You are on page 1of 98

‫مقدمة‬

‫شكلت التغيرات العديدة التي عرفها العالم في السنوات األخيرة أهم‬


‫العوامل التي أدت إلى بروز فواعل دولية جديدة في العالقات الدولية‬
‫والمجتمع الدولي أعادت تحديد األطراف الفاعلة في السياسة الخارجية‬
‫وتقاسمهم لألدوار والوظائف من زوايا مختلفة‪.‬‬
‫كما أن التطور الغير مسبوق للعالقات والمباريات بين الدول وتنامي‬
‫ظاهرة العولمة‪ ،‬وخلق فضاء تبادلي بين الشعوب عبر الشبكة‬
‫العنكبوتية‪ ،‬كالجمعيات والنقابات واالحزاب والمنظمات غير الحكومية‬
‫والشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬أسهم في بروز أنواع من الدبلوماسية‪،‬‬
‫فرضتها التطورات والحالة الراهنة للسياسة الدولية‪ .‬فأصبحت جميع‬
‫أشكال الدبلوماسية الموازية من أهم الفواعل المعبرة عن اإلرادة‬
‫السياسية للشعوب‪ ،‬ويعود مصطلح الدبلوماسية إلى العهد اإلغريقي‪،‬‬
‫التي تخول للدبلوماسي أثناء سفره أداء المهام الملقاة على عاتقه‪،‬‬
‫وتمثيل مصالح الدولة مع الحكومات والبلدان األجنبية وإدارة‬
‫المفاوضات الدبلوماسية‪ .‬بيد أن تعريف الدبلوماسية عند األكاديمية‬
‫الفرنسية هي فن وأسلوب التفاوض في المسائل الكبرى وهناك تعاريف‬
‫أخرى بأنها عملية سياسية تستخدمها الدولة في تنفيذ سياستها‬
‫الخارجية ‪.‬‬
‫يعني أن الدبلوماسية أو الوظيفة الدبلوماسية تعتبر من مهام هيئات‬
‫وأجهزة متخصصة في الدولة وفي مقدمتها رئيس الدولة و وزراء‬
‫الشؤون الخارجية‪ ،‬التي تتولى القيام بهذه المهمة في جميع البلدان‪،‬‬
‫لكن تطور العمل الدبلوماسي وتعقده وتشعبه فرض تنويع وتطوير‬
‫اآلليات المعنية بممارسته وفي هذا اإلطار أصبح الحديث بما يعرف‬
‫بالدبلوماسية الموازية التي تتجسد إما في شكل دبلوماسية شعبية أو‬
‫مدنية أو حزبية بحسب التسميات المتداولة وتضطلع بها األحزاب‬

‫‪1‬‬
‫السياسية والهيئات المدنية في جميع البلدان أو في شكل دبلوماسية‬
‫برلمانية ارتبطت بالعالقات التي أضحت المؤسسات البرلمانية في كل‬
‫بلد تنهجها على المستوى الخارجي في إطار الهيئات البرلمانية الدولية‬
‫وغيرها من المحافل الدولية‪ ،‬ومن هنا برز مفهوم الدبلوماسية‬
‫البرلمانية كمفهوم جديد ووسيلة لترقية مجاالت تبادل اآلراء وتنسيق‬
‫األنشطة وأداة لدفع التعاون بين األمم ؛حيث يقوم أعضاء البرلمان بها‬
‫ومن خاللها بتوضيح ونقل المواقف الرسمية لبلدانهم إلى البرلمانات‬
‫األخرى وذلك فيما يتعلق بمختلف القضايا سواء ذات الطابع الوطني‬
‫أو اإلقليمي أو الدولي ‪.‬‬
‫كما فرض هذا الوضع على البرلمانات الوطنية ضرورة االنخراط على‬
‫المستوى الدولي من أجل تقديم في إطار الجهود المبذولة في مجال‬
‫تحقيق السلم والديمقراطية واألمن والتعاون والتنمية وهي مسائل هامة‬
‫والسيما منع الصراعات وإدارتها مما يتطلب من البرلمانات العمل دائما‬
‫على تطوير األفكار وصياغة االستراتيجيات ووضع الهياكل وأدوات‬
‫الحكم الرشيد وحشد الموارد لتحقيق السلم واألمن والعمل على تنمية‬
‫المجتمعات وتطورها ‪.‬‬
‫وفي هذا السياق تعتبر الدبلوماسية المغربية بشقيها الرسمية والموازية‬
‫إحدى اآلليات األساسية التي تلجأ إليها الدولة لمنح دور أكثر فعالية‬
‫للبرلمان في مجال السياسة الخارجية باعتبارها وسيلة مكملة للعمل‬
‫الدبلوماسي الرسمي ومرافقة للنشاط الدبلوماسي الحكومي وبالتالي‬
‫ينتظر منها أداء دور دولي فعال في معالجة القضايا الوطنية والدولية‬
‫واإلقليمية واحتواء األزمات ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد فقد انخرط مجلسا البرلمان خالل السنوات األخيرة في‬
‫العديد من المبادرات داخل المنظمات البرلمانية الدولية بهدف المساهمة‬
‫في الدفاع عن توابث المملكة وعلى رأسها القضية الوطنية األولى‪,‬‬
‫وتعزيز مواقف المغرب وإشعاع صورته على الصعيد الدولي ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ودراسة موضوع‪« :‬الدبلوماسية البرلمانية المغربية وآليات الدفاع عن‬
‫القضية الوطنية " تنبثق أوال‪:‬‬
‫من أهمية الموضوع وراهينيته والحاجة الملحة إلى المزيد من‬
‫تنظيمه وإصالحه نظرا لمستجداته وتشعب قضاياه‪ ،‬وثانيا من تداخل‬
‫اإلختصاصات واألدوار وتكاملها من جهة مع الدبلوماسية الرسمية ومن‬
‫جهة أخرى مع باقي أنواع الدبلوماسيات الموازية‪...‬‬
‫وال شك أن موضوع الدبلوماسية البرلمانية يحظى بدرجة عالية من‬
‫األهمية‪ ،‬ولذلك فقد تناولت العديد من األدبيات أدوار السلطة التشريعية‬
‫في رسم السياسة الخارجية‪ ،‬واألدوات البرلمانية المستخدمة في‬
‫الممارسة الدبلوماسية‪ ،‬فقد تناولت تلك الدراسات التطور التاريخي‬
‫للدبلوماسية البرلمانية ومفاهيمها‪ ،‬وتحليل أداء المنظمات البرلمانية‬
‫الدولية‪ .‬وعلى الرغم من أهمية قضايا الدبلوماسية البرلمانية إال أن‬
‫المشكلة تكمن في طريقة التعامل مع هذا الحقل المعرفي من الناحية‬
‫النظرية‪ ،‬حيث توجد العديد من المحاور النظرية التي تتعلق‬
‫بالدبلوماسية البرلمانية والتي لم تُعالج من قبل الباحثين؛ ومن أهم هذه‬
‫المحاور موضوع العوامل التي ساعدت على تنامي وتطور الدبلوماسية‬
‫البرلمانية‪ ،‬ومقارنة أهداف هذه األخيرة مع السياسة الخارجية التي‬
‫تمارسها السلطة التنفيذية وكذا موضوع المعيقات واإلكراهات المؤثرة‬
‫على أداء السلطة التشريعية في الشؤون الخارجية أي الشؤون‬
‫الدبلوماسية على وجه الخصوص‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن أسباب اختيار هذا الموضوع تنصب على‬
‫مبررات ذاتية واخرى موضوعية فاألسباب الموضوعية تتمثل في أن‬
‫موضوع الدبلوماسية البرلمانية عموما والدفاع عن الوطنية بشكل‬
‫خاص يعد من المواضيع المعاصرة والراهنة التي تعرف مستجدات‬
‫يوما بعد يوم وينبع أصل اهتمامي بالموضوع إلى إبراز مدى أهمية‬
‫المجال الدبلوماسي البرلماني في الدفاع عن القضايا الوطنية‪ ،‬أما‬
‫األسباب الذاتية فتتجسد في ندرة الدراسات األكاديمية لموضوع‬
‫‪3‬‬
‫الدبلوماسية البرلمانية من جهة ومن جهة اخرى بعض الدراسات التي‬
‫عالجت موضوع مساهمة الدبلوماسية البرلمانية في الدفاع عن القضية‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫ونظرا للصعوبات واإلكراهات التي حالت دون إجراء الجزء الميداني من‬
‫البحث‪ ،‬والمتمثل في زيارة مقر البرلمان من أجل القيام بالمالحظة‬
‫والرصد المباشرين لالقتراب أكثر من عناصر الظاهرة موضوع البحث‬
‫فإننا اكتفينا بتقصي ما تطاله أيدينا من الكتب والوثائق البرلمانية‬
‫والبحوث األكاديمية والمقاالت الورقية واإللكترونية التي تناولت‬
‫موضوع الدبلوماسية البرلمانية في المغرب وكذا ما يتم نشره بالموقع‬
‫اإللكتروني للبرلمان المغربي ومجلسيه من أنشطة دبلوماسية للمجلسين‬
‫معا‪ ،‬وقد قمنا بجمع ‪ ،‬ما تناثر هنا وهناك للخروج بهذا العمل البحثي ‪.‬‬
‫وال نخفي رجوعنا واعتمادنا على عدد من الدراسات السباقة التي‬
‫تناولت بالتحليل موضوع الدبلوماسية البرلمانية بالمغرب‪ ،‬كما نهلنا من‬
‫وسائط التواصل االجتماعي ما يغني هذا الموضوع‪.‬‬

‫من خالل هذا التأطير تبرز اإلشكالية التالية‪:‬‬


‫في ظل االنتصارات والمكاسب التي جناها المغرب حول قضية وحدته‬
‫الترابية فإلى أي حد استطاعت الدبلوماسية البرلمانية المغربية أن‬
‫تتجاوز حدودها وإكراهاتِها لتساهم في دعم ومساندة الدبلوماسية‬
‫الرسمية في الشؤون الخارجية للدولة وفي إطار الدفاع عن القضايا‬
‫الوطنية على وجه الخصوص‪.‬‬
‫تتفرع عن اإلشكالية األسئلة التالية‪:‬‬
‫*ماهي األسس المفاهيمية والدستورية والقانونية المؤطرة للدبلوماسية‬
‫البرلمانية في التجربة المغربية؟‬
‫‪4‬‬
‫*ماهي مقومات وأولويات الدبلوماسية البرلمانية؟‬
‫*وما العوامل المساهمة في بروزها؟‬
‫*وكيف كانت حصيلة الدبلوماسية البرلمانية بعد دستور ‪1122‬؟‬
‫*ماهي إكراهات وحدود ممارسة الدبلوماسية البرلمانية؟‬
‫*ماهي أهم اآلليات التي يجب اعتمادها لتفعيل أداء الدبلوماسية‬
‫البرلمانية؟‬
‫ومن أجل بسط مقاربة تحليلية حول الممارسة الدبلوماسية البرلمانية‬
‫المغربية فتم إقتراح الفرضيات التالية‪:‬‬
‫الفرضية األولى‪ :‬إذا كان ينظر للدبلوماسية البرلمانية أنها على الهامش‬
‫فقد أن الوقت لتمكين أعضاء البرلمان المغربي من صالحيات‬
‫ومسؤوليات واسعة في مجال رسم السياسة الخارجية للدولة‪،‬‬
‫والمشاركة في صنعها بحكم المكانة الدستورية التي يحتلها البرلمان‬
‫المغربي داخل النظام الدستوري والسياسي المغربي‪ ،‬والمخولة لهم‬
‫بموجب دستور ‪1122‬‬

‫الفرضية الثانية‪ :‬ينبغي إعادة النظر في معايير الحكامة البرلمانية‪ ،‬أي‬


‫الضوابط القانونية والفنية التقنية للعمل الدبلوماسي البرلماني‪ ،‬بما فيه‬
‫من تأهيل مادي وبشري من خالل التكييف والمالءمة‪ ،‬من أجل تجويد‬
‫العمل الدبلوماسي ألعضاء البرلمان المغربي‪.‬‬

‫الفرضية الثالثة‪ :‬نفترض أن للدبلوماسية البرلمانية ينبغي أن تكون‬


‫سندا ودعامة من دعامات للدبلوماسية الرسمية في الدفاع عن المصالح‬
‫الحيوية والقضايا الوطنية على المستوى الخارجي في مختلف المحافل‬

‫‪5‬‬
‫الدولية‪ ،‬وعليه فال ينبغي الفصل التام بين الدبلوماسية الرسمية‬
‫والدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫وبناءا على هذا الصدد تم بسط مقاربة منهجية مالئمة لعناصر هذا‬
‫الموضوع‪ ،‬تم خاللها محاولة استخدام تعدد منهجي إيمانا بذلك بأن قوة‬
‫العمل تكمن في تحقيق التعاون والتكامل وعدم االكتفاء بمنهج واحد‪،‬‬
‫لهذا االعتماد على‪:‬‬

‫*منهج تحليل المضمون ويتعلق األمر بقراءة متقاطعة لمختلف‬


‫النصوص والكتابات التي تناولت موضوع الدبلوماسية البرلمانية بغية‬
‫وصف األداء الدبلوماسي للبرلمان المغربي‪ ،‬من خالل استعراض‬
‫الحصيلة الدبلوماسية للبرلمان المغربي بمجلسيه‪ ،‬وأنشطته الدبلماسية‬
‫سواء على المستوى الداخلي من خالل استقبال الوفود األجنبية‪ ،‬أو على‬
‫المستوى الخارجي من خالل مشاركة الشعب البرلمانية في المنتديات‬
‫واالتحادات البرلمانية الدولية‪ ،‬مع توصيف لوضعية المغرب داخل هذه‬
‫االتحادات‪.‬‬

‫*المنهج اإلحصائي من خالل محاولة جرد األرقام والمؤشرات المتعلقة‬


‫سواء باألنشطة الدبلوماسية أو المرتبطة بالرقابة البرلمانية على أعمال‬
‫الحكومة على المستوى الخارجي‪ ،‬أو بنسبة مشاركة ممثلي الفرق‬
‫والمجموعات البرلمانية في مجموعات الصداقة أو مختلف الشعب‬
‫المشاركة في التظاهرات الوطنية والدولية‪.‬‬

‫*المنهج المقارن من خالل مقارنة حصيلة النشاط الدبلوماسي للبرلمان‬


‫خالل فترات زمنية مختلفة من عمر البرلمان المغربي مع إمكانية‬
‫استعراض بعض التجارب الدولية في مجال الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫بناءا على هذا ولتفصيل اإلجابة عن اإلشكالية أعاله تم إعتماد‬
‫التصميم التالي ‪:‬‬

‫*الفصل األول ‪:‬‬


‫*المبحث األول‪ :‬اإلطار العام المنظم للدبلوماسية البرلمانية بالمغرب‪.‬‬
‫*المطلب األول‪ :‬اإلطار النظري للدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬اإلطار المفاهيم للدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫*الفقرة الثانية‪ :‬العوامل المساهمة في بروز الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫*المطلب الثاني‪ :‬مقومات الدبلوماسية البرلمانية في الدفاع عن القضايا‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬مقومات تطور التجربة المغربية في الدبلوماسية‬
‫البرلمانية‪.‬‬
‫*الفقرة الثانية‪ :‬المقومات السياسية التاريخية والشخصية للدبلوماسية‬
‫البرلمانية‪.‬‬
‫*المبحث الثاني ‪:‬‬
‫*المطلب األول‪ :‬األسس الدستورية للدبلوماسية البرلمانية ‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬اإلطار الدستوري المنظم للدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫*الفقرة الثانية‪ :‬مقتضيات األنظمة الداخلية للبرلمان بخصوص‬
‫الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫*المطلب الثاني‪ :‬الخطب الملكية والبرامج الحكومية والحزبية‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬التوجيهات االستراتيجية للخطب الملكية ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫*الفقرة الثانية‪ :‬الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي والبرامج الحزبية‪.‬‬
‫*الفصل الثاني ‪:‬‬
‫*المبحث األول‪ :‬حدود األداء الدبلوماسي البرلماني المغربي‪.‬‬
‫*المطلب األول‪ :‬حدود التدخل البرلماني في مجال المعاهدات ‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬تأثير العقلنة البرلمانية على الدبلوماسية البرلمانية ‪.‬‬
‫*الفقرة الثانية‪ :‬قصور عمل البرلمان في المجال الدبلوماسي ‪.‬‬
‫*المطلب الثاني‪ :‬مظاهر عوائق أداء الدبلوماسية البرلمانية ‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬مظاهر تهميش دور البرلمان في مجال صنع السياسة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫*الفقرة الثانية‪ :‬انشغال البرلمانيين بالقضايا الداخلية‪.‬‬
‫*المبحث الثاني ‪:‬‬
‫*المطلب األول‪ :‬حصيلة الدبلوماسية البرلمانية المغربية الوالية‬
‫التشريعية(‪).1112-1122‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬حصيلة مجلس المستشارين ‪.‬‬
‫*الفقرة الثانية‪ :‬حصيلة مجلس النواب ‪.‬‬
‫*المطلب الثاني‪ :‬أولويات وآليات تطوير وتفعيل الدبلوماسية‬
‫البرلمانية ‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬أولويات الدبلوماسية البرلمانية ‪.‬‬
‫*الفقرة الثانية‪ :‬آليات تفعيل أداء الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام المنظم للدبلوماسية البرلمانية بالمغرب‪.‬‬

‫سيخصص هذا المبحث لدراسة اإلطار النظري للدبلوماسية البرلمانية‬


‫من خالل إبراز اإلطار المفاهيم للدبلوماسية البرلمانية والعوامل المساهمة‬
‫في بروزها وسيتم التطرق فيه أيضا تبيان تطور التجربة المغربية في‬
‫الدبلوماسية البرلمانية وكذا محاولة إبراز مقوماتها السياسية التاريخية‬
‫والشخصية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اإلطار النظري للدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬

‫سيتم التطرق في هذا المطلب إلى التعريف بماهية الدبلوماسية البرلمانية‬


‫نشأتها‪ ،‬تعريفها وكذا إبراز أهم العوامل الداخلية والخارجية المساهمة في‬
‫بروز هذه األخيرة ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اإلطار المفاهيم للدبلوماسية البرلمانية‬


‫يعود تاريخ نشأة كلمة الدبلوماسية إلى العهد اليوناني؛ فهي كلمة مشتقة‬
‫من الكلمة اليونانية ‪ diplôma‬والتي كانت تطلق على بعض الوثائق‬
‫الرسمية الصادرة عن الرؤساء السياسيين للمدن بالمجتمع اليوناني القديم‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ثم انتقلت بعد ذلك إلى الرومان وباقي اللغات‬
‫ولم يتم استخدام لفظ الدبلوماسية أو الدبلوماسي لإلشارة إلى المعنى‬
‫المتعارف عليه اليوم " وهو إدارة العالقات الدولية " إال في نهاية القرن‬

‫‪1‬‬
‫الدبلوماسية في المغرب بين رهان التحديات وعوائق التفعيل منشورات مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد ‪،‬عدد مزدوج أمين ركملة‪1،‬‬
‫سنة ‪ 4102‬ص ‪001.001‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ 01‬وتحديدا سنة ‪0111‬؛ حيث استعملت كلمة دبلوماسي ‪Diplomacy‬‬
‫باللغة اإلنجليزية في إنجلترا‪.‬‬
‫فالدبلوماسية مصطلح حمل معان مختلفة إذ اختلف عند العديد من فقهاء القانون الدولي العام‪:‬‬

‫فحسب هارولد نيكسون‪ :‬الدبلوماسية علم العالقات الخارجية أو الشؤون‬


‫‪2‬‬
‫الخارجية للدول‪.‬‬
‫أما وفق وجهة نظر فيليب بيجو ‪ Philip pejo‬فالدبلوماسية هي علم‬
‫وممارسة العالقات بين الدول عبر التفاوض‪.3‬‬
‫وللدبلوماسية أشكال وأنماط عديدة منها على سبيل المثال ‪ :‬الدبلوماسية‬
‫االقتصادية والدبلوماسية الشعبية والدبلوماسية العسكرية الدبلوماسية‬
‫الرياضية باإلضافة إلى أنماط الدبلوماسيات السابقة تعتبر الدبلوماسية‬
‫البرلمانية ‪-‬وهي ما يهم موضوعنا ‪ -‬من أشكال الدبلوماسية المعاصرة‬
‫والتي لها تأثير في النظام الدولي المعاصر؛ فهي عملية سياسية تعتمدها‬
‫الدولة لتنفيذ سياستها الخارجية؛ أي أن الدبلوماسية البرلمانية نمط من‬
‫الدبلوماسية التي تمارسها البرلمانات المختلفة خارج نطاق الدولة وتتفاعل‬
‫من خاللها مع مختلف القضايا الدولية فهي دبلوماسية مفتوحة على‬
‫النقاش العام تعمل بموجب قواعد رسمية وتتخذ قراراتها عن طريق‬
‫التصويت‪.4‬‬
‫فهي اذن تلك الدبلوماسية التي تمارسها البرلمانات المختلفة خارج‬
‫نطاق الدولة وتتفاعل من خاللها مع مختلف القضايا الدولية‪ ،‬والتي تؤثر‬
‫بدورها على الصعيد الوطني في عصر‬
‫تالشت فيه المسافة التي كانت تفصل بين الداخل والخارج‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2(article) andrea cofelice ,parliamentary diplomacy and the Arab springs evidence from the parliamentary‬‬
‫‪assembly of the Mediterranean and the European parliament.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪3 Philipe pejo "la diplomatie parlementaire,bibliothèque droit public tome 313 LGDJ lextenso .Paris 2020 page‬‬
‫‪25.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪4Robert .L.Fridheim "parliamentary diplomacy " centre for naval analyses,September 1976 page 3 et 4.‬‬

‫‪10‬‬
‫وقد وصفها الدكتور عز الدين فودة إن الدبلوماسية في نظامها الجديد‬
‫أي الديبلوماسية المفتوحة‪ ،‬وتتخذ المنظمات الدولية منبرا لها‪ ،‬فتسميها‬
‫بالدبلوماسية البرلمانية قياسا على ما يدور بالبرلمانات من مناقشات‬
‫وجلسات‪ ،‬وما يوضع لها من لوائح وإجراءات تحكم نظام االجتماعات‬
‫والمؤتمرات على نسق النظم الجلسات البرلمانية" كما يصفها بأنها "‬
‫أسلوب مفاوضات المفتوحة على المستوى الدولي‪. 5‬‬

‫إن مفهوم البرلمانية يعكس ذلك المسار المزدوج المتمثل في دمقرطة‬


‫الحياة الداخلية للدول والعالقات فيما بينها‪ ،‬وتتميز الديبلوماسية البرلمانية‬
‫في حد ذاتها بكونها منتدى يناقش فيه أعضاء المؤسسة البرلمانية بشكل‬
‫علني الشؤون التي تهم المنتظم الدولي‪ ،‬فمصطلح الديبلوماسية البرلمانية‬
‫أصبح على ألسنة العديد من المهنيين والخبراء‪ ،‬على حد سواء‪ ،‬كما تجد‬
‫أن معظم البرلمانات حاليا لها مواقع على شبكة االنترنيت تعتمد فيها‬
‫مصطلح الديبلوماسية البرلمانية‪ ،‬فهي بذلك تعتبر محركا جديدا إلدارة‬
‫الشؤون والعالقات الدولية‪.6‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬العوامل المساهمة في بروز الدبلوماسية البرلمانية‬
‫تعددت العوامل التي ساهمت في بروز الدبلوماسية البرلمانية فمنها‬
‫عوامل داخلية وأخرى خارجية؛ بحيث توسع مجال الممارسة الدبلوماسية‬
‫التي امتدت لعقود طويلة‪ ،‬وحيث كانت السياسة الخارجية تعتبر بعيدة عن‬
‫اهتمام باقي المتدخلين بذريعة أنها شأن األمراء وليس شأن الشعوب‪.‬‬
‫ليثبت التاريخ المعاصر هشاشة وخطورة هذا الحكم‪ .‬إذ يمكن القول إن‬
‫فتوحات الديمقراطية لم تتقدم إال عبر الرهان الذي اعتمده المنظرون‬
‫األوائل للقانون الدستوري‪ ،‬من خالل مزايا وفوائد منح الشعوب مكانة‬
‫‪7‬‬
‫المشاركة في تسيير الشؤون الدولية‬

‫‪5 5‬حسن فتح الباب ‪ :‬المنازعات الدولية و دور األمم المتحدة في المشكالت المعاصرة‪ ،‬عالم الكتاب القاهرة ص ‪.711‬‬
‫‪6 6‬المؤتمر الثالث لجميع األمناء العاميين للبرلمانات العربية حول موضوع الدبلوماسية البرلمانية "ورقة من األمانة العامة للمجلس الوطني‬
‫االتحادي بدولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬الرباط ‪ 1.7‬شتنبر ‪.4111‬‬
‫‪7 7‬جمال كريمي السياسة الخارجية للبرلمان المغربي ‪ :‬أية فعالية مقال منشور في جريدة بيان اليوم ‪4112_11-07‬‬

‫‪11‬‬
‫وبالرغم من الجدال القائم بين التنظير والممارسة‪ ،‬فإن السياسة‬
‫الخارجية الناجحة والفعالة إذا كانت تضع االستراتيجيات فإن الدبلوماسية‬
‫ال تنفك عنها هي األسلوب السياسي الذي من شأنه أن يختار أنسب‬
‫الوسائل والتكتيكات المساعدة على تنفيذ السياسة الخارجية ‪8‬وفيما يخص‬
‫العوامل الحاسمة التي أدت إلى تراجع الدبلوماسية القديمة وبروز‬
‫الدبلوماسية الجديدة فقد كانت نتيجة لثالثة تطورات رئيسية أولها التغيير‬
‫الذي لحق بتكوين األسرة الدولية وثانيها طبيعة االهتمامات الدولية‪،‬‬
‫ومعها أهداف العملية الدبلوماسية وثالثها الثورة المحدثة في تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت‪.‬‬
‫فنتيجة للتعقيدات والتشعبات التي عرفتها العالقات الدولية بشكل‬
‫متعاقب ومتسارع وكذا تزايد االهتمام الدولي بالقضايا الجديدة كالتلوث‬
‫واإلرهاب وأسلحة الدمار الشامل واالنتقال الديمقراطي وحقوق اإلنسان‬
‫والثورة الرقمية التي حولت العالم إلى قرية صغيرة جعل مختلف الفاعلين‬
‫الدوليين يوظفون الدبلوماسية البرلمانية كأدوات كشف وتحليل تبلغهم‬
‫أهدافهم في تنفيذ السياسة الخارجية‪ .‬ولم يعد خفيا األهمية التي أصبحت‬
‫تحظى بها الدبلوماسية البرلمانية في مجال العالقات الدولية خاصة مع‬
‫اقتناع الدبلوماسية الرسمية (التقليدية) كونها لم يعد بمقدورها تغطية‬
‫مختلف مجاالت العالقات الدولية الثنائية والمتعددة األطراف ‪.‬‬
‫كما أن العالقات بين الدول لم تعد مقتصرة على الحكومات‪ .‬بل امتدت‬
‫واتسعت لتشمل مجموعات وأفراد ال يحملون أوراق اعتماد رسمية‪ .‬وال‬
‫يعبرون بالضرورة عن موقف رسمي لدولهم ‪9‬ولقد شهدت هذه المرحلة‬
‫العديد من مشاهد وفصول العولمة‪ .‬كما تجسدت هذه المتغيرات في‬
‫ظهور عدد من المنظمات الدولية التي نمت فيها بذور الدبلوماسية‬
‫البرلمانية‪ .‬كان من أبرز تلك المنظمات الدولية "االتحاد البرلماني‬

‫‪8 8‬فاطمة الليلي الدبلوماسية البرلمانية والسياسة الخارجية‪ ،‬روافد النشر و التوزيع‪ ،‬القاهرة ‪،‬الطبعة االولى ‪ 4101‬ص ‪.07‬‬
‫‪9‬فاطمة الليلي‪ .‬مدى مساهمة الدبلوماسية البرلمانية في صناعة السياسة الخارجية المغربية‪ .‬اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام جامعة محمد‬
‫الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ .‬اكدال سنة ‪ 4107/4102‬ص‪.1‬‬

‫‪12‬‬
‫الدولي" الذي خرج إلى الوجود سنة ‪ 0111‬باعتباره "أول منظمة دولية‬
‫‪10‬‬
‫للتفاوض التعددي من نوعها‬
‫وتبعا لذلك‪ .‬يمكن تعريف الدبلوماسية البرلمانية على أنها تلك‬
‫الدبلوماسية التي تقوم بها جهات غير رسمية‪ .‬وأما الفاعلون فيها فال‬
‫تكون لهم صفة تمثيل الدولة أو التحدث باسمها بل يتحدثون باسم المجتمع‬
‫المدني في مجالس تشريعية وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية وفاعلين‬
‫اقتصاديين ورياضيين ومثقفين إلخ‪.‬‬
‫كما أن الدبلوماسية البرلمانية ال تسير عكس مصالح الدولة أو‬
‫الدبلوماسية الرسمية بل تعد مكملة لها‪ ،‬وتقوم بدور مهم وفعال من أجل‬
‫‪11‬‬
‫إبراز التكامل بين الدبلوماسية الرسمية ودبلوماسية المجتمع المدني‬
‫وإن كان البعض يعتبر السياسة الخارجية تلك الخطة التي ترسم العالقات‬
‫الخارجية لدولة معينة مع غيرها من الدول والمنظمات‪ .‬فإن تطبيقها (في‬
‫الدبلوماسية البرلمانية) يقتضي بالضرورة األخذ بمختلف زوايا النظر‬
‫التي ال تنحصر لدى الجهة الرسمية وحدها من خالل إجراء الزيارات‬
‫واالتصاالت التي تتم بين الشخصيات العامة (المثقفين والفنانين‬
‫والمبدعين والرياضيين‪ )...‬بين المجموعات ذات االهتمامات والمصالح‬
‫المشتركة (المنظمات والهيئات والجمعيات غير الحكومية لمدافعين عن‬
‫البيئة أو حقوق اإلنسان أو العلماء والتجار والمهنيين‪ ).‬في فضاءات عامة‬
‫أو داخل مؤسسات دولية تنعقد فيها المؤتمرات وتقام فيها الندوات وتنظم‬
‫فيها المهرجانات لغاية تقريب وجهات النظر الرسمية والتعبير عن أمال‬
‫وتطلعات الرأي العام ‪.‬‬
‫وفيما يخص الفكر المغربي فقد اعتمد نهجين في السياسة الخارجية‪:‬‬
‫(نهج إيديولوجي يفترض أن السياسات التي تصنعها الدول تجاه العالم‬
‫الخارجي هي تعبيرات عن المعتقدات السياسية واالجتماعية والدينية‬

‫‪10‬عيسى بورقيبة‪ :‬الدبلوماسية البرلمانية وإسهاماتها في حل الخالفات العالمية والوطنية مذكرة للحصول على شهادة ماجستير في القانون العام‬
‫تخصص عالقا…‬
‫‪11‬فاطمة الليلي‪ ،‬مدى مساهمة الدبلوماسية البرلمانية في صناعة السياسة الخارجية المغربية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫السائدة ‪ ،‬وصفت على إثرها السياسات الخارجية بكونها ديمقراطية‬
‫واستبدادية وتحررية اشتراكية ومحبة للسالم أو عدوانية )‪ ،‬ونهج ثان‬
‫يفترض أن للسياسة عدة مقومات منها تقاليد الدولة التاريخية وموقعها‬
‫الجغرافي والمصلحة الوطنية وأهداف األمن وحاجاته‪ ،‬وعلى من يريد‬
‫أن يفهم السياسة الخارجية ويمارسها عليه أن يحيط بكل هذه المقومات‬
‫‪12‬‬
‫)‬
‫إن الدبلوماسية البرلمانية إذن هي تلك االتصاالت التي تتم بين مختلف‬
‫الدول‪ ،‬خارج أدوات وإكراهات الدبلوماسية الرسمية‪ ،‬وكمثال على ذلك‪،‬‬
‫فاألحزاب السياسية أصبحت تؤدي وظائف متعددة تخص عدة مجاالت‬
‫سياسية واقتصادية واجتماعية‪ ،‬وهي فضاء يوفر فرصة مناسبة لكل أفراد‬
‫المجتمع في المساهمة والمشاركة في صنع القرار السياسي‪ ،‬حيث تقوم‬
‫هذه األحزاب بتجميع وبلورة وجهة نظر سياسية واحدة على مستوى‬
‫‪13‬‬
‫الحزب‪ ،‬والتعبير عنها أمام الهيئات السياسية‬
‫أما فيما يتعلق باألحزاب السياسية المغربية‪ ،‬فإن معظمها ال يعبر عن‬
‫موقف سياسي واضح فيما يخص السياسة الخارجية حيث يقتصر دورها‬
‫في كثير من األحيان على تفسير الطرح المغربي الرسمي حول القضية‬
‫الوطنية األولى‪ ،‬وتنفيذ بعض جوانب السياسة الخارجية المعدة سلفا من‬
‫قبل المؤسسة الملكية‪ ،‬بيد أن الدستور الحالي نص على دور األحزاب في‬
‫تدبير الشأن العام للبالد‪ 14‬مؤسسا بذلك دورا لألحزاب كمساهم في مجال‬
‫السياسة الخارجية ‪.‬‬
‫وقد اتضح هذا من خالل اللقاء الذي عقده وزير الشؤون الخارجية‬
‫والتعاون مع قادة األحزاب السياسية في ‪ 7‬يوليوز ‪ ،4104‬وفي ذلك داللة‬
‫على انفتاح الحكومة على فاعلين جدد في حقل السياسة الخارجية للدولة‬

‫‪12‬عبد الجليل مراحي "السياسة الخارجية في الدستور المغربي المجلة المغربية للعلوم السياسية (العدد والطبعة غير مذكورين) ص ‪.71‬‬
‫‪13‬نوال بهدين ‪ ،‬الفاعلون في رسم السياسة الخارجية المغربية وفق مقتضيات الدستور الجديد المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد مزدوج‬
‫‪-001-011‬مارس‪-‬يونيو‪ 4107‬ص ‪.11. 17‬‬
‫‪14‬الفصل ‪1‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 4100‬الصادر األمر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.00.14‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 7174‬بتاريخ ‪01‬يونيو‬
‫‪.4100‬‬

‫‪14‬‬
‫في إطار استحداث آليات للتشاور مع األحزاب السياسية لدعم القضايا‬
‫العليا للوطن‪ ،‬وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية‪.‬‬
‫وفي ظل وجود عدد كبير من التغيرات والتطورات السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية التي عرفتها العالقات الدولية وخاصة مع‬
‫تسارع انتشار مظاهر العولمة‪ ،‬تغيرت مجموعة من المفاهيم والضوابط‬
‫واآلليات التي تنظم العالقات بين الدول والمنظمات واألفراد‪ ،‬ومن منطلق‬
‫أن الفاعل السياسي الواحد أصبح غير قادر على ضبط كل المجاالت التي‬
‫تتعلق بالسياسة الخارجية‪ ،‬وفي ظل مجموعة من اإلكراهات‪ ،‬كان ال بد‬
‫للسلطة التنفيذية في أن تعيد النظر في اختصاصاتها في مجال العالقات‬
‫الدولية وتستعين بفاعلين جدد في رسم وتنفيذ وتقييم السياسات الخارجية‪.‬‬

‫وقد أصبح العمل الدبلوماسي للحكومات اليوم في أمس الحاجة إلى‬


‫روافد تدعمه وتساعده‪ ،‬من أجل تنمية قدراته على دعم وتطوير العالقات‬
‫الثنائية والمتعددة األطراف بين الدول‪ .‬وقد اتسع المجال في المغرب‬
‫النخراط فاعلين غير حكوميين من أجل دعم الدبلوماسية الحكومية‬
‫والدفاع عن المصالح العليا للمغرب‪ ،‬وظهرت أشكال جديدة من‬
‫الممارسات الدبلوماسية تهتم هي األخرى بعدد من المواضيع‬
‫والتخصصات‪ ،‬كالدبلوماسية الجمعوية والبرلمانية‪ ،‬واالقتصادية‬
‫والثقافية‪ ،‬واإلعالمية والرياضية‪...‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مقومات الدبلوماسية البرلمانية في الدفاع عن القضايا‬


‫الوطنية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫سيتم تخصيص هذا المطلب لدراسة مقومات الدبلوماسية البرلمانية في‬
‫الدفاع عن القضايا الوطنية من خالل تبيان وتفصيل المقومات التي‬
‫تعتمدها هذه األخيرة سواء أكانت سياسية تاريخية أو شخصية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مقومات تطور التجربة المغربية في الدبلوماسية‬


‫البرلمانية ‪.‬‬

‫إن وعي مجلسي البرلمان المغربي بالدور المتنامي واألهمية المتزايدة‬


‫للدبلوماسية البرلمانية لم يتأت إال في وقت متأخر نسبيا‪ ،‬فمنذ تأسيس أول‬
‫برلمان مغربي سنة ‪ ،0117‬كانت لهذه المؤسسة دائما مواقف خاصة في‬
‫مجال السياسة الدولية‪ ،‬كما أن ممارستها للدبلوماسية كانت متوافقة مع‬
‫طبيعة النظام السياسي المغربي ومكانة البرلمان في نطاق هذا النظام‬
‫إال أن هذه الممارسة كانت محدودة جدا‪ ،‬لكون البرلمان لم يكن منفتحا‬
‫أكثر على الخارج‪ ،‬حتى جاء خطاب الملك الحسن الثاني في افتتاح‬
‫الدورة البرلمانية في أكتوبر ‪ ،0114‬الذي انتقد فيه قلة اهتمام المغاربة‬
‫بالسياسة الخارجية بقوله إن كنت سأؤاخذ عليكم شيئا فسأؤاخذ عليكم عدم‬
‫اهتمامكم بنشاط المغرب من الناحية الخارجية‪".‬‬
‫ويمكن اعتبار هذا الخطاب مؤشرا حقيقيا للتحول العميق الذي ستعرفه‬
‫المقاربة المعتمدة من طرف مجلس النواب بخصوص المسائل الدولية‪،‬‬
‫ففي هذا اإلطار اتخذ أعضاء مجلس النواب سلسلة من المبادرات لسد‬
‫النقص الذي كان يعتري المجال الدبلوماسي‪ ،‬إذ منذ الوالية التشريعية‬
‫الرابعة (‪ )0114-0112‬قام مكتب مجلس النواب بتوزيع أكثر مالئمة‬
‫للمهام مع لجنة الخارجية‪ ،‬وبعقلنة أساليب عمله بإقرار تعاون وثيق مع‬
‫وزارة الشؤون الخارجية والتعاون وتكوين شبكة للبحث والتفكير ‪،‬‬
‫يشرف عليها خبير في العالقات الدولية‪ ،‬شبكة منفتحة على العالم‬
‫الخارجي وبعد إقرار هذه القواعد الجديدة للعمل‪ ،‬وضع البرلمان المغربي‬
‫‪16‬‬
‫قطيعة مع مقاربته التقليدية للعالقات الدولية‪ ،‬وعرفت الوالية التشريعية‬
‫الرابعة (‪ -)0114-0112‬نشاطا دبلوماسيا مكثفا‪ ،‬تمثل في تنظيم‬
‫اجتماعات وجلسات عامة وداخل اللجان خصصت لمناقشة القضايا‬
‫الدولية من أجل توطيد التعاون مع أكبر عدد من البرلمانات األجنبية‪،‬‬
‫والتوجه نحو إنشاء مجموعات للصداقة البرلمانية‪ ،‬كما قام مجلس النواب‬
‫باستقبال وفود برلمانية أجنبية وإرسال بعثات إلى جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫وعلى إثره أشاد الملك الراحل بالحراك الذي أصبح البرلمان المغربي‬
‫يعرفه على الصعيد الدبلوماسي في خطاب العرش في ‪ 7‬مارس ‪0111‬‬
‫قال فيه من أسباب ابتهاجنا أن مجلس النواب يشارك بصورة تدعو إلى‬
‫االرتياح في مؤتمرات دولية‪ ،‬وفي أعمال االتحادات البرلمانية‪ ،‬وباشر‬
‫اتصاالت ببرلمانات في العالم‪ ،‬واستقبل شخصيات سياسية عالمية‪ ،‬وزار‬
‫أعضاؤه عواصم كبرى حيث استقبلوا من رجاالت السياسة كله فيها‪".‬‬
‫واستمر اهتمام البرلمان المغربي بالدبلوماسية البرلمانية في الواليته‬
‫التشريعية الخامسة (‪ )0111 -0114‬والوالية التشريعية السادسة‬
‫(‪ ،)4114-0111‬وكذا الوالية التشريعية السابعة (‪،)4111-4114‬‬
‫وعرفت الدبلوماسية البرلمانية دينامية كبيرة والبد في هذا اإلطار من‬
‫اإلشارة إلى خطاب الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح دورة أكتوبر‬
‫‪ 4111‬الذي دعا من خالله البرلمانيين إلى اإلسهام في الدفاع عن مصالح‬
‫المغرب العليا‪ ،‬من خالل دبلوماسية نيابة فعالة ومنفتحة في اإلشعاع‬
‫الدولي للمغرب والدفاع عن مصالحه العليا‪ ، 15...‬وهكذا توالت األنشطة‬
‫الدبلوماسية وتطورت ليأتي بعد ذلك التكريس الدستوري لهذه الدبلوماسية‬
‫وإن لم يكن بشكل صريح‪ ،‬وكذا األنظمة الداخلية للبرلمان التي اهتمت‬
‫بتضمينها‪ .‬إذا كان الشأن الدبلوماسي بصفة عامة‪ ،‬أو الحقل العام المتعلق‬
‫بالسياسة الخارجية‪ ،‬يعتبر شأنا خاصا تحتكره السلطة التنفيذية‪ ،‬سواء‬
‫تعلق األمر برئيس الدولة باعتباره مجاال محجوزا له أو تعلق األمر كذلك‬

‫‪15‬دليل النائب" منشورات مجلس النواب الوالية التشريعية التاسعة" ‪ 4101-4100‬ص ‪70. 21‬‬

‫‪17‬‬
‫بباقي الفاعلين اآلخرين (وزير الخارجية ورئيس الحكومة‬
‫والبرلمان‪ ،).....‬فإننا في المغرب نجد الملك يلعب دورا أساسيا في رسم‬
‫‪16‬‬
‫السياسة الخارجية للدولة إلى جانب فاعلين رسميين آخرين‪.‬‬
‫إن االختصاصات االستراتيجية التي يحظى بها الملك تجعله في قلب‬
‫المحددات األساسية في السياسة الخارجية للمغرب‪ ،‬ومن أجل القيام بذلك‬
‫البد أن يتوفر على الوسائل الدبلوماسية واالقتصادية والعسكرية‪ ،‬ويستتبع‬
‫ذلك اختصاصات تكرس هذا الوضع‪.‬‬
‫فمن جهة‪ ،‬فإن المجلس الوزاري ‪ -‬الذي يترأسه الملك هو الذي يتداول‬
‫في التوجهات االستراتيجية لسياسة الدولة‪ ،‬ويفهم من التوجهات‬
‫االستراتيجية أنها تتموقع في زمن متوسط أو طويل‪ ،‬وتتعالى عن زمن‬
‫الحكومة المرتبطة بالمدة النيابية التي ال تتجاوز خمس سنوات‪.‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬نجد دستور ‪ 4100‬كرس اعتماد الملك للسفراء لدى‬
‫الدول األجنبية والمنظمات الدولية كما نجده الدستور الجديد قد قيد نسبيا‬
‫اختصاص الملك في هذا المجال‪ ،‬عندما جعل تسمية السفراء داخل‬
‫المجلس الوزاري باقتراح من رئيس الحكومة‪ ،‬بعدما كان األمر في‬
‫دستور ‪ 0111‬ال يخضع لنفس المسطرة‪17 .‬غير أن هذا التعديل ال يغير‬
‫من جوهر الواقع شيئا‪ ،‬ألن الممارسة العملية تبين أن اقتراح السفراء‬
‫يكون من الوزير المكلف بالخارجية بنسبة مهمة‪ ،‬وأن الملك يزكي تلك‬
‫االقتراحات‪.‬‬
‫ووزير الخارجية بدوره يلعب دورا هاما في التأثير على السياسة‬
‫الخارجية وهذا أمر عادي وبديهي‬
‫لكونه المسؤول عن هذا القطاع‪ ،‬وذلك من خالل الدور المركزي الذي‬
‫يحظى به فوزير الخارجية سواء في المغرب أو في غيره من الدول‪،‬‬

‫‪16‬الفصل ‪ 24‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 4100‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.00.14‬والمنشور في الجريدة الرسمية عدد مكرر ‪0174‬‬
‫بتاريخ رجب ‪01[ 0274‬يونيو‪ ]4100‬ص ‪.7111‬‬
‫‪17‬الحسن بوقنطار السياسة الخارجية المغربية ‪ 4107-4111‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬سنة ‪ 4102‬ص ‪.070‬‬

‫‪18‬‬
‫يتسم من وجهة نظر قانونية بأهمية كبيرة بالمقارنة مع باقي القطاعات‬
‫الوزارية األخرى‪.‬‬
‫وقد تكرست هذه األهمية في اتفاقية فيينا لسنة ‪ ،0111‬حيث تم التأكيد‬
‫على أن وزير الخارجية كرئيس الدولة يمكنه القيام بإبرام المعاهدات‬
‫الدولية دون اإلدالء بوثيقة التفويض الكامل‪18 .‬في حين قد أكد المرسوم‬
‫المنظم لوزارة الخارجية والتعاون‪ 19 ،‬حينما نص على أنه يعهد إليها‬
‫اإلشراف على المفاوضات المتعلقة بايرام المعاهدات واالتفاقيات‬
‫واالتفاقات والبروتوكوالت والوثائق القانونية الدولية األخرى ذات الطابع‬
‫السياسي والدبلوماسي‪ ....‬والقيام ما عدا فيما يخص المعاهدات‪ ،‬بالتوقيع‬
‫باألحرف األولى على مختلف االتفاقيات المذكورة أو بإمضائها أو‬
‫تجديدها أو فسخها باسم الحكومة أو التفويض التام إن اقتضى الحال ذلك‬
‫من أجل التفاوض أو التوقيع‪...".‬‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬فإن "هيمنة السلطة التنفيذية واحتكارها للعالقات‬
‫الخارجية والدبلوماسية‪ ،‬أصبح أمرا متجاوزا وغير كاف لمواجهة‬
‫التحديات‪ ،20‬وعلى هذا األساس‪ ،‬نجد المغرب قد انفتح على فاعلين جدد‬
‫في مجال صنع السياسة الخارجية للدولة بشكل مواز للفاعلين الرسميين‪،‬‬
‫ومن هؤالء الفاعلين نجد األحزاب السياسية‪ ،‬كذلك المجتمع المدني‬
‫والمنظمات الغير الحكومية‪ ،‬بالرغم من أن هؤالء ال يحملون الصفة‬
‫‪21‬‬
‫الرسمية‪ ،‬وهذا راجع بطبيعة الحال إلى تداخل المصالح وتشعبها‪.‬‬
‫واألحزاب السياسية وإن كانت في جوهرها تعبر عن قوى اجتماعية‬
‫معينة‪ ،‬تستهدف الوصول إلى السلطة السياسية أو التأثير عليها‪ ،‬من خالل‬
‫تولي ممثليها المناصب العامة‪ ،‬فإن عموما تمثل حلقة الوصل بين‬
‫‪18‬المادة السابعة من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات كما اعتمدت من قبل مؤتمر األمم المتحدة بشأن قانون المعاهدات الذي عقد بموجب قرار‬
‫الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪4011‬المؤرخ في ديسمبر ‪ 0111‬ورقم ‪ 4411‬المؤرخ في ديسمبر ‪ ,0111‬وقد عقد المؤتمر في دورتين في فيينا‬
‫خالل الفترة من ‪41‬مارس إلى ‪42‬ماي ‪ ،0111‬وخالل الفترة من ‪ 1‬أبريل إلى ‪ 44‬مايو ‪، 0111‬واعتمدت االتفاقية في ختام أعماله في يوم‬
‫‪44‬ماي ‪ 0111‬وعرضت للتوقيع في ‪47‬ماي‪ 0111‬ودخلت حير النفاذ في ‪41‬يناير ‪.0111‬‬
‫‪19‬المرسوم ‪ 4.02.014‬الصادر في جمادى الثانية ‪2(0277‬أبريل ‪ )4102‬بتحديد اختصاصات وتنظيم الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج‬
‫وشؤون الهجرة‪ .‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد‪ 4121‬بتاريخ ‪01‬أبريل ‪4101‬‬
‫‪20‬أمين ركملة‪ :‬الدبلوماسية البرلمانية في المغرب بين رهان التحديث وعوائق التفعيل‪ ،‬مرجع سابق ص ‪001‬‬
‫‪21‬عبد النبي صبري‪ :‬الممارسة المغربية لقانون العالقات الدبلوماسية أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق جامعة محمد الخامس‪ .‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية أكدال ‪ 4111/4111‬ص ‪.411‬‬

‫‪19‬‬
‫المواطنين والحكومة وتتولى تحويل الفكر االجتماعي إلى سلوك سياسي‬
‫حينما تضع برامج عمل وتطالب الحكومة لتنفيذها في نطاق احترام‬
‫الدستور والقوانين‪1 22.‬‬
‫ولقد شاركت األحزاب السياسية في مجال العالقات الدولية‪ ،‬فكان لها دور‬
‫حساس جدا وبالغ األهمية في فترة الحماية بالتصدي لكل مظاهر‬
‫االستغالل االستعماري‪ ،‬ودافعت عن حقوق المواطنين وحق المغرب في‬
‫الحرية واالستقالل عبر المفاوضات المغربية الفرنسية‪ ،‬من أجل عودة‬
‫الملك محمد الخامس من منفاه كما ساهمت بعيد االستقالل في ترسيخ‬
‫التوجهات األساسية للدبلوماسية المغربية وصناعة القرار الخارجي‪ ،‬من‬
‫خالل بلورة الخطاب السياسي الوطني وإرساء دعائم االستقاللية‪ ،‬وتبنيها‬
‫لمبدأ عدم االنحياز وتركيزها على تنويع العالقات الدولية بالتوجه نحو‬
‫دول العالم الثالث‪ .‬وإذا كانت لشخصية عبد هللا إبراهيم رئيس حزب‬
‫االتحاد الوطني للقوات الشعبية المنشق عن حزب االستقالل) بالغ األثر‬
‫في ازدهار العمل الحزبي خالل الفترة الالحقة لالستقالل‪ ،‬فقد تراجع‬
‫تأثير األحزاب السياسية المغربية خاصة في خالل فترة تطبيق حالة‬
‫االستثناء‪ ،‬حيث انفرد الملك الحسن الثاني بتسيير الشؤون العامة متعمدا‬
‫شخصيات تكنوقراطية‪ ،‬كانت ترى الفائدة من السياسة الخارجية تقتصر‬
‫‪23‬‬
‫فقط على العالقات مع فرنسا والسوق األوربية المشتركة آنذاك‪.‬‬
‫وتميزت هذه الفترة باشتداد الخالل بين أحزاب المعارضة والمؤسسة‬
‫الملكية‪ ،‬سرعان ما ذاب وتحقق‬
‫التقارب واإلجماع الوطني في منتصف سنوات السبعينيات من القرن‬
‫الماضي مع ظهور النزاع حول الصحراء المغربية‪ .‬في هذه الفترة تم‬
‫إشراك القيادات الحزبية التي أرسلها الحسن الثاني لتفسير وشرح الموقف‬
‫المغربي الرسمي حول قضية الصحراء على الصعيد الدولي‪ .‬ولكن‬
‫مشاركة األحزاب السياسية ظلت محدودة في المراحل الالحقة بينما‬
‫‪22‬حدد الفصل ‪ 1‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 4100‬وظائف األحزاب السياسية وأحال على القانون التنظيمي المحدد للمبادئ والقواعد الخاصة‬
‫بتأسيسها وممارسة أنشطتها وكيفية مراقبة تمويلها‪.‬‬
‫‪23‬فاطمة الليلي‪ :‬مدى مساهمة الدبلوماسية البرلمانية في صناعة السياسة الخارجية المغربية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.21‬‬

‫‪20‬‬
‫اقتصرت مساهمتها على تنفيذ بعض جوانب السياسة الخارجية للملكة‬
‫المغربية المحددة سلفا من طرف الملك الحسن الثاني‪ ،‬حتى في بداية‬
‫التسعينيات مع تجربة حكومة التناوب‪ ،‬حيث ظل الملك متمسكا بتعيين‬
‫منصب وزير الشؤون الخارجية من خارج األحزاب السياسية‪.‬‬
‫وعلى العموم فإن فترة حكم الحسن الثاني عرفت تأثيرا ضعيفا‬
‫لمشاركة األحزاب السياسية (المعارضة والمشاركة في الحكومة فيما‬
‫يخص توجهات السياسة الخارجية للمملكة المغربية‪ ،‬ألسباب أهمها‬
‫تكريس مفهوم المجال المحفوظ للملك في مجال السياسة الخارجية‪،‬‬
‫وتعيين الملك لشخصيات من خارج األحزاب السياسية لمنصب وزارة‬
‫الشؤون الخارجية‪ ،‬وإدراج هذه األخيرة ضمن طرح مفهوم "وزارات‬
‫السيادة" الذي ابتدعه الحسن الثاني ودافع عنه فيما بعد عدد من الفعاليات‬
‫السياسية‪ .‬الشيء الذي جعل عبد اإلله بلقزيز ينعت موقف األحزاب‬
‫السياسية في قضية الصحراء كونه " إلحاقي‪ 24‬للموقف الرسمي‪ ،‬وال‬
‫يعدو أن يكون مجرد رد فعل للموقف السياسي الرسمي‪.‬‬
‫ولكن مع نظام الحكم الجديد خاصة مع بروز موجة االحتجاجات‬
‫العالمية (والتي كان منها ثورات الربيع العربي) والتزاما مع المتغيرات‬
‫الداخلية والدولية التي يستحيل معها استمرار تبني المقاربة األحادية‬
‫للسياسات الخارجية‪ ،‬فضل الملك محمد السادس تبني التفاوض اإليجابي‬
‫كقاعدة وأسلوب لتسيير المؤسسات‪ ،‬فجاء الفصل السابع من دستور‬
‫‪ 4100‬الذي تبنى المقاربة التشاركية‪ ،‬ومنح لألحزاب السياسية حق‬
‫المشاركة في السياسات العامة للبالد ومنها السياسة الخارجية‪.‬‬
‫وهذه األحزاب نفسها أخذت تجتهد في تكوين واستقطاب نخب مؤهلة‬
‫إلى حد ما لوضع نماذج تنموية واستراتيجيات وطنية من أجل تدبير سليم‬
‫للسياسات العمومية‪ ،‬وبالمقابل انفتحت الحكومة على الفاعلين الحزبيين‬
‫في مجال السياسة الخارجية‪ ،‬فتم تعيين أعضاء من األحزاب السياسية‬

‫‪24‬فاطمة الليلي‪ ،‬المرجع نفسه ص ‪77‬‬

‫‪21‬‬
‫لتقلد منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون ومنصب الوزير المنتدب‬
‫لديه بتزكية ملكية‪ .‬وأما منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير‬
‫الحكومية فهي األخرى صارت تنشط في مجال الدبلوماسية الموازية إلى‬
‫جانب المؤسسات الرسمية‪ ،‬بل وتكون معها عالقة تكامل نظرا لتطورات‬
‫الوقائع العالمية ومستجدات تشابك العالقات الدولية في إطار ما جاءت به‬
‫العولمة من شركات متعددة الجنسية وحرية تنقل األموال واألشخاص‪....‬‬
‫الشيء الذي أفرز للوجود حركات جمعوية تهتم بمجاالت حقوقية‬
‫وبيئية‪ ...‬تنشط بفعالية في إطار الدبلوماسية الموازية‪.‬‬
‫والمغرب ليس ببعيد عن امتداد هذه الشبكات الجمعوية‪ ،‬ألن الدستور‬
‫نفسه يؤكد على مساهمة المجتمع المدني بفعالية في الحياة السياسية ومدى‬
‫مساهمته في مسار التحول الديمقراطي وصناعة القرار السياسي‬
‫بل ويعترف له بمبادرته في التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومية‪،‬‬
‫‪ 25‬ضمن فلسفة عميقة للديمقراطية التشاركية ومساهمتها في اإلصالح‬
‫والتغيير‪.‬‬
‫كما هو معلوم تمارس المؤسسات التشريعية عددا من الوظائف‪ ،‬تتفاوت‬
‫في مجالها ونطاقها‪ ،‬وذلك حسب األسس الدستورية المعتمدة‪ ،‬وتبعا لمدى‬
‫التطور الديمقراطي لكل دولة‪26 .‬ولذلك فالبرلمان المغربي استمد دوره‬
‫الدبلوماسي من خالل مبادئ كرستهما الوثيقة الدستورية‪ ،‬وهي مبدأ‬
‫الرقابة البرلمانية‪ ،‬ومبدأ الموافقة من أجل التصديق على المعاهدات‪ ،‬إلى‬
‫جانب التسويق الدبلوماسي لقضايا ومواقف المغرب‪ ،‬وإقامة عالقات مع‬
‫البرلمانات األجنبية‪.‬‬
‫إذ ال يمكن إغفال دور البرلمان في مجال صنع السياسة الخارجية‪،‬‬
‫‪27‬‬

‫وخصوصا بعد التعديالت الدستورية التي مست النظام السياسي المغربي‪،‬‬

‫‪25‬حسب الفصل ‪ 11‬من الدستور المغربي لسنة ‪" 4100‬يمارس البرلمان السلطة التشريعية‪ .‬يصوت البرلمان على القوانين ويراقب عمل الحكومة‬
‫ويقيم السياسات العمومية‪...‬‬
‫‪26‬الحسن بوقنطار‪ ،‬مرجع سابق ص ‪10‬‬
‫‪27‬جورج نوالس‪ :‬دور الدبلوماسية في السياسة الخارجية مقال إلكتروني منشور بتاريخ ‪ 44‬أكتوبر ‪ 4100‬على الرابط ‪:‬‬
‫‪https://www.foreignpolicy journal.com/2011/10/22the-role-of-parlimentary-diplomacy in foreignplicy/‬‬

‫‪22‬‬
‫ومنح هذه المؤسسة التشريعية مجموعة من االختصاصات‪ ،‬عالوة على‬
‫االختصاصات التقليدية‪ ،‬حيث أصبح من مهامه بموجب دستور ‪4100‬‬
‫التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومية إلى جانب ممارسة‬
‫الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫ليس فقط لكونها تمارس من طرف البرلمان باعتباره يعبر عن اإلرادة‬
‫الشعبية ويترجم بالتالي الممارسة الديمقراطية التي تنبني عليها العالقات‬
‫الدولية المعاصرة‪ ،‬ولكن كذلك اعتبارا ألهمية تدخالتها في محيط دولي‬
‫أصبح معلوما على كافة المستويات‪ ،‬وهي ظاهرة أفرزت تعدد المتدخلين‬
‫في المجتمع الدولي بكيفية تؤسس لبيئة دولية جديدة يصعب التحكم فيها‪،‬‬
‫ومن ثم أصبح دور البرلمان ال يقتصر على التشريع والرقابة فقط بل‬
‫أصبح له تأثير في المجال الدبلوماسي والدولي‪.‬‬
‫وحتى إن كان وعي مجلسي البرلمان بالدور المتنامي واألهمية‬
‫المتزايدة للدبلوماسية البرلمانية لم يتأتى إال في وقت متأخر نسبيا‪ ،‬إال أن‬
‫التجربة البرلمانية المغربية منذ تأسيس أول برلمان مغربي سنة ‪0117‬ء‬
‫تبين بالملموس أنه كانت لهذه المؤسسة دائما مواقف خاصة في مجال‬
‫السياسة الدولية‪ ،‬كما أن ممارستها للدبلوماسية كانت متوافقة مع طبيعة‬
‫النظام السياسي المغربي ومكانة البرلمان في نطاق هذا النظام‪ ،‬إال أن هذه‬
‫الممارسة كانت محدودة جدا لكون البرلمان لم يكن منفتحا أكثر على‬
‫الخارج‪.‬‬
‫لقد جاء خطاب الملك الحسن الثاني في افتتاح الدورة البرلمانية في‬
‫أكتوبر ‪ 0114‬لينتقد قلة اهتمام المغاربة بالسياسة الخارجية بقوله إن كنت‬
‫سيؤاخذ عليكم شيئا فسأؤاخذ عليكم عدم اهتمامكم بنشاط المغرب من‬
‫الناحية الخارجية"‪ .‬ويمكن اعتبار هذا الخطاب مؤشرا حقيقيا للتحول‬
‫العميق الذي ستعرفه المقاربة المعتمدة من طرف مجلس النواب‬
‫بخصوص المسائل الدولية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫وفي هذا اإلطار اتخذ النواب المغاربة سلسلة من المبادرات تسد من‬
‫النقص الذي يغطي المجال الدبلوماسي‪ ،‬وابتداء من الوالية التشريعية‬
‫الرابعة (‪ )0114-0112‬قام مكتب مجلس النواب بتوزيع أكثر مالءمة‬
‫للمهام مع لجنة الخارجية‪ ،‬وبعقلنة أساليب عمله وإقرار تعاون وثيق مع‬
‫وزارة الشؤون الخارجية‬
‫والتعاون وتكوين شبكة للبحث والتفكير يشرف عليها خبير في العالقات‬
‫الدولية لتكون منفتحة على العالم الخارجي‪ ،‬وبذلك فإنه بعد إقرار هذه‬
‫القواعد الجديدة للعمل وضع البرلمان المغربي قطيعة مع مقاربته التقليدية‬
‫للعالقات الدولية‪.‬‬
‫وعرفت الوالية التشريعية الرابعة نشاطا دبلوماسيا مكثفا‪ ،‬تمثل في‬
‫تنظيم اجتماعات في الجلسات العامة وداخل اللجان مخصصة للقضايا‬
‫الدولية‪ ،‬وتوطيد التعاون مع أكبر عدد من البرلمانات األجنبية وإنشاء‬
‫عات للصداقة البرلمانية‪ ،‬كما قام باستقبال وفود برلمانية أجنبية وبإرسال‬
‫البعثات إلى جميع أنحاء العالم ‪.‬‬
‫كما أشاد الملك الراحل بالحراك الذي أصبح البرلمان المغربي يعرفه‬
‫على الصعيد الدبلوماسي في خطاب العرش في ‪ 7‬مارس ‪ ،0111‬إذ قال‬
‫"من أسباب ابتهاجنا أن مجلس النواب يشارك بصورة تدعو إلى االرتباط‬
‫في مؤتمرات دولية وفي أعمال االتحادات البرلمانية‪ ،‬وباشر اتصاالت‬
‫ببرلمانات في العالم كله واستقبل شخصيات سياسية عالمية وزار‬
‫اعضاؤها عواصم كبرى حيث استقبلوا من رجاالت السياسة فيها‪".‬‬
‫واستمر اهتمام البرلمان المغربي بالدبلوماسية البرلمانية في واليته‬
‫التشريعية الخامسة( ‪)0111-0114‬‬
‫والوالية التشريعية السادسة (‪ )4114-0111‬وكذا الوالية التشريعية‬
‫السابعة (‪ ،)4111-4114‬كما عرفت الدبلوماسية البرلمانية دينامية‬
‫كبيرة‪ ،‬والبد في هذا اإلطار من اإلشارة إلى خطاب الملك محمد السادس‬
‫بمناسبة افتتاح دورة أكتوبر ‪ 4111‬الذي دعا فيه البرلمانيين إلى اإلسهام‬
‫‪24‬‬
‫في الدفاع عن مصالح المغرب العليا من خالل دبلوماسية نيابة فعالة‬
‫ومنفتحة على اإلشعاع الدولي للمغرب والدفاع عن مصالحة العليا‪ .‬وهكذا‬
‫توالت األنشطة الدبلوماسية وتطورت مع السنوات‪ ،‬ليأتي بعد ذلك‬
‫التكريس الدستوري لهذه الدبلوماسية‪ ،‬وإن لم يكن بشكل صريح‪ ،‬لتهتم‬
‫األنظمة الداخلية لمجلسي البرلمان بتضمين مبادئها وقواعده ممارستها‬
‫كمقتضيات مكملة للدستور في موادها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المقومات السياسية التاريخية والشخصية للدبلوماسية‬


‫البرلمانية‬
‫ينبني العمل الدبلوماسي عموما على خصائص تختلف باختالف أنواع‬
‫الدبلوماسية وبسبب طبيعة الممارسات الدبلوماسية من بلد لبلد ومن زمن‬
‫آلخر وحسب تطور الفعل الدبلوماسي لدى نفس الفاعل باختالف المواقف‬
‫والتكتالت والتجارب‪ ،‬وشيء طبيعي أن الدبلوماسية الرسمية قبل الحرب‬
‫العالمية وبعد العرب الباردة ليست هي الدبلوماسية بعدهما وال خصائصها‬
‫أقل شأنا من خصائص الدبلوماسية الموازية والبرلمانية‪.‬‬
‫وتتأثر هذه الخصائص بتفاوت التجربة الشخصية وقوة األطراف‬
‫المتفاوض معها‪ ،‬وحنكة الممارسين لها كما أن العمل الدبلوماسي أصبح‬
‫يتطلب أكثر من متدخلين اثنين من كل جهة نظرا للتطورات الجذرية في‬
‫البيئة الدولية‪ ،‬وتعقد القضايا التي تحتاج للتدخل من أجل حلها‪ ،‬فلهذا‬
‫يمكن القول أن الدبلوماسية البرلمانية هي في المقام األول دبلوماسية‬
‫جماعية‪ ،‬وعلى الممارسين للسلوك الدبلوماسي البرلماني أن تتوافر فيهم‬
‫مجموعة من الخصائص كي يكونوا قادرين على تحقيق أهداف السلوك‬
‫الدبلوماسي الخاص بهم‪ ،‬وال غرابة في االنتقادات والهجومات الموجهة‬
‫‪28‬‬
‫ضد الدبلوماسية القديمة‪.‬‬

‫‪28‬سهيل الفتالوي حسين‪ :‬الدبلوماسية بين النظرية والتطبيق‪-‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ -‬عمان ‪ ،‬الطبعة األولى‪ .‬سنة ‪ ،4111‬ص ‪.004‬‬

‫‪25‬‬
‫ونظرا الرتباط الدبلوماسية بالحضارة والدين والقوة العسكرة‪ ،‬حيث‬
‫ينبغي مراعاة أساليب اللباقة واللياقة وأصول المجاملة وادأب المعاملة‬
‫التي توافق الطرف الثاني للفعل الدبلوماسي‪ ،‬وألجل هذا يسمى‬
‫الدبلوماسي بمبعوث الحضارة لدى حضارة أخرى‪.‬‬
‫وكما أن للمبعوث الدبلوماسي مكانة تميزه في حضارته ودولته فإن‬
‫العادة جرت بأن يتلقى الدبلوماسي مجموعة من القواعد متضمنة في‬
‫البروتوكول الضابط الذي يتعين عليه االلتزام به سلوكا يقوي به مهارته‬
‫باإلضافة لشرط المكانة االعتبارية المعرفية والعلمية واالجتماعية‬
‫والدينية للفاعل الدبلوماسي‪ ،‬لذلك نقلت المهنة الدبلوماسية مجموعة من‬
‫قواعد السلوك العسكري ليتم االستعانة بها في تسهيل عمل الهيئات‬
‫الدبلوماسية‪ ،‬كمراسم االستقبال االحتفالية وتقلد األوسمة والنياشين وما‬
‫يرافقها من حرس الشرف وتأمين للمحيط وإشهار إعالمي‪.‬‬
‫لقد كان من المناسب‪ ،‬ومع مراحل بداية تطور الدبلوماسية أن تتطور‬
‫خصائص الدبلوماسية ومعها هيئة ومهنة الشخصية الدبلوماسية والجماعة‬
‫الدبلوماسية‪ ،‬فمنذ العصور والحضارات القديمة كانت الدبلوماسية عبارة‬
‫عن "مهمة" ووظيفة مؤقتة لها بداية وغاية تنتهي عندها وظيفة ذات‬
‫هدف معين‪ ،‬كعقد االتفاق أو إيصال رسالة ‪ ...‬إال أنه في تلك الفترات لم‬
‫يكن الدبلوماسي يتمتع فيها بعد بالحصانة الدبلوماسية واالمتياز‪ .‬ثم جاء‬
‫مبدأ إقرار الحصانة الدبلوماسية للسفراء الحصانة الشخصية عبر منحهم‬
‫تصريحات سفر لالنتقال عبر البلدان وتكفل الدولة بنفقات سخية لتنقلهم‬
‫وإقامتهم ومن االمتيازات التي كانت تميزهم عن سواهم في المعاملة أن‬
‫أصبحوا ال يخضعون لسلطة القضاء المدني والجنائي المحلي في البلدان‬
‫الموفدين إليها فال تنتهك حرمات السفراء والمبعوثين‪ ،‬وال يتم االعتداء‬
‫عليهم‪ ،‬بل اقتضت قواعد القانون الدولي أن يعاملوا بحفاوة وتبجيل‪ ،‬كما‬
‫تقام لهم مراسم وإجراءات احتفالية عند االستقبال احتراما لقواعد الضيافة‬
‫وحسن الجوار‪، ،‬فأن كانت هذه من خصائص الدبلوماسية بشكل عام‬
‫فالدبلوماسية البرلمانية منفتحة أكثر على قواعد القانون الدولي وحقوق‬
‫‪26‬‬
‫الدبلوماسي البرلماني معترف بها ومتفق عليها في القوانين واألنظمة‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫وألن مفهوم المهنة وامتالك قواعد الحرفة الدبلوماسية تطلب قرونا من‬
‫الممارسة‪ ،‬فإن المدرسة الفرنسية في الدبلوماسية ومنذ عهد النهضة كان‬
‫لها السبق في إعطاء األهمية للمعرفة والخبرة بمنح الدبلوماسي تكوينا‬
‫علميا وفنيا وتقنيا حتى يصبح الدبلوماسي بالتدرج على علم كامل‬
‫بأساليب التفاوض وتقنيات الخطاب ونظرا لهذه األهمية في تكوين الفاعل‬
‫الدبلوماسي‪ ،‬فإنه يتأكد لنجاح أي عالقة تفاوضية دبلوماسية أن يربط‬
‫الفعل الدبلوماسي باالختيار األنسب ألسلوب التفاوض واالختيار األنسب‬
‫لإليماءة والفكرة والحركة والكلمة والموقف الذي يسجله التاريخ‪.‬‬
‫وإذا تمعننا في تاريخ الدبلوماسية قليال‪ ،‬فإننا سنجد أنها كانت تمتاز‬
‫بالسرية والتحرر من أي ضغط شعبي لذلك وصف سير" هنري واتون‪،‬‬
‫الدبلوماسي البريطاني في القرن السادس عشر الدبلوماسي "عمومي بانه‬
‫انسان فاضل وشريف يتم ارساله الى بلد آخر لكي يمارس التمويه دفاعا‬
‫عن مصالح بلده ولهذا تمتاز الدبلوماسية البرلمانية المغربية تحت القيادة‬
‫الملكية الرشيدة بالوضوح والطموح‪.‬‬
‫والدبلوماسية متحررة أيضا من عامل الوقت‪ ،‬ولكن في مرحلة ما بعد‬
‫الحرب العالمية األولى بدأ يظهر تأثير الرأي العام وانتقاده للعمليات‬
‫السرية خاصة مع الدعوة لتبني دبلوماسية علنية في شكل معاهدات دولية‬
‫تم تسجيلها في عصبة األمم المتحدة وهيئة األمم المتحدة‪ ،‬حيث تم االنتقال‬
‫إلى تنظيم جديد ألشكال الممارسة الدبلوماسية العلنية عبر تنظيم‬
‫المؤتمرات والمنظمات الدولية‪ ،‬فظهر أسلوب الخطابة مع المتخصصين‬
‫في مجال السياسة الدولية‪ ،‬كما تأكد نضج الرأي العام بإشراك المرأة في‬
‫العمل الدبلوماسي وتوسع االهتمام بقضايا الفضاء والبحار والبيئة‬
‫والتسلح‪...‬‬

‫‪27‬‬
‫وإذا كانت السلطة المركزية هي من تدير شؤون الحكم وتشرف على‬
‫العالقات الدولية مجسدة الدولة في شخص الحاكم أو الملك الذي كان‬
‫يختار بمحض إرادته أن يحل المشكالت إما بإعالن الحرب أو بطريقة‬
‫السلم‪ ،‬فإن الدبلوماسية الموازية ومعها الدبلوماسية البرلمانية ال يمكن إال‬
‫أن تشيع السالم وتختار التعاون وتختار الطرق السلمية الودية‪ ،‬عن‬
‫طريق إرسال واستقبال الرسل وهيئات للتفاوض والخروج باتفاق يتعاهد‬
‫عليه الجميع‪ ،‬عبر مراسم قائمة على مبدأ توازن القوى أو تقديم الهدايا أو‬
‫المساعدات‪ ،‬عكس ما كان يتم في السابق عن طريق المصاهرة أو تقديم‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫وإذا كان الفيلسوف كونفوشيوس يدعو إلى اختيار مبعوثين يتحلون‬
‫بالفضيلة والكفاية‪ ،‬فقد جاء من بعده من يفضل اللجوء إلى استخدام وسائل‬
‫السالم على الوسائل الحربية‪ ،‬حتى أن قانون مانوا تضمن قواعد خاصة‬
‫بالسفراء‪ ،‬من أهمها اختيار السفراء ذوي الشجاعة والفصاحة الملمين‬
‫بالقواعد الدينية وقواعد التجسس والقضايا النفسية المتمكنين من المعارف‬
‫التاريخية والجغرافية ذوي الحنكة والدهاء‪ ،‬ولهذا تعتمد الدولة على حكمة‬
‫مسؤوليها الدبلوماسيين في هذا المجال‪ ،‬لذا يقع على عاتق الدبلوماسيين‬
‫أن يقفوا بين األصوات المتنافسة وأن يجعلوا سيادة دولتهم الخارجية‬
‫متجانسة ومتماسكة‪ ،‬وواضحة‪ ،‬ومفهومة‪.29‬‬
‫ومن مميزات الممارسة الدبلوماسية عموما االستقرار وعدم وجود‬
‫ممثلين دائمين‪ ،‬ذلك أن تفويض مهمة "السفراء "المؤقتين" أو تسليمهم‬
‫خطابات االعتماد أو استقبال المبعوثين كان دائما يعرف تغييرات حتى أن‬
‫بعض التجارب العالمية وضعت السفراء والمبعوثين موضع الشك‪ ،‬لذلك‬
‫تم التفكير في االعتماد الجماعي للمبعوثين الذين يمثلون مختلف األحزاب‬
‫ووجهات النظر‪.‬‬
‫وفي التجربة المغربية يبقى اعتماد الدبلوماسية البرلمانية كشكل تابع‬
‫للدبلوماسية الرسمية مكمل لها وغير مستقل عنها‪ ،‬تتحرك وفق مخطط‬
‫‪29‬راتب عائشة ‪:‬التنظيم الدبلوماسي والقنصلي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪ .‬سنة ‪ 0111‬ص ‪.017‬‬

‫‪28‬‬
‫حكومي قائم ومنظم بأجندات ومواعيد مضبوطة‪ ،‬أو تنشط على وجه‬
‫السرعة تلبية لنداء ملكي بخصوص قضية مستعجلة‪.‬‬
‫وأيضا من خصائص الدبلوماسية كونها متعددة األساليب وليست ثابتة‬
‫على منهج واحد‪ ،‬فألن حد السيف وحده ال يكفي لفض الخالفات أو‬
‫النزاعات‪ ،‬فقد باشرت بعض التجارب الدبلوماسية أساليب الكيد إلضعاف‬
‫الطرف اآلخر بنشر التفرقة وإثارة التنافس وإيقاع الخصومات‪ ،‬كما‬
‫لجأت ألساليب الهدايا والرشاوى وشراء الذمم والصداقات بتقديم‬
‫المساعدات والتنازل عن بعض المصالح والمنافع‪ ،‬بل واستعملت أساليب‬
‫"االستشراق الديني" من تبشير وتنصير وتهويد باستخدام المراقبة‬
‫والتحري والجاسوسية لجمع المعلومات‪.‬‬
‫في حين أن فترات من العمل الدبلوماسي نجح فيها استخدام أسلوب‬
‫الخطابة أكثر من أسلوب التحري وتم االرتكاز فيه على شخصية ودراية‬
‫وخبرة الدبلوماسي المحترف‪ ،‬وألجل تجويع العمل الدبلوماسي تم إنشاء‬
‫الدواوين والوزارات وتخصيصها للشؤون الخارجية يتم فيها تدريب‬
‫المفاوضين وتمكينهم من اكتساب قواعد الذوق واللياقة والمجاملة وحسن‬
‫المعاملة وتجنب االنتقاد‪.30‬‬
‫ومن خصائص العمل الدبلوماسي البرلماني أنه مقيد بالعالقات القائمة‪،‬‬
‫فحياته تستمر بها وتنتهي بانتهاء أطراف العالقة إلى اختيار حل الرابطة‪،‬‬
‫فأليات انهاء العالقة الدبلوماسية بين طرفين أو أطراف متعددة يرجع إلى‬
‫إرادة الطرف األول أو األطراف األخرى‪ ،‬سواء كانت دوال أو منظمات‪،‬‬
‫تتم باالنسحاب االختياري للعضو أو بطرده أو بانتهاء عمر المنظمة‪،‬‬
‫وهو عمل انفرادي‪ ،‬خاضع للسلطة التقديرية لألطراف‪.‬‬
‫كما أنه عمل الحق يأتي بعد إقامة العالقات الدبلوماسية وليس قبلها‪،‬‬
‫ونذكر بهذا الخصوص انسحاب المغرب من عضوية منظمة الوحدة‬
‫اإلفريقية سنة ‪ 0112‬نتيجة لقبول عدد من األطراف عضوية جبهة‬
‫‪30‬خولة أغماد " العالقات الدبلوماسية المغربية‪-‬االسكندنافية ‪،0111-0170‬منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‬
‫سنة ‪، 4141‬ص ‪072‬‬

‫‪29‬‬
‫البوليساريو وهو) مجرد كيان وهمي تحتضنه الجزائر وتسميه تارة‬
‫الجمهورية اإلسالمية الصحراوية وتارة الجمهورية العربية الصحراوية)‪،‬‬
‫ثم عودة المغرب لمنتظم اتحاد الدول اإلفريقية بعد غياب دام ‪ 74‬سنة‪.‬‬
‫وأما الصفات العامة التي يمكن أن تدل على الممارسة الدبلوماسية‬
‫الناجحة‪ ،‬فيمكن إجمالها في‪:31‬‬

‫●االهتمام بالمصالح العامة ومعرفة أصول العالقات الدولية‪.‬‬


‫●القدرة على التحليل واالستنتاج وإدراك ما وراء الحديث الذي يُطرح‬
‫على طاوالت الحوار‪.‬‬
‫●امتالك الصالبة الثقافية‪ ،‬واالطالع على األيديولوجيا والنمط الفكري‬
‫لألطراف األخرى المشاركة في ممارسة العملية الدبلوماسية‪.‬‬
‫●إبداء الرأي بكل وضوح وبأبسط األلفاظ التي يمكن استخدامها دون‬
‫أي ارتباك أو تشنج‪.‬‬
‫●استخدام الورقة والقلم أثناء ممارسة العملية الدبلوماسية‪ ،‬وتسجيل‬
‫كل المالحظات من أجل امتالك القدرة على التحليل وتتبع الحوار‪.‬‬
‫●االهتمام بالتفاصيل والتركيز على هدف دبلوماسي محدد من أجل‬
‫الوصول إلى نقطة التقاء مع األطراف األخرى‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسس الدستورية للدبلوماسية البرلمانية ‪.‬‬

‫سيخصص هذا المطلب لدراسة اإلطار الدستوري المنظم‬


‫للدبلوماسية البرلمانية‪ ،‬من خالل فصول الدستور المغربي التي تعتبر‬

‫‪31‬الفتالوي سهيل حسين الدبلوماسية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.001‬‬

‫‪30‬‬
‫المرتكزات واألسس العليا للعمل الدبلوماسي ألعضاء البرلمان (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬وكذا من خالل فقرات األنظمة الداخلية لمجلسي البرلمان التي‬
‫تعد مقتضيات قانونية مكملة ومفسرة للدستور (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلطار الدستوري المنظم للدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫تؤكد األدوار التي أضحت تطلع بها السلطة التشريعية بموجب‬
‫دستور ‪ 4100‬على مستوى الممارسة الدبلوماسية أن الدبلوماسية‬
‫البرلمانية ال زالت على الهامش‪ ،‬ويجب أن ترقى لتكون فاعال مدعما‬
‫ومساندا للسياسة الخارجية‪ ،‬وفاعال موازيا ومكمال للممارسة الدبلوماسية‬
‫الرسمية‪ ،‬بل وينبغي أن تعكس رغبة المشرع المغربي في أن يكون‬
‫للبرلمان حضور قوي في الساحة الدولية‪ ،‬غير أن النصوص القانونية‬
‫وحدها ال يمكن أن تحقق القوة والفاعلية الالزمتين للعمل الدبلوماسي‬
‫البرلماني ما لم ت ُ َحدد شروطه واختصاصاته المميزة له عن العمل‬
‫الدبلوماسي الرسمي ‪.‬‬
‫وإذا كانت دساتير المملكة المغربية المتعاقبة تتوافق في كون البرلمان ال‬
‫يتوفر إال على سلطات دبلوماسية محدودة‪ ،‬على اعتبار أن السلطة‬
‫التنفيذية وحدها من يحتكر صنع السياسة الخارجية للدولة‪ ،‬فإن دستور‬
‫‪ 4100‬نفسه لم يشر بصريح العبارة إلى ممارسة البرلمان للنشاط‬
‫الدبلوماسي‪ ،‬باستثناء التصريح الوحيد المرتبط بالفصل ‪01‬منه والمتعلق‬
‫بالمعارضة البرلمانية‪ ،‬هو وحده الفصل الذي جاء فيه ذِكر لعبارة‬
‫الدبلوماسية البرلمانية‪ .‬في حين يفهم من مجمل المتن الدستوري أن‬
‫البرلمان المغربي ال يتمتع إال بدور هامشي وضيق في المجال‬
‫الدبلوماسي‪ ،‬مقارنة مع ما يتمتع به الملك من صالحيات واسعة في مجال‬
‫عقد االتفاقيات والمعاهدات الدولية‪ ،‬مع استثنائيين اثنين أحدهما تشريعي‬
‫واآلخر رقابي‪ .32‬ومع ذلك فإن احتكار السلطة التنفيذية للقرارات‬

‫‪32‬دستور ‪" 4100‬نص في الفصل ‪ 77‬في فقرته الثانية على أن الملك يوقع على المعاهدات ويصادق عليها‪ ،‬غير أنه ال يصادق على معاهدات‬
‫السلم أو االتحاد‪ ،‬أو التي تهم رسم رسم الحدود ومعاهدات التجارة أو تلك التي تترتب عنها تكاليف تلزم مالية الدولة أو يستلزم تطبيقها إتخاذ تدابير‬
‫تشريعية أو بحقوق وحريات المواطنات والمواطنين العامة أو الخاصة إال بعد الموافقة عليها بقانون‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫المتعقلة بالسياسة الخارجية للدولة ال يعني أبدا استبعاد المؤسسة‬
‫البرلمانية‪. 33‬‬
‫لقد حدد دستور ‪ 0114‬وباقي الدساتير التي تلته للمؤسسة التشريعية‬
‫صالحية الموافقة على المعاهدات الدولية‪ ،‬التي هي من اختصاص الملك‬
‫إال في الحالة التي تقع فيها المصادقة على المعاهدات التي يمكن أن تكون‬
‫غير متوافقة وفصول الدستور‪ ،‬ذلك مثال في الفقرة األخيرة من الفصل‬
‫‪ 70‬من دستور ‪ 34 0114‬تخول للبرلمان التداول بشأن المعاهدات‪،‬‬
‫مادامت مسطرة مراجعة الدستور تتضمن تداوله لمشاريع المراجعة‪،‬‬
‫بمعنى أن دور البرلمان بخصوصها بقي ثانويا في مجال المصادقة على‬
‫المعاهدات واالتفاقيات ‪.‬‬
‫وقد خلص أحد الباحثين إلى أن الدستور اإلسباني اقترب من الدستور‬
‫الفرنسي من حيث نوع المعاهدات التي تتطلب موافقة البرلمان‪ ،‬لكنه‬
‫اختلف عنه من حيث الصالحيات‪ ،‬مؤكدا أن البرلمان الفرنسي يصادق‬
‫على المعاهدات‪ ،‬أما البرلمان اإلسباني فشأنه شأن البرلمان المغربي‬
‫‪35‬‬
‫يوافق فقط من حيث المبدأ على المعاهدات‪.‬‬
‫وأما المقتضيات الجديدة و"الضمنية " التي تهم الشأن الدبلوماسي‪،‬‬
‫والتي أتى بها دستور ‪ ،4100‬فتتفرق بين مستوى التصدير وبعض‬
‫الفصول وبعض الدستورية على النحو التالي ‪:‬‬
‫فعلى مستوى التصدير‪ ،‬والذي يعد جزءا ال يتجزأ من الدستور ‪،‬جاء‬
‫التأكيد في الفقرة الرابعة منه‪ ،‬على التزام المغرب وإرادته في ترسيخ‬
‫روابط األخوة والصداقة والتعاون والتضامن والشراكة مع دول المغرب‬
‫الكبير وشعوب األمة العربية واإلسالمية وشعوب البلدان اإلفريقية السيما‬
‫بلدان بلدان الساحل والصحراء وكذا بلدان الجوار األورو‪-‬متوسطي‪ ،‬مع‬
‫إعالن الرغبة في توسيع وتنويع عالقات الصداقة والمبادالت اإلنسانية‬
‫‪33‬أمين ركملة الدبلوماسية البرلمانية في المغرب بين رهانات التحديث وعوائق التفعيل‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪.041‬‬
‫‪34‬تقول الفقرة الثالثة من الدستور المغربي لسنة ‪ 0114‬تقع المصادقة على المعاهدات التي يمكن أن تكون غير متفقة مع نصوص الدستور باتباع‬
‫المسطرة المنصوص عليها فيما يرجع لتعديله"‬
‫‪35‬لمصطفى االكباص‪ :‬الدبلوماسية البرلمانية بالمغرب دراسة مقارنة‪ ،‬المجلة المغربية للتدقيق والتنمية)‪(REMA‬العدد ‪ 21‬الرباط ‪4101‬ص ‪.42‬‬

‫‪32‬‬
‫واالقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية مع كل بلدان العالم‪ ،‬الشيء الذي‬
‫يسمح ألعضاء البرلمان أن يدعموا الدبلوماسية الرسمية من خالل‬
‫مبادرات الشعب الوطنية ‪.‬‬
‫وأما على مستوى باقي النصوص الدستورية‪ ،‬فنجد بداية الفصل ‪01‬‬
‫يؤكد على إعالء مكانة وحقوق المعارضة البرلمانية في النظام السياسي‬
‫المغربي ويتعهد بضمان الدستور للمعارضة بهذا الخصوص حق‬
‫"المساهمة الفاعلة في الدبلوماسية البرلمانية للدفاع عن القضايا العادلة‬
‫للوطن ومصالحه الحيوية «‪ ،‬محددا لفرق المعارضة كأقلية "كيفية‬
‫ممارستها لحقوقها بموجب قوانين تنظيمية أو قوانين أو بمقتضى النظام‬
‫‪36‬‬
‫الداخلي لكل مجلس من مجلسي البرلمان‪".‬‬
‫وفيما يخص الفصل ‪77‬من دستور ‪ ،4100‬فيعتبر حسب الباحثين في‬
‫اإلطار المرجعي في تطبيق‬
‫َ‬ ‫القانون الدستوري والعلوم السياسية‬
‫مقتضيات وقواعد القانون الدولي‪ ،‬إضافة إلى بعض الفصول المتعقلة‬
‫بسلطات البرلمان الجديدة‪ ،‬في مجال السياسة الخارجية للدولة والتي‬
‫تقتضي اجتماع المجلس الحكومي أو المجلس الوزاري إذا تعلق األمر‬
‫بالسياسات أو التوجهات االستراتيجية للدولة التي تتطلب إشراك‬
‫‪37‬‬
‫الدبلوماسية البرلمانية في الترويج لها أو الدفاع عنها‪.‬‬
‫فالفصل ‪ 77‬ينص على اختصاص مهم يمارسه البرلمان في مجال‬
‫السياسة الخارجية‪ ،‬ويتعلق األمر بالموافقة البرلمانية على االتفاقية‬
‫الدولية‪ .‬فإذا كان الملك يوقع‪/‬يصادق على المعاهدات‪ ،‬فإنه ال يصادق‬
‫على تلك المتعلقة‪ :‬بالسلم؛ أو االتحاد؛ أو التي تهم رسم الحدود؛ كما ال‬
‫يوقع على معاهدات التجارة؛ أو تلك التي تترتب عنها تكاليف تلزم مالية‬
‫الدولة‪ ،‬وبهذا فإن هذا النوع من المعاهدات يستوجب تدخل البرلمان لمنح‬
‫اإلذن بالتصديق عليها‪ ،‬وهوما يعكس صراحة إمكانية مراقبة البرلمان‬

‫‪.36‬الفصل ‪ 01‬من الدستور المغربي لسنة ‪4100‬‬


‫‪37‬المصطفى الكباص‪ ،‬الدبلوماسية البرلمانية بالمغرب‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.42‬‬

‫‪33‬‬
‫لالتفاقيات الدولية التي تعتبر من أهم الوسائل التي تعبر منها عملية تنفيذ‬
‫السياسة الخارجية مكرسا للعمل الدبلوماسي البرلماني‪. 38‬‬
‫لقد أراد المشرع الدستوري أن يتعزز موقع الدبلوماسية البرلمانية من‬
‫خالل الفصل ‪ 77‬من الدستور بإشراك اإلثنين (المعارضة البرلمانية‬
‫والدبلوماسية البرلمانية) واعتبارهما شريكين في صناعة القرار السياسي‬
‫على مستوى العمل الدبلوماسي الرسمي‪ ،‬الشيء الذي يجعل مت هذا‬
‫االختصاص قيمة مضافة للبرلمان ‪.‬‬
‫وإذا كان البرلمان ال يملك اختصاصات مهمة في مجال السياسة‬
‫الخارجية‪ 39 ،‬إال أن هذا ال يعني أن هناك إقصاء له في هذا المجال‪ ،‬فقد‬
‫تضمن الدستور المغربي لسنة ‪ 4100‬العديد من البنود التي تحمل ضمنيا‬
‫مقتضيات تتعلق بمكانة وأهمية الدبلوماسية البرلمانية في العالقات الدولية‬
‫مثل ما جاء في الديباجة وفي الفصلين ‪01‬و‪ ،01‬وإذا ما نظرنا مثال إلى‬
‫الفصل ‪ 11‬سنجده يشير إلى أن إشهار الحرب يقع بعد إحاطة البرلمان‬
‫علما بذلك من لدن الملك ‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك الفصل ‪11‬الذي أكد على الجلسات المشتركة التي‬
‫يعقدها مجلسا البرلمان من أجل االستماع إلى رؤساء الدول والحكومات‬
‫األجنبية‪ ،‬وفي هذا التأكيد للمهام الدبلوماسية للبرلمان المغربي تعزيز‬
‫لدوره على الصعيد الدبلوماسي والدولي ‪.‬‬
‫كما منح الدستور المغربي البرلمان وسيلتين مؤثرتين للتدخل في رسم‬
‫السياسة الخارجية للدولة‪ ،‬حيث أشرك دستور ‪ 4100‬البرلمان في اتخاذ‬
‫القرار التشريعي إذا تعلق األمر باتفاقية أو معاهدة ملزمة لمالية الدولة‪،‬‬
‫حتى وإن كانت صالحيات البرلمان تنحصر في قبول أو رفض منح‬
‫اإلذن للملك للمصادقة على تلك االتفاقيات دون إمكانية مناقشتها أو‬
‫تعديلها‪ ،‬كما منحه وسائل عديدة لمراقبة العمل الحكومي في مجال‬

‫‪38‬الفصل ‪ 77‬من الدستور المغربي لسنة ‪.4100‬‬


‫‪39‬محمد المدني‪ :‬البرلمان في النسق السياسي المغربي "افكار حول الوظيفة والبنية سلسلة الندوات واأليام الدراسية‪ ،‬العدد الرابع ص ‪.21‬‬

‫‪34‬‬
‫السياسة الخارجية للدولة‪ ،‬أدناها األسئلة الشفهية والكتابية الموجهة‬
‫لوزير الخارجية‪ ،‬دون الحديث عن اآلليات األخرى لتتبع ومراقبة وتقييم‬
‫العمل الحكومي التي أشارت إليها الفصول ‪017 -017 -010‬و ‪.011‬‬
‫أما فيما يتعلق بالتنظيم االجرائي للعمل الدبلوماسي فيتم تفصيله من‬
‫خالل مقتضيات األنظمة الداخلية لكال المجلسين والقرارات الرئاسية‬
‫‪40‬‬
‫لكتبيهما‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مقتضيات األنظمة الداخلية للبرلمان بخصوص‬
‫‪41‬‬
‫الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫تشكلت األنظمة الداخلية لمجلسي البرلمان‪ ،‬نظرا ألهميتها الداخلية‪-‬‬
‫التشريعية والتنظيمية ‪-‬وباعتبارهما مصدرين من مصادر القانون‬
‫البرلماني‪ ،‬إطارا قانونيا وتنظيميا لممارسة الدبلوماسية البرلمانية‪ ،‬فهي‬
‫توضح بشكل تقني عمل البرلمان في هذا المجال‪ ،‬حيث تظل تلك األنظمة‬
‫الداخلية عامال مفسرا لإلطار العام المتجلي في مقتضيات الدستور‬
‫ومكمال له‪.‬‬
‫وكما أن بناء النظامين الداخليين لمجلسي البرلمان جاءت فيه المواد‬
‫المتعلقة بالدبلوماسية البرلمانية متوافقة ومنسجمة في الترتيب وفق هندسة‬
‫النص الدستوري‪ ،‬بحيث تم تخصيص نفس الترتيب(نفس الجزء) من كل‬
‫نظام متفردا للعمل الدبلوماسي البرلماني‪ ،‬ويتعلق األمر بالجزء السادس‬
‫من النظام الداخلي لمجلس النواب المعنون ب "العمل الدبلوماسي‬
‫البرلماني لمجلس النواب والتعيينات الشخصية لتمثيله "(المواد من ‪411‬‬
‫إلى ‪ ،)717‬ونظيره النظام الداخلي لمجلس المستشارين المعنون ب‬
‫"العمل الدبلوماسي البرلماني لمجلس المستشارين والتعيينات الشخصية‬
‫‪42‬‬
‫لتمثيله" (المواد من ‪ 701‬إلى ‪.)747‬‬

‫‪40‬المصطفى الكباص‪ :‬مرجع سابق ص ‪. 47‬‬


‫‪41‬تم اعتماد الصيغة المعدلة للنظام الداخلي لمجلس النواب بعد صدور قرار المحكمة الدستورية رقم ‪ 17/01‬بن بمطابقته للدستور بتاريخ ‪71‬‬
‫أكتوبر ‪ .4101‬والصيغة المعدلة للنظام الداخلي لمجلس المستشارين بعد صدور قرار المحكمة الدستورية رقم ‪ 41/014‬م‪.‬د بمطابقته للدستور‬
‫بتاريخ ‪ 14‬مارس ‪.4141‬‬
‫‪42‬المواد من ‪ 001‬إلى ‪ 041‬من النظام الداخلي لمجلس النواب والمواد من ‪022‬إلى ‪ 021‬من النظام الداخلي لمجلس المستشارين‪ .‬نفس المرجعين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫جاء ذكر مصطلح الدبلوماسية البرلمانية في أعداد متفرقة من مواد‬
‫النظامين مصرحة بأهمية مساهمة الشعب البرلمانية‪ ،‬التي من شأنها‬
‫تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية بما تقدمه من اقتراحات أو تمثيل‬
‫للمجلس المعني داخل الملتقيات والمنظمات والهيئات والمؤتمرات‬
‫البرلمانية الدولية واإلقليمية‪ ،43‬في انسجام وتنسيق واشتراك يروم تحقيق‬
‫الفعالية بين المجلسين للدفاع عن القضايا العادلة للوطن ومصالحه‬
‫الحيوية ‪.‬‬
‫وإذا كان مطلوبا من الدبلوماسية البرلمانية على مستوى النص‬
‫القانوني أن تضمن نجاعة العمل البرلماني وتحقيق المساهمة الفاعلة‬
‫ألعضائه‪ ،‬فقد اشترطت مواد النظامين الداخليين ضرورة االلتزام‬
‫بمجموعة من القواعد ومراعاة مجموعة من المبادئ الدستورية‪ ،‬ك‪:‬‬
‫‪ -‬قاعدة التمثيل النسبي بين الفرق والمجموعات النيابية؛‬
‫‪ -‬مبدأ تمثيل الفئات الشابة من الذكور واإلناث؛‬
‫‪ -‬مبدأ تمكين حقوق األقلية(معارضة أو نواب غير منتسبين )؛‬
‫‪ -‬مبدأ التخصص لدى األعضاء المقترحين؛‬
‫‪ -‬مبدأ السعي نحو المناصفة ومقاربة النوع؛‬
‫‪ -‬مبدأ التعددية والتعيين الدوري لألعضاء بحسب طبيعة المهام‬
‫أو في إسناد رئاسة الوفود؛‬
‫‪ -‬مبدأ التنسيق بين المجلسين فيما يخص التمثيل البرلماني في‬
‫الملتقيات الدولية واإلقليمية و رئاسة الوفود المشتركة؛‬

‫‪43‬نورالدين أبوعبدهللا "األداء الدبلوماسي للبرلمان المغربي بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون العام جامعة محمد الخامس كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية _السويسي‪-‬السنة الجامعية ‪ 4101/4111‬ص ‪.27‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -‬مبدأ الشفافية في نشر المعلومة‪ ،‬سواء المتعلقة بأسماء‬
‫األعضاء‪ ،‬أو األنظمة الخاصة بقواعد سير مجموعات األخوة‬
‫والصداقة البرلمانية‪ ،‬أو التقرير إثر االنتهاء من كل مهمة ‪.‬‬
‫وسواء تعلق األمر بنشاط دبلوماسي برلماني داخل المغرب أو مهمة‬
‫تمثيلية للمجلسين في الخارج‪ ،‬أو مهام أخرى غير استطالعية‪ ،‬فهذه‬
‫المبادئ والقواعد تسري على انتداب الممثلين وتشكيل الوفود والشعب‬
‫الوطنية‪ ،‬كما تهم تشكيل مجموعات األخوة والصداقة البرلمانية في بداية‬
‫الفترة التشريعية‪ ،‬باإلضافة ال همتيها في إحداث وتسيير عمل مجموعات‬
‫العمل الموضوعاتية‪ ،‬ولجان الفرعية المؤقتة بطبيعتها التي تقوم بالمهام‬
‫االستشارية أو االستطالعية المرتبطة ب(الشؤون اإلفريقية أو بالشؤون‬
‫الوطنية والدولية والقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬والتي تتم وفق شروط‬
‫وقواعد وتوجيهات مكتب كل مجلس ‪.‬‬
‫ويتعين عند االنتهاء من كل مهمة تقديم تقرير بخصوصها إلى رئاسة‬
‫المجلس‪ ،‬كما يتعين على الشعب الوطنية الدائمة إعداد تقرير سنوي‬
‫وإحالته على مكتب المجلس المعني‪ ،‬وتبقى أبرز قضايا عمل الدبلوماسية‬
‫البرلمانية‪ :‬قضية الوحدة الترابية للمملكة قضية الصحراء المغربية‬
‫والقضية الفلسطينية ‪.‬‬
‫وإذا كانت األنظمة الداخلية لمجلسي البرلمان قبل دستور ‪ 4100‬لم‬
‫تحقق النجاعة للعمل البرلماني على المستوى التشريعي والرقابي‬
‫والدبلوماسي بسبب عدم التنسيق بين المجلسين الشيء الذي كان يضيع‬
‫على أعضاء البرلمان الكثير من الجهد والوقت‪ ،‬فإن المالحظ هو أن‬
‫النظام الداخلي لمجلس النواب لسنة ‪ 4107‬حاول تدارك الخلل بضمان‬
‫حسن التنسيق بين المجلسين عمال بمقتضيات الفصل‪ 11‬من الدستور‪،‬‬
‫الشيء الذي أيده النظام الداخلي لمجلس المستشارين كما وافق عليه‬
‫المجلس الدستوري من خالل قراره رقم ‪ -4402/171‬خاصة بعد إنشاء‬

‫‪44‬قرار المجلس الدستوري رقم ‪ 02/171‬المتعلق بالنظام الداخلي لمجلس المستشارين بتاريخ ‪ 01‬شعبان ‪ .0277‬الموافق ل يونيو ‪.4102‬‬

‫‪37‬‬
‫لجنة برلمانية مشتركة من أجل التنسيق بين المجلسين في القضايا‬
‫‪45‬‬
‫التنظيمية والمسطرية المشتركة تكلفت بمالئمة النظامين الداخليين‪.‬‬
‫وأما في ظل النظامين الجديدين للمجلسين (لسنتي ‪4101‬و‪ ،)4141‬فقد‬
‫تم التأكيد على أن العمل الدبلوماسي البرلماني نشاط مشترك بين مجلسي‬
‫النواب والمستشارين يحضر فيه التنسيق بين الرئاستين‪ 46 ،‬خاصة بعد‬
‫انعقاد لجنة التنسيق بين مجلسي البرلمان‪ ،‬كإطار للعمل التنسيقي‬
‫بخصوص مختلف الملفات ذات الصلة بالمهام والصالحيات واألنشطة‬
‫البرلمانية المشتركة ‪.‬‬
‫كما أنه‪ ،‬وبموجب االختصاص الجديد الذي جاء به الفصل ‪ 11‬من‬
‫الدستور بخصوص تقييم السياسات العمومية‪ ،‬فإن العمل البرلماني ينتظر‬
‫إنضاج السياسة الدبلوماسية المغربية من أجل تقييمها‪ ،‬وإن تفعيل هذا‬
‫االختصاص يبقى رهين تطبيق الفصل ‪ 010‬من الدستور حيث ينص‬
‫على أنه‪" :‬يعرض رئيس الحكومة أمام البرلمان الحصيلة المرحلية لعمل‬
‫الحكومة " وعلى هذا األساس فالسياسة الخارجية جزء من الحصيلة‬
‫‪47‬‬
‫العامة للعمل الحكومي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الخطب الملكية والبرامج الحكومية والحزبية ‪.‬‬


‫سيخصص هذا المطلب لدراسة والتعرف على أهمية تصورات الخطب‬
‫الملكية التي تعد توجيهات سامية لتبني الدبلوماسية البرلمانية كتوجه‬
‫استراتيجي (الفقرة األولى)‪ ،‬وعلى أساسها تبني الحكومة واألحزاب‬
‫السياسية رؤيتها من خالل البرامج الحزبية والبرنامج الحكومي‬
‫بخصوص الدبلوماسية البرلمانية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪45‬عقدت هذه اللجنة أولى اجتماعاتها يوم ‪04‬ماي ‪ 4102‬ترأسها رئيسا المجلسين (رشيد الطالبي العلمي ومحمد الشيخ بيد هللا) من أجل وضع‬
‫اللبنات األساسية لقيام تعاون متكامل ومندمج بين المجلسين في مختلف المجاالت بهدف التنسيق المستمر بين المجلسين ثلثها اجتماعات دورية‬
‫مشتركة خاصة لجنتي الخارجية بالمجلسين بغية توحيد وجهات النظر واالختيارات واألنشطة الدبلوماسية لمواجهة القضايا ذات األهمية المشتركة‬
‫‪46‬انعقد االجتماع األول لهذه اللجنة بتاريخ ‪07‬يوليوز ‪ 4141‬برئاسة الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب وحكيم بنشماش رئيس مجلس‬
‫المستشارين‪.‬‬
‫‪47‬رشيد المدور‪ :‬إشكالية النظام الداخلي للبرلمان في ضوء الدستور‪ :‬دراسة دستورية تحليلية عدد ‪ 000‬الرباط ‪ 4101‬ص ‪.714‬‬

‫‪38‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التوجيهات االستراتيجية للخطب الملكية ‪.‬‬
‫تعتبر الخطب الملكية مرجعية أساسية بخصوص العمل الدبلوماسي‬
‫للبرلمان المغربي‪ ،‬وذلك أن الخطب الملكية التي يلقيها الملك عند افتتاح‬
‫الدورات البرلمانية‪ ،‬والتي تصادف الجمعة الثانية من شهر أكتوبر من‬
‫كل سنة شمسية‪ ،‬تشكل توجيهات استراتيجية مهمة لعمل مجلسي البرلمان‬
‫في كل مهامهما التشريعية والرقابية والتقييمية والدبلوماسية ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن كثيرا من الخطب الملكية التي افتتحت بها‬
‫الدورات البرلمانية سواء في عهد الملك محمد السادس أو في عهد الملك‬
‫الراحل الحسن التأني‪ ،‬كانت كثيرا ما تشير إلى ضرورة اهتمام‬
‫البرلمانيين بالقضايا األساسية التي تهم السياسة الخارجية خاصة المتصلة‬
‫بمصالح الوطن والدفاع عن مقدساته واالهتمام والرعاية بمغاربة العالم‪.‬‬
‫وال تخفى على أحد أهمية الخطب الملكية بشكل عام في وضع العريضة‬
‫لكل من السياستين الداخلية والخارجية للمغرب‪ ،‬وللدبلوماسية المغربية‬
‫في مختلف الميادين‪ ،‬كما نجد العديد من الخطب الملكية‪ ،‬وخاصة في‬
‫األعياد والمناسبات الوطنية‪ ،‬تحدث فيها الملك عن استراتيجيات مغربية‬
‫خاصة بالمجال الدبلوماسي‪ ،‬مؤكدا خاللها على األدوار المهمة‬
‫والمسؤوليات التي يتحملها على السواء أعضاء الحكومة وأعضاء‬
‫مجلسي البرلمان في تنفيذ هذه االستراتيجيات ‪.‬‬
‫ونستحضر على سبيل المثال بداية خطب الملك الحسن الثاني منذ‬
‫‪ 0114‬التي أثار خاللها أهمية وحيوية العمل الدبلوماسي للبرلمان‬
‫المغربي‪ ،‬من خالل الدفاع عن قضيتي الصحراء المغربية والوحدة‬
‫الوطنية‪ ،‬واستمر في التأكيد عليهما إضافة إلى القضية الفلسطينية في‬
‫الخطب المتوالية‪ ،‬كما نهج خلفه الملك محمد السادس نفس المنهج في‬
‫الدعوة للدفاع عن مختلف القضايا العادلة‪ ،‬الدينية والوطنية واإلنسانية ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي والبرامج‬
‫الحزبية ‪.‬‬
‫يطلق اسم البرنامج على كل خطة منظمة في مجال معين‪ ،‬تتضمن‬
‫توجيهات خاصة وتنظيما إلدارة البرنامج وتنفيذه‪ ،‬تأخذ بعين االعتبار‬
‫حجم الموارد والكفاءات‪ ،‬كما تراعي زمن التنفيذ من أجل تحقيق األهداف‬
‫المسطرة ‪.‬‬
‫وتعد البرامج الحكومية المخططات التي تضعها الحكومة عند تشكيلها‬
‫من وزراء ينتمون إلى عدة أحزاب سياسية‪ ،‬فإما أن تسمى حكومة‬
‫ائتالفية‪ ، coalition Government‬لذلك تتالف لتأتلف فيما بينها على‬
‫هدف خاص مشترك ومؤقت‪ ،‬أو تسمى حكومة برلمانية‬
‫‪ ،parliamentary Government‬سواء وجدت في ظل نظام ملكي‬
‫أو جمهوري‪ ،‬ولكن غالبا ماتتركز في يد رئيس الوزراء‪ ، 48‬وفي‬
‫األنظمة البرلمانية يتم اختيار الوزراء بناء على منطق صناديق االقتراع‪.‬‬
‫بينما تعتبر األحزاب السياسية‪ ،‬تلك التنظيمات السياسية التي تضم‬
‫مواطنين‪ ،‬للدفاع عن آرائهم ومصالحهم‪ ،‬والعمل على االنتصار لوجهات‬
‫نظرهم وتطبيق برامجهم‪ ،‬وذلك بمساهمتهم في الحياة السياسية وبتأطير‬
‫الناخبين والمرشحين واستعمالهم لوسائل النقد‪ ،‬والتأثير في الرأي العام‬
‫‪49‬‬
‫وتمثيل األمة قصد الوصول إلى الحكم‪.‬‬
‫كما أن الحزب السياسي تنظيم دائم يتمتع بالشخصية المعنوية‪ ،‬يؤسس‬
‫بمقتضى اتفاق بين أشخاص طبيعيين‪ ،‬يتمتعون بحقوقهم المدنية‬
‫والسياسية ويتقاسمون نفس المبادئ قصد المشاركة في تدبير الشؤون‬
‫‪50‬‬
‫العمومية بطرق ديمقراطية ولغاية غير توزيع األرباح‪.‬‬
‫ومن أجل الظفر بمقاعد في السلطة التشريعية فإن األحزاب السياسية‬
‫تعمل على صياغة برامجها الحزبية مستعينة بتصورات مختلفة أحيانا‬
‫‪48‬حسام الدين جاد‪,‬معجم مصطلحات التنمية البشرية القاهرة الطبعة األولى ‪ 4100‬ص ‪.011-11‬‬
‫‪49‬المختار مطيع‪ ،‬مختصر في القانون العام‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪4104‬ص ‪.021‬‬
‫‪50‬قانون األحزاب السياسية ‪ 71.11‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 7711‬بتاريخ ‪ 41‬فبراير ‪ 4111‬ص ‪.211‬‬

‫‪40‬‬
‫ومتشابهة أحيانا‪ ،‬ولكن القاسم المشترك بينها هو التسويق االنتخابي من‬
‫أجل التصويت لصالحها سواء كانت تلك البرامج ممكنة بالنسبة للحزب‬
‫أو مستحيلة ‪.‬‬
‫والمالحظ بالنسبة للبرامج الحزبية في المغرب كونها تغيب فيه اإلشارة‬
‫إلى العمل الدبلوماسي الرسمي والبرلماني‪ ،‬وكأن العمل الدبلوماسي ال‬
‫يعنيها ‪.‬‬
‫يعتبر رئيس الحكومة في المغرب المسؤول األول عن البرنامج‬
‫الحكومي لفريقه الوزاري الذي يستعين به من أجل إدارة وتنفيذ الشؤون‬
‫العامة للدولة‪ ،‬انطالقا من مخططات تكون حاملة رؤية الحكومة‬
‫وتصورها للبرامج والمشاريع واألنشطة والخدمات التي ستقدمها أو‬
‫تشرف عليها (على تنفيذها) بنفسها‪ ،‬والتي تقدم من خاللها المساعدة‬
‫لألفراد والمؤسسات والمنظمات في عدة مجاالت خالل فترة حكمها ‪.‬‬
‫وينبثق البرنامج الحكومي تطبيقا لبنود الفصل ‪ 11‬من الدستور المغربي‬
‫لسنة ‪ 4100‬من مجموع البرامج الحزبية لألحزاب المتأهلة في‬
‫ش ِ ِّكلَة للحمة الحكومية بعد‬
‫االنتخابات التشريعية لتشكيل مجلس النواب وال ُم َ‬
‫موافقة الحزب المتصدر لنتائج االنتخابات التشريعية ‪.‬‬
‫وإذا كان البرنامج الحكومي بمثابة دفتر التحمالت وخارطة الطريق‬
‫التي تلزم الحكومة أمام البرلمان فإنه بحسب منطوق الفصل ‪ 11‬من‬
‫دستور ‪ ،4100‬ال تستكمل الحكومة شروطها الدستورية لممارسة‬
‫صالحيتها وتحمل مسؤولياتها أمام البرلمان إال بعد التصويت لصالحها‬
‫بمصادقة مجلس النواب على برنامجها الحكومي ومنحها الثقة‪ ،‬بتصويت‬
‫األغلبية المطلقة لألعضاء الذين يتألف منهم مجلس النواب‪ ،‬في حين‬
‫تترتب عن عدم المصادقة عليه استقالة جماعية للحكومة ‪.‬‬
‫وبناء على ما ورد بالفصل من دستور ‪ ، 4100‬فإن الملك يعين أعضاء‬
‫الحكومة باقتراح من رئيسها‪ ،‬ومسطرة التعيين هذه أصبحت تفرض‬
‫تعايشا بين رئيس الحكومة المدعوم سياسيا والمساند برلمانيا _ و الملك‬
‫‪41‬‬
‫الذي يخول له نص الدستور قبول أو رفض اقتراحات رئيس الحكومة‪،‬‬
‫خاصة وأن هذه االقتراحات تنبني على نوعية األغلبية التي تفرزها‬
‫االنتخابات التشريعية‪ ،‬كما أن الملك ليس بمقدوره من الناحية الدستورية‬
‫أن يتحكم في نوعية ثقة مجلس النواب تجاه البرنامج الحكومي‪ ،‬تلك‬
‫الثقة التي تتمظهر أوال في زمن تشكيل الحكومة‪ ،‬ثم المدة الكافية لتقديم‬
‫برنامجها السياسي أمام البرلمان‪. 151‬‬
‫وبغض النظر عن الجدل الفقهي _الدستوري حول مدى دستورية‬
‫عرض البرنامج الحكومي على أنظار المجلس الدستوري ‪ ،‬لكون‬
‫الدستور نفسه لم يصرح بذلك ؛ كما أن الجدل حول مدى دستورية انعقاد‬
‫المجلس الحكومي لنفس الغرض وقبله تسليم المهام‪/‬السلط بين الوزراء‬
‫الجدد ووزراء الحكومة المنصرمة؛ لكون الحكومة لم تستكمل شرعيتها‬
‫بعد بمنحها الثقة ‪ ،‬فإن مسألة التهيئة للبرنامج الحكومي قبل عرضه على‬
‫أنظار البرلمان ‪ ،‬اقتضت استحضار منطق الربط بين الواقع وروح‬
‫النص الدستوري‪ ،‬ألجل ضمان االستمرارية للعمل الحكومي‪ ،‬باعتماد‬
‫مقاربة التنصيب المزدوج‪ ،‬الذي يمنح للوزراء الجدد الشرعية األولى‪،‬‬
‫من خالل التعيين الملكي للحكومة المشكلة حديثا(والتي تستكمل تصريف‬
‫األمور الجارية للحكومة المنتهية‪ ) 52‬في انتظار استكمال التنصيب‬
‫برلمانيا‪ ،‬بمنح مجلس النوب الثقة للحكومة( من خالل برنامجها السياسي‬
‫)‪.‬‬
‫وتطبيقا لمقتضيات الدستور المغربي لسنة ‪ ، 4100‬فإن الفصل ‪ 11‬منه‬
‫يجعل اإلدارة تحت تصرف الحكومة كسلطة تنفيذية‪ ،‬والفصل ‪11‬‬
‫بمنحه لرئيس الحكومة السلطة التنظيمية‪ ،‬كما أن الحاجة إلى االطالع‬
‫على ملفات القطاعات الوزارية‪ ...‬كل هذا يجيز لرئيس الحكومة الدعوة‬
‫لعقد مجلس الحكومة بمناسبة التهيئة لمناقشة وصياغة الخطوط العريضة‬
‫للبرنامج الحكومي قبل عرضه على أنظار البرلمان‪ ،‬كما يحق لرئيس‬

‫‪51‬امين السعيد‪ ،‬مؤسسة رئيس الحكومة في الدستور المغربي لسنة ‪ ,4100‬سلسلة البحث األكاديمي اإلصدار الرابع‪ 4102-‬ص ‪.047-041‬‬
‫‪52‬بموجب منطوق الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 21‬من الدستور المغربي لسنة ‪.4100‬‬

‫‪42‬‬
‫الحكومة بموجب الصالحيات الدستورية المخولة له ‪ ،‬وفي إطار المقاربة‬
‫التشاركية‪ ،‬أن يطالب‪ 53‬الملك بعقد المجلس الوزاري بمناسبة التداول‬
‫التعديلي غي في البرنامج الحكومي ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس وبعد فشل "عبداإلله بن كيران " في تشكيل فريقه‬
‫الحكومي فيما عرف ب "البلوكاج الحكومي «‪ ،‬إثر فوز حزبه "العدالة‬
‫والتنمية " باستحقاقات االنتخابات التشريعية ل ‪ 1‬أكتوبر ‪ ، 4101‬عين‬
‫الملك محمد السادس "سعد الدين العثماني " رئيسا للحكومة بتاريخ ‪01‬‬
‫مارس ‪ ،4101‬ليكون صلة الوصل األساسية بين الملك وباقي ممثلي‬
‫األحزاب السياسية التي ستؤيده وتمنحه األغلبية‪ .‬لهذا حاول " رئيس‬
‫الحكومة المكلف " أن يقنع األحزاب من أجل التحالف مع حزبه وإخراج‬
‫حكومته إلى الوجود‪ .‬وبعد قبول الملك اقتراحاهم من قبل رئيس الحكومة‬
‫وأدائهم القسم بين يديه‪ ،‬أصدر أمره بتعيين ‪ 71‬وزيرا يدعمون رئيس‬
‫الحكومة في ممارسة سلطته التنفيذية ابتداء من تاريخ ‪ 7‬أبريل ‪.4101‬‬
‫‪54‬‬

‫ولكن منح مجلس النواب تقته للحكومة الجديدة طبقا لمقتضيات الفصل‬
‫‪ 11‬من الدستور‪ ،‬جاء بعد أن تولى رئيس الحكومة تقديم عرض حول‬
‫البرنامج الحكومي أمام مجلس الحكومة بتاريخ ‪ 01‬أبريل ‪ ،4101‬ثم‬
‫التصريح البرلماني بعرض البرنامج الحكومي أمام مجلسي البرلمان في‬
‫جلسة مشتركة بتاريخ ‪ 01‬أبريل ‪ ،4101‬وأخيرا المصادقة عليه في‬
‫مجلس النواب بتاريخ ‪ 41‬أبريل ‪ 4101‬بأغلبية ‪ 411‬نائبا ومعارضة ‪10‬‬
‫نائبا وامتناع ‪ 21‬نائبا‪ 55‬بعد مناقشته داخل كل مجلس على حدة‪.‬‬
‫وقد خصصت الخطوط العريضة للبرنامج الحكومي الخاص بالوالية‬
‫التشريعية العاشرة ‪ ،4140_4101‬الصادر في أبريل ‪ ،56 4101‬المتعلقة‬
‫‪53‬امين السعيد‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.077‬‬
‫‪54‬ظهير شريف رقم ‪ 001.11‬بتعيين أعضاء الحكومة‪ ،‬صادر في رجب ‪1(0271‬ابريل ‪ )4101‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 1771‬مكرر بتاريخ‬
‫‪1‬أبريل ‪ 4101‬ص ‪.4710-4711‬‬
‫‪55‬محمد بن يحيى ‪ :‬الحكومة بالمملكة المغربية‪ :‬األطار القانوني والمؤسساتي منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية الطبعة األولى‪.‬‬
‫سنة ‪4101‬ص ‪.710‬‬
‫‪56‬البرنامج الحكومي ‪ 4140-4101‬ص ‪ 17‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫بموضوع الدبلوماسية‪ ،‬المحور الخامس من البرنامج‪ ،‬وضمن هذا‬
‫المحور المعنون ب‪" :‬العمل على تعزيز اإلشعاع الدولي للمغرب وخدمة‬
‫قضاياه العادلة في العالم «‪ ،‬صرحت الحكومة بأنها ستعمل على تنفيذ‬
‫األهداف الدبلوماسية للدولة فيما يخص كل من ‪:‬‬
‫_ تحصين الوحدة الترابية للمملكة ومواكبة السياسة اإلفريقية‬
‫للملك ؛‬
‫_ البعد العربي واإلسالمي وتعزيز الشراكات التاريخية واالنفتاح‬
‫على فضاءات جديدة؛‬
‫_ العناية بالجالية المغربية في المهجر؛‬
‫من خالل المخططات التنفيذية للقطاعات الوزارية وأيضا تقوية "التنسيق‬
‫مع البرلمان ومنظمات المجتمع المدني وكل الفعاليات الوطنية‪ ،‬في إطار‬
‫تعبئة وطنية شاملة ومتواصلة بقيادة الملك «‪ ،‬مع التأكيد على عمل لجنة‬
‫إدارية بين _وزارية لدى رئيس الحكومة‪ ،‬مكلفة بتتبع وتيسير تنزيل‬
‫البرنامج الحكومي‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬حدود أداء الدبلوماسية البرلمانية المغربية‪.‬‬

‫يعود ضعف دور البرلمان في مجال السياسة الخارجية بالخصوص إلى‬


‫أسباب عديدة‪،‬منها أسباب تقنية متعلقة بالمؤسسة التشريعية(المطلب‬
‫األول)؛ ويتعلق األمر ب‪:‬‬
‫‪-‬ظاهرة العقلنة البرلمانية التي قيدت سلطات البرلمان على مستوى‬
‫التشريع والمراقبة ‪،‬‬
‫‪-‬وأسباب مرتبطة بخصوصية السياسة الخارجية التي تتميز بالسرية‬
‫والسرعة في التنفيذ واالحترافية ‪،‬على خالف ما يالحظ على عمل‬
‫البرلمان بشكل عام من بطء وعلنية وضعف في التخصص‪.‬‬
‫دون أن ننسى معيقات ومظاهر التهميش التي تعترض أدوا البرلمان في‬
‫مجال صنع السياسة الخارجية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حدود التدخل البرلماني في مجال المعاهدات ‪.‬‬

‫خصص هذا المطلب إلدراج تجليات محدودية األداء البرلماني في‬


‫مجال المعاهدات والتي تعد العقلنة البرلمانية أبرزها ‪،‬باإلضافة إلى‬
‫قصور عمل البرلمان ومحدوديته في المجال الدبلوماسي‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تأثير العقلنة البرلمانية على الدبلوماسية‬
‫البرلمانية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ضيق الدستور المغربي مجال المراقبة على المعاهدات‪ ،‬سواء من حيث‬
‫محدودية تلك الخاضعة للموافقة البرلمانية‪ ،‬أو من حيث تعديلها‪ ،‬ليكرس‬
‫بذلك هيمنة الجهاز الحكومي‪ ،‬ويمنح وسائل مراقبة محدودة للبرلمان في‬
‫المصادقة على االتفاقيات الدولية الموقعة مع الحكومة‪ ،‬كما أن الملك‬
‫حسب الفصل ‪ 70‬من دستور ‪ 0111‬والفصل ‪ 77‬من دستور ‪4100‬‬
‫دائما يوقع المعاهدات ويصادق عليها‪ .‬غير أنه ال يصادق على المعاهدات‬
‫التي تلزم مالية الدولة‪ ،‬إال بعد موافقة البرلمان‪ ،‬إال أن مجلس النواب‬
‫يمكنه أن يوافق بالتصويت حسب الدستور على جزء يسير فقط من‬
‫االلتزامات الدولية للمغرب‪ .‬فهيمنة الحكومة تتجلى في كونها هي التي‬
‫تحدد في سرية إذا ما كانت المعاهدة تلزم مالية الدولة أم ال‪ ،‬وبالتالي إذا‬
‫ما كان من الضروري تقديمها للموافقة عليها أم ال‪.57‬‬
‫واستعمال هذه الطريقة السرية أدى إلى توقيع المغرب على العديد من‬
‫االتفاقيات باتباع وسائل أخرى للمصادقة عليها حسب الظروف السياسية‪،‬‬
‫فمثال اتفاقية الصيد البحري الموقعة مع البرتغال تمت المصادقة عليها من‬
‫طرف الملك في ‪ 2‬يناير ‪ ،0111‬في حين أن االتفاقية التي أبرمت مع‬
‫االتحاد السوفياتي تم تقديمها للمصادقة بمجلي النواب في ‪ 41‬يناير‬
‫‪.0111‬‬
‫وفي أحيان أخرى يكون عدم المصادقة على االتفاقية أو تأخيرها بمثابة‬
‫ورقة ضغط على دولة ما‪ ،‬كما كان األمر بالنسبة التفاقية تحديد الحدود‬
‫الموقعة مع الجزائر سنة ‪ 0114‬والتي تأجلت المصادقة عليها حتى سنة‬
‫‪ 0111‬إثر إعادة تطبيع العالقات الدبلوماسية بين البلدين‪ ،‬نفس الشيء‬
‫وقع عندما لم تتم المصادقة على اتفاقية الصيد البحري المبرمة مع إسبانيا‬

‫‪57‬السعدية لدبس ‪.‬السياسة الخارجية المغربية عهد الملك محمد السادس ‪:‬تغيير أم استمرارية ؟ ‪.‬بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ ،‬جامعة‬
‫محمد الخامس‪،‬كلية الحقوق سال‪ 4111/4111.‬ص ‪.11‬‬

‫‪46‬‬
‫سنة ‪ ،0111‬أو لما تم تأخير االتفاقية المغربية اإلسبانية الموقعة سنة‬
‫‪ 0111‬والتي كان الملك من صادق عليها سنة ‪.0171‬‬
‫كما أن مجلس النواب ال يتدخل مباشرة في المصادقة على اتفاقيات‬
‫القروض المبرمة من طرف الحكومة مع دول أخرى أو مؤسسات مالية‬
‫دولية‪ ،‬مثل صندوق النقد الدولي‪ .‬فمسألة مديونية الدولة‪ ،‬موضوع العديد‬
‫من مداخالت وأسئلة المعارضة في لجنة المالية وفي الجلسات العمومية‪،‬‬
‫ينفلت من المراقبة القبلية لمجلس النواب‪ ،‬هذه العقود المتعلقة بالقروض‬
‫يتم إقرارها بمرسوم قانون حكومي‪ ،‬ويصادق عليها مجلس النواب في‬
‫غالب األحيان بعد أن تكون قد سلمت أو أنفقت‪ ،‬وتبرر الحكومة عدم‬
‫طرحها لهذه االتفاقيات أمام مجلس النواب‪ ،‬بكون المجلس يمنح الحكومة‬
‫سنويا أثناء مناقشة الميزانية العامة للدولة‪ ،‬الحق في الحصول على كمية‬
‫‪58‬‬
‫معينة من القروض من الخارج‬
‫وهكذا نجد أن مجلس النواب يمارس مراقبة محدودة والحقة على‬
‫االلتزامات الدولية للمغرب‪ ،‬ويمكنه قبولها أو رفضها جملة‪ ،‬ولكن دون‬
‫إدخال تعديالت على النص المطروح من طرف الحكومة للمصادقة ‪.‬‬
‫وما ينطبق بالقول على مجلس النواب ينطبق أيضا على مجلس‬
‫المستشارين في صيغة البرلمان المغربي الحالي بمجلسيه‪ ،‬إذ ال يصادق‬
‫البرلمان على المعاهدات وال يصوت عليها مادة بعد مادة‪ ،‬بحيث يصوت‬
‫في الواقع على مشروع القانون الذي يقضي بالموافقة على منح اإلذن‬
‫بالمصادقة أو رفضه ‪.‬‬
‫فالبرلمان في هذه الحالة‪ ،‬حسب تعبير "مونتسكيو"‪ ،‬يملك فقط سلطة‬
‫"المنع" وليس "سلطة التقرير والفصل" ويقصد بسلطة المنع‪ :‬الحق في‬
‫إبطال قرار تم اتخاذه من طرف سلطة أخرى‪ ،‬أما سلطة التقرير فتعني‬
‫الحق في أخذ المبادرة لتقرير شيء ما أو تصحيح وتعديل ما تم إقراره‬
‫من طرف سلطة أخرى ‪.‬‬

‫‪58‬سعيد الصديقي‪ .‬المؤسسة الملكية السياسية الخارجية‪ :‬قراءة في مفهوم المجال المحفوظ ومسارات التنفيذ الدولية‪ .‬العدد‪4111. 7‬ص ‪.07‬‬

‫‪47‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬يكون من قبيل الخطأ الشائع القول بأن البرلمان يقوم‬
‫بالتصديق‪ ،‬فهو ال يصادق أبدا على المعاهدات وإنما يعطي فقط موافقة‬
‫بمقتضاها يقوم رئيس الدولة بإجراء التصديق‪ ،‬واختصاص البرلمان‬
‫حسب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 70‬يقتصر على إبداء رأيه بشأن‬
‫المصادقة على معاهدة ملزمة لمالية الدولة‪ ،‬وبالتالي فإن رأيه يكون‬
‫موضوع قبول أو رفض إعطاء اإلذن بالمصادقة‪.59‬‬
‫إن موافقة مجلسي البرلمان المغربي على المعاهدات الملزمة لمالية الدولة‬
‫تتجسد من الناحية العملية في قانون يقضي بالموافقة على مبدأ المصادقة‪،‬‬
‫ولكن يالحظ أن هذا القانون يختلف عن القوانين األخرى من حيث الشكل‬
‫والمصدر وكيفية المناقشة‪.‬‬
‫فمن حيث الشكل‪ ،‬يعطي البرلمان موافقته في شكل قانون‪ ،‬إال أن هذا‬
‫القانون يتكون من مادة فريدة فقط‪ ،‬بحيث يتم التعبير عن الموافقة في‬
‫بضعة سطور‪ ،‬وغالبا ما تتخذ هذه المادة الفريدة الصيغة التالية‪" :‬يوافق‬
‫من حيث المبدأ على تصديق االتفاقية‪ ...‬الموقعة بـ‪ ...‬في ‪ "...‬ويتلو هذه‬
‫المادة النص األصلي لالتفاقية موضوع الموافقة كما جاء في مشروع‬
‫القانون المعروض على البرلمان‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬قصور عمل البرلمان في المجال الدبلوماسي‬
‫يتجلى غياب الطابع التشريعي في كون البرلمان المغربي ال يصيغ‬
‫القانون المتعلق بالموافقة على المعاهدة‪ ،‬ألنه ليس عمال تشريعيا سواء‬
‫بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر‪.‬‬
‫فمن الناحية األولى ال يشارك البرلمان في صياغة بنود المعاهدة وال‬
‫يصوت عليها‪ ،‬ألنه يحصر موافقته فقط على مشروع قانون يؤذن‬
‫بالمصادقة والذي يجب تمييزه بطبيعة الحال عن االلتزام الدولي‬
‫(المعاهدة) الذي يبقى عمل الحكومة هو الحاسم في صياغته‪.‬‬

‫‪59‬هند المسعودي ‪.‬البرلمان والسياسة الخارجية‪ :‬نموذج المغرب ‪.‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعلقة‪.‬كلية الحقوق اكدال‪-‬الرباط‬
‫‪4111/0111‬ص‪.11‬‬

‫‪48‬‬
‫أما من الناحية الثانية‪ ،‬فإذا كان البرلمان يختص فقط باإلذن بالمصادقة‬
‫على معاهدة ملزمة لمالية الدولة فإنه غير مختص بإدخال محتوى هذه‬
‫المعاهدة في النظام القانوني الداخلي ألن قانون اإلذن يدخل ضمن نوع‬
‫التصرفات (الشروط)‪ ،‬فهو شرط مسبق للمصادقة وال يمكن اعتباره‬
‫‪60‬‬
‫كالتصرفات (القواعد) التي تغير القانون الوضعي وتنتج آثارا قانونية ‪.‬‬
‫وهكذا تستبعد المبادرة البرلمانية في هذا المجال ألن البرلمان ليس‬
‫مختصا دستوريا بإدارة المفاوضات الدولية‪ ،‬أو باالقتراح المباشر لبنود‬
‫المعاهدة على الدول األجنبية أو تحديد أجل المصادقة أو التصويت على‬
‫نص المعاهدة‪ ،‬أنه يتلقى فقط مشروع قانون قصد الموافقة دون التدخل‬
‫في بنود االتفاقية‪ ،‬وهذا يعني أن لهذا اإلذن حدودا ال يمكن تجاوزها‪.‬‬
‫فالسلطة التنفيذية تحدد بكل حرة الوقت الذي تراه مناسبا لعرض معاهدة‬
‫ملزمة لمالية الدولة على البرلمان‪ ،‬وهذا التقرير من جانب الحكومة‬
‫مرتبط بممارستها للسلطة الدبلوماسية‪ ،‬حيث إذا ارتأت الحكومة أن‬
‫ظروفا معينة تتطلب منها موقفا ما‪ ،‬فإنه يمكنها صياغة تحفظات على‬
‫المعاهدة دون أن تكون هذه التحفظات مأذون بها مسبقا من طرف‬
‫البرلمان‪ .‬كما يمكنها أيضا أن تتنكر لاللتزام الدولي‪ ،‬دون أي تدخل من‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫وأما فيما يخص دور القضاء الدستوري الذي من أهم اختصاصاته‬
‫فحص دستورية القوانين فنظرته إلى البرلمان كصانع للسياسة الخارجية‬
‫تبقى محددة بالدستور واالجتهاد الفقهي‪:‬‬
‫لقد منحت دساتير أغلب الدول لمجالسها الدستورية سلطة النظر في‬
‫مدى موافقة المعاهدات واالتفاقيات الدولية لمقتضيات الدستور‪ ،‬وقد أجاز‬
‫الدستور الفرنسي في المادة ‪ 72‬لكل من رئيس الجمهورية والوزير األول‬
‫ورئيسي غرفتي البرلمان أن يلجأوا للمجلس للطعن في التعهدات غير‬
‫الدستورية‪ ،‬وال يجوز المصادقة عليها إال إذا تم تعديل نصوص الدستور‪،‬‬
‫وقد بت المجلس الدستوري الفرنسي في دستورية عدة التزامات دولية‬
‫‪60‬العزوزي يوسف ‪ .‬الملكية وآفاق الدبلوماسية الرسمية‪،‬مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد عدد ‪)4104(40.44‬ص‪.27‬‬

‫‪49‬‬
‫للحكومة الفرنسية‪ ،‬شملت معاهدات واتفاقات دولية وقرارات صادرة عن‬
‫منظمات دولية تتضمن تعهدا ما من قبل الحكومة الفرنسية‪.‬‬
‫أما الدستور المغربي فليس فيه نص مماثل لما في المادة ‪ 72‬من الدستور‬
‫الفرنسي‪ ،‬حيث ال يمكن إحالة أي التزام دولي على القضاء الدستوري‪،‬‬
‫حتى ولو كانت االتفاقات الدولية تلزم مالية الدولة والتي تتطلب موافقة‬
‫‪61‬‬
‫البرلمان عليها ‪.‬‬
‫والمناسبة (الوحيدة) التي تم خاللها إشراك القاضي الدستوري (للنظر‬
‫في نتائج االستفتاء على معاهدة دولية)‪ ،‬بشكل غير مباشر في إقرار‬
‫معاهدة دولية‪(-‬وربما األخيرة)‪ -‬كانت بعد إحالة نتائج االستفتاء على‬
‫معاهدة االتحاد العربي اإلفريقي في شهر شتنبر ‪ ،0112‬والتي وقع عليها‬
‫المغرب مع ليبيا‪ ،‬كانت مهمة شكلية‪.‬‬
‫وإذا كان البعض يدعو إلى عدم تحديد دور القضاء الدستوري انطالقا‬
‫من مقتضيات الدستور المكتوب‪ ،‬خاصة وأن الحسن الثاني قد أناط‬
‫بأعضاء المجلس الدستوري ‪-‬إضافة إلى حماية أحكام الدستور‪ -‬صيانة‬
‫التقاليد المغربية والقيم اإلسالمية ‪ ،‬فإن مطلب توسيع اختصاصات‬
‫القضاء الدستوري كان يلح على أن تشمل مراقبة مدى اتفاق وانسجام‬
‫االلتزامات الدولية للمغرب مع روح وفلسفة اإلسالم‪ ،‬السيما وأن العديد‬
‫من المواثيق واإلعالنات الدولية في بعض المجاالت المدنية والشخصية‬
‫تتناقض بعض بنودها بشكل صريح مع مبادئ وتعاليم اإلسالم‪ ،‬الدين‬
‫الرسمي للدولة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر تهميش دور البرلمان في مجال صنع السياسة‬
‫الخارجية‬
‫بالرغم من الجهود المبذولة لالرتقاء باألداء البرلماني في المجال‬
‫الدبلوماسي فإن الدبلوماسية البرلمانية ال زالت ظرفية ومناسباتية تفتقر‬
‫إلى النجاعة المطلوبة‪ ،‬من حيث تأثيرها في القرار الخارجي‪ ،‬نتيجة‬
‫‪61‬سعيد الصديقي‪،‬مرجع سابق ص‪.047‬‬

‫‪50‬‬
‫لمجموعة من العوامل (الدستورية والسياسية والتقنية) التي تضعف‬
‫أداءها‪ ،‬ولهذه الغاية يزداد الرهان على الدبلوماسية البرلمانية لتدعيم‬
‫‪62‬‬
‫القرار الخارجي ببالدنا‬
‫تلك العوامل أضعفت إلى حد كبير سلطات البرلمان في مجال السياسة‬
‫وحرفت تو ِّجهه في مراقبة النشاط الحكومي على الصعيد‬‫ِّ‬ ‫الخارجية‪،‬‬
‫الدولي‪ .‬وقد اتخذ تهميش دور البرلمان في هذا الميدان مظهرين‬
‫أساسيين‪ ،‬تمثل المظهر األول في تحول المؤسسة البرلمانية إلى مجرد‬
‫غرفة تسجيل للنشاط الحكومي (الفقرةاألولى) بينما تمثل المظهر الثاني‬
‫في انشغال البرلمانيين بالقضايا الداخلية على حساب القضايا الخارجية‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬تحول البرلمان إلى غرفة تسجيل‪.‬‬
‫أصبح البرلمان مجرد غرفة تسجيل لمشاريع وأنشطة الحكومة في مجال‬
‫السياسة الخارجية‪ ، 63‬ولم يعد يمتلك أية مبادرة للمشاركة الفاعلة في‬
‫صياغة هذه السياسة أو حتى التأثير على صناعة القرار الخارجي‪،‬‬
‫وتظهر وظيفة التسجيل هذه خصوصا في مناسبتين‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪ :‬في موافقته غير المشروطة أو المقيدة على كل المعاهدات‬
‫الملزمة لمالية الدولة التي تعرض عليه‪.‬‬
‫ينص الفصل ‪ 77‬من دستور ‪ 64 4100‬على‪" :‬يوقع الملك المعاهدات‬
‫ويصادق عليها غير أنه ال يصادق على المعاهدات التي تترتب عليها‬
‫تكاليف تلزم مالية الدولة إال بعد الموافقة عليها بقانون"‪ ،‬تجعلنا هذه الفقرة‬
‫نستنتج أن دور البرلمانيين في مجال المصادقة على المعاهدات محدودا‬
‫جدا إن لم نقل منعدما تمام‪ ،‬ما دام اختصاصهم ينحصر فقط في الموافقة‬

‫‪62‬سعيد الصديقي صنع السياسة الخارجية‪،‬اطروحة الدكتوراه في القانون العام‪ .‬جامعة محمد األول‪-‬وجدة ‪ 4114‬ص‪.071‬‬
‫‪63‬هند بطلموس ‪:‬الفاعلون الجدد في السياسة الخارجية‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام جامعة محمد الخامس أكدال‪-‬‬
‫الرباط ‪ 4111/4117‬ص‪.004‬‬
‫‪64‬والفصل ‪ 70‬من دستور ‪.0111‬‬

‫‪51‬‬
‫وليس المصادقة على المعاهدات التي تلزم مالية الدولة‪ ،‬أما التوقيع‬
‫‪65‬‬
‫والمصادقة على جميع االتفاقيات فهو من اختصاص الملك ‪.‬‬
‫ورغم أن مصادقة الملك على المعاهدات التي تلزم مالية الدولة ال تتم إال‬
‫بالموافقة عليها من قبل البرلمان‪ ،‬فإن الملك يبقى الفاعل األساسي في هذا‬
‫الشأن‪ ،‬ويبقى دور البرلمان ثانويا‪ ،‬خاصة وأن الممارسة تبين أن جميع‬
‫‪66‬‬
‫االتفاقيات تتم الموافقة عليها باإلجماع‬
‫وسلطة البرلمان المغربي في مجال الموافقة على المعاهدات واالتفاقيات‬
‫الدولية تبقى ضعيفة مقارنة مع السلطات الواسعة التي تحظى بها بعض‬
‫برلمانات العالم كفرنسا وإسبانيا ومصر وتونس والجزائر‪...‬‬
‫إن ضعف دور البرلمان في مجال الموافقة على المعاهدات التي تلزم‬
‫مالية الدولة تكرس بغموض مفهوم هذا النوع من المعاهدات ‪.‬‬
‫فقد اعتبر الفقيه ‪ G.Jeze‬في تحليله للجمهورية الفرنسية الثالثة أن‬
‫المعاهدات الملزمة لمالية الدولة هي التي تؤدي إلى ميالد تكاليف وأعباء‬
‫جديدة تؤثر على توازن الميزانية‪ ،‬وفي المقابل فإن المعاهدات التي تقلص‬
‫أو تعفي خزينة الدولة من تكاليف‪ ،‬كانت من المفروض أن تتحملها‪ ،‬فإن‬
‫هذه االتفاقيات تهم مالية الدولة ولكنها ال تلزمها‪.‬‬
‫أما ‪ F. SURDE‬فيعتبر أن كل معاهدات دولية هي ملزم لمالية الدولة‪،‬‬
‫خاصة وأن جل هذه المعاهدات تكون تجارية أو ألجل إنشاء منظمات أو‬
‫مؤسسات دولية أو االنضمام إليها‪ ،‬وكلها تؤثر سلبا على مداخيل الخزينة‬
‫العامة‪.‬‬
‫كل المحاوالت التعريفية للمعاهدات التي تلزم مالية الدولة‪ ،‬سجل حولها‬
‫غياب الدقة والوضوح‪ ،‬فهي في نظر البعض (صيغة غامضة جدا) وفي‬
‫نظر آخرين (مفهوم باهت جدا)‪ ،‬والدستور المغربي بدوره لم يقدم تعريفا‬
‫للمعاهدات الدولية الملزمة لمالية الدولة‪ ،‬األمر الذي يعطي للحكومة‬
‫‪65‬عبدالجليل مراحي ‪:‬السياسة الخارجية في الدستور المغربي‪ :‬المجلة العربية للعلوم السياسية العدد‪ )4104(.77‬ص‪.24‬‬
‫‪66‬الصديق نخلي ‪.‬متغيرات السياسة المغربية وصناعة القرار‪ .‬رسالة دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ .‬جامعة محمد األول‪-‬وجدة‪ 4111‬ص‪.077‬‬

‫‪52‬‬
‫سلطة تقديرية مطلقة في هذا المجال‪ ،‬لتبقى حرة في عرض هذه‬
‫المعاهدات أو تلك على البرلمان‪ ،‬ويكفي أال تعلن الحكومة أن معاهدة ما‬
‫ال تمس بمالية الدولة لتنفلت من موافقة البرلمان‪ ،‬وقد يتم اللجوء إلى عدم‬
‫نشر المعلومة حول المعاهدة الدولية في الجريدة الرسمية لتبقى مجهولة‬
‫لدى الشعب ما دام ال يوجد أي نص قانوني يلزم السلطة التنفيذية على‬
‫نشر المعاهدات الدولية في الجريدة الرسمية‪.67‬‬
‫لقد أثبتت الممارسة الطويلة لتطبيق مقتضى الفصل ‪ 77‬من دستور‬
‫‪ ،4100‬أن اختصاص البرلمان كان مقاصرا على مجرد إبداء رأيه في‬
‫شأن المصادقة على المعاهدات الدولية الملزمة لمالية الدولة التي تعرض‬
‫على أنظار البرلمان‪ .‬ورأي البرلمان يكمن في قبول أو رفض إعطاء‬
‫اإلذن بالمصادقة على المعاهدة‪ ،‬كما أن التاريخ البرلماني في المغرب‬
‫يخلو من أي مثال لرفض البرلمان إعطاء اإلذن بالمصادقة‪ .‬كما أن‬
‫البرلمان المغربي ال يشارك في المفاوضات التحضيرية لهذا النوع من‬
‫المعاهدات‪ ،‬بسبب الطابع التقني وما تتطلبه الصياغة القانونية من معرفة‬
‫عميقة باآلليات المالية‪.‬‬
‫وإذا كانت مناقشة المعاهدات التي تلزم مالية الدولة تمثل مناسبة لمراقبة‬
‫البرلمان للسياسات الحكومية في العالقات الدولية‪ ،‬فإن مداوالتها في‬
‫البرلمان نادرا ما تتخذ مظهرا للنقاش العميق‪ ،‬باستثناء المعاهدات التي‬
‫تكون لها أهمية كبرى‪ ،‬خاصة تلك التي تمس القضايا األساسية للحياة‬
‫االقتصادية للدولة‪ ،‬أو القضايا التي تشغل بال الرأي العام الوطني‪.‬‬
‫وفيما يخص عملية التصويت‪ ،‬فإن البرلمان ال يمكنه أن يصوت على‬
‫المعاهدة حسب كل مادة فيها (التصويت المغلق) كما هو الشأن بالنسبة‬
‫لمشاريع القوانين مثال‪ ،‬وليس ألعضاء البرلمان التدخل لتعديل المواد‬
‫التي تتكون منها المعاهدة المعروضة عليهم‪ ،‬أو إبداء تحفظات بشأنها‪،‬‬

‫‪67‬عبدالواحد الناصر‪.‬التطبيقات المغربية لقانون العالقات الدولية‪،‬منشورات الزمن ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-‬البيضاء ‪ 4111‬ص ‪.10‬‬

‫‪53‬‬
‫ألن هذه المواد تكون نهائية بعد اعتمادها من جانب المفوضين المغاربة‬
‫بالتوقيع عليها‪. 68‬‬
‫إن إبداء التحفظات من جانب البرلمانيين يعني عمليا يعني التدخل في‬
‫عملية التفاوض من طرفهم‪ ،‬وهو ما ال يسمح به القانون‪ ،‬وكل ذلك يبين‬
‫بأن االختصاصات الدبلوماسية للبرلمان بمقتضى الفصل ‪ 77‬من دستور‬
‫‪ 4100‬محدودة باعتبار أن البرلمان ليست لديه سلطة التدخل في أية‬
‫مرحلة من مراحل إبرام المعاهدات الملزمة لمالية الدولة (باستثناء منح أو‬
‫رفض اإلذن بالمصادقة عليها) ‪.‬‬
‫ومن هنا نستطيع القول بأن الدستور قصر مهمة البرلمان في الموافقة‬
‫على نص المعاهدة محل النقاش أو رفض النص كامال‪ ،‬ودون أن يمنح له‬
‫أية صالحية في إجراء تعديالت على النص األصلي للمعاهدة أو مناقشته‬
‫مادة مادة‪ ،‬وهذا ما جعل البرلمان في النهاية غرفة تسجيل فقط‪ ،‬بل‬
‫وصار البرلمان رجع الصدى لهواجس األحزاب وانشغاالتهم بخصوص‬
‫السياسة الخارجية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن أحزاب الكتلة‪ ،‬وسعيا منها إلى تقوية سلطة‬
‫البرلمان في مجال الموافقة على المعاهدات وااللتزامات الدولية‪ ،‬اقترحت‬
‫على الملك الحسن الثاني سنة ‪ 0111‬مطلبا لتمكين مجلس النواب سلطة‬
‫الموافقة على المعاهدات واالتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪-‬ثانيا‪ :‬ضعف دور لجنة الشؤون الخارجية واقتصار دورها غالبا (كما‬
‫في الجلسة العامة) على الموافقة على عمل الجهاز التنفيذي في مجال‬
‫الشؤون الخارجية‪.‬‬
‫ما يثير االنتباه عند االطالع على تقارير لجنة الشؤون الخارجية‬
‫والتعاون‪ ....‬أنها توصي دائما البرلمان بقبول مشاريع القوانين المتعلقة‬
‫بالموافقة على المعاهدات الدولية دون إجراء أي فحص معمق لدوافع‬
‫الحكومة‪ ،‬ودون البحث لمعرفة آثار هذه المعاهدات على العالقات‬
‫‪68‬سعيد الصديقي‪ :‬الرسالة الملكية ل‪41‬أبريل ‪ 4111‬خريطة الطريق للدبلوماسية المعاصرة‪ .‬مجلة دعوة الحق‪ .‬العدد‪)4101( 711‬ص‪.11‬‬

‫‪54‬‬
‫الخارجية للبالد‪ .‬كما انها لم يسبق لها أن أوصت البرلمان برفض أو‬
‫تأجيل تنفيذ معاهدة موقعة مع دولة اجنبية ‪.‬‬
‫أضف إلى ذلك أن تقارير هذه اللجنة‪ ،‬الخاصة بمعالجتها لمشاريع‬
‫الموافقة على المعاهدات الدولية الملزمة لمالية الدولة‪ ،‬تصاغ بأسلوب‬
‫مقتضب ووجيز‪( .‬مثال‪ :‬تقرير ال يتجاوز ‪ 7‬صفحات يطرح على‬
‫البرلمان للموافقة على ‪ 2‬معاهدات لتقبل داخل اللجنة باإلجماع‪ ،‬كما أن‬
‫داخل لجنة الشؤون الخارجية حول هذه االتفاقيات الدولية تكون دائما‬
‫قصيرة‪ ،‬وأحيانا يوافق عليها البرلمان دون إجراء أي نقاش‪ ،‬مما يجعلنا‬
‫نستنتج أن لجنة الشؤون الخارجية‪ ...‬شأنها شأن الجلسة العامة تحولت‬
‫بدورها إلى غرفة صغيرة للتسجيل‪.‬‬
‫والمالحظ أن مساهمة لجنة الشؤون الخارجية في العملية التشريعية‬
‫متواضعة من حيث عدد اجتماعاتها وساعات عملها خالل الدورات‬
‫التشريعية مقارنة بباقي اللجان البرلمانية‪.‬‬
‫(نحتاج إلحصاء عدد اجتماعات لجنة الخارجية مقارنة مع باقي اللجان‬
‫البرلمانية)‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬انشغال البرلمانيين بالقضايا الداخلية على حساب القضايا‬
‫الخارجية‬
‫يعد انشغال البرلمانيين بالقضايا الداخلية ظاهرة عامة‪ ،‬ففي فرنسا مثال‬
‫تمثل الشؤون الداخلية الجانب األكبر من خطابات النواب لمنتخبي‬
‫دوائرهم‪ ،‬وال يشذ المغرب عن هذه القاعدة‪ ،‬إذ يظل االهتمام األكبر‬
‫للبرلمانيين يتركز على قضايا السياسة الداخلية االقتصادية واالجتماعية‬
‫والقضائية‪ ،...‬وذلك إلرضاء ناخبيهم المرتبطين بقضايا تمس معيشهم‬
‫اليومي ‪.‬‬
‫ويظهر هذا االهتمام الكبير بشؤون البالد الداخلية على حساب القضايا‬
‫الخارجية‪ ،‬في رجحان نسبة األسئلة التي يطرحها البرلمانيون حول‬

‫‪55‬‬
‫القضايا الداخلية بالمقارنة مع تلك التي تهم قضايا السياسة الخارجية‪،‬‬
‫ومن األمثلة التي توضح هذا اإلهمال الكبير للقضايا الخارجية في أسئلة‬
‫البرلمانيين أن األسئلة الشفهية والكتابية الموجهة إلى وزارة الخارجية‬
‫والتي تهم الدبلوماسية المغربية قليلة جدا مقارنة باألسئلة التي تخص‬
‫الوضعية االجتماعية واالقتصادية للمهاجرين‪ ،‬كما أن األسئلة الموجهة‬
‫لرئيس الحكومة ذات الطابع الدبلوماسي تكاد تكون منعدمة منذ الرجوع‬
‫للعمل بنظام المجلسين‪.‬‬
‫كما أن نوعية األسئلة األكثر إثارة من طرف البرلمانيين‪ ،‬الموجهة إلى‬
‫وزارة الخارجية تتجلى في‪ :‬وضعية المهاجرين في الخارج‪ ،‬وشؤون‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬أما قضايا الدبلوماسية المغربية فلم تلق ذلك االهتمام‬
‫إال من قبل فرق المعارضة (قبل ‪)0111‬‬
‫هذا الوضع جعل الملك الحسن الثاني يعاتب أعضاء مجلس النواب في‬
‫‪ 0114‬على تقصيرهم في االهتمام بقضايا السياسة الخارجية في‬
‫تدخالتهم داخل البرلمان أو في اللجان البرلمانية‪ ،‬حيث قال في خطابه‪:‬‬
‫"حضرات النواب‪ ،‬أقرأ وأسمع تدخالتكم في البرلمان وفي اللجان‪ ،‬وإن‬
‫كنت سأؤاخذ عليكم عدم اهتمامكم بنشاط المغرب في الناحية الخارجية‪.‬‬
‫فإذا قرأت شيئا في الصحف قرأت فقط (المغرب قصر في كذا‪ ...‬المغرب‬
‫قصر في كذا‪ ،"...‬ولكن إياكم ثم إياكم أن تنسوا أن المباريات في الميدان‬
‫الخارجي ال يرى منها إال السدس أو العشر‪ ،‬أما ما هو أخطر فهو الذي ال‬
‫يرى‪ ،‬فإذا أنتم لم تسألوا الوزير المسؤول عن السياسة الخارجية‪ ،‬ولكن‬
‫في ساحة ضيقة‪ ،‬وفي أمن وأمان من جهة السر‪ ،‬فلن تتمكنوا من االطالع‬
‫‪69‬‬
‫على أهمية المباراة‪)...‬‬
‫وفي تحليل آلفاق تفعيل الدبلوماسية البرلمانية استخلص محمد حنين‬
‫مجموعة من المعيقات التي تحد من عمل الدبلوماسية البرلمانية‪ ،‬فبالرغم‬
‫من تعدد األنشطة الدبلوماسية عموما فمردودية الدبلوماسية البرلمانية‬

‫‪69‬انبعاث أمة‪ :‬المطبعة الملكية‪ .‬الرباط الجزء السابع والعشرين ‪.‬الطبعة األولى‪.‬سنة ‪ 0114‬ص‪711‬و‪.711‬‬

‫‪56‬‬
‫مازالت ضعيفة وال ترقى إلى مستوى الطموحات‪ ،‬ويتجلى هذا الضعف‬
‫من خالل مظهرين‪:‬‬
‫المظهر األول‪ :‬يتمثل في تناسل المواقف المعادية للمغرب التي تصدر‬
‫بين الحين واآلخر عن برلمانيين لهم عالقات صداقة مع البرلمان‬
‫المغربي (برتغاليين وإسبانيين)‪ ،‬وبعض الفرق النيابية للبرلمان الفرنسي‬
‫‪70‬‬
‫(نواب الحزب الشيوعي)‪ ،‬التي ال تتردد في دعم أطروحة االنفصال‪.‬‬
‫المظهر الثاني‪ :‬يتعلق بمبادرة البرلمان األوربي منذ ‪ 4104‬إلى إصدار‬
‫توصيات واإلعالن عن مواقف معادية للوحدة الترابية‪ ،‬بالرغم من‬
‫عالقات الصداقة التي تربطه بالبرلمان المغربي‪ ،‬والمتمثلة في تبادل‬
‫زيارات الوفود باستمرار‪.‬‬
‫هذه الوضعيات ‪-‬كنماذج وأمثلة‪ -‬تبين ضعف قدرات البرلمان المغربي‬
‫على ممارسة العمل الدبلوماسي باحترافية‪ ،‬بل وعدم قدرته على التصدي‬
‫لتحركات البرلمان الجزائري الذي يحاول اختراق البرلمانات الدولية‬
‫لدفعها من أجل اتخاذ مواقف معادية للمغرب وكل من يزور الموقع‬
‫اإللكتروني للبرلمان الجزائري سيالحظ أن قائمة مجموعات الصداقة‬
‫خالل الواليةالتشريعية‪ 4104_4111‬تصدرها ما يسمى ب المجموعة‬
‫البرلمانية للصداقة واألخوة الجزائر‪-‬الصحراء الغربية ؛ولئن كانت هذه‬
‫مجرد مالحظة شكلية فإنها تنطوي على خلفية عميقة تبرز أهمية قضية‬
‫الصحراء بالنسبة إلى البرلمان الجزائري ‪.‬‬
‫ولعل وظيفة الدبلوماسية المغربية تصطدم في نظره بعوائق ذاتية‬
‫وموضوعية‪:‬‬
‫العوائق الذاتية‪ :‬تتعلق بكفاءة ومؤهالت البرلمانيين لممارسة النشاط‬
‫الدبلوماسي‪ ،‬الذي يتطلب تجربة وتكوينا جيدا في شتى حقول المعرفة‪،‬‬
‫فإلى أي حد تساهم األحزاب والفرق والمجموعات البرلمانية في تـأطير‬

‫‪70‬نواب الحزب الشيوعي الفرنسي نظموا في أبريل ‪ 4104‬ندوة بالبرلمان الفرنسي حول قضية الصحراء المغربية داعمين أطروحة االنفصال‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫وتحسين كفاءة البرلمانيين؟ ألنه بالضرورة ستساهم في تحسين صورة‬
‫البرلمان لدى الرأي العام والرفع من أدائه على المستوى الخارجي‪.‬‬
‫فعلى الفرق البرلمانية أن تتحمل مسؤولية انتقاء من يمثلها في النشاط‬
‫الدبلوماسي البرلماني من الوفود والبعثات‪ ،‬مع ضرورة التخلي عن‬
‫منطق جبر الخواطر‪ ،‬حتى يكونوا في مستوى نظرائهم من البرلمانات‬
‫األجنبية الذين يتم انتقاؤهم الذين يتم انتقاؤهم بناء على منطق مغاير‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى عدم التكافؤ في القدرات والمؤهالت والتجارب‪ ،‬ويحول بالتالي‬
‫دون كسب رهانات الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫العوائق الموضوعية‪ :‬وتتجلى هذه العوائق في أربعة مظاهر‬
‫‪ -‬المظهر األول‪ :‬يتعلق بغياب التنسيق بين مجلسي البرلمان وغلبة‬
‫هاجس التنافس بدل التعاون في مجال العمل الدبلوماسي‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫تشتت الجهود واختالف المقاربات‪ ،‬وأحيانا اختالف في الخطاب‬
‫السياسي‪ ،‬وتناقض في المبادرات بالرغم من وحدة األهداف‪.‬‬
‫‪ -‬المظهر الثاني‪ :‬يتجلى في غياب أجندة محكمة خاصة بالدبلوماسية‬
‫البرلمانية في تنسيق مسبق مع وزارة الخارجية‪ ،‬لكون هذه األخيرة على‬
‫اطالع دائم بتقلبات مواقف الدول‪ ،‬وعلى علم بنقط القوة والضعف في‬
‫العالقات الخارجية للمغرب‪ ،‬ذلك أن غياب التنسيق في برمجة األنشطة‬
‫البرلمانية في الخارج يؤدي إلى عدم إعطاء األولوية للدول التي نحتاج‬
‫في عالقاتنا معها إلى دعم حقيقي‪ .‬كما أن عدم موافاة البرلمانيين‬
‫بالمعلومات المسبقة واقتصارهم على إمكانياتهم الخاصة ال يسمح لهم‬
‫باستيعاب المشاكل المطروحة وبالتالي يعيق قيامهم بمهامهم بنجاح‪.‬‬
‫‪ -‬المظهر الثالث‪ :‬يتمثل في هيمنة الطابع الظرفي على األنشطة‬
‫الدبلوماسية البرلمانية‪ ،‬فمجموعات الصداقة البرلمانية ال تكثف لقاءاتها‬
‫الحوارية ألجل تعزيز وتوثيق العالقات‪ ،‬حتى المشاركين في البعثات‬

‫‪71‬محمد حنين‪ .‬آفاق تفعيل الدبلوماسية البرلمانية‪ :‬اإلكراهات واالمكانيات المتاحة‪ .‬مقال منشور بالموقع اإللكتروني هسبريس‪.‬بتاريخ ‪ 04‬يونيو‬
‫‪ 4104‬في العنوان التالي‪: https://www.hespress.com/writers/56166.html‬‬

‫‪58‬‬
‫الدبلوماسية غير ملزمين بإعداد تقارير عن مهامهم في الخارج لتتم‬
‫مناقشتها من قبل أجهزة متخصصة‪ ،‬وهو ما ال يسمح بتراكم التجارب في‬
‫المجال الدبلوماسي بالشكل المؤدي إلى تتبع مختلف الملفات والقضايا‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬أما المظهر الرابع‪ :‬فيبرز في غياب مبادرة الفرق في القيام‬
‫بمأموريات إلى الخارج لتوطيد العالقات على األقل مع برلمانات الدول‬
‫الفاعلة في القرارات الدولية‪ ،‬وإذا كان دستور ‪ 4100‬يقر حق الفرق في‬
‫المساهمة الفاعلة في الدبلوماسية البرلمانية للدفاع عن القضايا الوطنية‬
‫ومصالحه الحيوية‪ ،‬فإن ممارسة هذا الحق محدودة جدا‪ ،‬ألن الفرق‬
‫البرلمانية تقتصر على انتداب من سيمثلها في البعثات والوفود التي‬
‫تشارك فيها كل الفرق دون أن تسمح باتخاذ مبادرات خاصة‪.72‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬آليات تفعيل الدبلوماسية البرلمانية وحصيلة الوالية‬
‫التشريعية ‪.4140-4101‬‬
‫للدبلوماسية البرلمانية المغربية أولويات تركز عليها وتعد القضايا‬
‫الوطنية أحد أبرز أولوياتها وهو ماتم التطرق له خالل هذا المبحث‬
‫ولكي يتم تفعيل أداء الدبلوماسية البرلمانية البد من توفر هذه األخيرة‬
‫على آليات تعتمدها وقد تم بسط أهم هذه اآلليات‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة‬
‫حصيلة الدبلوماسية البرلمانية المغربية خالل الوالية التشريعية ‪-4101‬‬
‫‪.4140‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حصيلة الدبلوماسية البرلمانية المغربية الوالية‬
‫التشريعية (‪.)1112_1122‬‬
‫خصص هذا المطلب لدراسة حصيلة الدبلوماسية البرلمانية المغربية‬
‫بالوالية التشريعية ‪4140-4101‬؛ وذلك من خالل دراسة حصيلة مجلس‬

‫‪72‬ادريس الكريني ‪ :‬تطور السياسة الخارجية المغربية إزاء قضية الصحراء المغربية‪ .‬مجلة التاريخ العربي ‪.‬العدد‪ )4117( 77‬ص ‪.000‬‬

‫‪59‬‬
‫المستشارين في الدبلوماسية البرلمانية كفقرة أولى‪ .‬وحصيلة مجلس‬
‫النواب كذلك في فقرة ثانية‪.‬‬
‫الفقرةاألولى‪ :‬حصيلة مجلس المستشارين في الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬
‫ال شك أن العمل الدبلوماسي يمثل إحدى األولويات األساسية لمجلس‬
‫المستشارين خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن القضايا االستراتيجية لبالدنا‬
‫وعلى رأسها القضية الوطنية‪ ،‬وكذا تنمية عالقات التعاون والتضامن مع‬
‫مختلف مكونات المجتمع الدولي‪ .‬فقد تمكن المجلس خالل السنة‬
‫التشريعية ‪ 4101-4101‬من تحقيق العديد من اإلنجازات والمكتسبات‬
‫الدبلوماسية‪ ،‬سواء على مستوى انخراطه في المنظمات البرلمانية‬
‫اإلقليمية والقارية والدولية‪ ،‬أو على صعيد عالقاته مع شركاته‬
‫االستراتيجيين ومختلف برلمانات دول العالم أو على مستوى المبادرات‬
‫النوعية التي ساهمت فيها جميع مكونات مجلس المستشارين وذلك من‬
‫خالل عمل مهيكل ومبادرات نوعية‪.73‬‬
‫وقد جاء هذا العمل تفعيال ومواكبة للمبادرات والتوجهات االستراتيجية‬
‫كما جاءت في الخطب السامية لصاحب الجاللة الملك محمد السادس‬
‫نصره هللا وأيده‪ ،‬كمرجعيات أساسية ومنطلقات جوهرية من أجل االرتقاء‬
‫بالعمل الدبلوماسي البرلماني‪ ،‬إدراكا من المجلس للمتغيرات اإلقليمية‬
‫والقارية والدولية‪ ،‬واستشعارا منه لدقة المرحلة والرهانات والتحديات‬
‫التي تحملها‪ ،‬وهو ما أملي عليه مضاعفة الجهود ومواصلة العمل من‬
‫أجل تحقيق دبلوماسي برلمانية مبادرة وبيقظة ومتعددة األبعاد واستباقية‬
‫وفعالة ومتكاملة ومتناسقة مع العمل‬
‫الدبلوماسي لجميع الفاعلين في انسجام مع االدوار الدستورية الموكولة‬
‫إليه‪ ،‬وترجمة لطموحاته في أن يكون فاعال محوريا ضمن المنظومة‬
‫الدبلوماسية الوطنية‪.‬‬

‫‪73‬الموقع الرسمي لمجلس المستشارين‬


‫‪Https:/www.chambredesconseillers.ma‬‬

‫‪60‬‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬ارتكز العمل الدبلوماسي لمجلس المستشارين‪ ،‬سواء‬
‫على مستوى الزيارات الرسمية المتبادلة واالستقباالت ولقاءات العمل‬
‫والمجاملة أو في إطار مشاركات الشعب الوطنية الدائمة‪ ،‬ووفود مجلس‬
‫المستشارين في التظاهرات االقليمية والقارية والدولية‪ ،‬أو على مستوى‬
‫تنظيم واحتضان المؤتمرات والندوات على الغايات واالهداف التالية‪:‬‬
‫•الحضور الدائم والقوي والفاعل والفعال في المحافل الدولية‬
‫• تطوير العالقات وتنويع الشراكات مع المحيط اإلقليمي والقاري‬
‫والدولي للمملكة المغربية‪:‬‬
‫‪ .‬التعريف بالنموذج التنموي المغربي المبني على حفظ األمن واالستقرار‬
‫وترسيخ دولة القانون والمؤسسات؛‬
‫التموقع االستراتيجي والمهيكل في مختلف المناطق من أجل التصدي‬
‫للمغالطات والمناورات المعادية والدفاع عن المصالح العليا والحيوية‬
‫للمملكة المغربية‪.‬‬
‫‪ .‬تحقيق عمل برلماني موسوم بمبادئ حقوق اإلنسان المتعارف عليها‬
‫دوليا؛ • االنفتاح على التجمعات النقابية اإلقليمية والقارية والدولية‬
‫واختراق مختل مناطق العالم •‬
‫بلورة عمل دبلوماسي برلماني يبرز البعد الجهوي لمجلس المستشارين‬
‫وحاضن النشغاالت الجهات‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيس دبلوماسية برلمانية اقتصادية واجتماعية فاعلة؛‬
‫مواكبة التعاون الثنائي مع المؤسسات الدولية والدول ‪.‬‬
‫• ربط التواصل الدائم والمستمر مع مغاربة العالم لحشد الدعم للقضايا‬
‫الكبرى للمملكة المغربية ‪.‬‬
‫• اعتماد جدولة زمنية ترتكز على االستباقية والتحضير الجيد للمحطات‬
‫السنوية المرتبطة بالقضية الوطنية والمصالح العليا للمملكة المغربية‬
‫داخل مختلف الهيئات اإلقليمية والقارية والدولية ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪ -‬تعزيز الشراكات المنتدياتية‪ ،‬السيما مع الدول األعضاء الدائمة في‬
‫مجلس األمن الدولي‪.‬‬

‫وقبل بسط حصيلة العمل الدبلوماسي لمجلس المستشارين خالل هذه‬


‫الفترة‪ ،‬ال بد من التوقف عند الحدث التاريخي المتمثل شعوب القارة‬
‫األفريقية «لقد جاء قرار العودة إلى المؤسسة اإلفريقية ثمرة تفكير‬
‫عميق‪ ،‬وهو اليوم أمر بديهي‪ .‬األفريقية وجدتنا دوما بجانبها‪( »...‬انتهى‬
‫النطق الملكي)‪ .‬إن عودة المملكة المغربية إلى حظيرة اإلتحاد االفريقي‬
‫بقدر ما تعد انتصارا تاريخيا أسقط كل المخططات والمناورات التي‬
‫كانت تستهدف النيل من مصالح المملكة المغربية‪ ،‬فهي تفتح أمام‬
‫البرلمانيين تحديات جديدة‪ ،‬تفرض عليهم استلهام التحرك الدبلوماسي‬
‫الذي قاده جاللة الملك محمد السادس نصره هللا وأيده ومواصلة هذا‬
‫التحرك وإعطائه مضمونا ملموسا في عالقتهم مع إخوانهم األفارقة‪ .‬لقد‬
‫شهدت الوالية التشريعية ‪ 4140-4101‬نشاطات دبلوماسية هامة‪ ،‬إذ‬
‫شارك مجلس المستشارين في عدة تظاهرات إقليمية وقارية ودولية‪ ،‬تميز‬
‫عمل وفود مجلس المستشارين فيها بالدفاع المتواصل عن القضايا الكبرى‬
‫للمملكة المغربية‪ ،‬وفي طليعتها قضية وحدة المغرب الترابية التي تحظى‬
‫بأولوية في العمل الدبلوماسي لمجلس المستشارين وكذا التعريف‬
‫بالنموذج الديمقراطي التنموي المغربي وتأكيد موقف المملكة الراسخ من‬
‫العديد من القضايا التي تهم محيطها اإلقليمي والقاري والدولي‪ ،‬باإلضافة‬
‫في عودة المملكة المغربية إلى اإلتحاد اإلفريقي‪ ،‬والتي جاءت كتتويج‬
‫لدبلوماسية مبادرة‪ ،‬وحكيمة ومتبصرة لصاحب الجاللة الملك محمد‬
‫السادس نصره هللا وأيده هيأت شروط هذه العودة المستحقة والمظفرة‬
‫للمملكة إلى أسرتها اإلفريقية لقد شكل خطاب جاللة الملك محمد السادس‬
‫نصره هللا ‪،‬وأيده أمام المشاركين في أشغال القمة الثامنة والعشرين لقادة‬
‫دول ورؤساء حكومات بلدان االتحاد االفريقي التي احتضنتها العاصمة‬
‫اإلثيوبية أديس أبابا‪ ،‬عنوانا لمرحلة تاريخية قوية ومتميزة وواعدة بالنسبة‬
‫‪62‬‬
‫للمغرب وإلفريقيا على حد سواء اعتبارا لمكانة المغرب ودوره الريادي‬
‫في الدفاع عن قضايا ومصالح المملكة ولقد حان موعد العودة إلى البيت‬
‫ففي الوقت الذي تعتبر فيه المملكة المغربية من بين البلدان األفريقية‬
‫األكثر تقدما‪ ،‬وتتطلع فيه معظم الدول األعضاء إلى رجوعنا اخترنا‬
‫العودة للقاء أسرتنا‪ .‬وفي واقع األمر‪ ،‬فإننا لم نغادر أبدا هذه األسرة‬
‫ورغم السنوات التي غبنا فيها عن مؤسسات االتحاد اإلفريقي‪ ،‬فإن‬
‫الروابط لم تنقطع قط؛ بل إنها ظلت قوية لالنخراط القوي على مستوى‬
‫القارة األفريقية‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬قام مجلس المستشارين بزيارات نوعية للخارج‪،‬‬
‫وعلى رأسها الزيارة التي قام بها السيد حكيم بن ‪،‬شماش رئيس مجلس‬
‫المستشارين على رأس وفد من المجلس إلى جمهورية الشيلي والتي‬
‫تميزت بمباحثات مثمرة مع السيد وزير الخارجية وثائبه‪ ،‬ولقاء مع السيد‬
‫رئيس مجلس الشيوخ بجمهورية الشيلي‪ ،‬توج بالتوقيع على مذكرة تفاهم‬
‫بين مجلس المستشارين المغربي ونظيره الشيلي‪ ,‬كما حظيت هذه الزيارة‬
‫باستقبال الوفد المغربي من طرف فخامة رئيسة الجمهورية‪ ،‬وتميزت كل‬
‫هذه اللقاءات بتجديد المسؤولين الشيليين لدعمهم الثابت لقضية الوحدة‬
‫الترابية للمملكة المغربية‪ ،‬وتأكيدهم على عمق الروابط التاريخية التي‬
‫تجمع بين الشعبين‪ ،‬مع التعبير على اإلرادة المشتركة للرقي بالعالقات‬
‫الثنائية إلى مستوى‬
‫شراكة إستراتيجية نموذجية بين البلدين‪ ,‬ولمجلس المستشارين اليوم أن‬
‫يعتز بمسار عالقات التعاون والتفاهم مع البرلمان الشيلي‪ ،‬والذي أسهم‬
‫بشكل كبير وحاسم في محاصرة تحركات خصوم وحدتنا الترابية‪ ،‬ذلك‬
‫أنه ألول مرة بعد ما يناهز عقدين من الزمن‪ ،‬لم يرفع البرلمان الشيلي‬
‫الملتمس الدوري والسنوي لحكومته لالعتراف به الجمهورية الوهمية»‪.‬‬
‫الموقع الجيو‪ -‬استراتيجي الذي تتفرد به المملكة المغربية وتميزت هذه‬
‫الفترة كذلك بتنظيم مجلس المستشارين لمجموعة من األنشطة حول‬
‫مواضيع وقضايا ذات أهمية على المستويين اإلقليمي والدولي‪ ،‬سعى من‬
‫‪63‬‬
‫خاللها المجلس إلى إبراز النموذج التنموي المغربي المتفرد في محيطه‬
‫الجهوي واإلقليمي في مختلف المجاالت السياسية واألمنية والتنموية‪،‬‬
‫والدور الفاعل للمملكة المغربية في طرح ومعالجة العديد من القضايا‬
‫واإلشكاالت الدولية الراهنة‪ ،‬وأهمية ومساهمة الحوار البرلماني في‬
‫اقتراح األجوبة المناسبة‪ ،‬وسن التشريعات الكفيلة بحل اإلشكاليات‬
‫المرتبطة بالتنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية واستتباب األمن‬
‫واالستقرار وتعزيز روح التضامن الدولي والتعاون جنوب جنوب وفي‬
‫هذا االطار‪ ،‬احتضن البرلمان المغربي ما بين ‪ 17‬و ‪ 11‬نونبر ‪4101‬‬
‫أشغال الدورة ال ‪ 11‬للجنة التنفيذية والمؤتمر ال‪ 71‬لالتحاد البرلماني‬
‫اإلفريقي‪ ،‬وقد ساهمت هذه التظاهرة الهامة بشكل نوعي في إغناء النقاش‬
‫وإثراء الحوار والتشاور البرلماني األفريقي‪،‬‬
‫كما تجدر اإلشارة في هذه الحصيلة إلى الزيارة التي قام بها السيد حكيم‬
‫بن شماش‪ ،‬رئيس مجلس المستشارين إلى جمهورية فنلندا بدعوة من‬
‫رئيسة البرلمان الفنلندي من ‪ 11‬إلى ‪ 01‬مارس ‪ ، 4101‬وحظي خاللها‬
‫بشرف استقبال من قبل فخامة السيد رئيس الجمهورية الفنلدية وهو ما‬
‫شكل فرصة هامة للتعريف بالنموذج الديمقراطي المغربي وبفرص‬
‫االستثمار المتاحة ومن جهة أخرى كثف مجلس المستشارين عمله‬
‫الدبلوماسي الثنائي من خالل الزيارات الرسمية واالستقباالت ولقاءات‬
‫العمل والمجاملة مع عدة وفود يمثلون مؤسسات حكومية وبرلمانات‬
‫وطنية وشخصيات دبلوماسية دولية‪ ،‬وعلى رأسهم رئيسة الجمعية‬
‫البرلمانية لمنظمة األمن والتعاون بأوروبا‪ ،‬ورئيس مجلس الشيوخ‬
‫الملغاشي‪ ،‬ورئيس مجلس الشيوخ الرواندي‪ ،‬ورئيس مجلس المستشارين‬
‫الياباني‪ ،‬ورئيسة مجلس الشيوخ االرجنتيني نائبة رئيس جمهورية‬
‫األرجنتين‪ ،‬ورئيس مجلس النواب لجمهورية الشيلي‪ ،‬ورئيس لجنة‬
‫الخارجية بمجلس الشيوخ البرازيلي الرئيس األسبق للجمهورية‪ ،‬ورئيس‬

‫‪64‬‬
‫لجنة الشؤون الخارجية والدفاع واألمن بمجلس الشيوخ لجمهورية‬
‫التشيك‪.74‬‬
‫* سنجرد األن أهم مشاركات وفود مجلس المستشارين في التظاهرات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫‪+‬قطب الشؤون الدولية واألمريكية واالسيوية واألوقيانوس‪.‬‬
‫‪ .‬الدورة ‪ 077‬لالتحاد البرلماني الدولي‪.‬‬
‫‪.‬المؤتمر الدولي الخامس للجان البرلمانية القانونية حول موضوع‪:‬‬
‫«السياسة‪ ،‬االقتصاد وحقوق اإلنسان»‬
‫• الدورة السنوية للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال أطلسي‪.‬‬
‫•ملتقى موظفي البرلمانات الفرنكفونية‪.‬‬
‫‪ .‬مؤتمر حول توحيد االهداف بشأن أهداف التنمية المستدامة بشراكة مع‬
‫االتحاد البرلماني الدولي‪.‬‬
‫•ورشة عمل اقليمية للبرلمانات بشأن التحديات التي تعرفها االستجابة‬
‫الوقائية للعدالة الجنائية للتطرف العنيف الذي يؤدي إلى اإلرهاب‪.‬‬
‫‪ .‬جلسة االستماع السنوية لألمم المتحدة‪.‬‬
‫•الزيارة الميدانية لشبكة النواب البرلمانيين المعنية بالبنك الدولي‬
‫وصندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫•االجتماع البرلماني بمناسبة انعقاد الدورة الى ‪ 10‬للجنة وضعية المرأة‬
‫المنظم بالتعاون مع األمم المتحدة‪.‬‬
‫•أشغال الدورة ‪ 72‬لمجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة‪.‬‬
‫•دورة تدريبية حول تقييم السياسات العمومية‪..‬‬

‫‪74‬الموقع الرسمي لمجلس المستشارين‬


‫‪Https:/www.chambredesconseillers.ma‬‬

‫‪65‬‬
‫•الندوة ‪ 12‬روز الروت» التابعة للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال‬
‫أطلسي‪.‬‬
‫•الدورة ‪ 071‬لالتحاد البرلماني الدولي‪.‬‬
‫•اجتماع حول حصيلة تقييم البرلمانات الوطنية لقرارات مجلس األمن‬
‫التابع لألمم المتحدة في مجال مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫•الندوة البرلمانية السنوية حول دور البرلمان في بناء مؤسسات فعالة‬
‫وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع من أجل التنميةالمستدامة‪.‬‬
‫• الدورة الربيعية للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال األطلسي‪.‬‬
‫•جلسة عمل لإلطالع على الممارسات الفضلى المتعلقة ببرنامج المساعدة‬
‫البرلمانية‪.‬‬

‫•أشغال المؤتمر التأسيسي لمنظمة ‪Altenativa Democratica de‬‬


‫‪las Americas‬‬

‫‪+‬قطب الشؤون األوروبية والمسلسالت المتوسطية‪.‬‬

‫•االجتماع المشترك للجمعية البرلمانية للبحر المتوسط والمجلس‬


‫االوروبي لحقوق االنسان‪.‬‬
‫• اجتماع اللجنة الدائمة للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا‪.‬‬
‫• منتدى لشبونة التابع لمجلس أوروبا تحت شعار‪« :‬الهجرة وحقوق‬
‫اإلنسان كيفية تنظيم استجابة جماعية وفعالة»‬
‫• أشغال البرلمان األروربي‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫•االجتماع السادس رفيع المستوى البرلمانات الدول االعضاء في الحوار‬
‫‪.7+7‬‬
‫• لجنة الشؤون القانونية وحقوق اإلنسان التابعة للجمعية البرلمانية‬
‫لمجلس أوروبا‪.‬‬
‫•لجنة القضايا السياسية والديمقراطية التابعة للجمعية البرلمانية لمجلس‬
‫أوروبا‪.‬‬
‫•المرحلة األولى من الدورة العادية التابعة للجمعية البرلمانية لمجلس‬
‫أوروبا‪.‬‬
‫•الدورة الشتوية للجمعية البرلمانية لمنظمة األمن والتعاون بأوروبا‪.‬‬
‫•الدورة ‪ 00‬للجمعية البرلمانية للبحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫• لجنة الشؤون السياسية واألمن وحقوق االنسان للجمعية البرلمانية‬
‫لمجلس أوروبا‪.‬‬
‫•ندوة حول دور البرلمانات في تقييم السياسات العمومية‪.‬‬
‫•لجنة القضايا السياسية والديمقراطية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا‪.‬‬
‫•لجنة الشؤون القانونية وحقوق اإلنسان التابعة للجمعية البرلمانية لمجلس‬
‫أوروبا‪.‬‬
‫•مهمتان للبرلمان األروربي بكل من ستراسبورغ وبروكسيل من أجل‬
‫إجراء االتصاالت واللقاء الضرورية مع البرلمانيين االوروبيين من‬
‫مختلف الفرق السياسية بالبرلمان األوروبي قصد توضيح الموقف‬
‫المغربي وتقديم الدفوعات بخصوص التعديالت المعادية لوحدتنا الترابية‬
‫المقدمة بشأن مشروعي التقرير السنوي ‪ 4107‬حول وضعية حقوق‬
‫اإلنسان في العالم وسياسة االتحاد األوروبي في هذا المجال» و«التقرير‬
‫حول السياسة الخارجية لالتحاد األوروبي في مجال الدفاع»‪.‬‬
‫•اجتماع اللجنة البرلمانية المشتركة المغربية األوروبية‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫•الدورة ‪ 74‬لمؤتمر السلطات المحلية والجهوية التابع لمجلس أوروبا‪.‬‬
‫•المرحلة الثانية من الدورة العادية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا‪.‬‬
‫•القمة الرابعة للرؤساء والدورة ‪ 07‬للجمعية البرلمانية لالتحاد من أجل‬
‫المتوسط‪.‬‬
‫•لجنة الشؤون القانونية وحقوق اإلنسان التابعة للجمعية البرلمانية لمجلس‬
‫أوروبا ‪ .‬الدورة السنوية السادسة والعشرين للجمعية البرلمانية لمنظمة‬
‫األمن والتعاون بأوروبا‪.‬‬
‫• أشغال منتدى لشبونة ‪ 4101‬حول «ربط الناس إدارة الهجرة‪ ،‬منع‬
‫الشعبوية‪ ،‬بناء مجتمعات شاملة وتعزيز الحوار بين الشمال والجنوب‪.‬‬
‫•دورة الجمعية البرلمانية للبحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫•أشغال المرحلة الثالثة من الدورة العادية التابعة للجمعية البرلمانية‬
‫لمجلس أوروبا‪.‬‬
‫•أشغال الدورة الخريفية للجمعية البرلمانية لمنظمة األمن والتعاون‬
‫بأوروبا‪.‬‬
‫•الدورة ‪ 17‬للجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال االطلسي‪.‬‬
‫•المؤتمر الدولي حول إطالق شبكة البرلمانيين حول «الشتات»‬

‫‪+‬قطب الشؤون العربية واألفريقية‪:‬‬

‫•اللقاء التشاوري لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في‬


‫افريقيا والعالم العربي‪.‬‬
‫•المؤتمر اإلقليمي تحت عنوان‪« :‬نحو اتفاقية عربية لمناهضة العنف ضد‬
‫المرأة‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫•حدث إطالق الشق الخاص بالشرق االوسط وشمال افريقيا لشبكة‬
‫البرلمانيين للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫•القمة العالمية لرئيسات البرلمانات تحت شعار «متحدون الصياغة‬
‫المستقبل‪.‬‬
‫•الدورات األربع للبرلمان العربي‪.‬‬
‫• الدورة الثانية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول االعضاء في منظمة‬
‫التعاون االسالمي‪.‬‬
‫•المؤتمر الدولي السادس لدعم الشعب الفلسطيني‪.‬‬
‫•المجموعة الخاصة لدول حوض المتوسط والشرق األوسط‪.‬‬
‫•الدورة االفتتاحية للدورة العادية الرابعة لبرلمان عموم افريقيا‪.‬‬
‫•أشغال الدورة العادية الرابعة لبرلمان عموم افريقيا‪.‬‬
‫•اللقاء التشاوري لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في‬
‫افريقيا والعالم العربي واالجتماع الحادي عشر لمجلسها‪.‬‬
‫•الندوة البرلمانية حول حماية الحقوق واالسقاللية االقتصادية للنساء في‬
‫إطار أهداف التنمية المستدامة‪.‬‬
‫•المؤتمر القاري حول موضوع‪ :‬إشكالية االندماج السوسيو اقتصادي‬
‫بالقارة االفريقية‪ :‬دور برلمان عموم إفريقيا»‪.‬‬
‫•المؤتمر السنوي لرؤساء البرلمانات اإلفريقية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪‬تموقع مجلس المستشارين داخل االتحادات والجمعيات البرلمانية‬
‫الجهوية والقارية والدولية وعالقاته الثنائية في إطار الشراكات‬
‫المؤسساتية والمنظماتية والمنتدياتي‬

‫‪ .0‬الشعب الوطنية الدائمة‬

‫قطب الشؤون العربية واالفريقية‬


‫العضوية ‪ /‬الصفة‬ ‫المنظمة البرلمانية‬
‫عضو دانم‬ ‫االتحاد البرلماني العربي‬
‫عضو دانم‬ ‫اتحاد مجالس الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫عضو دانم‬ ‫البرلمان العربي‬
‫عضو دانم‬ ‫االتحاد البرلماني اإلفريقي‬
‫عضو دانم‬ ‫رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم‬
‫العربي‬
‫عضو دانم‬ ‫مجلس الشورى المغاربي‬
‫في انتظار الترسيم‬ ‫برلمان عموم افريقيا‬

‫قطب الشؤون األوروبية والمسلسالت المتوسطية ‪.‬‬


‫العضوية ‪ /‬الصفة‬ ‫المنظمة البرلمانية‬
‫شريك من أجل الديمقراطية‬ ‫الجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوروبا‬
‫لجنة مشتركة بين البرلمان المغربي‬ ‫اللجنة البرلمانية المشتركة المغربية األوروبية‬
‫والبرلمان األوروبي‬
‫عضو دانم‬ ‫الجمعية البرلمانية لالتحاد من أجل المتوسط‬
‫عضو دانم‬ ‫الجمعية البرلمانية للبحر األبيض المتوسط‬
‫شريك متوسطي‬ ‫‪.‬الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال أطلسي‬
‫شريك من أجل التعاون‬ ‫الجمعية البرلمانية لمنظمة األمن والتعاون‬
‫بأوروبا‬

‫‪70‬‬
‫قطب الشؤون األمريكية واالسيوية واالوقيانوس‬
‫العضوية ‪ /‬الصفة‬ ‫المنظمة البرلمانية‬
‫عضو مالحظ‬ ‫منتدى رئيسات ورؤساء المؤسسات التشريعية بأمريكة الوسطى‬
‫ودول الكاربي‬
‫عضو مالحظ دائم‬ ‫برلمان أمريكا الوسطى‬
‫في انتظار الحصول على‬ ‫‪ PARLAMERICAS‬الشبكة البرلمانية لألمريكتين‬
‫العضوية كمالحظ‬

‫قطب الشؤون الدولية ‪.‬‬


‫العضوية الصفة‬ ‫المنظمة البرلمانية‬
‫عضو دائم‬ ‫االتحاد البرلماني الدولي‬
‫عضو دائم‬ ‫‪.‬الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية‬

‫‪2‬المنظمات البرلمانية الموضوعاتية التي يشارك فيها مجلس المستشارين‬


‫بدون شعبة وطنية دائمة‪.‬‬

‫•المنتدى العالمي لحقوق االنسان‪.‬‬

‫•المنتدى العالمي االجتماعي‪.‬‬

‫•جلسة االستماع البرلمانية باألمم المتحدة‪.‬‬

‫•االجتماع البرلماني السنوي حول المرأة‪.‬‬

‫•االجتماع البرلماني بمناسبة مؤتمر األمم المتحدة حول التغيرات‬


‫المناخية‪.‬‬

‫•االجتماع البرلماني حول المنظمة العالمية للتجارة‪.‬‬


‫‪71‬‬
‫•المؤتمر العالمي حول البرلمان االلكتروني‪.‬‬

‫•المؤتمر العالمي للبرلمانيين ضد الرشوة‪.‬‬

‫•المنظمة البرلمانية العالمية لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫•منتدى كرونسمونتانا‪.‬‬

‫•قمة كازان (منتدى رجال األعمال العرب والروس)‪.‬‬

‫•المعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون‪.‬‬

‫•برنامج األمم المتحدة لإلسكان‪.‬‬

‫•الجمع االستشاري للبرلمانيين من أجل المحكمة الجنائية الدولية وقواعد‬


‫القانون‪.‬‬

‫‪3‬مجموعات الصداقة والتعاون (حسب الثنائية واألحادية المجلسية)‬

‫‪+‬قطب الشؤون العربية واالفريقية‬

‫•الدول بنظام الغرفة الواحدة‪:‬‬

‫السعودية‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬قطر‪ ،‬فلسطين‪ ،‬الكويت‪ ،‬مصر‪ ،‬تونس‪ ،‬الطوغو‪،‬‬


‫كوت ديفوار السينغال‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫•الدول بنظام الثنائية البرلمانية‪:‬‬

‫البحرين السودان اليمن موريتانيا الجزائر سلطنة عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الغابون‬


‫ناميبيا‪ ،‬الكونغو‪ ،‬جنوب إفريقيا‪ ،‬نيجيريا‪ ،‬ليبيريا‪ ،‬غينيا االستوائية كينيا‬
‫مدغشقر‪ ،‬رواندا‪ ،‬بوروندي‪ ،‬سوازيالندا‪.‬‬

‫•قطب الشؤون األوروبية والمسلسالت المتوسطية‪.‬‬

‫•الدول بنظام الغرفة الواحدة‪:‬‬


‫أوكرانيا‪ ،‬البرتغال‪ ،‬كرواتيا‪ ،‬فلندا‪.‬‬

‫•الدول بنظام الثنائية البرلمانية‬


‫إسبانيا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬بولندا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬روسيا‪ ،‬إيرلندا‪،‬‬
‫سلوفينيا‪ ،‬هولندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬النمسا‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬رومانيا‪.‬‬

‫‪+‬قطب الشؤون األمريكية واالسيوية واالوقيانوس‪.‬‬

‫•الدول بنظام الغرفة الواحدة‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫فنزويال الدومينيك‪ ،‬تركيا‪ ،‬البيرو‪ ،‬الصين‪ ،‬التايالند‪.‬‬

‫•الدول بنظام الثنائية البرلمانية‪:‬‬


‫الشيلي األرجنتين‪ ،‬كولومبيا البرازيل المكسيك‪ ،‬كندا‪ ،‬ماليزيا باكستان‬
‫الفيليين‪ ،‬كازاخستان‪ ،‬اليابان‪ ،‬الهند‪،‬‬
‫استراليا نيوزيالندا‪.‬‬

‫‪4‬االتفاقيات الثنائية بين مجلس المستشارين ‪ /‬البرلمان المغربي‬


‫والبرلمانات الوطنية والمنظمات الدولية‬

‫أ‪ -‬الشراكات الثنائية‪:‬‬

‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس‬


‫الشيوخ االسباني‪.‬‬

‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس‬


‫الشيوخ الفرنسي‬

‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي والمجلس‬


‫الفدرالي الروسي‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي‬
‫والبوندسرات األلماني‬

‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس‬


‫الشيوخ البوروندي‪.‬‬

‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس‬


‫الشيوخ الرواندي‪.‬‬

‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس‬


‫الشيوخ الملغاشي‪.‬‬

‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس‬


‫الشيوخ االرجنتيني‪.‬‬

‫•مذكرة تفاهم حول التعاون بين مجلس المستشارين المغربي ومجلس‬


‫الشيوخ الشيلي‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫•مذكرة تفاهم مع مؤسسة ويستمنستر للديمقراطية ‪Westminster‬‬
‫‪Fondation for Democraty .‬‬

‫•اتفاقية تعاون مع مؤسسة‪Konrad Adenauer .‬‬

‫•اتفاقية مع المجلس الوطني لحقوق االنسان‪.‬‬

‫•برنامج تعاون بين البرلمان المغربي وبرنامج دعم اتفاقية الشراكة بين‬
‫المغرب واالتحاد األوروبي‪.‬‬

‫•برنامج العمل الثالثي المغرب ‪ -‬االتحاد األوروبي ‪ -‬مجلس أوروبا تحت‬


‫عنوان « أولويات المغرب في إطار التعاون مع دول الجوار»‬

‫•اتفاقيات تعاون ثنائي بين البرلمان المغربي وبرلمانات أمريكا الوسطى‬


‫والكراييبي‪.‬‬

‫•اتفاقية تعاون ثنائي بين البرلمان المغربي وبرلمان الميكسيك‬

‫• اتفاقية تعاون ثنائي بين البرلمان المغربي وبرلمان الدومينيكان‪.‬‬


‫‪76‬‬
‫•اتفاقية تعاون ثنائي بين البرلمان المغربي وبرلمان نيكاراغوا‪.‬‬

‫•اتفاقية تعاون ثنائي بين البرلمان المغربي وبرلمان الهندوراس‪.‬‬

‫•اتفاقية تعاون ثنائي بين البرلمان المغربي وبرلمان كوستاريكا‪.‬‬

‫•اتفاقية تعاون ثنائي بين البرلمان المغربي وبرلمان بيليز‪.‬‬

‫•مذكرة تفاهم مع الجمعية التشريعية لجمهورية السلفادور‪.‬‬

‫ب الشراكات المنتدياتية‪:‬‬

‫•المنتدى البرلماني المغربي الفرنسي‪.‬‬

‫•المنتدى البرلماني المغربي االسباني‪.‬‬

‫•المنتدى البرلماني المغربي الياباني‪.‬‬


‫‪77‬‬
‫ج ‪ -‬الشراكات المنظماتية‪:‬‬

‫«•الشراكة من أجل الديمقراطية لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا‬


‫والبرنامج الثالثي المغرب ‪ -‬االتحاد األوروبي ‪-‬مجلس أوروبا تحت‬
‫عنوان « أولويات المغرب في إطار التعاون مع دول الجوار ‪» .‬‬

‫•الشراكة مع البرلمان األوروبي من خالل اللجنة البرلمانية المشتركة‬


‫المغربية األوروبية ‪.‬‬

‫«•الشراكة من أجل التعاون لدى الجمعية البرلمانية لمنظمة األمن‬


‫والتعاون بأوروبا‬
‫« •الشراكة المتوسطية» لدى الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال‬
‫أطلسي‪.‬‬
‫لفقرة الثانية‪ :‬حصيلة مجلس النواب في الدبلوماسية البرلمانية‪.‬‬

‫معلوم أن مجلس النواب في المملكة المغربية يرتبط بعالقات متميزة مع‬


‫عدد من المنظمات البرلمانية‪ .‬كما يشارك في عدد وافر من المؤتمرات‬
‫العامة والمنتديات المتخصصة واجتماعات اللجن التنفيذية واللجن‬
‫المتفرعة عن هذه المنظمات كما كان مجلسنا من بين مؤسسي عدد مهم‬
‫من الهيئات البرلمانية الدولية بل وتمكن في كثير من الحاالت من ترؤس‬
‫وقيادة بعضها‪ .‬وكان لمجلس النواب شرف رئاسة االتحاد البرلماني‬
‫الدولي (‪ )4102( - )4100‬ورئاسة جمعيات برلمانية مختلفة كاالتحاد‬
‫من أجل المتوسط‪ ،‬والجمعية البرلمانية للبحر األبيض المتوسط‪ ،‬واالتحاد‬

‫‪78‬‬
‫البرلماني اإلفريقي‪ ،‬واالتحاد البرلماني لمنظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬
‫واالتحاد البرلماني العربي‪.75‬‬
‫وتعتبر الشعب الوطنية بمثابة اآللية المؤسساتية التي يعتمدها مجلس‬
‫النواب في مختلف أنشطة المنظمات البرلمانية‪ ،‬ذلك أن المجلس يقوم في‬
‫مستهل كل والية تشريعية بتشكيل شعب وطنية لتمثيله لدى المنظمات‬
‫البرلمانية الدولية واإلقليمية التي هو عضو فيها‪ .‬وتضم هذه الشعب‬
‫أعضاء يتم انتدابهم على أساس التمثيل النسبي للفرق والمجموعات‬
‫النيابية (طبقا لمقتضيات المادة ‪ 411‬من النظام الداخلي لمجلس النواب‬
‫ذات الصلة)‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬تعتبر مجموعات الصداقة البرلمانية أصبحنا نسميها‬
‫مجموعات األخوة والصداقة البرلمانية)‪ ،‬عن حق‪ ،‬أهم آلية تعتمدها‬
‫مؤسستنا التشريعية في اضطالعها بمهامها الدبلوماسية‪ ،‬وذلك بالنظر إلى‬
‫مباشرةوصالت ملموسة مع النظراء‬
‫ِ‬ ‫ما توفره آلية فعالة كهذه من عالقات‬
‫البرلمانيين‪ ،‬وما تيسره من مرونة وفعالية في التواصل واألداء‬
‫والتخاطب‪ .‬هذا فضال عما تؤمنه من لقاءات شخصية بين البرلمانيين‬
‫والمسؤولين عن البرلمانات الشقيقة والصديقة‪ ،‬بعيدا عن الرسميات‬
‫والشكليات التي قد ال‬
‫تخلو أحيانا من بعض التكلف والجمود والمجامالت‪.‬‬
‫ومن دون شك‪ ،‬فقد أكدت التجربة المغربية الثرية والقوية أن مجموعات‬
‫الصداقة تسهم إلى حد بعيد في تنمية عالقات األخوة والصداقة بين‬
‫البرلمانات الشقيقة والصديقة‪ .‬كما تقوم بدور محوري في أفق تقريب‬
‫وجهات النظر ‪ .‬وذلك فضال عن ما تنجزه هذه المجموعات من ربط‬
‫للعالقات الثنائية بين الدول‪ ،‬وتضفي طابعا من األخوة والصداقة وقرابة‬
‫المعنى المبدئي والشخصي على العالقات الرسمية وخدمة المصالح‬
‫المشتركة ودعم الحوار والتعاون‪.‬‬

‫‪75‬الموقع الرسمي لمجلس النواب‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ويمكن حصر األهداف التي أنشئت من أجلها هذه المجموعات في‪:‬‬

‫تدعيم حوار دائم ومتنوع يشمل جميع المجاالت السياسية واالقتصادية‬


‫واالجتماعية بين أعضاء مجلس النواب في المملكة المغربية ونظرائهم‬
‫في عدد من الدول الشقيقةوالصديقة‪ .‬وفي تعزيز العالقات وتطوير‬
‫التعاون بين مجلس النواب المغربي ونظرائه في مجاالت متعددة من بينها‬
‫أساسا تبادل التجارب والخبرة في مجال التسيير والممارسة البرلمانية‬
‫وتبادل الوثائق والمستندات المتعلقة بالعمل البرلماني وكذا تنسيق المواقف‬
‫في‬
‫المنتديات الدولية واإلقليمية ثم في العمل على دراسة وتنفيذ كل المبادرات‬
‫الهادفة إلى تدعيم التعاون بين مكونات المجتمع المدني والمؤسسات‬
‫السياسية في المغرب ومثيالتها في الدول الشقيقة والصديقة بما يقوي‬
‫التقارب والتفاهم بين األمم والشعوب‪.‬‬

‫إن مجلس النواب والبرلمان المغربي بصفة عامة ظل يراهن منذ وقت‬
‫مبكر نسبيا من مساره التاريخي على استثمار الدبلوماسية البرلمانية في‬
‫خدمة المصالح العليا للمغرب وليس للسفر السياحي» كما قد يخطئ‬
‫البعض في التقدير أو االتهام ‪.‬‬
‫إن النائب البرلماني الحقيقي‪ ،‬الجدي‪ ،‬الواعي‪ ،‬النزيه المسؤول والذي‬
‫يحركه‪ ،‬أوال وأخيرا‪ ،‬حسه الوطني ووازع الضمير األخالقي والمبدئي‪،‬‬
‫عندما يتحمل مسؤولية في مجموعة برلمانية أو في شعبة وطنية لدى‬
‫منظمة برلمانية أو في رحلة عمل أو أداء مهمة‪ ،‬دائما يفعل ما يفعله‬
‫بروح مغربية باتت تورث اليوم عبر أجيالنا البرلمانية وكأن األمر يتعلق‬
‫بمنهجية مضبوطة العناصر ‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫الدفاع عن المصالح العليا للمغرب وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية‬
‫وما تتطلبه من تعريف بما يربط المغرب بأقاليمه الجنوبية وحقوقه‬
‫التاريخية الثابتة‪ ،‬وما قدمه من مقترحات حلول موضوعية‪ ،‬وما أنجزه‬
‫على األرض حتى اآلن‪.‬‬
‫االنخراط في قضايا السلم والديموقراطية واألمن واستقرار البلدان‬
‫والشعوب تبني مبادئ وقيم الصداقة والتعاون والتبادل الحضاري والثقافة‬
‫والعلمي واالقتصادي والتجاري‪.‬‬
‫إبراز التحوالت السياسية واإلصالحات الدستورية والحقوقية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والثقافية اللغوية في المغرب المعاصر وما‬
‫تحقق على مستوى الدمقرطة والتحديث والتحول على مستوى‬
‫الدولةوالمجتمع‪.‬‬
‫ولعل ما ساعد بعثاتنا ووفودنا البرلمانية المغربية في الخارج على تحقيق‬
‫عدة نجاحات إضافة إلى ما يتوفر عليه المغرب من رصيد وقيمة نوعيين‬
‫هو حرصنا دائما على اإلقناع باألفكار والمقترحات والمشاريع المشتركة‬
‫والمصالح المتبادلة‪ ،‬ونهج سياسة واقعية أساسها الوسطية واالعتدال‬
‫واالنفتاح والتسامح والتعدد وتنظيم األولويات وترتيب‬
‫‪76‬‬
‫االختالفات‬

‫وسنجرد حصيلة كل مجموعات الصداقة التي انظم لها مجلس النواب‬


‫بفرقه ومجموعاته‪:‬‬
‫‪+‬الدول اإلفريقية‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جنوب إفريقيا‬

‫‪76‬الموقع الرسمي لمجلس النواب‬

‫‪81‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬السينغال‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الكوت ديفوار‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الكاميرون‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬مالي‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الغابون‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الطوغو‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬نيجيريا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬بوركينا فاسو‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬بنين‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬أنغوال‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الرأس األخضر‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الكونغو‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جمهورية الكونغو الديمقراطية‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬إثيوبيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬غانا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الموزمبيق‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬النيجر‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬غينيا بيساو‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬غينيا االستوائية‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬غينيا كوناكري‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬كينيا‬

‫‪82‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جزر موريس مجموعة الصداقة‬
‫البرلمانية المغرب ‪ -‬ماالوي‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬مدغشقر‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جيبوتي‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬تشاد‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جزر القمر‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬تانزانيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬غامبيا‬
‫‪+‬الدول العربية‪:‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الكويت‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬مصر‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬السعودية‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬تونس‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬قطر‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬اإلمارات‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬السودان‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬فلسطين‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬لبنان‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬األردن‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬موريتاني‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬البحرين‬

‫‪83‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سلطنة عمان‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الجزائر‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬العراق‬
‫‪+‬الدول األوروبية‪:‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬فرنسا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬تركيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬إسبانيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬إيطاليا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬ألمانيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬بريطانيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬هولندا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬بلجيكا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬النمسا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬البرتغال‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬رومانيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬روسيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬السويد‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الدانمرك‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬بولونيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬المجر‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جمهورية التشيك‬

‫‪84‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬بلغاريا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سلوفاكيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬اليونان‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬إيرلندا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬فنلندا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬ليتونيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬كرواتيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬البوسنة‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سلوفينيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬أوكرانيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬ليتوانيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬مقدونيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬ألبانيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬قبرص‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬إستونيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جورجيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬إيسالندا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬اللوكسمبورغ‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬مالطا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬النرويج‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سويسرا‬

‫‪85‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬صربيا‬
‫‪+‬الدول اآلسيوية‪:‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬اليابان‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جمهورية الصين الشعبية‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الهند مجموعة الصداقة البرلمانية‬
‫المغرب ‪ -‬كوريا الجنوبية مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬التايالند‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬أندونيسيا‬
‫• مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬ماليزيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬باكستان‬
‫• مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الالووس‬
‫• مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الفيتنام‬
‫• مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب الكامبودج‬
‫• مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬البنغالديش‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الفلبين‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سنغافورة‬
‫•جموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬أوزبكستان‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬كازاخستان‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬أذربيجان‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سريالنكا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬ميانمار‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬بروناي دار السالم‬

‫‪86‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جزر المالديف‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬تركمنستان‬
‫‪+‬أستراليا‪:‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬أستراليا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬نيوزيلندا‬
‫‪+‬الدول األمريكية‪:‬‬

‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الواليات المتحدة األمريكية‬


‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬كولومبيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الشيلي‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬البيرو‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬فنزويال‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬األرجنتين‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬المكسيك‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬كندا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬البرازيل‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب‪-‬البراغواي‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب‪-‬غواتيماال‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الهندوراس‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬السلفادور‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬كوستاريكا‬

‫‪87‬‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬األوروغواي‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سانتا لوسيا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬كومنولث الدومينيك‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الباهاماس‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬غرانادا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬انتيغوا وبربودا‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬الباربادوس‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سان كريستوف ونيفيس‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬دول الكرايبي‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬باناما‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬جمهورية الدومينيكان‬
‫• مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬هايتي‬
‫•مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب ‪ -‬سانت فنسنت وجزر غرينادين‬
‫ولإلشارة يعد أكبر إنتصار للدبلوماسية البرلمانية المغربية في البرلمان‬
‫األوربي هو الذي حققته بعد التصدي لمخطط خصوم الوحدة الترابية‬
‫للمملكة المغربية‪ ،‬في اإلجتماع الذي عقده البرلمان األوربي بستراسبورغ‬
‫للمناقشة والتصويت على برنامج أولويات اإلتحاد األوربي لسنة ‪4101‬‬
‫في ملف حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫وتمكن الوفد البرلماني المغربي من عقد لقاءات مكثفة مع مجموعة من‬
‫البرلمانيين األوربيين من مختلف الحساسيات السياسية منها تلك الداعمة‬
‫ألطروحة خصوم الوحدة الترابية للمملكة‪ ،‬حيث قدم شروحات مفصلة‬
‫ودقيقة حول واقع تطور حقوق اإلنسان بالمغرب وخصوصا باألقاليم‬
‫الجنوبية‪ ،‬وكذا المكتسبات الهامة والنوعية التي تحققت على مستوى‬

‫‪88‬‬
‫الحقوق والحريات بفعل سياسة المملكة وجهود المجلس الوطني لحقوق‬
‫اإلنسان ولجانه الجهوية‪.‬‬

‫وتوج نشاط الوفد البرلماني الدبلوماسي المغربي‪ ،‬بصياغة مقترح مشترك‬


‫حول أولويات اإلتحاد األوربي في مجال حقوق اإلنسان‪ ،‬كانت وراءه‬
‫أكبر الفرق في البرلمان األوربي‪ ،‬خال من كل المقترحات التي تقدمت‬
‫بها الفرق البرلمانية األوربية المعادية لمصالح المملكة‬
‫المغربية‪.‬‬
‫وأسفرت نتيجة التصويت داخل البرلمان األوربي‪ ،‬عن تمرير هذا‬
‫المقترح الهام بـ ‪ 777‬صوتا مقابل معارضة ‪ 471‬صوتا‪ ،‬وامتناع ‪17‬‬
‫صوتا‪.‬‬
‫وضم الوفد البرلماني المغربي كل من السادة حميد كسكوس وفؤاد‬
‫القادري عن مجلس المستشارين‪ ،‬ورضى بن خلدون‪ ،‬وفتيحة العيادي‬
‫والشاوي بلعسال عن مجلس النواب‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أولويات الدبلوماسية البرلمانية وآليات تفعيلها‪.‬‬

‫ناقش هذا المطلب مسألة أولويات الدبلوماسية البرلمانية المغربيةكفقرة‬


‫أولى وآليات تفعيل هذه األخيرة كفقرة ثانية‪.‬‬
‫*الفقرة األولى‪ :‬أولويات الدبلوماسية البرلمانية المغربية‬
‫تتصدر قضية الوحدة الترابية مختلف اللقاءات البرلمانية لمجلسي‬
‫البرلمان‪ ،‬باإلضافة إلى القضية الوطنية فقد حرص البرلمان على الدفاع‬
‫عن القضايا العربية و في مقدمتها القضية الفلسطينية‪.‬‬
‫‪ -+‬القضايا الوطنية‬

‫‪89‬‬
‫شكلت قضية الوحدة الترابية للمملكة محور اهتمام البرلمان المغربي على‬
‫المستوى الدولي‪ ،‬حيث واصل بتنسيق مع الحكومة الدفاع عن شرعية‬
‫مواقف المغرب و عن وحدته الترابية‪ ،‬كما عمل على إدانة ممارسات‬
‫خصوم هذه الوحدة و مواصلتهم احتجاز مئات المواطنين المغاربة ضدا‬
‫على القانون الدولي والقانون الدولي اإلنساني‪ ،‬وقد حرص البرلمان على‬
‫الدفاع عن قضية البالد األولى مستحضرا اإلجماع الوطني الحاصل بشأن‬
‫هذه القضية خاصة من طرف جميع األحزاب السياسية والنقابية الممثلة‬
‫في البرلمان ‪ ،77‬وكذا مستجدات ملف الوحدة الترابية و التحول الجوهري‬
‫والحاسم على ضوء تقديم مبادرة الحكم الذاتي التي تميزت بمنهجتها‬
‫‪78‬‬
‫التشاركية عبر االستشارات الوطنية و المحلية‬

‫لقد اهتم البرلمان المغربي بالقضية الوطنية األولى عبر توظيف العديد‬
‫من اآلليات المتاحة لديه‪ ،‬كتخصيص جلسات عامة و استثنائية ‪79‬إذ عقد‬
‫مجلس النواب خالل الوالية الثامنة جلسة عمومية خصصت لتدارس‬
‫الموقف الصادر عن البرلمان االسباني ‪ ،‬و بذلك أصدر المجلس بيانا من‬
‫بين ما سجل فيه‪ ،‬إن الملتمس الذي أصدره البرلمان األسباني لم يتوقف‬
‫عند مطالبة الحكومة االسبانية بتعزيز العالقات مع تنظيم البوليساريو بل‬
‫ذهب إلى حد اعتباره الممثل الشرعي للساكنة الصحراوية‪ .‬وهذا ما يجعل‬
‫الملتمس تصرفا مرفوضا‪ .‬قانونيا و سياسيا وتاريخيا في حق الشعب‬
‫المغربي‪ ،‬كما يتجاهل مجهود المغرب من أجل حل سياسي توافقي عبر‬
‫اقتراح مشروع الحكم الذاتي من جهة كما ان هذا الملتمس يتعارض مع‬
‫منطوق قرارات مجلس األمن والجمعية العامة من جهة أخرى‪.‬‬
‫وفي اليوم الموالي لجلسة مجلس النواب عقدت أيضا الغرفة الثانية‬
‫للبرلمان المغربي ‪ .‬جلسة عمومية استثنائية برئاسة رئيس المجلس‬

‫‪77‬محمد نجيب أوال بن مبارك الوظيفة الدبلوماسية لمجلس النواب ص‪.014‬‬


‫‪78‬تقرير لجنة الخارجية والحدود والمناطق المحتلة والدفاع الوطني بمجلس المستشارين‪ .‬السنة التشريعية ‪.4101-4111‬‬
‫‪79‬عثمان الوهابي‪:‬السياسة الخارجية في عهد محمد السادس ‪ 4117-0111‬رساله لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪ .‬كلية العلوم القانونية‬
‫واإلقتصادية واالجتماعية الرباط‪ .‬أكدال سنة ‪ 4112‬ص‪.72‬‬

‫‪90‬‬
‫خصصت لمناقشة للموقف السابق‪ ،‬وقد اختتمت الجلسة بإصدار بيان دعا‬
‫فيه الحكومة إلى مطالبة المنتظم الدولي بفتح تحقيق دولي حول هتك‬
‫حقوق اإلنسان بمخيمات الحمادة‪ ،‬ومطالبة المفوضية السامية لالجئين‬
‫بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف والتعرف على هويتهم ‪ ،‬كما أدان‬
‫مجلس المستشارين بالمناسبة أعمال التزوير المفضوحة التي استعملتها‬
‫قصد بعض األوساط اإلعالمية اإلسبانية‪.‬‬
‫مما سبق يتضح‪ ،‬غياب التنسيق بين مجلسي البرلمان‪ ،‬إذ كان باإلمكان‬
‫عقد جلسة عمومية مشتركة لتفادي التكرار‪ ،‬سواء أثناء المناقشات أو عند‬
‫إصدار البيانات خاصة عند تناول مستجدات القضية الوطنية‪.‬‬
‫كما حرص البرلمان المغربي كذلك من خالل تنظيمه للعديد من‬
‫المؤتمرات والندوات للدفاع عن القضية الوطنية األولى‪ ،‬فقد نظم‬
‫البرلمان المغربي يوما دراسيا بمناسبة الذكرى الستين لإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان وعلى غرار العمل من داخل قبة البرلمان خدمة لهذه‬
‫القضية‪ ،‬فقد قام وقد برلماني ضم حوالي خمسين نائبا و مستشارا من‬
‫غرفتي البرلمان‪ ،‬بزيارة لألقاليم الجنوبية‪.‬‬
‫كما حظيت قضية الوحدة الترابية للمملكة باهتمام خاص في االتصاالت و‬
‫مبادرات جميع الفاعلين في الدبلوماسية البرلمانية المغربية‪ ،‬حيث‬
‫تصدرت بشكل خاص اتصاالت ومبادرات رئيس مجلس النواب من‬
‫خالل مشاركته في المؤتمرات الدولية أو اإلقليمية‪ .80‬كما ان رئيس‬
‫مجلس المستشارين المغربي حرص من خالل الزيارات التي قام بها لعدد‬
‫من الدول الشقيقة والصديقة وكذا استقباله لعدد من رؤساء البرلمانات‬
‫الوطنية أو وفود عنها بالمغرب‪ ،‬على تقديم عروض حول مسار قضية‬
‫الصحراء و كذا أهمية المقترح المغربي كأرضية للتفاوض‪.‬‬
‫لقد كان من بين نتائج االتصاالت التي أجراها البرلمان المغربي‪ ،‬خاصة‬
‫عبر رئيسي مجلسي البرلمان تغير موقفها من هذه القضية وكان لذلك‬

‫‪80‬‬
‫‪.‬محمد نجيب أوال بن مبارك‪ :‬الوظيفة الدبلوماسية لمجلس النواب‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص ‪017‬‬

‫‪91‬‬
‫األثر الكبير في تغيير مواقف حكوماتها من القضية الوطنية‪ ،‬اعتبارا من‬
‫عام ‪ 22 ،4101‬دولة "جمدوا" أو "سحبوا" اعترافهم بهذاالكيان الوهمي‬
‫‪.‬‬
‫ويمكن القول بشكل عام إن مواقف البرلمانيين من قضية الوحدة الترابية‬
‫في مختلف مراحلها ظلت منسجمة إن لم نقل تابعة لمواقف السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬وبشكل خاص لمبدرات‬
‫المؤسسة الملكية‪.‬‬
‫إن دور الدبلوماسية البرلمانية في خدمة القضايا الوطنية ال ينحصر فقط‬
‫في دعم قضية الوحدة الترابية‪ ،‬بل يتعداها إلى أبعد من ذلك‪ ،‬كالتعريف‬
‫بالتحوالت السياسية الهامة التي تشهدها المملكة و التعريف بفرص‬
‫االستثمار و الوضعية االقتصادية والسياسية العامة للبالد‪ ،‬ويشيد اعضاء‬
‫مجلس النواب المغربي‪ ،‬في إطار اللقاءات الثنائية التي تجمعهم بباقي‬
‫البرلمانات األجنبية ‪ ،‬بالقطاعات الواعدة في االقتصاد المغربي بما في‬
‫ذلك الفالحة و السياحة والصيد البحري والتكنولوجيا الجديدة‪ ،‬كما يؤكد‬
‫النواب في إطار عالقاتهم الدبلوماسية على الضمانات و االمتيازات التي‬
‫يمنحها المغرب لالستثمار األجنبي والتي يعتبر االستقرار السياسي أهم‬
‫رفعاته‪ ،‬كما شكلت هذه اللقاءات التي عقدها البرلمان المغربي مع نظرائه‬
‫في البلدان األخرى مناسبة له من أجل التعريف بالمشكالت االجتماعية‬
‫بما في ذلك البطالة وضعف التجهيزات األساسية في البوادي ‪ .‬و النقص‬
‫في الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫ومنه فاالتصاالت التي تجريها المؤسسة التشريعية على المستويات‬
‫الثنائية و المتعددة األطراف تهدف إلى الدفاع عن المصالح العليا للبالد‬
‫وقضايا المغرب الوطنية و التعريف به و بمؤهالته و انشغاالته‪ ،‬كما‬
‫يعمل البرلمان المغربي على توفير كافة أشكال الدعم السفراء صاحب‬
‫الجاللة لتيسير اتصاالتهم مع برلمانات البلدان المعتمدين فيها بهدف خدمة‬
‫مصالح المغرب‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪+-‬القضايا العربية والدولية‬
‫إلى جانب االهتمام بالقضايا الوطنية‪ ،‬ظلت مجموعة من القضايا العربية‬
‫تندرج ضمن اهتمامات العمل الدبلوماسي للمؤسسة التشريعية كتخصيص‬
‫جلسات للتضامن مع الشعب العراقي و الفلسطيني‪ ،‬وخالل الوالية‬
‫التشريعية الثامنة تصدرت القضية الفلسطينية اهتمامات المؤسسة واتخذت‬
‫في جميع المناسبات مواقف مساندة للشعب الفلسطيني‪ ،‬وتمثلت أهم‬
‫المبادرات التي اتخذها البرلمان المغربي طوال هذه الفترة‪ ،‬في عقد‬
‫جلسات خاصة لدراسة تطورات القضية الفلسطينية ‪ ،81‬حيث عقد مجلس‬
‫النواب جلسة عمومية في االربعاء ‪ 14‬يونيو ‪ 4101‬جلسة عمومية‬
‫خصصت للتضامن مع الشعب الفلسطيني و للتنديد باالعتداء اإلسرائيلي‬
‫على قافلة الحرية التضامنية مع الشعب الفلسطيني‪ ،‬وقد تم اختتام الجلسة‬
‫بإصدار بيان تنديدي‪.‬‬
‫و انطالقا ‪ .‬من مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية يدعو مجلس النواب‬
‫المنتظم الدولي إلى إعمال كل اآلليات والقرارات المالئمة من أجل رفع‬
‫الحصار اإلسرائيلي على الشعب الفلسطيني"‪ .‬وفي نفس الموضوع‬
‫خصص مجلس المستشارين يوم ‪ .‬عمومية للتضامن مع الشعب‬
‫الفلسطيني ومع ضحايا االعتداء اإلسرائيلي على قافلة الحرية‪ ،‬بطلب من‬
‫جميع الفرق البرلمانية بالمجلس‪ .‬كما صادفت هذه الوالية أيضا الحرب‬
‫على غزة‪ ،‬فكان البد لممثلي األمة ان يكون لهم موقف من هذه الحرب‬
‫وان تناقش هذه القضية في جلسة برلمانية خاصة ‪ ،82‬و بالفعل عقد‬
‫مجلس المستشارين جلسة تضامنية مع قطاع غزة تالها بيان دعا فيه‬
‫المجلس‪ ،‬األسرة الدولية واألمم المتحدة و هيأتها المتخصصة و المعنية‬
‫بحقوق اإلنسان إلى تحرك عاجل من أجل وضع حد للسياسة اإلسرائيلية‬
‫‪،‬الهمجية‪ ،‬كما طالب الهيئات و المنظمات البرلمانية الدولية في طليعتها‬
‫االتحاد البرلماني الدولي و اتحاد مجالس الدول األعضاء في منظمة‬

‫‪81‬حميد المجيدي‪:‬مساهمة البرلمان المغربي في السياسة الخارجية نموذج الوالية التشريعية السابعة ‪,4111-4114‬ص‪.17‬‬
‫‪82‬المختار مطيع (مدى انشغال مجلس النواب المغربي بالمجال الدبلوماسي على ضوء التجربة البرلمانية الرابعة(‪)0114-0112‬سلسلة الندوات‬
‫واأليام الدراسية‪-‬العدد الرابع منشورات كلية العلوم القانونية واإلقتصادية واالجتماعية مراكش‪.‬ص ‪.011‬‬

‫‪93‬‬
‫المؤتمر اإلسالمي واالتحاد البرلماني اإلفريقي و رابطة مجالس الشيوخ‬
‫و المجالس المماثلة في إفريقيا و العالم العربي بالتنديد بالقصف‬
‫اإلسرائيلي لقطاع غزة‪ .‬وفي إطار العالقات الدبلوماسية لمجلس النواب‬
‫عمل هذا األخير على توسيع التضامن الدولي مع نضال الشعب‬
‫الفلسطيني‪ ،‬حيث دعا المجتمع الدولي إلى إرغام إسرائيل على‬
‫االمتثال للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية و االتفاقات مع السلطة‬
‫الوطنيةالفلسطينية ووقف بناء المستوطنات‪.‬‬
‫و شارك البرلمان المغربي بمجلسيه في العديد من االتحادات البرلمانية‬
‫من أجل دعم الشعب الفلسطيني‪ ،‬وبهذا الخصوص شارك وفد من‬
‫المجلسين في المؤتمر الرابع عشر االستثنائي لالتحاد البرلماني العربي‪.‬‬
‫إن البرلمان المغربي يؤكد كلما تناول القضية الفلسطينية في اتصاالته‬
‫على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة‪ ،‬كما يبين‬
‫أنه في حالة لم يتم تسوية هذه القضية فإن الوضع في منطقة الشرق‬
‫األوسط و في منطقة حوض المتوسط سيطل عرضة لعدم االستقرار و‬
‫التوتر‪ .‬باإلضافة إلى اهتمام البرلمان المغربي بالقضايا العربية وعلى‬
‫رأسها القضية الفلسطينية فإن المجلس يهتم بمجموعة من القضايا الدولية‬
‫عن طريق إصدار بيانات في أوقات الحياة السياسية الدولية‪ ،‬إما كرد على‬
‫وضع معين و إما لتخليد عالمي او ذكرى ذات أهمية كبيرة بالنسبة‬
‫للمجموعة الدولية‪ ،‬وأيضا من خالل إصدار مذكرات تخص القضايا‬
‫الدولية‪ ،‬بحيث يكون محتواها متوافقا و أهداف السياسة الخارجية‬
‫المغربية ‪ .01‬ولقد حرص البرلمان المغربي عبر اتصاالته وعالقاته‬
‫الخارجية على التعبير عن مواقف المغرب الوطنية منها و الدولية‪،‬‬
‫فالمؤسسة التشريعية تمارس عمال دبلوماسيا مهما يعتبر للدبلوماسية‬
‫الرسمية‪ ،‬ورغم ما تم تحقيقه من نتائج محمودة‪ ،‬فالموضوعية تقتضي‬
‫اإلشارة إلى وضعية المؤسسة التشريعية في النظام السياسي المغربي‬
‫وكذا بعض النواقص و االختالالت التي تعتري العمل الدبلوماسي‬

‫‪94‬‬
‫البرلماني‪ ،‬والتي إذا ما تم رندها و معالجتها سيمكن هذه المؤسسة من‬
‫القيام بنشاط دبلوماسي ذي فعالية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات تفعيل العمل الدبلوماسي البرلماني‪.‬‬
‫إذا كان العمل الدبلوماسي يندرج تقليديا ضمن اختصاصات السلطة‬
‫التنفيذية ‪ ،‬فإن هذا العمل أصبح في الوقت الحاضر يستأثر باهتمام فاعلين‬
‫جدد ‪ ،‬تحتل البرلمانات ضمنهم مكانة بارزة بفعل التطورات التي تعرفها‬
‫أنظمة الحكم الديمقراطية ‪ ،‬وحتى يكون البرلمان المغربي في مستوى‬
‫تطلعات الوطنية ‪ ،‬إرادة و تكليفا ‪ ،‬وفي مستوى التحديات العالمية قدرة‬
‫وعطاء وقيادة ‪ ،‬نرى من الواجب ضرورة رسم صورة واضحة للبرلمان‬
‫المغربي حتى يتمكن من كسب الرهانات الكبيرة التي تعقدها عليه الهيئة‬
‫الناخبة ‪ ،‬إذ ال يكفي تجاوز قصور النصوص القانونية المنظمة‬
‫لصالحيات الدبلوماسية ‪ ،‬بل البد من إحداث تغييرات على مستوى آلية‬
‫اختيار الهيئة المنتخبة لتشكيل خارطة سياسية تسمح بتكوين كثل سياسية‬
‫قوية وواضحة البرامج ‪ ،‬يسهل محاسبتها و ضمانا لدبلوماسية برلمانية‬
‫فعالة و ذات مردودية نرى أنه يجب ‪:‬‬
‫وضع خطة واضحة تؤطر عمل المجلس في مجال الدبلوماسية‬
‫البرلمانية‪ ،‬وذلك من خالل إعداد دليل للدبلوماسية البرلمانية يعد بمثابة‬
‫دفتر تحمالت) يحدد المبادئ واألهداف واإلطار العام لمبادرات المجلس‬
‫في المجال الدبلوماسي‪ ،‬وضع تنظيم عمله وتوجهاته في مجال‬
‫الدبلوماسية البرلمانية‪ ،‬مع تفعيل دور مجموعات الصداقة والتعاون‬
‫‪83‬‬
‫البرلمانية‪.‬‬
‫التحضير والتدبير الجيد إلنجاح المهام الدبلوماسية وهو ما يفرض‬
‫اعتماد معيار التخصص والتراكم في اختيار اعضاء الوفود الممثلة في‬
‫المجلس وربط حجم التمثيل بالفعالية والمردودية‪ ،‬باإلضافة إلى عقد‬

‫‪83‬محمد بلمودن "ممارسة مجلس المستشارين للوظيفة الدبلوماسية خالل الوالية التشريعية ‪.4111-0111‬م‪.‬س ‪.‬ص ‪.401‬‬

‫‪95‬‬
‫اجتماعات مسبقة للوفود التي تمثل المجلس‪ ،‬من أجل تنسيق المواقف‬
‫‪84‬‬
‫ألداء مهامهم على الوجه المطلوب‪.‬‬
‫متابعة النشاط الدبلوماسي واستثماره وذلك عبر متابعة مشاركات الوفود‬
‫البرلمانية وتقييمها في مختلف األنشطة الدبلوماسية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫ضرورة االلتزام بإعداد تقارير عن كل المشكالت الخارجية في الملتقيات‬
‫والمؤتمرات البرلمانية‪ ،‬على أن تتم مناقشة هذه التقارير داخل لجنة‬
‫الخارجية أو في الجلسة‬
‫‪85‬‬
‫العامة للمجلس‪.‬‬

‫‪-‬ايالء أهمية للدبلوماسية االقتصادية بالنظر الى طبيعة تركيبة المجلس‪،‬‬


‫إذ يجب أن يكون االهتمام بالمشاكل االقتصادية والبحث عن استراتيجية‬
‫إلقامة دبلوماسية برلمانية اقتصادية تكمل الدبلوماسية الرسمية‪ ،‬مع‬
‫االنفتاح على الفاعلين االقتصاديين واالصغاء ألفكارهم ومقترحاتهم‬
‫ألخذها بعين االعتبارفي التحركات الخارجية‪.‬‬
‫‪-‬التنسيق مع الوزرات المختلفة قصد توحيد الرؤى ‪ ،‬ولمزيد من الدقة و‬
‫ذلك من خالل تشكيل لجان مشتركة بين البرلمان ووزارة الخارجية‬
‫وتفعيلها من أجل تتبع القضايا والموضوعات الهامة ‪.‬‬
‫‪-‬التنسيق بين غرفتي البرلمان خالل تشكيل الوفود البرلمانية الممثلة‬
‫للبرلمان أو عند تكوين اللجنة الدائمةاو مجموعات الصداقة‪ ،‬حيث أنه‬
‫يالحظ عدم مشاركة مجلس المستشارين في اتحاد البرلمان االفريقي‬
‫بالرغم من اهميته‪ ،‬وذلك بتكريسه لسياسة المقعد الفارغ‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة تحسين وسائل العمل‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫نورالدين ابو عبدهللا‪ :‬األداء الدبلوماسي للبرلمان المغربي "رساله لنيل دبلوم الماستر جامعة محمد الخامس‪ .‬كلية العلوم القانونية واإلقتصادية‬
‫‪.‬واالجتماعية‪.‬الرباط أكدال الموسم الجامعي ‪.4111.4101‬ص ‪21‬‬
‫‪85‬‬
‫‪waline Jean :"les groupes parlementaires en France : " Paris. Libraire générale de droit et de Jurisprudence.‬‬

‫‪96‬‬
‫‪-‬ضرورة تمكين قسم العالقات الخارجية بالمجلس من أطر ذات كفاءة‬
‫وباحثين وممارسين لهم دراية بمجال السياسة الخارجية‪.‬‬
‫‪-‬تمكين المجلس من التكوين و التكوين المستمر ‪ ،‬وذلك أن العديد من‬
‫السادة النواب ال يملكون تكوين في مجال الدبلوماسية و ال يتوفرون على‬
‫المعلومات والمؤهالت الضرورية للمساهمة بفعالية في مراقبةالسياسة‬
‫الخارجية للحكومة أو في الدبلوماسية البرلمانية‪ ،‬لذلك يجب االستفادة من‬
‫الخدمات التي توفرها المنظمات الدولية المتخصصة في هذا المجال ‪،‬‬
‫وكذلك يجب االنفتاح المؤسسة التشريعية بغرفتيها على الجامعة المغربية‪،‬‬
‫من خالل خلق شراكات و تنظيم ايام دراسية و ندوات و حلقات نقاش‬
‫حول القضايا‬
‫الكبرى التي تهم مجال الدبلوماسية البرلمانية ‪ ،‬تساهم في تكوين‬
‫البرلمانيين و تجسس للثقافة دبلوماسية تجمع بين الممارسة العملية و‬
‫التنظير االكاديمي من أجل دبلوماسية قوية مؤثرة وذات مردودية‪.86‬‬

‫‪-‬االستفادة من أطر السلك الدبلوماسي وخاصة السفراء ذوي الخبرة‬


‫والملحقين بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون‪.‬‬
‫تشجيع التخصص؛ فلم يعد باإلمكان االعتماد على النائب الذي يصلح‬
‫لكل شيء ولكل مكان فالبد من تشكيل مجموعات متخصصة في العالم‬
‫العربي وفي قضايا القارة األفريقية والعالم اإلسالمي والقارة األوروبية ‪.‬‬
‫‪-‬تأهيل الموارد البشرية العاملة بلجنة الخارجية‪ ،‬وذلك بتنظيم دورات‬
‫تكوينية في الدبلوماسية لتنمية مهارات العاملين بها‪ ،‬مع تطوير نظام‬
‫الحوافز وتكريس الحيادية السياسية لمختلف االجهزة الفنية العاملةتحت‬
‫قبة البرلمان‪.‬‬

‫‪86‬محمد بلمودن "ممارسة مجلس المستشارين للوظيفة الدبلوماسية خالل الوالية التشريعية ‪ .4111-0111‬م س ‪.‬ص ‪.401‬‬

‫‪97‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن مصلحة العالقات الخارجية بالبرلمان بالرغم‬
‫من الجهود المبذولة من أجل القيام بالمهام المنوطة بها‪ ،‬تبقى غير ملبية‬
‫لمتطلبات السيدات والسادة النواب وتطلعاتهم‪ ،‬ونظرا لعدم توفر هذه‬
‫المصلحة على ذوي االختصاص علما ان البرلمانات الدولية أصبحت‬
‫تحرص على توظيف موارد بشرية مؤهلة تقوم بعمليات البحث والتحليل‬
‫والتحضير لفائدة األنشطة والمهام التي يقوم بها ممثلو االمة‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك مازالت هذه البرلمانات تعاني ضعفا على مستوى‬
‫المشاركة في صنع السياسة الخارجية لبلدانها‪ ،‬وأمام ذلك يبقى البرلمان‬
‫‪87‬‬
‫االمريكي متميزا في هذا المجال‪.‬‬

‫‪87‬فاطمة الليلي‪ :‬الممارسة الدبلوماسية لمجلس النواب خالل الوالية التشريعية ‪ .4111-4111‬ص‪.011‬‬

‫‪98‬‬

You might also like