You are on page 1of 159

‫الوساطـــــــــــة‬

‫وفقًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي‬


‫واإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪8112‬‬

‫كوثـر سعيد عدنـان خالـد‬


‫مدرس القانون التجاري والبحري‬
‫كلية احلقوق – جامعة بنها‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ملخص‪:‬‬
‫استحدث قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ 8112‬موضوع الوساطة وأنشأ إدارة جديدة تسمى بإدارة اإلفالس وخصها بمباشرة‬
‫إجراءات الوساطة في طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي من اإلفالس وشهر‬
‫اإلفالس‪ ،‬ويقوم بدور الوسيط قاضي اإلفالس الذي يقوم بتقريب وجهات النظر بين‬
‫األطراف المتنازعة وكذلك اقتراح الحلول المالئمة إلنهاء النزاع‪.‬‬
‫وتعد الوساطة وسيلة لتسوية المنازعات بين المدين المتعثر ودائنيه‪ ،‬تنتهي‬
‫بإبرام اتفاق تسوية يوقعه أطرافه ويصدق عليه رئيس إدارة اإلفالس‪ ،‬ويمنحه قوة السند‬
‫التنفيذي‪.‬‬
‫وتهدف الوساطة إلى تخفيف العبء عن المحاكم‪ ،‬كما تهدف إلى األخذ بيد‬
‫المشروع المتعثر ومساعدته على النهوض من كبوته‪ ،‬وحصول الدائنين على حقوقهم‬
‫بشكل مرضي بما يحقق المساواة بين الطرفين‪ ،‬والمحافظة على استمرار العالقات‬
‫الودية بين الطرفين‪.‬‬
‫والهدف األسمى للوساطة هو المحافظة على استمرار المشروعات التجارية‬
‫واستمرار عقود العاملين بها واستمرار اإلنتاج‪ ،‬وعدم الزج بتلك المشروعات المتعثرة إلى‬
‫شهر اإلفالس وتبعاته السلبية التى تلحق االقتصاد القومي بالضرر‪.‬‬
‫وقد قمنا بعمل زيارات ميدانية إلدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية بالقاهرة‬
‫وطنطا للوقوف على الجانب التطبيقي للوساطة‪ ،‬ووجدنا أنه قد نجحت الوساطة في‬
‫إنهاء العديد من المنازعات والخالفات بصفة ودية من خالل قضاة اإلفالس‪.‬‬
‫وانتهينا من البحث إلى أهمية صدور الئحة تنظم سير إجراءت الوساطة‬
‫إلغفال المشرع وضع أحكام تفصيلية لذلك وكذلك توقيع جزاء على المدين الذي يمتنع‬
‫عن تنفيذ اتفاق التسوية الناتج عن الوساطة‪ ،‬مع السماح لجميع دائني المدين من‬
‫حضور جلسات الوساطة واالعتراض على اتفاق التسوية إذا رتب له ضرر‪ ،‬ووجوب‬
‫أن يقوم الوسيط بتقييم الوضع المالي للمدين قبل البدء في إجراءات الوساطة وال تتم‬
‫الوساطة إذا كانت ديون المدين تستغرق أصوله‪ ،‬إعماالً بمبدأي الشفافية والمساواة بين‬
‫الخصوم‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫مقدمـــــــة‬
‫كبير في الحياة االقتصادية ولها تأثيرها الكبير على‬‫دور ًا‬‫تؤدي التجارة ًا‬
‫اقتصاديات الدول‪ ،‬لذلك فإن تعثر التجار أو توقفهم عن سداد ديونهم التجارية له أثره‬
‫السلبي الكبير على االقتصاد القومي‪.‬‬
‫وقد عاملت التشريعات المتقدمة التاجر المتوقف عن سداد ديونه التجارية بقسوة‬
‫وشدة ومن ذلك قانون التجارة الملغي الصادر في ‪ ،1223‬وقانون التجارة الجديد رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ ،1111‬والتي تقضي بصدور حكم بشهر إفالسه يستتبعه غل يده عن إدارة‬
‫أمواله وتصفية ممتلكاته وبيعها بالمزاد العلني وتوزيع ناتجها على الدائنين قسمة غرماء‪.‬‬
‫وقد دفع ذلك االمر التجار إلى توقي شهر اإلفالس بكافة الطرق‪ ،‬إال أنه في‬
‫كثير من األحيان يتوقف التاجر عن سداد ديونه التجارية نتيجة تعرضه لضائقة مالية‬
‫مستحكمة يتزعزع معها إئتمانه وينبىء عن مركز مالي مضطرب ‪ ،‬مما يدفع دائنيه‬
‫لرفع دعوى شهر إفالس ضده نتيجة تعرض حقوقهم للخطر‪ ،‬ولخشيتهم من قيام المدين‬
‫بتهريب أمواله‪ ،‬ومتى تحققت شروط شهر اإلفالس تقضي به المحكمة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يترتب عليه تصفية وانهاء العديد من المشروعات التجارية‪.‬‬
‫وحيال كثرة أحكام اإلفالس‪ ،‬وما يستتبعه ذلك من إنهاء وتصفية العديد من‬
‫المشروعات‪ ،‬وزيادة البطالة نتيجة إنهاء عقود العمل للعمال بهذه المشروعات‪ ،‬والتأثير‬
‫السلبي لذلك على االقتصاد القومي‪ .‬ظهر فكر جديد يهدف إلى معاونة المشروعات‬
‫المتعثرة واألخذ بيدها إلنقاذها من اإلفالس والمحافظة عليها وعلى العاملين بها‬
‫واستمرار تشغيلها‪.‬‬
‫وقد تبع وقوع األزمة المالية العالمية عام ‪ 8112‬تعثر العديد من المشروعات‬
‫بدال من شهر‬
‫والشركات التجارية وبدت الحاجة ملحة إلى إنقاذ المشروعات المتعثرة ً‬
‫إفالسها‪ ،‬ويتسق ذلك مع اتساع التجارة الخارجية‪ ،‬وحجم المعامالت الدولية وانتشار‬
‫الشركات متعددة الجنسيات والشركات األم وفروعها المنتشرة في بقاع العالم المختلفة‪،‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫مؤكدا أن تعثر أي شركة أو مشروع منها‪ ،‬قد يؤثر على االقتصاد الوطني أو‬
‫ً‬ ‫وقد بات‬
‫ربما العالمي(‪.)1‬‬
‫وقد أصدرت فرنسا القانون رقم ‪ 8118 – 248‬في ‪ 82‬يوليو ‪ 8118‬إلنقاذ‬
‫المشروعات المتعثرة(‪ ،)8‬والذى دخل حيز النفاذ في ‪ 1‬يناير ‪ .8112‬وقد أتى هذا‬
‫القانون بثمة حل ودي يسمى بالتوفيق ‪ ،Conciliation‬والذى يعتمد على منح المدين‬
‫مكنة تسوية ديونه مع دائنيه بالطريق الودي‪ ،‬بمساعدة موفق تعينه المحكمة بشرط أال‬
‫يوما‪ ،‬وبذلك يقي التوفيق‬
‫يكون متوقف عن دفع ديونه لمدة تزيد عن خمسة وأربعين ً‬
‫المدين شهر اإلفالس(‪.)3‬‬
‫والتوفيق مرهون بأن يثبت المدين أنه يواجه صعوبة أو تعذر قانوني أو‬
‫اقتصادي أو مالي مؤكد أو متوقع الحدوث وفي هذه الحالة يتم تعيين موفق يقوم‬
‫بتوفيق أوضاع المدين مع دائنيه‪ ،‬والذى يتلخص مضمونه إما في مد أجل الديون التى‬
‫اقترتب مواعيد استحقاقها أو التنازل عن بعض الديون من قبل الدائنين(‪.)4‬‬
‫كما أن المشرع اإلنجليزي أدخل تعديالت على قانون اإلعسار بهدف إنقاذ‬
‫الشركات المتعثرة‪ ،‬حيث أن قانون اإلعسار الصادر في عام ‪ 1122‬أخضع الشركات‬
‫المتعثرة ألحد اإلجراءات اآلتية‪ :‬اإلدارة القضائية أو التسوية الودية أو التصفية‪.‬‬
‫ماليا مع دائنيها‪ ،‬وبمقتضاه‬
‫والتسوية الودية يقصد بها اتفاق تبرمه الشركة المضطربة ً‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬خليل فيكتور تادرس‪ :‬الطرق الودية والقضائية إلنقاذ المشروعات المتعثرة من اإلفالس‪ .‬دراسة‬
‫مقارنة على ضوء القانون الفرنسي رقم ‪ ،8118-248‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫نشر‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ )8‬راجع التطور التشريعي لتنظيم اإلفالس في القانون الفرنسي لدى‪ :‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ :‬قانون‬
‫األعمال‪ .‬الجزء الخامس‪ .‬اإلفالس ووسائل حماية المشروعات المتعثرة في القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ ،8112‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص ‪.13-11‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬خليل فيكتور تادرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81-12‬‬
‫(‪ )4‬د‪ /‬سميحة القليوبي‪ :‬األسس القانونية لتنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،8111 ،‬ص ‪.11 ،1‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 353 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫تحاول الشركة تجنب نتائج تعثرها وتوقفها عن الدفع‪ .‬والهدف من ذلك مساعدة‬
‫الشركات المتعثرة على النهوض واعادة األوضاع إلى ما كانت عليه الشركة من رواج‬
‫وازدهار(‪.)1‬‬
‫ائعا في الواليات‬
‫وقد أصبح استخدام الحلول البديلة لتسوية منازعات اإلعسار ش ً‬
‫المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث أن أساس القانون هو منح المدين بداية جديدة بما يضمن أن‬
‫الدائنين يتم التعامل معهم بإنصاف فأدخل القانون ما يعرف بإعادة التنظيم (أي السماح‬
‫بالمفاوضات بين المدين والدائنين مما يؤدي إلى وضع خطة إعادة التنظيم)‪ .‬ووفقًا‬
‫للمادة ‪(3‬ب) من قانون حل النزاعات البديل ‪ ADR‬لعام ‪ 1112‬يحق للمحاكم المحلية‬
‫استخدام حل النزاع البديل في جميع الدعاوى المدنية بما في ذلك حاالت اإلفالس بما‬
‫في ذلك الوساطة‪ ،‬والتقييم المحايد المبكر‪ ،‬والمحاكمة المصغرة والتحكيم‪ .‬ويعتبر‬
‫شيوعا‪،‬‬
‫ً‬ ‫استخدام الوساطة فى حاالت اإلفالس في الواليات المتحدة هو الشكل األكثر‬
‫بما يسمح بالحفاظ على استمرار الشركة والحفاظ على مصالح دائنيها(‪ .)8‬واآلن ‪%21‬‬
‫من جميع دوائر محاكم اإلفالس لديها حكم الوساطة المحلية‪ ،‬حيث أصبحت الوساطة‬
‫خصوصا مع وجود االلتزام‬
‫ً‬ ‫أداة مهمة في كثير من الحاالت المتعلقة باإلفالس‬
‫بالسرية(‪.)3‬‬
‫تطور التشريعات التى تنظم اإلفالس يف القانون املصري‪:‬‬
‫في البداية نظم المشرع أحكام اإلفالس في المجموعة التجارية الصادرة عام‬
‫نقال عن القانون الفرنسي الصادر عام ‪ 1232‬والتى اتسمت‬
‫‪ 1223‬والتى كانت ً‬
‫نصوصها بالجمود في معالجة مسائل اإلفالس والقسوة فى معاملة المدين‪ ،‬وهو ما أدى‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬حسين الماحي‪ :‬تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،8111 ،‬ص ‪.2 ،1‬‬
‫‪(2( Remigijus Jokubauskas: Alternative Dispute Resolution in Insolvency,‬‬
‫‪Societal Studies, Research Journal, Vol 9, No2, (2017), P. 251-252.‬‬
‫‪(3) Donald L. Swanson: U. S. District Court's Local Mediation Rule in‬‬
‫‪Bankruptcy Court: Iowa and Minnesota Examples, The Iowa Lawyer,‬‬
‫‪February, 2019, P.16.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫إلى تدخل المشرع بإجراء تعديالت‪ ،‬فأصدر قانون الصلح الواقي من اإلفالس في‬
‫‪ 1111/3/82‬المعدل في ‪ ،1112/18/84‬وظل سارًيا حتى ألغاه المشرع وأستعيض‬
‫عنه بالقانون رقم ‪ 82‬لسنة ‪.)1(1148‬‬
‫ثم صدر قانون التجارة رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 1111‬والذى ألغيت بمقتضاه كل القوانين‬
‫السابقة‪ ،‬وقد نظم اإلفالس في الباب الخامس منه المواد (‪.)118-881‬‬
‫ويالحظ أن نصوص اإلفالس التى نظمها قانون التجارة رقم ‪ 11‬لسنة ‪1111‬‬
‫تبنت نفس الفلسفة التى كانت سائدة في القانون السابق‪ ،‬وما زالت مصلحة اإلبقاء على‬
‫المشروع وتوقي تعثره ووقوعه فى كبوة اإلفالس المؤدية إلى تصفيته‪ ،‬ال تأتي في مقدمة‬
‫أولوياته(‪ .)8‬وظل اعتبار اإلفالس جريمة لها أثر خطير على اقتصاد البالد يترتب عليه‬
‫معاقبة المفلس في حاالت معينة ويحرم من بعض الحقوق السياسية والمهنية وذلك‬
‫بقصد حث التجار على الوفاء بديونهم التجارية فى مواعيد استحقاقها حماية للدائنين‬
‫بالدرجة األولى(‪.)3‬‬
‫وفي ضوء ذلك تعالت األصوات على أهمية تدخل المشرع المصري لتنظيم‬
‫قواعد اإلفالس وفقًا للقوانين المقارنة‪ ،‬وقد كان من أهم األسباب التى أدت إلى ضرورة‬
‫تحديث قواعد اإلفالس وجود صعوبة كبيرة في تصفية أموال المفلس في ظل القانون‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،1111‬إذ استغرقت سنوات طويلة‪ ،‬وحازت مصر عام ‪ 8113‬ترتيب‬
‫متأخر للغاية في مؤشر تسوية حاالت اإلفالس‪ ،‬لتحتل المرتبة الـ ‪ 142‬من بين ‪121‬‬
‫دولة مما عكس هشاشة الثقة في النظام القانوني المصري المعالج لحاالت اإلفالس‬
‫وتسويتها(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ :‬حدود سلطة قاضي التفليسة‪ .‬في ضوء القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪8112‬‬
‫بشأن تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫نشر‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )4‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.2‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬املتعلق بتنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‪:‬‬
‫كانت االنطالقة نحو إصالح منظومة اإلفالس إثر عقد المؤتمر اإلقليمي‬
‫إلصالح نظام اإلفالس في كل من مصر واألردن في الفترة من ‪ 88-14‬سبتمبر‬
‫‪ 8114‬باألردن والذى نظمه المركز العربي لحكم القانون والنزاهة برعاية المبادرة الشرق‬
‫أوسطية األمريكية إلصالح نظم اإلفالس في الشرق األوسط بمشاركة ممثلين من البنك‬
‫الدولي واألمم المتحدة(‪.)1‬‬
‫وقد عكفت الجهات المعنية فى مصر على دراسة توصيات هذا المؤتمر‬
‫لوضعها موضع التنفيذ‪ ،‬وتم صياغتها في قانون وافق عليه مجلس الوزراء بجلسته رقم‬
‫‪ 82‬المنعقدة بتاريخ ‪ ،8112/18/88‬وتم عرضه على مجلس النواب الذى وافق عليه‬
‫بجلسته العامة التى انعقدت بتاريخ ‪ 1‬يناير ‪ ،)8(8112‬ليصدر القانون بتاريخ ‪11‬‬
‫فبراير ‪ ،8112‬والذى يحمل اسم "قانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار قانون تنظيم‬
‫إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس"(‪ .)3‬و‬
‫اختصار سوف نطلق عليه قانون اإلفالس‬
‫ًا‬
‫في هذا البحث‪.‬‬
‫وقد نصت المادة الرابعة (مواد اإلصدار) من هذا القانون على أن يلغى الباب‬
‫الخامس من قانون التجارة الصادر بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ .1111‬ويتكون القانون من‬
‫‪ 828‬مادة مقسمة على أربع أبواب‪ :‬الباب األول بعنوان أحكام عامة‪ ،‬والباب الثاني‬
‫بعنوان‪ :‬الطلبات التى تقدم إلى إدارة اإلفالس‪ ،‬والباب الثالث بعنوان‪ :‬تصفية موجودات‬
‫الشركة‪ ،‬والباب الرابع‪ :‬خصص لرد االعتبار والعقوبات‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1 ،2‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )3‬الجريدة الرسمية‪ -‬العدد ‪ 1‬مكرر (د) في ‪ 11‬فبراير سنة ‪.8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ويظهر التطور الكبير في الفلسفة التشريعية لقانون اإلفالس الجديد‪ ،‬فبعد أن‬
‫كانت قوانين اإلفالس تميل إلى رعاية مصالح الدائنين‪ ،‬أصبحت تحمي مصالح‬
‫الطرفين بطريقة أكثر توازًنا بهدف تفادي إفالس المنشأة(‪.)1‬‬
‫ونظر لحداثة القانون والرغبة في متابعة تنفيذه‪ ،‬فقد أصدر وزير العدل القرار‬
‫ًا‬
‫رقم ‪ 1221‬لسنة ‪ 8112‬بشأن تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ أحكام قانون تنظيم إعادة‬
‫الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ .‬وعلى إثر ذلك تم تعدل بعض أحكام هذا القانون وتم‬
‫إضافة نصوص جديدة والغاء بعض النصوص‪ ،‬وذلك بمقتضى "القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ 8181‬بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‬
‫والقانون الصادر به رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8("8112‬‬
‫وقد تضمنت المذكرة اإليضاحية للقانون على أنه "ولما كانت المخاطر التجارية‬
‫قد ازدادت في الوقت الراهن وازدادت معها حاالت تعثر الشركات والتجار عن الوفاء‬
‫بالتزاماتهم مما يستتبع شهر إفالسهم وما تتركه هذه الظاهرة من آثار سلبية على‬
‫المستوى االقتصادي بعامة وعلى المدين والدائنين بخاصة‪ ،‬وعليه فقد باتت الحاجة‬
‫ملحه إلى وجود قانون مرن خاص باإلفالس واعادة الهيكلة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار فقد أعد مشروع القانون المرافق ليتواكب ويتوافق مع‬
‫المتطلبات المحلية ويحقق المعايير الدولية بما يتماشى مع الطبيعة القانونية‬
‫واالجتماعية للمجتمع المصري‪ ....‬مما يؤدي في النهاية إلى بث الطمأنينة لدى‬
‫جاذبا لالستثمار"(‪.)3‬‬
‫صحيا ً‬
‫ً‬ ‫مناخا‬
‫المستثمرين األجانب والوطنيين ويخلق ً‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬حنان عبدالعزيز مخلوف‪ :‬إعادة هيكلة المشروعات المتعثرة وفقًا ألحكام القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ 8112‬بشأن تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬مجلة الفكر القانوني واالقتصادي‪،‬‬
‫كلية الحقوق – جامعة بنها‪ ،‬السنة التاسعة – العدد األول ‪ ،8111‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )8‬الجريدة الرسمية – العدد ‪ 12‬مكرر (و) في ‪ 82‬إبريل سنة ‪.8181‬‬
‫(‪ )3‬المذكرة اإليضاحية لمشروع القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار قانون تنظيم إعادة الهيكلة‬
‫والصلح الواقي واإلفالس ‪ ،‬ص‪.1‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وقد استحدث القانون تنظيم إعادة الهيكلة المالية واإلدارية للمشروعات‪ ،‬وتبسيط‬
‫إجراءات ما بعد اإلفالس‪ ،‬وحماية مصالح الدائنين وذلك بإشراكهم في تصفية أموال‬
‫التفليسة‪ ،‬واستحدث القانون آليات قانونية لتصفية أموال التفليسة(‪.)1‬‬
‫أمر في غاية األهمية وهو الوساطة في طلبات إعادة‬
‫وقد استحدث القانون ًا‬
‫الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬وكذلك نظم الوساطة بعد شهر اإلفالس للوصول إلى‬
‫الصلح‪ ،‬وهو موضوع بحثنا‪.‬‬
‫أهمية موضوع البحث‪:‬‬
‫نظر‬
‫لقد أخترنا موضوع الوساطة في قانون اإلفالس ليكون موضوع بحثنا‪ً ،‬ا‬
‫ألنه يعتبر أحد مستجدات قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪،‬‬
‫فالوساطة وسيلة ودية لتسوية المنازعات التجارية بين المدين ودائنيه‪ ،‬أوجدها المشرع‬
‫لتقليل أحكام شهر اإلفالس إلى أقصى حد ممكن من أجل الحفاظ على استمرار تشغيل‬
‫الشركات والمصانع والمنشآت التجارية واستمرار اإلنتاج وانتظام العمالة‪ ،‬وعدم الزج‬
‫بتلك المنشآت إلى البيع والتصفية وانهاء عقود العمال بها وتوقف اإلنتاج نتيجة ألحكام‬
‫شهر اإلفالس وتوزيع ناتج التصفية وقسمة الغرماء‪ .‬وال شك أن ذلك كان يلحق‬
‫االقتصاد المصري بضرر بالغ‪ ،‬يستتبعه عزوف المستثمرين(األجانب والوطنيين) عن‬
‫استثمار أموالهم في مصر خشية مرورهم بفترة تعثر تصفى أموالهم وتباع ممتلكاتهم‬
‫بالمزاد العلني على إثرها‪.‬‬
‫ومن هنا تأتي الوساطة للتقريب بين وجهات النظر المختلفة من أجل التوصل‬
‫لحل توافقي بين األطراف يدفع عن المشروع التجاري خطر اإلفالس‪ ،‬ويساعده على‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫تغيير جوهرًيا في القواعد الموضوعية‬
‫ويرى جانب من الفقه أن القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬لم يحدث ًا‬
‫الواردة في الباب الخامس من قانون التجارة رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 1111‬في شأن نظام شهر اإلفالس‬
‫والصلح الواقي منه وال في مفهومها القانوني‪ .‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪14‬؛ د‪ /‬حسين‬
‫الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12 ،11‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫النهوض من عثرته‪ ،‬ويمكن الدائنين من الحصول على حقوقهم‪ ،‬ويحافظ على فرص‬
‫العمل المتاحة‪ ،‬ليحمي المصالح االجتماعية المرتبطة بالمشروع(‪.)1‬‬
‫وتظهر أهمية قيام المشرع بإدخال نظام الوساطة بهدف تقليل حاالت اللجوء‬
‫إلى إقامة دعاوى قضائية‪ ،‬وتشجيع المشروع المتعثر أو المتوقف عن الدفع إلى اللجوء‬
‫للوسيط بما يضمن عدم الزج به في دعاوى تؤثر على سمعته التجارية(‪ .)8‬وكذلك يهدف‬
‫نظام الوساطة إلى الحد من تكدس القضايا داخل المحاكم(‪.)3‬‬
‫وتزداد أهمية الوساطة فى أعقاب تبعات فيروس كورونا "كوفيد ‪ ،"11‬والذى‬
‫رتب أزمات اقتصادية على المستوى العالمي بصفة عامة‪ ،‬وعلى المستوى الوطني‬
‫بصفة خاصة‪ ،‬حيث أصبحت العديد من المشروعات مهددة باإلفالس والتصفية‪ ،‬نتيجة‬
‫نظر لتوقف اإلنتاج وقلة القدرة الشرائية لدى المستهلكين‪،‬‬
‫عدم قدرتها على سداد ديونها‪ً ،‬ا‬
‫وتأتي أهمية الوساطة لتحافظ على استمرار هذه المشروعات واستمرار تشغيلها من‬
‫خالل إبرام اتفاقات تسوية مع الدائنين بما ال يضر بحقوقهم‪ ،‬والحفاظ على العمالة‬
‫داخل هذه المشروعات وعدم إنهاء عقودهم بالتبعية للتصفية إذا تمت‪ ،‬ولهذا اإلجراء‬
‫أثره الكبير في جذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬ألن المستثمر األجنبي سوف يعلم أنه إذا‬
‫تعرض للتعثر فإن تشريعات الدولة تساعده على النهوض وتدعم استمرار مشروعه‪.‬‬
‫وقد جعل المشرع الوساطة إجبارية فى كل من طلبات إعادة الهيكلة والصلح‬
‫الواقي من اإلفالس وشهر اإلفالس ونظمها بالمواد (‪ .)18-3‬وتتم الوساطة من خالل‬
‫وسيط (قاضي اإلفالس)‪ ،‬والهدف منها تسوية المنازعات بطريقة ودية والتوصل إلى‬
‫اتفاق يبرم بين األطراف المتنازعة يعتمده رئيس إدارة اإلفالس ويمنحه قوة السند‬
‫التنفيذي‪ ،‬ويكون لألطراف تنفيذ االتفاق بعد ذلك دون حاجة لصدور حكم قضائي‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.381‬‬


‫(‪ )8‬المذكرة اإليضاحية لمشروع القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار قانون تنظيم إعادة الهيكلة‬
‫والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )3‬نشرة مجلس النواب‪ ،‬الفصل التشريعي األول – دور االنعقاد العادي الثالث – العدد السادس‪11 ،‬‬
‫من جماد أول سنة ‪1431‬هـ‪ 81-‬من يناير سنة ‪ ،8112‬ص ‪.31‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وتسمح الوساطة للمدين باالستمرار في ممارسة نشاطه التجاري مع الحفاظ‬


‫على العالقات الودية بينه وبين خصمه‪ ،‬وتمنع تصفية العديد من المشروعات‪ .‬كما‬
‫تتميز الوساطة بالمرونة والسرعة وخفض المصروفات باإلضافة إلى مباشرتها من‬
‫خالل وسيط قضائي (قاضي اإلفالس)‪.‬‬
‫وبمراجعة إدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية بالقاهرة وطنطا وجدنا أن هناك‬
‫برم اتفاقات‬
‫عدد كبير من طلبات اإلفالس قد تم إنهاءها نتيجة نجاح الوساطة وا ا‬
‫تسوية‪ .‬ومن ثم تكون الوساطة وسيلة ودية إلنهاء النزاعات وتجنب المدين شهر‬
‫اإلفالس‪.‬‬
‫وكما نظم المشرع بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬الوساطة في طلب شهر‬
‫أيضا الوساطة بعد شهر اإلفالس للوصول إلى الصلح بين المدين‬ ‫اإلفالس‪ ،‬نظم ً‬
‫ودائنيه وذلك بمقتضى المواد (‪ )121-112‬بما يعطي للمدين المفلس والدائنين مرونة‬
‫بعيدا عن إج ارءات التفليسة وذلك بإمكانية تنازل المدين عن‬
‫فى تسوية الديون المستحقة ً‬
‫محددا شروط‬
‫ً‬ ‫كل أو بعض من أمواله مقابل تنازل الدائنين عن ديونهم أو جزء منها‪،‬‬
‫إبرامه وآثاره وطرق تنفيذه وابطاله(‪.)1‬‬

‫الصعوبات اليت واجهت البحث‪:‬‬


‫نظر لحداثة موضوع الوساطة فى مسائل اإلفالس لم نجد مراجع فقهية‬ ‫ًا‬
‫متخصصة بشأنه والتى تعد من الصعوبات التى واجهت البحث‪ ،‬وكذلك إغفال القانون‬
‫وضع تنظيم لسير إجراءات الوساطة‪ ،‬وعدم صدور الئحة تنفيذية للقانون توضح ذلك‪.‬‬
‫كما أنه من الصعوبات التي واجهتنا عدم نشر الق اررات واتفاقات التسوية‬
‫الصادرة في طلبات الوساطة لكونها قاصرة على أطرافها‪ ،‬األمر الذي وجدنا معه‬

‫(‪ )1‬المذكرة اإليضاحية لمشروع القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار قانون تنظيم إعادة الهيكلة‬
‫والصلح الواقي واإلفالس‪.‬؛ ونشرة مجلس النواب‪ ،‬الفصل التشريعي األول – دور االنعقاد العادي‬
‫الثالث – العدد السادس‪ ،‬ص ‪.44‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫صعوبة في الحصول على بعض اتفاقات التسوية والمذكرات والق اررات بشأن بعض‬
‫الطلبات‪.‬‬
‫وعليه قمنا بعمل زيارات ميدانية لكل من إدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية‬
‫بالقاهرة وطنطا(‪ ،)1‬للوقوف على إجراءات مباشرة الوساطة من الناحية العملية‪ ،‬ودور‬
‫الوسيط فى إنهاء المنازعات ومدى نجاح الوساطة في ذلك‪.‬‬
‫خطـــة البحـــث‪:‬‬
‫سوف نقوم بتناول موضوع الوساطة في قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪8112‬‬
‫في أربعة فصول‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية الوساطة والتمييز بينها وبين غيرها من المفاهيم‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬إجراءات الوساطة‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬آثار الوساطة‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الوساطة بعد شهر اإلفالس‪.‬‬

‫(‪ )1‬قمنا بعمل عدة زيارات‪ ،‬وقد كانت آخر زيارة لمحكمة القاهرة االقتصادية بتاريخ‬
‫السبت‪ ،8181/1/11‬وآخر زيارة لمحكمة طنطا االقتصادية بتاريخ األربعاء ‪.8181/1/14‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الفصل األول‬
‫ماهية الوساطة والتمييز بينها وبني غريها من املفاهيم‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫تحتل الوساطة بصفة عامة كوسيلة ودية لتسوية المنازعات أهمية كبيرة بين‬
‫دول العالم المختلفة(‪)1‬؛ فنجد أن لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي‬
‫(اليونسترال) قد أصدرت "اتفاقية األمم المتحدة بشأن اتفاقات التسوية الدولية المنبثقة‬
‫من الوساطة" في إبريل ‪ 8111‬وذلك لتسوية المنازعات التى تنشأ في سياق العالقات‬
‫التجارية الدولية تسوية ودية"(‪ ،)8‬ودخلت حيز النفاذ في ‪ 18‬سبتمبر ‪.)3(8181‬‬
‫كذلك قام البرلمان األوروبي بإصدار التوجيه رقم ‪ 8112/88‬في ‪ 81‬مايو‬
‫‪ 8112‬بشأن جوانب معينة من الوساطة في األمور المدنية والتجارية(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬حول بداية ظهور الوساطة وتطورها في المجتمعات القديمة‪ ،‬ثم في اإلسالم‪ ،‬ثم في القانون‬
‫أخير في التشريعات الحديثة‪ .‬راجع‪ :‬د‪ /‬بوسماحة الشيخ ود‪ /‬بقدار كمال‪ :‬النظام القانوني‬
‫الدولي‪ ،‬و ًا‬
‫للوساطة‪ ،‬مجلة مقاربات العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬المجلد التاسع‪ ،8118 ،‬ص ‪ 181‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫(‪ )8‬جاءت هذه االتفاقية في إطار سعي اليونسترال إلى التنسيق والتوحيد التدريجيين للقانون التجاري‬
‫الدولي‪ ،‬وقد أقيم حفل التوقيع على اإلتفاقية في سنغافورة في ‪ 1‬أغسطس ‪ 8111‬ولذلك تمت‬
‫التوصية بأن تعرف االتفاقية باسم اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة‪ .‬وكذلك تم إدخال تعديالت‬
‫على قانون اليونسترال النموذجي للتوفيق التجاري الدولي الصادر في ‪ 8118‬بمقتضى قانون‬
‫اليونسترال النموذجي بشأن الوساطة التجارية الدولية واتفاقات التسوية الدولية المنبثقة من الوساطة‬
‫لعام ‪.8112‬‬
‫(‪ )3‬للمزيد من التفاصيل حول هذه االتفاقية راجع‪ :‬د‪ /‬محمد سالم أبو الفرج‪ :‬اتفاقية سنغافورة للوساطة‬
‫ومنازعات االستثمار الدولي‪ :‬د ارسة تحليلية لالتفاقية وتحديات الوساطة في منازعات االستثمار‪،‬‬
‫المجلة القانونية ‪ ،‬يناير ‪ ،8181‬ص ‪ 118‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬وفقًا لهذا التوجيه قامت فرنسا بإصدار مرسوم قانون من أجل إدخال نصوص هذا التوجيه إلى‬
‫تشريعها الداخلي‪ ،‬تم التوقيع عليه بتاريخ ‪ 12‬نوفمبر ‪ 8111‬بشأن الوساطة والنشاط القضائي في‬
‫تفصيال‪:‬‬
‫ً‬ ‫شؤون األسرة‪ .‬راجع في ذلك‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫عددا من الدول نظمت الوساطة كآلية‬


‫وعلى الصعيد العربي نجد أن هناك ً‬
‫لتسوية المنازعات ضمن تشريعاتها‪ ،‬فنجد األردن أدخلت الوساطة بالقانون رقم ‪18‬‬
‫لسنة ‪ ،8112‬والمغرب بالقانون رقم ‪ 1218‬لسنة ‪ ،8111‬والجزائر عام ‪ 8112‬أدخلت‬
‫الوساطة ضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية (الفصل الثاني)‪ ،‬ولبنان التى‬
‫أصدرت القانون رقم ‪ 28‬لنسة ‪ 8112‬بشأن الوساطة المدنية والتجارية(‪.)1‬‬
‫وفي ظل القانون األمريكي ومن أجل تخفيف العبء عن محاكم اإلفالس‪ ،‬تتم‬
‫الوساطة كجزء من إدارة الدعاوى المرفوعة أمام المحكمة‪ ،‬بهدف إنهاء المطالبات‬
‫بالتوافق من خالل إجراءات مبسطة‪ ،‬وهي غير ملزمة لألطراف ما لم يختاروا االلتزام‬
‫بها(‪ .)8‬وفي حالة إتمام الوساطة يتم تحرير إتفاق تسوية فى الجلسة األخيرة يخضع‬
‫لموافقة المحكمة(‪.)3‬‬
‫أما عن المشرع المصري‪ ،‬فقد نظم الوساطة في بعض المنازعات التى تدخل‬
‫في اختصاص المحاكم االقتصادية بمقتضى قانون إنشاء المحاكم االقتصادية رقم ‪181‬‬
‫لسنة ‪ ،8112‬والمعدل بالقانون رقم ‪ 142‬لسنة ‪ 8111‬من خالل هيئة تسمى بهيئة‬
‫خاصا للوساطة في قانون تنظيم إعادة‬
‫ً‬ ‫تنظيما‬
‫ً‬ ‫التحضير والوساطة‪ .‬كما أفرد المشرع‬
‫الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬والذى هو موضوع بحثنا‪.‬‬

‫‪-Gilles Malfre: La Transposition en droit Français des Dispositions de la‬‬


‫‪directive 2008 /52 du 21 mai 2008 Sur certains Aspects de la mediation en‬‬
‫‪matiere civile et commerciale, Actes des colloques:" Les deuxièmes‬‬
‫‪assises internationale de la médiation Judiciaire", fort de France de 16-19‬‬
‫‪novembre, 2011, P. 8 et s.‬‬
‫(‪ )1‬د‪ /‬إيمان منصور‪ :‬إطاللة على أحكام اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة‪ ،8111/1/12 ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪https://economyplusme.com‬‬
‫‪(2) Adam Brenneman, Pamela Arce and others: You have options: the use of‬‬
‫‪Alternative Dispute Resolution in Insolvency proceedings, Emerging‬‬
‫‪Markets Restructuring Journal, issue No.3 – Spring 2017, P.4.‬‬
‫(‪ )3‬لمزيد من التفاصيل راجع‪:‬‬
‫‪-Jeffrey R. Ansel, Winthrop & Weinstine: Mediation in Bankruptcy Cases,‬‬
‫‪March 10, 2015. https://www.mnbar.org‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 353 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ولقد أعد مشروع قانون تنظيم إجراءات الوساطة االتفاقية والقضائية لتسوية‬
‫المنازعات التجارية عام ‪ ،8113‬إال أنه لم يصدر حتى اآلن(‪.)1‬‬
‫وسوف نقوم ببيان مفهوم الوساطة فى قانون اإلفالس وأهميتها وخصائصها في‬
‫مبحث أول‪ ،‬نلحقه بتمييز الوساطة عن غيرها من المفاهيم في مبحث ثاني‪.‬‬
‫وعلى ذلك نقسم هذا الفصل إلى مبحثين على النحو التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الوساطة فى قانون اإلفالس رقم ‪ 55‬لسنة ‪.5555‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التمييز بين الوساطة في قانون اإلفالس وغيرها من المفاهيم‪.‬‬

‫(‪ )1‬هذا المشروع متاح على الموقع التالي‪:‬‬


‫‪https://ahmedazimelgamel.blogspot.com/2019/10/blog-post7.html‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث األول‬
‫ماهية الوساطة يف قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪8112‬‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫تعرف الوساطة في القاموس القانوني "معجم القانون الخاص" بأنها "تقنية‬
‫إج ارئية لحل النزاعات التى تنشأ بين األشخاص أو التى يرغبون في منع نشوبها‬
‫باستخدام المساعي الحميدة لشخص يسمى الوسيط‪ ،‬وتتم الوساطة إما من قبل األطراف‬
‫خارج أي إجراءات قانونية أو تقررها المحكمة التى رفع النزاع أمامها"(‪.)1‬‬
‫وتعد الوساطة أحد الوسائل الودية لتسوية المنازعات‪ ،‬وهي من الوسائل البديلة‬
‫عن اللجوء إلى القضاء‪ ،‬لذلك نقوم بتوضيح مفهومها التشريعي والفقهي بصفة عامة‪،‬‬
‫ومفهومها في قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بصفة خاصة‪.‬‬
‫نظر‬
‫وتحقق الوساطة العديد من الفوائد للمدين وللدائنين ولالقتصاد القومي‪ً ،‬ا‬
‫لتمتعها بعدد من الخصائص المميزة لها‪.‬‬
‫وعلى ذلك نقسم هذا المبحث إلى مطلبين على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف الوساطة في قانون اإلفالس وأهميتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الوساطة في قانون اإلفالس‪.‬‬

‫‪(1) Serge Braudo: Dictionnaire du Droit Privé, mediation definition,‬‬


‫‪Dictionnaire Juridique, P.1.‬‬
‫‪https://www.dictionnaire-Juridique.com/definition/mediation.php‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب األول‬
‫تعريف الوساطة يف قانون اإلفالس وأهميتها‬
‫أولًا‪ :‬التعريفات التشريعة للوساطة‪:‬‬
‫تعد الوساطة حسب مفهوم غرفة التجارة الدولية في باريس )‪" (ICC‬هي‬
‫مسهال بغية مساعدة األطراف أو‬
‫ً‬ ‫الصيغة التى بمقتضاها يتدخل الغير المحايد بصفته‬
‫الفرقاء المتنازعين في بذل الجهود للوصول إلى تسوية ودية لنزاعهم عن طريق‬
‫التفاوض"(‪.)1‬‬
‫وقد عرف القانون الكندي الوساطة بأنها "طريقة لتسوية النزاعات بين شخصين‬
‫أو أكثر‪ ،‬توافق األطراف المعنية على العمل مع شخص غير متحيز يسمى "الوسيط"‬
‫والذى يساعدهم في إيجاد أرضية مشتركة"(‪.)8‬‬
‫وقد عرف المشرع اإلمارتي الوساطة بأنها "وسيلة اختيارية وبديلة للتسوية‬
‫الودية للمنازعات المدنية والتجارية التى نشأت أو التى قد تنشأ بين أطراف عالقة‬
‫قانونية عقدية كانت أو غير عقدية‪ ،‬ويستعينون فيها بطرف ثالث محايد (الوسيط)‪،‬‬
‫سواء كانت تلك الوساطة قضائية أو غير قضائية‪ ،‬وينظمها قانون اتحادي خاص‬
‫بها"(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محيي الدين القيسي‪ :‬الوساطة والمصالحة والمفاوضات‪ .‬وسائل بديلة لحل الخالفات التجارية‪،‬‬
‫الملتقى العربي األول التحكيم والوسائل البديلة لتسوية المنازعات (التوفيق – الوساطة – الخبرة‬
‫الفنية) بالتعاون بين المنظمة العربية للتنمية اإلدارية والمركز اللبناني للتحكيم ببيروت‪،8111 ،‬‬
‫ص ‪.3‬‬
‫‪(2) Bureau du surintendant des faillites Canada: La médiation en matière de‬‬
‫‪faillite. https://www.ic.gc.ca/eic/site/bsf-osb.nsf/fra/br01083.html‬‬
‫(‪ )3‬المادة (‪ )1‬التعاريف من القانون االتحادي رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 8181‬بتعديل بعض أحكام القانون‬
‫االتحادي رقم (‪ )11‬لسنة ‪ 8112‬بإنشاء مراكز التوفيق والمصالحة في المنازعات المدنية‬
‫والتجارية‪ ،‬الجريدة الرسمية – العدد سبعمائة وواحد – السنة الواحد والخمسون – ‪ 11‬رمضان‬
‫‪1448‬هـ‪ 81-‬إبريل ‪8181‬م‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ثانيًا‪ :‬التعريفات الفقهية للوساطة‪:‬‬


‫نظاما يهدف إلى حل‬
‫ً‬ ‫أما عن التعريفات الفقهية فعرفت الوساطة بأنها‬
‫المنازعات بين األطراف وتقييم المراكز القانونية ألطراف النزاع تحت غطاء السرية‬
‫كحل اتفاقي بديل إلى جانب الحل القضائي األصلي والتركيز على المشتركات بين‬
‫الخصوم وتقويتها وانهاء النزاع من قبل شخص يسمى الوسيط(‪.)1‬‬
‫كما أن الوساطة آلية تقوم على أساس تدخل شخصي ثالث محايد في‬
‫المفاوضات بين طرفين متخاصمين بحيث يعمل هذا المحايد على تقريب وجهات‬
‫النظر بين الطرفين وتسهيل التواصل بينهما وبالتالي مساعدتهما على إيجاد تسوية‬
‫مناسبة لحكم النزاع(‪.)8‬‬
‫وفي تعريف آخر هي محاولة رضائية لتسوية النزاع عن طريق حلول نابعة من‬
‫األطراف المتنازعة بمساعدة شخص ثالث محايد يسمى الوسيط‪ ،‬يسهل عملية التفاوض‬
‫بين األطراف في جلسات خاصة ومشتركة‪ ،‬بهدف التوصل إلى تسوية نهائية أو جزئية‬
‫مقابل ما يقدمه األطراف من تنازالت(‪.)3‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تعريف الوساطة يف القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪:8112‬‬
‫عرف المشرع المصري الوساطة في قانون اإلفالس بأنها "وسيلة ودية لتسوية‬
‫المنازعات التجارية عن طريق وسيط (قاضي اإلفالس)‪ ،‬يتولى تقريب وجهات النظر‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬إبراهيم هزاع سليم‪ :‬الوساطة التجارية كحل بديل في المنازعات التجارية‪ ،‬مجلة كلية القانون‬
‫للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية القانون والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة كركوك‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪،38‬‬
‫‪ ،8181‬ص ‪.122 ،128‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬أحمد أنوار ناجي‪ :‬مدى فعالية الوسائل البديلة لحل المنازعات وعالقتها بالقضاء‪ ،‬بدون دار‬
‫أو تاريخ نشر‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ :‬الوساطة وفن التفاوض‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،8111‬ص ‪.81‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫بين األطراف المتنازعة بمناسبة عالقة عقدية أو غير عقدية‪ ،‬ويقترح عليهم الحلول‬
‫المالئمة لها(‪.)1‬‬
‫ويالحظ على هذا التعريف أنه تعريف عام للوساطة وليس خاص بالوساطة في‬
‫مسائل اإلفالس‪ ،‬إذ لم يتضمن كلمة إفالس في طياته‪ ،‬بالرغم من وروده في قانون‬
‫اإلفالس‪ ،‬حيث استهل التعريف بأن الوساطة (وسيلة ودية لتسوية المنازعات التجارية)‬
‫ومصطلح المنازعات التجارية مصطلح عام يشمل مسائل اإلفالس وغيرها من‬
‫المنازعات التجارية‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬أهمية الوساطة يف مسائل اإلفالس ‪:‬‬
‫استحدث المشرع نظام الوساطة لتسوية المنازعات التجارية في مسائل‬
‫اإلفالس‪ ،‬وذلك بهدف تسوية تلك المنازعات تسوية ودية وسريعة وللحفاظ على استمرار‬
‫العالقات الودية بين األطراف المتنازعة‪ .‬وتحقق الوساطة العديد من المزايا بالنسبة‬
‫لألطراف المتنازعة وكذلك بالنسبة لألستثمار ولالقتصاد القومي‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫التالي‪.‬‬
‫أ‪ -‬أهمية الوساطة بالنسبة لألطراف املتنازعة‪:‬‬
‫تهدف الوساطة إلى تقليل حاالت اللجوء إلى إقامة دعاوى قضائية وتشجيع‬
‫المشروع المتعثر أو المتوقف عن الدفع إلى اللجوء للوسيط بما يضمن عدم الزج به في‬
‫دعاوى تؤثر على سمعته التجارية(‪ .)8‬فهي تحقق منفعة للدائن والمدين المتعثر على حد‬
‫سواء‪ ،‬حيث تعفي الدائن من كثرة إجراءات المطالبة القضائية وطول مدة فترة التقاضي‬
‫للحصول على حقوقه‪ ،‬وتحقق منفعة للمدين من حيث انهاء المطالبة بطريق التسوية‬
‫وعدم التأثير السلبي إلجراءات التقاضي على مشروعه التجاري‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة األولى من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪.‬الجريدة الرسمية – العدد ‪1‬‬
‫مكرر (د)‪ ،‬في ‪ 11‬فبراير سنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )8‬المذكرة اإليضاحية لمشروع القانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار قانون تنظيم إعادة الهيكلة‬
‫والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫كما تهدف الوساطة لتحقيق عدالة خاصة‪ ،‬تقوم على أسس مختلفة غير تلك‬
‫التى يقوم عليها قضاء الدولة فهي عملية تساعد على سرعة اقتضاء الحقوق ووصول‬
‫األطراف إلى نقطة التقاء‪ ،‬تتحقق عندها رغباتهم‪ ،‬وهي بذلك تختلف عن سير‬
‫الخصومة في الهيئات القضائية أو هيئة التحكيم(‪.)1‬‬
‫وتعد الوساطة غير مرهقة لألطراف من الناحية النفسية مقارنة بالتقاضي من‬
‫خالل المحاكم‪ ،‬وهي تساعد األطراف على استكشاف الموضوعات الهامة بالنسبة لهم‪،‬‬
‫بدال من التركيز على المطالبة بحقوقهم‪ ،‬ومن خاللها يتم تشجيع األطراف على إيجاد‬ ‫ً‬
‫(‪)8‬‬
‫بدال من مناقشة تفصيالت غير مجدية ‪.‬‬ ‫سبل لتلبية احتياجاتهم الحالية والمستقبلية ً‬
‫نظر لما تسفر عنه هذه‬ ‫وتعكس الوساطة الصورة األمثل للعدالة الفعالة‪ً ،‬ا‬
‫غالبا قبوًال من أطراف النزاع الستنادها على قواعد‬ ‫الوسيلة من حلول مبتكرة تلقى ً‬
‫العدالة واإلنصاف ولسهولة إجراءاتها وقلة تكلفتها‪ ،‬مما يجعلها إحدى الطرق المميزة‬
‫والرائدة في مجال فض المنازعات االستثمارية‪ ،‬وأكثر من ذلك حيث تؤدي إلى منع‬
‫نشوب أية خالفات مستقبلية بين األطراف(‪.)3‬‬
‫كما ترجع أهمية الوساطة في مرونتها‪ ،‬ومرونة دور القاضي حيالها؛ إذ ال‬
‫يقضي بمقتضى القوانين واللوائح التى تتسم بالجمود‪ ،‬إنما يقوم القاضي بتقريب وجهات‬
‫مناسبا‬
‫ً‬ ‫نظر المتنازعين‪ ،‬واقتراح الحلول المناسبة إلنهاء النزاع عليهم‪ ،‬وله اتخاذ ما يراه‬
‫لتقريب جهات النظر بهدف الوصول إلى اتفاق تسوية ملزم للطرفين‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬حسين الماحي‪ :‬تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫األسكندرية‪ ،8111 ،‬ص ‪.32‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬محمد سالم أبو الفرج‪ :‬اتفاقية سنغافورة للوساطة ومنازعات االستثمار الدولي‪ :‬دراسة تحليلية‬
‫لالتفاقية وتحديات الوساطة في منازعات االستثمار‪ ،‬المجلة القانونية‪ ،‬يناير ‪ ،8181‬ص ‪،111‬‬
‫‪.112‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬جمال عمران المبروك‪ :‬الوسائل الودية لتسوية منازعات االستثمار األجنبي (دراسة تحليلية)‪،‬‬
‫مجلة العلوم الشرعية والقانونية‪ ،‬كلية القانون بالخمس – جامعة المرقب‪ ،‬العدد ‪ ،8112 ،1‬ص‬
‫‪.881‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫يضاف إلى ذلك أن األطراف هم من يحدد نتيجة نزاعهم‪ ،‬من خالل اتفاق‬
‫بدال من الخضوع لحكم محكمة قد ال يلقي قبول‬ ‫التسوية الذى يتم االلتزام به ً‬
‫الطرفين(‪.)1‬‬
‫وتؤدي الوساطة إلى الحفاظ على قيمة الشركة المدينة‪ ،‬حيث أنه إذا رفعت‬
‫دعوى إفالس ضد الشركة‪ ،‬فإن هذا يتسبب في دعاية سلبية ضدها‪ ،‬تنخفض معه قيمة‬
‫الشركة إلى حد كبير‪ ،‬حيث تتأثر الشهرة وقيمة العالمة التجارية في حين أن الوساطة‬
‫تحافظ على قيمة الشركة وااللتزام بالسرية يعمل على المحافظة على سرية معلومات‬
‫الشركة الدقيقة والمالية التى تساعدها تحتفظ بقيمة عالماتها التجارية(‪.)8‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن جلسات الوساطة سرية يحضرها فقط األطراف المتنازعة‬
‫والوسيط‪ ،‬وممكن أن يلتقي الوسيط بكل طرف في جلسات منفردة أو جماعية‪ ،‬وذلك‬
‫على عكس القضاء الذي يتميز بعلنية الجلسات‪ ،‬وهو ما يحافظ على سرية المعلومات‬
‫والبيانات التى تطرح خالل جلسات الوساطة‪ ،‬باإلضافة إلى التزام الوسيط القانوني‬
‫بالحفاظ على سرية المعلومات المتعلقة بإجراءات الوساطة‪.‬‬
‫ب – أهمية الوساطة بالنسبة لالقتصاد القومي‪:‬‬
‫يشهد الواقع العملي بعد تنفيذ القانون إنهاء عدد كبير من منازعات اإلفالس‬
‫من خالل الوساطة(‪ ،)3‬والحفاظ على استمرار المشروعات المتعثرة‪ ،‬وعدم تعرضها‬
‫لشهر اإلفالس‪ ،‬وهو ما ينعكس أثره على االقتصاد القومي‪ .‬إذ أن كثرة أحكام اإلفالس‬
‫ينتج عنها آثار سلبية‪ ،‬منها تصفية العديد من الشركات والمصانع‪ ،‬وزيادة البطالة‪ ،‬وقلة‬
‫اإلنتاج‪ ،‬بما يؤدي إلى التأثير السلبي لسمعة مصر وكذلك يضعف تصنيفها اإلئتماني‪.‬‬
‫وعلى العكس نجاح الوساطة يعمل على المحافظة على استمرار تشغيل المشروعات‬
‫والشركات‪ ،‬والمحافظة على العمال بها‪ ،‬كما يؤدي إلى خلق بيئة جاذبة لألستثمار(‪.)4‬‬

‫‪(1) –Larry Folks: Bankruptcy Mediation FAQ, P.1.‬‬


‫‪http://www.azdefaultlegalservices.com/financial/bankruptcy-mediation.htm‬‬
‫‪(2) Sharada & Associates: mediation in Bankruptcy Cases, mediation Series -‬‬
‫‪17, (CAMP) Arbitration and mediation Practice PVT. LTD, Samhita 216th‬‬
‫‪Issue-July 2019, P.2.‬‬
‫(‪ )3‬مصدرنا في هذه المعلومة المقابالت الميدانية للمختصين بالمحاكم االقتصادية‪.‬‬
‫مستقال في القانون‬
‫ً‬ ‫فصال‬
‫ً‬ ‫(‪ )4‬وبالرغم من األهمية القصوى للوساطة إال أن المشرع لم يخصص لها‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬كما فعل بالنسبة إلعادة الهيكلة والصلح الواقي من اإلفالس وشهر‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫خصائص الوساطة يف قانون اإلفالس‬
‫تتسم الوساطة في مسائل اإلفالس بعدد من السمات والخصائص‪ ،‬إذ أنها تعد‬
‫وسيلة تهدف إلى تسوية ودية وعاجلة للمنازعات التجارية‪ ،‬وكذلك تتسم بالمرونة‪،‬‬
‫وسرعة األداء وفاعليته‪ ،‬وسهولة اإلجراءات‪ ،‬كما أنها تعتمد على السرية‪ ،‬وانخفاض‬
‫المصروفات‪.‬‬
‫أولًا‪ :‬وسيلة ودية وعاجلة لتسوية املنازعات التجارية‪:‬‬
‫تعد الوساطة وسيلة ودية لتسوية المنازعات التجارية المتعلقة بمسائل اإلفالس‬
‫كما ذكر في التعريف‪ .‬حيث تتم تسوية النزاع برضا أطرافه واتفاقهم(‪ ،)1‬إذ تتيح للتاجر‬
‫فرصة لتسوية المنازعات التجارية مع خصومه بطريقة ودية حتى يتمكن من تخطي‬
‫عثرته واالستمرار في ممارسة نشاطه‪ ،‬لذلك الوساطة ذات طبيعة تعاقدية ألنها تستند‬
‫إلى اتفاق التسوية الذى يقبله ويوقعه األطراف(‪.)8‬‬
‫بعيدا عن‬
‫وتمكن الوساطة األطراف من التوصل لحلول مرضية بشكل ودي ً‬
‫الروح العدائية‪ ،‬وبالتالي المحافظة على العالقات التجارية والمصالح المشتركة‬
‫لألطراف‪ ،‬في حين أن المنازعات المعروضة على القضاء الستصدار أحكام قضائية‬
‫بشأنها تنتهي بقطع تلك العالقات(‪ ،)3‬كما تسمح الوساطة باستمرار العالقات الودية بين‬

‫اإلفالس‪ ،‬كما تالحظ أن المشرع قد انتقل من الفصل األول من الباب األول إلى الفصل الثالث‬
‫متخطيا ذكر الفصل الثاني‪ ،‬بل إن اصطالح الوساطة لم يظهر في تسمية القانون‬
‫ً‬ ‫من نفس الباب‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ .8112‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ :‬قانون األعمال‪ .‬الجزء الخامس‪ .‬اإلفالس ووسائل‬
‫حماية المشروعات المتعثرة في القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون‬
‫تاريخ نشر‪ ،‬ص‪.382‬‬
‫(‪ )1‬د‪ /‬الحاجي حميد‪ :‬الوسائل البديلة لتسوية النزاعات مدخل أساسي لإلصالح القضاء‪ :‬التحكيم‬
‫والوساطة‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد الواحد والعشرون‪ ،‬يوليو ‪ ،8114‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬إبراهيم هزاع سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫األطراف بعد انتهاء الوساطة‪ ،‬إذ تنتهي بحل يرضي جميع األطراف‪ ،‬ويحافظ على‬
‫خاسر معه‪.‬‬
‫ًا‬ ‫المصالح المشتركة للجميع‪ ،‬وال تنتهي بحكم يعتبر أحد الطرفين‬
‫باإلضافة إلى أن الوساطة وسيلة ودية فهي وسيلة عاجلة لتسوية المنازعات‬
‫المتعلقة باإلفالس‪ ،‬إذ أوجب المشرع على قضاة اإلفالس اإلنتهاء من إجراءات‬
‫يوما من تاريخ تقديم الطلب‪ .‬ولرئيس اإلدارة مد هذه المدة لمدة‬
‫الوساطة خالل ثالثين ً‬
‫(‪)1‬‬
‫يوما تعتبر مدة قصيرة‪ ،‬إال أنها‬
‫مماثلة‪ ،‬وذلك لمرة واحدة على األكثر ‪ .‬ومدة الثالثين ً‬
‫تتناسب مع طبيعة الوساطة وهي السرعة في إنهاء النزاعات وحسمها ‪.‬‬
‫وال شك أن العدالة البطيئة هي إنكار للعدالة‪ ،‬لذلك نجد أن عملية الوساطة‬
‫تمثل طريقًا أفضل من الطرق التقليدية لحل النزاعات‪ ،‬ال يسما أن التأخير في حسم‬
‫نظر للمتغيرات‬
‫فرصا ًا‬
‫ً‬ ‫ضرر باألطراف أو يفوت عليهم‬
‫ًا‬ ‫المنازعات التجارية قد يلحق‬
‫االقتصادية(‪.)8‬‬
‫ثانيًا‪ :‬وجود وسيط قضائي (قاضي اإلفالس)‪:‬‬
‫الوساطة في مسائل اإلفالس تتم من خالل القضاء‪ ،‬حيث أنها تتم من خالل‬
‫وسيط هو قاضي اإلفالس‪ ،‬والذى يقوم بتقريب وجهات النظر بين األطراف المتنازعة‬
‫بمناسبة عالقة عقدية أو غير عقدية ويقترح عليهم الحلول المالئمة لها‪ ،‬ولذلك يطلق‬
‫عليها مصطلح الوساطة القضائية لتمييزها عن الوساطة االتفاقية التى تتم خارج‬
‫القضاء‪.‬‬
‫ولقاضي اإلفالس االستعانة بخبراء لجنة إعادة الهيكلة‪ ،‬وعند التوصل التفاق‬
‫يعتمده رئيس إدارة اإلفالس ويمنحه قوة السند التنفيذي‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة الخامسة من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬الخاص بتنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس‪.‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫والوسيط عنصر أساسي في عملية الوساطة ال سيما الوسيط القضائي‪ ،‬لذلك‬


‫عليه االلتزام بالحياد واالستقالل ألنهما من الضمانات الالزمة إلنجاح الوساطة(‪ .)1‬كما‬
‫متجردا من النوازع الشخصية(‪.)8‬‬
‫ً‬ ‫يجب أن يتسم الوسيط بالنزاهة والعدالة‪ ،‬ويكون‬
‫وعلى خالف المشرع المصري الذي يجعل الوسيط أحد قضاة اإلفالس نجد‬
‫المشرع األمريكي والذى نظم الوساطة في مسائل اإلفالس إال أن محكمة اإلفالس في‬
‫مقاطعة أريزونا بالواليات المتحدة تعين الوسيط من المحامين وأمناء اإلفالس الذين‬
‫يتمتعون بخبرة كبيرة في اإلفالس وتدربوا على الوساطة(‪.)3‬‬
‫ثالثاً‪ :‬املرونــــة‪:‬‬
‫تتميز الوساطة بالمرونة ألنها غير مقيدة بإجراءات وشكليات وتعقيدات(‪،)4‬‬
‫مقارنة بالدعاوى القضائية‪ .‬حيث أن الوسيط (قاضي اإلفالس) يقوم بتقريب وجهات‬
‫النظر بين األطراف المتنازعة‪ ،‬ويقترح عليهم الحلول المالئمة لها‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬وليد عزت الجالد وأ‪ /‬خالد عبداهلل جمعه السليطي‪ :‬الوساطة في تسوية المنازعات والدعاوى‬
‫بالمحاكم االقتصادية‪ ،‬دراسة تحليلية تطبيقية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،8181 ،1‬ص‬
‫‪.111‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬خيري عبدا لفتاح السيد البتانوني‪ :‬الوساطة كوسيلة بديلة لفض المنازعات المدنية والتجارية‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،8118 ،8‬ص ‪.11‬‬
‫)‪ (3‬ويقوم األطراف باختيار الوسيط ويجب أال يكون لديه تضارب في المصالح‪ ،‬ويلتزم الوسيط‬
‫بالسرية‪ ،‬فال يجوز له الكشف عن المعلومات التى يتلقاها خارج نطاق الوساطة‪ ،‬وكذلك ال يجوز‬
‫استدعاءه كشاهد في إجراء اإلفالس‪ ،‬ويدفع أجر الوسيط األطراف بالتساوي مع جميع رسوم‬
‫ونفقات الوساطة‪ ،‬ما لم يتفق على خالف ذلك‪ ،‬ويتقاضى وسطاء اإلفالس أجرهم بالساعة‪،‬‬
‫ومعظم جلسات الوساطة تنتهي في يوم واحد أو في نصف يوم‪ ،‬وتنتهي الوساطة باتفاق تسوية‬
‫يوقعه الطرفان ومستشارهم القانوني في يوم الوساطة‪ ،‬ويتم الحصول على موافقة المحكمة على‬
‫اتفاق التسوية‪.‬‬
‫‪Larry Folks: Bankruptcy Mediation FAQ, Answers to Frequently Asked‬‬
‫‪Questions,P.1-3.‬‬
‫‪https://www.azdefaultlegalservices.com/financial/banknruptcy-mediation.htm‬‬
‫(‪ )4‬د‪ /‬محيي الدين القيسي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.4‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 333 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫كامال من األطراف المتنازعة واستعدادهم إليجاد حلول‬


‫ً‬ ‫تعاونا‬
‫ً‬ ‫ويفترض وجود‬
‫بناءه بمساعدة وسيط محايد في إطار مناقشة مفتوحة للغاية‪ ،‬دون المرور بإجراءات‬
‫تعقيدا في الوقت الحالي(‪.)1‬‬
‫ً‬ ‫أكثر‬
‫وبذلك تفتح الوساطة المجال ألطراف النزاع للمساهمة في اتخاذ القرار‬
‫المناسب‪ ،‬إضافة إلى أن القرار المتخذ بهذا األسلوب المرن يسمح ال محاله باستمرار‬
‫العالقات الودية بين الخصوم‪ ،‬وذلك ألن فلسفة القرار في الوساطة ال تسعى للبحث‬
‫عن صاحب الحق بل لتحقيق الصلح والحفاظ على العالقات الودية بين األطراف(‪.)8‬‬
‫رابعًا‪ :‬السريـــــة‪:‬‬
‫يكفل نظام الوساطة في مسائل اإلفالس لألطراف المتنازعة الخصوصية‬
‫والحفاظ على سرية المعلومات والبيانات التى تخصهم‪ ،‬إذ أوجب المشرع على قاضي‬
‫اإلفالس الذى يقوم بدور الوسيط الحفاظ على سرية المعلومات المتعلقة بإجراءات‬
‫الوساطة(‪.)3‬‬
‫ويعمل االلتزام بالسرية على بث الثقة والطمأنينة لدى األطراف المتنازعة‪،‬‬
‫ويؤدي إلى اإلفضاء بالمعلومات والبيانات المتعلقة بالنزاع خالل جلسات الوساطة وعدم‬
‫قلقهم من نشرها أو إعالم الغير بها‪.‬‬
‫وااللتزام بالسرية يشجع األطراف المتنازعة على اللجوء إلى الوساطة‪ ،‬كون‬
‫السرية من اإلجراءات الهامة فى النشاط التجاري(‪ ،)4‬إذ تتعلق البيانات والمعلومات‬
‫محل النزاع ببيانات للعمالء والمعامالت التجارية واألرباح وموردون ومصدرون وقد‬
‫تطرق إلى تفاصيل تصنيع أو إنتاج أو غيرها من البيانات والمعلومات التى تتميز‬

‫‪(1) Chambre d' Arbitrage & Mediation asbl: Definitions: Arbitrage et‬‬
‫‪mediation. www.arbitrage-mediation.be/info-definitions.htm‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬الحاجي حميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )3‬المادة السادسة من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬المتعلق بتنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس والتى تنص على أنه "يتعين على قاضي اإلفالس الحافظ على سرية كافة المعلومات‬
‫الزما بمقتضى القانون أو ألغراض إنفاذ التسوية"‪.‬‬
‫المتعلقة بإجراءات الوساطة‪ ،‬ما لم يكن إفشاؤها ً‬
‫(‪ )4‬د‪ /‬إبراهيم هزاع سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫مدعما‬
‫ً‬ ‫بالخصوصية ويكون عدم إفشاءها ضرورة ملحة‪ ،‬فيأتي االلتزام بالسرية‬
‫كبير إلى إنهاء‬
‫دافعا ًا‬
‫لخصوصية هذه البيانات والمعلومات‪ ،‬ومن وجهة نظري قد يكون ً‬
‫النزاعات عن طريق الوساطة‪.‬‬
‫وذلك على خالف إنهاء النزاع بحكم المحكمة إذ إن جلسات المحاكم علنية‬
‫وهذا مما يسمح بنشر بيانات ومعلومات تجارية خاصة بالخصوم تتميز بالخصوصية‪،‬‬
‫ضرر للخصوم على خالف الوساطة‪.‬‬
‫ًا‬ ‫مما قد يرتب نشرها‬
‫ويعد االلتزام بالسرية من أهم خصائص الوساطة‪ ،‬وال يقتصر نطاق هذا االلتزام‬
‫على المعلومات أو اآلراء التى يتم اإلفصاح عنها أثناء إجراءات الوساطة‪ ،‬بل يشمل‬
‫أيضا مضمون تلك اإلجراءات ونتيجتها‪ ،‬وكذلك الشئون ذات الصلة بعملية الوساطة‪،‬‬
‫ً‬
‫وال يجوز استخدام المعلومات المتعلقة بالوساطة في أي إجراءات قضائية أو‬
‫تحكيمية(‪.)1‬‬
‫ويتضمن االلتزام بالسرية إجراءات الوساطة وجلساتها بحيث ال يجوز الكشف‬
‫عنها أو االحتجاج بها لدى المحكمة(‪.)8‬‬
‫ويساعد االلتزام بالسرية فى حيادية الوسيط من خالل منعه كقاعدة عامة من‬
‫اإلدالء بأية شهادة أو تقديم دليل في إجراءات قانونية الحقة عن النزاع األصلي أو أية‬
‫نزاعات أخرى تنشأ بمناسبة الوساطة(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد سالم أبو الفرج‪ :‬االلتزام بالسرية في الوساطة كإحدى آليات تسوية المنازعات التجارية‬
‫(دراسة مقارنة)‪ ،‬ملحق مجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬كلية الحقوق ‪ -‬جامعة القاهرة‪ ،‬العدد السابع‬
‫والثمانون‪ ،8114 ،‬ص ‪.428 ،421‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬وليد عزت الجالد‪ ،‬وأ‪ /‬خالد عبداهلل جمعه السليطي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬محمد سالم أبو الفرج‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.424‬‬
‫أيضا‪ :‬االلتزام بالسرية في قانون الوساطة الموحد األمريكي‪ ،‬وكذلك االلتزام بالسرية في‬
‫راجع لديه ً‬
‫أخير االلتزام بالسرية في‬
‫قانون األونستيرال النموذجي للتوفيق التجاري الدولي لعام ‪ ،8118‬و ًا‬
‫التوجيه األوروبي المتعلق بالوساطة ‪ 88‬لسنة ‪.8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫خامسًا‪ :‬اخنفاض مصروفات الوساطة‪:‬‬


‫تتميز الوساطة في مسائل اإلفالس بانخفاض تكاليف الوساطة مقارنة بتكاليف‬
‫المحكمة(‪ .)1‬إذ أنه قد ينتهي النزاع من خالل الوساطة في جلسة أو جلستين(‪،)8‬‬
‫طويال وتؤدي إلى الكثير‬
‫ً‬ ‫بخالف االستمرار في المحاكمة القضائية‪ ،‬والتى تستغرق وقتًا‬
‫من النفقات(‪ )3‬منها ما يخص المحاماه‪ ،‬أتعاب خبراء‪ ،‬رسوم ودمغات‪....‬إلخ‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن للوساطة ميزة اقتصادية لألطراف وهي توفير النفقات‪ ،‬حيث ال تتطلب رسوم أو‬
‫مصاريف أو أتعاب محاماة(‪ .)4‬كما تتميز الوساطة عن التحكيم بمحدودية التكاليف(‪.)8‬‬
‫يضاف إلى ما سبق‪ ،‬أن الوساطة وسيلة فعالة للمساهمة في تخفيض العبء‬
‫على القضاء‪ ،‬إذ أنها تساهم في تخفيض عدد الملفات والقضايا المطروحة على‬
‫القضاء(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬إبراهيم هزاع سليم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬


‫يوما من تاريخ تقديم‬
‫(‪ )8‬إذ أوجب المشرع على قاضي اإلفالس إنهاء إجراءات الوساطة خالل ‪ً 31‬‬
‫الطلب‪ ،‬ولرئيس إدارة اإلفالس مد هذه المدة لمدة مماثلة وذلك لمرة واحدة على األكثر‪.‬‬
‫‪(3) Maribeth Thomas, ESQ: Mediation in Bankruptcy, 2021, P.1.‬‬
‫‪https://bernsteinlaw.com/mediation-in-bankruptcy‬‬
‫(‪ )4‬د‪ /‬بوسماحة الشيخ‪ ،‬ود‪ /‬بقدار كمال‪ :‬النظام القانوني للوساطة‪ ،‬مجلة مقاربات العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫العدد التاسع عشر‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،8118 ،‬ص ‪.134 ،133‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬الحاجي حميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )2‬د‪ /‬الحاجي حميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث الثاني‬
‫التمييز بني الوساطة يف قانون اإلفالس وغريها من املفاهيم‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫بعيدا عن الدعاوى القضائية‬‫الوساطة باعتبارها وسيلة ودية لتسوية المنازعات‪ً ،‬‬
‫طويال حتى الحصول على حكم منهي‬ ‫ً‬ ‫واإلجراءات الطويلة والمعقدة والتى تستغرق وقتًا‬
‫للخصومة‪ ،‬هي بذلك تختلف عن بعض المفاهيم التى قد تشتبه بها في بعض األمور‪،‬‬
‫فهي تختلف عن المفاوضات؛ إذ أن التفاوض هو آلية لتسوية النزاع قائم على الحوار‬
‫سعيا لحل الخالف‪ ،‬وال يحتاج التفاوض لطرف ثالث‪،‬‬ ‫المباشر بين الطرفين المتنازعين ً‬
‫بل يعتمد على الحوار بين الطرفين مباشرة‪ ،‬إال أنه ال يوجد ما يمنع من تمثيل‬
‫المتنازعين بواسطة محامين أو وكالء لهم‪ ،‬إذ ال يغير ذلك من طبيعة التفاوض‪ ،‬ما دام‬
‫الوكالء يملكون سلطة اتخاذ القرار عن موكليهم(‪.)1‬‬
‫وال شك أن المفاوضات بالمفهوم السابق تختلف عن الوساطة التى تتم من‬
‫خالل وسيط (قاضي اإلفالس) الذى يتولى تقريب وجهات النظر بين األطراف‬
‫المتنازعة ويقترح عليهم الحلول المالئمة إلنهاء النزاع‪ .‬كما أن نتيجة المفاوضات يمكن‬
‫لكل طرف رفضها‪ ،‬في حين أن نتيجة الوساطة لها حجية قانونية‪.‬‬
‫كما تختلف الوساطة القضائية التى تتم من خالل وسيط قضائي عن الوساطة‬
‫االتفاقية التى تستند لوسيط يختاره المتنازعين خارج القضاء‪.‬‬
‫وتتشابه الوساطة إلى حد كبير مع التوفيق إال أن هناك فرق بينهم‪ ،‬كذلك‬
‫تختلف الوساطة عن الصلح الواقي من اإلفالس الوارد في قانون تنظيم إعادة الهيكلة‬
‫والصلح الواقي واإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬وكذلك تختلف عن التحكيم في بعض‬
‫األمور‪ .‬وهو ما يقتضي التعرض لهم بالتوضيح‪.‬‬
‫لذلك سوف نقسم هذا المبحث إلى أربع مطالب على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التمييز بين الوساطة القضائية واالتفاقية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمييز بين الوساطة والتوفيق‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬التمييز بين الوساطة والصلح الواقي من اإلفالس‪.‬‬
‫المطلب ال اربع‪ :‬التمييز بين الوساطة والتحكيم‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬أحمد أنوار ناجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 335 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب األول‬
‫التمييز بني الوساطة القضائية والوساطة اإلتفاقية‬
‫تتم الوساطة التى نظمها قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي من‬
‫اإلفالس واإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬من خالل إدارة اإلفالس بالمحاكم االقتصادية‪،‬‬
‫ويباشر إجراءات الوساطة قضاة اإلفالس‪ ،‬لذلك يطلق عليها مسمى الوساطة القضائية‪،‬‬
‫إذ تتم من خالل القضاء‪ .‬وتتشابه مع الوساطة في قانون إنشاء المحاكم االقتصادية‬
‫رقم ‪ 181‬لسنة ‪ .8112‬وهناك الوساطة االتفاقية التى تتم بإرادة األطراف المتنازعة‬
‫خارج القضاء‪.‬‬
‫وعليه نقوم أوًال بالتمييز بين الوساطة القضائية والوساطة االتفاقية‪ ،‬ثم التمييز‬
‫في إطار الوساطة القضائية بين الوساطة في قانون اإلفالس والوساطة في قانون إنشاء‬
‫ثانيا‪.‬‬
‫المحاكم االقتصادية ً‬
‫أولًا‪ :‬التمييز بني الوساطة القضائية والوساطة االتفاقية‪:‬‬
‫أ‪ -‬املفهــــــوم‪:‬‬
‫الوساطة بصفة عامة هي مرحلة متقدمة من التفاوض تتم بمشاركة طرف ثالث‬
‫(وسيط)‪ ،‬يعمل على تسهيل الحوار بين الطرفين المتنازعين ومساعدتهما على التوصل‬
‫لتسوية(‪ .)1‬فإذا تمت الوساطة من خالل وسيط متفق عليه من قبل أطراف النزاع سميت‬
‫الوساطة باألتفاقية(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬أحمد أنوار ناجي‪ :‬مدى فعالية الوسائل البديلة لحل المنازعات وعالقتها بالقضاء‪ ،‬بدون دار‬
‫أو تاريخ نشر‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )8‬واألصل أن تقوم الوساطة على مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬وذلك بتراضي األطراف على تحديد المسائل‬
‫بدءا من االتفاق على اللجوء للوساطة‪ ،‬وكذلك اختيار الوسيط وتحديد سلطاته‪ ،‬وتحديد‬ ‫الجوهرية؛ ً‬
‫إجراءات الوساطة‪ ،‬ومدى إمكانية قبول الحلول التى سيتم التوصل إليها‪ ،‬وكيفية تنفيذ قرار التسوية‬
‫الناتج عن الوساطة‪ .‬د‪ /‬حسين الماحي‪ :‬تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،8111 ،‬ص ‪.38‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫بناء على‬
‫والوساطة القضائية هي الوساطة التى تتم بواسطة القاضي نفسه أو ً‬
‫طلبه(‪ ،)1‬وبما أن قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس قد استحدث إدارة‬
‫جديدة تسمى "بإدارة اإلفالس" وأناطها بتلقى طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي من‬
‫اإلفالس وشهر اإلفالس‪ ،‬ومباشرة إجراءات الوساطة‪ ،‬وقرر إلحاق إدارة اإلفالس بكل‬
‫محكمة اقتصادية‪ ،‬تشكل برئاسة قاض بمحكمة االستئناف على األقل وعضوية عدد‬
‫كاف من قضاتها بدرجة رئيس محكمة على األقل يسمون (قضاة اإلفالس) تختارهم‬
‫جمعيتها العامة في بداية كل عام قضائي (م‪ ،)3‬ويقوم قضاة اإلفالس بمباشرة إجراءات‬
‫الوساطة‪ .‬لذلك تكون الوساطة المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬هي‬
‫وساطة قضائية‪ ،‬إذ تتم عن طريق وسيط قضائي (قاضي اإلفالس)‪.‬‬
‫هذا وعلى خالف الوساطة القضائية‪ ،‬لم ينظم المشرع المصري الوساطة‬
‫االتفاقية مثل غيره من المشرعين(‪.)8‬‬
‫ب‪ -‬أوجه الشبه بني الوساطة االتفاقية والوساطة القضائية‪:‬‬
‫تتفق كل من الوساطة االتفاقية والقضائية في أنهما وسيلتان لتسوية المنازعات‬
‫بطريقة ودية‪ ،‬كما أنهما يتفقان في دور الوسيط‪ ،‬إذ أن الوسيط االتفاقي وكذلك الوسيط‬
‫القضائي يتولى تقريب وجهات النظر بين األطراف المتنازعة ويقترح عليهم الحلول‬
‫المالئمة للنزاع من خالل إلمامه بطبيعة النزاع وحجمه وطلبات كل طرف وأسانيده‪.‬‬
‫وال تنتهي الوساطة سواء االتفاقية أو القضائية بحكم قضائي إنما تنتهي بتسوية‬
‫للنزاع ترضي جميع األطراف‪ ،‬أو تنتهي بفشل إذا لم يتم التوصل لتسوية مرضية لكل‬
‫األطراف‪.‬‬
‫كما تتميز الوساطة االتفاقية والقضائية بالمرونة‪ ،‬واالعتماد على السرية‪،‬‬
‫وكونهما يسمحا باستمرار العالقات الودية بين األطراف المتنازعة‪ ،‬إذ أن الهدف من‬

‫(‪ )1‬د‪ .‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫(‪ )8‬لقد أعد مشروع قانون تنظيم إجراءات الوساطة االتفاقية والقضائية لتسوية المنازعات التجارية‬
‫عام ‪ ،8113‬إال أنه لم يصدر حتى اآلن‪ .‬هذا المشروع متاح على الموقع التالي‪:‬‬
‫‪https://ahmedazimelgamel.blogspot.com/2019/10/blog-post7.html‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الوساطة في الحالتين ليس تغليب مصلحة صاحب الحق‪ ،‬وانما حدوث صلح بينهما‬
‫واستمرار العالقات الودية بين الطرفين‪.‬‬
‫وتتميز الوساطة االتفاقية والقضائية بمحدودية التكاليف مقارنة بالتحكيم(‪.)1‬‬
‫جـ‪ -‬أوجه االختالف بني الوساطة االتفاقية والوساطة القضائية‪:‬‬
‫كتابيا‬
‫ً‬ ‫الوساطة االتفاقية تتم برضى أطراف النزاع واتفاقهم‪ ،‬سواء كان االتفاق‬
‫شفويا‪ ،‬فمصدر الوساطة هنا هو اإلرادة الذاتية لألطراف‪ ،‬فهي وسيلة طوعية وال‬
‫ً‬ ‫أو‬
‫تلزم األط ارف بتبني نتائجها‪ ،‬وهذه الخاصية هى التى تميزها عن التحكيم‪ ،‬ألن قرار‬
‫ملزما ألطراف النزاع‪ .‬ويترتب على ذلك أن قرار الوسيط االتفاقي ال‬ ‫التحكيم يكون ً‬
‫يستند على حجية‪ ،‬بمعنى أنه قرار غير ملزم‪ ،‬وال يمكن االستناد إليه حين اللجوء إلى‬
‫القضاء في حالة فشل عملية الوساطة(‪.)8‬‬
‫في حين أن الوساطة القضائية وان كانت وسيلة ودية لتسوية المنازعات‪ ،‬إال‬
‫أنه في حالة التوصل إلى تسوية للنزاع‪ ،‬يحرر اتفاق تسوية يوقع عليه كافة األطراف‪،‬‬
‫ار‬
‫ويبين فيه تفاصيل االتفاق‪ ،‬وما تم من إجراءات الوساطة‪ ،‬ويصدر قاضي اإلفالس قرًا‬
‫باعتماد التسوية وانهاء الطلب‪ ،‬ويكون لهذا االتفاق قوة السند التنفيذي‪ .‬وفي حالة عدم‬
‫التوصل إلى تسوية‪ ،‬يرفض قاضي اإلفالس الطلب‪.‬‬
‫باختصار التسوية الناتجة عن الوساطة االتفاقية ليس لها حجية ولألطراف حق‬
‫قبولها أو رفضها‪ ،‬أما الوساطة القضائية يكون للتسوية الناتجة عنها قيمة قانونية‬
‫وحجية إذ يسبغ القضاء عليها الحجية القانونية بإصدار القاضي ق ارره باعتمادها‪ ،‬ومن‬
‫ثم ال يجوز إعادة طرح النزاع مرة أخرى أمام القضاء‪ ،‬وانما يجب على األطراف تنفيذ‬
‫التسوية‪ .‬حيث أن قرار التسوية يحمل قوة السند التنفيذي (م‪.)1‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن ق اررات قاضي اإلفالس الصادرة بشأن الوساطة نهائية‬
‫وال يجوز الطعن عليها (م‪.)18‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬الحاجي حميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫(‪ )8‬د‪ /‬الحاجي حميد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وبالنسبة للوساطة االتفاقية فدور الوسيط يمكن أن يقوم به أشخاص‬


‫متخصصون في مجاالت معينة يتم اللجوء إليهم من قبل أطراف النزاع‪ ،‬ويمكن أن‬
‫تكون مكاتب أو شركات متخصصة في هذا الموضوع كما هو الحال في الدول‬
‫المتقدمة مثل الواليات المتحدة األمريكية والصين واليابان‪ ،‬كما تسمح الوساطة االتفاقية‬
‫بترسيخ مبدأ التخصص في حل النزاعات‪ ،‬إذ أن هناك مراكز وشركات أصبحت‬
‫غاياتها الوساطة فى حل النزاعات متخصصة فى مجاالت محددة‪ ،‬وتضع كل‬
‫إمكانياتها لحل النزاعات المستعصية وبطريقة فعالة وسريعة ونهائية مثل مركز )‪(IDR‬‬
‫في إيطاليا‪ ،‬ومركز باريس للوساطة والتحكيم الذى أنشأ عام ‪.)1(1118‬‬
‫كما أن الوساطة القضائية هي المعمول بها في النظم األنجلوسكسونية حيث‬
‫تقوم المحاكم قبل الفصل في النزاع بعرض اقتراح على األطراف باللجوء بدايةً إلى‬
‫الوساطة(‪.)8‬‬
‫كما أنه وفقًا للقانون الفرنسي رقم ‪ 8111/1318‬المؤرخ في ‪ 18‬نوفمبر‬
‫‪ 8111‬المتعلق بالوساطة والنشاط القضائي في شؤون األسرة‪ ،‬يجوز للقاضي الذي‬
‫طا يعهد إليه بسماع‬
‫ينظر في النزاع بعد الحصول على موافقة األطراف أن يعين وسي ً‬
‫األطراف بمقارنة وجهات نظرهم بهدف إيجاد حل لنزاعهم‪ ،‬وبعد التوصل إلى اتفاق‬
‫تسوية يقدمه األطراف إلى القاضي للموافقة عليه والتصديق عليه وذلك دون مداوالت‬
‫ومجانا(‪.)3‬‬
‫ً‬
‫خالصة القول يختار أطراف الوساطة االتفاقية الوسيط‪ ،‬بينما تحدد المحكمة‬
‫المختصة الوسيط في الوساطة القضائية‪ ،‬وال يجوز لألطراف اختياره أو طلب تعديله‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ :‬الوساطة االتفاقية في حل المنازعات االقتصادية والتجارية قبل‬
‫اللجوء إلى القضاء‪ ،‬مجلة رماح للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،34‬أغسطس ‪ ،8111‬ص ‪،188‬‬
‫‪.183‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬أحمد أنوار ناجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪(3) Serge Braudo: mediation definition- Dictionnaire Juridique, Dictionnaire‬‬
‫‪du droit privé, P.2-4.https://www.dictionnaire-juridique.com/definition‬‬
‫‪/mediation. Php‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ثانيًا‪ :‬التمييز بني الوساطة وفقًا لقانون اإلفالس والوساطة وفقًا لقانون إنشاء احملاكم االقتصادية‪:‬‬
‫أوجب قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس الوساطة في كل من‬
‫طلبات إعادة الهيكلة وطلبات الصلح الواقي من اإلفالس وطلبات شهر اإلفالس من‬
‫أجل إنهاء تلك الطلبات بصفة ودية‪ ،‬كما أوجب قانون إنشاء المحاكم االقتصادية رقم‬
‫‪ 181‬لسنة ‪ 8112‬وتعديالته بموجب القانون رقم ‪ 142‬لسنة ‪ 8111‬مباشرة التحضير‬
‫والوساطة في الدعاوى التى تختص بها هذه المحكمة وذلك فيما عدا الدعاوى الجنائية‬
‫والدعاوى المستأنفة والدعاوى المحالة إليها من المحاكم األخرى‪.‬‬
‫ونعرض فيما يلي ألوجه الشبه والخالف بين الوساطة في القانونين‪.‬‬
‫أ‪ -‬أوجه الشبه بين الوساطة في قانون اإلفالس والوساطة في قانون إنشاء المحاكم‬
‫االقتصادية‪:‬‬
‫تتفق الوساطة في كل من قانون اإلفالس وقانون إنشاء المحاكم االقتصادية في‬
‫أن كل منهما وسيلة ودية لتسوية المنازعات‪ ،‬كما أنهما يتفقا في كونهما وساطة‬
‫قضائية‪ ،‬إذ يباشرها وفقًا لقانون اإلفالس قاضي اإلفالس‪ ،‬وتختص بها إدارة اإلفالس‬
‫بالمحكمة االقتصادية‪ ،‬ويباشر الوساطة وفقًا لقانون إنشاء المحاكم االقتصادية قاضي‬
‫التحضير‪ ،‬وتختص بها هيئة التحضير والوساطة بالمحكمة االقتصادية(‪ ،)1‬وتهدفان إلى‬
‫سرعة الفصل في المنازعات وتقليل تكدس القضايا أمام المحاكم‪.‬‬
‫وكذلك يتفقا في المرونة وسهولة اإلجراءات‪ ،‬وكذلك الوسيط قاضي اإلفالس‬
‫وقاضي التحضير من نفس الدرجة (قاض بدرجة رئيس محكمة بالمحاكم اإلبتدائية)‪.‬‬
‫ويلتزم كال القاضيان بالحفاظ على سرية المعلومات المتعلقة بإجراءات الوساطة(‪.)8‬‬
‫ولكل قاض منهما عقد جلسات مشتركة للخصوم أو منفردة‪ ،‬ومحاولة تقريب وجهات‬

‫(‪ )1‬حول ماهية هيئة التحضير والوساطة‪ ،‬وتشكيلها‪ ،‬واختصاصاتها راجع د‪ /‬وليد عزت الجالد وأ‪/‬‬
‫خالد عبد اهلل جمعه السليطي‪ :‬الوساطة في تسوية المنازعات والدعاوى بالمحاكم االقتصادية‪.‬‬
‫دراسة تحليلية تطبيقية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،8181 ،1‬ص ‪ 13‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )8‬المادة (‪ )2‬من قانون اإلفالس‪ ،‬المادة (‪ 2‬مكرر ب) من قانون إنشاء المحاكم االقتصادية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫النظر بينهم وكذلك عرض الحلول التوفيقية عليهم(‪ ،)1‬ويخطر الخصوم بمواعيد‬
‫الجلسات في القانونين بالتليفون أو البريد اإللكتروني أوبالرسائل النصية‪ ،‬وكذلك يجوز‬
‫لكال القاضيين االستعانة بالخبراء المقيدين بالجداول المعدة لهذا الغرض‪.‬‬
‫وتتفق الوساطة في القانونين في أنها إما أن تنتهي بتحرير اتفاق تسوية بين‬
‫األطراف‪ ،‬يتم التصديق عليه‪ ،‬إما من رئيس إدارة اإلفالس أو رئيس هيئة التحضير‬
‫والوساطة بحسب األحوال‪ ،‬وفي الحالتين يتم منحه قوة السند التنفيذي(‪.)8‬‬
‫وقد تخفق الوساطة في تحقيق التسوية‪ ،‬ومن ثم يتم رفض الطلب وفقًا لقانون‬
‫اإلفالس (م‪ ،)11‬أو يتم تحديد جلسة موضوعية لنظر المنازعة أمام الدائرة المختصة‬
‫وفقًا لقانون إنشاء المحاكم االقتصادية (م ‪ 2‬مكرر ج)‪.‬‬
‫وكذلك يتفقا في جواز إتباع إجراءات التقاضي اإللكتروني بشأنهما‪ ،‬وجواز‬
‫االستعانة بالخبراء(‪.)3‬‬
‫ب‪ -‬أوجه االختالف بين الوساطة في قانون اإلفالس والوساطة في قانون إنشاء‬
‫المحاكم االقتصادية‪:‬‬
‫تختلف الوساطة في القانونين من حيث المدة التى يجب إنهاء إجراءات‬
‫يوما من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬ولرئيس‬
‫الوساطة خاللها‪ ،‬فهي في قانون اإلفالس ثالثين ً‬
‫إدارة اإلفالس مدها لمدة مماثلة وذلك لمرة واحدة على األكثر (م‪ ،)8‬في حين يتولى‬
‫يوما من تاريخ قيدها‪،‬‬
‫قاضي التحضير تحضير الدعوى خالل مدة ال تجاوز ثالثين ً‬

‫(‪ )1‬راجع د‪ /‬وليد عزت الجالد وأ‪ /‬خالد عبد اهلل جمعه السليطي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41 ،41‬‬
‫(‪ )8‬المادة (‪ )1‬من قانون اإلفالس‪ ،‬والمادة (‪ 2‬مكرر ج)‪ ،‬قانون إنشاء المحاكم االقتصادية‪.‬‬
‫حول تسوية النزاع وانقضاء الوساطة راجع‪ :‬د‪ /‬خيري عبد الفتاح السيد البتانوني‪ :‬الوساطة كوسيلة‬
‫بديلة لفض المنازعات المدنية والتجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،8118 ،8‬ص ‪112‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )3‬حول التقاضي اإللكتروني واالستعانة بالخبراء راجع‪:‬‬
‫د‪ /‬عمر فالح العطين‪ :‬دور المحاكم االقتصادية في فض المنازعات التجارية‪ ،‬مجلة عمادة‬
‫البحث العلمي‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬العدد ‪ ،8112 ،48‬ص ‪.21‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 353 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ويعرض على األطراف تسوية النزاع بصورة ودية‪ ،‬فإذا وافقه الخصوم تولى الوساطة‬
‫يوما أخرى يجوز مدها لمدة مماثلة بموافقة رئيس‬
‫بينهم في خالل مدة ال تجاوز ثالثين ً‬
‫الهيئة (م‪ 2‬مكرر ج) من قانون إنشاء المحاكم االقتصادية‪.‬‬
‫وبناء على النص األخير تكون الوساطة في قانون إنشاء المحاكم االقتصادية‬
‫ً‬
‫اختيارية؛ إذ يعرض قاضي التحضير على األطراف تسوية النزاع بصورة ودية‪ ،‬فإذا‬
‫وافقه الخصوم تولى الوساطة بينهم‪ ،‬في حين أن الوساطة في قانون اإلفالس إجبارية‬
‫حيث يجب تقديم الطلبات (إعادة الهيكلة – الصلح الواقي – شهر اإلفالس) إلى رئيس‬
‫إدارة اإلفالس بعد قيدها بقلم كتاب المحكمة المختصة‪ ،‬ويقوم بعرض الطلبات على‬
‫قضاة اإلفالس التخاذ إجراءات الوساطة فيها (م‪ )8‬من قانون اإلفالس‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫التمييز بني الوساطة والتوفيق(‪.)1‬‬
‫أ‪ -‬املفهــــوم‪:‬‬
‫وديا بين األطراف‪ ،‬يتم اللجوء‬
‫يعرف التوفيق بأنه "وسيلة بديلة لحل النزاعات ً‬
‫إليها قبل قيد الدعوى أو أثناء نظرها أمام المحكمة‪ ،‬ويتم االستعانة فيها بطرف ثالث‬
‫محايد(الموفق) لمحاولة الوصول إلى اتفاق صلح موقع بين األطراف وملزم لهم"(‪.)8‬‬
‫كما عرف التوفيق بأنه طريق ودي لتسوية المنازعات التى تنشأ بين األطراف قوامه‬
‫اختيار أحد األغيار للقيام بالتوفيق (الموفق) وصوًال إلى حل للنزاع عن طريق التقريب‬
‫بين وجهات النظر المختلفة دون أن يمتد دوره إلى اقتراح حل يرتضيانه(‪.)3‬‬
‫أيضا بأنه "نظام بمقتضاه تقوم هيئة أو فرد يتم اختيارها من قبل‬
‫وعرف التوفيق ً‬
‫األطراف المتنازعة‪ ،‬بمهمة دراسة موضوع الخالف‪ ،‬بالتشاور المستمر مع األطراف‪،‬‬
‫والتعرف على مختلف وجهات النظر وتقريبها‪ ،‬والعمل على الحد من اتساع الخالف‬
‫بينهما‪ ،‬واقتراح أفضل الحلول الودية لتسوية الخالف‪ ،‬بما يكفل استمرار التعامل بينهم‪،‬‬
‫والتى تعرض عليهم ليأخذوا بها أو يرفضوها"(‪.)4‬‬

‫قانونيا للتوفيق‬
‫ً‬ ‫تنظيما‬
‫ً‬ ‫(‪ )1‬لقد وضعت لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي (اليونسترال)‬
‫(قواعد اليونسترال للتوفيق‪ )1121‬كوسيلة ودية لتسوية المنازعات الناشئة في إطار العالقات‬
‫التجارية الدولية‪ ،‬وذلك بهدف إيجاد عالقات اقتصادية دولية متناسقة‪ ،‬وتشمل القواعد جميع‬
‫جوانب عملية التوفيق‪ .‬راجع هذه القواعد على الموقع التالي‪https://uncitral.un.org :‬‬
‫(‪ )8‬المادة (‪ )1‬من القانون االتحادي رقم (‪ )8‬لسنة ‪ 8181‬بتعديل بعض أحكام القانون االتحادي رقم‬
‫(‪ )11‬لسنة ‪ 8112‬بإنشاء مراكز التوفيق والمصالحة في المنازعات المدنية والتجارية‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬محمد إبراهيم موسى‪ :‬التوفيق التجاري الدولي‪ .‬وتغير النظرة السائدة حول سبل تسوية‬
‫منازعات التجارة الدولية‪ ،‬بدون دار أو تاريخ نشر‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫(‪ )4‬د‪ /‬عادل عبد العزيز علي السن‪ :‬المفاوضات والتوفيق والوساطة كنظم ودية لحل المنازعات‪،‬‬
‫الورشة التكوينية حول (فن التحكيم ومهارات المحكم)‪ ،‬بالتعاون مع المركز الدولي للوساطة‬
‫والتحكيم بالرباط ومركز التحكيم التجاري لدول الخليج العربية‪ ،‬الرباط‪ ،‬المملكة المغربية‪31-81 ،‬‬
‫أكتوبر ‪ ،8111‬ص‪.82‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫يتضح من تلك المفاهيم تقارب مفهوم التوفيق من مفهوم الوساطة‪ ،‬فكالهما‬


‫وسيلة ودية إلنهاء المنازعات‪ ،‬وكالهما يقوم على تدخل طرف ثالث للتقريب بين‬
‫وجهات النظر المتباينة من أجل الوصول إلى نقطة التقاء وابرام اتفاق تسوية‪.‬‬
‫ب‪ -‬أوجه الشبه بني الوساطة والتوفيق‪:‬‬
‫تتفق كل من الوساطة والتوفيق في أنهما وسيلتان إلنهاء المنازعات بصفة‬
‫ودية‪ ،‬وذلك من خالل تدخل طرف ثالث‪ ،‬يسمى بالوسيط في موضوع (الوساطة)‪،‬‬
‫صلحا والحفاظ‬
‫ً‬ ‫والموفق في موضوع (التوفيق)‪ .‬وهدف الوساطة والتوفيق إنهاء النزاع‬
‫على العالقات الودية بين األطراف المتنازعة‪ ،‬وذلك من خالل مرونة إجراءات كل من‬
‫الوساطة والتوفيق‪ ،‬وقيام الوسيط أو الموفق بتقريب وجهات النظر بين األطراف‬
‫المتنازعة‪.‬‬
‫كما تتفق الوسيلتان (الوساطة والتوفيق) في االلتزام بالسرية‪ ،‬حيث يجب على‬
‫الوسيط والموفق الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات التى يطلع عليها بمناسبة‬
‫مهمته وعدم إفشاؤها‪.‬‬
‫وكذلك تتفق الوسيلتان بخالف التحكيم في أن الوسيط والموفق ال يعمالن‬
‫بصورة منفردة أو مستقلة عن أطراف النزاع‪ ،‬وانما يظل لهؤالء السيطرة الكاملة على‬
‫العملية وما يسفر عنها من نتائج‪ ،‬فالتسوية النهائية للنزاع تعتمد على الحلول التى‬
‫يصل إليها األطراف بمساعدة الوسيط أو الموفق(‪.)1‬‬
‫وفي حالة فشل جهود التوفيق‪ ،‬يكون من حق الطرفين عرض دعواه أمام‬
‫القضاء أو التحكيم(‪ ،)8‬وكذلك في حالة فشل مساعي الوساطة وعدم التوصل إلى تسوية‬
‫يتم رفض الطلب‪ ،‬ويكون لمقدمه رفع الدعوى المتعلقة بطلبه‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد إبراهيم موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42‬‬


‫(‪ )8‬د‪ /‬محمد إبراهيم موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫هذا ويتفق النظامين في العمل على منع تكدس القضايا أمام المحاكم وتحقيق‬
‫العدالة الناجزة(‪ ،)1‬وسرعة تسوية النزاع‪ ،‬ومرونة اإلجراءات‪ ،‬وقلة التكاليف مقارنة‬
‫بالتحكيم‪.‬‬
‫ج‪ -‬أوجه اخلالف بني الوساطة والتوفيق‪:‬‬
‫يعد التوفيق وسيلة اختيارية لتسوية المنازعات‪ ،‬ألنها تعتمد بصورة أساسية على‬
‫إرادة األطراف‪ ،‬وهو بذلك يتفق مع التحكيم في أن اللجوء إليهما أمر اختياري(‪ .)8‬في‬
‫حين أن اللجوء إلى الوساطة في قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬أمر إجباري فيما‬
‫يخص طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي وشهر اإلفالس‪.‬‬
‫كما أنه في التوفيق يختار األطراف شخص الموفق‪ ،‬في حين أنه في الوساطة‬
‫في قانون اإلفالس يقوم رئيس إدارة اإلفالس بعرض الطلبات على قضاة اإلفالس‬
‫التخاذ إجراءات الوساطة فيها‪ ،‬ومن ثم ال يجوز للخصوم اختيار الوسيط (قاضي‬
‫أيضا طلب تغييره بآخر‪.‬‬
‫اإلفالس) وال يجوز لهم ً‬
‫ويقتصر عمل الموفق على مجرد التقريب بين وجهات متباينة دون أن يمتد إلى‬
‫المشاركة في صنع القرار النهائي للنزاع‪ ،‬وذلك على خالف الوسيط فإنه يتدخل فى‬
‫احدا‪ ،‬أو‬
‫تسوية النزاع عن طريق اقتراح بعض الحلول التى قد يختار منها األطراف و ً‬
‫يتوصال من خاللها إلى تسوية ودية للنزاع(‪ ،)3‬وتعتبر الوساطة أوسع من التوفيق‪ ،‬فهي‬
‫أكثر عمومية وأكثر مرونة(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬حول مفهوم العدالة الناجزة راجع د‪ /‬محمد إبراهيم موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 82‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )8‬راجع د‪ /‬محمد إبراهيم موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.33-82‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ :‬قانون التحكيم التجاري الدولي والداخلي‪ ،‬تنظير وتطبيق مقارن‪ ،‬دار‬
‫النهضة والعربية‪ ،‬القاهرة‪ ،8114 ،‬ص ‪ .382‬مشار إليه لدى د‪ /‬عادل عبد العزيز علي السن‪،‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31 ،31‬‬
‫(‪ )4‬د‪ /‬أحمد أنوار ناجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وعلى ذلك فالدور الذى يلعبه الوسيط أكثر فاعلية وأكثر إيجابية من دور‬
‫الموفق‪ ،‬وذلك الدور هو ما أعطى هذه الوسيلة رونقها ووصل بها إلى مصاف الوسائل‬
‫األساسية لتسوية منازعات التجارة الدولية في ظل النظام األمريكي(‪.)1‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن ما يصدره الموفق هو مجرد توصية أو اقتراح يخضع‬
‫لتقدير األطراف إن شاءوا وضعوه موضع التنفيذ أو العكس(‪ .)8‬في حين أن توصل‬
‫الوساطة إلى إبرام اتفاق تسوية يكون له قوة إلزامية‪ ،‬إذ يصدق عليه رئيس إدارة‬
‫اإلفالس ويمنحه قوة السند التنفيذي‪ .‬وهو ما يعني في نظرنا تعاظم دور الوساطة‬
‫مقارنة بالتوفيق‪.‬‬
‫التوفيق كآلية لتسوية أوضاع املشروعات املتعثرة يف القانون الفرنسي‪:‬‬
‫قانونيا للتوفيق كوسيلة لتسوية أوضاع‬
‫ً‬ ‫نظاما‬
‫ً‬ ‫وضع المشرع الفرنسي‬
‫المشروعات المتعثرة مشابه للنظام القانوني للوساطة في القانون المصري في بعض‬
‫األمور‪ .‬واستخدم المشرع الفرنسي مصطلح ‪( Le Conciliation‬التوفيق) كمصطلح‬
‫مقابل لمصطلح ‪( mediation‬الوساطة)‪.‬‬
‫وقد نظم المشرع الفرنسي التوفيق كوسيلة لعالج عثرات المشروعات وذلك‬
‫بمقتضى القانون رقم ‪ 8118-248‬الصادر في ‪ 82‬يوليو ‪ 8118‬ويكمن التوفيق في‬
‫إبرام اتفاق ودي خاص بين المدين ودائنية بمساعدة موفق يعين من قبل القاضي‬
‫المختص‪ ،‬والذى له أن يقوم بكل اإلجراءات التى تقرر إفادتها وضرورتها في االتفاق‪،‬‬
‫وهو اتفاق من شأنه أن يضع نهاية للعثرات والصعوبات التى يتعرض لها المشروع‬
‫المعني ويدعو إلى التفاوض وفي سرية لتسوية ديون المدين مع دائنيه الرئيسيين في‬
‫بدال من أن‬
‫إطار قانوني محدد‪ ،‬ومن ثم يكون للمدين المتوقف عن الدفع منذ قليل‪ً ،‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد إبراهيم موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81 ،41‬‬
‫(‪ )8‬حيث يفتقد القرار إلى حجية األمر المقضي به‪ .‬د‪ /‬محمد إبراهيم موسى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪ 118 ،48 ،41‬وما بعدها‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫يودع خطته لإلجراءات الجماعية‪ ،‬أن يبحث عن حل اتفاقي ودي لمعالجة مشاكله‬
‫والخروج من كبوة العثرات التى لحقت به(‪.)1‬‬
‫ويكون تعيين الموفق لمدة ال تزيد عن أربعة أشهر ويجوز للقاضي مد مدة‬
‫وبناء على طلب الموفق(‪.)8‬‬
‫ً‬ ‫عمل الموفق لمدة شهر على األكثر بموجب قرار مسبب‬
‫ويسمح بإجراء التوفيق لكل مدين لم يتوقف عن الدفع ألكثر من خمسة وأربعين‬
‫يوما ويواجه صعوبات حقيقية أومتوقعة(‪.)3‬‬
‫ً‬
‫ويشرع المدين في التوفيق بتقديم طلب إلى المحكمة التجارية يوضح به وضعه‬
‫المالي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وتتحقق المحكمة من توافر ثالثة شروط هي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يمارس المدين أنشطة تجارية أو حرفية‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يثبت المدين الصعوبات الحالية أو المتوقعة (صعوبات قانونية أو اقتصادية‬
‫أو مالية) التى يمر بها‪.‬‬
‫معسر فقط إذا توقف عن الدفع لفترة ال‬
‫ًا‬ ‫موسر أو‬
‫ًا‬ ‫‪ -3‬يجب أن يكون المدين‬
‫يوما(‪.)4‬‬
‫تتجاوز خمسة وأربعين ً‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬خليل فيكتور تادرس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81 ،82‬‬
‫‪(2) Serge Braudo, Op. Cit, P.3.‬‬
‫وبعد األزمة االقتصادية المترتبة على فيروس كوفيد‪ 11 -‬أصدرت فرنسا المرسوم رقم ‪8181 /443‬‬
‫بتاريخ ‪ 88‬نوفمبر ‪ 8181‬بشأن تكييف القواعد المتعلقة بالصعوبات التى تواجه األعمال التجارية مع‬
‫بناء على طلب الموفق بقرار‬
‫عواقب وباء كوفيد‪ ،11 -‬وبمقتضاه يجوز تمديد مدة إجراءات التوفيق ً‬
‫مسبب من رئيس المحكمة على أال تتجاوز المدة عشرة أشهر‪.‬‬
‫‪-Georges Teboul: les récentes mesures covid pour les entreprises en‬‬
‫‪difficulté: quelques réflexions, Dalloz Actualité, 11 Janvier 2021.‬‬
‫‪(3) Moussa Fanta Kourouma: le Procédé de passerelle entre la conciliation et‬‬
‫‪la sauvegarde- approche Comparative droit français / droit OHADA,thèse‬‬
‫‪de docteur en Sciences Juridiques, Université de Toulon, 2018, P.15.‬‬
‫‪(4) Remigijus Jokubauskas: Alternative Dispute Resolution in Insolvency‬‬
‫‪Disputes, Societal Studies, Research Journal, Vol 9, No.2 (2017), P. 255.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وتقوم المحكمة بتقييم الوضع المالي للمدين بدقة قبل بداية التوفيق‪ ،‬وهذا هو‬
‫إجراء أساسي يمنع سوء نية المدينين المعسرين من الشروع في التوفيق من أجل تجنب‬
‫الدائنين المطالبات بشهر اإلفالس(‪.)1‬‬
‫ويجوز للمدين أن يرشح موفق‪ ،‬وتقوم المحكمة بتعيين الموفق‪ ،‬والذى يلعب‬
‫دور رئيسي في المفاوضات‪ ،‬ويتم التوفيق بمشاركة المدين‪ ،‬رئيس المحكمة‪ ،‬الدائنين‬
‫الرئيسيين والموفق‪ ،‬ويقوم الموفق بمساعدة المدين والدائنين في التوصل إلى اتفاق ودي‬
‫ينهي الصعوبات التى يتعرض لها المدين (اتفاق تسوية)‪ ،‬كما يجوز للموفق تقديم خطة‬
‫بشأن الحفاظ على حماية الشركة واستمرارها‪ ،‬ويجب على المدين التعاون مع الموفق‬
‫وامداده بالمعلومات المفيدة مع الحفاظ على سرية المفاوضات(‪ .)8‬وينتهي التوفيق بأحد‬
‫طريقين‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم التوصل إلى اتفاق ودي‪ :‬في هذه الحالة تنهي المحكمة إجراء التوفيق عند‬
‫استالم تقرير الموفق‪.‬‬
‫‪-5‬التوصل إلى اتفاق ودي‪ :‬وفي هذه الحالة هناك احتماالن‪ :‬األول‪ :‬أن يطلب‬
‫األطراف إنهاء المفاوضات بطلب مشترك مع تقديم الشكر والتقدير‪ .‬ويقر رئيس‬
‫ار بأنه لم يكن معسر (في‬ ‫المحكمة هذا الطلب وينتهي التوفيق مع تقديم المدين إقرًا‬
‫تعليق المدفوعات)‪ .‬الثاني‪ :‬تحرير اتفاق تسوية بين المدين ودائنيه‪ ،‬وهنا يقدم‬
‫المدين طلب للمحكمة للمصادقة على هذا االتفاق‪ ،‬وبذلك يكون اتفاق التوفيق قد‬
‫وضع نهاية لعثرات المدين‪ ،‬وأدى إلى استمرار تشغيل الشركة بشكل فعال‪ ،‬وال‬
‫يؤثر اتفاق التسوية بأي شكل على حقوق الدائنين غير الموقعين عليه‪ ،‬واذا فشل‬
‫المدين في تنفيذ االتفاق بعد المصادقة عليه تنهي المحكمة إجراء ما قبل‬
‫اإلعسار(‪.)3‬‬
‫وقد لحق قانون ‪ 8118/248‬العديد من التشريعات‪ ،‬منها قانون ‪ 12‬ديسمبر‬
‫‪ 8112‬رقم ‪ 8112/821‬والذى قرر تمديد االستفادة من امتياز التوفيق لدائني المزارع‬
‫المدين(‪ ،)4‬وآخرها القانون رقم ‪ 8111/422‬المؤرخ في ‪ 88‬مايو ‪ ،8111‬واألمر‬

‫‪(1) Remigijus Jokubauskas, Op. Cit, P. 256.‬‬


‫‪(2) Remigijus Jokubauskas, Op. Cit, P. 256.‬‬
‫‪(3)Remigijus Jokubauskas, Op. Cit, P. 256 and 257.‬‬
‫‪(4) Moussa Fanta Kourouma, Op. Cit, P.16.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 12‬سبتمبر ‪ 8111‬رقم ‪ ،8111/124‬ودخلت أحكامه حيز التنفيذ في‬


‫‪ 1‬يناير ‪.8181‬‬
‫ويكمن الهدف األساسي من إجراء التوفيق في منع إفالس المدين‪ ،‬وتشجيع‬
‫المدين والدائنين الرئيسيين للوصول إلى تسوية ودية‪ ،‬وقد أثبت هذا اإلجراء نجاحه في‬
‫الممارسة العملية‪ ،‬وبلغت نسبة نجاح هذه اإلجراءات ما يقرب من ‪.)1(%11‬‬

‫‪(1) Remigijus Jokubauskas, Op. Cit, P. 254 and 258.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثالث‬
‫(‪)1‬‬
‫التمييز بني الوساطة والصلح الواقي من اإلفالس‬
‫نظم المشرع المصري أحكام الصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬باإلضافة إلى تنظيم‬
‫الوساطة في القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬الخاص بتنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس‪ .‬لذلك سوف نقوم بالتمييز بينهم فيما يلي‪.‬‬
‫أ‪ -‬من حيث املفهوم‪:‬‬
‫عرف المشرع الوساطة بأنها وسيلة ودية لتسوية المنازعات التجارية عن طريق‬
‫وسيط (قاضي اإلفالس)‪ ،‬يتولى تقريب وجهات النظر بين األطراف المتنازعة بمناسبة‬
‫عالقة عقدية أو غير عقدية‪ ،‬ويقترح عليهم الحلول المالئمة لها‪ .‬في حين عرف‬
‫المشرع الصلح الواقي بأنه "إجراء لتوقي إشهار إفالس المدين حسن النية(‪.)5‬‬
‫وبالتالي يتفق الصلح الواقي من اإلفالس مع الوساطة في أنهما إجراءان يهدفا‬
‫إلى منع صدور حكم شهر اإلفالس والعمل على استمرار تجارة المدين الذى يتعثر عن‬
‫سداد ديونه التجارية‪.‬‬

‫(‪ )1‬أدخل المشرع المصري نظام الصلح الواقي من اإلفالس ألول مرة في التشريع المختلط بالمرسوم‬
‫بقانون الصادر في ‪ 82‬مارس عام ‪ ،1111‬المعدل بالمرسوم بقانون الصادر في ‪ 84‬ديسمبر عام‬
‫‪ ،1112‬وقد أدمجت نصوص هذا المرسوم في المواد من ‪ 818‬إلى ‪ 811‬من مجموعة القانون‬
‫التجاري المختلط‪ ،‬وألن هذه النصوص كانت تطبق على المدينين الذين يخضعون ألحكام القانون‬
‫التجاري المختلط‪ ،‬دون المدينين الخاضعين ألحكام القانون التجاري الوطني‪ ،‬لذلك أصدر المشرع‬
‫القانون رقم ‪ 82‬لعام ‪ 1148‬بشأن الصلح الواقي من التفليس‪ ،‬ثم نظمت أحكام الصلح الواقي من‬
‫اإلفالس بمقتضى قانون التجارة رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 1111‬في المواد (‪ )118-188‬ضمن الباب‬
‫الخامس من قانون التجارة‪ ،‬وأخي اًر أعيد تنظيم الصلح الواقي من اإلفالس بمقتضى القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬الخاص بتنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬الصادر في ‪ 11‬فبراير‬
‫‪ ،8112‬والذي ألغى بدوره النصوص الواردة فى قانون التجارة ‪ 11‬لسنة ‪ 1111‬الخاصة باإلفالس‬
‫والصلح الواقي منه (الباب الخامس)‪ .‬د‪ /‬حسين الماحي‪ :‬تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،8111 ،‬ص ‪.12 ،11‬‬
‫(‪ )8‬المادة األولى من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬وهذا هو التعريف المعدل‬
‫بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ .8181‬وقد كان التعريف الوارد في القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬كالتالي‬
‫"الصلح الواقي‪ :‬طلب يتوقى به المدين سيئ الحظ إشهار إفالسه"‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ب‪ -‬من حيث مضمون كل إجراء‪:‬‬


‫مضمون الوساطة تسوية المنازعات التجارية بطريقة ودية من خالل قاضي‬
‫اإلفالس الذى يقوم بتقريب وجهات نظر األطراف المتنازعة‪ ،‬ويقترح عليهم الحلول‬
‫المالئمة لحلها‪.‬‬
‫وتتم الوساطة في طلبات إعادة الهيكلة وطلبات اإلفالس وكذلك طلبات الصلح‬
‫الواقي من اإلفالس‪ .‬أي أن الوساطة في طلبات الصلح الواقي من اإلفالس أمر وجوبي‬
‫على إدارة اإلفالس بمقتضى المادة (‪ / 4‬أ) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫وتتميز الوساطة بالمرونة إذ أنه يجوز لقاضي اإلفالس أن يجري الوساطة‬
‫بالطريقة التى يراها مناسبة مع مراعاة طلبات األطراف وظروف الوساطة‪.‬‬
‫أما الصلح الواقي من اإلفالس فهو إجراء يتوقى به المدين حسن النية شهر‬
‫إفالسه‪ .‬إذ أن الصلح الواقي ميزه قصد بها إثابة التاجر الذى حرص على النزاهة في‬
‫معامالته التجارية ولكنه يتعرض الضطراب شؤونه المالية(‪.)1‬‬
‫ومن ثم يأتي نظام الصلح الواقي من اإلفالس الذي أرسته العديد من‬
‫التشريعات المقارنة باب للنجاة أمام التاجر حسن النية سئ الحظ فحسب‪ ،‬ويهدف نظام‬
‫الصلح الواقي من اإلفالس لمساعدة المشروعات والشركات التجارية على النهوض مما‬
‫لحق بها واقالتها من عثرتها‪ ،‬وتمكينها من تالشي شهر اإلفالس(‪.)8‬‬
‫ويكون لكل تاجر يجوز شهر إفالسه ولم يرتكب غ ًشا أو خطأ ال يصدر عن‬
‫التاجر العادي‪ ،‬أن يطلب الصلح الواقي من اإلفالس إذا اضطربت أعماله المالية‬
‫اضطرًابا من شأنه أن يؤدي إلى توقفه عن الدفع (م‪ /31‬الفقرة األولى من القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ .)8112‬وللتاجر الذى توقف عن دفع ديونه ولو طلب شهر إفالسه‪ ،‬أن‬
‫يطلب الصلح الواقي من اإلفالس إذا توافرت فيه الشروط المذكورة في الفقرة السابقة‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫(‪ )8‬د‪ /‬خليل فيكتور تادرس‪ :‬الطرق الودية والقضائية إلنقاذ المشروعات المتعثرة من اإلفالس‪ .‬دراسة‬
‫مقارنة على ضوء القانون الفرنسي رقم ‪ ،8118 - 248‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‬
‫نشر‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 353 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫يوما من تاريخ توقفه عن الدفع (م‪ /31‬الفقرة‬


‫وقدم طلب الصلح خالل خمسة عشر ً‬
‫الثانية)‪.‬‬
‫ويجوز إجراء الصلح الواقي من اإلفالس لكل شركة توافرت فيها الشروط‬
‫المنصوص عليها في الفقرتين السابقتين‪ ،‬ومع ذلك ال يجوز منح هذا الصلح لشركة في‬
‫دور التصفية (م ‪ /31‬الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫كما أنه لمن آل إليهم المتجر بطريق اإلرث أو الوصية أن يطلبوا الصلح‬
‫الواقي إذا قرروا االستمرار في التجارة وكان التاجر قبل وفاته ممن يجوز لهم طلب‬
‫الصلح (م ‪ /38‬الفقرة األولى)‪.‬‬
‫ويقدم طلب الصلح الواقي من المدين إلى رئيس إدارة اإلفالس بالمحكمة‬
‫المختصة على أن يتضمن أسباب اضطراب األعمال ومقترحات الصلح متضمنة كيفية‬
‫سداد المديونيات‪ ،‬وترتيبها‪ ،‬ومقترح تقسيم الدائنين إلى فئات وفقًا لطبيعة الدين‪ ،‬ونوعه‪،‬‬
‫والتمويل المقترح‪ ،‬م ع بيان مقداره‪ ،‬وفائدته‪ ،‬وجهة التمويل‪ ،‬ومدته‪ ،‬وكيفية تنفيذ هذه‬
‫المقترحات(‪.)1‬‬
‫وتتم مباشرة إجراءات الصلح الواقي من اإلفالس من خالل قاضي الصلح‪ .‬في‬
‫حين تتم مباشرة إجراءات الوساطة من خالل قاضي اإلفالس(‪.)8‬‬
‫ج‪ -‬من حيث آثار كل إجراء‪:‬‬
‫تنتهي الوساطة أما بالتوصل إلى تسوية النزاع‪ ،‬وفي هذه الحالة يحرر اتفاق‬
‫تسوية يوقع عليه كافة األطراف‪ ،‬ويبين فيه تفاصيل االتفاق‪ ،‬وما تم من إجراءات‬
‫ار باعتماد التسوية وانهاء الطلب‪ ،‬ويكون لهذا‬
‫الوساطة‪ ،‬ويصدر قاضي اإلفالس قرًا‬
‫االتفاق قوة السند التنفيذي (م‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )38‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬الخاص بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم‬
‫إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس والقانون الصادر به رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )8‬عرف المشرع قاضي اإلفالس بأنه أحد قضاة إدارة اإلفالس يختص بفحص الطلبات المعروضة‬
‫على اإلدارة‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وقد تنتهي الوساطة بعدم التوصل إلى تسوية‪ ،‬وقد نص المشرع على أنه فى‬
‫حالة عدم التوصل إلى تسوية في طلبي شهر اإلفالس والصلح الواقي منه يرفضهما‬
‫قاضي اإلفالس‪ ،‬وفى هذه الحالة يكون لمقدم أي من الطلبين رفع الدعوى المتعلقة‬
‫بطلبه بصحيفة تودع قلم الكتاب خالل شهر من تاريخ رفضهما واال سقط الحق في‬
‫رفعها(‪.)1‬‬
‫أما الصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬فهو إما أن ينتهي بوقوع الصلح والتصديق‬
‫عليه(‪ ،)8‬أو برفضه‪ ،‬ويوقع محضر الصلح الواقي في الجلسة التى جرى فيها التصويت‬
‫الغيا (م‪ ،)23‬وان لم يتحقق الصلح يرفع قاضي الصلح األمر للمحكمة‬
‫عليه‪ ،‬واال كان ً‬
‫للنظر في إنهاء اإلجراءات‪.‬‬
‫وعلى قاضي الصلح أن يرسل محضر الصلح إلى المحكمة التى أصدرت‬
‫األمر بافتتاح إجراءات الصلح للتصديق عليه‪ ،‬ويشهر الحكم الصادر بالتصديق على‬
‫الصلح الواقي وفقًا لألحكام المقررة لشهر حكم اإلفالس‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة العاشرة المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬الصادر في ‪ 82‬إبريل ‪.8181‬‬
‫(‪ )8‬حيث تنص المادة ‪ 21‬من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس المعدلة بالقانون‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬على أنه "يعرض قاضي الصلح على المدين‪ ،‬بعد إيداع تقرير أمين الصلح‬
‫مكررا‪ ،)1 /‬مقترحات الصلح المودعة الختيار أحدها‬
‫ً‬ ‫المشار إليه في الفقرة الرابعة من المادة (‪81‬‬
‫تاليا للدائنين للتصويت على‬
‫اجتماعا ً‬
‫ً‬ ‫خالل شهر من تاريخ العرض‪ ،‬على أن يحدد قاضي الصلح‬
‫هذا المقترح‪.‬‬
‫فإذا رفض المدين جميع المقترحات المودعة‪ ،‬وجب التصويت على المقترح المقدم من طالب الصلح‪،‬‬
‫تبعا ألسبقية إيداعها‪.‬‬
‫فإن رفض ذلك المقترح يتم التصويت في ذات االجتماع على باقي المقترحات ً‬
‫جميعا‬
‫ً‬ ‫واذا كان المدين شركة يكون القرار الصادر باختيار أحد مقترحات الصلح المودعة أو برفضها‬
‫بموافقة ملجس إدارة الشركة أو أغلبية الشركاء‪ ،‬بحسب األحوال‪ ،‬خالل المدة ذاتها المبينة بالفقرة‬
‫األولى من هذه المادة"‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الرابع‬
‫(‪)5‬‬
‫التمييز بني الوساطة والتحكيم‬
‫تتفق الوساطة مع التحكيم في أنهما وسائل بديلة لتسوية المنازعات‪ ،‬كما أنهما‬
‫يتفق في سهولة اإلجراءات وسرعة إنهاء المنازعات‪ ،‬واعطائهما الحجية القانونية‬
‫الكاملة‪ ،‬والحفاظ على العالقات الودية بين المتنازعين‪ .‬إال أن الوساطة تختلف عن‬
‫التحكيم في بعض األمور نعرض لها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬من حيث املفهوم‪:‬‬
‫عرف المشرع المصري التحكيم بأنه "التحكيم الذى يتفق عليه طرفا النزاع‬
‫بإرادتهما الحرة سواء كانت الجهة التى تتولى إجراءات التحكيم‪ ،‬بمقتضى اتفاق‬
‫الطرفين‪ ،‬منظمة أو مركز دائم للتحكيم أو لم يكن كذلك"(‪.)8‬‬
‫صا يتسمون‬‫وقد عرف التحكيم فقهًيا بأنه "اتفاق بمقتضاه يمنح أطرافه أشخا ً‬
‫بالحيدة واالستقالل سلطة اتخاذ إجراءات الفصل في المنازعة واصدار حكم ملزم ومنهي‬
‫للخصومة التى نشأت أو قد تنشأ بينهم"(‪.)3‬‬
‫كما عرف التحكيم بأنه "وسيلة يختارها األطراف لفض المنازعات الناشئة بينهم‬
‫عن طريق طرح النزاع للبت فيه بقرار ملزم لهم من قبل شخص أو أشخاص يعينوهم‬

‫(‪ )1‬اهتم المشرع المصري بالتحكيم كوسيلة بديلة لتسوية المنازعات ولتخفيف العبء عن القضاء‪،‬‬
‫ولجذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬فأصدر قانون التحكيم في المواد المدنية والتجارية رقم ‪ 81‬لسنة‬
‫‪ ،1114‬وتم تعديله في ‪ 13‬مايو ‪ ،1111‬ويتكون من ‪ 82‬مادة‪ ،‬وتنص المادة األولى منه على‬
‫أنه "تسري أحكام هذا القانون على كل تحكيم بين أطراف من أشخاص القانون العام أو القانون‬
‫الخاص أيا كانت طبيعة العالقة القانونية التي يدور حولها النزاع إذا كان هذا التحكيم يجري في‬
‫دوليا يجري في الخارج واتفق أطرافه على إخضاعه ألحكام هذا‬
‫تحكيما تجارًيا ً‬
‫ً‬ ‫مصر‪ ،‬أو كان‬
‫القانون"‪.‬‬
‫(‪ )8‬المادة ‪1/4‬من القانون رقم ‪ 81‬لسنة ‪ 1114‬في شأن التحكيم في المواد المدنية والتجارية الصادر‬
‫في ‪ 12‬إبريل ‪ .1114‬الجريمة الرسمية – العدد ‪( 12‬تابع) في ‪ 81‬إبريل سنة ‪.1114‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬محمد عبد النبي إبراهيم مصطفى‪ :‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،8111 ،‬ص ‪.2‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫باالتفاق ويسمون بالمحكمين وذلك ضمن قواعد يختارها األطراف أو يتركون للقوانين‬
‫ذات العالقة تحديدها"(‪.)1‬‬
‫وطبقًا للتعريف التشريعي والتعريفات الفقهية يتضح أن التحكيم وفقًا للقانون‬
‫المصري إجراء اختياري‪ ،‬أي يتم اللجوء إليه بإرادة األطراف‪ .‬وذلك بعكس الوساطة‬
‫التى وان كانت في األصل وسيلة ودية لتسوية المنازعات‪ ،‬إال أنها إجبارية في مسائل‬
‫اإلفالس‪ ،‬وذلك أمر محمود إذ يهدف إلى الحفاظ على المشروعات المتعثرة واستمرارها‬
‫وانقاذها من اإلفالس‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن وجود شرط التحكيم يمنع المحكمة من سماع الدعوى(‪ ،)8‬كما‬
‫أنه ال يمكن رفع دعوى إعادة الهيكلة أو شهر اإلفالس أو الصلح الواقي وفقًا للقانون‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬قبل رفع طلب بشأنها‪ ،‬وممارسة الوساطة في الطلب‪ ،‬فإن لم‬
‫يتوصل إلى تسوية ترفع الدعوى‪.‬‬
‫ب‪ -‬من حيث مضمون كل إجراء‪:‬‬
‫يفترض التحكيم وجود اتفاق مسبق (شرط تحكيم) يهدف إلى تسوية أي نزاع قد‬
‫ينشأ عن عالقة قانونية محددة تعاقدية أو غير تعاقدية وقد يكون االتفاق على اللجوء‬
‫إلى التحكيم تالي لحدوث النزاع وهو ما يعرف بمشارطة التحكيم‪ ،‬وبذلك يهدف الطرفان‬
‫إلى تحديد شروط تسوية النزاع التى ال ت ازل ممكنة بغرض الفصل فيها عن طريق‬
‫التحكيم‪ .‬في حين أن الوساطة هي آلية للتفاوض واكتشاف سبل التقارب تهدف إلى‬
‫المصالحة عند حدوث النزاع(‪.)3‬‬
‫ويتم التحكيم من خالل محكمين يختارهم أطراف النزاع كما يختارون القواعد‬
‫التى تحكم النزاع‪ ،‬ومكان ولغة التحكيم‪ ،‬والقانون الذى يطبق على النزاع واإلجراءات‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬أحمد أنوار ناجي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫(‪ )8‬د‪ /‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ :‬الوساطة االتفاقية في حل المنازعات االقتصادية والتجارية قبل‬
‫اللجوء إلى القضاء‪ ،‬مجلة رماح للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪ ،34‬أغسطس ‪ ،8111‬ص ‪.181‬‬
‫‪(3) Chambre d'Arbitrage & de mediation asbl: Definitions: Arbitrage et‬‬
‫‪Mediaiton. www.arbitrage-mediation.be/info- definitions.htm‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫التى تتبع للوصول إلى ذلك‪ ،‬وهو ما يسمى بالتحكيم الحر‪ .‬وقد يكون التحكيم مؤسسي‬
‫أو الئحي‪ ،‬وهو الذى يتفق أطرافه على إحالة المنازعة التى نشأت أو التى سوف تنشأ‬
‫بينهم إلى أحد مؤسسات أو هيئات التحكيم‪ ،‬مثل غرفة التجارة الدولية بباريس أو المركز‬
‫اإلقليمي للتحكيم التجاري الدولي بالقاهرة‪ ،‬وتتم إدارة العملية التحكيمية وفق الئحة هيئة‬
‫التحكيم التى تم االتفاق عليها(‪.)1‬‬
‫في حين أن الوساطة تتم من خالل القضاء إذ تتم من خالل إدارة اإلفالس‬
‫المنبثقة من المحاكم االقتصادية‪ ،‬ويباشر إجراءات الوساطة قضاة اإلفالس‪.‬‬
‫فإن كان أطراف التحكيم لهم حق اختيار المحكمين بإرادة مباشرة (التحكيم‬
‫الحر) أو اختيار الهيئة التى تباشر عملية التحكيم (التحكيم المؤسسي) بإرادة غير‬
‫مباشرة(‪ ،)8‬إال أن أطراف النزاع في موضوع الوساطة فى مسائل اإلفالس ال يختارون‬
‫الوسيط‪.‬‬
‫ويستطيع أطراف التحكم اختيار إجراءات التحكيم والقانون الذى يحكم النزاع‪،‬‬
‫في حين أنه ليس ألطراف الوساطة ذلك‪ ،‬إذ يحكم إجراءات الوساطة قانون تنظيم إعادة‬
‫الهيكلة والصلح الواقي من اإلفالس واإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬وتعديالته بالقانون‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8181‬وكذلك ق اررات وزير العدل الصادرة تنفي ًذا لهذا القانون‪.‬‬
‫كما أنه ال يشترك أطراف النزاع في إعداد قرار المحكمين‪ ،‬إذ يقوم كل طرف‬
‫ملزما ألطراف‬
‫بشرح دعواه وأسانيده ودفاعه ثم يصدر المحكمين قرارهم الذى يكون ً‬
‫النزاع(‪ .)3‬في حين يشترك أطراف النزاع مع الوسيط في الوصول إلى التسوية الودية‬
‫للنزاع‪ ،‬إذ يقوم الوسيط (قاضي اإلفالس) بتقريب وجهات النظر بين األطراف المتنازعة‬
‫ويقترح عليهم الحلول المالئمة لها‪ .‬فهنا يكون ألطراف النزاع دور كبير وأساسي في‬
‫التوصل للتسوية النهائية‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع في ذلك د‪ /‬محمد عبد النبي إبراهيم مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ )8‬راجع في ذلك د‪ /‬محمد عبد النبي إبراهيم مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11-21‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬محمد عبد النبي إبراهيم مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ومن ثم يكون الوسيط لديه قدر كبير من المرونة بعكس المحكم الذي يفصل‬
‫وفق القواعد التى اختارها األطراف‪.‬‬
‫ج‪ -‬من حيث آثار كل إجراء‪:‬‬
‫تنتهي الخصومة من خالل التحكيم بصدور حكم التحكيم‪ ،‬وموضوع الحكم‬
‫منهيا للخصومة(‪ ،)1‬ويترتب على ذلك استنفاذ والية المحكمين‪ ،‬أي أنه ال‬
‫البد أن يكون ً‬
‫يمكن للخصوم إثارة ذات المسألة التى سبق الفصل فيها سواء كانت مسألة إجرائية أو‬
‫موضوعية بين ذات الخصوم مرة أخرى بعد صدور الحكم المنهي للخصومة‪ ،‬باستثناء‬
‫تفسير الحكم‪ ،‬وتصحيح األخطاء المادية فى الحكم‪ ،‬واصدار أحكام إضافية‪ ،‬كما يتميز‬
‫حكم التحكيم بالقوة اإللزامية حيث يجوز حجية الشئ المقضي‪ ،‬حيث يصبح الحكم ناف ًذا‬
‫في مواجهة الخصوم(‪.)8‬‬
‫وال تقبل أحكام التحكيم الطعن فيها بأي طريق من طرق الطعن المنصوص‬
‫عليها في قانون المرافعات المدنية والتجارية (م‪ )1/88‬من قانون التحكيم المصري رقم‬
‫‪ 81‬لسنة ‪ .)8114‬وتحوز أحكام المحكمين حجية األمر المقضي وتكون واجبة النفاذ‬
‫(م‪ 88‬من القانون رقم ‪ 81‬لسنة ‪ ،)8114‬ويصدر األمر بتنفيذ الحكم من القضاء (م‬
‫‪ 82‬من القانون رقم ‪ 81‬لسنة ‪.)8114‬‬
‫أما الوساطة فآثارها أحد أمرين‪ :‬إما التوصل إلى تسوية النزاع‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫يحرر اتفاق تسوية يوقع عليه كافة األطراف ويبين فيه تفاصيل االتفاق‪ ،‬وما تم من‬
‫ار باعتماد التسوية وانهاء الطلب‪ ،‬ويكون‬
‫إجراءات الوساطة‪ ،‬ويصدر قاضي اإلفالس قرًا‬
‫لهذا االتفاق قوة السند التنفيذي‪ .‬واما عدم التوصل إلى تسوية‪ ،‬وفي هذه الحالة يرفض‬
‫قاضي اإلفالس الطلب‪ ،‬وق اررات قاضي اإلفالس نهائية ال يجوز الطعن عليها‪.‬‬

‫بناء على‬
‫أحكاما وق اررات ً‬
‫ً‬ ‫(‪ )1‬وهو األمر الذى يجعل دور المحكم شبيهًا بدور القاضي وهو اصدار‬
‫األدلة بعكس الوساطة التى تنتهي باتفاق تفاوضي‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪- Christopher Candon: Mediation use Grows in Bankruptcy Cases, New‬‬
‫‪Hampshire BAR News, July 15, 2015, P.32.‬‬
‫(‪ )8‬راجع د‪ /‬محمد عبد النبي إبراهيم مصطفى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 141‬وما بعدها‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫نظر ألن‬
‫ويالحظ أن التحكيم يستغرق وقتًا أطول من الوساطة إلنهاء النزاع‪ً ،‬ا‬
‫طويال(‪ )1‬والتي قد تستمر لمدة عام كامل‪ .‬في‬
‫ً‬ ‫تبادل المستندات والمذكرات يستغرق وقتًا‬
‫حين أن القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬أوجب على إدارة اإلفالس استيفاء مستندات‬
‫الطلبات التى تختص بها محكمة اإلفالس وتحضيرها واعداد مذكرة بطلبات الخصوم‬
‫يوما من تاريخ قيد الطلب (م‪/4‬ب)(‪.)8‬‬
‫وأسانديهم‪ ،‬وذلك خالل مدة ال تجاوز ستين ً‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫(‪ )8‬تم إضافة كلمة والدعاوى للمادة (‪/4‬ب) بموجب تعديالت القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8181‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الفصل الثاني‬
‫إجـــــراءات الوساطـــــة‬
‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬
‫وضع قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس اإلطار العام‬
‫إلجراءات الوساطة‪ ،‬من حيث تحديد نطاق الوساطة‪ ،‬واختصاص إدارة اإلفالس‬
‫بمباشرتها‪ ،‬وتحديد الوسيط (قاضي اإلفالس) واختصاصاته والتزاماته‪ ،‬ولكنه لم يضع‬
‫تنظيم تفصيلي لكيفية سير إجراءات الوساطة وجلساتها ودور قاضي اإلفالس فيها إلى‬
‫أن تنتهي بتسوية‪ ،‬أو بإخفاق‪ .‬لذلك استقينا هذه المعلومات من خالل عمل زيارات‬
‫ميدانية إلدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية بالقاهرة وطنطا‪ ،‬ووجدنا أن كل إدارة لها‬
‫نظر لعدم وجود نصوص قانونية أو الئحية تنظم تلك‬
‫منهجيتها التي تختلف عن غيرها ًا‬
‫اإلجراءات‪.‬‬
‫تفصيال من خالل ثالثة مباحث على النحو التالي‪:‬‬
‫ً‬ ‫وعليه نعرض ذلك‬
‫المبحث األول‪ :‬نطاق الوساطة واختصاص إدارة اإلفالس بمباشرتها‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القاضي المختص بإجراء الوساطة (الوسيط)‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬سير إجراءات الوساطة‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث األول‬
‫نطاق الوساطة واختصاص إدارة اإلفالس مبباشرتها‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫وفقًا للقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬تتم الوساطة في طلبات إعادة الهيكلة‪،‬‬
‫وطلبات الصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬وطلبات شهر اإلفالس‪ ،‬وهو ما يعرف بنطاق‬
‫الوساطة‪ ،‬كما استحدث القانون المذكور إدارة تسمى إدارة اإلفالس يتم إنشاءها والحاقها‬
‫بالمحاكم االقتصادية‪ ،‬وتختص هذه اإلدارة بمباشرة إجراءات الوساطة في طلبات‬
‫اإلفالس‪.‬‬
‫وعلى ذلك نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نطاق الوساطة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاص إدارة اإلفالس بمباشرة الوساطة‪.‬‬
‫املطلب األول‬
‫نطـــــــاق الوساطــــــــــة‬
‫تنص المادة (‪ / 4‬أ ) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬على أنه تختص إدارة‬
‫اإلفالس بمباشرة إجراءات الوساطة في طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي من‬
‫اإلفالس وشهر اإلفالس‪ .‬ومن ثم يكون هذا النص قد حدد نطاق الوساطة‪ ،‬أي مجال‬
‫مباشرتها بثالثة طلبات هي‪:‬‬
‫‪ -1‬طلبات إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫‪ -8‬طلبات الصلح الواقي من اإلفالس‪.‬‬
‫‪ -3‬طلبات شهر اإلفالس‪.‬‬
‫وفيما يلي نوضح المقصود بالمفاهيم الثالثة‪:‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫أولًا‪ :‬طلبات إعادة اهليكلة(‪:)1‬‬


‫تعد إعادة الهيكلة أحد المصطلحات المستحدثة في القانون الجديد‪ ،‬وقد نظم‬
‫المشرع طلب إعادة الهيكلة بالمواد (‪ ،)81-18‬وقد عرفت المادة (‪ )1‬من القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬المقصود بالمفاهيم الواردة بالقانون‪ ،‬ومنها مفهوم إعادة الهيكلة حيث‬
‫عرفت إعادة الهيكلة بأنها "اإلجراءات التى تساعد التاجر على خروجه من مرحلة‬
‫االضطراب المالي واإلداري"‪.‬‬
‫وقد نصت المادة (‪ )12‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "تهدف‬
‫إعادة الهيكلة إلى وضع خطة إلعادة تنظيم أعمال التاجر المالية واإلدارية تتضمن‬
‫كيفية خروجه من مرحلة االضطراب المالي واإلداري وسداد ديونه مع بيان مصادر‬
‫التمويل المقترحة‪ ،‬ويكون ذلك بعدة طرق منها إعادة تقييم األصول‪ ،‬واعادة هيكلة‬
‫الديون ومنها ديون الدولة‪ ،‬وزيادة رأس المال‪ ،‬وزيادة التدفقات النقدية الداخلية وخفض‬
‫التدفقات النقدية الخارجية‪ ،‬واعادة الهيكلة اإلدارية"‪.‬‬
‫ولقد تضمنت هذه المادة عدة اقتراحات فعالة للتنظيم المالي واإلداري للمشروع‬
‫ومحاولة هامة من عدة زوايا يمكن من خاللها الوصول إلى هيكلة جديدة للمشروع سواء‬
‫ماليا أو إدارًيا(‪.)8‬‬
‫ً‬
‫ويعد الهدف األساسي من إعادة الهيكلة هو المحافظة على وجود المشاريع‬
‫التجارية واستمرارها في أداء عملها‪ ،‬عن طريق تنفيذ خطة للنهوض بالمشروع يتم‬
‫وضعها من األطراف المعنية ويصوت عليه الدائنون‪ ،‬تمنح بها إدارة المشروع المتعثر‬

‫أيضا في إعادة الهيكلة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ويكون الوسيط إما قاض‬
‫(‪ )1‬تتم الوساطة ً‬
‫متقاعد أو قاض ممارس رفيع المستوى للمساعدة في التفاوض‪ ،‬والتى تؤدي في اآلونة األخيرة إلى‬
‫نتائج ناجحة‪ .‬للمزيد من التفاصيل راجع‪:‬‬
‫‪-Hon. James M.Peck Morrison & Foerster LLP: mediation mediations:‬‬
‫‪Understanding the mediation culture of chapter 11, International‬‬
‫‪Insolvency & Restructuring Report , 2018/19.‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬سميحة القليوبي‪ :‬األسس القانونية لتنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،8111 ،‬ص ‪.32 ،31‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 353 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫فرصة جديدة لوقاية المشروع من اإلفالس‪ ،‬حيث أن خطة إعادة الهيكلة تعتمد على‬
‫تقدير موقف المشروع التجاري المتعثر‪ ،‬وتحديد مدى إمكانية استمرار كل أو جزء من‬
‫نشاطه(‪.)1‬‬
‫وللقاضي المختص في أي مرحلة يكون عليها النزاع تشكيل لجنة تسمى (لجنة‬
‫(‪)8‬‬
‫من الخبراء المقيدين بجدول خبراء إدارة اإلفالس‪ ،‬وتختص هذه اللجنة‬ ‫إعادة الهيكلة)‬
‫بوضع خطة إعادة الهيكلة وادارة أصول التاجر وتقييمها باإلضافة إلى ما تكلف به من‬
‫أعمال أخرى‪ .‬ويتولى القاضي المختص تقدير أتعاب اللجنة (المادة ‪ 14‬من القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫أي أنه يجوز للقاضي المختص سواء كان قاضي اإلفالس‪ ،‬أم قاضي الصلح‬
‫أم قاضي التفليسة في أي مرحلة يكون عليها النزاع‪ ،‬حتى وان كنا في مرحلة شهر‬
‫اإلفالس تشكيل لجنة إعادة الهيكلة لوضع خطة إعادة هيكلة أعمال التاجر‪ ،‬والهدف‬
‫من ذلك كله البعد عن حكم شهر اإلفالس‪ ،‬ومحاولة إنقاذ المشروع المتعثر وعودته إلى‬
‫(‪)3‬‬
‫التشغيل واالستمرار مرة أخرى بما ال يضر بالدائنين‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬أحمد مصطفى الدبوسي السيد‪ :‬آليات وقاية المشروعات التجارية المتعثرة من اإلفالس وفقًا‬
‫للقانونين المصري واإلماراتي "دراسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬العدد ‪ ،14‬ديسمبر ‪ ،8181‬ص ‪.448‬‬
‫(‪ )8‬عرفت المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬المقصود بلجنة إعادة الهيكلة‪ :‬هي اللجنة‬
‫المشكلة من بين الخبراء المقيدين بالجدول المنصوص عليه في المادة (‪ )13‬من هذا القانون‬
‫إلعداد خطة إعادة الهيكلة‪ .‬وقد كانت المادة (‪ )13‬من القانون تقرر إنشاء جدول يلحق بجدول‬
‫خبراء المحاكم االقتصادية يسمى (جدول خبراء إدارة اإلفالس) يقيد به عدد كاف من المكاتب‬
‫والشركات المختصة فى مجال إعادة الهيكلة وادارة األصول‪.‬‬
‫(‪ )3‬للمزيد من التفاصيل حول موضوع إعادة الهيكلة راجع‪:‬‬
‫د‪ /‬سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪42-31‬؛ د‪ /‬حنان عبد العزيز مخلوف‪ :‬إعادة هيكلة‬
‫المشروعات المتعثرة وفقًا ألحكام القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بشأن إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس‪ ،‬مجلة الفكر القانوني واالقتصادي‪ ،‬كلية الحقوق‪ -‬جامعة بنها‪ ،‬السنة التاسعة‪ ،‬العدد‬
‫األول‪8111 ،‬؛ د‪ /‬أحمد مصطفى الدبوسي السيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.421-448‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ثانيًا‪ :‬طلبات الصلح الواقي من اإلفالس‪:‬‬


‫نظم المشرع المصري أحكام الصلح الواقي من اإلفالس‪ .‬بمقتضى قانون‬
‫التجارة رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،1111‬ثم أعاد تنظيم هذا الموضوع بمقتضى القانون رقم ‪11‬‬
‫لسنة ‪ 8112‬الخاص بتنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس والذى تم تعديله‬
‫بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8181‬وذلك بمقتضى نصوص المواد (‪ .)14-31‬وقد عرف‬
‫المشرع مصطلح الصلح الواقي بأنه "إجراء لتوقي إشهار إفالس المدين حسن النية"(‪.)1‬‬
‫إن هدف المشرع من تنظيم الصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬هو تفادي انهيار‬
‫المشروعات محاوًال األخذ بيد هذه المشروعات إذا كان المدين حسن النية في أسباب‬
‫اضطراب أعماله المالية اضطرًابا من شأنه أن يؤدي إلى توقفه عن الدفع(‪.)8‬‬
‫جدير‬
‫ًا‬ ‫وحيث أن الصلح الواقي من اإلفالس ميزة‪ ،‬ال يتمتع بها إال من كان‬
‫بهذه الميزة‪ ،‬وهو التاجر حسن النية‪ ،‬أي التاجر الذى تضطرب أعماله إثر ظروف لم‬
‫يتوقعها أو لم يستطع تجنبها‪ ،‬بمعنى أن يكون االضطراب نتيجة أسباب خارجية‪ ،‬وال‬
‫دخل للتاجر بها‪ ،‬مثل تقلبات األسعار‪ ،‬أو وجود قيود على االستيراد والتصدير أو‬
‫نشوب حرب فجأة(‪ ،)3‬أو غير ذلك من االسباب التى تخرج عن إرادة التاجر‪ ،‬وقد يطلق‬
‫عليه تاجر حسن النية سيئ الحظ‪ ،‬إذ أنه حسن النية في الرغبة في ممارسة النشاط‬
‫التجاري بكل أمانة وشرف وطبقًا لمتطلبات النجاح للمشروع التجاري فيفاجئ بظروف‬
‫خارجة عن إرادته تحول بينه وبين تحقيق الربح‪ ،‬بل تحول بينه وبين سداد ديونه‬
‫والتزاماته المالية‪ ،‬لذلك يطلق عليه تاجر حسن النية سئ الحظ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8181‬والتى تم بمقتضاها تعديل التعريف السادس والتاسع‬
‫الوارد بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬وقد كان التعريف الملغي للصلح الواقي كالتالي‪" :‬طلب‬
‫بدال من‬
‫يتوقى به المدين سيئ الحظ إشهار إفالسه" ومن ثم يكون المشرع قد استخدم لفظ إجراء ً‬
‫طلب‪ ،‬واستبدل عبارة المدين سيئ الحظ بعبارة المدين حسن النية‪.‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.42 ،41‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.28 ،21‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وقد حددت شروط التقدم بطلب الصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬المادة (‪ )31‬من‬
‫القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬إذ نصت على أنه‪" :‬لكل تاجر يجوز شهر إفالسه‪ ،‬ولم‬
‫يرتكب غ ًشا أو خطأ ال يصدر عن التاجر العادي‪ ،‬أن يطلب الصلح الواقي من‬
‫اإلفالس إذا اضطربت أعماله المالية اضطرًابا من شأنه أن يؤدي إلى توقفه عن الدفع‪.‬‬
‫وللتاجر الذى توقف عن دفع ديونه ولو طلب شهر إفالسه‪ ،‬أن يطلب الصلح‬
‫الواقي من اإلفالس إذا توافرت فيه الشروط المذكورة في الفقرة السابقة وقدم طلب‬
‫يوما من تاريخ توقفه عن الدفع‪.‬‬
‫الصلح خالل خمسة عشر ً‬
‫ويجوز إجراء الصلح الواقي من اإلفالس لكل شركة توافرت فيها الشروط‬
‫المنصوص عليها في الفقرتين السابقتين‪ ،‬ومع ذلك ال يجوز منح هذا الصلح لشركة في‬
‫دور التصفية"‪.‬‬
‫فردا أو شركة أن يطلب الصلح الواقي من‬
‫ومن ثم يحق لكل تاجر سواء كان ً‬
‫اإلفالس‪ ،‬إذا توافرت الشروط الواردة بالنص السابق‪.‬‬
‫ويقدم طلب الصلح الواقي من المدين إلى رئيس إدارة اإلفالس بالمحكمة‬
‫المختصة على أن يتضمن أسباب اضطراب األعمال ومقترحات الصلح متضمنة كيفية‬
‫سداد المديونيات‪ ،‬وترتيبها‪ ،‬ومقترح تقسيم الدائنين إلى فئات وفقًا لطبيعة الدين‪،‬‬
‫ونوعه‪ ،‬والتمويل المقترح‪ ،‬مع بيان مقداره وفائدته‪ ،‬وجهة التمويل‪ ،‬ومدته وكيفية تنفيذ‬
‫هذه المقترحات (المادة ‪ )38‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8181‬‬
‫وتتم الوساطة في طلب الصلح الواقي من اإلفالس بغرض تسوية هذا الطلب‬
‫وانهائه بين المدين ودائنيه بشكل ودي ومرن من خالل جلسات الوساطة‪ ،‬دون اللجوء‬
‫للمحكمة‪ .‬ويتم دعوة جميع الدائنين المقبولة ديونهم لحضور جلسات الوساطة واالشتراك‬
‫في المفاوضات بشأن الطلب المقدم من المدين‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬طلبات شهر اإلفالس‪:‬‬
‫أيضا في طلبات شهر اإلفالس‪ ،‬والتى تختص بها إدارة اإلفالس‪،‬‬
‫تتم الوساطة ً‬
‫وقد نظم المشرع طلبات شهر اإلفالس بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪( 8112‬المواد‬
‫‪ .)111-18‬ويعتبر اإلفالس أحد األنظمة القانونية التى نص عليها المشرع لحماية‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫اإلئتمان التجاري وحقوق الدائنين من العبث والضياع والتقاعس عن الوفاء بهذه الحقوق‬
‫في مواعيد استحقاقها(‪.)1‬‬
‫ولم يعرف القانون الجديد شهر اإلفالس‪ ،‬ضمن التعريفات الواردة في المادة‬
‫(‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ .8112‬وقد عرف شهر اإلفالس بأنه أمر يترتب على‬
‫توقف التاجر عن دفع ديونه التجارية الحالة وارتباك أعماله المالية ارتبا ًكا ينتج عنه‬
‫ضائقة مالية مستحكمة في أعماله المالية ويتم شهر اإلفالس بحكم يصدر بذلك(‪ ،)8‬كما‬
‫أنه أداة أو نظام للتنفيذ على أموال التاجر الذى يتوقف عن دفع ديونه التجارية(‪.)3‬‬
‫وقد نصت المادة (‪ )18‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "يعد في‬
‫حالة إفالس كل تاجر ملزم بموجب أحكام قانون التجارة الصادر بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ 1111‬بإمساك دفاتر تجارية إذا توقف عن دفع ديونه التجارية إثر اضطراب أعماله‬
‫المالية‪ .‬وال يترتب على التوقف عن الدفع أثر قبل صدور حكم شهر اإلفالس‪ ،‬ما لم‬
‫ينص القانون على غير ذلك"‪ .‬ويضع هذا النص شروط شهر اإلفالس‪.‬‬
‫جدا وهام في طلبات شهر اإلفالس‪ ،‬إذ تهدف الوساطة‬ ‫وللوساطة دور كبير ً‬
‫إلى إنهاء الطلب وتسويته بصورة ودية مع الترضية التامة للخصوم‪ ،‬وتنجح الوساطة‬
‫فى كثير من األحيان في التسوية واغاثة التاجر المتعثر‪ ،‬مما يترتب عليه تجنب التاجر‬
‫شهر إفالسه‪ ،‬واستمرار منشأته التجارية في التشغيل واستمرار العمالة‪ ،‬وعدم اإلضرار‬
‫بالتاجر‪ ،‬وفي نفس الوقت حصول الدائن على حقه وفقًا لما تم اإلتفاق عليه في‬
‫تفصيال فيما بعد‪.‬‬
‫ً‬ ‫التسوية‪ .‬وسوف نوضح ذلك‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد عبد الحميد القاضي‪ :‬األوراق التجارية واإلفالس والعقود التجارية‪ ،‬بدون دار نشر‪،‬‬
‫‪ ،8112‬ص ‪.121‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬سميحة القليوبي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.143‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬محمد عبد الحميد القاضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫اختصاص إدارة اإلفالس مبباشرة الوساطة‬
‫أنشأ القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬إدارة تسمى إدارة اإلفالس‪ ،‬تختص بمباشرة‬
‫إج ارءات الوساطة في طلبات اإلفالس‪ ،‬نعرض فيما يلي لتعريفها وتشكيلها‬
‫واختصاصاتها‪.‬‬
‫أولًا‪ :‬تعريف إدارة اإلفالس‪:‬‬
‫عرفت المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬إدارة اإلفالس بأنها اإلدارة‬
‫المنشأة بموجب هذا القانون داخل كل محكمة اقتصادية لتلقي طلبات إعادة الهيكلة‪،‬‬
‫والصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬وشهر اإلفالس‪ ،‬ومباشرة إجراءات الوساطة"‪.‬‬
‫وبناء على هذا التعريف تقوم إدارة اإلفالس بتلقي طلبات إعادة الهيكلة وطلبات‬
‫ً‬
‫الصلح الواقي وطلبات شهر اإلفالس‪ ،‬ثم تقوم بمباشرة إجراءات الوساطة فيها‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تشكيل إدارة اإلفالس ‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ )3‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "استثناء من حكم‬
‫(‪)1‬‬
‫المادة (‪ )2‬من قانون المحاكم االقتصادية الصادر بالقانون رقم ‪ 181‬لسنة ‪8112‬‬

‫(‪ )1‬حيث تنص المادة (‪ )2‬من القانون رقم ‪ 181‬لسنة ‪ 8112‬بشأن إصدار قانون بإنشاء المحاكم‬
‫االقتصادية وتعديالته الصادرة في ‪ 8111/2/1‬بموجب القانون رقم ‪ 142‬لسنة ‪ 8111‬على أنه‬
‫"تنشأ بكل محكمة اقتصادية هيئة تسمى (هيئة التحضير والوساطة)‪ ،‬ويشار إليها في هذا القانون‬
‫بالهيئة‪ ،‬وتتولى التحضير والوساطة فى الدعاوى التى تختص بها هذه المحكمة وذلك فيما عدا‬
‫الدعاوي الجنائية والدعاوي المستأنفة والدعاوي واألوامر المنصوص عليها في المادتين (‪ )3‬و(‪)1‬‬
‫من هذا القانون وكذلك الدعاوى المحالة إليها من المحاكم األخرى لالختصاص النوعي‪ .‬وتشكل‬
‫الهيئة برئاسة قاض من بين قضاة الدوائر االستئنافية بالمحكمة االقتصادية‪ .‬يشار إليه في مواد‬
‫هذا القانون برئيس الهيئة‪ ،‬وعضوية عدد كاف من قضاتها بدرجة رئيس محكمة بالمحاكم‬
‫االبتدائية على األقل‪ ،‬يشار إليهم في مواد هذا القانون بقاضي التحضير‪ ،‬تختارهم جمعيتها العامة‬
‫في بداية كل عام قضائي‪ ،‬ويلحق بالهيئة العدد الالزم من اإلداريين والكتبة‪ ،‬ولها أن تستعين بمن‬
‫ترى من الخبراء والمتخصصين المقيدين في الجداول التى تعد لهذا الغرض بو ازرة العدل"‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫تنشأ بكل محكمة اقتصادية إدارة تسمى (إدارة اإلفالس)‪ ،‬تشكل برئاسة قاض بمحكمة‬
‫االستئناف على األقل وعضوية عدد كاف من قضاتها بدرجة رئيس محكمة على األقل‬
‫يسمون (قضاة اإلفالس)(‪ ،)1‬تختارهم جمعيتها العامة في بداية كل عام قضائي‪ ،‬ويلحق‬
‫بها عدد ٍ‬
‫كاف من خبراء إدارة اإلفالس واإلداريين والكتابيين"‪.‬‬
‫ومن ثم تشكل إدارة اإلفالس من‪:‬‬
‫رئيس اإلدارة‪ :‬وهو قاض بمحكمة االستئناف‪.‬‬
‫أعضاء اإلدارة‪ :‬وهم قضاة اإلفالس‪ ،‬كل منهم بدرجة رئيس محكمة على األقل تختارهم‬
‫الجمعية العامة للمحكمة االقتصادية في بداية كل عام قضائي‪.‬‬
‫عدد كاف من خبراء إدارة اإلفالس واإلداريين والكتابيين‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬قرر القانون ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬إنشاء جدول يلحق بجداول‬
‫خبراء المحاكم االقتصادية يسمى (جدول خبراء إدارة اإلفالس) يقيد به عدد كاف من‬
‫المكاتب والشركات المتخصصة فى مجال إعادة الهيكلة وادارة األصول وغيرهم من‬
‫الخبراء الذين نصت عليهم (المادة ‪ )13‬من القانون‪ ،‬وأوجب القانون اللجوء للجنة إعادة‬
‫الهيكلة في طلبات إعادة الهيكلة‪ ،‬وهي اللجنة المشكلة من بين الخبراء المقيدين‬
‫بالجدول المنصوص عليه في المادة (‪ )13‬من هذا القانون إلعداد خطة إعادة‬
‫الهيكلة(‪.)8‬‬

‫ومن ثم وان كانت المحاكم االقتصادية مختصة بتطبيق أحكام القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬إال أن‬
‫الوساطة فى طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس مستثناه من نص المادة (‪ )2‬من قانون‬
‫نظر‬
‫المحكمة االقتصادية الذى يوجب الوساطة في الدعاوى التى تختص بها المحكمة‪ ،‬وذلك ألنه ًا‬
‫ألهميتها أفرد لها المشرع نصوص خاصة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )1‬عرفت المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬قاضي اإلفالس بأنه "أحد قضاة إدارة‬
‫اإلفالس يختص بفحص الطلبات المعروضة على اإلدارة"‪.‬‬
‫(‪ )8‬وقد صدر قرار وزير العدل رقم ‪ 2814‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار القواعد المنظمة لعمل خبراء إعادة‬
‫الهيكلة بإدارة اإلفالس بالمحاكم االقتصادية وقواعد االستعانة بهم‪ ،‬وكذلك قرار وزير العدل رقم‬
‫‪ 1211‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار الئحة شروط واجراءات القيد في جداول خبراء إدارة اإلفالس‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ثالثًا‪ :‬اختصاص إدارة اإلفالس‪:‬‬


‫تنص المادة (‪ )4‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على "تختص إدارة اإلفالس‬
‫باآلتي‪:‬‬
‫(أ) مباشرة إجراءات الوساطة في طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي من اإلفالس‬
‫وشهر اإلفالس‪.‬‬
‫(ب) استيفاء مستندات الطلبات التى تختص بها محكمة اإلفالس وتحضيرها واعداد‬
‫يوما من‬
‫مذكرة بطلبات الخصوم وأسانيدهم‪ ،‬وذلك خالل مدة ال تجاوز ستين ً‬
‫تاريخ قيد الطلب"(‪.)1‬‬
‫وبناء على نص المادة (‪/4‬أ) تختص إدارة اإلفالس بمباشرة إجراءات الوساطة‬
‫ً‬
‫في طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي من اإلفالس وطلبات شهر اإلفالس‪ .‬وتقدم‬
‫الطلبات (سواء طلبات إعادة الهيكلة أو الصلح الواقي من اإلفالس أو شهر اإلفالس)‬
‫لرئيس إدارة اإلفالس بعد قيدها بقلم كتاب المحكمة المختصة‪ ،‬ويقوم رئيس إدارة‬
‫اإلفالس بعرض الطلبات على قضاة اإلفالس وذلك التخاذ إجراءات الوساطة فيها‬
‫(م‪ )8‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ .8112‬وسوف نقوم بتوضيح ذلك بالتفصيل بالمبحثين‬
‫القادمين‪.‬‬
‫وقد اختص المشرع إدارة اإلفالس باستيفاء المستندات المتعلقة بالطلبات‬
‫والدعاوى التى تختص بها محكمة اإلفالس وتحضيرها‪ ،‬وكذلك إعداد مذكرة بطلبات‬

‫بالمحاكم االقتصادية وقواعد االستعانة بهم‪ .‬وكذلك قرار وزير العدل رقم ‪ 3122‬لسنة ‪8181‬‬
‫بإصدار القواعد المنظمة لعمل خبراء المحاكم االقتصادية واالستعانة بهم‪ .‬وكذلك قرار وزير العدل‬
‫رقم ‪ 3121‬لسنة ‪ 8181‬بشأن قواعد تقدير أتعاب ومصروفات خبراء المحاكم االقتصادية‪.‬‬
‫(‪ )1‬تم تعديل الفقرة (ب) بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8181‬وذلك بإضافة كلمة والدعاوى بعد‬
‫كلمة الطلبات‪ ،‬وكلمة أو الدعوى بعد جملة من تاريخ قيد الطلب‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وما من تاريخ قيد الطلب أو‬


‫الخصوم وأسانيدهم‪ ،‬وذلك خالل مدة ال تجاوز ستين ي ً‬
‫الدعوى(‪( )1‬م‪/4‬ب) المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8181‬‬
‫والهدف من التحضير هو التحقق من جدية الطلب‪ ،‬وأن الغرض منه ليس‬
‫مجرد اإلضرار بالتاجر المدعي عليه والكيد له واإلساءة إلى سمعته(‪ .)8‬وكذلك تسهيل‬
‫إجراء الوساطة‪ ،‬وفي حالة فشل الوساطة ورفع األمر للقضاء يكون ملف الدعوى جاهز‬
‫ومستوفي المستندات حتى يسهل على القاضي الحكم في الدعوى في وقت أسرع‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬التقاضي اإللكتروني‪:‬‬
‫أضاف المشرع المادة الثالثة مكرر بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪،8181‬‬
‫(‪)3‬‬
‫إلكترونيا على النحو المبين بالمواد من (‪)88-13‬‬
‫ً‬ ‫والتى بمقتضاها يجوز التقاضي‬
‫من قانون إنشاء المحاكم االقتصادية الصادر بالقانون رقم ‪ 181‬لسنة ‪ 8112‬وذلك في‬
‫جميع اإلجراءات المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬وعلى األخص‬
‫في الطلبات‪ ،‬والدعاوى‪ ،‬واإلجراءات‪ ،‬والمنازعات‪ ،‬واالعتراضات‪ ،‬والطعون‪ ،‬والتظلمات‪.‬‬
‫ومن ثم يمكن تقديم طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي من اإلفالس وشهر‬
‫إلكترونيا‪ .‬وسوف يقوم وزير العدل قر ًيبا بإصدار قرار‬
‫ً‬ ‫اإلفالس إلى إدارة اإلفالس‬
‫لوضع آلية تفعيل التقاضي اإللكتروني في مسائل اإلفالس المذكورة بعاليه‪ ،‬ومنها‬
‫الوساطة في طلبات اإلفالس وكيفية إجراءها‪.‬‬
‫وتمشيا مع نص المادة الثالثة مكرر الذى أضاف التقاضي اإللكتروني‪ ،‬فقد‬
‫ً‬
‫تضمن قرار وزير العدل رقم ‪ 3122‬لسنة ‪ 8181‬إنشاء سجل إلكتروني لقيد الخبراء‬

‫(‪ )1‬وهي نفس المدة القصوى إلنهاء الوساطة‪ ،‬إذ يجب على قاضي اإلفالس االنتهاء من الوساطة‬
‫خالل ‪ 31‬يوم من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬ولريس اإلدارة مد هذه المدة لمدة مماثلة‪ ،‬وذلك لمدة واحدة‬
‫(م‪ 8‬من القانون)‪.‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ :‬قانون األعمال‪ .‬الجزء الخامس‪ .‬اإلفالس ووسائل حماية المشروعات المتعثرة‬
‫في القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص ‪.382‬‬
‫(‪ )3‬تنظم هذه المواد التقاضي اإللكتروني من حيث المفاهيم واإلجراءات واعالن الخصوم وايداع‬
‫المذكرات والحكم الصادر وغيرها مما يتعلق بهذا األمر‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫داخل النظام اإللكتروني للتقاضي أمام المحاكم االقتصادية‪ ،‬ويعين الخبير صاحب‬
‫إلكترونيا‪،‬‬
‫ً‬ ‫إلكترونيا من خالل هذا النظام وتبلغ جهة الندب بالمحكمة االقتصادية‬
‫ً‬ ‫الدور‬
‫ونظمت نصوص القرار المذكور إجراءات عمل الخبير طبقًا للنظام اإللكتروني وجواز‬
‫اجتماع الخبير بأطراف المأمورية المكلف بها عن طريق خاصية الفيديو‬
‫كونفرانس(‪()1‬المواد ‪.)11-4‬‬

‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫كبير‬
‫نجاحا ًا‬
‫ً‬ ‫(‪ )1‬لقد استحدثت الكثير من الدول العربية نظام التقاضي اإللكتروني وأحدث‬
‫مع جائحة كورونا ومن هذه الدول المملكة العربية السعودية‪ ،‬ولذلك أراد المشرع المصري أن يحذو‬
‫حذو نظراءه بتفعيل نظام التقاضي اإللكتروني وذلك بالنظر إلى الفوائد العديدة لهذا النظام‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث الثاني‬
‫القاضي املختص بإجراء الوساطة (الوسيط)‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫تتم الوساطة في طلبات إعادة الهيكلة والصلح الواقي وشهر اإلفالس من خالل‬
‫أحد قضاة اإلفالس‪ ،‬وقد حدد القانون اختصاصاته وسلطاته في مباشرة الوساطة‪،‬‬
‫وأوجب عليه االلتزام بالحفاظ على سرية المعلومات التى يطلع عليها بمناسبة إجراء‬
‫الوساطة‪ .‬ويعتمد نجاح الوساطة اعتماد كبير على الوسيط ومهاراته وكفاءته في عملية‬
‫الوساطة‪ ،‬لذلك دوره في غاية األهمية‪.‬‬
‫وعليه نقسم هذا المبحث على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬قاضي الوساطة (الوسيط) واختصاصاته‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التزام قاضي الوساطة بالسرية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 353 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب األول‬
‫قاضي الوساطة(الوسيط) واختصاصاته‬
‫أولًا‪ :‬القاضي املختص مبباشرة الوساطة يف طلبات اإلفالس‪:‬‬
‫يختص باتخاذ ومباشرة إجراءات الوساطة في طلبات اإلفالس (سواء كان‬
‫إعادة الهيكلة أو طلب الصلح الواقي أو طلب شهر اإلفالس) قاضي اإلفالس؛ إذ أنه‬
‫وفقًا لنص المادة الخامسة من قانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬تقدم الطلبات إلى رئيس‬
‫إدارة اإلفالس بعد قيدها بقلم الكتاب‪ ،‬ويقوم بعرض الطلبات على قضاة اإلفالس التخاذ‬
‫إجراءات الوساطة فيها‪ .‬ومن ثم يكون قاضي الوساطة هو قاضي اإلفالس‪.‬‬
‫تعريف قاضي اإلفالس‪:‬‬
‫عرفت المادة (‪ )1‬من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬قاضي اإلفالس بأنه "أحد قضاة إدارة اإلفالس يختص بفحص‬
‫الطلبات المعروضة على اإلدارة"‪ .‬ومن ثم يكون قاضي اإلفالس هو أحد القضاة الذين‬
‫تتشكل منهم إدارة اإلفالس الملحقة بالمحاكم االقتصادية‪.‬‬
‫وبناء على ماسبق يكون المشرع المصري قد عهد بالوساطة فى مسائل‬
‫ً‬
‫اإلفالس إلى القضاء ومن ثم هي وساطة قضائية حيث أن الوسيط عنصر قضائي‬
‫(قاضي اإلفالس)‪ ،‬وهو يختلف بذلك عن المشرع الفرنسي؛ إذ أن الموفق في القانون‬
‫الفرنسي ليس قاضي‪ ،‬فهو شخص تقوم المحكمة بتعيينه‪ ،‬كما يمكن للمدين أن يقترح‬
‫اسم الموفق‪ ،‬ويتم تعيينه من قبل المحكمة لمدة ال تتجاوز أربعة أشهر (المادة ‪2/211‬‬
‫من قانون التجارة الفرنسي)‪.‬‬
‫ويجب أن يتميز الوسيط بالمهارة في التعامل مع العالقات‪ ،‬ومحتوى النزاع‪،‬‬
‫ويقوم الوسيط بخلق جو إيجابي لعملية الوساطة‪ ،‬وبناء عالقات جيدة مع كل‬
‫جوا من الثقة على عملية الوساطة‪ ،‬ويتعين أن‬
‫المشاركين والمحافظة عليها‪ ،‬ويضفي ً‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫يحظى الوسيط بثقة األطراف‪ ،‬ويكون عالقة أساسها الثقة تشجع األطراف على‬
‫اإلفصاح عن المعلومات(‪.)1‬‬
‫وباإلضافة إلى وجوب تمتع الوسيط بالكفاءة والمهارة في التعامل مع العالقات‪،‬‬
‫يجب أن يتمتع بالحياد واالستقالل‪ ،‬وحسن االستماع‪ ،‬والتدريب والتأهيل(‪ .)8‬وعليه تعقد‬
‫و ازرة العدل دورات تدريبية وتأهيلية للقضاة حول الوساطة ومهارات القيام بها‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اختصاصات وسلطات قاضي الوساطة‪:‬‬
‫قبل أن نعرض اختصاصات وسلطات قاضي الوساطة‪ ،‬نود أن ننوه أن قاضي‬
‫اإلفالس (الوسيط) ال يقوم ببحث مسألة اضطراب المركز المالي للتاجر بعكس القاضي‬
‫الذي تعرض عليه دعوى شهر اإلفالس‪ ،‬إذ أن القاضي األول وسيط‪ ،‬أي يقتصر دوره‬
‫على تقريب وجهات النظر واقتراح الحلول المالئمة إلنهاء النزاع بصفة ودية‪ ،‬بعكس‬
‫القاضي المقام أمامه دعوى شهر اإلفالس‪ ،‬حيث يجب عليه التحقق من االضطراب‬
‫المالي للمدين كي يصدر حكم في الدعوى‪.‬‬
‫ونوضح فيما يلي اختصاصات وسلطات قاضي الوساطة‪.‬‬
‫‪ -1‬مباشرة إجراءات الوساطة‪:‬‬
‫يختص قاضي الوساطة (قاضي اإلفالس) باتخاذ ومباشرة إجراءات الوساطة‬
‫في طلبات إعادة الهيكلة وطلبات الصلح الواقي من اإلفالس وطلبات شهر اإلفالس‪.‬‬
‫(صلحا)‪ ،‬من أجل الحفاظ على استمرار‬
‫ً‬ ‫وذلك بغرض تسوية هذه الطلبات تسوية ودية‬
‫المشروعات التجارية وعدم تعرضها لإلنهاء وشهر اإلفالس‪.‬‬
‫‪ -8‬تقريب وجهات النظر بني األطراف املتنازعة‪:‬‬
‫لقاضي الوساطة (قاضي اإلفالس) في سبيل تحقيق الغاية من الوساطة أن‬
‫يقوم بالوساطة بين األطراف المتنازعة (المدين التاجر ودائنيه أو أحدهم)‪ ،‬وذلك من‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ :‬الوساطة وفن التفاوض‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،8111‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )8‬راجع الشرح التفصيلي لهذه الشروط لدى‪:‬‬
‫د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.114-11‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫خالل تقريب وجهات النظر بينهم‪ ،‬وذلك بأن يعرض كل طرف طلباته أو رؤيته إلنهاء‬
‫النزاع‪ ،‬فيقوم الوسيط (قاضي اإلفالس) بالتقريب بين هذه الطلبات محاوًال التوفيق‬
‫صلحا وعدم تصعيده ليصل للمحكمة‪.‬‬
‫ً‬ ‫بينهم‪ ،‬واقناعهم بإنهاء الخالف‬
‫وهنا يبرز دور الوسيط ومهاراته من حيث التركيز على حياده ونزاهته ومهارته‬
‫في استخدام أساليب االتصال ومعرفته باألساليب المالئمة إلدارة عملية التفاوض بما‬
‫يتالئم مع شخصية وطبيعة طرفي النزاع واألساليب التى يستخدمونها في المفاوضات‬
‫والتركيز على المصالح المتبادلة بين طرفي النزاع وتوظيفها للمساهمة في حل‬
‫النزاع(‪ .)1‬وال يقوم الوسيط بالضغط على األطراف أو إجبارهم من أجل التوصل إلى‬
‫اتفاق(‪.)8‬‬
‫‪ -3‬اقرتاح احللول املالئمة إلنهاء النزاع‪:‬‬
‫يجوز للوسيط (قاضي اإلفالس) أن يقوم باقتراح الحلول المالئمة إلنهاء النزاع‬
‫حكما‬
‫وعرضها على المتنازعين ومناقشتهم فيها‪ ،‬وعدم فرضها عليهم‪ ،‬إذ أنه ال يصدر ً‬
‫قضائيا بصفته القضائية‪ ،‬بل أن صفته هنا وسيط له اقتراح الحلول المناسبة إلنهاء‬
‫ً‬
‫النزاع‪ ،‬ولكن ليس له إجبار الخصوم على قبولها‪ ،‬بل له مناقشتهم فيها ومحاولة‬
‫إقناعهم بها من خالل التقريب بينهم‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك‪ ،‬أن يعرض على الدائن التنازل عن جزء من دينه مقابل‬
‫فورا‪ ،‬أو أن يعرض على الدائن أن يقسط مبلغ الدين على‬
‫الحصول على باقي المبلغ ً‬
‫أقساط للمدين‪ ،‬أو أن يعرض على الدائن والمدين المقاصة وذلك في حالة كون كل‬
‫طرف دائن ومدين في نفس الوقت‪ ،‬ويمكن أن يعرض الدائن أن يتنازل له المدين عن‬
‫شاليه يملكه أو عقار أو سيارة فى مقابل دينه في ذمته ويتولى القاضي تقريب وجهات‬
‫النظر حول هذه المقترحات‪ ،‬وكذلك قد يعرض القاضي على المدين أن يدفع جزء من‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬خيري عبد الفتاح السيد البتانوني‪ :‬الوساطة كوسيلة بديلة لفض المنازعات المدنية والتجارية‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،8118 ،8‬ص ‪.121‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫نقدا والباقي يحرر به شي ًكا للدائن‪ ،‬أو يدفع جزء من المبلغ وذلك بدفعه في‬ ‫الدين ً‬
‫حساب الدائن وتقديم اإليصال الذى يفيد ذلك في جلسة الوساطة التالية للسداد‪.‬‬
‫وقد يأتي المدين إلى جلسة الوساطة ويذكر أنه ليس له أي مبالغ مالية لسداد‬
‫دينه وأنه توجد حالة ركود وال يستطيع تصريف بضائعه لسداد ديونه فيقترح عليه‬
‫الوسيط تسليم الدائن بضاعة فى مقابل دينه ويوافق الدائن‪ ،‬أو يذكر المدين أنه دائن‬
‫لتجار لم يسددوا له ثمن بضاعة قاموا بشرائها منه ولذلك لم يستطيع المدين سداد‬
‫ديونهم نتيجة عدم قيام مدينيه بسداد ديونهم قبله‪ ،‬وفي هذه الحالة يطلب منه الوسيط‬
‫(قاضي اإلفالس) أن يعطيه أسماء وأرقام تليفونات هؤالء التجار‪ ،‬ويتم االتصال بهم‬
‫من قبل إدارة اإلفالس وتحديد جلسات لهم مع قاضي اإلفالس الذى بدوره يقوم بإقناعهم‬
‫بسداد ديونهم أو جزء منها كي يستطيع دائنهم سداد ديونه وعدم تعرضه لشهر اإلفالس‬
‫وتصفية مشروعه التجاري‪ ،‬وفي جميع األحوال تتم االستجابة والتسوية(‪.)1‬‬
‫من خالل العرض السابق يتضح لنا أهمية دور الوسيط (قاضي اإلفالس) في‬
‫نظر لما يتمتع به من مرونة كبيرة في القيام‬
‫صلحا بصفة ودية‪ً ،‬ا‬
‫ً‬ ‫إنهاء طلبات اإلفالس‬
‫بدوره بالوساطة‪ ،‬وعدم تقيده بنصوص أو أحكام قانونية‪ ،‬أو إجراءات معقدة‪.‬‬
‫أكثر من ذلك تقوم إدارة اإلفالس بتخصيص رقم تليفون خاص باإلدارة به‬
‫تطبيق واتس آب‪ ،‬يتم التواصل من خالله مع األطراف المتنازعة وتحديد معهم جلسات‬
‫الوساطة والتواصل لمعرفة ما أنجزوه مما تم االتفاق عليه في جلسات سابقة‪ ،‬وتحديد‬
‫دليال يعتد‬
‫الجلسات التالية‪ ،‬وتأخذ صور محادثات الواتس آب ‪ Screen shot‬لتكون ً‬
‫به على التواصل‪ ،‬وإلثبات جدية أو عدم جدية الخصم الذى يتم التواصل معه‪.‬‬
‫وعند تقديم طلب إعادة الهيكلة أو طلب الصلح الواقي أو طلب شهر اإلفالس‬
‫إلدارة اإلفالس بالمحكمة االقتصادية المختصة يطلب من مقدم الطلب إعطائهم أكثر‬

‫(‪ )1‬جميع العروض والحلول إلنهاء النزاع بالوساطة المعروضة بعاليه توصلنا إليها من خالل القيام‬
‫بعمل زيارة ميدانية إلدارة الوساطة بالمحكمة االقتصادية بطنطا ومقابلة المختصين بها والتعرف‬
‫من خاللهم على دور قاضي اإلفالس (الوسيط) في موضوع الوساطة في طلبات اإلفالس‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 355 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫من رقم تليفون خاص به للتواصل ويكون منهم رقم واتس آب‪ ،‬وكذلك إعطائهم أرقام‬
‫تليفونات خصمه للتواصل معه من خاللها(‪.)1‬‬
‫ويرجع السبب في ذلك لسرعة التواصل وسرعة إنهاء الوساطة حيث أوجب‬
‫يوما من تاريخ‬
‫المشرع على قاضي اإلفالس (الوسيط) إنهاء الوساطة خالل ثالثين ً‬
‫تقديم الطلب‪ .‬ولرئيس إدارة اإلفالس مد هذه المدة لمدة مماثلة‪ ،‬وذلك لمرة واحدة على‬
‫يوما من تاريخ‬
‫األكثر‪ ،‬أي أن الحد األقصى إلنهاء الوساطة وتسوية النزاع هو ‪ً 21‬‬
‫تقديم الطلب‪.‬‬
‫وهذه المدة مدة قصيرة ولكن الغرض منها سرعة إنهاء النزاع وتحقيق التسوية‪،‬‬
‫حيث أن الوساطة بديلة عن التقاضي وللوسيط صالحيات أوسع وأكبر من قاضي‬
‫المحكمة‪ ،‬ويملك إجراءات مرنة وصالحيات تمكنه من إنهاء النزاع وتحقيق التسوية فى‬
‫هذه المدة‪ .‬بل أن بعض المنازعات تنتهي في جلسة واحدة أو جلستين وال تستغرق‬
‫المدة المذكورة بأكملها(‪.)8‬‬
‫وجدير بالذكر أن الموفق في القانون الفرنسي يقوم بتقريب وجهات النظر بين‬
‫المدين ودائنيه إلبرام اتفاق ودي وانهاء المشاكل التى تسبب تعثر المشروع‪ ،‬وكذلك‬
‫للموفق أن يقدم أي اقتراح يكون مرتبط بإنقاذ المشروع واستمرار النشاط والمحافظة على‬
‫فرص العمل(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬االستعانة باخلرباء‪:‬‬
‫تنص المادة الثامنة من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس رقم‬
‫الزما الستكمال‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "يجوز لقاضي اإلفالس االستعانة بمن يراه ً‬
‫إجراءات الوساطة بما في ذلك خبراء لجنة إعادة الهيكلة وله تكليف أي من طرفي‬
‫النزاع بسداد أمانة الخبير"‪.‬‬

‫(‪ )1‬تم معرفة ذلك من خالل قيام الباحثة بعمل زيارات ميدانية ومقابالت للمختصين بالمحكمة‬
‫االقتصادية بطنطا‪ ،‬والمحكمة االقتصادية بالقاهرة‪.‬‬
‫(‪ )8‬المصدر المقابالت الميدانية للمختصين في إدارة اإلفالس بالمحكمة االقتصادية‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.141‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الزما‬
‫وبناء على هذا النص يكون للوسيط (قاضي اإلفالس) االستعانة بمن يراه ً‬
‫ً‬
‫الستكمال إرجراءات الوساطة‪ ،‬كأن يكون تاجر آخر بخالف المتنازعين شاهد على‬
‫المديون ية فى حالة إنكار المدين لها أو إدعاءه سدادها للدائن بأكملها أو جزء منها‪ ،‬وقد‬
‫يرى الوسيط (قاضي اإلفالس) أن األمر يحتاج حضور جميع دائني المدين يطلب‬
‫حضورهم إلى جلسات الوساطة واالستعانة بهم‪ ،‬أو االستعانة بمديني التاجر إذا كانت‬
‫الضرورة إلنهاء الوساطة تتطلب حضورهم‪ .‬ومن ثم يكون لقاضي اإلفالس (الوسيط)‬
‫االستعانة بأي شخص يتطلب استكمال إجراءات الوساطة االستعانة به‪.‬‬
‫كما تضمن النص السماح للوسيط (قاضي اإلفالس) االستعانة بخبراء لجنة‬
‫إعادة الهيكلية ‪ ،‬ويعرف القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬هذه اللجنة بأنها "اللجنة المشكلة‬
‫من بين الخبراء المقيدين بالجدول المنصوص عليه في المادة (‪ )13‬من هذا القانون‬
‫إلعداد خطة إعادة الهيكلة"‪.‬‬
‫وتنص المادة (‪ )13‬من القانون المذكور بعاليه على أنه "ينشأ جدول يلحق‬
‫بجداول خبراء المحاكم االقتصادية يسمى (جدول خبراء إدارة اإلفالس) يقيد به عدد‬
‫كاف من المكاتب والشركات المتخصصة في مجال إعادة الهيكلة وادارة األصول‬
‫وخبراء من و ازرات المالية واالستثمار والتجارة والصناعة والقوى العاملة والبنك المركزي‬
‫المصري والهيئة العامة لالستثمار والهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة المصرية‬
‫واالتحاد العام للغرف التجارية المصرية واتحاد الصناعات المصرية وأمناء التفليسة‬
‫والخبراء المثمنين وغيرهم عند االقتضاء‪.‬‬
‫ويصدر الوزير المختص الالئحة المنظمة الختيارهم‪ ،‬وقيدهم‪ ،‬وكيفية مباشرتهم‬
‫لعملهم‪ ،‬ومساءلتهم‪ ،‬والحدين األقصى واألدنى لمقابل ما يؤدونه من أعمال"(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬واعما ًال للفقرة األخيرة من النص أصدر وزير العدل ثالث ق اررات لتنظيم عمل الخبراء بإدارة‬
‫اإلفالس‪ .‬حيث صدر قرار وزير العدل األول بتاريخ ‪ 1812/8/88‬ونشر بتاريخ ‪8112/3/11‬‬
‫في الوقائع المصرية وهو القرار رقم ‪ 1211‬لسنة ‪ 8112‬بشأن إصدار الئحة شروط واجراءات‬
‫القيد في جداول خبراء إدارة اإلفالس بالمحاكم االقتصادية وقواعده‪ .‬وقد تضمنت المادة األولى من‬
‫هذا القرار النص على أن يتكون جدول خبراء إدارة اإلفالس من ثالث جداول‪ :‬يقيد في الجدول‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وبناء على هذا النص أوجب المشرع إنشاء جدول يضم خبراء إدارة اإلفالس‬
‫ً‬
‫يحتوي على عدد كاف ومن الخبراء في مختلف المجاالت‪.‬‬
‫وقد شمل النص عبارة (وغيرهم عند االقتضاء)‪ ،‬وهي تعني أن ما تم ذكرهم من‬
‫خبراء كان على سبيل المثال وليس الحصر‪ ،‬ومن ثم يجوز أن يضم جدول خبراء إدارة‬
‫اإلفالس خبراء إضافيين للواردين بالنص‪.‬‬
‫وتتشكل من الخبراء الواردين بجدول خبراء إدارة اإلفالس لجنة إعادة الهيكلة‪،‬‬
‫بأيا من هؤالء الخبراء إذا اقتضت إجراءات الوساطة‬
‫ويكون لقاضي الوساطة االستعانة ً‬
‫ذلك‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم قاضي اإلفالس بتكليف أي من طرفي النزاع بسداد أمانة‬
‫الخبير‪ ،‬أي أنه يجوز له تكليف المدين أو الدائن بدفع مستحقات الخبير المالية‪.‬‬

‫األول خبراء إعادة الهيكلة‪ .‬يقيد بالجدول الثاني أمناء التفليسة‪ .‬يقيد في الجدول الثالث الخبراء‬
‫المثمنون‪ .‬والمنصوص عليهم بالمادة (‪ )13‬من قانون إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪.‬‬
‫ويتم اختيارهم من بين المتقدمين للقيد من المكاتب والشركات واألشخاص أو ممن ترشحهم الو ازرات أو‬
‫الهيئات ذات الصلة وفقًا ألحكام القانون أو البنك المركزي المصري أو الغرف أو االتحادات أو‬
‫الجمعيات أوغيرهم من الجهات المعنية بشئون المال والتجارة والصناعة واالقتصاد واعادة الهيكلة‬
‫وادارة األصول للكيانات التجارية واالقتصادية المتعثرة‪ .‬كما وضع القرار المذكور شروط تعيين‬
‫الخبراء وقيدهم ومسؤوليتهم‪.‬‬
‫أما القرار الثاني لوزير العدل فهو القرار رقم ‪ 2814‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار القواعد المنظمة لعمل‬
‫خبراء إعادة الهيكلة بإدارة اإلفالس بالمحاكم االقتصادية وقواعد االستعانة بهم‪ ،‬المنشور بالوقائع‬
‫المصرية العدد ‪ = =121‬بتاريخ ‪ .8112/2/11‬وتنص المادة السادسة من هذا القرار على أنه‬
‫"لقاضي اإلفالس بعد تقديم طلب الصلح الواقي من اإلفالس أو طلب شهر اإلفالس‪ ،‬وايداع‬
‫األمانة المقدرة من قبل المكلف بها‪ ،‬تكليف أحد خبراء جدول إعادة الهيكلة المالية من جدول‬
‫األشخاص الطبيعيين فحص وبيان الموقف المالي للتاجر وفقًا لطبيعة الطلب المقدم"‪.‬‬
‫أما القرار الثالث لوزير العدل فهو القرار رقم ‪ 8122‬لسنة ‪ ،8181‬بإصدار القواعد المنظمة لعمل‬
‫خبراء المحاكم االقتصادية واالستعانة بهم‪ .‬والذى يتعلق بإنشاء سجل إلكتروني لقيد الخبراء داخل‬
‫النظام اإللكتروني للتقاضي أمام المحاكم االقتصادية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وقد ُيثار التساؤل عن طبيعة التزام القاضي هنا في مباشرة مهمة الوساطة‪،‬‬
‫هل هو التزام بتحقيق نتيجة أم التزام ببذل عناية؟‬
‫يبدو لنا أن التزام الوسيط (قاضي اإلفالس) ال يمكن أن يكون التزام بتحقيق‬
‫نتيجة‪ ،‬إذ أنه يجتهد في التقريب بين وجهات النظر المختلفة‪ ،‬دون التزام بأن يبرم نتيجة‬
‫اجتهاده اتفاق تسوية‪ ،‬كما أنه مجرد وسيط وليس طرف في االتفاق المزمع إبرامه‪ .‬ومن‬
‫ثم يكون التزام الوسيط هو التزام ببذل عناية‪ ،‬إذ عليه بذل عناية الرجل المعتاد(‬
‫القاضي من نفس درجته) من أجل نجاح الوساطة والتوصل إلى تسوية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫التزام قاضي الوساطة بالسرية‬
‫يلتزم قاضي اإلفالس بالحفاظ على سرية كافة المعلومات المتعلقة بإجراءات‬
‫الوساطة‪ ،‬وذلك وفقًا لنص المادة السادسة من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬والتى تنص على أنه "يتعين على قاضي اإلفالس‬
‫الحفاظ على سرية كافة المعلومات المتعلقة بإجراءات الوساطة‪ ،‬ما لم يكن إفشاؤها‬
‫الزًما بمقتضى القانون أو ألغراض إنفاذ التسوية"‪.‬‬
‫ويضع هذا النص قاعدة مؤداها التزام الوسيط بالحفاظ على األسرار التى يطلع‬
‫عليها بمناسبة إجراء الوساطة‪ ،‬واستثناء على هذه القاعدة في حالتين‪ ،‬ونوضح ذلك فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أولًا‪ :‬القاعدة‪ :‬التزام الوسيط (قاضي اإلفالس بالسرية)‪:‬‬
‫وفقًا لنص المادة السادسة من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬يلتزم الوسيط‬
‫(قاضي اإلفالس) بالحفاظ على سرية المعلومات والبيانات المتعلقة بإجراءات الوساطة‪.‬‬
‫ومضمون هذه القاعدة أنه ال يجوز للوسيط (قاضي اإلفالس) أن يفشي المعلومات‬
‫والبيانات التى يطلع عليها بحكم قيامه بإجراء الوساطة سواء أثناء القيام بالوساطة أو‬
‫بعد انتهاء عملية الوساطة‪.‬‬
‫ويقابل هذا االلتزام‪ ،‬التزام الموفق في القانون الفرنسي بالسرية (م ‪ 18/211‬من‬
‫قانون التجارة)‪ ،‬إذ أوجبت على أي شخص يتم استدعاؤه إلجراء التوفيق أو بتكليف‬
‫خاص االلتزام بالسرية بحكم وظيفته‪.‬‬
‫ويعتبر التزام الوسيط (قاضي اإلفالس) بالسرية إمتداد لاللتزام بالحفاظ على‬
‫السر المهني(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬الذى تنظمه المبادئ واألحكام الجنائية والمدنية‪ ،‬كالذي يقع على عاتق العديد من أصحاب المهن‬
‫سر بمناسبة أو بسبب ممارستهم لمهنهم‬
‫كاألطباء والجراحين والصيادلة وغيرهم من المودع لديهم ًا‬
‫قدر من الثقة في العالقة بين أطرافها‪ .‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف‬
‫التى يفترض في ممارستها ًا‬
‫عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.181‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫احلكمة من االلتزام بالسرية‪:‬‬


‫ترجع الحكمة من التزام قاضي اإلفالس (الوسيط) بالحفاظ على ىسرية‬
‫المعلومات التى يطلع عليها بمناسبة قيامه بإجراء الوساطة وعدم إفشاؤها‪ ،‬إلى رغبة‬
‫المشرع في الحفاظ على سرية المعلومات التجارية التى تخص التجار والمشروعات‬
‫التجارية‪ ،‬إذ تعرض على الوسيط (قاضي اإلفالس) أثناء القيام بالوساطة معلومات‬
‫تخص المدين التاجر مثل حجم أرباحه‪ ،‬ومعامالته المالية‪ ،‬بيانات دائنيه ومدينيه‪،‬‬
‫وحجم وبيانات العمالة لديه‪ ،‬وحجم صادرته وواردته وبياناتها‪ .‬وقد تعرض بيانات تخص‬
‫أسرة التاجر مثل حجم إنفاقه على أسرته وبيانات هذا اإلنفاق‪.‬‬
‫ونظر ألهمية هذه البيانات وخصوصيتها أوجب المشرع على قاضي اإلفالس‬ ‫ًا‬
‫(الوسيط)‪ ،‬االلتزام بالحفاظ على سرية تلك المعلومات التى يطلع عليها بمناسبة إجراء‬
‫الوساطة‪ .‬ومن ثم تكون الحكمة من االلتزام بالسرية الحفاظ على أسرار التجار التجارية‬
‫والمالية والشخصية‪.‬‬
‫كما أن إرساء المشرع االلت ازم بالسرية يشجع أطراف النزاع باإلفضاء بكل‬
‫المعلومات والبيانات التى تساعد في حل النزاع بصفة ودية بكل طمأنينة وثقة في أن‬
‫تلك المعلومات والبيانات التى يفضون بها ستظل سرية‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬االستثناء من القاعدة‪:‬‬
‫سمح المشرع للوسيط (قاضي اإلفالس) بالخروج على االلتزام بالسرية‪ ،‬وافشاء‬
‫المعلومات التى أطلع عليها بمناسبة إجراء الوساطة وذلك في حالتين تضمنتهما المادة‬
‫السادسة هما‪:‬‬
‫الزما بمقتضى القانون‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كان إفشاء المعلومات ً‬
‫(‪)1‬‬
‫الزما ألغراض إنفاذ التسوية ‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا كان إفشاء المعلومات ً‬

‫(‪ )1‬يرى البعض أن إفشاء معلومات الوساطة في سبيل إنفاذ اتفاق التسوية أحد معوقات كفالة السرية‬
‫حائال أمام السرية المطلقة‪ ،‬ويرون أن شهادة الوسيط أمام المحكمة إلنفاذ اتفاق التسوية‬
‫ً‬ ‫ويقف‬
‫يجب أن يتم في أضيق الحدود دون التعمق في تفاصيل النزاع أو إفشاء معلومات مهمة‪.‬‬
‫د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.142 ،148‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 553 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وعليه إذا كان القانون يقتضي إدالء الوسيط (قاضي اإلفالس) بالمعلومات‬
‫التى يحتفظ بها بمناسبة إجراء الوساطة وجب عليه ذلك‪ ،‬أو إذا كانت الوساطة قد‬
‫انتهت باتفاق تسوية‪ ،‬وكان تنفيذ هذه التسوية يقتضي من الوسيط (قاضي اإلفالس)‬
‫إفشاء المعلومات المتعلقة بالوساطة يسمح له بذلك‪.‬‬
‫ويبدو لنا أنه كان البد من امتداد الحظر (حظر إفشاء المعلومات المتعلقة‬
‫بإجراءات الوساطة) على اإلداريين والكتابيين الملحقين بإدارة اإلفالس وكذلك الخبراء‬
‫الذين يطلعون على تلك المعلومات بحكم عملهم‪ ،‬وذلك التحاد الكحمة من الحظر‬
‫تجاههم‪.‬‬
‫وكذلك امتداد الحظر إلى أطراف الوساطة (دائنين المدين) الذين يطلعون على‬
‫أسرار مدينهم بحكم اشتراكهم في جلسات الوساطة (ألن هناك جلسات جماعية)‪ ،‬فال‬
‫يجوز لهم إفشاء المعلومات التى علموا بها من خالل الوساطة وال استخدام تلك‬
‫المعلومات في منافسة مدينهم منافسة غير مشروعة‪ .‬وكذلك امتداد الحظر إلى‬
‫المحامين ألطراف النزاع‪ .‬وذلك مما يشجع األطراف المتنازعة على اإلفضاء بكل‬
‫المعلومات والباينات الالزمة إلنهاء النزاع بكل طمأنينة وثقة‪ ،‬وذلك حيث أن السرية من‬
‫االلتزامات الهامة في النشاط التجاري‪.‬‬
‫وفي جميع األحوال يحق لألطراف إبرام عقد مستقل لشروط السرية ونطاقها إذا‬
‫ارتأوا أن القوانين والقواعد المعمول بها غير كافية‪ ،‬ويجب احترام إرادة األطراف في‬
‫صياغة اتفاقهم في هذا اإلطار‪ ،‬والتضييق قدر اإلمكان من مجاالت اإلفصاح عن‬
‫المعلومات أياً كانت الظروف(‪.)1‬‬
‫هذا ولم يحدد قانون اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬جزاء مخالفة هذا الحظر‪،‬‬
‫في حالة إفشاء المعلومات المعروضة فى جلسات الوساطة خارج نطاقها القانوني‪.‬‬
‫ولكن هذا ال يمنع المضرور من أطراف النزاع من الرجوع على الوسيط إلخالله‬
‫بااللتزام بالسرية ومطالبته بالتعويض عما أصابه من أضرار في حالة ثبوت مسؤوليته‬
‫التقصيرية(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.141 ،142‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث الثالث‬
‫سيـــر إجراءات الوساطـــة‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫تنص المادة الخامسة من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "تقدم الطلبات إلى رئيس إدارة اإلفالس بعد قيدها بقلم‬
‫كتاب المحكمة المختصة‪ ،‬ويقوم بعرض الطلبات على قضاة اإلفالس التخاذ إجراءات‬
‫يوما من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬
‫الوساطة فيها على أن ينتهي من ذلك خالل ثالثين ً‬
‫ولريئس اإلدارة مد هذه المدة لمدة مماثلة‪ ،‬وذلك لمرة واحدة على األكثر"‪.‬‬
‫يضع هذا النص مراحل سير إجراءات الوساطة منذ تقديم الطلب إلى إدارة‬
‫اإلفالس إلى أن ينتهي منه‪.‬‬
‫وعلى ذلك نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تقديم الطلبات لرئيس إدارة اإلفالس وعرضها على قضاة اإلفالس‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬جلسات الوساطة ودور الوسيط (قاضي اإلفالس) تجاهها‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫تقديم الطلبات لرئيس إدارة اإلفالس وعرضها على قضاة اإلفالس‬
‫تقدم الطلبات لرئيس إدارة اإلفالس‪ ،‬ثم يتم عرضها على قضاة اإلفالس‪ ،‬ويتم‬
‫استيفاء مستندات الطلبات‪.‬‬
‫أولًا‪ :‬تقديم الطلبات لرئيس إدارة اإلفالس‪:‬‬
‫وفقًا لنص المادة الخامسة تقدم الطلبات إلى رئيس إدارة اإلفالس بعد قيدها بقلم‬
‫كتاب المحكمة المختصة‪ ،‬وذلك سواء كان الطلب إعادة هيكلة أو صلح واقي أو شهر‬
‫اإلفالس‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫شكل الطلب‪:‬‬
‫معينا في الطلب‪ ،‬ومن ثم يجب أن يتضمن الطلب‬ ‫شكال ً‬
‫لم يتطلب المشرع ً‬
‫البيانات األساسية‪ ،‬من بيان اسم مقدم الطلب وعناوينه وأرقام تليفوناته(‪ ،)1‬وبيانات‬
‫المقدم ضده الطلب (المختصم في الطلب) وعناوينه وأرقام تليفوناته‪ ،‬وموضوع الطلب‬
‫(إعادة هيكلة – صلح واقي‪ -‬شهر إفالس)‪ ،‬وطلبات مقدم الطلب‪ ،‬واألسباب التى‬
‫يستند إليها في طلبه‪ ،‬ويقدم الطلب باسم السيد المستشار رئيس إدارة اإلفالس‪.‬‬
‫وعند تقديم الطلب يدفع مقدم الطلب رسوم األمانة‪ ،‬وذلك لضمان جدية مقدم‬
‫الطلب ونيته في االستمرار في متابعة الطلب وجلسات الوساطة‪ ،‬ويسترد مبلغ األمانة‬
‫في نهاية الوساطة بإبرام اتفاق تسوية‪ ،‬واال يسترد عند انتهاء الدعوى‪.‬‬
‫الصفة يف تقديم الطلب‪:‬‬
‫تتم الوساطة في طلبات إعادة الهيكلة‪ ،‬وطلبات الصلح الواقي من اإلفالس‪،‬‬
‫وطلبات شهر اإلفالس‪ ،‬ومن ثم نوضح صاحب الصفة في تقديم كل طلب من هذه‬
‫الطلبات‪.‬‬
‫‪ -1‬صاحب الصفة يف تقديم طلب إعادة اهليكلة‪:‬‬
‫يقدم طلب إعادة الهيكلة من التاجر نفسه‪ ،‬بشرط أال يقل رأس ماله عن مليون‬
‫جنيه‪ ،‬وأن يكون قد زاول التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين السابقتين على تقديم‬
‫الطلب‪ ،‬ولم يرتكب غ ًشا‪ ،‬وال تجوز إعادة هيكلة الشركة وهي في دور التصفية (م‪18‬‬
‫من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس)‪.‬‬
‫بناء على طلب ورثته‬
‫كما تجوز إعادة هيكلة نشاط أو أموال التاجر بعد وفاته ً‬
‫جميعا (م‪ 12‬معدلة بالقانون‬
‫ً‬ ‫والموصي إليهم خالل السنة التالية للوفاة‪ ،‬شريطة موافقتهم‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬الصادر في ‪ 82‬إبريل ‪ )8181‬وال يجوز التقدم بطلب إعادة‬
‫الهيكلة في حالة صدور حكم بشهر إفالس التاجر أو الحكم بافتتاح إجراءات الصلح‬

‫(‪ )1‬تطلب سكرتارية إدارة اإلفالس بمحكمة طنطا االقتصادية ومحكمة القاهرة االقتصادية من مقدم‬
‫الطلب بيان بتليفوناته وتليفونات خصمه‪ ،‬سواء أرقام اتصال أو واتس آب أو إيميل لسرعة وسهولة‬
‫التواصل مع الطرفين‪ ،‬وال يقبل الطلب بدون هذا البيان‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الواقي منه‪ ،‬ويترتب على تقديم طلب إعادة الهيكلة وقف طلبي ودعويي شهر اإلفالس‬
‫والصلح الواقي منه إلى حين البت في طلب إعادة الهيكلة‪ .‬وال يجوز تقديم طلب آخر‬
‫بإعادة الهيكلة إال بعد مرور ثالثة أشهر من رفض أو حفظ الطلب السابق‪ ،‬وفي جميع‬
‫األحوال‪ ،‬ال يوقف التقدم بالطلب اآلخر طلبي ودعويي شهر اإلفالس والصلح الواقي‬
‫منه (م‪ 11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬وتم تعديل آخر فقرتين بمقتضى القانون‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)1( )8181‬‬
‫‪ -8‬صاحب الصفة يف طلب الصلح الواقي من اإلفالس‪:‬‬
‫يجوز لكل تاجر ولكل شركة طلب الصلح الواقي من اإلفالس وذلك بعد توافر‬
‫شروط معينة نصت عليها المادة (‪ )31‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬إذ تنص على‬
‫أنه "لكل تاجر يجوز شهر إفالسه‪ ،‬ولم يرتكب غ ًشا أو خطأ ال يصدر عن التاجر‬
‫العادي‪ ،‬أن يطلب الصلح الواقي من اإلفالس إذا اضطربت أعماله المالية اضطرًابا من‬
‫شأنه أن يؤدي إلى توقفه عن الدفع‪.‬‬
‫وللتاجر الذى توقف عن دفع ديونه ولو طلب شهر إفالسه‪ ،‬أن يطلب الصلح‬
‫الواقي من اإلفالس إذا توافرت فيه الشروط المذكورة في الفقرة السابقة‪ ،‬وقدم طلب‬
‫يوما من تاريخ توقفه عن الدفع‪.‬‬
‫الصلح خالل خمسة عشر ً‬
‫ويجوز إجراء الصلح الواقي من اإلفالس لكل شركة توافرت فيها الشروط‬
‫المنصوص عليها في الفقرتين السابقتين‪ ،‬ومع ذلك ال يجوز منح هذا الصلح لشركة في‬
‫دور التصفية"‪.‬‬
‫ومن ثم يكون لكل تاجر أو شركة أعمالهم المالية مضطربة اضطرًابا من شأنه‬
‫أن يؤدي إلى توقفه عن الدفع‪ ،‬وكذلك التاجر أو الشركة المتوقف عن دفع ديونه تقديم‬
‫طلب الصلح الواقي خالل ‪ 18‬يوم من تاريخ توقفه عن الدفع‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع شروط تقديم طلب إعادة الهيكلة وبياناته لدى د‪/‬حنان عبدالعزيز مخلوف‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص‪ 81‬وما بعدها‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ويشترط عند تقديم طلب الصلح الواقي أال يكون التاجر أو الشركة (مقدم‬
‫الطلب) قد ارتكب غ ًشا أو خطأ ال يصدر عن التاجر العادي‪.‬‬
‫وال يقبل طلب الصلح الواقي من اإلفالس إال إذا كان المدين قد زاول التجارة‬
‫بصفة مستمرة خالل السنتين السابقتين على تقديم الطلب وقام خالل هذه المدة بما‬
‫تفرضه عليه األحكام الخاصة بالسجل التجاري وبالدفاتر التجارية‪.‬‬
‫وال يجوز للشركة المدينة طلب الصلح الواقي إال بعد الحصول على إذن بذلك‬
‫من أغلبية الشركاء أو من الجمعية العامة‪ ،‬وذلك بحسب نوع الشركة (م‪ 31‬من القانون‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪ )8112‬والتى تم تعديلها بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬الصادر في ‪82‬‬
‫إبريل ‪.8181‬‬
‫وكذلك لمن آل إليهم المتجر بطريق اإلرث أو الوصية أن يطلبوا الصلح الواقي‬
‫إذا قرروا االستمرار في التجارة وكان التاجر قبل وفاته ممن يجوز لهم طلب الصلح‪.‬‬
‫ويجب أن يطلب الورثة أو الموصي إليهم الصلح الواقي خالل ثالثة أشهر من تاريخ‬
‫جميعا على طلب الصلح‪ ،‬وجب على‬ ‫ً‬ ‫الوفاة‪ ،‬واذا لم يتفق الورثة أو الموصي إليهم‬
‫المحكمة أن تسمع أقوال من عارض منهم في طلب الصلح ثم تفصل فيه وفقًا لمصلحة‬
‫ذوي الشأن (المادة ‪ 38‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫صلحا‬
‫ً‬ ‫وال يجوز للمدين أثناء تنفيذ الصلح الواقي أو إعادة الهيكلة أن يطلب‬
‫آخر (م‪ 33‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫واذا قدم طلب إلى إدارة اإلفالس لشهر إفالس المدين وطلب آخر بالصلح‬
‫الواقي من اإلفالس‪ ،‬فال يجوز الفصل في طلب شهر اإلفالس إال بعد الفصل في طلب‬
‫الصلح (م‪ 34‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ .)8112‬وال يترتب على التقدم بطلب آخر‬
‫للصلح وقف طلب أو دعوى شهر اإلفالس (المادة ‪ /34‬الفقرة الثانية المضافة بالقانون‬
‫رقم ‪ 11‬لنسة ‪.)8181‬‬
‫ويقدم طلب الصلح الواقي من المدين إلى رئيس إدارة اإلفالس بالمحكمة‬
‫المختصة على أن يتضمن أسباب اضطراب األعمال ومقترحات الصلح متضمنة كيفية‬
‫سداد المديونيات‪ ،‬وترتيبها‪ ،‬ومقترح تقسيم الدائنين إلى فئات وفقًا لطبيعة الدين‪ ،‬ونوعه‪،‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫والتمويل المقت رح‪ ،‬مع بيان مقداره‪ ،‬وفائدته‪ ،‬وجهة التمويل‪ ،‬ومدته‪ ،‬وكيفية تنفيذ هذه‬
‫المقترحات (م‪ 38‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8181‬‬
‫مكررا) المضافة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫ً‬ ‫وتنص الفقرة األولى من المادة (‪32‬‬
‫‪ 8181‬على أنه "ما لم يكن هناك طلب أو دعوى شهر إفالس أو دعوى صلح واق‬
‫منه‪ ،‬لكل دائن بدين تجاري خال من النزاع أن يتقدم بطلب الصلح الواقي من اإلفالس‬
‫مع مدينه التاجر المتوقف عن دفع ديونه التجارية إثر اضطراب أعماله بشرط أن يكون‬
‫قد زاول التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين السابقتين على تقديم الطلب"‪.‬‬
‫وبناء على هذا النص يكون المشرع قد سمح للدائن أن يتقدم بطلب للصلح‬
‫ً‬
‫الواقي من اإلفالس مع مدينه باإلضافة إلى حق المدين األصلي في هذا الطلب‪.‬‬
‫‪ -3‬صاحب الصفة يف تقديم طلب شهر اإلفالس‪:‬‬
‫يعد في حالة إفالس كل تاجر ملزم بموجب أحكام قانون التجارة الصادر‬
‫بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 1111‬بإمساك دفاتر تجارية إذا توقف عن دفع ديونه التجارية‬
‫إثر اضطراب أعماله المالية‪.‬‬
‫وال يترتب على التوقف عن الدفع أثر قبل صدور حكم شهر اإلفالس‪ ،‬ما لم‬
‫ينص القانون على غير ذلك (م ‪ 18‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫بناء على طلبه أو طلب أحد الدائنين أو النيابة العامة‪،‬‬
‫ويشهر إفالس التاجر ً‬
‫ويجوز للمحكمة أن تقضي بشهر اإلفالس من تلقاء ذاتها‪ .‬ويجوز شهر إفالس التاجر‬
‫بعد وفاته أو اعتزاله التجارة إذا توفى أو اعتزل التجارة وهو فى حالة توقف عن الدفع‪،‬‬
‫ويجب تقديم طلب شهر اإلفالس خالل السنة التالية للوفاة أو اعتزال التجارة‪ .‬وال يسري‬
‫هذا الميعاد في حالة اعتزال التجارة إال من تاريخ شطب اسم التاجر من السجل‬
‫التجاري ويجوز لورثة التاجر طلب شهر إفالسه بعد وفاته مع مراعاة الميعاد المذكور‬
‫في الفقرة السابقة‪ ،‬فإذا اعترض بعض الورثة على شهر اإلفالس وجب أن تسمع‬
‫المحكمة أقوالهم ثم تفصل في الطلب وفقًا لمصلحة ذوي الشأن‪( .‬م‪ 12‬من القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ولكل دائن بدين تجاري خال من النزاع حال األداء أن يطلب الحكم بشهر‬
‫إفالس مدينه التاجر ويكون للدائن بدين مدني حال هذا الحق إذا أثبت أن التاجر قد‬
‫فضال عن دينه المدني‪.‬‬
‫ً‬ ‫توقف عن دفع ديونه التجارية الحالة‬
‫ويكون للدائن بدين آجل الحق في طلب شهر اإلفالس إذا لم يكن لمدينه‬
‫التاجر موطن معروف في مصر أو إذا لجأ إلى الفرار أو أغلق متجره أو شرع في‬
‫تصفيته أو أجرى تصرفات ضارة بدائنيه بشرط أن يقدم الدائن ما يثبت أن المدين‬
‫توقف عن دفع ديونه التجارية الحالة‪.‬‬
‫ويطلب الدائن شهر إفالس مدينة بطلب يقدم إلى إدارة اإلفالس التابعة‬
‫مصحوبا بما يفيد إيداع مبلغ عشرة آالف جنيه خزانة المحكمة على‬
‫ً‬ ‫للمحكمة المختصة‬
‫سبيل األمانة لحساب مصروفات نشر الحكم الصادر بشهر اإلفالس‪ ،‬يطلب فيه إتخاذ‬
‫اإلجراءات التحفيظية الالزمة ويبين فيه الظروف التى يستدل منها على توقف المدين‬
‫عن دفع ديونه (المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 11‬لنسة ‪.)8112‬‬
‫وال يجوز شهر إفالس التاجر بسبب توقفه عن دفع ما يستحق عليه من‬
‫غرامات جنائية أو ضرائب أو رسوم أو تأمينات اجتماعية (المادة ‪ 11‬من القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫واذا طلبت النيابة العامة شهر اإلفالس أو رأت المحكمة شهر إفالس التاجر‬
‫من تلقاء ذاتها‪ ،‬ال تتم إجراءات الوساطة بشأنه وانما يقوم قلم الكتاب بإخطار التاجر‬
‫المطلوب شهر إفالسه بيوم الجلسة وتنظرها المحكمة‪ ،‬وذلك يعد استثناء على الوساطة‪.‬‬
‫وذلك إذ تنص(المادة ‪/ 21‬الفقرة األولى) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه‬
‫"استثناء من أحكام المواد (‪ )11 ،11 ،1 ،8 ،4‬من هذا القانون إذا طلبت النيابة‬
‫العامة شهر إفالس التاجر‪ ،‬أو إذا رات المحكمة شهر إفالسه من تلقاء ذاتها‪ ،‬وجب‬
‫على قلم الكتاب أن يعلنه بيوم الجلسة"‪ .‬وهذا أمر طبيعي‪ ،‬إذ أن مباشرة إجراءات‬
‫الوساطة في هذه الحالة أمر عديم الجدوى‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وفي حالة وفاة التاجر أو اعتزاله التجارة ال يجوز للمحكمة أن تنظر في شهر‬
‫بناء على طلب النيابة العامة بعد انقضاء السنة التالية لوفاته او اعتزاله‬
‫اإلفالس ً‬
‫التجارة (المادة ‪ /21‬الفقرة الثانية من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫ويقوم قلم كتاب المحكمة المختصة بإخطار النيابة العامة بطلب شهر‬
‫اإلفالس‪ ،‬وال يحول عدم حضورها أو عدم إبداء الرأي دون الحكم في دعوى‬
‫اإلفالس(المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫أما بالنسبة لشهر إفالس الشركات‪:‬‬
‫تعد في حالة إفالس كل شركة توقفت عن دفع ديونها إثر اضط ارب أعمالها‬
‫المالية‪ ،‬ويلزم شهر إفالسها بحكم يصدر بذلك ويجوز شهر إفالس الشركة ولو كانت‬
‫في دور التصفية (المادة ‪113‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫وال يجوز للممثل القانوني للشركة أن يطلب شهر إفالسها إال بعد الحصول‬
‫على إذن بذلك من أغلبية الشركاء أو من الجمعية العامة حسب األحوال‪ .‬ويجب أن‬
‫يشتمل طلب شهر اإلفالس على أسماء الشركاء المتضامنين الحاليين والذين خرجوا من‬
‫الشركة بعد توقفها عن الدفع مع بيان موطن كل شريك متضامن وجنسيته وتاريخ شهر‬
‫خروجه من الشركة في السجل التجاري (المادة ‪ 114‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ .)8112‬ويجوز لدائن الشركة طلب شهر إفالسها ولو كان شري ًكا فيها‪ ،‬أما الشركاء‬
‫غير الدائنين فال يجوز لهم بصفتهم الفردية طلب شهر إفالس الشركة‪ .‬واذا طلب‬
‫الدائن شهر إفالس الشركة‪ ،‬وجب اختصام كافة الشركاء المتضامنين (المادة ‪ 118‬من‬
‫القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫ثانيًا‪ :‬استيفاء مستندات الطلبات‪:‬‬
‫أوجب المشرع على المتقدمين بطلبات إعادة الهيكلة أو الصلح الواقي أو‬
‫طلبات شهر اإلفالس إرفاق مستندات معينة مع الطلب الذى يقدم إلدارة اإلفالس‪،‬‬
‫يوما فقط‪ ،‬فيجب أن تكون‬
‫وذلك لكي تسهل عملية الوساطة والتى تكون مدتها ‪ً 31‬‬
‫المستندات جاهزة للعرض على قاضي الوساطة‪.‬‬
‫وتختلف هذه المستندات بحسب الطلب المقدم‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫‪ -5‬المستندات المطلوب إرفاقها مع طلب إعادة الهيكلة‪:‬‬


‫ددا من المستندات مع الطلب‬
‫يلتزم مقدم طلب إعادة الهيكلة بأن يرفق ع ً‬
‫تضمنتها المادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬حيث نصت على أنه "يقدم‬
‫مبينا فيه أسباب االضطراب المالي وتاريخ نشأته وما اتخذ في شأنه‬
‫طلب إعادة الهيكلة ً‬
‫من إجراءات لتجنب حدوثه أو معالجة آثاره وما يراه من إجراءات الزمة للخروج منه‪.‬‬
‫ويجب أن يرفق بالطلب المستندات اآلتية‪:‬‬
‫الوثائق المؤيدة للبيانات المذكورة فيه‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ب‪ -‬شهادة من مكتب السجل التجاري تثبت قيام التاجر بما تفرضه األحكام الخاصة‬
‫بالسجل التجاري خالل السنتين السابقتين على طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬شهادة من الغرفة التجارية تفيد مزاولة التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين‬
‫السابقتين على طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫د‪ -‬صورة من الميزانية وحساب األرباح والخسائر عن السنتين السابقتين على طلب‬
‫إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬بيان بإجمالي المصروفات الشخصية في السنتين السابقتين على طلب إعادة‬
‫الهيكلة عدا الطلب المقدم من إحدى شركات المساهمة‪.‬‬
‫و‪ -‬بيان تفصيلي باألموال المنقولة وغير المنقولة وقيمتها التقريبية عند طلب إعادة‬
‫الهيكلة‪.‬‬
‫ز‪ -‬بيان بأسماء الدائنين والمدينين وعناوينهم ومقدار حقوقهم أو ديونهم والتأمينات‬
‫الضامنة لها‪.‬‬
‫ح‪ -‬شهادة تفيد عدم تقدمه بطلب إعادة هيكلة من قبل‪ ،‬أو تقدم بطلب سبق حفظه‬
‫ومرت فترة ثالثة أشهر على ذلك‪.‬‬
‫ط‪ -‬شهادة بعدم شهر إفالس التاجر أو عقد صلح وا ٍ‬
‫ق منه‪.‬‬
‫فضال عن الوثائق المذكورة‬
‫ً‬ ‫خاصا بشركة وجب أن يرفق به‬
‫ً‬ ‫واذا كان الطلب‬
‫في الفقرة السابقة صورة من عقد الشركة ونظامها مصدقًا عليها من مكتب السجل‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫التجاري والوثائق المثبتة لصفة مقدم الطلب وقرار الشركاء أو الجمعية العامة بطلب‬
‫إعادة الهيكلة‪ ،‬وبيان بأسماء الشركاء المتضامنين وعناوينهم وجنيساتهم‪.‬‬
‫ويجب أن تكون تلك الوثائق مؤرخة وموقعة من الطالب‪ ،‬واذا تعذر تقديم‬
‫بعضها أو استيفاء بياناتها وجب أن يتضمن الطلب أسباب ذلك‪.‬‬
‫وللقاضي إلزام مقدم الطلب خالل المدة التى يحددها بتقديم معلومات أو‬
‫مستندات إضافية حول وضعه االقتصادي والمالي"‪.‬‬
‫‪ -8‬املستندات املطلوب إرفاقها مع طلب الصلح الواقي من اإلفالس‪:‬‬
‫عددا من المستندات‬
‫يجب على مقدم طلب الصلح الواقي أن يرفق بالطلب ً‬
‫نصت عليها المادة (‪ )32‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬وهذه المستندات هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوثائق المؤيدة للبيانات المذكورة فيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬شهادة من مكتب السجل التجاري تثبت قيام التاجر بما تفرضه األحكام الخاصة‬
‫بالسجل التجاري خالل السنتين السابقتين على طلب الصلح‪.‬‬
‫جـ‪ -‬شهادة من الغرفة التجارية تفيد بمزاولة التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين‬
‫السابقتين على طلب الصلح‪.‬‬
‫د‪ -‬صورة من المي ازنية وحساب األرباح والخسائر عن السنتين السابقتين على طلب‬
‫الصلح‪.‬‬
‫هـ‪ -‬بيان بإجمالي المصروفات الشخصية في السنتين السابقتين على طلب الصلح‬
‫عدا الطلب المقدم من إحدى شركات المساهمة‪.‬‬
‫و‪ -‬بيان تفصيلي باألموال المنقولة وغير المنقولة وقيمتها التقريبية عند طلب الصلح‪.‬‬
‫ز‪ -‬بيان بأسماء الدائنين والمدينين وعناوينهم ومقدار حقوقهم أو ديونهم والتأمينات‬
‫الضامنة لها‪.‬‬
‫ح‪ -‬ما يفيد إيداع مبلغ عشرة آالف جنيه خزينة المحكمة على ذمة مصروفات نشر ما‬
‫يصدر من أحكام‪.‬‬
‫ط‪ -‬شهادة بعدم شهر إفالس التاجر أو تقديم طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 553 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ي‪ -‬شهادة تفيد عدم تقدمه بطلب صلح واق من قبل‪ ،‬أو تقدمه بطلب سبق رفضه‬
‫ومرت ثالثة أشهر على ذلك(‪.)1‬‬
‫فضال عن الوثائق المذكورة‬
‫ً‬ ‫اصا بشركة وجب أن يرفق به‬‫واذا كان الطلب خ ً‬
‫في الفقرة السابقة صورة من عقد الشركة ونظامها مصدقًا عليها من مكتب السجل‬
‫التجاري والوثائق المثبتة لصفة مقدم الطلب وصورة من قرار الشركاء أو الجمعية العامة‬
‫بطلب الصلح وبيان بأسماء الشركاء المتضامنين وعناوينهم وجنسياتهم (المادة ‪/32‬‬
‫الفقرة الثانية من قانون ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫ويجب أن تكون تلك الوثائق مؤرخة وموقعة من طالب الصلح واذا تعذر تقديم‬
‫بعضها أو استيفاء بياناتها وجب أن يتضمن الطلب أسباب ذلك (المادة ‪ /32‬الفقرة‬
‫الثالثة من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫وللقاضي إلزام مقدم الطلب خالل المدة التى يحددها أن يقدم مستندات إضافية‬
‫أو معلومات حول وضعه االقتصادي والمالي (المادة ‪ /32‬الفقرة الرابعة من القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫مكرر بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪،8181‬‬
‫ًا‬ ‫وقد أضاف المشرع المادة ‪32‬‬
‫والتى أتاحت بمقتضى (الفقرة األولى) للدائن بدين تجاري خال من النزاع أن يتقدم‬
‫بطلب الصلح الواقي من اإلفالس مع مدينه التاجر المتوقف عن دفع ديونه التجارية‬
‫إثر اضطراب أعماله بشرط أن يكون قد زاول التجارة بصفة مستمرة خالل السنتين‬
‫السابقتين على تقديم الطلب‪ ،‬ولم يكن هناك طلب أو دعوى شهر إفالس أو دعوى‬
‫صلح واق منه‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يلتزم الدائن وقت تقديم الطلب بإرفاق سند المديونية ومقترحات‬
‫الصلح والمستندات المبينة بالبنود‪( :‬ب ‪ ،‬ج ‪ ،‬د ‪ ،‬ح ‪ ،‬ط ‪ ،‬ي) من المادة (‪ )32‬من‬
‫هذا القانون‪ ،‬فإذا تعذر تقديم بعضها وجب أن يتضمن الطلب أسباب ذلك‪ ،‬ولقاضي‬
‫اإلفالس أن يصرح له خالل مدة يحددها بتقديم تلك المستندات أو أي مستندات إضافية‬

‫(‪ )1‬أضيف هذا البند (ي) بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬الصادر في ‪ 82‬إبريل ‪.8181‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫مكررا‪ /‬الفقرة الثانية المضافة بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬


‫ً‬ ‫يراها الزمة (المادة ‪32‬‬
‫‪.)8181‬‬
‫‪ -3‬املستندات املطلوب إرفاقها مع طلب شهر اإلفالس‪:‬‬
‫أوجب المشرع على التاجر الذى يتقدم بطلب شهر إفالسه أن يرفق بالطلب‬
‫عددا من الوثائق‪ ،‬وذلك بمقتضى المادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪8112‬‬
‫ً‬
‫يوما من‬
‫ونصها كالتالي‪" :‬يجب على التاجر أن يطلب شهر إفالسه خالل خمسة عشر ً‬
‫تاريخ توقفه عن الدفع وذلك بطلب يقدم إلى إدارة اإلفالس يذكر فيه اسباب التوقف عن‬
‫الدفع وترفق به الوثائق اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الدفاتر التجارية الرئيسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬صورة من آخر ميزانية وحساب األرباح والخسائر‪.‬‬
‫جـ‪ -‬بيان بإجمالي المصروفات الشخصية عن السنتين السابقتين على تقديم طلب شهر‬
‫اإلفالس أو عن مدة اشتغاله بالتجارة إذا كانت أقل من ذلك عدا الطلب المقدم من‬
‫إحدى شركات المساهمة‪.‬‬
‫د‪ -‬بيان تفصيلي بما يملكه من عقارات ومنقوالت وقيمتها التقريبية في تاريخ التوقف‬
‫عن الدفع‪ ،‬وكذلك المبالغ النقدية المودعة باسمه لدى البنوك سواء فى مصر أو‬
‫خارجها‪.‬‬
‫هـ‪ -‬بيان بأسماء الدائنين والمدينين وعناوينهم ومقدار حقوقهم أو ديونهم والتأمينات‬
‫الضامنة لها‪.‬‬
‫و‪ -‬بيان باالحتجاجات التى حررت ضد التاجر خالل السنتين السابقتين على تقديم‬
‫طلب شهر اإلفالس‪.‬‬
‫ز‪ -‬شهادة بعدم صدور حكم بافتتاح صلح وا ٍ‬
‫ق من اإلفالس‪ ،‬أو ما يفيد عدم تقدمه‬
‫بطلب إعادة هيكلة من قبل‪.‬‬
‫ويجب أن تكون الوثائق المشار إليها في الفقرة السابقة مؤرخة وموقعة من التاجر‪ ،‬واذا‬
‫تعذر تقديم بعض هذه الوثائق أو استيفاء بياناتها وجب عليه إيضاح أسباب ذلك‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وللقاضي إلزام مقدم الطلب خالل المدة التى يحددها بتقديم مستندات إضافية‬
‫أو معلومات حول وضعه االقتصادي أو المالي"‪.‬‬
‫هذه المستندات التى أوجب المشرع على التاجر المدين المتوقف عن سداد‬
‫ديونه التجارية‪ ،‬ويطلب شهر إفالسه أن يرفقها مع طلب شهر اإلفالس‪.‬‬
‫واذا كان مقدم طلب شهر اإلفالس هو الدائن فلم يحدد المشرع مستندات معينة‬
‫(‪)1‬‬
‫سوى أن المادة (‪ )12‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬التى‬ ‫يلتزم الدائن بتقديمها‬
‫أجازت للدائن بدين آجل الحق في طلب شهر اإلفالس إذا لم يكن لمدينه التاجر موطن‬
‫معروف فى مصر أو لجأ إلى الفرار أو أغلق متجره أو شرع فى تصفيته أو أجرى‬
‫تصرفات ضارة بدائنيه‪ ،‬بشرط أن يقدم الدائن ما يثبت أن المدين توقف عن دفع ديونه‬
‫التجارية الحالية‪.‬‬
‫كما أنه تختص إدارة اإلفالس باستيفاء مستندات الطلبات التى تختص بها‬
‫محكمة اإلفالس وتحضيرها (م‪ 4‬من قانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬والمعدلة بالقانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ .)8181‬وعلى ذلك تقوم إدارة اإلفالس باستكمال المستندات الناقصة بطلبها‬
‫من الخصوم‪ ،‬أو طلب تقديم مستندات أخرى والتى تكون الزمة الستكمال الوساطة أو‬
‫الزمة لعرض الدعوى على القضاء‪.‬‬
‫الرسوم القضائية للطلبات‪:‬‬
‫وفقًا لنص المادتين (‪/32‬ح ‪ /12 ،‬الفقرة الثالثة) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ ،8112‬يجب على مقدم طلبي الصلح الواقي وشهر اإلفالس إيداع مبلغ أمانة قدرة‬
‫عشرة آالف جنيه خزانة المحكمة كأمانة لجدية الطلب‪ ،‬أما باقي الطلبات التى تقدم‬
‫إلدارة اإلفالس فيطبق عليها الرسم الثابت وفقًا لقانون الرسوم‪ .‬وبالنسبة لطلب إعادة‬
‫فضال عن أن القاضي المختص بتشكيل لجنة‬ ‫ً‬ ‫الهيكلة يقدر على الطلب رسم ثابت‬
‫إعادة الهيكلة من الخبراء المقيدين بجدول خبراء إدارة اإلفالس هو الذى يقدر أتعاب‬
‫اللجنة‪.‬‬

‫(‪ )1‬لذلك تجتهد كل إدارة لإلفالس في تحديد المستندات التي يرفقها الدائن بطلب شهر اإلفالس‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ثالثًا‪ :‬عرض الطلبات على قضاة اإلفالس‪:‬‬


‫بعد تقديم الطلبات سواء طلبات إعادة الهيكلة‪ ،‬أو طلبات الصلح الواقي أو‬
‫طلبات شهر اإلفالس‪ .‬وقيام إدارة اإلفالس باستيفاء مستندات الطلبات‪ ،‬يقوم رئيس إدارة‬
‫اإلفالس بعرض الطلبات على قضاة اإلفالس التخاذ إجراءات الوساطة فيها (المادة ‪8‬‬
‫من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫جلسات الوساطة ودور الوسيط (قاضي اإلفالس) جتاهها‬
‫لم يحدد المشرع إجراءات سير جلسات الوساطة‪ ،‬لذلك استوفينا تلك اإلجراءات‬
‫من خالل زيارتنا إلدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية بالقاهرة وطنطا‪.‬‬
‫وتبدأ تلك اإلجراءات بإيداع الطلب المقدم إلدارة اإلفالس لدى موظف الجدول‬
‫المختص باإلدارة‪ ،‬والذى يقوم بقيده بالجدول الخاص به حسب نوعه واعطاء رقم له‬
‫ويسدد الرسم المقدر على الطلب‪ ،‬ويقوم رئيس إدارة اإلفالس بعرض الطلب على أحد‬
‫القضاة أعضاء اإلدارة في اليوم التالي على األكثر من تاريخ قيده بالجدول ثم يقوم‬
‫عضو إدارة اإلفالس (قضاة اإلفالس) بتحرير محضر عرض واطالع فور تلقيه الطلب‬
‫ويحدد جلسة لنظره خالل أسبوع من تاريخ قيد الطلب ويخطر الخصوم بمواعيد‬
‫مناسبا وفقًا للقانون‬
‫ً‬ ‫الجلسات بأي وسيلة من وسائل االتصال التى يراها عضو اإلدارة‬
‫رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)1(8112‬‬
‫ثم تتوالى جلسات الوساطة‪ ،‬والتى تبدأ بجلستين في نفس اليوم الذى يقدم فيه‬
‫الطلب‪ ،‬إحداهما جلسة عرض واطالع واألخرى جلسة استماع‪ ،‬ال تضم الخصمين‬
‫م ًعا‪ ،‬ثم تتوالى الجلسات التى تضم الخصمين‪ ،‬وذلك على النحو التالي(‪:)8‬‬
‫اجللسة األوىل‪ :‬جلسة عرض وإطالع‪:‬‬
‫تتم هذه الجلسة في نفس اليوم الذى يقدم فيه الطلب‪ ،‬وهي الجلسة األولى‬
‫لرئيس إدارة اإلفالس‪ ،‬إذ يتم عرض الطلب عليه المقدم لإلدارة‪ ،‬وهذه الجلسة ال يحضر‬
‫فيها مقد م الطلب وال خصمه‪ ،‬حيث يتم فتح الملف في الجلسة وتثبت فى محضر‬
‫ويثبت المستندات المرفقة بالطلب (الحوافظ)‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلجراءات المتبعة بإدارة اإلفالس بالمحكمة االقتصادية بطنطا‪ ،‬ومصدرنا الزيارات التى قمنا بها‬
‫لإلدارة‪.‬‬
‫(‪ )8‬مصدرنا إدارة اإلفالس بمحكمة القاهرة االقتصادية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫اجللسة الثانية‪ :‬جلسة استماع‪:‬‬


‫هذه الجلسة تتم في نفس يوم تقديم الطلب‪ ،‬وتسمى بجلسة استماع‪ ،‬حيث‬
‫يستمع فيها رئيس إدارة اإلفالس أو قاضي اإلفالس الذى سيقوم بمباشرة إجراءات‬
‫الوساطة لمقدم الطلب‪ ،‬وقد يطلب منه تقديم مستندات معينة‪ ،‬كضم سند المديونية‪ ،‬وفي‬
‫نفس اليوم يتم االتصال بالخصوم من خالل أرقام تليفوناتهم أو إيميالتهم أو التلغراف‪،‬‬
‫وذلك إلبالغهم بموعد أول جلسة تضم الخصمين‪.‬‬
‫ويمكن تسمية هاتين الجلستين بالمرحلة التحضيرية للوساطة‪ ،‬إذ تمهد للبدء في‬
‫جلسات الوساطة‪ ،‬من حيث قيام رئيس إدارة اإلفالس بتحديد الوسيط (قاضي اإلفالس)‬
‫الذى سيقوم بمباشرة إجراءات الوساطة‪ ،‬وتكليف مقدم الطلب باستكمال المستندات‪،‬‬
‫والتواصل بالخصوم من خالل وسائل االتصال التى يدونها مقدم الطلب لتحديد موعد‬
‫بدء الجلسات‪ ،‬وتتوالى الجلسات‪.‬‬
‫وقد قسمت إدارة اإلفالس بمحكمة القاهرة االقتصادية جلسات الوساطة إلى‬
‫أخير‬
‫مراحل وهي‪ :‬مرحلة االفتتاح‪ ،‬تليها مرحلة االستكشاف‪ ،‬ثم مرحلة التفاوض‪ ،‬و ًا‬
‫مرحلة الختام وذلك على النحو التالي(‪:)1‬‬
‫أولًا‪ :‬مرحلة االفتتاح‪:‬‬
‫يحرص الوسيط (قاضي اإلفالس) في هذه المرحلة االفتتاحية على توفير مناخ‬
‫يحقق األمن واألمل لألطراف لدى مشاركتهم في عملية الوساطة ويتحقق ذلك من خالل‬
‫التعارف الشخصي لكافة الحضور وخفض الحدة والتوتر وكذلك بث روح التفاؤل واألمل‬
‫في قدرة إجراءات الوساطة وتعاون األطراف للوصول إلى حل يرتضوه‪.‬‬
‫كما تهدف المرحلة االفتتاحية من جانب األطراف إلى عرض روايتهم وشرح‬
‫موقفهم بشأن النزاع‪ ،‬ويوضح الوسيط أن الوساطة عملية طواعية تدار بأريحية ودون‬
‫رسميات‪ ،‬ويمكن تطويعها بالشكل الذى يناسب المشاركين فيها‪ ،‬ويوضح لهم أن دوره‬

‫(‪ )1‬راجع المذكرة المقدمة من قاضي اإلفالس في الطلب رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 8181‬شهر اإلفالس‪ ،‬إدارة‬
‫اإلفالس‪ ،‬محكمة القاهرة االقتصادية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫للتيسير وعدم إجبار اي طرف على أي خطوة ال يقبلها‪ ،‬ويوضع لألطراف أنهم وحدهم‬
‫صانعي القرار ويمتلكون الحق في التسوية(‪.)1‬‬
‫وال يخفي فى هذه المرحلة االفتتاحية أهمية الدور الذى يقوم به الوسيط (قاضي‬
‫اإلفالس)؛ إذ يترتب على قدرته على توصيل اإلحساس بالقبول واالرتياح لألطراف أثر‬
‫كبير على االستمرار في الجلسات وتحقيق التسوية الودية‪ ،‬وقد يجد الوسيط في الجلسة‬
‫االفتتاحية أن األطراف مشدودين أو أن هناك حدة عالية في الحوار‪ ،‬أو أن كل طرف‬
‫غير متقبل جلوسه في مكان واحد مع خصمه والحديث معه‪ ،‬هنا يجوز للوسيط (قاضي‬
‫اإلفالس) أن يعقد جلسات فردية لكل طرف بحيث تكون المرحلة االفتتاحية (جلسات‬
‫فردية) ينفرد الوسيط بكل طرف على حده(‪ ،)8‬ليتحاور معه ويناقشه حتى يقبل الحوار‬
‫الجماعي مع خصمه بهدف الوصول إلى تسوية‪ ،‬ويعرض على كل طرف مزايا‬
‫الوساطة من اإلنهاء الودي والسريع للنزاع وعدم تحمل أي طرف مصاريف قضائية‬
‫بعكس رفع الدعوى واالستمرار فيها‪ ،‬باإلضافة إلى أنهم من يتخذ قرار التسوية ويصيغ‬
‫بنوده‪ ،‬وأن دوره التقريب بينهم ومساعدتهم في حل النزاع دون أن يجبرهم على قرار‬
‫معين بعكس القاضي الذى يحكم في النزاع في حالة رفع الدعوى‪.‬‬
‫والبد أن يوضح الوسيط ألطراف النزاع أن ما يدار داخل جلسة الوساطة محاط‬
‫بالسرية‪ ،‬إذ أنه ملتزم بسرية المعلومات التى تعرض أثناء الجلسات مما يبث الشعور‬
‫بالثقة والطمأنينة لدى األطراف وهو ما يدفعهم إلى اإلفضاء بكل المعلومات المتعلقة‬
‫بالنزاع والتى تساعد على إنهاء النزاع وتسويته‪.‬‬
‫مهما في تحديد الطابع الذى يشجع على المشاركة‬
‫دور ً‬
‫فالوسيط يلعب ًا‬
‫واالحترام والتفاعل المثمر(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ :‬الوساطة وفن التفاوض‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،8111‬ص ‪.11-18‬‬
‫(‪ )8‬وفقًا لنص المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬يجوز لقاضي اإلفالس االجتماع مع‬
‫أطراف النزاع أو وكالئهم أو االنفراد بكل طرف على حده‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وفي نهاية الجلسة االفتتاحية يقوم الوسيط (قاضي اإلفالس) بتحديد موعد‬
‫الجلسة التالية‪ ،‬سواء كانت فردية أو جماعية واخبار األطراف به‪ ،‬وكذلك قد يتم التأكيد‬
‫على الخصوم بإحضار مستندات معينة أو القيام بإجراء معين قبل الجلسة التالية‪ ،‬أو‬
‫إحضار أشخاص معينين (كدائنين ألي من الطرفين على سبيل المثال)‪ ،‬وذلك وفقًا لما‬
‫يتمتع به الوسيط من مرونة في إدارة جلسات الوساطة‪ .‬المهم أن تنتهي المرحلة‬
‫االفتتاحية والجميع على يقين بأهمية الوساطة في إنهاء نزاعهم واقبالهم على االستمرار‬
‫بها بكل أريحية‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مرحلة االستكشاف‪:‬‬
‫تتم مرحلة االستكشاف من خالل الجلسات المشتركة والجلسات المنفردة‪ ،‬حيث‬
‫يعمل الوسيط للحصول على أكبر قدر من المعلومات التى تساعده على اكتشاف سبب‬
‫ومثابر(‪.)1‬‬
‫ًا‬ ‫صبور وحذقًا‬
‫ًا‬ ‫النزاع‪ ،‬وهو األمر الذى يتطلب من الوسيط أن يكون‬
‫وقد دون أحد قضاة اإلفالس بإدارة اإلفالس بمحكمة القاهرة االقتصادية‬
‫نصا "وبمرحلة االستكشاف‪ .‬قمنا باستخدام عدة أدوات من أدوات‬
‫(وسيط) في مذكرته ً‬
‫الوساطة وقد استثمرنا فى تلك المرحلة الوقت والمجهود الكافي الستكشاف الجوانب‬
‫المختلفة للنزاع من أبعاد قانونية ونفسية واجتماعية وساعدنا األطراف في فهم مبررات‬
‫وأسانيد ووجهة نظر الطرف اآلخر بشأن دواعي ذلك حتى وصل األطراف إلى قناعة‬
‫بالدخول في مرحلة التفاوض"(‪.)8‬‬
‫نخلص في ذلك أن مرحلة االستكشاف هي مرحلة سابقة على مرحلة التفاوض‪،‬‬
‫الغرض منها الوقوف على أسباب النزاع وأبعاده والتى قد ال تقتصر فقط على األسباب‬
‫القانونية؛ إذ قد تمتد إلى أسباب نفسية واجتماعية‪ ،‬كأن يكون الغرض من النزاع تصفية‬
‫خالفات عائلية أخرى‪ ،‬أو االنتقام من الطرف اآلخر‪ ،‬أو تصفية الشركة‪ ،‬ويأتي دور‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬إيمان منصور ود ‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫(‪ )8‬المذكرة المقدمة من قاضي اإلفالس في الطلب رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 8181‬شهر اإلفالس‪ ،‬إدارة‬
‫اإلفالس‪ ،‬محكمة القاهرة االقتصادية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الوسيط في مساعدة األطراف في فهم مبررات وأسانيد ووجهة نظر الطرف اآلخر‪،‬‬
‫وتهيأة األجواء بين الطرفين للدخول في مرحلة التفاوض‪ ،‬مقتنعين بأهمية المرحلة‬
‫القادمة في إنهاء نزاعهم وتسويته ‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬مرحلة التفاوض‪:‬‬
‫تعتبر مرحلة التفاوض هي أهم مراحل الوساطة‪ ،‬إذ يتم من خاللها التفاوض‬
‫بين األطراف حول كيفية إنهاء النزاع‪ ،‬وذلك بمساعدة الوسيط‪ ،‬من خالل طرح كل‬
‫فضا من الطرف اآلخر‪ ،‬والذى يقوم‬
‫أو ر ً‬ ‫طرف حلوًال إلنهاء النزاع والتى قد تلقى قبوًال‬
‫بالقبول أو الرفض‪.‬‬ ‫أيضا‬
‫بدوره بطرح حلوًال أخرى‪ ،‬والتى قد تقابل ً‬
‫وهنا يأتي دور الوسيط فى التقريب بين وجهات النظر بين األطراف المتنازعة‬
‫وله في سبيل تحقيق مهمته االستعانة بخبير (م‪ 2‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ )8112‬إذا‬
‫اقتضى األمر ذلك‪ ،‬كخبير مثمن لبضاعة أو لعقار أو غير ذلك‪.‬‬
‫ويجوز لقاضي اإلفالس (الوسيط) أن يجري الوساطة بالطريقة التى يراها‬
‫مناسبا لتقريب‬
‫ً‬ ‫مناسبة مع مراعاة طلبات األطراف وظروف الوساطة‪ ،‬واتخاذ ما يراه‬
‫وجهات النظر بهدف الوصول إلى تسوية (م‪1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫كما أنه يجوز للوسيط (قاضي اإلفالس) أن يقترح على األطراف الحلول‬
‫المالئمة إلنهاء النزاع ‪ ،‬وذلك كأن يقترح أن يتنازل الدائن عن الفوائد‪ ،‬أو اقتراح تقسيط‬
‫الدين مع وضع أجل للتقسيط‪ ،‬أو اقتراح عمل مقاصة إذا كان كل من الطرفين دائن‬
‫ومدين‪ ،‬أو اقتراح أن يتنازل المدين عن شقة أو شالية يملكه للدائن في مقابل دينه‪ ،‬أو‬
‫الحصول على بضاعة بثمن الدين‪ ،‬أو غير ذلك من االقتراحات التى قد تصدر من‬
‫طرفي النزاع أو من الوسيط‪ ،‬ويقوم الوسيط بالتقريب بين وجهات النظر المختلفة بهدف‬
‫التوصل إلى تسوية ودية للنزاع‪ ،‬وتجنب رفع األمر للقضاء بشأنه(‪.)1‬‬
‫والوسيط (قاضي اإلفالس) في هذه المرحلة يتحلى بالشفافية والنزاهة فهو ليس‬
‫مع طرف ضد طرف‪ ،‬وليس له مصلحة في التسوية‪ ،‬كما أنه يمارس عمله بكل‬

‫(‪ )1‬مصدرنا المقابالت الميدانية بإدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية بالقاهرة وطنطا‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫حيادية‪ ،‬فهو يتمتع بمرونة كبيرة فى أداء مهمته بالتقريب بين وجهات نظر المتنازعين‬
‫واقتراح الحلول عليهم‪ ،‬كما أنه ملتزم بمراعاة طلبات األطراف وظروف الوساطة‪ ،‬وله‬
‫في ذلك االجتماع مع أطراف النزاع أو وكالئهم أو االنفراد بكل طرف على حده‪،‬‬
‫مناسبا لتقريب وجهات النظر بهدف الوصول إلى اتفاق تسوية ملزم‬
‫ً‬ ‫واتخاذ ما يراه‬
‫للطرفين‪.‬‬
‫نصا "مرحلة التفاوض‪ :‬وفي تلك‬ ‫وقد دون أحد قضاة اإلفالس في مذكرته ً‬
‫المرحلة قمنا بمساعدة األطراف بتقديم العروض والعروض المقابلة وتقديم التنازالت‬
‫المبررة واستخدمنا في ذلك المهارات واألدوات الخاصة بعملية الوساطة وكذلك مساعدة‬
‫األطراف على فهم مفهوم الحركات التفاوضية ذلك وقد تناولت المفاوضات بين‬
‫األطراف العديد من النواحي المالية والزمنية والنفسية"(‪.)1‬‬
‫ويقصد بالمفاوضات في النواحي المالية الواردة بالنص بأعاله‪ ،‬المفاوضات‬
‫المتعلقة بالمستحقات المالية للدائن وكيفية تنفيذها‪ ،‬أما المفاوضات في النواحي الزمنية‪،‬‬
‫يقصد بها الفترة الزمنية التى ينفذ المدين التزاماته خاللها كمدة تقسيط الدين أو تأجيله‪،‬‬
‫أما تناول المفاوضات النواحي النفسية فيقصد بها الترضية لكل األطراف واالرتياح‬
‫النفسي أثناء المفاوضات وتصفية النفوس‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬مرحلة اخلتام‪:‬‬
‫المرحلة الختامية هي تتويج لكل مراحل الوساطة‪ ،‬والتى ينبغي أن تكلل‬
‫بالتوصل إلى تسوية مرضية لكل أطراف النزاع منهية له‪ ،‬ويكون للوسيط (قاضي‬
‫كبير في التسوية‪.‬‬
‫دور ًا‬
‫اإلفالس) ًا‬
‫معنيا بتحقيق العدالة أو إيجاد الحافز في التسوية‪ ،‬بل يكفي‬
‫وال يكون الوسيط ً‬
‫أن تكون التسوية مرضية لألطراف‪ ،‬وأن تكون قابلة للتنفيذ(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬المذكرة المقدمة من قاضي اإلفالس في الطلب رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 8181‬شهر اإلفالس‪ ،‬إدارة‬
‫اإلفالس‪ ،‬محكمة القاهرة االقتصادية‪.‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬إيمان منصور‪ ،‬ود‪ /‬شريف عيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 553 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وفي حالة التوصل إلى تسوية‪ ،‬يتم صياغة ما تم االتفاق والتراضي عليه في‬
‫اتفاق تسوية (عقد) يوقع عليه كافة األطراف ويبين فيه تفاصيل االتفاق‪ ،‬وما تم من‬
‫ار باعتماد التسوية وانهاء الطلب‪ ،‬ويكون‬
‫إجراءات الوساطة‪ ،‬ويصدر قاضي اإلفالس قرًا‬
‫لهذا االتفاق قوة السند التنفيذي (م‪ 1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.)8112‬‬
‫نصا "مرحلة الختام‪:‬‬
‫وعلى سبيل المثال ما دونه قاضي اإلفالس في مذكرته ً‬
‫وفي تلك المرحلة قمنا بمساعدة األطراف للوصول إلى اختيار واعي بشأن النزاع محل‬
‫الدعوى وقد توصلوا إلى تصور مبدئي بشأن االتفاق الخاص بتسوية ذلك النزاع‪...‬‬
‫وح يث أسفرت الوساطة في مراحلها المختلفة عن تسوية النزاع بين الطرفين‪ .‬وقد أقر‬
‫وديا بموجب عقد االتفاق والتسوية المقدم والموقع‬
‫الطرفان بتصالحهما وتسوية النزاع ً‬
‫من الطرفين وطلب إنهاء اإلجراءات واعتماد عقد التسوية واعطائهما الصيغة التنفيذية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ترفع األوراق للسيد‬
‫لذلك وبناء على ما تقدم أوًال نأمر بإنهاء الطلب للتسوية‪ً .‬‬
‫المستشار رئيس إدارة اإلفالس للتفضل بالنظر"(‪.)1‬‬
‫وفي بعض الحاالت قد تنتهي الوساطة بعدم التوصل إلى تسوية‪ ،‬إذ تخفق كل‬
‫محاوالت الوسيط في التسوية‪ ،‬واستنفاذ المدة المحددة إلنهاء الوساطة خاللها دون‬
‫التوصل إلى اتفاق تسوية‪ ،‬وقد يرجع ذلك لرغبة أحد األطراف واص ارره على رفع‬
‫الدعوى‪ ،‬وعدم رغبته في تقديم أية تنازالت ولو محدودة‪.‬‬
‫وقد يتم إخفاء بعض المعلومات مما يصعب التوصل إلى توصية‪ ،‬أو إنعدام‬
‫تماما بين األطراف‪ ،‬أو عدم جدية أحد األطراف في مباشرة إجراءات الوساطة‪،‬‬
‫الثقة ً‬
‫وفي هذه الحالة يقرر الوسيط (قاضي اإلفالس) إنهاء إجراءات الوساطة‪ ،‬ويتم رفض‬
‫الطلب‪ ،‬إذ تنص المادة العاشرة من قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‬
‫المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬على أنه "إذا لم يتم التوصل إلى تسوية في طلبي‬

‫(‪ )1‬وأشر رئيس إدارة اإلفالس على هذه المذكرة بـ "بعد اإلطالع‪ :‬نظر ونوافق"‪ .‬المذكرة المقدمة من‬
‫قاضي اإلفالس في الطلب رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 8181‬شهر اإلفالس‪ ،‬إدارة اإلفالس‪ ،‬محكمة القاهرة‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫شهر اإلفالس والصلح الواقي منه يرفضهما قاضي اإلفالس‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون‬
‫لمقدم أي من الطلبين رفع الدعوى المتعلقة بطلبه بصحيفة تودع قلم الكتاب خالل شهر‬
‫من تاريخ رفضهما واال سقط الحق في رفعها‪.‬‬
‫وال يكون له التقدم بطلب آخر مماثل إال بعد انقضاء ثالثة أشهر من تاريخ‬
‫البت في الطلب السابق‪ ،‬وفي جميع األحوال‪ ،‬ال يجوز لغيره التقدم بطلب مماثل متى‬
‫كان هذا الطلب لم يبت فيه‪ ،‬ويجوز له التدخل فيه"‪.‬‬
‫شروط صحة انعقاد جلسات الوساطة‪:‬‬
‫وضع المشرع شروطًا لصحة انعقاد جلسات الوساطة‪ ،‬وهو‪ :‬حضور أطراف‬
‫النزاع أو وكيل عنهم بموجب توكيل خاص يبيح تسوية النزاع‪ .‬حيث تنص(المادة ‪/1‬‬
‫الفقرة األولى)‪ ،‬على أنه "يشترط النعقاد جلسات الوساطة حضور أطراف النزاع أو‬
‫وكيل عنهم بموجب توكيل خاص يبيح له تسوية النزاع"‪.‬‬
‫شخصيا جلسات‬
‫ً‬ ‫وبناء عليه يمكن ألطراف النزاع أن يقوموا بالحضور بأنفسهم‬
‫ً‬
‫(‪)1‬‬
‫الوساطة إلنهاء النزاع وتسوية الخالف ‪ .‬كما يمكن ألطراف النزاع الحضور بصحبة‬
‫محاميهم‪ ،‬وهنا يعتبر حضور شخصي إذ أن التفاوض يتم بحضورهم ويوجه الوسيط‬
‫(قاضي اإلفالس) حديثه تجاههم مباشرة‪ ،‬إذ هم أطراف النزاع األساسيين والمعول على‬
‫قرارهم ورأيهم في النهاية‪.‬‬
‫وكيال‬
‫ً‬ ‫ويمكن أن يمثل أطراف النزاع في التفاوض وحضور جلسات الوساطة‬
‫عنهم‪ ،‬ولكن في هذه الحالة يجب أن يكون الوكيل يحمل توكيل خاص يبيح له تسوية‬
‫النزاع‪ ،‬ومن ثم التوكيل العام للمحامي في القضايا ال يتيح له مباشرة حضور جلسات‬
‫الوساطة‪ .‬أما إذا كان الممثل عن شركة‪ ،‬وهو ممثلها القانوني‪ ،‬أو عضو مجلس إدارة‬

‫(‪ )1‬وذلك هو األفضل إذ يؤدي بنسب كبيرة إلى التسوية الودية في جلسة أو جلستين بحسب طبيعة‬
‫فور بعكس التفاوض مع وكالئهم يطيل‬
‫النزاع‪ ،‬إذ أن التفاوض مع األطراف أنفسهم يؤتي ثماره ًا‬
‫أمد الوساطة‪ .‬هذه المعلومة مصدرها مقابلة المختصين في إدارة اإلفالس بمحكمة طنطا‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫أو شريك‪ ،‬أو رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬يجب أن يحمل توكيل خاص يسمح له بتسوية‬
‫النزاع‪.‬‬
‫وترجع الحكمة من هذا الشرط إلى اختالف طبيعة الوساطة عن الدعوى‪ ،‬إذ أن‬
‫حكما‪،‬‬
‫ً‬ ‫صلحا بعكس الدعوى التى تنهي النزاع‬
‫ً‬ ‫الوساطة وسيلة ودية لتسوية النزاع‬
‫والتوصل للصلح قد يتطلب التنازل عن بعض الديون أوتقسيطها أو تأجيلها‪ ،‬أو إجراء‬
‫مقاصة‪ ،‬أو غير ذلك األمر الذى ينعدم حدوثه مع حكم المحكمة‪ ،‬ومن ثم إذا كان‬
‫التوكيل العام جائز للمثول أمام المحكمة في الدعاوى القضائية فهو غير جائز في حالة‬
‫الوساطة‪ ،‬ويجب أن يكون الوكيل معه توكيل خاص يبيح له تسوية النزاع بالنظر‬
‫ألهمية الوساطة ونتائجها‪.‬‬
‫التدخل يف الطلبات‪:‬‬
‫في حالة تقديم طلب صلح واقي أو شهر إفالس‪ ،‬وبدأت إجراءات الوساطة‬
‫بشأن الطلب‪ ،‬وأراد آخر تقديم طلب مماثل‪ ،‬هل يجوز له تقديم طلب مماثل‪ ،‬أم يجوز‬
‫له التدخل في الطلب؟‬
‫أجابت عن هذا التساؤل المادة (‪ /11‬الفقرة األخيرة) حيث نصت على أنه "‪...‬‬
‫وفي جميع األحوال‪ ،‬ال يجوز لغيره التقدم بطلب مماثل متى كان هذا الطلب لم يبت‬
‫فيه‪ ،‬ويجوز له التدخل فيه"(‪.)1‬‬
‫ومن ثم يشترط للتدخل في الطلب اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون هناك طلب مماثل سبق تقديمه سواء متعلق بالصلح الواقي أو شهر‬
‫اإلفالس‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يكون الطلب السابق لم يبت فيه بعد‪ .‬أي بدأت إجراءات الوساطة بشأنه ولم‬
‫تنتهي‪ ،‬أي لم تصل للمرحلة الختامية بالتسوية أو برفض الطلب‪.‬‬

‫(‪ )1‬أضيف هذا النص للمادة العاشرة بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬المعدل لقانون تنظيم‬
‫إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس الصادر بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫في هذه الحالة يجوز لمن يرغب في تقديم طلب مماثل للطلب المطروح على‬
‫جلسات الوساطة (سواء بالصلح الواقي أو بشهر اإلفالس) أن يتدخل في الطلب‪ ،‬وعدم‬
‫تقديم طلب جديد‪ ،‬والتدخل في الطلب أفضل من تقديم طلب جديد إذ يسمح التدخل بأن‬
‫يشترك الطرف المتدخل في المفاوضات والحصول على تسوية أفضل مما لو انتهت‬
‫التسوية األولى وكان له طلب جديد؛ إذ قد ينقص الضمان العام للدائنين بعد التسوية‬
‫األولى‪ ،‬في حين يحقق تدخل الدائنين أو من يرغب منهم في الطلبات في تحقيق‬
‫مصلحتهم‪.‬‬
‫وفي حالة إنتهاء الطلب السابق سواء بالتسوية‪ ،‬أو برفض الطلب دون تدخل‬
‫هنا يكون لمن يرغب في طلب مماثل أن يتقدم بطلب جديد لرئيس إدارة اإلفالس‪.‬‬
‫حفــــظ الطلب‪:‬‬
‫وضع المشرع ضمانات لجدية مقدم الطلب في االستمرار في طلبه‪ ،‬ووضع‬
‫جزاء في حالة عدم ثبوت هذه الجدية‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬أوجب المشرع على مقدم طلبي‬
‫الصلح الواقي وشهر اإلفالس أن يودع خزينة المحكمة مبلغ عشرة آالف جنيه‪ ،‬كأمانة‬
‫لجدية الطلب(‪.)1‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬وضع المشرع جزاء في حالة وضوح عدم جدية مقدم‬
‫الطلب‪ ،‬وذلك إذ تنص المادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أ نه "في‬
‫حالة عدم حضور مقدم الطلب أمام قاضي اإلفالس جلستين‪ ،‬يامر القاضي بحفظ‬
‫الطلب"‪.‬‬
‫ومن ثم إذا تغيب مقدم الطلب (سواء إعادة هيكلة أو صلح واقي أو شهر‬
‫عقابا له‪ ،‬إذ أنه قدم‬
‫إفالس) جلستين من جلسات الوساطة‪ ،‬يأمر القاضي بحفظ الطلب ً‬

‫(‪ )1‬راجع نص المادة (‪ /32‬ح ‪ ،‬والمادة ‪ /12‬الفقرة الثالثة)‪ ،‬ويربط النصين ذلك "على ذمة‬
‫مصروفات نشر ما يصدر من أحكام"‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الطلب وعلم بموعد الجلسات‪ ،‬فعدم حضوره يفترض منه عدوله عن الطلب‪ ،‬ولذلك يتم‬
‫حفظ الطلب‪ .‬وال يحق له التقدم بطلب جديد قبل مرور ثالثة أشهر من حفظ الطلب(‪.)1‬‬
‫أما عدم حضور المقدم ضده الطلب ال يمنع من استمرار إجراءات الوساطة‬
‫تما إلى رفض الطلب‪ ،‬األمر الذى يتيح لمقدمه رفع‬
‫وان كان عدم حضوره سيؤدي ح ً‬
‫الدعوى خالل شهر من تاريخ الرفض‪ ،‬أي أن عدم حضور المقدم ضده الطلب يعجل‬
‫من رفع الدعوى أمام القضاء واستصدار حكم قضائي بشأنه‪.‬‬
‫موعد انتهاء إجراءات الوساطة‪:‬‬
‫لم يترك المشرع أمر أجل انتهاء إجراءات الوساطة بيد الوسيط (قاضي‬
‫اإلفالس)‪ ،‬وانما وضع مدة لإلنهاء يلتزم بها الوسيط‪ ،‬إذ أن الوساطة وسيلة أولية‬
‫وديا‪،‬‬
‫إجبارية اللجوء إليها شرط أساسي قبل رفع الدعوى‪ ،‬الهدف منها تسوية الخالف ً‬
‫وديا واال رفع‬
‫وألنها تتعلق بأمور مالية فقد حدد المشرع مدة قصيرة إلنهاء الخالف ً‬
‫األمر للمحكمة إلصدار حكم بشأنه‪.‬‬
‫ووفقًا لنص المادة (‪ )8‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬يجب على الوسيط‬
‫يوما من تاريخ تقديم‬
‫(قاضي اإلفالس) االنتهاء من إجراءات الوساطة خالل ثالثين ً‬
‫الطلب‪.‬‬
‫يوما من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬األمر الذى يتطلب‬
‫وعلى ذلك تبدأ مدة الثالين ً‬
‫من قاضي اإلفالس السرعة في اتخاذ اإلجراءات ومتابعة الجلسات‪ ،‬وعليه قد يقوم‬
‫قاضي اإلفالس بعمل جلسات يومية‪ ،‬أو اسبوعية لألطراف سواء منفردة أو جماعية‬
‫وذلك بحسب طبيعة الدعوى ومبلغ النزاع وطبيعة األطراف وشكل الخصومة لكي‬
‫يعا بالتسوية ويبذل قصارى جهده من أجل التوصل‬ ‫ينتهي من تلك الجلسات سر ً‬
‫للتسوية‪ .‬ولذلك أوجب المشرع على مقدم الطلب أن يرفق بطلبه بيان بكيفية التواصل به‬

‫(‪ )1‬إذ تنص المادة (‪ /11‬فقرة ثالثة) معدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬على أنه ال يجوز تقديم‬
‫طلب آخر بإعادة الهيكلة إال بعد مرور ثالثة أشهر من رفض أو حفظ الطلب السابق‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وبخصمه من أرقام تليفونات أو أرقام واتس أب أو إيميالت (البريد اإللكتروني) للطرفين‬


‫ليسهل التواصل معهم واخبارهم بموعد الجلسات وذلك لقصر أجل الوساطة‪.‬‬
‫مد موعد إنتهاء إجراءات الوساطة‪:‬‬
‫يوما‪ ،‬سمح بمد هذه‬
‫بعد تحديد المشرع أجل انتهاء إجراءات الوساطة بثالثين ً‬
‫المدة لمدة مماثلة‪ ،‬وذلك لمرة واحدة على األكثر‪ ،‬بقرار من رئيس إدارة اإلفالس (م‪)8‬‬
‫من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫يوما دون التوصل إلى تسوية إلنهاء النزاع‪،‬‬
‫وبناء عليه إذا انتهت مدة الثالثين ً‬
‫ً‬
‫ورأي الوسيط (قاضي اإلفالس) أن هناك نية مشتركة من الطرفين للتسوية واإلتفاق‬
‫والتراضي‪ ،‬في هذه الحالة يقدم مذكرة لرئيس إدارة اإلفالس يوضح بها ما تم من‬
‫إجراءات ويوضح نية األطراف في التسوية‪ ،‬ويطلب في نهايتها مد أجل الوساطة‪ ،‬ثم‬
‫يوما‬
‫يقوم رئيس إدارة اإلفالس بالتأشير عليها بالموافقة‪ .‬وبذلك تمتد المدة إلى ثالثين ً‬
‫يوما األولى‪.‬‬
‫أخرى‪ ،‬تبدأ من نهاية الثالثين ً‬
‫مع مالحظة أنه في الواقع العملي المد يكون في حالة لمس الوسيط وجود نية‬
‫لدى األطراف في الصلح والتسوية‪ ،‬أما في حالة فقدان هذه النية وتمسك كل طرف‬
‫خصوصا تمسك مقدم الطلب بطلباته وفشل كل محاوالت التقريب بين الطرفين‬
‫ً‬ ‫بطلباته‪،‬‬
‫أمال من‬
‫أو عدم قبول اقتراح الحلول لإلنهاء‪ ،‬هنا ال يجد الوسيط (قاضي اإلفالس) ً‬
‫يوما األولى‪.‬‬
‫المد وينهي إجراءات الوساطة ويرفض الطلب بانتهاء مدة الثالثين ً‬
‫وقد وضع المشرع نفس المدة الستيفاء مستندات الطلبات والدعاوى‪ ،‬والتى‬
‫تختص بها إدارة اإلفالس‪ ،‬إذ تنص المادة (‪/4‬ب) على اختصاص إدارة اإلفالس‬
‫باستيفاء مستندات الطلبات والدعاوى التى تختص بها محكمة اإلفالس وتحضيرها‬
‫يوما من‬
‫واعداد مذكرة بطلبات الخصوم وأسانيدهم‪ ،‬وذلك خالل مدة ال تجاوز ستين ً‬
‫تاريخ قيد الطلب أو الدعوى(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬تم تعديل هذه المادة (مادة ‪ /4‬بند ب) بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬الصادر في ‪82‬‬
‫إبريل ‪ 8181‬الجريدة الرسمية – العدد ‪12‬مكرر (و) في ‪ 82‬إبريل ‪.8181‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫مدى جواز االستمرار يف إجراءات الوساطة بعد انتهاء املدد القانونية‪:‬‬


‫يجب أن ينتهي قاضي اإلفالس من إجراءات الوساطة في خالل المدة‬
‫القانونية‪ ،‬ولكن قد يحدث أن تنتهي المدة األصلية ومدة المد دون انتهاء إجراءات‬
‫الوساطة‪ ،‬فهل في هذه الحالة يقوم الوسيط (قاضي اإلفالس) بإنهاء إجراءات الوساطة‪،‬‬
‫ورفض الطلب؟ أم يستمر فيها؟‬
‫ال يوجد نص تشريعي لمواجهة هذه الحالة‪ ،‬ولكن يبدو لنا هنا التفرقة بين‬
‫حالتين‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬إذا وجد الوسيط (قاضي اإلفالس) لدى األطراف نية قوية في االستمرار‬
‫في المفاوضات والتوصل إلى اتفاق التسوية هنا تمتد المدة لحين إبرام اتفاق التسوية‪،‬‬
‫ألن ذلك يتفق مع روح القانون والغرض من الوساطة وهو تجنب شهر إفالس المدين‬
‫واستمرار تشغيل المشروع‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬إذا وجد الوسيط ( قاضي اإلفالس) من األطراف صعوبة في التفاوض‬
‫معا يصعب معها التوصل إلى اتفاق تسوية‪ ،‬كأن يظل الدائن متمسك بطلباته‪ ،‬وعدم‬ ‫ً‬
‫وجود نية في تقديم أية تنازالت‪ ،‬في هذه الحالة يقوم الوسيط بإنهاء إجراءات الوساطة‬
‫ورفض الطلب‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الفصل الثالث‬
‫آثــــــــار الوساطـــــة‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫تنتهي الوساطة بأحد أمرين‪ ،‬إما بالنجاح واما بالفشل‪ .‬وفي حالة نجاح‬
‫الوساطة ونجاح الوسيط من تقريب وجهات النظر بين الطرفين والتوصل لحلول مقبولة‬
‫من الطرفين يتم تحرير اتفاق تسوية يتضمن البنود التى تم االتفاق عليها ويوقع عليه‬
‫من الطرفين‪.‬‬
‫والتوصل إلى اتفاق التسوية هو ما تصبو إليه جلسات الوساطة ويهدف إليه‬
‫القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬وهو الحفاظ على استمرار المشروع وتجنب شهر إفالس‬
‫المدين‪.‬‬
‫أما إذا فشلت الوساطة في التقريب بين الطرفين وفي التوصل إلى تسوية يتم‬
‫رفض الطلب‪ ،‬ويجوز رفع دعوى قضائية بشأن الطلب‪ .‬وقد قرر المشرع أن ق اررات‬
‫قاضي اإلفالس نهائية ال تقبل الطعن عليها‪.‬‬
‫ونوضح آثار الوساطة بالتفصيل وذلك من خالل ثالثة مباحث‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تسوية النزاع‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عدم التوصل إلى تسوية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نهائية ق اررات قاضي اإلفالس‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث األول‬
‫تسويـــــــــة النـــــزاع‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫في حالة التوصل إلى تسوية للنزاع يتم تحرير اتفاق تسوية يوقع من أطرافه‪،‬‬
‫وال يعد قاضي اإلفالس طرفًا فيه‪ ،‬ويتم اعتماده والتصديق عليه من رئيس إدارة‬
‫طبيعيا بالتسوية‪.‬‬
‫ً‬ ‫انتهاء‬
‫ً‬ ‫اإلفالس‪ ،‬الذى يمنحه قوة السند التنفيذي وتنتهي الوساطة‬
‫خاصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تنظيما‬
‫ً‬ ‫وقد وضع المشرع لتسوية طلبات إعادة الهيكلة‬
‫وعليه نقسم هذا المبحث إلى مطلبين على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اتفاق التسوية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تسوية طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫املطلب األول‬
‫اتفــــاق التسويـــــة‬
‫أولًا‪ :‬تعريف اتفاق التسوية‪:‬‬
‫نستطيع أن نعرف اتفاق التسوية بأنه "اتفاق مكتوب يوقع عليه كافة األطراف‪،‬‬
‫يتضمن البنود التى تم االتفاق عليها‪ ،‬وما تم من إجراءات الوساطة‪ ،‬ويقوم رئيس إدارة‬
‫اإلفالس باعتماده ومنحه قوة السند التنفيذي"‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬خصائص اتفاق التسوية‪:‬‬
‫يتمتع اتفاق التسوية بعدد من الخصائص‪ ،‬فهو عقد رضائي‪ ،‬مكتوب وموقع‬
‫من أطرافه‪ ،‬يتضمن البنود التى تم االتفاق عليها‪ ،‬يعتمد ويمنح قوة السند التنفيذي‪.‬‬
‫‪ -1‬اتفاق التسوية عقد رضائي‪:‬‬
‫اتفاق التسوية هو عبارة عن عقد‪ ،‬وذلك حيث أن كلمة اتفاق تعني "عقد" أي‬
‫توافق إرادتين أو أكثر على إحداث أثر قانوني‪ ،‬سواء كان هذا األثر هو إنشاء التزام‬
‫أو نقله أو تعديله أو إنهاءه‪.‬‬
‫كما أنه بمراجعة اتفاقات التسوية التى تمت نتيجة جهود إدارة اإلفالس بمحكمة‬
‫القاهرة االقتصادية وادارة اإلفالس بمحكمة طنطا االقتصادية وجدنا استخدام مصطلح‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫"عقد اتفاق وصلح"(‪ ،)1‬أو مصطلح "عقد اتفاق وجدولة مديونية"(‪ ،)8‬في أعلى اتفاق‬
‫التسوية المكتوب‪.‬‬
‫ويتسم اتفاق التسوية بأنه عقد رضائي‪ ،‬إذ يأتي هذا االتفاق نتيجة المفاوضات‬
‫التى تمت خالل جلسات الوساطة‪ ،‬ويتم توافق وتراضي أطراف اتفاق التسوية على كل‬
‫حقيقيا عن مبدأ "سلطان اإلرادة"‪ ،‬وال شبه إلذعان‬
‫ً‬ ‫تعبير‬
‫معبر ًا‬
‫بند من بنوده‪ ،‬فهو يأتي ًا‬
‫أحد األطراف حول أي بند من بنوده‪ ،‬إذ أن األطراف أنفسهم من يقوم بصياغة هذا‬
‫االتفاق‪.‬‬
‫وال يدخل الوسيط (قاضي اإلفالس) طرفًا في العقد المبرم‪ ،‬وال يقوم بأي ضغط‬
‫مادي أو معنوي على أحد األطراف لقبول االتفاق‪ ،‬إذ ال مصلحة له في ذلك‪ ،‬فهو يقوم‬
‫بدور الوسيط بكل شفافية وحيادية ونزاهة ودوره تقريب وجهات النظر بين الطرفين بغية‬
‫الوصول بهم إلى نقطة التقاء‪ ،‬يستطيعون وحدهم عندها صياغة اتفاقهم لتسوية النزاع‪.‬‬
‫‪ -8‬اتفاق التسوية مكتوب وموقع من أطرافه‪:‬‬
‫يعد كتابة اتفاق التسوية أمر بديهي وذلك ليسهل تذييله بالصيغة التنفيذية‪ ،‬وهو‬
‫أمر مستفاد من نص المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬والتى نصت على‬
‫أنه إذا تم التوصل إلى تسوية النزاع‪ ،‬يحرر اتفاق تسوية يوقع عليه كافة األطراف‪.‬‬
‫وبما أن الوسيط (قاضي اإلفالس) ليس طرفًا في اتفاق التسوية‪ ،‬لذلك ال يوقع‬
‫عليه‪ ،‬إنما يشير في محضر جلسة الوساطة التى قدم فيها االتفاق إلى أنه تمت تسوية‬
‫النزاع وقدم األطراف اتفاق التسوية‪.‬‬
‫‪ -3‬اتفاق التسوية يتضمن البنود التى مت االتفاق عليها‪:‬‬
‫وفقًا لنص المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬يجب أن يبين في‬
‫اتفاق التسوية تفاصيل االتفاق‪ ،‬وكذلك ما تم من إجراءات الوساطة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مثل عقد االتفاق والصلح المحرر في الطلب رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 8181‬إشهار إفالس اقتصادية القاهرة‪،‬‬
‫المحرر فى ‪ 13‬مارس ‪.8181‬‬
‫(‪ )8‬مثل عقد االتفاق وجدولة المديونية في الطلب رقم ‪ 3‬لسنة ‪ 8181‬المحرر في إطار جهود‬
‫الوساطة بإدارة اإلفالس بمحكمة القاهرة االقتصادية المحرر في ‪ 12‬مارس ‪.8181‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 553 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ومن ثم يحتوى اتفاق التسوية على كل البنود التى اتفق عليها الطرفان‪ ،‬سواء‬
‫كانت بجدولة ديون(‪ ،)1‬يتم تحديد عدد األقساط ومبلغ كل قسط‪ ،‬وميعاد سداد كل قسط‪،‬‬
‫وممكن أن يتضمن قيام أحد األطراف بالتنازل عن المحاضر والقضايا المقامة منه ضد‬
‫الطرف الثاني إن وجدت‪ ،‬وقد يتضمن تسليم أشياء معينة‪ ،‬وتحديد ميعاد التسليم‪ ،‬أو‬
‫االلت ازم بنقل ملكية أشياء معينة وتحرير عقد بيع بشأنها (شالية مثالً) (‪ ،)8‬أو بيع‬
‫وقد يتضمن االتفاق تخفيض مبلغ المديوينة(‪ ،)4‬أو غير ذلك من البنود التى‬ ‫(‪)3‬‬
‫سيارة‬
‫يمكن االتفاق عليها‪.‬‬
‫ويجب أن يشير اتفاق التسوية إلى رقم الطلب ونوعه المقدم إلدارة اإلفالس‬
‫واجراءات الوساطة التى تمت بشأنه‪.‬‬

‫(‪ )1‬عقد اتفاق وجدولة مديونية محرر بتاريخ ‪ 8181/3/12‬فى طلب شهر اإلفالس رقم ‪ 3‬لسنة‬
‫‪ ،8181‬محرر في إطار جهود إدارة اإلفالس بمحكمة القاهرة االقتصادية‪.‬‬
‫(‪ )8‬عقد اتفاق وصلح فى الطلب رقم ‪ 1‬لسنة ‪ 8181‬إشهار إفالس محرر نتيجة جهود إدارة اإلفالس‬
‫بمحكمة القاهرة االقتصادية‪ ،‬محرر بتاريخ ‪.8181/3/13‬‬
‫(‪ )3‬نفس العقد المشار إليه بعاليه‪.‬‬
‫(‪ )4‬مثال ذلك عقد تسوية المديونية المحرر في إطار جهود الوساطة بإدارة اإلفالس بمحكمة طنطا‬
‫االقتصادية‪ ،‬والمؤرخ في ‪ ،8181/2/84‬الطلب رقم ‪ 4‬لسنة ‪ ،8181‬شهر إفالس‪.‬‬
‫حيث كانت المديونية مبلغ ‪ 81‬مليون جنيه مصري‪ ،‬وتم االتفاق على تخفيض مبلغ وقدره تسعة مليون‬
‫وسبعمائة وثالثة وسبعون ألف جنيه‪ ،‬تم االتفاق على دفعها للدائن على دفعات (‪ 83‬قسط محدد‬
‫تاريخ كل قسط والمبلغ الواجب دفعه)‪ ،‬وتضمن االتفاق بند بمقتضاه يمتنع على الطرف الثاني طوال‬
‫فترة السداد وحتى سداد كامل المديونية عن التصرف بسوء نية في أصوله الثابتة بالبيع أو بتحميلها‬
‫كتابيا بخطاب مسجل‬
‫ً‬ ‫بالحقوق بأكثر من نصف قيمتها إال بعد إخطار وموافقة الطرف األول‬
‫مصحوب بعلم الوصول إلى عنوانه الثابت بالطلب رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 8181‬محل العقد واال أصبح الدين‬
‫با لكامل مستحق وحال األداء وكذا التصرف أو تحميل قطعة األرض الكائنة بمنطقة مبارك الصناعية‬
‫وما عليها من مباني أو تحميلها بأي من الحقوق الناقصة لها كضمانة للدين موضوع العقد‪ .‬باإلضافة‬
‫إلى بنود أخرى‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫‪ -4‬اتفاق التسوية يعتمد ومينح قوة السند التنفيذي‪:‬‬


‫ويقدم لقاضي‬ ‫يقوم أطراف النزاع بصياغة اتفاق التسوية الخاص بهم‪،‬‬
‫اإلفالس في الجلسة الختامية ليشير إليه فى محضر الجلسة‪ ،‬ويقوم األطراف بالتوقيع‬
‫عليه أمام الوسيط (قاضي اإلفالس)‪ ،‬الذى يقوم بإعداد مذكرة تتضمن شرح لجميع‬
‫اإلجراءات والمراحل التى تمت بها الوساطة في هذا الطلب إلى أن تمت التسوية ويشير‬
‫بناء على ما تقدم‪ :‬أوًال‪ :‬نأمر‬
‫إلى اتفاق التسوية‪ ،‬وينهي مذكرته بذكر اآلتي‪" :‬لذلك‪ً .‬‬
‫ثانيا‪ :‬ترفع األراق للسيد المستشار رئيس إدارة اإلفالس للتفضل‬
‫بإنهاء الطلب للتسوية‪ً .‬‬
‫بالنظر"‪ ،‬ويؤرخ المذكرة ويقوم بالتوقيع عليها باسمه وصفته قاضي اإلفالس‪ .‬وبعد‬
‫عرضها على رئيس اإلدارة يقوم بدوره بوضع عبارة "بعد اإلطالع‪ :‬نظر ونوافق مع منح‬
‫عقد التسوية قوة السند التنفيذي"‪ ،‬ويقوم بوضع التاريخ والتوقيع باسمه وصفته رئيس‬
‫إدارة اإلفالس(‪.)1‬‬
‫ومع اعتماد رئيس إدارة اإلفالس المذكرة المقدمة إليه من قاضي اإلفالس‪ ،‬يقوم‬
‫أيضا بوضع الصيغة التنفيذية على كل صفحة من صفحات االتفاق (اتفاق التسوية)‬ ‫ً‬
‫وذلك بوضع عبارة "يعتمد ويمنح قوة السند التنفيذي" ويوقع ويضع تاريخ التوقيع‪.‬‬
‫والعبرة من منح المشرع اتفاق التسوية قوة السند التنفيذي كي يسهل تنفيذه‬
‫ناجز دون الحاجة لرفع دعوى للتنفيذ‪ ،‬وهو ما يعتبر من أهم مميزات‬
‫بسرعة تنفي ًذا فورًيا ًا‬
‫الوساطة‪ ،‬والذى يحث األطراف المتنازعة على اللجوء للوساطة إلنهاء نزاعتهم بصفة‬
‫نظر لتذييل اتفاق التسوية بالصيغة التنفيذية‪.‬‬
‫ودية‪ً ،‬ا‬
‫ثالثًا‪ :‬شكل اتفاق التسوية وبياناته‪:‬‬
‫معينا في اتفاق التسوية‪ ،‬ومن ثم يكون ألطراف‬
‫ً‬ ‫شكال‬
‫ً‬ ‫لم يتطلب المشرع‬
‫االتفاق الحرية الكاملة في صياغة ما يرغبون من بنود‪ ،‬طالما كانت هذه البنود ال‬
‫تتعارض مع النظام العام أو اآلداب العامة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مذكرة قاضي اإلفالس المقدمة لرئيس اإلدارة بتاريخ ‪ 8181/3/14‬في الطلب رقم ‪ 1‬لسنة‬
‫‪ 8181‬شهر اإلفالس‪ ،‬إدارة اإلفالس – محكمة القاهرة االقتصادية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الكاملة في صياغة بنود‬ ‫ومن ثم يكون ألطراف االتفاق المرونة والحرية‬


‫االتفاق‪ ،‬بالشكل واألسلوب والصياغة التى تترآى لهم‪ ،‬كما أنه يمكن كتابته باللغة‬
‫العربية‪ ،‬أو بلغة أجنبية إذا كان أحد األطراف أو كالهما شركة أجنبية كما أنه يجوز‬
‫االستعانة بمترجم أثناء جلسات الوساطة والمفاوضات إذا اقتضى األمر ذلك‪ ،‬ويجوز‬
‫االتفاق على أن تسدد الديون بالعملة المصرية أو بعملة أجنبية‪.‬‬
‫ويجب أن يحتوي اتفاق التسوية على ما يلي‪ ،‬واال ال يعتد به‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يحمل االتفاق توقيع كافة األطراف‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يتضمن تفاصيل التسوية (مبلغ المديونية‪ ،‬طريقة السداد‪... ،‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يشير إلى ما تم من إجراءات الوساطة‪.‬‬
‫‪ -4‬اعتماد وتوقيع رئيس إدارة اإلفالس والصيغة التى تعني منحه قوة السند‬
‫التنفيذي‪ ،‬لكي يرتب آثاره القانونية‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬عدد نسخ اتفاق التسوية‪:‬‬
‫يحرر اتفاق التسوية من ثالث نسخ‪ ،‬يتسلم كل طرف نسخة‪ ،‬ويتم االحتفاظ‬
‫بنسخة في إدارة اإلفالس‪ ،‬وذلك باعتبارها المشرف والقائم بأعمال الوساطة بين الطرفين‬
‫وللعمل بموجبها عند اللزوم‪ .‬ويدون ذلك كبند من بنود اتفاق التسوية(‪.)1‬‬

‫إنهــــاء الطلب‪:‬‬
‫يترتب على صياغة اتفاق التسوية وتوقيعه إنهاء الطلب المتعلق باالتفاق‬
‫وانهاء إجراءات الوساطة بشأنه ويؤشر بذلك قاضي اإلفالس في مذكرته التى يقدمها‬
‫لرئيس إدارة اإلفالس للتأشير باالعتماد‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع البند التاسع من عقد االتفاق المؤرخ في ‪ 8181/3/12‬محكمة القاهرة االقتصادية‪ ،‬الطلب‬
‫رقم ‪ 3‬لسنة ‪ ،8181‬وراجع كذلك البند السادس من عقد االتفاق المؤرخ في ‪ 8181/3/13‬إدارة‬
‫اإلفالس بمحكمة القاهرة االقتصادية في الطلب رقم ‪ 1‬لسنة ‪ .8181‬راجع كذلك البند العاشر من‬
‫عقد التسوية المؤرخ في ‪ ،8181 /2 /84‬بإدارة اإلفالس بمحكمة طنطا االقتصادية‪ ،‬الطلب رقم‬
‫‪ 4‬لسنة ‪.8181‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫خامسًا‪ :‬حجية اتفاق التسوية‪:‬‬


‫بعد اعتماد اتفاق التسوية من قبل رئيس إدارة اإلفالس وتوقيعه وتذييله‬
‫بالصيغة التنفيذية‪ ،‬يصبح التفاق التسوية حجية تعادل حكم المحكمة النهائي ومن ثم‬
‫يصبح واجب النفاذ‪ ،‬وبالتالي يجبر أطرافه على تنفيذ البنود الوارد به‪.‬‬
‫وقد نصت المادة (‪ )18‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أن ق اررات‬
‫قاضي اإلفالس نهائية ال يجوز الطعن عليها(‪.)1‬‬
‫وبمراجعة إدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية بالقاهرة وطنطا وجدنا أنه في‬
‫بعض األحيان يمتنع المدين عن تنفيذ االلتزامات الناتجة عن اتفاق التسوية‪ ،‬وهذا يعتبر‬
‫أحد معوقات نجاح الوساطة‪ ،‬حيث يكون قد تم إهدار المال والجهد والوقت‪ ،‬وال يكون‬
‫أمام الدائن في هذه الحالة سوى التقدم بطلب جديد إلدارة اإلفالس‪ ،‬ويرفق بالطلب‬
‫صورة االتفاق السابق الناتج عن الوساطة السابقة ويثبت امتناع المدين عن التنفيذ‪،‬‬
‫األمر الذي يدفع قاضي اإلفالس إلى رفض الطلب في الجلسة األولى ويثبت ذلك في‬
‫محضر الجلسة‪ ،‬كي يستطيع الدائن رفع دعوى شهر إفالس أمام المحكمة‪ ،‬وهنا يكون‬
‫المدين قد استفاد بالوقت الذي مر في مباشرة اجراءات الوساطة في تهريب أمواله أو‬
‫التصرف في ممتلكاته أو في بعضها‪ ،‬حيث أنه ال يوجد جزاء على اإلخالل بالتنفيذ(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ ،‬أو كان القرار مما يجاوز اختصاصه ويكون الطعن أمام‬
‫تفصيال‬
‫ً‬ ‫المحكمة المختصة خالل عشرة أيام من تاريخ صدور القرار (م‪ .)18‬وسوف نوضح ذلك‬
‫في المبحث الثالث من هذا الفصل‪.‬‬
‫(‪ )8‬باعتبار أن اتفاق التسوية عقد فإنه يخضع للقواعد العامة في تنفيذ العقود‪ .‬حول ذلك األمر‬
‫راجع‪:‬‬
‫د‪ /‬محمد سالم أبو الفرج‪ :‬آليات إنفاذ إتفاقات التسوية الناتجة عن الوساطة كطريق لحل المنازعات‬
‫التجارية ‪.‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ -‬جامعة‬
‫األسكندرية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،8114 -‬ص‪811‬وما بعدها‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫تسوية طلب إعادة اهليكلة‬
‫(قابلية إعادة هيكلة أعمال التاجر)‬
‫تعتبر إعادة هيكلة المشروع خطوة هامة للحفاظ على المشروع المتعثر‪ ،‬بإعادة‬
‫النظر في تنظيم المشروع وتحقيق اإلدارة المالية واإلدارية الرشيدة‪ ،‬بما يؤهل المشروع‬
‫لتجاوز أزماته‪ ،‬ويسمح له بالوفاء بالتزاماته(‪.)1‬‬
‫وذلك وفقًا لنص المادة (‪ )12‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬والتى تنص‬
‫على أنه‪" :‬تهدف إعادة الهيكلة إلى وضع خطة إلعادة تنظيم أعمال التاجر المالية‬
‫واإلارية تتضمن كيفية خروجه من مرحلة االضطراب المالي واإلداري وسداد ديونه مع‬
‫بيان مصادر التمويل المقترحة‪ ،‬ويكون ذلك بعدة طرق منها إعادة تقييم األصول‪،‬‬
‫واعادة هيكلة الديون ومنها ديون الدولة‪ ،‬وزيادة رأس المال‪ ،‬وزيادة التدفقات النقدية‬
‫الداخلية وخفض التدفقات النقدية الخارجية‪ ،‬واعادة الهيكلة اإلدارية"‪.‬‬
‫ويتولى قاضي اإلفالس بحث طلب المدين على ضوء ما قدمه من بيانات في‬
‫هيدا للفصل في قبول طلبه أو رفضه(‪.)8‬‬
‫طلبه‪ ،‬وما قدمه من وثائق‪ ،‬تم ً‬
‫وتنص المادة (‪ )3‬من قرار وزير العدل رقم ‪ 2814‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار‬
‫القواعد المنظمة لعمل خبراء إعادة الهيكلة بإدارة اإلفالس بالمحاكم االقتصادية وقواعد‬
‫االستعانة بهم على أنه "على قاضي اإلفالس بعد تقديم طلب إعادة الهيكلة تكليف لجنة‬
‫خبراء إعادة الهيكلة بفحص الطلب والتصريح لها بدخول مقرات التاجر مقدم الطلب‬
‫ار بذلك وايداعه األمانة المقدرة‪ ،‬وعلى‬
‫الخاصة بأعماله التجارية بعد تقديم األخير إقرًا‬
‫شهر من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬على أن‬
‫اللجنة إيداع تقريرها المبدئي في فترة ال تتجاوز ًا‬
‫يتضمن التقرير بيان مدى جدوى وقابلية إعادة هيكلة أعمال التاجر من عدمه‪ ،‬وفي‬
‫الحالة األولى بيان المكونات األساسية التى تتضمنها خطة إعاة الهيكلة والتى ستقوم‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬حسين الماحي‪ :‬تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،8111 ،‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )8‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫بإعدادها اللجنة مع تحديد طبيعة األعمال (إدارية – مالية – تسويقية – وما يتراءى‬
‫وطبيعة نشاط التاجر) التى ستخضع إلعادة الهيكلة‪ ،‬وكذا بيان المبالغ التقريبية التى‬
‫يتكلفها التاجر لتنفيذ الخطة‪ ،‬مع بيان قيمة التمويل المقترح إن لزم األمر"(‪.)1‬‬
‫وبناء على هذا النص يكون اللجوء إلى لجنة خبراء إعادة الهيكلة أمر إجباري‬
‫ً‬
‫على قاضي اإلفالس يجب عليه القيام به في كل مرة يقدم إليه طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫وتكون مهمة اللجنة فحص الطلب‪ ،‬وتقديم تقرير يتضمن بيان مدى جدوى‬
‫وقابلية إعادة هيكلة أعمال التاجر من عدمه‪ ،‬وللجنة فى سبيل تحقيق هذا الهدف أن‬
‫تدخل مقرات التاجر مقدم الطلب (المقرات الخاصة بأعماله التجارية) وذلك بعد تقديمه‬
‫ار بالموافقة على هذا اإلجراء وايداع األمانة المقررة(‪.)8‬‬
‫إقرًا‬
‫احلكمة من وجوب تقديم تقرير جلنة إعادة اهليكلة خالل شهر من تقديم الطلب‪:‬‬
‫أوجب النص السابق بعاليه‪ ،‬على لجنة خبراء إعادة الهيكلة إيداع تقريرها‬
‫المبدئي ببيان مدى جدوى وقابلية إعادة هيكلة أعمال التاجر من عدمه‪ ،‬وذلك خالل‬
‫شهر من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬
‫فترة ال تتجاوز ًا‬
‫وترجع الحكمة من تحديد النص الالئحي لمدة شهر‪ ،‬لكي تتوافق مع نص‬
‫المادة (‪ )8‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬والتى توجب على قاضي اإلفالس االنتهاء‬
‫يوما من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬
‫من إجراءات الوساطة خالل ثالثين ً‬
‫بناء على التقرير المقدم إليه من لجنة إعادة‬
‫ومن ثم يستطيع قاضي اإلفالس ً‬
‫الهيكلة أن يقرر االستمرار في إجراءات إعادة الهيكلة وتكليف اللجنة بإعداد خطة‬
‫إلعادة الهيكلة وذلك في حالة انتهاء التقرير المبدئي إلى جدوى إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫أما في حالة انتهاء التقرير المبدئي للجنة إعادة الهيكلة إلى عدم جدوى إعادة‬
‫الهيكلة يقوم قاضي اإلفالس برفض الطلب‪.‬‬

‫(‪ )1‬الوقائع المصرية العدد ‪ 121‬بتاريخ ‪ ،8112/2/11‬وقد صدر بتاريخ ‪.8112/1/81‬‬


‫(‪ )8‬يالحظ أنه في حالة عدم تقديم اإلقرار المذكور‪ ،‬وكان هذا األمر هام للجنة‪ ،‬فإنه بذلك يعرقل‬
‫عمل اللجنة‪ ،‬مما يؤدي إلى رفض طلبه‪ ،‬في حين أن تقديمه اإلقرار يفهم منه جديته فى طلب‬
‫إعادة الهيكلة وحرصه على استمرار منشأته التجارية‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫تكليف جلنة إعادة هليكلة بوضع خطة إلعادة اهليكلة‪:‬‬


‫في حالة انتهاء التقرير المبدئي إلى جدوى إعادة الهيكلة‪ ،‬يقوم قاضي اإلفالس‬
‫بتكليف ذات اللجنة أو لجنة أخرى بإعداد تقرير يتضمن خطة إعادة الهيكلة الخاصة‬
‫بأعمال التاجر(‪.)1‬‬
‫التقرير النهائي للجنة إعادة اهليكلة‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ )81‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬على أنه "ترفع لجنة‬
‫ير إلى قاضي اإلفالس خالل ستة أشهر من تاريخ تقديم الطلب‪،‬‬ ‫إعادة الهيكلة تقر ًا‬
‫متضمنا أريها عن سبب اضطراب أعمال التاجر وجدوى إعادة الهيكلة والخطة المقترحة‬
‫ً‬

‫(‪ )1‬وتنص المادة الرابعة من قرار وزير العدل رقم ‪ 2814‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار القواعد المنظمة‬
‫لعمل خبراء إعادة الهيكلة بإدارة اإلفالس بالمحاكم االقتصادية وقواعد االستعانة بهم‪ ،‬على أنه‪:‬‬
‫"في حالة انتهاء التقرير المشار إليه في المادة السابقة إلى جدوى إعادة هيكلة التاجر مقدم الطلب‪،‬‬
‫فعلى قاضي اإلفالس تكليف ذات اللجنة‪ ،‬أو غيرها – عند االقتضاء بعد إيداع األمانة المقدرة –‬
‫إعداد تقرير يتضمن= =خطة إعادة الهيكلة الخاصة بأعمال التاجر‪ ،‬على أن تشتمل تلك الخطة‬
‫على‪ - :‬أسباب االضطراب التى لحقت بالتاجر‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال التى شملها االضطراب‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم أصول التاجر وتقييم كفاءة اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬الطرق المقترحة من قبل اللجنة لتقويم أعمال التاجر المضطربة‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال التى يتعين على التاجر القيام بها لتنفيذ تلك الخطة ومعالجة ذلك االضطراب‪.‬‬
‫‪ -‬الضمانات الواجب تقديمها لتنفيذ تلك الخطة وضمان تحقيقها للغرض المرجو منها‪.‬‬
‫‪ -‬بيان نسبة احتمالية تحقيق الخطة المقترحة لألغراض التى وضعت من أجلها وكيفية وصول‬
‫اللجنة لتحديد تلك النسبة‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال التى يجب على التاجر تجنبها لتفادي فشل تلك الخطة‪.‬‬
‫‪ -‬بيان المصاريف النهائية الالزمة لتنفيذ خطة إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫‪ -‬بيان مصادر التمويل المقترحة وما تم من اتفاق بشأنها مع الممول‪.‬‬
‫‪ -‬بيان قيمة ديون التاجر وما تم من اتفاق بشأن جدولتها مع الدائنين‪.‬‬
‫وعلى اللجنة إيداع تقريرها النهائي في فترة ال تجاوز ستة أشهر من تاريخ تقديم طلب إعادة‬
‫الهيكلة"‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫لذلك‪ ،‬ويجوز مد هذه المدة بإذن قاضي اإلفالس لمدة مماثلة‪ ،‬على أن يتم تنفيذ خطة‬
‫بناء على‬
‫إعادة الهيكلة في مدة ال تزيد على خمس سنوات‪ ،‬يجوز مدها من القاضي ً‬
‫طلب أي من أطراف الخطة أو المعاون لمدة سنتين آخريين بشرط موافقة جميع أطراف‬
‫الخطة"(‪.)1‬‬
‫اعتماد قاضي اإلفالس خطة إعادة اهليكلة‪:‬‬
‫بناء‬
‫"يعتمد قاضي اإلفالس خطة إعادة الهيكلة التى ترفعها لجنة إعادة الهيكلة ً‬
‫على موافقة األطراف الموقعين عليها‪ ،‬وتكون خطة إعادة الهيكلة في هذه الحالة ملزمة‬
‫موجبا لذلك‪ ،‬من بين‬
‫ً‬ ‫معاونا لمساعدة التاجر إذا أرى‬
‫ً‬ ‫لهم‪ .‬ويعين قاضي اإلفالس‬
‫األمناء أو الخبراء المقيدين بجدول خبراء إدارة اإلفالس أو من غيرهم ممن يختاره‬
‫األطراف على أن يحدد أتعاب المعاون وفقًا لما اتفق عليه األطراف وفي حالة تعذر‬
‫ذلك يحدد القاضي تلك األتعاب"(‪.)8‬‬
‫ضمانات الدائنني أثناء تنفيذ خطة إعادة اهليكلة‪:‬‬
‫وضع المشرع عدد من الضمانات للدائنين لحماية مصالحهم والحفاظ على‬
‫ممتلكات المدين (الذى تتم إعادة هيكلة أعماله التجارية) والتى تمثل الضمان العام‬
‫للدائنين وهي‪:‬‬

‫(‪ )1‬لقد كان نص المادة (‪ )81‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬الملغي على النحو التالي‪" :‬ترفع‬
‫متضمنا‬
‫ً‬ ‫ير إلى قاضي اإلفالس‪ ،‬خالل ثالثة أشهر من تاريخ تقديم الطلب‪،‬‬ ‫لجنة إعادة الهيكلة تقر ًا‬
‫رأيها عن سبب اضطراب أعمال التاجر وجدوى إعادة الهيكلة والخطة المقترحة لذلك‪ ،‬ويجوز مدها‬
‫بإذن قاضي اإلفالس ثالثة أشهر أخرى‪ ،‬على أن يتم تنفيذ خطة إعادة الهيكلة في مدة ال تزيد‬
‫على خمس سنوات"‪.‬‬
‫(‪ )8‬المادة (‪ )81‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫‪ -1‬استمرار التاجر يف إدارة أمواله مع مسئوليته عما ينشأ عنها من التزامات‪:‬‬


‫"يستمر التاجر في إدارة أمواله طوال فترة إعادة الهيكلة ويظل مسئوًال عما‬
‫ينشأ عنها من التزامات أو تعاقدات سابقة أو الحقة لتاريخ اعتماد خطة إعادة الهيكلة‬
‫بما ال يخالف هذه الخطة"(‪.)1‬‬
‫‪ -8‬عدم جواز قيام التاجر بالتصرفات التى تؤثر على مصاحل الدائنني‪:‬‬
‫"ال يجوز للتاجر القيام بأي من التصرفات التى تؤثر على مصالح الدائنين بما‬
‫في ذلك البيع الذى ال عالقة له بممارسة أعماله التجارية المعتادة والتبرع والهبة‬
‫واالقتراض أو اإلقراض أو أي من األعمال المجانية والكفاالت وأي رهن أو تأمين أو‬
‫أي من األعمال المماثلة‪ ،‬بما يخالف خطة إعادة الهيكلة"(‪.)8‬‬
‫‪ -3‬السماح لكل ذي مصلحة باللجوء لقاضي اإلفالس للنظر يف أي طلب يتعلق بإعادة اهليكلة‪:‬‬
‫يجوز لكل ذي مصلحة اللجوء إلى قاضي اإلفالس للنظر في أي طلب يتعلق‬
‫بخطة إعادة الهيكلة(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬عدم جواز رفع دعاوي بني التاجر والدائنني بعد اعتماد خطة إعادة اهليكلة‪:‬‬
‫"ال يجوز بعد اعتماد خطة إعادة الهيكلة رفع دعوى بين التاجر وأي من‬
‫الدائنين الموقعين‪ ،‬تكون متعلقة بتلك الخطة أو السير فيها أو رفع الدعاوى الفردية أو‬
‫اتخاذ اإلجراءات القضائية‪ ،‬وتوقف مدد التقادم المتعلقة بالدعاوى والمطالبات والديون‬
‫الخاصة بهم‪ ،‬وذلك كله لحين انتهاء خطة إعادة الهيكلة"(‪.)4‬‬
‫انتهاء خطة إعادة اهليكلة‪:‬‬
‫"ينهى القاضي خطة إعادة الهيكلة بانتهاء تنفيذها أو تعذر ذلك أو اإلخالل بها‬
‫بناء على طلب أي من أطرافها"(‪.)8‬‬
‫ألي سبب ً‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )84‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬


‫(‪ )8‬المادة (‪ )88‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )3‬المادة (‪ )82‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )4‬المادة (‪ )81‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )8‬المادة (‪ )82‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث الثاني‬
‫عدم التوصل إىل تسوية‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫في حالة إخفاق الوساطة في تسوية النزاع‪ ،‬يتم رفض الطلب‪ ،‬ويترتب على‬
‫ذلك جواز إقامة دعوى قضائية بشان الطلب أو التقدم بطلب جديد بعد مرور مدة معينة‬
‫نص عليها المشرع ويطبق ذلك على طلبي الصلح الواقي وشهر اإلفالس‪ .‬بينما نظم‬
‫المشرع إجراءات معينة في حالة عدم التوصل لتسوية في طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫وعليه نقسم هذا المبحث إلى مطلبين على النحو التالي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬عدم التوصل لتسوية طلبي الصلح الواقي وشهر اإلفالس‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عدم التوصل لتسوية طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫املطلب األول‬
‫عدم التوصل لتسوية طليب الصلح الواقي وشهر اإلفالس‬
‫(‪)1‬‬
‫على أنه "إذا لم‬ ‫تنص المادة (‪ )11‬المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪8181‬‬
‫يتم التوصل إلى تسوية في طلبي شهر اإلفالس والصلح الواقي منه يرفضهما قاضي‬
‫اإلفالس‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون لمقدم أي من الطلبين رفع الدعوى المتعلقة بطلبه‬
‫بصحيفة تودع قلم الكتاب خالل شهر من تاريخ رفضهما واال سقط الحق في رفعها‪.‬‬
‫وال يكون له التقدم بطلب آخر مماثل إال بعد انقضاء ثالثة أشهر من تاريخ‬
‫البت في الطلب السابق‪ ،‬وفي جميع األحوال‪ ،‬ال يجوز لغيره التقدم بطلب مماثل متى‬
‫كان هذا الطلب لم يبت فيه‪ ،‬ويجوز له التدخل فيه"‪.‬‬

‫(‪ )1‬لقد كانت صياغة النص الملغي المادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على النحو‬
‫التالي‪" :‬إذا لم يتم التوصل إلى التسوية‪ ،‬يرفض قاضي اإلفالس الطلب ويحدد له جلسة أمام‬
‫المحكمة المختصة ويكلف من قدمه بإعالن ذوي الشأن‪ ،‬وذلك بصحيفة تودع قلم الكتاب"‪ .‬لقد‬
‫كانت صياغة النص عامة في حاالت عدم التوصل لتسوية تنطبق على كل طلبات اإلفالس ‪ ،‬ثم‬
‫بعد تعديل المشرع للنص فرق بين الصلح الواقي وشهر اإلفالس (وضع لهم حكم واحد) وبين‬
‫طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 553 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫أولًا‪ :‬رفض الطلب‪:‬‬


‫بناء على النص السابق إذا لم يتوصل الوسيط قاضي اإلفالس إلى تسوية‬‫ً‬
‫طلبي الصلح الواقي وشهر اإلفالس‪ ،‬أي فشلت كل محاوالت الوساطة في التوصل إلى‬
‫تسوية‪ ،‬في هذه الحالة يرفضها قاضي اإلفالس‪ ،‬أي يقرر رفض طلب الصلح الواقي أو‬
‫طلب شهر اإلفالس بحسب األحوال‪.‬‬
‫وقد ترجع أسباب عدم التوصل إلى التسوية‪ ،‬نتيجة تمسك كل طرف بطلباته‪،‬‬
‫أو تصميم المدعي أو وكيله على رفع الدعوى القضائية(‪ ،)1‬أو خشية مقدم الطلب من‬
‫عدم تنفيذ الطرف اآلخر لما يتفق عليه‪ ،‬أو عدم توافر نوايا للصلح وهو ما يصعب أمر‬
‫الوساطة‪ ،‬وكذلك عدم حضور المدعى عليه (المقدم ضده الطلب) والذى قد يكون عنده‬
‫اعتقاد بعدم صدور حكم ضده بشهر اإلفالس‪ ،‬هذا االعتقاد الذى يدفعه لعدم حضور‬
‫أيضا إلى عدم تعاون المدعي والمدعى‬‫جلسات الوساطة‪ ،‬وقد يرجع فشل الوساطة ً‬
‫عليه (مقدم الطلب والمقدم ضده الطلب) في استكمال األوراق والمستندات المطلوبة‬
‫منهم‪.‬‬
‫وال شك أن شخصية الوسيط وأسلوبه في إدارة جلسات الوساطة لهما أثر كبير‬
‫بعيدا عن دراسة‬
‫في نجاح الوساطة أو فشلها‪ ،‬إذ أن الوساطة ملكه وفن وهبة من اهلل ً‬
‫أو ثقافة أو شخصية الوسيط(‪ ،)8‬فهي تحتاج لطولة بال وصبر واستعداد للسمع‪ .‬إذ أن‬

‫(‪ )1‬على سبيل المثال المذكرة المقدمة من قاضي اإلفالس في الطلب رقم ‪ 3‬لسنة ‪ ،8111‬شهر‬
‫إفالس‪ ،‬إدارة اإلفالس بمحكمة طنطا االقتصادية والتى اختتمها قاضي اإلفالس بعبارة وحيث أنه‬
‫تعذر إتمام إجراءات الوساطة لتمسك وكيل المدعي بإنهاء إجراءات إدارة اإلفالس واحالة الطلب‬
‫للمحكمة المختصة‪ ،‬وبناء عليه ترفع األوراق لرئيس اإلدارة للتفضل بالنظر‪.‬‬
‫بعيدا عن الوساطة القضائية‪ ،‬في الجلسات‬ ‫كثير من األشخاص يقوم بدور الوسيط ً‬ ‫(‪ )8‬نجد أن ًا‬
‫العرفية ويكون للوسيط هنا دور كبير في إنهاء الخالفات والجميع يقدر الوسيط وينفذ ق ارراته بالرغم‬
‫من أنه ليس له صيغة تنفيذية وال صبغة قانونية‪ ،‬وذلك نتيجة التأثير الكبير لشخصية الوسيط‬
‫(والذى قد يكون شيخ العرب أو كبير العائلة) على المتنازعين‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫القبول واألريحية هبة من اهلل‪ ،‬ويتم إثقالها بالخبرات والدورات التدريبية التى يتلقاها‬
‫الوسيط‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال تم رفض طلب شهر إفالس قدم إلدارة اإلفالس بمحكمة‬
‫القاهرة االقتصادية‪ ،‬وقد ذكر قاضي اإلفالس في نهاية مذكرته المقدمة لرئيس اإلدارة‬
‫"وحيث أنه بشأن بذل مساعي الصلح‪ ،‬فقد تمت مباشرة إجراءات الوساطة إال أنه قد‬
‫تعذر الوصول إلى اتفاق تسوية ودية بين الطرفين‪ ،‬ومن ثم تعذر الوصول إلى حلول‬
‫بشأن التسوية‪ ،‬مما نرى معه رفض الطلب‪ .‬لذلك وبناء على ما تقدم‪ :‬أوًال‪ :‬نأمر برفض‬
‫ثانيا‪ :‬تكليف وكيل مقدمي الطلب بإيداع عريضة الدعوى واعالن الشركة‬ ‫الطلب‪ً .‬‬
‫المعروض ضدها بالجلسة" وتم توقيعها وكتابة التاريخ من قبل قاضي اإلفالس‪ ،‬وبعد‬
‫عرضها على رئيس إدارة اإلفالس أشر عليها بعبارة بعد اإلطالع‪ :‬نظر ونوافق ووقع‬
‫عليها مع كتابة التاريخ(‪.)1‬‬
‫خالصة القول في حالة تعذر التوصل للتسوية في طلب شهر اإلفالس أو‬
‫طلب الصلح الواقي من اإلفالس‪ ،‬يقوم قاضي اإلفالس الذى باشر إجراءات الوساطة‬
‫في الطلب بإعداد مذكرة تتضمن فحوى الطلب ورقمه وما قام به من إجراءات الوساطة‬
‫(مراحل جلسات الوساطة)‪ ،‬وما تم التوصل إليه من صعوبة في التسوية‪ ،‬وينهي مذكرته‬
‫باألمر برفض الطلب‪ ،‬وتقدم المذكرة لرئيس إدارة اإلفالس للنظر وابداء الرأي‪.‬‬

‫(‪ )1‬المذكرة المقدمة من قاضي اإلفالس لرئيس اإلدارة في ‪ 8181/1/2‬في الطلب رقم ‪ 81‬لسنة‬
‫‪ 8181‬شهر إفالس‪ ،‬إدارة اإلفالس بمحكمة القاهرة االقتصادية‪ .‬وقد كان الطلب مقدم من خمسة‬
‫أشخاص ضد أحد شركات البترول‪ .‬وقد تضمنت المذكرة الجلسات التى قام بها قاضي اإلفالس‬
‫وأنه قام بتعريف الطرفين بدور إدارة اإلفالس في تحضير الطلب واستيفاء المستندات‪ ،‬وأنه تم‬
‫وديا‪ ،‬ومعرفة الخصوم بطبيعة الوساطة وخصائصها ومزاياها‬
‫عرض الوساطة لتسوية النزاع ً‬
‫ومراحلها واإلجراءات التى تتبعها اإلدارة وقيمها كالسرية والحيادية وما غير ذلك‪ .‬وأنه تم مد أجل‬
‫الوساطة نتيجة إبداء األطراف رغبتهم في التسوية وموافقة رئيس اإلدارة على المد‪ .‬إال أن وكيل‬
‫شفهيا في الجلسة الختامية لم يلقى قبوًال من مقدم الطلب‬
‫ً‬ ‫عرضا‬
‫ً‬ ‫الشركة المقدم ضدها الطلب قدم‬
‫والذى طلب إنهاء إجراءات الوساطة وانهاء الطلب‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫مدى جواز قيام رئيس إدارة اإلفالس بعدم اعتماد مذكرة قاضي اإلفالس برفض الطلب‪:‬‬
‫هل يجوز لرئيس إدارة اإلفالس عدم اعتماد مذكرة قاضي اإلفالس (الوسيط)‬
‫التى انتهى فيها إلى رفض الطلب نتيجة عدم التوصل إلى تسوية؟‬
‫لم يجيب على هذا السؤال قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي وشهر‬
‫اإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬وكذلك تعديالته الواردة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8181‬‬
‫ولكن بالمراجعة العملية إلدارات اإلفالس وجدنا أنه يجوز ذلك لرئيس إدارة‬
‫اإلفالس‪ ،‬حيث وجدنا في أحد طلبات شهر اإلفالس انتهى قاضي اإلفالس في مذكرته‬
‫إلى أن "وكيل المدعي صمم على طلب إنهاء إجراءات الوساطة وتقديم األوراق‬
‫للمحكمة المختصة‪ ،‬وعليه قررنا إنهاء إجراءات الوساطة ورفض الطلب وتحديد جلسة‬
‫أمام المحكمة المختصة مع تكليف مقدم الطلب بإعالن ذوي الشان بموجب صحيفة‬
‫تودع قلم الكتاب"(‪.)1‬‬
‫شخصيا‬
‫ً‬ ‫وبرفع المذكرة لرئيس إدارة اإلفالس‪ ،‬والذى ألتقى باألطراف المتنازعة‬
‫(كانوا شركتين متخصصتين في السلع الغذائية األساسية) وقام بتحفيزهم على تسوية‬
‫وبناء عليه قام بتحرير محضر‬
‫ً‬ ‫ترحيبا من الطرفين‪.‬‬
‫ً‬ ‫وديا‪ ،‬األمر الذى لقى‬
‫خالفاتهم ً‬
‫جلسة استماع‪ ،‬وقرر اآلتي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬عدم اعتماد مذكرة قاضي اإلفالس ومد فترة الوساطة لمدة أخرى مماثلة للفترة‬
‫السابقة تبدأ من تاريخ نهاية المدة السابقة وتنتهي في المدة المحددة بالقانون‪ ،‬وندبنا‬
‫لإلنتهاء من أعمال الوساطة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬يؤجل الطلب لجلسة األربعاء الموافق ‪ 8111/8/81‬لحضور الطرفين‪ ،‬وتنبه‬ ‫ً‬
‫عليهم بالميعاد‪ ،‬ويكلف مقدم الطلب بتقديم توكيل خاص يفيد أعمال الوساطة والتسوية‬
‫بين الطرفين أمام إدارة اإلفالس أمام المحكمة االقتصادية بطنطا"(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬مذكرة قاضي اإلفالس في الطلب رقم ‪ 8‬لسنة ‪ 8111‬شهر إفالس‪ ،‬إدارة اإلفالس‪ -‬محكمة‬
‫طنطا االقتصادية‪.‬‬
‫(‪ )8‬محضر جلسة استماع إدارة اإلفالس‪ ،‬المحكمة االقتصادية بطنطا‪ ،‬المحرر بتاريخ األحد‬
‫‪ ،8111/8/84‬المتعلق بالطلب رقم ‪ 8‬لسنة ‪.8111‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وعليه يكون رئيس إدارة اإلفالس قد قرر عدم اعتماد مذكرة قاضي اإلفالس‪،‬‬
‫استنادا إلى ما له من سلطة إدارية أعلى من قاضي اإلفالس‪ ،‬كما قرر ندب‬
‫ً‬ ‫وذلك‬
‫نفسه للقيام بدور الوسيط واالنتهاء من أعمال الوساطة‪ ،‬وذلك حيث أن الوسيط األول‬
‫(قاضي اإلفالس) قد استنفذ قدراته في الوساطة وانتهى إلى رفض الطلب‪.‬‬
‫ويبرر موقف رئيس إدارة اإلفالس بأنه وجد أنه موضوع الطلب شهر إفالس‬
‫ويتعلق بشركة من الشركات المتخصصة في إنتاج المواد الغذائية األساسية‪ ،‬ورأى أن‬
‫شهر إفالسها سوف يكون له عواقب وخيمة‪ ،‬وبمقابلة أطراف النزاع وحثهم على تسويته‬
‫وديا وجد منهم النية لذلك‪ ،‬األمر الذى جعله يرفض اعتماد مذكرة قاضي اإلفالس‬ ‫ً‬
‫برفض الطلب‪ ،‬ويقوم بمد فترة الوساطة‪ ،‬ويقوم بندب نفسه إلنهاء اإلجراءات‪ ،‬وبالفعل‬
‫تمت التسوية بمساعدة رئيس إدارة اإلفالس وتمت صياغة عقد تسوية بالشكل الذى‬
‫يسمح للشركة باالستمرار في اإلنتاج‪ ،‬وتسديد ديونها على فترات تم تحديدها في االتفاق‬
‫كبير لعملية الوساطة من حيث الحفاظ على العمال واالستمرار‬
‫نجاحا ًا‬
‫ً‬ ‫األمر الذى يعد‬
‫في تشغيل الشركة واالستمرار في اإلنتاج مع سداد الديون‪ ،‬بعكس لو رفعت دعوى‬
‫إفالس وصدر حكم إفالس للشركة‪ ،‬وما يتبعه من تأثيرات سلبية على العمال واإلنتاج‬
‫واالقتصاد القومي المصري باعتبارها شركة مواد غذائية أساسية‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬النتائج املرتتبة على رفض الطلب‪:‬‬
‫يترتب على رفض طلب شهر اإلفالس‪ ،‬أو طلب الصلح الواقي منه واعتماده‬
‫م ن رئيس إدارة اإلفالس‪ ،‬أنه يحق لمقدم الطلب رفع دعوى بشأنه‪ ،‬باإلضافة إلى حقه‬
‫في تقديم طلب آخر مماثل‪.‬‬
‫‪ -1‬حق مقدم الطلب يف رفع الدعوى املتعلقة بطلبه‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ /11‬الفقرة األولى) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬على أنه‬
‫"إذا لم يتم التوصل إلى تسوية في طلبي شهر اإلفالس والصلح الواقي منه يرفضهما‬
‫قاضي اإلفالس‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون لمقدم أي من الطلبين رفع الدعوى المتعلقة‬
‫بطلبه بصحيفة تودع قلم الكتاب خالل شهر من تاريخ رفضهما واال سقط الحق في‬
‫رفعها"‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ومن ثم يكون من حق مقدم طب شهر اإلفالس أو الصلح الواقي منه والذى‬


‫فشلت الوساطة بشأنه ولم يتم التوصل إلى اتفاق تسوية‪ ،‬أن يرفع الدعوى المتعلقة‬
‫بطلبه أمام المحكمة المختصة‪ ،‬وذلك بصحيفة تودع قلم الكتاب وذلك خالل شهر من‬
‫تاريخ الرفض‪ ،‬واذا انقضت هذه المدة ولم يتم رفع الدعوى يسقط الحق في رفعها إذ أنها‬
‫مدة سقوط‪.‬‬
‫مقارنة بين نص المادة (‪ /55‬الفقرة األولى) من القانون رقم ‪ 55‬لسنة ‪،5555‬‬
‫ونص المادة (‪ )55‬من القانون رقم ‪ 55‬لسنة ‪ 5555‬والتى تم إلغائها‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "إذا لم يتم‬
‫التوصل إلى التسوية‪ ،‬يرفض قاضي اإلفالس الطلب‪ ،‬ويحدد له جلسة أمام المحكمة‬
‫المختصة ويكلف من قدمه بإعالن ذوي الشأن‪ ،‬وذلك بصحيفة تودع قلم الكتاب"‪.‬‬
‫وعليه كان قاضي اإلفالس هو الذى يقوم بتحديد جلسة أمام المحكمة في حالة‬
‫رفض الطلب بطريقة تلقائية ويكلف مقدم الطلب بإعالن ذوي الشأن بموعد الجلسة‪،‬‬
‫ويتم إبداع الصحيفة قلم الكتاب‪.‬‬
‫وتم إلغاء هذا النص(المادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ )8112‬واستبدالها‬
‫بالمادة رقم (‪ /11‬الفقرة األولى بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،)8181‬والتى جعلت رفع‬
‫الدعوى أمام المحكمة مرهون بيد مقدم طلب شهر اإلفالس أو طلب الصلح الواقي‪ ،‬وال‬
‫تكون اإلحالة من تلقاء نفس قاضي اإلفالس مثل السابق‪.‬‬
‫مفتوحا يستخدمه‬
‫ً‬ ‫كما أن حق الشخص المرفوض طلبه في رفع الدعوى ليس‬
‫في أي وقت بعد رفض الطلب‪ ،‬وانما له موعد محدد‪ ،‬وهو مدة شهر من تاريخ رفض‬
‫قانونيا‪ ،‬وهو سقوط‬
‫ً‬ ‫أثر‬
‫الطلب‪ .‬ورتب المشرع على فوات مدة الشهر دون رفع الدعوى ًا‬
‫الحق في رفع الدعوى‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يكون أمام المرفوض طلبه خيار سوى تقديم‬
‫طلب جديد‪.‬‬
‫ونرى أن المشرع كان موفقًا في النص الجديد وأنه يتسق مع الهدف من‬
‫التشريع وهو الحفاظ على المشروعات‪ ،‬ومساعدة المتعثرة منها وعدم الزج بها إلى‬
‫أوتوماتيكيا عن‬
‫ً‬ ‫اإلنهاء وشهر اإلفالس‪ .‬لذلك جعل رفع الدعوى بيد مقدم الطلب‪ ،‬وليس‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫طريق اإلحالة من قاضي اإلفالس‪ ،‬كذلك جعل للتقدم برفع الدعوى مدة قصيرة "مدة‬
‫الشهر" ورتب على انقضائها سقوط الحق في رفعها‪.‬‬
‫‪ -8‬احلق يف التقدم بطلب مماثل‪:‬‬
‫وفقًا لنص (‪ /11‬الفقرة الثانية) المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬ال يكون‬
‫للمرفوض طلبه في طلب شهر اإلفالس أو طلب الصلح الواقي‪ ،‬التقدم بطلب آخر‬
‫مماثل إال بعد انقضاء ثالثة أشهر من تاريخ البت في الطلب السابق‪.‬‬
‫ويالحظ أن المشرع استخدم عبارة "من تاريخ البت في الطلب السابق" ولم يذكر‬
‫عبارة من تاريخ رفض الطلب السابق‪ ،‬أي أنه يواجه الحالتين حالة الرفض‪ ،‬وكذلك‬
‫حالة التسوية وعدم قيام المدين بتنفيذ اتفاق التسوية األمر الذى يتطلب من الطرف‬
‫اآلخر التقدم بطلب جديد‪.‬‬
‫ونرى أنه وان كانت مدة الثالثة أشهر للتقدم بطلب جديد في حالة رفض‬
‫الطلب األول وعدم قيام مقدم الطلب برفع دعوى بشأنه خالل شهر من تاريخ الرفض‬
‫ربما تكون مناسبة‪ ،‬إذ هو الذى ترك أمر رفع الدعوى بحريته‪ .‬بينما في حالة عدم تنفيذ‬
‫نوعا ما لكي يتم تقديم طلب‬
‫المدين اتفاق التسوية ربما تكون مدة الثالثة أشهر طويلة ً‬
‫جديد‪ ،‬إذ قد تساعد المدين على التصرف في بعض أمواله أو تمييز دائن على آخرين‪،‬‬
‫أو الهروب خارج البالد أو غير ذلك مما يضر بمصلحة الدائنين‪ ،‬لذلك يبدو لنا ضرورة‬
‫النص على أنه في حالة عدم تنفيذ المدين اتفاق التسوية يحق للطرف اآلخر تقديم‬
‫طلب خالل شهر من عدم التنفيذ‪ ،‬أو رفع الدعوى مباشرةً أمام المحكمة بارفاق صورة‬
‫اتفاق التسوية وما يثبت عدم تنفيذ المدين لهذا االتفاق‪.‬‬
‫وتجب مالحظة أنه في حالة رفض الطلب وتقديم قاضي اإلفالس مذكرة بذلك‪ ،‬يقوم‬
‫رئيس إدارة اإلفالس باعتماد قرار قاضي اإلفالس بالتأشير على المذكرة بالموافقة مع‬
‫التوقيع ويتم حفظ المذكرة في ملف يتضمن كل المستندات الخاصة بالطلب وتودع‬
‫بالحفظ لدى أمين الحفظ‪ ،‬وفي حالة رغبة مقدم الطلب في رفع الدعوى يتقدم بصحيفة‬
‫الدعوى لدى قلم الكتاب‪ ،‬وتقيد في دفتر الدعاوى‪ ،‬وتأخذ رقم ويتم تحديد جلسة‪ ،‬وتكون‬
‫بعد أسبوعين من تقديم عريضة الدعوى (صحيفة الدعوى)‪ ،‬ومدة األسبوعين إلعالن‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الخصوم‪ ،‬وال يدفع رافع الدعوى رسوم‪ ،‬ويقوم قلم الكتاب بطلب ملف الطلب من أمين‬
‫الحفظ‪ ،‬وال تسترد األمانة (مبلغ العشرة آالف جنيه) إال بعد الفصل في الدعوى(‪.)1‬‬
‫عدم جواز لغري مقدم الطلب التقدم بطلب مماثل متى كان الطلب املنظور مل يبت فيه‪ :‬بينما جيوز له‬
‫التدخل فيه‪:‬‬
‫وفقًا لنص المادة (‪ /11‬الفقرة الثانية) المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8181‬ال‬
‫يجوز لغير مقدم الطلب (طلب شهر اإلفالس‪ ،‬أو طلب الصلح الواقي منه) التقدم‬
‫بطلب مماثل متى كان هذا الطلب لم يبت فيه‪ ،‬بينما يجوز له التدخل فيه‪.‬‬
‫ومن ثم فإنه في حالة تقديم طلب شهر إفالس أو طلب صلح واقي‪ ،‬فال يجوز‬
‫أن يتقدم شخص آخر بطلب مماثل متى كان هذا الطلب لم يبت فيه‪ ،‬والسبب في ذلك‬
‫وحدة الطلبين‪ ،‬فيجب على من يرغب في التقدم بطلب شهر إفالس أو صلح واقي منه‬
‫وكان هن اك سبق تقديم طلب مماثل االنتظار حتى يبت في هذا الطلب سواء بالتسوية‬
‫أو بالرفض‪ ،‬ثم ينظر إن كان مازال يرغب في تقديم الطلب أم ال‪.‬‬
‫ضرر باآلخرين‬
‫ًا‬ ‫وقد يكون في االنتظار حتى إنهاء الطلب والبت فيه إلحاق‬
‫(الدائنين بخالف مقدم الطلب)‪ ،‬إذ أنه تتم التسوية فقط لدين الدائن مقدم الطلب مع‬
‫المدين‪ ،‬األمر الذى قد يترتب عليه إضعاف الذمة المالية للمدين والتى تمثل الضمان‬
‫العام للدائنين‪ ،‬كخروج شئ عيني (عقار أو سيارة) من ذمة المدين نتيجة التسوية‪ ،‬أو‬
‫حصول الدائن مقدم الطلب على كامل دينه‪ ،‬أو جزء كبير من دينه‪ ،‬في حين ال تكفي‬
‫ذمة المدين المالية لسداد باقي الديون‪.‬‬
‫ونتيجة لتلك االحتماالت ولمواجهتها أتاح المشرع لمن يرغب في تقديم طلب‬
‫وكان هناك طلب مماثل منظور لم يبت فيه‪ ،‬أن يتدخل في الطلب المنظور وال ينتظر‬
‫حتى البت فيه‪ .‬وهي إضافة رائعة من المشرع‪.‬‬

‫(‪ )1‬مصدرنا في تلك اإلجراءات الزيارات الميدانية للمختصين بإدارة اإلفالس بالمحكمة االقتصادية‬
‫بالقاهرة والمحكمة االقتصادية بطنطا‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫عدم التوصل لتسوية يف طلب إعادة اهليكلة‬
‫قد تتعذر تسوية طلب إعادة الهيكلة فيقوم قاضي اإلفالس برفض الطلب‪،‬‬
‫كذلك حدد المشرع حاالت معينة إذا تحققت إحداها يتم حفظ الطلب‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫أولًا‪ :‬رفض الطلب‪:‬‬
‫إذا قدم التقرير المبدئي للجنة إعادة الهيكلة(‪ ،)1‬وانتهى إلى عدم جدوى إعادة‬
‫شهر من تقديم الطلب‪ ،‬في هذه‬
‫الهيكلة‪ ،‬والذى يجب تقديمه لقاضي اإلفالس خالل ًا‬
‫خيار أمامه سوى رفض الطلب‪.‬‬
‫الحالة ال يجد الوسيط (قاضي اإلفالس) ًا‬
‫ثانيًا‪ :‬حفظ الطلب‪:‬‬
‫وفقًا لنص المادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬في حالة عدم‬
‫حضور مقدم الطلب أمام قاضي اإلفالس جلستين‪ ،‬يأمر القاضي بحفظ الطلب‪ .‬ومن‬
‫ثم إذا قدم التاجر طلب إلعادة هيكلة أعماله التجارية‪ ،‬ولم يحضر جلستين من جلسات‬
‫الوساطة‪ ،‬يقوم قاضي اإلفالس بحفظ الطلب‪ ،‬ألن ذلك يدل على عدم جديته في‬
‫الطلب‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى هذه الحالة (حفظ الطلب) العامة التى تنطبق على كل الطلبات‬
‫المقدمة إلدارة اإلفالس‪ ،‬ومنها طلب إعادة الهيكلة‪ ،‬فقد خص المشرع طلب إعادة‬
‫عددا من‬
‫الهيكلة بتنظيم خاص بالمادة (‪ )81‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬إذ حدد ً‬
‫الحاالت‪ ،‬إذا توافرت إحداها يقوم قاضي اإلفالس بحفظ الطلب‪ ،‬إذ تنص المادة (‪)81‬‬
‫على أنه‪" :‬استثناء من حكم المادة (‪ ،)11‬يأمر قاضي اإلفالس بحفظ طلب إعادة‬
‫الهيكلة في األحوال التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا تعذر االتفاق على خطة إعادة الهيكلة‪.‬‬

‫(‪ )1‬راجع نص المادة (‪ )3‬من قرار وزير العدل رقم ‪ 2814‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار القواعد المنظمة‬
‫لعمل خبراء إعادة الهيكلة بإدارة اإلفالس بالمحاكم االقتصادية وقواعد االستعانة بهم‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ب‪ -‬إذا لم يرفق التاجر بطلبه المعلومات أو المستندات المبينة سلفًا أو التى كلف‬
‫بتقديمها خالل األجل الذى حدد لذلك‪.‬‬
‫جـ‪ -‬إذا لم يقم التاجر بسداد التكاليف والمصروفات الالزمة إلجراءات إعادة الهيكلة‬
‫ومن بينها أتعاب المعاون أو إذا تبين أن موجوداته التكفي لسدادها‪.‬‬
‫د‪ -‬زوال األسباب التى دعت التاجر إلى التقدم بطلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫استنادا إلى البيانات‬
‫ً‬ ‫هـ‪ -‬إذا كانت إجراءات إعادة الهيكلة غير مالئمة للتاجر‬
‫استنادا إلى التقرير الذى تعده لجنة إعادة‬
‫ً‬ ‫والمستندات المقدمة مع الطلب أو‬
‫الهيكلة‪.‬‬
‫و‪ -‬إذا لم يتفق جميع الورثة على إعادة الهيكلة"(‪.)1‬‬
‫وبناء على هذا النص إذا تحققت حالة من الحاالت الواردة به يجب على‬
‫ً‬
‫(‪)8‬‬
‫القاضي أن يأمر بحفظ الطلب‪ ،‬وليس له سلطة تقديرية في ذلك ‪.‬‬
‫ويالحظ أن المشرع بدأ نص المادة (‪ )81‬بعبارة "استثناء من حكم المادة‬
‫(‪ ،")11‬وذلك حيث أن المادة (‪ )11‬تقرر أنه في حالة عدم التوصل إلى التسوية‬
‫يرفض قاضي اإلفالس الطلب‪ ،‬ويكون من حق مقدم الطلب رفع دعوى بشأنه‪ .‬بينما‬
‫المادة (‪ )81‬توجب حفظ الطلب إذا تحققت حالة من الحاالت الواردة في النص‪.‬‬

‫(‪ )1‬لقد قام المشرع بتعديل البند (و) من هذا النص بمقتضى القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬بإضافة‬
‫عبارة والموصى إليهم‪ ،‬ليصبح النص (و) إذا لم يتفق جميع الورثة والموصى إليهم على إعادة‬
‫الهيكلة"‪.‬‬
‫(‪ )8‬للشرح التفصيلي لهذه الحاالت راجع‪ :‬د‪ /‬حنان عبد العزيز مخلوف‪ :‬إعادة هيكلة المشروعات‬
‫المتعثرة وفقًا ألحكام القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بشأن تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس‪ ،‬مجلة الفكر القانوني واالقتصادي‪ ،‬كلية الحقوق‪ -‬جامعة بنها‪ ،‬السنة التاسعة‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،8111 ،‬ص ‪.42-43‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الفرق بني رفض الطلب وحفظه واألثر املرتتب على ذلك‪:‬‬


‫يأمر قاضي اإلفالس برفض الطلب إذا لم يتم االتفاق بين األطراف على‬
‫التسوية‪ ،‬واخفاق الوساطة بشأنه‪ ،‬ويترتب على قرار الرفض حق مقدم الطلب في رفع‬
‫الدعوى القضائية بشأنه خالل شهر من تاريخ الرفض (م‪.)11‬‬
‫بينما قرار قاضي اإلفالس بالحفظ يكون إما لعدم حضور مقدم الطلب جلستين‬
‫من جلسات الوساطة وذلك بالنسبة لكل طلبات اإلفالس‪ ،‬أو لتحقق إحدى الحاالت‬
‫الواردة في نص المادة (‪ )81‬والتى تخص طلب إعادة الهيكلة‪.‬‬
‫وفي حالة حفظ الطلب ال يجوز لمقدمه رفع دعوى قضائية بشأنه بعكس حالة‬
‫رفض الطلب التى تجيز رفع الدعوى خالل شهر من الرفض‪ .‬ومن ثم ال يكون أمام‬
‫مقدم الطلب الذى تم حفظه سوى االنتظار مدة ثالثة أشهر من تاريخ األمر بحفظ‬
‫أيضا لمن رفض طلبه ولم يرفع دعوى خالل شهر‬
‫الطلب وتقديم طلب جديد‪ ،‬ويجوز ً‬
‫من الرفض تقديم طلب جديد بعد مرور ثالثة أشهر من رفض طلبه‪.‬‬
‫ثالثًأ‪ :‬تقديم طلب جديد بإعادة اهليكلة‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ /11‬الفقرة الثالثة) المعدلة بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬على‬
‫أنه "وال يجوز تقديم طلب آخر بإعادة الهيكلة إال بعد مرور ثالثة أشهر من رفض أو‬
‫حفظ الطلب السابق‪ ،‬وفي جميع األحوال‪ ،‬ال يوقف التقدم بالطلب اآلخر طلبي ودعويي‬
‫شهر اإلفالس والصلح الواقي منه"‪.‬‬
‫املدة التى جيب تقديم طلب إعادة هيكلة جديدة خالهلا‪:‬‬
‫يجوز لمقدم طلب إعادة الهيكلة الذى قرر الوسيط (قاضي اإلفالس) رفضه‬
‫أو حفظه‪ ،‬أن يتقدم بطلب جديد إلعادة الهيكلة‪ ،‬ولكن بعد مرور ثالثة اشهر من رفض‬
‫أو حفظ الطلب السابق‪.‬‬
‫وهناك رأي فقهي أن مدة الثالثة أشهر قد تكون مدة غير كافية لحدوث تغييرات‬
‫في األحوال االقتصادية والمالية للتاجر أو انتفاء أسباب رفض أو حفظ طلبه لكي يقبل‬
‫منه طلب جديد بعد إنتهاء المدة‪ ،‬وقد تحدث تغييرات جديدة أو تنتفي أسباب الرفض أو‬
‫الحفظ خالل مدة أقل من ثالثة أشهر‪ ،‬ومن أمثلة ذلك أن يتم رفض طلب إعادة الهيكلة‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 533 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫لعدم إرفاق التاجر بطلبه المعلومات أو المستندات المطلوبة‪ ،‬وهو أمر قد ال يستغرق‬
‫عدة أيام لتجهيز المستندات أو تقديم المعلومات‪ .‬لذلك فالعبرة بحدوث تغيير جوهري أو‬
‫إزالة سبب رفض أو حفظ الطلب األول لكي يقبل طلب جديد إلعادة الهيكلة(‪.)1‬‬
‫أثر تقديم طلب جديد إلعادة اهليكلة على طليب ودعويى شهر اإلفالس والصلح الواقي منه‪:‬‬
‫ال يوقف التقدم بطلب جديد إلعادة الهيكلة التقدم بطلبات لشهر اإلفالس أو‬
‫الصلح الواقي منه ضد نفس المدين‪ ،‬وال رفع دعوى شهر اإلفالس أو دعوى الصلح‬
‫الواقي‪.‬‬
‫وهذا أمر منطقي‪ ،‬إذ أن القول بغير ذلك يجعل من طلب إعادة الهيكلة عصا‬
‫في يد المدين يستطيع بها أن يوقف أي طلبات تقدم ضده (سواء كانت شهر إفالس أو‬
‫صلح واقي)‪ .‬فالوقف يتم مرة واحدة حين تقديم طلب إعادة الهيكلة ألول مرة وينتهي‬
‫الوقف بالبت في الطلب‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬حنان عبد العزيز مخلوف‪ :‬إعادة هيكلة المشروعات المتعثرة وفقًا ألحكام القانون رقم (‪)11‬‬
‫لسنة ‪ 8112‬بشأن تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬مجلة الفكر القانوني‬
‫واالقتصادي‪ ،‬كلية الحقوق‪ -‬جامعة بنها‪ ،‬السنة التاسعة‪ ،‬العدد األول ‪ ،8111‬ص ‪.48 ،41‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث الثالث‬
‫نهائية قرارات قاضي اإلفالس‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ )18‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أن "ق اررات قاضي‬
‫اإلفالس نهائية ال يجوز الطعن عليها‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ ،‬أو كان‬
‫القرار مما يجاوز اختصاصه ويكون الطعن في هذه الحالة أمام المحكمة المختصة‬
‫خالل عشرة أيام من تاريخ صدور القرار"‪.‬‬
‫يترتب على هذا النص قاعدة مؤداها؛ عدم جواز الطعن على ق اررات قاضي‬
‫اإلفالس‪ ،‬واستثناء على القاعدة وهو جواز الطعن في حاالت محددة‪ .‬وعلى ذلك نقسم‬
‫هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القاعدة‪ :‬عدم جواز الطعن على ق اررات قاضي اإلفالس‪.‬‬
‫استثناء‪ :‬جواز الطعن على ق اررات قاضي اإلفالس‪.‬‬
‫ً‬ ‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫املطلب األول‬
‫القاعدة‪:‬عدم جواز الطعن على قرارات قاضي اإلفالس‬
‫وفقًا لنص المادة (‪ )18‬الوارد بعاليه تكون ق اررات قاضي اإلفالس نهائية‪ ،‬وال‬
‫يجوز الطعن عليها‪ .‬ويشمل ذلك كل ق اررات قاضي اإلفالس‪ ،‬سواء كان القرار باعتماد‬
‫التسوية‪ ،‬أو القرار برفض الطلب‪ ،‬أو القرار بمد أجل الوساطة‪ ،‬أو قرار رئيس إدارة‬
‫اإلفالس باختيار الوسيط (قاضي اإلفالس) لمباشرة إجراءات الوساطة‪ ،‬أو القرار بحفظ‬
‫الطلب‪ ،‬أو القرار بندب خبير‪ ،‬أو القرار بتشكيل لجنة إعادة الهيكلة‪ ،‬أو القرار الصادر‬
‫باعتماد خطة إعادة الهيكلة‪ ،‬أو غير ذلك من الق اررات التى يصدرها قاضي اإلفالس‪.‬‬
‫واذا كان األصل هو التقاضي على درجتين وأن التقاضي على درجة واحدة هو‬
‫استثناء‪ ،‬حيث أن التقاضي على درجتين يمكن الخصوم من عرض النزاع مرة أخرى‬
‫على محكمة أعلى‪ ،‬بعد أن تصدر المحكمة األولى حكمها فيه‪ ،‬لكن التقاضي على‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫أيضا من مزايا‪ ،‬إذ تتحقق به سرعة الفصل في القضايا‪ ،‬ومن ثم‬ ‫درجة واحدة ال يخلو ً‬
‫حسم المنازعة بما يؤدي إلى استقرار األوضاع والمراكز القانونية(‪.)1‬‬
‫وال شك أن نص المشرع بنهائية ق اررات قاضي اإلفالس الغرض منه السرعة‬
‫في تسوية المنازعات‪ ،‬وعدم عرقلتها بالطعن على الق اررات التى يصدرها قاضي‬
‫اإلفالس‪ ،‬ونرى أن ذلك أمر مرغوب فيه‪ ،‬إذ أنه في جميع األحوال إذا لم يتم التوصل‬
‫لتسوية ترضي جميع األطراف‪ ،‬يرفض قاضي اإلفالس الطلب‪ ،‬ويكون من حق مقدمه‬
‫رفع دعوى بشأنه وطرح النزاع برمته على المحكمة‪ .‬كما أن عدم جواز الطعن قاصر‬
‫على ق اررات قاضي اإلفالس‪ ،‬أي ليست أحكام بل ق اررات‪ ،‬والسماح بالطعن عليها قد‬
‫يعرقل سير إجراءات الوساطة ويطيل أمد الوساطة‪ ،‬والتى يجب أن تنتهي خالل ‪31‬‬
‫يوما فقط يجوز مدها لمدة مماثلة ولمرة واحدة فقط‪ ،‬أي أن الحد األقصى إلنهاء النزاع‬
‫ً‬
‫يوما من تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬والسماح بالطعن على الق اررات يطيل‬‫بالوساطة هو ‪ً 21‬‬
‫أمد الوساطة بما يخرجها عن مضمونها وهو التسوية الودية والسريعة للنزاع‪.‬‬
‫دافعا‬
‫ً‬ ‫وربما يكون مبدأ عدم قابلية ق اررات قاضي اإلفالس للطعن عليها‬
‫للخصوم إلنهاء نزاعهم بطريقة ودية(الوساطة) نتيجة ثقتهم في أن ما يتم االتفاق عليه‬
‫نهائيا ال يقبل الطعن عليه منهم أو من‬
‫ً‬ ‫واعتماده من قاضي اإلفالس سوف يكون‬
‫غيرهم(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ :‬حدود سلطة قاضي التفليسة في ضوء القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪8112‬‬
‫بشأن تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،8111 ،1‬‬
‫ص ‪.384‬‬
‫(‪ )8‬يوازي مبدأ نهائية ق اررات قاضي اإلفالس مبدأ نهائية ق اررت قاضي التفليسة‪ ،‬حول المبدأ األخير‬
‫ومزاياه واالنتقادات الموجهة إليه راجع‪ :‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪-384‬‬
‫‪.338‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫استثناءً‪ :‬جواز الطعن على قرارات قاضي اإلفالس‬
‫إذا كانت القاعدة العامة التى أرستها المادة (‪ )18‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ 8112‬هي نهائية ق اررات قاضي اإلفالس وعدم جواز الطعن عليها‪ ،‬فقد تضمنت نفس‬
‫استثناء على هذه القاعدة‪ ،‬وهو جواز الطعن على ق اررات قاضي اإلفالس في‬
‫ً‬ ‫المادة‬
‫حاالت معينة‪ ،‬كما حددت المحكمة المختصة بنظر الطعن في هذه الحاالت ومدته‪.‬‬
‫أولًا‪ :‬احلاالت التى جيوز فيها الطعن على قرارات قاضي اإلفالس‪:‬‬
‫حددت المادة (‪ )18‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬الحاالت التى يجوز‬
‫استثناء على ق اررات قاضي اإلفالس‪ .‬وهي‪:‬‬
‫ً‬ ‫الطعن فيها‬
‫‪ -1‬إذا نص القانون على جواز الطعن‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا كان القرار مما يجاوز اختصاصات قاضي اإلفالس‪.‬‬
‫ومن ثم إذا كان هناك نص في القانون يسمح بالطعن على ق اررات قاضي‬
‫اإلفالس‪ ،‬أو كان القرار أو الق اررات التى أصدرها قاضي اإلفالس خارج حدود‬
‫اختصاصاته‪ ،‬كأن كانت من اختصاص قاضي التفليسة‪ ،‬أو كانت من اختصاصات‬
‫محكمة اإلفالس‪ ،‬ففي هذه الحاالت يجوز الطعن على ق اررات قاضي اإلفالس(‪.)1‬‬
‫ثانيًا‪ :‬احملكمة املختصة بنظر الطعن‪:‬‬
‫إذا توافرت حالة من الحاالت المستثناه‪ ،‬والتى يجوز فيها الطعن على ق اررات‬
‫قاضي اإلفالس‪ ،‬فإن الطعن على القرار يكون أمام المحكمة المختصة‪ .‬وقد حددت‬
‫المحكمة المختصة المادة (‪ )8‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬والتى تنص على أنه‬
‫"تختص الدوائر االبتدائية بالمحاكم االقتصادية التى يقع في دائرتها موطن تجاري‬
‫للمدين أو المركز الرئيسي للشركة بنظر الدعاوى التى تنشأ عن تطبيق أحكام هذا‬

‫(‪ )1‬راجع شرح االستثناءات المقررة على مبدأ نهائية ق اررات قاضي التفليسة لدى‪ :‬د‪ /‬محمد عبد اهلل‬
‫محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.318-333‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 535 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫القانون‪ ،‬فإذا كان هذا المركز خارج مصر اختصت المحكمة التى يقع في دائرتها مركز‬
‫اإلدارة المحلي‪.‬‬
‫واذا لم يكن للتاجر موطن تجاري كانت المحكمة المختصة هي التى يقع في‬
‫مختار للتاجر آخر موطن مثبت بالسجل‬
‫ًا‬ ‫موطنا‬
‫ً‬ ‫دائرتها محل إقامته المعتادة‪ ،‬ويعد‬
‫التجاري‪ .‬ومع عدم اإلخالل باالتفاقات الدولية النافذة فى مصر‪ ،‬يجوز شهر إفالس‬
‫التاجر الذى يكون له في مصر فرع أو وكالة ولو لم يصدر حكم بشهر إفالسه في‬
‫دولة أجنبية‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون المحكمة المختصة بشهر اإلفالس في مصر هي‬
‫التى يقع في دائرتها الفرع أو الوكالة"‪.‬‬
‫ويكون الطعن أمام المحكمة المختصة خالل عشرة أيام من تاريخ صدور‬
‫القرار‪.‬‬
‫ويالحظ قصر مدة الطعن وذلك أمر مبرر؛ إذ أن الطعن على قرار وليس على‬
‫حكم‪ ،‬وحتى ال يعرقل الطعن اإلجراءات‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الفصل الرابع‬
‫الوساطة بعد شهر اإلفالس‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫نظم المشرع الوساطة في طلب شهر اإلفالس على النحو السابق بيانه‪ ،‬بهدف‬
‫تسوية النزاع بصفة ودية وتجنب المدين حكم شهر اإلفالس‪ ،‬والحافظ على استمرار‬
‫تشغيل مشروعه‪.‬‬
‫ومع ذلك قد تفشل الوساطة ويصعب التوصل إلى تسوية‪ ،‬فيتم رفض الطلب‪،‬‬
‫وهنا يقوم الدائن برفع دعوى شهر اإلفالس ضد مدينه أمام المحكمة المختصة‪ ،‬وتنتهي‬
‫المحكمة إلى إصدار حكم بشهر إفالس المدين‪.‬‬
‫وبناء على هذا الحكم تغل يد المدين عن إدارة أمواله‪ ،‬التى يتم تصفيتها وبيعها‬
‫ً‬
‫بالمزاد العلني‪ .‬إال أن إجراءات البيع وتوزيع حصيلة البيع على الدائنين قد يستغرق وقتًا‬
‫طويال‪ ،‬أو قد يأتي البيع بمبالغ قليلة ال تتناسب مع قيمة األشياء التى يتم بيعها‪.‬‬
‫ً‬
‫من أجل ذلك أوجد المشرع في قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس نظام الوساطة بعد شهر اإلفالس من أجل التوصل إلى الصلح‪ ،‬ونظمها‬
‫بالمواد (‪ .)121-112‬وأطلق عليها المشرع الوساطة للوصول إلى الصلح‪ ،‬ويطلق‬
‫أيضا مصطلح الوساطة بعد شهر اإلفالس ألنها تتم بعد صدور حكم شهر‬ ‫عليها ً‬
‫اإلفالس‪ ،‬والهدف منها الوصول إلى صلح بين المدين وجميع الدائنين‪ .‬وذلك لسرعة‬
‫سداد حقوق الدائنين‪ ،‬كأن يقوم أحد الدائنين بشراء مصنع المدين بسعر أعلى مما لو‬
‫بيع بالمزاد العلني‪ ،‬أو يقوم بتشغيله وسداد ديون باقي الدائنين‪ ،‬أو أن المدين يأتي‬
‫بفضولي يقوم بدفع ديون الدائنين(‪ .)1‬كما أنه يترتب على الصلح زوال كل آثار‬
‫اإلفالس‪ ،‬ومنها رفع غل اليد وعودة المدين لتشغيل منشأته‪.‬‬

‫(‪ )1‬استقينا هذه المعلومات من خالل مقابلة معالي المستشار رئيس إدارة اإلفالس بالمحكمة‬
‫االقتصادية بالقاهرة‪ ،‬وذلك بتاريخ ‪.8181/1/11‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وتتم الوساطة هنا من خالل وسيط (قاضي التفليسة)‪ ،‬الذى يقوم بمباشرة‬
‫إجراءات الوساطة بعد شهر اإلفالس‪.‬‬
‫وقد نظم المشرع أحكام الوساطة للوصول إلى الصلح وآثاره‪ ،‬وكذلك نظم‬
‫بطالن الصلح وفسخه وآثارهما‪.‬‬
‫وعلى ذلك نقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الوساطة للوصول إلى الصلح وآثاره‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬بطالن الصلح وفسخه وآثارهما‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث األول‬
‫الوساطة للوصول إىل الصلح وآثاره‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫يحق لكل ذي مصلحة أن يطلب من قاضي التفليسة مباشرة إجراءات الوساطة‬
‫للوصول إلى الصلح‪ ،‬وأجاز المشرع للمدين طلب الصلح مع تخليه عن أمواله كلها أو‬
‫بعضها‪ .‬ويترتب على الصلح بعد نجاح الوساطة زوال كل آثار اإلفالس‪ ،‬وانتهاء‬
‫التفليسة‪.‬‬
‫وعلى ذلك نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الوساطة للوصول إلى الصلح‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار الصلح بعد شهر اإلفالس‪.‬‬
‫املطلب األول‬
‫الوساطة للوصول إىل الصلح‬
‫أولًا‪ :‬تعريف الوساطة للوصول إىل الصلح‪:‬‬
‫بناء على طلب كل ذي مصلحة‪ ،‬وفي أي مرحلة كانت عليها‬‫"هي إجراء يتم ً‬
‫اإلجراءات‪ ،‬يتوسط فيه قاضي التفليسة بين المدين ودائنيه بغرض التوصل إلى عقد‬
‫بناء على التصديق عليه تزول جميع آثار اإلفالس"‪.‬‬
‫صلح بينهم‪ ،‬الذى ً‬
‫ويطلق على الصلح الذى يتم الصلح القضائي‪ ،‬ويعرف بأنه "عقد قضائي يبرم‬
‫بين المفلس وجماعة الدائنين‪ ،‬يلزم النعقاده موافقة كافة الدائنين الذين تتكون منهم‬
‫جماعة الدائنين وتصديق قاضي التفليسة عليه‪ .‬وبمقتضاه يستعيد المفلس حريته في‬
‫إدارة أمواله والتصرف فيها شريطة أن يتعهد بأداء كل أو بعض مما في ذمته من ديون‬
‫آجاال للوفاء‪ ،‬أو إبرائه من‬
‫أجال أو ً‬
‫في آجال معينة‪ ،‬وبذلك يتضمن الصلح منح المفلس ً‬
‫معا‪ ،‬وقد يتم الصلح على أن يتخلى‬ ‫جزء أو أجزاء من ديونه‪ ،‬وقد يشمل األمرين ً‬
‫المفلس عن أمواله كلها أو بعضها لبيعها وتوزيع ثمنها على الدائنين"(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ :‬قانون األعمال‪ .‬الجزء الخامس اإلفالس ووسائل حماية المشروعات المتعثرة‬
‫في القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪ ،‬ص ‪.812‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ثانيًا‪ :‬طلب الوساطة للوصول إىل الصلح‪:‬‬


‫بمقتضى نص المادة (‪ /112‬الفقرة األولى) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪،8112‬‬
‫بناء على طلب كل ذي مصلحة وفي أي مرحلة كانت عليها‬ ‫لقاضي التفليسة ً‬
‫اإلجراءات أن يباشر إجراءات الوساطة للوصول إلى الصلح‪.‬‬
‫وبناء عليه يكون المشرع قد سمح لكل ذي مصلحة‪ ،‬سواء كان المدين نفسه أو‬
‫ً‬
‫أي دائن من دائنيه‪ ،‬أو أي شخص آخر له مصلحة متعلقة بأموال التفليسة أو بالصلح‪،‬‬
‫أو يطلب من قاضي التفليسة مباشرة إجراءات الوساطة للوصول إلى الصلح‪.‬‬
‫واذا كان الطلب مقدم من شركة‪ ،‬توضع مقترحات الصلح بموافقة أغلبية‬
‫الشركاء أو الجمعية العامة بحسب األحوال‪ ،‬ويتولى الممثل القانوني عن الشركة تقديم‬
‫مقترحات الصلح إلى جماعة الدائنين (م ‪ )818‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أهمية طلب الوساطة للوصول إىل الصلح‪:‬‬
‫تهدف الوساطة بعد حكم شهر اإلفالس إلى التوصل إلى عقد صلح بين‬
‫المدين ودائنيه‪ ،‬ولذلك أهمية كبيرة بالنسبة للمدين وكذلك للدائنين واالقتصاد القومي‪.‬‬
‫أ ‪ -‬أهمية الوساطة للوصول إىل الصلح بالنسبة للمدين املفلس‪:‬‬
‫تزول جميع آثار اإلفالس بصدور قرار التصديق على الصلح‪ .‬وذلك يحقق‬
‫منافع كبيرة للمفلس‪ ،‬ألنه يعود لممارسة تجارته وتشغيل منشأته التجارية وادارة أمواله‪،‬‬
‫ويرفع غل اليد المقرر بالمادة (‪ 118‬كأثر من آثار شهر اإلفالس)‪ ،‬كما تنتهي مهمة‬
‫أمين التفليسة‪ ،‬ويستلم المفلس أمواله ودفاتره وأوراقه منه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أهمية الوساطة للوصول إىل الصلح بالنسبة للدائنني‪:‬‬
‫غالبا ما يحصلون بمقتضاه على نصيب‬ ‫أيضا مفيد للدائنين‪ ،‬ألنهم ً‬
‫الصلح ً‬
‫أكبر مما لو بيعت أموال المفلس ووزع ثمنها عليهم وفقًا لقسمة الغرماء(‪ .)1‬كما أن‬
‫موافقة الدائنين على إجراءات الوساطة وقبول الصلح خطوة تسمح بعودة العالقات‬
‫الودية مرة أخرى بين المدين ودائنيه‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬علي سيد قاسم ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.812‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ج ‪ -‬أهمية الوساطة للوصول إىل الصلح بالنسبة للمجتمع‪:‬‬


‫إن إجراء الوساطة للوصول إلى الصلح فيه خير المجتمع؛ إذ ينقذ المشروع‬
‫المتعثر من االنهيار فيحافظ على المصالح االقتصادية واالجتماعية المرتبطة به(‪.)1‬‬
‫حيث أن تشغيل المنشأة التجارية أفضل من تصفيتها وبيعها وانهاء عقود العمال بها(‪،)8‬‬
‫مما يؤدي إلى زيادة البطالة‪ ،‬كما أن إعادة تشغيل المنشأة يؤدي إلى إنعاش االقتصاد‪،‬‬
‫بعكس غلقها وتصفيتها األمر الذى يؤثر بالسلب على االقتصاد القومي المصري‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬املدين الذى ال جيوز الصلح معه‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ )121‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "ال يجوز عقد‬
‫الصلح مع مفلس حكم عليه بعقوبة اإلفالس بالتدليس‪ ،‬واذا بدأ التحقيق مع المفلس فى‬
‫جريمة اإلفالس بالتدليس وجب تأجيل النظر في الصلح"‪.‬‬
‫وعليه ال يجوز مباشرة إجراءات الوساطة وال الصلح مع المفلس الذى حكم‬
‫عليه بعقوبة اإلفالس بالتدليس‪ .‬كما أنه في حالة بدأ التحقيق مع المدين المفلس في‬
‫جريمة اإلفالس بالتدليس يجب تأجيل النظر في الصلح‪.‬‬
‫قدر من الثقة يوليها الدائنون لمدينهم‪ ،‬وعليه فإن‬
‫وذلك حيث أن الصلح يفترض ًا‬
‫التاجر حسن النية سئ الحظ‪ ،‬يفيده نظام الصلح القضائي‪ ،‬أما التاجر المدلس أو‬
‫الغشاش فغير جدير بثقة دائنيه(‪.)3‬‬
‫ولم يحظر المشرع الصلح مع المفلس بالتقصير‪ ،‬لذلك يجوز إجراء الصلح‬
‫القضائي معه‪.‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.812‬‬


‫(‪ )8‬إذ أن المادة (‪ /144‬الفقرة الثانية) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬تقضي بأنه إذا كان عقد‬
‫العمل محدد المدة فال يجوز إنهاؤه إال إذا تقرر عدم االستمرار في التجارة‪ ،‬ويجوز للعامل في هذه‬
‫الحالة مطالبة التفليسة بالتعويض‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.821 ،811‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 553 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫خامسًا‪ :‬سلطة الوسيط (قاضي التفليسة) يف مباشرة الوساطة للوصول إىل الصلح‪:‬‬
‫يخا مؤقتًا للتوقف عن الدفع‪ ،‬وتعين‬‫تحدد المحكمة في حكم شهر اإلفالس تار ً‬
‫قاضيا للتفليسة (م‪ /24‬الفقرة األولى)‬
‫ً‬ ‫أمينا للتفليسة‪ ،‬وتختار أحد قضاة المحكمة ليكون‬
‫ً‬
‫من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ .8112‬ومن ثم يتم اختيار قاضي التفليسة في حكم شهر‬
‫اإلفالس‪ .‬ويعرف قاضي التفليسة بأنه "القاضي المعين لمباشرة إجراءات التفليسة"(‪.)1‬‬
‫وينبغي أن يراعي في اختيار قاضي التفليسة أن يكون ممن يتمتعون بقدر من‬
‫الخبرة وطول المران‪ ،‬ويفضل أن يتم تفرغ بعض قضاة المحكمة وتخصصهم كقضاة‬
‫للتفليسة(‪.)8‬‬
‫وال يجوز الطعن بأي طريق في األحكام أو الق اررات الخاصة بتعيين أو استبدال‬
‫قاضي التفليسة (م‪/11‬أ) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫وفي حالة اعتذار قاضي التفليسة أو غيابه المؤقت‪ ،‬يعين أحد قضاة المحكمة‬
‫بدال منه‪ ،‬بموجب قرار والئي يصدر من المحكمة دون حاجة إلى صدور حكم منها‬
‫ً‬
‫بذلك(‪.)3‬‬
‫ولقاضي التفليسة مباشرة الوساطة للوصول إلى الصلح‪ ،‬وله في ذلك كافة‬
‫الصالحيات الممنوحة لقاضي اإلفالس في مباشرته للوساطة في الطلبات المتعلقة‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬المخصصة لتعريف العبارات والمفاهيم الواردة في‬
‫القانون‪.‬‬
‫(‪ )8‬الن ذلك يمكنهم من اإلحاطة بإجراءات اإلفالس‪ ،‬والتعمق فيها لمواجهة الظروف المحيطة‬
‫بالتجارة والمشتغلين بها والعمل على حسم المنازعات التى تثور بشأنها خالل سير إجراءات‬
‫التفليسة على وجه السرعة بما يسمح للدائنين بحفظ حقوقهم‪ ،‬ويمكن المدينين من سداد ديونهم مما‬
‫يؤدي إلى حماية االقتصاد القومي‪.‬‬
‫د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ :‬حدود سلطة قاضي التفليسة‪ .‬في ضوء القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بشأن‬
‫تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪،8111 ،1‬‬
‫ص‪.114‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫راجع لديه كذلك أحكام عدم صالحية قاضي التفليسة ورده ‪ ،‬ص‪.122-123‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫نهائيا أو‬
‫باإلفالس‪ .‬لذلك له أوًال أن يأمر قلم الكتاب بدعوة الدائنين الذين قبلت ديونهم ً‬
‫مؤقتًا لحضور المداولة في طلب الصلح (م‪/112‬الفقرة األولى)‪ .‬وله أن يعقد جلسات‬
‫فردية أو جماعية مع مالحظة أن جلسة التصويت على الصلح تكون جماعية‪ ،‬وعليه‬
‫تقريب وجهات النظر بين المدين ودائنيه من أجل التوصل إلى الصلح‪.‬‬
‫أجال لسداد الديون‪.‬‬
‫وقد يتم االتفاق على تقسيط ديون الدائنين‪ ،‬أو منح المدين ً‬
‫قضائيا‪ ،‬إنما هو أجل‬
‫ً‬ ‫أجال‬
‫ويجب مالحظة أن األجل الذى يمنح للمدين ال يعتبر ً‬
‫اتفاقي؛ إذ يتم االتفاق عليه وعلى تحديده بين المفلس والدائنين في عقد الصلح(‪.)1‬‬
‫وقد يتضمن الصلح تنازل الدائنين عن الفوائد المتعلقة بالديون‪ ،‬أو شراء أحد‬
‫الدائنين ألحد ممتلكات المدين وتوزيع ثمنها على باقي الدائنين(إذا كان عرضها للبيع‬
‫بالمزاد سيأتي بسعر أقل مما يشتريها به الدائن)‪.‬‬
‫ير إلى جماعة الدائنين‬
‫ويقدم أمين التفليسة أو أمين االتحاد حسب األحوال تقر ًا‬
‫مشتمال على حالة التفليسة وما تم بشأنها من إجراءات‪ ،‬ومقترحات المفلس فى الصلح‬
‫ً‬
‫و أريه فيها (م‪ /112‬الفقرة الثانية)‪ .‬ويقوم قاضي التفليسة بأخذ تصويت الدائنين على‬
‫الصلح والمقترح المقدم للصلح في جلسة من جلسات الوساطة‪ .‬ويجب موافقة جميع‬
‫الدائنين على الصلح(‪.)8‬‬
‫وجدير بالمالحظة أن عقد الصلح هنا يوقع بين المدين وجميع الدائنين‪ ،‬وليس‬
‫بين المدين ودائن واحد كما في حالة الوساطة في طلب شهر اإلفالس‪ ،‬كذلك فعقد‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.811‬‬


‫(‪ )8‬أضاف القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8181‬فقرة ثالثة للمادة (‪ )112‬تنص على "وال يقع الصلح إال‬
‫بموافقة جميع الدائنين"‪ .‬كما ألغى القانون المذكور نص المادة (‪ )111‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ 8112‬والتى كانت تنص على أنه "ال يقع الصلح إال بموافقة جميع الدائنين‪ ،‬وال يجوز للدائنين‬
‫أصحاب التأمينات العينية المقررة على أموال المفلس االشتراك في التصويت على الصلح بديونهم‬
‫مقدما"‪.‬‬
‫المضمونة بالتأمينات المذكورة إال إذا نزلوا عن هذه التأمينات ً‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الصلح يعتبر عقد ذو طبيعة خاصة فهو عقد جماعي يتم بين المفلس وجماعة الدائنين‬
‫ويراقبه القضاء(‪.)1‬‬
‫ويرى البعض أن اشتراط إجماع الدائنين الذين لهم التصويت على الصلح يبدو‬
‫أمر عسير‪ ،‬إذ أن مجرد اعتراض أحد الدائنين على الصلح مهما كانت قيمة دينه‬
‫يحول دون انعقاد الصلح القضائي‪ .‬وكذلك إذا تغيب أحد الدائنين أو أكثر ولم يشارك‬
‫في التصويت على الصلح‪ ،‬حيث أنه لم يعالج المشرع هذا الفرض‪ ،‬ويذهب بعض الفقه‬
‫إلى أن األفضل شرط موافقة األغلبية المزدوجة (عددية وقيمية)(‪.)8‬‬
‫وعلى خالف ذلك يذهب راي آخر نتفق معه إلى أن اشتراط األغلبية فيه خروج‬
‫على المبادئ العامة في عمل أية تسوية مع المفلس‪ ،‬والتى تستلزم ضرورة الموافقة‬
‫الجماعية للدائنين على الصلح كي تصبح التسوية نافذة في حقهم(‪.)3‬‬
‫يضاف إلى ذلك أن الصلح يأتي نتيجة الوساطة‪ ،‬والتى تنتهي باتفاق جميع‬
‫األطراف المتنازعة وتراضيهم حول بنود االتفاق النهائي‪ ،‬وهو ما يستلزم موافقة جميع‬
‫الدائنين على الصلح ليتم تحرير عقد به يوقعه جميع الدائنين لكي يصبح نافذ في‬
‫حقهم‪.‬‬
‫ويتم توقيع محضر الصلح في الجلسة التى تم فيها التصويت عليه ويقوم‬
‫القاضي بالتصديق عليه‪ ،‬ويتم نشره بإحدى الصحف اليومية (م‪ )121‬من القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬القاضي الذي يصدق عليه هو قاضي التفليسة الذى حرر المحضر‬
‫بمعرفته وبواسطته‪ ،‬والتصديق على الصلح يعطيه القوة التنفيذية والحجية القانونية‪.‬‬
‫واذا كان المدين شركة أشهر إفالسها‪ ،‬يقوم الممثل القانوني عنها مقامها في‬
‫كل أمر يستلزم فيه القانون أخذ رأي المفلس أو حضوره وعليه الحضور أمام قاضي‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.811‬‬


‫(‪ )8‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.828 ،824‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.811 ،811‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫التفليسة أو أمينها متى طلب منه ذلك واإلدالء بما يطلب من معلومات أو إيضاحات‬
‫(م‪ )111‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫خاصا بشركة أصدرت سندات قرض أو صكوك تمويل تجاوز‬ ‫ً‬ ‫واذا كان الصلح‬
‫قيمتها ثلث مجموع ديونها‪ ،‬فال يجوز منحها الصلح إال إذا وافقت على شروطه الجمعية‬
‫العامة لجماعة مالكي هذه السندات أو الصكوك‪ ،‬وتؤجل دعوة الدائنين إلى االجتماع‬
‫للمداولة في الصلح إلى أن تصدر تلك الموافقة (م‪ )813‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪.8112‬‬
‫بناء على طلب أمينها أو‬
‫وجدير بالذكر أنه لقاضي التفليسة من تلقاء نفسه أو ً‬
‫طلب المفلس أن يندب لجنة إعادة الهيكلة‪ ،‬لوضع خطة الستمرار تجارة المفلس بما‬
‫يشمل تشغيل المتجر إذا اقتضت ذلك المصلحة العامة أو مصلحة المفلس أو الدائنين‬
‫(م‪/123‬الفقرة األولى)‪.‬‬
‫الصلح مع ختلي املدين عن أمواله‪:‬‬
‫وضع المشرع نص خاص لحالة الصلح مع تخلي المدين عن أمواله كلها أو‬
‫بعضها‪ ،‬حيث تنص المادة (‪ )122‬من القانون على أنه "يجوز أن يعقد الصلح على‬
‫أن يتخلى المدين عن أمواله كلها أو بعضها لبيعها وتوزيع ثمنها على الدائنين‪ ،‬وتسري‬
‫ممنوعا عن التصرف واإلدارة في‬
‫ً‬ ‫على هذا الصلح أحكام الصلح القضائي ويظل المدين‬
‫األموال التى تخلي عنها‪.‬‬
‫وتباع األموال التى يتخلى عنها المدين ويوزع ثمنها طبقًا للقواعد المقررة لبيع‬
‫وتوزيع أموال المفلس في حالة االتحاد‪.‬‬
‫واذا كان الثمن الناتج عن بيع األموال التى تخلى عنها المدين يجاوز الديون‬
‫المطلوبة منه وجب رد المقدار الزائد إليه"‪.‬‬
‫يتنازل الدائنين في هذا الصلح عن جزء من ديونهم‪ ،‬إال أنه يختلف عن الصلح‬
‫القضائي في استمرار غل يد المدين المفلس بالنسبة لألموال التى يقع عليها الترك أو‬
‫التخلي‪ .‬وهو بذلك يتفق مع االتحاد في غل اليد وبيع األموال وتوزيع ثمنها على‬
‫تبر ذمة المدين من األجزاء التى تبقى غير‬
‫الدائنين‪ ،‬ولكنه يختلف عنه في أنه بالصلح أ‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ملزما بأن يدفع‬


‫طبيعيا في ذمته)‪ ،‬في حين يظل المفلس في االتحاد ً‬
‫ً‬ ‫(دينا‬
‫مدفوعة ً‬
‫مدنيا(‪.)1‬‬
‫دينا ً‬
‫الجزء المتبقي إلى الدائنين بوصفه ً‬

‫املطلب الثاني‬
‫آثار الصلح بعد شهر اإلفالس‬
‫يترتب على نجاح الوساطة‪ ،‬والوصول إلى الصلح وتحرير محضر بالصلح‬
‫والتصديق عليه انتهاء التفليسة وزوال كل آثار اإلفالس‪ ،‬باإلضافة إلى بعض اآلثار‬
‫األخرى التى نعرض لها فيما يلي‪:‬‬
‫أولًا‪ :‬انتهاء التفليسة‪:‬‬
‫يترتب على تحرير عقد الصلح والتصديق عليه صدور قرار من قاضي‬
‫التفليسة بانتهاء التفليسة (م‪ /112‬جـ) من القانون رقم ‪ 11‬لنسة ‪.)8(8112‬‬
‫وال يجوز لقاضي التفليسة أن يأمر بإنهائها إال بعد اإلطالع على تقرير من‬
‫أمين التفليسة يبين فيه تحقق حالة الصلح مع المدين المفلس‪ ،‬وتنتهي التفليسة بمجرد‬
‫صدور قرار قاضي التفليسة بإنهائها ويستعيد المفلس جميع حقوقه(‪.)3‬‬
‫ثانيًا‪ :‬زوال كل آثار اإلفالس‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ )128‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "تزول جميع‬
‫(‪)1‬‬
‫أن يقدم إلى‬ ‫آثار اإلفالس بصدور قرار التصديق على الصلح‪ ،‬ويكون على األمين‬
‫ختاميا ويناقش الحساب بحضور قاضي التفليسة‪.‬‬
‫ً‬ ‫حسابا‬
‫ً‬ ‫المفلس‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 882 ،881‬‬


‫ار بإنتهاء‬
‫(‪ )8‬المادة (‪ )112‬تذكر الحاالت التى إذا توافرت إحداها يصدر قاضي التفليسة قرًا‬
‫التفليسة‪ ،‬ومنها الحالة (ج) الصلح مع المدين المفلس‪.‬‬
‫(‪ )3‬المادة (‪ )11‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬والتى تنص على أنه "ال يجوز لقاضي التفليسة أن‬
‫يأمر بإنهائها إال بعد اإلطالع على تقرير من أمين التفليسة أو أمين اتحاد الدائنين بحسب‬
‫األحوال يبين فيه تحقق إحدى الحاالت المشار إليها في المادة (‪ )112‬من هذا القانون‪ .‬وتنتهي‬
‫التفليسة بمجرد صدور قرار قاضي التفليسة بإنهائها ويستعيد المفلس جميع حقوقه"‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وتن تهي مهمة األمين ويستلم المفلس أمواله ودفاتره وأوراقه منه بموجب إيصال‪،‬‬
‫وال يكون األمين مسئوًال عن هذه األشياء إذا لم يستلمها المفلس خالل سنة من تاريخ‬
‫إقرار الحساب الختامي‪.‬‬
‫محضر بجميع ما تقدم"‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ويحرر قاضي التفليسة‬
‫وبناء على هذا النص تزول جميع آثار اإلفالس بالتصديق على الصلح ومنها‬
‫ً‬
‫زوال غل اليد‪ ،‬أي يعود المفلس إلدارة أمواله وتشغيل منشأته التجارية‪ ،‬ويوقف صرف‬
‫أيضا حقه في التقاضي وتنحل جماعة الدائنين‪ ،‬كما‬
‫اإلعانة المقررة للمفلس‪ ،‬ويعود له ً‬
‫تنتهي مهمة أمين التفليسة ويسلم المفلس أمواله ودفاتره وأوراقه طبقًا لما ورد بنص‬
‫المادة (‪ )128‬بعاليه(‪.)8‬‬
‫عدم جواز الطعن يف القرارات التى يصدرها قاضي التفليسة‪:‬‬
‫الق اررات التى يصدرها قاضي التفليسة نهائية ال يجوز الطعن عليها ما لم ينص‬
‫القانون على غير ذلك أو كان القرار مما يجاوز اختصاصه(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬المقصود بكلمة األمين الواردة بالنص أمين التفليسة‪ ،‬وهو الممثل القانوني للتفليسة الذى تعينه‬
‫المحكمة إلدارتها‪( .‬التعريف الوارد في المادة (‪ )1‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )8‬لمزيد من التفاصيل حول آثار الصلح راجع‪ :‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪-821‬‬
‫‪.812‬‬
‫(‪ )3‬وذلك وفقًا لنص المادة (‪ )113‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬والتى تنص على أنه‪" :‬ال يجوز‬
‫الطعن فى الق اررات التى يصدرها قاضي التفليسة ما لم ينص القانون على غير ذلك أو كان‬
‫القرار مما يجاوز اختصاصه‪ ،‬ويقدم الطعن خالل عشرة أيام من تاريخ إيداع القرار‪ .‬بصحيفة‬
‫تودع قلم كتاب المحكمة وتعلن لذوي الشأن وتنظره المحكمة في أول جلسة‪ ،‬على أال يشترك‬
‫قاضي التفليسة المطعون في ق ارره في نظر هذا الطعن‪ ،‬ويوقف الطعن تنفيذ القرار حتى تفصل‬
‫المحكمة في أمره ما لم تر المحكمة األمر باستمرار تنفيذه‪.‬‬
‫واذا رفضت المحكمة الطعن جاز لها أن تحكم على الطاعن بغرامة ال تقل عن خمسة آالف‬
‫جنيه وال تجاوز عشرين ألف جنيه‪ ،‬إذا تبين لها أنه تعمد تعطيل تنفيذ قرار قاضي التفليسة"‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وقد توسع المشرع في تحصين ق اررات قاضي التفليسة العتبارات تتعلق بسرعة‬
‫انتهاء التفليسة وقفلها‪ ،‬ومن ثم حسم المنازعة بما يؤدي إلى استقرار األوضاع والمراكز‬
‫القانونية(‪.)1‬‬
‫أثر الصلح مع أحد املدينني (املفلس) يف حالة تعددهم على باقي املدينني‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ )133‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه "إذا وجد جملة‬
‫ملتزمين بدين واحد شهر إفالس أحدهم فال يترتب على هذا اإلفالس أثر بالنسبة إلى‬
‫الملتزمين اآلخرين ما لم ينص القانون على غير ذلك‪.‬‬
‫واذا تم الصلح مع الملتزم الذى أفلس فال تسري شروطه على الملتزمين‬
‫اآلخرين"‪.‬‬
‫يواجه هذا النص حالة تعدد المدينين بدين واحد‪ ،‬وتم شهر إفالس أحد هؤالء‬
‫المدينين؛ إذ رتب المشرع أمرين في حالة شهر إفالس أحد المدينين الملتزمين بدين‬
‫واحد وهما‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬ال يرتتب على إفالس أحد املدينني أثر بالنسبة إىل امللتزمني اآلخرين‪:‬‬
‫أي أن الدائن يشترك في التفليسة بالمبلغ الذى يخص المدين المفلس من‬
‫إجمالي الدين‪ ،‬ويرجع بالمبلغ المتبقي من الدين على باقي المدينين (الملتزمين به)‬
‫بخالف المفلس طبقًا للقواعد العامة‪ .‬أي أنه ال أثر إلفالس أحد المدينين على التزام‬
‫باقي المدينين بسداد ما يخصهم في الدين‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬عدم سريان شروط الصلح مع املدين املفلس على امللتزمني اآلخرين‪:‬‬
‫إذا تم الصلح مع المدين المفلس‪ ،‬فال تسري شروطه على الملتزمين اآلخرين‪،‬‬
‫وهذا أمر منطقي؛ إذ أن الصلح قد يتضمن تنازل الدائن عن جزء من دينه قبل المدين‬
‫المفلس‪ ،‬فال يستفيد باقي المدينين المشتركين في الدين من هذا التنازل وال يجوز لهم‬
‫المطالب ة بسقوط جزء من دينهم قبل الدائن مثل المفلس‪ ،‬وذلك ألن عقد الصلح مع‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.384 ،318‬‬
‫راجع لديه الشرح التفصيلي للطعن في ق اررات قاضي التفليسة المبدأ واالستثناءات واجراءات‬
‫الطعن‪ ،‬ص ‪.414-311‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫المفلس هو عقد خاص به وبدائنيه وال يسري في مواجهة غيرهم‪ ،‬وال يجوز لغيرهم‬
‫المطالبة بنفس البنود الواردة به‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬حاالت الصلح اخلاصة بالشركات‪:‬‬
‫تنص المادة (‪ )814‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه‪" :‬إذا انتهت‬
‫تفليسة الشركة باالتحاد وتم الصلح مع واحد أو أكثر من الشركاء المتضامنين فال يجوز‬
‫تخصيص أموال الشركة للوفاء بشروط هذا الصلح أو لضمان تنفيذها‪ ،‬ويب أر الشريك‬
‫الذى حصل على الصلح من التضامن‪.‬‬
‫واذا تم الصلح مع الشركة وانتهت تفليسات الشركاء المتضامنين باالتحاد‪،‬‬
‫استمرت الشركة قائمة إال إذا كان موضوع الصلح هو التخلي عن جميع أموالها‪.‬‬
‫مستقال‬
‫ً‬ ‫واذا انتهت تفليسة الشركة وتفليسات الشركاء بالصلح‪ ،‬اعتبر كل صلح‬
‫عن غيره وال تسري شروطه إال على دائني التفليسة الخاصة به"‪.‬‬
‫ينظم هذا النص الفروض الثالثة للصلح المتعلق بالشركات‪ ،‬وهذه الفروض هي‪:‬‬
‫الفرض األول‪ :‬الصلح مع واحد أو أكثر من الشركاء املتضامنني وانتهاء تفليسة الشركة باالحتاد(‪:)1‬‬
‫في هذه الحالة ال يجوز تخصيص أموال الشركة للوفاء بشروط هذا الصلح أو‬
‫لضمان تنفيذها‪ ،‬وتب أر ذمة الشريك الذى حصل على الصلح من التضامن‪.‬‬

‫قضائيا‪ ،‬وانما حالة قانونية تحصل من تلقاء نفسها بقوة القانون‬


‫ً‬ ‫عقدا‬
‫(‪ )1‬االتحاد ليس كالصلح ً‬
‫بمجرد توافر أحد األسباب القانونية‪ ،‬ودون حاجة قرار يصدر من قرار يصدر من قاضي التفليسة‪،‬‬
‫بحيث تستمر إجراءات التفليسة بجميع آثارها بما فيها غل اليد حتى تصفية أموال التفليسة وتوزيع‬
‫ثمنها على الدائنين‪ ،‬تتحقق حالة االتحاد إذا توافر أحد األسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬إذا لم يطلب أي من ذوي المصلحة مباشرة إجراءات الوساطة للوصول إلى الصلح‪.‬‬
‫‪ -‬إذا طلب المدين الصلح ورفضه الدائنون‪ ،‬أو رفض قاضي التفليسة التصديق عليه‪.‬‬
‫‪ -‬إذا حصل المدين على الصلح ثم أبطل‪ .‬فالحكم ببطالن الصلح يحرم المفلس من عمل صلح‬
‫جديد‪.‬‬
‫راجع د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.312 ،318‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الفرض الثاني‪ :‬الصلح مع الشركة وانتهاء تفليسات الشركاء املتضامنني باالحتاد‪:‬‬


‫في هذه الحالة تستمر الشركة قائمة‪ ،‬ويتم استمرار تشغيلها وفقًا لشروط‬
‫الصلح‪ ،‬إذا كان موضوع الصلح هو التخلي عن جميع أموالها‪.‬‬
‫الفرض الثالث‪ :‬انتهاء تفليسة الشركة وتفليسات الشركاء بالصلح‪:‬‬
‫مستقال عن غيره وال تسري شروطه إال على‬
‫ً‬ ‫في هذا الفرض يعتبر كل صلح‬
‫دائني التفليسة الخاصة به‪ .‬وذلك أمر منطقي‪ ،‬إذ أن كل عقد صلح يرتب حجية‬
‫ألطرافه فقط وال يمتد لغيرهم‪ ،‬وفقًا لمبدأ نسبية أثر العقد‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املبحث الثاني‬
‫بطالن الصلح وفسخه وآثارهما‬
‫متهيد وتقسيم‪:‬‬
‫يرتب الصلح بعد شهر اإلفالس آثاره بمجرد تحققه‪ ،‬إال أنه هناك حاالت معينة‬
‫إذا توافرت تم طلب إبطال هذا الصلح‪ .‬واذا أخل المفلس بتنفيذ شروط الصلح يجوز‬
‫لكل دائن طلب فسخ الصلح‪.‬‬
‫وقد حدد المشرع المحكمة المختصة بالبطالن والفسخ ومن يحق له طلب‬
‫البطالن أو الفسخ وآثارهما‪.‬‬
‫وعلى ذلك نقسم هذا المبحث إلى مطلبين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬بطالن الصلح وفسخه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آثار بطالن الصلح وفسخه‪.‬‬
‫املطلب األول‬
‫بطــــــالن الصلــــح وفسخــــه‬
‫أولًا‪ :‬بطــــالن الصلــــح‪:‬‬
‫حددت المادة (‪ )123‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬حاالت بطالن الصلح‬
‫بعد التصديق عليه‪ ،‬والميعاد الذى يجب تقديم طلب البطالن خالله‪ ،‬والمحكمة‬
‫المختصة بنظر البطالن‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬حاالت بطالن الصلح‪:‬‬
‫يبطل الصلح بعد التصديق عليه وذلك في الحالتين اآلتيتين‪:‬‬
‫احلالة األوىل‪ :‬صدور حكم بإدانة املفلس يف إحدى جرائم اإلفالس بالتدليس‪:‬‬
‫من شروط مباشرة الوساطة للوصول إلى الصلح مع المدين المفلس أال يكون‬
‫محكوم عليه بعقوبة اإلفالس بالتدليس‪ ،‬واذا بدأ التحقيق مع المفلس فى جريمة اإلفالس‬
‫بالتدليس وجب تأجيل النظر في الصلح (م ‪ )121‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫ومن ثم يبطل الصلح إذا صدر بعد التصديق عليه حكم بإدانة المفلس فى‬
‫إحدى جرائم اإلفالس بالتدليس‪ .‬وقد حددت هذه الجرائم المادة (‪ )888‬من القانون رقم‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 553 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫متفالسا بالتدليس كل تاجر توقف عن دفع‬


‫ً‬ ‫‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬حيث نصت على أنه "يعد‬
‫ديونه في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا أخفى دفاتره أو أعدمها أو غيرها‪.‬‬
‫ار بدائنيه‪.‬‬
‫‪ -8‬إذا اختلس أو خبأ جزًءا من ماله إضرًا‬
‫مدينا بطريق التدليس بمبالغ ليست في ذمته حقيقةً‪ ،‬سواء‬
‫‪ -3‬إذا اعترف أو جعل نفسه ً‬
‫ناشئا عن مكتوباته أو ميزانيته أو غيرهما من األوراق أو عن إق ارره‬
‫ً‬ ‫كان ذلك‬
‫الشفاهي أو عن امتناعه من تقديم أوراق أو إيضاحات مع علمه بما يترتب على‬
‫ذلك االمتناع"(‪.)1‬‬
‫واذا صدر حكم بإدانة المفلس نتيجة توافر إحدى الحاالت السابقة بعد‬
‫التصديق على الصلح‪ ،‬يبطل الصلح‪.‬‬
‫طلب اتخاذ التدابير للمحافظة على أموال المفلس في حالة بدء التحقيق معه‬
‫أو رفع دعوى اإلفالس بالتدليس‪:‬‬
‫إذا بدء التحقيق مع المفلس في جريمة اإلفالس بالتدليس بعد التصديق على‬
‫الصلح أو إذا أقيمت عليه الدعوى الجنائية في هذه الجريمة بعد التصديق على الصلح‪،‬‬
‫بناء على طلب النيابة العامة أو كل‬
‫جاز للمحكمة التى أصدرت حكم شهر اإلفالس‪ً ،‬‬
‫ذي مصلحة أن تأمر باتخاذ ما تراه من تدابير للمحافظة على أموال المدين‪ ،‬وتلغى‬

‫(‪ )1‬ويعاقب المتفالس بالتدليس ومن شاركه في ذلك بالسجن من ثالث إلى خمس سنوات وبغرامة ال‬
‫تقل عن خمسين ألف جنيه وال تجاوز خمسمائة ألف جنيه (مادة ‪ 883‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪.)8112‬‬
‫كما تنص المادة(‪ )888‬على أنه "إذا أفلست شركة مساهمة أو شركة حصص‪ ،‬يحكم على أعضاء‬
‫أمر من األمور‬
‫مجلس إدارتها ومديريها بالعقوبات المقررة للتفالس بالتدليس إذا ثبت أنهم أرتكبوا ًا‬
‫المنصوص عليها في المادة(‪ )888‬من هذا القانون أو إذا فعلوا ما يترتب عليه إفالس الشركة‬
‫بطريق الغش أو التدليس‪ ،‬وعلى الخصوص إذا ساعدوا على توقف الشركة عن الدفع سواء‬
‫باحا وهمية أو‬
‫بإعالنهم ما يخالف الحقيقة عن رأس المال المكتتب أو المدفوع أو بتوزيعهم أر ً‬
‫بأخذهم ألنفسهم بطريق الغش ما يزيد عن المرخص لهم به في عقد الشركة"‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫هذه التدابير بحكم القانون إذا تقرر حفظ التحقيق أو صدور قرار بأن ال وجه إلقامة‬
‫الدعوى أو حكم ببراءة المفلس(‪.)1‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬ظهور تدليس ناشئ عن إخفاء موجودات المفلس أو المبالغة فى‬
‫ديونه‪:‬‬
‫يبطل الصلح إذا ظهر بعد التصديق عليه تدليس ناشئ عن إخفاء موجودات‬
‫المفلس أو المبالغة فى ديونه‪ .‬وتمثل هاتين الحالتين غش من المفلس‪ ،‬كما أنهما من‬
‫صور اإلفالس بالتدليس المجرمة بالمادة (‪ ،)888‬إال أن المشرع أوجب بطالن الصلح‬
‫في حالة توافر ًأيا منهما‪ ،‬ليواجه بذلك حالة انقضاء دعوى اإلفالس بالتدليس بالتقادم‪،‬‬
‫أو بوفاة المفلس(‪.)8‬‬
‫ب‪ -‬ميعاد تقديم طلب بطالن الصلح‪:‬‬
‫الحكم على المفلس بعقوبة اإلفالس بالتدليس يستتبع بطالن الصلح بقوة‬
‫القانون(‪ .)3‬واذا توافرت الحالة الثانية التى تجيز طلب بطالن الصلح‪ ،‬وهي ظهور‬
‫تدليس ناشئ عن إخفاء موجودات المفلس أو المبالغة في ديونه‪ ،‬في هذه الحالة يجب‬
‫أن يكون طلب إبطال الصلح خالل ستة أشهر من اليوم الذى يظهر فيه التدليس واال‬
‫كان الطلب غير مقبول‪ ،‬وفي جميع أحوال ال يكون طلب إبطال الصلح مقبوًال إذا قدم‬
‫بعد انقضاء سنتين من تاريخ التصديق على الصلح(‪.)4‬‬
‫جـ‪ -‬احملكمة املختصة بنظر دعوى بطالن الصلح‪:‬‬
‫تختص المحكمة التى أصدرت حكم شهر اإلفالس بنظر دعوى إبطال‬
‫الصلح(‪ .)8‬ويالحظ أنه ليس للمحكمة أي سلطة تقديرية في الحكم ببطالن الصلح؛ إذ‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )124‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬


‫(‪ )8‬راجع في ذلك د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.812 ،811‬‬
‫(‪ )3‬انظر د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.812‬‬
‫(‪ )4‬المادة (‪ /123‬الفقرة الثانية) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )8‬المادة (‪ /123‬الفقرة الرابعة) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫أن المشرع أورد حاالت البطالن على سبيل الحصر‪ ،‬ومن ثم إذا توافرت إحدى هذه‬
‫الحاالت وجب على المحكمة التى تنظر دعوى اإلبطال أن تقضي ببطالن الصلح‪.‬‬
‫ويقدم طلب إبطال الصلح من كل ذي مصلحة‪ ،‬أو النيابة العامة‪ ،‬كما يجوز‬
‫للمحكمة أن تقضي به من تلقاء نفسها بالتبعية لحكمها على المفلس بعقوبة اإلفالس‬
‫بالتدليس نتيجة توافر إحدى حاالت هذه الجريمة‪.‬‬
‫الحكم بإبطال اتفاق المفلس مع أحد الدائنين بمنحه مزايا خاصة مقابل التصويت‬
‫على الصلح‪:‬‬
‫إذا قام المدين أو أي شخص بعقد اتفاق مع أحد الدائنين لمنح هذا الدائن مزايا‬
‫خاصة مقابل التصويت على الصلح‪ ،‬فإن هذا االتفاق يمثل جريمة‪ ،‬تجيز للمحكمة‬
‫الجنائية أن تقضي من تلقاء ذاتها بإبطال هذا االتفاق‪ .‬وكذلك تقضي بإلزام الدائن برد‬
‫ما استولى عليه بمقتضاه ولو صدر الحكم فى الجريمة بالبراءة‪ .‬وللمحكمة أن تقضي‬
‫بناء على طلب ذوي الشأن بالتعويض عند االقتضاء(‪.)1‬‬
‫أيضا ً‬ ‫ً‬
‫ثانيًا‪ :‬فســـخ الصلح‪:‬‬
‫أجاز المشرع طلب فسخ الصلح‪ ،‬إذا توافرت أسبابه وقدم الطلب إلى المحكمة‬
‫المختصة بنظره‪.‬‬
‫أ‪ -‬طلب فسخ الصلح‪:‬‬
‫ملزما للجانبين‪ ،‬حق لكل دائن طلب الفسخ متى‬
‫عقدا ً‬
‫لما كان الصلح القضائي ً‬
‫أخل المفلس بتنفيذ شروط الصلح(‪ .)8‬ومن ثم يكون طلب فسخ اتفاق الصلح قاصر‬
‫على الدائنين الوارد أسمائهم في االتفاق‪ ،‬وحقهم في طلب فسخ الصلح مرتبط بعدم‬
‫تنفيذ المدين المفلس (الطرف الثاني في اتفاق الصلح) اللتزاماته المتفق عليها‪ ،‬كعدم‬
‫سداد أقساط الديون للدائنين في المواعيد المتفق عليها‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )828‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬


‫(‪ )8‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.811 ، 812‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ب‪ -‬احملكمة املختصة بنظر طلب فسخ الصلح‪:‬‬


‫تنص المادة (‪ /128‬الفقرة األولى) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬على أنه‬
‫"إذا لم يقم المفلس بتنفيذ شروط الصلح جاز طلب فسخه من المحكمة التى أصدرت‬
‫حكم شهر اإلفالس"‪.‬‬
‫ومن ثم تختص المحكمة التى أصدرت حكم شهر اإلفالس بنظر طلب الفسخ‪.‬‬
‫وتجدر مالحظة أن سلطة المحكمة في الحكم بفسخ الصلح سلطة تقديرية‪ ،‬بخالف‬
‫سلطتها في الحكم بالبطالن سلطة مقيدة‪ ،‬إذ يجب عليها الحكم بالبطالن إذا توافرت‬
‫إحدى الحاالت التى حددها المشرع على سبيل الحصر‪.‬‬
‫قابال للطعن فيه بالطرق‬
‫ويكون الحكم الصادر بفسخ الصلح أو برفضه ً‬
‫العادية(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.811‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املطلب الثاني‬
‫آثار بطالن الصلح وفسخه‬
‫يترتب على صدور حكم ببطالن الصلح الذى تم بين المدين ودائنيه أو بفسخه‬
‫عدة آثار منها آثار مشتركة بين البطالن والفسخ وأخرى مختلفة وهي المتعلقة بأثر‬
‫البطالن أو الفسخ على الكفيل‪.‬‬
‫أولًا‪ :‬اآلثار املشرتكة املرتتبة على بطالن الصلح أو فسخه‪:‬‬
‫أ‪ -‬األثر الرجعي لبطالن الصلح أو فسخه‪:‬‬
‫يقتضي األثر الرجعي لبطالن الصلح أو فسخه أن تستأنف التفليسة سيرها‬
‫بال حالة التى كانت عليها عند إبرام الصلح‪ ،‬دون حاجة إلى صدور حكم جديد بشهر‬
‫اإلفالس(‪ .)1‬حيث تغل يد المفلس من جديد‪ ،‬ويعود ظهور جماعة الدائنين‪ ،‬واألثر‬
‫الرجعي المترتب على البطالن أو الفسخ ال يسري إال في العالقة بين طرفي الصلح‪،‬‬
‫أما الغير فال تأثير عليه من ذلك تطبيقًا لمبدأ نسبية العقد وأثره على طرفيه فقط‪،‬‬
‫ويقصد بالغير هنا الدائنون الذين تعاملوا مع المفلس بعد التصديق على الصلح(‪.)8‬‬
‫ب‪ -‬نفاذ التصرفات احلاصلة من املدين بعد التصديق على الصلح وقبل البطالن أو الفسخ‪:‬‬
‫التصرفات الحاصلة من المدين بعد التصديق على الصلح وقبل إبطاله أو‬
‫فسخه تكون نافذة في حق الدائنين‪ ،‬وال يجوز لهم طلب عدم نفاذها في حقهم إال طبقًا‬
‫لألحكام المنصوص عليها في المادة (‪ )831‬من القانون المدني(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.311‬‬


‫(‪ )8‬د‪ /‬حسين الماحي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.888‬‬
‫(‪ )3‬مفاد ذلك أن طلب عدم نفاذ التصرفات المشار إليه يخضع للقواعد العامة في القانون المدني‬
‫حيث تنص المادة (‪ )831‬على أن لكل دائن أصبح حقه مستحق األداء‪ ،‬وصدر من مدينه‬
‫تصرف ضار به أن يطلب عدم نفاذ هذا التصرف في حقه إذا كان التصرف قد أنقص من حقوق‬
‫المدين أو زاد في التزاماته وترتب عليه إعسار المدين أو الزيادة في إعساره وذلك متى توافرت‬
‫الشروط المنصوص عليها في المادة (‪ )832‬من القانون المدني‪.‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫وتسقط دعوى عدم نفاذ التصرف المنصوص عليها في الفقرة السابقة بمضي‬
‫سنتين من تاريخ إبطال الصلح أو فسخه(‪.)1‬‬
‫جـ‪ -‬عودة الديون كاملة إىل الدائنني‪:‬‬
‫تعود إلى الدائنين بعد إبطال الصلح أو فسخه ديونهم كاملة وذلك بالنسبة إلى‬
‫المفلس فقط‪ .‬ويشترك هؤالء الدائنون في جماعة الدائنين بديونهم األصلية كاملة إذا لم‬
‫شيئا من القدر الذى تقرر لهم في الصلح واال وجب تخفيض ديونهم‬
‫يكونوا قد قبضوا ً‬
‫األصلية بنسبة ما حصلوا عليه من القدر المذكور‪ .‬وتسري األحكام المذكورة في‬
‫الفقرتين السابقتين في حالة شهر إفالس المدين مرة أخرى قبل أن يصدر حكم بإبطال‬
‫الصلح أو بفسخه(‪.)8‬‬
‫وتعالج الفقرة األخيرة حالة شهر اإلفالس الجديد بعد الصلح القضائي؛ حيث قد‬
‫تنشأ ديون في ذمة المفلس بعد التصديق على الصلح‪ ،‬فإذا توقف عن دفعها جاز لكل‬
‫دائن من دائنيه الجدد طلب شهر إفالسه من المحكمة المختصة‪ ،‬وال يقبل طلب شهر‬
‫اإلفالس من الدائنين المتصالحين‪ ،‬الذين يقتصر حقهم فقط على طلب فسخ الصلح‬
‫عند تقاعس المدين عن تنفيذ شروطه(‪.)3‬‬
‫بناء على طلب واحد من الدائنين‬
‫ومتى قضي بشهر إفالس المدين مرة ثانية ً‬
‫ومنفصال عن اإلفالس األول الذى تم‬
‫ً‬ ‫مستقال‬
‫ً‬ ‫الجدد‪ ،‬فإن اإلفالس الثاني يكون‬
‫التصالح بشأنه‪ ،‬فلسنا بصدد تفليسة أغلقت ثم أعيد فتحها‪ ،‬وانما إزاء تفليسة جديدة‬
‫قائمة بذاتها‪ ،‬ويرتب اإلفالس الثاني كافة آثار اإلفالس السابق‪ ،‬وتطبق نفس القواعد‬
‫التى تنظم العالقة بين الدائنين السابقين على الصلح (المتصالحين) والدائنين الجدد(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬المادة (‪ )122‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬


‫(‪ )8‬المادة (‪ )121‬من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫(‪ )3‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫(‪ )4‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.314 ،313‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫ثانيًا‪ :‬أثر بطالن الصلح أو فسخه على الكفيل‪:‬‬


‫المقصود بالكفيل الشخص الذى يأتي به المدين ليضمن تنفيذ شروط الصلح‪.‬‬
‫ويترتب على إبطال الصلح براءة ذمة الكفيل الذى يضمن تنفيذ شروطه (المادة ‪/123‬‬
‫الفقرة الثالثة) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬
‫في حين ال يترتب على فسخ الصلح براءة ذمة الكفيل الذى يضمن تنفيذ‬
‫شروطه‪ ،‬ويجب تكليف هذا الكفيل بحضور الجلسة التى نظر فيها طلب فسخ الصلح‬
‫(المادة ‪ /128‬الفقرة الثانية) من القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪.8112‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫اخلامتـــــــــــة‬
‫تناولنا موضوع الوساطة وفقًا ألحكام قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬وقد خلصنا من خالل دراستنا لهذا الموضوع ومن‬
‫خالل الزيارات الميدانية التى قمنا بها إلدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية بالقاهرة‬
‫وطنطا إلى أهمية الوساطة في سرعة إنهاء المنازعات المتعلقة بطلبات إعادة الهيكلة‬
‫والصلح الواقي واإلفالس وتسويتها بطريقة ودية بما يسمح بتجنب المدين حكم شهر‬
‫اإلفالس وما يستتبعه من آثار سلبية‪ ،‬واستمرار المدين في تشغيل منشأته التجارية‬
‫وال حفاظ على العاملين بهذه المنشآت وعدم إنهاء عقودهم واستمرار اإلنتاج‪ ،‬واألخذ بيد‬
‫أيضا حصول الدائنين على‬ ‫المشروع المتعثر ومساعدته على النهوض من كبوته‪ .‬و ً‬
‫ديونهم بشكل مرضي‪ ،‬بما يحقق التوازن بين مصالح الطرفين (الدائن – المدين)‪ .‬كما‬
‫تعرضنا للوساطة بعد شهر اإلفالس والهدف منها الوصول إلى عقد صلح بين المدين‬
‫ودائنيه‪ ،‬والذى يترتب عليه زوال جميع آثار اإلفالس‪ ،‬وتمكين المدين من تشغيل‬
‫منشأته التجارية ومباشرة تجارته وادارة أمواله وسرعة حصول الدائنين على حقوقهم‪.‬‬
‫وال يخفى ما للوساطة من أثر إيجابي على االقتصاد القومي المصري‪ ،‬حيث‬
‫سلبيا على التصنيف اإلئتماني لمصر ومكانتها‬
‫ً‬ ‫أن كثرة أحكام اإلفالس تؤثر‬
‫االقتصادية بين الدول‪ ،‬في حين أن نجاح الوساطة يعمل على جذب المزيد من‬
‫المستثمرين وضخ المزيد من األموال المستثمرة داخل السوق المصري نتيجة طمأنة‬
‫المستثمرين أن قوانين الدولة تحمي أمواله‪ ،‬واذا تعثر تساعده على النهوض واستمرار‬
‫مشروعه‪.‬‬
‫وبالرغم من تلك المميزات للوساطة‪ ،‬هناك بعض النقاط التى تم استنتاجها‬
‫وتحتاج لمراجعة تشريعية‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم وجود جزاء على عدم تنفيذ المدين بنود اتفاق التسوية‪ ،‬إذ أنه من خالل‬
‫مراجعة إدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية تبين أنه في بعض األحيان ال‬
‫يقوم المدين بتنفيذ بنود اتفاق التسوية‪ ،‬وعليه يقوم الدائن بتقديم طلب جديد‬
‫إلدارة اإلفالس‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون المدين قد استفاد بالوقت الذى أهدر في‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫إجراءات الوساطة وأجل موعد شهر إفالسه ليقوم بتهريب أمواله أو التصرف‬
‫في بعض ممتلكاته‪ ،‬مما يؤثر على الضمان العام للدائنين‪ .‬لذلك ترتبط‬
‫الوساطة ارتباط كبير باألخالق وحسن النية من جانب المدين‪.‬‬
‫‪ -8‬تتم التسوية في طلب شهر اإلفالس بين المدين والدائن مقدم الطلب‪ ،‬وال يستلزم‬
‫القانون استدعاء باقي الدائنين لحضور جلسات الوساطة‪ ،‬ومن ثم تتم الوساطة‬
‫فى طلب شهر اإلفالس والتى تنتهي بإبرام اتفاق تسوية‪ ،‬وقد يقدم طلب آخر‬
‫من دائن آخر ضد نفس المدين ينتهي بإبرام اتفاق تسوية‪ ،‬وهكذا مما يترتب‬
‫عليه تباين اتفاقات التسوية لدائني نفس المدين‪ ،‬والذى يخل بمبدأ المساواة بين‬
‫الدائنين‪ ،‬إذ قد يحصل أحد الدائنين على أحد أصول المدين أو يتنازل له‬
‫المدين عن أحد ممتلكاته في مقابل سقوط دينه‪ ،‬في حين ال يحصل باقي‬
‫الدائنين على ذلك‪ ،‬حيث قد تنتهي الوساطة بتخفيض قيمة الفوائد أو بتقسيط‬
‫الدين‪ ،‬وذلك له أثره السلبي على الذمة المالية للمدين والتى تمثل الضمان العام‬
‫للدائنين‪ ،‬حث يتم إضعافها بما يضر بحقوق الدائنين الذين لم يقدموا طلب‬
‫شهر إفالس ويخل بمبدأ المساواة بين الدائنين‪.‬‬
‫‪ -3‬كما أنه لم ينظم القانون االعتراض على اتفاقات الوساطة أو طلب إبطالها‪ ،‬من‬
‫دائن لم يكن طرفًا فيها وكان اتفاق التسوية يؤثر بالسلب عليه‪ ،‬إذا خفض قيمة‬
‫الضمان العام للدائنين‪.‬‬
‫ومن خالل ما سبق نوصي باآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتم توقيع جزاء على المدين في حالة إخالله بتنفيذ بنود اتفاق التسوية مع‬
‫السماح للدائن برفع الدعوى مباشرةً أمام المحكمة‪ ،‬وارفاق نسخة من اتفاق‬
‫التسوية‪ ،‬وما يثبت عدم تنفيذ المدين لهذا االلتزام‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يستدعي الوسيط (قاضي اإلفالس) في حالة الوساطة في طلب شهر‬
‫اإلفالس جميع الدائنين في أول جلسات الوساطة الجماعية للوقوف على حجم‬
‫مديونية المدين‪ ،‬وتقييم الوضع المالي له بدقة قبل بداية الوساطة‪ ،‬واعما ًال لمبدأ‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫الشفافية والمساواة بين الدائنين‪ ،‬لكي يسهل لمن يرغب منهم في التدخل في‬
‫الطلب واالشتراك في مفاوضات الوساطة القيام بذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬السماح لكل ذي مصلحة لم يتمكن من حضور جلسات الوساطة باالعتراض‬
‫على اتفاق التسوية أو طلب إبطاله‪.‬‬
‫نظر ألهمية دور الوسيط (قاضي اإلفالس) في إنجاح الوساطة نوصي بزيادة‬
‫‪ً -4‬ا‬
‫الدورات المتخصصة في الوساطة للقضاة ودعم تخصصهم بشكل أكبر‪ ،‬مما‬
‫يترتب عليه إنهاء الكثير من الطلبات من خالل الوساطة وتخفيف العبء عن‬
‫المحاكم وتكدس القضايا‪.‬‬
‫‪ -8‬نوصي بضرورة إصدار الئحة تنظم إجراءات سير الوساطة ودور الوسيط فيها‬
‫نظر لخلو قانون تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس منها‪ ،‬والختالف‬
‫ًا‬
‫إدارات اإلفالس بالمحاكم االقتصادية في تنظيمها‪ .‬وذلك لما لها من أهمية‬
‫كبرى‪.‬‬
‫‪ -2‬بخصوص طلبات شهر اإلفالس يجب على قاضي اإلفالس تقييم المركز‬
‫المالي للمدين بدقة قبل مباشرة الوساطة‪ ،‬وذلك لمواجهة سوء نية المدينين‬
‫ار بالدائنين وتجنب شهر اإلفالس‪ ،‬واذا‬
‫المتعسرين من اللجوء للوساطة إضرًا‬
‫وجد أن ديون المدين تفوق أصوله يتم رفض الطلب ورفع دعوى شهر‬
‫اإلفالس‪ ،‬أو عرض إعادة الهيكلة إذا توافرت شروطها‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 553 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫املراجــــــــــع‬
‫أوالً‪ :‬املراجع باللغة العربية‬
‫أ‪-‬الكتـــــب‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ /‬أحمد أنوار ناجي‪ :‬مدى فعالية الوسائل البديلة لحل المنازعات وعالقتها‬
‫بالقضاء‪ ،‬بدون دار أو تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪ /‬إيمان منصور ود‪ /‬شريف عيد‪ :‬الوساطة وفن التفاوض‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪.8111 ،1‬‬
‫‪ .3‬د‪ /‬حسين الماحي‪ :‬تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪.8111 ،‬‬
‫‪ .4‬د‪ /‬خليل فيكتور تادرس‪ :‬الطرق الودية والقضائية إلنقاذ المشروعات المتعثرة من‬
‫اإلفالس‪ .‬دراسة مقارنة على ضوء القانون الفرنسي رقم ‪ ،8118-248‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ .5‬د‪ /‬خيري عبد الفتاح السيد البتانوني‪ :‬الوساطة كوسيلة بديلة لفض المنازعات‬
‫المدنية والتجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،8118 ،8‬ص‪.‬‬
‫‪ .2‬د‪ /‬سميحة القليوبي‪ :‬األسس القانونية لتنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.8111 ،‬‬
‫‪ .1‬د‪ /‬علي سيد قاسم‪ :‬قانون األعمال‪ .‬الجزء الخامس‪ .‬اإلفالس ووسائل حماية‬
‫المشروعات المتعثرة في القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ ،8112‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ .8‬د‪ /‬محمد إبراهيم موسى‪ :‬التوفيق التجاري الدولي‪ .‬وتغير النظرة السائدة حول سبل‬
‫تسوية منازعات التجارة الدولية‪ ،‬بدون دار أو تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ .9‬د‪ /‬محمد عبد الحميد القاضي‪ :‬األوراق التجارية واإلفالس والعقود التجارية‪ ،‬بدون‬
‫دار نشر‪.8112 ،‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫‪ .11‬د‪ /‬محمد عبد اهلل محمود‪ :‬حدود سلطة قاضي التفليسة‪ .‬في ضوء القانون رقم‬
‫‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بشأن تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ نشر‪.‬‬
‫‪ .11‬د‪ /‬محمد عبد النبي إبراهيم مصطفى‪ :‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬بدون دار نشر‪،‬‬
‫‪.8111‬‬
‫‪ .18‬د‪ /‬وليد عزت الجالد وأ‪ /‬خالد عبداهلل جمعه السليطي‪ :‬الوساطة في تسوية‬
‫المنازعات والدعاوى بالمحاكم االقتصادية‪ ،‬دراسة تحليلية تطبيقية‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.8181 ،1‬‬
‫ب‪ -‬الدوريـــــــات‪:‬‬
‫‪ .1‬د‪ /‬إبراهيم هزاع سليم‪ :‬الوساطة التجارية كحل بديل في المنازعات التجارية‪ ،‬مجلة‬
‫كلية القانون للعلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية القانون والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫كركوك‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،8181 ،38‬ص ‪.121-121‬‬
‫‪ .2‬د‪ /‬أحمد مصطفى الدبوسي السيد‪ :‬آليات وقاية المشروعات التجارية المتعثرة من‬
‫اإلفالس وفقًا للقانونين المصري واإلماراتي "دراسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬مجلة البحوث‬
‫القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬العدد ‪ ،14‬ديسمبر‬
‫ص ‪.821-412‬‬ ‫‪،8181‬‬
‫‪ .3‬د‪ /‬إيمان منصور‪ :‬إطاللة على أحكام اتفاقية سنغافورة بشأن الوساطة‪،‬‬
‫‪https://economyplusme.com ،8111/1/12‬‬
‫‪ .4‬الحاجي حميد‪ :‬الوسائل البديلة لتسوية النزاعات مدخل أساسي لإلصالح القضاء‪:‬‬
‫التحكيم والوساطة‪ ،‬مجلة الفقه والقانون‪ ،‬العدد الواحد والعشرون‪ ،‬يوليو ‪،8114‬‬
‫ص ‪.24-11‬‬
‫‪ .5‬المذكرة اإليضاحية لمشروع القانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪ 8112‬بإصدار قانون تنظيم‬
‫إعادة الهيكلة والصلح الواقي واإلفالس‪.‬‬
‫‪ .6‬د‪ /‬بوسماحة الشيخ‪ ،‬ود‪ /‬بقدار كمال‪ :‬النظام القانوني للوساطة‪ ،‬مجلة مقاربات‬
‫العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد التاسع عشر‪ ،‬المجلد التاسع‪ ،8118 ،‬ص ‪.132-111‬‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫د‪/‬كوثر سعيد عدنان‬

‫‪ .7‬د‪ /‬جمال عمران المبروك‪ :‬الوسائل الودية لتسوية منازعات االستثمار األجنبي‬
‫(دراسة تحليلية)‪ ،‬مجلة العلوم الشرعية والقانونية‪ ،‬كلية القانون بالخمس – جامعة‬
‫المرقب‪ ،‬العدد ‪.8112 ،1‬‬
‫‪ .8‬د‪ /‬حنان عبد العزيز مخلوف‪ :‬إعادة هيكلة المشروعات المتعثرة وفقًا ألحكام‬
‫القانون رقم (‪ )11‬لسنة ‪ 8112‬بشأن تنظيم إعادة الهيكلة والصلح الواقي‬
‫واإلفالس‪ ،‬مجلة الفكر القانوني واالقتصادي‪ ،‬كلية الحقوق‪ -‬جامعة بنها‪ ،‬السنة‬
‫التاسعة‪ ،‬العدد األول ‪ ،8111‬ص ‪..21-1‬‬
‫‪ .9‬د‪ /‬عادل عبد العزيز علي السن‪ :‬المفاوضات والتوفيق والوساطة كنظم ودية لحل‬
‫المنازعات‪ ،‬الورشة التكوينية حول (فن التحكيم ومهارات المحكم)‪ ،‬بالتعاون مع‬
‫المركز الدولي للوساطة والتحكيم بالرباط ومركز التحكيم التجاري لدول الخليج‬
‫العربية‪ ،‬الرباط‪ ،‬المملكة المغربية‪ 31-81 ،‬أكتوبر ‪ ،8111‬ص ‪.1‬‬
‫‪ .11‬د‪ /‬عمر فالح العطين‪ :‬دور المحاكم االقتصادية في فض المنازعات التجارية‪،‬‬
‫مجلة عمادة البحث العلمي‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬العدد ‪ ،8112 ،48‬ص ‪-13‬‬
‫‪.21‬‬
‫‪ .11‬د‪ /‬محمد خليل يوسف أبو بكر‪ :‬الوساطة االتفاقية في حل المنازعات االقتصادية‬
‫والتجارية قبل اللجوء إلى القضاء‪ ،‬مجلة رماح للبحوث والدراسات‪ ،‬العدد ‪،34‬‬
‫أغسطس ‪ ،8111‬ص ‪.138-111‬‬
‫‪ .12‬د‪ /‬محمد سالم أبو الفرج‪ :‬اتفاقية سنغافورة للوساطة ومنازعات االستثمار الدولي‪:‬‬
‫دراسة تحليلية لالتفاقية وتحديات الوساطة في منازعات االستثمار‪ ،‬المجلة‬
‫القانونية ‪ ،‬يناير ‪ ،8181‬ص ‪.818-118‬‬
‫‪ .13‬د‪ /‬محمد سالم أبو الفرج‪ :‬االلتزام بالسرية في الوساطة كإحدى آليات تسوية‬
‫المنازعات التجارية (دراسة مقارنة)‪ ،‬ملحق مجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫‪ -‬جامعة القاهرة‪ ،‬العدد السابع والثمانون‪ ،8114 ،‬ص ‪.211-412‬‬
‫‪ .14‬د‪ /‬محمد سالم أبو الفرج‪ :‬آليات إنفاذ إتفاقات التسوية الناتجة عن الوساطة‬
‫كطريق لحل المنازعات التجارية ‪.‬دراسة مقارنة‪ ،‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية‬

‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب ‪8181‬‬ ‫‪- 555 -‬‬ ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫كوثر سعيد عدنان‬/‫د‬

‫ ص‬،8114 -‫ العدد الثاني‬،‫ جامعة األسكندرية‬-‫ كلية الحقوق‬،‫واالقتصادية‬


.411-818
‫ وسائل بديلة لحل‬.‫ الوساطة والمصالحة والمفاوضات‬:‫ محيي الدين القيسي‬/‫ د‬.18
‫ الملتقى العربي األول التحكيم والوسائل البديلة لتسوية‬،‫الخالفات التجارية‬
‫المنازعات (التوفيق – الوساطة – الخبرة الفنية) بالتعاون بين المنظمة العربية‬
.2-1 ‫ ص‬،8111 ،‫للتنمية اإلدارية والمركز اللبناني للتحكيم ببيروت‬
– ‫ الفصل التشريعي األول – دور االنعقاد العادي الثالث‬،‫ نشرة مجلس النواب‬.16
.8112 ‫ من يناير سنة‬81-‫هـ‬1431 ‫ من جماد أول سنة‬11 ،‫العدد السادس‬

:‫ املراجع باللغة اإلجنليزية‬:‫ثانيًا‬


1. Adam Brenneman, Pamela Arce and others: You have options:
the use of Alternative Dispute Resolution in Insolvency
proceedings, Emerging Markets Restructuring Journal, issue
No.3 – Spring 2017.
2. Christopher Candon: Mediation use Grows in Bankruptcy
Cases, New Hampshire BAR News, July 15, 2015.
3. Donald L. Swanson: U. S. District Court's Local Mediation
Rule in Bankruptcy Court: Iowa and Minnesota Examples,
The Iowa Lawyer, February, 2019.
4. Hon. James M.Peck Morrison & Foerster LLP: mediation
mediations: Understanding the mediation culture of chapter
11, International Insolvency & Restructuring Report ,
2018/19.
5. Jeffrey R. Ansel, Winthrop & Weinstine: Mediation in
Bankruptcy Cases, March 10, 2015. https://www.mnbar.org
6. Larry Folks: Bankruptcy Mediation FAQ, Answers to
Frequently Asked Questions.
https://www.azdefaultlegalservices.com/ financial
/banknruptcy-mediation.htm
7. Maribeth Thomas, ESQ: Mediation in Bankruptcy, 2021.
https://bernsteinlaw.com/mediation-in-bankruptcy

8181 ‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب‬ - 555 - ‫جملة الدراسات القانونية‬
‫الوساطة وفق ًا ألحكام قانون تنظيم إعادة اهليكلة والصلح الواقي واإلفالس‬ ‫كوثر سعيد عدنان‬/‫د‬

8. Remigijus Jokubauskas: Alternative Dispute Resolution in


Insolvency, Societal Studies, Research Journal, Vol 9, No2,
(2017).
9. Remigijus Jokubauskas: Alternative Dispute Resolution in
Insolvency Disputes, Societal Studies, Research Journal, Vol
9, No.2 (2017).
10.Sharada & Associates: mediation in Bankruptcy Cases,
mediation Series - 17, (CAMP) Arbitration and mediation
Practice PVT. LTD, Samhita 216th Issue-July 2019.

:‫ املراجع باللغة الفرنسية‬:ً‫ثالثا‬


1. Bureau du surintendant des faillites Canada: La médiation en
matière de faillite. https://www.ic.gc.ca/eic/site/bsf-
osb.nsf/fra/br01083.html
2. Chambre d' Arbitrage & Mediation asbl: Definitions:
Arbitrage et mediation. www.arbitrage-mediation.be/info-
definitions.htm
3. Georges Teboul: les récentes mesures covid pour les
entreprises en difficulté: quelques réflexions, Dalloz Actualité,
11 Janvier 2021.
4. Gilles Malfre: La Transposition en droit Français des
Dispositions de la directive 2008 /52 du 21 mai 2008 Sur
certains Aspects de la mediation en matiere civile et
commerciale, Actes des colloques:" Les deuxièmes assises
internationale de la médiation Judiciaire", fort de France de
16-19 novembre, 2011.
5. Moussa Fanta Kourouma: le Procédé de passerelle entre la
conciliation et la sauvegarde- approche Comparative droit
français / droit OHADA,thèse de docteur en Sciences
Juridiques, Université de Toulon, 2018.
6. Serge Braudo: mediation definition- Dictionnaire Juridique,
Dictionnaire du droit privé.
https://www.dictionnaire-juridique.com/definition/mediation.
PhP.

8181 ‫العدد الثالث واخلمسون (اجلزء األول) سبتمرب‬ - 555 - ‫جملة الدراسات القانونية‬

You might also like