You are on page 1of 16

‫ص ‪74-97‬‬ ‫املجلد‪ 12 :‬العدد‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫رهانات ترجمة الخطاب السياس ي‬


‫‪Challenges in Translating Political Discourse‬‬

‫سميرة قنيش‪ Samira KENNICHE * 1‬أحالم صغور‪Ahlem SEGHOUR 1‬‬


‫‪ 2‬مخبرتعليمية الترجمة وتعدد األلسن‬
‫معهد الترجمة‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،2‬أحمد بن بلة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪samirakenniche@yahoo.com‬‬

‫‪ 1‬مخبرتعليمية الترجمة وتعدد األلسن‬


‫معهد الترجمة‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،2‬أحمد بن بلة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪seg.ahlem@yahoo.com‬‬
‫‪DOI: 10.46314/1704-021-001-004‬‬

‫تاريخ النشر‪1012/00/00 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪1012/00/18 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪1012/05/04 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يتمحور هذا البحث حول رهانات الترجمة السياسية التي باتت اليوم تؤدي دورا بارزا في رسم‬
‫العالقات بين الدول والحكومات وتبليغ الرسائل السياسية‪ ،‬وإيصال صوت الساسة‪ ،‬ونقل مختلف‬
‫األحداث الحاصلة في الساحة السياسية‪ ،‬وفي التدخل في عمليات التفاوض واستقبال الوفود الرسمية‬
‫وغيرها من املهام املنوطة بها‪ .‬ونظرا لألهمية القصوى التي يكتسيها الخطاب السياس ي على الصعيد‬
‫السياس ي الدولي‪ ،‬ونظرا لخصوصية الخطب السياسية وتنوعها وانفتاحها على مختلف القراءات‬
‫والتأويالت‪ ،‬فإن املترجم يجد نفسه أمام تحد حقيقي؛ ألنه مطالب بفهم مضامينه وترجمته بكل دقة‬
‫وأمانة لكن من دون االجتهاد فيه أو تحويره أو تحريفه‪.‬‬
‫ويحاول هذا البحث أن يجيب على بعض األسئلة من قبيل‪ :‬ما خصائص الخطاب السياس ي؟ وما‬
‫الذي يميز الترجمة السياسية؟ ما هي الصعوبات التي تعترض ترجمة الخطاب السياس ي؟ وماهي التحديات‬
‫التي يرفعها املترجم لبلوغ ترجمة أمينة تحقق غايتها التواصلية؟ وما هي االستراتيجيات التي يتبعها املترجم‬
‫لتجاوز الصعوبات والوصول بترجمته إلى بر األمان؟‬
‫الكلمات املفاتيح‪ :‬الترجمة السياسية؛ خطاب؛ رهانات؛ صعوبات؛ استراتيجيات ‪.‬‬

‫‪97‬‬ ‫املؤلف املرسل‪ :‬سميرة قنيش‪samirakenniche@yahoo.com ،‬‬


1012 ‫ جوان‬2 : ‫ العدد‬12 : ‫املجلد‬ ‫املترجم‬

Abstract:
Nowadays political translation has become a necessity because of the
central role that it plays within the development of international relations, but it is
not free from problems. Translating political discourse is a real challenge, because
translator faces several terminological, thematic and cultural difficulties due to the
fact that political language belongs to the category of special language and also to
the specific features of political discourse. So we try, in this paper, to answer some
questions related to the specificity of political translation, the problems entailed by
the political translator during the translational process, and the strategies that can
be employed by political translator. The study reveals that translating political
discourse is not a simple task, thus to succeed the process of political translation,
translator must take into consideration terminological, political and cultural aspects
in order to reach an acceptable and faithful translation. It concludes that the main
task for translator is to transmit the message of the original text without alteration
or misinterpretation to achieve the desired effect.

Keywords: Political Translation; Discourse; Challenges; Difficulties; Strategies.

:‫تمهيد‬ .2
‫تزداد اليوم أهمية ترجمة الخطاب السياس ي نظرا لتسارع األحداث التي تشهدها الساحة‬
‫ بما في ذلك انعقاد كم هائل من الندوات واللقاءات واملؤتمرات الدولية التي‬،‫السياسية الدولية‬
‫ األمر الذي يحتم على الجميع‬،‫تحضرها شخصيات سياسية ذات جنسيات وثقافات مختلفة‬
.‫اعتماد مترجمين يكونون على قدر مسؤولية نقل خطاب بوزن الخطاب السياس ي‬
‫ال يخلو العمل الترجمي في املجال السياس ي من الصعاب والتحديات التي يرفعها املترجم‬
‫لالرتقاء بترجمته إلى مستوى يليق بمستوى الخطاب السياس ي؛ فكما هو معروف أن هذا الخطاب‬
‫ ومن العقبات التي تقف حجر عثرة أمام‬.‫هو خطاب مدروس ال مجال فيه للعشوائية واالرتجالية‬
،‫ وإضمارات لغوية‬،‫ وتعابير مسكوكة‬،‫ ومستجدات‬،‫املترجم عقبات ذات طبيعة لغوية (مصطلحات‬
،) ‫ العالقات الدولية‬،‫ القانون الدولي‬،‫ وأخرى ذات طبيعة معرفية (النظم السياسية‬،)...‫وغيرها‬
.)‫وأخرى فكرية (الفكر والفلسفة واليديولوجيات السياسية‬

80
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫لذلك نسعى في هذا البحث إلى الجابة عن األسئلة اآلتية‪ :‬ما الخطاب السياس ي وما‬
‫خصائصه؟ ما هي أهم التحديات التي يرفعها املترجم أثناء ترجمته للخطاب السياس ي ؟ كيف‬
‫السبيل إلى تجاوزها؟ وما هي االستراتيجية التي ينتهجها للوصول إلى ترجمة نص سياس ي بكل أمانة‬
‫واحترافية؟‬
‫مفهوم الخطاب السياس ي‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫الخطاب السياس ي هو الخطاب الذي يتبناه السياسيون تعبيرا عن آرائهم وأفكارهم‬
‫ومواقفهم حول قضايا تخص الشأن السياس ي‪ .‬يهدف هذا الخطاب بالدرجة األولى إلى إقناع الرأي‬
‫العام واستمالته‪ ،‬وكسب املزيد من األصوات واملؤيدين‪ ،‬ودحض الخصوم واملعارضين من خالل‬
‫استخدام كل ما تجود به اللغة من أساليب ضمنية وتصريحية وأخرى بالغية جمالية‪ ،‬وكذا عن‬
‫طريق توظيف الحجج والبراهين للتأثير والقناع وترسيخ األفكار والقناعات‪ ،‬لذلك فهو يعد خطابا‬
‫إقناعيا حججيا تأثيريا بامتياز‪ ،‬فهو يعرف بفن الـتأثير على الجماهير‪.‬‬
‫الخطاب السياس ي هو أيضا خطاب تواصلي‪ ،‬يسعى من خالله الساسة إلى التواصل‬
‫الجيد مع مختلف األطراف واألقطاب؛ ً‬
‫بدء باملحكومين‪ ،‬ونظرائهم السياسيين املحليين‪ ،‬وصوال إلى‬
‫الفاعلين السياسيين في الساحة السياسية الدولية‪ ،‬فيتخذون منه وسيلة لبالغ رسائلهم وإيصالها‬
‫بطريقة واضحة وفعالة‪ ،‬ويبنون من خالله جسور تواصل في شتى األقطار واألمصار‪.‬‬
‫ينتج الخطاب من وجهة نظر باتريك شرودو ‪ Patrick Charaudeau‬في وضعية اتصالية‬
‫َّ‬
‫وتحدد معانيه باالعتماد على رهانات معينة‪ ،‬ولهذا ال يمكن الحديث‪ ،‬من وجهة نظره‪ ،‬عن‬ ‫ما‪،‬‬
‫الخطاب السياس ي وإنما عن الخطابات السياسية نظرا لتعدد الوضعيات االتصالية التي تندرج‬
‫تحت ثالثة أنواع من الرهانات )‪:)Charaudeau, 2002‬‬
‫‪ -‬أما النوع األول‪ ،‬فهو الذي يسعى إلى تجميع أفراد املجتمع تحت قيم مرجعية‬
‫(إيديولوجية) تسهم في التواصل االجتماعي وتشكل الذاكرة الجماعية من خالل املعتقدات‬
‫املشتركة‪.‬‬
‫‪ -‬وأما النوع الثاني‪ ،‬فهدفه التأثير على الرأي العام‪ ،‬فهو خطاب تضليلي وإقناعي‪ ،‬ولهذا‬
‫يمكن نعت الخطاب السياس ي بالخطاب البالغي الذي يسعى إلى خلق أثر لدى املتلقي أكثر من‬
‫سعيه إلى خلق أفكار‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫‪ -‬وأما النوع الثالث‪ ،‬فغايته ليست سياسية؛ بمعنى أنه يتناول موضوعا سياسيا ولكن‬
‫بعيدا عن املمارسة والفعل السياس ي‪ ،‬فهو خطاب حول السياسة وبدون رهان سياس ي‪ ،‬واملقصود‬
‫به هو خطاب التعليق السياس ي‪ ،‬فهذا الخطاب واسع االنتشار‪ ،‬يمكن أن نجده في املحادثات‬
‫السياسية التي تنتهي دون إبداء رأي أو اتخاذ موقف معين‪ ،‬كما يمكن أن نجده في املحادثات التي‬
‫تدور بين األصدقاء أو بين أفراد العائلة‪ ،‬ونجده أيضا‪ ،‬بنوع من الجدية‪ ،‬في التعاليق الصحفية التي‬
‫تتناول املواضيع السياسية الراهنة‪.‬‬
‫وعموما يمكن تعريف الخطاب السياس ي" بأنه ذلك الخطاب الذي يلقيه رجل السياسة‬
‫بغية خلق جسر تواصل سياس ي بينه وبين محكوميه أو بينه وبين أعضاء حكومته أو بينه وبين‬
‫نظرائه الحكام‪ .‬وإنه ملن املستحيل أن يمارس السياس ي سلطته وأن يضفي عليها الشرعية دون أن‬
‫يتقن لغة سياسية يمرر من خاللها أفكاره ومعتقداته وإيديولوجيته لذلك فإن اللغة هي سياسة‬
‫والسياسة هي لغة‪ .‬ويختلف الخطاب السياس ي باختالف الغايات واألهداف املرجوة منه‪ ،‬فهو تارة‬
‫خطاب إقناعي وتارة خطاب دعائي وتارة خطاب تضليلي"‪( .‬قنيش‪ ،9102 ،‬ص ‪)67‬‬
‫خصائص الخطاب السياس ي وأبعاده‪:‬‬ ‫‪.0‬‬
‫يتميز الخطاب السياس ي بمجموعة من الخصائص واملميزات الستعانته بالوسائل اللغوية‬
‫املنطقية التي تدعم مواقفه السياسية وتوجهاته اليديولوجية‪ ،‬وتساعده على إقناع الجماهير‬
‫والتأثير عليها‪ ،‬وشد انتباهها من خالل استخدام الحجج والبراهين‪ ،‬وتوظيف البالغة والبيان‪،‬‬
‫وتتنوع خصائصه لتنوع املواقف السياسية‪ ،‬فتارة يحتاج السياس ي إلى إقناع وتأثير‪ ،‬وتارة يحتاج‬
‫إلى تضليل وتعمية الحقيقة‪ ،‬وتارة أخرى يحتاج إلى إرسال رسائل ضمنية مشفرة إلى جهات معينة‪،‬‬
‫وغيرها‪ ،‬وفيما يلي عرض ألهم خصائصه‪:‬‬
‫إنه خطاب قصدي‪:‬‬ ‫‪2.0‬‬
‫إن أهم ما يميز الخطاب السياس ي هو قصديته‪ ،‬فال عبثية في الخطاب السياس ي حتى تلك‬
‫الخطابات التي تبدو أنها ارتجالية ووليدة اللحظة هي في الحقيقة خطابات معدة مسبقا‪،‬‬
‫فالسياس ي َ‬
‫يحاسب على القول اللغوي أكثر من محاسبته على الفعل السياس ي‪ ،‬لذلك نجده يولي‬
‫عناية خاصة لكل عبارة يقولها ولكل كلمة ينطقها‪" ،‬فالخطاب السياس ي يختلف عن الخطابات‬
‫األخرى التي تعبر عن صاحبها وتجسد شخصيته‪ .‬فليس خطابا عفويا أو تلقائيا يرسله صاحبه على‬

‫‪82‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫سجيته ليعبر به عن انفعاالته‪ ،‬بل هو خطاب مصنوع وأعد إعدادا متقنا‪ ،‬ليؤثر في الجمهور‬
‫ويقنعه" (عكاشة‪ ،9112 ،‬ص ‪ ،)25‬والفاعل السياس ي يعي أكثر من غيره مدى أهمية الكلمة‬
‫وتأثيرها على الرأي العام‪.‬‬
‫ولو لم يكن كذلك ملا وجدنا الحكومات تخصص ميزانية كاملة لورشات إعداد‬
‫الخطابات‪ ،‬وتوظف ألجلها كفاءات في شتى امليادين والتخصصات‪ ،‬حتى يكون الخطاب في شكله‬
‫النهائي مدروسا من كل الجوانب ومحددا للغايات واألهداف املرجوة منه‪.‬‬
‫إنه خطاب تأثيري وتواصلي‪:‬‬ ‫‪1.0‬‬
‫يهدف الخطاب السياس ي بالدرجة األولى إلى إقناع الجماهير بفكرة أو قرار أو مشروع‪،‬‬
‫لذلك نجده يستعين باآلليات اللغوية القناعية وباألفكار واملعتقدات اليديولوجية والدينية‪،‬‬
‫وحتى بالحقائق العلمية املعرفية‪ .‬كما أنه خطاب تواصلي؛ إذ يسعى رجل السياسة دائما إلى إيصال‬
‫رسائله إلى الجماهير للتأثير فيهم وكسب ثقتهم ومساندتهم‪ ،‬مستعينا على ذلك بكل أساليب التعبير‬
‫ووسائل التواصل‪.‬‬
‫ثم إن أهم ما يميز الخطاب السياس ي أنه خطاب يحظى بتغطية إعالمية واسعة؛ إذ إنه‬
‫"يستمد استراتيجيات القناع والتأثير من الخطاب العالمي‪ ،‬ويتخذ من وسائل العالم املختلفة‬
‫مطية للوصول إلى املتلقي‪ ،‬مختصرا املسافات عبر أنحاء العالم كله‪ .‬كما أن الخطاب العالمي‬
‫بدوره يستنبط أفكاره من الخطاب السياس ي‪ ،‬ويعمل على ترسيخ محتواه‪ ،‬وتحويله إلى قناعات‬
‫إيديولوجية في وعي الجمهور‪ ،‬وذلك بتفخيم إنجازات املؤسسة الحاكمة والسخرية من مطالب‬
‫وخطابات املعارضة في الدولة" (خلفي‪ ،9106 ،‬ص ‪ ،)67‬ومن هنا يظهر جليا إسهام العالم في‬
‫ترسيخ األفكار السياسية والقناعات اليديولوجية في وعي الجماهير من خالل تسليط الضوء على‬
‫إنجازات صناع القرار السياس ي‪ ،‬وفي املقابل ترصد أخطاء وزالت الجهات املعارضة ونشرها على‬
‫أوسع نطاق‪.‬‬
‫إن عالقة الخطاب السياس ي بالخطاب العالمي‪ ،‬وبالعالم بشكل عام‪ ،‬عالقة وطيدة؛ إذ‬
‫يجمعهما هدف واحد هو التأثير على املتلقي واستمالته وتشكيل الرأي العام بصفة عامة‪ .‬ثم إنه‬
‫ملن الصعب على الخطاب السياس ي الوصول إلى أكبر قدر من الجماهير دون االستعانة بالتقنيات‬

‫‪83‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫الحديثة التي يوفرها البث التلفزيوني الفضائي‪ ،‬وكذا مختلف تقنيات وخدمات العمل العالمي‬
‫بكل وسائله‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪" ،‬يجد "أملوند" أن وسائل العالم بدأت تؤدي دورا مهما في بث التوجهات‬
‫والقيم السياسية الحديثة إلى األمم‪ ،‬فعالوة على تقديمها معلومات دقيقة وفورية وحديثة عن‬
‫األحداث السياسية في العالم‪ ،‬فإنها تنقل –سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ -‬القيم األساسية‬
‫التي يقرها املجتمع الحديث (الغربي)؛ إذ إنها تنقل عنه بعض الشعارات بطريقة مثيرة‬
‫للعاطفة‪...‬كما أن األحداث التي يتم وصفها مع هذه الشعارات يكون لها لون عاطفي محدد‪ ،‬وهو ما‬
‫جعل من وسائل العالم أداة قوية تسهم في تشكيل املعتقدات السياسية" (انتصار و صفد‪،‬‬
‫‪ ،9100‬ص ‪ ،)20‬ليس هذا فحسب‪ ،‬بل كذلك في التعريف بالنشاطات واملمارسات واألفكار‬
‫السياسية‪ ،‬وهذا كله مرهون بمدى انتشارها في األوساط الجماهيرية‪ ،‬وهذا االنتشار ال يمكن أن‬
‫يتحقق إال من خالل وسائل االتصال الجماهيري والنقل السريع الذي يوفره العالم‪.‬‬
‫إنه خطاب مؤدلج‪:‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫يتميز الخطاب السياس ي ببعده اليديولوجي‪ ،‬حيث إنه غالبا ما يلجأ رجال السياسة إلى‬
‫اعتناق إيديولوجية معينة الستمالة الجمهور‪ ،‬وكسب املزيد من األنصار‪ ،‬ألنهم يختبئون وراءها‬
‫للتعبير عن كل املعاني املثلى مثل الوفاء والصدق والتضحية‪.‬‬
‫ثم إن الخطاب السياس ي يعد منبت اليديولوجيات؛ إذ ال يمكن للقائد السياس ي أن‬
‫يمارس السياسة دون اعتناق إيديولوجيا معينة تساعده على أداء مهامه‪ ،‬وتوصيل رسائله‪،‬‬
‫وإضفاء صفة الشرعية على سلطته‪.‬‬
‫ترجمة الخطاب السياس ي‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تتخذ الترجمة في عالقتها بالخطاب السياس ي ‪ -‬حسب كريستينا شافنر‪ -‬شكلين اثنين؛‬
‫أولهما ترجمة الخطاب السياس ي أي إخضاع أي نص أو خطاب سياس ي للترجمة‪ ،‬و ثانيهما اعتبار‬
‫نشاط الترجمة نشاطا سياسيا بحد ذاته‪ ،‬أي ممارسة فعل الترجمة تتحكم فيه جهات سياسية‬
‫معينة‪ ،‬فقرار الترجمة إذن هو قرار سياس ي‪ ،‬تقول في هذا الصدد‪" :‬تعرف الترجمة على أنها شكل‬
‫من أشكال التحويل املنظم واملمارسة االجتماعية و السياسية"‬

‫‪84‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫‪«Translation is defined as a form of regulated transformation, as a‬‬


‫)‪sociopolitical practice »(Schäffner & Basnett, 2010, P11‬‬
‫فالترجمة بهذا املنظور لم تعد مسألة لسانية أو تقنية بحثة‪ ،‬بل أضحت مسألة تحويل‬
‫نص من بيئة اجتماعية وسياسية إلى بيئة اجتماعية وسياسية أخرى‪ ،‬وال تتم إال باالحتكام إلى‬
‫ضوابط تفرضها جهات سياسية معينة‪ ،‬أي "إن عملية الترجمة تخضع لفلسفة الدولة وعلى‬
‫العاملين في حقلها العمل بضوابط إيديولوجية وقومية معينة"‪( .‬هاني‪ ،9112 ،‬ص ‪)72‬‬
‫وتشكل الترجمة السياسية أو ترجمة الخطاب السياس ي جزءا هاما من السوق الدولية‬
‫نظرا للمكانة الهامة التي تحتلها السياسة في كل املجتمعات‪ ،‬ونظرا أيضا للوظائف الجمة التي‬
‫تؤديها الترجمة في امليدان السياس ي؛ حيث إنها تسهم في صنع العالقات السياسية والدبلوماسية‬
‫بين الدول وتوطيدها‪ ،‬كما أنها تسهم في نشر القرارات واملواقف السياسية وتمكن عموما من‬
‫االضطالع على الحراك السياس ي الدولي‪ ،‬لذلك تولي لها الدول العظمى اهتماما بالغا وتوفر لها‬
‫ميزانية معتبرة‪ ،‬عالوة على حضور املترجمين في أبرز املحافل الدولية وأهمها‪ ،‬على غرار هيئة األمم‬
‫املتحدة‪" ،‬وهذا ما جعل الفعل الترجمي يندرج حاليا ضمن الترجمة املوجهة سياسيا وإيديولوجيا‪،‬‬
‫الرتباطها بوسائل العالم والسياسة‪ ،‬بل ولها الدور الريادي في إقامة روابط الفهم والتواصل من‬
‫خالل نقلها ملختلف األخبار العاملية وخطابات كبار الشخصيات‪ ،‬فهي تقوم بدور فعال في تصدير‬
‫النصوص السياسية واستيرادها‪ ،‬بل وتضطلع بمهمة جوهرية في صنع السياسة الدولية‬
‫والدبلوماسية" (هاني‪ ،9112 ،‬ص ‪ ،)72‬ونستشف من هذا أن للترجمة دورا ال يستهان به في نشر‬
‫األفكار السياسية‪ ،‬كما أنها تسهم في الحوار السياس ي‪ ،‬وفي التعاون الدولي‪ ،‬وفي فتح قنوات‬
‫التواصل السياس ي بين مختلف الجهات واألقطاب‪.‬‬
‫تحديات ترجمة الخطاب السياس ي‪:‬‬ ‫‪.0‬‬
‫ترجمة املصطلحات والعبارات االصطالحية‪:‬‬ ‫‪2.0‬‬
‫إن اللغة السياسية بوصفها لغة اختصاص‪ ،‬فإنها ال تخلو من املصطلحات والتعابير‬
‫االصطالحية التي تحتم على املترجم أن يكون على دراية تامة بمعانيها في اللغة األصل ومقابالتها في‬
‫اللغة املستهدفة‪.‬‬
‫وتتأتى صعوبة ترجمة املصطلحات السياسية من كونها مرتبطة ارتباطا وثيقا باملرجعية‬
‫الثقافية والحضارية للغة ما‪ ،‬إضافة إلى ارتباطها بالفلسفة السياسية وبالفكر السياس ي‪ ،‬وأحيانا‬

‫‪85‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫كثيرة نجدها مرتبطة بأسماء فاعلين سياسيين‪ ،‬كمصطلحات من قبيل‪ :‬مبدأ ترومان‪ ،‬مبدأ كارتر‪،‬‬
‫مبدأ مونرو‪ ،‬مبدأ ويلسون‪ ،‬وهذه كلها مصطلحات تحتاج إلى شرح‪ ،‬السيما للقارئ غير املتخصص‬
‫في املجال السياس ي‪.‬‬
‫ثم إن املصطلح السياس ي "ينتابه الغموض والتعقيد ويتغير معناه عبر الزمان واملكان‬
‫ويتميز باليحاء ‪ ،La connotation‬الذي يعتبر من أهم خصائصه‪ .‬فمن السهل مثال أن تدرك أن‬
‫مصطلحات من قبيل‪ :‬الديمقراطية‪ ،‬والعلمانية‪ ،‬واملاركسية‪ ،‬والشيوعية‪ ،‬املاسونية‪ ،‬والليبيرالية‪،‬‬
‫والسلفية‪ ،‬السالماوية‪ ،‬السالموفوبيا‪...‬وغيرها‪ ،‬تختلف معانيها وإيحاءاتها باختالف الديانات‬
‫والثقافات واليديولوجيات" (خلفي‪ ،9106 ،‬ص ‪ ،)76‬فإذا كان من خصائص املصطلح بشكل عام‬
‫أنه واضح املفهوم وثابت ال يتغير‪ ،‬فإن املصطلح السياس ي يغلب عليه طابع التغيير والتجدد‪" ،‬ففي‬
‫كثير من األحيان يحمل املصطلح السياس ي الجديد العديد من الدالالت واملضامين ما يفوق حدود‬
‫املعنى الذي صيغ من أجله" (سعد عبد الحميد‪ ،)9107 ،‬واكتسابه لهذه الصفة راجع الختالف‬
‫الجهات التي تستخدمه‪ ،‬وتنوع مرجعياتها الفكرية والثقافية والدينية‪ ،‬بالضافة إلى تسارع األحداث‬
‫السياسية التي يتبعها تلقائيا تطورا في املفاهيم وتجددا في املصطلحات‪.‬‬
‫عالوة على استعانة الخطاب السياس ي بمختلف الوسائط العالمية ليصل صوته إلى أكبر‬
‫قدر من املتلقين في شتى أرجاء املعمورة‪ ،‬ومن هنا تظهر االختالفات في نقل بعض املصطلحات‬
‫والتعابير‪ ،‬وأحيانا يكون الرهان أكبر حينما يتعلق األمر باألفكار واليديولوجيات‪ ،‬السيما تلك التي‬
‫تتعارض وسياسة الوسيط العالمي‪" ،‬ألن ترجمة الخطابات السياسية تثير مشكلة والء أو‬
‫إيديولوجية‪ ،‬فاملصطلحات السياسية هي على األرجح النوع األكثر إثارة للجدل من بين‬
‫املصطلحات‪ ،‬والسبب في ذلك هو أن املعنى التقييمي ملصطلح ما يكون أحيانا أكثر أهمية من‬
‫إيحاءاته" (بن عايشة‪ ، 9101 ،‬ص ‪ ،)51‬و هذا ما يصعب من مأمورية ترجمته‪.‬‬
‫ونظرا لصعوبة ترجمة املصطلح السياس ي‪ ،‬قد يجد املترجم نفسه أمام حتمية اعتماد‬
‫تقنية التكافؤ أو التصرف‪ ،‬ولكن هذا قد يضعه موضع اتهام السيما إذا ما جانب الصواب أو أخل‬
‫باملعنى العام؛ إذ إنه "ليس من وظيفة املترجم أن يعلق على الخطاب السياس ي والتدخل فيه وال‬
‫االجتهاد به وتفسير معانيه" (إلياس حديد‪ ،9107 ،‬ص ‪ ،)922‬غير أنه أمام الكراهات اللغوية‪ ،‬قد‬
‫‪86‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫يجد املترجم نفسه مضطرا للتدخل كأن يشرح مصطلحا لتعذر وجود مقابال له في اللغة املترجم‬
‫إليها‪ ،‬ولكن ينبغي أن يجهد نفسه على أن يكون تدخله تدخال حكيما وللضرورة فحسب‪.‬‬
‫ترجمة املضمر‪:‬‬ ‫‪1.0‬‬
‫يميل رجال السياسة إلى استخدام اللغة الضمنية‪ ،‬وإضفاء بعض الغموض والبهام في‬
‫املواقف التي تستدعي عدم التصريح ألسباب عديدة منها الحياد أو التنصل من املسؤولية أو‬
‫إمكانية تغيير املوقف حسب املنفعة أو املصلحة العامة أو الخاصة‪ ،‬ومن هنا تتأتى صعوبة ترجمة‬
‫الخطب السياسية‪.‬‬
‫وال يخلو أي خطاب سياس ي من هذه الظاهرة اللغوية‪" ،‬فالتضمين عنصر مقترن أساسا‬
‫بإنتاج الخطاب السياس ي‪ ،‬فهو يوظف بامتياز في عمليات القناع واستدراج السامع أو املتلقي أو‬
‫ما يريد صاحب الخطاب‪ ،‬وهو أداة فعالة لإلبالغ ووسيلة ضرورية للتأثير"(بن عايشة‪ ،9101 ،‬ص‬
‫‪.)71‬‬
‫فهذا الرئيس الروس ي بوتين ‪ُ Poutine‬يسأل من قبل أحد الصحفيين في ندوة صحفية عن‬
‫دور الديمقراطية في روسيا فيجيب بقوله‪" :‬انظروا إلى ما يحدث في أمريكا الشمالية‪ ،‬إنه ش يء مريع‪:‬‬
‫تعذيب‪ ،‬تشرد‪ ،‬قوانتانامو‪ ،‬أشخاص محبوسون بدون محاكمة وال تحقيق" ‪(Shäffner & Basnett,‬‬
‫‪ ،)2010, P19‬فهو لم يجب بطريقة مباشرة عن وضع الديمقراطية في روسيا‪ ،‬ولكنه أراد أن يوصل‬
‫للصحفي رسالة مفادها أنه في روسيا ال يحدث مثلما يحدث في دول أخرى‪ ،‬وأن بالده ال تمارس تلك‬
‫األعمال الشنيعة التي تمارسها بلدان أخرى دون ذكر هذه البلدان املعنية‪.‬‬
‫وهذا الرئيس الفرنس ي جاك شيراك ‪ Jacques Chirac‬أثناء زيارته لفلسطين املحتلة في‬
‫‪ ،0227/01/99‬تشابك مع البوليس السرائيلي الذي منعه من الوصول إلى الجماهير الفلسطينية‬
‫املستقبلة له‪ ،‬فأدلى بتصريح فور وصوله إلى باريس جاء فيه‪" :‬إن الشرق األوسط كالقدر التي‬
‫تغلي"‪ ،‬فهذه الصورة الفنية الضمنية توحي باألوضاع املتردية‪ ،‬وبحالة الغليان التي تعرفها منطقة‬
‫الشرق األوسط‪ ،‬ففرنسا تود بهذا التصريح عرض مساعداتها من أجل التدخل لحل األزمة ألنها‬
‫لطاملا أرادت إيجاد مكانة لنفسها في هذه املنطقة‪ ،‬ولكن رد السرائيليين جاء سريعا‪ ،‬فخرج في‬
‫اليوم املوالي بن يمين نتنياهو ‪ Benyamin Netanyahou‬برسالة مشفرة مفادها‪" :‬إن الشرق‬

‫‪87‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫األوسط كالقدر التي تغلي‪ ،‬ولكنها ليست في حاجة إلى طباخ"‪ ،‬فها هو نتنياهو يوجه كالمه لشيراك‪،‬‬
‫ويقول له بأننا على علم بحالة الغليان التي تعيشها منطقة الشرق األوسط‪ ،‬ولكن نعلمك بأن هذا‬
‫األمر ال يخصك وال يعنيك‪ ،‬فاهتم بشؤونك ودعك منا (املسدي‪.)9116 ،‬‬
‫ويشكل عنصر الضمار تحديا حقيقيا بالنسبة للمترجم الذي يتوجب عليه أوال التعرف‬
‫على الدوافع واألسباب الحقيقية للجوء السياس ي إلى استخدامه‪ ،‬فقد يكون بدافع التهديد‬
‫والوعيد ولكن بلغة أكثر لطفا وتهذيبا‪ ،‬على غرار ما جاء على لسان الراحل ياسر عرفات في األمم‬
‫املتحدة سنة ‪" :0265‬جئت أحمل بيدي بندقية الثائر وأحمل بيدي األخرى غصن الزيتون‪ ،‬فال‬
‫تدعو غصن الزيتون يسقط من يدي‪ ،‬ال تدعو غصن الزيتون يسقط من يدي"‪ ،‬وقد يكون بدافع‬
‫ما تمليه األعراف السياسية وقواعد الدبلوماسية‪ ،‬أو كما قال وزير الخارجية األسبق للواليات‬
‫املتحدة األمريكية هنري كيسنجر‪" :‬إن الدبلوماس ي الذكي هو الذي إذا قال نعم فهو يعني ربما‪ ،‬وإذا‬
‫قال ربما فهو يعني ال‪ ،‬لكنه ال يقول ال" (عبد الحي‪ ،)9107 ،‬أو بدافع تمرير معتقداته‬
‫وإيديولوجيته التي قد تلقى رفضا إذا ما صرح بها بشكل مباشر‪ ،‬أو من أجل إثارة فضول جهة‬
‫معينة‪ ،‬أو ببساطة قد يشكل املوضوع املتحدث عنه تابو من التابوهات‪.‬‬
‫وتساعد معرفة هذه األسباب والدوافع املترجم في اتباع استراتيجية معينة لنقل غايات‬
‫الخطيب إلى املتلقي اآلخر‪ ،‬مستخدما في ذلك كفاءاته األلسنية اللغوية التي تمكنه من التحكم‬
‫الجيد في اللغة وفك شيفراتها وترميزاتها‪ ،‬وكفاءته املوسوعية التي تمكنه من التعرف على السياق‬
‫الخارجي وفهم مقاصد املتكلم‪ ،‬وكفاءته البالغية التداولية التواصلية التي تمكنه من التحكم في‬
‫استعماالت اللغة‪ ،‬وأخيرا كفاءته املنطقية التي تمكنه من تمييز منطق األشياء‪ ،‬وبالتالي استنتاج ما‬
‫يرمي املتكلم بلوغه والوصول إليه من خالل استخدامه لإلضمار (أركيوني‪ ،9112 ،‬ص‪.)95‬‬
‫ترجمة اإليديولوجيا‪:‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫تعد مسألة ترجمة املرجعية اليديولوجية في الخطاب السياس ي من املسائل الشائكة؛‬
‫ذلك ألنه من الصعب على املترجم التحرر التام من مرجعيته اليديولوجية‪ .‬إن هذا املترجم‪ ،‬الذي‬
‫هو مطالب بتحري املوضوعية واألمانة خالل عمله الترجمي‪ ،‬يجد نفسه أمام نص يعج باألفكار‬
‫اليديولوجية التي قد تتعارض مع أفكاره ومعتقداته‪ ،‬فتعتريه الحيرة في أمره‪ ،‬ويتساءل أيكون‬

‫‪88‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫الوفاء ليديولوجيا النص األصلي أم ليديولوجيته هو؟ وماذا إذا كانت إيديولوجيا النص األصلي‬
‫تتعارض مع إيديولوجيا الجمهور املتلقي في النص املستهدف؟ وهل يحق له –املترجم‪ -‬التدخل أثناء‬
‫نقل هذه األفكار اليديولوجية من أجل غاية تواصلية؟‬
‫لقد أضحت الترجمة اليوم عملية ذهنية معقدة تشترك في إنتاجها مجموعة من العوامل‬
‫الثقافية واليديولوجية‪ ،‬بحيث ال يتم فعل الترجمة بمنأى عن هذه العوامل التي تؤثر على النتاج‬
‫الترجمي‪ ،‬السيما في النصوص التي تكتس ي الطابع الثقافي أو اليديولوجي‪ ،‬على غرار النصوص‬
‫األدبية أو السياسية التي تعد حاضن اليديولوجيات املختلفة ومنبعها‪" ،‬وقد أدرك منظرو‬
‫دراسات الترجمة الجدد طبيعة الترجمة كنشاط إنساني شديد التعقيد‪ ،‬حيث ترى كريستينا‬
‫شيفنر )‪ (Schäffner, 2003, p23‬إن الترجمة‪ ،‬في جوهرها‪ ،‬نشاط ذو طبيعة إيديولوجية‪ ،‬نسبة إلى‬
‫تعدد مصالح األطراف املشاركين وأغراضهم في عملية الترجمة (من نقاد و محررين وناشرين)؛‬
‫بمعنى أن كل طرف يأتي محمال بافتراضاته ومواقفه ومعتقداته التي تنعكس على مستويات النص‬
‫األصلي كافة‪ ،‬األمر الذي يلقي على عاتق املترجم مسؤولية محاولة فهم معنى النص األصلي في إطار‬
‫ثقافته ونقله إلى ثقافة اللغة الهدف والعمل على اختيار أفضل استراتيجيات الترجمة‪ ،‬من خالل‬
‫التدخل في كافة مستويات النص بحيث يناسب توقعات الثقافة الهدف ومعتقداتها ‪(Mason,‬‬
‫)‪( " 1994, pp23-34‬هاشم أحمد الحاج‪ ،‬ص ‪)055‬‬
‫وفي الحقيقة‪ ،‬ال ش يء أصعب على املترجم من ترجمة نص يحمل أفكارا تخالف فكره‬
‫ومعتقده‪ ،‬فيحدث نوعا من الصراع بين إيديولوجية املترجم وإيديولوجية الكاتب‪ ،‬فيحتار املترجم‬
‫هل يكون وفيا ليديولوجيته أم ليديولوجية النص األصلي‪ ،‬عالوة على هذا‪ ،‬قد يكون أحيانا تأثير‬
‫اليديولوجيا على املترجم الإراديا‪ ،‬بحيث إنه يقوم بخيارات لغوية تدعم موقفه الفكري‬
‫وااليديولوجي‪ ،‬كما "يظهر التعبير اليديولوجي في النص السياس ي من خالل تدخل املترجم وتصرفه‬
‫في الترجمة باتباع إجرائي األقلمة والحذف وابتعاده عن الترجمة الحرفية التي تحافظ على روح‬
‫النص املصدر‪ .‬كما أن إجراء الحذف يعطي املترجم سلطات تحديد ما يجب نقله وما ال يجب‪،‬‬
‫وبذلك يمارس دورا رقابيا على القارئ و يعمل على تحديد مساره ليتوافق مع آراء وتوجهات املترجم"‬
‫(هاشم أحمد الحاج‪ ،‬ص ‪.)029‬‬
‫‪89‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫وكذلك "يتضح أن النصوص السياسية تحمل في طياتها الكثير من التأثيرات‬


‫اليديولوجية التي تحمل املترجم على التدخل في النص لتحقيق أهداف وتطلعات ذات طابع‬
‫إيديولوجي‪ ،‬ويتضح أن استراتيجيات الترجمة تختلف عند ترجمة نفس النص من مترجمين‬
‫مختلفين‪ ،‬وذلك بناء على تأثير العوامل اليديولوجية املحيطة بكل مترجم‪ ،‬حيث يلجأ كل مترجم‬
‫إلى اتباع االستراتيجية التي تكفل له تحقيق الهدف الذي من أجله تم تكليفه بالترجمة‪ ،‬وبالتالي‬
‫نجد أن العوامل اليديولوجية ذات تأثير حاضر في عملية الترجمة" (هاشم أحمد الحاج‪ ،‬ص‬
‫‪ ،)029‬ولكن السؤال الذي يطرح هاهنا هو‪ :‬ما حدود هذا التأثير؟ وإلى أي مدى ُيسمح للمترجم‬
‫التدخل في النص‪ ،‬السيما وأننا ال نتحدث عن أي نص وإنما تحديدا عن النص السياس ي؟ هل يحق‬
‫له اتخاذ موقف من النص أم أن مهمته ال تتجاوز نقل األفكار الواردة فيه دون زيادة أو تحريف؟‬
‫ومن هنا ال يمكن اعتبار الترجمة ممارسة حيادية‪ ،‬فكثيرا ما نجد املترجم منحازا إلى إيديولوجيا‬
‫معينة على حساب أخرى ومؤيدا ملوقف سياس ي على حساب آخر‪ ،‬وهذا االنحياز تختلف درجته‬
‫وشدته باختالف املترجم وباختالف النصوص‪.‬‬
‫ترجمة املستجدات ‪:Néologisme‬‬ ‫‪4.0‬‬
‫يعرف دوبوا ‪ Dubois‬املستجد بقوله‪" :‬املستجد هو وحدة معجمية (دال مستحدث أو‬
‫عالقة دال‪-‬مدلول مستحدثة) تعمل في إطار نموذج تواصلي محدد لم يسبق له التحقق من قبل"‬
‫‪«Le néologisme est une unité lexicale (nouveau signifiant ou nouveau‬‬
‫‪rapport signifiant-signifié) fonctionnant dans un modèle de communication‬‬
‫)‪déterminé, et qui n’était pas réalisée antérieurement »(Durieux, 2016, P 28‬‬
‫بمعنى أن هذه الوحدة املعجمية قد تكون موجودة مسبقا في اللغة ولكن استعمالها يأخذ‬
‫منحى آخر للتعبير عن ظاهرة جديدة‪.‬‬
‫وتشكل ترجمة املستجدات تحديا حقيقيا بالنسبة للمترجم‪ ،‬السيما في الحقل السياس ي؛‬
‫حيث تتكاثر وتتوالد هذه املستجدات باستمرار‪ ،‬فيحتاج املترجم إلى اللجوء إلى بعض األساليب‬
‫الترجمية على غرار االقتراض أو املكافىء أو الترجمة الشارحة‪ ،‬فعلى سبيل املثال املصطلح املستجد‬
‫‪Le Bushisme (Les erreurs de l’ancien Président Américain George Bush lors de ses‬‬
‫)‪ interviews‬يتطلب ترجمة شارحة لنقله إلى املتلقي العربي‪ .‬وأحيانا يضطر املترجم إلى االقتراض‬
‫‪90‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫أو املحاكاة لغرض الحفاظ على القيمة اليحائية املضافة‪ ،‬ألن الكلمة املستجدة دائما تمتاز بقيمة‬
‫إيحائ ية مضافة خاصة بالبيئة التي استحدثت فيها‪ ،‬لذلك قد يجد املترجم املقابل املعجمي لكنه ال‬
‫يختاره ألنه ال يؤدي اليحاء نفسه‪ ،‬على غرار "الحراك" » ‪ « le Hirak‬أو » ‪« Les gilets jaunes‬‬
‫"السترات الصفراء"‪.‬‬
‫ترجمة املكون السوسيو ثقافي‪:‬‬ ‫‪0.0‬‬
‫إن الخطاب السياس ي بوصفه خطابا ثقافيا واجتماعيا موجها إلى مجتمع بعينه أو إلى أمة‬
‫بعينها‪ ،‬فهو إذن مولود من رحم هذا املجتمع أو تلك الثقافة‪ ،‬و من هنا وجب على املترجم السعي‬
‫ليجاد مكافئات أو معادالت تكون مقبولة لدى املتلقي في الثقافة املستهدفة‪.‬‬
‫حينما يتعلق األمر بترجمة املكون االجتماعي الثقافي‪ ،‬تحاصر املترجم العديد من األسئلة‪:‬‬
‫هل عليه أن ينقل هذه الثقافة إلى الثقافة املنقول إليها من باب التعرف على اآلخر وحفاظا على‬
‫هوية النصل األصلي؟ ولكن ماذا إذا نتج عن هذا النقل نصا غير مفهوم أو مرفوض لدى املتلقي‬
‫اآلخر؟ فهل عليه إذن أن يكيف هذا املكون الثقافي حسب ثقافة املتلقي في الثقافة املستهدفة؟‬
‫ولكن ماذا إذا كلفه هذا الوقوع في فخ التحوير واالبتعاد عن النص األصلي وإنتاج نص جديد يكون‬
‫أقرب للكتابة الجديدة منه إلى الترجمة‪ ،‬ومن هنا نكاد نجزم أن ترجمة املكون الثقافي االجتماعي‬
‫تشكل تحديا حقيقيا بالنسبة للمترجم‪.‬‬
‫إن املترجم بوصفه وسيطا ثقافيا‪ ،‬فإنه مدعو إلى تفعيل معرفته بالثقافتين تماما‬
‫كمعرفته باللغتين‪ ،‬ذلك أن مفتاح الكلمات وتحديد مضمون الرسائل ال يقتصر على السياق‬
‫اللغوي بل يتعداه إلى السياق الثقافي‪ ،‬ويقول في هذا الشأن حاتم باسل وإيان مايسون‪" :‬يعد‬
‫املترجمون وسطاء بين الثقافات (بما في ذلك من إيديولوجيات و أنظمة قيمية و بنى اجتماعية‬
‫سياسية) باحثين على تجاوز املفارقات التي تقف حاجزا أمام نقل املعنى"‬
‫‪«Translators mediate between cultures (including ideologies, moral systems‬‬
‫‪and socio-political structures), seeking to overcome those incompatibilities‬‬
‫‪which stand in the way of transfer of meaning » (Hatim & Mason, 1990, P‬‬
‫)‪223‬‬

‫‪91‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫ومن هنا يمكن القول إن املترجم الضليع واملحنك واملطلع على الثقافتين املنقول منها‬
‫وإليها يتوصل ال محالة إلى سبر أغوار النص‪ ،‬واستخراج معانيه‪ ،‬وتحديد رسائله ضمن سياقها‬
‫الثقافي من خالل انتهاجه االستراتيجيات التي تقوده إلى بر األمان‪ ،‬وتمكنه من إنتاج ترجمة ذات‬
‫جودة تضاهي جودة النص األصلي‪ ،‬على عكس املترجم الجاهل بخبايا اللغات والثقافات‪.‬‬
‫استراتيجية املترجم لترجمة الخطاب السياس ي‪:‬‬ ‫‪.0‬‬
‫إذا كانت املسؤولية امللقاة على عاتق املترجم مسؤولية كبيرة‪ ،‬فإنها تبلغ ذروتها حينما‬
‫يتعلق األمر بترجمة الخطاب السياس ي‪ ،‬ألنه مطالب باالختيار األحسن واألمثل من بين جملة‬
‫االختيارات التي تقدمها له األساليب والتقنيات الترجمية‪ ،‬واتخاذ قرارات آنية فورية ومصيرية‬
‫واستراتيجية لتجنب الوقوع في فخ التحوير والتحريف أو البعد عن مقاصد الخطيب بشكل عام‪،‬‬
‫فالخطأ في ترجمة الخطاب السياس ي يكلف أضعاف ما يكلفه في ترجمات أخرى ألنه يحدد مصير‬
‫الدول واألمم‪.‬‬
‫ومن أجل رفع التحديات املذكورة آنفا وإنتاج ترجمات تتسم باملقروئية واملقبولية‪ ،‬وجب‬
‫على املترجم أن يكون‪:‬‬
‫‪ -‬قارئا خبيرا أو قارئا ضمنيا‪ ،‬قادرا على تجاوز القراءة العادية إلى قراءة تأويلية تمكنه من‬
‫اقتناص معاني الكلمات واستيعاب الرسائل املرجوة من الخطاب وتحديدها بدقة‪.‬‬
‫‪ -‬محلال بارعا‪ ،‬من خالل اللجوء إلى مناهج تحليل الخطاب‪ ،‬ولعل أهمها التحليل النقدي‬
‫للخطاب السياس ي )‪ (Critical Discourse Analysis CDA‬الذي يقوم على أساس العالقة بين‬
‫الخطاب السياس ي والسلطة لكشف األبعاد االيديولوجية املعلنة واملستترة‪ ،‬حيث إن "اللغة من‬
‫وجهة نظر التحليل النقدي للخطاب هي ممارسة اجتماعية" (فايركلوف وفوداك‪...،)0226 ،‬كما‬
‫أنه يهتم اهتماما خاصا بالعالقة بين اللغة والسلطة"‬
‫…)‪«CDA regards language as social practice (Fairclough and Wodak, 1997‬‬
‫» ‪CDA takes a particular interest in relation between language and Power‬‬
‫)‪(Wodak & Meyer, 2001, PP 1-2‬‬
‫‪ -‬مضطلعا على األحداث السياسية وملما باملعرفة السياسية والتاريخية‪" .‬إن املترجم يجب‬
‫أن يتابع األحداث أوال بأول و أن يهتم بكافة األخبار و بكافة أنواعها عبر العالم أجمع‪ ،‬وهذا ال يعتبر‬
‫خيارا متاحا أمامه بل هو أمر واجب‪ ،‬فاملترجم ال يترجم من واقع ما درسه في الكتب وما قرأه في‬

‫‪92‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫املعاجم فقط‪ ،‬بل من واقع ثقافته العامة واطالعه أوال بأول‪ ،‬ومعرفته باألحداث الجديدة وأخبار‬
‫العالم" (كرم‪ ،9117 ،‬ص ‪.)01‬‬
‫‪ -‬ماهرا في فك الشيفرات والرموز وقراءة ما بين السطور‪ ،‬إضافة إلى امتالكه ملكة الكتابة‬
‫بالترميز‪.‬‬
‫‪ -‬ضابطا للمصطلحية السياسية‪ ،‬وغيرها من املصطلحات واملفاهيم الدارجة في الحقل‬
‫السياس ي‪ ،‬ذلك لكونها تمثل شرطا أساسيا لنجاح العمل الترجمي‪.‬‬
‫‪ -‬ساعيا لحداث األثر نفسه الذي خلفه النص األصلي‪ ،‬ذلك ألن الخطاب السياس ي‬
‫معروف بوظيفته التحفيزية والتأثيرية والقناعية‪ ،‬فلهذا من األرجح أال يكتفي املترجم بنقل‬
‫الرسالة فحسب‪ ،‬بل يسعى جاهدا لجعل النص املترجم يؤدي وظائف النص األصلي بعينها‪ ،‬تقول‬
‫كاتارينا رايس ‪ Katharina Reiss‬في هذا الشأن‪":‬يجب على الترجمة قبل كل شيء الحفاظ على وظيفة‬
‫النداء أو وظيفة الحث التي يوجهها النص ملتلقيه (مستمعين أو قراء)" (بن عايشة‪ ،‬ص ‪)72‬‬
‫خاتمة‪:‬‬ ‫‪.9‬‬
‫في األخير‪ ،‬تبقى مهمة ترجمة الخطاب السياس ي من أصعب املهام؛ نظرا ملا يواجه املترجم‬
‫من صعوبات وتحديات‪ ،‬يستوجب تذليلها بالعمل الدؤوب‪ ،‬بدءا بمواكبة التطورات واملستجدات‬
‫التي يعرفها العالم السياس ي‪ ،‬وتطوير امللكة اللغوية واملعرفية‪ ،‬ودراسة الشخصيات السياسية‬
‫البارزة‪ ،‬وامتالك دراية بثقافة املجتمعات والشعوب‪ ،‬وصوال إلى اليديولوجيات والسياسيات‬
‫املنتهجة في كل دولة‪ ،‬السيما تلك التي يترجم منها وإليها‪ ،‬وقبل كل هذا‪ ،‬يستوجب عليه التحلي بروح‬
‫املسؤولية والتخلق بأخالقيات املهنة وتحري األمانة‪.‬‬
‫وال ضير أن املسؤولية امللقاة على عاتق املترجم السياس ي جسيمة ألنه يؤدي دورا هاما في‬
‫تحديد العالقات السياسية والدبلوماسية بين الدول‪ ،‬وفي تبليغ الرسائل السياسية‪ ،‬واتخاذ‬
‫القرارات املصيرية‪ ،‬ومن هنا بات حريا على املترجم أن يعد العدة اللغوية واملصطلحية واملعرفية‬
‫الفكرية والثقافية ليصل بترجمته إلى الغايات املرجوة واملنشودة بال زيادة أو نقصان أو تحريف أو‬
‫تضليل‪.‬‬
‫‪ .8‬املصادرو املراجع‪:‬‬
‫إبراهيم عبد الرزاق‪ ،‬ا‪ .‬وحسام الساموك‪ ،‬ص‪ .)9100( .‬العالم الجديد‪ :‬تطور األداء والوسيلة والوظيفة‪.‬‬
‫جامعة بغداد‪ :‬الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫املجلد ‪ 12 :‬العدد ‪ 2 :‬جوان ‪1012‬‬ ‫املترجم‬

‫أركيوني‪ ،‬ك‪ .‬ك‪ . )9112( .‬املضمر‪( .‬الطبعة ‪ .)0‬لبنان‪ :‬املنظمة العربية للترجمة‪.‬‬
‫إلياس حديد‪ ،‬ح‪ .)9107( .‬أصول الترجمة‪ .‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫بن عايشة‪ ،‬ج‪ .)9101/9112 (.‬األمانة في ترجمة الخطاب السياس ي‪ :‬ترجمة بعض خطابات السيد رئيس‬
‫الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أنموذجا‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية‪ .‬إشراف صالح خديش‪ .‬جامعة‬
‫منتوري‪ :‬قسنطينة‪.‬‬
‫خلفي‪ ،‬م‪ ،)9106( .‬ترجمة الخطاب السياس ي في ضوء نظرية التحليل النقدي الخطاب‪ :‬نماذج من‬
‫خطابات الرئيس األمريكي باراك أوباما أنموذجا‪ .‬إشراف بن صافي‪ .‬جامعة أبو القاسم سعد هللا‪:‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫سعد عبد الحميد‪ ،‬حسن‪ ،9107( .‬أبريل ‪ )7‬صناعة املصطلحات السياسية‪ .‬املركز الديمقراطي العربي ‪.‬‬
‫عبد الحي‪ ،‬وليد‪ .)9107( .‬لغة الخطاب السياس ي‪ :‬املشكلة و الحل‪ ،‬جامعة اليرموك‪.‬‬
‫عكاشة‪ ،‬م‪ .)9112( .‬لغة الخطاب السياس ي‪ :‬دراسة لغوية تطبيقية في ضوء نظرية االتصال (الطبعة ‪.)0‬‬
‫مصر‪ :‬دار النشر للجامعات‪.‬‬
‫قنيش‪ ،‬سميرة‪ .)9102( .‬ترجمة املضمر في الخطاب السياس ي‪ .‬مجلة املترجم‪ .‬املجلد ‪ .02‬العدد ‪ .0‬مخبر‬
‫تعليمية الترجمة وتعدد األلسن‪ ،‬وهران‪https://www.asjp.cerist.dz/en/article/115174 ،‬‬
‫مؤمن‪ ،‬أ‪ .)9117( .‬أصول الترجمة للمحترفين‪ .‬القاهرة‪ :‬الدار املصرية للعلوم‪.‬‬
‫املسدي‪ ،‬ع‪ .)9116( .‬السياسة وسلطة اللغة (الطبعة ‪ .)0‬القاهرة ‪ :‬الدار املصرية اللبنانية‪.‬‬
‫هاشم أحمد الحاج‪ ،‬منتصر‪ .‬األثر اليديولوجي عند ترجمة النص السياس ي‪ :‬دراسة حالة و هيكل مقترح‪.‬‬
‫مجلة املداد‪ .‬جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا‪.‬‬
‫هاني‪ ،‬م‪ .‬ع‪ .)9112( .‬الترجمة العالمية‪ .‬كلية العالم‪ .‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫‪Charaudeau, P. (2002). A quoi sert d’analyser le Discours Politique, Barcelone :‬‬
‫‪in Análisi del discurs polític, IULA-UPF.‬‬
‫‪Durieux C. (2016). Néologie et traduction: ou comment faire traverser la route àun‬‬
‫‪écureuil. Roczniki humanistyczne, Tom LXIV.‬‬
‫‪Hatim, B & Mason, I. (1990). Discourse and Translator. UK: Longman Group.‬‬
‫‪Schäffner, C & Bassnett, S. (2010). Political Discourse, Media and Translation.‬‬
‫‪UK: Cambridge scholars publishing .‬‬
‫‪Wodak, R & Meyer, M. (2001). Methods of Critical Discourse Analysis. London:‬‬
‫‪Saga Publication‬‬

‫‪94‬‬

You might also like