز ا‬
‫الشرق األوسط‪ /225 ،‬ديسمبر ‪ ،2018‬ص ‪.05‬‬
‫‪42‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫‪ - 4‬قانون تنافي العهدة البرلمانية ‪:02-12‬‬
‫صدر القانون العضوي رقم ‪ 02-12‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1433‬الموافق ‪12‬‬
‫يناير سنة ‪ ،2012‬المحدد حاالت التنافي مع العهـدة البرلمانية‪ .1‬من اجل تكريس‬
‫استقاللية الهيئة التشريعية إضافة الى الرفع من أدائها الوظيفي‪.‬‬
‫كما جاء أيضا من أجل تحديد حاالت التنافي بدقة وقطع الطريق أمام بعض‬
‫المنتخبين الذين كانوا يستغلون عهداتهم االنتخابية لتحقيق أمورهم ومصالحهم الشخصية‬
‫على حساب المصلحة العامة الذين اتخذوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم من طرف‬
‫الشعب من باب التشريف ال التكليف‪.‬‬
‫‪ - 5‬قانون الجمعيات ‪:06-12‬‬
‫جاء قانون رقم ‪ 06 - 12‬مؤرخ في ‪ 18‬صفر عام ‪ 1433‬الموافق ‪ 12‬يناير‬
‫سنة ‪ ،2012‬المتعلق بالجمعيات ‪ ،2‬إلعادة هيكلة الحركة الجمعاوية في الجزائر (المجتمع‬
‫المدني)‪ ،‬حيث جاء أكثر صرامة وشدة من القانون ‪ 31-90‬حيث فصل الجمعيات عن‬
‫باقي فواعل الحياة السياسية‪ ،‬كما حدد مصادر تمويل الجمعيات في المادة ‪ 29‬منه‪،‬‬
‫وطرق اعتمادها على المستويات المحلية‪ ،‬الجهوية‪ ،‬الوطنية‪ ،‬ودعا هدا القانون في جوهره‬
‫الى إعادة بعث العمل الجمعوي ‪.3‬‬

‫‪ -1‬انظر‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪ ،‬قانون تنافي العهدة البرلمانية رقم‬
‫‪ 02-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz 2012‬‬
‫‪ -2‬انظر‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪ ،‬قانون تنافي الجمعيات رقم ‪-12‬‬
‫‪ 06‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz 2012‬‬
‫‪ -3‬قوي بوحنية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.326‬‬
‫‪43‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫‪ - 6‬قانون تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة ‪:03-12‬‬
‫جاء القانون العضوي رقم ‪ 03-12‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر ‪ 1433‬الموافق ‪12‬‬
‫يناير ‪.1 2012‬‬
‫و من أجل تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية‪ ،‬وترقية حقوقها السياسية‪ ،‬كما‬
‫وضع مسار تدريجي في نسب الترشح النسوي للمجالس المنتخبة بنسب تتراوح مابين‬
‫‪2‬‬
‫‪ % 20‬و ‪%50‬‬
‫‪ - 7‬قانون االعالم ‪:05-12‬‬
‫تمثل القانون العضوي لإلعالم في القانون رقم ‪ 05 - 12‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر‬
‫عام ‪ 1433‬الموافق ‪ 12‬يناير سنة ‪ .3 2012‬الذي نص على ضمان حماية أفضل‬
‫للعمل اإلعالمي في تأدية مهامه وكذا في تدعيم الحوار التشاركي‪ ،‬بعد فترة طويلة من‬
‫‪4‬‬
‫االعالم الموجه منذ ‪ 1999‬حيث كان االعالم حك ار على الدولة‬
‫إذاً يعتبر قانون اإلعالم الجديد هذا من بين اإلصالحات التي أطلقها رئيس‬
‫الجمهورية من أجل دعم وتعزيز الحريات العامة ومواكبة التطورات والتغيرات الدولية في‬
‫مجال اإلعالم‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬واقع اإلصالحات السياسية‬
‫إن الحديث عن واقع اإلصالحات السياسية التي جاءت في خطاب رئيس الجمهورية‬
‫ليوم ‪ 15‬أفريل ‪ 2011‬يقتضي منا تسليط الضوء على مخرجات هذه العملية‪ ،‬خاصة وأن‬

‫‪ -1‬انظر‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪ ،‬قانون يحدد كيفيات توسيع حظوظ‬
‫تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة رقم ‪ 03-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية‬
‫لـ ‪www.apn.dz 2012‬‬
‫‪ -2‬فتيحة كلواز‪ ،‬الشعب‪ 30 ،‬ديسمبر ‪ech.chaab.com ،2014‬‬
‫‪ -3‬انظر‪ ،‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪ ،‬قانون عضوي لإلعالم رقم ‪-12‬‬
‫‪ 05‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz 2012‬‬
‫‪ -4‬عمر بوجالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪44‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫الخطاب الرسمي يؤكد على ان الجزائر تسير في طريق اإلصالح منذ سنوات‪ ،‬اإلصالح‬
‫الذي وكأنه (عمل خيري) يتفضل به أهل السياسة على مجتمعاتهم المغيبة طويالً عن‬
‫مساهمة واعية وفاعلة"‪ 1‬ويمكن رصد واقع هذه اإلصالحات في مدى جديتها وفي مدى‬
‫تحقيقها وتجسيدها على أرض الواقع‪.‬‬
‫ومن خالل قراتنا لإلصالحات السياسية التي جاءت في محتوى خطاب رئيس‬
‫الجمهورية واسقاطها على الواقع المعاش يتضح لنا أنها ال تعدو أن تكون إصالحات‬
‫فعلية وتغير حقيقي‪ ،‬أكثر مما هي عملية استبدال قوانين بأخرى كونها ال تختلف عن‬
‫سابقتها في شيء‪ ،‬على غرار رفع حالة الطوارئ وما رافقها من وعود إصالحية كقانون‬
‫االنتخابات‪ ،‬واألحزاب السياسية‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬وتعزيز مشاركة المرأة‪ ،‬كونها لم تأت في إطار‬
‫رؤية متكاملة لإلصالح السياسي‪ ،‬ولذلك فهي وان كانت تشير في مضمونها إلى احداث‬
‫إنفراجة إصالحية وديمقراطية حقيقية‪ ،‬إال أن الواقع أثبت عكس ذلك‪ ،‬بمعنى أنه لم يترتب‬
‫عنها حدوث تغيير جوهري في الحياة السياسية الجزائرية‪ ،‬بل انها جاءت مخيبة لآلمال‬
‫الكثير من الجزائريين‪.‬‬
‫وفي هذا الص دد نجد أن قانون االعالم القديم نص على أنه من أجل انشاء‬
‫صحيفة يكفي فقط إيداع ملف على مستوى المحكمة‪ ،‬حيث يعتبر هنا وصل إيداع بمثابة‬
‫اعتماد‪ ،‬في حين انه في حقيقة األمر انشاؤها يخضع العتبارات سياسية ويتطلب موافقة‬
‫دوائر نافذة في الحكم‪ ،‬والقانون الجديد نص على نفس اإلجراءات مع فارق استبدال‬
‫المحاكم بسلطة ضبط‪ ،‬يتم تعيين نصف أعضائها من قبل النظام والنصف األخر من‬
‫الصحفيين‪.2‬‬

‫‪ -1‬سليمان الهتالن‪ ،‬الشارع يافخامة الرئيس في جذور وتدعيات الربيع العربي‪ ،‬ط‪ ،2‬دبي‪ :‬دار مدارك للنشر‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪.61‬‬
‫‪ -2‬فتحي بولعراس‪" ،‬االصالحات السياسية في الجزائر بين استراتجيات البقاء ومنطق التغيير"‪ ،‬المجلة العربية للعلوم السياسية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،)2012(45‬ص ‪.16‬‬
‫‪45‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫وكذالك بالنسبة لألحزاب السياسية حيث كان القانون القديم ينص في حالة تأسيس‬
‫حزب سياسي إذا لم ترد و ازرة الداخلية على طلب االعتماد في غضون ‪ 60‬يوماً‪ ،‬يعتبر‬
‫الحزب معتمدا بقوة القانون‪ ،‬لكن في الواقع يخضع تأسيس األحزاب السياسية الى منطق‬
‫السلطة وحسابتها ‪.1‬‬
‫وعليه فإن اإلصالحات التي أعلن عنها في ذاك الخطاب كذبها التاريخ‪ ،‬ولم ترقى‬
‫لمستوى الحركات االحتجاجية وال المعارضة ‪ ،‬وظلت حبر على ورق كما عهدها‬
‫الجزائريون منذ عقود مضت‪ ،‬لم تكن تهدف السلطة حينها احداث اصالح حقيقي بقدر ما‬
‫كانت تهدف الى امتصاص غضب الشارع والحفاظ على الوضع القائم‪ ،‬ويمكن رصد هذا‬
‫من خالل ردود فعل المعارضة وبعض الحقوقيون بشأن هذه اإلصالحات السياسية‪.‬‬
‫جاءت ردود فعل المعارضة الجزائرية وكبرى الصحف الجزائرية المستقلة غير‬
‫راضية على ما جاء في خطاب رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫حيث نجد أن "مصطفى بوشاشي" رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق‬
‫االنسان واحد مؤسسي التنسيقية الوطنية للتغيير أصبنا باإلحباط ألننا كنا ننتظر أن تتم‬
‫مراجعة القوانين من طرف مؤسسات منتخبة فعالً‪ ،‬وليس مؤسسات ترمز للتراجع‬
‫الديموقراطي في الجزائر‪.2‬‬
‫كما اعتبرت صحيفة الخبر أن االصالحات التي اعلنها رئيس الجمهورية ال‬
‫ترضي سوى احزاب التحالف الرئاسي الحاكم المشكلة من جبهة التحرير الوطني (الحزب‬
‫الوحيد سابقا) صاحب الغالبية في البرلمان (‪ 136‬نائبا) والتجمع الوطني الديموقراطي‬
‫(‪ 62‬نائبا) برئاسة الوزير االول احمد اويحيى‪ ،‬وحركة مجتمع السلم (اسالمي ‪ 51‬نائب‪.3‬‬

‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.17‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬أ‪.‬ف‪.‬ب‪ ،‬إصالحات بوتفليقة لم تقنع الجزائريين ‪ ،‬مقال منشور في ايالف جريدة الكترونية مغربية بتاريخ ‪،2011/04/16:‬‬ ‫‪2‬‬

‫متوفر على الموقعٍ ‪ https://elaph.com/Web/newsl‬تم االطالع عليه بتاريخ‪ ،2020/05/20 ،‬على الساعة ‪.20:00‬‬
‫‪ -‬نفس المرحع‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪46‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬معوقات هذه اإلصالحات السياسية‬
‫توجد هناك العديد من العوامل التي أعاقت عملية االصالح السياسي في الجزائر‬
‫والزالت تعيقه‪ ،‬والتي حالت دائما عائقا وصداً منيعاً أمام كل محاولة إصالحية ومن بين‬
‫هذه العوامل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬انعدام إرادة حقيقية لإلصالح السياسي‪:‬‬
‫تلعب االرادة الحقيقية والنية الجادة في عملية االصالح دو ار هاما وحاسماً‪ ،‬فأي‬
‫عملية اصالحية ستظل مجرد حبر على ورق ولن تجتاز مرحلة الكالم (الخطاب) إلى‬
‫مرحلة الفعل والتطبيق والتجسيد على أرضية الميدان مالم تتبناها السلطة الحاكمة بإرادة‬
‫جادة‪ ،‬وتشرع في تنفيذها وفق خطط وبرامج محددة‪ ،‬وتتحول الى مشروع اصالحي‬
‫وطني‪.‬‬
‫ففي الجزائر رغم إطالق الرئيس لحزمة من االصالحات وعلى الرغم من‬
‫أهميتها‪ ،‬إال انها بائت بالفشل‪ ،‬وذهبت أدراج الرياح كما جاءت على إثر هبوب الرياح‬
‫الربيع العربي نظ ار لعدم وجود ارادة حقيقية من طرف السلطة‪.‬‬
‫ولعل خير دليل على عدم وجود إرادة حقيقية من طرف الرئيس حيال‬
‫االصالحات التي أطلقها هو رفضه وعدم استجابته "بإقالة أي من الوزراء الذين شهدت‬
‫قطاعاتهم احتجاجات بسبب فضائح مالية مدوية‪ ،‬أو عجز واضح في تنفيذ السياسات‪،‬‬
‫كو ازرة الطاقة والمناجم أو و ازرة السكن وو ازرة التجارة وو ازرتي التربية والتعليم"‪.1‬‬

‫‪ -1‬عصام بن الشيح‪ ،‬مشروع اإلصالح السياسي في الجزائر‪ ،‬الدوحة‪ :‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات جويلية ‪،2011‬‬
‫ص ‪05.‬‬
‫‪47‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫‪ -2‬غياب رؤية شاملة لإلصالح‪:‬‬
‫إقترن عدم وجود ارادة حقيقية نحو عملية االصالح من طرف السلطة أيضا بعدم‬
‫وجود رؤية شاملة لإلصالح تستند الى توافق وطني شبه عام يحدد فيه األهم من المهم‪،‬‬
‫من خالل اشراك الجميع دون استثناء حول مفهوم االصالح الذي نريده وماهي السبل‬
‫واالليات لتحقيقه‪.‬‬
‫وال شك أن غياب رؤية شاملة لإلصالح السياسي في الجزائر يعود سببه في‬
‫األساس إلى هيمنة السلطة وأحزاب الموالت على الساحة السياسية في الجزائر‪ ،‬وعدم فتح‬
‫حوار جدي مع األحزاب وقوى المعارضة األخرى‪ ،‬والمجتمع المدني بغرض بلورة مشروع‬
‫وطني لإلصالح‪.‬‬
‫فعلى الرغم من المشاورات والحوارات التي عقدتها السلطة مع بعض أحزاب‬
‫المعارضة وتنظيمات المجتمع المدني من خالل "هيئة المشاورات التي شكلها الرئيس لهذا‬
‫الغرض والتي اسند رئاستها الى عبد القادر بن صالح رئيس العليا للبرلمان‪ ،‬وعين له‬
‫مساعدين اثنين‪ ،‬هما المستشاران في رئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي والجنرال‬
‫المتقاعد محمد تواتي‪...،‬حيث قامت بسلسلة من اللقاءات مع القوى السياسية وفعاليات‬
‫المجتمع المدني خالل شهر كامل ابتداء من ‪ 21‬ماي ‪2011‬إلى غاية ‪ 21‬جوان ‪2011‬‬
‫"‪ .1‬إال أنها لم تسفر على نتائج ايجابية نظ ار لعدم استجابة الهيئة لرؤى ومطالب بعض‬
‫األطياف‪ ،‬وتفويت فرصة المشاركة في المشاورات السياسية على رموز حزب الجبهة‬
‫االسالمية لإلنقاذ المنحل‪.2‬‬
‫‪ -3‬وجود قوى معارضة لإلصالح‪:‬‬

‫‪ -1‬عصام بن الشيح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.07‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪08.‬‬
‫‪48‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫يعتبر وجود قوى معارضة ألي عملية اصالح من أكبر المعيقات التي تعيق أي‬
‫عملية اصالح في الجزائر‪ ،‬وتحول دون قيامه‪ ،‬بل وتسعى جاهدة الى الحفاظ على‬
‫الوضع الراهن بحكم استفادتها من استم ارره وبقائه ومن بينها ظهور ما يسمى بقوى "المال‬
‫الفاسد"‪.‬‬
‫تعتبر ظاهرة الفساد المالي ظاهرة عالمية واسعة االنتشار ذات جذور عميقة تأخذ‬
‫أبعادا واسعة وتتداخل فيها عدة عوامل‪ ،‬فهي تعترض عملية التطور والبناء في‬
‫المجتمعات والبلدان على المستويين العام والخاص‪ ،‬ألنها تهدف إلى تغليب المصلحة‬
‫الفردية على المصالح العامة بطرق غير مشروعة‪ ،‬وأصبحت تهدد جميع مجاالت الحياة‬
‫وال يمكن القضاء عليها إال من خالل تضافر كافة الجهود الرامية إلى تجفيف منابعها‬
‫وتشخيص مسبباتها ومحاولة عالجها بصورة جذرية‪.1‬‬
‫وشهدت الجزائر في السنوات األخيرة قضايا متعددة لها عالقة بالفساد‪ ،‬تجلت‬
‫في تورط مسئولين كبار في فضائح اختالس مليارات الدوالرات‪ ،‬تزامن هذا الواقع مع‬
‫ارتفاع أسعار البترول بداية من سنة ‪، 2000‬و تبني الحكومة الجزائرية جملة من البرامج‬
‫التنموية االقتصادية (شهدت الفترة الممتدة من ‪ 2014 - 2001‬ثالث برامج تنموية)‬
‫مخصصة لها غالف مالي ضخم قدر بحوالي ‪ 30440‬مليار دينار جزائري‪ ،‬حولت‬
‫الجزائر إلى ورشة مفتوحة للمشاريع الكبرى‪ ،‬وفي نفس الوقت حولتها إلى مملكة للفساد‬
‫بمختلف أشكاله (رشوة‪ ،‬نهب للمال العام‪ ،‬صفقات مشبوهة ‪ ....‬إلخ)‪ ،‬تكبدت الجزائر من‬
‫جرائه خسارة قرابة ‪ 30‬مليار دوالر‪.2‬‬

‫‪ -1‬سالم صبحي‪ ،‬الفساد اإلداري والمالي كظاهرة وأساليب عالجها‪ ،‬ط‪ ،01.‬عمان‪ ،‬األردن‪ :‬دار وائل للنشر والتوزيع‪،2015،‬‬
‫ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬مراد كريفارد و محمد أمين بربري‪ " ،‬دور وأهمية نظام الرقابة في الحد من ظاهرة الفساد المالي باإلشارة الى حالة الجزائر"‪،‬‬
‫اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬العدد ‪ :17‬السداسي الثاني ‪ ،2017‬ص ‪60.‬‬
‫‪49‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫كما أكدت منظمة "الشفافية الدولية" في تقريرها السنوي للعام ‪ ،2013‬المتضمن‬
‫مؤشر الفساد في العالم‪ ،‬أن الجزائر احتلت المرتبة ‪ 94‬من بين ‪ 177‬دولة‪ ،‬وهي متدنية‪،‬‬
‫باعتبارها وضعت في النصف األخير من السلم المتضمن البلدان التي ينتشر فيها الفساد‪،‬‬
‫حتى بالنسبة للدول العربية‪ ،‬فقد جاءت الجزائر في المرتبة العاشرة‪ ،‬من سلم يتكون من‬
‫‪1‬‬
‫‪ 18‬دولة‪ .‬أما بالنسبة للدول اإلفريقية فجاءت في المرتبة ‪ 24‬ضمن ‪ 54‬دولة إفريقية‬

‫‪ -4‬ضعف القوى ذات المصلحة في اإلصالح‪:‬‬

‫ان نفوذ القوى المعرقلة لعملية اإلصالح والتي تسعى لعرقلته وتعثره بسبب‬
‫ضغطها المستمر باستعمالها ألساليب غير شرعية‪ ،‬قابله أيضا ضعف وهوان من طرف‬
‫القوى ذات المصلحة في الضغط على السلطة والمطالبة بالتغير واإلصالح‪ ،‬إضافة الى‬
‫عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية أخرى تحول دون تحقيق اإلصالح ومن‬
‫بينها‪:‬‬

‫‪ -‬عوامل سياسية‪ :‬يالحظ في الجزائر عدم التوازن بين السلطات الثالث وغياب الفصل‬
‫بينهما‪ ،‬وتفوق السلطة التنفيذية على باقي السلطات‪.2‬إضافة إلى ضعف المعارضة‬
‫السياسية‪ ،‬إن الضعف التنظيمي وحالة االنشقاق شبه الدائمة وسيطرة الصراعات‬
‫ًّ‬
‫داخليا‪ ،‬وعدم التجديد العقائدي والفكري والخوف من الذهاب نحو الفئات‬ ‫الشخصية‬
‫الشعبية للحصول على دعمها للمطالبة وفرض مرحلة انتقالية تشمل آليات عمل‬
‫النظام السياسي‪ ،‬ال تزال هي السمة الغالبة على المعارضة الجزائرية‪.3‬‬

‫عبد الكريم حمودي‪ ،‬االقتصاد الجزائري غني بموارده هائل بفساده‪ ،‬الخليج اون الين‪ ،‬متوفر على الموقع التالي‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪https://alkhaleejonline.net‬‬
‫‪ -2‬رفيق براهمية وعبدالرحيم بوزعرورة‪ ،‬مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة‬
‫الماستر في القانون‪ ،‬قسم العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،2015-2014 ،1945‬ص ‪81.‬‬
‫عبد الناصر جابي‪ ،‬وضع المعارضة الجزائرية ومساراتها المحتملة‪ ،‬مركز الجزيرة للدرسات‪،2020-05-22 ،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪.https://studies.aljazeera.net/ar/reports/2016/01/2016131124413923.html‬‬
‫‪50‬‬
‫االصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق‬ ‫الفصل الثاني‬
‫السيد عبد العزيز بوتف ليقة‬
‫‪ -‬عوامل اقتصادية‪ :‬أصبح توفير مستوى عـالي مـن التحـديث والتنميـة االقتـصادية شـرطا‬
‫ضـروريا مـن شـروط انجـاح عمليـة التحـول الـديمقراطي واحـداث االنفتـاح الـسياسي‬
‫واالقتـصادي‪ ،‬اذ ان ضـعف المـستوى المعيشي للمواطن والفرد يـؤدي بالنتيجـة الى‬
‫انحـسار التجربـة الديمقراطيـة والمـشاركة الـسياسية النـشغال الفرد بأمور تحسين وضعه‬
‫المعيشي‪.1‬‬
‫‪ -‬عوامل اجتماعية‪ :‬وتتمثل في تخبط الجزائر في الكثير من األزمات التي اثقلت‬
‫كاهلها‪ ،‬كالبطالة وتدني القدرة الشرائية وغيرها‪ ،‬والتي تحولت الى قنابل موقوتة‪ ،‬بدأت‬
‫تتفجر على شكل عنف وتخريب وقتل‪ ،‬جراء اإلهمال والتهميش الذي تعرضوا له‪.2‬‬

‫‪ -1‬سهيلة عبد األنيس‪،‬في معوقات التحول الديمقراطي في العراق‪ :‬دراسة في المعوقات الداخلية‪ ،‬المجلة السياسية الدولية‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،2007 ،07‬ص ‪ .19‬متوفر على الموقع‪.https://www.iasj.net ،‬‬
‫‪ -2‬يوسف شلي‪ ،‬معوقات التغير في الجزائر تحت ظالل أزمة التسعينيات‪ ،‬البيان‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،09‬ص ‪.204‬‬

‫‪51‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫بعد الدراسة والتحليل للموضوع الذي بين ادينا والموسوم باالصطالحات السياسية‬
‫في الجزائر بين الخطاب والممارسة من خالل خطاب رئيس الجمهورية السابق عبد‬
‫العزيز بوتفليقة في الخامس عشر من ابريل سنة الفين وإحدى عشر توصلنا الى‪:‬‬
‫ان االصالح السياسي يعتبر احد المداخل والمقاربات المهمة في عملية التحول‬
‫الديمقراطي التي باشرتها العديد من االنظمة السياسية في العالم والتي من بينها الجزائر‪،‬‬
‫ويعتبر كذلك احد المفاهيم ذات االهمية البالغة في حقل العلوم السياسية نتيجة الدراسات‬
‫واالبحاث التي تناولت الموضوع من مختلف جوانبه والتي خلصت في اغلبها الى‬
‫ضرورة وجود ارادة سياسية حقيقية من طرف السلطة السياسية الحاكمة إلنجاح عملية‬
‫االصالحات السياسية التي تتبناها ‪ ،‬وكذا وجود وعي سياسي حقيقي من طرف افراد‬
‫المجتمع من اجل االلتفاف حول عملية االصالح السياسي والعمل على انجاحها وهوما‬
‫خلصنا اليه ايضا من خالل بحثنا والذي اثبتنا من خالله صحة الفرضية االولى التي‬
‫انطلقنا منها والتي مفادها ان اإلصالح السياسي هو عبارة عن قناعة وإيمان النظام‬
‫بضرورة وحتمية التغيير‪.‬‬
‫وإلنجاح عملية االصالح البد من وجود خطاب سياسي فعال‪ ،‬باعتبار ان الخطاب‬
‫السياسي في االدبيات السياسية هو عبارة عن االلية التي من خاللها تستطيع النخبة‬
‫السياسية الحاكمة ايصال افكارها وبرامجها ومشاريعها لغالبية افراد المجتمع‪ ،‬باستخدام‬
‫اسلوب أكثر اقناعا ولغة يستطيع من خاللها افراد المجتمع فهم ما تريده السلطة السياسية‬
‫الحاكمة تبليغه وهو ما يثبت صحة الفرضية الثانية التي انطلقنا منها والتي مفادها ان‬
‫الخطاب السياسي يعبر عن تلك الوعود والتصريحات التي تقدمها الحكومات من أجل‬
‫عملية اإلصالح السياسي‪.‬‬
‫ومن خالل تتبعنا لمسار اإلصالحات السياسية في الجزائر نالحظ أن هناك تطور‬
‫ملحوظ على مستوى الخطاب الرسمي‪ ،‬اال أن ذلك بقي حبيس ورهين االطار النظري أي‬
‫مجرد وعود وخطابات شكلية وترسانة قوانين مدونة على الورق دون تفعيل ذلك على‬
‫مستوى الممارسة السياسية الحقة‪ ،‬كما يمكن القول ‪ :‬ان مردود عملية اإلصالحات‬

‫‪53‬‬
‫الخاتمة‬

‫السياسية األخيرة في الجزائر هو مردود ضئيل وهزيل للغاية‪ ،‬فعلى الرغم من اإلصالحات‬
‫السيا سية المعلن عنها في خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في ‪15‬‬
‫أفريل ‪ 2011‬التي اعتبرت آنذاك من طرف الكثيرين على انها عالمة فارقة في الخطاب‬
‫السياسي اإلصالحي الجزائري‪ ،‬كما اعتبروها أيضا نقطة تحول لألمام‪ ،‬على غرار‬
‫اإلصالحات الستة الشهيرة‪ ،‬اال أن ذلك لم يفضي الى تحول ديمقراطي حقيقي‪" ،‬والدليل‬
‫على ذلك عدم انعكاس المؤشرات االقتصادية واالجتماعية على المستوى الفردي بشكل‬
‫إيجابي على مستوى المعيشة اليومية لحياة المواطن‪ ،‬كما التزال الحياة النقابية وحركات‬
‫المجتمع المدني في حاجة الى تمكن أكثر‪ ،‬واليزال االعالم في منظومته السمعية‬
‫والبصرية بحاجة ماسة ومستعجلة للدفع به لتقديم بدائل إعالمية تتناسب مع المكانة‬
‫الجيوسياسية للجزائر ‪ ،‬كما أن عملية اإلصالح السياسي سارت بمنطق خطوة لألمام‬
‫وخطوة أو خطوتين للخلف والتي هي في الجوهر محاولة لتحديث التسلطية أكثر من‬
‫كونها سياسة لبناء الديمقراطية‪.‬‬
‫كما أن هذه اإلصالحات السياسية جاءت كردة فعل عن االحتجاجات الشعبية التي‬
‫شهدتها البالد في تلك الفترة‪ ،‬وهذا ما يفسر نية وهدف السلطة من وراء هذه اإلصالحات‬
‫ليس سعيا منها لتكريس وتعزز الديمقراطية كما اعتقد البعض وانما الهدف منها هو‬
‫امتصاص لغضب الشارع والحيلولة دون وصول المد االحتجاجي العربي الى الجزائر‪،‬‬
‫ولعل بقاء التوجهات السياسية واستمرارها من السيء نحو األسوء بعد اصدار هذه‬
‫اإلصالحات السياسية وما شهدته الجزائر في سنة ‪ 2019‬من انتفاضة شعبية وحراك‬
‫سلمي مطالبا بإحداث تغيير جذري وشامل للنظام لخير دليل على ذلك‪.‬‬
‫كما لم تساهم األليات المؤسساتية وال القانونية التي استحدثتها السلطة من خالل‬
‫خطابتها الرسمية من تفعيل اصالح سياسي حقيقي‪.‬‬
‫ويعود ضعف اإلصالحات السياسية الى وجود فجوة كبيرة بين الخطابات الرسمية‬
‫واإلطار القانوني من جهة وواقع الممارسة من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫الخاتمة‬

‫وخالصة القول ان االشكال الذي تعاني منه الجزائر ليس في القوانين بل في عدم‬
‫وجود إرادة حقيقية لتبني إصالحات فعلية‪ ،‬هذا الذي ال يتحقق اال بإعادة النظر فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في النصوص الدستورية إلقامة توازن وفصل حقيقي بين السلطة‬
‫التنفيذية وبقية السلطات مما يؤسس فعال لبناء دولة القانون‪.‬‬
‫‪ -‬دعم استقاللية المجتمع المدني ورفع هيمنة الدولة على هذا القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬دعم قوانين األحزاب بترسانة قانونية تؤسس حقيقة لوجود معارضة فعلية لتقويم‬
‫العمل الحكومي‪.‬‬
‫‪ -‬على المستوى المحلي يجب تنظيم أنشطة من شأنها تحفيز الجماعات المحلية‬
‫والنهوض بدورها الفعال في العملية التنموية‪.‬‬
‫‪ -‬البد من زيادة الشفافية حول المتغيرات السياسية في السلطة والحكم مع االرتباط‬
‫القوي بالديمقراطية وحرية ممارسة العمل السياسي مما يمكن من مراجعة الخارطة‬
‫السياسية‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ق ائمة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫المراجع‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫اوال‪ :‬المصادر‬
‫القرءان الكريم‪ ،‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬ ‫‪)1‬‬
‫القرءان الكريم‪ ،‬سورة هود‪ ،‬اآلية ‪.88‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪ )3‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪،‬‬
‫قانون االنتخابات رقم ‪ 01-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪،‬‬
‫نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz . 2012‬‬
‫‪ )4‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪،‬‬
‫قانون األحزاب السياسية رقم ‪ 04-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على‬
‫الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz .2012‬‬
‫‪ )5‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪،‬‬
‫قانون تنافي العهدة البرلمانية رقم ‪ 02-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على‬
‫الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz 2012‬‬
‫‪ )6‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪،‬‬
‫قانون تنافي الجمعيات رقم ‪ 06-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪،‬‬
‫نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz2012‬‬
‫‪ )7‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪،‬‬
‫قانون يحدد كيفيات توسيع حظوظ تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة رقم ‪03-12‬‬
‫مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪ ،‬نصوص اإلصالحات السياسية لـ‬
‫‪www.apn.dz 2012‬‬
‫‪ )8‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬رئاسة الجمهورية‪ ،‬األمانة العامة للحكومة‪،‬‬
‫قانون عضوي لإلعالم رقم ‪ 05-12‬مؤرخ في ‪ 12‬يناير ‪ ،2012‬متوفر على الرابط‪،‬‬
‫نصوص اإلصالحات السياسية لـ ‪www.apn.dz 2012‬‬

‫‪57‬‬
‫المراجع‬

‫‪ )9‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬المرسوم الرئاسي رقم‪-92‬‬


‫‪ 44‬مؤرخ في ‪ 05‬شعبان ‪ 1412‬الموافق لـ ‪ 09‬فيفري ‪ ،1992‬يتضمن اعالن حالة‬
‫الطوارئ‪ ،‬العدد ‪ ،10‬الصادر في ‪ 09‬فيفري ‪.1992‬‬
‫‪ )10‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬قانون رقم ‪05-11‬‬
‫مؤرخ في ‪ 17‬ربيع الثاني ‪ 1432‬الموافق ‪ 22‬مارس ‪ ،2011‬يتضمن الموافقة على‬
‫األمر رقم ‪ 01-11‬المؤرخ في ‪ 20‬ربيع األول ‪ 1432‬الموافق ‪ 23‬فيفري ‪،2011‬‬
‫يتضمن رفع حالة الطوارئ‪ ،‬العدد ‪ 19‬الصادر في ‪ 23‬فيفري ‪2011‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب باللغة العربية‪:‬‬
‫ابراهيم محمد عززيز‪ ،‬إشكالية االصالح في الشرق األوسط ‪ ،‬السليمانية‪ :‬مطبعة‬ ‫‪)1‬‬
‫رون ‪ ،‬ط‪.2010 ،1‬‬
‫أحمد حسين الرفاعي‪ ،‬مناهج البحث العلمي تطبيقات إدارية واقتصادية‪ ،‬األردن‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫دار وائل للنشر‪ ،‬ط‪.2005 ،1‬‬
‫‪ )3‬اسماعيل عبدالفتاح عبدالكافي ‪ ،‬معجم مصطلحات عصر العولمة‪ (،‬مصطلحات‬
‫سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية واعالمية)‪ ،‬قويسنا ‪ :‬مؤسسة كتب عربية ‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ )4‬أمين عواد المشاقبة‪ ،‬المعتصم باهلل داود علوي‪ ،‬االصالح السياسي والحكم الرشيد‪:‬‬
‫اطار نظري‪ ،‬عمان‪ :‬دار الحامد‪.2010 ،‬‬
‫‪ )5‬أيمن حسين‪ ،‬االستقالل الثاني نحو مبادرة اإلصالح السياسي في العالم العربي‪،‬‬
‫مصر‪ :‬مركز القاهرة لدراسة حقوق االنسان‪.2002 ،‬‬
‫‪ )6‬بهاء الدين محمد مزيد‪ ،‬تبسيط التداولية‪ ،‬من أفعال الكالم إلى بالغة الخطاب‬
‫السياسي‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار شمس للنشر ط‪.2010‬‬
‫‪ )7‬بومدين طاشمة‪ ،‬دراسات في التنمية السياسية في بلدان الجنوب قضايا واشكاليات‪،‬‬
‫الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪. 2011 ،‬‬
‫‪58‬‬
‫المراجع‬

‫‪ )8‬خميس حزام والي‪ ،‬إشكالية الشرعية في األنظمة السياسية العربية‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز‬
‫درسات الوحدة العربية‪.2008 ،‬‬
‫‪ )9‬سالم صبحي‪ ،‬الفساد اإلداري والمالي كظاهرة وأساليب عالجها‪ ،‬ط‪ ،01.‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ :‬دار وائل للنشر والتوزيع‪.2015،‬‬
‫‪ )10‬سليمان الهتالن‪ ،‬الشارع يا فخامة الرئيس في جذور وتداعيات الربيع العربي‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬دبي‪ :‬دار مدارك للنشر‪.‬‬
‫‪ )11‬عادل فتحي‪ ،‬ثابت عبدالحفيظ‪ ،‬النظرية السياسية المعاصرة‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار‬
‫الجامعية‪.2007-2006 ،‬‬
‫‪ )12‬عامر مصباح‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم السياسية واالعالم‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪.2008 ،‬‬
‫‪ )13‬عبد االله بلقيز‪ ،‬ثورات وخيبات في التغيير الذي لم يكتمل‪ ،‬ط‪ 1،‬بيروت‪ :‬منتدى‬
‫المعارف‪.2012 ،‬‬
‫‪ )14‬عبد الرحمان الحاج‪ ،‬الخطاب السياسي في القرأن السلطة والجماعة ومنظومة‬
‫القيم‪ ،‬ط‪.1‬بيروت ‪ :‬الشبكة العربية لألبحاث والنشر‪.‬‬
‫(كانون‬ ‫الجزائر‬ ‫في‬ ‫االحتجاجية‬ ‫الحركات‬ ‫جابي‪،‬‬ ‫الناصر‬ ‫‪ )15‬عبد‬
‫الثاني‪/‬يناير‪ ،)2011‬الدوحة‪ :‬المركز العربي لألبحاث‪ ،‬شباط‪/‬فبراير‪.2011‬‬
‫‪ )16‬عبدالوهاب الكيالي واخرون ‪ ،‬موسوعة السياسة ‪ ،‬بيروت ‪ :‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر ‪ ،‬دار الهدى للنشر والتوزيع ‪ ،‬ج‪. 01.‬‬
‫‪ )17‬عصام بن الشيح‪ ،‬مشروع اإلصالح السياسي في الجزائر‪ ،‬الدوحة‪ :‬المركز العربي‬
‫لألبحاث ودراسة السياسات جويلية ‪.2011‬‬

‫‪59‬‬
‫المراجع‬

‫‪ )18‬عمار جفال‪ ،‬المفهوم االشتراكي لإلصالح السياسي‪ ،‬من مؤلف ‪ :‬كمال المنوفي‪،‬‬
‫يوس محمد الصواني‪ ،‬ندوة الديمقراطية واالصالح السياسي في الوطن العربي‪ ،‬ليبيا‪،‬‬
‫المركز العربي لدرسات وأبحاث الكتاب األخضر‪2006 ،‬‬
‫‪ )19‬محمد شلبي‪ ،‬المنهجية في التحليل السياسي‪ ،‬المفاهيم‪ ،‬المناهج‪ ،‬االقترابات‬
‫واألدوات‪ ،‬الجزائر‪ :‬دار هومه‪.2002 ،‬‬
‫‪ )20‬محمود عكاشة‪ ،‬لغة الخطاب السياسي دراسة لغوية تطبيقية في ضوء نظرية‬
‫االتصال‪ ،‬مصر‪ :‬دار النشر للجامعات‪ ،‬ط‪،2005 ،1‬‬
‫‪ )21‬مبروك ساحلي‪ ،‬اإلصالح السياسي في دول شمال افريقيا دراسة حالة (تونس‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬المغرب)‪ ،‬انقرة‪ :‬مركز درسات الشرق األوسط‪ /225 ،‬ديسمبر ‪.2018‬‬
‫نورالدين علوش‪ ،‬المنظمات غير الحكومية ورهانات حقوق االنسان‪ :‬نموذج‬ ‫‪)22‬‬
‫المنظمة المغاربية لحقوق االنسان‪ ،‬ناشري‪ :‬دار ناشري للنشر االلكتروني‪.2011 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ )1‬باهي سمير ‪ ،‬اإلصالح السياسي في الدول المغاربية بين المحددات الداخلية‬
‫والضغوط الدولية‪ :‬دراسة لنموذجي تونس ولييا‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم السياسية‬
‫تخصص عالقات دولية‪ ،‬جامعة باتنة‪ :01‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬قسم العلوم السياسية‪،‬‬
‫‪.2018/2017‬‬
‫‪ )2‬حسينة فالح‪ ،‬الخطاب السياسي الجزائري في رواية ياسمينة صالح وطن من زجاج‬
‫"أنموذجا"‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال شهادة الماستر في اللغة واألدب العربي‪ :‬جامعة‬
‫بجاية‪ ،‬كلية األدب واللغات‪ ،‬قسم اللغة واألدب العربي‪.2014/2013،‬‬
‫‪ )3‬رفيق براهمية وعبدالرحيم بوزعرورة‪ ،‬مبدأ الفصل بين السلطات في النظام الدستوري‬
‫الجزائري‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في القانون‪ ،‬قسم العلوم القانونية واإلدارية‪،‬‬
‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪ ،2015-2014 ،1945‬ص ‪.81‬‬

‫‪60‬‬
‫المراجع‬

‫‪ )4‬زقاغ فتيحة‪ ،‬سحنون يسمينة‪ ،‬الخطاب السلطوي دراسة تداولية للخطاب السياسي –‬
‫خطاب عبدالعزيز بوتفليقة "أنوذجا"‪ ،-‬مذكرة مقدمة الستكمال شهادة الماستر في‬
‫اللغة واألدب العربي‪ ،‬كلية األدب واللغات‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪:‬‬
‫‪،2016/2015‬‬
‫‪ )5‬شعبان العيد‪ ،‬االصالح السياسي في الجزائر ‪ ،2013-2008‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شهادة الماستر في العلوم السياسية‪ ،‬قم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪.2014/2013 ،‬‬
‫‪ )6‬شريفي نعيمة‪ ،‬شتواني ليندة‪ ،‬استراتجية التواصل في الخطاب السياسي بين التصريح‬
‫والتلميح‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر تخصص علوم الليسان‪ ،‬كلية الدب‬
‫واللغات‪ ،‬قسم اللغة واالدب العربي‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية‪.2013/2012 :‬‬
‫‪ )7‬عمر بوجالل‪ ،‬الديمقراطية التشاركية في ظل اإلصالحات السياسية في الجزائر‬
‫‪ 2014-1989‬الواقع وآليات التفعيل‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماجيستر في العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم التنظيم السياسي واإلداري‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪،3‬‬
‫‪.2015-2014‬‬
‫‪ )8‬فلاير بن الحاج جلول‪ ،‬آليات االقناع في الخطاب السياسي حطاب السيد رئيس‬
‫الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة نموذجا‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في اآلدب‬
‫العربي تخصص اللغة العربية واالعالم‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‪ :‬كلية‬
‫اآلدب العربي والفنون‪ ،‬قسم الدرسات اللغوية‪ ،2017/2016 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ )9‬كدروسي مختار وعرابي علي‪ ،‬االصالحات السياسية في دول المغرب العربي دراسة‬
‫حالة الجزائر والمغرب‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في العلوم السياسية‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬قسم العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة سعيدة‪2016/2015 ،‬‬

‫‪61‬‬
‫المراجع‬

‫رابعا ‪ :‬المقاالت والدوريات‪:‬‬


‫‪ )1‬آمنة محمد علي ‪ ،‬سنان صالح رشيد‪" ،‬المرأة وتحديات اإلصالح السياسي – العراق‬
‫نموذجا" ‪ ،-‬مجلة دراسات دولية ‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العددان ‪ 77‬و ‪.2003 (78‬‬
‫‪ )2‬أمين لمشاقبة و شمالن العيسى‪ ،‬االصالحات السياسية في العالم العربي أوراق عمل‬
‫ووثائق الندوة الثالثة‪ ،‬الكويت‪ :‬مركز الدراسات االستراتيجية والمستقبلية في جامعة‬
‫الكويت‬
‫‪ )3‬حمدان رمضام محمد الخالدي‪ ،‬مرجعيات الخطاب السياسي في القرأن الكريم دراسة‬
‫تحليلية نقدية في مجال علم االجتماع السياسي‪ ،‬جامعة الموصل ‪ ،‬كلية األداب ‪ ،‬قسم‬
‫علم االجتماع‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم االنسانية‪ ،‬العدد(‪4‬مج)‪ ،‬تشرين األول‬
‫‪.2017‬‬
‫‪ )4‬حمدان رمضان محمد الخالدي‪ ،‬مرجعيات الخطاب السياسي في القرأن الكريم دراسة‬
‫تحليلية نقدية في علم االجتماع السياسي‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم االنسانية‪،‬‬
‫جامعة الموصل‪ ،‬كلية األداب‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬العدد(‪4‬مج‪ ،)6‬تشرين األول‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ )5‬حيدر علوان حسين وأخرون‪" ،‬تداعيات الخطاب السياسي على السلم المجتمعي في‬
‫العراق"‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬عدد خاص‪.2018 ،‬‬
‫‪ )6‬سليماني مباركة‪" ،‬السياسة االمركية واالروبية تجاه االصالح السياسي في المنطقة‬
‫العربية‪ :‬الجزائر والمملكة المغربية نموذجا"‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬العدد‬
‫‪.2019 ،12‬‬
‫‪ )7‬سهيلة عبد األنيس‪،‬في معوقات التحول الديمقراطي في العراق‪ :‬دراسة في المعوقات‬
‫الداخلية‪ ،‬المجلة السياسية الدولية‪ ،‬العدد ‪ ،2007 ،07‬ص ‪ .19‬متوفر على‬
‫الموقع‪https://www.iasj.net. ،‬‬

‫‪62‬‬
‫المراجع‬

‫عمراني كربوسة‪ ،‬سهام زروال‪ "،‬االصالحات السياسية في الجزائر بعد‪ ،"2011‬مجلة‬ ‫‪)8‬‬

‫المعيار‪ ،‬العدد‪ ،49.‬المجلد ‪،2020 ،24‬‬


‫‪ )9‬لخضر رزاوي‪ ،‬خطاب الرئيس استجاب النشغاالت الجزائريين‪ ،‬يومية الشروق‬
‫الجزائرية ‪ ،‬العدد‪ 98 ،15644 .‬بتاريخ ‪ 15‬أفريل ‪.2011‬‬
‫‪ )10‬محمد الشيخ‪ " ،‬إشكالية تعثر االنتقال الديمقراطي في لبيا بعد عام‪ "2011‬مجلة‬
‫درسات شرق أوسطية‪ ،‬العدد ‪ ،68‬صيف ‪2014‬‬
‫‪ )11‬محوز عمر‪ ،‬معمر خديجة‪" ،‬المتغيرات الخارجية ومسار االصالحات السياسية في‬
‫الجزائر"‪ ،‬مجلة القانون الدستوري والمؤسسات السياسية‪ ،‬المجلد‪ ،03.‬العدد‪،01‬‬
‫جوان ‪.2019‬‬
‫‪ )12‬مراد كريفارد ومحمد أمين بربري‪" ،‬دور وأهمية نظام الرقابة في الحد من ظاهرة الفساد‬
‫المالي باإلشارة الى حالة الجزائر"‪ ،‬اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬العدد ‪ :17‬السداسي‬
‫الثاني ‪2017‬‬
‫‪ )13‬مصطفى الزاوي‪ ،‬مصطفى بن حوى‪" ،‬العالقة بين الخطاب السياسي والمشاركة‬
‫االنتخابية في الجزائر "الطالب الجامعي نموذجا"‪ ،‬مجلة جيل الدرسات السياسية‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬العدد ‪.2017/10/30 ،10‬‬
‫‪ )14‬موسى جعفر راضي‪ ،‬تداعيات الحطاب السياسي على السلم المجتمعي في‬
‫العراق‪ ،‬عدد خاص بالمؤتمر الدولي األول لجامعة األنبار‪.‬‬
‫‪ )15‬نصار اسعد نصار‪" ،‬إصالح األمة في ضوء الكتاب والسنة‪ :‬دراسة في مفهوم‬
‫االصالح واتجاهاته والياته"‪ ،‬مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،23‬العدد األول‪.2007 ،‬‬
‫‪ )16‬يوسف شلي‪ ،‬معوقات التغير في الجزائر تحت ظالل أزمة التسعينيات‪ ،‬البيان‪،‬‬
‫العدد ‪.2012 ،09‬‬

‫‪63‬‬
‫المراجع‬

‫‪ )17‬همام طه‪" ،‬الخطاب الساسي مهارة شخصية للقادة ورسالة معلنة للدولة"‪ ،‬صحيفة‬
‫العرب ‪ ،‬العدد‪ ،10518 .‬لندن‪.2017/01/20 ،‬‬
‫‪ )18‬فتحي بولعراس‪" ،‬االصالحات السياسية في الجزائر بين استراتجيات البقاء ومنطق‬
‫التغيير"‪ ،‬المجلة العربية للعلوم السياسية‪ ،‬العدد ‪2012(45‬‬
‫خامسا ‪ :‬المواقع االلكترونية‪:‬‬
‫الموقع‪:‬‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫مفاهيمي‪،‬‬ ‫مدخل‬ ‫السياسي‬ ‫الخطاب‬ ‫‪ )1‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪.05/06/2020 ،12:09 ،https://www.alloschool.com/‬‬
‫‪ )2‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 'إصالحات الرئيس بوتفليقة لم تقنع الجزائريين"‪ ،‬صحيفة الوسط البحرينية‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫الرابط‪،‬‬ ‫على‬ ‫متوفرة‬ ‫‪،2011‬‬ ‫أفريل‬ ‫‪15‬‬ ‫العدد‪،3143‬‬
‫‪http://alwasatnews.com/news/537558.html.‬‬
‫بوتفليقة‪،‬‬ ‫الرئيس‬ ‫خطاب‬ ‫على‬ ‫السياسية‬ ‫الطبقة‬ ‫فعل‬ ‫ردود‬ ‫‪ )3‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ ،https://www.djazairess.com/elbilad/28904‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪28‬‬
‫ماي ‪2020/03/11 ،11:06 2020‬‬
‫‪ )4‬رمضان أحمد بريمة‪ ،‬انحطاط الخطاب السياسي‪...‬تقويض لبناء الدولة وفتح للنسيج‬
‫‪https://www.raialyoum.com/ 3‬‬ ‫االجتماعي‪ ،‬متوفرعلى الموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪،10:05 ،02/03/2020 .‬‬
‫‪ )5‬أ‪.‬ف‪.‬ب‪ ،،‬إصالحات بوتفليقة لم تقنع الجزائريين ‪ ،‬مقال منشور في ايالف جريدة الكترونية‬
‫الموقعٍ‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫‪،2011/04/16:‬‬ ‫بتاريخ‬ ‫مغربية‬
‫‪https://elaph.com/Web/newsl‬تم االطالع عليه بتاريخ‪ ،2020/05/20 ،‬على‬
‫الساعة ‪.20:00‬‬
‫‪ )6‬أثر المتغيرات ا لداخلية والخارجية على التحول الديمقراطي في المملكة المغربية‬
‫‪01/06/2020. ،https://democraticac.de/ ?p=51131 14:00،20102017‬‬

‫‪64‬‬
‫المراجع‬

‫‪ )7‬انطالقا من الخطاب السياسي الذي القاء الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة الى االمة‬
‫‪.‬‬ ‫بتاريخ ‪ 15‬ابريل ‪2011‬‬
‫‪ )8‬الحسين الزاوي‪ ،‬رهانا تعديل الدستور الجزائري‪ ،‬على الموقع االلكتروني‬
‫‪ ،http://www.alkhaleej.ae/‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪.2020‬‬
‫‪ )9‬سماح حمدي ‪ ،‬تحليل الخطاب السياسي ‪،‬مايجب ان يكون ‪،‬المعهد المصري للدراسات‬
‫‪.‬الموقع االلكتروني للمعهد‪https://eipss-‬‬ ‫السياسية واالستراتيجية مقاالت لمعهد‬
‫‪eg.org/‬بتاريخ‪ 16 :‬نوفمبر ‪ ، 2016‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ .2020/05/29‬على‬
‫الساعة ‪. 18:25‬‬
‫سهيلة عبد األنيس‪ ،‬في معوقات التحول الديمقراطي في العراق(دراسة في‬ ‫‪)10‬‬
‫على‪:‬‬ ‫متوفر‬ ‫الداخلية)‪،‬‬ ‫المعوقات‬
‫‪،13:30‬‬ ‫‪،https://www.iasj.net/iasj?func=fulltext&aId=9425‬‬
‫‪.04/06/2020‬‬
‫الموقع‪،‬‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫السياسي‪،‬‬ ‫الخطاب‬ ‫هدف‬ ‫طقاطقة‪،‬‬ ‫شيرين‬ ‫‪)11‬‬
‫‪.22/06/2020 ،17:43 ،https://mawdoo3.com/‬‬
‫على‪،‬‬ ‫متوفر‬ ‫السياسي‪،‬‬ ‫الخطاب‬ ‫وظائف‬ ‫طقاطقة‪،‬‬ ‫شيرين‬ ‫‪)12‬‬
‫‪15/06/2020. ،14:23 ،https://mawdoo3.com/‬‬
‫طارق الجعدي محمد تركي بني سالمة‪ ،‬معوقات اإلصالح‪-‬السياسي في األردن‬ ‫‪)13‬‬
‫على الموقع االلكتروني‪https://www.raialyoum.com/:‬‬
‫عبد الكريم حمودي‪ ،‬االقتصاد الجزائري غني بموارده هائل بفساده‪ ،‬الخليج اون‬ ‫‪)14‬‬
‫الين‪ ،‬متوفر على الموقع التالي‪https://alkhaleejonline.net ،‬‬

‫‪65‬‬
‫المراجع‬

‫عبد الناصر جابي‪ ،‬وضع المعارضة الجزائرية ومساراتها المحتملة‪ ،‬مركز الجزيرة‬ ‫‪)15‬‬
‫للدرسات‪،2020-05-22 ،‬‬
‫‪https://studies.aljazeera.net/ar/reports/2016/01/201613112441392‬‬
‫‪3.html.‬‬
‫عمر طيب بوجالل‪ ،‬ادماج المقاربة التشاركية في اإلصالحات السياسية‪ ،‬في‪:‬‬ ‫‪)16‬‬
‫‪.02/06/2020 ،10:33 ،https://books.google.dz/books‬‬
‫‪.‬‬ ‫غزالن عتقاوي‪ ،‬الخطاب السياسي بين الفكر والبالغة‪ ،‬متوفر على الرابط‪:‬‬ ‫‪)17‬‬
‫‪، https://www.ultrasawt.com‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪.13:09 ،04/03/2020‬‬
‫‪ )18‬مجد خضر‪ ،‬خصائص الخطاب السياسي‪ ،‬متوفر على الموقع‪:‬‬
‫‪.05/06/2020 ،12:45 ،https://mawdoo3.com/‬‬
‫محمد تركي بني سالمة‪ ،‬اإلصالح السياسي والحركات اإلصالحية في المنطقة‬ ‫‪)19‬‬
‫العربية‪ ،‬مقال منشور على الموقع االلكتروني ‪ ،https://www.politics-dz.com‬تم‬
‫االطالع عليه بتاريخ ‪ .2020/03/03 ،‬على الساعة ‪20:09‬‬
‫االلكتروني‬ ‫الموقع‬ ‫على‬ ‫واقتصاد‪،‬‬ ‫سياسة‬ ‫بوفيجلين‪،‬‬ ‫يوسف‬ ‫‪)20‬‬
‫‪ ،https://www.dw.com/ar‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪.2020‬‬
‫يوسف خالد يوسف المرزوق‪ ،‬إصالحات بوتفليقة لم تقنع الجزائريين‪ ،‬على الموقع‬ ‫‪)21‬‬
‫‪:‬‬ ‫االلكتروني‪https://www.alanba.com.kw/ar/arabic-international-‬‬
‫‪ ،news‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪.2020‬‬

‫‪66‬‬
‫ملخص الدراسة‪:‬‬

‫‪-1‬باللغة العربية‪:‬‬

‫على ضوء تزايد االهتمام بموضوع اإلصالح السياسي في الجزائر على‬


‫الصعيدين الرسمي وغير الرسمي‪ ،‬تأتي هذه الدراسة التي بين أيدينا لتناول موضوع‬
‫اإلصالحات السياسية في الجزائر بين الخطاب والممارسة والتي عبر عنها رئيس‬
‫الجمهورية السابق السيد عبد العزيز بوتفليقة في خطابه المتلفز يوم ‪ 15‬أفريل ‪،2011‬‬
‫وجاءت هذه الدراسة بهدف رصد والوقوف على أهم العوامل المؤثرة في عملية‬
‫اإلصالح السياسي وتفكيك مضامين هذه اإلصالحات ومن ثم تقييمها مع الوضع الراهن‬
‫وتبيان مدى مساهمة اإلصالحات والخطاب السياسي الرسمي في ترسيخ وإرساء‬
‫الديمقراطية في الجزائر‪.‬‬

‫واتضح لنا من خالل دراستنا لواقع هذه اإلصالحات السياسية في الجزائر الى أنه‬
‫على الرغم من ان الكالم عن اإلصالح في الجزائر كثير‪ ،‬سواء من قبل السلطة أومن‬
‫قبل المعارضة اال أن الفعل قليل‪ ،‬وهذا يعبر عن واحدة من أهم المشكالت البنائية التي‬
‫تعاني منها الحياة السياسية في الجزائر‪ ،‬وهي مشكلة الفجوة بين القول والفعل‪ ،‬األمر‬
‫الذي جعل الخطاب الرسمي يفتقر الى المصداقية‪ ،‬كما يشكل هاجس حقيقي بشأن مستقبل‬
‫اإلصالح في الجزائر‪ ،‬لذلك فان التفكير في البدائل المحتملة لإلصالح الحقيقي تشكل‬
‫عامال مهما قد يدفع في اتجاه تبني سياسات إصالحية جديدة‪ ،‬تخرج البالد من المأزق‬
‫الراهن وتضعها على الطريق الحقيقي للتقدم االقتصادي واالجتماعي والسياسي والثقافي‪،‬‬
‫ويجنبها مخاطر االنزالق والوقوع فيما ال يحمد عقباه‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬

‫اإلصالحات السياسية‪ ،‬الخطاب السياسي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬رئيس الجمهورية‪.‬‬


:‫ باللغة اإلنجليزية‬-2
In light of the growing interest in the subject of political reform in
Algeria at the official and popular levels, this study come to discuss
the political reforms in Algeria between the speech and practice,
after expressed by ex-President Abdelaziz Bouteflika in his
televised conference on April 15, 2011. This study came with the
aim of verified and identifying the most important factors affecting
to the political reform process, pull all the contents of reforms
apart and then evaluating with the current situation and showing
how much the reforms and official speech contribute to the
consolidation and democratization of Algeria.
It is clearly from our study through real learning of political reforms
in Algeria that there is a lot of conversation about reform from the
authority or the opposition and this present the most problems in
political life in Algeria which is the difference between speeches
and actions, this problem make the official discourse empty and
without credibility, which is make a real concern about the future
of reform in Algeria. Thinking about possible solution about real
reform present an important factor that may push towards the
adoption of new reform policies, which will get the country out of
the current impasse and put it on the real path of economic, social,
political and cultural progress, and avoid the risk of falling in many
problems.
Keywords: reform policies, Algeria, official discourse, the
opposition
‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫أ‪-‬ي‬ ‫المقدمة‬
‫‪12‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري والمفاهيمي لمفهومي اإلصالح والخطاب السياسي‬
‫‪12‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية اإلصالح السياسي‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -‬اإلصالح لغة‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -‬اإلصالح اصطالحا‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم اإلصالح السياسي‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬دوافع اإلصالح السياسي‬
‫‪15‬‬ ‫أوال‪ :‬الدوافع الداخلية لإلصالح السياسي‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -1‬الدوافع السياسية‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -2‬الدوافع االقتصادية‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -3‬الدوافع االجتماعية‬
‫‪17‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الدوافع الخارجية لإلصالح السياسي‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -1‬القيود السياسية والدولية‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -2‬تنامي موجة اإلصالح في العالم‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -3‬التحوالت السياسية والدولية‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات اإلصالح السياسي‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -1‬غياب اإلرادة السياسية‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -2‬ضعف الثقافة الديمقراطية‬
‫‪21‬‬ ‫‪ -3‬ضعف مؤسسات المجتمع المدني‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -4‬الظروف االجتماعية واالقتصادية المضطربة‬
‫‪23‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية الخطاب السياسي‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الخطاب السياسي‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -‬الخطاب لغة‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -‬الخطاب اصطالحا‬
‫‪26‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬وظائف وخصائص الخطاب السياسي‬
‫‪26‬‬ ‫اوالً‪ :‬وظائف الخطاب السياسي‬
‫‪27‬‬ ‫ثانياً‪ :‬خصائص الخطاب السياسي‬
‫‪29‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أنواع وأهداف الخطاب السياسي‬
‫‪29‬‬ ‫أوالً‪ :‬أنواع الخطاب السياسي‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -1‬الخطاب السياسي الواقعي‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -2‬الخطاب السياسي الرسمي‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -3‬الخطاب السياسي المدني‬
‫‪30‬‬ ‫ثانياً‪ :‬أهداف الخطاب السياسي‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلصالحات السياسية في الجزائر من خالل خطاب الرئيس‬
‫‪33‬‬
‫السابق عبد العزيز بوتفليقة‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الخطاب الرسمي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الدوافع واألسباب التي أدت الى القاء هذا الخطاب‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -1‬الدوافع الداخلية‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -2‬الدوافع الخارجية‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬قراءة في خطاب رئيس الجمهورية‬
‫‪38‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬ردود الفعل حول هذا الخطاب‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -1‬ردود فعل مثمنة‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -2‬ردود فعل رافضة‬
‫‪40‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة اإلصالحات السياسية التي نادى بها رئيس الجمهورية‬
‫‪40‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مضمون اإلصالحات السياسية‬
‫‪41‬‬ ‫‪ -1‬رفع حالة الطوارئ‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -2‬قانون االنتخابات ‪01-12‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ -3‬قانون األحزاب السياسية ‪04-12‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -4‬قانون تنافي العهد البرلمانية ‪02-12‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪ -5‬قانون الجمعيات ‪06-12‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -6‬قانون تمثيل المرأة في المجالس المنتخبة ‪03-12‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ -7‬قانون االعالم ‪05-12‬‬
‫‪44‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬واقع اإلصالحات السياسية‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬معوقات اإلصالحات السياسية‬
‫‪47‬‬ ‫‪ -1‬انعدام إرادة حقيقية لإلصالح السياسي‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -2‬غياب رؤية شاملة لإلصالح السياسي‬
‫‪48‬‬ ‫‪ -3‬وجود قوى معارضة لإلصالح‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -4‬ضعف القوى ذات المصلحة في اإلصالح‬
‫‪53‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪57‬‬ ‫قائمة المصادر والمراجع‬

You might also like