You are on page 1of 7

‫‪07‬‬

‫العلم – احلواس اخلمسة‬

‫تعريف العلم‬

‫ً َ َُ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫عرفة املعل ِ‬
‫وم‪،‬‬ ‫وال ِعلم اصطالحا‪ :‬م ِ‬ ‫العلمابلاقالين‪ ،‬وتبعه‬ ‫تعريفبكر‬ ‫وهذا احلد للقايض أيب‬
‫ألن َ ر‬‫َّ‬ ‫بأن فيه ً‬ ‫َّ‬ ‫ِّ ْ ر َ‬
‫أي إدراك ما من شأنه أن يعلم‪،‬‬ ‫املعلوم‬
‫عرفة‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫(‬‫دورا‪،‬‬
‫‪:‬‬ ‫االصطالح‬ ‫واعُتض‬
‫يف‬ ‫ِ‬ ‫)‬ ‫فع‪.‬ل ر‬
‫م‬ ‫ال‬ ‫و‬‫َ‬ ‫املصن‬
‫(‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ْر‬
‫ً ََ‬
‫لَع َما ُهوَ‬ ‫ً‬ ‫مشتق من العلم‪ ،‬فال يعرف املعلوم إال بعد‬
‫موجودا اكن أو معدوما‪،‬‬ ‫يعلم‪،‬‬
‫أن َمعىن‬ ‫ىلع‬ ‫شأنه‬
‫إدراك ما َ َّمن ٌ‬
‫مشتمل‬ ‫ق‬ ‫املشت‬
‫َّ‬
‫ألن‬ ‫معرفة)‪ ،‬أي‬
‫العلم‪،‬‬ ‫املعلومِ‬
‫َّ ً ر َ َ َ ر‬ ‫َ ِّ ً‬
‫ب ِ ِه يف الواقع‬ ‫)‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ىلع‬ ‫(‬ ‫ا‪،‬‬ ‫معدوم‬
‫املشتق منه مع زيادة‪ .‬وبأنه غري شامل لعلمِ اهلل‬ ‫أو‬ ‫اكن‬ ‫ا‬ ‫موجود‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اإلنسان أي ً‬
‫بأنه‬
‫تصورهغة وال‬ ‫إمجاًع‪ ،‬ال ل‬ ‫يسىم معرفة‬ ‫َ‬
‫كإدراك‬ ‫الواقع‪،‬ألنه ال‬
‫يفسبحانه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ما‬
‫زائد ال‬‫العالم) وهو‬ ‫وكإدراكىلعأنما هو به‬ ‫وبأن قول‪( :‬‬ ‫ناطق‪،‬‬ ‫اصطالحا‪.‬‬‫حيوان‬
‫حادث‪.‬إال كذلك‪.‬‬ ‫تعاىل تكون‬ ‫املعرفة ال‬ ‫ألناهلل‬ ‫سوى‬ ‫حاجة إيله‪،‬‬
‫‪07‬‬
‫العلم – احلواس اخلمسة‬

‫ُ‬
‫تعريف اجلهل‬

‫ََ‬ ‫َ ْ ُ َ ُّ ُ ي‬
‫اجلهل تصور الَّشءِ لَع‬
‫اتلعريف الشامل للقسمني‬ ‫َ ُ‬
‫الف ما ه َو ب ِ ِه يف الواقع‬
‫خ ِ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫اجلهل انتفاء العلم باملقصود‪،‬‬ ‫بعضهم وصف هذا‬ ‫تعريف َاجلهل‬
‫للقسمني أن يقال‪:‬‬ ‫واتلعريف الشامل‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ْ َ ُّ ر َّ‬
‫ُ َ َ‬ ‫الف َما ه َو بِ ِه) يف‬ ‫َ‬
‫( َواجلَهل تصور الَّش ِء ىلع ِخ ِ‬
‫أي ما من شأن ِه أن يقصد‬ ‫باجلهل املركب‬ ‫من‬
‫باملقصود‪ ،‬ماأيهومعاليه)‬‫العلم ْ (ىلع خالف‬‫النسخ‬ ‫اجلهلويفانتفاء‬
‫بعض‬ ‫الواقع‪.‬‬
‫َُْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫فيدرك‪ ،‬إما بأن لم يدرك‬ ‫درك‬ ‫بأن لم ي‬
‫وكإدراك‬
‫َّ‬
‫صاهل‪،‬‬
‫ر‬ ‫إما‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬ ‫ر‬
‫حيوان‬ ‫د‬ ‫ي‬
‫بأنه‬‫ف‬ ‫د‬ ‫قص‬
‫اإلنسان‬ ‫ي‬ ‫أن‬
‫كتصور‬
‫ً‬ ‫شأنِه‬
‫ً‬ ‫در َ ِ‬
‫صور هنا‬
‫ىلع‬ ‫ك‬ ‫باتل َ‬ ‫بأن ير‬
‫الفالسفة أن العالم قديم‪ .‬فاملراد‬
‫أصال وهو البسيط‪ ،‬أو‬
‫أصال وهو البسيط‪ ،‬أو بأن‬ ‫بينما اجلهل‬ ‫اتلصو رر املطلق الشامل للتصور الساذج وللتصديق‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫خالف َ‬ ‫ر‬
‫ُ َ َ‬ ‫وجعلوهو‬
‫اجلهل‬ ‫الواقع‪،‬‬ ‫املركب‪،‬‬‫عليه يف‬
‫هوباجلهل‬ ‫ماهذا‬‫وصف‬ ‫وبعض رهم‬
‫درك لَع خالف ما هو عليه‬ ‫ي‬ ‫البسيط عدم العلم‬ ‫حتت‬ ‫علمنا بما‬ ‫ً َّ‬ ‫عدم ر‬
‫وس ِّ َ‬
‫جهلني‪:‬‬ ‫كعدمفيه‬
‫بالَّشء‪ ،‬ألن‬
‫ِّم مركبا‬‫العلم‬ ‫البسيط‬
‫املركب‪.‬‬
‫يدخل يف‬ ‫األرضني وبما يف بطون ابلحار‪ ،‬وهذا ال‬
‫يف الواقع‪ ،‬وهو املركب‬ ‫بالَّشء‬ ‫ً‬
‫جهال‪.‬به‪.‬‬‫عندهجهل‬
‫يسىمبأنه‬
‫وجهل‬ ‫تعريفباملدرك‪،‬‬
‫املصنف‪ ،‬فال‬ ‫جهل‬
‫‪07‬‬
‫العلم – احلواس اخلمسة‬

‫أقسام العلم احلادث‬

‫رضوري‬

‫مكتسب‬ ‫أقسام العلم احلادث‬


‫ر‬ ‫َ ْ‬
‫(وال ِعلم) احلادث وهو علم املخلوق‬
‫العلم القديم علم‬ ‫ينقسم إىل قسمني‪ :‬رضوري ومكتسب‪.‬‬
‫اهلل ال يوصف بأنه‬ ‫وأما العلم القديم وهو علم اهلل سبحانه‬
‫رضوري وال‬ ‫وتعاىل‪ ،‬فال يوصف بأنه رضوري وال‬
‫مكتسب‬ ‫مكتسب‪.‬‬
‫‪07‬‬
‫العلم – احلواس اخلمسة‬

‫العلم الرضوري‬

‫تعريفه‬

‫َ ْ ََ ْ َ ْ ََ َ ْ ْ‬
‫الل بأن حيصل بمجرد اتلفات انلفس إيله‬
‫ما لم يقع عن نظ ٍر واستِد ٍ‬
‫(‪ )....‬ويوجد َّ ريف بعض النسخ َبعد ْ َ َ ْ َ‬
‫َْ‬ ‫َ ِّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫احلواس ْن‬
‫لمذكريقع ع‬ ‫وري) هو (ما‬ ‫الَّض ِ‬ ‫فالعلم (‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ ْر‬
‫احل َواس اخلم ِس الظاهرة‬ ‫اكلعلم َ‬
‫الواق ِِع بِإحدى‬ ‫ِ ِ‬ ‫بإحدى‬ ‫حيصلقول‪( :‬‬‫معطوف ىلع‬
‫بمجرد‬ ‫وهو بأن‬
‫الل)‬
‫ٍ‬
‫د)‪،‬‬
‫اسوتات ِر‬
‫ِ‬ ‫اخلمسظ(رأوواتل‬
‫ٍ‬ ‫ن‬
‫العلم الَّضوري اكلعلم‬
‫إىل‬ ‫َّ‬ ‫أن‬ ‫واملعىن‬ ‫)‪.‬‬ ‫اخلمس‬ ‫احلواس‬
‫إيله‪ ،‬اخلمس‪ ،‬واكلعلم احلاصل‬
‫ان‬ ‫اإلنس‬ ‫ر‬ ‫فيضط‬ ‫انلفساحلواس‬ ‫اتلفات بإحدى‬ ‫احلاصل‬
‫َْ يَ ُ‬ ‫وذلك‬
‫اهلل‬ ‫نفسه‪،‬صىل‬ ‫احلاصل عن‬
‫بوجود انليب‬ ‫يمكنه دفعه‬‫وذلك اكلعلم‬ ‫إدراكه ْوال‬
‫باتلواتر‪،‬‬
‫أو اتلوات ِر‪ :‬اكلعلم احلاصل بوجود انليب صىل اهلل عليه وسلم‬ ‫عليه وسلم‪َ ،‬وكظهور املعجزات ىلع ْ‬
‫يديهإح َدى‬
‫وعجز‬
‫اكل ِعل ِم الواقِ ِع) أي احلاصل (بِ‬ ‫(‬
‫اخللقِّ عن معارضته‪ .‬ومن العلوم الَّضورية العلم‬ ‫احل َ َ‬
‫اسة‬ ‫احلس‬
‫ر‬ ‫القوة‬
‫َّ‬ ‫بمعىن‬ ‫حاسة‬ ‫مجع‬ ‫)‬ ‫اس‬ ‫و‬
‫(اخل َ ْم ِس) َّ‬
‫أعظم من‬ ‫بأن اللك‬‫ً‬ ‫احلاصل ببديهة العقل‪ ،‬اكلعلم‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ابلاطنة‪.‬‬ ‫من‬ ‫ا‬‫احُتاز‬ ‫الظاهرة‪،‬‬
‫العلم احلاصل ببديهة العقل‪ :‬اكلعلم بأن اللك أعظم من اجلزء‬ ‫اجلزء‪ ،‬وأن انليف واإلثبات ال جيتمعان‪.‬‬
‫‪07‬‬
‫العلم – احلواس اخلمسة‬

‫احلواس اخلمسة‬

‫الشم‬ ‫ابلرص‬ ‫السمع‬

‫ٌ‬
‫قوة مودعة يف‬ ‫ٌ‬ ‫ابلصـر)‪ٌ ،‬‬ ‫ر‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ( َ‬
‫ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫يف‬ ‫مودعة‬ ‫اخلمسة‬
‫قوة‬
‫قوةَ َمودعة يف الزائدتني‬ ‫وهو‬ ‫احلواس‬ ‫الش َم)‪ ،‬وهو‬ ‫و‬ ‫(و‬
‫قوة مودعة يف‬ ‫تني‬
‫العصب ِ‬ ‫قوة مودعة يف‬ ‫الشب ٌ‬
‫القيان‬ ‫يت‬ ‫ادلماغ ٌ‬
‫اللتني‬ ‫ني‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫املجو‬‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫تني‬ ‫ب‬ ‫ص‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الع‬
‫يهتني‬ ‫ِ‬ ‫مقدم‬
‫(اليت ِه‪ :‬السمع)‪ :‬وهو قوة مودعة يف‬ ‫يف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫انلاتئتني‬
‫يََ‬
‫الزائدتني انلاتئتني‬ ‫ني يف‬
‫املجوفت ِ‬ ‫العصب املفروش يف‬ ‫إىلأي‬ ‫فيتأديان‬
‫الروائح‬
‫الصماخ‪،‬‬ ‫مقعربها‬‫يتفرقان‬
‫يدرك‬ ‫اثلدي‪،‬يف‬ ‫ادلماغ ثم‬
‫املفروش‬ ‫حبلميت‬
‫العصب‬ ‫يف‬
‫واأللوان‬
‫املتكيف‬ ‫اهلواء ر‬
‫األضواء‬ ‫بهما َ‬ ‫وصول‬ ‫بطريق ر‬
‫يدرك‬ ‫مؤخره‪ ،‬ير‬
‫العينني‪،‬‬
‫يف مقدم ادلماغ‬ ‫ادلماغ يدرك بهما‬ ‫مقعر الصماخ‬ ‫بطريق‬
‫ِ‬ ‫وات‬ ‫األص‬ ‫بها‬ ‫رَ َ‬ ‫درك‬
‫َ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫اهلل‬
‫الصم‪،‬وت‬ ‫خيلق‬
‫اخليشو‬
‫بكيفية‬ ‫مما‬ ‫ذلك‬
‫الراحئة إىل‬‫ِّ‬
‫ذيتكي ِف‬ ‫وغري‬ ‫واألشاكلالم‬
‫بكيفية ِء‬
‫ول اهلوا‬ ‫رو ر‬
‫ص‬
‫يدرك بها الروائح‬ ‫األضواء واأللوان‬ ‫يدرك بها األصوات‬ ‫ِ‬
‫كالعبد‬
‫عند‬
‫خيلق‬ ‫استعماله‬
‫اهلل اإلدرا‬
‫سبحان‬ ‫عند‬
‫وتعاىل‬ ‫انلفس أن‬
‫سبحانه‬
‫الصماخ‪ ،‬بمعىن‬ ‫إدراكهاهلليف‬ ‫خيلق‬ ‫إىل‬
‫واألشاكل‬ ‫القوة‪.‬عند ذلك‪.‬‬ ‫انلفس‬
‫اإلدراك يفتلكذلك‪.‬‬
‫‪07‬‬
‫العلم – احلواس اخلمسة‬

‫تابع احلواس اخلمسة‬

‫اللمس‬ ‫اذلوق‬
‫ٌ َّ ٌ‬ ‫َّ‬
‫( َوالل ْم رس)‪ ،‬وهو قوة منبثة يف مجيع ابلدن‪ ،‬يدرك بها‬
‫تابع احلواس اخلمسة‬
‫احلرارة والربودة والرطوبة وايلبوسة وحنو ذلك عند‬
‫ٌ يٌ‬ ‫ٌ يٌ‬ ‫وتعاىل‬ ‫سبحانه‬ ‫االتصال رواالتلماس‪ٌ ،‬خيلق َّ ٌ‬
‫اهلل‬ ‫َ َّ‬
‫قوة منبثة يف مجيع ابلدن‪،‬‬ ‫قوة منبثة يف العصب‬ ‫(واذلوق) وهو قوة منبثة يف العصب‬
‫النسخ ير ر‬
‫تقديم اللمس‬ ‫اإلدراك عند ذلك‪ .‬ويف ْ بعض‬
‫يدرك بها احلرارة والربودة‬ ‫ج ْر ِم اللسان‪،‬‬
‫املفروش لَع ِ‬
‫بها‬ ‫درك‬ ‫اللسان‪،‬‬
‫وهذه احلواس اخلمس الظاهرة ه‬
‫ىلع ِجرمِ‬ ‫املفروش‬
‫ىلع ُّالشم واذلوق‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫اليتأث يف‬
‫بتها‬ ‫اللعابيةاليت‬ ‫وأما القوة‬
‫احلواس ابلاطنة‬ ‫بمخالطة‬
‫عوم‪،‬بوجودها‪،‬‬ ‫الط‬
‫املقطوع‬
‫والرطوبة وايلبوسة‬ ‫يدرك بها الطعوم‬ ‫العصب‪ ،‬خيلق‬
‫إىلألنها لم تقم‬
‫ر‬
‫الفم للمطعوم ووصوهلاَّ‬
‫دالئلها‬ ‫السنة؛‬ ‫الفالسفة فال يثبتها أهل‬
‫ذلك‪.‬أن‬
‫املصنف ىلع‬ ‫وتعاىلودل الكم‬
‫اإلدراك عند‬ ‫اإلسالمية‪.‬‬ ‫اهللاألصول‬
‫سبحانه‬ ‫ىلع‬
‫العلم احلاصل من هذه احلواس غري اإلحساس‪.‬‬

You might also like